الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما مرجليوث المعاصر لجولدتسيهر (1858 - 1940 م) فقد تابع جولدتسيهر بل ذهب إلى أَنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك أوامر ولا أحكامًا سوى القرآن!! (1).
ويرى كيوم أنه لا يمكن إثبات صحة نسبة الأحاديث في " الكتب الستة " إلى الصحابة ولكن لعل بعضها تَسْلَمُ نِسْبَتُهُ (2).
ويفسر كيوم قول الزهري: «إِنَّ هَؤُلَاءِ الأُمَرَاءِ أَكْرَهُونَا عَلَى كِتَابَةِ الأَحَادِيثِ» تفسيرًا خاطئًا لِيُدَلِّلَ على وضعه للأحاديث وهو فهم جولدتسيهر من قبله.
وَيَتَشَبَّثُ نيكلسون بقول أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ: «مَا رَأَيْتُ الصَّالِحَ يَكْذِبُ فِي شَيْءٍ أَكْثَرَ مِنَ الْحَدِيثِ» (3). فذهب إلى أَنَّ شواهده في " دراسات محمدية " لجولدتسيهر وَأَنَّ أتقى العلماء كان يستعمل الغش في الحديث لتأييد أغراض سياسية ومذهبية.
وقد بَيَّنَ الإمام مسلم أَنَّ الكذب يجري على لسانهم ولا يَتَعَمَّدُونَهُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ: «مَا رَأَيْتُ الْكَذِبَ فِي أَحَدٍ أَكْثَرَ مِنْهُ فِيمَنْ يُنْسَبُ إِلَى الْخَيْرِ وَالزُّهْدِ» والكذب هنا على لغة أهل الحجاز وهو مطلق الخطأ.
ويرى كولسون وكيوم أَنَّ المُحَدِّثِينَ يبحثون في الأسانيد شَكْلِيًّا بدون الاهتمام بنقد المتون.
ويقول كيوم: «متى اقتنع البخاري بتحديد بحثه في سلسلة الرُوَاةِ في السند مفضلاً ذلك على نقد المتن، صار كل حديث مقبول الشكل حتميًّأ بحكم الطبع» (5).
نماذج من نقد المستشرقين للأحاديث:
1 -
جولدتسيهر واتهامه الزُّهْرِي بوضع حديث «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَاّ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ
…
» مع أَنَّ الحديث تعددت طُرُقُهُ عن غير الزُّهْرِي.
(1) Margliouth، Early Development of Islam 1914
(2)
Guillaume، Alfred: The Traditions of Islam، P 17.50، Oxford-1927
(3)
ابن عَدي، " الكامل ": 1/ 46 أ.
(4)
Coulson: European Critisism of Hadith literature. P. 55
(5)
Guillaume، Alfred: The Traditions of Islam، P. 55
2 -
استدلال جولدتسيهر وكيوم ونيكلسون بحديث «سَيَكْثُرُ الحَدِيثُ عَنِّي فَمَنْ حَدَّثَكُمْ بِحَدِيثٍ فَطَبِّقُوهُ عَلَى كِتَابِ اللهِ، فَمَا وَافَقَهُ فَهُوَ ِمنِّي، قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ» .
3 -
زعم نيكلسون أَنَّ حديث شق الصدر أسطورة نشأت عن تفسير {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1] ولو صح لدل على الصرع.
4 -
زعم واط أنَّ قصة الغرانيق صحيحة لأنها في غاية الغرابة فلا بُدَّ أَنْ تكون حقيقة في جوهرها، إذ لا يُتَصَوَّرُ أَنْ يخترعها واحد ثم يقنع جماعة ضخمة بقبولها (1) والحق أنَّ عددًا كبيرًا من علماء المسلمين أنكرها مثل ابن خزيمة والبيهقي وعياض وابن العربي والرازي والقُرطبي وَالعَيْنِي وَالأَلُوسِي والشوكاني.
5 -
تكذيب كيب لحديث «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ» بِحُجَّةِ أنه وضع لِلْرَدِّ على حركة الوضع!! (2) مع أنَّ الحديث متواتر، رواه مائتان من الصحابة وله أكثر من أربعمائة طريق (3).
6 -
دعوى فنسنك أنَّ حديث «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ
…
» موضوع بعد الالتقاء مع نصارى الشام والتأثر بهم (4) متناسبًا أنَّ الشهادتين تردان في الأذان والصلاة!!.
7 -
يشكك موريس بوكاي ببعض الأحاديث في " صحيح البخاري " في كتاب بدء الوحي وكتاب الطب لأنها لا توافق العلم الحديث، والأحاديث التي تكلم فيها من المشكل الذي تكلم فيه العلماء القدامى (5).
إنَّ أخطاء المستشرقين في موضوع السُنَّة يمكن أَنْ ترجع إلى عوامل متباينة منها:
[1]
عدم تَذَوُّقِ اللغة العربية بالقدر الكافي.
[2]
ضحالة الفهم للثقافة الإسلامية وتاريخ صدر الإسلام.
[3]
إهمال المنهج النقدي عن المُحَدِّثِينَ.
[4]
التَعَسُّفُ في تفسير النصوص بسبب الأهواء الدينية والقومية.
(1) Watt; Mohammed، Prophet and statesman P.61
(2)
Gibb; Mohammedanism P.82-84
(3)
المناوي " فيض القدير ": 6/ 216.
(4)
Gibb; Muslim greed P.32
(5)
Maurice Bucaille; The Bible، Quoran، and Science P.242-248