المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه - السنة لابن أبي عاصم - جـ ٢

[ابن أبي عاصم]

فهرس الكتاب

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيْهِ حَوْضَهُ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ وَعَدَ مَنْ تَمَسَّكَ بِأَمْرِهِ وُرُودَ حَوْضِهِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُصَدُّ عَنْ حَوْضِهِ قَوْمٌ بَعْدَ أَنْ يَرِدُوهُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ الْمِيزَانِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ مَنْ يُخْرِجُ اللَّهُ بِتَفَضُّلِهِ مِنَ النَّارِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ

- ‌بَابٌ فِي الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابٌ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ

- ‌بَابُ الْإِيمَانِ بِالْبَعْثِ وَفِيهِ أَخْبَارٌ قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي مَوْضِعِهَا

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ مُفَارِقِ الْجَمَاعَةِ

- ‌بَابُ الْمَارِقَةِ، وَالْحَرُورِيَّةِ، وَالْخَوَارِجِ، السَّابِقِ لَهَا خِذْلَانُ خَالِقِهَا

- ‌بَابٌ فِي الْإِرْجَاءِ، وَالْمُرْجِئَةِ، وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، وَإِنَّ لِلَّهِ فِيهِ خِيَارًا وَمَشِيئَةً

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ الرَّافِضَةِ أَذَلَّهُمُ اللَّهُ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ زَجَرَ عَنْ سَبِّ السُّلْطَانِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام مِنْ أَمْرِهِ بِإِكْرَامِ السُّلْطَانِ، وَزَجْرِهِ عَنْ إِهَانَتِهِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ فَضْلِ تَعْزِيرِ الْأَمِيرِ وَتَوْقِيرِهِ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ

- ‌بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الرَّعِيَّةِ مِنَ النُّصْحِ لِوُلَاتِهَا

- ‌بَابُ: كَيْفَ نَصِيحَةُ الرَّعِيَّةِ لِلْوُلَاةِ

- ‌بَابُ سُؤَالِ الرَّعِيَّةِ عَمَّا يَجِبُ لِوَالِيهَا عَلَيْهَا

- ‌بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّبْرِ عِنْدَمَا يَرَى الْمَرْءُ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الْوُلَاةُ

- ‌بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ عليه السلام فِي الْخَارِجِ عَلَى أُمَّتِهِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّ الْخِلَافَةَ فِي قُرَيْشٍ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلَافَةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، أَئِمَّةِ الْعَدْلِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ

- ‌بَابٌ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَمَا دَلَّ عَلَيْهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مِنْ تَفْضِيلِهِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِيمَائِهِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثَالِثِهِمْ فِي الْفَضْلِ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه

- ‌بَابُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضْلِ سَعْدٍ

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ

- ‌بَابٌ فِي جُمَّاعِ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِهِ: الْعَشَرَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَتَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ

- ‌بَابُ تَحَرُّكِ الْجَبَلِ بِهِمْ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابٌ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِهِ عليه السلام: بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قَرْنٍ

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي

- ‌مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ: جُعِلَ عُقُوبَةَ أُمَّتِي السَّيْفُ، وَكَفَّارَتَهُمُ الْقَتْلُ

- ‌بَابٌ فِي ذِكْرِ فَضْلِ قُرَيْشٍ وَمَعْرِفَةِ حَقِّهَا، وَفِي ذِكْرِ فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ

- ‌بَابٌ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: قُرَيْشٌ أَهْلُ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: إِنَّ لِلرَّجُلِ مِنْ قُرَيْشٍ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِهِمْ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تُعَلِّمُوهَا

- ‌بَابٌ فِي فَضْلِ عَالِمِ قُرَيْشٍ

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌ صَبْرًا

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ عز وجل

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام: خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ فَنَاءً قُرَيْشٌ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ عليه السلام: أَنَّهُ قَالَ: سَتُفْنِيهِمُ الْمَنَايَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ قَوْلِ النَّبِيِّ عليه السلام لِقُرَيْشٍ: أَنْ يَزِيدَهُمْ نَوَالًا

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ فِي لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ

- ‌بَابٌ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ

الفصل: ‌باب في فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه

‌بَابٌ فِي فَضْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

ص: 587

1278 -

ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي حَبِيبَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ الدَّارَ عَلَى عُثْمَانَ، وَهُوَ مَحْصُورٌ، وَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي اخْتِلَافٌ» . فَقَالَ قَائِلٌ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْأَمِيرِ وَأَصْحَابِهِ» ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِ عُثْمَانَ.

