الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
1-
استثمر البحث فكرة كون مصطلح الحديث - (علوم الحديث) - يقوم أساسه على (الخبر) وبحث أسباب سلامته، ووجوه تطرُّق الخلل إليه، ومُعالجات ذلك، فجلّى هذه الفكرة، وربطها بأصلٍ واردٍ في السنّة المُطهّرة، يُشير إلى حاجة الخبر للمُعالجات المذكورة، فأخذ هذا الأصل من حديث:«ليس الخبر كالمعاينة» ؛ الذي جعل العلم البشري بِما يحدث محصورا في هاتين الوسيلتين: (المُعاينة) المُباشرة، و (الخبر) غير المُباشر.
2-
وضّح البحث وجهاً مُّهمًّا مِن وُجوه الابتكار في (نخبة الفكر) ؛ حيث توجّه مُؤلفها لافتتاحها - بعد خطبتها مباشرة- بالكلام عن (الخبر) .
3-
حيث إنّ مصطلح الحديث: ((علم بقوانين يُعرف بها أحوال السند والمتن من صحة وحسن وضعف
…
)) (1) ؛ ومَبْنَى أساسه على (الخبر) ؛ فإضافة (المصطلح) إلى (الحديث) يعني خدمتَهُ لأعظم الأخبار أهمّيّةً وأكبرها خطراً؛ وهو خبر السنّة النبوية -المصدر الثاني للتشريع الإسلامي- وطرق حفظها ونفي الدخيل عنها.
4-
وحيث إن غايةَ (مصطلح الحديث) خدمةُ أسبابِ سلامةِ الحديث، وغايتَهُ في أصله: خدمة سلامة الخبر مِن حيث هو، فإنّ ما هو مذكور في البحث حول ذلك يَصلُح أن يكون مدخلا مُّهمًّا لدراسة المُصطلح.
5-
ما قسمه الله تبارك وتعالى مِن قبول لهذا المُختصر (نخبة الفكر) لدى العلماء والدّارسين، وما حقّق الله به مِن نَّفع في علم المصطلح، وما هيّأ له مِن
(1) توجيه النظر ص (79) .
تَتابُع خِدْماتهم له بدون انقطاع، وتوالي شروحهم ودراساتهم حوله، وما استتبع ذلك مِن تنويهاتهم به وحثّهم على الإفادة منه.
6-
دَرَسَ البحثُ تأليفَ الحافظ لكتابه (نخبة الفكر) فتوصّل لتقرير خلاف ما هو مشهور من تأليف الحافظ لها وهو مُسافر، واستدعى ذلك مُتابعة أخبار رحلات الحافظ الكثيرة؛ التي خَلَتْ عن ذِكر هذا الذي انفرد بذكره العلامة ابن الوزير؛ فيما وقفت عليه، وما كان له مِن عُذر في عدم ضبط هذه المعلومة: مِن ظروف عدم استقرار، وتأكيد أنّ تاريخ تأليفها هو عام (812هـ) ووجوه ترجيح القول به، وما ترتّب عليه مِن بيان وهم المعلومة المُصاحِبة للمعلومة السابقة عن ابن الوزير رحمه الله حيث ذكر تاريخ تأليفها عام (817 هـ) ، مع التنبيه على أنّ شرحها (نزهة النظر) -وقد نقل عنها ابن الوزير- لو كان هو المُؤرّخ تأليفه بهذا لَما صحَّ أيضا، لأنّها فرغ من تأليفها الحافظ في مُستهلّ ذي الحجة من عام (818هـ)، وقد تأكّد مِن خلال تتبُّع الرحلات: حجُّ الحافظِ في عام (806 هـ) وقد خَفِيَ تأكيد ذلك على الإمام السخاوي رحمه الله وهو أخصُّ تلاميذ الحافظ به؛ فذكره ظنًّا، وسُبحانَ المُحيطِ علمُهُ بِكُلّ شيء.
7-
الاكتفاء - في الفصل الثالث- بالتعرُّض لأكثر من ثلاثين مُؤلَّفاً خدَمتْ (نخبة الفكر) ؛ بِعرض مُّوجز عن كُلٍّ منها: بِنُبذة تُعرّف به، وبأهمّيّته، وبيان المطبوع منه والمخطوط، والإحالة إلى ثلاثة جُهود مُّعاصِرة بارزة حاولتْ تتبُّع ما أمكنها مِن ذلك، وبلغ أكثرُها إحصاءً:(66) مُؤلّفا، وحيث إنه (مِنَ الصعوبة بمكان: الإحاطةُ بِكُلّ الشروح على (نخبة الفكر)
…
، لأنّ ذلك كثير جدا) (1) فإنه يكفي مِنَ القِلادة ما أحاط بالعنق.
(1) ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته
…
1/295.
8-
تخصيصُ الفصل الرابع بأحد هذه الجهود؛ وهو كتاب (نتيجة النظر في نخبة الفكر) لاعتبارين: أوّلهما أنه أوّلُ شُروحِها، وثانيهما: أنّه جاء برغبة مِّنَ الحافظ نفسه إلى مُؤلّفها أن يَّضعها، والكلامُ عنها بشيء من تفصيل: مخطوطاتها الأربع التي وقفتُ على إحداها، والتعريف بالشرح، والمقارنة بينهما مِن حيث تسميتُه وتسميةُ الحافظ لِشرحه:(نزهة النظر) ، ومِن حيثُ السِّماتُ الغالبة على كُلٍّ مّنهما، والتنبيه على كون شرح (نزهة النظر) ألصقَ بالتخصُّص الدقيق؛ على حدّ الاصطلاح العلمي المعروف اليوم، ثم أبرز سِمات منهج (نتيجة النظر) .
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وصلواته وسلامه على نبيّه ومُصطفاه؛ سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.