المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌عناصر الدرس * باب المنادى * باب المفعول لأجله * باب المفعول معه * - الشرح المختصر على نظم الآجرومية - جـ ١٢

[أحمد بن عمر الحازمي]

فهرس الكتاب

الفصل: ‌ ‌عناصر الدرس * باب المنادى * باب المفعول لأجله * باب المفعول معه *

‌عناصر الدرس

* باب المنادى

* باب المفعول لأجله

* باب المفعول معه

* المخفوضات من الأسماء

* باب الإضافة

* الخاتمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

(باب المنادى)

قال الناظم رحمه الله تعالى: {باب المنادى} .

أي هذا باب بيان حقيقة المنادى، منادى اسم مفعول من نودي ينادى منادات، منادى هو النداء مأخوذ من النداء وهو الطلب سواء كان بحرف أو بغيره طلب مطلقا سواء كان بحرف أو " يا زيد " هذا نداء " أدعو زيدا " هذا نداء " أنادي زيدا " هذا يسمى نداء ليس خاصا بالحرف وقد يكون بالحرف وبالفعل.

والمنادى في الاصطلاح: أو النداء في الاصطلاح،: هو الطلب بـ يا أو إحدى أخواتها إذن النداء هو الطلب مطلقا بحرف أو بغيره هذا في المعنى اللغوي.

وأما في اصطلاح النحاة / أرادوا به الطلب بـ يا أو إحدى أخواتها إذن هو خاص.

أما المنادى: فهو المطلوب إقباله مطلقا يعنى سواء كان باللفظ أو بالإشارة مثلا المنادى في الحقيقة هو قسم من أقسام المفعول به؛ ولذلك ابن هشام في قطر الندى لما ذكر المفعول به قال (ومنه المنادى) أي من المفعول به المنادى إذن هو قسم من أقسام المنادى لأن " يا زيد " أصلها " أدعو زيدا " مثل أضرب زيدا إذن هو مفعول به إذن المنادى من أقسام المفعول به الذي حذف عامله وجوبا وهو هنا أدعو وناب عنه أحرف النداء.

إِنَّ المُنَادَى فِي الكَلَامِ يَأْتِي

خَمْسَةُ أَنْوَاعٍ لَدَى النُّحَاةِ

المُفْرَدُ العَلَمُ ثُمَّ النَّكِرَهْ

أَعْنِي بِهَا المَقْصُودَةَ المُشْتَهِرَهْ

ثُمَّتَ ضِدُّ هَذِهِ فَانْتَبِهِ

ثُمَّ المُضَافُ وَالمُشَبَّهُ بِهِ

فَالأَوَّلَانِ ابْنِهِمَا بِالضَّمِّ

أَوْ مَا يَنُوبُ عَنْهُ يَا ذَا الفَهْمِ

تَقُولُ يَا شَيْخُ وَيَا زُهَيْرُ وَالبَاقِي فَانْصِبَنَّهُ لَا غَيْرُ

(إن المنادى خمسة أنواع)" إن "حرف توكيد ونصب المنادى اسم إن " خمسة أنواع " هذا خبر وإن وما أكثر ما يأتي بها الناظم وهي حشوٌ، كل المواضع التي مرت معنا فيه " إن" في التعاريف فهي حشو لأن إن إنما يؤكد بها للمتردد والممكن أما خالي الذهن هذا لا يؤكد له هذه قاعدة ومحل وفاق عندهم، إلا إذا نزل خالي الذهن منزلة المتردد أو الممكن.

فإن تخاطب خاليَ الذهنِ منِ - - حكم ٍ ومن تردد ٍ فلتغتنِ (عن المؤكدات)

(فإن تخاطب خالي الذهن من حكم ومن تردد فلتغتنِ) أي: لستغتنِ، عن المؤكدات، هكذا قال السيوطي في " عقود الجمان ".

إذن " إن " حشو (المنادى في الكلام) إذن، (المنادى يقع في الكلام) المراد به زيد " يا زيد " هل هو كلام؟

أقل ما يتألف منه الكلام اسمان أو اسم وفعل، " اسمان " مبتدأ وخبر أو اسم وفعل و " يا زيد " هذا قد قيل به مذهب علي الفارسي.

أن الكلام قد يتألف من حرف واسم لكنه رد عليه وهو أن العبرة بالأصل لا بالفرع إذ أصل يا زيد، أدعو زيدا، وأدعو زيدا هذا مؤلف من فعل واسم، إذن العبرة بالأصول لا بالفروع (فِي الكَلَامِ يَأْتِي خَمْسَةُ أَنْوَاعٍ لَدَى النُّحَاةِ) أي عند النحاة.

المُفْرَدُ العَلَمُ ثُمَّ النَّكِرَهْ

أَعْنِي بِهَا المَقْصُودَةَ المُشْتَهِرَهْ

ثُمَّتَ ضِدُّ هَذِهِ فَانْتَبِهِ

ثُمَّ المُضَافُ وَالمُشَبَّهُ بِهِ

(المفرد العلم) والمراد به المفرد العلم: هنا ما ليس مضافا ولا شبيها به، (ثم النكرة) هو أراد أن يعدد الأنواع الخمسة ثم يبين حكمها من حيث البناء والإعراب المفرد المفرد ما إعرابه؟ مفرد بالرفع (إن المنادى في الكلام يأتي خمسة أنواع المفرد) إعراب المفرد " بدل مفصل من مجمل "، إذن بدل من خمسة المفرد العلم والمفرد هنا في باب المنادى " كالمفرد في باب لا النافية للجنس " = ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف، عرفنا المراد بالشبيه بالمضاف (ثم) للترتيب الذكري (النكرة) وعرفنا أنها ما شاع في جنس الموجود أنه مقدر والنكرة في باب المنادى نوعان:

- نكرة مقصودة، ونكرة غير مقصودة

قال: (ثُمَّ النَّكِرَهْ أَعْنِي بِهَا المَقْصُودَةَ المُشْتَهِرَهْ) ، نحو " يا رجل" وهذه عدت عند بعض النحاة النكرة المقصودة عدت من المعارف ولذلك سبق أن المعارف قيل خمسة وقيل ستة بزيادة النكرة المقصودة لماذا؟ لأنك إذا أقبلت على المنادى فقد عينْته إذا قلت " يا رجل " ناديته حينئذ نقول هذا تعيين وحصل التعيين بالقصد والإقبال.

ص: 1

إذن (أعني) أتى بالعناية هنا، والظاهر أنها في غير موضعها (النكرة) هذا مفرد وفي استعمالهم عند الشراح والمحشِّين: أنه إذا أراد أن يفسر المفرد أتى " بأي " أي التفسيرية.

