الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلام الأئمة تشريع دائم ككلام الرسول صلى الله عليه وسلم
-:
وليس مستغربا أن يقول الخميني ذلك ما دام قد نص على أن الأئمة أفضل من الرسل، فكلام الأئمة عنده دين يتبع في حياتهم وبعد مماتهم يقول في (ص90):(نحن نعلم أن أوامر الأمة تختلف عن أوامر غيرهم، وعلى مذهبنا فإن جميع الأوامر الصادرة عن الأمة في حياتهم نافذة المفعول، وواجبة الاتباع حتى بعد وفاتهم).
الأئمة حجة الله على خلقه:
وما دام الأئمة بهذا المقدار وبهذه المنزلة فهم حجة الله على خلقه، ولا يجوز أن نستعجل فنقول لعل هذه الآية الخمينية تريد من قولها بأن الإمام حجة الله - وأنه مبلغ للدين ناشر له، لأنه لم يترك لأحد أن يفهم عنه فهما لا يريده، فقد فسر مراده ووضحه في (ص78) قال: (حجة الله تعنى أن الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عينه، وأناط به كل تصرف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويسعدهم، فحجة الله هو الذي عينه الله للقيام بأمور المسلمين، فتكون أفعاله وأقواله حجة على المسلمين يجب إنفاذها، ولا يسمح بالتخلف عنها في إقامة الحدود وجباية الخمس
…
).
ويقول الخميني في قوله تعالى: ((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)).
(أمر الله الرسول أن يرد الأمانة - أي الإمامة- إلى أهلها وهو أمير المؤمنين علي وعليه هو أن يردها إلى من بقيه، وهكذا
…
).
ويفسّر طاعة أولى الأمر في (ص84) بقوله: (خطاب عام للمسلمين بأمرهم فيه أن يتبعوا أولى الأمر أي الأئمة ويأخذوا عنهم التعاليم ويطيعوا أوامرهم). ويقول أيضا: (أولو الأمر هم الأئمة).
عقيدة الخميني في الإمام المنتظر:
خرافة كبيرة أصل بها الشيعة مذهبهم، ومكنوا للعلماء والفقهاء منهم أن يعلنوا رقاب الناس، ويستحلوا أموالهم، فقد زعموا أن محمد بن الحسن العسكري وهو الإمام الثاني عشر حسب زعمهم قد دخل سرداب بسامراء، وهو ابن خمس سنين وبقى مختفيا إلى اليوم، وهو مع ذلك حي يرزق وسيرجع يوما ما بعد أن تملأ الأرض جورا وظلما ليملأها نورا وعدلا، والفائدة التي حصل عليها الذين يتزعمون المذهب الشيعي أنهم باسم الإمام المنتظر يحكمون الناس ويولون أمورهم من غير ان يستطيع أحد الاعتراض عليهم، وقد نص على هذه القضية الخميني في أكثر من
موضع في كتابه كما في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة نقلا عن كتاب الحكومة الإسلامية (ص76 - 77)، (نحيلك في هذا على صفحة (ص76 - 77) من كتابه الحكومة الإسلامية) لنرى تلك
الرواية الغريبة العجيبة التي نقلها الخميني من كتاب الوسائل (18/ 101) كتاب القضاء الباب الحادي عشر الحديث 9 التاسع والنقل بواسطة كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة في كتاب (الغربة) ورواه الطبري في (الاحتجاج).
ماذا تقول هذه الرواية المنقولة بالإسناد، وما أعجبه من إسناده، تقول أن (إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت على) ترى هذا الكتاب موجه إلى من؟ إنه موجه إلى الإمام الغائب بواسطة أحد نواه وهو محمد بن عثمان العمري.
والخميني يقرر هذه الرواية ويصدقها ويقول: (الرواية الثالثة توقيع صدر عن الإمام الثاني عشر القائم المهدي وسنعرضه مع بيان كيفية الاستفادة منه).
نعم وجه هذا الرجل (إسحاق بن يعقوب)(لاحظ الاسمين: اسم الأب والجد فهما اسمان يهوديان في الأصل)، وجه رسالته إلى الإمام المنتظر وورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام، والذي يعنينا من جوابه هذه الفقرة التي احتج بها الخميني على إمامه الفقيه وهي قوله:(وإما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله، وأما محمد بن عثمان العمري فرضي الله عنه، وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي).
يقول الخميني في جملة تعليقه على هذه الخرافة (فالسائل المعاصر لأوائل غيبة الإمام، وهو على اتصال بنوابه، ويراسل الإمام ويستفتيه، لم يكن يسأل عن المرجع والفتوى
…
)
وهذه الرواية توضح الفائدة العظيمة التي قصد إليها أولئك الذين زعموا غيبة الإمام، فقد قصدوا أن تصير إليهم أمور الشيعة، وليس الأمر ذلك فحسب، بل أصبحت هذه عقيدة عند الشيعة لا يستطيعون أن يتخلصوا منها، وأصبح حالهم مع فقهائهم حال العبيد مع الأسياد، ذلك أن أئمتهم قالوا لهم (وهو قول مكذوب باطل) قالوا لهم (رواة حديثنا حجة عليكم) ولا يفوتني أن أوجه الانتظار هنا إلى أن محمد بن عثمان (النائب من الإمام) لم ينسى أو ينص في روايته المفتراه، على مقامه العالي ومنزلته العظيمة، حيث زعم على لسان الإمام صاحب الزمان قوله (أما محمد بن عثمان العمر فرضي الله عنه، وعن أبيه من قبل).
وبهذه العقيدة، عقيدة الغيبة، يستطيع أي رجل معاد للإسلام وأهله، إذا وصل إلى مرتبة القيادة عند الشيعة أن يزعم أنه اتصل بالإمام صاحب الزمان، وأرمه بكذا وكذا، ومما فيه تخريب للعباد والبلاد، ويستطيع أن يوجه طاقات الشيعة التي حرب الإسلام والكيد لأهله.