المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بمهمة، أو بمباشرة عدو، ماتحصن منه العورة أو قد لاحت - الرسائل الحربية في عصر الدولة الأيوبية - جـ ٥٩

[محمد نغش]

الفصل: بمهمة، أو بمباشرة عدو، ماتحصن منه العورة أو قد لاحت

بمهمة، أو بمباشرة عدو، ماتحصن منه العورة أو قد لاحت منه الفرصة، فالمعونة ما طريقها واحدة، ولا سبيلها مسدودة، ولا أنواعها، محصورة تكون تارة بالرجال وتارة بالمال1. ويلي ذلك تمجيد للخليفة الموحدي ويستثير فيه حمية الإسلام، ويعقد مقارنة بين الكفار في حربهم لنصرة الكفر، والمسلمين في حربهم لنصرة الإسلام، وأن أهل الجنة أولى بقتال أهل النار، وأنه يطلب نجدة مغربية بحرية، لما للمغاربة في البحر من قوة ضاربة.

وتختلف الرسالة الثانية عن الأولى في أن السلطان صلاح الدين يريد أن يزيل أسباب التوتر في العلاقات بين المغاربة والدولة الصلاحية، وهو يوصى رسوله بأن يشرح للخليفة الموحدي براعه الدولة الصلاحية مما نسب إليها، وقد سبق الإشارة إليه في الكلام عن الوصايا.

ص: 168

‌الرسالة الثالثة:

جاء فيها بعد التحية التي زاد فيها السلطان صلاح الدين وأفاض، تحديد ما فتحه من بلاد الشام، كما حدد الباقي منها في يد الصليبيين وهى: ثغر طرابلس، وصور، ومدينة أنطاكية، وهو يرجو الله أن يفك أسرها.

ثم يشير إلى النجدات التي لبت صرخة الصليبيين في الشام، فأخرت فتح بقية البلاد التي في أيديهم، ويذكر مجيء ملك الألمان إليهم في البر والبحر بأعداد مهولة.

ويقول:" إن عدة الأعداء مائة ألف أو يزيدون، وأنه حاربهم بأصدق عزيمة، حتى أصبحوا لا يستطيعون قتال الثغر، لأنهم محصورون أشد الحصر، غير أنهم خندقوا أو سوروا ".

وخرج ملك الألمان قاصداً الشام، فبعث إليه صلاح الدين من يلقاه، ويضطره إلى تغيير مساره، سالكاً مسلكاً وعراً، فأدركه الموت غرقاً، وبقي له ولد هو الآن المقدم والمؤخر، وقائد الجمع المكسر، فيعود إلى عكا في البحر تهيباً أن يسلك البر.

وقبل أن ينهى صلاح الدين رسالته يقول: "كان المتوقع من تلك الدولة العالمية، والعزمة الفادية، مع القدرة الوافية، والهمة المهدية الهادية، أن يمد غرب الإسلام المسلمين بأكثر مما أمد به غرب الكفار الكافرين فيملأها عليهم جواري كالأعلام، ومدنا في اللجج سوائر كأنها الليالي مقلعة بالأيام، تطلع علينا معشر الإسلام آمالاً، وتطبع على الكفار آجالاً ".

1 نفس المرجع السابق.

ص: 168