الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التمهيد
…
تمهيد في التعريف بالمؤلِّف والكتاب
الفصل الأول: التعريف بالمؤلِّف.
الفصل الثاني: التعريف بالكتاب ووصف النسخة المعتمدة وعملي في الكتاب.
الفصل الأول: التعريف بالمؤلِّف:
أولا: اسمه.
ثانيا: نسبته.
ثالثا: مولده.
رابعا: طلبه العلم ورحلاته.
خامسا: مكانته العلمية وثناء الناس عليه.
سادسا: مصنفاته.
سابعا: جهوده في الدعوة إلى السنة ومحاربة البدعة وأسلوبه في ذلك.
ثامنا: وفاته.
الفصل الأول
التعريف بالمؤلِّف
بعد الدراسة الضافية والموسعة، التي قدَّمها الدكتور بشار عوّاد عن الإمام الذهبي بعنوان:"الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام "1؛ لا أجدني بحاجة إلى تقديم دراسة وافية عن حياة الإمام الذهبي، وسأكتفي بتدوين ترجمة موجزة للمؤلف تتضمن الأمور التالية:
أولاً: اسمه:
محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، ابن الشيخ عبد الله التركماني، الفارقي2 ثم الدمشقي الشافعي3، ويكنى بأبي عبد الله.
ثانياً: نسبته:
اشتهر رحمه الله بـ "الذهبي " أو "ابن الذهبي "، نسبة إلى صنعة أبيه، حيث كان أبوه قد برع في صنعة الذهب، وتميز بها فعرف بالذهبي.
قال د. بشار: "ويبدو أنه- أي صاحب الترجمة- اتخذ صنعة أبيه مهنة له في أول أمره، لذلك عُرف عند بعض معاصريه بـ "الذهبي "، مثل: الصلاح الصفدي، وتاج الدين السبكي، والحسيني، وعماد الدين ابن كثير "4.
1 وهي في الأصل أطروحة دكتوراه في التاريخ الإسلامي، ظهرت أولى طبعاتها سنة 1976م.
2 نسبة إلى "ميافارقين"مدينة من أشهر مدن ديار بكر. انظر عنها: معجم البلدان للحموي: 4/703.
3 الذهبي: المعجم المختص بالمحدثين: ص97، بتحقيق: محمد الحبيب الهيلة، نشر مكتبة الصحابة بالطائف سنة 1408هـ.
4 الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام ص 79، ط: الحلبي 1976م.
قلت: ويدل لذلك قول سبط ابن حجر في ترجمته: "وتعلَّم صناعة الذهب كأبيه وعرف طرقها"1.
لذا نجد الذهبي يعرِّف نفسه في الغالب بـ "ابن الذهبي "2 وأحيانا بـ " الذهبي"3.
ثالثاً: مولده:
ولد الإِمام الذهبي في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وستمائة4 في مدينة دمشق5.
قال تلميذه الصفدي: "وأخبرني- أي الذهبي- عن مولده فقال: في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وستمائة"6.
رابعاً: طلبه العلم ورحلاته:
بدأ الذهبي رحمه الله في طلب العلم في سن الثامنة عشرة من عمره 7، وكانت عنايته متجهة إلى علم القراءات، وعلم الحديث، وقد بلغ في علم القراءات شأواً عالياً، فبرع في هذا الفن حتى إن شيخه شمس الدين أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز الدمياطي، أقعده مكانه في حلقته في الجامع الأموي في أواخر سنة 692، أو أوائل 693 حينما أصابه المرض الذي توفى فيه8، وألف في هذا الفن كتابه القيِّم "طبقات القُرَّاء".
1 رونق الألفاظ: (2/ 35/ آ) مخطوط. عن قاسم علي سعيد صفحات في ترجمة الحافظ الذهبي.
2 انظر: المعجم المختص. ص 97، ومعجم الشيوخ الكبير: 1/12 بتحقيق: محمد الحبيب الهيلة، نشر مكتبة الصحابة بالطائف سنة 1408 هـ.
3 انظر: السبكي. طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 102، بتحقيق: محمود الطناحي، وعبد الفتاح الحلو، ط: الأولى 1383 هـ.
4 الذهبي: المعجم المختص: ص 97
5 المصدر السابق. ص 97.
6 نكت الهميان: ص 242، ط: المطبعة الجمالية بمصر، سنة 1329 هـ.
7 ابن فهد: لحظ الألحاظ ذيل تذكرة الحفاظ: ص 348.
8 الذهبي: معجم الشيوخ:2/218.
أما علم الحديث فقد شغف به، وأولاه جل عنايته، فسمع ما لا يحصى من الكتب، ولقي الكثير من الشيوخ وأخذ عنهم، وأصيب بالشَّرَهِ في سماع الحديث وقراءته حتى إنه كان يسمع من أناس قد لا يرضى عنهم، كما قال في ترجمة: علاء الدين أبي الحسين بن مظفر الاسكندراني: "ولم يكن عليه ضوء في دينه، حملني الشره على السماع من مثله، والله يسامحه"1.
وقد رحل الإمام الذهبي في طلب العلم، فسمع بدمشق، وبعلبك، وبالقرافة، وبالثغر، ومكة، وحلب، ونابلس2، وحمص، وطرابلس، والرّملة، وبلبيس، والقاهرة، والإسكندرية، والحجاز، والقدس وغير ذلك3.
