المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطعن في القرآن الكريم - الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية

[محب الدين الخطيب]

الفصل: ‌الطعن في القرآن الكريم

ولا نعني بذلك أصول الفقه، بل أصول الدين عند الفريقين من جذورها الأولى.

‌مسألة التقية

وأول موانع التجاوب الصادق بإخلاص بيننا، وبينهم ما يسمونه "التقية"(1) فإنها عقيدة دينية، تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون، فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التفاهم والتقارب وهم لا يريدون ذلك ولا يرضون به ولا يعملون له (2)، إلا على أن يبقى من الطرف الواحد مع بقاء الطرف الآخر في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة. ولو توصل ممثلوا دور التقية منهم إلى إقناعنا بأنهم خطوا نحونا بعض الخطوات، فإن جمهور الشيعة كلهم من خاصة وعامة يبقى منفصلاً عن ممثلي هذه المهزلة، ولا يسلّم للذين يتكلمون باسمه بأن لهم حق التكلم باسمه.

‌الطعن في القرآن الكريم

وحتى القرآن الذي كان ينبغي أن يكون المرجع الجامع لنا، ولهم على التقارب نحو الوحدة، فإن أصول الدين عندهم قائمة من جذورها على تأويل آياته، وصرف معانيها إلى غير ما فهمه منها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى غير ما فهمه منها أئمة الإسلام عن الجيل الذي نزل عليه القرآن. بل إن أحد كبار علماء النجف، وهو الحاج ميرزا

(1)[قال الألباني: عند الشيعة مسألة يبنون عليها كثير من مسائلهم تسمى بالتقية]

(2)

[قال الألباني: هنا مثال على التقية يضحك ويبكي في آن واحد، قرأت لأحد مؤلفيهم في العصر الحاضر كتاب صغير في الفقه الشيعي تحت عنوان (محرمات الصلاة) يقول (القبض إلا تقية) يعني من محرمات الصلاة القبض (وضع اليمنى على اليسرى) في الصلاة إلا تقية، شيء فظيع، يعني حرام على الشيعي يضع يمينه على يساره إلا تقية، يعني كأنهم يقولون لأفرادهم الشيعة إذا صليتم مع الشيعة فحرام أن تضع اليد اليمنى على اليسرى، أما إذا صليتم مع أهل السنة جاز، لأجل ماذا؟ لأجل أن تضلونهم ولا تظهرون أمامهم أن مذهبكم شيعة، هذه هي التقية]

(تتمة)

علق الشيخ محمد نصيف رحمه الله تعالي- على موضوع التقية هنا فقال:

"التقية إنما تجوز للمستضعفين الذين يخشون ألا يثبتوا علي الحق، والذين ليسوا بموضع القدوة للناس، وهؤلاء يجوز أن يأخذوا بالرخصة، أما ألو العزم من الأئمة الهداة فإنهم يأخذون بالعزيمة ويحتملون الأذي ويثبتون، وفي سبيل الله ما يلقون، وقد كان أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أعزاء كما شهد لهم القرآن بذلك، (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)، فلا يجوز أن يكون الأعزاء من خاصة أصحابه (صلي الله عليه وسلم) كعلي وابن عباس رضي الله عنهما منافقين ولا أذلاء حتي يأخذوا بالتقية، قال ابن تيمية -وهو المجد، جد شيخ الإسلام-: "بل هذه صفة الرافضة، شعارهم الذل، ودثارهم النفاق والتقية، ورأس مالهم الكذب والأيمان الفاجرة، ويكذبون علي جعفر الصادق أنه قال:"التقية ديني ودين آبائي" وقد نزه الله أهل البيت عن ذلك ولم يحوجهم إليه فكانوا من أصدق الناس وأعظمهم إيماناً، فدينهم التقوي لا التقية" ا. هـ

فعقب الألباني على كلامه هذا - جوابا على من استدل بالآية الكريمة (إلا أن تتقوا منهم تقاة)، فقال:

المعلق كرجل عالم يشير إلى المسألة الهامة من وجهة نظر الشيعة، الخلافية بيننا وبينهم، هم يقولون أن علي بن أبي طالب هو الخليفة الأول ولكن أبو بكر وعمر وعثمان بغوا عليه واعتدوا عليه وأخذوها منه غصبا

أهل السنة يقولون كيف هذا؟ وعلي بن أبي طالب إذا ما كان أشجع الناس فهو من أشجع الناس بلا شك، فكيف سكت عن هذا الحق الذي سلب منه رغما عنه وهو سيد الشجعان؟ الجواب: تقية، تقية، كل ضلاله يسترونها بكلمة تقية

