المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من اسمه أحمد - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: ‌ذكر من اسمه أحمد

فِي السّنة سَبْعمِائة ألف دِرْهَم إِلَى أَن مَاتَ عَنْهَا وتنقلت بهَا الْأَحْوَال إِلَى أَن مَاتَت

‌ذكر من اسْمه أَحْمد

217 -

أَحْمد بن آقوش الشمسي سمع من عز الدّين ابْن جمَاعَة شعرًا وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749

218 -

أَحْمد بن آقوش العزيزي نقيب الجيوش بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي المهمندارية وَمَات فِي ربيع الأول سنة 719

219 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَاجع نجم الدّين بن عماد الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سبط الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا واشتغل وَسمع ثمَّ حصل لَهُ انحراف وساء مِنْهُ مزاجه فَكَانَ يقف فِي الطرقات وينشد أَشْيَاء مفيدة وَيتَكَلَّم بجد وهزل وَله تلامذة فِي تِلْكَ الْحَال ثمَّ يثوب إِلَيْهِ عقله ثمَّ يعود لحالته وَقيل كَانَ سَبَب ذَلِك أكل الْحَشِيش مَاتَ سنة 710

220 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عتبَة بن هبة الله بن عَطاء بن ياسين

ص: 92

الْفَقِيه الْحَنَفِيّ البصروي ولد فِي أَوَائِل سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمَات فِي 23 ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة قد حدث عَن خطيب مردا قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك وَكَانَ شَيخا فَقِيها فَاضلا درس وَأفْتى

221 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان السنجاري ثمَّ الدِّمَشْقِي طلب بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير بِدِمَشْق والقاهرة وَغَيرهمَا من ابْن الشّحْنَة والدبوسي وَغَيرهمَا وَله نظم وفضائل ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وخطب بِموضع من الغوطة وَكَانَ مولده فِي رَمَضَان سنة 696 وَمَات فِي أول ذِي الْقعدَة سنة 742

222 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الغرناطي من أهل لوشة وَيعرف بالنسكان كَانَ إِمَامًا بالجامع الْأَعْظَم بلوشة مُقبلا على الْقرَاءَات مبالغاً فِي التَّوَاضُع أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزيات وَأبي عبد الله الطحال وَغَيرهمَا وَله نظم وسط كَانَت وَفَاته فِي ربيع الآخر سنة 750

223 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن أبي يحيى الغزاوي كَذَا يعرف بِهَذِهِ النِّسْبَة شهَاب الدّين كَانَ أَبوهُ يَنُوب فِي الحكم وَنَشَأ ابْنه هَذَا فَتعلق

ص: 93

بالمباشرات وخدم فِي الإسطبل وَفِي دواوين الْأُمَرَاء وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة لطيفاً كثير التؤدة وَقد ولي خطابة الصالحية وَمَات فِي أَوَاخِر صفر سنة 789

224 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر التنوخي الدِّمَشْقِي ولد سنة وَسمع من الْفَخر عَليّ وَابْن الزين وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 743

225 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب شهَاب الدّين العينتابي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْعَسْكَر بِدِمَشْق تفقه ودرس وَجمع شرحاً للمغنى وَشرح مجمع الْبَحْرين فِي سِتّ مجلدات وَمَات فِي الْمحرم سنة 767

226 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن بدر البعلي الْمَعْرُوف بِابْن الألفي أحد شُيُوخ الرِّوَايَة بِبَلَدِهِ سمع من ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بِهِ عَنهُ سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة

227 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جعد التجِيبِي من أهل وَادي آش ذكره ابْن

ص: 94

الْخَطِيب فِي الْإِحَاطَة فَقَالَ يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن جعد كَانَ من القائمين على كتاب الله الحافظين لَهُ الْمُجْتَهدين العاكفين الناصحين انْتفع بِهِ فِي بَلَده قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي عبد الله بن جَابر وَابْن عبد الْعَظِيم والمقرىء أبي مُحَمَّد بن هَارُون توفّي فِي عَام ثَمَانِيَة وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَلَعَلَّه أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الْمَذْكُور بعده لَكِن وَقع خلاف فِي اسْم جده فَالَّذِي وقفت عَلَيْهِ فِي الْإِحَاطَة تَسْمِيَة جده جَعدًا وتكنيته هُوَ بِأبي جَعْفَر

228 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر التجِيبِي أَبُو سعيد من أهل وَادي آش قَرَأَ على أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ عاكفاً عَلَيْهِ انتفعوا بِهِ مَاتَ سنة 738

229 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم القنائي تجرد واشتغل برعي الْغنم حَتَّى صَار رجلا ثمَّ اشْتغل وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ أَو نَحْوهَا وتفقه وَقَرَأَ النَّحْو وَغَيره حَتَّى مهر وشغل النَّاس بِبَلَدِهِ وَكَانَ ذكياً يحفظ أَرْبَعمِائَة سطر فِي يَوْم وَاحِد ثمَّ أقبل على الْعِبَادَة ولازم الطَّاعَة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 728

230 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة بن مُسلم بن عَامر بن حُسَيْن بن يُوسُف المحجي الصَّالِحِي أَخُو القَاضِي جمال الدّين ابْن جملَة ولد سنة 668 وَسمع من الْفَخر وَابْن شَيبَان وَابْن الزين وَابْن الْكَمَال وَغَيرهم وَحفظ التَّعْجِيز فِي الْفِقْه وَحضر الْمدَارِس وَقَالَ الشّعْر ثمَّ تجرد وَلبس بزِي الْفُقَرَاء

ص: 95

وَكَانَ صحب صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وانتفع بِهِ ورافقه سفرا وحضراً مَاتَ يَوْم عَاشُورَاء سنة 742

231 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن داد التركي محيي الدّين تفقه على أَبِيه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْحَنَفِيَّة بحلب وَمَات سنة 728 وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة

232 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَاصِم بن مُسلم ابْن كَعْب الْعَلامَة أَبُو جَعْفَر الأندلسي الْحَافِظ النَّحْوِيّ ولد سنة 627 وتلا بالسبع على أبي الْحسن الشاري وَسمع مِنْهُ وَمن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطوسي بِفَتْح الطَّاء وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْكَمَال والمؤرخ أَحْمد بن يُوسُف بن فرتون وَأبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن يحيى الْأَزْدِيّ وَأبي الْحُسَيْن بن السراج وَمُحَمّد بن أَحْمد بن خَلِيل السكونِي وَغَيرهم وَجمع وصنف وَحدث بالكثير وَبِه تخرج الْعَلامَة أَبُو حَيَّان وَصَارَ عَلامَة عصره فِي الحَدِيث وَالْقِرَاءَة وَله ذيل على تَارِيخ ابْن بشكوال وَجمع كتابا فِي فن من فنون التَّفْسِير سَمَّاهُ ملاك التَّأْوِيل نحا فِيهِ طَرِيق الحصكفي الْخَطِيب فِي ذَلِك فلخص كِتَابه وَزَاد عَلَيْهِ أَشْيَاء نفيسة قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ مُحَرر اللُّغَة وَكَانَ أفْصح عَالم رَأَيْته وتفقه عَلَيْهِ خلق قَالَ ابْن عبد الْملك فِي التكملة أَحْمد بن

ص: 96

إِبْرَاهِيم بن الزبير بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن الزبير ابْن عَاصِم بن مُسلم بن كَعْب بن مَالك بن عَلْقَمَة بن حَيَّان بن مُسلم بن عَليّ بن مرّة بن كَعْب الثَّقَفِيّ العاصمي نقل نسبه من خطه الجياني نزيل غرناطة ثمَّ ذكر جمعا من شُيُوخه ثمَّ قَالَ وتصدر لإقراء كتاب الله تَعَالَى وإسماع الحَدِيث وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة وتدريس الْفِقْه عاكفاً على ذَلِك عَامَّة نَهَاره مثابراً على إِفَادَة الْعلم ونشره انْفَرد بذلك وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ وَهُوَ من أهل التجويد والإتقان عَارِفًا بالقراءات حَافظ للْحَدِيث مُمَيّز لصحيحه من سقيمه ذَاكر لرجاله وتواريخهم متسع الرِّوَايَة عني بهَا كثيرا وصنف برنامج رواياته وتاريخ عُلَمَاء الأندلس وصل بِهِ صلَة ابْن بشكوال وَله كتاب الْأَعْلَام بِمن ختم بِهِ الْقطر الأندلسي من الْأَعْلَام وَكتاب ردع الْجَاهِل عَن اعتساف المجاهل فِي الرَّد على الشرذمة ومعجم شُيُوخه قَالَ حصلت لَهُ محنة وتحول بِسَبَبِهَا عَن وَطنه ثمَّ أعقبه الله الْحسنى إِلَى أَن قَالَ ومولده بحيان سنة 28 كَذَا فِي الأَصْل وَفِي الْهَامِش بل مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة 7 وَتُوفِّي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول عَام 708 وَصلي عَلَيْهِ بغرناطة وَمن مناقبه أَن الفازازي السَّاحر لما ادّعى النُّبُوَّة قَامَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَر بمالقة فاستظهر عَلَيْهِ بتقربه إِلَى أميرها بِالسحرِ وأوذي أَبُو جَعْفَر فتحول إِلَى غرناطة فاتفق قدوم الفازازي رَسُولا من أَمِير مالقة فَاجْتمع

ص: 97

أَبُو جَعْفَر بِصَاحِب غرناطة وَوصف لَهُ حَال الفازازي فَأذن لَهُ إِذا انْصَرف بِجَوَاب رسَالَته أَن يخرج إِلَيْهِ بِبَعْض أهل الْبَلَد ويطالبه من بَاب الشَّرْع فَفعل فَثَبت عَلَيْهِ الْحَد وَحكم بقتْله فَضرب بِالسَّيْفِ فَلم يجل فِيهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَر جردوه فوجدوا جسده مَكْتُوبًا فَغسل ثمَّ وجد تَحت لِسَانه حجرا لطيفاً فَنَزَعَهُ فجال فِيهِ السَّيْف حِينَئِذٍ وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ ثِقَة قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر قامعاً لأهل الْبدع وَله مَعَ مُلُوك عصره وقائع وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة حسن التَّعْلِيم ناصحاً لَهُ عدَّة تصانيف وأرخ وَفَاته كالذهبي فَإِنَّهُ جزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 708 وَكَانَت وَفَاته فِي رَمَضَان سنة سبع أَو ثَمَان وَسَبْعمائة

233 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الأوسي الغرناطي أَبُو جَعْفَر يعرف بِابْن جَعْفَر كَانَ من أهل الْفضل والإدراك والسراوة وَحسن الْخلق جميل الْعشْرَة كريم الصُّحْبَة ثاقب الذِّهْن كتب بديوان الْحساب متصفاً بالأمانة وَصِحَّة الْحساب قانعا بِمَا دون الْكِفَايَة قَالَ المُصَنّف فِي التَّاج مَجْمُوع رائق وفاضل لم يعقه عَن الْفضل عائق مَا شِئْت من عَامر نَافق السُّوق وسرف فارع البسوق وذكاء متألق البروق وإصابة مَاضِيَة الْفَصْل مسددة الفوق ظهر فِي الْكِتَابَة بضبطه وتحقيقه وَفضل استقامته واستقامة طَرِيقه فشف على فريقه وأشرق حاسده بريقه فَمن شعره قَوْله من قصيده

ص: 98

(املأ كؤوسك واسقني يَا صَاح

مَا إِن أرى زمن الشَّبَاب بصاح)

(من كف ظَبْي كالهلال مهفهف

أَو غادة مثل الْقَضِيب رداح)

(يُغني عَن الْمسك المفتق نشرها

وجبينها يُغني عَن الْمِصْبَاح)

(يَا روض مَا لَك فِي الْجمال وَمَا لَهَا

الخد وردي والثغور أقاحي)

وَله من أُخْرَى أَولهَا

(شعشع الكأس مترعاً يَا نديم

وارتشفها من كف ريم رخيم)

ص: 99

(كتب الْحسن فِي محياه خطا

رقم الوشي فِيهِ أَي رقوم)

(مزج الْخمر لي بريقة فِيهِ

فارتشفت الرَّحِيق من تسنيم)

(قد أدَار الكؤوس لفظا ولحظاً

وسلافاً من نبت حب قديم)

(مَا استنارت من الزجاجة لَوْلَا

مَا طفا من حبابها المنظوم)

ص: 100

وَله

(وظبي دعتني للحروب لحاظه

وهيهات من فتك اللحاظ خلاص)

(تصدى لِحَرْب المستهام وَمَا لَهُ

سوى اللحظ سهم والعفاف دلاص)

(فَلَمَّا أجلت الطّرف أدميت خَدّه

فأدمى فُؤَادِي والجروح قصاص)

مَاتَ يَوْم عيد الْأَضْحَى من عَام 764

234 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ الصعيدي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين ابْن الفركاح ولد فِي رَمَضَان سنة 630 وتلا بِثَلَاث رِوَايَات على السخاوي وَقد تَلا بالسبع على جمَاعَة وَأحكم الْعَرَبيَّة على الْمجد الأربلي وَسمع من السخاوي وعتيق السَّلمَانِي والتاج الْقُرْطُبِيّ وَأبي عَمْرو ابْن صَلَاح وَغَيرهم وَأكْثر فِي طلبه بِنَفسِهِ عَن ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وَابْن أبي الْيُسْر وَحدث بِالصَّحِيحِ بإجازته من ابْن الزبيدِيّ وَولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي أَخذ عَنهُ ابْن أَخِيه الشَّيْخ برهَان الدّين وَالشَّيْخ نجم الدّين القحفازي وَكَانَ مليح الْقِرَاءَة لطيف الْإِشَارَة مُحَرر الْأَلْفَاظ عديم اللّحن كثير التَّوَاضُع والدعابة مَعَ الْخُشُوع والزهادة وَولي فِي آخر عمره مشيخة الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة وَحدث بالسنن الْكَبِير للبيهقي وتلا عَلَيْهِ البالسي وَابْن بصحان وَجَمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص برع فِي النَّحْو وتصدى لإقرائه مُدَّة وَكَانَ فصيحاً مفوهاً وخطيباً بليغاً لَا يكَاد يلحن

ص: 101

لين الْكَلِمَة طيب النغمة حسن التودد وَالدّين وَالْأَمَانَة قَالَ ومعرفته للرِّجَال متوسطة وَمَات فِي شَوَّال سنة 705

235 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن صارو البعلي ثمَّ الْحَمَوِيّ أحد الطّلبَة المهرة ولد سنة 710 وَطلب على كبر فَأكْثر عَن الْمزي وَبنت الْكَمَال والجزري وَكتب الطباق وَقَالَ الشّعْر قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شَاب فَاضل لَهُ نظم حسن وفضيلة تَلا بالسبع على الجعبري وَمَات فِي رَمَضَان سنة 747

236 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر ابْن بصلَة كَانَ أَصله من بلقين واستوطن مالقة وَتردد إِلَى غرناطة وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط وَيقْرَأ الحَدِيث بالجامع وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة لَكِن كَانَ يعرب كَلَامه بتعجرف حَتَّى يتباغض وَمَال أخيراً إِلَى الْحَنَابِلَة ولازم الْأَسْفَار حَتَّى اسْتشْهد بِظَاهِر جبل الْفَتْح عَام 734 ذكره ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة

237 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم كَمَال الدّين ابْن أَمِين الدولة تقدم ذكر أَبِيه وَابْنه إِبْرَاهِيم ولد سنة

وَسمع الصَّحِيح بفوت على سنقر وَحدث

ص: 102

238 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي تَقِيّ الدّين ابْن الْعِزّ ولد فِي شعْبَان سنة 648 وَسمع من جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي كتب عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَعز الدّين ابْن جمَاعَة وَحدثنَا عَنهُ

. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 726

239 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الصنان بِمُهْملَة ونونين سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد الْأَرْبَعين الَّتِي خرجها لنَفسِهِ وَحدث روى عَنهُ شهَاب الدّين أَحْمد بن رَجَب فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ فِيهِ نزيل الاسكندرية قلت مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 741

240 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن عماد الدّين ابْن الشَّيْخ أبي إِسْحَاق شيخ الحزامية الوَاسِطِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الصُّوفِي ولد سنة 657 وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَتعبد وَانْقطع وَكَانَ يرتزق من النّسخ وخطه حسن جدا وَله اخْتِصَار دَلَائِل النُّبُوَّة وتسلك بِهِ جمَاعَة وَكَانَ يحط على الاتحادية قَالَ الذَّهَبِيّ تفقه وَكتب الْمَنْسُوب وتزهد وتجرد وَتعبد وصنف فِي السلوك وَشرح منَازِل السائرين وَكَانَ منقبضاً عَن النَّاس حَافِظًا لوقته لَا يحب الخوانك تسلك بِهِ جمَاعَة وَكَانَ ذَا ورع وإخلاص وَله نظم حسن مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 711

241 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ الْحَنَفِيّ شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس السرُوجِي القَاضِي ولد سنة 637 وتفقه أَولا حنبلياً وَحفظ الْمقنع ثمَّ تحول

ص: 103

حنفياً وَحفظ الْهِدَايَة وَأَقْبل على الِاشْتِغَال إِلَى أَن مهر واشتهر صيته وَشرع فِي شرح الْهِدَايَة شرحاً حافلاً ودرس بالصالحية والناصرية والسيوفية وَغَيرهَا ولي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ بعد موت نعْمَان الخطيبي فِي شعْبَان 691 مُدَّة عزل فِيهَا مرّة بالحسام الرَّازِيّ فِي سلطنة لاجين ثمَّ أُعِيد لما رَجَعَ النَّاصِر إِلَى السلطنة إِلَى أَن عَاد النَّاصِر من الكرك فَعَزله مَعَ غَيره من الْقُضَاة لقيامهم بدولة الجاشنكير فتألم وأساء الحريري الَّذِي ولي بعده فِي حَقه فَأخْرجهُ من سكن الْمدرسَة الصالحية بالنقباء فازداد ألمه وَضعف وَمَات فِي ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَهِي سنة 710 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ نبيلاً وقوراً كثير المحاسن وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا من الحَدِيث وَله رد على ابْن تَيْمِية بأدب وسكينة وَصِحَّة ذهن ورد ابْن تَيْمِية على رده وَوجد لَهُ سَماع من مُحَمَّد بن أبي الْخطاب ابْن دحْيَة وَكَانَ فَاضلا مهاباً عالي الهمة سخياً طلق الْوَجْه لم ينْقل أَنه ارتشى وَلَا قبل هَدِيَّة وَلَا رَاعى صَاحب جاه ولاسطوة ملك وَيُقَال أَنه شرب مَاء زَمْزَم لقَضَاء الْقُضَاة فَحصل لَهُ قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ فَاضلا بارعاً فِي مذْهبه مشاركاً فِي النَّحْو وَالْأُصُول ولي

ص: 104

الْقَضَاء وَشرح الْهِدَايَة وَلم يسمع عَنهُ أَنه ارتشى وَكَانَ كَرِيمًا قوي الهمة نَافِذ الْكَلِمَة شهماً فِي ولَايَته حضر أَبُو عبد الله الفاسي وَكَانَ مَشْهُورا بالصلاح فِي قَضِيَّة شخص فاتفق أَنه بَدَت مِنْهُ فِي حق القَاضِي الْمَالِكِي ابْن مخلوف إساءة أدب فلكمه السرُوجِي وَكَانَ إِلَى جَانِبه وانتهر بعض الْأُمَرَاء وانزعج مرّة أُخْرَى على الْمُحْتَسب فَقَالَ أَنْت ولايتك على فامي وخباز لَيْسَ لَك أَن تتعرض لموقعي الحكم وَذكر وَفَاته كَمَا تقدم

242 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر

243 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم كَمَال الدّين ابْن أَمِين الدولة

244 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي تَقِيّ الدّين ابْن الْعِزّ

245 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن عبد الْكَرِيم بن كَامِل البعلي شهَاب الدّين حضر على يُوسُف بن عمر بن الشَّيْخ اليونيني والرضي بن مَحْمُود وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ جمال الدّين ابْن ظهيرة فِي رحلته

246 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خضر بن سعيد بن صاعد الحصكفي شهَاب الدّين الصهيوني ولد فِي سنة 682 باللاذقية وَسمع من ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر واليونيني وَغَيرهم واشتغل بالفقه والقراآت وَكَانَ يُؤذن بالجامع الْأمَوِي

ص: 105

وهومشكور السِّيرَة مَاتَ فِي صفر سنة 761 وَكَانَ عِنْده عَن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَعَن الشّرف ابْن عَسَاكِر مشيخته قَالَ ابْن رَافع كَانَ خيرا حسن الْمُلْتَقى

247 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الْحق أَبُو الْعَبَّاس بن أبي سَالم ابْن أبي الْحسن المريني صَاحب فاس الْمُسْتَنْصر بِاللَّه ولد سنة

وتقرر فِي السلطنة بعد

ثمَّ اعتقل بطنجة حَتَّى بعث ابْن أَحْمَر صَاحب الأندلس إِلَى مُحَمَّد بن عُثْمَان أَمِير سبتة أَن يُخرجهُ ويساعده فَركب إِلَى طنجة فَأخْرجهُ وَبَايع لَهُ وَحمل النَّاس على طَاعَته وأمده ابْن الْأَحْمَر بعسكر فنازل فاس وَبهَا السعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْحسن فاختل أمره وَانْهَزَمَ وَحصر أَبُو الْعَبَّاس الْبَلَد فِي سنة 75 إِلَى سنة 76 واستقل السُّلْطَان أَبُو الْحسن بِملك فاس وَاسْتقر عبد الرَّحْمَن بن أبي تغلب على مراكش واستوزر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المكاس ثمَّ غدر عبد الرَّحْمَن فآل أمره إِلَى أَن قتل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 784 ثمَّ نَازل أَبُو الْعَبَّاس تلمسان فهرب صَاحبهَا أَبُو حمو ثمَّ ثار مُوسَى بن أبي عنان على أبي الْعَبَّاس فَقَامَتْ الْحَرْب بَينهمَا

ص: 106

إِلَى إِن قبض مُوسَى عَلَيْهِ وَقَيده وَحمله إِلَى الأندلس فَأكْرمه ابْن الْأَحْمَر فاتفق أَن مُوسَى مَاتَ عَن قرب فالتمس أهل فاس من ابْن الْأَحْمَر إِعَادَة أبي الْعَبَّاس فأجابهم ثمَّ بدا لَهُ فَأَعَادَهُ إِلَى الاعتقال ووثب مُحَمَّد بن أبي الْفضل ابْن الْحسن على فاس فملكها فِي شَوَّال سنة 88 فأركب ابْن الْأَحْمَر أَبَا الْعَبَّاس الْبَحْر من مالقة إِلَى سبتة فوصلها فِي صفر سنة 89 فاستولى عَلَيْهَا ثمَّ سَار إِلَى طنجة فملكها ثمَّ نَازل فاس مُدَّة ثمَّ ملكهَا وَلم يزل يتقلب بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 796

248 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد الْعمريّ ثمَّ الصَّالِحِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن زبيبة بزاي مَضْمُومَة وموحدة مُشَدّدَة مُصَغرًا الْحَنَفِيّ نزيل حلب أَقَامَ بهَا مُدَّة يشْتَغل ويدرس ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم بهَا وَكَانَ حفظَة للنوادر والحكايات المضحكات كثير التبذير ثمَّ ولي الْقَضَاء بالإسكندرية وَهُوَ أول حَنَفِيّ ولي بهَا الْقَضَاء وَمَات بهَا فِي ربيع الأول سنة 772 أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب فَقَالَ أَنه عَاشَ سبعين سنة

249 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم بن وَافد بِالْفَاءِ الصَّالِحِي ابْن المهندس شهَاب الدّين سمع بإفادة أَخِيه من الْفَخر وَابْن الزين وشمس الدّين ابْن أبي عمر وَأحمد بن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَحدث مَاتَ بالصالحية فِي شَوَّال سنة 747

ص: 107

250 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح بن مُحَمَّد بن حَاتِم بن شَدَّاد ضِيَاء الدّين أَبُو الْفضل بن الشَّيْخ برهَان الدّين الإسكندري ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع صَحِيح مُسلم فِي الرَّابِعَة من أَحْمد بن عبد الدَّائِم سنة 66 وَحدث بِهِ عَنهُ وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن النشبي وَابْن أبي عَمْرو الْفَخر وَغَيرهم وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود وَحدث مَاتَ فِي شعْبَان سنة 729

251 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مجلي بن عبد الْملك المرداوي إبو إِبْرَاهِيم سمع من خطيب مردا مَاتَ بمردا سنة 718

252 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن بَابا جوك البعلي التركماني الأَصْل نجم الدّين ابْن شهَاب ولي قَضَاء شيزرة ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه فَقَالَ مَاتَ سنة 723

253 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَكَارِم الزُّهْرِيّ البقاعي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة بضع وَسَبْعمائة ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص

254 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مري بن ربيعَة الجيتي الصَّالِحِي الطحال يعرف

ص: 108

بالجاموس ولد سنة 652 وأحضر على خطيب مردا وَسمع الْكثير من ابْن الْكَمَال وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَطلب الحَدِيث وَكتب الطباق وَكتب خطا دَقِيقًا وَكتب السماع مُدَّة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص كَانَ بِهِ صمم وَفِيه سُكُون وَلم يعْمل شَيْئا فِي غير الطباق مَاتَ فِي 26 شعْبَان سنة 707 وَقَالَ البرزالي كَانَ مُبَارَكًا خيرا سَاكِنا وَفِي سَمعه ثقل

255 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن معضاد الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري الصُّوفِي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 702 وَتقدم ذكر وَالِده

256 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن صارم بن الجباس الدمياطي لَهُ شعر حسن

257 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي مَنْصُور بن عُرْوَة بن سيار الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي مَاتَ يَوْم الْخَمِيس سادس الْمحرم سنة 701

258 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الرقوقي روى الصَّحِيح عَن ابْن الزبيدِيّ وَابْن رَوَاحَة وَغَيرهمَا وَمَات فِي صفر سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة

259 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أَحْمد بن الكيال العزازي تقدم ذكر أَبِيه قَرِيبا ولد فِي رَجَب سنة 72 وأسمعه أَبوهُ من أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ ابْن سَنَد والحسيني وَذكره ابْن رَافع وَقَالَ أَقَامَ بحلب

ص: 109

مُدَّة وخدم فِي الدَّوَاوِين وَمَات فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 753

260 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن يُوسُف الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ شهَاب الدّين ولد سنة

وَسمع من النجيب وَغَيره وَكَانَ يُؤَدب بمكتب الْملك الْمَنْصُور بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ سنة

261 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الدِّمَشْقِي ولد سنة 708 وَسمع الْكثير وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ فِي سنة 778

262 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المنفلوطي جمال الدّين الملوي نزيل دمشق ولد سنة 683 واشتغل بالفقه وَلما ولي الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي قَضَاء دمشق قدمهَا مَعَه فولاه قَضَاء بعلبك ثمَّ نِيَابَة الحكم بِدِمَشْق ثمَّ اسْتَقر بِهِ بعده القَاضِي علم الدّين الأخنائي إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 730 وَهُوَ وَالِد الْعَلامَة ولي الدّين الملوي

263 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المكتبي الصَّالِحِي كَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة مَاتَ فِي رَجَب سنة 795

264 -

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ شهَاب الدّين البيقاري قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص تفقه وَسمع وَقَرَأَ وعلق وتنبه شَيْئا مولده سنة بضع وَسَبْعمائة وَقَالَ

.

ص: 110

265 -

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عَامر السّلمِيّ أَبُو جَعْفَر قَرَأَ بمالقة على أبي بكر بن الفخار وَأخذ عَن الْخَطِيب أبي عبد الله الطحالي وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَقَرَأَ الْقُرْآن بمالقة على أبي جَعْفَر الحريري الضَّرِير ولازم أَبَا مُحَمَّد بن سَلمُون وبرع فِي القراآت والفرائض وَكَانَ حسن الْخط صَحِيح النَّقْل كثير الْحِفْظ وَله نظم ورجز فِي عد آي السُّور وقصيدة فِي معرفَة وَقت الْفجْر وَذكر بعض أَصْحَاب أبي جَعْفَر بن عَامر الْمَذْكُور أَنه طلق اثْنَتَيْ عشرَة امْرَأَة على امتناعهن من الخفاض وَمَات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة

266 -

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن موسك الْكرْدِي الأَصْل الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو سعيد بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أبي الْحُسَيْن الهكاري ولد سنة

وأسمعه أَبوهُ من النُّور البعلي وَمُحَمّد بن عَليّ بن ساعد والموسوي وست الوزراء وَأخذ عَن - وَسمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَأبي الْحسن بن الْقيم وَغَيرهمَا وعني بِالطَّلَبِ وَكتب بِخَطِّهِ

ص: 111

الْحسن المتقن شَيْئا كثيرا وَكَانَ عَارِفًا بِالرِّجَالِ جمع كتابا فِي رجال الصَّحِيحَيْنِ مَوْصُوفا بِالدّينِ وَالْخَيْر متواضعاً وَأعَاد بالجامع الحاكمي وَهُوَ وَالِد جوَيْرِية الَّتِي تَأَخَّرت وَسمع مِنْهَا أقراننا مَاتَ فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة 763 وهم من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ

267 -

أَحْمد بن أَحْمد بن أبي بكر بن طرخان الْأَسدي أَبُو بكر سمع على يحيى ابْن سعد ثامن الثقفيات وَمن الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَحدث بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة 789

268 -

أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أبي الْمَنْصُور عَليّ بن ظافر بن عَليّ الْأَزْدِيّ القَاضِي بهاء الدّين بن جمال الدّين بن الشَّيْخ الْعَارِف صفي الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 651 وَسمع من جده والرشيد الْعَطَّار وَعبد الْهَادِي خطيب المقياس وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء بالديار المصرية ودرس بالناصرية وَمَات سنة 724 سمع مِنْهُ عز الدّين ابْن جمَاعَة فِي سنة 15

269 -

أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن موسك الهكاري أَبُو الْحُسَيْن ولد سنة 674 واشتغل بِالْحَدِيثِ وَحمل عَن الدمياطي وَغَيره سمع من ابْن ترْجم نصف التِّرْمِذِيّ وَولي مشيخة الحَدِيث بالمنصورية وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْمليح المتقن وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الأولى سنة 750

ص: 112

وأرخه ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه سنة 751 وَكَأَنَّهُ يحْسب مَا بلغه وَقد تقدم ذكر وَلَده

270 -

أَحْمد بن أَحْمد بن خلف أَصله من الجزيرة الخضراء وَنَشَأ بمالقة ولأبيه بهَا حظوة فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة كَانَ طَالبا فَاضلا ذكياً عقد الشُّرُوط غير متخذها حِرْفَة قَرَأَ على أبي عَمْرو بن مَنْظُور وتأدب بالشيخ أبي جَعْفَر ابْن صَفْوَان الْمُقدم ذكره وَأخذ عَنهُ فك المعمي وأتقن الْخط بَين يَدَيْهِ ثمَّ انْتقل إِلَى غرناطة فارتسم بهَا فِي كتاب الْإِنْشَاء وَكَانَ ينتحل الجندية وَيحمل السِّلَاح ويرتزق من الْكِتَابَة فِي ديوَان الْجند وشعره وسط مِنْهُ

(لما رَأَوْا كلفي بِهِ سَأَلُوهُ من

هَذَا الَّذِي تهواه أَو من هذي)

(فأجبتهم ومدامعي تنهل من

خوف غُلَام من بني الْأُسْتَاذ)

وَمَات شَهِيدا فِي ئنة الصفتجة من ظَاهر حصن الطودون فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة 730

271 -

أَحْمد بن أَحْمد بن عبد المحسن بن عِيسَى بن لرفعة يَأْتِي ذكر أَبِيه وَقيل اسْمه عَليّ وَيَأْتِي تَرْجَمته فِي الْعين

272 -

أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي رَجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقَاسِم التنوخي عماد الدّين الْمَعْرُوف بِابْن السلعوس كَانَ مُنْقَطِعًا بزاويته بالربوة وَفِيه مَكَارِم أَخْلَاق وَحج مَرَّات وَمَات سنة 719

ص: 113

273 -

أَحْمد بن أَحْمد بن عَطاء الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين قدم بِهِ أَبوهُ إِلَى دمشق فَأول مَا كتب لبيليك الظَّاهِرِيّ ثمَّ المَسْعُودِيّ ثمَّ كتبغا لما ولي نِيَابَة حماة بعد السُّلْطَان ثمَّ الأفرم وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي المباشرات إِلَى أَن ولي الوزارة بِالشَّام يَسِيرا فِي سلطنة كتبغا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 706

274 -

أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الْهَادِي بن إِسْحَاق بن نصر بن أبي السعادات التَّمِيمِي الهمذاني الأَصْل الْمصْرِيّ شهَاب الدّين ولد سنة 694 وَسمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَمن سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَمن ابْن الشّحْنَة جُزْء أبي الجهم وَمن الْعِزّ الموسوي صَحِيح مُسلم وَمَات فِي

وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره

275 -

أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي كَانَ من النبهاء الشَّافِعِيَّة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 772 بِمصْر

276 -

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المراغي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشهَاب الرُّومِي ولي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة بالجامع وتدريس العينية ومشيخة الخاتونية وَكَانَت لَهُ زَاوِيَة بالشرق الشمالي مَاتَ فِي صفر سنة 742

ص: 114

277 -

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان السَّعْدِيّ الشَّيْخ موفق الدّين ابْن تَاج الدّين بن شرف الدّين الشارعي الصُّوفِي سمع من جد وَالِده عُثْمَان وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَمن القدماء ابْن أيبك والسروجي وَابْن رَافع والواني وَغَيرهم ولد سنة

وَمَات فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة 739

278 -

أَحْمد بن أَحْمد بن مُنِير بن سُلَيْمَان القواس هُوَ الذَّهَبِيّ أَبوهُ الْحَاج شهَاب الدّين وَكَانَ يُقَال لَهُ أَخُو الشاطر ولد فِي سنة 658 وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والعز ابْن جمَاعَة فِي رحلته وَمَات بِدِمَشْق فِي ثَانِي صفر سنة 737 ذكره ابْن رَافع وَمن مسموعه على ابْن أبي الْيُسْر جُزْء الْكُوفِي أَنا بِهِ جمَاعَة وفضائل الشَّام للربعي وجزء أَيُّوب

279 -

أَحْمد بن أَحْمد بن هِشَام السّلمِيّ أَبُو جَعْفَر ولد سنة 720 وَقَرَأَ على أبي عبد الله ابْن الفخار وَولي الخطابة بِمَدِينَة بسطة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 750 ذكره لِسَان الدّين

280 -

أَحْمد بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج مفرج بن إِدْرِيس بن الْحُسَيْن بن مزيز الْحَمَوِيّ تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 643 وأحضر على صَفِيَّة بنت عبد الْوَهَّاب فِي سنة 46 وأسمع من اليونيني وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي ومكي بن عَلان واليلداني وَمن شيخ الشُّيُوخ بحماة وَغَيرهم

ص: 115

وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْخَيْر وَابْن العليق وَابْن القميرة وَحدث قَدِيما قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن تَيْمِية سنة 680 وَانْفَرَدَ بِرِوَايَة أَشْيَاء ورحله إِلَيْهِ الطّلبَة وَكَانَ دينا وقوراً رَئِيسا صيناً ذكر لوزارة حماة وَكَانَ أَبوهُ يكْتب الْخط الْفَائِق كتب كثيرا من الْكتب الْكِبَار يتقن ضَبطهَا كالصحاح وَالرَّوْض الْأنف وَمَات وَلَده التَّاج فِي تَاسِع رَمَضَان سنة 733 وَقد أجَاز لجَماعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان

281 -

أَحْمد بن إِدْرِيس بن يحيى بن يُونُس المارداني أَبُو الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ ذكره الْحَافِظ قطب الدّين وَذكر أَنه سمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَابْن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وروى عَنهُ دوبيت من شعر مَحْمُود بن عَابِد تحق رِوَايَته لَهُ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي المكارم عَن مَحْمُود الْمَذْكُور وأرخ وَفَاته سنة 728

282 -

أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن عَليّ الْهَمدَانِي الأَصْل الأبرقوهي نزيل مصر ثمَّ القرافة شهَاب الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن رفيع الدّين كَانَ أَبوهُ قَاضِي أبرقوه من عمل شيراز وَولد لَهُ هَذَا سنة 615 فأسمعه من أبي بكر بن سَابُور سنة 619 وأحضره فِي سنة 17 على عبد السَّلَام

ص: 116

السرقولي وببغداد من ابْن عبد السَّلَام وَابْن صرماء وبدمشق من ابْن أبي لقْمَة وَابْن البن وَابْن صصرى وبمصر من ابْن الْجبَاب وبالقدس من الأوقي وَحدث وَقدم الديار المصرية فقطن القرافة إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة 701 وَكَانَ يَقُول أَنه رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام وَأخْبرهُ أَنه يَمُوت بِمَكَّة فحج فِي آخر عمره فَمَاتَ بهَا حدث عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي والمزي والبرزالي واليعمري والقونوي والذهبي وَكَانَ خيرا متواضعاً لَهُ كرامات وَله تلامذة وَكَانَ يعرف بَين الصُّوفِيَّة بالسهروردي لِأَنَّهُ كَانَ يلبس عَنهُ الْخِرْقَة مَاتَ بِمَكَّة فِي 19 ذِي الْحجَّة وَكَانَت وَفَاة أَبِيه رفيع الدّين سنة 623

283 -

أَحْمد بن إِسْحَاق بن يحيى بن إِسْحَاق الْآمِدِيّ بدر الدّين بن الْعَفِيف يُقَال اسْمه مُحَمَّد ولد سنة 693 وأسمع على أَبِيه وعَلى عمر بن القواس والشرف ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَولي حسبَة الصالحية وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ لين الْكَلِمَة محباً لأهل الْخَيْر مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 764 أرخه ابْن رَجَب سنة خمس فَوَهم

ص: 117

284 -

أَحْمد بن إسكندر الْحُسَيْنِي الصُّوفِي شهَاب الدّين ابْن صدر الدّين أَبُو ذَر شهرته بأذار قَرَأت لَهُ شرحاً على بَيْتَيْنِ لِابْنِ الْعَرَبِيّ فِي كراسة أملأها فِي رَجَب سنة 777 وفيهَا من شعره

(ووراء ذَاك وَلَا أُشير لِأَنَّهُ

سر لِسَان النُّطْق عَنهُ أخرس)

(أَمر بِهِ وَله وَمِنْه تغيبت

أعياننا ووجودنا المتلبس)

وَمِنْه

(لَئِن حجبت أشباحكم عَن عيوننا

فَلم يحجب الْبَين الشتيت لكم معنى)

(وَلَا نظرت عَيْنَايَ إِلَّا جمالكم

ولطفكم المرسوف وَالْحسن وَالْحُسْنَى)

(ويشتاقكم طرفِي وَأَنْتُم سوَاده

فَمَا أبعد المشتاق مِنْكُم وَمَا أدنى)

285 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن آقش بن عبد الله الْحلَبِي سمع على الْكَمَال أَحْمد النصيبي الشَّمَائِل وَحدث بِهِ بحلب سنة 25 وعاش إِلَى سنة 734 وَأَجَازَ لشَيْخِنَا زين الدّين أبي بكر بن الْحُسَيْن العثماني نزيل الْمَدِينَة

286 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سلمَان بن حمائل بن عَليّ بن جَعْفَر الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بِابْن غَانِم ولد سنة

وَسمع من التقي ابْن

ص: 118

الوَاسِطِيّ وَحدث وَكَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ مليح الْكِتَابَة مَاتَ سنة 735

287 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير الْحلَبِي الأَصْل ثمَّ القاهري الصَّدْر الْكَبِير نجم الدّين بن عماد الدّين كَانَ من كبار الرؤساء بِالْقَاهِرَةِ وَمن كتاب الْإِنْشَاء وَمِمَّنْ يحضر دَار الْعدْل بَين يَدي السُّلْطَان وَهُوَ من بَيت كَبِير وَأَبوهُ هُوَ الَّذِي استملى من ابْن دَقِيق الْعِيد شرح الْعُمْدَة مَاتَ نجم الدّين فِي ثَالِث عشرى صفر سنة 737 بِالْقَاهِرَةِ وَقد سمع الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة قَالَ ابْن رَافع مَا عَلمته حدث

288 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عمر المنبجي ثمَّ الْحلَبِي ابْن الناقوسي سبط الْكَمَال عمر ابْن العجمي كَانَ فَاضلا كثير الِاشْتِغَال بِالْعلمِ حصل طرفا صَالحا من الْفِقْه وَغَيره بحلب ودمشق ومصر وَغَيرهَا وَمَات فِي الطَّاعُون الْكَائِن فِي سنة 795

289 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن احْمَد بن عبد الله بن الزبير الْمَعْرُوف بِابْن الخابوري أحضر عِنْد سنقر الزيني صَحِيح البُخَارِيّ بفوت ومشيختي سنقر والثلاثيات وَحدث وَكَانَ شَاهدا على بَاب الحلاوية بحلب مَاتَ بقارا سنة 765 وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة

290 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي نجم الدّين ولد

ص: 119

سنة 268 قرأته بِخَطِّهِ وَحضر عقيقته الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر ثمَّ مَاتَ الشَّيْخ بعد قَلِيل فِي ربيع الآخر وَسمع النَّجْم هَذَا من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ سِتَّة أَجزَاء من أول مشيخته وأمالي ابْن سمعون وَمن التقي الوَاسِطِيّ أَرْبَعِينَ الْحَاكِم ومجلسي الْخلال وَمن أَخِيه مُحَمَّد ابْن عَليّ الوَاسِطِيّ وَعلي بن مُحَمَّد المعري وَأحمد بن مُؤمن الصُّورِي وَمُحَمّد بن حَازِم الْفَقِيه وَعِيسَى المغاري وَعبد الرَّحْمَن بن عمر بن صومع وَعَن أبي الْفضل بن عَسَاكِر مشيخته تَخْرِيج المهندس وَغَيرهم وَحدث وَعمر وَتفرد وَحدث بأمالي ابْن سمعون عَن الْفَخر وَغير ذَلِك وَمَات فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة 773 وَأَجَازَ لأبي حَامِد بن ظهيرة ولعَبْد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة

291 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن أبي عَائِد ابْن الْمُؤَذّن الْمَقْدِسِي ولد سنة نَيف وَخمسين وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 725

292 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي بن أبي الْعِزّ بن عزون بن دَاوُد ابْن عزون بن لَيْث بن مَنْصُور أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل

ص: 120

الْمصْرِيّ ولد سنة 620 وَسمع جُزْء البطاقة سنة 25 وَسمع من جَعْفَر ابْن عَليّ كتاب الْعُزْلَة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحدث عَنهُ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 708

293 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْأَصْبَهَانِيّ الْمَالِكِي الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المقرىء روى بِالْإِجَازَةِ عَن الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَابْن الطبال وَابْن القويزة والعفيف بن مزروع ونظم الشّعْر وَله ديوَان مديح فِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذكره شهَاب الدّين بن رَجَب فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ

294 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن أبي الْفضل ابْن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مَحْمُود بن زِيَادَة الله بن عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَغْلَب التَّمِيمِي السَّعْدِيّ أَبُو الْهدى فَخر الدّين ابْن الْجبَاب الْمصْرِيّ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 643 وأسمع على سبط السلَفِي جُزْء الذهلي وَغَيره وعَلى الرشيد الْعَطَّار وَغَيره وَمَات فِي رَمَضَان سنة 720

295 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن صَالح بن أبي الْعِزّ بن وهيب

ص: 121

الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نجم الدّين ابْن الكشك ولد سنة 20 وأسمع على الحجار وَحدث عَنهُ وتفقه وَولي قَضَاء مصر سنة 77 أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ ولي قَضَاء دمشق مرَارًا وَلزِمَ دَاره أخيراً وَكَانَ عَارِفًا بمذهبه درس بأماكن وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 99 وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَأَجَازَ لي

296 -

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين ابْن الرُّومِي سمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة الصَّحِيح وناب فِي الحكم عَن جمال الدّين ابْن التركماني وَولي قَضَاء منية الشيرج والمرج وَمَات فِي ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة 760 أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ

297 -

أَحْمد بن الطنبا القواس الْحلَبِي العزيزي الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الحلبية ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة 45 وَسمع ابْن خطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم وَحدث وَذكره الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع فِي معجميهما وَكَذَا البرزالي قبلهمَا وَقَالَ شيخ صَالح من أهل الْقُرْآن وَالدّين وَالْفضل وَله نظم حسن كَانَ يقرىء الْقُرْآن بجبل قاسيون وانتفع بِهِ جمَاعَة وَيُقَال أَن اسْم وَالِده فِي طبقَة السماع بِخَط الْحَافِظ

ص: 122

النابلسي خطلبا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 723

298 -

أَحْمد بن آل مَالك الجوكندار أمره النَّاصِر بن قلاون ثمَّ ولي تقدمة فِي سلطنة حسن ثمَّ انْتقل فِي الولايات بغزة وَغَيرهَا ثمَّ طرح الإمرة فِي سنة 79 وَلبس زِيّ الْفُقَرَاء وَصَارَ يمشي فِي الطرقات وَحج كثيرا وجاور وَمَات على ذَلِك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 793

299 -

أَحْمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي الدمياطي أَبُو الْحُسَيْن ولد سنة سَبْعمِائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن درادة وَحسن بن عمر الْكرْدِي وشهدة بنت الحصني وست الوزراء وَغَيرهم وبالإسكندرية من إِبْرَاهِيم الغرافي واشتغل بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وانتقى وذيل على ذيل الوفيات الَّتِي جمعهَا الْمُنْذِرِيّ ثمَّ الْحُسَيْنِي وَخرج للدبوسي معجماً وَلغيره من الشُّيُوخ وَجمع مجاميع ورحل إِلَى دمشق بآخرة فَسمع بهَا وَظَهَرت فضائله وَمَات فِي طاعون مصر سنة 749 قَرَأت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَنه مَاتَ فِي رَمَضَان وانتخب عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ جُزْءا من حَدِيثه رَأَيْته بِخَط الذَّهَبِيّ وَحدث بِهِ ابْن أيبك وَمِمَّنْ سَمعه مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الْخَيْر ابْن

ص: 123

العلائي وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص فَقَالَ الْمُحدث الْحَافِظ الْمُفِيد مُحدث مصر قدم علينا فظهرت معارفه وَحسن مشاركته وَخرجت لَهُ جُزْءا سمع مني وَسمعت مِنْهُ وقرأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ أَنه كَانَ شرع فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَلم يكمل وَكَانَ يكْتب خطا دَقِيقًا لكنه مضبوط متقن قوي كثير الْفَائِدَة رَحمَه الله تَعَالَى

300 -

أَحْمد بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين ابْن المنفر الْقَرَافِيّ أحد المسندين بِالْقَاهِرَةِ حدث عَن أبي الْحسن الواني وَأبي النُّون الدبوسي ويوسف بن عمر الختني وَحدث وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 794

301 -

أَحْمد بن أَيُّوب بن أبي فراس بن هبة الله البعلي يعرف بِابْن الغلفي ولد سنة 678 وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ إِمَام مَسْجِد الْحَنَابِلَة ببعلبك مَاتَ فِي شَوَّال سنة 745

302 -

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي شهَاب الدّين ابْن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْمُفْتِي ولد سنة 707 وأحضر على هَدِيَّة بنت عَسْكَر وَتفرد بهَا وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر التوزري من مَكَّة وَابْن رَشِيق وَطَائِفَة من مصر وَدخل فِي عُمُوم إجَازَة إِسْحَاق النّحاس لأهل الصالحية وَتفرد بِكُل ذَلِك وَسمع الْكثير من التقي سُلَيْمَان وَيحيى بن سعيد وَعِيسَى

ص: 124

الْمطعم وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ خَاتِمَة المسندين بِدِمَشْق مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 798 وَقد أجَاز لي غير مرّة

303 -

أَحْمد بن أبي بكر بن برق شهَاب الدّين الْوَالِي بِدِمَشْق ولاه تنكز نقلا لَهُ من ولَايَة السَّاحِل بصيداء وَكَانَ مشكوراً حسن السياسة وَمَات بِدِمَشْق سنة 736

304 -

أَحْمد بن أبي بكر بن حرز الله بن عَليّ السّلمِيّ المقرىء الشَّافِعِي ولد سنة 52 وتفقه بالنووي ولازمه وَكَانَ الشَّيْخ يُحِبهُ ويثني عَلَيْهِ حَتَّى أَنه زَكَّاهُ فِي شَهَادَة شَهِدَهَا عِنْد بعض الْقُضَاة وَأخذ أَيْضا عَن عز الدّين ابْن الصَّائِغ وَابْن عبد الْقوي وَولي الحكم فِي بِلَاد مِنْهَا الْخَلِيل وَبصرى وصرخد وَولي بِدِمَشْق مدارس وَكَانَ قد سمع من يحيى بن الْحَنْبَلِيّ والمقداد الْقَيْسِي وَابْن الصَّابُونِي والرشيد العامري وَغَيرهم وَكَانَ جواداً لَا يدّخر شَيْئا متواضعاً حسن الْأَخْلَاق مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 727

305 -

أَحْمد بن أبي بكر بن سَمُرَة الْقطَّان الْحلَبِي حضر على بيبرس العديمي جُزْء البانياسي وَحدث بِهِ وسَمعه مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي بن عشائر سنة 774 وَمَات بعد ذَلِك فِي

ص: 125

306 -

أَحْمد بن أبي بكر بن طيىء بن حَاتِم بن جَيش بن بكار الزبيرِي الْمصْرِيّ الشَّاهِد الْمُحدث ولد فِي حُدُود سنة خمسين وسِتمِائَة وَسمع من الْمعِين الدِّمَشْقِي وَابْن علاق والنجيب وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيرهم وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب وَحصل وَكَانَ حفظَة للنوادر متواضعاً قانعاً قَالَ الشهَاب ابْن عَسَاكِر وَمن خطه نقلت كَانَ خيرا مواظباً على الْجَمَاعَة بالجامع الْعَتِيق كثير الصَّدَقَة يقوم اللَّيْل وَكَانَ قبل رَحل مَعَ أبي الْفَتْح الْقشيرِي إِلَى الاسكندرية وَسمع بقرَاءَته كثيرا ولازمه وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة 67 جمع من المصريين والشاميين مِنْهُم الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَالشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَكَانَ يحب إسماع الطّلبَة فقصده الطّلبَة من الْجِهَات لسنه وعلو سَنَده وَذكر أَن أول مشايخه فِي السماع عبد الْهَادِي الْقَيْسِي سمع عَلَيْهِ مشيخته والموطأ وَالْأَرْبَعِينَ الألهية وَقطعَة من المعجم الْكَبِير وَقَالَ غَيره شاخ وَعجز وَتفرد بِبَعْض مروياته وَقَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت مِنْهُ بالإسكندرية قبل سنة سَبْعمِائة وَهُوَ آخر شيوخي فِي الرحلة المصرية وَفَاة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ لَقيته بالإسكندرية طلب وقتا وَسمع وَكتب الطباق وَلم يمهر وَقد عمر وعلت مروياته وَكَانَ حفظَة للنوادر وشاخ وَاحْتَاجَ وَحدث وَعجز وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَقَالَ وَهُوَ آخر من لَقيته فِي الرحلة موتا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 740

307 -

أَحْمد بن أبي بكر بن ظافر مجد الدّين ابْن معِين الدّين الْمَالِكِي خطيب الفيوم وسبط الشَّيْخ الْمجد الأخميمي وأخو شرف الدّين الْمَالِكِي قَاضِي

ص: 126

الشَّام صاهر الصاحب تَاج الدّين ابْن حنا وَكَانَ عَاقِلا فَاضلا قَالَ أَبُو حَيَّان أحد رجالات الْكَمَال صُورَة وكرماً وعلماً وأدباً مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 721

308 -

أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الزبيدِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي شهَاب الدّين انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْفتيا بِبِلَاد الْيمن وَكَانَ خيرا فَاضلا مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 787

309 -

أَحْمد بن أبي بكر بن عرام الأسواني الأَصْل الاسكندراني الشَّافِعِي ولد سنة 664 وَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَالْعلم الْعِرَاقِيّ ومحيي الدّين حافي رَأسه وبهاء الدّين ابْن النّحاس وَقَرَأَ على الدلاصي وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن طرخان وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس المرسي وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الشاذلي أستاذ المرسي جده لامه وَولي نظر الأحباس بالإسكندرية وعلق على الْمِنْهَاج وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 720 وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عرام وَهُوَ الْقَائِل

(أيا طرس إِن جِئْت الثغور فقبلن

أنامل مَا مدت لغير صَنِيع)

(وَإِيَّاك من رشح الندى وسط كَفه

فتمحي سطور سطرت بدموع)

310 -

أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن جعوان الديري الشَّافِعِي جمال الدّين

ص: 127

كَانَ فَاضلا وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم مشيخته وَمن إِسْرَائِيل بن أَحْمد الطَّبِيب وَعبد الْمُنعم بن يحيى الْقرشِي وأسعد بن المظفر القلانسي وَغَيرهم وَصَحب الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وتفقه ونظم الشّعْر الْجيد وَدخل مَعَ الجفل إِلَى الديار المصرية ثمَّ رَجَعَ وَدخل الْبِلَاد الشامية وَولي الحكم بِبَعْضِهَا وَكَانَ أَولا يعرف بِابْن المثني ذكره البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 721

311 -

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشَّيْخ شهَاب الدّين الْعَبَّادِيّ الْحَنَفِيّ ذكره ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخه فَكتب عَلَيْهِ شَيخنَا الْمُؤلف مَا صورته

312 -

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل كتب فِي الْإِنْشَاء بِدِمَشْق ثمَّ بطرابلس ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ سنة 758 وَله أَربع وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ قوي الْكِتَابَة لَكِن لَا يحسن النّظم

313 -

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين ولد سنة 663 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم عدَّة أَجزَاء مِنْهَا جُزْء أَيُّوب وَالْمِائَة الفراوية ومعجم أبي يعلى حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 736 وَقد تقدم ذكر وَلَده

ص: 128

314 -

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عامري بن سُلَيْمَان الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن سلك ولد سنة 690 وبرع فِي الْفِقْه ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749

315 -

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْحلَبِي الأَصْل شهَاب الدّين بن شرف الدّين بن شمس الدّين بن الشهَاب ولد سنة سبع عشرَة وَكتب فِي الْإِنْشَاء وَكَانَ قوي الْيَدَيْنِ جدا حَتَّى كَانَ يَأْخُذ الْحَيَّة فيحملها بذنبها ويوقعها إِلَى فَوق ويقصفها إِلَى أَسْفَل ويرميها وَقد انْقَطع وَسطهَا وانخلعت فقارات ظهرهَا وَمَات شَابًّا فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة 754

316 -

أَحْمد بن أبي بكر بن مَنْصُور بن عَطِيَّة الإسكندري شمس الدّين قَاضِي طرابلس كَانَ فَاضلا فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم وَكَانَ شجاعاً وَعِنْده عدد لقِتَال الفرنج وَكَانَ قد أثرى وَكثر مَاله وَبنى بطرابلس مدرسة للشَّافِعِيَّة وَكَانَ كل من ورد عَلَيْهِ يُكرمهُ والكلمة مجتمعة فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ

ص: 129

قَالَ الذَّهَبِيّ فَاضل متفنن عَارِف بِالْمذهبِ يتعانى التِّجَارَة مَعَ رَأْي جيد وحزم وَذكر أَنه سمع من الْمُنْذِرِيّ وَأخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وَكَانَ مولده سنة 634 وَمَات سنة 707 قَالَ البرزالي بعد مرض طَوِيل حصل لَهُ فِي آخِره برسام فولي غَيره الْقَضَاء وَقَالَ الذَّهَبِيّ كتب إِلَيّ شهَاب الدّين ابْن مري أَن شمس الدّين الْمَذْكُور لما احْتضرَ اجْتَمَعنَا حوله فأظهر فَرحا واستبشاراً وَكرر كلمتي الشَّهَادَة وَقَالَ ساعدوني وآنسوني فَإِن للنَّفس انزعاجاً عِنْد الْفِرَاق وَإِذا رَأَيْتُمُونِي مت مُسلما فاشكروا ربكُم على الْهِدَايَة لهَذَا الدّين الْعَظِيم ثمَّ كرر الشَّهَادَة نَحْو ثَلَاثِينَ مرّة وَمَات

317 -

أَحْمد بن بدليك الساقي شاد الشربخاناة التركماني أَصله من بِلَاد الشرق فَقدم هُوَ وأخوته شادي وحاجي وَعمر مصر فخدم أَحْمد عِنْد بكمتر الساقي ثمَّ رَآهُ السُّلْطَان فأعجبه فاستخدمه عِنْده وَجعله شاد الشربخاناة وَلم يزل فِي عداد الخاصكية إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان فولى نيابه صفد ثمَّ عَاد إِلَى حلب ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر وَقَامَ فِي خلع المظفر هُوَ وشيخو ورفقتهما وَكَانَت المطالعات تكْتب إِلَى السُّلْطَان ونسختها إِلَيْهِم وَوَقع بَينهم مرّة خلف فصاح أَحْمد مَا فِيهَا هَذِه الْمرة من أَوْلَاد السُّلْطَان أحد إِلَّا من صَحَّ لَهُ جلس على التخت فحقدوها عَلَيْهِ وأخرجوه إِلَى صفد نَائِبا ثمَّ شقّ الْعَصَا وَعصى فجردت لَهُ العساكر إِلَى أَن أمسك واعتقل بالإسكندرية ثمَّ أخرج إِلَى نِيَابَة حماة فِي سلطنة النَّاصِر حسن الأولى ثمَّ شقّ الْعَصَا ثَانِيًا إِلَى أَن قتل بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 54 وَكَانَ

ص: 130

حُلْو الْوَجْه خَفِيف اللِّحْيَة لَهُ فِي محبَّة الشَّبَاب تراجم مَشْهُورَة مَعَ نَفسه الأبية وهمته الْعَالِيَة

318 -

أَحْمد بن بكتمر الساقي ولد سنة 13 تَقْرِيبًا فَأَحبهُ السُّلْطَان النَّاصِر وَهُوَ صَغِير حَتَّى كَانَ مرّة نَائِما على فَخذه حِين إِرَادَته الرّكُوب فَلم يُمكن أحدا من إزعاجه وَأَبوهُ وَاقِف خجلان حَتَّى كَانَ أَكثر النَّاس يَقُول هُوَ ابْن السُّلْطَان وَأمره مائَة وَهُوَ صَغِير وزوجه بنت تنكز نَائِب الشَّام وَعمل الْعرس بِنَفسِهِ واحتفل وَكَانَ يقْضِي عِنْد السُّلْطَان أشغالاً لَا يَقْضِيهَا غَيره وَلم يزل على ارتقائه إِلَى أَن حج مَعَ السُّلْطَان فَمَاتَ رَاجعا فِي الْمحرم سنة 733

319 -

أَحْمد بن بكتوت بن عبد الله الْحلَبِي أَبُو الْعَبَّاس اشْتغل وتعانى الْآدَاب وَالْكِتَابَة إِلَى أَن ولي توقيع طرابلس وَنظر بَيت المَال مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب على نظر بَيت المَال ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بهَا وَمَات سنة 774 أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب

320 -

أَحْمد بن بلبان البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ وَالِده نَقِيبًا فولد هُوَ سنة 694 وَنَشَأ فِي طلب الْعلم فَسمع من أبي الْعَبَّاس الحجار والشهاب مَحْمُود وَجَمَاعَة وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَأخذ

ص: 131

بِدِمَشْق عَن الْبُرْهَان الْفَزارِيّ وَالْمجد التّونسِيّ وعلاء الدّين ابْن الْعَطَّار فِي آخَرين وَأخذ بِمصْر عَن أبي حَيَّان والأصبهاني وَغَيرهمَا وَقَرَأَ القراآت على الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان الكفري وناب فِي الحكم عَن ابْن الْمجد وَغَيره وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وَأفْتى ودرس وتصدر للإقراء ودرس بالعادلية قَالَ تَاج الدّين فِي الطَّبَقَات كَانَ صَحِيح الذِّهْن كثير الاستحضار متين الضَّبْط حسن الْخط وَقَالَ ابْن سَنَد كَانَ اسْم أَبِيه بلبان فَغَيره عبد الرَّحْمَن قلت وَسمي جده عبد الرَّحِيم على معنى أَن النَّاس كلهم عبيد رب الْعَالمين مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764

321 -

أَحْمد بن بلبان كَاتب الحكم الْمَالِكِي كَانَ يُفْتِي وَله مُرُوءَة مَاتَ فِي صفر سنة 773

322 -

أَحْمد بن بيليك المحسني ولي أَبوهُ نِيَابَة الاسكندرية وَولد هُوَ سنة 699 وتفقه للشَّافِعِيّ وتأدب ثمَّ نادم تنكز نَائِب الشَّام فراج عِنْده وتعاطى نظم التَّنْبِيه فنظمه قصيدة بديعة على رُوِيَ الشاطبية كَانَ يعرض مَا يعمله مِنْهَا على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَولا فأولاً إِلَى أَن أكمله وَجَاء

ص: 132

نظماً رائقاً وَلم يزل يتَرَدَّد بَين مصر وَالشَّام إِلَى أَن ولي نِيَابَة دمياط وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 753

323 -

أَحْمد بن ترْكَان شاه بن أبي الْحسن شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد الأقصرائي الصُّوفِي شيخ خانقاه بكتمر بالقرافة وَكَانَ أَولا صوفياً بِسَعِيد السُّعَدَاء وَله يَد فِي التصوف وَكَانَ تلقن الذّكر عَن الشَّيْخ عبد الله ابْن بدر بن عَليّ المراغي وَصورته أَنه يغمض عَيْنَيْهِ وَيجمع همته وَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله بانزعاج وَذكر أَن شَيْخه أَخذ ذَلِك من الشّرف الإِسْفِرَايِينِيّ سنة 630 عَن أبي النجيب السهروردي عَن مَحْمُود الزنجاني عَن أبي الْفتُوح الْغَزالِيّ عَن أبي الْعَبَّاس النهاوندي عَن ابْن حبيب عَن رُوَيْم عَن الْجُنَيْد عَن السّري عَن مَعْرُوف عَن دَاوُد الطَّائِي عَن حبيب العجمي عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عَليّ قَالَ قطب الدّين الْحلَبِي فِي تَارِيخ مصر

ص: 133

الله أعلم بِصِحَّة اتِّصَال هَذَا الْإِسْنَاد فقد اشْتَمَل على جملَة من الْمَشَايِخ الصلحاء وَمَات أَحْمد سنة 730

324 -

أَحْمد بن ثَابت بن أبي الْمجد النَّوَوِيّ اشْتغل على ابْن عَمه الشَّيْخ محيي الدّين وعَلى الشّرف الْمَقْدِسِي ثمَّ ولي قَضَاء شيزر وَكَانَ مشكور السِّيرَة فَاضلا مَاتَ بشيزر فِي شعْبَان سنة 707 أرخه البرزالي

325 -

أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن أسعد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي الْحلَبِي المنعوت بالعز الْأَشْقَر قَالَ القطب كَانَ عبدا صَالحا مُقيما بالصارمية معيداً بهَا وَله إِعَادَة بالظاهرية وَكَانَ لَا يخرج إِلَّا لحَاجَة وَحدث عَن النجيب الْحَرَّانِي بأمالي ابْن مِلَّة وَمَات فِي الْعشْرين من الْمحرم سنة 708 وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة

326 -

أَحْمد بن أبي جَعْفَر مُحَمَّد الْمُؤَيد الْحلَبِي وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عزون وَأبي الْفرج وَأبي الْعِزّ الحرانيين وَغَيرهم وَكَانَ حسن الشكل مليح

ص: 134

البزة ولد فِي رَمَضَان سنة 647 واشتغل فِي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة إِلَى أَن ولي الْإِعَادَة بالفخرية ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 724

327 -

أَحْمد بن حَامِد عصية الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ ولي قَضَاء بَغْدَاد وَعظم قدره عِنْد خربندا ثمَّ تغير عَلَيْهِ وَمَات سنة 721

328 -

أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن أنو شرْوَان الرَّازِيّ الأَصْل ثمَّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ أَبُو المفاخر ابْن أبي الْفَضَائِل جلال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين ابْن تَاج الدّين ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة بانكورية من الرّوم وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل فِي النَّحْو وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه قَالَ القطب فِي تَارِيخ مصر اشْتغل كثيرا وَكَانَ جَامعا للفضائل وَيُحب أهل الْعلم مَعَ السخاء وَحسن الْعشْرَة وَقد ولي الْقَضَاء وَهُوَ صَغِير ابْن سبع عشرَة سنة بخرت برت ودرس بِدِمَشْق وَقدم مصر سنة 730 قَالَ ابْن رَافع حدث بِالسَّمَاعِ عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَقَالَ البرزالي ولي قَضَاء الشَّام وناب عَن وَالِده قبل ذَلِك ودرس بالخاتونية والقصاعين وَكَانَت لَهُ عناية بِجَامِع الْأُصُول أَلْقَاهُ دروساً ويحفظ مِنْهُ كثيرا وَكَانَ محبوباً إِلَى النَّاس كثير الصَّدَقَة جواداً متع بحواسه إِلَّا السّمع وَكتب الْخط الْمَنْسُوب على الْوَلِيّ الَّذِي كَانَ بِبِلَاد الرّوم وَمَات

ص: 135

سنة 691 وَكَانَ قد انحنى من الْكبر وَإِذا مرض يَقُول أَخْبرنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام أَنِّي أعمر فَكَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ أكمل التسعين وَزَاد وَكَانَ سمع الحَدِيث من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث قَلِيلا وَكَانَ يحفظ فِي كل يَوْم من أَيَّام الدُّرُوس ثَلَاثمِائَة سطر وَكَانَت وَفَاته فِي تَاسِع عشر رَجَب سنة 745 وَقد أضرّ قَالَ الشهَاب ابْن فضل الله إِنَّه كَانَ كثير الْمُرُوءَة حسن المعاشرة سخي النَّفس أَقَامَ فَوق السّبْعين سنة يدرس بِدِمَشْق وغالب رُؤَسَاء مذْهبه من الْحُكَّام والمدرسين كَانُوا طلبة عِنْده وَقل مِنْهُم من أفتى ودرس بِغَيْر خطه وَحكي عَنهُ أَنه ذكر أعجوبة وَقعت لَهُ مَعَ امْرَأَة من الْجِنّ فقد ذكرهَا صَاحب آكام المرجان عَن ابْن فضل الله عَنهُ

329 -

أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد الْمَقْدِسِي ولد سنة 714 وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ شرف الدّين الْبَارِزِيّ وَأَجَازَ للشَّيْخ برهَان الدّين الْحلَبِي فِي سنة 780

ص: 136

330 -

أَحْمد بن حسن بن باضة الْأَسْلَمِيّ الموقت الغرناطي كَانَ غَايَة فِي أَحْكَام الْآلَات الفلكية بَالغ ابْن الْخَطِيب فِي إطرائه بذلك وَذكر أَنه مَاتَ سنة 709

331 -

أَحْمد بن حسن بن أبي بكر بن حسن الرهاوي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ لقبه طس سمع من الْحسن الْكرْدِي الْمِائَة الشريحية وَمن الواني أَحَادِيث مَنْصُور وَمن الدبوسي والختني وَابْن قُرَيْش وَغَيرهم وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَولي الْحِسْبَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 776

332 -

أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن عَليّ العباسي القبي بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الْمُوَحدَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بن أبي عَليّ من ذُرِّيَّة المستظهر بن الْمُقْتَدِي اختفى فِي وَاقعَة بَغْدَاد وَتوجه إِلَى حُسَيْن بن فلاح أَمِير خفاجة فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ توصل إِلَى دمشق فَسمع بِهِ المظفر قطز فَطَلَبه وَقدم مصر فَقَامَ ببيعة الظَّاهِر بيبرس وَعقد لَهُ السلطنة وَكَانَ هُوَ بُويِعَ بالخلافة سنة 661 وخطب بِنَفسِهِ وَكَانَت لَهُ شجاعة وديانة وَكَانَ أَولا قد جمع عَسَاكِر من العربان وافتتح بهم عانة والأنبار ثمَّ كرّ عَلَيْهِم التتار فَرجع إِلَى الْعَرَب ثمَّ صَادف الْمُسْتَنْصر الْأسود فَبَايعهُ وَحضر مَعَه قتال التتار فَقتل الْمُسْتَنْصر وَنَجَا

ص: 137

هُوَ فَأتى الرحبة ثمَّ سَار إِلَى الْقَاهِرَة ودخلها فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة 661 وبويع بالخلافة وَعقد هُوَ السلطنة للظَّاهِر بيبرس وَضربت السِّكَّة باسمهما مُدَّة ثمَّ اقْتصر على اسْم السُّلْطَان وَأقَام عِنْده شرف الدّين ابْن الْمَقْدِسِي سنة يفقهه ويعلمه ويكتبه وَأقَام فِي الْخلَافَة أَرْبَعِينَ سنة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 701 فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته أَرْبَعِينَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام

333 -

أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي شهَاب الدّين ابْن شرف الدّين ولد سنة 656 بِمصْر واشتغل وتمهر ودرس بالصالحية وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَولي قَضَاء الشَّام فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 ثَلَاثَة أشهر ثمَّ أُعِيد التقي سُلَيْمَان فِي شعْبَان وَكَانَ حسن الْعِبَادَة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 710