خامساً: مكانته العلمية وثناء الناس عليه:
برع الإِمام الذهبي رحمة الله عليه في علم الحديث ورجاله، والتاريخ وله تمكن في علم القراءات، مع مشاركة قوية في مختلف علوم الشريعة، وعلوم الآلة من نحو وصرف وأدب.
وقد تبوّأ رحمه الله مكانة علمية عالية في حياته، وكان جديراً بتولي مشيخة بعض المدارس والدور العلمية في عصره.
فتولى مشيخة دار الحديث بتربة أم الصالح، وهي من أكبر دور الحديث بدمشق، كما تولى بعد ذلك مشيخة دار الحديث الظاهرية.
وتولى تدريس الحديث بالمدرسة النفيسية، ومشيخة الحديث بدار
1 انظر: معجم الشيوخ 2/58.
2 الذهبي: المعجم المختص: ص 97.
3 الصفدي: نكت الهميان: ص 242.
الحديث والقرءآن التنكزية، ودار الحديث الفاضلية، ودار الحديث العُروّية1.
عرف منزلة الذهبي هذه، ومكانته، أفاضلُ أهل العلم من تلاميذه الذين أخذوا وتلقوا عنه، ومعاصريه الذين أدركوا فضله ومكانته، ومن جاء بعده من أهل العلم والفضل، فذكروه بخير، وأثنوا عليه بالجميل.
فقال تلميذه صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في ترجمته: "
…
أبو عبد الله الذهبي، حافظ لا يجارَى، ولافظ لا يبارَى، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس، وأزال الإيهام في تواريخهم والإلباس، مع ذهن يتوقد ذكاؤه، ويصح إلى الذهب نسبته وانتماؤه، جمع الكثير، ونفع الجم الغفير، وأكثَر من التصنيف، ووفر بالاختصار مؤونة التطويل في التأليف
…
اجتمعت به وأخذت عنه، وقرأت عليه كثيراً من تصانيفه،
…
له دُربة بأقوال الناس، ومذاهب الأئمة من السلف، وأرباب المقالات، وأعجبني ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثاً يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن، أو ظلام إسناد، أو طعن في رواة، وهذا لم أر غيره يعاني هذه الفائدة فيما يورده"2.
وقال ابن ناصر الدين: "
…
كان آية في نقد الرجال، عمدة في الجرح والتعديل، عالماً بالتفريع والتأصيل، إماماً في القراءات، فقيهاً في النظريات، له دُربة بمذاهب الأئمة وأرباب المقالات، قائماً بين الخلف، ينشر السنة ومذهب السلف
…
" 3.
وقال عنه السيوطي: "
…
وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة، فسمع الكثير، ورحل، وعني بهذا الشأن، وتعب فيه وخدمه، إلى أن رسخت فيه
1 راجع عن هذه المدارس ومشيخة الذهبي لها: الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام: ص 133. ومقدمة د. بشار لسير أعلام النبلاء: 1/41.
2 نكت الهميان: ص 241.
3 الرد الوافر: ص65، بتحقيق: زهير الشاويش، ط: الأولى 1400هـ، نشر: المكتب الإسلامي.
قدمه، وتلا بالسبع، وأذعن له الناس، -قال-:"وحكي عن شيخ الإِسلام أبي الفضل ابن حجر أنّه قال: "شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ".
والذي أقوله إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر"1.
هذا بعض ما قيل في هذا الإمام العظيم الشأن، وما تركت أكثر، وهو بعض ما يستحقه رحمة الله عليه.
أمّا هو فكان يقلل من شأن نفسه، ويتواضع تواضع العلماء الربّانيين فيقول في ترجمته لنفسه: "
…
وجمع تواليف- يقال مفيدة - والجماعة يتفضلون ويثنون عليه، وهو أخبر بنفسه، وبنقصه في العلم والعمل، والله المستعان، ولا قوة إلاّ به، وإذا سلم لي إيماني فيا فوزي"2.
يقول هذا عن نفسه، وهو من عرفنا في العلم والإمامة والفضل، فهل يعي هذا الجانب طلبة العلم؟، فإن لهم والله في سيرة هذا الإمام وأمثاله لقدوة، وأسوة.
سادساً: مصنفاته:
ذكر الدكتور بشّار للإمام الذهبي مائتين وأربعة عشر مصنفاً، وأشار في مقدمته إلى أنه عني بذكر آَثار الذهبي من المختصرات، والانتقاءات والتآليف، والتخاريج، مما ذَكَرتْه المصادر، أو وقف عليه، سواء أكانت مفقودة أم مخطوطة أم مطبوعة3.
1 طبقات الحفاظ: ص 522، ط: الأولى 1403 هـ، نشر: دار الكتب العلمية.
2 المعجم المختص. ص 97.
3 الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام ص 139.
وأشار أيضاً إلى أنه لم يُعْنَ باستقصاءِ طبعات الكتب ولا نُسَخِها في جميع خزائن العالم1.
وقد بذل جهداً متميزاً في دراسته للإمام الذهبي وكتابه "تاريخ الإسلام " بوجه عام، وفي اعتنائه بتتبع مؤلفاته ومحاولة استقصائها.