ص: 587

1279 -

ثنا أَبُو عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ جَاءَ بِأَلْفِ دِينَارٍ، فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُدْخِلُ يَدَهُ فِيهَا تُقَلِّبُهَا وَيَقُولُ:«مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ، مَا ضَرَّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ» .

ص: 587

1280 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السَّلَمِيِّ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَثَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَلِيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا، ثُمَّ حَثَّ فَقَالَ عُثْمَانُ: عَلِيَّ مِائَةٌ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا، ثُمَّ نَزَلَ مَرْقَاةً مِنَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ حَثَّ فَقَالَ عُثْمَانُ: عَلِيَّ مِائَةٌ أُخْرَى بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِيَدِهِ كَالْمُتَعَجِّبِ: «مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَهَا» .

ص: 587

1281 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا وَكِيعٌ وَأَبُو الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَشَدُّ أُمَّتِي حَيَاءً عُثْمَانُ» .

ص: 587

1282 -

ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أَصْدَقُ أُمَّتِي حَيَاءً عُثْمَانُ» .

ص: 588

1283 -

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو أَيُّوبَ الْخَطَّابُ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ» .

ص: 588

1284 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاضِعًا ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنَ لَهُمْ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَتَجَلَّلَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ تَحَدَّثُوا ثُمَّ خَرَجُوا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنْتَ لَهُ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنْتَ لَهُ وَأَنْتَ كَهَيْئَتِكَ، ثُمَّ أَسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِكَ فَأَذِنْتَ لَهُمْ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَتَجَلَّلْتَ بِثَوْبِكَ. فَقَالَ:«أَلَا أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» . قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبِي بِنَحْوِهِ.

1285 -

حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا هِيَ قَاعِدَةٌ وَعَائِشَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

ص: 588

1286 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا سَهْلُ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ، تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» .

ص: 588

1287 -

حَدَّثَنَا ابْنُ كَاسِبٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَائِشَةَ، أَخْبَرَاهُ فِي قِصَّةٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٍّ، وَلَوْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَخَشَيْتُ أَنْ لَا يَبْلُغَ حَاجَتَهُ» .

ص: 589

1288 -

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَادَةَ الزُّرَقِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَضَرْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَوْمَ حُوصِرَ. قَالَ: إِنَّ النَّاسَ مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ، لَوْ أَنَّ حَصَاةً أُلْقِيَتْ مَا سَقَطَتْ إِلَّا عَلَى رَأْسِ رَجُلٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُ عُثْمَانَ أَشْرَفَ مِنَ الْخَوْخَةِ الَّتِي تَلِي مَقَامَ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا. فَقَالَ: أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا. قَالَ: أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ تَكُونَ فِي جَمَاعَةِ قَوْمٍ تَسْمَعُ نِدَائِي ثَلَاثًا فَلَا تُجِيبُنِي، نَشَدْتُكَ اللَّهَ يَا طَلْحَةَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَأَنَا وَأَنْتَ مَعَهُ، لَيْسَ مَعَهُ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، فَقَالَ:«يَا طَلْحَةُ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقًا مِنْ أُمَّتِهِ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ هَذَا رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ» . قَالَ: فَقَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: وَانْصَرَفَ عَنْهُ.

ص: 589

1289 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَرَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ» .

ص: 589

1290 -

ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ حَصَرَ عُثْمَانَ، فَأَشْرَفَ فَقَالَ: أَهَا هُنَا طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ صَاحِبِهِ» ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي وَقَالَ:«هَذَا جَلِيسِي وَوَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ الْحِمْيَرِيُّ: فَقُلْتُ: كَيْفَ أُقَاتِلُ رَجُلًا قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا فِيهِ؟ قَالَ: فَرَجَعَ فِي سَبْعِ مِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ.

ص: 589

1291 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ابْنَتِهِ الثَّانِيَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ، فَقَالَ:«أَلَا أَبَا أَيِّمٍ، أَلَا أَخَا أَيِّمٍ، يُزَوِّجُهَا عُثْمَانَ، فَلَوْ كُنَّ عَشْرًا لَزَوَّجْتَهُ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ» .

ص: 590

1292 -

ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ:«تَهْجِمُونَ عَلَى رَجُلٍ مُعْتَجِرٍ يُبَايِعُ النَّاسَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . فَهَجَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ.

