المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فقمتُ سريعاً إلى الزاوية، فلَمْ أجِدْ شيئاً! فرجعَتُ إلى النِّعَاليِّ - أصل كلمة «شاطر»

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

الفصل: فقمتُ سريعاً إلى الزاوية، فلَمْ أجِدْ شيئاً! فرجعَتُ إلى النِّعَاليِّ

فقمتُ سريعاً إلى الزاوية، فلَمْ أجِدْ شيئاً! فرجعَتُ إلى النِّعَاليِّ وأخبرتُه بالقضية؛ فضحِكَ في وجهي، وقال: خُذْ نَعْلَيْكَ، ولا تَرجِعْ بعدَ هذا إلى مِثْلِ كلامِكَ، فشُطَّارُ بغداد لا يُغلَبُونَ.

وتعجَّبْتُ مِن حُسْنِ حِيلَتِهِما).

‌للشُّطَّار ملاحة

! !

في «تاريخ بغداد» (11/ 343) في ترجمة: عبد الله بن محمد بن سفيان أبي الحسين الخزاز النحوي.

حدَّث عن: أبي العباس المبرد، وأبي العباس ثعلب، وغيرهما.

روى عنه: عيسى بن علي بن عيسى الوزير.

وكان ثقة، وله مصنفات في علوم القرآن غزيرة الفوائد.

أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الهاشمي، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن سفيان النحوي الخزاز، قال: حدثنا أبو العباس المبرد، قال: حدثنا المغيرة، عن الزبير، قال: حدثني مصعب بن عبد الله، قال: قال مالك بن أنس: لهؤلاء الشطار ملاحة كان أحدهم يصلي خلف إنسان، فقرأ الإنسان (الحمد لله رب العالمين) حتى فرغ منها، ثم أرتج عليه فجعل يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وجعل يردد ذلك.

فقال الشاطر: ليس للشيطان ذنب، إلا أنك لا تحسن تقرأ).

وذكر القصة أيضاً ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (56/ 247)

ص: 13

- وردت كلمة (الشاطر) في غالب الكتب القديمة: المعاجم اللغوية، وكتب الجرح والتعديل، وكتب التاريخ والأدب، قبل القرن الخامس ـ خاصة ـ في استعمال سيئ.

1.

في المعاجم ـ كما سبق ـ.

2.

وفي كتب الرجال:

ــ «الطبقات الكبرى ـ متمم التابعين ـ» لابن سعد (ص 453): ( .. وكان ابنه سفيها شاطراً، قتله للميراث .. ).

ــ وفي «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (3/ 62): (كذَّاب، صاحبُ سُكْر، شاطر).

ــ وفي «سؤالات الجنيد لابن معين» رقم (561): (سألت يحيى قلت: هل كتبتَ بمصر عن المفضل بن فضالة؟ فقال: «لا لا، ما كتبتُ عنه شيئَاً، كان رجلَ سوءٍ شاطِرٍ خَبيثٍ، لم يكن موضع أن يُكتَب عنه» .

ــ وفي «أخبار القضاة» لوكيع (ت 307 هـ)(3/ 111): بإسناده إلى جهينة القطان مولى ابن شبرمة قال: سمعت ابن شبرمة يقول: نِعم الرجل أَبُو هشام يعني مغيرة بْن مقسم الضبي إِلَّا أنه يشرب النبيذ حتى تحمر أذناه. قَالَ: قلت إنه كأني أعذره، قَالَ: أليس يراه الشاطر فيقتدي به).

ــ وانظر: «السير» للذهبي (8/ 43) و (19/ 82).

- بدأ ذكر كلمة «الشاطر» في القوة والمدح ــ حسب ما وقفتُ عليه من المصادر ـ:

السُّلَمي (ت 412 هـ) في «طبقات الصوفية» ــ كما سيأتي ـ، وابن الجوزي

(ت 597 هـ)«صيد الخاطر» ، والعماد الأصبهاني (ت 597 هـ) في «الخريدة» ، والسمعاني (ت هـ) في «التحبير» ، وعنه: الذهبي في «السير» (20/ 540).

ص: 14

الصريفيني (ت 641 هـ) في «المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور» ، وابن الشعار الموصلي (ت 654 هـ) في «قلائد الجمان» (2/ 337).

والقاضي عياض (544 هـ) نقلاً عن غيره كما في «ترتيب المدارك» (8/ 54).

وصف الذهبي (ت 748 هـ) في «سير أعلام النبلاء» (2/ 498) الصحابي ابن الصحابي: أسامة بن زيد رضي الله عنهما بأنه شاطر شجاع! ! [[تُراجع الأصول الخطية للتأكد]]

وورد بمعنى المدح أيضاً في: «سير أعلام النبلاء» (4/ 500)، «تاريخ الإسلام» للذهبي (15/ 702)، «الضوء اللامع» للسخاوي (11/ 101)، «نهاية المحتاج» للرملي (ت 1004 هـ)(8/ 101).

في «طبقات الصوفية» لأبي عبد الرحمن السلمي (ت 412 هـ)(ص 149): (قال وسئل رويم عن الشاطر؟ فقال: من شطرت نفسه عن الباطل).

قال القرطبي (ت 671 هـ) في «تفسيره» (2/ 159): (فأما الشاطر من الرجال فلأنه قد أخذ في نحو غير الاستواء، وهو الذي أعيا أهله خبثاً، وقد شطر وشطُر ـ بالضم ـ شطَارة فيهما.

وسئل بعضهم عن الشاطر، فقال: هو مَن أخذ في البعد عما نهى الله عنه).

ص: 15