ومع ذلك فقد فاته ذكر بعض مصنفات الإمام الذهبي، التي لم يقف عليها أو على ذكر لها، ذكر منها الأستاذ: قاسم علي سعد ثمانية وثلاثين مصنفاً2. وفاته هو أيضاً ذكر بعض مصنفات الإمام الذهبي. وفي هذا دلالة على أن النقص وعدم الكمال من طبيعة عمل البشر، إذ أبى الله أن يتم كتاباً غير كتابه عز وجل.
ولمّا كان عمل الباحثين في فن من الفنون يكمل بعضه بعضاً، ويبدأ الآخر من حيث انتهى الذي قبله وهكذا حتى تتظافر الجهود على البلوغ بالبحث إلى أقصى ما يمكن للبشر من الاستيعاب والإتقان.
فإني من هذا المنطلق لم أشأ أن أعدد مصنفات الذهبي، التي ذكرها د. بشار أو الأستاذ قاسم علي سعد، لأنه تكرار لا موجب له، ورأيت أن أكتفي ببعض الإضافات التي وقفت عليها، سواء في أسماء المصنفات والمؤلفات، أو في ذكر نسخ خطية أخرى لبعضها، أو في الإشارة إلى طبع ما تم طبعه منها، وإن كان الدكتور بشار لم يلتزم باستقصاء الطبعات، ولا النسخ إلاّ أنه لو وقف على شيء من ذلك لذكره، وحيث إن في ذكر ذلك ما يفيد الباحثين، وطلاب العلم رأيت أن لا غضاضة في ذكر ما وقفت عليه أو بلغه علمي من نسخ أخرى لبعض هذه المؤلفات، أو طبعات لبعضها، أو زيادة توثيق لمصنفات ذكرها د. بشار، ولاسيما إذا كان هذا التوثيق من كلام الإمام الذهبي.
1 المصدر السابق ص 140.
2 صفحات في ترجمة الحافظ الذهبي: ص 31.
وهذا العمل ليس استدراكا على الباحثين الكريمين، ولا يقلل بحال من عملهما وإنما هو إضافة أطمع أن تكون مكملة لعملهما، مفيدة للباحثين وطلاب العلم.
وهذا أوان تفصيل ذلك:
أولاً: مؤلفات لم يذكرها د. بشار، أو الأستاذ قاسم:
1-
أسماء الذين راموا الخلافة.
ورقة واحدة طبعت بتحقيق د. صلاح الدين المنجد.
2-
الإمامة العظمى.
رسالة اختصر فيها كلام ابن حزم في ذلك، لها نسخة مصورة في قسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
3-
مختصر الجهر بالبسملة لأبي شامة:
له نسخة في الظاهرية ضمن مجموع رقم (55) الذي فيه "ذكر الجهر بالبسملة مختصراً" الذي اختصره الذهبي من تصنيف في هذا الموضوع للخطيب البغدادي، ذكره د. بشار برقم (133) .
4-
مسائل في طلب العلم وأقسامه.
يوجد له نسخة في الظاهرية برقم (3216) وهو غير كتاب: "بيان زغل العلم" الذي ذكره د. بشار برقم (119) ،وأشار إلى نشره. وقد طبع كتاب المسائل، بتحقيق: جاسم الدوسري.
5-
مشيخة محمد بن يوسف بن يعقوب:
ذكره الذهبي في "المشتبه"1.
1 المشتبه في الرجال:1/290، بتحقيق علي محمد البجاوي، ط الأولى 1962.
6 -
العزة للعلي العظيم.
ذكره الذهبي في السير (11/ 291) ويحتمل أن يكون هو "العلو للعلي العظيم ".
ثانياً: ذكر نسخة أو نسخ خطية لبعض مؤلفات الذهبي، لم يشر إليها د. بشار.
1-
بيان زغل العلم.
ذكره د. بشار برقم (119) وذكر له نسخة برلين.
قلت: عُثر له على نسختين أخريين:
أولاهما: في مكتبة الأحقاف بتريم، وعنها صورة في معهد المخطوطات في الكويت تحت رقم (181) .
والأخرى: في إحدى مكتبات اليمن، وعنها صورة في قسم المخطوطات في عمادة شئون المكتبات في الجامعة الإسلامية تحت رقم (254) .
2-
ذيل دول الإسلام.
ذكره د. بشار برقم (64) ، ولم يذكر له نسخاً خطية.
قلت: له نسخة خطية في مكتبة "تشستربتي " برقم (4100) ، بعنوان "ذيل تاريخ الإسلام".
3-
الرخصة في الغناء بشرطه.
ذكر له د: بشار نسخة الظاهرية رقم (7159) في 54 ورقة.
قلت: له نسخة أخرى في مكتبة "تشستربتي" في إيرلندا، تحت رقم (5356) في 57 ورقة.
4-
مختصر مناقب سفيان الثوري.
ذكره د. بشار برقم (163)، وقال: ولا نعرف اليوم منه نسخة.
قلت: له نسخه في دار الكتب المصرية برقم (382 مجاميع طلعت) .
5-
المعجم المختص بمحدثي العصر.
ذكره د. بشار برقم (84) ولم يذكر له نسخة.
وقد وجد له نسختان خطيتان الأولى في المكتبة الناصرية بالهند تحت رقم (154) ، والثانية في مكتبة آزاد ذخيرة سبحان الله، الجامعة الإسلامية في عليكره برقم (212 ع 297) /2.
6-
المقتنى في سرد الكنى.
ذكره د. بشار برقم (169) ، وذكر له ثلاث نسخ، الأولى في الأحمدية بحلب، والثانية في مكتبة فيض الله في استانبول، والثالثة في مكتبة الأوقاف ببغداد.