334 -

أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ شرف الدّين ابْن شرف الدّين ابْن قَاضِي الْجَبَل ولد فِي شعْبَان سنة 693 وأسمع من إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الْفراء وَمُحَمّد بن عَليّ الوَاسِطِيّ وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُؤمن فِي آخَرين وَطلب بِنَفسِهِ بعد الْعشْر فَسمع من التقي سُلَيْمَان وَنَحْوه وَأَجَازَ لَهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَغَيرهمَا وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة عَن ثَمَانِيَة عشر شَيخا حدث بهَا واشتغل بِالْعلمِ

ص: 138

فبرع فِي الْفُنُون وَكَانَ بارعاً فِي الْعُلُوم بعيد الصيت قديم الذّكر وَله نظم وذهن سيال وَأفْتى فِي شبيبته يُقَال أَن ابْن تَيْمِية أجَازه بالإفتاء وَكَانَ يعْمل الميعاد فيزدحم إِلَيْهِ الْفُضَلَاء والعامة ولي الْقَضَاء فِي سنة 67 فَلم يحمد فِي ولَايَته وَكَانَ صَاحب نَوَادِر وَخط حسن وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الإِمَام الْعَلامَة شرف الدّين صَاحب فنون وذهن سيال وتودد سمع معي وَطلب الحَدِيث وقتا مولده سنة نَيف وَتِسْعين وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 771 وَمن تصانيفه الْقَصْد الْمُفِيد فِي حكم التوكيد وَمَسْأَلَة رفع الْيَدَيْنِ وَالْكَلَام على قَوْله تَعَالَى {أَأَنْت قلت للنَّاس اتخذوني} وَله نظم ونثر وَالْفَائِق فِي الْمَذْهَب

وَمن شعره

(نبيي أَحْمد وَكَذَا إمامي

وشيخي أَحْمد كالبحر طامي)

(واسمي أَحْمد وبذاك أَرْجُو

شَفَاعَة سيد الرُّسُل الْكِرَام)

335 -

أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن خَليفَة الْحُسَيْنِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشريف ولد سنة 91 واشتغل هُنَاكَ وَمهر ثمَّ تنزل دمشق وشغل

ص: 139

بهَا وَمَات سنة 775

336 -

أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى اللَّخْمِيّ تَاج الدّين ابْن الصَّيْرَفِي ويدعى هبة الرَّحْمَن ولد سنة

وَسمع من أَبِيه والعز الْحَرَّانِي وخطيب المزة وغازي بن الحلاوي وَغَيرهم مَاتَ فِي ثَانِي عشْرين ذِي الْحجَّة سنة 743

337 -

أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ الكلَاعِي البلنسي المقرىء الأديب ولد فِي حُدُود الْخمسين وتلا بالسبع على أبي جَعْفَر بن الطباع وروى بِالْإِجَازَةِ عَن أَحْمد بن يُوسُف الْهَاشِمِي صَاحب أبي الْخطاب ابْن وَاجِب وَأَجَازَ للوادي آشي نظماً فِي نَحْو مِائَتي بَيت أَولهَا

(الْحَمد لله إسراراً وإعلاناً

منزل الذّكر تَفْصِيلًا وفرقانا)

كَانَ خطيب بَلَده ونظم فِي القراآت على وضع الشاطبية ونظم قصيدة فِي أصُول الدّين قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا فنون وتواضع ومروءة وَبَاعَ مديد فِي النَّحْو وَله أَخْلَاق كَرِيمَة فاق بهَا أقرانه وسمى قصيدته فِي القراآت لَذَّة السّمع فِي القراآت السَّبع

ص: 140

338 -

أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى اللَّخْمِيّ تَاج الدّين ابْن الصَّيْرَفِي

339 -

أَحْمد بن الْحسن بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ شهَاب الدّين سمع من عِيسَى الحجي والنجم الطَّبَرِيّ وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ يتكسب من كِتَابَة الوثائق وَكَانَ مولده سنة عشْرين تَقْرِيبًا وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 797

340 -

أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْفُرَات الْحَنَفِيّ الْموقع ولد سنة 683 وَسمع من الدمياطي والصفي والرضي الطبريين فِي آخَرين سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَغَيره وَأثْنى عَلَيْهِ وَمَات فِي عَاشر ذِي الْقعدَة سنة 756 وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي كَانَ رَأْسا فِي صناعَة التوقيع وَالْكِتَابَة والحساب وَكَانَ يقْصد لذَلِك ويعتمد عَلَيْهِ وَاسْتقر وَلَده مَكَانَهُ

341 -

أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن قلاون الصَّالِحِي كَانَ أكبر إخْوَته وَعين للسلطنة مرّة فَلم يتَّفق ذَلِك وَمَات فِي رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 788

342 -

أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي مجد الدّين ابْن الْخياط تأدب وَعمل الشّعْر إِلَّا أَنه عريض الدَّعْوَى قَلِيل الجدوى وديوانه فِي عدَّة مجلدات مَاتَ بِدِمَشْق سنة 735 وَمن شعره

(وَفِي متشاعري عصري أنَاس

أقل صِفَات شعرهم الْجُنُون)

(يظنون القريض قيام وزن

وقافية وَمَا شَاءَت تكون)

ص: 141

343 -

أَحْمد بن حسن بن منيع بن شُجَاع الحوراني الأَصْل الْحَمَوِيّ الخصائري نزيل حلب سمع بحماة من ابْن الشّحْنَة سنة 718 الصَّحِيح وجزء أبي الجهم وَحدث بحلب وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 782 وَسمع مِنْهُ ابْن عشائر وَأَبُو الْوَفَاء سبط ابْن العجمي وَأَبُو حَامِد ابْن ظهيرة

344 -

أَحْمد بن حسن بن باضة الْأَسْلَمِيّ الموقت الغرناطي

345 -

أَحْمد بن الْحسن الحسني الْبَغْدَادِيّ شهَاب الدّين الفرضي الضَّرِير جال الْبِلَاد على زمانته فَدخل مصر وأفريقية وَاسْتمرّ مغرباً إِلَى غرناطة وَكَانَ لَهُ نظر سديد فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وممارسة فِي الْأُصُول والمنطق وَقيام على القراآت وَكَانَ كثير الملاحاة شكس الْأَخْلَاق يقبل الصَّدَقَة ماناً بقبولها وَأقَام بغرناطة فِي ظلّ سلطانها إِلَى أَن ارتحل عَنْهَا سنة 753

346 -

أَحْمد بن الْحسن بن يُوسُف الجاربردي الإِمَام فَخر الدّين نزيل

ص: 142

تبريز تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وفَاق فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة ذكره ابْن السُّبْكِيّ فِي طبقاته فَقَالَ كَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا خيرا وقوراً مواظباً على الشّغل فِي الْعلم وإفادة الطّلبَة اجْتمع مَعَ القَاضِي نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ وَأخذ عَنهُ على مَا بَلغنِي وَله شرح الْمِنْهَاج فِي أصُول الْفِقْه وَشرح تصريف ابْن الْحَاجِب وَشرح الْحَاوِي الصَّغِير وَلم يكمل وحواش على الْكَشَّاف مَشْهُورَة مَاتَ بتبريز فِي شهر رَمَضَان سنة 746 وَذكره الأسنوي فَقَالَ كَانَ عَالما صَالحا دينا وقوراً مواظباً على الأشغال والاشتغال والتصنيف وَذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَقَالَ فِي آخر تَرْجَمته وجده يُوسُف أحد شُيُوخ الْعلم الْمَشْهُورين بِتِلْكَ الْبِلَاد والمتصدي لشغل الطّلبَة وَله تصانيف مَعْرُوفَة وَعنهُ أَخذ الشَّيْخ نور الدّين الأردبيلي وَغَيره كَذَا نقلته من خطّ بعض الْحفاظ

347 -

أَحْمد بن أبي الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن خلف بن مخلف الكيال الاسكندراني الشهير بِابْن المصفي بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا فَاء ولد سنة 649 وَسمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الرَّازِيّ مِنْهُم

ص: 143

348 -

أَحْمد بن أبي الْحسن النطوبسي قَرَأت فِي كتاب العقد المنظوم أَنْشدني لنَفسِهِ لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة 726 وَنحن بمنشية مرشد عدَّة أشعار جَيِّدَة

349 -

أَحْمد بن الْحُسَيْن بن بدر بن أَحْمد بن شيخ السلامية ضِيَاء الدّين مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 701 أرخه ابْن كثير وَهُوَ وَالِد قطب الدّين مُوسَى الْآتِي

350 -

أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة بن بدر الكفري شرف الدّين ابْن شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 691 قَيده البرزالي وَأَجَازَ لَهُ التقي الوَاسِطِيّ وَأَخُوهُ أَحْمد وَابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَابْن أبي عصرون والفاروثي ويوسف الغسولي وَغَيرهم وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وتفقه ودرس وَأفْتى وَتسمع الحَدِيث وناب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء دمشق اسْتِقْلَالا ثمَّ نزل عَنهُ لوَلَده جمال الدّين يُوسُف وَمَات يُوسُف سنة 766 وعاش أَبوهُ بعده عشر سِنِين وَمَات سنة 776

ص: 144

351 -

أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن سَابق بن بشار الشبلي محيي الدّين سمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهمَا وَكَانَ خَازِن الْكتب بدار الحَدِيث الأشرفية مَاتَ فِي الْمحرم سنة 744

352 -

أَحْمد بن حُسَيْن أَخُو السُّلْطَان أويس قَتله أَخُوهُ أويس فِي سنة 767 لِأَنَّهُ كَانَ السَّبَب فِي عصيان مرجان الطواشي على أويس فَلَمَّا ظفر أويس بالطواشي أَمر بقتل أَخِيه الْمَذْكُور وسر بقتْله أهل السّنة لِأَنَّهُ كَانَ ينصر الرافضة

353 -

أَحْمد بن الْحُسَيْن البعلي الْمَعْرُوف بالمصري أَخذ عَن القطب اليونيني وَمَات فِي سنة 761

354 -

أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن سَالم بن دَاوُد بن يُوسُف بن خَالِد الشَّيْخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ أَبُو الْعَبَّاس ولد بأذرعات الشَّام فِي وسط سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار والمزي وَحضر عِنْد الذَّهَبِيّ وتفقه على ابْن النَّقِيب وَابْن جملَة وَدخل الْقَاهِرَة فَحَضَرَ درس الشَّيْخ مجد الدّين الزنكلوني ولازم الْفَخر الْمصْرِيّ وَهُوَ الَّذِي أذن لَهُ وَشهد لَهُ عِنْد السُّبْكِيّ بالأهلية ثمَّ ألزم بالتوجه إِلَى حلب وناب عَن قاضيها نجم الدّين ابْن الصَّائِغ فَلَمَّا مَاتَ ترك ذَلِك وَأَقْبل على الأشغال والاشتغال وراسل السُّبْكِيّ بالمسائل

ص: 145

الحلبيات وَهِي فِي مُجَلد مَشْهُور واشتهرت فَتَاوِيهِ فِي الْبِلَاد الحلبية وَكَانَ سريع الْكِتَابَة منطرح النَّفس كثير الْجُود صَادِق اللهجة شَدِيد الْخَوْف من الله جمع التَّوَسُّط وَالْفَتْح بَين الرَّوْضَة وَالشَّرْح فِي عشْرين مجلداً كثير الْفَوَائِد وَشرح الْمِنْهَاج فِي غنية الْمُحْتَاج وَفِي قوت الْمُحْتَاج وحجمهما مُتَقَارب وَفِي كل مِنْهُمَا مَا لَيْسَ فِي الآخر إِلَّا أَنه كَانَ فِي الأَصْل وضع أَحدهمَا لحل أَلْفَاظ الْكتاب فَقَط فَمَا انضبط لَهُ ذَلِك بل انْتَشَر جدا وَقدم الْقَاهِرَة بعد موت الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 762 وَأخذ عَنهُ بعض أَهلهَا ثمَّ رَجَعَ ورحل إِلَيْهِ من فضلاء المصريين الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ فَقَرَأت بِخَطِّهِ رحلت إِلَيْهِ سنة 763 فأنزلني دَاره وأكرمني وحباني وأنساني الْأَهْل والأوطان وَالشَّيْخ برهَان الدّين البيجوري وَكتب عَنهُ شرح الْمِنْهَاج بِخَطِّهِ فَلَمَّا قدم دمشق أَخذ عَنهُ بعض الرؤساء وَذكر لي أَنه كَانَ يكْتب فِي اللَّيْل على شمعتين موكبيتين أَو أَكثر وَذكر لي بعض مَشَايِخنَا أَنه كَانَ يكْتب فِي الَّيْلِ كراساً تصنيفاً وَفِي النَّهَار كراساً تصنيفاً لَا يقطع ذَلِك وَلَكِن لَو كَانَ ذَلِك مَعَ الْمُوَاظبَة لكَانَتْ تصانيفه كَثِيرَة جدا لَكِن لَعَلَّه ترك ذَلِك مسودات فَضَاعَت من بعده وَمن نظمه

(يَا موجدي من الْعَدَم

أقل فقد زل الْقدَم)

(واغفر ذنوباً قد مضى

وُقُوعهَا من الْقدَم)

(لَا عذر فِي اكتسابها

إِلَّا الخضوع والندم)

(إِن الْجواد شَأْنه

غفران زلات الخدم)

ص: 146

وَكَانَ فَقِيه النَّفس لطيف الذَّوْق كثير الإنشاد للشعر وَله نظم قَلِيل وَكَانَ يَقُول الْحق وينكر الْمُنكر ويخاطب نواب حلب بالغلظة وَكَانَ محباً للغرباء محسناً إِلَيْهِم مُعْتَقدًا لأهل الْخَيْر كثير الْمُلَازمَة لبيته لَا يخرج إِلَّا فِي الضَّرُورَة وَكَانَ كثير التَّحَرِّي فِي أُمُوره وَكَانَ لَا يَأْذَن لأحد فِي الْإِفْتَاء إِلَّا نَادرا وَكَانَ الباريني مَعَ جلالة قدره إِذا اجْتمعت عِنْده الفتاوي الَّتِي يستشكلها يحضرهُ ويجتمع بِهِ ويسأله عَنْهَا فَيُجِيبهُ فيعتمد على جَوَابه وَقد ذكرت عَنهُ كرامات ومكاشفات وَبَالغ ابْن حبيب فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي ذيله على تَارِيخ وَالِده وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث بحلب وأجازنيه أنشدنا الإِمَام شيخ الشَّافِعِيَّة شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ لنَفسِهِ

(كم ذَا بِرَأْيِك تستبد

مَا هَكَذَا الرَّأْي الْأسد)

(أأمنت جَبَّار السما

ء وَمن لَهُ الْبَطْش الأشد)

(فَاعْلَم يَقِينا أَنه

مَا من مقَام الْعرض بُد)

عرض بِهِ يقوى الضَّعِيف

ويضعف الْخصم الألد)

(وَلذَلِك الْعرض اتقِي

أهل التقى وَله اسْتَعدوا)

وَهِي طَوِيلَة مَاتَ فِي خَامِس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 783

ص: 147

355 -

أَحْمد بن حمود بن عمر بن حمود بن سَلامَة بن حمود بن هامل بن حمود ابْن سَالم بن مُسلم بن حمود الْحَرَّانِي الْمَعْرُوف بالبطائني التَّاجِر ولد سنة 652 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم فَأكْثر وَمن عبد الله بن طعان والكمال ابْن عبد

ص: 148

وَعلي بن الأوحد النشيبي وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَابْن أبي عمر وَيحيى ابْن أبي مَنْصُور الصَّيْرَفِي وَإِسْرَائِيل بن أَحْمد الطَّبِيب وَجمع جم أَخذ عَنهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروه فِي معاجمهم وَحدث بالكثير وَحفظ الشاطبية وَقَرَأَ بِنَفسِهِ مُدَّة وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ خيرا أَمينا بشوشاً محباً للأسماع متواضعاً عَاقِلا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْفَقِيه المقرىء قدم دمشق فِي صغره واشتغل وَحفظ وَقَرَأَ وَسمع الْكثير وَأثبت حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْبُرْهَان التنوخي بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة 726

356 -

أَحْمد بن خضر بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الشَّافِعِي أحد موقعي الدست سمع من عَليّ بن عبد النصير الزَّاهِد وَزَيْنَب بنت سُلَيْمَان الأسعردي وست الوزراء وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته فِي رَجَب سنة 764

357 -

أَحْمد بن خضر الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين مفتي دَار الْعدْل سمع عِيسَى الْمطعم وَجَمَاعَة وَهُوَ مكثر كَذَا قَرَأت بِخَط الْقُدسِي وَلَعَلَّه الَّذِي قبله

ص: 149

358 -

أَحْمد بن خضر الدِّمَشْقِي هُوَ أحد مشاهير المؤذنين بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776

359 -

أَحْمد بن خَلِيل البزاعي شهَاب الدّين التَّاجِر السراج ولد سنة بضع وَعشْرين وسِتمِائَة وتعانى الْآدَاب فنظم ونثر وَله ديوَان حدث بِشَيْء مِنْهُ سمع مِنْهُ النَّجْم الطوفي الْحَنْبَلِيّ والسراج عبد اللَّطِيف بن الكويك والسديد مُحَمَّد بن فضل الله بن كَاتب المزح وَغَيرهم مَاتَ يَوْم عَاشُورَاء سنة 725 وَقد قَارب الْمِائَة

360 -

أَحْمد بن دَاوُد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن شويخ الزراد أَبُو مُحَمَّد التَّاجِر سمع من مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي وَحدث وَمَات سنة

361 -

أَحْمد بن دَاوُد بن أَحْمد الْحِمصِي الْمَعْرُوف بِابْن السَّابِق ولد سنة 709 وَسمع بعض الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة بحمص وَحدث وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين

362 -

أَحْمد بن دَاوُد بن مندك الدنيسري الأَصْل الْموصِلِي تفقه على الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُونُس ثمَّ انْتقل إِلَى ماردين فَأخذ عَن السَّيِّد ركن الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي بحثا وعلق عَنهُ من فَوَائده ورافق فِي الِاشْتِغَال الشَّيْخ برهَان الدّين الرَّسْعَنِي وَقَرَأَ على السَّيِّد أَيْضا الحاجبية ومختصر الْمَحْصُول وَكَانَ كثير المجون والهزل مَاتَ سنة 743 وَله تسعون سنة

363 -

أَحْمد بن دَاوُد بن يحيى بن دَاوُد الحريري الدِّمَشْقِي سمع من الْفَخر

ص: 150

مشيخته وَحدث مَاتَ فِي شَوَّال سنة 744

364 -

أَحْمد بن رَجَب بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود السلَامِي الْبَغْدَادِيّ نزيل دمشق ولد سنة 644 بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بالروايات وأناب وَسمع مشايخها وَطلب الحَدِيث فَسمع من

ورحل إِلَى دمشق ومصر وَغَيرهمَا وَسمع وَلَده الشَّيْخ زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن رَجَب الْمُحدث الْمَشْهُور الْكثير وَخرج لنَفسِهِ معجماً مُفِيدا رَأَيْته وَجلسَ للإقراء بِدِمَشْق وانتفع النَّاس بِهِ وَكَانَ دينا خيرا عفيفاً وَمَات سنة 4 أَو 775 كَذَا رَأَيْته بخطي وأظنني تلقيته مَعَ بعض الحلبيين وَكتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره فَقَالَ أنشدنا الشَّيْخ الْعَالم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن رَجَب بن مُحَمَّد الخالداني الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْحَنْبَلِيّ لنَفسِهِ

(علمت السوء ثمَّ ظلمت نَفسِي

وَقد آذَنت رَبِّي أَن أتوبا)

(فَهَب لي رَحْمَة واغفر ذُنُوبِي

وَعجل مِنْك لي فرجا قَرِيبا)

365 -

أَحْمد بن رضوَان بن إِبْرَاهِيم بن أبي الزهر بن الزنهار أَخُو السَّيِّد لأمه الأقباعي القلانسي ولد فِي رَمَضَان سنة 658 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم الْخَامِس من فَوَائِد الْقطيعِي وَغير ذَلِك وَمن عمر الْكرْمَانِي وَغَيرهمَا وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات فِي 11 ذِي الْقعدَة سنة 742 حَدثنَا عَنهُ الْبُرْهَان التنوخي وَأَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي بِالْإِجَازَةِ

ص: 151

وَمن مسموعه التَّرْغِيب للأصبهاني كَامِلا من ابْن عبد الدَّائِم ومشيخته تَخْرِيجه لنَفسِهِ

366 -

أَحْمد بن رضوَان بن عبد الْعَظِيم بن خَالِد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الْعَظِيم بن جَعْفَر بن عبد الْعَظِيم الجذامي الغرناطي ذكره صَاحب الْكتاب المؤتمن فَقَالَ شَاب فَاضل حسن الصُّحْبَة كريم النَّفس من الفلاحين بِبَلَدِهِ لَدَيْهِ مَال يحوك الشّعْر بالطبع الذكي الَّذِي لَهُ كَقَوْلِه

(يَا سيداً ودعته ومدامعي

تنهل من عَيْني يَوْم وداعه)

(مَا سَار شخصك عَن محبك إِنَّمَا

غيبت عَن عَيْنَيْهِ فِي أضلاعه)

قَالَ صَاحب الإكليل شَاعِر طبع وعامر حَيّ من الْأَدَب وَربع حجَّة من حجج الغرائز فِي الْعَالم الحائر يتدفق تدفق الْفُرَات وَيتبع الْمعَانِي كَأَنَّمَا يطْلبهَا بالترات فَيَأْتِي بِكُل عَجِيبَة وَيفتح البديع بَين طبع فَحل وفكرة نجيبة كَقَوْلِه

(زار من بعد مَا طَال انتظاري

مخجل الْبَدْر فِي ذهَاب السرَار)

(صادم الْبَحْر بالوصال كَمَا صا

دم جَيش الظلام ضوء النَّهَار)

ص: 152

(فشربنا مدامة وأدرنا

رَاح عتب ممزوجة بعقار)

(وارتشفنا لمى الثغور اعتناقا

وعزمنا على اقتضا الْإِفْطَار

وَقَوله وَهُوَ من طبقَة المرقص

(يَا من اخْتَار فُؤَادِي مسكنا

بَابه الْعين الَّتِي ترمقه

(فتح الْبَاب سهادي بعدكم

فَابْعَثُوا طيفكم يغلقه)

وَلَو امْتَدَّ بِهِ طول الْعُمر لأصبح مثلا فِي الإجادة مَاتَ شَهِيدا فِي جُمَادَى

عَام 763 عَن إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَربع سنة

367 -

أَحْمد بن زاكي بن أَحْمد البالسي الْخَواص سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وغازي الحلاوي وَالْفَخْر عبد الرَّحْمَن الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص حدث وَطلب بِنَفسِهِ وَكَانَ فِيهِ دين وتعفف قَالَ وَسمع معي مَاتَ فِي أول سنة 741 ببلبيس وَقيل فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة 740 قلت وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْجمال الأسيوطي وَشَيخنَا

ص: 153

أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي وَمن مسموعه على الْفَخر عمل يَوْم وَلَيْلَة لِابْنِ السّني أَنا الْكِنْدِيّ وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ عابداً صَالحا خيرا ثمَّ انْقَطع وَصَارَ يتقوت من عمل الخوص وَصَارَ طَوِيل الفكرة عديم الضحك كثير المراقبة

368 -

أَحْمد بن زكري بن أبي عَليّ الرَّسْعَنِي التَّاجِر سمع من أبي بكر ابْن النشبي وَغَيره وَكَانَ يُسَافر فِي التِّجَارَة وَحدث سنة 732 بِدِمَشْق

369 -

أَحْمد بن زَكَرِيَّا بن أبي العشائر المارديني ولد سنة 629 وَسمع من أَحْمد بن مسلمة وَغَيره وَحدث بمشيخة ابْن مسلمة عَنهُ واستوطن دمشق مُدَّة ثمَّ جفل إِلَى الْقَاهِرَة فاستوطنها حدث عَنهُ ابْن سيد النَّاس والعز ابْن جمَاعَة وَمَات سنة 714 فِي رَمَضَان

370 -

أَحْمد بن الزكي بن عبد الله الْموصِلِي الْجَزرِي الجندي شهَاب الدّين نَائِب البيسري كَانَ من أجناد الْحلقَة سمع من تَاج الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعد الله بن الْوزان وَحدث عَنهُ بمشيخته أَخذ عَنهُ الذَّهَبِيّ والبرزالي وَابْن رَافع وَقد قَالَ لم يكن عِنْده غَيرهَا مَاتَ بالمزة فِي الْمحرم سنة 727 فِي جُمَادَى الأولى وَله بضع وَثَمَانُونَ سنة قَالَ البرزالي كَانَ لَا يعرف اسْم أَبِيه وَلَا نسبه وَإِنَّمَا قُلْنَا لَهُ عِنْد كِتَابَة الطَّبَقَة ابْن من فَكتب الْكَاتِب

ص: 154

الزكي فَصدقهُ

371 -

أَحْمد بن زيد اليمني الْفَقِيه كَانَ من رُؤَسَاء أهل صعدة فَبلغ عَنهُ الإِمَام صَلَاح الدّين بن عَليّ أَمر فَأمر بقتْله فَحمل الْمُصحف وَصَارَ إِلَيْهِ مستجيراً بِهِ فَلم يغن عَنهُ ذَلِك وَقتل فأصيب الإِمَام بعد مَوته بِيَسِير فعد ذَلِك من كراماته وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 973

372 -

أَحْمد بن سَالم بن مُحَمَّد بن حَاتِم البلبيسي نظام الدّين كَانَ معدلاً وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي الثَّالِث عشر من ذِي الْحجَّة سنة 741

373 -

أَحْمد بن سَالم بن مَحْمُود الْكِنْدِيّ الشَّافِعِي كتب عَنهُ سعيد بن عبد الله الذهلي من شعره قصيدة أَولهَا

(ذَابَتْ عَلَيْك حشاشة المشتاق

فأنعم عَليّ بنظرة وتلاق)

374 -

أَحْمد بن سَالم بن أبي الهيجا بن حميد بن صَالح بن حَمَّاد الْأَذْرَعِيّ شهَاب الدّين ابْن قَاضِي بالس سمع من الْفَخر والصوري وَغَيرهمَا وَسمع كثيرا بِنَفسِهِ وَحدث وَله نظم وَكَانَ حسن السِّيرَة متوددا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 747

ص: 155

375 -

أَحْمد بن سَالم بن ياقوت الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن ولد سنة سِتّ أَو سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ الَّذِي رَأَيْته بِخَطِّهِ وَسمع على الرضي الطَّبَرِيّ وعَلى أَخِيه الصفي وَالْفَخْر التوزري وَتفرد بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وعَلى الدلاصي الشاطبية وَمَات فِي الْمحرم 778 سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ سنة 71 وَسمع مِنْهُ الْجُنَيْد البلياني نزيل شيراز

376 -

أَحْمد بن سامة بن كَوْكَب الطَّائِي أَبُو الْعَبَّاس الصَّالِحِي الشُّرُوطِي ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْمُحدث قَرَأَ وَنسخ وَحصل وَكَانَ حنفياً متواضعاً مَاتَ فِي صفر سنة 703

377 -

أَحْمد بن سعد الله بن مَرْوَان بن عبد الله الفارقي شرف الدّين ابْن الشَّيْخ سعد الله ولد فِي رَجَب سنة 673 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان جُزْء الْأنْصَارِيّ وَولي كِتَابَة الدرج بحماة وَكَانَ حسن الْخلق متودداً لطيف الْكَلِمَة وَمَات بالقدس فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة 737

378 -

أَحْمد بن سعد بن عباد الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف بالنجار قَالَ لِسَان الدّين كَانَ من أهل النجابة والتحصيل عَارِفًا بِالشُّرُوطِ وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْأَمَاكِن وَمَات فِي رَمَضَان سنة 750

379 -

أَحْمد بن سعد بن عبد الله العسكري الأندرشي النَّحْوِيّ ولد بعد

ص: 156

التسعين وَقدم الْمشرق فحج واستوطن دمشق وأقرأ الْعَرَبيَّة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَشرح التسهيل وَنسخ بِخَطِّهِ تَهْذِيب الْكَمَال ثمَّ اخْتَصَرَهُ وتلا بالسبع على التقي الصَّائِغ وَشرع فِي تَفْسِير كَبِير مَعَ الدّين وَالْأَمَانَة والانجماع عَن النَّاس قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي كُنَّا عِنْد القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فَجرى إمْسَاك تنكز نَائِب الشَّام فَقَالَ الأندرشي مَا علمت بِوُقُوع ذَلِك قَالَ وَكَانَ ذَلِك بعد إمْسَاك تنكز بِخمْس سِنِين وَقد ولي فِيهَا أَربع نواب فتعجبنا من إعراضه عَن أَحْوَال النَّاس وَكَانَ لَهُ بَيت فِي الْجَامِع تَحت المازنة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ تخرج بِهِ عُلَمَاء وَكَانَ دينا منقبضاً عَن النَّاس شَارك فِي الْفَضَائِل وَنسخ تَهْذِيب الْكَمَال كُله وَاخْتَصَرَهُ وَشرع فِي تَفْسِير كَبِير وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة 750 ووقف كتبه على أهل الْعلم

380 -

أَحْمد بن سعد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الجزيري كَانَ أَصله من مرسية وَسكن غرناطة وَكَانَ كثير الإتقان فِي تجويد الْقُرْآن مجوداً مبالغاً فِي الْعِبَادَة أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الطباع وَغَيره

ص: 157

وَأَجَازَ لَهُ ابْن الغماز وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 712

381 -

أَحْمد بن سعيد بن زيان بن يُوسُف بن زبان الطَّائِي الْحلَبِي عز الدّين كتب الْإِنْشَاء بحلب وَذكره ابْن حبيب وَقَالَ كَانَ حسن الْخط مُحَرر الضَّبْط جيد النّظم والنثر مَعَ أَخْلَاق رضية وشيم تدل على حسن الطوية وَأنْشد لَهُ

(رعى الله ألفاظاً أَتَتْنِي بديعة

ليشرق مِنْهَا الطرس نظمك والنثر)

(فَقَبلتهَا لما أَتَت واقتنيتها

وَلَا عجب فِي النَّاس أَن يقتنى الدّرّ)

382 -

أَحْمد بن سعيد بن عمر السيواسي أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 719 وَسمع من الْجَزرِي والمزي وَغَيرهمَا وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ قَرَأَ وعني بالروايات وتنبه وَخرج المتباينات

383 -

أَحْمد بن سعيد بن عمر الْأَزجيّ قَالَ الشهَاب ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه كَانَ شيخ دَار الحَدِيث المستنصرية ويلقب الْجلَال وَيعرف بِابْن السَّابِق ولد سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وَسمع من مُحَمَّد بن نَاصِر بن حلاوة أَنا مُحَمَّد ابْن يَعْقُوب ابْن أبي الدنية أَنا حَنْبَل قِطْعَة من الْمسند وَحدث وَمَات سنة 758

384 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر العباسي أَبُو الْقَاسِم

ص: 158

أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بن المستكفي بن الْحَاكِم تقدم ذكر جده قَرِيبا وَكَانَ مَعَ أَبِيه بقوص فِي أَوَاخِر دولة النَّاصِر فَلَمَّا مَاتَ عهد بالخلافة لوَلَده فَلم يمض النَّاصِر ذَلِك وَبَايع إِبْرَاهِيم بن أخي المستكفي فَلَمَّا ولي الْأَشْرَف كجك طلب قوصون أَبَا الْقَاسِم هَذَا وَاسْتقر بِهِ فِي الْخلَافَة فباشرها من سنة 42 إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي نصف سنة 753 وَكَانَ يلقب أَولا الْمُسْتَنْصر قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ سمع الحَدِيث على بعض الْمُتَأَخِّرين وَبَلغنِي أَنه حدث وَرَأَيْت بِخَط رفيقنا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين المقريزي أَن عوده للخلافة كَانَ فِي أول سلطنة الْمَنْصُور أبي بكر بعناية طاجار الدويدار وَذَلِكَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة 741 وَأَنَّهُمْ لما أَرَادوا إِمْضَاء سلطنة الْمَنْصُور طعنوا فِي خلَافَة إِبْرَاهِيم فأحضروا هَذَا أَحْمد يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي الْمحرم سنة 742 وقرروه فِي الْخلَافَة وأثبتها الْقُضَاة ثمَّ فوض هُوَ للمنصور على الْعَادة فَالله أعلم

385 -

أَحْمد بن سلسمان بن بيرم الْمَعْرُوف بِابْن الفرمراتي سمع من سنقر المنتقي من سَبْعَة أَجزَاء المخلص 386 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أبي الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن زبان الطَّائِي الْحلَبِي شهَاب الدّين أَخُو شرف الدّين كَانَ كَاتب الْإِنْشَاء بحلب أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 769 وَقد جَاوز الْخمسين

ص: 159

387 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْمَقْدِسِي ابْن القَاضِي تَقِيّ الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 662 وَحدث بِصَحِيح مُسلم وَمَات فِي شعْبَان سنة 733 حَدثنَا عَنهُ الْبُرْهَان الشَّامي بِالْإِجَازَةِ

388 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن سَالم بن عَبْدَانِ الحوراني الأَصْل الصَّالِحِي مَاتَ بِدِمَشْق فِي 18 ربيع الأول سنة 718 مولده تَقْرِيبًا سنة 46 حدث عَن خطيب مردا

389 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أبي الطَّاهِر بن القرط الإسْكَنْدراني سمع سداسيات الرَّازِيّ على ابْن زوين

390 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب شرف الدّين ابْن الشيرجي ولد سنة 653 وَسمع الحَدِيث وَحدث وَكَانَ نَاظر الشامية الجوانية وباشر نظر الحسامية وَغير ذَلِك وَكَانَ قد نكب بعد فرار وَالِده إِلَى التتار وَأقَام مُدَّة فِي عيشة صعبة وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 718

391 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي تفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن خطيب يبرود وَكَانَ حنبلياً ثمَّ تحول شافعياً فمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْأَدب مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر صفر

ص: 160

سنة 776

392 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن هِلَال الصاحب تَقِيّ الدّين ولد سنة 723 وسمت همته من صغره إِلَى الْوَظَائِف الْكِبَار فسعى فِي أَن يكون فِي كتاب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فَمَا قدر ثمَّ ولي الوزارة فباشرها فِي رَمَضَان سنة 747 وَهُوَ شَاب حسن الصُّورَة مليح الشكل فاستخفوا بِهِ وَصرف بعد نصف سنة فَأَقَامَ بِدِمَشْق بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 748 وَفِيه يَقُول ابْن نباتة

(منيت مَا أُوتِيتهُ من دولة

حَملتك فِي الْعشْر من أحلالها)

(فِي مقلة الأجفان أَنْت فَقل لنا

أَنْت ابْن مقلتها أَو ابْن هلالها)

393 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان بن عَليّ بن سَحَاب البعلبكي ولد سنة 627 وَقَرَأَ على السخاوي وَحدث عَنهُ بالشاطبية مرَارًا وَحدث أَيْضا بِجُزْء سُفْيَان والصفار وَالْأَرْبَعِينَ البلدانية وَسمع من ابْن عَلان وَإِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وَغَيرهمَا وَكَانَ تَاجِرًا ثمَّ دخل فِي الشَّهَادَات وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 712

394 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن يُوسُف الغرناطي أَبُو جَعْفَر بن الْحداد قَرَأَ على أبي الْحسن المنجاطي وَأبي عبد الله بن الفخار وَغَيرهمَا وَكَانَ مشاركاً فِي الْفِقْه والفرائض والعربية وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ ولي بِبَعْض الْبِلَاد وَكَانَ

ص: 161

نزهاً عفيفاً اغتاله بعض الشطار لكَونه وَجه الحكم عَلَيْهِ فِي استخلاص مَال يَتِيم فَقبض على قَاتله فصلب بِالْمَكَانِ الَّذِي فتك بِهِ فِيهِ وَذَلِكَ فِي 25 شهر رَمَضَان سنة 752 ورثاه لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب بِأَبْيَات

395 -

أَحْمد بن سُلَيْمَان الصّقليّ الْفَاضِل العابد شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس كَانَ كثير الْمحبَّة فِي الْعُزْلَة والتخلق بأخلاق السّلف وَولي خطابة الْمَدِينَة الشَّرِيفَة والإمامة بهَا فباشر ذَلِك وَكَانَ يسكن الحسينية بِالْقربِ من جَامع آل مَالك وَله نظم فَمِنْهُ

(يَا غَفلَة شَامِلَة للْقَوْم

كَأَنَّمَا يرونها فِي النّوم)

(ميت غَد يحمل ميت الْيَوْم)

وَكَانَ لَا يجْتَمع بِالنَّاسِ إِلَّا لَحْظَة يسيرَة لَا يَخْلُو من مواعظه الحسان النافعة رَجَعَ من الْمَدِينَة إِلَى الْقَاهِرَة سنة 778 فَمَاتَ بهَا فِي ثامن ربيع الآخر مِنْهَا

396 -

أَحْمد بن أبي الْخَيْر سَلامَة بن أَحْمد بن سَلامَة الإسكندري الْمَالِكِي ولد سنة 671 وَنَشَأ بالثغر وتفقه واشتغل فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم وحمدت سيرته ثمَّ ولي قَضَاء دمشق فَدَخلَهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 717 وقدرت وَفَاته بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة 718 وَكَانَ مَحْمُود الطَّرِيقَة صَارِمًا نزهاً قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من أوعية الْعلم أصولاً وفروعاً وَمن سروات

ص: 162

الرِّجَال حشمة وسوددا وَمن خِيَار الْحُكَّام صرامة وعفة وَهُوَ من بَيت كريم بالإسكندرية

397 -

أَحْمد بن سَلامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ شهَاب الدّين الْوَاعِظ كَانَ شَيخا بالخانقاه وخطيباً بالجامع كِلَاهُمَا لبشتك وَكَانَ عَلَيْهِ قبُول فِي وعظه ثمَّ تعصب عَلَيْهِ بَعضهم فَخرجت عَنهُ الخانقاه فَعوضهُ الله خانقاه سرياقوس فباشرها إِلَى أَن مَاتَ سنة 769 وصنف كتابا فِي الصُّوفِيَّة

398 -

أَحْمد بن شرف بن مَنْصُور الذرعي سمع من أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وناب فِي الحكم لِابْنِ الْمجد ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس ودرس وَكَانَت وَفَاته بطرابلس فِي رَجَب سنة 747

399 -

أَحْمد بن صابر أَبُو جَعْفَر الْقَيْسِي ذكر الْكَمَال أَنه قدم ديار مصر بعد السبعمائة وَحكى سَبَب قدومه وَأَنه سمع بهَا الحَدِيث

400 -

أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن خطاب البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين الزُّهْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 724 وَقيل سنة 21 وَقيل 22 وَقيل 23 وَقدم دمشق سنة 732 فَسمع من أبي مُحَمَّد عبد الله

ص: 163

ابْن الْحُسَيْن بن أبي التائب والحافظ جمال الدّين الْمزي والبرزالي وَغَيرهم وَرجع ثمَّ قدمهَا فِي حُدُود الْأَرْبَعين اشْتغل بالفقه حَتَّى مهر فِيهِ وَأخذ عَن الْفَخر الْمصْرِيّ والنور الأربيلي وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَأذن لَهُ وَعَن الْبَهَاء الإخميمي فِي الْأُصُول وَكَانَ أَولا يقرىء أَوْلَاد أبي الْبَقَاء ثمَّ درس بالقليجية ثمَّ العادلية وَنزل لَهُ ابْن قَاضِي شُهْبَة سنة 779 عَن الشامية البرانية وَولي الْإِفْتَاء بدار الْعدْل وَحضر دروس السُّبْكِيّ الْكَبِير وَمن بعده ودرس كثيرا وَأفْتى واشتهر وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وناب فِي الحكم عَن تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَمن بعده وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفِقْه وَالْفَتْوَى بِدِمَشْق لِأَنَّهُ تَأَخّر بعد عَلَاء الدّين حجي وعماد الدّين الحسباني وَغَيرهمَا واشتهر ذكره وَبعد صيته وَمَات بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 795

401 -

أَحْمد بن صَالح بن غَازِي المارديني صَاحب ماردين يلقب الْملك الْمَنْصُور بن الْملك الصَّالح بن الْملك الْمَنْصُور ولي بعد أَبِيه فِي أول سنة 766 وَكَانَت مَمْلَكَته ثَلَاث سِنِين تَقْرِيبًا وَمَات فِي سنة 769 وَاسْتقر عوضه الصَّالح مَحْمُود فَأَقَامَ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ ولي عَمه المظفر دَاوُد بن الصَّالح صَالح

402 -

أَحْمد بن صَالح الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ شهَاب الدّين خطيب جَامع الْقصر

ص: 164

بِبَغْدَاد كَانَ من فُقَهَاء الْحَنَابِلَة مَاتَ قَتِيلا بأيدي اللنكية لما هجموا بَغْدَاد سنة 795

403 -

أَحْمد بن أبي طَالب بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الحمامي نزيل مَكَّة سمع من قرَابَته الأنجب الحمامي وَحدث عَنهُ وَكَانَ الدباهي يثني على دينه ومروءته سمع مِنْهُ القَاضِي شمس الدّين ابْن مُسلم وَآخَرُونَ وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 وَقد قَارب التسعين

404 -

أَحْمد بن أبي طَالب بن أبي النعم نعْمَة بن حسن بن عَليّ بن بَيَان الصَّالِحِي الحجار أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 624 تَقْرِيبًا بل قبل ذَلِك فَإِن الذَّهَبِيّ قَالَ سَأَلته سنة سِتّ وَسَبْعمائة عَن عمره فَقَالَ أَحَق حِصَار النَّاصِر دَاوُد لدمشق وَكَانَ ذَلِك سنة 26 وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد الْقطيعِي وَابْن روزبه والكاشغري وَآخَرُونَ وَمن دمشق جَعْفَر بن عَليّ وَعمر حَتَّى ألحق الأحفاد بالأجداد وَأول مَا ظهر للمحدثين سنة 706 وجد اسْمه فِي أَجزَاء على ابْن اللتي مثل جُزْء ابْن مخلد ومسند عمر للنجار ثمَّ ظهر اسْمه فِي أَسمَاء السامعين على ابْن الزبيدِيّ فَحدث بِالصَّحِيحِ أَكثر من سبعين مرّة بِدِمَشْق والصالحية وبالقاهرة ومصر وحماة وبعلبك وحمص وكفربطنا وَغَيرهَا وَرَأى من الْعِزّ

ص: 165

وَالْإِكْرَام مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ وانتحت عَلَيْهِ الْحفاظ ورحل إِلَيْهِ من الْبِلَاد وتزاحموا عَلَيْهِ من سنة 717 إِلَى أَن مَاتَ وَلما مَاتَ نزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دموي اللَّوْن صَحِيح الركب أشقر طَويلا أَبْطَأَ عَنهُ الشيب وَكَانَت لَهُ همة وَفِيه عقل وَفهم يصغي جيدا وَمَا رَأَيْته نعس فِيمَا أعلم وَثقل سَمعه قَلِيلا فِي الآخر وَكَانَ خياطاً وَلما خدم حجاراً بالقلعة من سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة كَانَ يشد السَّيْف وَيقف بِالْخدمَةِ وَكَانَ رُبمَا أسمع فِي بعض الْأَيَّام أَكثر النَّهَار وَحصل لَهُ المَال وَقدر بالقلعة الْمَعْلُوم وعَلى بَيت المَال قَالَ وَكَانَ فِيهِ دين وملازمة للصَّلَاة ويصوم تَطَوّعا وَقد صَامَ وَهُوَ ابْن مائَة سنة رَمَضَان وَأتبعهُ بست من شَوَّال وَكَانَ حِينَئِذٍ يغْتَسل بِالْمَاءِ الْبَارِد وَلَا يتْرك غشيان الزَّوْجَة وَله بَوَادِر مِنْهَا أَنه سُئِلَ عَن عَاق وَالِديهِ فَقَالَ يقتل وَسُئِلَ عَن صَوْم سِتّ من شَوَّال فَقَالَ {وواعدنا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة وأتممناها بِعشر} قَالَ الذَّهَبِيّ وَلَا ارتاب فِي سَمَاعه من ابْن الزبيدِيّ فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ أَخ باسمه قطّ شرع محب الدّين ابْن الْمُحب فِي قِرَاءَة الصَّحِيح قبل مَوته بِيَوْم ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ الميعاد الثَّانِي يَوْم وَفَاته إِلَى الظّهْر فَمَاتَ قرب الْعَصْر فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من صفر سنة 730

405 -

أَحْمد بن ظهير الدّين أبي بكر ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن مَرْزُوق

ص: 166

المَخْزُومِي الْمَكِّيّ القَاضِي شهَاب الدّين ولد سنة 718 وَسمع من القَاضِي نجم الدّين الطَّبَرِيّ وأخيه وَأحمد بن الرضي وَالْجمال المطري وَعِيسَى الحجي والأمين الأقشهري والوادي آشي وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية وتفقه على الأصفوني وَتخرج فِي الْحساب والفرائض وَأخذ عَن الأسنوي بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ الْقرَاءَات عَن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود المسروري وَأذن لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي فِي الْإِفْتَاء وتصدر للأشغال بِالْحرم مُدَّة فَانْتَفع بِهِ النَّاس وناب فِي الحكم عَن الْحرَازِي ثمَّ عَن أبي الْفضل النويري ثمَّ اسْتَقل بعده بِالْقضَاءِ والخطابة مُدَّة تقرب من سنتَيْن ثمَّ صرف عَن ذَلِك فلازم الأشغال إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث عشرى شهر ربيع الأول سنة 792 وَهُوَ عَم الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة ووالد أبي البركات قَاضِي مَكَّة أَيْضا وجد أبي السعادات قَاضِي مَكَّة أَيْضا قَرَأت بِخَط ابْن سكر أَنه رَحل إِلَى الْمغرب سنة 760 وَسمع بهَا من جمَاعَة

ص: 167

406 -

أَحْمد بن أبي الْعَافِيَة الأندلسي الرندي أَبُو الْعَبَّاس ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْمُحدث الْفَقِيه رجل فَاضل خير دين قدم علينا سنة أَربع فَأخذ عَن الموازيني وَابْن مشرف والموجودين وَسمع بالثغر من الْقَرَافِيّ وَمَات بِمصْر فِي الكهولة سنة 716

407 -

أَحْمد بن عبد الْأَحَد بن أبي الْفَتْح الْحَرَّانِي ثمَّ الْمصْرِيّ سمع من الدمياطي وَابْن الصَّواف وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الفوي سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَحدثنَا عَنهُ أَبُو الْيمن الثَّقَفِيّ بِشَيْء من الخلعيات مَاتَ سنة 767

408 -

أَحْمد بن عبد الْحق بن الطفال وَيعرف بِابْن الخيوطي كَمَال الدّين قَالَ شَيخنَا حَدثنَا بالإسكندرية عَن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بِبَعْض الثقفيات وَمَات بهَا فِي رَجَب سنة 760

409 -

أَحْمد بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن أبي الْقَاسِم بن تَيْمِية الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن شهَاب الدّين ابْن مجد الدّين ولد فِي عَاشر ربيع الأول سنة 661 وتحول بِهِ أَبوهُ من حران سنة 67 فَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَالقَاسِم الأربلي وَالْمُسلم ابْن عَلان وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر فِي آخَرين وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ سنَن أبي دَاوُد وَحصل الْأَجْزَاء وَنظر فِي الرِّجَال والعلل وتفقه وتمهر وتميز وَتقدم وصنف ودرس وَأفْتى وفَاق الأقران وَصَارَ عجبا فِي سرعَة الاستحضار وَقُوَّة الْجنان والتوسع فِي الْمَنْقُول والمعقول

ص: 168

والإطالة على مَذَاهِب السّلف وَالْخلف وَأول مَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ من مقالاته فِي شهر ربيع الأول سنة 698 قَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء بِسَبَب الْفَتْوَى الحموية وَبَحَثُوا مَعَه وَمنع من الْكَلَام ثمَّ حضر مَعَ القَاضِي إِمَام الدّين الْقزْوِينِي فانتصر لَهُ وَقَالَ هُوَ وَأَخُوهُ جلال الدّين من قَالَ عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين شَيْئا عزرناه ثمَّ طلب ثَانِي مرّة فِي سنة 705 إِلَى مصر فتعصب عَلَيْهِ بيبرس الجاشنكير وانتصر لَهُ سلار ثمَّ آل أمره أَن حبس فِي خزانَة البنود مُدَّة ثمَّ نقل فِي صفر سنة 709 إِلَى الاسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وأعيد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ أُعِيد إِلَى الاسكندرية ثمَّ حضر النَّاصِر من الكرك فَأَطْلقهُ وَوصل إِلَى دمشق فِي آخر سنة 712 وَكَانَ السَّبَب فِي هَذِه المحنة أَن مرسوم السُّلْطَان ورد على النَّائِب بامتحانه فِي معتقده لما وَقع إِلَيْهِ من أُمُور تنكر فِي ذَلِك فعقد لَهُ مجْلِس فِي سَابِع رَجَب وَسُئِلَ عَن عقيدته فأملأ مِنْهَا شَيْئا ثمَّ احتضروا العقيدة الَّتِي تعرف بالواسطية فقرىء مِنْهَا وَبَحَثُوا فِي مَوَاضِع ثمَّ اجْتَمعُوا فِي ثَانِي عشرَة وقرروا الصفي الْهِنْدِيّ يبْحَث مَعَه ثمَّ أخروه وَقدمُوا الْكَمَال الزملكاني ثمَّ انْفَصل الْأَمر على أَنه شهد

ص: 169

على نَفسه أَنه شَافِعِيّ المعتقد فأشاع أَتْبَاعه أَنه انتصر فَغَضب خصومه وَرفعُوا وَاحِدًا من أَتبَاع ابْن تَيْمِية إِلَى الْجلَال الْقزْوِينِي نَائِب الحكم بالعادلية فعزره وَكَذَا فعل الْحَنَفِيّ بِاثْنَيْنِ مِنْهُم ثمَّ فِي ثَانِي عشرى رَجَب قَرَأَ الْمزي فصلا من كتاب أَفعَال الْعباد للْبُخَارِيّ فِي الْجَامِع فَسَمعهُ بعض الشَّافِعِيَّة فَغَضب وَقَالُوا نَحن المقصودون بِهَذَا ورفعوه إِلَى القَاضِي الشَّافِعِي فَأمر بحبسه فَبلغ ابْن تَيْمِية فَتوجه إِلَى الْحَبْس فَأخْرجهُ بِيَدِهِ فَبلغ القَاضِي فطلع إِلَى القلعة فوافاه ابْن تَيْمِية فتشاجرا بِحَضْرَة النَّائِب واشتط ابْن تَيْمِية على القَاضِي لكَون نَائِبه جلال الدّين آذَى أَصْحَابه فِي غيبَة النَّائِب فَأمر النَّائِب من يُنَادي أَن من تكلم فِي العقائد فعل كَذَا بِهِ وَقصد بذلك تسكين الْفِتْنَة ثمَّ عقد لَهُم مجْلِس فِي سلخ رَجَب وَجرى فِيهِ بَين ابْن الزملكاني وَابْن الْوَكِيل مباحثة فَقَالَ ابْن الزملكاني لِابْنِ الْوَكِيل مَا جرى على الشَّافِعِيَّة قَلِيل حَتَّى تكون أَنْت رئيسهم فَظن القَاضِي نجم الدّين بن صصرى أَنه عناه فعزل نَفسه وَقَامَ فأعانه الْأُمَرَاء وولاه النَّائِب وَحكم الْحَنَفِيّ بِصِحَّة الْولَايَة ونفذها الْمَالِكِي فَرجع إِلَى منزله وَعلم أَن الْولَايَة لم تصح فصمم على الْعَزْل فرسم النَّائِب لنوابه بِالْمُبَاشرَةِ إِلَى أَن يرد أَمر السُّلْطَان ثمَّ وصل بريدي فِي أَوَاخِر شعْبَان بعوده ثمَّ وصل بريدي فِي خَامِس رَمَضَان بِطَلَب القَاضِي وَالشَّيْخ وَأَن يرسلوا بِصُورَة مَا جرى للشَّيْخ فِي سنة 698 ثمَّ وصل مَمْلُوك النَّائِب وَأخْبر أَن الجاشنكير وَالْقَاضِي الْمَالِكِي قد قاما فِي الْإِنْكَار على

ص: 170

الشَّيْخ وَأَن الْأَمر اشْتَدَّ بِمصْر على الْحَنَابِلَة حَتَّى صفع بَعضهم ثمَّ توجه القَاضِي وَالشَّيْخ إِلَى الْقَاهِرَة ومعهما جمَاعَة فوصلا فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان وَعقد مجْلِس فِي ثَالِث عشر مِنْهُ بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَادّعى على ابْن تَيْمِية عِنْد الْمَالِكِي فَقَالَ هَذَا عدوي وَلم يجب عَن الدَّعْوَى فكرر عَلَيْهِ فأصر فَحكم الْمَالِكِي بحبسه فأقيم من الْمجْلس وَحبس فِي برج ثمَّ بلغ الْمَالِكِي أَن النَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ يجب التَّضْيِيق عَلَيْهِ أَن لم يقتل وَإِلَّا فقد ثَبت كفره فنقلوه لَيْلَة عيد الْفطر إِلَى الْجب وَعَاد القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى ولَايَته وَنُودِيَ بِدِمَشْق من اعْتقد عقيدة ابْن تَيْمِية حل دَمه وَمَاله خُصُوصا الْحَنَابِلَة فَنُوديَ بذلك وقرىء المرسوم وَقرأَهَا ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي الْجَامِع ثمَّ جمعُوا الْحَنَابِلَة من الصالحية وَغَيرهَا واشهدوا على أنفسهم أَنهم على مُعْتَقد الإِمَام الشَّافِعِي وَذكر ولد الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ فِي كتاب كتبه لبَعض معارفه بِدِمَشْق أَن جَمِيع من بِمصْر من الْقُضَاة والشيوخ والفقراء وَالْعُلَمَاء والعوام يحطون على ابْن تَيْمِية إِلَّا الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ يتعصب لَهُ وَإِلَّا الشَّافِعِي فَإِنَّهُ سَاكِت عَنهُ وَكَانَ من أعظم القائمين عَلَيْهِ الشَّيْخ نصر المنبجي لِأَنَّهُ كَانَ بلغ ابْن تَيْمِية أَنه يتعصب لِابْنِ الْعَرَبِيّ فَكتب إِلَيْهِ كتابا يعاتبه على ذَلِك فَمَا أعجبه لكَونه بَالغ فِي الْحَط على ابْن الْعَرَبِيّ وتكفيره فَصَارَ هُوَ يحط على ابْن تَيْمِية ويغري بِهِ بيبرس الجاشنكير وَكَانَ بيبرس يفرط فِي محبَّة نصر ويعظمه

ص: 171

وَقَامَ القَاضِي زين الدّين ابْن مخلوف قَاضِي الْمَالِكِيَّة مَعَ الشَّيْخ نصر وَبَالغ فِي أذية الْحَنَابِلَة وَاتفقَ أَن قَاضِي الْحَنَابِلَة شرف الدّين الْحَرَّانِي كَانَ قَلِيل البضاعة فِي الْعلم فبادر إِلَى إجابتهم فِي المعتقد واستكتبوه خطه بذلك وَاتفقَ أَن قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وَهُوَ شمس الدّين ابْن الحريري انتصر لِابْنِ تَيْمِية وَكتب فِي حَقه محضراً بالثناء عَلَيْهِ بِالْعلمِ والفهم وَكتب فِيهِ بِخَطِّهِ ثَلَاثَة عشر سطراً من جُمْلَتهَا أَنه مُنْذُ ثَلَاثمِائَة سنة مَا رأى النَّاس مثله فَبلغ ذَلِك ابْن مخلوف فسعى فِي عزل ابْن الحريري فعزل وَقرر عوضه شمس الدّين الْأَذْرَعِيّ ثمَّ لم يلبث الْأَذْرَعِيّ أَن عزل فِي السّنة الْمُقبلَة وتعصب سلار لِابْنِ تَيْمِية وأحضر الْقُضَاة الثَّلَاثَة الشَّافِعِي والمالكي والحنفي وَتكلم مَعَهم فِي إِخْرَاجه فاتفقوا على أَنهم يشترطون فِيهِ شُرُوطًا وَأَن يرجع عَن بعض العقيدة فأرسلوا إِلَيْهِ مَرَّات فَامْتنعَ من الْحُضُور إِلَيْهِم وَاسْتمرّ وَلم يزل ابْن تَيْمِية فِي الْجب إِلَى أَن شفع فِيهِ مهنا أَمِير آل فضل فَأخْرج فِي ربيع الأول فِي الثَّالِث وَعشْرين مِنْهُ وأحضر إِلَى القلعة وَوَقع الْبَحْث مَعَ بعض الْفُقَهَاء فَكتب عَلَيْهِ محْضر بِأَنَّهُ قَالَ أَنا أشعري ثمَّ وجد خطه بِمَا نَصه الَّذِي اعْتقد أَن الْقُرْآن معنى قَائِم بِذَات الله وَهُوَ صفة من صِفَات ذَاته الْقَدِيمَة وَهُوَ غير مَخْلُوق وَلَيْسَ بِحرف وَلَا صَوت وَأَن قَوْله {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} لَيْسَ على ظَاهره وَلَا أعلم كنه المُرَاد بِهِ بل لَا يُعلمهُ إِلَّا الله وَالْقَوْل فِي النُّزُول كالقول فِي الاسْتوَاء وَكتبه أَحْمد بن تَيْمِية ثمَّ أشهدوا عَلَيْهِ أَنه تَابَ مِمَّا يُنَافِي ذَلِك مُخْتَارًا وَذَلِكَ

ص: 172

فِي خَامِس عشرى ربيع الأول سنة 707 وَشهد عَلَيْهِ بذلك جمع جم من الْعلمَاء وَغَيرهم وَسكن الْحَال وَأَفْرج عَنهُ وَسكن الْقَاهِرَة ثمَّ اجْتمع جمع من الصُّوفِيَّة عِنْد تَاج الدّين إِبْنِ عَطاء فطلعوا فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال إِلَى القلعة وَشَكوا من ابْن تَيْمِية أَنه يتَكَلَّم فِي حق مَشَايِخ الطَّرِيق وَأَنه قَالَ لَا يستغاث بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاقْتضى الْحَال أَن أَمر بتسييره إِلَى الشَّام فَتوجه على خيل الْبَرِيد

وكل ذَلِك وَالْقَاضِي زين الدّين ابْن مخلوف مشتغل بِنَفسِهِ بِالْمرضِ وَقد أشرف على الْمَوْت وبلغه سفر ابْن تَيْمِية فراسل النَّائِب فَرده من بلبيس وَادّعى عَلَيْهِ عِنْد ابْن جمَاعَة وَشهد عَلَيْهِ شرف الدّين ابْن الصَّابُونِي وَقيل أَن عَلَاء الدّين القونوي أَيْضا شهد عَلَيْهِ فاعتقل بسجن بحارة الديلم فِي ثامن عشر شَوَّال إِلَى سلخ صفر سنة 709 فَنقل عَنهُ أَن جمَاعَة يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَأَنه يتَكَلَّم عَلَيْهِم فِي نَحْو مَا تقدم فَأمر بنقله إِلَى الاسكندرية فَنقل إِلَيْهَا فِي سلخ صفر وَكَانَ سَفَره صُحْبَة أَمِير مقدم وَلم يُمكن أحدا من جِهَته من السّفر مَعَه وَحبس ببرج شَرْقي ثمَّ توجه إِلَيْهِ بعض أَصْحَابه فَلم يمنعوا مِنْهُ فتوجهت طَائِفَة مِنْهُم بعد طَائِفَة وَكَانَ مَوْضِعه فسيحاً فَصَارَ النَّاس يدْخلُونَ إِلَيْهِ ويقرؤون عَلَيْهِ ويبحثون مَعَه قَرَأت ذَلِك فِي تَارِيخ البرزالي فَلم يزل إِلَى أَن عَاد النَّاصِر إِلَى السلطنة فشفع فِيهِ عِنْده فَأمر بإحضاره فَاجْتمع بِهِ فِي ثامن عشر شَوَّال سنة 9 فَأكْرمه وَجمع الْقُضَاة وَأصْلح بَينه وَبَين

ص: 173

القَاضِي الْمَالِكِي فَاشْترط الْمَالِكِي أَن لَا يعود فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قد تَابَ وَسكن الْقَاهِرَة وَتردد النَّاس إِلَيْهِ إِلَى أَن توجه صُحْبَة النَّاصِر إِلَى الشَّام بنية الْغُزَاة فِي سنة 712 وَذَلِكَ فِي شَوَّال فوصل دمشق فِي مستهل ذِي الْقعدَة فَكَانَت مُدَّة غيبته عَنْهَا أَكثر من سبع سِنِين وتلقاه جمع عَظِيم فَرحا بمقدمه وَكَانَت والدته إِذْ ذَاك فِي قيد الْحَيَاة ثمَّ قَامُوا عَلَيْهِ فِي شهر رَمَضَان سنة 719 بِسَبَب مَسْأَلَة الطَّلَاق وأكد عَلَيْهِ الْمَنْع من الْفتيا ثمَّ عقد لَهُ مجْلِس آخر فِي رَجَب سنة عشْرين ثمَّ حبس بالقلعة ثمَّ أخرج فِي عَاشُورَاء سنة 721 ثمَّ قَامُوا عَلَيْهِ مرّة أُخْرَى فِي شعْبَان سنة 726 بِسَبَب مَسْأَلَة الزِّيَارَة واعتقل بالقلعة فَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 728 قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي كَانَ كثيرا مَا ينشد

(تَمُوت النُّفُوس بأوصابها

وَلم تدر عوادها مَا بهَا)

(وَمَا أنصفت مهجة تَشْتَكِي

اذاها إِلَى غير أحبابها)

وَكَانَ ينشد كثيرا

(من لم يقد ويدس فِي خيشومه

رهج الْخَمِيس فَلَنْ يَقُود خميسا)

وَأنْشد لَهُ على لِسَان الْفُقَرَاء

ص: 174

(وَالله مَا فقرنا اخْتِيَار

وَإِنَّمَا فقرنا اضطرار)

(جمَاعَة كلنا كسَالَى

وأكلنا مَا لَهُ عيار)

(يسمع منا إِذا اجْتَمَعنَا

حَقِيقَة كلهَا فشار)

وسرد أَسمَاء تصانيفه فِي ثَلَاثَة أوراق كبار وَأورد فِيهِ من أمداح أهل عصره كَابْن الزملكاني قبل أَن ينحرف عَلَيْهِ وكأبي حَيَّان كَذَلِك وَغَيرهمَا قَالَ ورثاه مَحْمُود بن عَليّ الدقوقي ومجير الدّين ابْن الْخياط وصفي الدّين عبد الْمُؤمن الْبَغْدَادِيّ وجمال الدّين ابْن الْأَثِير وتقي الدّين مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَان الجعبري وعلاء الدّين بن غَانِم وشهاب الدّين ابْن فضل الله وزين الدّين ابْن الوردي وَجمع جم وَأورد لنَفسِهِ فِيهِ مرثية على قافية الضَّاد الْمُعْجَمَة قَالَ الذَّهَبِيّ مَا ملخصه كَانَ يقْضِي مِنْهُ الْعجب إِذا ذكر مَسْأَلَة من مسَائِل الْخلاف وَاسْتدلَّ وَرجع وَكَانَ يحِق لَهُ الِاجْتِهَاد لِاجْتِمَاع شُرُوطه فِيهِ قَالَ وَمَا رَأَيْت أسْرع انتزاعاً للآيات الدَّالَّة على الْمَسْأَلَة الَّتِي يوردها مِنْهُ وَلَا أَشد استحضاراً للمتون وعزوها مِنْهُ كَانَ السّنة نصب عَيْنَيْهِ وعَلى طرف لِسَانه بِعِبَارَة رشيقة وَعين مَفْتُوحَة وَكَانَ آيَة من آيَات الله فِي التَّفْسِير والتوسع فِيهِ وَأما أصُول الدّيانَة وَمَعْرِفَة أَقْوَال الْمُخَالفين فَكَانَ لَا يشق غباره فِيهِ هَذَا مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْكَرم والشجاعة والفراغ عَن ملاذ النَّفس وَلَعَلَّ فَتَاوِيهِ فِي الْفُنُون تبلغ ثَلَاثمِائَة مُجَلد بل أَكثر وَكَانَ قوالاً

ص: 175

بِالْحَقِّ لَا يَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم قَالَ وَمن خالطه وعرفه فقد ينسبني إِلَى التَّقْصِير فِيهِ وَمن نابذه وَخَالفهُ قد ينسبني إِلَى التغالي فِيهِ وَقد أوذيت من الْفَرِيقَيْنِ من أَصْحَابه وأضداده وَكَانَ أَبيض اسود الرَّأْس واللحية قَلِيل الشيب شعره إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ وَكَأن عَيْنَيْهِ لسانان ناطقان ربعَة من الرِّجَال بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ جَهورِي الصَّوْت فصيحاً سريع الْقِرَاءَة تعتريه حِدة لَكِن يقهرها بالحلم قَالَ وَلم أر مثله فِي ابتهاله واستغاثته وَكَثْرَة توجهه وَأَنا لَا أعتقد فِيهِ عصمَة بل أَنا مُخَالف لَهُ فِي مسَائِل أَصْلِيَّة وفرعية فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ سَعَة علمه وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدّين بشرا من الْبشر تعتريه حِدة فِي الْبَحْث وَغَضب وشظف للخصم تزرع لَهُ عَدَاوَة فِي النُّفُوس وَإِلَّا لَو لاطف خصومه لَكَانَ كلمة إِجْمَاع فَإِن كبارهم خاضعون لعلومه معترفون بشنوفه مقرون بندور خطائه وَأَنه بَحر لَا سَاحل لَهُ وكنز لَا نَظِير لَهُ وَلَكِن ينقمون عَلَيْهِ إخلافاً وأفعالاً وكل أحد يُؤْخَذ من قَوْله وَيتْرك قَالَ وَكَانَ محافظاً على الصَّلَاة وَالصَّوْم مُعظما للشرائع

ص: 176

ظَاهرا وَبَاطنا لَا يُؤْتى من سوء فهم فَإِن لَهُ الذكاء المفرط وَلَا من قلَّة علم فَإِنَّهُ بَحر زخار وَلَا كَانَ متلاعباً بِالدّينِ وَلَا ينْفَرد بمسائله بالتشهي وَلَا يُطلق لِسَانه بِمَا اتّفق بل يحْتَج بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث وَالْقِيَاس ويبرهن ويناظر أُسْوَة من تقدمه من الْأَئِمَّة فَلهُ أجر على خطائه وأجران على إِصَابَته إِلَى أَن قَالَ تمرض أَيَّامًا بالقلعة بِمَرَض جد إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من ذِي الْقعدَة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَصَارَ يضْرب بِكَثْرَة من حضر جنَازَته الْمثل وَأَقل مَا قيل فِي عَددهمْ أَنهم خَمْسُونَ ألفا قَالَ الشهَاب ابْن فضل الله لما قدم ابْن تَيْمِية على الْبَرِيد إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة سَبْعمِائة نزل عِنْد عمي شرف الدّين وحض أهل المملكة على الْجِهَاد فَأَغْلَظ القَوْل للسُّلْطَان والأمراء ورتبوا لَهُ فِي مقرّ إِقَامَته فِي كل يَوْم دِينَارا ومخفقة طَعَام فَلم يقبل شَيْئا من ذَلِك وَأرْسل لَهُ السُّلْطَان بقجة قماش فَردهَا قَالَ ثمَّ حضر عِنْده شَيخنَا أَبُو حَيَّان فَقَالَ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل هَذَا الرجل ثمَّ مدحه بِأَبْيَات ذكر أَنه نظمها بديهاً وأنشده إِيَّاهَا

(لما أَتَانَا تَقِيّ الدّين لَاحَ لنا

دَاع إِلَى الله فَرد مَا لَهُ وزر)

(على محياه من سِيمَا الأولى صحبوا

خير الْبَريَّة نور دونه الْقَمَر)

(حبر تسربل مِنْهُ دهره حبرًا

بَحر تقاذف من أمواجه الدُّرَر)

(قَامَ ابْن تَيْمِية فِي نصر شرعتنا

مقَام سيد تيم إِذْ عَصَتْ مُضر)

ص: 177

(وَأظْهر الْحق إِذْ آثاره اندرست

وأخمد الشَّرّ إِذْ طارت لَهُ شرر)

(كُنَّا نُحدث عَن حبر يَجِيء بهَا

أَنْت الإِمَام الَّذِي قد كَانَ ينْتَظر)