فهو يرد عليهم: لا يجوز أن يكون كبار أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام كعلي وابن عباس على اعتبار أنه من أصحابه أن يكونوا أذلاء خنوعين خاضعين للطغاة على زعم الشيعة وإنما كما قال تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)

ص: 11

حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي -الذي بلغ من إجلالهم له عند وفاته سنة 1320هـ أنهم دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانوا العظمى، بنت السلطان الناصر لدين الله، وهو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف بأقدس البقاع عندهم- هذا العالم النجفي ألف في سنة 1292هـ وهو في النجف عند القبر المنسوب إلى الإمام علي كتابا سماه:"فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. وقد طبع كتاب الطبرسي هذا في إيران سنة 1298هـ وعند طبعه قامت حوله ضجة لأنهم كانوا يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً في خاصتهم ومتفرقا في مئات الكتب المعتبرة عندهم، وأن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد، تطبع منه ألوف من النسخ، ويطلع عليه خصومهم، فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع، ولما أبدى عقلاؤهم هذه الملاحظات خالفهم فيها مؤلفه وألف كتاباً آخر سماه "رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" وقد كتب هذا الدفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، وقد كافئوه على هذا المجهود في إثبات أن القرآن محرف، بأن دفنوه في ذلك المكان الممتاز من بناء المشهد العلوي في النجف.

ص: 12

ومما استشهد به هذا العالم النجفي على وقوع النقص من القرآن إيراده في الصفحة 180 من كتابه سورة تسميها الشيعة (سورة الولاية)(1) مذكور فيها ولاية علي "يا أيها الذين آمنوا بالنبي، والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم

الخ" وقد اطلع الثقة المأمون الأستاذ محمد علي سعودي -الذي كان كبير خبراء وزارة العدل بمصر، على مصحف إيراني مخطوط عند المستشرق براين. فنقل منه هذه السورة بالتلغراف، وفوق سطورها العربية ترجمتها باللغة الإيرانية.

وكما أثبتها الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) فإنها ثابتة أيضاً في كتابهم (دبستان مذاهب) باللغة الإيرانية لمؤلفه محسن فاني الكشميري، وهو مطبوع في إيران طبعات متعددة ونقل عنه هذه السورة المكذوبة على الله المستشرق نولدكه في كتابه (تأريخ المصاحف) ج2 ص102 ونشرتها الجريدة الآسيوية الفرنسية سنة 1842 ص431 - 439.

وكما استشهد العالم النجفي بسورة الآية على أن القرآن محرف، استشهد كذلك بما ورد في صفحة 289 من كتاب (الكافي) طبعة سنة 1278 بإيران، وهو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند المسلمين فقد جاء بتلك الصفحة من كتاب الكافي (2) ما نصه:

روى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان،

(1)[قال الألباني: هل عندك خبر بهذه السورة؟ هذه من السور المفقودة من القرآن الكريم في زعم الشيعة، اسمها سورة الولاية مذكور فيها ولاية علي، اسمعوا إذن هذا الذي يدلكم على فرية الشيعة، آيه في القرآن بزعمهم ضائعة]

(2)

[قال الألباني: موجود في المكتبة الظاهرية هذا. . . كثيرة جدا]

ص: 13

عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام (أي أبوالحسن الثاني علي بن موسى الرضا المتوفى سنة 206) قال: "قلت له جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟ فقال: لا اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم"!! (1)

ولا شك أن هذا الكلام قد اختلقته الشيعة على إمامها علي بن موسى الرضا ولكن معناه عندهم الفتوى بأنه لا يأثم من قرأ القرآن كما يتعلمه الناس في المصحف العثماني، ثم إن الخاصة من الشيعة سيعلم بعضهم بعضاً ما يخالف ذلك مما يزعمون أنه موجود أو كان موجوداً عند أئمتهم من أهل البيت.

والمقارنة بين هذا الكلام المزعوم الذي يسر به بعضهم إلى بعض ولا يجهرون به عملاً بعقيدة التقية (2)، وبين ذلك القرآن المعلوم والشائع المرسوم في المصحف العثماني هي التي ألف حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للقيام بها، ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيدة التقية، فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم

(1)[قال الألباني: المهدي هذا الذي ضاع في السرداب وكل يوم يخرجون يستقبلونه ولكن عبثا.]

(2)

من الأسماء الشائعة عندهم اسم "تقي" ومن ذلك والد النوري الطبرسي مؤلف (فصل الخطاب

) وهم يأخذون هذا الاسم من "التقية" لا من التقوى، فالأب الذي يسمي ابنه عند ولادته باسم "تقي" يتفاءل له بأن يكون بارعاً في التقية، وفي اعتقاد غير الذي يتظاهر به للمسلمين.