وإذا أراد أن يفسر المركب قال " يعنى أعنى ". إذا أراد حكاية المعنى الذي دل عليه الكلام أو الجملة قال " أعنى أو يعني " ولذلك يرد معك في الحواشي:

{وأتى بالعناية هنا من أجل كذا وكذا} بالعناية يعنى لفظ " أعنى أو يعنى " حينئذ هذا المقام ليس مقام هذا اللفظ وإنما الأصل ثم النكرة أي المقصودة لأنّ " أي " إنما يؤتى بها للتفسير تفسير المفردات، " اشتريت عسجدا " أي: ذهبا " أي " حرف تفسير هنا مبني على السكون. لا محل له من الإعراب.

(أعنى بها) أي (النكرة) السابقة (المقصودة) أعنى (المقصودة) بالنصب مفعول أعنى (المشتهرة) إذا صارت معرفة وتعريفها عارض بسبب القصد والإقبال وقيل بال المحذوفة نابت عنها ياء يعنى قولان المهم أنها معرفة.

ثُمَّتَ ضِدُّ هَذِهِ فَانْتَبِهِ

ثُمَّ المُضَافُ وَالمُشَبَّهُ بِهِ

(ثمت) هي ثم وزيدت عليها التاء لكنها مفتوحة:

ولقد أمر على اللئيم يسبني - - - فمضيت ثُمت قلت لا يعنيني

فهي حرف " ثم " هي حرف والأصل فيها " ثم" وقد تزال في لغة عليها التاء وتكون مفتوحة وقد تسكن إذن (ثمت) هذه لغة في ثم (ضِدُّ هَذِهِ فَانْتَبِهِ) ما هو المشار إليه النكرة المقصودة ضدها غير المقصودة إذن النكرة هنا نوعان نكرة مقصودة ونكرة غير مقصودة.

(ثُمَّتَ ضِدُّ هَذِهِ فَانْتَبِهِ) ، كقول الأعمى " يا رجلا خذ بيدي " يا رجلا ما عين شخصا أو في قول الخطيب " يا غافلا عن ربه " أمامه جمع ولم يعين شخصا بعينه = حينئذ نقول " يا غافلا " غافل هذا نكرة هل هي مقصودة أم لا ليست مقصودة لماذا؟

لأنه لم يعين مدلوله بمعنى أنه لم يخصصه وأما إذا قال " يا رجلا " و" يا رجل "وأراد به شخصا معين حينئذ صارت مقصودة، (ثُمَّتَ ضِدُّ هَذِهِ فَانْتَبِهِ)، " ثم "أتى بها على أصلها للترتيب الذكر المضاف والمشبه به عرفنا المشبه بالمضاف وهو: ما اتصل به شيء من تمام معناه إما مرفوعا وإما منصوبا وإما تعلق به جار ومجرور كم هذه المفرد العلم الأول النكرة المقصودة الثاني ضد النكرة المقصودة الثالث المضاف الرابع المشبه به إذن أنواع المنادى خمسة:

- إما مفرد علم وإما نكرة مقصودة وإما نكرة غير مقصودة وإما مضاف وإما شبيه بالمضاف ما أحوالها قال:

فَالأَوَّلَانِ ابْنِهِمَا بِالضَّمِّ - - أَوْ مَا يَنُوبُ عَنْهُ يَا ذَا الفَهْمِ.

(فالأولان) الفاء فاء الفصيحة (الأولان) تثنية أول وليس هو مثنى حقيقةً بل هو ملحق بالمثنى لأنه لو فُكَّ لم يعطف مثله عليه بل تقل " الأول والثاني " الأول والثاني لأنه قصد بالأولين المفرد العلم والنكرة المقصودة على الترتيب (فالأولان) أي المفرد العلم والنكرة المقصودة ما حكمهما قال (ابنهما) يعنى هما مبنيان لا معربان وعلى خلاف في علة البناء، على كلٍّ السماع هو الحجة هنا.

فالمنادى: (المفرد العلم مبني والنكرة المقصودة) كذلك مبني على ماذا؟ (ابنهما بالضم أو ما ينوب عنه) إذن يبنى على ما يرفع به لو كان معربا.

المفرد العلم: يبنى على ما يرفع به لو كان معربا، النكرة المقصودة تبنى على ما يرفع بها لو كانت معربا.

" يا رجل "(يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (رجل) منادى مبني على الضم في محل نصب من أين جاء المحل النصب هذا؟ لأنه في الأصل مفعول به إذن قدمنا فيما سبق أن المنادى (مفعول به) حينئذ يكون في محل نصب؟ من أين جاء - أدعو زيدا أدعو رجلا - هذا الأصل حينئذ لما حذفت أدعو وأقمت يا مقامه حينئذ بني رجل وبقي ملاحظة الأصل وهو النصب قيل " يا رجل " ، رجل منادى مبني على الضم في محل نصب لما بني؟ لأنه علم مفرد لما بني على الضم؟ لأنه لو أعرب لكان إعرابه في الرفع بالضمة (يا جبال أوبي) جبال؟ نكرة غير مقصودة أو علم؟ و " يا رجل" نحن قلنا مفرد علم هو رجل وجبال (إذن غلط رجل مفرد علم) وإنما يقال - يا زيد يا زيد زيد -هذا مفرد علم يا رجل هذا نكرة مقصودة يا نوح نوح هذا علم مفرد إذن مبني على الضم في محل نصب مفعول به إذن.

ص: 2

(فالأولان) الذي هو (المفرد العلم والنكرة المقصودة)(ابنهما) على ما يرفعان به لو كان معربا (بالضم أو ما ينوب عنهما) بالضم وذلك فيما إذا كان مفردا وفيما إذا كان جمعا يعنى جمع تكسير (أو ما ينوب عنه) وهو الألف في المثنى يا رجلان وكذلك الواو في الجمع يا مسلمون مثلا حينئذ نقول الألف أو نقول المنادى هنا مبني على الألف لماذا؟ لأنه لو أعرب، لأعربَ رفعا بالألف يا زيدان يا زيدون الأول مبني على الألف والثاني مبني على الواو (أو ما ينوب عنه) عن الضم يعنى الضمير في (عن) يعود على الضم الألف في المثنى والواو في الجمع يا زيدان ويا زيدون ويا نوح ويا جبال يا ذا الفهم يعنى (يا صاحب الفهم) الفهم هو إدراك معاني الكلام (تقول يا شيخ) يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب و (شيخ) هذا منادى مبني على الضم في محل نصب وهو (نكرة مقصودة) إذا عينت الشيخ و (يا زهير) زهير هذا منادى مبني على الضم في محل نصب لأنه مفرد علم إذن يستحق المنادى البناء بأمرين:

إفراده، وتعريفه.