ص: 590

1293 -

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ النَّاسُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَدْ هَمُّوا أَنْ يُبَايِعُوا مُعَاوِيَةَ بِيعَةً عَلَى مَا اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ، وَكَعْبُ بْنُ مُرَّةَ صَاحِبَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَسْتُ بِخَطِيبٍ، وَلَوْلَا مَقَالَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أَقُمْ. فَأُسْكِتَ النَّاسُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فِتْنَةٌ يَكُونُ فِيهَا هَذَا عَلَى الْهُدَى، وَمَنِ اتَّبَعَهُ» . وَقَدْ قَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَدْبَرَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ حَتَّى أَخَذْتُهُ بِمَنْكِبَيْهِ، فَلَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ وَجْهَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «هَذَا» . ثُمَّ قَالَ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ: وَاللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا يُصَدِّقُنِي عَلَى هَذِهِ الْمَقَالَةِ، مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ، أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

ص: 590

1294 -

1295 -

ثنا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِجُبِّ رُومَةَ وَهُوَ يَكْتُبُ النَّاسَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ:«يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَوَالَةَ، أَكْتُبُكَ؟» فَقُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، فَجَعَلَ عَلِيٌّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ:«أَكْتُبُكَ؟» فَقُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: فَرَأَيْتُ فِي الْكِتَابِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمَا لَا يُكْتَبَانِ إِلَّا فِي خَيْرٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ فَاكْتُبْنِي قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَوَالَةَ، كَيْفَ تَصْنَعُ فِي فِتْنَةٍ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ، وَالَّتِي بَعْدَهَا كَنَفْخَةِ أَرْنَبٍ؟» فَقَالَ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، فَقَالَ لِي:«اتَّبِعْ هَذَا، فَإِنَّهُ يَوْمَئِذٍ وَمَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الْحَقِّ» . قَالَ: فَلَحِقْتُ الرَّجُلَ، فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ، فَلَفَتُّهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ بْنَ كَعْبٍ الْبَهْزِيَّ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بِمَرْجِ صَالُوجَا، يَقُولُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِخَطِيبٍ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ.

ص: 590

1296 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنِي هَرِمُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأُسَامَةُ بْنُ خُرَيْمٍ، وَكَانَا يُقَارِبَانِ، فَحَدَّثَانِي حَدِيثًا وَلَا يَشْعُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّ صَاحِبَهُ حَدَّثَنِيهِ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:«كَيْفَ تَصْنَعُونَ فِي فِتْنَةٍ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ؟» قَالُوا: نَصْنَعُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِهَذَا وَأَصْحَابِهِ» . فَأَسْرَعْتُ حَتَّى عَطَفْتُ عَلَى الرَّجُلِ، فَقُلْتُ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَذَا» ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ

1297 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ

ص: 591

1298 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ سَعِيدٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَتَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ صَبْرًا، ثُمَّ قَالَ:«لَا يُقْتَلُ بَعْدَ الْيَوْمِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ صَبْرًا، إِلَّا رَجُلٌ قَتَلَ عُثْمَانَ فَاقْتُلُوهُ، فَإِنْ لَا تَفْعَلُوا تُقْتَلُوا قَتْلَ الشَّاةِ» .

ص: 591

1299 -

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ أَخْرَجُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَا تَكُونُ الْخِلَافَةُ فِيهِمْ أَبَدًا، وَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَتَلُوا عُثْمَانَ

⦗ص: 592⦘

فَلَا تَكُونُ الْخِلَافَةُ فِيهِمْ أَبَدًا.

ص: 591

1300 -

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أَخِي حَزْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَعْضَ بَنِيكِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ يَسْأَلُكِ عَنْ عُثْمَانَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِيهِ وَشَتَمُوهُ، قَالَتْ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَهُ وَشَتَمَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي يُوحَى إِلَيْهِ كُلَّ الْقُرْآنِ وَيَقُولُ:«اكْتُبْ يَا عُثَيْمُ» . فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُنْزِلَهُ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنْ رَسُولِهِ إِلَّا وَهُوَ كَرِيمٌ عَلَيْهِ.

