المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في القبر وعذاب القبر - السنة لابن أبي عاصم - جـ ٢

[ابن أبي عاصم]

فهرس الكتاب

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيْهِ حَوْضَهُ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ وَعَدَ مَنْ تَمَسَّكَ بِأَمْرِهِ وُرُودَ حَوْضِهِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُصَدُّ عَنْ حَوْضِهِ قَوْمٌ بَعْدَ أَنْ يَرِدُوهُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ الْمِيزَانِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ مَنْ يُخْرِجُ اللَّهُ بِتَفَضُّلِهِ مِنَ النَّارِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ

- ‌بَابٌ فِي الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ

- ‌بَابُ الْإِيمَانِ بِالْبَعْثِ وَفِيهِ أَخْبَارٌ قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي مَوْضِعِهَا

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ مُفَارِقِ الْجَمَاعَةِ

- ‌بَابُ الْمَارِقَةِ، وَالْحَرُورِيَّةِ، وَالْخَوَارِجِ، السَّابِقِ لَهَا خِذْلَانُ خَالِقِهَا

- ‌بَابٌ فِي الْإِرْجَاءِ، وَالْمُرْجِئَةِ، وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، وَإِنَّ لِلَّهِ فِيهِ خِيَارًا وَمَشِيئَةً

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ الرَّافِضَةِ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ زَجَرَ عَنْ سَبِّ السُّلْطَانِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام مِنْ أَمْرِهِ بِإِكْرَامِ السُّلْطَانِ، وَزَجْرِهِ عَنْ إِهَانَتِهِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ فَضْلِ تَعْزِيرِ الْأَمِيرِ وَتَوْقِيرِهِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ

- ‌بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الرَّعِيَّةِ مِنَ النُّصْحِ لِوُلَاتِهَا

- ‌بَابُ: كَيْفَ نَصِيحَةُ الرَّعِيَّةِ لِلْوُلَاةِ

- ‌بَابُ سُؤَالِ الرَّعِيَّةِ عَمَّا يَجِبُ لِوَالِيهَا عَلَيْهَا

- ‌بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّبْرِ عِنْدَمَا يَرَى الْمَرْءُ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الْوُلَاةُ

- ‌بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ عليه السلام فِي الْخَارِجِ عَلَى أُمَّتِهِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّ الْخِلَافَةَ فِي قُرَيْشٍ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلَافَةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، أَئِمَّةِ الْعَدْلِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ

- ‌بَابٌ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَمَا دَلَّ عَلَيْهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مِنْ تَفْضِيلِهِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِيمَائِهِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثَالِثِهِمْ فِي الْفَضْلِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه

- ‌بَابُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ سَعْدٍ

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

- ‌بَابٌ فِي جُمَّاعِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِهِ: الْعَشَرَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَتَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ

- ‌بَابُ تَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِهِ عليه السلام: بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قَرْنٍ

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي

- ‌مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ: جُعِلَ عُقُوبَةَ أُمَّتِي السَّيْفُ، وَكَفَّارَتَهُمُ الْقَتْلُ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ فَضْلِ قُرَيْشٍ وَمَعْرِفَةِ حَقِّهَا، وَفِي ذِكْرِ فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: قُرَيْشٌ أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: إِنَّ لِلرَّجُلِ مِنْ قُرَيْشٍ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تُعَلِّمُوهَا

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عَالِمِ قُرَيْشٍ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌ صَبْرًا

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ فَنَاءً قُرَيْشٌ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام: أَنَّهُ قَالَ: سَتُفْنِيهِمُ الْمَنَايَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام لِقُرَيْشٍ: أَنْ يَزِيدَهُمْ نَوَالًا

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ فِي لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ

- ‌بَابٌ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ

الفصل: ‌باب في القبر وعذاب القبر

862 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَالشَّافِعِيُّ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَلِجِ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» . وَقَالَ مَعْمَرٌ: «لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ» . وَقَالَ مَالِكٌ: «فَتَمَسُّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» .

ص: 415

‌بَابٌ فِي الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

ص: 415

863 -

ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ

⦗ص: 416⦘

، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا وُضِعَ الْعَبْدُ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فِي قَبْرِهِ، فَيَقُولَانِ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فِي مُحَمَّدٍ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ ". قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا أَوْ كِلَاهُمَا» . قَالَ قَتَادَةُ وَذَكَرَ أَنَّهُ: «يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُمْلَأُ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: " وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوِ الْمُنَافِقُ فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، قَدْ كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ، وَلَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِضْرَابٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ "

ص: 415

864 -

ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِذَا قُبِرَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: مُنْكَرٌ، وَالْآخَرُ: نَكِيرٌ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ؟ فَهُوَ قَائِلٌ مَا كَانَ يَقُولُ، إِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". قَالَ: " فَيَقُولَانِ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُولُ: دَعُونِي أَرْجِعْ إِلَى أَهْلِي أُخْبِرْهُمْ. فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَنَامُ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ

⦗ص: 417⦘

مَضْجَعِهِ ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: لَا أَدْرِي كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ كَذَلِكَ، فَكُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُونَ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَخْتَلِفَ مَضْجَعَهُ فِيهَا أَضْلَاعُهُ، فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ "

ص: 416

865 -

ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَإِذَا الْإِنْسَانُ دُفِنَ، فَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، جَاءَهُ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ، فَأَقْعَدَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: صَدَقْتَ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ، فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا، فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ. وَيُفْتَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ. وَأَمَّا الْكَافِرُ، أَوِ الْمُنَافِقُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا فَيَقُولُ: لَا دَرَيْتَ، وَلَا تَلَيْتَ، وَلَا اهْتَدَيْتَ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ، فَأَمَّا إِذْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ، ثُمَّ يَقْمَعُهُ ذَلِكَ الْمَلَكُ قَمَعَةً بِالْمِطْرَاقِ، فَيَسْمَعُهَا خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ ". قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنَّا أَحَدٌ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ إِلَّا ذَهَلَ عِنْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ

⦗ص: 418⦘

رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27] .

ص: 417

866 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَارُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ، فَأَتَاهُ مَلَكَانِ، فَانْتَهَرَاهُ، فَيَقُومُ يَهُبُّ كَمَا يَهُبُّ النَّائِمُ، فَيَسْأَلَانِهِ: مَنْ رَبُّكَ، وَمَا دِينُكَ، وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي، وَالْإِسْلَامُ دِينِي، وَمُحَمَّدٌ نَبِيِّي. فَيَقُولَانِ لَهُ: صَدَقْتَ، كَذَلِكَ كُنْتَ. فَيُقَالُ: أَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى آتِيَ أَهْلِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: اسْكُنْ "

ص: 419

867 -

ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ، مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ عِنْدَ الْغُرُوبِ، فَيَجْلِسُ، فَيَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: دَعُونِي أُصَلِّي " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَفِي الْمُسَاءَلَةِ أَخْبَارٌ ثَابِتَةٌ، وَالْأَخْبَارُ الَّتِي فِي الْمُسَاءَلَةِ فِي

⦗ص: 420⦘

الْقَبْرِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ أَخْبَارٌ ثَابِتَةٌ تُوجِبُ الْعِلْمَ، فَنَرْغَبُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُثَبِّتَنَا فِي قُبُورِنَا عِنْدَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ {بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.} [إبراهيم: 27]

ص: 419