والمراد (بتعريفه) أن يكون مرادا به معين سواء كان معرفة قبل النداء كزيد أو معرفة بعد النداء بسبب القصد والإقبال عليه كرجل تريد به معين.

(وَالبَاقِي فَانْصِبَنَّهُ لَا غَيْرُ) ، الباقي ماهو الباقي؟ نكرة غير المقصودة والمضاف والشبيه بالمضاف (فانصبنّه) وجوبا بمعنى أنه يجب نصبه وفيكون النصب ظاهرا لا محلا والباقي يعنى الذي بقي بعد المفرد العلم وبعد النكرة المقصودة فانصبنه (لا غير) يعنى لا يجوز فيها غير النصب لا غير وليس غير غير حذف المضاف إليه ونوي معناه لا غير النصب.

وناصبه (الفعل المقدر) وقيل حرف نداء لسده مسد الفعل إذا قلت " يا طالعا جبلا " يا طالعا جبلا طالعا ما لناصب له؟ قيل ياء وقيل الفعل الذي ناب عنه ياء وكذلك " يا طالب علم " منصوب على أنه مضاف نصب ظاهر هنا وكذلك " يا غافلا "منصوب والنصب له أدعو وقيل ياء إذن هذا ما يتعلق بأنواع المنادى الخمسة اثنان مبنيان على الضم أو ما ينوب عنه وثلاثة تكون منصوبة ونصبها ظاهر.

باب المفعول لأجله

يقال لأجله ومن أجله والمفعول له يعنى له أسماء متعددة باب المفعول لأجله يعنى باب الشيء الذي فعل من أجله شيء آخر قال الناظم:

وَهْوَ الَّذِي جَاءَ بَيَانًا لِسَبَبْ

كَيْنُونَةِ العَامِلِ فِيهِ وَانْتَصَبْ

كَقُمْتُ إِجْلَالاً لِهَذَا الحِبْرِ وَزُرْتُ أَحْمَدَ ابْتِغَاءَ البِرِّ

عرف المفعول لأجله بقوله (وهو) أي المفعول لأجله (الذي) اسم منصوب وخبر مبتدأ هو مبتدأ الذي خبره الذي يصدق على ماذا؟ على المصدر يعنى لا يكون إلا اسما والاسم أعم من المصدر حينئذ نعينه بقولنا المصدر ولذلك عرفه ابن هشام بقوله:

(المصدر المعلل) إذن لا بد أن يكون مصدرا حينئذ (الذي) أي المصدر وإذا كان مصدرا حينئذ يكون اسما وإذا اشترطنا الاسمية حينئذ خرج الفعل فلا يكون الفعل مفعولا لأجله وخرج الحرف فلا يكون الحرف مفعولا لأجله حينئذ من علامات الأسماء أن يقع مفعولا لأجله هذه من علامات إذن (الذي) نقول المراد به المصدر فخرج الفعل والحرف فلا يقع كل منهما مفعولا لأجله الذي (جاء بيانا لسبب كينونة العامل فيه)(جاء) أي هذا المصدر يعنى ورد (بيانا لسبب كينونة العامل) يعنى المفعول له أو لأجله يأتي في الكلام ليبين السبب الحامل للفاعل على الفعل، قمت لما؟

ولذلك من ضوابطه أنه كما نقول بأن الحال ضابطها أن تقع جواب كيف؟

كذلك المفعول لأجله يقع جوابا لما؟ قمت لما؟ إجلالا إذن إجلالا بين السبب الذي من أجله فعل الفاعل القيام (جاء بيانا) بسبب كينونة العامل فيه لما وقع العامل فيه من أجل كذا؟ إذن هو مصدر معلم أراد بهذه الجملة أن يبين أن المصدر إنما جيء به للتعليل تعليل ماذا؟ فعل الفاعل لماذا قمت لماذا زرت إلى آخر ما يذكر (كينونة العامل فيه) إذن اشترط المصنف هنا شرطين الأول:

أن يكون المفعول لأجله مصدرا، فلو جاء غير مصدر حينئذ لا يصح نصبه على أنه مفعول لأجله جئتك السمن قالوا لا يصح السمن هذا ليس مصدرا حينئذ وجب جره جئتك بالسمن يعنى من أجل السمن علل المجيء هنا لأجل أخذ السمن، والسمن هذا ليس مصدرا حينئذ وجب ذكر اللام جئتك للسمن لأنه ليس مصدرا إذن أن يكون مصدرا فلا يصح جئتك السمن بل يجب جره باللام.

ص: 3

الثاني: أن يكون معللا بمعنى أنه جيء به لبيان السبب الذي من أجله فعل الفاعل الفعل.

الثالث: أن يكون قلبيا فلا يصح جئتك قراءة يعنى لأجل القراءة جئتك قراءة نقل لا يصح بل تقل جئتك للقراءة يجب جره باللام لماذا؟ لأن القراءة ليست بعمل قلبي بخلاف إجلالا وابتغاء البر وهذا يعتبر عملا قلبيا وهذا محل خلاف في اشتراطه.

الثالث: أن يتحد مع عامله في الوقت وكذلك في الفاعل نجعلهما شرطين:

أن يتحد مع عامله في الوقت جئتك طلوع الشمس يعنى وقت طلوع الشمس، إذا اتحدا =حينئذ نقول هذا مفعول لأجله أما (جئتك اليوم بالإكرام غدا) نقول هذا لا يكون مفعولا لأجله لعدم اتحاد الفاعل أن يتحدا في الفاعل أن يكون مفيدا للتعليل وهذا ذكرناه أن يتحدا في الوقت كالمثال السابق الذي ذكرته جئتك اليوم للإكرام غدا هذا لا يصح لأن المجيء وقع اليوم والإكرام الذي هو المصدر يقع غدا إذن افترقا.