قلت: له نسخة رابعة في دار الكتب المصرية برقم (2786 ب) .
ثالثاً: ذكر بعض مصنفات الذهبي التي طبعت، ولم يشر إليها د. بشار إما لأنها طبعت بعد انتهائه من مؤلفه، أو لم يقع له علم بذلك.
1-
أحاديث مختارة من الموضوعات من الأباطيل للجوزقاني. [125] 1
طبع بتحقيق: د. محمد حسن الغماري، بعنوان "مختصر الأباطيل والموضوعات". نشرته دار البشائر الإسلامية سنة 1413 هـ.
2-
الأربعين في صفات رب العالمين. [13]
طبع بتحقيق: جاسم سليمان الدوسري، نشرته الدار السلفية في الكويت، سنة 1408 هـ.
كما طبع أيضاً بتحقيق: عبد القادر بن محمد عطا صوفي، نشرته
1 الرقم بين الحاصرتين المعقوفتين يشير إلى رقم الكتاب في كتاب د. بشار "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام".
مكتبة العلوم والحِكَم بالمدينة المنورة، سنة 1413هـ.
3-
تَشَبُّه الخسيس بأهل الخميس. [29]
طبع بتحقيق: علي حسن عبد الحميد، نشرته دار عمار، بالأردن، سنة 1408 هـ.
4-
ذكر الجهر بالبسملة مختصراً. [133]
طبع بتحقيق: جاسم سليمان الدوسري، نشرته الدار السلفية في الكويت، سنة 1408 هـ.
5-
ذكر من اشتهر بكنيته من الأعيان. [61]
طبع بتحقيق: جاسم سليمان الدوسري، نشرته الدار السلفية في الكويت، سنة 1408 هـ.
6-
المجرد في أسماء رجال كتاب سنن الإمام أبي عبد الله ابن ماجة سوى من أخرج له منهم في أحد الصحيحين. [78]
طبع بتحقيق: جاسم سليمان الدوسري، نشرته الدار السلفية في الكويت، سنة 1408هـ.
7-
مختصر مناقب سفيان الثوري. [163]
طبع بتحقيق: قسم التحقيق بدار الصحابة للتراث بطنطا، سنة 1413هـ.
8-
معجم الشيوخ الكبير. [81]
طبع بتحقيق: د. محمد الحبيب الهيلة، نشرته مكتبة الصديق بالطائف، سنة 1408 هـ.
9-
المعجم الصغير. [83]
طبع بتحقيق: جاسم سليمان الدوسري، نشرته الدار السلفية في الكويت، سنة 1408هـ. باسم " المعجم اللطيف ".
10-
المعجم المختص بمحدثي العصر. [84]
طبع بتحقيق: د. محمد الحبيب الهيلة، نشرته مكتبة الصديق بالطائف، سنة 1408 هـ.
11-
المقتنى في سرد الكنى. [169]
طبع بتحقيق: محمد صالح المراد، نشره مركز البحث وإحياء التراث الإسلامي في الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، سنة 1408 هـ.
12-
الموقظة في علم مصطلح الحديث. [11]
طبع بعناية: عبد الفتاح أبي غدة، نشرته مكتبة المطبوعات الإِسلامية في حلب، سنة 1405 هـ، وأعادت طبعه سنة 1412 هـ.
رابعاً: توثيق نسبة بعض مؤلفات الذهبي من كلامه في بعض مؤلفاته الأخرى.
اعتمد د. بشار في توثيق نسبة بعض المؤلفات للإِمام الذهبي على ذكر بعض المترجمين للإِمام الذهبي لها، مع أن الإمام الذهبي ذكرها في بعض كتبه، ولعل الدكتور بشار لم يقف على ذلك، ووثق نسبة بعضها من كلام الذهبي نفسه في بعض كتبه، ثم وقفت على توثيقها من كلامه أيضا في بعض كتبه فرأيت إثبات ذلك أيضا للفائدة. فمن ذلك:
1-
ترجمة محمد بن الحسن الشيباني [105]
ذكره الذهبي أيضاً في: السير: 13/233.
2-
سيرة الحلاج. [108]
ذكره الذهبي أيضاً في السير: 16/265، وقال:"وقد جمعت بلاياه في جزئين "، وفي كلام الإِمام الذهبي هذا إجابة على قول د. بشار: "وهو من كتب الذهبي الغريبة لأنه لم يكن من الذين يعتقدون
الحلاج ومبادئه"- ثم قال: "ولعله اهتم به لشهرته ولشدة خطورة سيرته وما قام به و
…
".
قلت: وإنما جمعها الإِمام الذهبي للتحذير منها، وبيان فسادها ومخالفتها للشرع.
3-
طرق أحاديث النزول [8]
وثقه د. بشَّار من كلام ابن تغري بردى، وسبط ابن حجر، وابن العماد.
وقد ذكره الذهبي نفسه في كتابيه " العلو ص 73"1 و"الأربعين في صفات رب العالمين. ص70"2.
4-
كتاب مسألة دوام النار. [23]
وثقه د. بشار أيضاً من كلام المذكورين في الذي قبله.
وقد ذكره الذهبي نفسه في السير: 18/126.
5-
كتاب معرفة آل منده. [85]
ذكره الذهبي أيضاً في السير: 17/38.
6-
كسر وثن رتن. [163]
ذكره الذهبي أيضاً في السير: 12/367.