قَالَ ثمَّ دَار بَينهمَا كَلَام فَجرى ذكر سِيبَوَيْهٍ فَأَغْلَظ ابْن تَيْمِية القَوْل فِي سيبوية فنافره ابو حَيَّان وقطعه بِسَبَبِهِ ثمَّ عَاد ذاما لَهُ وصير ذَلِك ذَنبا لَا يغْفر قَالَ وَحج ابْن الْمُحب سنة 34 فَسمع من أبي حَيَّان أناشيد فَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِه الأبيات فَقَالَ قد كشطتها من ديواني وَلَا أذكرهُ بِخَير فَسَأَلَهُ عَن السَّبَب فِي ذَلِك فَقَالَ ناظرته فِي شَيْء من الْعَرَبيَّة فَذكرت لَهُ كَلَام سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ يفشر سِيبَوَيْهٍ قَالَ أَبُو حَيَّان وَهَذَا لَا يسْتَحق الْخطاب وَيُقَال إِن ابْن تَيْمِية قَالَ لَهُ مَا كَانَ سِيبَوَيْهٍ نَبِي النَّحْو وَلَا كَانَ مَعْصُوما بل أَخطَأ فِي الْكتاب فِي ثَمَانِينَ موضعا مَا تفهمها أَنْت فَكَانَ ذَلِك سَبَب مقاطعته إِيَّاه وَذكره فِي تَفْسِيره الْبَحْر بِكُل سوء وَكَذَلِكَ فِي مُخْتَصره النَّهر ورثاه شهَاب الدّين ابْن فضل الله بقصيدة رائية مليحة وَترْجم لَهُ تَرْجَمَة هائلة تنقل من المسالك إِن شَاءَ الله ورثاه زين الدّين ابْن الوردي بقصيدة لَطِيفَة طائية وَقَالَ جمال الدّين السومري فِي أَمَالِيهِ وَمن عجائب مَا وَقع فِي الْحِفْظ من

ص: 178

أهل زَمَاننَا أَن ابْن تَيْمِية كَانَ يمر بِالْكتاب مطالعة مرّة فينتقش فِي ذهنه وينقله فِي مصنفاته بِلَفْظِهِ وَمَعْنَاهُ وَقَالَ الأقشهري فِي رحلته فِي حق ابْن تَيْمِية بارع فِي الْفِقْه والأصلين والفرائض والحساب وفنون أخر وَمَا من فن إِلَّا لَهُ فِيهِ يَد طولى وقلمه وَلسَانه متقاربان قَالَ الطوفي سمعته يَقُول من سَأَلَني مستفيداً حققت لَهُ وَمن سَأَلَني مُتَعَنتًا ناقضته فَلَا يلبث أَن يَنْقَطِع فأكفي مُؤْنَته وَذكر تصانيفه وَقَالَ فِي كِتَابه أبطال الْحِيَل عَظِيم النَّفْع وَكَانَ يتَكَلَّم على الْمِنْبَر على طَريقَة الْمُفَسّرين مَعَ الْفِقْه والْحَدِيث فيورد فِي سَاعَة من الْكتاب وَالسّنة واللغة وَالنَّظَر مَا لَا يقدر أحد على أَن يُورِدهُ فِي عدَّة مجَالِس كَأَن هَذِه الْعُلُوم بَين عَيْنَيْهِ فَأخذ مِنْهَا مَا يَشَاء ويذر وَمن ثمَّ نسب أَصْحَابه إِلَى الغلو فِيهِ وَاقْتضى لَهُ ذَلِك الْعجب بِنَفسِهِ حَتَّى زها على أَبنَاء جنسه واستشعر أَنه مُجْتَهد فَصَارَ يرد على صَغِير الْعلمَاء وَكَبِيرهمْ قويهم وحديثهم حَتَّى انْتهى إِلَى عمر فخطأه فِي شَيْء فَبلغ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الرقي فَأنْكر عَلَيْهِ فَذهب إِلَيْهِ وَاعْتذر واستغفر وَقَالَ فِي حق عَليّ أَخطَأ فِي سَبْعَة عشر شَيْئا ثمَّ خَالف فِيهَا نَص الْكتاب مِنْهَا اعْتِدَاد المتوفي عَنْهَا زَوجهَا أطول الْأَجَليْنِ وَكَانَ لتعصبه لمَذْهَب الْحَنَابِلَة يَقع فِي الأشاعرة حَتَّى أَنه سبّ الْغَزالِيّ فَقَامَ عَلَيْهِ قوم كَادُوا

ص: 179

يقتلونه وَلما قدم غازان بجيوش التتر إِلَى الشَّام خرج إِلَيْهِ وَكَلمه بِكَلَام قوي فهم بقتْله ثمَّ نجا واشتهر أمره من يَوْمئِذٍ وَاتفقَ الشَّيْخ نصر المنبجي كَانَ قد تقدم فِي الدولة لاعتقاد بيبرس الجاشنكير فِيهِ فَبَلغهُ أَن ابْن تَيْمِية يَقع فِي ابْن الْعَرَبِيّ لِأَنَّهُ كَانَ يعْتَقد أَنه مُسْتَقِيم وَأَن الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ من الِاتِّحَاد أَو الْإِلْحَاد من قُصُور فهم من يُنكر عَلَيْهِ فَأرْسل يُنكر عَلَيْهِ وَكتب إِلَيْهِ كتابا طَويلا وَنسبه وَأَصْحَابه إِلَى الِاتِّحَاد الَّذِي هُوَ حَقِيقَة الْإِلْحَاد فَعظم ذَلِك عَلَيْهِم وأعانه عَلَيْهِ قوم آخَرُونَ ضبطوا عَلَيْهِ كَلِمَات فِي العقائد مُغيرَة وَقعت مِنْهُ فِي مواعيده وفتاويه فَذكرُوا أَنه ذكر حَدِيث النُّزُول فَنزل عَن الْمِنْبَر دَرَجَتَيْنِ فَقَالَ كنزولي هَذَا فنسب إِلَى التجسيم ورده على من توسل بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَو اسْتَغَاثَ فأشخص من دمشق فِي رَمَضَان سنة خمس وَسَبْعمائة فَجرى عَلَيْهِ مَا جرى وَحبس مرَارًا فَأَقَامَ على ذَلِك نَحْو أَربع سِنِين أَو أَكثر وَهُوَ مَعَ ذَلِك يشغل ويفتي إِلَى أَن اتّفق أَن الشَّيْخ نصرا قَامَ على الشَّيْخ كريم الدّين الآملي شيخ خانقاه سعيد السُّعَدَاء فَأخْرجهُ من الخانقاه وعَلى شمس الدّين الْجَزرِي فَأخْرجهُ من تدريس الشريفية فَيُقَال أَن الآملي دخل الْخلْوَة بِمصْر أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَلم يخرج حَتَّى زَالَت دولة بيبرس وخمل ذكر نصر وَأطلق ابْن تَيْمِية إِلَى الشَّام وافترق النَّاس فِيهِ شيعًا فَمنهمْ من نسبه إِلَى التجسيم لما ذكر فِي العقيدة الحموية والواسطية وَغَيرهمَا من ذَلِك كَقَوْلِه أَن الْيَد والقدم

ص: 180

والساق وَالْوَجْه صِفَات حَقِيقِيَّة لله وَأَنه مستوٍ على الْعَرْش بِذَاتِهِ فَقيل لَهُ يلْزم من ذَلِك التحيز والانقسام فَقَالَ أَنا لَا أسلم أَن التحيز والانقسام من خَواص الْأَجْسَام فألزم بِأَنَّهُ يَقُول بتحيز فِي ذَات الله وَمِنْهُم من ينْسبهُ إِلَى الزندقة لقَوْله أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا يستغاث بِهِ وَأَن فِي ذَلِك تنقيصاً ومنعاً من تَعْظِيم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَكَانَ أَشد النَّاس عَلَيْهِ فِي ذَلِك النُّور الْبكْرِيّ فَإِنَّهُ لما عقد لَهُ الْمجْلس بِسَبَب ذَلِك قَالَ بعض الْحَاضِرين يُعَزّر فَقَالَ الْبكْرِيّ لَا معنى لهَذَا القَوْل فَإِنَّهُ إِن كَانَ تنقيصاً يقتل وَإِن لم يكن تنقيصا لَا يُعَزّر وَمِنْهُم من ينْسبهُ إِلَى النِّفَاق لقَوْله فِي عَليّ مَا تقدم وَلقَوْله إِنَّه كَانَ مخذولا حَيْثُ مَا توجه وَأَنه حاول الْخلَافَة مرَارًا فَلم ينلها وَإِنَّمَا قَاتل للرئاسة لَا للديانة وَلقَوْله إِنَّه كَانَ يحب الرِّئَاسَة وَأَن عُثْمَان كَانَ يحب المَال وَلقَوْله أَبُو بكر أسلم شَيخا يدْرِي مَا يَقُول وَعلي أسلم صَبيا وَالصَّبِيّ لَا يَصح إِسْلَامه على قَول وبكلامه فِي قصَّة خطْبَة بنت أبي جهل وَمَات مَا نَسَبهَا من الثَّنَاء على

وقصة أبي الْعَاصِ ابْن الرّبيع وَمَا يُؤْخَذ من مفهومها فَإِنَّهُ شنع فِي ذَلِك فألزموه بالنفاق لقَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم

ص: 181

وَلَا يبغضك إِلَّا مُنَافِق وَنسبه قوم إِلَى أَنه يسْعَى فِي الْإِمَامَة الْكُبْرَى فَإِنَّهُ كَانَ يلهج بِذكر ابْن تومرت ويطريه فَكَانَ ذَلِك مؤكداً لطول سجنه وَله وقائع شهيرة وَكَانَ إِذا حوقق وألزم يَقُول لم أرد هَذَا إِنَّمَا أردْت كَذَا فيذكر احْتِمَالا بَعيدا قَالَ وَكَانَ من أذكياء الْعَالم وَله فِي ذَلِك أُمُور عَظِيمَة مِنْهَا أَن مُحَمَّد بن أبي بكر السكاكيني عمل أبياتاً على لِسَان ذمِّي فِي إِنْكَار الْقدر وأولها

(أيا عُلَمَاء الدّين ذمِّي دينكُمْ

تحير دلوه بأعظم حجَّة)

(إِذا مَا قضى رَبِّي بكفري بزعمكم

وَلم يرضه مني فَمَا وَجه حيلتي)

فَوقف عَلَيْهَا ابْن تَيْمِية فَثنى إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى وَأجَاب فِي مَجْلِسه قبل أَن يقوم بِمِائَة وَتِسْعَة عشر بَيْتا أَولهَا

(سؤالك يَا هَذَا سُؤال معاند

مخاصم رب الْعَرْش باري الْبَريَّة)

وَكَانَ يَقُول أَنا فأقرت فِي الأقفاص وَقَالَ شيخ شُيُوخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي تَرْجَمَة ابْن تَيْمِية حداني يَعْنِي الْمزي على رُؤْيَة الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين فَأَلْفَيْته مِمَّن أدْرك من الْعُلُوم حظاً وَكَانَ يستوعب السّنَن والْآثَار حفظا إِن تكلم فِي التَّفْسِير فَهُوَ حَامِل

ص: 182

رايته أَو أفتى فِي الْفِقْه فَهُوَ مدرك غَايَته أَو ذَاكر فِي الحَدِيث فَهُوَ صَاحب علمه وَذُو رِوَايَته أَو حَاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته فِي ذَلِك وَلَا أرفع من درايته برز فِي كل فن على أَبنَاء جنسه وَلم تَرَ عين من رَآهُ مثله وَلَا رَأَتْ عينه مثل نَفسه كَانَ يتَكَلَّم فِي التَّفْسِير فيحضر مَجْلِسه الجم الْغَفِير ويردون من بحره العذب النمير يرتعون من ربع فَضله فِي رَوْضَة وغدير إِلَى أَن دب إِلَيْهِ من أهل بَلَده دَاء الْحَسَد وألب أهل النّظر مِنْهُم على مَا ينْتَقد عَلَيْهِ من أُمُور المعتقد فحفظوا عَنهُ فِي ذَلِك كلَاما أوسعوه بِسَبَبِهِ ملاما وفوقوا لتبديعه سهاماً وَزَعَمُوا أَنه خَالف طريقهم وَفرق فريقهم فنازعهم ونازعوه وقاطع بَعضهم وقاطعوه ثمَّ نَازع طَائِفَة أُخْرَى ينتسبون من الْفقر إِلَى طَريقَة ويزعمون أَنهم على أدق بَاطِن مِنْهَا وَأجلى حَقِيقَة فكشف تِلْكَ الطرائق وَذكر على مَا زعم بوائق فآضت إِلَى الطَّائِفَة

ص: 183

الأولى من منازعيه واستغاثت بذوي الضغن عَلَيْهِ من مقاطعيه فوصلوا بالأمراء أمره وأعمل كل مِنْهُم فِي كفره فكره فرتبوا محَاضِر وألبوا الرويبضة للسعي بهَا بَين الأكابر وَسعوا فِي نَقله إِلَى حَضْرَة المملكة بالديار المصرية فَنقل وأودع السجْن سَاعَة حُضُوره واعتقل وعقدوا لإراقة دَمه مجَالِس وحشدوا لذَلِك قوما من عمار الزوايا وسكان الْمدَارِس مَا بَين مجامل فِي الْمُنَازعَة ومخاتل بالمخادعة ومجاهر بالتكفير مباد بالمقاطعة يسومونه ريب الْمنون وَرَبك يعلم مَا تكن صُدُورهمْ وَمَا يعلنون وَلَيْسَ المجاهر بِكُفْرِهِ بِأَسْوَأ حَالا من المجامل وَقد دبت إِلَيْهِ عقارب مكره فَرد الله كيد كل فِي نَحره ونجاه على يَد من اصطفاه وَالله غَالب على أمره ثمَّ لم يخل بعد ذَلِك من فتْنَة بعد فتْنَة وَلم ينْتَقل طول عمره من محنة إِلَّا إِلَى محنة إِلَى أَن فوض أمره إِلَى بعض الْقُضَاة فتقلد مَا تقلد من اعتقاله وَلم يزل بمحبسه ذَلِك إِلَى حِين ذَهَابه إِلَى رَحْمَة الله وانتقاله وَإِلَى الله ترجع الْأُمُور وَهُوَ مطلع على خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور وَكَانَ

ص: 184

يَوْمه مشهوداً ضَاقَتْ بجنازته الطَّرِيق وانتابها الْمُسلمُونَ من كل فج عميق يَتَقَرَّبُون بمشهده يَوْم يقوم الْإِشْهَاد ويتمسكون بسريره حَتَّى كسروا تِلْكَ الأعواد قَالَ الذَّهَبِيّ مترجماً لَهُ فِي بعض الإجازات قَرَأَ الْقُرْآن وَالْفِقْه وناظر وَاسْتدلَّ وَهُوَ دون الْبلُوغ وبرع فِي الْعلم وَالتَّفْسِير وَأفْتى ودرس وَهُوَ دون الْعشْرين وصنف التصانيف وَصَارَ من كبار الْعلمَاء فِي حَيَاة شُيُوخه وتصانيفه نَحْو أَرْبَعَة آلَاف كراسة وَأكْثر وَقَالَ فِي مَوضِع آخر وَأما نَقله للفقه ومذاهب الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فضلا عَن الْمذَاهب الْأَرْبَعَة فَلَيْسَ لَهُ فِيهِ نَظِير وَفِي مَوضِع آخر وَله بَاعَ طَوِيل فِي معرفَة أَقْوَال السّلف وَقل أَن تذكر مَسْأَلَة إِلَّا وَيذكر فِيهَا مَذَاهِب الْأَئِمَّة وَقد خَالف الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة فِي عدَّة مسَائِل صنف فِيهَا وَاحْتج لَهَا بِالْكتاب وَالسّنة وَلما كَانَ معتقلاً بالإسكندرية التمس مِنْهُ صَاحب سبتة أَن يُجِيز لَهُ بعض مروياته فَكتب لَهُ جملَة من ذَلِك فِي عشرَة أوراق بأسانيده من حفظه بِحَيْثُ يعجز أَن يعْمل بعضه أكبر من يكون وَأقَام عدَّة سِنِين لَا يُفْتِي بِمذهب معِين وَقَالَ فِي مَوضِع آخر بَصيرًا بطريقة السّلف وَاحْتج لَهُ بأدلة وَأُمُور لم يسْبق إِلَيْهَا وَأطلق عِبَارَات أحجم عَنْهَا غَيره حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ خلق من الْعلمَاء بالمصرين فبدعوه

ص: 185

وناظروه وَهُوَ ثَابت لَا يداهن وَلَا يحابي بل يَقُول الْحق إِذا أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَاده وحدة ذهنه وسعة دائرته فَجرى بَينهم حملات حربية ووقعات شآمية ومصرية ورموه عَن قَوس وَاحِدَة ثمَّ نجاه الله تَعَالَى وَكَانَ دَائِم الابتهال كثير الِاسْتِعَانَة قوي التَّوَكُّل رابط الجأش لَهُ أوراد وأذكار يدمنها قلبية وجمعية وَكتب الذَّهَبِيّ إِلَى السُّبْكِيّ يعاتبه بِسَبَب كَلَام وَقع مِنْهُ فِي حق ابْن تَيْمِية فَأَجَابَهُ وَمن جملَة الْجَواب وَأما قَول سَيِّدي فِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فالمملوك يتَحَقَّق كَبِير قدره وزخارة بحره وتوسعه فِي الْعُلُوم النقلية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه فِي كل من ذَلِك الْمبلغ الَّذِي يتَجَاوَز الْوَصْف والمملوك يَقُول ذَلِك دَائِما وَقدره فِي نفسير أكبر من ذَلِك وَأجل مَعَ مَا جمعه الله لَهُ من الزهادة والورع والديانة ونصرة الْحق وَالْقِيَام فِيهِ لَا لغَرَض سواهُ وحرية على سنَن السّلف وَأَخذه من ذَلِك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله فِي هَذَا الزَّمَان بل فِيمَا مضى من أزمان وقرأت بِخَط الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي فِي ثَبت شيخ شُيُوخنَا الْحَافِظ بهاء الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن خَلِيل مَا نَصه وَسمع بهاء الدّين الْمَذْكُور على الشَّيْخَيْنِ شَيخنَا وَسَيِّدنَا وإمامنا فِيمَا بَيْننَا وَبَين الله تَعَالَى شيخ التَّحْقِيق السالك بِمن اتبعهُ أحسن طَرِيق ذِي الْفَضَائِل المتكاثرة والحجج الْقَاهِرَة الَّتِي أقرَّت الْأُمَم كَافَّة أَن هممها عَن حصرها قَاصِرَة وَمَتعْنَا الله بِعُلُومِهِ الفاخرة ونفعنا بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الرباني والحبر الْبَحْر القطب النوراني إِمَام الْأَئِمَّة بركَة الْأمة 187 عَلامَة الْعلمَاء وَارِث الْأَنْبِيَاء آخر الْمُجْتَهدين أوحد عُلَمَاء الدّين شيخ الْإِسْلَام حجَّة الْأَعْلَام قدوة الْأَنَام برهَان المتعلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بَحر الْعُلُوم كنز المستفيدين ترجمان الْقُرْآن أعجوبة الزَّمَان فريد الْعَصْر والأوان تَقِيّ الدّين إِمَام الْمُسلمين حجَّة الله على الْعَالمين اللَّاحِق بالصالحين والمشبه بالماضين مفتي الْفرق نَاصِر الْحق عَلامَة الْهدى عُمْدَة الْحفاظ فَارس الْمعَانِي والألفاظ ركن الشَّرِيعَة ذُو الْفُنُون البديعة أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب قَالَ اجْتمعت بالشيخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ سنة 79 لما أردْت الرحلة إِلَى دمشق فَكتب لي كتبا إِلَى الياسوفي والحسباني وَابْن الجابي وَابْن مَكْتُوم وَجَمَاعَة الشَّافِعِيَّة إِذْ ذَاك فَحصل لي بذلك مِنْهُم تَعْظِيم وَذكر لي فِي ذَلِك الْمجْلس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر شَيْئا من كراماته وَذكر أَنه حضر جنَازَته وَأَن النَّاس خَرجُوا من الْجَامِع من كل بَاب وَخرجت من بَاب الْبَرِيد فَوَقَعت سرموزتي فَلم أستطع أَن أستعيدها وصرت أَمْشِي على صُدُور النَّاس ثمَّ لما فَرغْنَا وَرجعت لقِيت السرموزة وَذَلِكَ من بركَة الشَّيْخ رحمه الله

410 -

أَحْمد بن عبد الحميد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ الصعيدي ثمَّ الأرمني

ص: 186

عَلامَة الْعلمَاء وَارِث الْأَنْبِيَاء آخر الْمُجْتَهدين أوحد عُلَمَاء الدّين شيخ الْإِسْلَام حجَّة الْأَعْلَام قدوة الْأَنَام برهَان المتعلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بَحر الْعُلُوم كنز المستفيدين ترجمان الْقُرْآن أعجوبة الزَّمَان فريد الْعَصْر والأوان تَقِيّ الدّين إِمَام الْمُسلمين حجَّة الله على الْعَالمين اللَّاحِق بالصالحين والمشبه بالماضين مفتي الْفرق نَاصِر الْحق عَلامَة الْهدى عُمْدَة الْحفاظ فَارس الْمعَانِي والألفاظ ركن الشَّرِيعَة ذُو الْفُنُون البديعة أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب قَالَ اجْتمعت بالشيخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ سنة 79 لما أردْت الرحلة إِلَى دمشق فَكتب لي كتبا إِلَى الياسوفي والحسباني وَابْن الجابي وَابْن مَكْتُوم وَجَمَاعَة الشَّافِعِيَّة إِذْ ذَاك فَحصل لي بذلك مِنْهُم تَعْظِيم وَذكر لي فِي ذَلِك الْمجْلس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر شَيْئا من كراماته وَذكر أَنه حضر جنَازَته وَأَن النَّاس خَرجُوا من الْجَامِع من كل بَاب وَخرجت من بَاب الْبَرِيد فَوَقَعت سرموزتي فَلم أستطع أَن أستعيدها وصرت أَمْشِي على صُدُور النَّاس ثمَّ لما فَرغْنَا وَرجعت لقِيت السرموزة وَذَلِكَ من بركَة الشَّيْخ رحمه الله

410 -

أَحْمد بن عبد الحميد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ الصعيدي ثمَّ الأرمني

ص: 187

سراج الدّين ولد بأرمنت من صَعِيد مصر الْأَعْلَى سنة 644 واشتغل بقوص فَأخذ عَن الشَّيْخ مجد الدّين الْقشيرِي وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى ثمَّ قدم مصر فَأخذ عَن علمائها وَأعَاد بمدرسة زين التُّجَّار وَسمع من

وصنف التصانيف مِنْهَا الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَمِنْهَا كتاب الْجمع وَالْفرق وباشر قَضَاء قوص وَغَيرهَا وَكَانَ مشكور السِّيرَة قَالَ الأسنوي كَانَ فِي الْفِقْه إِمَامًا مَعَ فَضِيلَة تَامَّة فِي الْأُصُول والنحو وَغير ذَلِك وَعمر إِلَى أَن لم يبْق بِمصْر فِي الْفَتْوَى أقدم مِنْهُ وَكَانَ حسن المحاضرة يحسن الْأَدَب ونظم الشّعْر وَأقَام بقوص إِلَى أَن لسعه ثعبان بِظَاهِر قوص فَمَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 725

411 -

أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن يُوسُف بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الْخَالِق بن ساهل أمره الكتاني شهَاب الدّين الشرمساحي أَبُو يُوسُف الشَّاعِر ولد سنة 663 وتعانى النّظم فمهر وَكَانَ سخي النَّفس وَله مُرُوءَة وَلم تكن طَرِيقَته محمودة روى عَنهُ من شعره أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي وَأَبُو حَيَّان وَغَيرهمَا مِنْهُم السُّبْكِيّ وَكَانَ شَاعِرًا مَشْهُورا مُولَعا بالهجاء حَتَّى أَنه لما دخل دمشق قدم لقاضيها شهَاب الدّين الخويي قصيدة هجو فَردهَا إِلَيْهِ وَقَالَ كَأَنَّك ذاهل قَالَ بل لست بذاهل بل صنعت ذَلِك عمدا لأشتهر

ص: 188

لِأَنِّي رَأَيْت النَّاس اجْتَمعُوا على الثَّنَاء عَلَيْك فَرَأَيْت أَن أخالفهم فَإِنِّي لَو مدحتك فأعطيتني لم يشْعر بِي أحد فَإِذا هجوتك وعزرتني يُقَال مَا هَذَا فَيُقَال هَذَا غَرِيم القَاضِي فأشتهر فوصله وَعَفا عَنهُ وَحضر إِلَى ابْن عَدْلَانِ لما عزل عَن نِيَابَة الحكم فأنشده

(وَالله مَا سرني عزل ابْن عَدْلَانِ

)

فَقَالَ لَهُ جزيت خيرا فَقَالَ

(من غير صفع وَلَا وَالله أرضاني)

فَقَالَ قبحك الله يَا نحس قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أنْشد هَذَا بِحَضْرَة الْأَمِير مُوسَى بن الْملك الصَّالح وَكَانَ يشكي إِلَيْهِ فَضَربهُ فَكَانَ ذَلِك سَبَب إشاعته القصيدة الْمَذْكُورَة وَهُوَ صَاحب القصيدة الْمَشْهُورَة

(مَتى يسمع السُّلْطَان شكوى الْمدَارِس

وأوقافها مَا بَين عاف ودارس)

وأفحش فِيهَا من هجو القَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة وَرمى وَلَده فِيهَا بعظائم غالبها كذب وبهتان يَقُول فِيهَا

(يَمُوت عديم الْقُوت بِالْجُوعِ حسرة

ويشبع بالأوقاف أهل الطيالس)

ص: 189

(فَمَا أجد إِلَّا وحسو حسابه

من الْغبن نَار دونهَا نَار فَارس)

(وَهَذَا ابْن قَاضِي الْمُسلمين مُوكل

بلعق وَرَاح فِي ظلام الحنادس)

(وَمَا ذَاك إِلَّا أَن وَالِده امْرُؤ

جنوح لما يرضى بِهِ غير عَابس)

(وَإِن رام مِنْهُ مَال وقف يضيعه

فَمَا هُوَ للأموال عَنهُ بحابس)

(ونعذرو نجلا هام فِي زمن الصَّبِي

بِكُل صبي فاتر الطّرف ناعس)

(فكم صَاد غزلاناً من التّرْك دونهَا

فوارس حَرْب يَا لَهَا من فوارس)

(وَكم بَاعَ أَمْوَال الْيَتَامَى لقربها

توسد للمردان فَوق الطنافس)

(فسل مُودع الْأَيْتَام مَا صَنَعُوا بِهِ

وَقد كنسوه عَامِدًا بالمكانس)

(وجامع طولون فَمَا كَانَ وَقفه

لَهُ إِذا تاه غير لحسة لاحس)

فَلَمَّا شاعت هَذِه القصيدة طلبه القَاضِي فسجنه فَقَامَ فِي حَقه أيدغدى

ص: 190

شقير حَتَّى خلصه مِنْهُ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 713 قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ شَاعِرًا مجيداً وَفِيه عروبية ومكرمة وَكَانَ كثير الهجو حصل لَهُ بِسَبَبِهِ التَّعَب سمع مِنْهُ من نظمه الْمَشَايِخ كَأبي حَيَّان وان سيد النَّاس وَكَانَ ينْتَقل فِي الْبِلَاد لَا يتحَرَّى طَرِيق الرشاد وَالله لَا يحب الْفساد قَالَ وَلما نظم القصيدة السينية لم يَقع لَهُ فِيهَا جيد إِلَّا المطلع وَقيل أَنه أَعَانَهُ عَلَيْهَا جمَاعَة وحاصلها فجور وبهتان دله على نظمها الشَّيْطَان فَصَارَت حَالَته بعْدهَا مذمومة فَإِن لُحُوم الْعلمَاء مَسْمُومَة فلج إِلَى منفلوط فعاجلته الْمنية وَهُوَ الْقَائِل

(لَا وَأخذ الله عَيْنَيْهِ فقد نشطت

إِلَى تلافي وفيهَا غَايَة الكسل)

(ترمي الْقُلُوب فَمَا تَدْرِي أَقَامَ بهَا

هاروت أم قَامَ رام من بني ثعل)

وَله

(رَأَيْت الشهَاب وَقد حل بِي

قفا الْفَتْح من طرب هازلا)

(وَمَا برح الْبَحْر من دأبه

طوال المدى يلطم الساحلا)

وَهُوَ الْقَائِل

(لَا تعجبوا للمجانيق الَّتِي رشقت

عكا بِنَار وهدتها بأحجار)

ص: 191

(بل اعجبوا للسان النَّار قائلة

هذي منَازِل أهل النَّار فِي النَّار)

وَهُوَ الْقَائِل لما تسلطن المظفر بيبرس وزالت دولته عَن قرب وَفِي مدح النَّاصِر بقصيدة أَولهَا

(ولي المظفر لما فَاتَهُ الظفر

وناصر الدّين وافى وَهُوَ منتصر)

(فَقل لبيبرس أَن الله ألبسهُ

أَثوَاب عَارِية فِي طولهَا قصر)

(لما تولى تولى الْخَيْر عَن أُمَم

لم يحْمَدُوا أَمرهم فِيهَا وَلَا شكروا)

(وَكَيف يمشي بِهِ الْأَحْوَال فِي زمن

لَا النّيل وافى وَلَا وافاهم مطر)

(وَمن يقوم ابْن عَدْلَانِ بنصرته

وَابْن المرحل قل لي كَيفَ ينتصر)

مَاتَ فِي حُدُود الْعشْرين وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة وَقد ولد سنة 653 كَذَا رَأَيْته بِخَط بعض النَّاس ثمَّ رَأَيْته بِخَط من يوثق بِهِ مَا كنت كتبته أَولا سنة 663

412 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الصرخدي ثمَّ الصَّالِحِي الهكاري القواس شهَاب الدّين سمع من خطيب مردا مشيخته وَغَيرهَا وَسمع من الضياء وَكَانَ دينا خيرا وَحدث بِجُزْء البطاقة وَغَيره وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة 646 بجبل الصالحية وَمَات فِي عشر ربيع الأول سنة 736 عَن تسعين سنة

ص: 192

قَالَ وَكَانَ صَالحا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ مواظباً على التِّلَاوَة مُنْقَطِعًا عَن النَّاس إِلَّا يَفِ قَضَاء مَا لَا بُد مِنْهُ قَلِيل الضحك ملازماً للصلاح

413 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن ماجد جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع من سِتّ الْمُلُوك بنت أبي نصر بن أبي الْبَدْر الْكَاتِب من مُسْند الدَّارمِيّ سمع مِنْهُ المقرىء شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَذكره فِي مُعْجَمه وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ أَقرَأ بالمستنصرية وَكَانَ حَرِيصًا على تَعْلِيم الْخَيْر وانتفع بِهِ خلق كثير وَمَات فِي الْمحرم سنة 757

414 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الأشهري المنبجي الْمزي خطيب المزة شهَاب الدّين ولد سنة 665 فِي رَمَضَان وَسمع من الْمُسلم بن عَلان والمقداد الْقَيْسِي وَالْفَخْر عَليّ وَزَيْنَب بنت مكي فِي آخَرين ذكره البرزالي فَقَالَ فَقِيه فَاضل لَهُ همة وَتَحْصِيل ومحفوظ حفظ أَيَّام خطابته الْخطب النباتية وتلا بالسبع على العصائي وَكَانَ لَهُ ثَبت وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَحدث مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول 746 وَهُوَ وَالِد الْمسند مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمزي

415 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد التيزيني شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَسمع على الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح عشرَة الْحداد وَسمع على مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ الْحَرَّانِي جُزْء الْحسن بن عَرَفَة

ص: 193

أخبرنَا النجيب أَخذ عَنهُ ابْن عشائر وَغَيره وَمَات سنة

416 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الشهرزوري نزيل الْقَاهِرَة جمال الدّين سمع من ابْن اللتي وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى 701 وَسمع عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح عَنهُ ومولده فِي أول ذِي الْحجَّة سنة 619

417 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن أبي بكر الْمَقْدِسِي أَبُو الْهدى بن أبي شامة ولد فِي شَوَّال سنة 653 وأسمع على

وأحضر على عُثْمَان بن خطيب القرافة مَاتَ سنة

418 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد الْقُرَّاء الواني ولد سنة 658 وَحدث عَن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بمشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ مَاتَ فِي رَجَب سنة 730

419 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر الْحلَبِي الشَّيْخ عز الدّين الشَّافِعِي مَاتَ فِي الْمحرم سنة 708

420 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن رَوَاحَة الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ كَاتب الْإِنْشَاء بطرابلس مُدَّة وَمَات سنة 712 فِي شعْبَان

421 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن شَاهد بن مَنْصُور السنجاري الْحَنَفِيّ ذكره

ص: 194

الْحَافِظ قطب الدّين وَقَالَ أَنه كَانَ مَوْجُودا إِلَى سلخ سنة 732

422 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم الْمَعْرُوف بِابْن بلبان - تقدم

423 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن جَعْفَر بن درادة الْمصْرِيّ الشَّيْخ علم الدّين سمع من جَعْفَر بن عَليّ البداني مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة 719

424 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله شهَاب الدّين ابْن فَارس الْفراء الظَّاهِرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي أَخذ عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين الْفَزارِيّ وَالْمجد التّونسِيّ والأصبهاني وتمهر وَتقدم وَولي قَضَاء الركب الشَّامي مرَارًا وَمَات سنة 755 وَله ثَمَانُون سنة وَمن شعره

(رعف الحبيب فَقيل هَل قبلته

شوقا إِلَيْهِ ودمع عَيْنك يسجم)

(فأجبتهم لكنه أخْفى دمي

فِي سفكه وَعَلِيهِ قد ظهر الدَّم)

وَله قصيدة نبوية أَولهَا

(سرت نسمَة الْوَادي فأذكرت الصِّبَا

ليَالِي مني فأنهل مدمعه صبا)

وَحدث بهَا فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 740 وسمعها مِنْهُ جمَاعَة

ص: 195

مِنْهُم عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الحريري قَالَ البرزالي ولد سنة 678 وَسمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَمُحَمّد بن عَليّ الوَاسِطِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ غَيره درس بالأمجدية وَغَيرهَا وَولي قَضَاء الركب مرَارًا وَحج نَحْو أَرْبَعِينَ حجَّة وزار الْقُدس نَحوا من سِتِّينَ مرّة وناب فِي الحكم وَأفَاد بعدة مدارس وَكَانَ حسن المحاضرة

425 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن القصاع الشَّامي وَالِد الشَّيْخ فَخر الدّين الشَّامي قَالَ ابْن رَافع كَانَ يذكر أَنه سمع من الحجار وَأقَام بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 771

426 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْفَتْح الصُّورِي تَقِيّ الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 617 وَحضر على الْمُوفق بن قدامَة وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَسمع من أبي لقْمَة وَابْن صصرى والقزويني والبهاء عبد الرَّحْمَن وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ الجم الْغَفِير وَحدث عَنهُ حفيده عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن وَسَيَأْتِي ذكره وَآخَرُونَ وَحدث بالكثير وَمَات سنة 701 فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَحدث عَنهُ من القدماء إِسْمَاعِيل ابْن الخباز والبرزالي والواني والمقاتلي وَابْن الْمُحب وَآخَرُونَ وَخرج لَهُ المقاتلي مشيخة حدث بهَا

427 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خير الإسْكَنْدراني ولي الدّين الْمَالِكِي اشْتغل وَهُوَ صَغِير وتقرر فِي بعض وظائف وَالِده بعد مَوته كالشيخونية ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت بعد يسير فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 793

ص: 196

428 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولي الدّين ابْن تَقِيّ الدّين بن محب الدّين كَانَ جده نَاظر الْجَيْش وَهُوَ من الْمَشَاهِير وَولي أَبوهُ أَيْضا نظر الْجَيْش وَوَقع هُوَ فِي الدست وَمَات شَابًّا فِي سنة 798

429 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المرداوي الْحَنْبَلِيّ قَاضِي حماة ولد سنة 712 بمردا وَقدم دمشق فتفقه وَمهر وَسمع من ابْن الشّحْنَة والذهبي وَغَيرهمَا وَحدث ثمَّ ولي قَضَاء حماة مُدَّة ودرس وَأفَاد وَله نظم ونثر مَاتَ فِي سنة 787

430 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَسْكَر الْمَالِكِي القَاضِي شرف الدّين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ولد سنة 697 يَوْم عَاشُورَاء واشتغل على مَذْهَب مَالك وَولي الْقَضَاء بدمياط ثمَّ دمشق ثمَّ بَغْدَاد وَولي بِالْقَاهِرَةِ نظر الخزانة وَغَيرهَا وَكَانَ خيرا دينا فَاضلا حسن الْأَخْلَاق حدث عَن أَبِيه وَكَانَ درس بالمستنصرية وشكر فِي ولَايَته بِدِمَشْق وَكَانَ كثير التودد قَالَ سعيد بن عبد الله الذهلي أَنْشدني ابْن عَسْكَر لنَفسِهِ

(أهديت نحوكم الأترج إِذْ لكم

بِهِ الْمِثَال أَتَى عَن سيد الْبشر)

(وَهَذِه إِن تكن عَن قدركم قصرت

فَإِنَّهَا صدرت مني على حذر)

431 -

أَحْمد بن أبي طَالب عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم عمر بن

ص: 197

عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الْخَطِيب بحلب شمس الدّين ابْن قطب الدّين أبي طَالب ولد سنة 685 وأحضر فِي الثَّالِثَة على الْكَمَال النصيبي الشَّمَائِل وَسمع على سنقر وَحدث ودرس بعدة مدارس وَكَانَ فَاضلا كتب الْمَنْسُوب على طَريقَة ابْن العديم ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ وَأخذ عَنهُ ابْن رَافع وَابْن عشائر وَغَيرهمَا وَمَات سنة 752 وَقد جَاوز السِّتين

432 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الله ابْن عبد الْقَادِر بن عبد الْوَاحِد بن طَاهِر بن يُوسُف بن النصيبي الْحلَبِي ولد سنة

وَسمع من الْعِمَاد أبي بكر بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة عفيفاً نزهاً وباشر الأحباس بحلب وَكَانَ يواظب الْجَامِع وروى عَنهُ ابْن عشائر والياسوفي والبرهان سبط ابْن العجمي وَآخَرُونَ مَاتَ يَوْم السبت ثَانِي الْمحرم سنة 788

433 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن أَحْمد الْحَارِثِيّ مجد الدّين بن شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمصْرِيّ ولد سنة 710 وَسمع الْكثير بعناية أَبِيه وَمهر فِي الْفُنُون ودرس بعد أَبِيه وتميز وشارك واشتغل وَطلب بِنَفسِهِ ورحل فَسمع من الْمزي وَبنت الْكَمَال ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ غَيره مَاتَ سنة

.

ص: 198

434 -

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الْقَاسِم البعلبكي مَاتَ فِي صفر سنة 732

435 -

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن شعْبَان الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن النّحاس صحب الشَّيْخ زين الدّين الزواوي وانتفع بِهِ وَقَرَأَ ألفية ابْن معطي على ابْن مَالك وَكَانَ يقرىء بالروايات مَعَ الدّين وَالْعِبَادَة وملازمة الْجَمَاعَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 701

436 -

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّزَّاق ابْن أبي الْعَبَّاس الْمُؤَذّن الضَّرِير مَاتَ فِي شعْبَان سنة 737

437 -

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عبد المحسن المنشاوي مَاتَ فِي رَجَب سنة 717

438 -

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عمر بن عُثْمَان بن عبد المحسن بن أبي الْبَقَاء ابْن نصر بن سعد الدنيسري الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن الباجربقي ولد سنة 670 وَسمع من الْفَخر وَأحمد بن شَيبَان وَحفظ التَّعْجِيز ودرس بالفتحية وَأفْتى وَكَانَ حسن الْخلق كثير التودد وَمَات فِي شَوَّال سنة 746 وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ مُحَمَّد الْآتِي ذكره

439 -

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن

ص: 199

جبارَة الْمَقْدِسِي المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالحريري أَبُو الْعَبَّاس الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 663 وأحضر على الْكرْمَانِي والعز إِبْرَاهِيم بن أبي عمر وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَالْفَخْر عَليّ وَأحمد بن شَيبَان وَيحيى بن الناصح الْحَنْبَلِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الدَّائِم والنجيب عبد اللَّطِيف وَابْن علاق وَآخَرُونَ انْفَرد عَنْهُم بالرواية وَقد سمع مِنْهُ قَدِيما البرزالي والذهبي والسروجي والحسيني وَشَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ ابْن رَافع حدث كثيرا وَطَالَ عمره وانتفع بِهِ وأضر فِي آخر عمره وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 758

440 -

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد اللحام الصَّالِحِي يعرف بعازر مَاتَ فِي رَجَب سنة 707 -

441 -

أَحْمد بن عبد السَّلَام بن تَمِيم بن أبي نصر بن عبد الْبَاقِي بن عكبر الْعمريّ نصير الدّين الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَعلي ابْن وضاح وَعبد الرَّحِيم بن الزّجاج وَمُحَمّد بن يَعْقُوب ابْن أبي الدنية وَغَيرهم وَأكْثر وَأَجَازَ لَهُ عدد كثير وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 735 وَله خمس وَتسْعُونَ سنة

442 -

أَحْمد بن عبد السَّلَام بن عُثْمَان بن أبي دبوس بن أبي الْعَلَاء إِدْرِيس بن

ص: 200

مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ كَانَ جده الواثق أَبُو دبوس إِدْرِيس قد ملك مراكش فِي أول سنة 665 ثمَّ قتل فِي أول الْمحرم سنة 668 فَتفرق أَوْلَاده فِي الْعَرَب بعد أَن كَانَ أخوهم عبد الْوَاحِد ملك ولقب المعتصم ثمَّ ثَارُوا عَلَيْهِ بعد خَمْسَة أَيَّام وَقدم أَخُوهُ عُثْمَان بعد وقْعَة مدد من ملك الفرنج من برسلونة فَنزل على طرابلس سنة 688 وساعده الْعَرَب ونازل تونس فَلم ينل غَرضا وَبَقِي مَا بَين قابس وطرابلس إِلَى أَن مَاتَ بِجَزِيرَة جربة واعتقل وَلَده عبد السَّلَام بتونس ثمَّ نزل أَحْمد هَذَا توزر واحترف بالخياطة ثمَّ ملك الْعَرَب وثار بهم على السُّلْطَان أبي الْحسن المريني وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 748 فَقَاتلهُمْ أَبُو الْحسن وَهَزَمَهُمْ فَانْهَزَمُوا إِلَى القيروان ثمَّ عَادوا فِي أول سنة 749 وحاربوه فاختل عسكره فَدخل القيروان فانتهبوا عسكره وحصروه ثمَّ توجهوا إِلَى تونس ونازلوها فَنزل أَبُو الْحسن إِلَى تونس فَلم يطقه أَحْمد بن أبي دبوس فأذعن إِلَى الصُّلْح فَصَالح أَبُو الْحسن الْعَرَب واستدعى كَبِيرهمْ حَمْزَة بن عمر فأفرط فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ حَتَّى أسلم ابْن أبي دبوس فحبسه

443 -

أَحْمد بن عبد السَّيِّد بن أَحْمد بن عَليّ الْحَرَّانِي المكبر ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ صَالح قَانِع سمع من يحيى بن الصَّيْرَفِي ولد بعد سنة 650 وَمَات فِي عمر السّبْعين يَعْنِي سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة

ص: 201

444 -

أَحْمد بن عبد الظَّاهِر بن مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي صدر الدّين ولي قَضَاء حلب بعد صرف شهَاب الدّين الرباحي سنة 763 ذكره ابْن حبيب وَوَصفه بِحسن الْخلق ولين الْجَانِب مَعَ الْقيام فِي الْحق وَقَالَ أَنه نَاب فِي الحكم بِمصْر وَولي قَضَاء حلب سبع سِنِين مَاتَ بحلب سنة 769 وَقد زَاد على السّبْعين وَاسْتقر عوضه الأنفي

445 -

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عمر الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الإسْكَنْدراني الْفَقِيه الْمُفْتِي الْمَعْرُوف بِابْن الْكَهْف ولد سنة 648 وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة 718

446 -

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الإسْكَنْدراني ابْن الزيات سمع من ابْن طرخان وَغَيره من أَصْحَاب ابْن الْبناء وَحدث سمع مِنْهُ جمال الدّين الزَّيْلَعِيّ وَأَجَازَ لشَيْخِنَا أبي الْفضل وأرخ وَفَاته سنة 754

447 -

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن النويري الْعقيلِيّ شهَاب الدّين ولد سنة

وَسكن مَكَّة سنة 723 وَتزَوج بهَا كمالية بنت

ص: 202

القَاضِي نجم الدّين مُحَمَّد بن القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن الْحَافِظ محب الدّين الطَّبَرِيّ قَاضِي مَكَّة وَكَانَ زَوجهَا الشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي حنث فِيهَا بِالطَّلَاق الثَّلَاث وَكَانَ يَرْجُو أَنَّهَا إِذا تزوجت تفارق زَوجهَا لتحل لَهُ فأقامت مَعَه وَولدت لَهُ أَبَا الْفضل مُحَمَّدًا وعلياً ثمَّ سَافر إِلَى الْمَدِينَة فتحيل عَلَيْهِ بعض أَهلهَا حَتَّى أوقعوا عَلَيْهِ طَلاقهَا فَاغْتَمَّ وَأقَام بِالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ ولداه فأخذا مِنْهُ خلسة وأعيدا لِأُمِّهِمَا فرباهما خالها شهَاب الدّين أَحْمد وظنوا أَن الشَّيْخ خَلِيلًا يُرَاجِعهَا فتورع عَن ذَلِك لما بلغه من الصُّورَة فاتفق موت شهَاب الدّين هَذَا فِي سنة 737 فَرَاجعهَا الشَّيْخ خَلِيل وَمَاتَتْ عِنْده فِي شَوَّال سنة 755

448 -

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ عَزِيز بن يَعْقُوب بن يغمور الْحَرَّانِي شهَاب الدّين ابْن المرحل نسبه لصناعة أَبِيه سمع أَبوهُ من النجيب المسلسل وَحدث بِهِ وَكَذَا عَمه مُحَمَّد بن يُوسُف وَولد سنة 704 وأسمع على أبي الْحسن بن الصَّواف وعَلى بن عِيسَى بن الْقيم وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْفِقْه فَقَرَأَ على الزين الكتاني وَأبي حَيَّان وَغَيرهمَا

ص: 203

وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي ثمَّ انْتقل إِلَى حلب فقطنها وَحدث بهَا أَخذ عَنهُ ابْن عشائر والبرهان سبط ابْن العجمي وعالم حلب وحاكمها عَلَاء الدّين ابْن خطيب الناصرية وَآخَرُونَ وَكَانَ فَاضلا خيرا محباً لأهل الْخَيْر كتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْكتب مِنْهَا الْمطلب مَاتَ فِي 21 ربيع الآخر سنة 788

449 -

أَحْمد بن عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن ثَابت الماكسيني الدِّمَشْقِي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 710 رَأَيْت ذَلِك بِخَطِّهِ وَسمع من الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْن تَيْمِية والبندنيجي والحجار وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بأيام النَّاس مَاتَ بِدِمَشْق فِي شهر ربيع الأول سنة 795

450 -

أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن حَازِم الجماعيلي سمع خطيب مردا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 701

451 -

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مَكْتُوم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم ابْن مُحَمَّد الْقَيْسِي تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ ولد فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 682 وَأخذ عَن بهاء الدّين ابْن النّحاس والدمياطي وَغَيرهمَا فَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه حضر درس الْبَهَاء ابْن النّحاس وَسمع من الدمياطي اتِّفَاقًا قبل أَن يطْلب وَلزِمَ أَبَا حَيَّان دهراً طَويلا وَأخذ عَن السرُوجِي وَغَيره ثمَّ أقبل على سَماع الحَدِيث وَنسخ الْأَجْزَاء وَكِتَابَة الطباق

ص: 204

والتحصيل فَأكْثر عَن أَصْحَاب النجيب وَابْن علاق جدا وَقَالَ فِي ذَلِك

(وَعَابَ سَمَاعي للأحاديث بَعْدَمَا

كَبرت أنَاس هم إِلَى الْعَيْب أقرب)

(وَقَالُوا إِمَام فِي عُلُوم كَثِيرَة

يروح وَيَغْدُو سَامِعًا يتطلب)

(فَقلت مجيباً عَن مقالتهم وَقد

غَدَوْت لجهل مِنْهُم أتعجب)

(إِذا استدرك الْإِنْسَان مَا فَاتَ من علا

فللحزم يعزى لَا إِلَى الْجَهْل ينْسب)

وَكَانَ قد تقدم فِي الْفِقْه والنحو واللغة ودرس وناب فِي الحكم وَله على الْهِدَايَة تَعْلِيق شرع فِيهِ وَشرع أَيْضا فِي الْجمع بَين الْعباب والمحكم فِي اللُّغَة وَله تذكرة تشْتَمل على فَوَائِد وَجمع كتابا حافلاً سَمَّاهُ الْجمع المتناه فِي أَخْبَار النحاه رَأَيْت مِنْهُ الْكثير بِخَطِّهِ من ذَلِك مجلدة فِي المحمدين خَاصَّة وَقل مَا وقفت على كتاب من الْكتب الأدبية من شعر وتاريخ وَنَحْو ذَلِك إِلَّا وَعَلِيهِ تَرْجَمَة مُصَنف ذَلِك الْكتاب بِخَط ابْن مَكْتُوم هَذَا وَلما امتحن الْحَافِظ عَلَاء الدّين مغلطاي بِسَبَب تصنيفه فِي الْعِشْق عمل فِيهِ بليقة يهجوه بهَا رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ وَجمع من تَفْسِير أبي حَيَّان مجلداً سَمَّاهُ الدّرّ اللَّقِيط من الْبَحْر الْمُحِيط قصره على مبَاحث أبي حَيَّان مَعَ ابْن عَطِيَّة والزمخشري وَمن شعره

ص: 205

(نفضت يَدي من الدُّنْيَا

وَلم أضرع لمخلوق)

(لعلمي أَن رِزْقِي لَا

يجاوزني لمرزوق)

وَله

(مَا على الْعَالم الْمُهَذّب عَار

إِن غَدا خاملاً وَذُو الْجَهْل سامي)

(فاللباب الشهي بالقشر خَافَ

ومصون الثِّمَار تَحت الكمام)

وَكتب عَنهُ سعيد الذهلي أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله

(تغافلت إِذْ سبني حَاسِد

وَكنت مَلِيًّا بإرغامه)

(وَمَا بِي من غَفلَة إِنَّمَا

أردْت زِيَادَة آثامه)

مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام فِي شهر رَمَضَان سنة 749

452 -

أَحْمد بن عبد الْقوي بن عبد الرَّحْمَن جمال الدّين الْخَطِيب الأسنائي كَانَ من بَيت علم ورئاسة بأسنا وَقدم الْقَاهِرَة واشتغل بهَا وَصَحب الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري وَاعْتَزل النَّاس ثمَّ سَافر طَالبا لِلْحَجِّ فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة 712 بأدفو فَحمل إِلَى أسنا فَدفن بهَا

453 -

أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي بكر بن أبي الْحُسَيْن البعلي الْحَنْبَلِيّ

ص: 206

شهَاب الدّين الصُّوفِي ولد ببعلبك سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع من زَيْنَب بنت عمر بن كندي صَحِيح مُسلم بإجازتها من الْمُؤَيد وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق رِسَالَة الْعُلُوّ لِابْنِ قدامَة بِسَمَاعِهِ عَنهُ وَكتاب الرقة والبكاء لَهُ وَسمع من أول تَفْسِير الْبَغَوِيّ إِلَى أَوَائِل تَفْسِير النِّسَاء وَمن أبي الْحُسَيْن اليونيني المنتقي الْكَبِير من ذمّ الْكَلَام ومشيخته تَخْرِيج ابْن أبي الْفَتْح وَكتاب الْإِيمَان لِابْنِ أبي شيبَة وَغير ذَلِك وَسمع من جمَاعَة آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن القواس وَأَبُو الْفضل بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَكَانَ خيرا حدث بِبَلَدِهِ وبدمشق وَأَكْثرُوا عَنهُ وَمَات فِي عَاشر شهر رَجَب سنة 777 وَأَجَازَ لعبد الله بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز

454 -

أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن أنو شرْوَان التبريزي الْمَعْرُوف بِابْن المكوشة اشْتغل فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وَمهر وَتقدم وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَقدم دمشق فَأفَاد بهَا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بِبَاب المسمارية بِدِمَشْق سمع مِنْهُ من نظمه الحافظان بهاء الدّين بن خَلِيل وَصَلَاح الدّين العلائي وَوَصفه العلائي بِالْعلمِ وَالْفضل وَالْأَدب وَمن شعره قصيدة نبوية أَولهَا

ص: 207

(أهيل نجد ترى قبل انْقِضَاء أَجلي

)

عدتهَا سِتُّونَ بَيْتا وَكَانَ سَماع ابْن خَلِيل مِنْهُ فِي رحلته إِلَى دمشق فِي صفر سنة 713

455 -

أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن جَابر بن عَليّ بن فتح الْأنْصَارِيّ الغرناطي أَبُو جَعْفَر ولد سنة 667 ورحل لأَدَاء الْفَرْض سنة 695 فَأخذ عَن أبي الْحسن الغرافي وَعبد الله بن عبد الْحق الدلاصي وَالْفَخْر التوزري والرضي الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وَأخذ بالأندلس عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهمَا قَالَ لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب سَمِعت عَلَيْهِ السهل البديع فِي اخْتِصَار التَّفْرِيع تَلْخِيص القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم بن عبد السَّلَام الربعِي التّونسِيّ نزيل الْقَاهِرَة بِسَمَاعِهِ لَهُ على ملخصه وَكَانَ قانعاً متعففاً حسن الْخلق يتكسب من التِّجَارَة فِي الْقطن وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 739

456 -

أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أَيُّوب الْحَمَوِيّ ولي قَضَاء طرابلس ثمَّ حلب ثمَّ حماة وَمَات بهَا فِي سنة 776 عَن بضع وَسبعين سنة

457 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن هبة الله بن حسان ابْن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد الْجُهَنِيّ الْبَارِزِيّ شهَاب الدّين الشَّافِعِي الْحَمَوِيّ نزيل دمشق ولد فِي شَوَّال سنة 674 وَسمع من غَازِي الحلاوي

ص: 208

وَحدث عَنهُ بالغيلانيات سمع مِنْهُ البرزالي مَعَ تقدمه وَابْن كثير وَابْن سعد وَابْن رَافع وَابْن عبد الْهَادِي وَكَمَال الدّين عمر بن إِبْرَاهِيم بن العجمي وَأَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر سمع مِنْهُ فِي سنة 752 قَالَ البرزالي رجل جيد كثير الْبر والتودد والتواضع من بَيت كَبِير وَقَالَ ابْن رَافع ولي الوزارة بحماة وَولي نظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَكَانَ حسن الْمُلْتَقى والود من بَيت مَشْهُور وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَت لَهُ ديانَة متينة وَسيرَته مشكورة فِي الْأَوْقَاف مَاتَ فِي شَوَّال سنة 755 بِدِمَشْق

458 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبَّاس ابْن حَامِد بن خلف السويدي ثمَّ الصَّالِحِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الناصح ولد سنة 702 وَسمع من ابْن مشرف والتقى سُلَيْمَان وَالْحسن ابْن أَحْمد بن عَطاء الْأَذْرَعِيّ وَعُثْمَان الْحِمصِي وهدية بنت عسكرك وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَكَانَ خيرا وباشر أوقاف الْحَنَابِلَة كأبيه وَكَانَت لَهُ بالمزة حَانُوت يبيبع فِيهَا وَمَات فِي الْمحرم سنة 784

459 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سُلْطَان بن يحيى ابْن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْقرشِي العثماني شرف الدّين أَبُو المفاخر ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 630 وَسمع من ابْن مسلمة الثَّالِث من الأبدال لِابْنِ عَسَاكِر وَأَجَازَ لَهُ ابْن النجار وَطَائِفَة وَكَانَ يُقَال لَهُ القَاضِي شقير وَكَانَ متجردا

ص: 209

على قدم الْفُقَرَاء وجاور بِمَسْجِد الْكَهْف تَحت جبل قاسيون وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة 715

460 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن اسماعيل بن مَنْصُور الْقُدسِي أَبُو الْفَتْح ولد سنة 719 وَسمع من ابْن الزراد وست الْفُقَهَاء وَغَيرهمَا وأحضره أَبوهُ قبل ذَلِك على ابْن الشِّيرَازِيّ وَابْن سعد وَحصل لَهُ ثبتا فِيهِ شَيْء كثير وقفت عَلَيْهِ ثمَّ تنبه وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وَخرج لنَفسِهِ وَلغيره وَكَانَت فِيهِ لكنة وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 وَهُوَ حفيد الَّذِي بعده وَأَخُوهُ الْحَافِظ أَبُو بكر ولد الْمُحب الْمَشْهُور

461 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْمُحب ولد سنة 2 أَو 653 وَسمع من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَغَيرهم وأحضر على خطيب مردا وَحدث بنسخة أبي مسْهر وَكَانَ شيخ الضيائية قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص اعتنى بِطَلَب الحَدِيث وَكتب وقتا وأسمع أَوْلَاده من الْفَخر بن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال وَنسخ لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ وَكَانَ بهي الشيبة كثير الْوَقار ذَا حَظّ من عبَادَة وتأله وتواضع وَحسن هدى وَاتِّبَاع للأثر وانقباض عَن النَّاس انتقيت لَهُ جُزْءا

ص: 210

وَحدث بالكثير روى عَنهُ نجم الدّين ابْن الخباز وَمَات فِي آخر سنة 730

462 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْبَيَانِي الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْحَنْبَلِيّ سمع على التقي أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز المسلسل وجزء أبي عمر بن عبد الْوَهَّاب ومجلس البطاقة وَسمع من الشّرف الْبَارِزِيّ جُزْء البطاقة وَمن حمد بن عَليّ بن حسن الْجَزرِي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بحماة بعد السّبْعين

463 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الْهَاشِمِي الطنجالي من أهل مالقة أَبُو جَعْفَر أَخذ عَن أَبِيه الْخَطِيب أبي عبد الله وَأبي عبد الله ابْن رشيد وَأبي عبد الله بن ربيع وَمَالك بن المرحل فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جده أَبُو جَعْفَر وَأَبُو عبد الله بن الْقيم وابو الْخطاب بن وَاجِب وَأَبُو عبد الله بن صَاحب الْأَحْكَام وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد ابْن زرقون وَأَبُو الرّبيع بن سَالم فِي آخَرين وَكَانَ فريع أَصَالَة وَفرع تقوى وحشمة دمث الْأَخْلَاق قديم الْعَدَالَة كثير الْحيَاء حسن الْخط كتب الشُّرُوط ثمَّ رفضها مُقْتَصرا على الخطابة والإمامة بِمَسْجِد مالقة قَالَ ابْن الْخَطِيب رافقني فِي السّفر إِلَى العدوة فبلوت مِنْهُ فضلا وسذاجة

ص: 211

وَمَات ي شَوَّال سنة 764

464 -

أَحْمد بن عبد الله بن بلبان الصَّالِحِي الْعَطَّار ولد سنة 669 وَسمع من ابْن أبي عمر وَأحمد بن شَيبَان والكمال عبد الرَّحِيم وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي شعْبَان سنة 746

465 -

أَحْمد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ الأربلي الأَصْل الدِّمَشْقِي مجد الدّين الْمَعْرُوف بالمجد الْمَيِّت ابْن أخي قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين مُحَمَّد ابْن الْمجد ولد سنة 794 وَسمع من ابْن مشرف والتقي سُلَيْمَان وَإِسْمَاعِيل ابْن مَكْتُوم وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر والعقيمي وَآخَرُونَ وَكَانَ محباً فِي السماع وَالرِّوَايَة معتنياً بذلك روى عدَّة أَجزَاء وَحصل وَأثبت وَكَانَ قد شهد بِرُؤْيَة هِلَال رَمَضَان ففرغ الشَّهْر وَلم ير الْهلَال لَيْلَة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَعمل فِيهِ ابْن نباتة الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين

(زادنا شَاهد على الصَّوْم يَوْمًا

فَأبى الله ذَاك وَالْإِسْلَام)

(جرحوه فَلم يفد ذَاك فِيهِ

مَا لجرح بميت إيلام)

كتبهما علم الدّين البرزالي فِي سنة 716 عَن ابْن نباتة

466 -

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد التهامي شهَاب الدّين قَاضِي الشَّرْع بزبيد

ص: 212

حكم بهَا نيفاً وَخمسين سنة وَمَات فِي جُمَادَى الأخرة سنة 785

467 -

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ عز الدّين ولد فِي سنة 673 وَسمع من جده وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَكَانَ من بَيت الْعلم وَالدّين وَحدث مَاتَ فِي 27 ربيع الأول سنة 743

468 -

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن القصاع شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمدنِي الْمَعْرُوف بالشامي وَالِد الْمُحدث البارع جمال الدّين مُحَمَّد وأخيه فَخر الدّين أبي بكر مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة 771 ذكره ابْن رَافع

469 -

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن كُلَيْب بن فَهد السمان سمع من ابْن علاق وَغَيره ولازم الْحَافِظ الدمياطي فِي مجَالِس الحَدِيث فَسمع مَعَه وَمِنْه وَجمع لنَفسِهِ معجماً لشيوخه وَمَات قبل الدمياطي بِقَلِيل وَقد ناهز السّبْعين ذكره القطب فِي تَارِيخ مصر

470 -

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ الدريبي ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْفَقِيه الْمُحدث أَبُو طَاهِر الدريبي البعلي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 676 وَسمع من التَّاج وَبنت كندي واليونيني وَطلب وتنبه وَجلسَ مؤدباً وَمَات سنة 735

ص: 213

471 -

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهَاجر الْوَادي آشي شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ تفقه فِي بَلَده وتأدب ورحل إِلَى الْمشرق فحج ثمَّ سكن طرابلس ثمَّ حلب وتحول حنفياً واشتمل عَلَيْهِ نَاصِر الدّين ابْن العديم قاضيها فَكَانَ يواليه ويطرب لأماليه واستنابه فِي عدَّة مدارس وَفِي الْأَحْكَام وَكَانَ قيمًا بالنحو وَالْعرُوض رائق النّظم وَمِنْه

(مَا لَاحَ درع يصول بِسَيْفِهِ

وَالْوَجْه مِنْهُ يضيء تَحت المغفر)

(إِلَّا حسبت الْبَحْر مد بجدول

وَالشَّمْس تَحت سحائب من عنبر)

وَمِنْه

(يسعر فِي الوغى نيران حَرْب

بِأَيْدِيهِم مهندة ذُكُور)

(وَمن عجب الظبي قد سعرتها

جداول قد أقلتها بدور)

وَخمْس لامية الْعَجم تخمسا جيدا ومدح ابْن الزملكاني لما ولي قَضَاء حلب بقصيدة على وزن قصيدة ابْن النبيه أَولهَا

(يمن ترنم فَوق الأيك طَائِره

وطائر عَمت الدُّنْيَا بشائره)

(وسودد أصبح الإقبال مقتبلاً

فِي أمرهَا أَخُوهُ الغرائره)

وَمن شعره فِي قالب الطّيب

(مَا آكل فِي فمين

يفرط من مخرجين)

ص: 214

(مُغْرِي لقبض وَبسط

وَمَا لَهُ من يدين)

(وَيقطع الأَرْض سعياً

من غير مَا قدمين)

مَاتَ سنة 739 عَن نَحْو من خمسين سنة

472 -

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله الشريفي الْمَكِّيّ الْفراش بِالْحرم الْمَكِّيّ ولد بقوص سنة 673 وَسمع بأخميم من ابْن عبد الظَّاهِر وبالقاهرة من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وبمكة من النَّجْم الطَّبَرِيّ وبالمدينة من الْجمال ابْن المطري وَذكر أَنه كَانَ أضرّ فَشرب من مَاء زَمْزَم للشفاء من ذَلِك فَعُوفِيَ وَمَات فِي شَوَّال سنة 762

473 -

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الْهَاشِمِي الطنجالي أَبُو جَعْفَر قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ساذجاً على سنَن من الْخَيْر وَحسن الْعَهْد وَكَانَ قد قَرَأَ صناعَة الطِّبّ وَهُوَ وَالِد الطبيبة الأديبة أم الْحُسَيْن وَولي الْقَضَاء بلوشة بلد سلفه وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة وَمَات فِي الطَّاعُون سنة 750

474 -

أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ الحديثي ابْن السمسار المقرىء الملقن بالجامع الْأمَوِي مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776

475 -

أَحْمد بن عبد الله بن الفار بِالْفَاءِ وَتَشْديد الرَّاء الكركي كَانَ زاهداً عابداً كثير الأداب مَاتَ سنة 785

476 -

أَحْمد بن عبد الله بن فَرِحُونَ الْمَالِكِي قَاضِي الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

ص: 215

مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 792

477 -

أَحْمد بن عبد الله بن مَالك بن مَكْنُون العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن فَخر الدّين خطيب بَيت لهيا ولد فِي خَامِس رَمَضَان سنة 705 وَسمع من الحجار الْجُزْء الثَّانِي من حَدِيث أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب وَمن الضياء إِسْمَاعِيل بن عمر الْحَمَوِيّ وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة 780 سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين

478 -

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حجاج بن سيف البلبيسي خَاتِمَة أَصْحَاب الْمُنْذِرِيّ بِالْإِجَازَةِ وَسمع من القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَحدث ولد سنة مَاتَ الْمُنْذِرِيّ سنة 656 وَمَات فِي وسط سنة 744 فِي شعْبَان أَو رَمَضَان

479 -

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف النابلسي أَخُو جمال الدّين يُوسُف مَاتَ سنة 738

480 -

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المراكشي نزيل الْقَاهِرَة النَّحْوِيّ أَبُو الْعَبَّاس أَخذ عَن الشريف أبي عَليّ وَغَيره وشارك فِي الْعُلُوم وجنح إِلَى التصوف الفلسفي وَنسخ الفتوحات المكية والتنزلات الموصلية فَكَانَ أَبُو حَيَّان لذَلِك يرميه بالزندقة وَصَارَ هُوَ يحط على أبي حَيَّان وَيَقُول أَبُو حَيَّان ظاهري حَتَّى فِي النَّحْو وصنف كتبا وَكَانَ فِيهِ زهد وانقباض وبذاذة وشراسة مَعَ مُلَازمَة الصَّلَاة وَكَانَ يلثغ بالراء غيناً مثل الرُّكْن ابْن القوبع وَعرض عَلَيْهِ عَلَاء الدّين القونوي أَن يتنزل بالخانقاه فَأبى

ص: 216

فَمَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَهُوَ ابْن الثَّمَانِينَ قَالَه الذَّهَبِيّ

481 -

أَحْمد بن عبد الله بن نصر الله بن رسْلَان بن

البعلي روى عَن ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَابْن المقير وَغَيرهم وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة 701

482 -

أَحْمد بن عبد الله بن هَاشم أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بالملثم كَانَ يذكر أَن اسْم أَبِيه أزدمر وَأَنه نَشأ بِبِلَاد التّرْك وَقدم الْقَاهِرَة فولد لَهُ الملثم فِي رَمَضَان سنة 658 واشتغل فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحفظ التَّنْبِيه وَلم ينجب وَذكر انه لَازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فِي الْفِقْه وَسَمَاع الحَدِيث عشْرين سنة وَأَنه سمع على ابْن الْأنمَاطِي صَحِيح مُسلم بِقِرَاءَة أبي حَيَّان وَسمع عدَّة من الْكتب الْكِبَار على ابْن دَقِيق الْعِيد ثمَّ سلك طَرِيق الْعِبَادَة فَحصل لَهُ انحراف مزاج فَادّعى فِي سنة 689 دعاوي عريضة من رُؤْيَة الله تَعَالَى فِي الْمَنَام مرَارًا وَأَنه أسرِي بِهِ إِلَى السَّمَاوَات السَّبع ثمَّ إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى ثمَّ إِلَى الْعَرْش وَمَعَهُ جِبْرِيل وَجمع من الْمَلَائِكَة وَأَن الله كَلمه وَأخْبرهُ بِأَنَّهُ الْمهْدي وان البشائر تواردت عَلَيْهِ من الْمَلَائِكَة وَأَنه رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأعلمهُ بِأَنَّهُ من وَلَده وَأَنه الْمهْدي وَأمره أَن ينذر النَّاس ويدعوهم إِلَى الله فاشتهر أمره فَأخذ وَحبس وَكَانَ الشَّيْخ نصر المنبجي يحط عَلَيْهِ فَذكر

ص: 217

عَن نَفسه أَن نصرا أَشَارَ عَلَيْهِم بقتْله فطلع إِلَى القلعة وصرخ بِأَنَّهُ الْمهْدي فَأخذ وَأَرَادُوا قَتله ثمَّ حبسوه وَدخل عَلَيْهِ رجل أَرَادَ خنقه فَذكر عَن نَفسه أَن الرجل جَفتْ يَده ثمَّ قيل للسُّلْطَان فأفرج عَنهُ ثمَّ ثار فِي سنة 699 فأمسكوه وحبسوه وَاتَّفَقُوا على شنقه فَأرْسل إِلَيْهِ القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد أَن يظْهر التجانن فَكسر الْكوز الَّذِي عِنْده فِيهِ المَاء وَكسر الزبدية الَّتِي فِيهَا الطَّعَام وشطح فِي النَّاس فَأثْبت القَاضِي أَنه مَجْنُون وَحكم بذلك وَأطلق فَبلغ ذَلِك الشَّيْخ نصرا المنبجي فَغَضب وَأَشَارَ على بيبرس وَكَانَ يَعْتَقِدهُ وعَلى سلار أَن يسقوه السم فَذكر انه سقِِي مرَارًا فَلم ينجع فِيهِ وَجمع هَذَا الرجل كتابا كَبِيرا بَث فِيهِ الْأَحْوَال الَّتِي اتّفقت لَهُ وَفِيه دعاوي عريضة غالبها منامات وَيحلف على كل مِنْهَا وَذكر أَنه جلس فِي حَانُوت الشُّهُود فَرَأى جِبْرِيل فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ المَال الَّذِي يتَحَصَّل مَعَ الشُّهُود حرَام فَترك ذَلِك فاتفق أَن الْمَنْصُور لاجين لما جدد وقف الْجَامِع الطولوني وعمره قَرَّرَهُ فِي مشيخة السبحة وَجعل لَهُ فِي كل شهر ثَلَاثِينَ درهما فاقتنع بهَا وَأَن بدر الدّين بن جمَاعَة لما ولي الْقَضَاء فَرَأى أَن متحصل الْجَامِع لَا يَفِي بِجَمِيعِ المقررين فَأَرَادَ قطع بَعضهم فاتفق الرَّأْي على قطع شيخ السبحة والفقراء المسبحين والقراء وأيتام الْمكَاتب فَاجْتمع بِهِ فَقَالَ لَهُ يَا قَاضِي لأي