إذن نعيد الشروط:

- أن يكون مصدرا

-أن يكون قلبيا

- أن يتحد مع عامله بالوقت

-أن يتحد مع الفاعل جاء زيد لإكرام عمر له هذا لا يجوز

- أن يكون مفيدا للتعليل

حينئذ إذا وجدت هذه الشروط قال (وانتصَب) يعنى المفعول لأجله يكون منصوبا هل هو واجب النصب؟ نقول لا هذه الشروط مجوزة للنصب وليست موجبة للنصب بل يجوز مع توفر الشروط ووجودها يجوز النصب ويجوز الجر باللام الدالة على التعليل كـ (قمت) يعنى كقولك قمت (إجلالا) لهذا الحبر إجلالا هذا مصدر وهو قلبي واتحد مع عامله في الوقت يعنى القيام والإجلال في وقت واحد ليس مفترقين واتحدا في الفاعل الفاعل في الإجلال هو عينه الفاعل القيام وإجلالا هذا وقع معللا قمت لما؟ إجلالا لهذا الحبر

= حينئذ نقول (إجلالا) هذا منصوب على أنه مفعول لأجله ويجوز جره باللام وهذا يكون مجردا من ال والإضافة كما يأتي:

(وَزُرْتُ أَحْمَدَ ابْتِغَاءَ البِرّ) ِ، قل انظر إجلالا هذا غير مضاف وابتغاء البر هذا مضاف وبقي حالة واحدة وهي أن يكون (محلا بأل) ولذلك المفعول لأجله له ثلاثة أحوال:

-أن يكون مجردا من أل والإضافة كـ - إجلالا - هذا يجوز فيه الوجهان لكن النصب أرجح من الجر يجوز أن تقول قمت لإجلالٍ - باللام واللام هذه التعليل ويجوز إجلالا وهو أرجح.

-الثاني أن يكون محلا بأل حينئذ يكون العكس الأرجح هو الجر باللام (ضربت إبني التأديب) يعنى للتأديب يجوز الوجهان التأديب بالنصب على أنه مفعول لأجله و -للتأديب- جار ومجرور حينئذ نقول الثاني أرجح من الأول.

الثالث: أن يكون مضافا زرت أحمد ابتغاء البر هذا مضاف مضاف إليه وهو كذلك مصدر إلى آخر الشروط المتوفرة فيه حينئذ نقول يجوز فيه الوجهان على السواء يعنى لا يترجح أحدهما على الآخر يجوز أن تقول لابتغاء البر ويستوي معه ابتغاء البر كلاهما سيَّان إذن يترجح النصب فيما إذا كان مجردا من ال والإضافة ويترجح الجر فيما إذا كان محلا بأل ويستوي الأمران في المضاف إذن هذان مثالان لما ذكرهما الناظم رحمه الله تعالى.

باب المفعول معه:

يعنى الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل المصاحبة أي المذكور لبيان الذات التي فعل الفاعل الفعل بمصاحبتها عرفه في قوله وذكر الضوابط فيه:

وَهْوَ اسْمٌ انْتَصَبَ بَعْدَ وَاوِ

مَعَيَّةٍ فِي قَوْلِ كُلِّ رَاوِي

نَحْوُ أَتَى الأَمِيرُ وَالجَيْشَ قُبَا

وَسَارَ زَيدٌ وَالطَّرِيقَ هَارِبَا

(وهو) أي المفعول معه (اسم) صريح يعنى لا يقع مؤولا للصريح (فضلة) لابد أن يكون فضلة بل المنصوبات كلها فضلات انتصب إذن هو المنصوب وهنا الناظم أدخل الحكم في الحد وهو معيب عند أهل النظر كما يقال:

وعندهم من جملة المردود - - أن تذكر الأحكام في الحدود.

(انتصبَ) إذن باب المفعول معه المفعول معه منصوب على الأصل وناصبه الفعل المذكور قبله على رأي جمهور البصريين (انتصب بعد واو معية) إذن المفعول معه يقع بعد الواو وهذه الواو تفيد المعية وليس حسب المعية فقط وإنما أريد بها التنصيص على المعية لأن الواو التي هي لمطلق الجمع السابقة جاء زيد وعمر أما قلنا لا تدل على ترتيب ولا معية وإنما هي لمطلق الجمع وهي محتملة للمعية.

إذن الواو هنا للمعية لكنها على جهة (الاحتمال)

ص: 4

والتي ينصب المفعول معه بعدها إنما تكون نصا في المعية بمعنى أنها لا تحتمل إلا المعية ولذلك نقول بعد (واو واو معية) أريد بها التنصيص على المعية أما إذا كانت محتملة فلا يتعين بل يجوز الوجهان كما سيأتي.

(مسبوقة بفعل أو ما فيه حروفه ومعناه) يعنى أن تسبق هذه الواو بالفعل (سرت والنيل) النيل هذا اسم انتصب بعد واو معية أريد بها التنصيص على المعية سرت والنيلة وسبقت هذه الواو بماذا؟ بالفعل أو باسم فيه حروف الفعل ومعناه.

(أنا سائر والنيل) النيل بالموضعين نقول هذان مفعولان معه والناصب في الأول الفعل والناصب الثاني هو الوصف وليست الواو.

إذن (معية في قول كل راوي) هذا من إطلاق الكل وإرادة البعض إذن يشترط في المفعول معه أن يكون اسما والفعل المضارع مر معنا أنه ينصب بعد واو المعية لا تأكل السمك وتشرب اللبن هل تشرب هذا مفعول معه الجواب لا لماذا؟ لأن المفعول معه اصطلاح يخص به الاسم.

وأما الفعل المنصوب بعد واو ولو أريد بها التنصيص على المعية نقول هذا ليس مفعولا معه بل لابد من واو أريد بها النصب على المعية وأن يكون بعدها اسم فلو صرح بي معه نفسها جئتك مع طلوع الشمس نقول هذا ليس مفعولا معه لأن الواو غير موجودة.

نَحْوُ أَتَى الأَمِيرُ وَالجَيْشَ قُبَا

وَسَارَ زَيدٌ وَالطَّرِيقَ هَارِبَا

أتى) فعل ماضي الأمير فاعل و (الجيش) الواو هذه واو المعية (الجيش) اسم فضلة انتصب بعد واو معية وسبقت بالفعل أتى إذن نقول هو مفعول معه منصوب ونصبه فتحة ظاهرة على آخره (قبا) هذا مفعول به لأتى (وسار زيد والطريق هاربا) سار زيد فعل وفاعل والطريق يعنى مع الطريق وكذلك السابق أي مع أفادت الواو التنصيص على المعية والطريق هنا يتعين النصب والجيش هذا يجوز فيه الرفع والنصب مثل هنا بمثالين ليبين لك أن المفعول معه بعد الواو قد يتعين النصب وقد يترجح.

يتعين النصب إذا كان لا يصح العطف وجب النصب - سار زيد والطريق هل يصح أن تقول سار زيد والطريق يسير مع زيد أو زيد فقط زيد إذن هنا وجب النصب.