7-
الكلام على حديث الطير. [5]
ذكره الذهبي أيضاً في السير: 13/233.
1 بتصحيح: عبد الرحمن محمد عثمان ط المكتبة السلفية بالمدينة.
2 بتحقيق. عبد القادر بن محمد عطا صوفي.
سابعا ً: جهوده في الدعوة إلى السنة ومحاربة البدعة وأسلوبه في ذلك:
الإمام الذهبي من أئمة أهل السنة، وأعلامهم في عصره، له في الدعوة إلى السّنة والذبِّ عنها، ومحاربة البدعة والتحذير منها، جهود مشكورة، وآثار مذكورة مشهورة.
فمؤلفاته المفيدة، في التاريخ، والتراجم، كتاريخ الإِسلام، وسير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفاظ، وميزان الاعتدال، تحمل في طياتها كثيراً من أقواله في الحضِّ على التمسك بالسنة، والثناء على أهلها، والتحذير من البدع وأهلها، وله في ذلك مصنفات متخصصة في كثير من مسائل الدين، عقيدة، وعبادة، بيَّن فيها منهج أهل السنة والسلف الصالح الواجب اتباعه، وردّ على أهل البدع من الفرق والطوائف الحائدة عن سواء الصراط.
فمن هذه المصنفات:
1-
كتابه القيم: العلو للعلي الغفار1. وهو من أهم الكتب المصنفة في مسألة العلو، جمع فيه النصوص من الكتاب، والسنة، وآثار السلف والأئمة في إثبات علو الله عز وجل على عرشه، والرد على النفاة والمؤولة لهذه الصفة.
2-
الأربعين في صفات رب العالمين2. أورد فيه أربعين حديثاً في عدد من صفات الله عز وجل.
1 مطبوع، تقدم.
2 طبع، بتحقيق: جاسم سليمان الدوسري، نشرته الدار السلفية في الكويت سنة 1408 هـ. وله طبعة أخرى بتحقيق: عبد القادر محمد عطا، نشرته مكتبة العلوم والحكم سنة 1413 هـ.
3-
كتاب رؤية الباري، عز وجل. وهو من كتبه التي لم تصل إلينا.
4-
كتاب مسألة الوعيد. ولم يصل إلينا أيضاً.
5-
كتاب في مسألة دوام النار. ولم يصل إلينا أيضاً.
6-
تشبه الخسيس بأهل الخميس. وهو في بيان بدعة التشبه بالنصارى في أعيادهم1.
7-
التمسك بالسنن. وهو كتابنا هذا.
وقام رحمه الله باختصار بعض المؤلفات التي ألفّها بعض أهل العلم في الردّ على بعض الفرق والطوائف وأهل البدع، فله:
1-
مختصر الرد على ابن طاهر لابن المجد، وهو في بيان مسألة السماع، ردّ فيه على من جوزه 2 ولم يصل إلينا.
2-
مختصر كتاب القدر للبيهقي. قال د. بشار: "ولا نعرف اليوم نسخة منه ولا من أصله".
قلت: أما أصله، فقد عثر على نسخة منه، في المكتبة السليمانية في استانبول، تحت رقم (1488)3.
3-
المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال4. اختصر فيه كتاب منهاج السنة، لشيخ الإِسلام ابن تيمية.
وله تآليف عديدة، ومختصرات في هذا الباب مفيدة.
وكان رحمه الله شديد الحذر والتحذير من البدع، يخشى على نفسه وغيره من الوقوع فيها، فكان يدعو ربه عز وجل ويسأله السلامة من البدع والثبات
1 وهو مطبوع كما تقدم.
2 انظر: الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام: ص 240.
3 انظر: د. أحمد عطية الغامدي: البيهقي وموقفه من الإِلهيات: ص (78) . وقد سجل الكتاب أطروحة جامعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
4 وهو مطبوع.
على السنة. ويقول: "يا مصرف القلوب، ألهمنا سنة نبيك وجنّبنا الابتداع والتشبه بالكفار"1.
ويقول: "اللهم أحيي قلوبنا بالسُّنُّةِ المحضة، وأمددنا بتوفيقك ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اهدنا الصراط المستقيم، وجنبنا الفواحش والبدع ما ظهر منها وما بطن
…
"2.
وُيحَذِّر رحمه الله من البدع وإلْفِها وخطورة ذلك، فيقول:"فمتى تعودت القلوب بالبدع وألفتها لم يبق فيها فضل للسنن"3. وفي ذلك موت القلوب وهلاكها وضلالها، وفي "اتباع السنن حَياة القلوب وغذاؤها"4.
وهذه النقول من كلامه رحمه الله تدل على مدى حُبّه للسنة، وحرصه عليها، وحذره من البدعة والوقوع فيها.
وكان من منهجه رحمه الله في دعوة أهل البدع: سلوك طريق الرفق واللين إذا كان المبتدع جاهلاً، لأن ذلك أحرى باستجابته وإقلاعه عن بدعته، فيقول:"فليكن رفقك بالمبتدع والجاهل حتى تردهما عما ارتكباه بلين، ولتكن شدتك على الضال الكافر"5.
ويقول: "والجاهل يعذر ويبين له برفق "6.
ونلمس أحيانا في أسلوبه شيئاً من الشدة والحدَّة ولاسيما مع من بُيِّن له الحق بدليله ولم يرعو عن بدعته وغيِّه.