ص: 218

سَبَب تقطعهم قَالَ لِأَن المتحصل الْآن مائَة ألف دِرْهَم تفض على القومة وَالْإِمَام والخطيب والمدرسين والطلبة فَمَا فضل للباقين شَيْء فَقَالَ لَهُ قد كَانَ متحصله فِي أَيَّام ابْن دَقِيق الْعِيد تسعين ألفا وَكَانَ يصرف للْجَمِيع وَلَا يقطع لأحد شَيْء وَأَنت باشرت سنة فأنفقت ثَمَانِيَة أشهر وَسنة أُخْرَى سِتَّة أشهر وانكسر لَهُم بعد ذَلِك أحد عشر شهرا فَمَا أَفَادَ القَوْل فِيهِ قَالَ فَكتبت قصَّة وقدمتها للناصر فَأمر كريم الدّين الْكَبِير بكشف الْوَقْف فكشف وَصرف للْجَمِيع وَفضل فضلَة فعمر بهَا المئذنة وَعمر سقف الْجَامِع وَكَانَ أَكثر خشبه انْكَسَرَ ثمَّ تولى النّظر قجليس فعمر فِيهِ درابزين وَتصدق من الَّذِي فضل بجملة من الْخبز فِي كل يَوْم وَبنى للْوَقْف فرناً وطاحوناً وَذكر فِي كِتَابه عَن سلار مساوى كَثِيرَة من أقبحها أَن عز الدّين الرَّشِيدِيّ حكى لَهُ أَنه كَانَ عِنْد سلار فَجَاءَهُ طواشي حبشِي فَقَالَ إِن الْأَمِير الْفُلَانِيّ اشتراني من تَاجر كارمي رباني وحفظني الْقُرْآن وَحَجَجْت مَعَه فَأَرَادَ الْأَمِير مني الْفَاحِشَة فامتنعت وَقلت هَذَا حرَام فبطحه وضربه مائَة دبوس وَرمى سراويله ملطخ بدمه فَقَالَ يَا عبد السوء جيد عمل مَعَك أحد يشتكي من أستاذه فَقَالَ مَا بقيت أقيم عِنْده وَأُرِيد السُّوق فَأمر بضربه فَضرب مِائَتي عَصا وأرسله إِلَى أستاذه وَذكر أَنه رأى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 219

فِي الْمَنَام فِي السّنة الَّتِي دخل فِيهَا غازان الشَّام فَقَالَ لَهُ أخبر أهل الدولة أَن الْعَدو قد أذن لَهُ فِي دُخُول الشَّام وَأَنه راسلهم بذلك فكذبه الشَّيْخ نصر وَالشَّيْخ فَخر الدّين الإقفاصي وجلال الدّين القلانسي وَعز الدّين البهنسي وَآخَرُونَ وحلفوا لَهُ أَنه مَا يدْخل الشَّام أحد من التتر فِي هَذِه السّنة فَكَانَ مَا كَانَ وَذكر فِي بعض كَلَامه أَن الْمهْدي يخرج فِي سنة 734 أَو فِي سنة 744 وَذكر عدَّة منامات أَنه هُوَ الْمهْدي ثمَّ ذكر فِي مَوَاضِع أَن المعني بِكَوْنِهِ الْمهْدي أَنه يهدي النَّاس إِلَى الْحق وَلَيْسَ هُوَ الْمهْدي الْمَوْعُود بِهِ فِي آخر الزَّمَان وَذكر فِيمَن تعصب عَلَيْهِ شيخ الخانقاه كريم الدّين الآملي وَابْن الخشاب الْمُحْتَسب وَعمر السعودي صهر كريم الدّين والقونسي نَائِب الْمَالِكِي وَنجم الدّين ابْن عبود وَذكر أَنه كَانَ مرّة نصح ابْن الخشاب بِسَبَب مَمْلُوك أَمْرَد كَانَ فِي خدمته فَقبل مِنْهُ ثمَّ نقض عَلَيْهِ وَذكر أَنهم حبسوه عِنْد المجانين ثمَّ أرْسلُوا إِلَيْهِ السم فَوضع فِي شراب وسقوه فَمَا أثر فِيهِ وَأَنَّهُمْ سقوا نَصْرَانِيّا من الأسرى مِنْهُ فَمَاتَ من سَاعَته وَأَنه أطلق وَأظْهر التَّوْبَة من دَعْوَاهُ أَنه الْمهْدي وَكَانَ مِمَّا شهد عَلَيْهِ أَنه زعم أَنه رَسُول الله فتنصل من ذَلِك وَقَالَ إِنَّمَا قلت إِنِّي رَسُول أَرْسلنِي رَسُول الله إِلَيْكُم لأنذركم وَمَات هَذَا الرجل فِي سنة 740 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ وَالله أعلم بِحَالهِ

ص: 220

483 -

أَحْمد بن عبد الله بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ معِين الدّين ابْن أَمِين الدّين سمع من الْمعِين الدِّمَشْقِي وَحدث وَكَانَ

مَاتَ سنة

484 -

أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس الْأنْصَارِيّ الغرناطي أَبُو جَعْفَر كَانَ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ كثير التأني والإقدام على مَا يحجم عَنهُ غَيره نَاب عَن الْقُضَاة فَمَا حمدوه وتأثل مَالا ظَاهرا وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي علم اللِّسَان وَمَعْرِفَة بالفقه واضطلاع بالمسائل وَقعد بِمَسْجِد الربض يتَكَلَّم على الْعَامَّة بِلِسَان جَهورِي فِي عارضة وصلابة وَمَات فِي صفر سنة 759 ذكره ابْن الْخَطِيب وَقَالَ كَانَ عَارِفًا بالوثائق مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة والمعرفة بِالْأَحْكَامِ

485 -

أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْفَضَائِل تَاج الدّين بن الصاحب أَمِين الدّين ابْن الغنام نَشأ فِي عز أَبِيه وَولي هُوَ وَأَخُوهُ فِي وزارة أَبِيهِمَا كِتَابَة الْإِنْشَاء إِلَى أَن أخرجهُمَا السُّلْطَان فِي سنة 29 بعد موت أَبِيهِمَا وسجن هَذَا وأهين ثمَّ ولي تَاج الدّين اسْتِيفَاء الصُّحْبَة فِي سنة 39 ثمَّ نظر الدولة ثمَّ عزل وصودر ثمَّ اسْتَقر فِي ديوَان بشتاك وَولي نظر الْبيُوت

ص: 221

ثمَّ أمسك وصودر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 46 ثمَّ ولي نظر الْجَيْش بعد علم الدّين بن زنبور سنة 53 ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْخَاص سنة 55 وتحدث فِي أُمُور الدولة بعد موت الْوَزير الْمُوفق هبة الله فقرر مَعَ طاز أَنه يوفر من المصروف وَعمل استئمارا وقف عَلَيْهِ فَأذن لَهُ فِيهِ فَقطع نصف المعاليم وَمن اسْتَضْعَفَهُ قطع مرتبه كُله فَقطع عدَّة من المباشرين عَن مباشراتهم فَكثر عَلَيْهِ الدُّعَاء وامتلأت الْقُلُوب بغضا لَهُ فاتفق أَن صرف وكشف رَأسه وَضرب بالنعال وأظهروا الشماتة بِهِ حَتَّى مَاتَ تَحت الْعقُوبَة فِي ذِي الْقعدَة سنة 755 فَكَانَت نهايته سَبْعَة أشهر وَكَانَ مَشْهُورا بيبس الْقَلَم وَقُوَّة الضَّبْط والخبرة بِالْمُبَاشرَةِ والتصميم فِي الْأُمُور وَهُوَ وَالِد الصاحب عبد الْكَرِيم بن الغنام

486 -

أَحْمد بن عبد الله الْخطابِيّ الكتبي النَّاسِخ كتب عَنهُ ابْن رَافع من نظمه

(الراحمون لمن فِي الأَرْض يرحمهم

من فِي السَّمَاء فباعد عَنْك وسواسا)

(وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس مِنْهُ إِذا

لَا يرحم الله من لَا يرحم الناسا)

487 -

أَحْمد بن عبد الله البعلبكي مضى فِي ابْن بلبان

488 -

أَحْمد بن عبد الله الدمنهوري شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الجندي كَانَ أحد الْفُضَلَاء بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ سنة 793

ص: 222

489 -

أَحْمد بن عبد الله العباسي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ سبط ابي الْحرم القلانسي كَانَ من أَعْيَان الْحَنَابِلَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 774

490 -

أَحْمد بن عبد الله الحرضي الْفَقِيه نزيل وَاسِط الْيمن بِالْقربِ من المهجم كَانَ فَقِيها فَاضلا انْتفع النَّاس بِهِ وَله كرامات وَأَتْبَاع مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانمِائَة

491 -

أَحْمد بن عبد المحسن بن الْحسن بن معالي نجم الدّين الدِّمَشْقِي تفقه على التَّاج ابْن الفركاح ولازمه وَأعَاد عِنْده وَولي قَضَاء الْقُدس عَن الْبَهَاء ابْن الزكي وناب بِدِمَشْق عَن ابْن صصرى وَغَيره ودرس بالنجيبية وَحدث عَن ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْخَيْر وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهم وَمَات فِي شعْبَان سنة 726 وَله 77 سنة

492 -

أَحْمد بن عبد المحسن بن حمدَان السُّبْكِيّ أَخُو قطب الدّين مُحَمَّد الْآتِي ذكره مَاتَ فِي سنة 769

493 -

أَحْمد بن عبد المحسن بن أبي الطَّاهِر الْكِنْدِيّ أَبُو الْيمن الْمصْرِيّ ولد سنة

وَسمع من الرشيد الْعَطَّار والكمال الضَّرِير

494 -

أَحْمد بن عبد المحسن بن عِيسَى بن أبي الْمجد بن الرّفْعَة شرف الدّين الْعَدوي ولد سنة 44 تَقْرِيبًا وَسمع من النجيب وَابْن عزون وَابْن الْقُسْطَلَانِيّ والبروجردي والمعين الدِّمَشْقِي وَحدث وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 731 وَسمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَأَبوهُ هُوَ الَّذِي بنى جَامع

ص: 223

ابْن الرّفْعَة

495 -

أَحْمد بن عبد المحسن الْمدنِي ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ كَانَ يُقَال لَهُ البوز لَقيته سنة 23 وزرته فِي منزله بِطيبَة وَهُوَ لِسَان قَالَ وَحَال وَقَائِل حق لَا محَال وَحين دخلت عَلَيْهِ فَنَظَرت إِلَى فَقير مُنْقَطع ومقعد إِذا قَامَ لم يسْتَطع وَمن شعره

(إِنِّي ليعجبني مقَامي عِنْدهم

مَعَ ضعف حَال ثمَّ لَيْسَ مساعد)

(وفقر مَعَ عدم الزِّيَارَة ناظري

من حَيْثُ يجمعنا مَكَان وَاحِد)

وَكَانَ لَهُ خديم يحملهُ إِلَى الْمَسْجِد أَوْقَات الصَّلَوَات ويلازم الْجَمَاعَة من غير فَوَات فَمَاتَ ذَلِك الخديم فرثاه وَمن جملَة مَا قَالَ فِيهِ الْمَقْطُوع الْمَذْكُور

496 -

أَحْمد بن عبد الْملك بن سرداق أَبُو جَعْفَر من أهل المرية كَانَ من أذكياء الطّلبَة حسن الْخط سريعه مطبوع النادرة محدودب الظّهْر خَفِيف الرّوح كثير الدعابة قَالَ الشَّيْخ أَبُو البركات اعتضدت الشنشنة الْمَعْرُوفَة من الحدب فِيهِ بأمرين أَحدهمَا عدم الْأَصَالَة مَعَ لؤم المنشأ وَالثَّانِي حَظه من الْأَدَب فَكَانَ حَظّ الأديب من نادرته أَن يطبعها

ص: 224

ويضعها فِي موضعهَا قَالَ لِسَان الدّين وانتقل أخيراً إِلَى بجاية ونال من رئيسها حظوة وَمن شعره

(أما هَوَاك بِلَا شكّ فيفنيني

بذا جرى الحكم بَين الْكَاف وَالنُّون)

(يَا كَامِل الْحسن والعدوان شيمته

لَا يكمل الْحسن إِلَّا بعد تَحْسِين)

(لَوْلَا هَوَاك الَّذِي أودى بقلبي مَا

بَعدت فِي الْحبّ عَن حاء وَعَن سين)

(أدْرك حشاشة نفس فِيك فانية

قد عوضت غَيرهَا فِي الذل بالهون)

(رام العواذل سلواني فَقلت لَهُم

وَالْحب ينشرني والشوق يطويني)

(قَالُوا وَهل لَك فِي قبل من حَبِيبك قل

قلت الخيال مَعَ الأسحار يَكْفِينِي)

(قَالُوا فَإِن لم تنم كَيفَ السَّبِيل لَهُ

قلت التخيل والأفكار تغنيني)

ص: 225

(قَالُوا شفاؤك فِي السلوان عَنْك إِذا

قلت السلو عَن السلوان يشفيني)

مَاتَ بيجاية سنة 721

497 -

أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْمُنعم بن عبد الْعَزِيز بن جَامع العزازي الْبَزَّاز الشَّاعِر الْمَشْهُور اشْتغل فِي الْأَدَب وَمهر وفَاق أقرانه سمع مِنْهُ من نظمه أَبُو حَيَّان والحافظ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي وَحدث عَنهُ غير وَاحِد وَله فِي الموشحات يَد طولى وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي 29 من الْمحرم سنة 710 وَله ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة وَمن نظمه مَا طارح بِهِ ابْن النَّقِيب فِي الشبابة

(وَمَا صفراء شاحبة وَلَكِن

تزينها النضارة والشباب)

(مكتبة وَلَيْسَ لَهَا بنان

منقبة وَلَيْسَ لَهَا نقاب)

(تصيخ لَهَا إِذا قبلت فاها

أحاديثا تلذ وتستطاب)

(ويحلو الْمَدْح والتشبيب فِيهَا

وَمَا هِيَ لَا سعاد وَلَا ربَاب)

وَله فِي الْقوس ملغزا

(مَا عَجُوز كَبِيرَة بلغت عمرا

طَويلا ويبتغيها الرِّجَال)

(قد علا جسمها صفار وَلم تشك

سقاماً وَكم عراها هزال)

(وَلها فِي الْبَنِينَ قهر وَسَهْم

وبنوها كبار قدر نبال)

ص: 226

(وَإِن أَنْتُم لم تشتهوها فَفِي اللَّام

اعوجاج فِي النَّفس هزال)

قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ مكثراً من النّظم وَحدث بِشَيْء من شعره وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكتب عَنهُ الكبراء ومدح الْأَعْيَان والوزراء وَله فِي كريم الدّين الْكَبِير مدائح فائقة

498 -

أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أبي الْغَنَائِم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الطاوسي نزيل دمشق يُقَال أَنه من ذُرِّيَّة طَاوُوس صَاحب ابْن عَبَّاس ولد سنة 601 فِي شعْبَان وَسمع من مُحَمَّد بن سعيد بن الخازن وَالْعلم السخاوي وَغَيرهمَا وَكَانَ قدومه دمشق سنة 32 وَذكر أَنه اجْتمع بالرافعي وَرَأى السُّلْطَان عَلَاء الدّين الْخَوَارِزْمِيّ سنة 15 وأرسله السخاوي مَعَ ابْن مَرْزُوق إِلَى بَغْدَاد سنة 34. . فَكَانَ يؤم بِهِ وَكَانَ سمع صَحِيح مُسلم بقزوين على أبي بكر الشحاذي بإجازته من الفراوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ البرزالي بإجازته الْعَامَّة من أبي جَعْفَر الصيدلاني وَقَالَ الذَّهَبِيّ قَالَ لنا كَانَ أبي نَاظر الْأَوْقَاف فشفع عِنْده الرَّافِعِيّ فِي جامكية لعبد الْغفار مؤلف الْحَاوِي قَالَ وَسمع بحلب من ابْن خَلِيل وَخرجت لَهُ عوالي فِيهَا بِالْإِجَازَةِ

ص: 227

الْعَامَّة عَن الصيدلاني وأسعد بن سعيد وعفيفة وَكَانَ تَامّ الشكل مُحكم التَّرْكِيب وَكَانَ أسن شُيُوخنَا فِي زَمَانه وَهُوَ مِمَّن جَاوز الْمِائَة بِيَقِين وَمَات سنة 704 فِي جُمَادَى الأولى

499 -

أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد بن رَاشد أَبُو جَعْفَر المالقي ولد سنة 630 أَخذ القراآت عَن الْحجَّاج بن أبي رَيْحَانَة وَسمع مِنْهُ التَّيْسِير وَغَيره وَقَرَأَ الجزولية على ابْن المفرج المالقي وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وَله شعر وسط فَمِنْهُ

(إِذا مَا رنا فاللحظ سهم مفوق

وَفِي كل عُضْو من إِصَابَته جرح)

(هُوَ الزَّمن المأمول عِنْد ابتهاجه

فلمته ليل وغرّته صبح)

وَكَانَ شَدِيد البله والتغفيل وَهُوَ صَاحب الْقِصَّة الَّتِي ذكر أَنه طبخ قدرا فَوَجَدَهَا تعوز الْملح فَوضع فِي الْقدر ملحاً غير مطحون ثمَّ ذاقها قبل أَن ينْحل الْملح فَوَجَدَهَا تعوز فزادها إِلَى أَن صَارَت الْقدر زعاقاً وَقد كنت رَأَيْت نَحْوهَا مسطوراً قَدِيما وَلَكِن فِي تِلْكَ الْقِصَّة الْقَدِيمَة أَن صَاحبهَا صَار يَذُوق من المغرفة مَا وَضعه فِيهَا أَولا وَكَانَت وَفَاة ابْن عبد النُّور بالمرية فِي ربيع الآخر سنة 702

500 -

أَحْمد بن شرف الدّين عبد الْهَادِي بن أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس ابْن

ص: 228

شاطر الدمنهوري شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الشَّيْخ أَصله من الْمغرب وَكَانَ ينتسب قرشياً ولد فِي شَوَّال سنة 33 بدمنهور واشتغل بِالْعلمِ وتعانى الْآدَاب وَكَانَ مَوْصُوفا بالذكاء وفَاق فِي حل المترجم وَهُوَ الْقَائِل فِي قرط لما ولى كشف الْوَجْه البحري

(نَادَى مُنَاد لقرط

فطاب سمع البريه)

(وشنف الْأذن مِنْهُ

قرط أَتَى للرعيه)

وَكَانَ لَا يسمع شعرًا وَلَا حِكَايَة إِلَّا أخبر بِعَدَد حُرُوف ذَلِك فَلَا يخطىء مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 787 وَكَانَ جده الْأَعْلَى أَبُو الْعَبَّاس مَشْهُورا بالجودة يَعْتَقِدهُ النَّاس

501 -

أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن قدامَة الْحَنْبَلِيّ يلقب عماد الدّين هُوَ وَأَبوهُ وجده وَهُوَ وَالِد الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد ابْن عبد الْهَادِي مَاتَ قبله بثمان سِنِين وَولد هُوَ سنة 671 وَسمع من ابْن أبي عَمْرو ابْن شَيبَان وَالْفَخْر عَليّ وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي 4 صفر سنة 752 نقلت ذَلِك من خطّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قلت وَقد حدث عَنهُ وَلَده وَابْن رَافع والحسيني

ص: 229

وَآخَرُونَ وَكَانَ زاهداً عَاقِلا مقرئاً قَالَه الْحُسَيْنِي

502 -

أَحْمد بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ شهَاب الدّين الشَّافِعِي نقلت من خطّ ابْن الْقطَّان فِي ذيل طَبَقَات الأسنوي لَهُ كَانَ عَارِفًا بالفقه والأصلين والعربية منصفاً فِي الْبَحْث وَولي تدريس مدرسة أطفيح وَاعْتَزل النَّاس بآخرة مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 774

503 -

أَحْمد بن عبد الْوَلِيّ بن أَحْمد أَبُو جَعْفَر بن العواد الغرناطي كَانَ مقرئاً فَاضلا من ذَوي النزاهة مقتصداً محافظاً على الْعِبَادَة أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 705

504 -

أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز العلامي الْفَقِيه الشَّافِعِي شهَاب الدّين نَاظر بَيت المَال وناظر الأحباس توفّي فِي ربيع الآخر سنة 762

505 -

أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحِيم شهَاب الدّين ابْن الْحباب ولد فِي رَجَب سنة 37 بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ من أهل مصر فَقدم دمشق

ص: 230

وَولي قَضَاء الشوبك فَمَاتَ بعد السِّتين فَرجع وَلَده إِلَى دمشق تفقه قَلِيلا ولازم القَاضِي تَاج الدّين أَيَّام محنته فَأَحبهُ وقربه وَصَحب القونوي فَكَانَ يترسل عَنهُ إِلَى الْكِبَار وَيُقَال أَنه لَا يعرف لَهُ شيخ إِنَّمَا كَانَ يطالع ويشغل بالجامع وَكَانَ محسناً إِلَى الطّلبَة مساعداً لَهُم وَكَانَ يحجّ كثيرا وَيعلم النَّاس الْمَنَاسِك وَأُمُور دينهم وتصدى للتدريس وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانمِائَة فِي طَرِيق الْحَج ذَاهِبًا وَكَانَ لأهل صيداء فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير

506 -

أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم النويري شهَاب الدّين سمع الشريف مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَيَعْقُوب الهذباني وَبنت المنجا وَغَيرهم وَنسخ من البُخَارِيّ ثَمَانِي نسخ وَكَانَ يكْتب النُّسْخَة ويقابلها وينقل الطباق وَالرِّوَايَات عَلَيْهَا ويبيعها بِأَلف وَجمع تَارِيخا حافلاً بَاعه بِخَطِّهِ بألفي دِرْهَم وَهُوَ فِي ثَلَاثِينَ مجلدة وَحصل لَهُ عِنْد الْملك النَّاصِر حظوة ووكله فِي بعض أُمُوره وباشر نظر الْجَيْش بطرابلس وَكَانَ حسن الشكل ظريفاً متودداً مَاتَ فِي 21 شهر رَمَضَان سنة 733

507 -

أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن الشامية الْمصْرِيّ شهَاب الدّين بن تَاج الدّين موقع الحكم مَاتَ فِي شعْبَان سنة 798

508 -

أَحْمد بن عبيد الله بن جِبْرِيل كَاتب الْإِنْشَاء أَبُو يُوسُف كتب فِي الْإِنْشَاء دهراً طَويلا من أول الدولة التركية إِلَى أَوَاخِر أَيَّامه وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَمَضَان سنة 709 بَعْدَمَا أضرّ

509 -

أَحْمد بن عبيد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الأسعردي ثمَّ القاهري الْمعلم أَبُو نعيم

ص: 231

ابْن الْحَافِظ تَقِيّ الدّين ولد سنة

واسمعه أَبوهُ الْكثير من النجيب وَابْن علاق وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيرهم وَحدث بالكثير روى عَنهُ العلائي وَابْن رَافع وَآخَرُونَ من مَشَايِخنَا مِنْهُم الْعمار الكركي والشهاب السويداوي والبرهان الشَّامي وَمَات فِي شَوَّال سنة 745

510 -

أَحْمد بن عَتيق بن بَاقٍ الْجُهَنِيّ الغرناطي أَبُو جَعْفَر بن بَاقٍ قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَغَيره وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات طيب النغمة نظر فِي الأحباس وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 732

511 -

أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى بن سُلَيْمَان المارديني الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن التركماني الْحَنَفِيّ القَاضِي تَاج الدّين أَخُو الْعَلامَة عَلَاء الدّين الَّذِي ولي الحكم اسْتِقْلَالا ولد فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 681 وَسمع من الدمياطي وَابْن الصَّواف وَغَيرهمَا وَحدث واشتغل بأنواع الْعُلُوم ودرس وَأفْتى وصنف وناب فِي الحكم وَكَانَ مَوْصُوفا بالمروءة وَحسن المعاشرة وَقَالَ جمال الدّين المسلاتي كتبت عَنهُ من فَوَائده وعد لَهُ سَبْعَة عشر تصنيفاً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَالْعرُوض والمنطق والهيئة وَله كَلَام على أَحَادِيث الْهِدَايَة وغالبها لم يكمل وَالْكثير مِنْهَا ينْسب لِأَخِيهِ وَله نظم وسط وَله شرح الْجَامِع الْكَبِير وتعليقة على المحصل وعَلى الْخُلَاصَة وَكتب الْخط الْحسن وَمَات فِي أَوَائِل

ص: 232

جُمَادَى الأولى سنة 744 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ من عُلَمَاء الْقَاهِرَة ارتحل بولده فسمعا من ابْن الشّحْنَة وعلقت عَنهُ وَكَانَ مولده سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسمع من الذَّهَبِيّ رَفِيقًا للذهبي وَذكره فِي مُعْجَمه الْكَبِير وَكتب عَنهُ حِكَايَة وَله

512 -

أَحْمد بن عُثْمَان بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ الكومي أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي دبوس وجده إِدْرِيس هُوَ آخر الْمُلُوك من بني عبد الْمُؤمن بالمغرب وَكَانَ أَحْمد ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة 722 وَكَانَ حسن الْهَيْئَة جميل الصُّورَة بادن الْجِسْم خَفِيف اللِّحْيَة كثير الصمت حسن الْكِتَابَة بليغ الْعبارَة ورحل من الْقَاهِرَة فِي أَوَاخِر سنة 736 مؤملاً استخلاص بعض أَمْلَاك تنْسب لجده وَأَبِيهِ بمراكش فَدخل تونس فِي رَجَب عَام سَبْعَة وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَوَائِل سنة 741 فَقبض عَلَيْهِ وسجن إِلَى رَجَب سنة 747 فَأطلق وَدخل الديار المصرية ثمَّ رَجَعَ إِلَى تونس فانضم إِلَيْهِ جمَاعَة من الْعَرَب وَبَايَعُوهُ وَأظْهر الْعِصْيَان على الْأَمِير أبي الْحسن ملك الْمغرب المريني وَكثر جمع أَحْمد حَتَّى قيل أَنهم كَانُوا عشرَة آلَاف فَالْتَقوا بعسكر أبي الْحسن فِي الْمحرم سنة 749 فجرت بَينهم حروب آل الْأَمر فِيهَا إِلَى انهزام أبي الْحسن وَاسْتولى الْعَرَب على الْأَمْوَال الجمة ونازل أَبُو الْعَبَّاس تونس وعصت عَلَيْهِ

ص: 233

قصبتها فحاصرها وَرَمَاهُمْ بالمنجنيق ثمَّ عَاد أَبُو الْحسن وَجمع العساكر وقصدهم ففر أَبُو الْعَبَّاس إِلَى الْعَرَب وَدخل أَبُو الْحسن تونس ثمَّ وَقع بَين أبي الْعَبَّاس وَبَين الْعَرَب فاختل أمره وفر فَقبض عَلَيْهِ وأودع فِي مركب الْبَحْر إِلَى بجاية ثمَّ إِلَى فاس ثمَّ أطلق وَأحسن إِلَيْهِ وَإِلَى تلمسان ثمَّ دخل غرناطة فَأَقَامَ فِي ظلّ ملكهَا وأعدها وطناً وَتزَوج وَولد لَهُ ثمَّ كَاتبه بعض الْعَرَب من أفريقية فأصغى إِلَى داعيهم وَلحق ببلنسية وَذَلِكَ فِي سنة 753 فَلم يحصل لَهُ مَقْصُود فَرجع إِلَى غرناطة وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ بِمَدِينَة فاس وافداً إِلَى ملكهَا أبي سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن وَذَلِكَ فِي سنة 762

513 -

أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرَّجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقَاسِم التنوخي الْمَعْرُوف بِابْن السلعوس الدِّمَشْقِي أَخُو الْوَزير شمس الدّين

وَكَانَ أديباً فَاضلا لم يدْخل فِي شَيْء مِمَّا دخل فِيهِ أَخُوهُ بل كَانَ ينصحه ويحذره حَتَّى كتب إِلَيْهِ من دمشق تَنْبِيها

(تَنْبِيه يَا وَزِير الْوَقْت وَاعْلَم

بأنك قد وطِئت على الأفاعي)

ص: 234

(وَكن بِاللَّه معتصماً فَإِنِّي

أَخَاف عَلَيْك من نهش الشجاعي)

فَلَمَّا نكب أَخُوهُ أحضر الشجاعي جَمِيع أَقَاربه إِلَى الْقَاهِرَة وصادرهم وَكَانَ قد سمع بالبيتين فَسَأَلَ عَن قائلهما فَعرف بِهِ فَأَطْلقهُ دون الْجَمِيع فَعَاد إِلَى دمشق سالما وعاش إِلَى

514 -

أَحْمد بن عُثْمَان بن عَليّ تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن بنت أبي سعيد ولد سنة 680 روى عَن وَالِده وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام عَام 749

515 -

أَحْمد بن عُثْمَان بن عِيسَى بن حسن بن حُسَيْن بن عبد المحسن الياسوفي فَخر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الجابي ولد فِي أَوَاخِر سنة 36 وَنَشَأ فَقِيرا واشتغل وَسمع الحَدِيث وَنسخ المشتبه للذهبي ولازم عَلَاء الدّين بن حجي فِي الْفِقْه وَكَذَا الْغَزِّي وعماد الدّين الحسباني وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة ثمَّ حصلت لَهُ ثروة من قبل زَوجته مَاتَت فَورثَهَا هُوَ وَابْنه فاتسعت دائرته وَدخل الْقَاهِرَة فِي تِجَارَة قَالَ ابْن حجي كَانَ يتوقد ذكاء حسن الْفَهم سريع الْإِدْرَاك حسن المناظرة مقداماً جريئاً فِي المحافل قوي الْمُعَارضَة وَكَانَ يجيد فِي بَحثه مَعَ الْإِنْصَاف التَّام مَاتَ

ص: 235

فِي جُمَادَى الأولى سنة 787

516 -

أَحْمد بن عُثْمَان الأمشاطي الأديب شهَاب الدّين كَانَ قيم الشَّام فِي وقته فِي الأزجال والبلاليق وَنَحْو ذَلِك مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 725 وَلم يكمل السِّتين واشتهر لَهُ الزجل الَّذِي عايا فِيهِ ابْن مقَاتل وأوله

(لَك خدما أَحْمد حَاز ملح

روضوا اصطبح فِيهِ واعتبق)

(خَال من سبع أسبى المهج

زهر وَخرج وَأظْهر فرج)

(من هام بِهِ لَيْسَ يلام)

وَأول زجل ابْن مقَاتل

(طرفِي لمسح بدر اتَّضَح

لي فِي ملح مَا عوحدق)

(إِذا اختلج فِيهَا الدعج

يسبى المهج وَلَو نسج)

(قَامَ عذار وَلَام

)

517 -

أَحْمد بن عُثْمَان القدمي أَبُو عبد الله شرف الدّين رَفِيق الْخَطِيب جلال الدّين الْقزْوِينِي ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وَقدم دمشق سنة 695 وأتقن الْقرَاءَات وَكَانَ خيرا متودداً لقن جمَاعَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر الطَّبَقَات

ص: 236

518 -

أَحْمد بن عُثْمَان البصروي فَخر الدّين ولي حسبَة دمشق ثمَّ أَمر طلبخانه وَمَات فِي سنة 723 وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه نجم الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان

519 -

أَحْمد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمي ابْن أبي سعد بن عَليّ بن قَتَادَة ابْن إِدْرِيس ابْن مطاعن الحسني الشريف الْمَكِّيّ سُلْطَان الْحجاز يكنى أَبَا سُلَيْمَان ولاه أَبوهُ عجلَان أمرة مَكَّة وَهُوَ حَيّ فِي شَوَّال سنة 62 وَكَانَ قبل ذَلِك يَنُوب عَنهُ فِي جَمِيع أُمُوره أَيَّام مشاركته مَعَ ثقبة ثمَّ اعتقل مَعَ أَبِيه وأخيه كبيش بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن الضياء الْحَمَوِيّ ولي الخطابة بِمَكَّة فَخرج فِي شعار الْخطْبَة فصده أَحْمد عَن ذَلِك فنقم عَلَيْهِ أهل الدولة ثمَّ أفرج عَنهُ وَلما مَاتَ ثقبة فِي سنة 62 اسْتَقل أَحْمد بِمَكَّة ثمَّ فِي سنة 74 اسْتَقر مَكَان أَبِيه ثمَّ فِي سنة ثَمَانِينَ أشرك مَعَه وَلَده مُحَمَّدًا فِي السلطنة وَجَرت لِأَحْمَد بِمَكَّة خطوب وحروب وَكَانَ شهماً شجاعاً ضخماً آدم رَأَيْته يطوف بِالْكَعْبَةِ سنة 85 مرَارًا وَكَانَ عَظِيم الأبهة وَاسع الْحُرْمَة كثير الرِّئَاسَة واقتنى من الْعقار بِمَكَّة وَمن العبيد شَيْئا كثيرا وَكَانَ يحب الْعدْل ويقمع المفسدين وَحسنت سيرته جدا بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَيَّام أَبِيه وَعَمه وشكره المجاورون مَاتَ فِي شعْبَان سنة 788

520 -

أَحْمد بن أبي الْعِزّ بن أبي المكارم بن سُلَيْمَان الأشموني الْمَعْرُوف

ص: 237

بِابْن الْوزان الملقب شرف الدّين كَانَ أَبوهُ يُبَاشر فِي الدِّيوَان وَكَذَلِكَ أَخَوَاهُ وَكَانَت لَهُم وجاهة فَتَركهَا شرف الدّين الْمَذْكُور وَسكن الْقَاهِرَة وَانْقطع بالكاملية وَكَانَ نظيف الثَّوْب حسن السمت قَلِيل الْكَلَام وَسمع من القطب الْقُسْطَلَانِيّ ولازمه مُدَّة وَسمع أَيْضا من ابْن فَارس والعز الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة ثمَّ انْتقل إِلَى بَلَده الأشمونين وانعزل عَن مُخَالطَة النَّاس مَعَ مُلَازمَة الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة فِي أول الْوَقْت وَحدث فِي سنة 710 وَبعدهَا وَاسْتمرّ على حَالَته إِلَى أَن مَاتَ وَقد جَاوز السّبْعين نقلت تَرْجَمته من خطّ أَحْمد بن يحيى بن عَسَاكِر من مُعْجم شُيُوخه

521 -

أَحْمد بن عَسْكَر بن شَدَّاد الذرعي جمال الدّين سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَكَانَ صَالحا فَاضلا متعففاً متقللاً وَحج مَرَّات وَكَانَ يزور الْقُدس فِي كل سنة مَاشِيا وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 702

522 -

أَحْمد بن علم بن مَحْمُود بن عمر الْحَرَّانِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين ولد سنة 684 وأحضر فِي الْخَامِسَة على الفاضلي وَسمع من الزين الفارقي وست الْأَهْل بنت علوان وَابْن مُؤمن والموازيني وَابْن مشرف وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل ابْن عَسَاكِر وَإِسْحَاق النّحاس وَمن بعدهمْ وَله إجَازَة من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَطلب بِنَفسِهِ وأسمع أَوْلَاده قَالَ الذَّهَبِيّ حرص وَأثبت

ص: 238

وَحفظ الشاطبية وَفِيه دين ومروءة وَخير وَقَالَ بن رَافع كَانَ دينا خيرا ذَا مُرُوءَة وعقل مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل ذِي الْحجَّة سنة 742

523 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الشقوري الْحِمْيَرِي أَبُو جَعْفَر أَخذ بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل السكونِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عزيون وَالْقَاضِي أبي عَامر بن أبي عبد الله بن ربيع المالقي وَغَيرهم وتلا بالإسكندرية على التَّاج الْفَاكِهَانِيّ وَغَيره وبالقاهرة عَن ابْن سيد النَّاس وَجَمَاعَة قَالَ ابْن الْخَطِيب استدعي للإقراء بمدرسة السُّلْطَان فاستعفى وَاسْتمرّ على مَا هُوَ سَبيله إِلَى ان مَاتَ فِي أخريات سنة 756

524 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الأخميمي قَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات نحا نَحْو أَبِيه فِي الْعلم وَالْعَمَل وتذكير النَّاس فانتفعوا بِهِ كثيرا وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ ذَا صَلَاح ومشاركة فِي الْعلم زرته لما قدم الْقَاهِرَة بالكاملية وبلغتنا وَفَاته بأخميم عَن سنّ عالية وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 757

525 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد

526 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي ذكره عبد الْقَادِر

ص: 239

فِي طَبَقَات الْحَنَفِيَّة فَقَالَ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين عرف بِابْن عبد الْحق أَخُو قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم مولده تَقْرِيبًا فِي سنة 676 قدم علينا الْقَاهِرَة من دمشق لزيارة أَخِيه فِي سنة 730 توجه إِلَى دمشق وَمَات بهَا فِي لَيْلَة ثامن عشر ربيع الأول سنة 738 إِمَام فَاضل مُحدث فَقِيه أفتى ودرس وَحصل وَأفَاد

527 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي القَاضِي قَالَ ابْن الْخَطِيب تصدر لكتب الشُّرُوط وانتظم فِي سلك الْعُدُول وَكَانَت من بَيت فلاحة وَمَات فِي ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة 739

528 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الهمدني ثمَّ الْكُوفِي الْحَنَفِيّ فَخر الدّين الشهير بِابْن الفصيح ولد سنة 680 وَكَانَ لَهُ صيت فِي بِلَاد الْعرَاق ثمَّ قدم دمشق فَأكْرمه الطنبغا نَائِب الشَّام ودرس بالقصاعين وَأعَاد بالريحانية وَكَانَ فَاضلا متوددا نظم قصيدة فِي الْقرَاءَات على وزن الشاطبية بِغَيْر رموز فَجَاءَت فِي نَحْو حجمها بل أَصْغَر ونظم الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة وكنز الدقائق والمنار فِي أصُول الْفِقْه قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ من فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة وَله مؤلفات وأرخ الذَّهَبِيّ مولده سنة 99 تَقْرِيبًا وَالَّذِي قَدمته جزم بِهِ الصَّفَدِي وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر نظم الْكثير وصنف فِي الْفَرَائِض وَكَانَ كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة بِنَفسِهِ وَمَاله قلت وَرَأَيْت لَهُ نظم الْقرَاءَات بِغَيْر رموز فِي نَحْو حجم الشاطبية

ص: 240

ومدحه أَبُو حَيَّان ببيتين وَكَانَ قد سمع بِبَغْدَاد من ابْن الدواليبي وَصَالح ابْن عبد الله بن الصّباغ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ إِسْمَاعِيل ابْن الطبال وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة والقراءات والفرائض وَغَيرهَا وشغل النَّاس وَكَانَ كثير التودد لطيف المحاضرة ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات قبله بِمدَّة وَكتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره وَمَات قبله بِمدَّة

وَمِنْه

(الْعين أظلم نورها

والوصل مِنْك ينيرها)

(فِي كل عُضْو عزه

وخسوفه وَكسرهَا)

وَمِنْه

(مَا الْعلم إِلَّا فِي الْكتاب

وَفِي أَحَادِيث الرَّسُول)

(وسواهما عِنْد المح

قق من خرافات الفضول)

وَمَات فِي شعْبَان سنة 755

529 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن نور كَانَ أَبوهُ خولياً وباشر هُوَ صناعَة أَبِيه ثمَّ جلس فِي دكان عطر ثمَّ اشْتغل بالفقه على النَّجْم

ص: 241

الأصفوني فبرع فِي مُدَّة قريبَة وَمهر فِي الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول وَغَيرهَا حَتَّى أذن لَهُ بالإفتاء فدرس وَأفْتى حَتَّى مَاتَ بِمَرَض السل بقوص سنة 737 - ذكره جَعْفَر

530 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَيُّوب بن رَافع الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ إِمَام القلعة سمع من أبي بكر ابْن الرضي وَغَيره وَحدث أجَاز لي غير مرّة وَمَات فِي شَوَّال سنة 798 وَقد بلغ الثَّمَانِينَ

531 -

أَحْمد بن عَليّ بن أَيُّوب بن علوي العلامي المشتولي شهَاب الدّين ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من النجيب الْكثير وَحدث وَكَانَ موقع الحكم حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكتب عَنهُ ابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 744 وَقَالَ ابْن حبيب مُحدث حسن سمته وَطَالَ عمره وطاب وقته سمع من الْحفاظ المرشدين وَأخذ عَن الروَاة المسندين وَحدث وَأفَاد وقصده الطّلبَة من الْبِلَاد وَمَات بِالْقَاهِرَةِ عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وأرخ أَبُو الْعَبَّاس ابْن رَجَب مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة 62 وَهُوَ مُوَافق لما قَالَ ابْن حبيب

532 -

أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن نصر بن بحتر بن خولان بن بحتر بن

ص: 242

خولان الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وأحضر على الْفَخر بعض المشيخة وأسمع من زَيْنَب بنت الْعلم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث بِالصَّحِيحِ عَن سِتّ الوزراء واشتغل بِالْعلمِ وتفقه وَولي التدريس بِبَعْض الْمدَارِس وخطب بالقلعة سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَشَيخنَا قَالَ ابْن رَافع كتب الحكم للحنفي وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ محترزاً فِي شهاداته مَاتَ فِي تَاسِع شهر ربيع الأول سنة 760

533 -

أَحْمد بن عَليّ بن حسن بن حُسَيْن بن صبح الْكرْدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين الْأَمِير أحضر على التقي سُلَيْمَان وتعانى الجندية ثمَّ قدم مصر فولي الْكَشْف بِالْوَجْهِ البحري ثمَّ قرر وَالِي الْوُلَاة بِالشَّام ثمَّ ولي تقدمة ألف وَحج بِالنَّاسِ سنة 45 ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة سنة 52 ثمَّ صفد ثمَّ ولي حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق ثمَّ سجن بالإسكندرية ثمَّ أطلق بعد قتل النَّاصِر حسن وَخرج. . إِلَى حلب بأمرة طبلخاناة ثمَّ قرر وَالِي الْوُلَاة بحوران ثمَّ نِيَابَة القلعة وَله بصفد جَامع وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي ولاياته صَارِمًا مهاباً مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 771

534 -

أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن خَليفَة الْحُسَيْنِي مجد الدّين التَّاجِر الْبَغْدَادِيّ ولد سنة 691 وَأخذ عَن ابْن المطهر الحلى فِي الْمَعْقُول وَقدم دمشق

ص: 243

فشغل النَّاس وانتفع بِهِ جمَاعَة وَخلف ثروة جَيِّدَة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 765

535 -

أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن دَاوُد الْجَزرِي ثمَّ الصَّالِحِي أَبُو الْعَبَّاس الهكاري العابد ولد مستهل سنة 49 وأحضر على مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وأخيه عبد الحميد وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ وخطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم واليلداني وَعبد الْوَهَّاب ابْن الناصح وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الْمُبَارك الْخَواص وَفضل الله الجيلي ويوسف سبط ابْن الْجَوْزِيّ والذهبي وَغَيرهم وَحدث كثيرا وَسكن حماة ثمَّ دمشق قَالَ الذَّهَبِيّ تفرد وقصده الطّلبَة وَكَانَ كثير الذّكر والتلاوة قَالَ السُّبْكِيّ لم أر أجلد على الْعِبَادَة مِنْهُ مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة 743 فاستكمل أَرْبعا وَتِسْعين سنة وَنصف سنة وشهراً وَقد وصلوا عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ شَيْئا كثيرا وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ بعد زَيْنَب بنت الْكَمَال

536 -

أَحْمد بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن أبي نصر ابْن النّحاس الْمَعْرُوف بِابْن عمرون الْحلَبِي الأَصْل البعلي الْكَاتِب سمع من ابْن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَمن الشّرف ابْن عَسَاكِر وَمن أبي الْحُسَيْن اليونيني الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَجَمَاعَة وَهُوَ سبط الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني وَكَانَ إِلَيْهِ الإشراف على الْجَامِع ببعلبك ثمَّ ترك وَمَات فِي ربيع الأول

ص: 244

سنة 764 وَكَانَ مولده فِي صفر سنة 682 فأكمل اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَأَخُوهُ عبد الله مَاتَ سنة 741

537 -

أَحْمد بن عَليّ بن حسن الْمزي الحفار أَبوهُ سمع من أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ سمع مِنْهُ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن عمر القباني مُسْند بَيت الْمُقَدّس

538 -

أَحْمد بن عَليّ بن خَالِد البلوي من أهل تلعة أَبُو جَعْفَر يعرف بِابْن خَالِد كَانَ خَطِيبًا حسن السمت مُلْتَزما للسّنة شَدِيد الانقباض طَوِيل الباع مصيباً لهدف البلاغة ولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ فَمن قَوْله يُخَاطب الشَّيْخ أَبَا الْحسن بن الْحباب فِي شان كتاب كَانَ وَجه بِهِ إِلَيْهِ بَين يَدي عيد النَّحْر فَضَاعَ فِي الطَّرِيق

(زَعَمُوا بِأَن الْهدى هدي الْوَلِيّ

للمجد ضَاعَ فَقلت ذَلِك دينه)

(طوراً يثبطه الْحيَاء وَتارَة

بعد المزار ووعثه وحزونه)

(مهابة الْبَيْت المؤمل رُكْنه

ومقامه السَّامِي الذري وحجونه)

ص: 245

وَهِي طَوِيلَة وَمَات مفقوداً فِي الكائنة الْعُظْمَى بِظَاهِر طريف يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع جُمَادَى الأولى سنة 741

539 -

أَحْمد بن عَليّ بن الزبير بن سُلَيْمَان بن مظفر الجيلي الدِّمَشْقِي شمس الدّين الشَّافِعِي الشَّاهِد الصُّوفِي بخانقاه الطواويس ولد سنة 635 وَسمع على ابْن الصّلاح سمع عَلَيْهِ مجلدين من السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي وَحدث بهما قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دينا منطبعاً كثير النَّوَافِل والتلاوة وَمَات على خير فِي شهر ربيع الآخر سنة 742

540 -

أَحْمد بن عَليّ بن سعيد السيواسي سمع

وَطلب وقتا وَقَرَأَ وَكتب الطباق وَمَات فِي الطَّاعُون سة 749 ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي ذيله

541 -

أَحْمد بن عَليّ بن سنجر بن عبد الله الحكري شيخ الْقُرَّاء بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة كَانَ كثير الْخَيْر والديانة مَشْهُورا بالصلاح والزهد عرضت عَلَيْهِ مناصب الإقراء فَامْتنعَ وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى

ص: 246

الْآخِرَة سنة 741

542 -

أَحْمد بن عَليّ بن سيد بونة أَبُو جَعْفَر الْخُزَاعِيّ قَرَأَ على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي الْحسن بن فَضِيلَة وَغَيرهمَا وَكَانَ حفظَة لأسماء الرِّجَال والتاريخ وَكَانَت فِيهِ لوثة وَكَانَ أهل محلته يتبركون بِهِ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 754 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا

543 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الأَصْل نَشأ بِالْقَاهِرَةِ واشتغل بِالْكِتَابَةِ خدم زين الدّين ابْن مخلوف فأقامه وَكيلا فِي التحدث على تعلقات تَرِكَة الْمَنْصُور قلاون فَصَارَ يدْخل على النَّاصِر وَهُوَ صَغِير ويتقاضى مهماته حَتَّى حظي عِنْده فَلَمَّا تسلطن ولاه نظر المرستان فِي سنة 707 ثمَّ سَار مَعَه إِلَى الكرك وَأقَام مُدَّة بالقدس إِلَى أَن عَاد صحبته بعد خلع المظفر ففوض إِلَيْهِ وكَالَته فَعظم شَأْنه وَنفذ أمره وقويت حرمته وأفرط حَتَّى أَنه كَانَ لَهُ مَمْلُوك يُحِبهُ فَبَلغهُ أَن بعض العنبرانيين عاشره فأحضرهم كلهم وَضرب من أعيانهم نَحْو الْعشْرين وَبَالغ فِي إهانتهم وَاتفقَ أَن شهَاب الدّين النويري رافعه عِنْد السُّلْطَان فَبَلغهُ ذَلِك فَضَربهُ بالمقارع وَلم يكن السُّلْطَان يرجع فِي حَقه إِلَى أحد وَعرض عَلَيْهِ الوزارة فَلم يقبل وأقطعه قَرْيَة بحلب وَأُخْرَى بِدِمَشْق وَمَات على وجاهته فِي 16 جُمَادَى الأولى سنة 710

544 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى

ص: 247

ابْن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن نشوان بن سوار بن سليم السُّبْكِيّ أَبُو حَامِد بهاء الدّين كَذَا نقلته من خطّ أَخِيه تَاج الدّين وَسَماهُ أَبوهُ فِي أول مَا ولد تَمامًا ثمَّ تسمى أَحْمد بعد أَن جَازَ سنّ التَّمْيِيز ومولده على مَا قَرَأت بِخَط أَبِيه فِي آخر تَاسِع عشر بل بعد الْمغرب من لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719 وأحضر على الحجار فِي الْخَامِسَة جَمِيع الصَّحِيح وأسمع على يُونُس الدبوسي والواني والبدر ابْن جمَاعَة وَجَمَاعَة وبدمشق من الْجَزرِي والمزي وَغَيرهمَا وَأخذ عَن أَبِيه وَأبي حَيَّان والرشيدي والأصبهاني وَسمع على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصَّائِغ عدَّة قراءات وتفقه على الْمجد الزنكلوني وَابْن القماح وَغَيرهمَا وأنجب وبرع وَهُوَ شَاب قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص الإِمَام الْعَلامَة الْمدرس لَهُ فَضَائِل وَعلم جيد وَفِيه أدب وتقوى وساد وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وأسرع إِلَيْهِ الشيب فأنقى وَهُوَ فِي حُدُود الْعشْرين قلت كَانَ ذَلِك لما ولي أَبوهُ قَضَاء الشَّام فَإِنَّهُ فوض إِلَيْهِ تدريس المنصورية وَغَيرهَا ثمَّ ولي هُوَ تدريس الشَّافِعِي وَالْحَاكِم ثمَّ درس بالشيخونية أول مَا فتحت وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي عُلُوم اللِّسَان الْعَرَبِيّ والمعاني وَالْبَيَان وَله عروس الأفراح شرح تَلْخِيص الْمِفْتَاح أبان فِيهِ عَن سَعَة دَائِرَة فِي الْفَنّ وَله تَعْلِيق على الْحَاوِي وَعمل قِطْعَة على شرح

ص: 248

الْمِنْهَاج لِأَبِيهِ وَكَانَ أديباً فَاضلا متعبداً كثير الصَّدَقَة وَالْحج والمجاورة سريع الدمعة قَائِما مَعَ أَصْحَابه وَولي قَضَاء الشَّام عوضا عَن أَخِيه فِي سنة 63 فَأَقَامَ سنة وَلم يصنع ذَلِك إِلَّا حفظا للوظيفة على أَخِيه ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر عوضا عَن أبي الْبَقَاء لما ولي قَضَاء الديار المصرية وَقد شرع فِي شرح الْحَاوِي فَكتب مِنْهُ عدَّة مجلدات لَو كمل لَكَانَ فِي عشْرين مجلدة وَشرع فِي شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فَكتب مِنْهُ قِطْعَة لَطِيفَة فِي مُجَلد لَو اسْتمرّ عَلَيْهِ لَكَانَ عشر مجلدات أَو أَكثر وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة والأوراد والمروءة خَبِيرا بِأَمْر دُنْيَاهُ وآخرته ونال من الجاه مَا لم ينله غَيره وقرأت بِخَط أَبِيه خلع على ابْني أَحْمد تشريف صالحي لكَونه مفتي دَار الْعدْل وَذَلِكَ فِي سنة 52 وَمن قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي وَلَده

(دروس أَحْمد خير من دروس عَليّ

وَذَاكَ عِنْد عَليّ غَايَة الأمل)

وقرأت بِخَط أَبِيه قَالَ قَالَ ابْني أَبُو حَامِد فِي درس أَخِيه الْحُسَيْن بالشامية عِنْدَمَا جرى الْكَلَام فِي قَوْله {الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم} أَن فِي الْآيَة إِشَارَة إِلَى أَن المُرَاد بالظلم الشّرك لِأَنَّهُ الَّذِي يلتبس بِالْإِيمَان قَالَ وَهِي فَائِدَة عَظِيمَة فرحت بهَا أَشد من فرحي بالدرس

ص: 249

ونقلت من خطّ أَبِيه من إنْشَاء ابْني أبي حَامِد الْحَمد لله الَّذِي شرح لمن شرع فِي إِفَادَة الْعلم صَدرا ومنح من منع نَفسه إِرَادَة الْإِثْم فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة أُخْرَى وَذكر خطْبَة الدَّرْس قَالَ وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 48 وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي كَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين السُّبْكِيّ من رجال الْعلم وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي الشَّام فَكثر مَاله وَكَثُرت وظائفه فَإِن أَبَاهُ لما ولي قَضَاء الشَّام سَأَلَ أَن تكون جهاته لوَلَده هَذَا وَهِي درس الْفِقْه بالمنصورية والميعاد بِجَامِع ابْن طولون والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر وتدريس السيفية والكهارية وَغير ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ ابْن اللبان سعى فِي تدريس الشَّافِعِي فنازعه تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ فَحَضَرَ كل وَاحِد مِنْهُمَا ثمَّ نزع عَنْهُمَا لِابْنِ خطيب يبرود ثمَّ استنزله عَنهُ بهاء الدّين بمدرسة بِالشَّام فاستمر فِيهِ ثمَّ اسْتَقر فِي إِفْتَاء دَار الْعدْل ثمَّ سعى فِي قَضَاء الْعَسْكَر فَلم يحصل لَهُ حَتَّى ولي قَرِيبه بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية ثمَّ لما مَاتَ ابْن الْجَزرِي خطيب جَامع ابْن طولون فقرر أَوْلَاده عوضا عَنهُ فسعى بهاء الدّين إِلَى أَن أخرج الخطابة عَنْهُم بعد أَن قررهم فِيهَا تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ وَهُوَ يَوْمئِذٍ النَّاظر الشَّرْعِيّ ثمَّ ولي تدريس التَّفْسِير بِجَامِع ابْن طولون بعد الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي وَكَانَ سعى فِيهِ بعد موت ابْن عقيل فولاه أَبُو الْبَقَاء لوَلَده بدر الدّين فَنَزَعَهُ مِنْهُ جمال الدّين ابْن التركماني قَاضِي الْحَنَفِيَّة فَلَمَّا مَاتَ سعى فِيهِ بهاء الدّين أَيْضا فقرر أَمِير عَليّ المارديني

ص: 250

فِيهِ الأسنوي فَلَمَّا مَاتَ الأسنوي أَعَادَهُ أَبُو الْبَقَاء لوَلَده فَدخل عَلَيْهِ بهاء الدّين فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فاستحيى مِنْهُ وَكتب لَهُ بِهِ فاجتمعت لَهُ هَذِه الْوَظَائِف الْعَظِيمَة وَكَانَ غَالب المصريين يخدمونه لِكَثْرَة عطائه وَلَا يحاول أمرا إِلَّا ويصل إِلَيْهِ وَصَارَت لَهُ دربة عَظِيمَة فِي السَّعْي حَتَّى يبلغ أغراضه وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب كَثِيرَة وَفِي الْغَالِب ينتصر وَبنى دَاره الَّتِي بدرب الطِّفْل وَهِي مَشْهُورَة وَولي قَضَاء الشَّام مرّة عوضا عَن أَخِيه فِي دولة يلبغا وَحضر أَخُوهُ عَليّ وظائفه بِالْقَاهِرَةِ ذكر الشَّيْخ كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ أَنه مرض بِمَكَّة وَهُوَ مجاور قَالَ فَقَالَ لي هَذَا جُمَادَى وَجَرت الْعَادة فِيهِ بحدوث أَمر مَا فَإِن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت أبي الْبَقَاء وَأَنا فِي قيد الْحَيَاة فَذَاك وَإِلَّا فاقرأ الْكتاب على قَبْرِي قلت وَهَذَا الَّذِي ذكره الدَّمِيرِيّ عَنهُ من أَمر جُمَادَى الْآخِرَة لم يرد بِهِ الْعُمُوم وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ خُصُوص نَفسه لأنني رَأَيْت بِخَط أَبِيه مَا يدل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أرخ نظم حفيده أبي حَاتِم بن أبي حَامِد هَذَا فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ عقب ذَلِك بِأَن قَالَ وَوليت أَنا قَضَاء الشَّام فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة فَكتب ابْنه بهاء الدّين فِي الْهَامِش وَفِيه وليت أَنا تدريس 252 المنصورية وَغَيرهَا ثمَّ قَالَ تَقِيّ الدّين ولد ابْني أَبُو حَامِد فِي آخر تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَأول لَيْلَة الْعشْرين مِنْهُ وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 47 ولي ابْني الْحُسَيْن تدريس الشامية وَهُوَ تَارِيخ توقيعه وبخط بهاء الدّين وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 62 ولي ابْني أَبُو حَاتِم الْمُقدم ذكره تدريس المنصورية قَالَ وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة يَعْنِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ولي بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة يَعْنِي سنة 69 عزل أخي تَاج الدّين من قَضَاء الشَّام قلت وَلم تتفق وَفَاته إِلَّا فِي سَابِع شهر رَجَب سنة 73 فانخرم الاستقراء وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي لما ولي أَمِير على نِيَابَة السلطنة بالديار المصرية قرر الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ فِي قَضَاء دمشق وعزل تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَأخرج بهاء الدّين السُّبْكِيّ إِلَى دمشق ليدعي عَلَيْهِ بِمَا فِي جِهَته أَيَّام مُبَاشرَة أَبِيه وأخيه فعقد لَهُم مجْلِس فَحكم ابْن خطيب الْجَبَل باعتقال تَاج الدّين فاعتقل بقلعة دمشق وهرب أَخُوهُ فاختفى عِنْد التَّاج الملكي قبل أَن يسلم وَكَانَ يَوْمئِذٍ بِدِمَشْق كَاتبا نَصْرَانِيّا وَلما مَاتَ بهاء الدّين السُّبْكِيّ أوصى بوظائفه لأولاده وَأَوْلَاد أَخِيه وَكتب بِخَطِّهِ إِلَى محب الدّين نَاظر الْجَيْش يسْأَل مِنْهُ المساعدة على ذَلِك فَوَثَبَ مُخْتَصّ النقاشي فَانْتزع خطابة جَامع ابْن طولون لأبي هُرَيْرَة ولد أستاذه 254 أبي أُمَامَة بن النقاش وَكَانَت لمختص صُورَة كَبِيرَة عِنْد الْملك الْأَشْرَف شعْبَان فعجز نَاظر الْجَيْش عَن مقاومته وَكَذَلِكَ مشيخة الميعاد وَلما خرج ذَلِك وثب الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ على درس التَّفْسِير وَقَضَاء الْعَسْكَر وَأَبُو الْبَقَاء على درس الشَّافِعِي وَقرر أكمل الدّين فِي درس الشيخونية الشَّيْخ ضِيَاء الدّين إِلَى أَن لم يبْق مَعَ أَوْلَاده شَيْء من جهاته وَكَانَت كَثِيرَة جدا حَتَّى أَخذ عز الدّين الطَّيِّبِيّ درس السيفية والكمال الدَّمِيرِيّ درس الكهارية والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر قَالَ الزبيرِي وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين قد عمل على أَوْلَاد الْجَزرِي خطيب الْجَامِع الطولوني فَأخذ مِنْهُم الخطابة بعد أَن كَانَ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ قررهم فِيهَا فتولاها بهاء الدّين بالجاه وَالسَّعْي وحرموا مِنْهَا وَكَانَ لَا يتهنأ بالخطابة لِأَن يلبغا مَا كَانَ يُصَلِّي إِلَّا فِي الْجَامِع الطولوني فَلَا تعجبه خطبَته فَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يَسْتَنِيب غَيره فِي الخطابة فَكَانَ لَا يخْطب فِيهِ إِلَّا إِن كَانَ يلبغا غَائِبا قلت وَقد وَقع لولد أبي هُرَيْرَة ابْن النقاش فِي الخطابة ومشيخة الميعاد أَشد مِمَّا وَقع لأَوْلَاد الْجَزرِي وَذَلِكَ أَن أَبَا هُرَيْرَة نزل فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الصَّغِير أبي الْيُسْر مُحَمَّد وَعدل عَن أَخِيه الْأَكْبَر أبي إِمَامَة لِأَنَّهُ كَانَ يخْشَى أَن يقف بعض الْأُمَرَاء فِي طَرِيقه فاستقر أَبُو الْيُسْر فِي الخطابة من أَوَاخِر سنة تسع عشرَة إِلَى جُمَادَى

سنة 42 فَعَزله

ص: 251

أبي أُمَامَة بن النقاش وَكَانَت لمختص صُورَة كَبِيرَة عِنْد الْملك الْأَشْرَف شعْبَان فعجز نَاظر الْجَيْش عَن مقاومته وَكَذَلِكَ مشيخة الميعاد وَلما خرج ذَلِك وثب الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ على درس التَّفْسِير وَقَضَاء الْعَسْكَر وَأَبُو الْبَقَاء على درس الشَّافِعِي وَقرر أكمل الدّين فِي درس الشيخونية الشَّيْخ ضِيَاء الدّين إِلَى أَن لم يبْق مَعَ أَوْلَاده شَيْء من جهاته وَكَانَت كَثِيرَة جدا حَتَّى أَخذ عز الدّين الطَّيِّبِيّ درس السيفية والكمال الدَّمِيرِيّ درس الكهارية والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر قَالَ الزبيرِي وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين قد عمل على أَوْلَاد الْجَزرِي خطيب الْجَامِع الطولوني فَأخذ مِنْهُم الخطابة بعد أَن كَانَ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ قررهم فِيهَا فتولاها بهاء الدّين بالجاه وَالسَّعْي وحرموا مِنْهَا وَكَانَ لَا يتهنأ بالخطابة لِأَن يلبغا مَا كَانَ يُصَلِّي إِلَّا فِي الْجَامِع الطولوني فَلَا تعجبه خطبَته فَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يَسْتَنِيب غَيره فِي الخطابة فَكَانَ لَا يخْطب فِيهِ إِلَّا إِن كَانَ يلبغا غَائِبا قلت وَقد وَقع لولد أبي هُرَيْرَة ابْن النقاش فِي الخطابة ومشيخة الميعاد أَشد مِمَّا وَقع لأَوْلَاد الْجَزرِي وَذَلِكَ أَن أَبَا هُرَيْرَة نزل فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الصَّغِير أبي الْيُسْر مُحَمَّد وَعدل عَن أَخِيه الْأَكْبَر أبي إِمَامَة لِأَنَّهُ كَانَ يخْشَى أَن يقف بعض الْأُمَرَاء فِي طَرِيقه فاستقر أَبُو الْيُسْر فِي الخطابة من أَوَاخِر سنة تسع عشرَة إِلَى جُمَادَى

سنة 42 فَعَزله

ص: 253

السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر جقمق لِأَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ وَيسمع خطبَته فَلَا تعجبه وَقرر فِي الخطابة والمشيخة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الميلق خطيب جَامع الماس لِأَنَّهُ كَانَ مَشْهُورا بجودة أَدَاء الْخطْبَة وَجهد أَبُو الْيُسْر بالسلطان كل الْجهد فَلم يجبهُ إِلَى إِعَادَة الخطابة حَتَّى لم يتْرك أحدا من طَبَقَات النَّاس من الْأُمَرَاء والكبراء والرؤساء والفقراء وَالْعُلَمَاء فَلم ينجع فِيهِ وأصر على الْمَنْع ووعده أَن يعوضه عَنْهُمَا وَمَات بهاء الدّين مجاوراً بِمَكَّة لَيْلَة الْخَمِيس السَّابِع عشر من شهر رَجَب سنة 773 وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة وبضع أشهر وَوهم ابْن حبيب فَقَالَ عَاشَ سِتا وَخمسين سنة

545 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس الطاهري بن خَالَة الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس ابْن الطاهري ذكره القطب فِي تَارِيخ مصر وأرخ وَفَاته سنة 735 تَقْرِيبًا وَقَالَ أَنه حدث بِالْقَاهِرَةِ سنة 694

546 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الدّرّ الْبَغْدَادِيّ جمال الدّين القلانسي ولد سنة 640 وَسمع الْكثير من ابْن أبي الدنية وَمن عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَابْن ورخز وَابْن بلدجي وَخرج وَأفَاد وَكتب قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَدُوقًا روى عَنهُ أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ الوفاياتي وَعبد الله بن سُلَيْمَان العراد وَمُحَمّد بن يُوسُف ابْن منكلي وَغَيرهم وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 704

547 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الصَّمد الدِّمَشْقِي الزّجاج ولد فِي حُدُود سنة

ص: 254

سَبْعمِائة سمع ابْن مشرف وَأخذ عَنهُ الْحُسَيْنِي وَذكر أَنه مَاتَ فِي شعْبَان سنة 762

548 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن المصفي بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا فَاء الاسكندراني الْفَقِيه الْمَالِكِي شرف الدّين بن القَاضِي نَفِيس الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 649 وَسمع من أبي الْفَتْح عُثْمَان بن هبة الله بن عَوْف وَسمع الْكثير من حَافظ الثغر مَنْصُور بن سليم وَأَجَازَ لَهُ وَسمع القصائد الوترية قَرَأت بِخَط بدر الدّين النابلسي فِي مُعْجم شُيُوخه كَانَ من أَعْيَان عُلَمَاء أهل الثغر يخرج بِهِ أهل الاسكندرية فَهُوَ شيخ من أفتى مِنْهُم من الطّلبَة وَكَانَ عَالما خَاشِعًا متقللاً من الدُّنْيَا على طَرِيق السّلف الصَّالح وَحدث وَأفْتى وشغل النَّاس مُدَّة وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا بالإسكندرية مَاتَ فِي شَوَّال سنة 744

549 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد

550 -

أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن منجا الأدفوي

من الطالع

551 -

أَحْمد بن عَليّ بن عُبَيْدَان بن عبيد أَبُو عمر الْحَمَوِيّ سمع من أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز جُزْء الْبَيْنُونَة والمسلسل وَغير ذَلِك وَحدث روى

ص: 255

عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه

552 -

أَحْمد بن عَليّ بن عَتيق التريافي يُقَال لَهُ اشكمدز الغرناطي أَبُو جَعْفَر كَانَ من أهل الْخَيْر وَالْعَدَالَة عَارِفًا بالوثائق دمث الْأَخْلَاق خطب بالجامع وَأم بِهِ وَكَانَ قد أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الطباع وَغَيره وَمَات فِي رَجَب سنة 710

553 -

أَحْمد بن عَليّ بن عُثْمَان الفيشي شهَاب الدّين أَخذ الْقرَاءَات عَن التقي الْبَغْدَادِيّ وأقرأ النَّاس مُدَّة بِمصْر وَكَانَ ضريراً مَاتَ فِي صفر سنة 797

554 -

أَحْمد بن عَليّ بن عَسْكَر القصري الْجمال ولد سنة

وأسمع على مُحَمَّد بن أبي الْفضل المرسي وَحدث وَمَات سنة

555 -

أَحْمد بن عَليّ بن عقيل بن رَاجع بن مهنا علم الدّين الششتري سمع السراج عمر الْقزْوِينِي وَحدث عَنهُ بكازرون فِي سنة 65 ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني وَقَالَ كَانَ من الْعلمَاء الأخيار

ص: 256

556 -

أَحْمد بن عَليّ بن عمر البالسي سمع على الْكَمَال الضَّرِير قصيدة الشاطبي وَكَانَ مولده سنة 640 وَمَات بالإسكندرية سنة

وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

557 -

أَحْمد بن عَليّ بن عميرَة الْأَمِير من آل فضل كَانَ مِمَّن سَار إِلَى بِلَاد الططر وآذى النَّاس ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك وَتَابَ وَدخل الشَّام بالأمان فِي صفر سنة 709

558 -

أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن مَنْصُور الكركي أَبُو حَامِد ولد سنة 736 - وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَجَمَاعَة وتفقه وَمهر وَحفظ الْمِنْهَاج وَطلب الحَدِيث فَسمع بِدِمَشْق من الْمزي والجزري وبنتي الْعِزّ وبالديار المصرية من أبي نعيم بن الأسعردي وَجَمَاعَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ سمع مني وَكتب وحرص وَطلب وَدَار على الشُّيُوخ وَنسخ مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 759 مبطوناً

559 -

أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن رَافع الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ إِمَام القلعة سمع من أبي بكر بن الرضي وَغَيره وَحدث أجَاز لَهُ غير مرّة وَمَات فِي شَوَّال سنة 798 وَقد بلغ الثَّمَانِينَ

