‌ لتدعنها غير محمودين، ولا معروف لكم ذلك» - الزهد لابن أبي الدنيا

319 -

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْقَرَنِيِّ، قَالَ: ثنا فَرْوَةُ الْخَيَّاطُ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ: صَالِحٌ قَالَ: سَمِعْتُ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ يَقُولُ: «خَدَعَتْكُمُ الدُّنْيَا وَأَبْطَرَتْكُمْ، أَمَا وَاللَّهِ‌

‌ لَتَدَعُنَّهَا غَيْرَ مَحْمُودِينَ، وَلَا مَعْرُوفٌ لَكُمْ ذَلِكَ»

320 -

ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ غِفَارٍ: قَالَ سُفْيَانُ: ‌

‌«إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ قَدْرَ الدُّنْيَا فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ هِيَ» قَرَأْتُ فِي كِتَابِ دَاوُدَ بْنِ رُشَيْدٍ بِخَطِّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ

اللَّهِ الصُّورِيُّ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: إِنَّمَا زُهْدُ الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا اتِّقَاءَ أَنْ يُشْرِكُوا الْحَمْقَى وَالْجُهَّالَ فِي جَهَالَتِهِمْ

321 -

قَرَأْتُ فِي كِتَابِ دَاوُدَ أَيْضًا، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنْ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ:

⦗ص: 151⦘

«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ‌

‌ رَأْسَ مَا هُوَ مُصْلِحُكَ وَمُصْلِحٌ بِهِ عَلَى يَدَيْكَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا الزُّهْدُ بِالْيَقِينِ، وَالْيَقِينُ بِالتَّفَكُّرِ

، وَالتَّفَكُّرُ بِالِاعْتِبَارِ، فَإِذَا أَنْتَ تَفَكَّرْتَ فِي الدُّنْيَا لَمْ تَجِدْهَا أَهْلًا أَنْ تَبِيعَ بِهَا نَفْسَكَ، وَوَجَدْتَ نَفْسَكَ أَهْلًا أَنْ تُكْرِمَهَا بِهَوَانِ الدُّنْيَا، فَإِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ، وَمَنْزِلُ غَفْلَةٍ»