(أتى الأمير والجيش) يجوز أن يأتي الجيش يجوز إذن يجوز فيه الوجهان كلما صح العطف على العامل جاز فيه الوجهان بمعنى أنه يجوز النصب على المعية ويجوز العطف أتى الأمير والجيش الواو حرف عطف والجيش معطوف على الأمير والمعطوف على المرفوع مرفوع يجوز الوجهان وإنما يترجح النصب إذن مثل بمثالين إشارة لأن المفعول معه قد يجوز تعاطفه كما في المثال الأول، وقد لا يجوز كما في المثال الثاني إذن الطريقة يتعين النصب "هاربا" هذا حال من زيد ومثل الثاني " استوى الماء والخشبة" على المثال المشهور.

المخفوظات من الأسماء:

الخَفْضُ بِالحَرْفِ وَبِالإِضَافَهْ

كَمِثْلِ زُرْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَهْ

نَعَمْ وَبِالتَّبَعِيَّةِ الَّتِي خَلَتْ

وَقُرِّرَتْ أَبْوَابُهَا وَفُصِّلَتْ

وَمَا يَلِي المُضَافَ بِالَّلامِ يَفِي

تَقْدِيرُهُ بِمِنْ وَقِيْلَ أَوْ بِفِي

كَابْنِي اسْتَفَادَ خَاتَمَيْ نُضَارِ

وَنَحْوُ مَكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

قال الناظم رحمه تعالى (المخفوضات من الأسماء) هذا النوع الثالث من أنواع الأسماء قال (مرفوعات الأسماء)(ومنصوبات الأسماء) ومخفوضات الأسماء والمقصود هو ما اشتمل على علم الخفض يعنى الكسرة وما ناب عنها كما قلنا في المرفوع والمنصوب المخفوضات من الأسماء.

(الخفض) من خصائص الأسماء فلا يوجد في الأفعال حينئذ قوله من الأسماء هذا لبيان الواقع ليس للاحتراز.

باب الإضافة

المخفوض: (1) إما أن يكون مخفوضا بحرف (2) وإما أن يكون مخفوضا بالمضاف على الصحيح فقيل الإضافة وقيل الحرف المقدر والصواب أنه المضاف قال هنا باب الإضافة أطلق المصدر وأراد اسم المفعول أي المضاف المطلق يعنى: ما يشمل المضاف والمضاف إليه.

الإضافة في اللغة: مطلق الإسناد.

وأما في الاصطلاح: فهي نسبة تقييدية بين اسمين توجب جر الثاني منهما (نسبة) أي ارتباط بين شيئين ومعاني النسبة يأتينا في شرح السُلَّم إن شاء الله تعالى.

ص: 5

(نسبة) أي ارتباط وتعلق بين شيئين وهنا قال (نسبة تقييدية) لأن أحدهما يقيد الآخر غلام زيد غلام هذا مطلق نكرة أضفته إلى زيد فقيدته إذن بكونك أضفت الأول إلى الثاني قيدته لأن غلام هذا نكرة مطلق يحتمل أنه غلام زيد وغلام عمر إلى آخره - فإذا قلت غلام زيد حينئذ تعرف -فاستفاد النكرة غلام من المضاف إليه التعريف إذن (نسبة تقييدية بين اسمين توجب جر الثاني منهما) أبدا يعنى المضاف حكمه بحسب العوامل الداخلة عليه ولا نظر للنحاة في هذا الباب بالمضاف لأنه داخل فيما سبق:

إما أن يكون فاعلا، وإما أن يكون نائب فاعل، وإما أن يكون اسم إن أو خبر إلى آخره.

أنت تقول (غلام زيد شقي) غلام زيد جعلته مبتدأ (جاء غلام زيد)(إن غلام زيد) بحسب العوامل الداخلة عليه هذا المضاف.

وأما المضاف إليه الكلمة الثانية هذه لا تكون إلا مجرورة (والثاني اجرر) يعنى مطلقا وهو الذي نعنيه هنا إذن توجب جر الثاني منهما أبدا قال الناظم هنا:

الخَفْضُ بِالحَرْفِ وَبِالإِضَافَهْ

كَمِثْلِ زُرْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَهْ

(كمثل أكرم بأبي قحافة) في بعض النسخ (الخفض) للاسم (بالحرف) يعنى الحرف يكون خافضا كما مر معنا بحروف الجر ولذلك سميت (حروف الخفض) لأنها تعمل الخفض وسميت حروف الجر لأنها تجر معاني الأفعال إلى الأسماء فالخفض باعتبار العمل والجر قيل باعتبار العمل وقيل باعتبار المعنى.

(الخفض بالحرف) قدمه هنا لأنه الأصل (وبالإضافة) يعنى الخفض كذلك يكون بالإضافة يعنى إضافة اسم حينئذ العامل فيه الإضافة فإذا قلت - غلام زيد -على المشهور عند النحاة أن (غلام) هو المضاف وزيد مضاف إليه وقيل بالعكس غلام مضاف إليه وزيد مضاف وقيل كل منهما مضاف ومضاف إليه لكن المشهور عند الجمهور هو أن (غلام هو مضاف وزيد مضاف إليه).

= حينئذ قلت "غلام زيد " غلام عرفنا أنه باعتبار العوامل " زيد " ما الخافض له المضاف على الصحيح أنه المضاف وقيل: الإضافة الإضافة التي هي النسبة التقييدية التي عرفناها في السابق وهي عامل معنوي وقيل الحرف المقدر غلام لزيد إذن ثلاثة أقوال.

والصحيح هو الأول: أن الغلام هو العامل في زيد لأن المعنى ضعيف يعنى نسبة التقييدية التي توجب بين اسمين توجب جر الثاني منهما أبدا هذا عامل معنوي والعامل المعنوي ضعيف حينئذ نقول لا يعوَّل على عامل معنوي متى ما أمكن تعليق الحكم بالعامل اللفظي هذا هو الأصل.

(كَمِثْلِ زُرْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَه ْ) ، كمثل (زرت) فعل وفاعل (ابن) هذا مفعول به وهو مضاف (وأبي) مضاف إليه ما لعامل في أبي؟ لفظ ابن هو الذي جره وعلى كلام الناظم الإضافة أبي مضاف و (قحافة) مضاف إليه والعامل في قحافة أبي إذن المضاف إليه يكون مجرورا بالمضاف وقد يكون هو مضافا فيجر ما بعده.

