المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الخلاصة: يُلحظ أن معنى الشطر: البُعْد، وقد استُعمل أوَّلاً في البُعد - أصل كلمة «شاطر»

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

الفصل: ‌ ‌الخلاصة: يُلحظ أن معنى الشطر: البُعْد، وقد استُعمل أوَّلاً في البُعد

‌الخلاصة:

يُلحظ أن معنى الشطر: البُعْد، وقد استُعمل أوَّلاً في البُعد عن الخير، ولم أجد له معنى حسناً في القرون الأولى

وكان يُطلق على اللصوص ومَن أعيى أهلَه خُبثاً.

ثم ورد بعد ذلك استعماله في البعد عن الشر، والبعد عن الأقران ونحوهم بالتميز والحذق، وأول ما وُجد استعماله في ذلك عند الصوفية، ثم شاع، وابتُذِل عند العامة ــ كما في قول ابن الأثير والقلقشندي ـ.

ثم أصبح في زماننا هذا في القرن الخامس عشر يُطلق على الماهر والمتميز حُسْناً، ولايكاد يُستخدم في غيره، ولا يستخدم عند الصوفية فيما يظهر لي ـ والله أعلم ـ.

ومع ما سبق لم أجد استخدامها ـ عند العلماء ـ في المدح إلا قليلاً

فالأولى والأحسن اجتنابها، لأمرين:

1.

لعدم ورودها في المعاجمِ اللغوية وكلامِ العلماء الأولين دالَّةً على المدح والحذق.

2.

ولقلة استخدامها في كلام المتوسطين والمتأخرين من أهل العلم والأدب في مقام المدح.

ومما يستغرب شيوعها في زماننا، وكأنها الكلمة الوحيدة في المدح والتميز.

وقد يقال: بأن أصل الشطر البُعد، والاغتراب، وهذان موجودان في شخص تميز وحذق عمله، وابتعد عن مستوى أقرانه

ص: 17

لكن يظل الأمر غريباً؛ لعدول القرون السابقة عن استخدامها في الخير إلا قليلاً، وللعامة في القرن الخامس وما بعده سبب في شيوعها في المدح ـ كما في قول ابن الأثير والقلقشندي ـ.

الأمر يسير ـ إن شاء الله ـ والبحث هنا عن الأحسن والأفضل، مع عِلم الجميع أن اللغة العربية أوسع اللغات، فلْنَنْتَقِ أجملَ وأفصح العبارات.

وليتنا ثم ليتنا ثم ليتنا نقضي على الرطانة التي نخرت ألسنتنا فيما لاحاجة لنا فيه ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ــ.

هذا ما تيسر إيراده، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه:

إبراهيم بن عبدالله المديهش

مدينة الرياض

النشرة الأولى (26/ 5 /1439 هـ)

النشرة الثانية «مزيدة» (11/ 7/ 1439 هـ)

#قناة_إبراهيم_المديهش_العلمية

في التيليجرام

https://t.me/ibrahim_almdehesh

ص: 18