الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان سفير السلطان صلاح الدين، أو الممثل الشخصي له على حد قولنا الآن إلى ملك المغرب، هو الأمير أبو العزم عبد الرحمن بن منقذ، وقد ورددت في الرسالة كلمة تشيد بمكانته، وعلو منزلته، مما سبق الإشارة إليه في الوصايا، وصحبت هذه الرسالة هدية، وفصلت محتوياتها1.
وتختم هذه الرسالة بخاتمة طويلة لم نعهد مثلها فيما قبل سواء في المكاتبات المرسلة إلى الخليفة العباسي أو الخليفة المغربي، ونصها: "والسلام الصادر عن القلب السليم، والود الصميم والعهد الكريم، على حضرة الكرم العلية، وشدة السيادة الجلية، سلام مودة ما وفد الغرب قبلها مثلها، ورسالة ما خطرت إلى أن نفذت وراءها المحبة رسلها، وليصل السلام ورحمة الله وبركاته، ورضوانه وتحياته، إن شاء الله تعالى2.
رسالة إلى سفير السلطان صلاح الدين في المغرب:
أرسل القاضي الفاضل عن السلطان صلاح الدين إلى شمس الدين ابن منقذ في المغرب ينهى إليه أخبار القتال حول عكا.
فيخبره أن عدة من قتل على عكا من الفرنج تجاوز الخمسين ألفاً، وأن ملكي فرنسا وإنجلترا وملوكا آخرين أسرعوا لنجدة الصليبيين في قوة هائلة، فيها سفن الواحدة كأنها مدينة وفيها الخيول والخيالة.
ويصور له ثبات المقاتلين المسلمين أمام هذه الجيوش الكبيرة فيقول:" فما وهنَّا لما أصابنا في سبيل الله وما ضعفنا، ولا رجعنا وراءنا ولا انصرفنا، بل نحن بمكاننا ننتظر أن يبرزوا فنبارزهم، ويخرجوا فنناجزهم، وينشروا فنطويهم، وينبثوا فنزويهم، وأقمنا على طرفهم، وخيمنا على مخنقهم، وأخذنا بأطراف خندقهم "3 ولكنه يريد منه أن يبلغ المغاربة أن الجيوش العربية في المشرق العربي في حاجة إلى نجدتهم، حتى يقفوا في مواجهة هذه الدول المجتمعة على حربهم، الراغبة في الاستيلاء على بلادهم.
ثم يقول في نهاية رسالته: "والأمير يبلغ ما بلغه من خطب الإسلام وخطوبه، ويقوم في البلاغ يوم الجمعة مقام خطيبه"4.
1 أبوا شامة: الروضتين جـ 2 ص 171،173.
2 أبوا شامة: الروضتين جـ 2 ص 173.
3 أبوا شامة: الروضتين جـ 2 ص 188.
4 أبوا شامة: الروضتين جـ 2 ص 189.