الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
211 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ:
يَا وَيْحَ الْعَابِدِينَ أَمَا يَسْتَحْيُونَ مِنْ طَلَبِ الدُّنْيَا، وَقَدْ ضُمِنَ لَهُمُ الرِّزْقُ، وَكُفِيَ الرَّاغِبُ مِنْهَا الطَّلَبَ
، وَأُمِرُوا بِالطَّاعَةِ فَهُمْ يَطْلُبُونَ مِنْهَا مَا إِنْ فَاتَهُمْ سَلِمُوا، وَإِنْ وَجَدُوهُ نَدِمُوا، وَهَلِ الْخَيْرُ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَةِ، وَالْخَيْرُ فِي الدُّنْيَا مَعْدُومٌ، وَالْخَفْضُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالْمُقَصِّرُ عَنْ حَظِّهِ فِيهَا مَلُومٌ "
212 -
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ، يَحْلِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى: لَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الدُّنْيَا أَخْوَفُ عَلَيْهِ عِنْدِي مِنْ أَعْدَى أَعْدَائِهِ
⦗ص: 105⦘
قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا إِخْوَتَاهْ
لَا تَغْبِطُوا حَرِيصًا عَلَى ثَرْوَةٍ، وَلَا سَعَةٍ فِي مَكْسَبٍ، وَلَا مَالٍ، وَانْظُرُوا إِلَيْهِ بِعَيْنِ الْمَقْتِ لَهُ فِي فِعَالِهِ
، وَبِعَيْنِ الرَّحْمَةِ لَهُ فِي اشْتِغَالِهِ الْيَوْمَ بِمَا يَرِدُ بِهِ غَدًا فِي الْمَعَادِ. قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي، وَيَقُولُ: الْحِرْصُ حِرْصَانِ، فَحِرْصٌ جَائِعٌ، وَحِرْصٌ نَافِعٌ، فَأَمَّا النَّافِعُ فَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْفَاجِعُ فَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الدُّنْيَا، مُتَعَذِّبٌ مَشْغُولٌ لَا هُوَ يُسْرٌ، وَلَا يَلَذُّ بِجَمْعِهِ لِشُغْلِهِ، وَلَا يَفْرُغُ مِنْ مَحَبَّتِهِ لِلدُّنْيَا لِآخِرَتِهِ، كَدًّا كَدًّا لِمَا يَفْنَى، وَغَفْلَةً عَمَّا يَدُومُ وَيَبْقَى. قَالَ ثُمَّ يَبْكِي " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ:
[البحر البسيط]
لَا تَغْبِطَنَّ أَخَا حِرْصٍ عَلَى سَعَةٍ
…
وَانْظُرْ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الْمَاقِتِ الْقَالِي
إِنَّ الْحَرِيصَ لَمَشْغُولٌ لِشَقْوَتِهِ
…
عَنِ السُّرُورِ بِمَا يَحْوِي مِنَ الْمَالِ