ص: 592

1301 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَوَّجَنِي ابْنَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا بَعْدَ الْأُخْرَى، ثُمَّ قَالَ:«أَلَا أَبَا أَيِّمٍ، أَلَا أَخَا أَيِّمٍ يُزَوِّجُهَا عُثْمَانَ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ زَوَّجْنَاهُ» ، وَنَزَلَتْ بِيعَةُ الرِّضْوَانِ، فَبَايَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ، إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، فَقَالَ:«هَذِهِ لِي، وَهَذِهِ لِعُثْمَانَ» ، فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْهَرَ وَأَطْيَبَ مَنْ يَدِي؟ قَالَ: نَعَمْ

ص: 592

قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ يشْتَرِي هَذَا النَّخْلَ، فَيُقِيمَ بِهِ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ» ، وَضَمَنَهُ لَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَخْلًا فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

ص: 592

قَالَ: " فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ جَاعُوا جُوعًا شَدِيدًا، فَجِئْتُ بِالْأَنْطَاعِ، فَبَسَطْتُهَا، ثُمَّ صَبَبْتُ عَلَيْهَا الْحَوَارِيَّ، ثُمَّ جِئْتُ بِالسَّمْنِ وَالْعَسَلِ، فَخَلَطْتُهُ بِهِ، وَكَانَ أَوَّلَ خَبِيصٍ أَكَلُوا فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ "

ص: 592

قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ ظَمِئُوا ظَمَأً شَدِيدًا، فَاحْتَفَرْتُ بِئْرًا، فَأَعْطَيْتُ عَبْدِي النَّفَقَةَ، ثُمَّ تَصَدَّقْتُ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، الضَّعِيفُ فِيهَا وَالْقَوِيُّ سَوَاءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.

ص: 592

قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْمَسِيرَةَ انْقَطَعَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ حَتَّى جَاعَ النَّاسُ، فَخَرَجْتُ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَوَجَدْتُ خَمْسَةَ عَشَرَ رَاحِلَةً عَلَيْهَا طَعَامٌ، فَاشْتَرَيْتُهَا وَحَبَسْتُ مِنْهَا ثَلَاثَةً، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاثْنَتَيْ عَشْرَ رَاحِلَةً، فَدَعَا لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«بَارِكَ اللَّهُ لَكَ فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَبَارَكَ لَكَ فِيمَا أَمْسَكْتَ» . قَالَ: نَعَمْ.

ص: 592

قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَلْفٍ أَصْفَرَ، فَصَبَبْتُهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: اسْتَعِنْ بِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ

⦗ص: 593⦘

مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ» ؟ قَالَ: نَعَمْ.

ص: 592

قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَبَلِ حِرَاءٍ إِذْ رَجَفَ بِنَا، فَضَرَبَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَمِهِ، فَقَالَ:«اسْكُنْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» . وَعَلَى الْجَبَلِ يَوْمَئِذٍ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ؟ قَالَ: نَعَمْ.

ص: 593

1302 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي رَاشِدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ أُسَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَشِيُّ، كِلَاهُمَا عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي نَائِلَةُ بِنْتُ فُرَافِصَةَ الْكَلْبِيَّةُ، امْرَأَةُ عُثْمَانَ، قَالَتْ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ صَامَ قَبْلَ الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ إِفْطَارِهِ سَأَلَهُمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَقَالُوا: دُونَكَ ذَاكَ الرَّكِيُّ. قَالَتْ: وَرَكِيٌّ فِي الدَّارِ تُلْقَى فِيهَا النَّتَنُ. قَالَتْ: فَبَاتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُفْطِرَ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ، أَتَيْتُ جَارَاتٍ لِي عَلَى أَجَاجِيرَ مُتَوَاصِلَةٍ - تَعْنِي السُّطُوحَ -، سَأَلْتُهُنَّ الْمَاءَ، فَأَعْطَوْنِي كُوزًا مِنْ مَاءٍ، فَلَمَّا جِئْتُ بِهِ نَزَلْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ فِي أَسْفَلِ الدَّرَجَةِ نَائِمًا يَغِطُّ، فَأَيْقَظْتُهُ، قَالَتْ: هَذَا مَاءٌ عَذْبٌ أَتَيْتُكَ بِهِ، قَالَتْ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ يَنْظُرُ إِلَى الْفَجْرِ، فَقَالَ: إِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِمًا. فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ وَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَتَاكَ بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اطَّلَعَ عَلَيَّ مِنْ هَذَا السَّقْفِ وَمَعَهُ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ:«اشْرَبْ يَا عُثْمَانُ» . فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ، ثُمَّ قَالَ:«ازْدَدْ» . فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ، ثُمَّ قَالَ:«أَمَا إِنَّ الْقَوْمَ سَيَكْثُرُونَ عَلَيْكَ، فَإِنْ قَاتَلْتَهُمْ ظَفِرْتَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا» . فَدَخَلُوا عَلَيْهِ مِنْ يوْمِهِ فَقَتَلُوهُ.

