المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلمة أخيرة في الموضوع - أزواج بالكذب

[عبد الله الرحيلي]

الفصل: ‌كلمة أخيرة في الموضوع

‌كلمةٌ أَخيرةٌ في الموضوع

أَيها الأخ المسلم، أيها الزوج الذي تزوّجَ على شَرْع الله سبحانه، ثمَّ وَقَعَ في شيءٍ مِن هذه الأخطاء التي عَرضَها هذا الموضوع، أو سِواها مِن الأخطاء، لعلّك بعد هذا العرْضِ للمشكلة، أن تَعُود إلى نفسك؛ فتحاسبها محاسبةً جادّة؛ فَتَعُودَ بها إلى الجادّة؛ فإنّك إنْ حاسبتَ نفسَك اليوم خَفَّ عليك الحساب غداً بين يدي الله رب العالمين، الذي لا شك في أنه واقعٌ في موعده الذي لا تدري لعله يكون قريباً!.

وعندئذٍ تُقيم نفسك على الطريق بنفسك؛ فلا تحتاج إلى مُقَرِّعٍ أو مؤَنِّبٍ، فتُعْطِي الحقوق بدافعٍ مِن إيمانك وغيرتِك على نفسك وسمْعتِها في الدنيا وفي الآخرة، وسمْعة أهلِك وزوجتك وأولادك، وبدافع حرْصك على مستقبلِك ومستقبلِ أهلك وزوجتك وأولادك، وبدافعٍ مِن مكارم الأخلاق والمروءة.

ولعلك تَعْلم يا أخي الكريم أنّ مساحة واجبِك في هذا

ص: 67

المجال ليست منحصرةً في تَحاشي ظلمك لأهلك وأولادك ومَن سِواهم؛ وإنما يتعدّى هذه المساحة إلى القيام بواجب الرعاية، وإعطاء الحقوق: المادّية، والمعنوية؛ وإذا لم تَقُم بما تقتضيه قوامتُك وعلاقتُك، مِن كفِّ الأذى والظلم، وإعطاء الحقوق كلها؛ فهل تتصوّر أنْ يُنتَظَر منك ما بعد ذلك مِن الفضائل!.

إنّ مَن لم يَقُمْ بهذا الواجب، فإنه لا يُنتظر منه القيام بما بعده مِن الواجبات!.

واعلمْ أنك إن لم تَقمْ بواجبك هذا، أو إن ظلمتَ أهلك أو سِواهم؛ فإنك ستكون مثلاً سيئاً للمسلمين، وستصُدُّ الناس عن الإسلام، عياذاً بالله مِن هذه الحال!.

ولا إخالُك-بعد هذا كله-أن تَرضى بشيء مِن الظلم تجُرُّه على نفسك، أو بشيءٍ من التقصير في الواجبات.

وكم يَسعدُ بك أهلك، والناس مِن حولك، بل وتَسْعدُ بك نفسك، إنْ أنت عُدتَ إلى الطريق.

وأمّا أنتِ أيتها الزوجة المظلومة، ووليُّك، فإنه-بعد هذا العرض-قد اتضحَ لكم الطريق، وما ينبغي أن يكون،

ص: 68

وما أرشدتْكم إليه آيات الكتاب العزيز، وأحاديث النبي المصطفى، عليه الصلاة والسلام، وما رأيتم مِن القصص، ولعل في ذلك كله البيان الشافي للحل الوافي.

ولعلكم تنظرون في نهاية هذه القصص الواردة في هذه الرسالة؛ فتعتبروا قبل أن يفوت الأوان، أو قبْل أن تَنْدموا ولاتَ ساعةَ مندم!.

ونؤكِّد مرّةً أخرى التحذير مِن الظلم؛ فكما أنكم لا تَرضَون الظلم مِن الزوج؛ فكذلك يجب أن تتحاشوا الوقوع في ظلم الزوج؛ إذْ كما لا يجوز له أن يَظلمكم، فإنه لا يَجوز لكم أن تظلموه، وإنْ كان ظالما.

وإنّ مِن أسباب انتصار المظلوم على ظالمه أن يكون هو غير ظالمٍ أيضاً؛ وإلاّ فإنّ مِن عقوبة الله أن يُسَلِّط الظالِمَ على الظالم. وما يَعْلم جنودَ ربك إلا هو!.

والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

ص: 69