1 تشبه الخسيس بأهل الخميس. ص 39.
2 المصدر السابق ص 50.
3 المصدر نفسه ص 46.
4 المصدر نفسه ص 46.
5 المصدر نفسه ص 45.
6 التمسك بالسنن ص 130.
فنراه يقول بعد أن ذكر نقولاً عن أئمة السلف في باب الصفات: "وقد طولنا في هذا المكان، ولو ذكرنا قول كل من له كلام في إثبات الصفات من الأئمة لاتسع الخرق، وإذا كان المخالف لا يهتدي عن ذكر ما أتت نقول الإِجماع على إثباتها من غير تأويل، أو لا يصدقه في نقلها فلا هداه الله، ولا خير والله فيمن رد على مثل: الزهري، ومكحول والأوزاعي
…
"1.
ثامناً: وفاته:
توفي الإِمام الذهبي رحمة الله عليه ليلة الاثنين، ثالث ذي القعدة، سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، ودفن في مقابر باب الصغير.
وكان رحمه الله قد أضَرّ قبل موته بأربع سنين أو أكثر2.
وقال الحسيني: "
…
أضر في سنة إحدى وأربعين، ومات في ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، بدمشق. . "3
1 الأربعين في صفات رب العالمين، بتحقيق: عبد القادر عطا ص 95.
2 الصفدي، نكت الهميان: ص 242.
3 ذيل تذكرة الحفاظ: ص 36.
الفصل الثاني: التعريف بالكتاب ووصف النسخة المعتمدة وعملي في الكتاب.
* التعريف بالكتاب.
1-
اسمه.
2-
توثيق نسبته للمؤلف.
3-
موضوع الكتاب.
* وصف النسخة المعتمدة في التحقيق.
* عملي في الكتاب.
الفصل الثاني: التعريف بالكتاب والنسخة المعتمدة.
* التعريف بالكتاب ويتضمن الجوانب التالية:
أولاً: اسمه:
لم يدون اسم الكتاب على غلاف النسخة، ولم يذكره المؤلف في مقدمته.
وسجل الكتاب في فهارس قسم المخطوطات في عمادة شؤون المكتبات في الجامعة الإسلامية بعنوان: "رسالة في البدعة".
ويبدو أن المفهرس أخذ هذه التسمية من قول المصنف رحمه الله في مقدمته بعد ذكر حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم: "اعلم أن البدعة مذمومة في الجملة".
ومع بحثي في تراجم الإمام الذهبي ومؤلفاته فإني لم أجد من ذكر له مؤلفاً باسم " البدعة ".
لكن ذكر من مؤلفاته كتاب "التمسك بالسنن " ولم أقف على ذكر له مخطوطا ولا مطبوعاً.
وقد بحثت طويلاً في مؤلفات الذهبي لعلي أجد نقولاً من هذا الكتاب أسترشد بها وأقارن بينها وبين ما جاء في الكتاب الذي بين أيدينا فلم أظفر بشيء.
لكن موضوع كتاب "التمسك بالسنن " ذو صلة وثيقة ببيان البدع والتحذير منها.
وفي كتابنا هذا نجد الإمام الذهبي رحمه الله يجمع بين بيان السنن والحض عليها، وبين بيان البدع والتحذير منها. فيقول في أول الرسالة:"فاتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أصل ونور، ومخالفته ضلالة ووبال، وابتداع ما لم يأذن به ولا سَنَّةُ مردود"1.
ويقول: "فلابدّ من العلم بالسنن "2.
ويقول: "فعلى العالم أن يفتش على المسألة النازلة في كتاب الله، فإن لم يجد فتش السنن، فإن لم يجد نظر في إجماع الأمة
…
"3.
ويقول في بيان ضرورة اتباع السنن والاقتصار عليها، ونبذ البدع والبعد عنها:
"وشرع لنا نبينا كل عبادة تقربنا إلى الله، وعلّمنا ما الإيمان وما التوحيد، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها، فأيُّ حاجة بنا إلى البدع في الأقوال والأعمال والأحوال والمحدثات، في السنة كفاية وبركة، فيا ليتنا ننهض ببعضها علماً وعملاً وديانة، واعتقاداً ".
ويقول في ص 48: "لكن الخير كله في الاتباع واجتماع الكلمة".
وهل كلام الذهبي هذا، وما يماثله في هذا الكتاب، إلَاّ دعوة إلى اتباع السنن، وحضٌّ على التمسك بها، ولا يتم ذلك إلا ببيان البدع والتنفير منها والحضِّ على الابتعاد عنها.
ولهذا أجدني شديد الميل إلى أن يكون كتابنا هذا هو كتاب (التمسك بالسنن) المذكور في مؤلفات الذهبي، ولذلك أثبته عنوانا للكتاب، ووضعت بين قوسين عبارة "والتحذير من البدع " لتضمن الكتاب الكلام عن البدع والتحذير منها.
ثانياً: توثيق نسبته للمؤلف:
يدل على صحة نسبة هذا الكتاب إلى الإمام الذهبي أمور منها:
1-
قول ناسخ هذه النسخة في نهايتها: "وكتبت هذه النسخة من خط مؤلفها الحافظ الذهبي وقوبلت على خطه ".
2-
ما سبق ذكره من الميل الشديد إلى كون هذا الكتاب هو كتاب " التمسك بالسنن " المذكور في مؤلفات الذهبي، كما ذكره، ابن تغرى بردى1، وسبط ابن حجر2، وابن العماد3.