ص: 257

560 -

أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسام الكلوتاتي سمع من النجيب وَابْن النّحاس وَغَيرهمَا وَعنهُ بعض شُيُوخنَا

561 -

أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل الدِّمَشْقِي نجم الدّين ابْن غَانِم ولد سنة

وتأدب بِأَبِيهِ وَغَيره وَكتب فِي الْإِنْشَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 758 وَله نظم حسن كتب إِلَيْهِ الصَّفَدِي ملغزاً

(مولَايَ نجم الدّين يَا من لَهُ

خَلِيل ود هُوَ أزكى حميم)

(مَا اسْم رباعي لَهُ أول

إِن زَالَ عَنهُ لم تَجِد غير مِيم)

فَأجَاب وأجاد

(مولَايَ قد قلدتني حلية

من جَوْهَر اللَّفْظ بِعقد نظيم)

(مَذْهَب مَعْنَاهُ فتم العنا

والبدر تسبي مِنْهُ تَاء وَمِيم)

وَذكر ابْن حبيب فِي تَارِيخه فِيمَن مَاتَ سنة 69 أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان بن غَانِم كَاتب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق مَاتَ سنة 69 ببيروت سَاحل دمشق وَكَانَ أديباً فَاضلا كَذَا قَالَ فَلَا أَدْرِي أَيهمَا الصَّوَاب أَو هما إخْوَان

562 -

أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْبر الْخَولَانِيّ الغرناطي كَانَ تَاجِرًا فلقي

ص: 258

بالمغرب وأفريقية جمَاعَة من أهل الْعلم وَحمل عَنْهُم وتأدب بِأبي عبد الله الْأَيْلِي ثمَّ سكن تونس يداوي النَّاس بالطب إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة 750

563 -

أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم العرياني الشَّيْخ شهَاب الدّين الشَّافِعِي الْمُحدث تنقل تَرْجَمته من أنباء الْغمر للمؤلف مَاتَ فِي سنة 778 قَالَ الْمُؤلف فِي أنباء الْغمر ولد سنة 717 وَسمع بِدِمَشْق من أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي والذهبي وبمصر من الْمَيْدُومِيُّ وبالقدس من عَليّ بن أَيُّوب وَغَيره حصل الْكتب والأجزاء وَدَار على الشُّيُوخ ورافق الشَّيْخ زين الدّين الْعِرَاقِيّ كثيرا وأسمع أَوْلَاده وصنف لُغَات مُسلم وَشرح الْإِلْمَام ودرس فِي الحَدِيث بالمنكوتمرية وَولي خانقاه الطَّوِيل وناب فِي الحكم وَكَانَ مَحْمُود الْخِصَال مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَذكر لنا الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ أَنه رَآهُ فِي الْمَنَام على هَيْئَة حَسَنَة

564 -

أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن هَارُون بن عَليّ بن حميد الثَّعْلَبِيّ الصُّوفِي شهَاب الدّين بن الْمُحدث أبي الْحسن سمع من النجيب والعز الحرانيين وَابْن الْأنمَاطِي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من دمشق وَحدث وَكَانَ دينا خيرا يقْرَأ المواعيد للعامة وَمَات فِي جُمَادَى الأول سنة 737 ذكره ابْن رَافع

ص: 259

565 -

أَحْمد بن عَليّ بن أبي مُحَمَّد بن يُوسُف الشوكي الصَّالِحِي حدث عَن ابْن عبد الدَّائِم وَمَات فِي تَاسِع عشر رَجَب سنة 719

566 -

أَحْمد بن عَليّ بن مسرور الرمثاوي خطيب الحديثة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 771

567 -

أَحْمد بن عَليّ بن مَسْعُود بن ربيع الصَّالِحِي الْكَلْبِيّ ولد سنة

وأسمع على خطيب مردا فَضَائِل مُعَاوِيَة لِابْنِ أبي عَاصِم وَأَجَازَ لَهُ سبط السلَفِي وَحدث وَمَات سنة

568 -

أَحْمد بن عَليّ بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن صَالح بن أبي الْعِزّ بن وهيب شرف الدّين الْحَنَفِيّ التَّاجِر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف سلفه بِابْن الكشك واشتهر هُوَ بِابْن مَنْصُور ولد بِدِمَشْق سنة عشر أَو قبلهَا وتفقه وَسمع الحَدِيث وَمهر ودرس وَأعَاد واشتهر ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الديار المصرية فباشره بعد سفر قرَابَته نجم الدّين وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة 777 وَصرف فِي رَمَضَان مِنْهَا وَرجع إِلَى دمشق وَكَانَت وَفَاته

ص: 260

بِدِمَشْق يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من شعْبَان سنة 782 وَهُوَ أَصْغَر سنا من أَخِيه صدر الدّين وأفقه

569 -

أَحْمد بن عَليّ بن نصر بن عمر أَبُو الْفَتْح بن أبي الْحسن الْمصْرِيّ الْفَقِيه فَخر الدّين السُّوسِي ولد فِي صفر سنة 693 واشتغل وَمهر وبرع فِي الْأَدَب وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق وَقَالَ الشّعْر الْجيد وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي عَنهُ بِسَمَاعِهِ

وَله القصيدة الطنانة الَّتِي أَولهَا

(تسلت دارها مغنى الْهوى بقطينها

وَمَا استبدلته الْعين من بعد عينهَا)

قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ يُقَال لَهُ ابْن السُّوسِي نِسْبَة إِلَى جده لأمه قَالَ وَكَانَ قد نبغ فِي الشّعْر ومدح الأكابر مِنْهُم أَبُو حَيَّان وَالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَشهد لَهُ أَبُو حَيَّان بالإجادة وَهُوَ الْقَائِل لما ولي شرف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأخميمي ابْن النَّاسِخ الحكم بأخميم فَتوجه جمع من أَهلهَا إِلَى الْقَاهِرَة وتبرموا بولايته فصرف عَنْهُم وَرجع قبل أَن يدْخل بلدهم فنظم فِيهِ ابْن السُّوسِي

(يَا بني النَّاسِخ اصْبِرُوا

كَانَ مَا كَانَ وانقضى)

(من رأى بارقاً خفاً

قبل أَن قيل أَو مضا)

قَالَ وَكَانَ على طَريقَة الأدباء من تعاني اللطافة حَتَّى صحب بعض الصُّوفِيَّة

ص: 261

فَأخْرجهُ عَن الطَّرِيق المرضية فنسب إِلَى الانحلال وَاسْتمرّ على تِلْكَ الْحَال إِلَى أَن مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724 وَله إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة

570 -

أَحْمد بن عَليّ بن هبة الله ابْن السديد الأسنائي شمس الدّين من الطالع

571 -

أَحْمد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة القوصي تَاج الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ولد فِي أحد الربيعين سنة 636 بقوص وَسمع من ابْن الجميزي وَابْن رواح وَالْمُنْذِرِي والرشيد الْعَطَّار وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ والصائب ابْن الأنجب النِّعَال وَعبد الْوَهَّاب بن حسن بن الْفُرَات وَابْن نقاش السِّكَّة وَغَيرهم وَأَجَازَهُ أَبُو مُحَمَّد الباذرائي وابو بكر بن مسدي وَعلي بن شُجَاع الضَّرِير وَآخَرُونَ وَحدث قَدِيما وتفقه على مَذْهَب مَالك وَالشَّافِعِيّ ودرس بالنجيبية بقوص وَكَانَ يلقِي كل يَوْم دروساً فِي المذهبين وناب فِي الحكم وَكَانَ لَهُ أوراد وَعبادَة وَلكنه خلط بآخرة وتساهل فِي الشَّهَادَة قَالَ أَحْمد بن يحيى بن عَسَاكِر كَانَ كثير الْعِبَادَة ويصوم الدَّهْر

ص: 262

وَيتَصَدَّق ويكفل الْأَيْتَام كَانَت وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ وَقيل بقوص سنة 723

572 -

أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن عُثْمَان بن أبي الهني بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي شرف الدّين الْمَعْرُوف بِابْن نحلة ولد سنة 704 تَقْرِيبًا وأحضر على حسن بن عمر الْكرْدِي والعماد عَليّ بن السكرِي وَسمع من أبي بكر ابْن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَمُحَمّد بن أبي بكر بن النّحاس وَجَمَاعَة وَحدث وَكَانَ من الشُّهُود بِدِمَشْق مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 784 وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر ابْن جمَاعَة

573 -

أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح بن عَليّ السجْزِي الْحُسَيْنِي إِمَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة ولد سنة 673 وَسمع من الشريف الغرافي تَارِيخ الْمَدِينَة لِابْنِ النجار بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَمن غَيره وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء البرزالي شمس الدّين ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر وَعبد الْعَزِيز ابْن الخليلي والقطب الْقُسْطَلَانِيّ والصفي خَلِيل المراغي وَابْن خطيب المزة وَابْن الْأنمَاطِي وشامية بنت الْبكْرِيّ والمحب الطَّبَرِيّ وَآخَرُونَ وَكتب عَنهُ الْعَفِيف المطري وَسمع مِنْهُ جمَاعَة من مَشَايِخنَا مِنْهُم الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ

ص: 263

قَرَأَ عَلَيْهِ تَارِيخ الْمَدِينَة لِابْنِ النجار بِسَمَاعِهِ على الشريف بِسَمَاعِهِ من مُصَنفه وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْمُقْرِئ ابْن سكر وأرخ وَفَاته وَشَيخنَا زين الدّين ابْن الْحُسَيْنِي سمع مِنْهُ من تَارِيخ الْمَدِينَة قِطْعَة من أَوله سَمعتهَا مِنْهُ وجاور بِمَكَّة وَاسْتقر أَمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَأَجَازَ للشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي فِي شهر رَجَب سنة 761 وَمَات فِي شهر رَمَضَان 762 وَقيل كَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة وَقيل تَأَخّر إِلَى أول سنة 763 وَله تسع وَثَمَانُونَ سنة أرخ مولده المطري وَأَنه كَانَ فِي سنة 673 وتاريخ الاستدعاء الَّذِي فِيهِ اسْمه كَانَ فِي سنة 73 لَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنة لَكَانَ مُسْند عصره

574 -

أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين ابْن عبد الْحق الْحَنَفِيّ أَخُو الْبُرْهَان ابْن عبد الْحق الْحَنَفِيّ ولد سنة 675 أوفى الَّتِي بعْدهَا وَقدم على أَخِيه سنة 730 وَعَاد إِلَى دمشق وَكَانَ قد اشْتغل كثيرا وتمهر وَأفْتى ودرس وَمَات سنة 738

575 -

أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن المهتار إِمَام مَسْجِد الرَّأْس عِنْد بَاب الفراديس ولد سنة 705 وَسمع على الحجار جُزْء أبي الجهم وَأَرْبَعين الْآجُرِيّ وَحدث وَكَانَ قد حفظ كتابا فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وتنزل بالمدارس وَنسخ

ص: 264

الرَّوْضَة وَكَانَ يشْهد تَحت السَّاعَات وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الآخر سنة 771 وَعَمه مُحَمَّد بن يُوسُف هُوَ رَاوِي عُلُوم الحَدِيث بِسَمَاعِهِ من مُصَنفه ابْن الصّلاح فَكَانَ آخر من حدث بِهِ عَنهُ

576 -

أَحْمد بن عَليّ العامري الإِمَام جمال الدّين اليمني ابْن أُخْت القطب إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ شَارِح الْمُهَذّب ذكره الأسنوي فِي طبقاته فَقَالَ كَانَ عَالما جَلِيلًا شرح الْوَسِيط فِي نَحْو ثَمَانِيَة أَجزَاء وَشرح التَّنْبِيه شرحاً لطيفاً مُشْتَمِلًا على فَوَائِد لكنه نكت غير مستوعب لمسائل التَّنْبِيه تولى قَضَاء المهجم وَمَات سنة 725

577 -

أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي المدلجي الشَّيْخ كَمَال الدّين النشائي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْخَطِيب ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 691 وَسمع من الدمياطي والرضى الطَّبَرِيّ وَعبد الأحدبن تَيْمِية وَغَيرهم وتفقه بِأَبِيهِ وَأخذ عَن مَشَايِخ عصره سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ شهَاب الدّين بن رَجَب وَولده عبد الرَّحْمَن قَالَ الأسنوي كَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب كَرِيمًا متصوناً طارحاً للتكلف وَكَانَ فِي خلقه شدَّة كأبيه وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ حسن الْعشْرَة وَمن مصنفاته الأبريز فِي الْجمع بَين الْحَاوِي وَالْوَجِيز وَكتاب كشف غطاء الْحَاوِي وَله مُخْتَصر سلَاح الْمُؤمن وَهُوَ الَّذِي صنف جَامع المختصرات فَأتى بِهِ بِالْعلمِ الْكثير الغزير فِي الْأَلْفَاظ الْيَسِيرَة وَاعْتمد فِي الأَصْل على الْحَاوِي وزاده الْخلاف وَشَرحه فِي أَربع مجلدات وَعمل الْمُنْتَقى فِي الْمَذْهَب أَجَاد فِيهِ وَله نكت التَّنْبِيه مُفِيد

ص: 265

وَكَانَ درس بِجَامِع الخطيري وخطب وَأعَاد بعدة مدارس مَاتَ يَوْم السبت عَاشر صفر سنة 757 وأرخه السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الصُّغْرَى سنة ثَمَان فَوَهم وَكَذَا من تبعه فِي ذَلِك

578 -

أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عمر الخليلي شهَاب الدّين خطيب القلعة بحلب سمع على سنقر مشيخته وصحيح البُخَارِيّ بفوت وَعَلِيهِ وعَلى بيبرس جُزْء البانياسي وَمَات عمر سنة 696 وَله خمس وَسِتُّونَ

579 -

أَحْمد بن عمر بن زُهَيْر بن حُسَيْن بن زُهَيْر بن عصة الزرعي الشَّاهِد كَانَ لَهُ نظم وفضائل مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 732

580 -

أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين القَاضِي ولي أَبوهُ قَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية فِي سنة 699 إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 711 وَكَانَ السُّلْطَان لما عَاد من الكرك عَزله كَمَا عزل غَيره فاستمر معزولاً ثمَّ أُعِيد بعد ذَلِك وَولي الْقَضَاء مَسْعُود الْحَارِثِيّ ثمَّ اسْتَقر أَحْمد هَذَا بعد مَسْعُود فِي ربيع الأول سنة 712 وَاسْتمرّ إِلَى سنة 738 فصرف عَن الْقَضَاء وَاسْتقر بعده القَاضِي موفق الدّين عبد الله بِسَبَب قيام النَّاس عَلَيْهِ لما تعاطاه وَلَده من بيع الْأَوْقَاف والارتشاء فَبلغ السُّلْطَان سوء سيرته وَسُوء سيرة عبد الله بن الْجلَال الْقزْوِينِي فعزل الشَّيْخَيْنِ من أجل ولدهما وَكَانَ أعظم القائمين فِي ذَلِك الْأَمِير جنكلي بن البابا

ص: 266

وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب فَقَالَ تَقِيّ وَافق لقبه فعله وَوَافَقَ علمه فَضله نصر المحق وَسَهل الْأَمر الْمشق وباشر الْقَضَاء سِتا وَعشْرين سنة وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ من بَيت الْعلم وَالصَّلَاح ولي الْقَضَاء هُوَ وَأَبوهُ وَكَانَ جده لأمه قَاضِيا وَرَأى هَذَا من الرِّئَاسَة ونفاذ الْكَلِمَة حسن المأكل والملبس والترفة مَا لم يره غَيره وَاسْتمرّ بعد عَزله يدرس الْفِقْه إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة وَله 76 سنة

581 -

أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عَامر خطيب بَيت الْآبَار ولد سنة 651 وَسمع من عَم وَالِده الْخَطِيب عماد الدّين دَاوُد بن عمر وَهُوَ جده لأمه وَكَانَ مُقيما بالجامع يَنُوب عَن أَخِيه فِي الْأَذَان وَكَانَ مَوته أَن وَقع من سطح الْجَامِع فَمَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 725 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُؤذن قَرْيَة بَيت الْآبَار وَابْن خطيبها سمع مَعَ الْأَخَوَيْنِ دَاوُد وَمُحَمّد ابْني عمر وَهُوَ سبط دَاوُد الْخَطِيب مولده فِي حُدُود سنة خمسين وسِتمِائَة وَمَات شَهِيدا صَائِما عقب صَلَاة الْمغرب زلق من السَّطْح فَوَقع إِلَى صحن الْجَامِع فَمَاتَ

582 -

أَحْمد بن عمر بن عفاف بن عمر بن عفاف الدِّمَشْقِي الْعَطَّار أَخُو حيدر

ص: 267

الشرابي أَبُو الْعَبَّاس الموشضى بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا مُعْجمَة ولد سنة 651 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم مشيخته وَحدث حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي بِالسَّمَاعِ وَسمع أَيْضا الملخص للقابسي من دَاوُد بن سُلَيْمَان الْحَمَوِيّ بِسَمَاعِهِ من ابْن درباس وَسمع من أَحْمد بن أبي الْغَنَائِم الكهفي وَمَات فِي نصف رَجَب سنة 744 يُقَال أَنه جَاوز التسعين

583 -

أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الرضي شهَاب الدّين أَبُو الْحُسَيْن الْحَمَوِيّ الأَصْل الشَّافِعِي نزيل حلب تفقه بِبَلَدِهِ على شرف الدّين بن خطيب القلعة وبدمشق على التَّاج السُّبْكِيّ وَغَيره وَمهر وَتقدم ودرس ثمَّ قدم حلب على قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ ولي قضاءها اسْتِقْلَالا ثَلَاث مَرَّات وَكَانَ فَاضلا عَالما كثير الاستحضار عَارِفًا بالقراءات وَله فِيهَا نظم سَمَّاهُ عقد الْبكر وَله نظم فِي أَشْيَاء مُتعَدِّدَة وَكَانَت دروسه حافلة وَالثنَاء عَلَيْهِ وافرا ثمَّ كَانَ فِيمَن قَامَ على الظَّاهِر برقوق وَأنكر سلطنته فسعى بِهِ إِلَيْهِ فتطلبه فاختفى مُدَّة وَحج فِيهَا ثمَّ قدم حلب مستخفيا فَلَمَّا كَانَت قتنة الناصري

ص: 268

وتغلبه على المملكة ولاه قَضَاء حلب لما أُعِيد حاجي إِلَى السلطنة فاستمر إِلَى أَن خرج الظَّاهِر من الكرك فثار على نَائِب حماة كمشبغا الْحَمَوِيّ بِأَهْل بانقوسا فقاتله وأعان أهل حلب كمشبغا فَكَانَت النُّصْرَة لأهل حلب فَقبض على الْعَادة وَأَخذه كمشبغا وَسَار إِلَى نصْرَة الظَّاهِر فأعدمه بطرِيق حماة وَذَلِكَ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة 791 ورثاه الأديب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الْمَعْرُوف بحميد الضَّرِير الْمعبر بموشح أَوله قَرَأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الطرابلسي سبط ابْن العجمي وأجازنيه أَنْشدني الأديب شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الْمَعْرُوف بحميد الضَّرِير الْمعبر لنَفسِهِ يرثي ابْن أبي الرضي بموشح منسجم النّظم

(على ابْن أبي الرضي مر اصْطِبَارِي

وسارا)

(وعيني قد جرت من عظم نَارِي

بحارا)

(مدارس درسه اشتاقت إِلَيْهِ

وحن الْعلم والعلما لَدَيْهِ)

(وأشياخ الحَدِيث بَكت عَلَيْهِ

فكم سَأَلُوهُ عَن نَص البُخَارِيّ

مرَارًا)

(فحير فِي الْجَواب بِلَا اعتذار

كبارًا)

(إِمَام كَانَ فِي كل الْعُلُوم

يعم على الخصائص والعموم)

(وَيكرم ضَيفه عِنْد الْقدوم

)

ص: 269

(وَيحسن للْفَقِير بِلَا احتقارا

وقارا)

(ويكسو بالفضائل كل عَار

إزارا)

(لأهل الْفضل كَانَ يقوم يلقى

ويعشق من يحب الْعلم عشقا)

(وَإِن أفتى ترى فتواه حَقًا

)

(فأصحاب الفتاوي فِي انحصار

حيارى)

(وَقد عدمته أهل الِاخْتِيَار

بدارا)

(فريداً كَانَ فِي نقل الْمذَاهب

فللطلاب كم أبدي غرائب)

(وَفِي حلب لقد صَمد المناصب

)

(وَلَا يسْعَى لأبواب الْكِبَار

نَهَارا)

(وَلم يقطع لأهل الافتقار

مزارا)

(جواد كَانَ فِي رد الْجَواب

وَكم فِي الْعلم ألف من كتاب)

(وميز للمشايخ والشباب

)

(وَكَانَت مِنْهُ أهل الاشتهار

فخارا)

(وَلَا يرْعَى الْمُلُوك وَلَا يدار

إمارا)

(لقد بَطل الرشي لما تقضي

وَكم قد رد بعد الْحل أَرضًا)

(وَكَانَ الغيظ يكظمه ويرضى

)

ص: 270

(لمن سعى لقد زَاد افتكاري

وحارا)

(وعقلي طَار من بعد اخْتِيَاري

نفارا)

(مضى ابْن أبي الرضي حمداً وَولى

وسافر سفرة مَا عَاد أصلا)

(ترى هَل كَانَ فِي الدُّنْيَا وَولى

)

(فَعَن أَوْلَاده وَعَن الذَّرَارِي

توارا)

(وأوحش حِين سَار إِلَى القفار

ديارًا)

(مضى ابْن أبي الرضي قَاضِي الْقُضَاة

وأصبحت الْمنَازل خاليات)

(سيسكن فِي الْقُصُور العاليات

)

(ويلبس من حَرِير الافتخار

شعارا)

(ويلقي الْجَبْر بعد الانكسار

فخارا)

(عَلَيْهِ يَا دموعي هِيَ هيا

فقلبي قد كواه الْبَين كيا)

(أَقُول وَإِن قضى لَو كَانَ حَيا

)

(على ابْن أبي الرضي مر اصْطِبَارِي

وسارا)

(وعيني قد جرت من عظم نَارِي

بحارا)

قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخ حلب كَانَ ابْن أبي الرضي من رجال الْعَالم نجدة وهمة وَكَانَ يقوم بِأَمْر الشَّرْع ويشتد فِي إِنْكَار الْمُنْكَرَات

584 -

أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبيد الله بن عمر بن الشَّهِيد شهَاب الدّين أبي صَالح عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن العجمي شهَاب الدّين

ص: 271

ابْن جمال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الضياء وَهُوَ عُثْمَان الْمَذْكُور فِي نسبه ولد سنة 742 بحلب وَهُوَ من بَيت كَبِير مَشْهُور بهَا وتفقه على زين الدّين الباريني وعلاء الدّين البابي وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَن فضلائها وَقَرَأَ الْأُصُول بِبَلَدِهِ على الشَّيْخ جمال الدّين عبد الله الْحُسَيْنِي نزيل حلب ودرس بالشرقية وَغَيرهَا وَولي قَضَاء الْعَسْكَر فَلَمَّا خرج الْعَسْكَر إِلَى إِيَاس لقِتَال التركمان العصاة فِي سنة ثَمَانِينَ خرج مَعَهم ففقد فِي ذِي الْقعدَة عِنْد انكسار الْعَسْكَر وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 780

585 -

أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي طَالب جلال الدّين أَبُو الْفتُوح ابْن فَخر الدّين الكازروني البلياني بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون اللَّام بعْدهَا يَاء آخر الْحُرُوف المرشدي كَانَ من أهل كازرون وَسمع من الشَّيْخ الْمُحدث سعيد الدّين مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وَمن حيدرة بن مُحَمَّد بن يحيى بن الْمحيا العباسي وَغَيرهمَا وَحدث عَنهُ أَوْلَاده الشَّيْخ الْحَفِيد عفيف الدّين وجمال الدّين أَبُو إِسْحَاق مُحَمَّد وَأَبُو سعيد مُحَمَّد وَغَيرهم وَكَانَ مولده فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة 718 وَمَات فِي سنة 796 فَعَاشَ 78 سنة وَمن مروياته عَن سعيد الدّين مَسْعُود المسلسل بالأولية حَدثهُ بِهِ عَن جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله

ص: 272

ابْن فَهد الْقرشِي الْمَكِّيّ بِشَرْطِهِ عَن الْفَخر عُثْمَان بن مُحَمَّد التوزري بِسَنَدِهِ الْمَشْهُور من طَرِيق حَمْزَة المهلبي عَن أبي حَامِد بن بِلَال ذكره الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد الَّتِي خرجها لَهُ لما قدم عَلَيْهِم شيراز وَوصف أَبَا الْفتُوح بِالْحَدِيثِ وَالصَّلَاح وَوصف الْحَفِيد بِالْحِفْظِ وَالْعلم وَالْعِبَادَة وَالصَّلَاح وَأنْشد لنَفسِهِ فِي خطْبَة المشيخة لما ذكر شيراز وفضلها فَقَالَ

(فشيراز لَهَا فِي آل دين

بِمن فِيهَا من الْأَعْلَام أيد)

(فَفِي ذَاك الزَّمَان فَتى خَفِيف

وَفِي هَذَا الزَّمَان إِلَى الْجُنَيْد)

586 -

أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المظفر السّلمِيّ شهَاب الدّين ابْن شرف الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي وَالِد عز الدّين عبد الرَّحْمَن بن السكرِي كَانَ شَيخا حسنا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس حسن السِّيرَة وَكَانَ بزِي الجندية مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 734

587 -

أَحْمد بن عمر بن مُسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مُسلم الْقرشِي

ص: 273

شهَاب الدّين بن زين الدّين الْوَاعِظ ابْن الْوَاعِظ قَاضِي الشَّام ولد سنة

واشتغل فِي صغره وَعمل المواعيد وراج سوقه وأحبه الْعَوام ثمَّ تقدم عِنْد يلبغا الناصري فولاه قَضَاء الشَّام فَلَمَّا جرى لبرقوق الْخُرُوج من الكرك وحصار دمشق قَامَ الْقرشِي فِي وَجهه وحرض عَلَيْهِ الْعَوام فآل أمره إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وحبسه بسجن الجرائم بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قتل خنقا فِي لَيْلَة تَاسِع رَجَب سنة 793 قَرَأت بِخَط الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب كَانَ أفضل أَوْلَاد أَبِيه وَكَانَ كثير الْفَضَائِل إِلَّا أَنه كثير المجون

588 -

أَحْمد بن عمر بن مُوسَى بن أبي بكر بن أبي المكارم الصَّالِحِي الصحراوي الدَّلال ولد سنة

وَسمع على الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات سنة

589 -

أَحْمد بن عمر بن هِلَال الإسْكَنْدراني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْمَالِكِي شهَاب الدّين ولد وَأخذ عَن الْأَصْفَهَانِي وَغَيره وَكتب على ابْن الْحَاجِب الفروعي وَكَانَ ماهراً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ مفتياً بارعاً فَاضلا مَاتَ فِي صفر سنة 795

590 -

أَحْمد بن عمر بن يحيى الكركي شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي سمع من الحجار وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 793 لم يزدْ على مَا هَهُنَا قلت غير المعري روى لنا عَن الْفَخر

ص: 274

591 -

أَحْمد بن عمر بن امْرَأَة الْمزي ينظر من مُعْجم الذَّهَبِيّ مَاتَ سنة 731

592 -

أَحْمد بن عمر المالقي الجوال كَانَ أديباً بارع الْخط مكثراً من الشّعْر الْوسط كثير التبذل شكس الْخلق انتظم بدار الْملك بغرناطة مَعَ كتاب الْإِنْشَاء ثمَّ بهرجه النَّقْد وَكَانَ فِي آخر عمره يَتَكَفَّف قَالَ فِي الإكليل معتر غير قَانِع ومنتجع كل هشيم ويانع لَقيته بمالقة وَقد تغلب عَلَيْهِ زمانة عَيْنَيْهِ وَسقط فِي يَدَيْهِ وأنشدني

(لَاحَ الْجمال فَكنت أول لامح

ودعا الْهوى فأجبته بجوانحي)

(لَوْلَا الْهوى والداعيات لحسنه

لم أصغ منصدع الْفُؤَاد لصادح)

مَاتَ فِي حُدُود سنة 732

593 -

أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان القليوبي ولد سنة

. وَأَجَازَ لَهُ - وَحدث وَمَات

.

594 -

أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر شهَاب الدّين ابْن مَكْتُوم الْقَيْسِي كَانَ خيرا دينا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776

595 -

أَحْمد بن عِيسَى بن عمر بن خَالِد بن عبد المحسن المَخْزُومِي الشهير بِابْن الخشاب بدر الدّين بن مجد الدّين وَكيل بَيت المَال ولد سنة 669 وَولي وكَالَة بَيت المَال عوضا عَن أَبِيه وَكَانَ من الرؤساء الأماثل وَمَات

ص: 275

فِي شعْبَان سنة 714

596 -

أَحْمد بن عِيسَى بن أبي الْقَاسِم

597 -

أَحْمد بن غزال بن مظفر بن يُوسُف بن قيس الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ المجود نجم الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 627 وتعانى الْقرَاءَات إِلَى أَن مهر فِيهَا واشتهر بهَا فَصَارَ شيخ الإقراء بواسط وَكَانَ قد سمع كثيرا من المرجا بن شقيرة وَغَيره وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 707 بواسط

598 -

أَحْمد بن فرج بن

599 -

أَحْمد بن أبي الْفرج بَرَكَات الفارقاني تَاج الدّين بن شرف الدّين كَانَ أَبوهُ نَصْرَانِيّا يعرف بِسَعِيد الدولة فَأسلم ولقب شرف الدّين وخدم وَلَده عِنْد بهادر رَأس نوبَة فَتقدم إِلَى أَن صَار مُسْتَوْفِي الدولة فَلَمَّا ولي الأعسر الوزارة الْمرة الثَّانِيَة صادره وضربه بالمقارع فَترك الْمُبَاشرَة

ص: 276

وَانْقطع بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي وَكَانَ الشَّيْخ نصر صديق بيبرس الجاشنكير وَقل أَن يُخَالِفهُ فِي شَيْء فَكَلمهُ فِي أمره فأعفاه من الْمُبَاشرَة وَاسْتمرّ بالزاوية إِلَى أَن حفظ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وتوصل إِلَى أَن استخدمه بيبرس لما ولي تَدْبِير المملكة هُوَ وسلار فخدمه وَحصل لَهُ أَمْوَالًا جمة فِي مُدَّة يسيرَة وَتقدم عِنْده حَتَّى صَار هُوَ المتحدث فِي الدولة بأسرها وَلَا يعْمل فِي ديوَان الوزارة وَلَا الإستادارية شَيْء إِلَّا بعد مُرَاجعَته وَكَانَ كثير الزهو والإعجاب بِنَفسِهِ والتعاظم بِحَيْثُ كَانَ الشَّخْص إِذا كَلمه وَهُوَ رَاكب أَمر بضربه بالمقارع فَصنعَ ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَلم يَجْسُر بعد أحد أَن يتحدث مَعَه وَهُوَ رَاكب وَإِذا نزل وَدخل منزله لم يَجْسُر أحد على الهجوم عَلَيْهِ فَتَصِير النَّاس على اخْتِلَاف مَرَاتِبهمْ على بَابه حَتَّى الْقُضَاة فَصَارَ مهاباً جدا وَمَعَ ذَلِك فَلَا يقبل هَدِيَّة وَلَا يخالط أحدا وَلَا يجْتَمع مَعَ غَرِيب ويقتصد فِي ملبسه فَلَا يلبس فِي الصَّيف إِلَّا الشَّامي الرفيع الْأَبْيَض وَلَا فِي الشتَاء إِلَّا الْمَلْطِي الصُّوف الْأَبْيَض فَلَا يرى عَلَيْهِ إِلَّا فرجية بَيْضَاء ثمَّ إِن سلار ألزمهُ بِلبْس خلعة الوزارة وَكَانَ شَدِيد البغض لَهُ فَلم يسْتَطع مُخَالفَته ولبسها فِي النّصْف من الْمحرم سنة 706 فَعمل الوزارة ذَلِك

ص: 277

الْيَوْم بالقلعة على الْعَادة إِلَى أَن انْصَرف إِلَى منزله وشيعه النَّاس ثمَّ أَصْبحُوا ليركبوا فِي خدمته فَأَقَامَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَار وَأرْسل يَقُول لَهُ مَعَ غُلَامه أَنه عزل نَفسه وَتوجه إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ نصر وَبعث بخلعة الوزارة إِلَى الخزانة فَكتب نصر إِلَى بيبرس فشفع فِيهِ فَلم يزل حَتَّى أعفي فقرر النشائي وَصَارَ الْأَمر كُله معذوقاً بِابْن سعيد الدولة وَكَانَ يجلس فِي دَار النِّيَابَة بِجَانِب سلار فَوق جَمِيع المتعممين وَينفذ حكمه فِي كل جليل وحقير فَلَمَّا تسلطن بيبرس عظم شَأْنه إِلَى أَن صَار يقف على أجوبة الْبَرِيد إِلَى النواب وَلم يكن السُّلْطَان يكْتب علامته على شَيْء حَتَّى يرى خطه فِيهِ

600 -

أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي بِفَتْح الْمُهْملَة وَالتَّخْفِيف وَبعد الْألف زَاي الْمَكِّيّ ولد سنة 675 بِبَلَدِهِ حراز من الْيمن وَقدم مَكَّة فَسمع بهَا من الْفَخر التوزري والصفي والرضي الطبريين وَسمع بِالْمَدِينَةِ من أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُرَيْث الْعَبدَرِي كتاب الشِّفَاء قَالَ أَنا عبد الْمُهَيْمِن بن عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله الْأَزْدِيّ أَنا مُحَمَّد بن حسن بن عَطِيَّة بن غَازِي أَنا عِيَاض وَسمع من غَيرهم وَأقَام بِمَكَّة وَمهر فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره مَعَ الْعِبَادَة والديانة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى بِمَكَّة وَمَات فِي 12 شَوَّال سنة 755

ص: 278

601 -

أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن الجذامي أَبُو الْعَبَّاس القباب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ صَدرا من صُدُور عدُول الحضرة بفاس وَولي الْقَضَاء بجبل الْفَتْح وَكَانَ حسن السمت وَدخل سلا وَأَنا بهَا فاستدعيته إِلَى دَعْوَة فَاعْتَذر فَكتبت إِلَيْهِ

(أَبَيْتُم دَعْوَتِي أما لبأو

ويأبى مثله مثلي الطريقه)

(وبالمختار للنَّاس اقْتِدَاء

وَقد حضر الْوَلِيمَة والعقيقه)

(وَغير غَرِيبَة إِن رق حر

على من حَاله مثلي رَقِيقه)

(وَأما زاجر الْوَرع اقتضاها

ويأبى ذَاك دكان الوثيقه)

قَالَ ثمَّ دخل غرناطة سنة 762 وَرجع إِلَى فاس وَهُوَ حسن السمت انْتهى وقرأت بِخَط بعض المغاربة أَن الْمَذْكُور حقد على ابْن الْخَطِيب إِلَى أَن وَقع لَهُ مَا وَقع فَكَانَ مِمَّن أفتى بقتْله وعاش هُوَ إِلَى حُدُود السّبْعين

602 -

أَحْمد بن ابي الْقَاسِم بن سعيد الأخميمي أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ أحد من نبغ من طلبة الشَّافِعِيَّة وَمَات فِي سنة 789

603 -

أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْخَولَانِيّ من أهل المرية

ص: 279

يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالبغيل قَالَ أَبُو البركات كَاتب نبيل وشاعر مطبوع ينفذ فِي المطولات حسن المجالسة ذكي النَّفس لطيف الشَّمَائِل وَكَانَ حسن الْخط يكْتب عَن أهل بِلَاده وَقَالَ المُصَنّف فِي التَّاج بَقِيَّة صَالِحَة وغرة فِي الزَّمن البهيم وَاضِحَة وأرخ وَقيد وَأحكم بِنَاء الْعِبَادَة وشيد ورقم الرسائل والوقائع ورسم الْأَخْبَار وَكتب الوقائع فمجالسته عَظِيمَة الإمتاع ومحاضرته مقرطة للأسماع وَله شعر جزل لَا يُنكر لمعانيه غزل وألفاظ ثَقيلَة وَمَعَان تتبرج تبرج العقيلة فَمن شعره قصيدة أَولهَا

(بِذَاكَ الجناب الرحب والقلل الشم

معالم مجد دونهَا شرف النَّجْم)

(وأعلام فَخر لَا دروس لَهَا على

مُرُور اللَّيَالِي فَهِيَ ثَابِتَة الرَّسْم)

وَمن أُخْرَى

(بأروع بسام رأى الصُّبْح مُسْفِرًا

طلاقته فارتاب فِي نَفسه الصُّبْح)

(وتعجز أَن تجلو ذكاء لنا الدجى

إِذا لم ينلها من سنا بشره لمح)

(سليل الأولى تهدي النُّجُوم لسيرها

بِنَار قراهم كلما شكل السبح)

ومحاسنه جمة مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي عَاشر الْمحرم سنة 750 عَن نَحْو من سبعين سنة

ص: 280

604 -

أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن يحيى بن عبد الله بن ودَاعَة أَبُو جَعْفَر من أهل رندة وَسكن مالقة وَكَانَ خَطِيبًا فاضللا وَله تواليف مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 738

605 -

أَحْمد بن قايماز الْمصْرِيّ الإستادار مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَانمِائَة

606 -

أَحْمد بن قطب الْمصْرِيّ نَشأ بِمصْر وتعانى الْأَدَب وَكتب الْإِنْشَاء وَولي كِتَابَة سر حلب عوضا عَن زين الدّين خضر فمدحه ابْن نباتة فَقَالَ

(يَا ذَاكِرًا نعمى ابْن خضر عِنْده

لَا تخش مضيعة على الطلاب)

(وَانْظُر إِلَى بدل أَتَى من بعده

حَلبًا تَجِد للفضل ضوء شهَاب)

(بدل من الأبدال فِي أَوْصَافه

يعزى إِلَى قطب من الأقطاب)

ثمَّ صرف عَنْهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَمَاتَ بهَا سنة 748 وَقد جَاوز السِّتين

607 -

أَحْمد بن قطلو العلائي الْحلَبِي وَأَبوهُ عَتيق عَلَاء الدّين كندغدي ولد سنة 717 وَسمع بحلب من إِبْرَاهِيم بن صَالح بن العجمي وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة من قَوْله فِي عشرَة الْحداد على ابْن فادشاه

ص: 281

إِلَى آخر الْجُزْء وَمَات فِي ثامن عشْرين من شعْبَان سنة 793

608 -

أَحْمد بن كشتغدي بن عبد الله المعزي الصَّيْرَفِي الْمصْرِيّ ولد فِي رَمَضَان وَقيل فِي ربيع الأول سنة 663 وَسمع من أَحْمد بن عبد الله ابْن النّحاس والمعين أَحْمد بن عَليّ الدِّمَشْقِي والنجيب الْقَيْسِي وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ عمر الْكرْمَانِي وَابْن عبد الدَّائِم وَأحمد بن سَلامَة وَكَانَ سَمَاعه صَحِيحا وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة وَكَانَ مليح الصُّورَة حسن الْهَيْئَة طَوِيل الرّوح فِي الأسماع لَا يرد من قَصده وَكَانَ من أجناد الْحلقَة من أهل الْخَيْر والعفاف وَالْوَقار أسمعهُ أَبوهُ وأسمع أَخَاهُ مُحَمَّدًا حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من مَشَايِخنَا وَحدث كثيرا مَاتَ فِي 11 صفر سنة 744

609 -

أَحْمد بن كيدغدي العزيزي ولد سنة

. وَسمع من النجيب الْحَرَّانِي وَغَيره رَأَيْته بِخَط ابْن رَافع وضبب عَلَيْهِ

610 -

أَحْمد بن لُؤْلُؤ الرُّومِي شهَاب الدّين ابْن النَّقِيب ولد سنة 706 واشتغل بِالْعلمِ وَله عشرُون سنة وَسمع الحَدِيث من ابْن القماح وَابْن عبد الْهَادِي والمدومي وَمهر فِي الْفُنُون وَاخْتصرَ الْكِفَايَة وَعمل تَصْحِيح الْمُهَذّب ونكت الْمِنْهَاج وَغير ذَلِك وتفقه على السنباطي والسبكي

ص: 282

وَنَحْوهمَا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن ابْن الملقن وَأبي حَيَّان وبرع وَكَانَ وقوراً سَاكِنا خَاشِعًا قانعاً انْتفع بِهِ الطّلبَة وَتخرج بِهِ الْفُضَلَاء وَاخْتصرَ التَّنْبِيه فصحح على قَاعِدَة الْمُتَأَخِّرين وَاخْتصرَ هَذَا الْمُخْتَصر فاقتصر من ذكر الْخلاف على الرَّاجِح وَهُوَ لطيف كثير الْفَائِدَة سهل التَّنَاوُل وَلكنه لم يرْزق حَظّ الْحَاوِي الصَّغِير ترْجم لَهُ الأسنوي فِي الطَّبَقَات تَرْجَمَة جَيِّدَة قَالَ فِيهَا كَانَ عَالما بالفقه والقراءات وَالتَّفْسِير وَالْأُصُول والنحو ويستحضر من الْأَحَادِيث كثيرا خُصُوصا الْمُتَعَلّقَة بالأوراد والفضائل وَكَانَ ذكياً أديباً شَاعِرًا فصيحا متواضعا كثير الْمُرُوءَة وَالْبر والتصوف وَالْحج والمجاورة مواظباً على الأشغال والاشتغال لَا أعلم بعده من اشْتَمَل على صِفَاته وَكَانَ أَبوهُ رومياً من نَصَارَى أنطاكية فَوَقع فِي سهم بعض الْأُمَرَاء فرباه وَأعْتقهُ وباشر النقابة لبَعض الْأُمَرَاء فَعرف بالنقيب ثمَّ انْقَطع وتصوف بالبيبرسية فَلَزِمَ الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَنَشَأ لَهُ وَلَده الشهَاب على قدم جيد فَكَانَ أَولا بزِي الْجند ثمَّ حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ بالسبع ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ وَله عشرُون سنة فلازم إِلَى أَن مهر قَالَ وَلم يكْتب قطّ على فتيا تورعاً وَلَا ولي تدريساً وَكَانَ مَعَ تشدده فِي الْعِبَادَة حُلْو النادرة كثير الانبساط والدعابة

ص: 283

وَمَات قبله أَي قبل الأسنوي مطعوناً فِي نصف شهر رَمَضَان سنة 769

611 -

أَحْمد بن أبي الْمجد بن ضرغام بن أبي الْمجد البعلي الْحَمَوِيّ الْقطَّان سمع مُسْند أَحْمد على الْمُسلم بن عَلان روى عَنهُ شهَاب الدّين ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ

612 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحسام آقوش الروي الأَصْل اليونيني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن سمع من أبي بكر بن مشرف وَإِسْمَاعِيل بن عمر بن الْحَمَوِيّ وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الدشتي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَإِسْمَاعِيل ابْن مَكْتُوم وَآخَرُونَ وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 776

613 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم الْأَذْرَعِيّ الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولي أَبوهُ الْقَضَاء بِدِمَشْق وَكَانَ هُوَ فَاضلا حسن الشكل والخلق والخلق نَاب فِي الحكم وَحج غير مرّة وَكَانَ لَهُ إجَازَة من ابْن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر والعز الْفراء وَغَيرهم وَسمع من التقي سُلَيْمَان وَالْحسن الْكرْدِي وَأبي الْحسن الواني وأسمع ابْنَته مَرْيَم على الواني والدبوسي وعمرت حَتَّى كَانَت آخر من حدث عَنْهُمَا بِالسَّمَاعِ سَمِعت مِنْهَا الْكثير مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي خَامِس عشرى شعْبَان سنة 741 عَن

ص: 284

نَحْو السِّتين

614 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْمَنَاوِيّ شهَاب الدّين بن الضياء ابْن عَم القَاضِي صدر الدّين كَانَ شيخ الخانقاه الجاولية وناب فِي الحكم عَن ابْن عَمه وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 795

615 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الطَّبَرِيّ صفي الدّين أَخُو الرضي ولد سنة 33 وَسمع الصَّحِيح من ابْن أبي حرمي وَسمع من شُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَابْن الجميزي وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ دينا خيرا وَكَانَ قد أضرّ فَسقط من مَكَان عَال فانقدحت عَيناهُ وَأبْصر وَمَات فِي شَوَّال سنة 714

616 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي عماد الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 637 وَسمع من الكاشغري وَابْن الخازن وَمن ابْن رواج وَجَمَاعَة وَحدث وَتفرد بأجزاء وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد وَله مدارس مَاتَ سنة 710 فِي جُمَادَى الْآخِرَة روى

ص: 285

عَنهُ القطب والبرزالي والسبكي والذهبي وَغَيرهم

617 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم الدِّمَشْقِي ابْن المهندس قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْوَفَاء روينَا جُزْء البطاقة عَن شَيخنَا عَنهُ بِسَنَدِهِ إِلَى مُؤَلفه أبي الْقَاسِم حَمْزَة الْكِنَانِي

618 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْمرَادِي الْقُرْطُبِيّ العشاب ولد فِي ربيع الأول سنة 49 وروى عَن أبي مُحَمَّد بن بري وَسمع من ابْن هَارُون الْمُوَطَّأ وَأخذ عَن أبي إِسْحَاق بن عَبَّاس وَأبي الْقَاسِم بن الْفراء وَمن عبد الله بن مُحَمَّد بن اللَّخْمِيّ ابْن الْحجام وَمن أبي عَليّ حسن بن حُسَيْن خطيب تونس وَمن أبي الْعَبَّاس بن الغماز وَغَيرهم واشتغل فِي النَّحْو وَغَيره ووزر للجياني صَاحب تونس ثمَّ نزل الاسكندرية وَحدث بهَا بِكَثِير من مسموعاته وَسمع مِنْهُ تَقِيّ الدّين ابْن عرام وَآخَرُونَ وَآخرهمْ شَيخنَا برهَان الدّين الشَّامي وَمَات بهَا فِي سنة 736

619 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي تَاج الدّين بن القَاضِي فتح الدّين بن الشَّهِيد تفقه قَلِيلا وشارك فِي الْفَضَائِل وَقَالَ الشّعْر وَولي بعض الأنظار بِدِمَشْق مَاتَ سنة ثَمَانمِائَة

620 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن هِلَال الْمَقْدِسِي أَبُو مَحْمُود ولد سنة 714 وعني بِالْحَدِيثِ فَسمع من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَابْن علاق فَأكْثر وبرع وَجمع وَشرع فِي شرح سنَن أبي دَاوُد ودرس بالتنكزية

ص: 286

بعد العلائي وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ طَالب مُفِيد سريع الْقِرَاءَة سمع الْكثير وَمَات بالقدس سنة 765

621 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي شهَاب الدّين ابْن شيخ الْوضُوء كَانَت لَهُ عناية بِالْعلمِ وَمَات فِي ربيع الأول سنة 799

622 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المراغي الرُّومِي الْحَنَفِيّ قدم دمشق وَصَارَ شيخ زَاوِيَة بالشرف الْأَعْلَى وَكَانَ حسن النغمة إِلَى الْغَايَة ولي مشيخة الخاتونية وإمامة الْحَنَفِيَّة بالجامع الْأمَوِي وَكَانَ الأفرم يُكرمهُ ويعظمه إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 717

623 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْإِخْوَة الْمصْرِيّ شهَاب الدّين بن زين الدّين ولد سنة 645 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار مجْلِس البطاقة وَحدث بِهِ عَنهُ وَتفرد بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 745

624 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن السراج الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 611 وَحضر فِي الثَّانِيَة عَليّ عمر بن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَسمع من يُوسُف الغسولي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ سعيد الذهلي والحسيني وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ رجلا جيدا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 760

ص: 287

625 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الْخُرَاسَانِي الشَّيْخ ركن الدّين بن وحيد الدّين الصُّوفِي الشَّافِعِي قدم دمشق ودرس بالركنية بهَا واختص بتنكز وَكَانَ يكثر الِاجْتِمَاع بِهِ مَعَ الشَّيْخ الظهير فَلَمَّا أبعد تنكز الشَّيْخ الظهير أبعده مَعَه وَمنعه من الِاجْتِمَاع بِهِ وَكَانَ درس بالركنية من الْحَاوِي الصَّغِير وَولي مشيخة الطواويسية وَحصل بِهِ لوقف الركنية نفع وَاسْتمرّ بعد سخط تنكز عَلَيْهِ خاملاً إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ وَالِد الْبَدْر شيخ الطواويسي وَالشَّيْخ عَليّ أحد الصُّوفِيَّة بالخاتونية مَاتَ يَوْم السبت تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 741

626 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ ثمَّ الأشمومي جمال الدّين الوجيزي كَانَ قد حفظ كتاب الْوَجِيز واعتنى بِهِ فَعرف بِهِ وَكَانَ يَقُول أَنه أسن من بدر الدّين ابْن جمَاعَة بِسنة وَضعف بِآخِرهِ عَن الْحَرَكَة فَلَزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة 729

627 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشويش الْحلَبِي الجبريني تعانى الْقرَاءَات فمهر فِيهَا وأقرأ مُدَّة وَمَات بقرية جبرين فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 793

628 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي طَاهِر الْحِمصِي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّيْرَفِي سمع من ابْن الشّحْنَة من البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ ابْن ظهيرة

629 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ زين الدّين حفيد الْحَافِظ محب الدّين ولد سنة 693 وروى عَن يَعْقُوب بن أبي بكر الطَّبَرِيّ من جَامع التِّرْمِذِيّ وَحدث وَكَانَ صَالحا فَاضلا جواداً عَاقِلا كثير الرِّئَاسَة

ص: 288

والسودد من بَيت كَبِير وَأقَام بِمصْر فِي خانقاه سعيد السُّعَدَاء وَله نظم وَرجع إِلَى مَكَّة فَانْقَطع وجاور بِالْمَدِينَةِ سِنِين من سنة 37 إِلَى سنة 41 فَأَقَامَ بِمَكَّة إِلَى أَن حضر أَجله وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 742

630 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري محب الدّين بن أبي الْفضل قَاضِي مَكَّة وَابْن قاضيها أسمعهُ أَبوهُ على الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَولي قَضَاء الْمَدِينَة فِي حَيَاة أَبِيه وَقَضَاء مَكَّة بعده وَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة 799 وَكَانَ عَارِفًا بالحكم

631 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أحضر على الحجار وأسمع من غَيره وتمهر وَتكلم على النَّاس فأجاد وَكَانَت لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 776

632 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي شهَاب الدّين بن أبي الْمجد نقيب الْأَشْرَاف بحلب ولد بعد سنة سَبْعمِائة تَقْرِيبًا وَولي نقابة الْأَشْرَاف وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة جميل الْأَخْلَاق مَاتَ سنة 778 وَهُوَ وَالِد شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد نقيب الْأَشْرَاف بحلب

633 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقُسْطَلَانِيّ شرف الدّين ابْن الْعَلامَة أبي بكر قطب الدّين ولد سنة 48 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا وَسمع على أبي عبد الله بن أبي البركات بن أبي الْخَيْر الْهَمدَانِي صَحِيح البُخَارِيّ بإجازته

ص: 289

الْعَامَّة من أبي الْوَقْت بِقِرَاءَة الْفَخر التوزري بِمَكَّة وَذَلِكَ فِي شهور سنة 58 وَسمع أَبَا الْيمن ابْن عَسَاكِر وَيَعْقُوب بن أبي بكر الطَّبَرِيّ وَسمع من أَبِيه كثيرا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفرج الْحَرَّانِي وَشَيخ الشُّيُوخ بحماة والرشيد الْعَطَّار وَأحمد بن عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وَعبد الله بن عُثْمَان بن دحْيَة وَابْن غزون وَآخَرُونَ وَحدث بقوص والقاهرة وَمَكَّة وَغَيرهَا وَكَانَ كريم النَّفس حسن الْخلق وجاور بِمَكَّة مُدَّة وَترسل عَن أَمِير مَكَّة إِلَى سُلْطَان مصر وَمَات سنة 714 فِي صفر بِالْقَاهِرَةِ وَأَبوهُ ابْن عَم وَالِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْآتِي وَتَأَخر بعد وَفَاة هَذَا زَمَانا

634 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي ابْن عَم التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة شهَاب الدّين بن السَّيْف الشَّاهِد بحانوت العصرونية ولد فِي رَمَضَان سنة 52 أَو بعْدهَا وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم الْأَرْبَعين الآجرية وجزء ابْن الْفُرَات ونسخة نعيم ابْن الهيصم وَحَدِيث أَيُّوب والمبعث لهشام بن عمار وجزء بكر بن بكار وَغير ذَلِك وَسمع أَيْضا من عبد الْوَهَّاب بن الناصح وَابْن أبي عمر وَآخَرين وتفقه وَحفظ الْمقنع وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي

ص: 290

رَجَب سنة 472

635 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم الْأنْصَارِيّ القنائي من الطالع

636 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قعنب أَبُو جَعْفَر الغرناطي أَخذ عَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي مُحَمَّد بن سماك وَغَيرهمَا وَكَانَ عَارِفًا بالمسائل وَالْأَحْكَام جيد الْمعرفَة بالوثائق وَكَانَ حُلْو النادرة ثمَّ ولي الْقَضَاء بأماكن مِنْهَا بسطة وَمَات فِي شعْبَان سنة 732

637 -

أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن شجمان الْبكْرِيّ الشريشي مَاتَ بِمَنْزِلَة الحسا بَين الكرك وَمَعَان وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى الْحجاز فِي منسلخ شَوَّال سنة 718 ومولده بسنجار فِي سنة 53 حدث بِجُزْء ابْن عَرَفَة عَن النجيب وَجَمَاعَة وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء

638 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن أبي عَرَفَة اللَّخْمِيّ السبتي أَبُو حَاتِم بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْعَبَّاس العزفي ولد سنة 634 ولي أمرة سبتة بعد أَبِيه وَأخذ لَهُ الْبيعَة أَخُوهُ أَبُو طَالب فباشرها مُدَّة ثمَّ ترك وَاعْتَزل وتخلى عَن الإمرة لِابْنِ أَخِيه وَاقْتصر هُوَ على أَمْلَاك لَهُ يَغْدُو إِلَيْهَا وَيروح

ص: 291

وَكَانَ قد قَرَأَ على أبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وتأدب بِهِ وَسمع من أَبِيه وَأبي الْحسن الرعيني وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَمْرو بن الْحَاج وَأَبُو الْحسن ابْن قطرال وَأَبُو عبد الله بن الْأَبَّار وَأَبُو بكر بن سيد النَّاس وَغَيرهم وَمن أهل الشَّام قطب الدّين بن أبي عصرون وَتَمام مائَة نفس وَفِي أَيَّامه كسر أسطول الْمُسلمين أساطيل الفرنج فعد ذَلِك من يمن نقيبته وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 698 ومدحه الشُّعَرَاء بذلك ثمَّ لما استولى ابْن الْأَحْمَر على سبتة دخل هُوَ غرناطة سليب المَال وَأقَام بهَا على حَالَة إجلاله لدينِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى فاس ثمَّ إِلَى سبتة لما استعادها يحيى ابْن أَخِيه فاستمر بهَا على حَالَته الأولى فِي غَايَة من التَّمَسُّك بالديانة إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 710 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَكَانَ نَسِيج وَحده حَيَاء وعفافاً وانقباضاً وإيثاراً للعافية وَاخْتِيَار للسكون رحمه الله ذكره لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب مطولا وَهَذَا ملخص مَا تَرْجمهُ بِهِ

639 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحَاج الإشبيلي أَبُو عَمْرو الْمَالِكِي ولد سنة 672 بغرناطة وَقدم دمشق

وَسمع من الْفَخر والفاروثي وَغَيرهمَا وَحدث بِجُزْء الْأنْصَارِيّ وَكَانَ إِمَام محراب الْمَالِكِيَّة متصدياً للْفَتْوَى وَسمع مِنْهُ البرزالي والذهبي قَالَ البرزالي فِي الشُّيُوخ

ص: 292

المتوسطين كَانَ أحد الْمُفْتِينَ فِي مذْهبه وَهُوَ فَاضل كثير المطالعة ملازم الْفَتْوَى قَالَ ابْن كثير مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 745 وتأسف النَّاس على صَلَاحه وفتاويه النافعة الْكَثِيرَة رَحمَه الله تَعَالَى وجده سميه أَحْمد كَانَ بارعاً فِي الْأَدَب مشاركاً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ثمَّ برع فِي النَّحْو حَتَّى فاق أقرانه حَتَّى كَانَ يَقُول إِذا مت يفعل ابْن عُصْفُور. . فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ لَا يجد من يرد عَلَيْهِ وَله شرح سِيبَوَيْهٍ شرح فائق وعدة تصانيف وَمَات بإفريقية سنة 647

640 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن عبد الله بن عبد القاهر بن عبد الْوَاحِد بن هبة الله بن ظَاهر بن يُوسُف الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن النصيبي كَمَال الدّين بن تَاج الدّين بن كَمَال الدّين بن زين الدّين ولد سنة 695 وأسمع على سنقر الزيني ورشيد بن كَامِل وَجَمَاعَة من أَصْحَاب ابْن خَلِيل وَولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بحلب وَكتب وَجمع وعلق كثيرا روى عَنهُ ابْن بردس وَابْن عشائر وَابْن ظهيرة وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَعِنْده عَن سنقر مُسْند الشَّافِعِي وَالْبُخَارِيّ وعَلى إِبْرَاهِيم ابْن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ جُزْء سُفْيَان بن عُيَيْنَة أَنا السخاوي وَحدث عَن وَالِده يعزى إِلَى الْأَعْمَش. . مَاتَ بحلب فِي سنة 764

ص: 293

641 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم الشَّيْخ بدر الدّين بن الصاحب شرف الدّين بن الصاحب زين الدّين بن الصاحب محيي الدّين بن الصاحب بهاء الدّين ابْن حنا الأديب الْعَلامَة الْفَقِيه الشَّافِعِي حفيد الْآتِي ولد سنة 18 فِيمَا ذكر هُوَ أَو سنة 17 وقرأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ مولده سنة 27 فغلط فِي ذَلِك وَغلط فِي اسْمه أَيْضا فَسَماهُ مُحَمَّدًا وَذكر أَنه ولي نظر المطابخ السكرية بِمصْر وَقَالَ أَنه شرح قِطْعَة من مقامات الحريري وَاخْتصرَ تَلْخِيص الْمِفْتَاح فَسَماهُ لطيف الْمعَانِي قلت ولي تدريس الشريفية بِمصْر ودرس فِي الْحَاوِي دروساً حَسَنَة متقنة وَكَانَ قيمًا بِهِ وَله عَلَيْهِ تَعْلِيق وَمهر فِي الشطرنج وَهُوَ الْقَائِل

(لي فِي الشطرنج علم

أتقن الإدمان حفظه)

(أَلعَب الْغَائِب مِنْهَا

فَأرَاهُ طبقًا يقظه)

ونظم القصائد النَّبَوِيَّة وأجاد فِي المقاطيع وَكَانَ حاد النادرة سريع البادرة يهاب جَانِبه ويرعاه عدوه وَصَاحبه وَلم يزل إِلَى أَن وَقع لَهُ مَعَ الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ مَا وَقع فَمَا خلص إِلَّا بعناية أكمل الدّين وَغَيره

ص: 294

وَذَلِكَ فِي سنة 86 وعاش بعد ذَلِك إِلَّا أَن قدرت وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 788 وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة وَله مقاطيع كَثِيرَة ذَلِك وأفرد جُزْءا سَمَّاهُ مقطعات النّيل فِيهِ أَشْيَاء لَطِيفَة مِنْهَا لما هجم النّيل على غَفلَة

(قد قلت لما أَن تزايد نيلنا

أَو كَاد ينزل ذرْوَة المقياس)

(يَا نيل يَا ملك الْمِيَاه بأسرها

مَا وقوفك سَاعَة من بَأْس)

وَله فِي عكس ذَلِك

(تقاصر النّيل عَنَّا

تقاصراً متتابع)

(حَتَّى قنعنا اضطراراً

مِنْهُ بمص الْأَصَابِع)

وَله لما انْكَشَفَ المَاء عَن الأَرْض الَّتِي بَين الْفسْطَاط وَالرَّوْضَة

(كَانَت لمصر ميزة

بنيلها وَقد خلت)

(كَأَنَّهُ بعل لَهَا

من بعده ترملت)

وَله لما أفرط فِي الزِّيَادَة

(طَغى النّيل عَن حد عاداته

وَعلمنَا الْجَهْل فِي الْعَالمين)

(فصرنا نكشف عوراتنا

وَكُنَّا نَخُوض مَعَ الخائضين)

وَمن لطيف قَوْله

(طَاف بكأس الصبوح تجلى

فصقب الديك ثمَّ ماحا)

(كَأَنَّهُ ظن من صفاها

بِأَنَّهَا عينه فصاحا)

ص: 295

قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا يَسِيرا وَسمعت من فَوَائده رحمه الله وَله فِي الشطرنج

(أميل لشطرنج أهل النهى

وأسلوه من ناقل الْبَاطِل)

(وَكم لي أهذب لُعَابهَا

ويأبى الطباع على النَّاقِل)

642 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الْمسند المعمر الرئيس بدر الدّين بن الجوخي وَعرف أَيْضا بِابْن الزقاق ولد سنة 683 وأسمع الْكثير على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَعبد الرَّحْمَن بن الزين والتقي الوَاسِطِيّ وَأبي الْحُسَيْن اليونيني فِي آخَرين وَحدث بالكثير وَخرج لَهُ الْجمال السرمري مشيخة والحسيني أُخْرَى وَحدث عَنهُ الْحفاظ وَحدث عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ قَالَ ابْن رَافع حدث كثيرا وَطَالَ عمره وانتفع بِهِ وَكَانَ يُبَاشر فِي الْجَيْش ثمَّ ترك وَأَقْبل على إسماع الحَدِيث وَكَانَ مشكوراً مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 764 بعد أَن حدث بالمسند بِسَمَاعِهِ من زَيْنَب بنت مكي وَذَلِكَ بعد سنة 63 وَمِمَّا كَانَ يرويهِ الْجُزْء الأول من مُسْند الْهَيْثَم بن كُلَيْب سَمعه من أَحْمد بن شَيبَان أَنا ابْن طبرزد بِسَنَدِهِ

643 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد السمناني البيانانكي يلقب عَلَاء الدّين

ص: 296

وركن الدّين ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 59 وتفقه وَطلب الحَدِيث وَسمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَغَيره وشارك فِي الْفَضَائِل وبرع فِي الْعلم واتصل بأرغون بن أبغا ثمَّ تَابَ وأناب وَدخل الْخلْوَة وَصَحب بِبَغْدَاد الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَخرج عَن بعض مَاله وَحج مرَارًا وَله مدارج المعارج قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا جَامعا كثير التِّلَاوَة وَله وَقع فِي النُّفُوس وَكَانَ يحط على ابْن الْعَرَبِيّ ويكفره وَكَانَ مليح الشكل حسن الْخلق غزير الفتوة كثير الْبر يحصل لَهُ من أملاكه فِي الْعَام نَحْو تسعين ألفا فينفقها فِي الْقرب أَخذ عَنهُ صدر الدّين بن حمويه وسراج الدّين الْقزْوِينِي وَإِمَام الدّين عَليّ بن مبارك الْبكْرِيّ وَذكر أَن مصنفاته تزيد على ثَلَاثمِائَة وَكَانَ مليح الشكل كثير التِّلَاوَة كثير الْبر والإيثار وَكَانَ أَولا قد دَاخل التتار ثمَّ رَجَعَ وَسكن تبريز وبغداد وَمَات فِي رَجَب لَيْلَة الْجُمُعَة سنة 736

644 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هزهاز وَيُقَال هزاهز شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس المرداوي الطيار سمع على الْفَخر عَليّ مشيخة ابْن السبط وَحدث فِي أَوَاخِر سنة 752

645 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الْهَاشِمِي الطنجالي من أهل مالقة أَخذ عَن أَبِيه وَعَن جده أبي جَعْفَر وَأبي عبد الله بن الْيَتِيم وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عبد الله بن صَاحب الْأَحْكَام وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن زرقون وَأبي الرّبيع بن سَالم فِي آخَرين بِالْإِجَازَةِ

ص: 297

وَسمع من أبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله بن عَيَّاش الخزرجي وَأبي عبد الله بن ربيع وَأبي عبد الله بن برطال وَمَالك بن المرحل وَعلي بن يُوسُف ابْن قطرال وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي الرّبيع سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن اللباد وَأبي الْعَبَّاس ابْن الغماز وَأبي الْفَتْح بن دَقِيق الْعِيد وَأبي إِسْحَاق بن الْحَاج الْقُرْطُبِيّ نزيل تونس وَكَانَ أصيلاً وجيهاً دمث الْأَخْلَاق صافي الود وَكَانَ يكْتب الشُّرُوط ثمَّ ترك وَاقْتصر على الخطابة والإمامة بمالقة قَالَ ابْن الْخَطِيب رافقته إِلَى العدوة فبلوت مِنْهُ فضلا وسذاجة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 764

646 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ كَمَال الدّين ابْن الشريشي ولد بسنجار سنة 53 وَسمع من النجيب والعز وَغَيرهمَا وبمصر من ابْن أبي الْخَيْر وَابْن الصَّيْرَفِي وَابْن علاق وَغَيرهم فَأكْثر وبدمشق عَن أَصْحَاب ابْن طبرزد وَغَيرهم وَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار وناب فِي الحكم عَن ابْن جمَاعَة ودرس بالشامية والناصرية وَولي وكَالَة بَيت المَال وَدَار الحَدِيث الأشرفية وشارك فِي الْفَضَائِل ودرس وَأفْتى وَكَانَ حسن الشكل مهيباً صليباً فِي ديانته جيد الْعقل مشكوراً فِي نظر الْوَقْف خَبِيرا بالأمور يدْرِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول ذَا مُرُوءَة وعصبية ونهضة وَأَمَانَة وسكينة وانتقى لَهُ المقاتلي ثَلَاثَة أَجزَاء وَمَات فِي طَرِيق الْحجاز فِي سلخ شَوَّال سنة 718 وَهُوَ صَاحب الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين كتبهما إِلَى بدر الدّين

(مولَايَ بدر الدّين صل مدنفاً

صيره حبك مثل الْخلال)

ص: 298

(لَا تخش من عيب إِذا زرته

فَمَا يعاب الْبَدْر عِنْد الْكَمَال)

فَبلغ ذَلِك صدر الدّين ابْن الْوَكِيل فَقَالَ

(يَا بدر لَا تسمع كَلَام الْكَمَال

فَكل مَا نمق زور محَال)

(فالنقص يعرو الْبَدْر فِي تمه

وَرُبمَا يخسف عِنْد الْكَمَال)

وَهُوَ الْقَائِل فِي الحسام الْحَنَفِيّ لما عزل

(يَا أَحْمد الرَّازِيّ قُم صاغراً

عزلت عَن أحكامك المشرفه)

(مَا فِيك إِلَّا الْوَزْن وَالْوَزْن مَا

يمنعك الصّرْف بِلَا معرفَة)

647 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشطرنجي يلقب الفار والجرافة لِكَثْرَة أكله كَانَ يتعانى نظم المواليا ويحفظ مِنْهُ كثيرا جدا وَكَانَ غالبه فِي الشطرنج

وَمن نظمه

(سُلْطَان حسنو قد أرسل للمهج أفكار

يجرد الْبيض من لحظو بِلَا إِنْكَار)

(تلين بعد وعصائب سَائِر الْأَبْكَار

فَطلب جَيش عذار وَدَار بالبيكار)

وَله

(من أمهَا فِي القيادة أَصبَحت آفه

وَأُخْتهَا فِي ربوع الْحَيّ وقافه)

(فَكيف يُمكن تجي فِي القصف خوافه

وستها الأَصْل شامية وطوافه)

ص: 299

مَاتَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو بعد ذَلِك

648 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرعيني أَبُو جَعْفَر ولد سنة 701 وَقَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي الْحسن الفنجاطي وَغَيره وَكَانَ حسن الْخط يكْتب عُقُود الإجازات مَعَ معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ ومشاركة فِي الْفِقْه ثمَّ ولي الْقَضَاء بِبَعْض الْبِلَاد وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 744

649 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد التجِيبِي من أهل أندرش وَسكن الرقة يكنى أَبَا جَعْفَر ويلقب العاشق وَكَانَ فِيهِ ظرف فِي اللوذعية عَظِيم الْمُشَاركَة قَالَ أَبُو البركات كَانَ مَقْبُول الشَّهَادَة بِبَلَدِهِ وَكَانَ يُشَارك فِي الْعدْل وتكسير الأَرْض وقرض الشّعْر فِي طَرِيق التصوف وَفِي شَيْء من الْغَرِيب فَمن شعره

(كأس الْوِصَال على الأحباب قد دَارا

لم يبْق من ظمأ الهجران آثارا)

(أكْرم بِخَمْر يَد الرضْوَان تمزجها

كست أباريقها حسنا وأنوارا)

(على بِسَاط من الْإِخْلَاص قد نزلُوا

فشاهدوا من صفاء الود أسرارا)

وَهِي طَوِيلَة وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 735

ص: 300

650 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أزدمر العزيزي الصرخدي الدوادار سبط عز الدّين صَاحب صرخد الْمَعْرُوف بِابْن صَاحب صهيون ولد سنة 75 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَسمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وأغفل ذكره فِي ذيله مَاتَ فِي صفر سنة 741