نَعَمْ وَبِالتَّبَعِيَّةِ الَّتِي خَلَتْ

وَقُرِّرَتْ أَبْوَابُهَا وَفُصِّلَتْ

(نعم) هذا حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له ومن معانيه أنه حرف توكيد إذا صدر بها الكلام يعنى هنا ليست جواب أين السؤال؟ ما وقعت جوابا لكنها في الأصل هي الجواب

وإذا صدر بها الكلام ووقعت في أول الكلام حينئذ نقول هي حرف توكيد حرف توكيد إذا صدر بها الكلام نعم إنك طالب مجتهد، نعم إنك طالب علم ونحو ذلك (نعم وبالتبعية) تبْ بإسكان الباء للوزن يعنى العامل الثالث الذي يعمل الخفض كما أن الحرف يخفض والإضافة كذلك التبعية فالتبعية المراد بها ما مر معنا هناك = حينئذ تكون خافضة والتبعية كذلك عامل معنوي (نعم وبالتبعية) للمخفوض وهو قول ضعيف والحق أن العامل في التابع هو العامل في المتبوع {بسم الله الرحمن الرحيم} ، بسم الله اسم مجرور بالباء وهذا واضح اسم مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه باسم الله وجره أو العامل فيه لفظ اسم (الرحمن) نعت بلفظ الجلالة ما الجار له على هذا القول التبعية كونه تابعا لما قبله كونك أوقعته نعتا لسابقه هو الذي جره بالكسرة.

ص: 6

والصحيح: أن العامل في المتبوع هو العامل في التابع فلفظ الجلالة الله جر باسم حينئذ هو الذي جر لفظ الرحمن و (بالتبعية) للمخفوض وهو قول ضعيف والحق أن العامل في التابع هو العامل في المتبوع (التي خلت) يعنى سبقت الأبواب السابقة (وقررت أبوابها) يعنى استقرت القرار في المكان الاستقرار فيه أبوابها السابقة (وفصلت) يعنى فصل بعضها عن بعض بالأبواب من باب التتميم والتكميل.

وَمَا يَلِي المُضَافَ بِالَّلامِ يَفِي

تَقْدِيرُهُ بِمِنْ وَقِيْلَ أَوْ بِفِي

كَابْنِي اسْتَفَادَ خَاتَمَيْ نُضَارِ

وَنَحْوُ مَكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

إذن عرفنا المضاف والمضاف إليه والمضاف على حسب العوامل السابقة عليه والمضاف إليه إنما يكون مجرورا أبدا.

عند النحاة أن الإضافة " النسبة التقييدية بين اسمين تكون على معنى حرف من حروف الجر " يعنى لابد أن يكون الذي علَّق بين المضاف والمضاف إليه " معنى حرف " ليس مرادا أن يصرح بالحرف لا وإنما يفسر بحرف كما فسرنا الحال هناك باللفظ في وعلى معنى في، وذكرنا كذلك التمييز وعلى معنى من وذكرنا كذلك الظرف الزماني على معنى في إذن الإضافة هنا كذلك تكون على معنى حرف من حروف الجر.

والمشهور عند الجمهور: أن اللام هي التي تكون ملاحظة المعنى بين المضاف والمضاف إليه وزيد (من) وهذان قولان مشهوران وأضاف ابن مالك:

وقلة قال به حرف في

وهذا الذي ذكره الناظم هنا.

وَمَا (يَلِي المُضَافَ بِالَّلامِ يَفِي) ، وفى يفي يعنى يكمل معناه المضاف والمضاف إليه بتقدير اللام وما يلي يعنى والذي يلي يعنى يتبع المضاف الذي يتبع المضاف يعنى يأتي بعد المضاف مباشرة اللام يفي يعنى معنى اللام حينئذ تقدر اللام بين المضاف والمضاف إليه وهذه اللام أطلقها الناظم هنا والمراد بها الدالة على الملك أو الدالة على الاختصاص.

(غلام زيد) غلام مملوك لزيد إذن كأنه قال لأنه في بعض المواضع يصح الفصل وإدخال اللام وبعضها لا يصح (غلام زيد) أصله غلام لزيد واللام هذه لام الملك.

= إذن نفسر الإضافة هنا (غلام زيد) على معنى اللام التي للملك باب الدار يعنى (باب للدار) إذن على معنى اللام لكنها هل هي ملك لا وإنما (للاختصاص) والفرق بينهما أن اللام التي للملك تقع بين ذاتين وتدخل على من يملك يعنى من يصح منه الملك كالإنسان الذي يعقل ولام الاختصاص تقع بين ذاتين وتدخل على من لا يملك باب الدار / الباب للدار هل الدار يملك الباب أو أنه مختص به؟ مختص به، لا يملك لأنه ليس بعاقل إذن (وما يلي) يعنى الذي يتبع المضاف باللام يفي (يفي) باللام باللام جار ومجرور متعلق بقوله يفي حينئذ يكمل معناه بتقدير اللام (تقديره بمن) يعنى وتقديره بمن أو يفي تقديره بمن لا إشكال فيه والمراد بـ " من

" هنا بيانية ولها ضابط بخلاف اللام لها ضابط: وهو أن يكون المضاف إليه جنسا للمضاف ويصح الإخبار به عنه.

مثاله (خاتم حديد) خاتم يكون من حديد ويكون من غيره إذن (الحديد جنس للخاتم) ويصح الإخبار عنه، هذا خاتمٌ حديدٌ إذن (خاتم من حديد) إذا قلت خاتم حديد بالإضافة حينئذ يكون على معنى من خاتم من حديد أو بفي إذا كان المضاف إليه ظرفا بالمضاف {بل مكر الليل} يعنى مكر في الليل إذن إذا عرفنا ضابط من وضابط في إذا تخلف شرط من ضوابط الحرفين.

= حينئذ تكون الإضافة على (معنى اللام) إذن تنظر في معنى من هل المضاف إليه جنس للمضاف ويصح الإخبار به عنه أو لا؟ إن كان حينئذ فهي على معنى من إن لم يكن حينئذ تنظر هل للمضاف إليه ظرفا للمضاف أو لا؟ إن كان فهي على معنى في إن لم يكن مباشرة تحكم عليه على أنه على معنى اللام.

ولا يلزم فيما هو بمعنى اللام: أن يصح التصريح بها، بل يكفه أفادت الاختصاص الذي هو مدلول اللام لأنَّ يوم الأحد يوم الأحد عند النحاة هذه الإضافة لامية لأن الأحد ليس جنس لليوم وليس ظرفا حينئذ يوم الأحد لا نستطيع أن نقول يوم للأحد ليس كـ (غلام زيد وباب الدار) صح أن تفك الإضافة وتدخل اللام لكن بعض المواضع ما يصح.

=حينئذ المراد هنا ملاحظة المعنى فقط يوم الأحد يوم للأحد علم الفقه الإضافة لامية علم للفقه لا يقال هكذا هذا لحنٌ وركّة، (شجر الأراك) كذلك حينئذ تقوم بمعنى اللام لا يصح إظهار اللام فيه.

