الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تصدير الطبعة الخامسة للترجمة الإنجليزية
إن نفاد طبعة أخرى أيضاً من هذا الكتاب ليدل على أنه لم ينقص تلهف الناس على استقبال أخبار بروتوكولات صهيون Protocols Of Zion، وانه ليزداد وضوحاً في كل يوم أن سياسة البروتوكولات الآن تطبق بعنف على الأمميين، لأن حكوماتها كما يفاخر المستر إسرائيل زانجفيل Mr. Israel ZangWill مطوقة باليهود ووكلائهم. وأن العالم مدين للأستاذ سرجي نيلوس professor Sergyei Nilus بنشر هذا الكتاب المفزع. وهكذا بينما روسيا تتخذ ضحية لبغضاء اليهودية الخالدة، ويقع عليها اختيار حكماء صهيون لتكون عبرة الانتقام اليهودي ـ فإن روسيا كذلك تكشف مدى الخطر الذي أيقظ العالم. وإن العالم لمدين لشجاعة هذا الابن الحق لروسيا الحقيقية، ولعزمه ووفائه، بأن كشفت الآن اليد الخفية Hidden Hand حتى جلدها ومخالبها، وإن الفوضى والعماء chaos (1) الذي يطبق على كل مكان هنا ليجد في هذا الكتاب غايته وسببه واضحين.
(1) وضع الدكتور أحمد امين بك كلمة (العماء) مقابلة لكلمة " chaos" حين ترجم عن الانجليزية كتاب "مبادئ الفلسفة" للأستاذ رايوبرت وذكر هناك سبب اختياره اياها، وقد تابعناه في ذلك مع اختلاف استعمال الكلمة هنا عن استعمالها هناك من حيث الحقيقة والمجاز، وهذا الاختلاف لا يمنع من متابعته، لان الكلمة معناها الفلسفي "المادة في حالة الاختلال وعدم الانتظام" ومعناها المجازي هنا "الاحداث في اختلالها وعدم انتظامها" فبين المعنيين الأصلي والمجازي تشابه واضح.
على كل قارئ ان يدرس المقدمة والتعقيب اللذين قدمهما لنا نيلوس نفسه، ولا سيما التعقيب وصلته بالبروتوكول الثالث الذي يكسف خطوات الأفعى الرمزية sympolic Serpent (1) في التفافها القاتل حول أوروبا. وأن حسرة الكاتب البالغة على مصير بلاده المحبوبة (روسيا) الذي كان يوشك أن يحل بها، والذي حاول هو سدى أن يتفاداه ـ لا يمكن أن تخيب في أن تزلزل عواطف كل قارئ يشعر شعوره، وفي تنفذ إلى اعماق فؤاده.
ويجب وجوباً أن نستحضر في عقولنا أن الاستاذ نيلوس قد نشر البروتوكولات أولاً في سنة 1902 وأن الطبعة التي اخذت ترجمتنا عنها قد نشرت سنة 1905، وأن النسخة ذاتها التي اتخذناها في الترجمة هي الآن في المتحف البريطاني مختوماً عليها تاريخ تسلمها وهو 10 أغسطس سنة 1906،أنه لا يمكن تفنيد هذه التواريخ التي تبرهن على أن الحرب العالمية، وصلب روسيا، والاضرابات، والثورات، والاغتيالات ـ قد حدثت جميعاً "وفق خطة". كما تبرهن على أن تلك الخطة لم تكن خطة المانيا ولا خطة انجلترا ولا أي امة
(1) ورد ذكر الأفعى الرمزية في البروتوكول الثالث ص 133، كما ورد أيضاً ذكرها والمراد منها بالتفصيل في التعقيب الذي كتبه الاستاذ نيلوس أول ناشر الكتاب، (أنظر في آخر الكتاب) وحسبنا هنا أن نذكر باختصار أن الأفعى رمز إلى الأمة اليهودية، فرأسها يرمز إلى المتفقهين في أسرار السياسة من حكماء اليهود، وبدنها يرمز إلى بقية الشعب اليهودي من الرعاع، وهي اليوم شعار البلاشفة في روسيا السوفيتية (ص4) وهم يكادون يكونون جميعاً من اليهود، فالحكومة الروسية حكومة يهودية تقريباً وسياستها لا تختلف كثيراً عن سياسة البرتوكولات، فهي ولا ريب من تأليف اليهود واخراجهم كما يظهر لكل متأمل. وينبغي ألا تفوتنا الاشارة هنا في اتخاذ اليهود الأفعى شعاراً لهم انهم نقلوه عن المصريين القدماء، لان الأفعى المقدسة في نظر الفراعنة رمز الحكمة والقوة والدهاء وكانوا يجسمونها على تيجانهم كما يظهر من آثارهم، وليست الأفعى وحدها كل ما نقل اليهود عن المصريين الأقدمين وغيرهم، إذ لا شيء في عقائدهم ونظمهم قد ابتدعوه بل هم ينقلون ما ينقلون ما ينقلون ويهودونه حتى يناسب عصرهم الشرير، وهم حتى اليوم عالة على غيرهم من الأمم في كل منا شط الحياة ومظاهر الحضارة، يأخذون ولا يعطون كما يتضح من تاريخهم وعدم مشاركتهم في ابتداع شيء من صور الحضارة منذ أقدم العصور.
أخرى الا أمة اليهودية بلغتها السرية ـ اليد الخفية The hidden Hand ـ التي كشف عنها الآن بعد أمد طويل في البروتوكولات التي لا حاجة بنا إلى القول بأنها لم يقصد منها أن تراها عيون الأمميين (غير اليهود).
ويزعم اليهود، ضرورة أن البرتوكولات زور، ولكن الحرب العظمى (1) ليست زوراً، ولا مصير روسيا زوراً، وبهذين الأمرين تنبأ حكماء صهيون منذ أمد طويل يرجع إلى سنة 1901.
أن الحرب العظمى لم تكن حرباً المانية بل أنها مكيدة دبرتها اليهودية، وقتال بسبب اليهود على تبادل ذخائر العالم، لقد كان اليهود هم الذين سخروا كل قواد الجيش وكل قواد الأساطيل، وأن بيانات معركة جتلاند Jutland Battle (2) ونتيجتها ـ لتقدم مثلاً واحداً صغيراً يبين كيف قاد اليهود الحرب سواء في البر أو البحر، وكيف حازوا "مغانم" الحرب لليهود، وكيف انهم حصلوا على سلطة القيادة والتوجيه على كل المتحاربين من أجل اليهود.
أيها القارئ: ان نشر هذا الكتاب ليلقي عليك مسؤولية كبيرة.
"لندن" أغسطس سنة 1921
البريطان
(1) أي الحرب العالمية الأولى، والمعنى أن حدوث هذه النكبات فعلاً كما حددت في البرتوكولات لا يمكن أن يكون بالمصادفة بل بتدبير اليهود، وفيه أدلة كافية على أن البرتوكولات من عمل اليهود، ليست مزيفة عليهم (انظر مقدمتنا ص 34 ـ 45).
(2)
انظر اشارتنا إليها ص 36.