651 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْرَائِيل بن أبي بكر السّلمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن القصاع يكنى أَبَا بكر ولد سنة 66 وأسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم من التَّرْغِيب والترهيب للأصبهاني حضوراً فِي الثَّانِيَة وأحضر فِي الْخَامِسَة على الْكَمَال ابْن عبد الأول من المزكيات وَسمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ منتقى من الشَّمَائِل انتقاء الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار أَنا الْكِنْدِيّ وَأَجَازَ لَهُ النجيب وَحدث وَمَات فِي شهر

652 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن محسن الأسعردي ثمَّ الصَّالِحِي المرستاني سمع من الْفَخر مشيخته وَكَانَ شيخ الخانقاه بحمص وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 747

653 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الطَّبَرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ ولد سنة 673 وَسمع من الرضي الطَّبَرِيّ وَمن فَاطِمَة بنت الْعَسْقَلَانِي وَتفرد بالرواية عَنْهُمَا وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي رَجَب سنة 780

ص: 301

ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد بن أَحْمد البلياني وَلم يعرف من حَاله شَيْئا

654 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الْحَرَّانِي المقرىء أَبُو الْعَبَّاس ولد بحران فِي رَجَب سنة 648 وتلا بالسبع على الزواوي والفاضلي والوزيري والإسكندري وَسمع الحَدِيث الْكثير من الْفَخر بن البُخَارِيّ وَابْن الزين عمر وَالقَاسِم الأربلي وَابْن عرب شاه وَابْن الصَّابُونِي وَإِبْرَاهِيم ابْن أبي عبد الله بن السديد والرشيد العامري فِي آخَرين وَحدث وتصدر بِجَامِع دمشق لإقراء الْقُرْآن تلقينا وتجويدا وَرِوَايَة وَأم بِالْمَدْرَسَةِ الصدرية مُدَّة وَكَانَ يتبلغ بِشَيْء من التِّجَارَة مَعَ حسن الْخلق والتودد وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ صَالحا مُبَارَكًا من أَعْيَان شُيُوخ الْقُرَّاء شهد لَهُ الْفُضَلَاء بِالْخَيرِ وَالْفضل وَمَات فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة 725 ذكره البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما

655 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأربلي الْمَعْرُوف بالتعجيزي لحفظه كتاب التَّعْجِيز وَكَانَ ينظم الشّعْر بِغَيْر إِعْرَاب وَلَا تصور معنى

ص: 302

وَمن عنوانه

(يَا أَيهَا المعرض لَا عَن سَببا

أصلحك الله وصالي الأربا)

وَهُوَ الْقَائِل وسَمعه مِنْهُ الصّلاح العلائي

(مَا فِيهِنَّ يَا سقيع أَنِّي بَيْنكُم وسط

مذبذب لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا ثمت)

(وَفِي الْقِيَامَة فِي الْأَعْرَاف منقعد

وأنتظر مِنْكُم من يدْخل الْجنَّة)

(فَإِن دَخَلْتُم فَإِنِّي دَاخل مَعكُمْ

وَإِن منعتم فَإِنِّي قَاعد سكت)

مَاتَ فِي شعْبَان سنة 728

656 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أيبك الْوَزير الْحلَبِي الأَصْل نزيل الْقَاهِرَة يعرف بِابْن نَاصِر الدّين سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وغازي وَغَيرهم روى عَنهُ القطب وَابْن رَافع وَقَالَ ولد بعد السّبْعين وَمَات فِي رَمَضَان سنة 731

657 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أيبك الْخياط شهَاب الدّين ابْن التريكي سمع من عِيسَى المغاري وَابْن مشرف وَدَاوُد بن حَمْزَة وأخيه التقي سُلَيْمَان وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة

658 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مكي بن مُسلم بن أبي الْجوف

ص: 303

الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالعكوك تعانى الْآدَاب فمهر فِيهَا وَجمع مجاميع كَثِيرَة يقْتَصر فِيهَا على المقطعات وَكَانَ يحفظ للمتأخرين مَا لَا يدْخل تَحت الْوَصْف وَله وقف يحصل مِنْهُ فِي الصَّيف مَا يتبلغ بِهِ فِي الشتَاء ويصيف غَالِبا فِي الشَّام ويشتي بِمصْر إِلَّا أَنه غلبت عَلَيْهِ محبَّة الحشيشة وَهِي محنة خسيسة وَقدر أَنه مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي رَجَب سنة 749 بِدِمَشْق

من شعره

(نَاظر الْجَامِع الْكَبِير

ظلوم إِذا اقتدر)

(أبله رب بالعمى

وأرحه من النّظر)

وَله

(قلت لَهُ إِذْ بدا وطلعته

قد أشرقت فَوق قامة تامه)

(هَب لي مناماً فَقَالَ كَيفَ وَقد

رَأَيْت شمس الضُّحَى على قامه)

659 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص الهنتاتي المغربي أَبُو الْعَبَّاس ويلقب أَبَا السبَاع ولي تونس وَمَا مَعهَا من بِلَاد الْمغرب فِي سنة 772 وَكَانَ شهماً شجاعاً ولي كل من ذكر فِي عَمُود نسبه المملكة إِلَّا أَبَاهُ وجد أَبِيه وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 796 وَولي بعده أَبُو فَارس عبد الْعَزِيز

660 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الحريري شهَاب الدّين المدير سمع من

ص: 304

النجيب مشيخته وأبداله ومجالس الْخلال الْعشْرَة وَالثَّالِث وَالرَّابِع من الأبدال المخرجة لَهُ وَغير ذَلِك وَسمع أَيْضا من شمس الدّين ابْن الْعِمَاد وَإِبْرَاهِيم بن مَنَاقِب وَغَيرهمَا وَكَانَ مولده سنة 60 تَقْرِيبًا وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم زين الدّين بن الْحُسَيْن قَاضِي الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَكَانَت وَفَاة المدير فِي أَوَاخِر شهر ربيع الآخر سنة 735

661 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَسْقَلَانِي شهَاب الدّين ابْن الْعَطَّار أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين سمع من غَازِي المشطوبي والأبرقوهي والدمياطي وَغَيرهم حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَآخَرُونَ وَمن مسموعاته عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح سَمعهَا من جمال الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهرزوري بِسَمَاعِهِ من الْمُؤلف مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 763 وَقد حضر عَلَيْهِ أَبُو زرْعَة ابْن شَيخنَا فِي السّنة الأولى من عمره

662 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن براغيث شهَاب الدّين كَانَ أحد الْأَعْيَان بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ خَال أبي مَاتَ فِي شَوَّال سنة 776

663 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر الْقَيْسِي أَبُو جَعْفَر المريني كَانَ عدلا عاقداً للشروط شَاعِرًا فحلاً يسْتَعْمل اللُّغَة والغريب فَمِنْهُ فِي الْحِكْمَة

(لَيْسَ حلم الضَّعِيف حلم وَلَكِن

حلم من لَو يَشَاء صال اقتدارا)

(من تغاضى عَن السَّفِيه بحلم

أصبح النَّاس دونه أنصارا)

ص: 305

(من يُزَوّج كَرِيمَة الهمة الْعليا

علوا فقد أَجَاد الخيارا)

(ستريه لَدَى الولاد بنيها الْعلم

والحلم والأناة كبارًا)

وَمِنْه من قصيدة

(أمنها عَليّ إِن السها مِنْهُ لي أدنى

خيال أَتَى نحوي يشق الفلا وَهنا)

(يشق الفلا والبيد وَالْخَيْل والقنا

وَلَو سيم كسر الْبَيْت مَا اسطاعه وَهنا)

(سرى سلخ شهر من فوَاق خلوته

فَللَّه مَا أنأى سراه وَمَا أدنا)

قَالَ لِسَان الدّين وَهُوَ شعر طلق الجموح فِي الإجادة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة عَام 745

664 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن بنْدَار الخليلي نزيل طيبَة ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ لَقيته سنة 738 وَذكر لي أَنهم كَانُوا من سكان الْخَلِيل ثمَّ زاروا الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فأقاموا بهَا وأنشدني لنَفسِهِ

(أَصبَحت جاراً للنَّبِي

بِهِ اعتضادي وانتصاري)

(ولذاك عددت العدى

أسرى المهالك والديار)

(قَامَ الرِّجَال بنصرهم

وَأَنا انتصاري بالجوار)

ص: 306

665 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن بيبرس شهَاب الدّين بن الزكي عَنى بالقراءات على الشَّيْخ شمس الدّين بن نمير السراج الْكَاتِب ثمَّ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْبَغْدَادِيّ واعتنى بِعلم الْمِيقَات وَمهر فِيهِ وَمَات فِي صفر سنة 798

666 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن البتي الدِّمَشْقِي الْحِجَازِي الأَصْل مَاتَ بِدِمَشْق فِي 18 ربيع الأول سنة 718 ومولده تَقْرِيبًا سنة 37 سمع من الرضي بن الزار صَحِيح مُسلم قَالَ ابْن أيبك الدمياطي وَكَانَ فَاضلا

667 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن جبارَة بن عبد الْوَلِيّ المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ شهَاب الدّين ولد قبل الْخمسين وأرخه بَعضهم سنة 47 وأحضر فِي الرَّابِعَة على خطيب مردا وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن عبد الدَّائِم وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الرَّاشِدِي وتمهر فِيهَا وَفِي الْقرَاءَات وَأخذ الْأُصُول عَن الْقَرَافِيّ وتفقه وشارك فِي الْفَضَائِل وَسكن حلب مُدَّة ثمَّ الْقُدس وَشرح الشاطبية شرحاً مطولا وَفِيه احتمالات بعيدَة بِحَيْثُ أَنه قَالَ فِي قَول الشاطبي

(وَفِي الْهَمْز أنحاء وَعند نحاته

يضئ سناه كلما اسود أليلا)

ص: 307

يحْتَمل خَمْسمِائَة ألف وَجه وَثَمَانِينَ ألف وَجه وَله شرح الرائية ونونية السخاوي فِي التجويد واشتهر بالقراءات مَاتَ بالقدس فَجْأَة فِي رَجَب سنة 728

668 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي جبل الْمعَافِرِي الأندلسي لَهُ مرثية فِي أبي جَعْفَر ابْن الزبير أَولهَا

(عَزِيز على الْإِسْلَام وَالْعلم مَا جرى

فَكيف لعَيْنِي أَن يلم بهَا الْكرَى)

(حقيق لعمري أَن تفيض نفوسنا

وَفرض على الأكباد أَن تتفطرا)

(وَإِن كَانَ للصبر الْجَمِيل رجاحة

فَرب مصاب صير الْحزن أعذرا)

(أَصْبِر وَهَا ركن الدّيانَة قد وهى

وَذَا مربع التدريس أصبح مقفرا)

يَقُول فِيهَا

(أبعد حُلُول ابْن الزبير برمسه

نُقِيم دَلِيلا أَو نؤمل مظْهرا)

(تحرى كتاب الله شغلاً فَلم يزل

مُقيما عَلَيْهِ رائحاً ومبكرا)

(مَتى جِئْته ألفيته متلبساً

بِهِ تالياً أَو مقرئاً أَو مُفَسرًا)

(فوا أسفا للْعلم ضَاعَت فنونه

وَأمسى من التَّحْقِيق منفصم العرى)

669 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن حسن الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس عرف بِابْن الْحَنْبَلِيّ الشَّافِعِي ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة 648 وتفقه بحلب على الْفَخر ابْن الْخَطِيب الطَّائِي وَسمع على

ص: 308

الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح والوادي آشي والتاج النصيبي والبدر ابْن جمَاعَة ورحل فِي طلب الحَدِيث وبرع حَتَّى صَار إِمَامًا عَالما مَعَ الزّهْد والورع ولي خطابة جَامع حلب مُدَّة تزيد على عشْرين سنة ثمَّ نزل عَنْهَا لأبي الْحسن بن عشائر وَلابْن أَخِيه أبي البركات مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق يستحضر فروعاً كَثِيرَة وَله نظم مِنْهُ مَا وجدت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ أنشدنا لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ قدم علينا سنة 764

(معانقة الْفقر خير لمن

يعانقه من سُؤال الرِّجَال)

(وَلَا خير فِي نيل من مَاله

عَزِيز النوال بذل السُّؤَال)

قَالَ وبلغتنا وَفَاته فِي سنة 775 بحلب قلت مَاتَ فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع فأرخه الزَّرْكَشِيّ بعد بِسنة ببلوغ الْخَبَر إِلَى الْقَاهِرَة وَمن مسموعه فِي الْمُنْتَقى من مُسْند الْحَرْث سَمعه من الْعِزّ بن صَالح أَنا يُوسُف ابْن خَلِيل عَاشَ سبعا وَسبعين سنة وَذكر مُوسَى بن مَمْلُوك وَكَانَ

ص: 309

من الصَّالِحين أَنه حَضَره حِين احْتضرَ فَبَدَأَ بِقِرَاءَة سُورَة الرَّعْد فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله {أكلهَا دَائِم وظلها} خرجت روحه

670 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَامِد الأرموي المقرىء الزَّاهِد شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الإِمَام صفي الدّين أبي بكر الْقَرَافِيّ الصُّوفِي - ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِيمَن مَاتَ من الْأَعْيَان سنة 716

671 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُرَيْث الْكِنْدِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي كَانَ يتعانى الْوَعْظ وَمَات فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 765

672 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن النفيس عَليّ بن مَحْفُوظ بن صصرى التغلبي نجم الدّين ولد سنة 25 وَسمع من السخاوي وَعبد الْعَزِيز بن الدجاجية والمخلص بن هِلَال وعتيق السَّلمَانِي وَجَمَاعَة كَانَ حسن المذاكرة وَبِيَدِهِ نظر السَّبع مَعَ الرِّئَاسَة وَالْعَدَالَة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 713 قلت وَحدثنَا عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد

673 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ - الجزائري ابْن المرصدي سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَحدث عَنهُ وَمَات بغزة سنة 760 - أرخه ابْن رَافع

ص: 310

وَسمع أَيْضا من النظام الخليلي وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ

674 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الصعبي الْمصْرِيّ الْعَطَّار ولد سنة

وَسمع من النجيب حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا وَمَات سنة

675 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن مُسلم بِالتَّشْدِيدِ الإِمَام مفتي الْمُسلمين أَبُو الْعَبَّاس الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ شيخ مَنَارَة الدَّم مولده سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَتُوفِّي سنة نَيف وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة

676 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن خطليشا بن رَاشد الْقطَّان شهَاب الدّين ولد سنة بضع وَعشْرين وَسمع من زَيْنَب بنت الْكَمَال وَابْن الرضي وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي ربيع الأول سنة 799 أجَاز لي غير مرّة

677 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن دعبل بن غالي بن جوشن التَّمِيمِي الدَّارِيّ الْمزي وَكَانَ أَبوهُ مُحَمَّد يعرف بجوشن أَيْضا حدث عَن خطيب مردا وَمَات فِي ثامن رَجَب سنة 718 وَكَانَ مولده سنة 636

678 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَلِيل الصَّالِحِي الدقاق سمع من ابْن البُخَارِيّ المشيخة وَحدث مَاتَ فِي الْمحرم سنة 744

679 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الزهر بن سَالم بن أبي الزهر بن عَطِيَّة الهكاري الغسولي ثمَّ الصَّالِحِي مولده سنة 680 سمع من الْفَخر مشيخته وَغَيرهَا

ص: 311

وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَشَيخنَا التنوخي وَآخَرُونَ وَكَانَ من أَوْلَاد الْمَشَايِخ وَأَصْحَاب الزوايا وَمَات فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة 760 وَسَيَأْتِي سميه وَسمي أَبِيه وجده وَلكنه حَلَبِيّ وَمَات قبل هَذَا بِمدَّة

680 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ ابْن الْحسن الربعِي بن صصرى نجم الدّين الدِّمَشْقِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 655 وأحضر على الرشيد الْعَطَّار فِي سنة 57 وبدمشق على ابْن عبد الدَّائِم وعَلى جده لأمه الْمُسلم بن عَلان وَعلي ابْن أبي الْيُسْر وتفقه على التَّاج ابْن الفركاح وَأخذ بِمصْر عَن شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ خطه فائقاً ونظمه ونثره رائقاً وَكَانَ سريع الْكِتَابَة جدا حَتَّى قيل أَنه كتب خمس كراريس فِي يَوْم وَكَانَ فصيح الْعبارَة طَوِيل الدُّرُوس ينطوي على دين وَتعبد وَمَكَارِم وَولي قَضَاء دمشق سنة 720 بعد ابْن جمَاعَة ودام فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 723 وطالت مدَّته فَعدل وَأذن فِي الْإِفْتَاء وَكَانَ كثير التودد والمكارم والمداراة قَالَ ابْن الزملكاني كَانَ طلق الْعبارَة لَا يكَاد يتَكَلَّم فِي نوع إِلَّا ويمعن من غير وَقْفَة وَيذكر دروساً طَوِيلَة مشروحة فَلم يزل فِي نمو وارتفاع إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ قوي الحافظة وَكَانَت وَفَاته فَجْأَة ولشعراء عصره فِيهِ غرر المدائح كالشهاب مَحْمُود وَالْجمال بن نباتة وَغَيرهمَا وَله نظم حسن وَخرج لَهُ العلائي مشيخة فَأَجَازَهُ بجملة دَرَاهِم وَأول مَا درس بالعادلية سنة 82 ثمَّ درس بالأمينية سنة 90

ص: 312

ثمَّ درس بالغزالية سنة 94 وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ومشيخة الشُّيُوخ وَكَانَ يتفضل على كل من قدم من أَمِير وكبير وعالم وهداياه لَا تَنْقَطِع لأهل الشَّام وَلَا لأهل مصر مَعَ التودد والتواضع الزَّائِد والحلم وَالصَّبْر على الْأَذَى هجاه ابْن المرحل ببليقة فتحيل حَتَّى وصلت إِلَيْهِ بِخَط النَّاظِم فاتفق أَنه دخل عَلَيْهِ فغمز مَمْلُوكه فوضعها أَمَامه مَفْتُوحَة فَلَمَّا جلس ابْن المرحل لمحها فعرفها فَلَمَّا لحق القَاضِي أَنه عرفهَا أَشَارَ برفعها ثمَّ أحضر لَهُ بقجة قماش وصرة فضَّة وَقَالَ لَهُ خُذ هَذِه جَائِزَة البليقة فَأَخذهَا ومدحه وَدخل عَلَيْهِ شَاعِر وَمَعَهُ قصيدتان فِيهِ هجو ومدح وأضمر أَنه يُعْطِيهِ الْمَدْح فَإِن أرضاه وَإِلَّا أعطَاهُ الهجو فغلط فَأعْطَاهُ الهجو فقرأها وَأَعْطَاهُ الْجَائِزَة وأوهم من حضر أَنَّهَا الْمَدْح فَلَمَّا خرج الشَّاعِر وجد قصيدة الْمَدْح فَعَاد بهَا إِلَيْهِ وَأظْهر الِاعْتِذَار فَمَا واخذه

681 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم المغربي الْحَنْبَلِيّ كتب عَنهُ سعيد الذهلي قصيدة نبوية أَولهَا

(يَا سائق العيس لَا تخبب فَتى شغف

من البدور الَّتِي فِي حبها التّلف)

682 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعد الْمَالِكِي الشُّرُوطِي كَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ

ص: 313

والخطوط ماهراً فِي مذْهبه لَا سِيمَا فِي المحاكمات مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 759 بِدِمَشْق

683 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سلمَان بن أَحْمد الشيرجي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 91 وَسمع من الدواليبي وَغَيره وَقَرَأَ بالروايات وَأعَاد بالمستنصرية وَكَانَ دينا خيرا وَله مدائح نبوية وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن الشيرجاني وَقدم دمشق وَحدث وَكتب عَن مشايخها وَحدث بهَا بِجُزْء القادري بِسَمَاعِهِ لَهُ على عَليّ بن خضر وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير وأرخ الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب وَفَاته سنة 765

684 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل بن عَليّ بن معلي بن طريف بن دحْيَة بن جَعْفَر بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله ابْن جَعْفَر بن أبي طَالب الشهير بِابْن غَانِم شهَاب الدّين الْجَعْفَرِي كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة جَعْفَر بن أبي طَالب وَيعرف بِابْن غَانِم وَهُوَ جد مُحَمَّد بن سلمَان لأمه ولد بِمَكَّة سنة 51 قبل أَخِيه بأشهر وَقيل ولد فِي خَامِس عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 50 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن مَالك وَأَيوب الحمامي وَابْن النشبي وَغَيرهم وَخرج لَهُ البرزالي عَنْهُم مشيخة وَسمع مِنْهُ شَيخنَا برهَان الدّين البعلي ألفية ابْن مَالك بِسَمَاعِهِ لَهَا 4 مِنْهُ وقرأتها كلهَا على شَيخنَا بِهَذَا السَّنَد وبإجازة شَيخنَا من الشهَاب مَحْمُود بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَقد حدث بهَا الشَّيْخ أَبُو حَيَّان عَن الشهَاب مَحْمُود وقرأت بِخَط الشَّيْخ الْبَدْر النابلسي أَنه سمع عَلَيْهِ عُمْدَة اللافظ لِابْنِ مَالك بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وتأدب

ص: 314

بِابْن مَالك وبولده بدر الدّين وبالمجد بن الظهير وَكَانَ قَدِيما قد صحب جمَاعَة من عرف خفاجة فَأَقَامَ فيهم مُدَّة وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن أَبَاهُ أنكر عَلَيْهِ شَيْئا فغاضبه وَخرج إِلَى الْمقْبرَة بِبَاب الصَّغِير فَرَأى طَائِفَة من الْعَرَب مسافرين فصحبهم فوصل مَعَهم إِلَى الْبَحْرين فَأَقَامَ مُدَّة بَينهم وَتعلم لغاتهم وَيُقَال أَنه أَقَامَ عِنْد الْأَمِير حُسَيْن بن خفاجة يُصَلِّي بِهِ وَذَلِكَ فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس فَبَلغهُ أَنه يَدعِي أَنه ابْن الْخَلِيفَة المعتصم فَلم يزل يجد فِي أمره إِلَى أَن أحضرهُ عِنْده فَلَمَّا حضر سَأَلَهُ من أَنْت فَقَالَ ابْن شمس الدّين ابْن غَانِم فَطلب أَبوهُ من دمشق فاعترف بِهِ فسلمه لَهُ وَرجع إِلَى دمشق وَكتب فِي الْإِنْشَاء بِمصْر وبدمشق وصفد وَغَيرهَا وَدخل الْيمن ثمَّ خرج مِنْهَا فِي الْبر إِلَى مَكَّة بعد أَن أحسن إِلَيْهِ الْملك الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي كِتَابَة السِّرّ عِنْده فَلم تطب لَهُ الْبِلَاد ففر مختفيا فَمر بِصَنْعَاء على الإِمَام الزيدي فَأحْسن إِلَيْهِ ثمَّ وصل إِلَى مَكَّة وَكَانَ مستحضراً لكثير من اللُّغَة وَكَانَ يتقعر فِي كَلَامه ويحفظ من شعر أبي الْعَلَاء شَيْئا كثيرا ويتعانى فِي نظمه ونثره الحوشي من الْكَلَام وَإِذا أَرَادَ أَن ينظم أَو ينشئ يُطِيل الْفِكر ويعبث فِي لحيته بِيَدِهِ أَو بثناياه يقرضها أَو ينتفها وَكَانَ حسن الملبس شظف الْعَيْش يعتم بِثَوْب مقبض سكندري وَيقصر ذيله وينتعل

ص: 315

بنعال الصُّوفِيَّة وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ حُلْو المحاضرة جميل المعاشرة قوي النَّفس كتب بَين يَدي الصاحب غبريال فاتفق أَنه أمره بِكِتَاب شَفَاعَة لبَعض الْأُمَرَاء فِي بعض مماليكه فَكتب الْكتاب وجوده وَوَقع لَهُ فِيهِ أَن قَالَ وَإِذا خشن الْمقر حسن المفر فَلَمَّا قَرَأَ الصاحب الْكتاب قَالَ هَذِه اللَّفْظَة مَا هِيَ مليحة فَغَضب ابْن غَانِم وَضرب الأَرْض بدواته وَقَالَ مَا أَنا ملزوم أَن أخدم الغلف القلف وَخرج من فوره فَتوجه إِلَى الْيمن وَمن مسموعاته على ابْن عبد الدَّائِم الْأَجْزَاء الْخَمْسَة عوالي جَعْفَر السراج وَالدُّعَاء للمحاملي وَكَانَ يتَكَلَّم بالتركي والعجمي والكردي ويلبس زِيّ الْعَرَب إِذا سَافر أَو التّرْك وَأقَام مُدَّة بحماة عِنْد ملكهَا الْمَنْصُور وَله مَعَه نَوَادِر وَمن نوادره أَنه حضر سَمَاعا فَقَامَ جمَاعَة من الثُّقَلَاء فَأَطَالُوا الرقص فَأَطْرَقَ هُوَ متفكرا فَقَالَ لَهُ شخص مَا لَك مطرقاً كَأَنَّك يُوحى عَلَيْك قَالَ نعم (أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ) وَمن شعره

(مَا اعْتِكَاف الْفَقِيه أخذا بِأَجْر

بل بِحكم قضى بِهِ رَمَضَان)

(هُوَ شهر تغل فِيهِ الشَّيَاطِين

وَلَا شكّ أَنه شَيْطَان)

مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 737 بِدِمَشْق وَكَانَ قد تغير وأصابه فالج قبل مَوته بِسنتَيْنِ

685 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْخَطِيب نجم الدّين ابْن عز الدّين بن القَاضِي تَقِيّ الدّين سمع من جده وَغَيره وخطب بالجامع

ص: 316

المظفري مُدَّة قَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ من فرسَان المنابر قل من رَأينَا مثله فِي سمته مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 755 وَلم يكمل الْخمسين

686 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سومل الْخَثْعَمِي شيخ من أهل الْعَدَالَة ولي قَضَاء بعض الْجِهَات بالأندلس فِي آخر عمره وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 762 - ذكره ابْن الْخَطِيب

687 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن شَجَرَة الْمقدمِي تفقه بِبَلَدِهِ ورحل إِلَى حماة فَأخذ عَن الْبَارِزِيّ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وناب فِي الحكم بعجلون ثمَّ ببعلبك ثمَّ انْقَطع بِدِمَشْق وَعمل دَاره مدرسة ووقف

وَكتبه عَلَيْهَا وَأقَام يدرس فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة 757

688 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن رَمَضَان الْأنْصَارِيّ محيي الدّين بن شرف الدّين كَانَ أحد الْعُدُول الْمَشْهُورين بِدِمَشْق أَخذ الْفِقْه عَن شرف الدّين الْمَقْدِسِي وَسمع الحَدِيث وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 704

689 -

أَحْمد بن مُحَمَّد صَاحب الصَّلَاة المالقي من بَيت طَهَارَة ونباهة قَرَأَ على الْخَطِيب أبي عُثْمَان عِيسَى بن الْحِمْيَرِي ولازم الْأُسْتَاذ أَبَا عَمْرو ابْن مَنْظُور وَكَانَ من أهل النبل والذكاء سريع الْإِدْرَاك لَهُ نظر فِي

ص: 317

كتب التصوف وَكَانَ ينظم شعرًا وسطا وَمِنْه

(أُعِيذك يَا مِسْكين أَنَّك حَبَّة

وَإِلَّا نواة طيها كل مَوْجُود)

(فَإِن كنت لَا تَدْرِي فَأَنت بَهِيمَة

وَمَا أَنْت فِي أهل الْعُقُول بمعدود)

وَمَات عَن خير عمل من صَوْم وَعبادَة شَهِيدا بالطاعون فِي ربيع الثَّانِي سنة 750

690 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن صبح بن هِلَال إِمَام مَسْجِد ابْن السرالي بالشارع سمع النجيب وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي 22 ربيع الآخر سنة 718

691 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن طريف بِالطَّاءِ الْمُهْملَة الشاوي شهَاب الدّين كَانَ فِي أول أمره كحالاً ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن ولي نظر دَار الضَّرْب ثمَّ أَقَامَهُ عَلَاء الدّين بن الطبلاوي فِي أُمُور المتجر السلطاني فظهرت مِنْهُ كِفَايَة زَائِدَة وجور مفرط فعوجل وتمرض إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 798

692 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن الْمصْرِيّ شهَاب الدّين العسجدي ولد فِي رَمَضَان سنة 686 وَطلب الحَدِيث وَهُوَ كَبِير وَسمع من شهَاب المحسني والنور البطي والدبوسي والواني وَمن

ص: 318

بعدهمْ من أَصْحَاب أَصْحَاب البوصيري وَأكْثر جدا وَكتب الطباق وأسمع أَوْلَاده ولازم ابْن الْوَكِيل مُدَّة وخدمه وَجلسَ فِي مَرْكَز الشُّهُود بِالْقربِ من الْمَسْجِد الْحُسَيْنِي وَكَانَ أديباً فَاضلا متواضعاً متديناً يعرف أَسمَاء الْكتب ومصنفيها وطبقات الْأَعْيَان ووفياتهم ويشارك فِي ذَلِك مُشَاركَة قَوِيَّة وَولي تدريس الحَدِيث بالمنصورية والفخرية وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن رَافع حدث وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الْأَجْزَاء وَسمع بالإسكندرية ودمشق وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ عَالما بارعاً مُفِيدا مسارعاً إِلَى الْخَيْر وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ واعتنى بتحرير الحَدِيث وَضَبطه وولع بِهِ بعض الْحَنَفِيَّة فَوضع عَلَيْهِ كتابا سَمَّاهُ الْقطر الندي فِي الْخلاف بَين الْمُسلمين والعسجدي ذكر أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ أَنه وقف على الْكتاب الْمَذْكُور وَفِيه الْخمر حرَام بِإِجْمَاع الْمُسلمين خلافًا للعسجدي لَهُم دَلِيل كَذَا وَله دَلِيل كَذَا وَيتَكَلَّم على ذَلِك بِلِسَان الْقَوْم وَلما ولي درس الحَدِيث بالمنصورية بعد الزين الكتناني طعن جمَاعَة فِي أَهْلِيَّته إِلَى أَن رسم النَّاصِر بِعقد مجْلِس بِسَبَب ذَلِك فتعصب الغوري على العسجدي وساعده الرُّكْن ابْن القوبع وَوَقع كَلَام كثير إِلَى أَن أخرج العسجدي وَاسْتقر

ص: 319

أَبُو حَيَّان بعناية الجاولي وتسألم العسجدي لذَلِك وَكَانَ هُوَ قَامَ على الكتناني لما ولي هَذَا التدريس وَمن شعر العسجدي

(ولعي بشمعته وضوء جَبينه

مثل الْهلَال على قضيب مايس)

(فِي خَدّه مثل الَّذِي فِي كَفه

فا عجب لماء فِيهِ جذوة قابس)

مَاتَ سنة 758 أرخه ابْن حبيب وقرأت فِي تَارِيخ اليوسفي لما مَاتَ الشَّيْخ زين الدّين الكتناني ولي الجاولي نَاظر المرستان درس الحَدِيث بالمنصورية شهَاب الدّين العسجدي فَبلغ ذَلِك ابْن جمَاعَة فَأنْكر ذَلِك وَأرْسل إِلَى الجاولي أَن هَذَا لَا يصلح لهَذِهِ الْوَظِيفَة فَلم يقبل مِنْهُ فأغرى القَاضِي جمَاعَة من الطّلبَة بِأَن كتبُوا قصَّة للسُّلْطَان فِي ذَلِك فقرئت فَالْتَفت السُّلْطَان إِلَى الْقُضَاة فَسَأَلَهُمْ عَنهُ فَقَالَ القَاضِي عز الدّين هَذَا الرجل لَا يُولى على هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة وَلَا يصلح لهَذِهِ الْوَظِيفَة فَإِنَّهَا كَانَت مَعَ أبي ثمَّ وَليهَا بعده الشَّيْخ زين الدّين وَهِي وَظِيفَة كَبِيرَة على مثل العسجدي فَطلب السُّلْطَان الجاولي فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ هَذَا الرجل عَالم ومستحق وَبَالغ فِي شكره فَأَمرهمْ بِعقد مجْلِس بِسَبَب ذَلِك فَاجْتمعُوا بالصالحية فشرع بعض الطّلبَة يُنَازع الجاولي وَيَقُول وليت علينا من لَا يصلح وَنحن لَا نُرِيد إِلَّا من ننتفع بِعِلْمِهِ حَتَّى قَالَ ركن الدّين ابْن القوبع كَيفَ يكون هَذَا شيخ الحَدِيث وَهُوَ قَرَأَ عَليّ الْفَاتِحَة فلحن فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فتعصب القَاضِي حسام الدّين الْحَنَفِيّ للجاولي فَقَالَ أَنا أعلم أَن هَذَا الرجل صَالح لهَذِهِ الْوَظِيفَة وَأحكم لَهُ بهَا فَقَالَ لَهُ القَاضِي عز الدّين وَمن أَيْن تعلم أَنْت صلاحيته فتفاوضا إِلَى أَن قَالَ الْعِزّ للحسام لَا تأس الْأَدَب

ص: 320

فصاح وَقَالَ يَا أهل القصرين قُولُوا لهَذَا إيش معنى إساءة الْأَدَب وَكثر اللَّغط وانفض الْمجْلس فَركب الْحَنَفِيّ إِلَى طاجار الدوادار وعرفه أَن الشَّافِعِي وَمن مَعَه تعصبوا على هَذَا الرجل وَأَنا أشهد بمعرفته واستحقاقه وَعرف السُّلْطَان عني هَذَا فَلَمَّا حَضَرُوا فِي دَار الْعدْل تكلم السُّلْطَان فِي ذَلِك فَأخْرج الجاولي ورقة بِخَط القَاضِي يَقُول فِي حق العسجدي الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل فَأَجَابَهُ القَاضِي الألقاب للشَّخْص لَا يثبت بهَا علم وَلَا جهل فَقَالَ الجاولي أَنا أعرف علمه وَدينه فَقَالَ السُّلْطَان لبدر الدّين ابْن البابا أَنا مَا أولي هَذَا فشرع الجاولي يُجيب فسكتوه وَانْصَرف مقهوراً

693 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي طَالب عبد الرَّحْمَن بن الْحسن شمس الدّين أَبُو بكر ابْن العجمي الْحلَبِي ولد سنة 637 وَسمع من جده وَأبي الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة ويوسف بن خَلِيل وَغَيرهم وَحضر الْمُوفق بن يعِيش وَحدث بالكثير وَكَانَ قد وَقع فِي قَبْضَة هلاكو فَأخذُوا مِنْهُ أَمْوَالًا جمة

ص: 321

وعذبوه عذَابا صعباً فحصلت لَهُ بِسَبَب ذَلِك غَفلَة وَغلب عَلَيْهِ النسْيَان فِي أَكثر أَحْوَاله وَكَانَ قد اشْتغل كثيرا وتميز وَصَارَ صَدرا كَبِيرا موقراً مَعَ الدّين وسلامة الصَّدْر أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَذكره البرزالي والذهبي فِي معجميهما وَمَات بحلب فِي ذِي الْحجَّة سنة 714

694 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الإسكندري فَخر الدّين ابْن الربعِي سمع من عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بن جمَاعَة والجلال بن عبد السَّلَام وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الهيثمي وَغَيره وَهُوَ وَالِد كَمَال الدّين الَّذِي ولى قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة بعده وطالت ولَايَته مَاتَ فَخر الدّين فِي شهر ربيع الآخر سنة 767

695 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الشّرف الْحَنَفِيّ خطيب جَامع شيخون مَاتَ سنة 767 ذكره المقريزي فِي السلوك

696 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن شهَاب الدّين السكرِي الْمصْرِيّ ولد سنة

وَسمع من أبي مُحَمَّد ابْن علاق وَغَيره وَحدث وَمَات سنة

697 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن خمسين الْكِنْدِيّ الاسكندراني أَبُو الْعَبَّاس الْمَالِكِي ولد سنة 712 وتفقه وَلم يتَّفق لَهُ سَماع فِي صغره

ص: 322

لكنه سمع فِي كبره بِمَكَّة على الشَّيْخ فَخر الدّين عُثْمَان النويري سنة 41 الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن بكير أَنا مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَأَبُو الْحسن الثَّعْلَبِيّ قَالَا أَنا مكرم وصحيح مُسلم على أبي الْحسن عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الْقُدسِي بِسَمَاعِهِ على عبد الرَّحْمَن وَأحمد ابْني إِبْرَاهِيم الْفَزارِيّ قَالَا أَنا ابْن الصّلاح وجامع التِّرْمِذِيّ على أبي طَاهِر أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الشَّيْخ محب الدّين الطَّبَرِيّ أَنا يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي بكر الطَّبَرِيّ أَنا ابْن الْبناء وعَلى عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يحيى الوَاسِطِيّ بالإسكندرية أَنا مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الشيرجي أَنا ابْن الْبناء وَسمع على عبد الْوَهَّاب أَيْضا عوارف المعارف أَنا الْعِزّ الفاروثي أَنا المُصَنّف سَمَاعا وَسمع على أبي طَاهِر القري لجده بِسَمَاعِهِ مِنْهُ والتنبيه بِسَمَاعِهِ من جده أَنا بشير التبريزي أَنا أَبُو أَحْمد ابْن سكينَة أَنا الأرموي أَنا الشَّيْخ وَأَجَازَ لي غير مرّة وَمَات سنة ثَمَانمِائَة وَكَانَ بالإسكندرية فَقِيه آخر يُقَال لَهُ ابْن خمسين لكنه شرِيف حسيني اسْمه أَيْضا أَحْمد بن مُحَمَّد وَكَانَ من أَعْيَان الْمَالِكِيَّة بالإسكندرية تَأَخَّرت وَفَاته عَن هَذَا

698 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْأَسدي كتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره فِي الْكتاب الَّذِي سَمَّاهُ عنبر الشحر

(أَتَى موسم الأفراح فانهض مبادراً

لنغتنم اللَّذَّات فِي زمن الصِّبَا)

(وفل جيوش الْهم بالهم واسترح

مَعَ الدّور بالوتر الَّذِي بَات مطربا)

ص: 323

699 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين ابْن الشّرف كَانَ خطيب الْجَامِع الشيخوني مَاتَ فِي الْمحرم سنة 767

700 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله تَاج الدّين أَبُو الْفضل الإسْكَنْدراني الشاذلي صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي صَاحب الشاذلي وصنف مناقبه ومناقب شَيْخه وَكَانَ الْمُتَكَلّم على لِسَان الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه وَهُوَ مِمَّن قَامَ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية فَبَالغ فِي ذَلِك وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس وَله فِي ذَلِك تصانيف عديدة وَمَات فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية كهلاً وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ جلالة عَجِيبَة وَوَقع فِي النُّفُوس ومشاركة فِي الْفَضَائِل وَرَأَيْت الشَّيْخ تَاج الدّين الفارقي لما رَجَعَ من مصر مُعظما لوعظه وإشارته وَكَانَ يتَكَلَّم بالجامع الْأَزْهَر فَوق كرْسِي بِكَلَام يروح النُّفُوس ومزج كَلَام الْقَوْم بآثار السّلف وفنون الْعلم فَكثر أَتْبَاعه وَكَانَت عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَيُقَال أَن ثَلَاثَة قصدُوا مَجْلِسه فَقَالَ أحدهم لَو سلمت من العائلة لتجردت وَقَالَ الآخر أَنا أُصَلِّي وَأَصُوم وَلَا أجد من الصّلاح ذرة فَقَالَ الثَّالِث إِن صَلَاتي مَا ترضيني فيكيف ترضي رَبِّي فَلَمَّا حَضَرُوا مَجْلِسه قَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه وَمن النَّاس من يَقُول فَأَعَادَ كَلَامهم بِعَيْنِه وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قَرَأت على سارة بنت السُّبْكِيّ عَن أَبِيهَا سَمَاعا قَالَ سَمِعت أَبَا الْفضل بن عَطاء يَقُول

ص: 324

فَذكر شَيْئا من كَلَامه وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر سمع من الأبرقوهي وَقَرَأَ النَّحْو على المحيي الماروني وشارك فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَصَحب المرسي وَتكلم على النَّاس فسارعت عَلَيْهِ الْعَامَّة وَكثير من المتفقهة وَكثر أَتْبَاعه قَالَ لنا أَبُو حَيَّان قَالَ لنا شرف الْقُضَاة ابْن الربعِي قَالَ لنا ابْن عَطاء يَوْمًا أنمرجن لكم قُلْنَا نعم فَتكلم بِكَلَام الْقَوْم فَقُلْنَا لَهُ نعم حكيت كَلَام الْمرْجَانِي فاستمر قَالَ وَقَالَ لي الْكَمَال ابْن المكين حكى لي المراكشي قَالَ كنت أصحب فَقِيرا فَحَضَرَ إِلَيْهِ ابْن الخليلي الْوَزير يزوره فَقَالَ لَهُ جَاءَنِي ابْن عَطاء الله فَقل لي اللَّيْلَة ترى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام وَاجعَل بشارتي أَن توليني الخطابة بالإسكندرية فمضت اللَّيْلَة وَمَا رَأَيْت شَيْئا وَقد عزمت على ضربه فَلم يزل الْفَقِير يتلطف بِهِ حَتَّى عَفا عَنهُ

701 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمجد عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ الأربلي ثمَّ الدِّمَشْقِي مجد الدّين ابْن الْمجد وَيعرف بِالْمَيتِ ولد سنة 694 وَسمع من ابْن مشرف والتقي سُلَيْمَان وَابْن مَكْتُوم وَأَجَازَ لَهُ ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَعمر العقيمي وَآخَرُونَ وَحدث وَكَانَ قد اشْتغل وَنزل فِي الْمدَارِس وَشهد بِهِلَال رَمَضَان وَحده فِي سنة 16 فصَام النَّاس ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلم ير الْهلَال فَعمل ابْن نَبَاته فِيهِ

) زادنا شَاهد على الصَّوْم يَوْمًا

فَأبى الله ذَاك وَالْإِسْلَام)

ص: 325

(جرحوه فَلم يفد ذَاك فِيهِ

مَا لجرح بميت إيلام)

كتبهما عَنهُ البرزالي وَفِيه يَقُول الشَّمْس ابْن الْخياط لما مَاتَ عَمه

(قَالُوا قضى القَاضِي فيا حبذا

سرُور قلب عَنهُ مَا يصبر)

(وانهد ركن الْمجد بعد الَّذِي

لَا مسرفي كَانَ وَلَا مخبر)

(وَابْن أَخِيه ميت يَا ترى

ميت هَذَا الْبَيْت مَا يقبر)

وَاتفقَ أَن عَاشَ الْمَيِّت بعد الْخياط الْمَذْكُور دهراً طَويلا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 770 وأرخه ابْن الْجَزرِي فِي سنة 771 وَلم يذكر الشَّهْر

702 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض الْمَقْدِسِي الأَصْل الصَّالِحِي الْعَطَّار شهَاب الدّين يعرف بِابْن الْمُحْتَسب وَكَانَ أَبوهُ يعرف بِابْن رقية ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 694 وَسمع من ابْن الموازيني وَعِيسَى المغاري والتقي سُلَيْمَان وَابْن مشرف وَعلي بن عبد الدَّائِم وَغَيرهم وَكَانَ عطاراً بالصالحية وَيعرف طرفا من الطِّبّ ويحفظ حكايات ونوادر وَكَانَ عِنْده كتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد إِلَّا يَسِيرا مِنْهُ وَكَانَ عِنْده أَيْضا مُسْند الشَّافِعِي وَالْعلم للمروزي وأجزاء كَثِيرَة وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 772 وتأخرت وَفَاة أَخِيه مُحَمَّد بعده مُدَّة

703 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سعيد ابْن جرى الْكَلْبِيّ كَانَ من أهل الْأَصَالَة والذكاء وَإِلَيْهِ النّظر فِي أَمر الْغَنَائِم بِبَلَدِهِ وَكَانَ مَحْمُودًا وَله طلب وَسَمَاع وَمَات بعد السبعمائة

ص: 326

- ذكره لِسَان الدّين

704 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدندري صدر الدّين تفقه على هبة الله ابْن عبد الله بن سيد الْكل القفطي وَأخذ الْقرَاءَات عَن الشَّيْخ عبد السَّلَام ابْن الْخياط وَسمع الحَدِيث على عبد الْبَصِير بن عَامر بن مصلح السكندري وتصدر للْقِرَاءَة بقوص وكف بَصَره بِآخِرهِ وَمَات فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 732

705 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ اللورقي أَبُو جَعْفَر المالقي كَانَ معتنيا بالقراءات واشتهر بالإتقان والضبط أَخذ عَن أبي جَعْفَر ابْن الفحام وَهُوَ آخر من أَخذ عَنهُ الْقُرْآن تِلَاوَة وَمَات بمالقة سنة 710 وَقد عمر

706 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الإسكندري الْمَالِكِي فَخر الدّين ابْن المخلطة اشْتغل وَمهر فِي الْفِقْه والعربية وَسمع من يحيى بن مُحَمَّد الصنهاجي وَغَيره

ص: 327

ورحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة ثمَّ درس للمحدثين بالصرغتمشية بعد عزل مغلطائي ثمَّ ولي قَضَاء الاسكندرية وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 759

707 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله البكتمري الميقاتي كَانَ ماهراً فِي فنه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانمِائَة

708 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ شهَاب الدّين نَشأ بِالْقَاهِرَةِ وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وتكسب فِي التِّجَارَة والزراعة فأثرى وَكثر مَاله فَصَارَ يخالط الْقُضَاة ويتكسب لَهُم ووف ووقف على تدريس بالجامع الْأَزْهَر وَسَأَلَ القَاضِي برهَان الدّين ابْن جمَاعَة أَن يسْتَقرّ فِيهِ فآثر بِهِ الشَّيْخ برهَان الدّين الأبناسي ثمَّ اسْتَقر فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء وَالْتزم أَن لَا يَأْخُذ لَهَا مَعْلُوما وَأَن يعمر المنارة وَغير ذَلِك وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 773

709 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 709 واشتغل كثيرا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفِقْه وَأخذ عَن أبي حَيَّان وَغَيره وانتفع بِهِ أهل مَكَّة فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ عَارِفًا بِمذهب الْمَالِكِيَّة وَكَانَ سمع من عُثْمَان ابْن الصفي وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مواظباً على الْعِبَادَة أَخذ عَنهُ بِمَكَّة

ص: 328

الْمرْجَانِي وَابْن ظهيرة وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْمحرم سنة 788 وَقد جَاوز السّبْعين

710 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْأَسدي الزبيدِيّ الْمصْرِيّ مجد الدّين ابْن المفتوح ولد سنة 666 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وتفقه بِابْن الرّفْعَة وَمهر وَأعَاد وَسُئِلَ فِي قَضَاء الْمحلة فَامْتنعَ وخطب بِجَامِع المنشية وَكَانَ حسن الْخلق والخلق فصيح الْعبارَة ذكره ابْن رَافع وَقَالَ قد عَلمته حدث وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 746

711 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الْأنْصَارِيّ المالقي ابْن خَالَة القَاضِي أبي عبد الله ابْن برطال أَخذ عَن ابْن برطال الْمَذْكُور وَأبي عبد الله بن عَسْكَر قَاضِي مالقة وَأبي جَعْفَر ابْن الفحام وَأبي عبد الله بن لب وَغَيرهم قَالَ أَبُو البركات ابْن البلفيقي كَانَ من وُجُوه أهل بَلَده وَمَات فِي غرَّة ذِي الْحجَّة سنة 708

712 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن شَيْخَانِ الْبكْرِيّ الْقرشِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْمجد الْبَغْدَادِيّ نزيل مصر كَانَ قَادِرًا على النّظم ارتجالاً وبديهة وَكَانَ يتكسب بالمدح ويبذر حَتَّى يبْقى بِغَيْر ثوب وَله مدائح

ص: 329

فِي الْأَعْيَان وَله من أول قصيدة

(رعاهم الله وَلَا روعوا

مَا لَهُم سَارُوا وَلَا ودعوا)

وَمَات بمنية بني خصيب فِي عَاشر رَمَضَان سنة 773

713 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْأَزْدِيّ الْعَدوي أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْبناء أَخذ عَن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى المراكشي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي البركات المشرف وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي الْمَدْعُو ابْن أبي عَطاء وَأبي الْحُسَيْن بن أبي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى المعقلي وَغَيرهم وَكَانَ فَاضلا عَاقِلا نبيها انْتفع بِهِ جمَاعَة فِي التَّعْلِيم وَكَانَ يشغل من بعد صَلَاة الصُّبْح إِلَى قرب الزَّوَال مُدَّة إِلَى أَن كَانَ فِي سنة 699 فَخرج إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة فِي يَوْم ريح وغبار وتأذى بذلك وأصابه يبس فِي دماغه وَكَانَ لَهُ مُدَّة لَا يَأْكُل مَا فِيهِ روح فبدت مِنْهُ أَحْوَال لم يعهدوها مِنْهُ وَصَارَ يكاشف كل من دخل عَلَيْهِ ويخبره بِمَا هُوَ عَلَيْهِ فَأمر الشَّيْخ أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم الأغماتي أَهله أَن يحجبوه فَأَقَامَ سنة ثمَّ صَحَّ وَخرج إِلَى النَّاس وَصَارَ يذكر فِيمَا جرى لَهُ من ذَلِك عجائب وَأَنه رأى صوراً علوِيَّة وُجُوههم مضيئة فَكَلَّمُوا بعلوم جمة

ص: 330

تتَعَلَّق بمعاني الْقُرْآن بأساليب بديعة قَالَ ثمَّ هجم على جمَاعَة فِي صُورَة مفزعة - فَذكر كلَاما طَويلا وَله من التواليف التَّلْخِيص فِي الْحساب فِي سفر واللوازم الْعَقْلِيَّة فِي مدارك الْعُلُوم فِي سفر وَالرَّوْض المريع فِي صناعَة البديع فِي سفر وَكتاب فِي الْأَوْقَات وَكتاب فِي الأنواء وَغير ذَلِك وَاسْتمرّ بِبَلَدِهِ يشغل النَّاس إِلَى أَن مَاتَ سنة 721

714 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان صفي الدّين ابْن القَاضِي شمس الدّين ابْن الحريري كَانَ شكلاً ضخماً مفرطاً فِي السّمن لَهُ نَوَادِر مضحكة من نمط مَا يحْكى عَن جحا وَكَانَ السُّلْطَان أنعم عَلَيْهِ بتدريس الصالحية بِبَاب الْبَرِيد بِدِمَشْق إِكْرَاما لوالده وأحضره إِلَى الْقَاهِرَة ليخلع عَلَيْهِ فطلع وَالِده وَقَالَ للسُّلْطَان وَلَدي هَذَا لَا يصلح للتدريس فَقَالَ السُّلْطَان لهَذَا أَنا أوليه وَمن نوادره أَنه قَالَ لغلامه يَوْمًا وَقد عثرت بِهِ بغلته لَا تعلق عَلَيْهَا ثَلَاثَة أَيَّام عُقُوبَة لَهَا فجَاء إِلَيْهِ فِي آخر النَّهَار فَقَالَ إِذا لم نعلق عَلَيْهَا تحمر فَقَالَ علق عَلَيْهَا وَلَا تقل لَهَا إِنِّي أَذِنت وَمِنْهَا أَن أَبَاهُ أحضر لَهُ حاسباً يُعلمهُ فَقَالَ وَاحِد فِي وَاحِد وَاحِد فَقَالَ هُوَ لَا نسلم بل اثْنَيْنِ فَقَالَ لَهُ الْمعلم يَا سَيِّدي المُرَاد وَاحِد إِذا عد مرّة وَاحِدَة فَهُوَ وَاحِد فَقَالَ صدقت ظهر فَقَالَ لَهُ اثْنَان فِي وَاحِد اثْنَان فَقَالَ لَا نسلم بل ثَلَاثَة فَبين لَهُ كَمَا بَين فِي الأول فَقَالَ صدقت ظهر ثمَّ قَالَ وَاحِد فِي ثَلَاثَة ثَلَاثَة فَقَالَ لَا نسلم

ص: 331

بل أَرْبَعَة فَأَعَادَ عَلَيْهِ فطال ذَلِك على الْمعلم فَتَركه وَمِنْهَا أَنه دخل إِلَى الْمدرسَة فَرَأى الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي خَارِجا من الطَّهَارَة فَقَالَ يَا مَوْلَانَا آنستم محلكم فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ نجم الدّين قبحك الله قَالَ عماد الدّين ابْن كثير كَانَ عبل الْبدن جدا بسذاجة وتغفل ببلادة ويسند إِلَيْهِ أَشْيَاء وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ فِيهِ دين وتحرى فِيمَا يباشره ورئاسة وَلم يزل تدريس الصادرية بِيَدِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 757

715 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي صفي الدّين كَانَ يُبَاشر فِي دواوين الْأُمَرَاء وَرُبمَا نَاب فِي الحكم وامتحن على يَد بكلمش وَمَات من ذَلِك فِي آخر سنة ثَمَانمِائَة

716 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان البعلي الْمَعْرُوف بِابْن الجردي سمع من ابْن الشّحْنَة الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة

717 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عطوس الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي كَانَ من أهل الْخَيْر وَالْعَدَالَة مَاتَ بعد السبعمائة

718 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَلان الْقَيْسِي شهَاب الدّين بن عماد الدّين ولد سنة بضع وَعشْرين وتعانى الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَأَصله من دمشق وَسكن حلب وتنقل فِي الْوَظَائِف إِلَى أَن ولي كِتَابَة السِّرّ بهَا فِي سنة 73 وَمَات فِي سنة 774 أَنبأَنَا أَبُو جَعْفَر النَّقِيب الْحُسَيْنِي الْحلَبِي إجَازَة بهَا قَالَ كنت

ص: 332

عِنْد القَاضِي شهَاب الدّين ابْن عَلان وَكَانَ قبل شخصا يُقَال لَهُ عِيسَى عمل يَوْمًا البيتان فتباطأ فِي عمله فَأَنْشد

(عِيسَى المهندس لم أجد فِيهِ الَّذِي أملته

لَو كنت أَدْرِي فعله لَو مَاتَ مَا قبلته)

719 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن حُسَيْن الْأنْصَارِيّ من أهل الجزيرة الخضراء ولد فِي الْمحرم سنة 646 وروى بِالْإِجَازَةِ عَن أبي الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع وَغَيره وَتقدم فِي بَلَده إِلَى أَن صَار من صدورها وتفنن فِي الْعُلُوم وخطب وناب فِي الحكم مَعَ الدّين وَالْفضل وَله نظم مِنْهُ

(عَلَيْك بأعمال القناعة وَالرِّضَا

بِمَا قدر الرَّحْمَن إِن كنت ذَا حلم)

) وَلَو لم يكن للمرء فِي مقتضاهما

من الْخَيْر إِلَّا رَاحَة الْقلب والجسم)

وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 723

720 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن ظافر الْأَزْدِيّ أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْمَنْصُور سمع من جد أَبِيه الشَّيْخ صفي الدّين بن أبي الْمَنْصُور وَكَانَ من الصَّالِحين وَمِمَّنْ يتبرك بِهِ ويقصد فِي المجتمعات لما يطْلب من بركته ويحضر مَعَه جمَاعَة من الْفُقَرَاء يذكرُونَ ذكرا رتبه شيخهم صفي الدّين يُقَال لَهُم الصفوية وَكَانَ وطىء الْجَانِب لين الْكَلِمَة ظَاهر الْبشر حسن

ص: 333

الْمُلْتَقى كثير التَّوَاضُع مَاتَ فِي سنة 739

721 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد الدِّمَشْقِي صدر الدّين أَبُو طَاهِر ابْن بهاء الدّين ابْن إِمَام المشهد أحضر على الحريري وَبنت الْكَمَال وَسمع من أَصْحَاب الْفَخر وَطلب بِنَفسِهِ فَأكْثر وبرع وَكتب الطباق فأجاد وَكَانَ حسن الْخط يُوقع فِي الحكم مَاتَ فِي ثامن شعْبَان سنة 774

722 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شُجَاع تَاج الدّين حفيد الْكَمَال العزير ولد سنة 642 وَسمع من جده كثيرا وَمن ابْن رواح والسبط وَغَيرهم وخدم بِالْكِتَابَةِ وَولي نظر الكرك وَحدث مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 721

723 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَاهِر بن معضاد بن خلف بن عنان الْعمريّ الْجَزرِي الْمَعْرُوف بِابْن الْعَلَاء شهَاب الدّين بن معِين الدّين كَانَ خيرا صَالحا كثير الْمُجَاورَة بِمَكَّة وَحكى عَن أَبِيه أَنه دخل مطهرة الْمدرسَة النورية بِدِمَشْق وَمَعَهُ كيس أطلس أَحْمَر بشرابة حَرِير أَخْضَر فِيهِ ألف دِينَار فَوَضعه فِي طَاقَة فهجم عَلَيْهِ عجمي فاخذ الْكيس قَالَ فتبعته وتعلقت بِهِ حَتَّى صرنا فِي وسط الْمدرسَة وَإِذا الشَّيْخ جمال الدّين الحصيري يدرس فَأمر بإحضارنا إِلَيْهِ وَسَأَلنَا عَن الْقِصَّة فَأَخْبَرته أَنا بقصتي فَقَالَ العجمي وَأَنا دخلت قبله فنسيت كيساً لي صفته كَذَا ثمَّ تفكرت فَدخلت وأخذته فَقَالَ انفض حجرك فنفضه فَوَقع مِنْهُ كيسَان أَحْمَرَانِ أطلس شرابة كل مِنْهُمَا حَرِير فَنظر الشَّيْخ فَوجدَ على أَحدهمَا أسمى فَدفعهُ إِلَيّ وَدفع الآخر

ص: 334

إِلَيْهِ وَكَانَ هَذَا من عَجِيب الِاتِّفَاق مَاتَ فِي ثَانِي عشر شهر ربيع الآخر سنة 705

724 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار شهَاب الدّين ابْن الْعَفِيف سمع من عمر الْكرْمَانِي وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 أرخه البرزالي

725 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان تَقِيّ الدّين الشَّاهِد الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْقيم ولد سنة

وَسمع على النَّجْم عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن هبة الله ابْن الشِّيرَازِيّ فِي سنة 73 الأول من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة أَنا الْكِنْدِيّ بِسَنَدِهِ وَحدث وَمَات سنة

726 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْعَرَب الشَّهِيد الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ ولد سنة 82 وَسمع من زَيْنَب بنت مكي وَحدث بِشَيْء من حَدِيثه وَمن نظمه مَاتَ فِي رَجَب سنة 752

727 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم زين الدّين ابْن الصاحب محيي الدّين ابْن الصاحب بهاء الدّين ابْن حناء سمع من سبط السلَفِي وَحدث عَنهُ وتفقه ودرس وَكَانَ فَقِيها دينا رَئِيسا وافر الْحُرْمَة مَاتَ فِي صفر سنة 704 وَدفن فِي قبر حفره لنَفسِهِ بِجنب الشَّيْخ أبي مُحَمَّد ابْن ابي جَمْرَة

828 -

أَحْمد بن الْحَافِظ الْخَطِيب نَاصِر الدّين أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن عشائر السّلمِيّ ولي الدّين أَبُو حَامِد خطيب حلب ولد سنة

وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة وَمهر ورحل بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة

ص: 335

فأسمعه من شيوخها وَكَانَ ذكياً فَاضلا بارعاً لَهُ نظم ونثر وباشر الخطابة بِجَامِع حلب الْكَبِير مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ شَابًّا فِي ذِي الْحجَّة سنة 790 بالطاعون وَمن شعره

(شَكَوْت إِلَيْهِ أَن هجرك قاتلي

وَقلت لَهُ من ذَا يكون بديلي)

(فَقَامَ وَولى وَهُوَ ينشد ضَاحِكا

إِلَّا فَأُعْجِبُوا من ميت وفضولي)

729 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الكازروني شرف الدّين نزيل دمشق ولد سنة 673 وَسمع من الشَّيْخ كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّطِيف ابْن وريدة الْأَرْبَعين من حَدِيث أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن صرما تَخْرِيج عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن النفيس بن بورندار عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ ابْن الشَّاعِر وَعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وعدة وَسمع من جده المؤرخ ظهير الدّين البُخَارِيّ بإجازته من الْقطيعِي وصحيح مُسلم بإجازته من الْمُؤَيد الطوسي وَمن الْكَمَال ابْن الفويرة وَجَمَاعَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ النَّاسِخ وَذكر مولده نزل دمشق وَنعم الرجل هُوَ مُرُوءَة وديانة وصلاحاً وَله اعتناء بالرواية وفضيلة وَمَعْرِفَة مَا انْتهى وَمَات سنة 751

730 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُرْتَفع بن حَازِم بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الرّفْعَة ولد سنة 645 وَأخذ الْفِقْه عَن الضياء جَعْفَر ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم القنائي والسديد الأرمنتي والظهير التزمنتي وَابْن رزين وَابْن بنت الْأَعَز وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم وَسمع من

ص: 336

عبد الرَّحِيم الدَّمِيرِيّ وَعلي بن مُحَمَّد الصَّواف وَغَيرهمَا واشتهر بالفقه إِلَى أَن صَار يضْرب بِهِ الْمثل وَإِذا أطلق الْفَقِيه انْصَرف إِلَيْهِ من غير مشارك مَعَ مشاركته فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول ودرس بالمعزية وَأفْتى وَعمل الْكِفَايَة فِي شرع التَّنْبِيه ففاق الشُّرُوح ثمَّ شرع فِي شرح الْوَسِيط فَعمل من أول الرّبع الثَّانِي إِلَى آخر الْكتاب شرع فِي الرّبع الأول إِلَى أثْنَاء الصَّلَاة وَمَات فأكمله غَيره وَله تصانيف لطاف وَغير ذَلِك مثل النفائس فِي هدم الْكَنَائِس وَحكم الْمِكْيَال وَالْمِيزَان وَولي حسبَة مصر مُدَّة وناب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ عزل نَفسه وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر شهر رَجَب سنة 710 وَحج مَعَ الرحبية سنة 707 وَكَانَ حسن الشكل فصيحاً ذكياً محسناً إِلَى الطّلبَة كثير السَّعْي فِي قَضَاء حوائجهم وَكَانَ قد ندب لمناظرة ابْن تَيْمِية فَسئلَ ابْن تَيْمِية عَنهُ بعد ذَلِك فَقَالَ رَأَيْت شَيخنَا تتقاطر فروع الشَّافِعِيَّة من لحيته وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن دَقِيق الْعِيد وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ أفقه من الرَّوْيَانِيّ صَاحب الْبَحْر وَقَالَ الأسنوي مَا أخرجت مصر بعد ابْن الْحداد أفقه مِنْهُ وَكَانَ متمولاً وَله مطبخ سكر فِيمَا بَلغنِي

وَله وقف على سَبِيل مَاء بالسويس

ص: 337

إِحْدَى منَازِل الْحَاج قَالَ الْكَمَال جَعْفَر برع فِي الْفِقْه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الشَّافِعِيَّة فِي عصره وَكَانَ ذكياً حسن الشكل جميل الصُّورَة فصيحاً مفوهاً كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة بِمَالِه وجاهه مساعدا لَهُم بِمَا اتَّصل إِلَيْهِ قدرته حكى لي القَاضِي أَبُو طَاهِر السفطي قَالَ كَانَت لي حَاجَة عِنْد القَاضِي لتولية الْعُقُود فَتوجه معي إِلَى الْقَاهِرَة فحضرنا درس القَاضِي فبحث فِيهِ معي فَجعل يَقُول يَا سيدنَا زين الدّين ترفق بِي ثمَّ عرف القَاضِي بِي فَقضى حَاجَتي وَلما تولى ابْن دَقِيق الْعِيد توجه معي إِلَيْهِ وَلم تكن لَهُ بِي معرفَة فَقَالَ لَهُ مَا يذكر سيدنَا لما درس العَبْد بالمعزية وشرفهم بالحضور وَأورد سَيّده الْبَحْث الفلابي وَأجَاب فَقِيه بِالْمَجْلِسِ بِكَذَا فَاسْتحْسن سيدنَا جَوَابه هُوَ هَذَا ففوض إِلَيْهِ أَن يوليني فولاني عَنهُ وحكاياته فِي ذَلِك كَثِيرَة قَالَ وَكَانَ أَولا فَقِيرا مضيقاً عَلَيْهِ فباشر فِي جِهَة سنكلوم فلامه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الصَّائِغ فَاعْتَذر بِالضَّرُورَةِ فَتكلم لَهُ مَعَ القَاضِي وأحضره درسه فبحث وَأورد نَظَائِر وفوائد فأعجب بِهِ القَاضِي وَقَالَ لَهُ الزم الدَّرْس فَفعل ثمَّ ولاه قَضَاء الواحات فحسنت حَاله ثمَّ ولي أَمَانَة الحكم بِمصْر ثمَّ وَقع بَينه وَبَين بعض الْفُقَهَاء شَيْء فَشَهِدُوا عَلَيْهِ أَنه نزل فسقية الْمدرسَة عُريَانا فأسقط الْعلم السمنودي نَائِب الحكم عَدَالَته

ص: 338

فتعصب لَهُ جمَاعَة وَرفعُوا أمره للْقَاضِي فَقَالَ أَنه لم يَأْذَن لنائبه فِي الْإِسْقَاط فَعَاد لحاله وَكَانَ يُقَال أَنه كثير النَّقْل غير قوي الْبَحْث وَكَانَ الَّذِي ينْسبهُ إِلَى ذَلِك من يحسده كالسراج الأرمنتي والوجيه البهنسي قَالَ وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ فِي أَوَائِل أمره فإنني حضرت درسه فَسمِعت مباحثه فائقة وَقد شرح التَّنْبِيه وَسَماهُ الْكِفَايَة فأجاد فِيهِ وَشرح بعده الْوَسِيط شرحاً حافلاً مُشْتَمِلًا على نقُول كَثِيرَة وتخريجات واعتراضات وإلزامات تشهد بغزارة مواده وسعة علمه وَقُوَّة فهمه وَكَانَ ترك تدريس الطيبرسية للشَّيْخ نجم الدّين البالسي مجَّانا على سَبِيل الْبركَة وَلما ولي ابْن دَقِيق الْعِيد اسْتمرّ على نِيَابَة الحكم حَتَّى حصل لَهُ أَمر عزل فِيهِ نَفسه فَلم يعده ابْن دَقِيق الْعِيد وَسُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ أَنا مَا صرفته ثمَّ تولي الْحِسْبَة بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ كثير الصَّدَقَة مكباً على الِاشْتِغَال حَتَّى عرض لَهُ وجع المفاصل بِحَيْثُ كَانَ الثَّوْب إِذا لمس جِسْمه آلمه وَمَعَ ذَلِك مَعَه كتاب ينظر إِلَيْهِ وَرُبمَا انكب على وَجهه وَهُوَ يطالع

731 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن ميسر عز الدّين الْمصْرِيّ ولد فِي رَمَضَان سنة 639 وتعانى الخدم الديوانية إِلَى أَن ولي الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ نظر الدَّوَاوِين بِمصْر ثمَّ بالإسكندرية وبطرابلس وَولي أَيْضا الْحِسْبَة

ص: 339

بِدِمَشْق مَعَ الْعقل والسكون ولين الْجَانِب وَمَات وَهُوَ نَاظر الْأَوْقَاف وَكَانَت فِيهِ محبَّة فِي أهل الْخَيْر مَاتَ فِي رَجَب سنة 716

732 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الدنيسري شهَاب الدّين ابْن الْعَطَّار الأديب ولد قبل الْأَرْبَعين واشتغل بالفقه قَلِيلا ثمَّ تولع بالأدب ونظم الشّعْر فَأكْثر وأجاد فِي بعض المقاطيع وَكَانَ يمدح الأكابر وينظم فِي الوقائع وَله بديعية على طَريقَة الْحلِيّ وَلم يكن ماهراً فِي الْعَرَبيَّة وَقد تهاجى هُوَ والأديب البارع شرف الدّين عِيسَى الْعَالِيَة وَجمع كتابا سَمَّاهُ نزهة النَّاظر فِي الْمثل السائر وَغير ذَلِك وَهُوَ الْقَائِل بعد أَن كبر وَضعف بَصَره

(أَتَى بعد الصِّبَا شيبي وظهري

رمى بعد اعْتِدَال باعوجاج)

(كفى أَن كَانَ لي بصر حَدِيد

وَقد صَارَت عيوني من زجاج)

ص: 340

وَقد أنْشد الْجمال بن تغرى بردى لصَاحب هَذِه التَّرْجَمَة الشهَاب الدنيسري عدَّة مقاطيع غير الَّذِي فِي الأَصْل مِنْهَا قَوْله

(طلبت رزقا قيل رح باكرا

لجيش سيس قلت رأى نَفِيس)

(لَو أَن ذَا الْحُكَّام فِي شكله

مَا طلبُوا أَنى أبقى بسيس)

وَقَوله

(أَصبَحت بطال وَالْأَوْلَاد أَرْبَعَة

مُحَمَّد وَثَلَاث مَوْتهمْ يجب)

(فَإِن تحيل فِي رزق بمدحكم

أَبُو مُحَمَّد البطال لَا عجب)

وَكنت أَظن أَن الْمَقْطُوع الأول لِابْنِ الشَّهِيد لما أَمر لَهُ تنكز جَيش سيس حِين غضب عَلَيْهِ مَعَ تَغْيِير بعض أَلْفَاظ فِيهِ وَالثَّانِي مَعَ تَغْيِير أَيْضا وَأنْشد لَهُ الْجمال الْمشَار إِلَيْهِ أَيْضا