ص: 14

في كتبهم المعتبرة، يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف، ومؤمنون به، ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن. ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين أحدهما عام معلوم، والآخر خاص مكتوم، ومنه سورة "الولاية"، وهم بذلك يعملون بالكلمة التي افتروها على إمامهم علي بن الرضا "اقرأوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم". (1)

ومما تزعم الشيعة أنه أسقط من القرآن آية "وجعلنا عليا صهرك" زعموا أنها أسقطت من سورة "ألم نشرح" وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن سورة "ألم نشرح" مكية، ولم يكن علي صهراً للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وإنما كان صهره الوحيد فيها العاص بن الربيع الأموي رضي الله عنه الذي أثنى عليه صلوات الله عليه على منبر مسجده النبوي، لما أراد علي رضي الله عنه أن يتزوج بنت أبي جهل على فاطمة فشكت ذلك فاطمة إلى أبيها صلوات الله عليه (2)، وإذا كان علي رضي الله عنه صهرا للنبي صلى الله عليه وسلم على إحدى بناته، فقد جعل الله عثمان رضي الله عنه صهراً له على ابنتيه الاثنتين، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت الثانية:"لو كانت لنا ثالثة لزوجناكها".

ويزعم عالمهم أبومنصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (أحد مشايخ ابن شهر آشوب المتوفى سنة 588هـ في كتابه الاحتجاج على أهل اللجاج) أن علياً قال لأحد الزنادقة -ولم يذكر اسمه-: وأما ظهورك عليّ تناكر قوله تعالى (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى

(1)[قال الألباني: يعني الكتاب الثاني المكنون]

(2)

[قال الألباني: هذا الحديث - وهو همّ علي بأن يتزوج على فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وأله وسلم - مع كونه في الصحيحين تنكره الشيعة. .

القاعدة الفقهية تقول ناقل الكفر ليس بكافر فهو ذكر الروايات اللي وردت في كتب الحديث، في بعضها أنه؛ يقول وروى ابن مردويه كذا وكذا وفيه اسم علي فقامت قيامة المؤلف كان باستطاعته يقول الرواية بعيدة الصحة، الرواية في سندها فلان وتنتهي مشكلته وبيتم عليّ في عرشه العالي. لا،، حمّل ابن كثير وزر ذكر علي في جملة الذين كانوا يسكرون، مع أنهم يسكرون والسكر يومئذ حلال لا شئ فيه يعني، ما يكون سيدنا علي عمل شيء، لا بدنياه، يكون معصوم مثل النبي قبل أن يبعث، قبل أن ينزل عليه الوحي لا يمكن يفعل شي من المحرمات كذلك علي بدنياه يكون مثل النبي أو أكثر، أنه ما شرب هذا الخمر اللي ما كان محرما بعد.

وقال أن هذا من عمل المنافقين يشير إلى الحافظ ابن كثير، هذا كله من أجل المحافظة على معنى باطل لم يثبت شرعا، العصمة لم تثبت لأحد بعد الانبياء إطلاقا، لكن الشيعة من جملة المفارقات التي فارقوا فيها أهل السنة ادعاؤهم العصمة لأهل البيت ولذالك فنحن عندما نقول مرجعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا، هم يقولون مرجعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ، وبقية الإثنى عشر الأئمة كلهم معصومين، فإذا جاءنا الكفر بعينه - لا سمح الله - وبرواية ما تصح عن إمام من الائمة الإثنى عشر، فهذا صار وحي السماء معصوم، ما يقول أي شي، لذلك عندهم كتاب اسمه الكافي للكليني وهو عندهم بمنزلة البخاري عندنا، فيه طامات فظيعة جدا ما أدري إذا كان الأستاذ الخطيب هنا سيذكر بعضها، يقول (هناك مصحف فاطمة -أنا قرأته بنفسي، وكتاب الكليني مطبوع عدة طبعات هناك في طهران والنجف وعندنا نسخة في المكتبة الظاهرية - أنا قرأت بنفسي أن الكليي روى عن الصادق أو غيره من الأئمة غيرهم بأنه مصحف فاطمة -يعني المفقود- ليس فيه مما في قرآننا هذا المعروف اليوم ولا حرف واحد، هذا مصحف فاطمة المفقود ليس فيه ولا حرف واحد مما هو بين ظهرانينا اليوم في المصحف المحفوظ، هذا كله مذكور في كتاب أصح الكتب عندهم ولا أحد منهم ينكره إلا أنهم كما قال بطريق التقية.]

ص: 15