المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخلاف في تسمية أفعال الرب حوادث - أدب الخلاف - ياسر برهامي - جـ ٣

[ياسر برهامي]

فهرس الكتاب

- ‌أدب الخلاف [3]

- ‌أسباب الخلاف السائغ

- ‌تنوع الأدلة بين قطعية وظنية

- ‌تفاوت الأفهام

- ‌اختلاف القدرات في البحث

- ‌اختلاف طرق التعلم والتعليم

- ‌استحالة إنهاء الخلاف لا يعني عدم السعي لمعالجة أسبابه

- ‌بيان أن الترجيح في المسائل الخلافية ترجيح نسبي لا مطلق

- ‌فائدة معرفة الخلاف السائغ من غيره

- ‌مسلك العلماء المتقدمين والمتأخرين في مسائل الخلاف

- ‌نوع الخلاف في البدع المختلف فيها

- ‌أمثلة على الاختلافات السائغة بين أهل العلم

- ‌الخلاف في رؤية النبي لربه في الدنيا

- ‌الخلاف في تفضيل عثمان على علي

- ‌الخلاف في تفسير قوله تعالى (فثم وجه الله)

- ‌الخلاف في عصمة الرسل من الصغائر غير المزرية

- ‌الخلاف في نبوة الخضر

- ‌الخلاف في نبوة مريم

- ‌الخلاف في رؤية أهل الموقف لله عز وجل

- ‌الخلاف في تسمية أفعال الرب حوادث

- ‌الخلاف في مسائل التكفير

- ‌الخلاف في مسألة تكفير تارك الصلاة

- ‌الخلاف في تكفير الخوارج والرافضة والمعتزلة

- ‌الخلاف في تحقيق المناط في قضايا تكفير الأعيان

- ‌الخلاف في تكفير تارك الصلاة ليس اختلافاً في تحقيق المناط

- ‌الخلاف في تحقيق المناط لا يوجب العداوة بين المختلفين

- ‌موانع التكفير والتفسيق

- ‌الأسئلة

- ‌مسائل التوحيد في بلاد الحرمين من المعلوم من الدين بالضرورة

- ‌نوع الخلاف في نبوة الخضر وذكر شروط تكفير المعين

- ‌حكم من يقول بإيمان اليهود والنصارى

- ‌اعتبار الأشرطة في وصول الحجة

الفصل: ‌الخلاف في تسمية أفعال الرب حوادث

‌الخلاف في تسمية أفعال الرب حوادث

ومنها الخلاف في تسمية أفعال الرب حوادث، وهل يصح أن نقول: إن فعل الرب حادث، كما في قوله تعالى:{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء:2] فالذي قال فيه: إنه حادث، قصد أنه قديم النوع حادث الأفراد، فتسمى حادثة مع الإجماع على أنها ليست مخلوقة، وأن حدوثها ليس كحدوث المخلوقين، وهذا نص ترجمة الإمام البخاري في كتاب التوحيد، فقال: باب قول الله: ((مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ)) وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين، فهذا ترجيح من الإمام البخاري لتسمية أفعال الرب بأنها بالحوادث.

وقال قوم: كلام الله ليس بمحدث، وابن تيمية يقول: هو محدث وليس معنى محدث، عندهم أنه مخلوق، لكن معناه: أن الله تكلم به في وقت معين، فكلم الله به موسى حين كلمه ولم يكن كلمه قبل ذلك، أو بمعنى أنه محدث إلينا.

فالإمام البخاري ذكر هذا في هذه الآية، فلا يلزم من كونه محدثاً أن يكون مخلوقاً؛ لأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين، فالإمام البخاري وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله قالوا: إن أفعال الرب تسمى حادثة.

وغلطوا من قال: حادث بعد أن لم يكن، وقالوا: هو قديم النوع حادث الأفراد.

إذاً: فالخلاف في المسألة خلاف سائغ، مع أنها مسألة اعتقادية.

ص: 20