(مازال يظلم فِي زمَان جماله

وَيجوز بالهجران والأبعاد)

(حَتَّى تسود وَجهه وسلوته

وكأنما كُنَّا على ميعاد)

وَقَوله

(يَا مَانع ورد وجنتيه

فِي وَقت قطافه وخيره)

(ذُقْ موتك من طُلُوع ذقن

الْمُؤمن من كفى بِغَيْرِهِ)

وَقَوله

(قَالُوا ترى الأقباط قد رزقوا

حظا وأضحوا كالسلاطين)

(وعللوا الْأَمْوَال قلت لَهُم

رزق الْكلاب على المجانين)

وَذكر من مصنفاته عنوان السَّعَادَة فِي المدائح النَّبَوِيَّة ولطائف الظرفاء وفوائد الْأَخْبَار فِي مدائح الْجِيَاد والمسلك الناجز موشحات نبوية أَيْضا والعهود العمرية مرجز فِي أَمر النَّصَارَى وَالْيَهُود وبديع الْمعَانِي فِي أَنْوَاع التهاني والدر الثمين

ص: 341

مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 794

733 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزواوي أَبُو الْعَبَّاس روى عَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَجَمَاعَة وَعمل فهرسة مقرؤاته ومروياته فِي مجلدة سَمعهَا مِنْهُ شَيخنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد السلاوي سنة 750

734 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ شهَاب الدّين حفيد الشَّيْخ تَاج الدّين الْقُسْطَلَانِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ سمع من الرضي وَمن الْبُرْهَان وَمن النجيب الْحَرَّانِي وَغَيرهم وَحدث وَمَات سنة

735 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن أبي جَرَادَة شهَاب الدّين بن كَمَال الدّين أبي غَانِم بن الصاحب كَمَال الدّين بن العديم الْعقيلِيّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ولد فِي رَأس الْقرن وأسمع على بيبرس العديمي وعمتيه خَدِيجَة وشهدة وَحدث سمع عَلَيْهِ ابْن عشائر

ص: 342

منتقى مشيخة الْفَسَوِي وَالْأول من مشيخة ابْن شَاذان الْكُبْرَى أَنا بيبرس وَغير ذَلِك ولي نِيَابَة شيزر مُدَّة لِأَنَّهُ كَانَ بزِي الْجند مَعَ معرفَة بالتاريخ وَالْأَدب جيد المذاكرة حسن المحاضرة وَحكى أَخُوهُ القَاضِي كَمَال الدّين عَنهُ أَنه أخبرهُ أَنه رأى فِي مَنَامه كَأَن شخصا ينشده

(يَا غافلا صدته آماله

عَن الْمقَام الْأَشْرَف الْأَسْنَى)

(أنهض عدمتك نَحْو الْعلَا

وَافْتَحْ لَهَا مقلتك الوسنى)

قَالَ فحفظتهما وزدتهما

(وارجع إِلَى مَوْلَاك واخضع لَهُ

تستوجب الْإِحْسَان وَالْحُسْنَى)

قَالَ أَخُوهُ فَلَمَّا أَنْشدني ذَلِك أعتبه بِأَن قَالَ مَا أَظن إِلَّا أَن نَفسِي نعيت إِلَيّ فَمَاتَ فِي السّنة الْمُقبلَة وَذَلِكَ سنة 765 عَن بضع وَسِتِّينَ سنة قَالَه ابْن حبيب وَيُقَال جَاوز السّبْعين وَعِنْده عَن بيبرس مشيخة ابْن شَاذان الْكُبْرَى وَالْأول وَالثَّانِي من حَدِيث ابْن السماك وَولي نِيَابَة السلطنة مُدَّة بشيزر وَكَانَ ذَا حشمة زَائِدَة وتجمل

736 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن حُسَيْن الأيكي الْفَارِسِي الأَصْل الصَّالِحِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بزغلش قيم الْمدرسَة الضيائية ولد سنة بضع وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ فِي سنة 683 منتقى

ص: 343

من مشيخة السبط وَقطعَة من الْحِلْية وَالثَّالِث من فَوَائِد إِسْمَاعِيل الأخشيد وَسمع على التَّاج الْفَزارِيّ ولازم ابْن مُسلم الْمَالِكِي وَعمر حَتَّى جَاوز التسعين وَرَأى من أَوْلَاد وَأَوْلَاد مائَة نفس وَهُوَ جد شَيخنَا شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المهندس سمع مِنْهُ حفيده وَشَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمن القدماء الشريف الْحُسَيْنِي قَالَ ابْن رَافع كَانَ جيدا كثير التِّلَاوَة مَاتَ زغلش فِي ثامن الْمحرم سنة 771

737 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن سوار بن عبد الْبَاقِي أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بحفنجلة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْفَاء وَسُكُون النُّون وَفتح الْجِيم الصُّوفِي ولد بحلب سنة 650 فِي رَمَضَان وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وَسمع من الْكَمَال الضَّرِير والنجيب وَغَيرهمَا حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي بِأَكْثَرَ مُسْند أَحْمد بِسَمَاعِهِ للقدر الَّذِي حدث بِهِ من النجيب وَسمع من أَخِيه الْعِزّ أَيْضا وَغَيره قَالَ يحيى بن أَحْمد بن عَسَاكِر وَمن خطه نقلت كَانَ من صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ مُنْقَطِعًا بِمَسْجِد ينْسَخ الْمَصَاحِف فَسَأَلته كم كتبت مُصحفا فَقَالَ نَحْو الْمِائَة سوى الْإِنْصَاف والأرباع قَالَ وَجَاوَزَ التسعين وَهُوَ حَاضر الذِّهْن فطن لما يقْرَأ عَلَيْهِ وكف بَصَره

ص: 344

بآخرة وَمَات فِي خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة 744

738 -

أَحْمد بن القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن عِيسَى الأخنائي سمع من ابْن السَّقطِي والدمياطي وَحفظ التَّنْبِيه فِي صغره وناب فِي الحكم عَن عَمه تَقِيّ الدّين وَولي نظر الخزانة وَكَانَ محباً لأهل الْعلم حسن الْخلق والخلق متين الدّيانَة كَبِير الْمُرُوءَة مَاتَ فِي رَجَب سنة 739 - أرخه ابْن رَافع

39 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَيْش بن يَرْبُوع المري السبتي أَبُو الْعَبَّاس أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَعبد الْمُنعم بن سماك وَأبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن دَقِيق الْعِيد والضياء السبتي وَأَبُو أَحْمد الدمياطي وَأَبُو الْمَعَالِي الأبرقوهي فِي آخَرين وَكَانَ كَبِير المنصب من أهل الْيَقِين والمشاركة غَايَة فِي الْوَقار وَحسن السمت والتعاظم مَعَ الظّرْف وَكَانَت لَهُ عِنْد سُلْطَان الْمغرب حظوة ومكانة وَاسْتَعْملهُ فِي السفارة بَينه وَبَين الْمُلُوك فَحدث بعدة من الْبِلَاد وَأفَاد وَمن أناشيده

(وآنست مِنْهُ الْوَعْد بالوصل ضلة

وَقد كَانَ منا قبل ذَلِك مَا كَانَا)

(عنَاقًا ولثماً من ثنايا كَأَنَّهَا

أقاحي الرِّبَا غضا من الطل ريانا)

ص: 345

(وَلَا عجب أَنِّي نسيت عهوده

فشم الأقاحي يُورث الْمَرْء نِسْيَانا)

مَاتَ بقسطنطينية من بِلَاد أفريقية سنة 749

740 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن مزهر المَخْزُومِي ولد سنة 685 وَسمع الأول من ذمّ اللواط للطرطوشي وَهُوَ فِي الثَّانِيَة على أبي الْمجد سُلَيْمَان ابْن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حيرة المهراني سمع مِنْهُ شهَاب الدّين بن رَجَب وَذكره فِي مُعْجَمه وَأنْشد عَنهُ لنَفسِهِ من أَبْيَات فِي خَالِد بن الْوَلِيد وَكَانَ يَدعِي أَنه من ذُريَّته

(أَنا فِي جنان الْخلد أَرْجُو أَن أرى

يَوْم الْقِيَامَة خَالِدا مَعَ خَالِد)

مَاتَ فِي سنة 754

741 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن بدران الْكرْدِي الدشتي - بِمُعْجَمَة سَاكِنة ثمَّ مثناة - الْحَنْبَلِيّ أَبُو بكر أحضر فِي الثَّانِيَة على جَعْفَر الهمذاني وَسمع من ابْن رَوَاحَة وَابْن نَفِيس وَابْن خَلِيل وَابْن الصّلاح والضياء وَصفِيَّة وَحدث بالكثير وَتفرد وَنسخ الْأَجْزَاء لنَفسِهِ وَحدث بِمصْر بِمُسْنَد الطَّيَالِسِيّ ورتب مسمعاً بدار الحَدِيث الأشرفية قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ يتعزز فِي الرِّوَايَة وَيطْلب وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَكَانَ مولده

ص: 346

بحلب سنة 634 وَمَات بِدِمَشْق سنة 713 فِي جُمَادَى الْآخِرَة قلت حَدثنَا عَنهُ ابْن أبي الْمجد بِالْإِجَازَةِ وَحده قَرَأت عَلَيْهِ تَارِيخ أَصْبَهَان لأبي نعيم بإجازته مِنْهُ وَأَشْيَاء كَثِيرَة

742 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن جرى - بِالْجِيم وَالرَّاء مُصَغرًا وَآخره تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة - أَبُو بكر سمع من أبي عبد الله بن سَالم وَأبي عبد الله الْوَادي آشي وَأبي بكر بن مَسْعُود وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن رشيد وَابْن ربيع وَأَبُو الْعَبَّاس بن الشّحْنَة والبدر ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَولي الخطابة بغرناطة وَالْقَضَاء بهَا وَكَانَ أديباً فَاضلا عَالما عَارِفًا بالفرائض والعربية وَله شرح على الألفية مَاتَ سنة 785

743 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن قرصة الْأنْصَارِيّ السعيدي كَانَ شَاعِرًا بليغاً مقتدراً على النّظم طَاف الْبِلَاد ومدح الْأَعْيَان وَأكْثر الهجاء إِلَى أَن كَانَ ذَلِك سَبَب ذهَاب روحه رَحل مرّة من مصر إِلَى دمشق فَنزل فِي بَيت مِنْهَا فَأصْبح مذبوحاً لم يدر من ذبحه وطاح دَمه هدرا وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة 14 شهر ربيع الآخر سنة 752 وَفِي ذَلِك يَقُول حسن الزغاري

(مَاتَ ابْن قرصة بعد طول تعرض

للْمَوْت ميتَة شَرّ كلب نابح)

(مَا زَالَ يشحذ مدية الهجو الَّذِي

طلعت عَلَيْهِ طُلُوع سعد الذَّابِح)

(حَتَّى فرى ودجيه عبد صَالح

عقر النطيحة عقر نَاقَة صَالح)

ص: 347

لَهُ قصيدة سَمَّاهَا قطر الشَّرَاب أَولهَا

(كم سيف نظم أجرده

كم أشهره كم أغمده)

(كم أنظم عقد جواهره

فِي مدح كريم أقصده)

(كم أجمع من معنى حسن

وَبَيَان الشَّرْح يُقَيِّدهُ)

744 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن قطنبة الذرعي التَّاجِر الْمَشْهُور وَولي وكَالَة السُّلْطَان بِدِمَشْق فِي تِجَارَة الْخَاص وَكَانَ ذَا أَمْوَال متسعة جدا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 723

745 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك النَّاصِر بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور ولد سنة 16 وَبَعثه أَبوهُ إِلَى الكرك لما ترعرع صُحْبَة بهادر البدري نَائِب الكرك فَأَقَامَ بهَا يربيه ويعلمه الفروسية ثمَّ استدعاه سنة 31 فَاجْتمع بِهِ وَأَعْجَبهُ شكله وَأَعَادَهُ إِلَى الكرك ثمَّ بلغه أَنه يعاشر من لَا يصلح من أهل الكرك فاستدعاه سنة 38 فَزَوجهُ بنت طمربغا فَبَلغهُ أَنه تولع بشاب يُقَال لَهُ الشهيب كَانَ جميل الصُّورَة وهام بِهِ غراماً وتهتك فِيهِ وأسرف فِي الإنعام عَلَيْهِ بالأموال فَتغير عَلَيْهِ وَأمْسك الشَّاب فسلمه

ص: 348

لأقبغا عبد الْوَاحِد ليخلص مِنْهُ مَا وصل إِلَيْهِ من المَال فشق على أَحْمد ابْن النَّاصِر وَرمى بِنَفسِهِ على قوصون وبشتاك وهما يَوْمئِذٍ الْمشَار إِلَيْهِمَا فِي الدولة فَقَالَ لَهما إِن أُصِيب هَذَا الشَّاب بعقوبة قتلت نَفسِي وَامْتنع من الْأكل وَالشرب حزنا حَتَّى تغير بدنه وَنحل وَلزِمَ الْفراش فتلطفا بإبلاغ النَّاصِر خَبره فَأمر بالإفراج عَن الشهيب فَلَمَّا بلغ ذَلِك أَحْمد سر وَأرْسل إِلَيْهِ فَلَمَّا حضر عِنْده لم يزالل نَفسه أَن قَامَ إِلَيْهِ وقربه فَبلغ ذَلِك النَّاصِر فشق عَلَيْهِ فَأرْسل يعنفه ويهدده وتلطف بِهِ أَن يَهبهُ مائَة مَمْلُوك من مماليكه فَلم يزده ذَلِك فِي الشهيب إِلَّا رَغْبَة وَاتفقَ أَن بعض الخدام أَسَاءَ إِلَى الشهيب فَبلغ أَحْمد فَضَربهُ ضربا مؤلماً كَاد يَمُوت مِنْهُ فَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فَأنكرهُ فَأرْسل إِلَيْهِ إِن لم تخرج هَذَا الصَّبِي وَإِلَّا أخرجك من مَمْلَكَته فَلم يَزْدَدْ بذلك إِلَّا رَغْبَة فِيهِ وَقَالَ لَهُ بشتاك وقوصون وَكَانَا الرَّسُول إِلَيْهِ من النَّاصِر لَا تغْضب أَبَاك فَقَالَ لَهما لكل مِنْكُمَا مائَة مليح ومليحة وَأَنْتُم مماليكه فَأَنا وَلَده وَقد قنعت من الدُّنْيَا بِهَذَا الصَّبِي لكَونه تغرب معي وَترك أَهله فَكيف أطرده وَإِن رسم السُّلْطَان بطرده فيطردني مَعَه فَرَجَعَا وتلطفا بالناصر فَلم ينجع فِيهِ وَأمر بنفيه إِلَى قلعة صرخد ثمَّ شفع فِيهِ نسَاء النَّاصِر وَحرمه حَتَّى أَعَادَهُ إِلَى الكرك وَكَانَ

ص: 349

أَحْمد شَدِيد الْبَأْس فتفرس فِيهِ أَبوهُ إِنَّه لَا يصلح للْملك فعهد بِالْملكِ عِنْد مَوته للمنصور أبي بكر فتعصب لَهُ طشتمر حمص أَخْضَر إِلَى أَن ولي السُّلْطَان وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن قوصون لما خلع الْمَنْصُور أَبَا بكر وَقرر أَخَاهُ الْأَشْرَف كجك وَنفى إخْوَته إِلَى قوص أَرَادَ أَن يضم إِلَيْهِم أَخَاهُم أَحْمد فَكتب إِلَيْهِ أَن يحضر فَامْتنعَ وتعصب لَهُ أهل الكرك وَكتب أَحْمد إِلَى نَائِب الشَّام ألطنبغا المارداني يلوم قوصون فَلم يجبهُ فَبعث إِلَى نَائِب حلب طشتمر حمص أَخْضَر فَقبل كِتَابه وتعصب مَعَه وَفِي عضون ذَلِك قتل مماليك أَحْمد الشهيب الْمُقدم ذكره وَادعوا أَنه كَاتب قوصون فكاد أَحْمد يجن حزنا عَلَيْهِ واستمال طشتمر قطلوبغا الفخري وَمَا زَالَ بِبَقِيَّة الْأَمر حَتَّى استمالوهم وسلطنوه وَقدمُوا بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ أهل الْحل وَالْعقد وَاتفقَ حُضُور نواب الْبِلَاد وقضاة الشَّام ومصر وسلطنه الْخَلِيفَة بحضرتهم وحلفوا لَهُ أَجْمَعُونَ وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة 42 وَولي طشتمر نِيَابَة مصر والفخري نِيَابَة دمشق وأيدغمش نِيَابَة حلب ثمَّ بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا توجه إِلَى الكرك وصحتبه طشتمر فَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أرسل إِلَى أيدغمش يَوْمًا فَأمْسك الفخري واستصحب مَعَه جَمِيع الذَّخَائِر حَتَّى الْخُيُول والأنعام وَكَاتب السِّرّ وناظر الْجَيْش وَأقَام بالكرك مُسْتَغْرقا فِي اللَّهْو واللعب محجوباً عَن النَّاس ثمَّ إِنَّه أحضر طشتمر والفخري فَضرب أعناقهما صبرا وسبى حريمهما وَمكن مِنْهُنَّ نَصَارَى الكرك

ص: 350

فَفَعَلُوا بِهن كل قَبِيح فاشمأزت مِنْهُ النُّفُوس إِلَى أَن اجْتَمعُوا على خلعه وسلطنوا أَخَاهُ الصَّالح إِسْمَاعِيل فَخلع النَّاصِر أَحْمد فِي الْمحرم سنة 43 ثمَّ جهزت إِلَيْهِ العساكر فحوصر بالكرك إِلَى أَن أمسك فِي صفر سنة 45 فذبح وأحضر منجك رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ سيئ التَّدْبِير جدا كثير اللَّهْو والانهماك فِي الشّرْب وَكَانَت فتنته قد طَالَتْ بالكرك وجردت إِلَيْهِ عدَّة عَسَاكِر عسكراً بعد عَسْكَر إِلَى أَن أمسك وَقتل على يَده خلق كثير جدا وفسدت أَمْوَال لَا تحصى

746 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن قيس شهَاب الدّين الْأنْصَارِيّ مدرس المشهد الْحُسَيْنِي قَالَ التقي السُّبْكِيّ لم يكن بَقِي فِي الشَّافِعِيَّة أكبر مِنْهُ وَكَانَ مدرس الحافظية بالإسكندرية وَيعرف بهَا بالشافعي وَكَانَ فَقِيها حسنا قَرَأَ على الظهير التزمنتي مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة 749

747 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْمجد بن أبي الْوَفَاء الهمذاني الأَصْل الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن الْمرْجَانِي ولد بِدِمَشْق فِي عَاشر ذِي الْحجَّة 714 وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَحدث بِالصَّحِيحِ عَنهُ بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكَانَ أديباً فَاضلا طارح الشَّيْخ برهَان الدّين القيراطي وَبَينهمَا مكاتبات وَمَات فِي

ص: 351

جُمَادَى الْآخِرَة سنة 777 وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه

748 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن قَاسم بن حبيب بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق كَذَا ذكر نسبه الْجمال فِي تَارِيخه وَقَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة مَوْلَانَا بهاء الدّين وَيعرف أَيْضا بسُلْطَان بن مَوْلَانَا جلال الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ كَانَ من أَئِمَّة السَّادة الْحَنَفِيَّة فَقِيها أصولياً نحوياً بارعاً دينا زاهداً لَهُ كرامات وأحوال مَشْهُورَة عَنهُ سلك تصدر للإقراء والتدريس بعد موت وَالِده بقونيا عدَّة سِنِين وانتفع بِهِ الطّلبَة وَقصد بالفتيا من الْبِلَاد وَكَانَ ذَا حُرْمَة وافرة عِنْد مُلُوك الرّوم وَأَصْحَاب دولتهم مَعَ عدم الِالْتِفَات إِلَى مَا فِي أَيْديهم واقتفاء أثر وَالِده فِي التجرد والانضمام عَن النَّاس إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 712 وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة وَدفن بتربة وَالِده بقونيا وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ مجد الدّين الأقصرائي بِوَصِيَّة مِنْهُ - انْتهى وَقد قَالَ الْحَافِظ عبد الْقَادِر صَاحب الطَّبَقَات فِي نسبه مسيب بعد قَاسم بدل قَول الْجمال حبيب - وَالله أعلم

ص: 352

749 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ القَاضِي شهَاب الدّين بن جمال الدّين بن محب الدّين الْمَكِّيّ الشَّافِعِي من بَيت الْعلم وَالْقَضَاء والرئاسة والْحَدِيث ولد سنة 718 وَولي قَضَاء مَكَّة وَهُوَ شَاب بعد أَبِيه وَولي الخطابة وَكَانَ أسمع على الرضي والصفي وَالْفَخْر التوزري وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان سنة 760

750 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الله الْحلَبِي أَبُو بكر بن أبي المكارم شرف الدّين بن التَّاج الْمَعْرُوف بِابْن النصيبي سمع من أَبِيه مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَحدث وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَأَخُوهُ كَمَال الدّين أَحْمد بن التَّاج الْمَذْكُور سمع من سنقر الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي وعَلى إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الشِّيرَازِيّ جُزْء ابْن عُيَيْنَة أَنا السخاوي أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 64 وَكَانَ مولده سنة 695 وَحدث عَن وَالِده بعوالي الأععمش

751 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الظَّاهِرِيّ شهَاب الدّين بن تَقِيّ الدّين أحد الْفُضَلَاء بِدِمَشْق درس بعدة أَمَاكِن وَمَات سنة 799

752 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الأصبحي الأندلسي شهَاب الدّين

ص: 353

أَبُو الْعَبَّاس العتابي النَّحْوِيّ اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم فَلَزِمَ أَبَا حَيَّان وَحمل عَنهُ كثيرا واشتهر بِهِ وبرع فِي زَمَانه ثمَّ تحول إِلَى الشَّام فَعظم قدره واشتهر ذكره وانتفع النَّاس بِهِ وصنف كتبا مِنْهَا شرح التسهيل وسيبويه وَكَانَ مشكوراً وتفقه قَلِيلا للشَّافِعِيّ مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776 سمع مِنْهُ سعيد الذهلي من شعره ودونه فِي كِتَابه الَّذِي جمع فِيهِ شعر ابْن نباتة

753 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جمَاعَة الزُّهْرِيّ أَبُو الْعَبَّاس القوصي نزيل مصر ولد سنة

. وَسمع من الشَّيْخ أبي عبد الله بن النُّعْمَان وتعانى الْمُبَاشرَة وَكَانَ يرغب إِلَيْهِ لضبطه وأمانته وسكونه وَكَانَ وصُولا لِذَوي رَحمَه مواظباً على حُضُور الْجَمَاعَة وَهُوَ أَخُو النظام مُحَمَّد نقلت تَرْجَمته من مشيخة أَحْمد بن يحيى بن عَسَاكِر بِخَطِّهِ

754 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق التلمساني الْمَالِكِي حج بولده بعد الْعشْرين وجاور بِمَكَّة ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ثمَّ حج فسكن بِالْمَدِينَةِ مُدَّة وَمَات بِمَكَّة سنة 740 أَو فِي أول الَّتِي تَلِيهَا وَذكرت لَهُ كرامات وأحوال

755 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام شهَاب الدّين ابْن القَاضِي شمس الدّين الدِّمَشْقِي الأَصْل الْحلَبِي سمع على الْكَمَال النصيبي الشَّمَائِل وَحدث وَسمع

ص: 354

مِنْهُ ابْن عشائر

756 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلان الْقَيْسِي - تقدم فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَلان وَمحله هُنَا وَالله أعلم

757 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة بن عَليّ الْحُسَيْنِي الْعلوِي الْحلَبِي شيخ الشُّيُوخ بحلب يكنى أَبَا طَالب ولد فِي رَجَب سنة 717 وَكَانَ جَلِيلًا فَاضلا سَاكِنا لم يضْبط عَلَيْهِ فِي حق أحد من الصَّحَابَة مَا يكره بل ذكر أَبُو بكر عِنْده مرّة فَقَالَ شخص رضي الله عنه فَقَالَ هُوَ أَبُو بكر جدي - يُشِير إِلَى أَن جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق جده الْأَعْلَى كَانَت أمه من ذُرِّيَّة أبي بكر الصّديق وَهِي أم فَرْوَة بنت الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَمَات فِي صفر سنة 795

758 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قطب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ شهَاب الدّين بن إِمَام الدّين بن زين الدّين بن الشَّيْخ قطب الدّين ولد فِي سنة 706 وَسمع البُخَارِيّ وَغَيره على الرضي الطَّبَرِيّ وعَلى جمَاعَة من بعده وَلبس الْخِرْقَة من جدته عَائِشَة بنت الشَّيْخ قطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَسمع من أُخْتهَا فَاطِمَة أجَاز لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ باستدعاء أَبِيه وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَجَمَاعَة وَكَانَ خيرا متمولاً وَمَات بِمَكَّة فِي رَجَب سنة 776

759 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم ابْن جمَاعَة الْعَوْفِيّ فتح الدّين أَبُو البركات بن النظام القوصي الأَصْل ولد

ص: 355

بِمصْر سنة 713 وَسمع بإفادة خَاله أَحْمد بن يَعْقُوب بن الصَّابُونِي من ألواني جُزْء ابْن عُيَيْنَة وجزء حَامِد بن شُعَيْب وَغير ذَلِك وَمن الدبوسي مُعْجَمه تَخْرِيجه ابْن أيبك وَمن الختني جُزْء الْعِمَاد الْكَاتِب وَسمع أَيْضا من أَبى الْفَتْح الْيَعْمرِي وَمُحَمّد بن غالى وَعبد الله بن على الصنهاجي وَجَمَاعَة بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا ورحل مَعَ خَاله إِلَى دمشق فاسمع من ابْن الشّحْنَة وَغَيره وَكَانَ صَالحا مكثراً وحدّث بالكثير مَاتَ فِي السَّادِس من رَجَب سنة 778

760 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس الرفاء الدِّمَشْقِي عرف بِابْن قمير ولد سنة 53 وَمَات سنة 718 حدّث عَن ابْن عبد الدَّائِم وأيبك ابْن عبد الله الجمّال - ذكره ابْن أيبك الدمياطي

761 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله التَّمِيمِي جمال الدّين بن شرف الدّين القلانسي الدِّمَشْقِي ولد سنة نَيف وَسبعين وَسمع من ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهمَا وتفقه بالشيخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الْمُحَرر وَكَانَ يستحضره وتفقه ودرس بالأمينية والظاهرية وَعمل توقيع الدست وولّي قَضَاء الْعَسْكَر وَكَانَ حسن الْخط بهي المنظر كثير الهمة ولّي وكَالَة بَيت المَال وَغير ذَلِك قَالَ ابْن كثير درس فِي أَمَاكِن وَتفرد فِي وقته بالرئاسة فِي بَيته وَكَانَ متواضعاً حسن السمت كثير الْبر

ص: 356

قَالَ

. قَالَ وَلما أذن لي بالإفتاء كتب ذَلِك إنْشَاء على البديهة فأجاد وَعظم فِي عَيْني وَخرج لَهُ الْفَخر البعلي مشيخة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 731

762 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مميل كَمَال الدّين أَبُو الْقَاسِم بن عماد الدّين ابْن أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ ولد سنة 670 وَحفظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ وتفقه بالشيخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وزين الدّين الفارقي وَقَرَأَ الْأُصُول على صفي الدّين الْهِنْدِيّ وَسمع من الْفَخر عَليّ وَغَيره ودرس بالباذرائية والشامية والناصرية وَذكر لقَضَاء الشَّام مرّة وَكَانَ خيّراً متواضعاً فَلَمَّا شغر قَضَاء الشَّام أثنى عَلَيْهِ ابْن جمَاعَة وَابْن الحريري عِنْد النَّاصِر وَقَالَ لَا يصلح وَكَانَ بديع الْخط كأبيه وَفِيه سُكُون وحياء وَكَانَ ابْن جملَة قد سَطَا عَلَيْهِ بِحَضْرَة النَّائِب فتألم لذَلِك وَترك السَّعْي فِي الشامية وَهُوَ أَخُو الْمسند شمس الدّين أبي نصر الْآتِي ذكره فِي المحمدين وَكَانَ أَصْغَر من أبي نصر بِأَكْثَرَ من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 736

763 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدلاصي الْمُؤَذّن بالجامع الْعَتِيق بِمصْر وبمكتب الْفَقِيه نصر ولد فِي رَمَضَان سنة 695 وَسمع من

سمع مِنْهُ

ص: 357

شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَأَجَازَ لعبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي وَكَانَت وَفَاته فِي

764 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكفرناوي الْحلَبِي الشهير بِابْن الْقوس من أهل كفرناي من عمل عزاز قَرَأَ الْفِقْه بحلب على الزين عمر الباريني وَحفظ الْمِنْهَاج وحصّل طرفا من الْفَرَائِض وَرجع إِلَى قريته فَأَقَامَ بهَا ينفع أَهلهَا وأكب على شرح الْمِنْهَاج للْأَذْرَعِيّ وَكَانَ دينا فَاضلا مَاتَ سنة

765 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْقَيْسِي نَاظر الْمَوَارِيث بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي رَجَب سنة 786

766 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن مري الدِّمَشْقِي نزيل سنجار

.

767 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مخلوف نقيب الحكم بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي سنة 795

768 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مري البعلي الْحَنْبَلِيّ كَانَ منحرفاً عَن ابْن تَيْمِية ثمَّ اجْتمع بِهِ فَأَحبهُ وتلمذ لَهُ وَكتب مصنفاته وَبَالغ فِي التعصب لَهُ وَكَانَ قدم الْقَاهِرَة فَتكلم على النَّاس بِجَامِع أَمِير حُسَيْن بن جندر بحكر

ص: 358

جَوْهَر النوبي وبجامع عَمْرو بن الْعَاصِ وسلك طَرِيق ابْن تَيْمِية فِي الْحَط على الصُّوفِيَّة ثمَّ أَنه تكلم فِي مَسْأَلَة التوسل بِالنَّبِيِّ ص = وَفِي مَسْأَلَة الزِّيَارَة وَغَيرهمَا على طَرِيق ابْن تَيْمِية فَوَثَبَ بِهِ جمَاعَة من الْعَامَّة وَمن يتعصب للصوفية وَأَرَادُوا قَتله فهرب فَرفعُوا أمره إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي تَقِيّ الدّين الأخنائي فَطَلَبه وتغّيب عَنهُ فَأرْسل إِلَيْهِ وأحضره وسجنه وَمنعه من الْجُلُوس وَذَلِكَ بعد أَن عقد لَهُ مجْلِس بَين يَدي السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 725 فَأثْنى عَلَيْهِ بدر الدّين ابْن جنكلي وَبدر الدّين بن جمَاعَة وَغَيرهمَا من الْأُمَرَاء وعارضهم الْأَمِير أيدمر الحظيري فحط عَلَيْهِ وعَلى شَيْخه وتفاوض هُوَ وجنكلي حَتَّى كَادَت تكون فتْنَة فقوض السُّلْطَان الْأَمر لأرغون النَّائِب فَأَغْلَظ القَوْل للفخر نَاظر الْجَيْش وَذكر أَنه يسْعَى للصوفية بِغَيْر علمٍ وَأَنَّهُمْ تعصبوا عَلَيْهِ بِالْبَاطِلِ فآل الْأَمر إِلَى تَمْكِين الْمَالِكِي مِنْهُ فَضَربهُ بِحَضْرَتِهِ ضربا مبرحاً حَتَّى أدماه ثمَّ شهره على حمَار أركبه مقلوباً ثمَّ نُودي عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يتَكَلَّم فِي حق رَسُول الله ص = فَكَادَتْ الْعَامَّة تقتله ثمَّ أُعِيد إِلَى السجْن ثمَّ شفع فِيهِ فآل أمره إِلَى أَن سفر من الْقَاهِرَة إِلَى الْخَلِيل فَرَحل بأَهْله وَأقَام بِهِ وَتردد إِلَى دمشق وَمن الاتفاقيات أَن شخصا يُقَال لَهُ ابْن شَاس حضر درساً فانجر الْبَحْث إِلَى أَن صوّب مَا نقل عَن ابْن مري فِي مَسْأَلَة التوسل فَوَثَبَ بِهِ جمَاعَة وَحَمَلُوهُ إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي الْمَذْكُور وَشهد عَلَيْهِ جمعٌ كَبِير فدافع عَنهُ القَاضِي فجهدوا بِهِ أَن يفعل مَعَه مَا فعل بِابْن مري أَو بعضه فَلم يفعل فنسب إِلَى التعنت فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ فِيهِ الْبُرْهَان الرّشيدي

يَا حَاكما شيّد أَحْكَامه

على تقى الله وَأقوى أساس

مقَالَة فِي ابْن مري لفّقت

تجاوزت فِي الْحَد حد الْقيَاس

فَفِي ابْن شَاس قطّ مَا أثرت

فَهَل أَبَاحَ الشَّرْع كفر ابْن شَاس

769 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي احزم مكي نجم الدّين المَخْزُومِي الْقَمُولِيّ تفقه وتمهّر وناب فِي الحكم بِمصْر وولّي الْحِسْبَة ودرس بالفخرية وَكَانَ قبل ذَلِك قد ولّي قَضَاء قوص ثمَّ أخميم ثمَّ أسيوط والمنية الشرقية والغربية قَالَ الْكَمَال جَعْفَر قَالَ لي أَرْبَعُونَ سنة أحكم مَا وَقع لي حكمٌ خطأ وَلَا مَكْتُوب فِيهِ خلل مني وَله شرح الْوَسِيط فِي نَحْو أَرْبَعِينَ مجلدة وجرّد نقُوله فسماها جَوَاهِر الْبَحْر وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وأكمل تَفْسِير الإِمَام فَخر الدّين وَكَانَ ابْن الْوَكِيل يَقُول مَا فِي مصر أفقه مِنْهُ مَاتَ فِي رَجَب سنة 727 وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ

ص: 359

القَاضِي الْمَالِكِي الْمَذْكُور وَشهد عَلَيْهِ جمعٌ كَبِير فدافع عَنهُ القَاضِي فجهدوا بِهِ أَن يفعل مَعَه مَا فعل بِابْن مري أَو بعضه فَلم يفعل فنسب إِلَى التعنت فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ فِيهِ الْبُرْهَان الرّشيدي

(يَا حَاكما شيّد أَحْكَامه

على تقى الله وَأقوى أساس)

(مقَالَة فِي ابْن مري لفّقت

تجاوزت فِي الْحَد حد الْقيَاس)

(فَفِي ابْن شَاس قطّ مَا أثرت

فَهَل أَبَاحَ الشَّرْع كفر ابْن شَاس)

وَكَانَت وَفَاته فِي سنة

وخطه مليح مَشْهُور مَرْغُوب فِيهِ

769 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الحزم مكي نجم الدّين المَخْزُومِي الْقَمُولِيّ تفقه وتمهّر وناب فِي الحكم بِمصْر وولّي الْحِسْبَة ودرس بالفخرية وَكَانَ قبل ذَلِك قد ولّي قَضَاء قوص ثمَّ أخميم ثمَّ أسيوط والمنية الشرقية والغربية قَالَ الْكَمَال جَعْفَر قَالَ لي لي أَرْبَعُونَ سنة أحكم مَا وَقع لي حكمٌ خطأ وَلَا مَكْتُوب فِيهِ خلل مني وَله شرح الْوَسِيط فِي نَحْو أَرْبَعِينَ مجلدة وجرّد نقُوله فسماها جَوَاهِر الْبَحْر وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وأكمل تَفْسِير الإِمَام فَخر الدّين وَكَانَ ابْن الْوَكِيل يَقُول مَا فِي مصر أفقه مِنْهُ مَاتَ فِي رَجَب سنة 727 وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ

ص: 360

770 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن منجح الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر أحد الْعُدُول النبهاء بغرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ديّناً خيّراً عفيفاً مَاتَ فِي شَوَّال سنة 750

771 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين الشويكي كَانَ عَارِفًا بالفقه والعربية مَوْصُوفا بِالدّينِ والورع مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 800 عَن نحوٍ من سبعين سنة

772 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر بن كريم أَبُو عبد الْملك بن فَاضل البعلي الأسعردي ولد سنة 36 بالإسكندرية فتعانى التِّجَارَة وَسمع من الْمعز الْحَرَّانِي وَأبي الْيمن ابْن عَسَاكِر وحدّث بالأسكندرية والقاهرة مَعَ الصّلاح

773 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَامِد عبد الله ابْن أبي المكارم عبد الْمُنعم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن عشائر السّلمِيّ الْحلَبِي شهَاب الدّين ولد بحلب سنة 697 وَسمع على سنقر مُعظم صَحِيح البُخَارِيّ وَمن أبي بكر ابْن العجمي الدُّعَاء للمحاملي وَمن التَّاج النصيبي جُزْء مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق وَمن إِبْرَاهِيم بن العجمي مسلسلات التَّيْمِيّ وحدّث وَكَانَ فَاضلا مَاتَ فِي رَجَب سنة 773 وَقد مضى قَرِيبه

774 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى نجم الدّين ابْن الْجلَال القوصي سمع من

ص: 361

أَحْمد بن أبي عبد الله الْقُرْطُبِيّ واشتغل بالفقه على النَّجْم الأصفوني وناب فِي الحكم بالمرج وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 731

775 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي سبط السلعوس تَلا بالروايات على التقي الصَّائِغ وَجَمَاعَة وَسمع كثيرا وَكتب الْأَجْزَاء وَطلب مَعَ التَّقْوَى والسمت الْحسن ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ مولده سنة 687 وَسمع معي من إِسْحَاق الْأَسدي وَغَيره وتلا عَلَيْهِ كثير من الطّلبَة وَمَات سنة 732

776 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الزهر الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الطرائفي الورّاق ولد فِي شعْبَان سنة 679 وَسمع بالعراق من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَابْن الطبال وبدمشق من التقي سُلَيْمَان وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهم وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا من حَدِيثه وَحدث بِهِ قَالَه ابْن رَافع قَالَ وَكَانَ جيّداً لَهُ حَانُوت بِبَاب جيرون مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 752 روى عَنهُ الْحُسَيْنِي وَابْن رَافع والسيواسي والكفري وَآخَرُونَ

777 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن رَاهِب الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ ولد سنة 79 وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِسَمَاعِهِ من الحجار ووزيره

778 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن الْمُخْتَار ولد سنة 65 وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وجوّد الْخط وَجلسَ مَعَ الشُّهُود تَحت

ص: 362

السَّاعَات وَكَانَ خيّراً سَاكِنا وَمَات فِي 14 المحرّم سنة 735 وَسَيَأْتِي ابْنه مُحَمَّد وَعَمه عَليّ وَتقدم ذكر ابْن عَمه أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف

779 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الرعيني أَبُو جَعْفَر الغرناطي ولد سنة 684 وتعانى الشُّرُوط فمهر فِيهَا فَكَانَ من شُيُوخ الموثقين حسن السِّيرَة وَقد ولّي قَضَاء بعض الْبِلَاد وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 744

780 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي وَصفه لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخه بِأَنَّهُ كَانَ من أهل الْعَدَالَة وَله تصرف فِي المساحة والحساب وَله معرفَة بِأَحْكَام النُّجُوم مَقْصُود فِي العلاج فِي الرقي والعزائم من أولى المسد والحبال وتعلّق بِسَبَب ذَلِك بأذيال الدول وولّي شَهَادَة المخزن فحمدت طَرِيقَته وعقله أَخذ عَن الشَّيْخ أبي عبد الله بن الفحام الْمَعْرُوف بِأبي خريطة وَكَانَ باقعة فِي معرفَة النُّجُوم والأصابة فِيهَا وَعَن أبي زيد بن مَتى وَقَرَأَ الطِّبّ على يحيى بن الْهُذيْل ونالته فِي أَوَاخِر أمره محنةٌ من صَاحب غرناطة بِسَبَب أَنه اختلى عَلَيْهِ أَنه اخْتَار للتآثر وقتا للْقِيَام فَلَمَّا آل الْأَمر للسُّلْطَان قبض عَلَيْهِ

ص: 363

وضربه بالسياط ونفاه إِلَى تونس قَالَ لِسَان الدّين أَخْبرنِي السُّلْطَان الْمَذْكُور أَنه كتب إِلَيْهِ وَهُوَ بِمَدِينَة فاس قبل أَن يصير الْأَمر إِلَيْهِ أَنه يعود إِلَى الْملك وَأَنه يُصِيبهُ من السُّلْطَان الْمَذْكُور مَكْرُوه فَكَانَ يتعجب من إِصَابَته فِي ذَلِك وَمَات سنة بضعٍ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة

781 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُقدم الدِّمَشْقِي ولد سنة

وأسمع على أَحْمد ابْن شَيبَان مُسْند عمر بن عبد الْعَزِيز للباغندي وَمَات سنة

782 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ تَاج الدّين الرِّفَاعِي قَالَ الذَّهَبِيّ كَبِير الْقدر بَقِي مُدَّة فِي المشيخة وَكَانَ وقوراً عَاقِلا فَاضلا يكثر من دُخُول النَّار وَأخذ الأفاعي وَكَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد السفاري يثني عَلَيْهِ مَاتَ فِي سنة

وَسَبْعمائة

783 -

أَحْمد بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين السيرامي الْحَنَفِيّ اشْتغل فِي بَلَده وتفقه

ص: 364

على جماعةٍ حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان ودرس فِي عدَّة بِلَاد ثمَّ قدم ماردين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ وصل إِلَى حلب فقطنها فَلَمَّا أنشأ الظَّاهِر برقوق مدرسته بَين القصرين استدعاه فَقدم فِي سنة 788 فاستقر شيخ الصُّوفِيَّة بهَا ومدرس الْحَنَفِيَّة وَذَلِكَ فِي ثَانِي عشر شهر رَجَب مِنْهَا فَتكلم على قَوْله تَعَالَى {قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك} ثمَّ اقْرَأ الْهِدَايَة وَغير ذَلِك من كتب الْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ شَيخنَا عز الدّين ابْن جمَاعَة يقرظه ويفرط فِي وَصفه بالفهم وَالتَّحْقِيق وَيذكر أَنه تلقف مِنْهُ أَشْيَاء لم يجدهَا مَعَ نفاستها فِي الْكتب وَلم يزل على حَالَته مَوْصُوفا بالديانة وَالْخَيْر والانجماع والتواضع وَكَثْرَة الأسف على نَفسه وَالِاعْتِرَاف بتقصيره فِي حق ربه إِلَى أَن صَار يَعْتَرِيه الربو وضيق النَّفس فَمَرض بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة 790 - رَحمَه الله تَعَالَى

784 -

أَحْمد بن مُحَمَّد البققي الْمصْرِيّ فتح الدّين ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وتفقه كثيرا واشتغل وتأدب وناظر حَتَّى مهر فِي كل فن وَقطع الْخُصُوم فِي المناظرة وفَاق الأقران فِي المحاضرة وبدت مِنْهُ أُمُور تنبئ بِأَنَّهُ مستهزئ بِأُمُور الدّيانَة فَادّعى عَلَيْهِ عِنْد القَاضِي الْمَالِكِي زين الدّين ابْن مخلوف بِمَا يَقْتَضِي الانحلال وَاسْتِحْلَال الْمُحرمَات والاستهزاء بِالدّينِ وَأخرج محْضر كتب عَلَيْهِ فِي سنة 686 وَقَامَت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بذلك فحبس فَكتب ورقة من الْحَبْس إِلَى ابْن دَقِيق الْعِيد صفة فتيا فَكتب عَلَيْهَا

ص: 365

أَن ينْتَهوا يغْفر لَهُم مَا قد سلف فأرسلها إِلَى الْمَالِكِي فَقَالَ هَذِه فِي الْكفَّار إِذا أَسْلمُوا وَرَجَعُوا ثمَّ أحضر من السجْن قُدَّام شباك الصالحية فأعيدت عَلَيْهِ الدَّعْوَى فاعترف وَصَارَ يتَلَفَّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ ويصيح بِابْن دَقِيق الْعِيد وَيَقُول يَا مُسلمين أَنا كنت كَافِرًا وَأسْلمت فَلم يقبل مِنْهُ الْمَالِكِي وَحكم بقتْله فَضربت رقبته بَين القصرين وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة 701 وَيُقَال أَن الشَّيْخ الْمَعْرُوف بالجمندار سمع كَلَامه فَقَالَ لَهُ كَأَنِّي بك وَقد ضربت عُنُقك بَين القصرين وَبَقِي رَأسك مُعَلّقا بجلده فَكَانَ كَذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَالما مفنناً مناظراً من قَرْيَة بققة من حماة وَقيل من الْحجاز وَكَانَ من الأذكيا مِمَّن لم يَنْفَعهُ علمه كَانَ يشطح ويتفوه بعظائم وينعق بمسعدة النُّبُوَّة والتنزيل ويتجهرم بتحليل الْمُحرمَات وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي كَانَ يتطبب وَلَا يدْرِي ويتأدب وَلَا يعلم وَيَدعِي الْعقل وَلَا عقل لَهُ بل كَانَ برياً من كل خيرٍ وَفِيه يَقُول ابْن دانيال

(يظنّ فَتى البققي أَنه

سيخلص من قَبْضَة الْمَالِكِي)

(نعم سَوف يُسلمهُ الْمَالِكِي

قَرِيبا وَلَكِن إِلَى مَالك)

ص: 366

وَقَالَ فِيهِ أَيْضا

(لَا تسلم البققي فِي فعله

إِن زاغ تضليلاً عَن الْحق)

(لَو هذب الناموس أخلاقه

مَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى البق)

وَلما سمع ابْن البققي قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد

(أهل الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا ورفعتها

أهل الْفَضَائِل مرذولون بَينهم)

(فَمَا لَهُم فِي توقي ضرنا نظر

وَلَا لَهُم فِي ترقي قَدرنَا همم)

(قد أنزلونا لأَنا غير جنسهم

منَازِل الْوَحْش فِي الإهمال عِنْدهم)

(فليتنا لَو قَدرنَا أَن نعرفهم

مقدارهم عندنَا أَو لَو دروه هم)

(لَهُم مريحان من جهلٍ وَفضل غنى

وَعِنْدنَا المتعبان الْعلم والعدم)

فَقَالَ ابْن البققي مناقضاً لَهُ

(أَيْن الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا ورفعتها

من الَّذِي حَاز علما لَيْسَ عِنْدهم)

(لَا شكّ أَن لَهُم قدرا رَأَوْهُ وَمَا

لمثلهم عندنَا قدرٌ وَلَا همم)

(هم الوحوش وَنحن الْإِنْس حكمتنا

تقودهم حَيْثُ مَا شِئْنَا وهم نعم)

ص: 367

(وَلَيْسَ شَيْء سوى الإهمال يقطعنا

عَنْهُم لأَنهم وجدانهم عدم)

(لنا المريحان من علمٍ وَمن عدم

وَفِيهِمْ المتعبان الْجعل والحشم)

وَمن جملَة مَا شهد بِهِ على البققي أَنه قَالَ لَو كَانَ لصَاحب المقامات حظٌ لكَانَتْ مقاماته تتلى فِي المحاريب وَأَنه كَانَ يفْطر فِي نَهَار رَمَضَان بِغَيْر عذرٍ وَأَنه كَانَ يضع الربعة تَحت رجلَيْهِ ويصعد ليتناول حاجةٍ لَهُ من الرف وَيُقَال أَنه لما ضربت عُنُقه لم يمض السَّيْف فِيهَا فحزت وَرفعت رَأسه على قناة وَنُودِيَ عَلَيْهَا وَحكى ابْن سيد النَّاس أَن ابْن البققي دخل على ابْن دَقِيق الْعِيد وَهُوَ عِنْده فَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة فَلم يجب عَنْهَا فولى وَهُوَ ينشد

(وقف الْهوى بِي حَيْثُ أَنْت - الأبيات)

فَقَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد عُقبى هَذَا الرجل إِلَى التلاف فَلم يمض سوى أحد وَعشْرين يَوْمًا وَقتل وَيُقَال أَنه كَانَ يستخف بِالْقَاضِي الْمَالِكِي ويسبه ويطعن فِيهِ فَكَانَ ذَاك يبلغهُ وَلَا يهيجه إِلَى أَن ظفر بالمحضر المكتتب عَلَيْهِ قبل ذَلِك بِمَا تقدم ذكره وَطَلَبه طلبا عنيفاً وأدعى عَلَيْهِ عِنْده فَأنْكر فَقَامَتْ الْبَيِّنَة فَأمر بِهِ فسجن ليبدي الدَّافِع فِي الشُّهُود وَحكم الْمَالِكِي بزندقته وإراقة دَمه وَنقل الْمحْضر إِلَى ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ لَا أنفذ قتل من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَألقى الْمحْضر

ص: 368

من يَده فَبلغ ذَلِك وَالِي الْقَاهِرَة نَاصِر الدّين ابْن الشحي وَكَانَ يمِيل إِلَى ابْن البققي فانتصر لَهُ وسعى فِي نَقله من الْمَالِكِي إِلَى الشَّافِعِي فأشير عَلَيْهِ بِأَن يكْتب محضراً بِأَنَّهُ مَجْنُون فَكتب فِيهِ جمَاعَة وأحضره لِابْنِ دَقِيق الْعِيد فَلَمَّا نظر فِيهِ قَالَ معَاذ الله مَا أعرفهُ إِلَّا عَاقِلا فَدس من يبغض البققي إِلَى الشهَاب الْفَزارِيّ أَن ينظم فِيهِ شَيْئا فنظم وَكتب بهَا إِلَى الْمَالِكِي

(قل للْإِمَام الْمَالِكِي المرتضى

وَكَاشف الْمُشكل والمبهم)

(لَا تهمل الْكَافِر واعمل بِمَا

قد جَاءَ فِي الْكَافِر فِي مُسلم)

فَلَمَّا وقف عَلَيْهِمَا قَالَ شَاعِر ومكاشف قد عزمت على ذَلِك وَكتب ابْن البققي إِلَى الْمَالِكِي من السجْن

(يَا من يخادعني بأسهم مكره

بلاسل نعمت كلمس الأرقم)

أَعدَدْت لي زرداً تضايق نسجها

وَعلي قلت عيونها بالأسهم)

يَعْنِي أسْهم الدُّعَاء فَقَالَ فِي جَوَابه أَرْجُو أَن الله لَا يهملني حَتَّى يفعل ثمَّ نَهَضَ من وقته إِلَى السُّلْطَان فاستأذنه فِي قَتله فَأَشَارَ بِأَن يتَمَسَّك فِي أمره فَقَالَ الْمَالِكِي قد ثَبت عِنْدِي كفره وزندقته فحكمت بإراقة دَمه وَوَجَب على ذَلِك فَلَمَّا رأى السُّلْطَان انزعاجه قَالَ إِن كَانَ وَلَا بُد فَلْيَكُن بِمحضر الْحُكَّام وَأرْسل إِلَى الْوَالِي والحاجب وَحضر الْقُضَاة الْأَرْبَعَة فَتكلم بِمَا حكم بِهِ فوافقه السرُوجِي الْحَنَفِيّ وَقَالَ اقْتُلُوهُ وَدَمه

ص: 369

فِي عنقِي فَقتل وَالله أعلم بِحَالهِ وَيُقَال أَن ابْن دَقِيق الْعِيد وَافق الْجَمَاعَة فَقَالَ ابْن البققي {أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله} فَقَالَ {الْآن وَقد عصيت قبل} وَلَقَد جرى فِي أمره نَحْو مَا جرى فِي زَمَاننَا للشَّيْخ الْمَيْمُونِيّ مَعَ القَاضِي الْحَنَفِيّ زين الدّين التفهني لَكِن جبن الْحَنَفِيّ عَن قَتله بعد أَن تمكن من ذَلِك فآل الْأَمر إِلَى أَن خلص من الْقَتْل وأعيد إِلَى السجْن إِلَى أَن حكم الْحَنْبَلِيّ بعد ذَلِك بِإِطْلَاقِهِ

785 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الذفري أحد نواب الحكم للمالكية كَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ وَمَات فِي آخر سنة 794

786 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الحاجبي شهَاب الدّين الجندي قَالَ الصَّفَدِي لَقيته بسوق الْكتب سنة 688 فأنشدني لنَفسِهِ

(رب صَغِير حِين دلفته

أيقنت لَا يدْخل إِلَّا الْيَسِير)

(ألفيته كالبئر فِي وَسعه

حَتَّى عجبنا من صَغِير كَبِير)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ

(لَا تبعثوا غير الصِّبَا بتحيةٍ

مَا طَابَ فِي سَمْعِي حديثٌ سواهَا)

(حفظت أَحَادِيث الْهوى وتضوعت

نشراً فيا لله مَا أذكاها)

ص: 370

وَمن شعره

(ودعتهم ودموعي

على الخدود غزار)

(فاستكثروا دمع عَيْني

لما استقلوا وَسَارُوا)

مَاتَ فِي الطَّاعُون بِمصْر سنة 749

ص: 371

787 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الفيومي ثمَّ الْحَمَوِيّ نَشأ بالفيوم واشتغل وَمهر وتميز وَجمع فِي الْعَرَبيَّة عِنْد أبي حَيَّان ثمَّ ارتحل إِلَى حماة فقطنها وَلما بنى الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل جَامع الدهشة قَرَّرَهُ فِي خطابتها وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا باللغة وَالْفِقْه صنف فِي ذَلِك كتابا سَمَّاهُ الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير وَهُوَ كثير الْفَائِدَة حسن الْإِيرَاد وَقد نقل غالبه وَلَده فِي كتاب تَهْذِيب الْمطَالع وَكَأَنَّهُ عَاشَ إِلَى بعد سنة 770

788 -

أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْمدنِي أحد أَئِمَّة الْقصر بقلعة الْجَبَل كَانَ يحب الحَدِيث وَطَلَبه وَكَانَ قد سمع الْكثير وحصّل الْأَجْزَاء وَدَار على الشُّيُوخ وَكتب الطباق بخطٍ حسن جدا وَمَات سنة 780 وَهُوَ خَال صاحبنا شمس الدّين الْمدنِي

789 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الزَّرْكَشِيّ شهَاب الدّين أَمِين الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَمَات فجاءةً فِي ربيع الأول سنة 788 وَضاع للأيتام بعده أموالٌ جمة بِحَيْثُ جَاءَ لكل من لَهُ عشرَة دون الْأَرْبَعَة

790 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الْأمَوِي الكغاذ الْمكتب أَبُو جَعْفَر الغرناطي كَانَ حسن الملاطفة للنَّاس أثنى عَلَيْهِ لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب وَقَالَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 750

ص: 372

791 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الكزني الغرناطي شيخ الْأَطِبَّاء كَانَ نَسِيج وَحده فِي الْوَقار والنزاهة وَحسن السمت موفقاً فِي العلاج معتنياً بالفن أَخذ عَن أبي عبد الله الرقوطي وَغَيره وَأخذ عَنهُ الطِّبّ عبد الله بن سَالم وَغَيره وَمَات فِي أَوَائِل الْقرن

792 -

أَحْمد بن مُحَمَّد بن السبتي الشَّيْخ محب الدّين كَانَ مِمَّن يعْتَقد بِمصْر ويتردد النَّاس إِلَيْهِ بِسَبَب علم الْحَرْف وَانْقطع بمصلى خولان بقرافة مصر وَمَات فِي الْعشْرين من صفر سنة 791 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

793 -

أَحْمد بن مُحَمَّد الصَّنْعَانِيّ رَحل إِلَى الْمَدِينَة فقطنها وناب فِي الحكم والخطابة ودرس وَحدث بِكِتَاب المصابيح وجامع الْأُصُول بِإِسْنَادَيْنِ لَهُ إِلَى مؤلفهما ذكره ابْن مَرْزُوق فِي مشيخته وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ بِقِرَاءَة الأقشهري قَالَ وَمَات سنة 726

794 -

أَحْمد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة الْحلَبِي الأديب اشْتغل كثيرا وَمهر فِي الْأَدَب والتصوف فضبطت عَلَيْهِ أَلْفَاظ موبقة فَرفع أمره إِلَى الْحُكَّام فَحكم القَاضِي الْمَالِكِي صدر الدّين الدَّمِيرِيّ بسفك دَمه فَقتل وَهُوَ الْقَائِل

(إِذا نلْت المنى بصديق صدقٍ

فَكَانَ وفاقه وفْق المُرَاد)

(فحاذر أَن تعامله بقرضٍ

فَإِن الْقَرْض مقراض الوداد)

ص: 373

أنشدهما لَهُ ابْن حبيب وَفِيه قَالَ الشَّاعِر

(مضى مستبيح الزِّنَا والدما

إِلَى خَازِن المهلك الحالك)

(وفاز الدَّمِيرِيّ بتدميره

فَمن مالكي إِلَى مَالك)

قلت وَهَذَا مأخوذٌ من الَّذِي قَالَ فِي البققي وَكَانَ أقبل على اللَّهْو والفسوق وَلبس زِيّ الأجناد وقرض الْأَعْرَاض وَوَقع فِي كَلِمَات إِلَى أَن آل أمره إِلَى الْقَتْل فَقتل وَمن شعره

(ولرب قومٍ أدبروا مذ أَقبلت

دنياهم عَن كل ندبٍ فَاضل)

((جاؤا وَقد رأسوا بِكُل نقيصةٍ

فاقصر بهم تدبيرهم بالكامل)

قَالَ ابْن حبيب كَانَ ذكياً كثير الْمَحْفُوظ لكنه حفظت عَنهُ مقالات ردية وزندقة رواندية فأقيمت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بذلك عِنْد الصَّدْر الدَّمِيرِيّ أَحْمد بن عبد الْقَادِر قَاضِي الْمَالِكِيَّة فَحكم بقتْله فَقتل بمشهدٍ من النَّاس تَحت قلعة حلب سنة 767 وَقد جَاوز الْخمسين

795 -

أَحْمد بن مزهر النابلسي يَأْتِي فِي أَحْمد بن مظفر بن مزهر

ص: 374

796 -

أَحْمد بن مَسْعُود بن أَحْمد بن مَمْدُود بن برشق المادح السنهوري الضَّرِير أَبُو الْعَبَّاس صَاحب المدائح النَّبَوِيَّة الْمَشْهُورَة وَكَانَ مقتدراً على النّظم رُبمَا نظم القصيدة فِي كل كلمة مِنْهَا مَا لَا يكثر دوره فِي الْكَلم كالظاء الْمُعْجَمَة وَنَحْو ذَلِك وَله وَرَاء ذَلِك مقاطيع لَطِيفَة مِنْهَا

(يَا من لَهُ عندنَا إياد

تعجز عَن وصفهَا الأيادي)

(فسيك رجاءٌ وفيك يأسٌ

كَالْحرِّ وَالْبرد فِي الزِّنَاد)

وَمَات فِي الطَّاعُون الْعم سنة 749 بِمصْر وَقد قَارب الْمِائَة كَذَا قَرَأت بِخَط بَعضهم وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي أَنه أخبرهُ فِي سنة ثَلَاثِينَ أَن عمره يومئذٍ ثَمَانِيَة وَسَبْعُونَ عَاما وقرأت بِخَطِّهِ كَانَت مدائحه فِي الْأَعْيَان سافلة وَفِي المدائح النَّبَوِيَّة فِي الأوج

797 -

أَحْمد بن مظفر بن مقلد بن عَبَّاس بن مقلد بن عَبَّاس المنصوري الْحَمَوِيّ شهَاب الدّين أَبُو جَعْفَر بن الصاحب نجم الدّين ولد فِي شَوَّال سنة 671 وَسمع من الْفَخر وَزَيْنَب وحدّث بحماة ودمشق وَحج غير مرّة وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة 737 بحماة ذكره ابْن رَافع

798 -

أَحْمد بن مظفر بن أبي الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس الْكلابِي الدِّمَشْقِي سمع من نوح أبي يحيى وَمَات فِي

ص: 375

خَامِس ربيع الأول سنة 718

799 -

أَحْمد بن مظفر بن أبي مُحَمَّد بن مظفر بن بدر بن حسن بن مفرج ابْن بكار النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شهَاب الدّين سبط الزين خَالِد ولد سنة 674 أَو 675 وَسمع من عمر بن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وست الْأَهْل بنت علوان وَغَيرهم فَأكْثر جدا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ الْحَافِظ الْمُحَرر أكب على الطّلب زَمَانا وترافقنا مُدَّة وَكتب وَخرج قَالَ وَفِي خلقه زعارة وَفِي طباعه نفور ثمَّ قَالَ وَعَلِيهِ مآخذ وَله محَاسِن وَمَعْرِفَة وَقَالَ فِي المعجم الْكَبِير لَهُ معرفَة وَحفظ على شراسة خلق ثمَّ صلح حَاله وَقَالَ البرزالي مُحدث فَاضل على ذهنه فَضِيلَة وفوائد كَثِيرَة تتَعَلَّق بِهَذَا الْفَنّ ثمَّ ترك وَانْقطع وَقَالَ تفرد بأجزاء وَأَشْيَاء وَلم يتَزَوَّج قطّ وَكَانَ يحب الْخلْوَة والإنجماع وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ من أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن سمع ورحل وحصّل وَكَانَ منجمعاً عَن النَّاس نفوراً مِنْهُم وَكَانَ يَقُول اشْتهى أَن أَمُوت وَأَنا ساجد فرزقه الله ذَلِك وَذَلِكَ أَنه دخل بَيته وأغلق بَابه وفقد ثَلَاثَة أَيَّام فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فوجدوه مَيتا وَهُوَ ساجد وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة 758 وَله تخاريج مِنْهَا جُزْء فِي تَرْجَمَة أبي هُرَيْرَة وجزء فِي تَرْجَمَة أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَكتب كثيرا وعلق وَألف وَخرج

ص: 376

800 -

أَحْمد بن مظفر بن مزهر النابلسي الْكَاتِب الْمَشْهُور أَخُو الصاحب شرف الدّين يَعْقُوب ولّي اسْتِيفَاء الدِّيوَان بِدِمَشْق فِي أَوَائِل الدولة المظفرية قطز ثمَّ صرف إِلَى نظر بعلبك ثمَّ رتبه الأفرم فِي صحابة الدِّيوَان بِدِمَشْق وَمَات فِي سنة 703

801 -

أَحْمد بن مغلطاي بن عبد الله الشمسي المنصوري كَانَ أحد الْأُمَرَاء بحلب وَكَانَ ذكياً شجاعاً عَارِفًا حسن المحاضرة والمذاكرة محباً فِي أهل الْعلم وَالْأَدب وَله نظم وسط وولّي بحلب الحجابة وَشد الْأَوْقَاف وناب فِي مملكة آياس مُدَّة وَمَات فِي سنة 764 عَن بضعٍ وَخمسين سنة

802 -

أَحْمد بن مفضل بن فضل الله الْمصْرِيّ القبطي قطب الدّين كَانَ خَبِيرا بِالْكِتَابَةِ ولّي اسْتِيفَاء الْأَوْقَاف بعد أَخِيه وَمَات بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة 724

803 -

أَحْمد بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن رشيد الْجَوْهَرِي الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ القَاضِي شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْفَتْح ولد سنة 660 فِي ذِي الْقعدَة أَو ذِي الْحجَّة مِنْهَا وأحضر على ابْن علاق واسمع على النجيب والمعين الدِّمَشْقِي وَابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ وَابْن خطيب المزة وشامية بنت الْبكْرِيّ وَسمع من الْفَخر بِدِمَشْق وحدّث وَكَانَ خيرا سَاكِنا محباً لأهل الحَدِيث حسن الْأَخْلَاق ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي مُعْجَمه وَكَانَ من بَيت الرِّئَاسَة وَانْقطع

ص: 377

فِي آخر عمره وَكَانَ أَخُوهُ بدر الدّين يصحب الْملك الْمَنْصُور قلاون وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا ولّي السلطنة رفع من قدره وَكَانَ سَماع أَحْمد هَذَا بعناية أَخِيه بإفادة ابْن الظَّاهِرِيّ حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا مِنْهُم أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي وَمَات فِي 25 شهر رَجَب سنة 738

804 -

أَحْمد بن مَنْصُور بن صارم بن اسطوراس الْمَشْهُور بِابْن الحباس الدمياطي ولد سنة 53 سمع من أبي عبد الله بن النُّعْمَان وتعانى الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْجيد ولحقه صمم وَكَانَ يُقيم بدمياط ويخطب بالورادة كل جُمُعَة وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا

وَمن نظمه

(أَن قل سَمْعِي إِن لي

فهما توفر مِنْهُ سهم)

(يدني إِلَيّ مقاصدي

ويروقك الرمْح الْأَصَم)

وَله كتاب فِي فَضَائِل الِاتِّفَاق سَمَّاهُ أَسبَاب الْوِفَاق وَله قصيدة رائية فِي وصف الموز لَا نَظِير لَهَا

(كَأَنَّمَا الموز فِي عراجينه

وَقد بدا يانعا على شَجَره)

(فروع شعر بِرَأْس عاتبة

تخْفض من بعدهمْ مسره)

(كَأَن من خَتمه وعقصته

أرسل سراته على أسره)

(وَفِي اعْتِدَال الخريف أحسن مَا

يرفل مثل الدراج فِي أزره)

(كَأَن أمشاطه مكاحل من

زمرد نظمت على قدره)

ص: 378

(كَأَن أشجاره وَقد نشرت

ظلال أوراقها على نشره)

(حاملة طفلها على يَدهَا

تقيه حر الهجير فِي جمره)

(كَأَن قامات سوقه عمد

حَيْثُ إداراتها على جدره)

(كَأَنَّمَا سَاقه الصَّقِيل وَقد

بَدَت عَلَيْهِ رقوم معتبره)

(سَاق عروس أَقَامَ مئزرها

فَبَاتَ وشى الخضاب فِي حبره)

(يصاغ من جدول خلاخلها

فينجلي والنثار من زهره)

(حدائق حففت مساحتها

كَأَنَّمَا الْجَيْش أم فِي زمره)

(زها فِرَاق الْعُيُون منظره

فَمَا تمل الْعُيُون من نظره)

(وكل أَيَّامه مصاهرة

تبين فِي ورده وَفِي صَدره)

(كَأَنَّمَا عمزه الْقصير حكى

زمَان وصل الحبيب فِي قصره)

(كَانَ عرجونه المشيب اتى

يخبر إِن خانه انقضا عمره)

(كَأَنَّهُ الْبَدْر فِي الْكَمَال وَقد

أُصِيب بالخسف فِي سنا قمره)

(كَأَنَّهُ بعد قطعه وَقد

اصبح مَا نَالَ من أَذَى حجره)

(مُعَلّقا بالرجاء ظَاهره

يخبر عَمَّا رجى من خَبره)

(يطيب ريحًا ويستلذ جنى

على أَذَى فِي دقوق مصطبره)

(كَأَنَّهُ الْجَار جا إِلَى أحبته

يُرِيد ضراً على أَذَى ضَرَره)

ص: 379

مَاتَ فِي صفر سنة 642 قَالَ سعيد الذهلي فِي أناشيده أَنا المعمر أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مَنْصُور بن صارم الْمَعْرُوف بِابْن الحباس الأديب البارع لنَفسِهِ قصيدة أَولهَا

(حَدِيث الْحبّ سرٌ لَا يذاع

وَأمر فِي تصرفه مُطَاع)

(فَحدث بِالْإِشَارَةِ عَنهُ إِذْ لَا

حَدِيث بالعبارة يُسْتَطَاع)

805 -

أَحْمد بن مَنْصُور بن مكي من مَشَايِخ القطب الْحلَبِي قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وحدّث عَنهُ وَهُوَ قَرَأَ على الشَّيْخ نصر المنبجي وحدّث عَنهُ وَتُوفِّي سنة 718 بِالْقَاهِرَةِ

806 -

أَحْمد بن مَنْصُور بن على الخشاب ولد قبل سَبْعمِائة وَسمع من جده لامه عبد الله بن ريحَان التَّقْوَى جُزْء الذهلي وَالثَّانِي وَالرَّابِع من الثقفيات وجزء سليم الرَّازِيّ وَغير ذَلِك وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ فِي رحلته الأولى وحدّث عَنهُ فِي مُعْجَمه

807 -

أَحْمد بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن حَدِيثَة بن غضية بن فضل ابْن ربيعَة بن خازم بن عَليّ بن مفرج بن دَغْفَل بن جراح بن سيف الطَّائِي ثمَّ الثعلي وَأول من نوه بِهِ من أهل هَذَا الْبَيْت فِي أَيَّام الْعَادِل عَمْرو بن بلَى

ص: 380

وديارهم من حمص إِلَى قلعة جعبر إِلَى الرحبة آخذة على سقِِي الْفُرَات وأطراف الْعرَاق وَلَهُم مياه كَثِيرَة ومناهل وَكَانَ هَذَا أَمِير الْعَرَب ولد سنة 684 وولّي إمرة آل فضل فِي أَيَّام النَّاصِر وَصرف عَنْهَا ثمَّ أُعِيد وَكَانَ جواداً كَرِيمًا خيرا جيد الْمُعَامَلَة وفياً بالعهد لم يكن فِي أَوْلَاد مهنا مثله فِي الْعقل والسكون والديانة وَكَانَ إِذا مرض لَا يتداوى وَإِذا خَافَ من اسلطان لَا يفر وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا واعتقله طقزدمر نَائِب الشَّام فِي سنة 45 بِدِمَشْق ثمَّ بصفد وَأطْلقهُ الْكَامِل شعْبَان فِي جُمَادَى سنة 46 وأكرمه وَأمره عوضا عَن سيف بن فضل ثمَّ أُعِيد سيف فِي أَيَّام المظفر حاجي وعزل أَحْمد وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ فَأخْرج مِنْهَا ثمَّ قدم فِي سنة 49 وَأَعَادَهُ السُّلْطَان حسن وَرجع إِلَى بِلَاده فَمَاتَ فِي رَجَب سنة 749