ص: 7

كَابْنِي اسْتَفَادَ خَاتَمَيْ نُضَارِ

وَنَحْوُ مَكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

(نضار) بالضم والنضير هو الذهب خاتمي نضار أين المضاف؟ خاتمي كيف جاء خاتمي هو خاتم واحد اثنان كيف اثنان؟ خاتمين حينئذ حذفت النون للإضافة.

نونا تلي الإعراب أو تنوينا -- مما تضيف احذف كطور سينا

(خاتمي نضار) أصلها خاتمين وحذفت النون لأنها عوض عن التنوين على قول مشهور كما تقول (غلامٌ زيدٌ) ،غلام زيد حذفت التنوين كذلك ما أنيب ما ناب التنوين وهو النون حينئذ تحذف خاتمي نضار، على معنى مِن لم؟ لأن نضار مضاف إليه جنس لأنه الذهب المراد به لأن الخاتم يكون من ذهب ويكون من غيره إذن نضار الذهب هذا جنس للمضاف ويصح الإخبار به حينئذ نقول إضافة على معنى منه.

(وَنَحْوُ مَكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) أي مكر النهار كذلك مكر في الليل ومكر في النهار قال رحمه الله تعالى:

خاتمة

خاتمة لغة آخر الشيء واصطلاحا: عندهم اسم لألفاظ مخصوصة دالة على معاني مخصوصة جعلت آخر كتاب أو باب:

قَدْ تَمَّ مَا أُتِيْحَ لِي أَنْ أُنْشِئَهْ

فِي عَامِ عِشْرِينَ وَأَلْفٍ وَمِائَهْ

بِحَمْدِ رَبِّنَا وَحُسْنِ عَوْنِهِ

وَرِفْدِهِ وَفَضْلِهِ وَمَنِّهِ

مَنْظُومَةً رَائِقَةَ الأَلفَاظِ

فَكُنْ لِمَا حَوَتْهُ ذَا اسْتِحْفَاظِ

جَعَلَهَا اللَّهُ لِكُلِّ مُبْتَدِي

دَائِمَةَ النَّفْعِ (بِحُبِّ أَحْمَدِ)

صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ تَكَرُّمَا

قَدْ تَمَّ مَا أُتِيْحَ لِي أَنْ أُنْشِئَهْ فِي عَامِ عِشْرِينَ وَأَلْفٍ وَمِائَهْ بِحَمْدِ رَبِّنَا ،قد حرف تحقيق للتحقيق هذا إذا ذكرها بعد نهاية الكتاب قبل التحقيق (تم) وكمل ما الذي تم وكمل؟ (ما أتيح لي أن أنشأه) يعنى الذي أتيح لي إنشاءه أتيح هذا فعل ماي مغير الصيغة أتاح أتيح إذن هو فعل ماض مغير الصيغة (أن أنشأه) أن وما دخلت عليه في التأويل مصدر وأنشأ هذا فعل مضارع دخلت عليه أن حينئذ نقول هذا في تأويل مصدر إعرابه نائب فاعل {قل أوحي إلي أنه استمع نفر} أوحي استماع هذا نائب فاعل إذن أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر نائب فاعل لأتيح (أَنْ أُنْشِأَهْ) متى قال (فِي عَامِ عِشْرِينَ وَأَلْفٍ وَمِائَهْ) ألف مئة وعشرين يعنى أرخ لك تاريخ هذا النظم على عادة أهل العلم بِحَمْدِ رَبِّنَا، بحمد جار ومجرور متعلق بقوله تم قد تم بحمد يعنى حمد الله تعالى في الافتتاح.

والله في كل الأمور أحمد

وكذلك حمد في الاختتام كما هو شأن أهل العلم، (بحمد ربنا) متعلق بتم ومر معنا معنى الحمد و (حسن عونه) يعنى عونه الحسن من إضافة الصفة إلى الموصوف والعون هو الظهير على الأمر والجمع الأعوان.

(وَرِفْدِهِ وَفَضْلِهِ وَمَنِّهِ) كلمات ثلاث متقاربة الرفد بكسر الراء هو العطاء والصلة ويُقال رفده أي أعطاه ورفده أعانه والإرفاد الإعطاء والإعانة وفضله الإفضال والإحسان ومنه يقال من عليه ذا أنعم عليه (منظومة) هذا إعرابه؟ هذا حال من فعل تم قد تم منظومة، منظومة يعنى مشتقة من النظم النظم معروف وهو التأليف نظم شيء إلى شيء آخر والمراد به هنا شعر الدليل هو الكلام الموزون قصدا عرفنا أن أهل العلم يجعلون المنثورات منظومات من أجل تسهيل الحفظ.

تسهيل منثور ابنِ آجروم ..

وصار من عادة أهل العلم - - أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم

لأنه يسهل للحفظ كما -- يروق للسمع ويشفي مِنْ ظما.

والنظم له ثلاثةٌ (منظومة رائقة الألفاظ) وصفها بكونها بكون ألفاظها رائقة رَائِقَةَ الأَلفَاظِ أي الألفاظ .... إضافة الصفة إلى المنصوب راقه الشيء إذا أعجبه.

(فَكُنْ لِمَا حَوَتْهُ ذَا اسْتِحْفَاظِ) فكن أيها الطالب هذه نصيحة من الناظم فكن لما حوته يعنى بما جمعته من الألفاظ وكذلك المعاني (ذا) أي صاحب هذا خبر كن لما حوته (كن) أنت كن فعل أمر ناقص مبني على السكون لا محل له من الإعراب واسم كن أنت أيها الطالب ذا هذا خبر خبر كن (ذا استحفاظ) يعنى صاحب استحفاظ أي حافظا لها مظهرا لها عن ظهر قلب وهذا هو الأصل في المنظومات من لم يحفظ فلا يتعنى النظم يعنى يدرس النسخ لا يدرس النظم ليس المراد لا يدرس.

ص: 8

(جَعَلَهَا اللَّهُ لِكُلِّ مُبْتَدِي) جعلها الله أي المنظومة لكل مبتدي وهو من أخذ وشرع في مسائل الفن مبتدي ومتوسط ومنتهي هذه كانت سنة عند أهل العلم وهدمت الآن فضيعت الطلاب فصار الطلاب الآن مشتركون وكذلك في الدروس فالمبتدئ هو الذي أخذ وشرع في مسائل الفن متوسط هو الذي تصور المسائل بأدلتها فإن فهم واستطاع أن يرجح حينئذ هو المنتهي.