ص: 593

1303 -

ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ح، وثنا أَبُو بَكْرٍ ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ، قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نُرِيدُ الْحَجَّ، فَجَاءَ عُثْمَانُ، فَقِيلَ: هَذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُلَاءَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَا هُنَا عَلِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: هَا هُنَا طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: هَا هُنَا الزُّبَيْرُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: هَا هُنَا سَعْدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ يبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي

⦗ص: 594⦘

فُلَانٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» ، فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا، أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: قَدِ ابْتَعْتُهُ، فَقَالَ:«اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ» ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ.

ص: 593

فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ يبْتَعْ رُومَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» ، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ لَهُمْ: قَدِ ابْتَعْتُهَا. فَقَالَ: «اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ» .

ص: 594

قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ فِي وجُوهِ الْقَوْمِ فَقَالَ:«مَنْ جَهَّزَ هَؤُلَاءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» - يَعْنِي جَيْشَ الْعُسْرَةِ -، فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا خِطَامًا وَلَا عِقالًا؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثَلَاثًا.

1304 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

ص: 594

1305 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَمْرٍو، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ الدَّارَ يَوْمَ أُصِيبَ عُثْمَانُ، فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا مِنْ فَوْقِ الدَّارِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى صَاحِبَيْكُمُ اللَّذَيْنِ أَنْشَبَاكُمْ عَلَيَّ، قَالَ: وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، قَالَ: فَجِيءَ بِهِمَا كَأَنَّهُمَا جَمَلَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِمَارَانِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِئْرٌ يُسْتَعْذَبُ إِلَّا رُومَةَ، فَقَالَ:«مَنْ يشْتَرِي رُومَةَ فَيَجْعَلُ دَلْوهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ» ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَالِي، فَلِمَ تَمْنَعُونَنِي أَنْ أُفْطِرَ عَلَيْهَا حَتَّى أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ. وَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ، وَضَاقَ الْمَسْجِدُ عَلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ:«مَنْ يشْتَرِي بُقْعَةَ آلِ بَنِي فُلَانٍ، فَيُوَسِّعَ بِهَا فِي الْمَسْجِدِ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ» ؟ فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ خَالِصِ مَالِي. فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَبِالْإِسْلَامِ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَنَا كُنَّا عَلَى ثَبِيرِ مَكَّةَ فَاهْتَزَّ، فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرِجْلِهِ وَقَالَ:«اسْكُنْ ثَبِيرُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ» ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، شَهِدُوا وَاللَّهِ أَنِّي شَهِيدٌ. ثُمَّ دُخِلَ عَلَيْهِ فَقُتِلَ

1306 -

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا هِلَالُ

⦗ص: 595⦘

بْنُ حَقٍّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ الدَّارَ يَوْمَ أُصِيبَ عُثْمَانُ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهَا اطِّلَاعَةً، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ خَالِصِ مَالِي فَيَكُونُ دَلْوِي فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

ص: 594

1307 -

سَمِعْتُ الْحُلْوَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: قَالَ لِي هِلَالُ بْنُ حِقٍّ: لَمْ أَرَ الْجُرَيْرِيَّ فِي أَيَّامٍ قَطُّ أَصْلَحَ مِنْهُ السَّاعَةَ.

ص: 595

1308 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ، يَقُولُ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا ذَكَرَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ عُثْمَانُ: وَمِنْ أَيْنَ وَقَدِ اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللَّهِ عَشْرًا، إِنِّي لَرَابِعُ الْإِسْلَامِ، وَقَدْ زَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ، وَبَايَعْتُهُ بِيَدِي هَذِهِ الْيُمْنَى، فَمَا مَسَسْتُ بِهَا ذَكَرِي، وَلَا تَعَنَّيْتُ، وَلَا تَمَنَّيْتُ، وَلَا شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ يشْتَرِي هَذِهِ الْبُقْعَةَ، فَيَزِيدَهَا فِي الْمَسْجِدِ وَلَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ؟» . فَاشْتَرَيْتُهَا، فَزِدْتُهَا فِي الْمَسْجِدِ.

ص: 595

1309 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللَّهِ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ اهْتَزَّ الْجَبَلُ، فَرَكَلَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:«اسْكُنْ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» ، وَأَنَا مَعَهُ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ.

ص: 595

ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ بِاللَّهِ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ يَقُولُ: «مَنْ يُنْفِقُ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟» فَجَهَّزْتُ نِصْفَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي، فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ.

ص: 595

ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ بِاللَّهِ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ بِيعَةِ الرِّضْوَانِ: «هَذِهِ يَدِي، وَهَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ» ؟، فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ

ص: 595

ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ بِاللَّهِ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يَزِيدُ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؟» ، فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ.

ص: 595