808 -

أَحْمد بن مُوسَى بن خفاجا الصَّفَدِي أَخذ عَن ابْن الزملكاني وَغَيره وبرع وتصدى للفتيا ثمَّ نزل قَرْيَة من قرى صفد يُفْتِي ويصنف ويتعبد وَيَأْكُل من عمل يَده فِي الزِّرَاعَة وَأعْرض عَن الْوَظَائِف والمناصب وَشرح التَّنْبِيه فِي عشر مجلدات وَأَرْبَعين النَّوَوِيّ فِي مُجَلد ضخم وَمَات سنة 750

809 -

أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ الزبيدِيّ شهَاب الدّين ابْن الْحداد الْحَنَفِيّ كَانَ عَارِفًا بالفرائض فَاضلا مَاتَ بزبيد فِي ذِي الْحجَّة سنة 794

ص: 381

810 -

أَحْمد بن مُوسَى بن عَمْرو الْحلَبِي الْحَنَفِيّ مدرس الفارقانية بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 703

811 -

أَحْمد بن مُوسَى بن عِيسَى بن أبي الْفَتْح البطرني الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي التّونسِيّ أَخذ الْقرَاءَات عَن عبد الله بن عبد الْأَعْلَى وَأبي بكربن شلبون وحدّث عَن صَالح بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد وَمُحَمّد بن أَحْمد بن حَامِد وَغَيرهم وَكَانَ ماهرا فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث مشاركاً فِي فنون مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 703

812 -

أَحْمد بن مُوسَى بن فياض بن عبد الْعَزِيز بن فياض الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس قَاضِي حلب وَابْن قاضيها خرج لَهُ أَبوهُ عَن الْقَضَاء بِاخْتِيَارِهِ سنة 74 فباشره إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 796 وَكَانَ عَالما عادلاً دينا خيرا متواضعاً كثير السّكُون مَحْمُود الطَّرِيقَة مشكوراً فِي أَحْكَامه وَكَانَ يكثر التَّزْوِيج حَتَّى يُقَال إِنَّه أحصن أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة امْرَأَة 813 - أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد عرف بِابْن قرصة الفيومي ثمَّ القوصي عز الدّين ولى نظر قوص والإسكندرية وصادره الشجاعي ثمَّ أكْرمه وَكَانَ لَا يتَكَلَّم إِلَّا بإعراب وَله مسَائِل فقهية ونحوية

ص: 382

ودرس بالأفرمية بقوص وَكَانَ قد أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَغَيره وَله نظم حسن فَمِنْهُ

(إِذا تزوج شيخ الدَّار غانية

مليحة الْقد تزهى سَاعَة النّظر)

(فقد تراقع فِي أَحْوَاله وَأَتَتْ

قَاف القيادة تستقصي عَن الْخَبَر)

وَله

(لَا تحقرن من الْأَعْدَاء من قصرت

يَدَاهُ عَنْك وَإِن كَانَ ابْن يَوْمَيْنِ)

فَإِن فِي قرصة البرغوث مُعْتَبرا

فِيهَا أدّى الْجِسْم والتسهيد للعين)

814 -

أَحْمد بن مُوسَى الزرعي الشَّيْخ الصَّالح كَانَ من كبار أَصْحَاب ابْن تَيْمِية انْقَطع بزرع مُدَّة ثمَّ طَار صيته وَقصد للتبرك حَتَّى صَار نواب الشَّام فَمن دونهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلم يتَّفق أَنه قبل من أحد مِنْهُم شَيْئا وَكَانَ ينسج العبي من الصُّوف ويتقوت من ذَلِك وَإِذا زَاده أحد

ص: 383

فِي الْقيمَة لم يقبل وَكَانَ لَهُ إقدام على مُلُوك التّرْك وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي سنة 12 وَكَانَ لايعود إِلَّا قد أُجِيب إِلَى كل مَا أَرَادَ فَأبْطل أَشْيَاء من الْمَظَالِم وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا وَكَانَ الْكثير من أهل الدولة يكرهونه وَلَا يتهيأ لَهُم رده فِيمَا يطْلب وَكَانَت وَفَاته فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة 761 وَقيل فِي أول الْمحرم سنة 62 وَقد جَاوز السِّتين

815 -

أَحْمد بن مُوسَى الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ نزيل دمشق كَانَ عَارِفًا بالقراءات أَخذ عَن عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَغَيره وَكَانَ فصيحاً عَارِفًا قَالَه الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وأرخ وَفَاته سنة 710 وَقد شَارف السِّتين

816 -

أَحْمد بن مُؤمن الدِّمَشْقِي وَالِد الشَّيْخ شمس الدّين ابْن اللبان الْمصْرِيّ أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي شامة واقرأ بِجَامِع بني أُميَّة وتصدر للْقِرَاءَة وَكَانَ خيّراً عَارِفًا بالفن وَمَات فجاءة فِي جُمَادَى الأولى سنة 706

817 -

أَحْمد بن الْمُؤَيد بن أبي جَعْفَر الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ شهَاب الدّين سمع من النجيب بعض سنَن أبي دَاوُد وحدّث وَمَات بِمصْر فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى شهر ربيع الأول سنة 724

818 -

أَحْمد بن نصر الله بن باتكين القاهري محيى الدّين كَانَ أديباً فَاضلا حدث بالشاطبية عَن عِيسَى بن أبي الجرم أَمَام جَامع الْحَاكِم بِسَمَاعِهِ من

ص: 384

النَّاظِم وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ أَبُو الْحُسَيْن الجزار ملغزا فِي الشطرنج

(وَمَا شَيْء لَهُ نفس وَنَفس

ويؤكل عظمه وَيحك جلده)

(يود بِهِ الْفَتى إِدْرَاك سَوَّلَ

وَقد يلقى بِهِ مَا لَا يودّه)

(وَيَأْخُذ مِنْهُ أَكْثَره بحقٍ

وَلَكِن عِنْد آخِره يردهُ)

وَهِي طَوِيلَة فَأجَاب بِأَبْيَات مِنْهَا

(لقد أهديت لي لغزاً بديعاً

يضل عَن اللبيب لَدَيْهِ رشده)

(وَقد أحكمته درا نضيدا

يشنف مسمعي بالدر عقده)

(فشطر اللغز أَخْمَاس ثَلَاث

للغزك إِن ترد أَنى أحده)

وَاتفقَ أَنه نظم شَيْئا فِي الْبَحْر الْكَامِل فَأَخْطَأَ فِيهِ الْوَزْن فنقده عَلَيْهِ السراج الْوراق فَكتب إِلَيْهِ

(يَا جَابِرا كسر الضَّعِيف بِطُولِهِ

ومصححاً مَعْلُول كل سقيم)

(لَا زلت تستر كل عيبٍ ظَاهر

مني وتأسو داميات كلومي)

مَاتَ فِي سنة 710 كَذَا أرخه الصَّفَدِي وقرأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر أَنه توفّي فِي حُدُود سنة 710 قَالَ وَكَانَ مولده فِي جُمَادَى الأولى سنة 614 قَالَ وَكَانَ شَاعِرًا وجيهاً مبجلاً مدح الأكابر وَكتب عَنهُ الْفُضَلَاء من شعره كَأبي حَيَّان وَابْن القماح وَذكر النَّاسِخ الأخميمي أَنه رأى ابْن دَقِيق الْعِيد يجلّه ويجلسه فَوق نواب الحكم وَقَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ قصيدةً يمدح بهَا الصاحب فَخر الدّين ابْن الصاحب بهاء الدّين

ص: 385

أَولهَا

(يَا جفن مقلته سكرت فعربد

كَيفَ اشْتهيت على فُؤَادِي المكمد)

(ورميت عَن قَوس الفتور فَأَصْبَحت

غَرضا لأسهمك الْقُلُوب فسدد)

(لم يغمض الجفن الكحيل تعاجباً

إِلَّا لسوقنا لسيفٍ مغمد)

وَيَقُول فِيهَا

(لاموا على ظمأي عَلَيْك فَمَا دروا

فِي مآء خدك مَا حلاوة موردي)

(أَنى يخَاف من استجار محبَّة

بِمُحَمد بن عَليّ بن مُحَمَّد)

قَالَ وَكَانَ القَاضِي السنجاري يمِيل إِلَى شَاب يُسمى عمر الْألف فَبَلغهُ أَن ابْن باتكين أنْشدهُ فتهدده قَالَ ابْن باتكين فَأرْسل إِلَيّ فَجِئْته فَقَالَ يَا محيي الدّين الْعَدَالَة خرقَة رقيقَة وَبَلغنِي أَنه يلازمك شَاب يُقَال لَهُ يَا أرْحم فَقلت لَا وَالله يَا مَوْلَانَا بل يُقَال لَهُ الْألف وَوَاللَّه

ص: 386

الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا يهواني بل أَنا أعشقه وَأجْرِي خَلفه من مَكَان إِلَى مَكَان فَضَحِك القَاضِي وصرت إِذا جَاءَنِي عمر أَقُول لَهُ رح إِلَى القَاضِي وَكَانَ القَاضِي تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز يكْتب اسْمه بِغَيْر زِيَادَة فَيكْتب فِي آخر الورقة كتب عبد الْوَهَّاب وَكَانَ كثير التنقيب عَن الشُّهُود حَتَّى أسقط مِنْهُم طَائِفَة فَعمل فِيهِ ابْن باتكين

(لَا تعجبوا كَثْرَة إِسْقَاطه

فَإِنَّهُ أسقط حَتَّى أَبَاهُ)

فَبلغ ذَلِك التَّاج فَصَارَ يكْتب فلَان ابْن فلَان وَبَقِي فِي نَفسه من ابْن باتكين فتشفع إِلَيْهِ فَأَمنهُ وَطعن ابْن باتكين فِي السن وَحصل لَهُ فالج لى أَن مَاتَ فِي عشر الْمِائَة

819 -

أَحْمد بن نصر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن المخلص الشَّافِعِي كَانَ فَاضلا صَالحا خيرا كثير الِاشْتِغَال وتصدر للأشغال بِجَامِع دمشق فِي آخر عمره وَكَانَ توجه إِلَى مصر فِي حَاجَة لَهُ فَلَمَّا رَجَعَ أدْركهُ أَجله بالصالحية وَمَات فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة 708 ذكره البرزالي

820 -

أَحْمد بن نعْمَة بن حسن الحجار الْمسند الشهير مُلْحق الأحفاد بالأجداد مولده فِي نَيف وَعشْرين وسِتمِائَة ووفاته سنة 743 وترجمته مَشْهُورَة

ص: 387

821 -

أَحْمد بن هبة الله بن الْحَافِظ رشيد الدّين أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن عَليّ الْقرشِي الْعَطَّار زين الدّين بن نَفِيس الدّين أسمع من عبد الرَّحِيم بن يحيى ابْن خطيب المزة قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي مُعْجَمه كَانَ من بَيت الْعلم وَالْعَدَالَة سمع كثيرا

822 -

أَحْمد بن ياسين بن مُحَمَّد الرباحي بِضَم الرَّاء وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة الْمَالِكِي كَانَ يحفظ التَّنْقِيح للقرافي ثمَّ ولّي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب هُوَ أول من وليه بهَا وَعمل فِيهِ ابْن الوردي تِلْكَ المقامة الظريفة وَبَالغ فِي الْحَط عَلَيْهِ وعزل مِنْهَا الرباحي بعد أَربع سِنِين ثمَّ عَاد إِلَيْهَا ثمَّ عزل بعمر بن سعيد التلمساني بعد أَربع سِنِين أُخْرَى سنة 52 فَسَار سيرته الأولى فعزل ثمَّ عزل ثَانِيًا فِي سنة 60 ثمَّ فِي سنة 63 دخل إِلَى الْقَاهِرَة ليسعى فِي الْعود فأدركه أَجله بهَا فِي رَجَب أَو قبله سنة 764 وَقد ذمه أَيْضا ابْن حبيب فِي تَارِيخه وَقَالَ فِي حَقه اسْتَقر مذموماً على السّنة الأقوام إِلَى أَن صرف بعد أَرْبَعَة أَعْوَام وَذكر أَنه لما عزل أَولا حبس بقلعة حلب ثمَّ أفرج عَنهُ وَاتَّفَقُوا أَنه يَوْم عزل أَولا دقَّتْ البشائر بحلب وزينت الْبَلَد لما وَردت الْأَخْبَار بنصرة الْعَسْكَر الموجه إِلَى سنجار فَقَالَ بعض الحلبيين

ص: 388

(سَأَلت عَن بشائر

تضرب فِي الممالك)

(فَقيل لي مَا ضربت

غلا بعزل الْمَالِكِي)

وَقَالَ فِي ذَلِك أَيْضا

(يَا ابْن الرباحي الَّذِي خسر الحجي

كم آيَة فِي هتك سترك بيّنت)

(يَكْفِيك أَمرك قد تضَاعف جَهله

إِن الْمَدِينَة يَوْم عزلك زينت)

وَكَانَ الرباحي يثلغ بالراء فيجعلها غينا

823 -

أَحْمد بن يحيى بن إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن قَاضِي زرع سمع من سِتّ الوزراء بنت المنجا وحدّث وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود وَكتب فِي بعض الْجِهَات وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 772 وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة

824 -

أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر بن جهبل الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة 670 وتفقه على الْمَقْدِسِي وَابْن الْوَكِيل وَابْن

ص: 389

النَّقِيب وَسمع الحَدِيث من الْفَخر والفاروتي وَغَيرهمَا وَولى تدريس الصلاحية بالقدس مُدَّة ثمَّ تَركهَا وَسكن دمشق ودرس بالبادرائية بِدِمَشْق بعد الشَّيْخ برهَان الدّين وولّي مشيخة الحَدِيث بالظاهرية ثمَّ تَركهَا فَأَخذهَا الذَّهَبِيّ قَالَ ابْن كثير كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء وَلم يَأْخُذ مَعْلُوما من البادرائية وَلَا من الظَّاهِرِيَّة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهِ خير وَتعبد وَله محَاسِن وفضائل وفطنة وَتقدم فِي الْعلم بالفروع وَقَالَ ابْن الكتبي كَانَ عَالما ورعاً وَلما مرض تصدّق كثيرا حَتَّى بثيابه وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 733 قلت حَدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي

825 -

أَحْمد بن يحيى بن أَيُّوب بن حسن بن عَطاء شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة

وَسمع من عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي جُزْء الحريري صَاحب المقامات وحدّث وَمَات سنة

826 -

أَحْمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الْوَاحِد بن أبي حجلة شهَاب الدّين التلمساني ولد فِي بَلَده سنة 725 وَقدم الْقَاهِرَة وَحج وَدخل دمشق واشتغل بالأدب وولع بِهِ حَتَّى مهر ثمَّ ولّي مشيخة الصُّوفِيَّة بصهريج

ص: 390

منجك ظَاهر الْقَاهِرَة وَاسْتمرّ حنفيا وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة وجم الْفضل كثير الاستحضار وَأَنْشَأَ مقامات أَجَاد فِيهَا وَكَانَ يمِيل إِلَى مُعْتَقد الْحَنَابِلَة وَيكثر الْحَط على أهل الْوحدَة وخصوصاً ابْن الفارض وعارض جَمِيع قصائده بقصائد نبوية وَأوصى أَن تدفن مَعَه وَقد امتحن بِسَبَب ابْن الفارض على يَد السراج الْهِنْدِيّ قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَمن نوادره أَنه لقب وَلَده جنَاح الدّين وَجمع مجاميع حَسَنَة مِنْهَا ديوَان الصبابة ومنطق الطير والسجع الْجَلِيل فِيمَا جرى فِي النّيل والسكردان وَالْأَدب الغض وَأطيب الطّيب ومواصيل المقاطيع وَالنعْمَة الشاملة فِي الْعشْرَة الْكَامِلَة وحاطب ليل فِي عدَّة مجلدات كالتذكرة وَنحر أَعدَاء الْبَحْر وعنوان السَّعَادَة وَدَلِيل الْمَوْت على الشَّهَادَة وَمن محَاسِن مقاطيعه قَوْله

(نظمي علا وأصبحت

أَلْفَاظه منمقه)

(فَكل بَيت قلته

فِي سطح دَاري طبقه)

وَمَات فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة 776 فِي الطَّاعُون قَرَأت بِخَط الشَّيْخ

ص: 391

بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ أَخْبرنِي أَحْمد الْأَعْرَج السَّعْدِيّ قَالَ رَأَيْته لَيْلَة وَفَاته وكأنهما تذاكرا شخصا كَانَت بَينه وَبَينه مهاجاة فقرأنا لَهما سُورَة الْإِخْلَاص والمعوذتين قَالَ فَقَالَ لي ابْن أبي حجلة تَأمل حالتيك وقرأت بِخَط الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقطَّان كَانَ كثير الْعشْرَة للقبط والظلمة وَكَانَ يَقُول للشَّافِعِيَّة أَنه شَافِعِيّ وللحنفية أَنه حَنَفِيّ وللمحدّثين أَنه محدّث قَالَ وَكَانَ جده من الصَّالِحين

827 -

أَحْمد بن يحيى بن شيخ الْإِسْلَام عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام الْخَطِيب بِجَامِع العقيبة أَبُو الْهدى نَاصِر الدّين سمع من خطيب القرافة والفقيه اليونيني والصدر البلوي وسبط ابْن الْجَوْزِيّ وَنَحْوهم ثمَّ خالط

ص: 392

الدولة وباشر الأنظار وَصَارَ من صُدُور الدماشقة قَالَ البرزالي كَانَ كثير المكارم وَاسْتقر وَلَده بدر الدّين بعده فِي الخطابة وَمَات فِي الْحرم سنة 709 وَقد بلغ السِّتين

828 -

أَحْمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن نصر ابْن مَنْصُور بن عبيد الله بن يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي بكر ابْن عبيد الله بن أبي سَلمَة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر الْعَدوي الْعمريّ هَكَذَا أمْلى نسبه القَاضِي شهَاب الدّين ابْن محيي الدّين ولد فِي ثَالِث شَوَّال شنة سَبْعمِائة وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَالْفِقْه على ابْن الفركاح وشهاب الدّين ابْن الْمجد وَالشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح وَقَرَأَ الْأَحْكَام الصُّغْرَى على ابْن تَيْمِية وتخرّج فِي الْأَدَب بالشهاب مَحْمُود وبالوداعي وشمس الدّين ابْن الصَّائِغ الْكَبِير وَابْن الزملكاني وَأبي حَيَّان وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة كست الوزراء والحجار وَكَانَ يتوقد ذكاء مَعَ حافظة قَوِيَّة وَصُورَة جميلَة واقتدار على النّظم والنثر حَتَّى كَانَ يكْتب من رَأس الْقَلَم مَا يعجز عَنهُ غَيره فِي مُدَّة مَعَ سَعَة الصَّدْر وَحسن الْخلق وَبشر الْمحيا كتب الْإِنْشَاء بِمصْر ودمشق وَلما ولّي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ كَانَ هُوَ يقْرَأ كتب الْبَرِيد على السُّلْطَان ثمَّ غضب عَلَيْهِ السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي سَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة 40 وولاّه كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد الْقَبْض على تنكز وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن تنكز سَأَلَ النَّاصِر أَن يُقرر فِي كِتَابَة السِّرّ علم الدّين ابْن القطب فَأَجَابَهُ لذَلِك فغض ابْن فضل الله من ابْن القطب وَقَالَ أَنه قبْطِي فَلم يلْتَفت النَّاصِر لذَلِك فَكتب لَهُ

ص: 393

توقيعه على كره فَأمره أَن يكْتب فِيهِ زِيَادَة فِي معلومه فَامْتنعَ فعاوده فنفر حَتَّى قَالَ أما يَكْفِي أَن يكون إِلَّا مُسْلِمِي كَاتب السِّرّ حَتَّى يُزَاد معلومه فَقَامَ بَين يَدي السُّلْطَان مغضبا وَهُوَ يَقُول خدمتك عَليّ حرَام فَاشْتَدَّ غضب السُّلْطَان وَدخل شهَاب الدّين على أَبِيه فَأعلمهُ بِمَا اتّفق فَقَامَتْ قِيَامَته وَقَامَ من فوره فَدخل على النَّاصِر وَاعْتذر واعترف بالْخَطَأ وَسَأَلَ الْعَفو فَأمره أَن يُقيم ابْنه عَلَاء الدّين على مَوضِع شهَاب الدّين وَأَن يلْزم شهَاب الدّين بَيته فاتفق موت أَبِيه عَن قرب واستقرار أَخِيه عَلَاء الدّين فَرفع الشهَاب قصَّة يسْأَل فِيهَا السّفر إِلَى الشَّام فحركت مَا كَانَ سَاكِنا فَأمر الدويدار فَطَلَبه ورسم عَلَيْهِ وصادره واعتقله فِي شعْبَان سنة 39 فاتفق أَن بعض الْكتاب كَانَ نقل عَنهُ أَنه زور توقيعاً فَأمر النَّاصِر بِقطع يَده فَقطعت وسجن فَرفع قصَّة يسْأَل فِيهَا الإفراج عَنهُ فَسَأَلَ عَنهُ النَّاصِر فَلم يجد من يعرف خَبره وَلَا سَبَب سجنه فَقَالُوا اسألوا أَحْمد بن فضل الله فَسَأَلُوهُ فَعرف قصَّته وَأخْبر بهَا مفصلة فَأمر النَّاصِر بالإفراج عَنهُ وَعَن الرجل وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 40 واستدعاه النَّاصِر فاستحلفه على المناصحة

ص: 394

فَدخل دمشق فِي الْمحرم سنة 41 فباشرها عوضا عَن الشهَاب يحيى ابْن القيسراني فَلم يزل إِلَى ان عزل بأَخيه بدر الدّين فِي ثَالِث صفر سنة 43 ورسم عَلَيْهِ بالفلكية أَرْبَعَة أشهر وَطلب إِلَى مصر لِكَثْرَة الشكايات مِنْهُ فشفع فِيهِ أَخُوهُ عَلَاء الدّين فَعَاد إِلَى دمشق بطالا فَلَمَّا وَقع الطَّاعُون عزم على الْحَج ثمَّ توجه بأَهْله إِلَى الْقُدس فَمَاتَتْ فدفنها وَرجع فَمَاتَ بحمى ربع أَصَابَته فَقضى يَوْم عَرَفَة سنة 749 وَكَانَ أصل نسبته إِلَى عمر بن الْخطاب وصنف كِتَابه فواصل السمر فِي فَضَائِل آل عمر فِي أَربع مجلدات وَعمل مسالك الْأَبْصَار فِي أَزِيد من عشْرين مجلداً والتعريف بالمصطلح الشريف وَأَشْيَاء لطاف كَثِيرَة وَله شعر كثير جدا وَلكنه وسط ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ ولد سنة 700 وَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَسمع معي من سِتّ الْقُضَاة بنت الشِّيرَازِيّ وَله تصانيف كَثِيرَة أدبية وَبَاعَ طَوِيل فِي الصناعتين وبراعة فِي البلاغتين وَالله أعلم

829 -

أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن بدر الْجَزرِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الإِمَام الْمُقْرِئ المجوّد الْفَقِيه شهَاب الدّين الزَّاهِد أَبُو الْعَبَّاس الْحَنْبَلِيّ هَكَذَا

ص: 395

تَرْجمهُ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ صاحبنا ورفيقنا فِي الطّلب قَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّيْخ جمال الدّين البدوي وَلزِمَ الشَّيْخ مجد الدّين مدّة يبْحَث عَلَيْهِ وَمهر فِي الْفَنّ واقرأ بسفح قاسيون وأصول الْفِقْه وَصَحب الشَّيْخ شمس الدّين ابْن مُسلم مُدَّة وانتفع بِهِ وَهُوَ من خِيَار النَّاس دينا وعقلاً وحياء ومروءة وَتَعَفُّفًا يعِيش من التَّسَبُّب ومولده قبل السّبْعين وَقد سمع من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَغَيرهم وَحدث بِالْأولِ من أَفْرَاد ابْن شاهين عَن جده قَرَأَ عَلَيْهِ تجويداُ جمَاعَة وَحدث وَكَانَ قوالاً بِالْحَقِّ زاهداً وَمَات فِي ربيع الأول سنة 728

830 -

أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن سَالم بن يُوسُف الْعَسْقَلَانِي الْمَعْرُوف بِابْن الغافقي الْحَنَفِيّ ذكره الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك فَقَالَ أَنه توفّي سنة 707 بالاسكندرية ومولده فِي 22 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 637 سمع الإِمَام بهاء الدّين ابْن الجميزي وَغَيره سمع مِنْهُ أَبُو الْعَلَاء البُخَارِيّ الفرضي وَشَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَحدثنَا عَنهُ

831 -

أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحرّاني الْحَنْبَلِيّ كَمَال الدّين أَخُو شرف الدّين قَاضِي الْحَنَابِلَة بالديار المصرية وَولي هُوَ نظر الخزانة وَمَات فِي 13 شَوَّال سنة 706

832 -

أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن عَليّ بن أبي الْفضل الدِّمَشْقِي تَاج الدّين ابْن السكاكري كَانَ كَاتبا مجيدا عافرا بِالشُّرُوطِ بارعاً فِيهَا غَايَة فِي إِخْرَاج علل المكاتيب وَقد كتب فِي مجْلِس الحكم

ص: 396

لِابْنِ الزملكاني حِين كَانَ قَاضِي حلب وولّي بهَا كِتَابَة الدرج وَكَانَ سمع من التقي سُلَيْمَان الْعَاشِر من الْخُرَاسَانِي ودرجات التَّابِعين وَقطعَة من صَحِيح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وحدّث وَمَات بحلب سنة 760 وَله خمس وَسِتُّونَ سنة

833 -

أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد الْبكْرِيّ شمس الدّين الشهرزوري الْكَاتِب الْمَشْهُور ولد سنة 654 وتفقه للشَّافِعِيّ وأتقن الْخط الْمَنْسُوب والموسيقي وَكَانَ حظي الذّكر عِنْد الْمُلُوك وَكتب عَنهُ أَبُو سعيد القان والوزير غياث الدّين وَجمع جم من أَوْلَاد الوزراء والقضاة والأمراء وَلم يزل على تقدّمه فِي فنونه إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 741 وَلم يظْهر فِي لحيته من الشيب إِلَّا الْيَسِير وَهُوَ الْقَائِل

(قد قنعنا بخمولٍ عَن غنى

وبعز الياس عَن ذل التَّمَنِّي)

(فكريم الْقَوْم لَا أسأله

فلماذا يعرض الباخل عني)

834 -

أَحْمد بن يحيى بن مخلوف بن مري بن فضل الله بن سعد بن ساعد الشَّيْخ شهَاب الدّين الْأَعْرَج السَّعْدِيّ الْمُؤَدب الأديب اشْتغل بِالْعلمِ وتعانى الْأَدَب فمهر وأدب أَوْلَاد الأكابر

وَمن شعره

(وَكَيف يروم الرزق فِي مصر عَاقل

وَمن دونه الأتراك بِالسَّيْفِ والترس)

ص: 397

(وَقد جمعته القبط من كل وجهة

لأَنْفُسِهِمْ بِالربعِ وَالثمن وَالْخمس)

(فللترك وَالسُّلْطَان ثلث خراجها

وللقبط نصفٌ وَالْخَلَائِق فِي السُّدس)

مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 785 وَله سبعٌ وَسِتُّونَ سنة

835 -

أَحْمد بن أبي يزِيد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين بن ركن الدّين السرائي الْمَشْهُور بمولانا زَاده العجمي الْحَنَفِيّ كَانَ أَبوهُ نَاظر الْأَوْقَاف بِبِلَاد سراي وَكَانَ مَعْرُوفا بالزهد وتضرع إِلَى الله أَن يرزقه ولدا صَالحا فولد لَهُ أَحْمد هَذَا فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة 754 وَمَات أَبوهُ وَله تسع سِنِين ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وَصَارَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الذكاء وَخرج من بَلَده وَله عشرُون سنة فَطَافَ الْبِلَاد وَأقَام بِالشَّام مدّةً ودرس الْفِقْه وَالْأُصُول وشارك فِي الْفُنُون وَكَانَ بَصيرًا بدقائق الْعُلُوم وَكَانَ يَقُول أعجب الْأَشْيَاء عِنْدِي الْبُرْهَان الْقَاطِع الَّذِي لَا يكون فِيهِ للْمَنْع مجَال ثمَّ سلك طَرِيق التصوف وَصَحب جمَاعَة من الْمَشَايِخ مدّة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وفوض إِلَيْهِ تدريس الحَدِيث بالظاهرية فِي أول مَا فتحت

ص: 398

ثمَّ درس الحَدِيث بالصرغتمشية ثمَّ اقْرَأ فِيهَا عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح بِقُوَّة ذكائه حَتَّى صَارُوا يتعجبون مِنْهُ ثمَّ مرض فطال مَرضه إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 791 وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا وَترك ولدا صَغِيرا من بنت الأقصرائي وانجب بعده وَتقدم وَهُوَ محب الدّين أَمَام السُّلْطَان

836 -

أَحْمد بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر الطَّيِّبِيّ يَأْتِي فِي أَحْمد ابْن يُوسُف

837 -

أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان جمال الدّين ابْن الصَّابُونِي الْحلَبِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيُقَال لَهُ ابْن الْمُقْرِئ نزيل الْقَاهِرَة ولد بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس أَو سِتّ وَسبعين بدار الحَدِيث النورية وأسمعه أَبوهُ من ابْن الدرجي وَعمر ابْن أبي عصرون وَأحمد بن شَيبَان وَابْن الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر وَابْن عَلان والمقداد وغازي الحلاوي والأبرقوهي وَغَيرهم ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ أحد من عنّي بِهَذَا الشَّأْن وَسمع وَكتب وحصّل الْأُصُول أسمعهُ وَالِده من الْفَخر وطبقته ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَرَحل وتميز وَكَانَ

ص: 399

حسن المذاكرة طيب السريرة مَاتَ سنة 731 وَطلب بِنَفسِهِ وحصّل الْأُصُول وَسمع من الْفَخر التوزري وَغَيره بِمَكَّة وبحلب من جمَاعَة وَأبي الْحُسَيْن يحيى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام وَغَيره بالإسكندرية وَكتب كثيرا وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ تساعيات وولّي مشيخة الحَدِيث بالمنكوتمرية وَعَاد بِبَعْض الْمدَارِس قَالَ البرزالي كَانَ من الأفاضل وَجلسَ مَعَ الْعُدُول مدّة ثمَّ ترك وَاقْتصر على الْكَلَام فِي وقف الخانقاه وَكَانَت فِيهِ كِفَايَة وَفضل وَحسن خلق انْتهى كَلَام البرزالي وَقد حدّثنا عَنهُ بعض شُيُوخنَا وَمَات لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة 731 وَله سِتّ وَخَمْسُونَ سنة

838 -

أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي الْحلَبِي أَخُو القَاضِي نَاصِر الدّين كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق وَكَانَ أَحْمد أحد الْأُمَرَاء بحلب وَله بهَا دَار قُرْآن ومكتب للأيتام أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 765 وَكَانَ يجْتَمع بِأَهْل الْعلم ويشارك فِي الْأَدَب وَرُبمَا نظم ومدحه جمال الدّين ابْن نباتة وَغَيره وَسمع مِنْهُ ابْن عشائر جُزْء مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق بِحُضُورِهِ لَهُ على أبي المكارم ابْن النصيبي

839 -

أَحْمد بن يَعْقُوب الغماري الْمَالِكِي وَكَانَ فَاضلا درّس وَأفْتى وَولي

ص: 400

قَضَاء حماة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 796 وَله نَحْو السِّتين

840 -

أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن العجمي شهَاب الدّين بن بهاء الدّين قَالَ ابْن حبيب كَانَ عَالما ماجداً حسن الْكِتَابَة رَئِيسا لَهُ نظم ونثر وباشر كِتَابَة الْإِنْشَاء وتدريس الرواحية بحلب وَمَات بحلب سنة 750 عَن نَيف وَخمسين

841 -

أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الخلاطي محب الدّين سمع من الأبرقوهي والدمياطي وغازي المشطوبي وَغَيرهم حدّثنا عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وَكَانَ يتجر ثمَّ انْقَطع وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 767

842 -

أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد المارديني الْمَعْرُوف بِابْن خطيب الْموصل قَالَ ابْن حبيب كَانَ ينظم وَيعرف الْعرُوض وَكَانَ يتَرَدَّد فِي بِلَاد الشَّام ويمدح الْأَعْيَان وَيكْتب الْخط الْحسن وَمَات بحماة فِي سنة 770 وَهُوَ ابْن سِتِّينَ وأرّخه شهَاب الدّين ابْن حجي سنة 771 وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول من غلط النُّسْخَة - فَالله أعلم

843 -

أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد الصَّالِحِي البيطار أَبُو يُوسُف سمع من عبد الْوَلِيّ ابْن جبارَة وحدّث جَاوز الثَّمَانِينَ وَثقل سَمعه وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 745

844 -

أَحْمد بن يُوسُف بن أبي الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ مجد الدّين ابْن الصيقل التَّاجِر السفّار قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه كَانَ من كبار التُّجَّار وَدخل

ص: 401

الْهِنْد مرَارًا والمعبر والصين وَأقَام فِي تِلْكَ الْبِلَاد أَكثر من عشْرين سنة وَكَانَ يَحْكِي عَن الْعَجَائِب الَّتِي شَاهدهَا من جُمْلَتهَا قبَّة آدم على رَأس جبل عالٍ يتَوَصَّل إِلَيْهَا بسلسلة من حَدِيد فَيتَعَلَّق فِيهَا من لَهُ قُوَّة قدر نصف يَوْم حَتَّى يصل ثمَّ يرجع من جِهَة أُخْرَى كَذَلِك مَاتَ بحلب فِي مستهل صفر سنة 701

845 -

أَحْمد بن يُوسُف بن سعد الله الْآمِدِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد بآمد سنة 710 تَقْرِيبًا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الإِمَام المقرىء المحدّث شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس رَحل إِلَى بَغْدَاد وَإِلَى مصر ودمشق وَطلب الْعلم فَسمع من الحجار وَمن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْأُخوة وعدة وَطلب وحصّل الْأَجْزَاء

846 -

أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد الْحلَبِي شهَاب الدّين المقرىء النَّحْوِيّ نزيل الْقَاهِرَة تعانى النَّحْو فمهر فِيهِ ولازم أَبَا حَيَّان إِلَى أَن فاق أقرانه وَأخذ الْقرَاءَات عَن التقي الصَّائِغ وَمهر فِيهَا وَسمع الحَدِيث من يُونُس الدبوسي وَغَيره وولّي تصدير الْقِرَاءَة بِجَامِع ابْن طولون وَأعَاد بالشافعي وناب فِي الحكم وَولي نظر الْأَوْقَاف وَله تَفْسِير الْقُرْآن

ص: 402

فِي عشْرين مجلدة - رَأَيْته بِخَطِّهِ وَالْإِعْرَاب سَمَّاهُ الدّرّ المصون فِي ثَلَاثَة أسفار بِخَطِّهِ صنّفه فِي حَيَاة شَيْخه وناقشه فِيهِ مناقشات كَثِيرَة غالبها جَيِّدَة وَجمع كتابا فِي أَحْكَام الْقُرْآن وَشرح التسهيل والشاطبية قَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ فَقِيها بارعاً فِي النَّحْو والقراءات وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول خيّراً أديباً مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل فِي شعْبَان سنة 756

847 -

أَحْمد بن يُوسُف بن أبي الْقَاسِم ابْن العجمي الْحلَبِي سمع من أبي بكر ابْن العجمي جُزْء الدُّعَاء للمحاملي حدّثنا ابْن رَوَاحَة عَن السلَفِي سمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي بن عشائر وَمَات فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة 773

848 -

أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الغرناطي أَبُو جَعْفَر الأندلسي ولد بعد السبعمائة وتعانى الْآدَاب فرافق أَبَا عبد الله بن جَابر الْأَعْمَى فحجا مَعَه ودخلا الْقَاهِرَة ولقيا أَبَا حَيَّان وَغَيره ثمَّ دخلا دمشق وسمعا من الْمزي وَابْن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة ثمَّ قدما حلب فأقاما بهَا نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وَنزلا البيرة وحدّث أَبُو جَعْفَر

ص: 403

بحلب والبيرة سمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر وَجَمَاعَة وَكَانَ أَبُو جَعْفَر مقتدراً على النّظم والنثر عَارِفًا بالنحو وفنون اللِّسَان ديّناً حسن الْخلق حُلْو المحاضرة كثير التواليف فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَشرح البديعية نظم رَفِيقه وَهُوَ مَشْهُور وَمَات فِي منتصف شهر رَمَضَان سنة 779 ورثاه رَفِيقه أَبُو عبد الله بن جَابر قَالَ لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الرعيني الألبيري أَبُو جَعْفَر دمث متخلّق متواضع أوحد فِي الْعَرَبيَّة حسن الْمُعَامَلَة رَحل إِلَى الْحَج فِي أَوَائِل محرم سنة 738 مشاركاً بعض الشُّعَرَاء المكفوفين على أَن يكون يكْتب وَذَلِكَ يشْعر ويقتسمان نتيجة ذَلِك وَانْقطع إِلَى الْآن خَبره هَذَا آخر مَا ذكر فِي تَرْجَمته

849 -

أَحْمد بن يُوسُف بن هِلَال بن أبي البركات الْحلَبِي الشغري - مَنْسُوب إِلَى الشغر من عمل حلب - ثمَّ الصَّفَدِي شهَاب الدّين الطَّبِيب ولد سنة 661 وتعانى الطِّبّ وَالْأَدب فمهر فيهمَا وَكتب الْخط الْحسن وخدم فِي الطِّبّ عِنْد السُّلْطَان وَكَانَ يضع الأوضاع العجيبة من النقش والتزميك وينظم المسخرات فَيَأْتِي فِيهَا بِكُل غَرِيبَة وَمَات فِي الْمحرم

ص: 404

سنة 738 وَهُوَ الْقَائِل فِيمَا يكْتب على سيف وأجاد

(أَنا أَبيض كم جِئْت يَوْمًا أسوداً

فأعدته بالنصر يَوْمًا أبيضاً)

(ذكرا إِذا مَا انْسَلَّ يَوْم كريهةٍ

جعل الذُّكُور من الأعادي حيضا)

(اختال مَا بَين المنايا والمنى

وأجول فِي وسط القضايا والقضا)

قَالَ القطب كَانَ طَبِيبا بالمرستان مُولَعا بأوضاع مستحسنة فِي أوراق مذهّبة من صَنعته مَعَ الدّين والسكون قَالَ الصَّفَدِي مَاتَ سنة 737 وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه بل مَاتَ فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة 738

850 -

أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الطَّيِّبِيّ شمس الدّين كَاتب الْإِنْشَاء بطرابلس - كَذَا تَرْجمهُ الصَّفَدِي فِي أَعْيَان الْعَصْر وَفِي مُعْجم الذَّهَبِيّ أَحْمد بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر وَتبع فِي ذَلِك البرزالي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 649 وتعانى الْآدَاب ففاق فِي النّظم والنثر وَكتب بِخَطِّهِ من كتب الْأَدَب أَشْيَاء نفيسة أتقنها ضبطاً قَالَ الصَّفَدِي ذكر لي الشهَاب ابْن فضل اب عَن جمال الدّين ابْن رزق الله أَنهم كَانُوا مَعَ الطَّيِّبِيّ هَذَا وَجَمَاعَة فِي نزهة فتذاكروا وقْعَة شقحب فَقَالُوا لَهُ لَو نظمت فِي نصر الْمُسلمين شَيْئا فَتَنَاول الدواة وَكتب قصيدة نَحْو تسعين بَيْتا أَولهَا

(برق الصوارم للأبصار يختطف

)

ثمَّ قَامُوا إِلَى النّوم فَلَمَّا استيقظوا ذكروها لَهُ فأنكرها يحلف أَنه لَا يستحضر أَنه نظم شَيْئا فأروه إِيَّاهَا فتعجب قَالَ فَوقف عَلَيْهَا

ص: 405

وَالِدي محيي الدّين بن فضل الله فأراها لِأَخِيهِ شهَاب الدّين فَكَانَ ذَلِك سَببا لولايته توقيع طرابلس وَمن شعره القصيدة الطنانة الَّتِي اقتبس فِيهَا أَكثر سُورَة مَرْيَم أَولهَا

(لست أنسى الأحباب مَا دمت حَيا

إِذا نووا للنوى مَكَانا قصياً)

(وتلوا آيَة الدُّمُوع فَخَروا

خيفة الْبَين سجّداً وبكيا)

(وبذكراهم تسح دموعي

كلما اشْتقت بكرَة وعشياً)

(وأناجي الْإِلَه من فرط حزني

كمناجاة عَبده زَكَرِيَّا)

(واختفى نورهم فناديت رَبِّي

فِي ظلام الدّجى نِدَاء خفِيا)

(وَهن الْعظم بالبعاد فَهَب لي

رب بِالْقربِ من لَدُنْك وليا)

(واستجب فِي الْهوى دعائي فَإِنِّي

لم أكن بِالدُّعَاءِ مِنْك شقيا)

(قد فرى قلبِي الْفِرَاق وَحقا

كَانَ يَوْم الْفِرَاق شَيْئا فريا)

(لَيْتَني مت قبل هَذَا وَإِنِّي

كنت نسيا يَوْم النَّوَى منسيا)

ص: 406

وَهِي طَوِيلَة نَحْو من ثَلَاثِينَ بَيْتا على هَا المهيع وَهُوَ الْقَائِل لما الزم أهل الذِّمَّة بِلبْس العمائم الملونة

(لَا تعجبوا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود مَعًا

والسامريّين لما عمموا الخرقا)

(كَأَنَّمَا بَات بالأصباغ منسهلا

نسر السَّمَاء فأضحى فَوْقهم درقا)

وَمن شعره

(من أَيْن للعود هَذَا الصَّوْت تطربنا

ألحانه بأطاريف الأناشيد)

(أَظن حِين نَشأ فِي الدوح علمه

سجع الحمائم تَرْجِيع الأغاريد)

مَاتَ بطرابلس فِي شهر رَمَضَان سنة 717

851 -

أَحْمد بن يُوسُف السَّعْدِيّ الْحَرَّانِي ثمَّ الْآمِدِيّ شهَاب الدّين ابْن جمال الدّين كَانَ صَاحب فنون من فقه وعربية ومعاني وَغير ذَلِك وَله رِسَالَة أجَاب فِيهَا جمال الدولة النسطوري النَّصْرَانِي عَن مسَائِل مشكلة كتبهَا إِلَيْهِ

ص: 407

منظومة وَشرط أَنه إِذا أَجَابَهُ عَنْهَا وحلّ مشكلاتها أسلم فَلَمَّا أَجَابَهُ عَنْهَا كلهَا هرب هَذَا نقلت من خطّ الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة المارديني نزيل حلب وَأول أرجوة النَّصْرَانِي

(يَا عَالما بحبه قد خصّنا

وعاملاً نَحْو العلى قد حضّنا)

(فَعلمه سوّده فسادنا

ولطّفه بِنَا نفى فسادنا)

وَأول جَوَاب الشَّيْخ شهَاب الدّين

(يَا فَاضلا بفضله قد أحسنا

وجانيا من ثمره حُلْو الجنا)

852 -

أَحْمد العصيدة وَالِد الشيخة زَيْنَب مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 742 وَكَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ والزهد وَله أَحْوَال

853 -

أَحْمد القَاضِي الْأَثِير برهَان الدّين السيواسي تفقّه قَلِيلا واشتغل بحلب وَدخل مصر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فصاهر أميرها ثمَّ اتّفق أَنه وَقع بَينهمَا فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى قتل وتأمر مَكَانَهُ وَكَانَ عَارِفًا داهية فَاضلا لَهُ نظم وشجاعة وَقد نازله عَسْكَر مصر فِي سنة 89 ثمَّ لما كَانَ سنة 99 قَاتله التتار الَّذين بآذربيجان فاستنجد الظَّاهِر فَأرْسل لَهُ جَرِيدَة فهرب التتار ثمَّ وَقع بَينه وَبَين قرا يلك بن طورغلي فَقتل برهَان الدّين فِي المعركة وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَانمِائَة

ص: 408

854 -

أَحْمد الأديب الْمصْرِيّ النادري الْمَعْرُوف بسميكة هُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ المعمار

(قَالُوا سميكة قد هجا

ك وَفِي هجاك قد انهمك)

(قلت الخرا فِي ذقنه

وزنا بأرطال السّمك)

وَمن قَول سميكة

(يَا سادة طَابَ بهم مدحي

أَنْتُم سروري وبكم فرحي)

(بحقكم لَا تعتبوا مدنفا

معودا بالبسط والمزح)

(وسامحوا سميكة إِن جنى

وَقَابَلُوا بِالْعَفو والصفح)

(وَلَا تَقولُوا أَنه هارب

يَأْكُلهُ النَّاس بِلَا ملح)

وَكَانَ كثير الْإِسْرَاف على نَفسه وانصلح قبل مَوته وأقلع إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام عَام تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 749 وَهُوَ الْقَائِل مطلع موشح

(بَادر لوصل الحبيب بَادر

فَإِن وَقت الْوِصَال نَادِر) ذكر من اسْمه إِدْرِيس إِلَى إِسْحَاق

855 -

إِدْرِيس بن عَليّ بن عبد الله الحسني الحمزي الْأَمِير عماد الدّين أَبُو مُوسَى الصَّنْعَانِيّ كَانَ من أُمَرَاء صنعاء ثمَّ انْتهى إِلَى الْمُؤَيد دَاوُد صَاحب الْيمن

ص: 409

فحباه وأكرمه وَفِيه يَقُول من قصيدة

(يَا رَاكِبًا بلغن عني بني حسن

وَخص حَمْزَة قومِي عصمَة الْجَار)

(أَن الْمُؤَيد أسماني وقربني

واختارني وَهُوَ حَقًا خير مُخْتَار)

قَالَ ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر لَهُ وَقَالَ فِي حَقه يعرب شعره عَن نفس كم سودت من عِصَام وبيضت من مآثر عِظَام وَقَالَ عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ كَانَ أحد أُمَرَاء الطبلخاناة عِنْد الْمُؤَيد دَاوُد وَكَانَ إِمَامًا لَا يجارى وعالماً لَا يُبَارى وَكَانَ زيدي الْمَذْهَب وَله الْأَدَب الْمَذْهَب وَكَانَ رشح للْإِمَامَة مَاتَ سنة 713

856 -

إِدْرِيس بن غَالب بن طَاهِر أَبُو الْعَلَاء اللَّخْمِيّ الأندلسي الألشي نِسْبَة إِلَى ألش من عمل مرسية ولد سنة 648 وَنزل الْقَاهِرَة سنة 675 وَسمع الْعِزّ الفاروثي وَغَيره وَأقَام بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 724

857 -

أدّى وَيُقَال بِالْوَاو بدل الْهمزَة ابْن هبة الله بن جماز بن مَنْصُور بن حماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا بن دَاوُد بن

ص: 410

الْقَاسِم بن عبيد الله بن طَاهِر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْحُسَيْنِي الْهَاشِمِي من آل بَيت أُمَرَاء الْمَدِينَة كَانَ خَارِجا عَنْهَا فَأَنف من طول الغربة فَجمع قوما وهجم الْمَدِينَة فِي ربيع الأول سنة 27 بعد أَن حاصرها أسبوعاً وأحرق الْبَاب ففر طفيل أميرها وصادر النَّاس حَتَّى اشْتَدَّ الغلاء بِالْمَدِينَةِ وافتقر جمَاعَة من المياسير فَأخذ طفيل عسكرا من مصر وَقدم ففر ودي ثمَّ حضر إِلَى الْقَاهِرَة وترافع هُوَ وطفيل إِلَى النَّاصِر ثمَّ سجن ودي وأعيد طفيل إِلَى الْمَدِينَة وَمَعَهُ بعض الْأُمَرَاء ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان سنة 31 ورتب لَهُ راتب ثمَّ أضيف إِلَيْهِ طفيل فِي أمرة الْمَدِينَة ثمَّ أفرد بهَا سنة 36 ثمَّ عزل بِسَعْد بن ثَابت فِي سنة 50 فَجمع جموعاً وهجم الْمَدِينَة وَأخذ أَمْوَال الخدام نهبوا الْمَدِينَة حَتَّى لم يبْق بهَا أحد إِلَّا اجتاحه وَخرج هَارِبا ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجن سنة 752 فَمَاتَ بالسجن

858 -

آدينة الططري شحنة بَغْدَاد من قبل التتار كَانَ عادلاً صَارِمًا ولّي بَغْدَاد فمهدها من المفسدين وقمع من بهَا من الْمُعْتَدِينَ وخفف ظلما كثيرا وحمدت سيرته إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 709 بِنَاحِيَة الْكُوفَة وَكَانَ دينا حسن الْإِسْلَام يمشي إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة

859 -

أراي نَائِب الكرك تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن صَار أَمِير آخور كَبِيرا وَمَات فِي صفر سنة 757

ص: 411

860 -

أرخان بن عُثْمَان حق التركماني كَانَ قد تغلب على طرف من بِلَاد الرّوم فَوَقَعت بَينهم وقائع كَثِيرَة وانتصر هُوَ وَعظم قدره وَكَثُرت فتوحاته فِي بِلَاد الْكفْر وَذَلِكَ من جِهَة الْبر الشَّرْقِي من الْبَحْر وَكَانَ انتصاره فِي سنة 766 وَهُوَ أول من اشْتهر من بني عُثْمَان مُلُوك الرّوم الْآن

861 -

أردكين بنت نوكاي بن قطغان المغلية تزوج بهَا الْأَشْرَف خَلِيل فَلم تزل عِنْده إِلَى أَن قتل فَعمِلت لَهُ عزاءً عَظِيما ثمَّ تزَوجهَا النَّاصِر فِي سنة 700 وَولدت لَهُ ولدا ذكرا فَمَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي سنة 710 فَعمِلت لَهُ عزاءً عَظِيما ثمَّ طَلقهَا النَّاصِر فِي سنة 717 وأنزلت إِلَى الْقَاهِرَة ورتب لَهَا مَا يكفيها إِلَى أَن مَاتَت فِي الْمحرم سنة 724 وَهِي صَاحِبَة التربة بالصخر الْمَعْرُوفَة بتربة السِّت وخلّفت لما مَاتَت ألفا من الرَّقِيق مَا بَين جَارِيَة وخادم وذخائر نفيسة فاحتاط النَّاصِر بذلك وَصَالح أخاها الْخضر على تَقْدِير مائَة ألف دِرْهَم وَكَانَت مَوْصُوفَة بِالْخَيرِ والجود

862 -

أردو أم الْأَشْرَف كجك الططرية قدمت مَعَ أُخْتهَا طولو فَأعْطى النَّاصِر أُخْتهَا طولو ليلبغا اليحياوي وعظمت منزلتها عِنْد السُّلْطَان حَتَّى أَعْطَاهَا لما ولدت عصبَة جَوْهَر قوّمت بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَلما خلع ابْنهَا من السلطنة أحيط بموجود آردو وصودرت هِيَ وجواريها وأنزلت من القلعة إِلَى أَن مَاتَت فِي

ص: 412

863 -

أربكوون وَيُقَال أرخان المغلي من ذُرِّيَّة جنكزخان كَانَ أَبوهُ قتل فَنَشَأَ هَذَا جندياً فِي عمار النَّاس فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سعيد نَهَضَ الْوَزير مُحَمَّد ابْن رشيد الدولة فَقَالَ هَذَا الرجل من عُظَمَاء القان فَبَايعهُ الْعَسْكَر وولّي السلطنة بعد القان بوسعيد فظلم وعسف وَقتل الخاتون بَغْدَاد بنت جوبان زوج بو سعيد وَكَانَ عَليّ باشاه بالجزيرة فَلم يدْخل فِي الطَّاعَة وَأخذ بَغْدَاد وأحضر مُوسَى بن عَليّ بن بايدو بن أبغا بن هلاكو وسلطنه وَعمل بَين الْفَرِيقَيْنِ مصَاف فاستظهر ابْن عَليّ بَابه وَقتل الْوَزير صبرا فِي ثامن رَمَضَان وَقتل أربكون فِي شَوَّال صبرا أَيْضا وَذَلِكَ فِي سنة 736 وَكَانَت مدّة سلّطنته شهيرات خَمْسَة أَو سِتَّة وَاسْتقر مُوسَى الَّذِي سلطنوه نَحْو ثَلَاثَة أشهر

864 -

أرتنا صَاحب الرّوم من جِهَة ألقان بو سعيد وَكَانَ دمرداش اسْتَخْلَفَهُ فغدر بِهِ واستبد بمملكة الرّوم ثمَّ غزاه حسن بن دمرداش فَهَزَمَهُ وَاسْتمرّ أرتنا فِي مملكة الرّوم وَكَانَ استقلاله فِي سنة 738 ثمَّ صَار يوالي النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَكتب لَهُ السُّلْطَان تقليداً وَأرْسل لَهُ خلعا

ص: 413

وَهُوَ الَّذِي كسر ألقان سُلَيْمَان فِي سنة 744 وَكَانَ حسن الْإِسْلَام مَاتَ فِي سنة 753 وَاسْتقر مَكَانَهُ وَلَده مُحَمَّد باك

865 -

أرخواش المنصوري العلمي كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وَكَانَ مقداماً شجاعاً فَذَهَبت عينه فِي بعض حروبه وَكَانَ جَافيا لَا يعرف الْهزْل فولاّه السُّلْطَان نِيَابَة القلعة بِدِمَشْق وَاسْتمرّ فِي دولة الْأَشْرَف فَلَمَّا قدم الْأَشْرَف وشطح فَغَضب السُّلْطَان وَأمر بضربه فَضرب وأهين ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ وَكَانَ لَهُ فِي حِصَار غازان الْيَد الْبَيْضَاء وَحفظ القلعة وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 701

866 -

أرسلان بن أَحْمد بن يُوسُف القطبي الْحَنَفِيّ سمع الصَّحِيح على وزيره وَا 4 لحجار سنة 715 كَمَا رَأَيْته بِخَط ابْن الفارقي

867 -

أرسلان بن عبد الله الدوادار بهاء الدّين صَاحب الخانقاه بمنشية المهراني كَانَ أَولا من خَواص سلار فَلَمَّا جَاءَ السُّلْطَان من الكرك تنصّح لَهُ لما نزل الريدانية ظَاهر الْقَاهِرَة بِأَن جمَاعَة همّوا بِالْفَتْكِ بِهِ فَخرج من ظهر الْخَيْمَة وطلع إِلَى القلعة فِي الْحَال فَشكر لَهُ ذَلِك واختص بِهِ

ص: 414

إِلَى أَن ولاّه دويداراً كَبِيرا عوض عز الدّين أيدمر فَعظم قدره واشتهر ذكره إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 717 وَكَانَ حسن الْخط جيد الْعبارَة قوي الْفَهم كَانَ عَلَاء الدّين بن الْأَثِير قد هذّبه وعلّمه فقوي خطه جيدا حَتَّى صَار يكْتب فِي الْمُهِمَّات السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ قد توجه إِلَى مهنا وَغَيره مرَارًا وَكَانَ كثير النَّفْع للنَّاس لَا يمل من قَضَاء حوائجهم وَاسْتمرّ على مرتبته حَتَّى مَاتَ

868 -

أرغون تتر الناصري كَانَ من مماليك النَّاصِر حسن تنقل إِلَى أَن أمّر طبلخاناة ثمَّ أمّر مائَة من جِهَة يلبغا ثمَّ اسْتَقر رَأس نوبَة بعد ملكتمر المارديني ثمَّ قبض عَلَيْهِ أسندمر لما دبر المملكة فِي شَوَّال سنة 768 بعد قتل يلبغا وسجن بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ الْأَشْرَف شعْبَان فِي صفر سنة 769 ثمَّ قبض عَلَيْهِ وعَلى طغيتمر النظامي فِي رَمَضَان مِنْهَا ثمَّ أخرج إِلَى حماة أَمِيرا فَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أول سنة 774

869 -

أرغون شاه الناصري رَأس نوبَة الجمدارية كَانَ بو سعيد أرْسلهُ إِلَى النَّاصِر هُوَ وملكتمر فحظي وتأمر وزوّجه بنت أقبغا عبد الْوَاحِد ثمَّ ولّي الإستادارية فِي زمن المظفّر حاجي ثمَّ ولّي نِيَابَة صفد سنة 747 ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر ثمَّ ولّي نِيَابَة حلب سنة 748 ثمَّ دمشق فِيهَا

ص: 415

فَتمكن وَبَالغ فِي تَحْصِيل المماليك والخيول وَعظم قدره حَتَّى كَانَ يكْتب إِلَى مصر بِكُل مَا يُريدهُ حَتَّى فِي حلب وطرابلس وحماة وصفد وَسَائِر ممالك الشَّام فِي كل مُهِمّ فَلَا يرد لَهُ أَمر وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن جَاءَ الْأَمر بإمساكه فَأمْسك وَذبح فِي شهر ربيع الأول سنة 750 وَكَانَ خَفِيفا قوي النَّفس شرس الْأَخْلَاق

870 -

أرغون عَليّ باك كَانَ من مماليك النَّاصِر وتنقل إِلَى أَن أعطي تقدمة وَاسْتقر رَأس نوبَة فِي سنة 769 إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 770

871 -

أرغون بن قيران السلاري كَانَ نقيب الْجَيْش فِي أَيَّام السُّلْطَان حسن وَكَانَ قبل ذَلِك نقيب المماليك عوض أَبِيه وَاتفقَ أَن الْأَشْرَف عينه لامرة الْحَاج فَامْتنعَ فَغَضب مِنْهُ وعزله من نقابة الْجَيْش فَأَقَامَ مِقْدَار شهر بطالاً ثمَّ خدم بِمِائَة ألف فأعيد إِلَى نقابة الْجَيْش فاتفق أَنه مَاتَ بعد شهر وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 772

872 -

أرغون الأحمدي اللالا تنقل إِلَى أَن قَرَّرَهُ يلبغا لما تسلطن الْأَشْرَف شعْبَان فِي خدمَة السُّلْطَان وتربيته ثمَّ اسْتَقر إستاداراً كَبِيرا ثمَّ عمل خزنداراً كَبِيرا ثمَّ نَفَاهُ يلبغا فِي شهر ربيع الأول سنة 768 فَلَمَّا قتل يلبغا فِي تِلْكَ السّنة أُعِيد وَاسْتقر لالا على عَادَته ثمَّ اسْتَقر أَمِير مجْلِس فِي شَوَّال سنة 772 ثمَّ اسْتَقر أَمِيرا كَبِيرا فِي الْمحرم سنة 775 ثمَّ ولّي نِيَابَة الاسكندرية فِي رَمَضَان مِنْهَا فَعَاشَ فِيهَا أَيَّامًا وَمَات فِي نصف ذِي الْقعدَة

ص: 416

سنة 775

873 -

أرغون الدوادار اشْتَرَاهُ الْمَنْصُور فرباه مَعَ وَلَده النَّاصِر مُحَمَّد وَلم يزل مَعَه فِي خدمته حَتَّى توجه إِلَى الكرك وَهُوَ مَعَه حَتَّى عَاد - وَهُوَ يلازمه إِلَى أَن ولاه نِيَابَة السلطنة بالديار المصرية سنة 712 فَسَار سيرة حَسَنَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ يخلّص النَّاس من شَدَائِد يُرِيد النَّاصِر أَن ينزلها بهم وَحج سنة 715 وَخلف السُّلْطَان لما حج سنة 719 ثمَّ حج هُوَ سنة 720 ومشي من مَكَّة إِلَى عَرَفَة بمسكنة فِي هَيْئَة الْفُقَرَاء وَتوجه مرّة إِلَى منية ابْن خصيب فخرب خمس كنائس لِلنَّصَارَى وَمنع أَن يستخدم فِي ديوانه نَصْرَانِيّ ثمَّ فِي سنة 726 بلغ النَّاصِر أَن مهنا تجهّز لِلْحَجِّ فَأسر إِلَى أرغون أَن يحجّ وَيقبض على مهنا فَبلغ مهنا - فَتَأَخر عَن الْحَج فاتهم النَّاصِر أرغون بذلك فَلَمَّا عَاد قبض عَلَيْهِ واعتقله ثمَّ أخرجه لنيابة حلب وَكَانَ قد اشْتغل على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَمهر فِيهِ إِلَى أَن صَار يعد فِي أهل الْإِفْتَاء وَكَانَت لَهُ عناية عَظِيمَة بالكتب جمع مِنْهَا جمعا مَا جمعه أحد

ص: 417

من أَبنَاء جنسه وَكَانَ النَّاس قد علمُوا رغبته فِي الْكتب فهرعوا إِلَيْهِ بهَا وَكَانَ خيّراً سَاكِنا قَلِيل الْغَضَب حَتَّى يُقَال أَنه لم يسمع مِنْهُ أحد فِي طول نيابته بِمصْر وحلب كلمة سوء وَكَانَ للْملك بِهِ جمال وَكَانَ لَهُ حنو على ابْن الْوَكِيل وعَلى أبي حَيَّان وَابْن سيد النَّاس وَغَيرهم وأوصل بهمته نهر الساجور إِلَى الْبَلَد قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ تركيا فصيحا مليح الشكل شَدِيد الْحِرْص وَكَانَت وَفَاته بحلب فِي ربيع الأول سنة 731

874 -

أرغون الصَّغِير الكاملي نَائِب حلب كَانَ أحد مماليك الصَّالح إِسْمَاعِيل رباه وَهُوَ صَغِير السن حَتَّى صيّره أَمِير طبلخاناة أول مَا عرف من أمره وتنويه قدره وزوّجه أُخْته لأمه وَهِي بنت أرغون العلائي وَكَانَ جميلاً جدا قَالَ الصَّفَدِي حضر إِلَى بدر الدّين جنكلي لما تزوج فَأمره بِالْجُلُوسِ وَإِعْطَاء قبَاء مطرزاً فَلَمَّا خرج قَالَ لي رَأَيْت مَا أحسن وَجه هَذَا وعيونه فَقلت نعم - أَو نعم مَا رَأَيْت قَالَ وَلم يكن جنكلى

ص: 418

مِمَّن يمِيل إِلَى المردان فَلَمَّا ولى الْكَامِل حظي عِنْده وَقدمه وَأمره مائَة وَكَانَ يدعى أرغون الصَّغِير فَصَارَ يدعى أرغون الكاملي ثمَّ ولاه النَّاصِر حسن نِيَابَة حلب فباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة وَمَشى حَالهَا بسياسة ومهابة فخافه التركمان وَالْعرب وَكَانَ أرجف بعزله ففر إِلَى مصر فَتَلقاهُ طشبغا الدوادار وخيّره بَين دُخُول مصر أَو نِيَابَة حلب على حَاله فَاخْتَارَ الدُّخُول إِلَى السُّلْطَان فَخلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ فَتَلقاهُ أَهلهَا بالشموع إِلَى قنسرين ثمَّ ولّي نِيَابَة دمشق فِي أول دولة الصَّالح الصَّالِحَة وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة 752 فَلَمَّا خرج بيغاروس لم يُوَافقهُ وَقَامَ فِي نصْرَة صَاحب مصر ولاقاه إِلَى لد وَرجع مَعَه إِلَى دمشق وفر بيبغا من دمشق هُوَ وَمن مَعَه فَسَار أرغون وشيخون وَغَيرهمَا بالعساكر إِلَى حلب وتقرر أرغون فِي نِيَابَة حلب ثَانِيًا وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة 753 ثمَّ صرف عَن حلب فِي سنة 755 وَأمر مائَة بِمصْر ثمَّ اعتقل بالاسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَأقَام بالقدس بطالا وَعمر لَهُ فِيهَا تربة حَسَنَة وَمَات بِهِ فِي شَوَّال سنة 758 وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ

875 -

أرغون العلائي من مماليك النَّاصِر تنقل إِلَى أَن اسْتَقر رَأس نوبَة الجمدارية عِنْده ثمَّ تزوج أم الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَاسْتقر لالاه فَلَمَّا

ص: 419

مَاتَ النَّاصِر نفي إِلَى قوص فَلَمَّا ولّي السلطنة إِسْمَاعِيل صَار هُوَ أكبر الْأُمَرَاء ومدبر الممالك ثمَّ اعتقل فِي دولة المظفر حاجي بالاسكندرية بعد أَن ضرب فِي وَجهه بالطبر ضَرْبَة كَادَت تهلكه وَلما كَانَ فِي سنة 748 أحضر إِلَى الْقَاهِرَة فَقتل وَهُوَ الَّذِي أنشأ كتاب السَّبِيل على بَاب المرستان لما ولّي نظره وَكَانَ جواداً كثير الْآدَاب وَله خانكاه بالقرافة

876 -

أرغون القشتمري أمره يلبغا طبلخاناة ثمَّ أمره أسندمر تقدمة ثمَّ نفي إِلَى الْقُدس بطالاً فَمَاتَ بِهِ فِي آخر سنة 768 أَو بعْدهَا

877 -

أرقطاي القفجقي الْمَشْهُور بالحاج كَانَ من مماليك الْأَشْرَف خَلِيل وَكَانَ عَارِفًا بالسياسة مَعَ عجمة فِي لِسَانه وذكاء مفرط وتدبير لطيف وولّي نِيَابَة حمص سنة 716 ثمَّ صفد ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر أَمِير مائَة وَعمل نِيَابَة الْغَيْبَة بهَا ثمَّ ولّي إمرة طرابلس بعد امساك تنكز ثمَّ اعتقل بالإسكندرية ثمَّ ولي نِيَابَة حلب فِي سلطنة الْكَامِل شعْبَان ثمَّ ولّي نِيَابَة مصر فِي دولة المظفر حاجي ثمَّ نِيَابَة حلب ثمَّ نِيَابَة دمشق بعد أرغون شاه فَلم يدخلهَا بل مَاتَ فِي الطَّرِيق بالإسهال وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 750 وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة وَكَانَ ظريفاً لطيفاً خَفِيف الرّوح جميل الْوَجْه كثير الْأَدَب

ص: 420

878 -

أزبك بن طقطاي القان أحد مُلُوك الْمغل من جِهَة الرّوم وَهِي من بَحر قسطنطينية إِلَى نهر أرس مَسَافَة ثَمَانمِائَة فَرسَخ كَانَ جيد الْإِسْلَام شجاعاً عابداً وَكَانَت وَفَاته سنة 742 ومدّة ملكه 12 سنة وَكَانَ قد صاهر النَّاصِر على أُخْته وَبَينهمَا مكاتبات يُقَال أَنه قَالَ لبَعض الزهاد أود لَو قتلت لأنكم تَقولُونَ أَن جَمِيع من فِي ملكي فِي عنقِي فَأَقُول أَمُوت فاستريح وَكَانَ فِي سنة 721 قصد أَن يَغْزُو بِلَاد الططر فخذر النَّاصِر

879 -

أزبك بن عبد الله الشمسي قَرَأت فِي مشيخة الْبَدْر النابلسي أَنه أجَاز لَهُ فِي سنة 730

880 -

أزبك الْحَمَوِيّ صارم الدّين أحد مماليك الْمَنْصُور صَاحب حماة ترقى إِلَى أَن صَار من أُمَرَاء حماة وَكَانَ مقداماً شجاعاً مهابا جوادا بِحَيْثُ أَنه إِذا سَافر يقوم بِجَمِيعِ مؤون من يرافقه وَخرج مقدما على الْعَسْكَر الَّذِي ندب لمحاربة الأرمن بِمَدِينَة آياس وأبلى فِي حربه بلَاء عَظِيما فَأَصَابَهُ جِرَاحَة فِي وَجهه فَمَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 737 فَحمل إِلَى حماة فَدفن بهَا وَقد قَارب الْمِائَة

881 -

أزدمر المجيري توجه رَسُولا من النَّاصِر فِي سنة 701 إِلَى غازان

ص: 421

ملك التتار وصحبته عماد الدّين السكرِي

882 -

أزدمر الْعُزَّى أَبُو ذقن كَانَ مَمْلُوك بكتمر المؤمني ثمَّ تنقل إِلَى أَن جعله يلبغا فَأعْطى إمرة طبلخاناة سنة 68 ثمَّ أمره أسندمر تقدمة ألف ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجن بالاسكندرية ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف بعد ذَلِك ونفاه إِلَى الشَّام بطالاً فَمَاتَ بهَا بعد ذَلِك

883 -

أزدمر الناصري تنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار دويداراً ثمَّ كَانَ هُوَ ومنكلي بغا قد قاما على صرغتمش وتحكما بعده ثمَّ أخرج منكلي بغا فِي الأتابكية فِي سلطنة الْأَشْرَف استدعاه إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 769

884 -

أزدمر الكاشف الْأَعْمَى عز الدّين مَمْلُوك إلْيَاس تقدم فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة وَتوجه إِلَى الْيمن وولّي البهنسا وَغَيرهَا وَكَانَ النَّاصِر يثني عَلَيْهِ ثمَّ ولاه الْكَشْف بِالْوَجْهِ القبلي ثمَّ البحري وطالت أَيَّامه وَكَانَ سفاكاً للدماء كثير الْإِيقَاع بالمفسدين وَعمي فِي سنة 742 وَاسْتمرّ يخفي عماه وَيسْتَمر على ذَلِك يحكم وَلَا يشْعر بِهِ أحد إِلَى أَن فَشَا أمره فَبَطل وَكَانَ يَقُول الشّعْر ويحفظ مقامات الحريري وَكَثِيرًا من الشّعْر

ص: 422