3-
جرى الإِمام الذهبي رحمة الله عليه في كثير من كتبه، أنه إذ ورد ذكر السنة، واعتقاد السلف الصالح، سأل الله: الثبات عليه والتوفيق إليه4.
وإذ ورد ذكر فتنة في دين أو دنيا، ذيّل كلامه عليها، بالالتجاء إلى الله عز وجل وسؤاله السلامة منها5.
وإذ ذكر بدعة في عقيدة، أو عبادة، ذيل كلامه عنها بالتعوذ منها وسؤال الله المعافاة والسلامة منها، والثبات على السنة، والتمسك بها6.
وإذا ذكر معصية، أو سوء سلوك، في ترجمة عَلمٍ، ذيل كلامه بالدعاء له ولصاحبها بالصلاح7.
1 المنهل الصافي: ق 70.
2 رونق الألفاظ: ق 180.
3 شذرات الذهب: 6/ 156. وراجع: الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام ص 212.
4 انظر مثلا: الأربعين في صفات رب العالمين، تحقيق: عبد القادر عطا ص 164.
5 انظر: تشبه الخسيس بأهل الخميس ص 30.
6 انظر: المصدر السابق: ص 28، 39،50.
7 وهذا كثير. انظر مثلا: المعجم المختص ص 261 ترجمة رقم (332) .
وهذا المنهج والأسلوب نلمسه في كتابنا هذا في أكثر من موضع، فنراه لمّا ذكر أن اتباع غير سبيل المؤمنين بالهوى وبالظن وبالعادات المردودة مقت وبدعة، يدعو لنفسه فيقول:" اللهم اصرف قلوبنا إلى طاعتك "1.
ولمّا ذكر ما أنعم الله به على هذه الأمة المحمدية من وضع الإصر والأغلال عنها، وإباحة طيبات كثيرة حرمت على أهل الكتاب يذيل كلامه بقوله:"فلله الحمد على دين الإِسلام الحنيفي، فإنه يسر، ورفق، ورحمة للعالمين"2.
ولمّا ذكر البدع وتنوعها تعوذ منها في قوله: "فبدع العقائد تتنوع أعاذك الله وإيانا منها"3.
ونحو ذلك في مواطن من الكتاب.
وهذا هو أسلوب الذهبي في كتبه ومؤلفاته، وهو قرينة قوية على صحة نسبة هذا الكتاب إلى الإِمام الذهبي رحمة الله عليه، والله أعلم.
ثالثاً: موضوع الكتاب:
بدأ المؤلف كتابه ببيان أن البدعة مذمومة في الجملة، وأَنها تشريع في الدين لم يأذن به الله.
وبيَّن أنّ اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أصلٌ ونور وأنَّ مخالفته ضلال ووبال.
ثم أورد النصوص الداعية إلى اتباع السنة، والمحذرة من الابتداع.
ثم تكلم على تحديد مفهوم السنة والبدعة، ومنشأ النزاع في البدعة وأنه نشأ من جهة قوم ظنوا أن البدعة هي ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والتابعون أو لم يقولوه.
1 انظر: ص 109.
2 انظر: ص 122.
3 انظر: ص 126.
ثم بين أن طريقة أهل الأثر التفريق بين البدعة الشرعية، والبدعة اللغوية. ونقل كلام الإِمام الشافعي في تقسيم البدعة.
ثم بيّن خطأ قول من قال إن البدعة هي: "ما نهي عنها لعينها، وما لم يرد فيه نهي لا يكون بدعة ولا سنة"، وبين ما يلزم هذا القول من تعطيل معنى قوله صلى الله عليه وسلم:"كل بدعة ضلالة".
وأشار إلى بداية ظهور البدع وأن أولها بدعة الخروج، ثم الرفض والطعن في الصحابة، وبدعة القدر، والجبر، والجهمية، والتشبيه، ثم ذكر بدعة الخُرَّميَّة، والقرامطة وتعطيل الشرائع وأن بدعة هاتين الطائفتين من البدع المكفرة.
ثم بيَّن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة
…
" وذكر أمثلة للسنة الحسنة، وأخرى للسنة السيئة، وذمّ من لم يفرق بينهما.
وأوضح المراد من قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة" ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة" وأنه ليس معناه كلّ ما سمي بدعة ولابد من التفريق بين البدعة الشرعية واللغوية.
وبيّن كمال الدين، واستدل على ذلك، وأنه لا حاجة بالأمة بعد إكمال الدين إلى البدع في الأقوال، أو الأعمال. وأنّ اتباع الشرع متعين، واتباع الهوى والعادات بدعة ممقوتة.
ثم ذكر بعض الأمور التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعمل بها في عهده لانتفاء شرط الفعل ووجود مانعه كقتال أهل الردة، والمجوس والترك والخوارج، وكأمره بإطاعة أمراء الجور والصلاة خلفهم فإذا فعلت هذه الأشياء عند وجود المقتضي لها فلا تعد بدعة لأنها إنما فعلت بأمره وإن لم تفعل في عهده.
وأشار إلى أن إحداث ما بالناس إليه حاجة لتنظيم أمورهم الدنيوية، كتمصير المدن وإحداثها، ووضع الدواوين وخزائن الأموال لا يدخل في
مسمى البدعة المذمومة، وقد فعل الخلفاء والأئمة شيئاً من ذلك عند الحاجة.