(دَائِمَةَ النَّفْعِ) ، النفع ضد الضر يقال من نفع بكذا من انتفع به والاسم المنفعة أي النفع الدائم يعنى مستمرة النفع (بحب أحمد) يعنى توسل إلى الله تعالى بأن يجعلها لكل مبتدئ دائمة النفع وهذا توسل بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو توسل مشروع وفي الأصل (بجاه أحمد) هكذا عبارة المصنف لكني أبدلتها؛ لأن الأول لا يحفظ، البدعة لا تكرر = يعنى يجب إصلاح البيت ما تريد إصلاحه تجاوزه واحفظ ما بعده وأما أنك تقول بجاه أحمد صباح مساء!!! وتحفظ! نقول هذا غط تصير كالببغاء أي نعم.

بحب أحمد ما أردت إصلاحه حينئذ تجاوزه لا تحفظه والأصل (بجاه أحمد) وهو توسل محدث وحبه عليه الصلاة والسلام عمل صالح والتوسل بالأعمال الصالحة جائز فإذا أصلحنا البيت كما ترى.

(صلى عليه ربنا وسلما) يعنى هذا محمد صلى الله عليه وسلم صلى عليه عرفنا معنى الصلاة ربنا فاعل صلى عليه على أحمد وسلم هنا سلم الناظم في الخاتمة ولم يسلم في الابتداء إما أنه بناء على أنه لا كراهة وهو الصحيح وإما أنه اكتفاء بالخاتمة يعنى ترك السلام في الأول مقدمة بناء على أنه سوف يسلم في الخاتمة وسلما الألف للإطلاق وهو التحية على قول وآله يعنى على آله صلى عليه وعلى آله عرفنا معنى الآل وصحبه تكرما منه جلى وعلى.

وبهذا انتهى كلام المصنف رحمه الله تعالى في الأصل والخاتمة والحمد لله أولا وآخرا وهذا تعليق مختصر تجاوزنا فيه التعليل بما أمكن والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نجيب على ما يتعلق بالدرس:

-لم أعرب الرحمن نعت مع أنه جاء بعد معرفة؟

الجواب: معرفة معرفة لا إشكال وهي لفظ الجلالة الله بسم الله الرحمن الرحيم (الرحمن) قيل بدل وقيل نعت المشهور أنه نعت ومن قال إنه بدل وأظنه ابن هشام رجح هذا - فرارا - بكون الأعلام لا ينعت بها يعنى قاسوا أعلام الرب جل وعلا / على أعلام البشر بكونها لا ينعت بها وهذا غلط لأن القاعدة هنا العقدية في باب أسماء الله تعالى أنها أعلام وأوصاف حينئذ يصح أن ينعت بها من جهة كونها وصفا فيعرب على الأصل أنه نعت بسم الله الرحمن هذا نعت، الرحيم هذا نعت بعد نعت ولك أن تجعله نعتا للرحمن لا بأس.

العلَم ينعت حينئذ ينعت من جهة وصفه وينعت به من جهة وصفه ينعت لا إشكال فيه لأن الأعلام تنعت لكن ينعت به نقول من جهة الوصف.

-ما هو الضابط الذي يفرق بين أل الجنسية والعهدية والاستغراقية؟ ذكرناه مرارا أحيلك على المطولات.

-ما هو تعريف المعرفة بالتفصيل؟ ما وضع ليستعمل في معين.

هل يخالف المنعوت لما قبله في التذكير والتأنيث؟ إن كان حقيقيا فلابد من المطابقة، وإن كان سببيا حينئذ يكون التذكير والتأنيث باعتبار الاسم المرفوع الذي بعده.

- هل يصح أن يقال " جاء زيد كله "إذا كان معه بعض الأغراض أو الحاجات؟ لا، كله الذات يعنى لا يصح جاء زيد كله لا يصح.

- ما المقصود بالفعل الذي استوفى مفعوله؟ يعنى الذي أخذ مفعوله، بمعنى أنه نصب المفعول، وإذا لم يذكر المفعول حينئذ لم يستوفي مفعوله فتنصب ما قبله على أنه كذلك.

- ما نوع البدل هنا من يشكر ربه يسجد له يغفر؟ بدل بعض من كل.

- ما الفرق بين عطف البيان والبدل؟

هل يجوز عطف الاسم على الجملة أو بالعكس؟؟ اسأل عم ذكرناه

- قلت في قول المصنف هذه ألفاظه كما ترى؟ - النفس والعين- أنها نعت والأولى بالكسر والثانية بالضم، الله يزوجك، (هذه) مبنية على الكسر (ألفاظه) هذه معربة فرق بينهما.

- أنت الطالب أتقن المسموع؛ الآن الطلاب والله المستعان اعتادوا شيء ليس لهم يعنى يتكلم الشارح في ساعة ساعة ونصف، ثم الإشكالات في أشياء لم يذكرها، أو أنه يذهب إلى أشياء تخيلات عقلية، فيورد الإرادات والاستشكالات أنت اضبط الموجود أولا اجعله أصلًا، ثم الإشكالات هذه اتركها.

ص: 9

- يعنى ليس كل ما أشكل عليك تسعى وراءه، إذا ما فهمت العبارة تسأل عنها ما فهمت هذه الكلمة، هذا كان مبتدئ = حينئذ يسأل عم أشكل عليه من لفظ المعلِّم أما ما أشكل عليه من الإرادات التي تقع لديه هذه لا يبحث وراءها؛ لأنها ما تنتهي، ويشغل نفسه ويشغل المدرس.

- تفتأ تذكر- يعنى لا تفتأ، حرف النفي قد يكون منفيا، (تفتأ) أنتَ هذا اسم تفتأ تذكر يوسف الجملة خبر تفتأ

- (لقد كان في قصصهم) عبرة أين اسم كان؟ عبرة

- (حتى تنكح زوجا غيره) كيف نفرق بين الظرف واسم الزمان؟ العلاقة؟ -كل ظرفٍ اسمُ زمان وليس كلُّ اسم زمان يكون ظرفا، إذا نصب على معنى -في- فهو ظرف وإلا فهو -اسم زمان يوم الجمعة يوم مبارك (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) ، يوما مفعول به لأنك لو أعربته ظرف زمان لقلت واتقوا يوما إذا التقوى ليس مأمورا بها في هذا الدنيا وإنما في يوم الآخر فسد المعنى.

- في عدا وخلا وحاشا - كيف نقدر الفاعل وجوبا والضمير هو والمعروف أن هو قدر جوازا راجعْ المسألة

هل يلوذ العبد يوم الحشر؟ الظاهر أنه استثناء مفرغ لقلت ماذا؟ لا لا!، مفرغ (بأحد إلا بأحمد).

ما الشرح المناسب لمنظومة المقصود؟ يأتي في وقته إن شاء الله

ص: 10