ثم بين المنهج الذي ينبغي أن يسلكه العالم عند النوازل، وأَنه ينبغي أن يفتش أولاً في كتاب الله عز وجل، ثم في السنن، فإن لم يجد نظر في إجماع الأمة.
وبين بعد ذلك أن فعل ما أمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن فعله أو الأمر به، أو الندب إليه، مع قيام المقتضي في عهده، ليس بحسن ولا بر.
وما أُحدث بعده وكان بنا إليه حاجة فحسن، كفرض عمر للصحابة وغيرهم وجمع الناس في التراويح، وجمع الناس على مصحف.
ونبَّه إلى أَنه قد كثر المنكر والمحدَث، وأنه ينبغي النهي عن ذلك بنيّة خالصة، وحذر من الغضب والفرقة.
وأشار إلى أنه قد وقع التفريط في مسمى السنة حتى أخرج عنها بعض مسماها، واُدخل فيها ما ليس منها، وكذا الشرع أيضاً.
ونبه إلى يسر هذا الدين وسماحة الشريعة المحمدية وأنه ينبغي حمد الله على دين الإسلام فإنه دين يسر ورفق ورحمة للعالمين. وذكر أموراً كانت محرمة على الأمم قبلنا أباحها الله لهذه الأمة، كالعمل يوم السبت، وإباحة الغنائم، والتطهر بالتراب والصلاة في الأرض إلا المقبرة والحمام، وغير ذلك.
ثم بين تنوع البدع وتفاوتها في الشر مع كونها كلها ضلالة وأن شرها ما أخرج صاحبها من الإسلام وأوجب له الخلود في النار كبدع النصيرية، والباطنية، وادعاء نبوة علي.
ثم ذكر بعد ذلك بدع الخوارج، وغلاة الروافض، والجهمية، ثم بدع القدرية، والشيعة المفَضِّلة لعلي مع محبة الشيخين.
ثم ذكر بدع العبادات والعادات، وأن الخطب فيها أيسر منه في غيرها، كصلاة النصف من شعبان، وتلاوة جماعة بتطريب وأشباه ذلك. وذيل ذلك بأن الخير كله في الإتباع واجتماع الكلمة.
*وصف النسخة المعتمدة في التحقيق:
اعتمدت في تحقيق الكتاب على نسخة فريدة، أصلها محفوظ في: مكتبة الاسكوريال برقم 707/5.
لها صورة فلمية، محفوظة في قسم المخطوطات في عمادة شئون المكتبات في الجامعة الإسلامية تحت رقم (7955) .
وهي نسخة منقولة من خط المؤلف، ومقابلة عليه، كما أثبت ذلك الناسخ في آخر الكتاب.
عدد لوحاتها: تقع هذه النسخة في ست لوحات. ضمن مجموع تبدأ من (53/ آ-58/ ب) .
عدد الأسطر: يبلغ عدد الأسطر خمسة وعشرين سطراً في كل وجه من لوحات المخطوط.
عدد الكلمات: متوسط عدد الكلمات في كل سطر: عشر كلمات.
نوع الخط ووصفه: كتبت هذه النسخة بخط نسخي جيد، منقوط، ولم تخل النسخة من الأخطاء، وبعض الكلمات غير المقروءة.
ولم يذكر اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ.
*عملي في الكتاب:
1-
اجتهدت في قراءة النص ونسخه حسب القواعد الإملائية الحديثة، وضبطت بالشَّكْل ما يحتاج إلى ضبط خاصة ما قد يُشْكِل على القارئ.
وحاولت قدر الطاقة إخراج النص على أقرب صورة تركه عليها المؤلف.
2-
قمت بعزو الآيات القرآنية إلى سورها، فأشَرْتُ في الحاشية إلى اسم السورة ورقم الآية.
3-
خرَّجت الأحاديث النبوية، والآثار المروية عن السلف، وربما ذكرت كلام أهل العلم في الحكم على بعض الأحاديث.
4-
ترجمتُ للأعلام الوارد ذكرهم في النص ترجمة موجزة.
5-
عرَّفت بالفرق الوارد ذكرها في النص.
6-
شرحت ما يحتاج إلى شرح من الألفاظ الغريبة.
7-
أشرت إلى بداية كل صفحة من المخطوط بوضع خط مائل في النَّصَ والإشارة أمامه في الحاشية إلى رقم اللوحة والوجه، بين قوسين على الشكل الآتي (2/ ب) فالرقم يشير إلى رقم اللوحة والحرف يشير إلى أحد وجهي اللوحة.
8-
جعلت بعض العنواين بين قوسين مربعين داخل النصر المحقق.
9-
قمت بتحرير دراسة موجزة، عرّفت فيها بالمؤلف، والكتاب.
10-
صنعت بعض الفهارس التفصيلة التي تسهل على القارئ والباحث الوصول إلى بغيته من الكتاب بيسر وسهولة، على النحو التالي:
* صنعت فهرساً للآيات القرآنية الواردة في النص المحقق.
* وفهرساً للأحاديث والآثار.
* وفهرساً آخر للأعلام الوارد ذكرهم في النص.
* وفهرساً للفرق والطوائف والأمم والجماعات.
* وفهرساً للأمكنة والبقاع.
* وفهرساً للألبسة والأطعمة والمراكب.
* وفهرساً للمراجع والمصادر.
* وأخيراً فهرساً للموضوعات.