الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عناصر الدرس
* باب كان وأخواتها.
* باب إن وأخواتها.
* باب ظن وأخواتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
قال المصنف رحمه الله تعالى:
{مرفوعات الأسماء}
سبق أن المرفوعات سبعة وهي:
- الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ والخبر واسم كان وأخواتها وخبر إن وأخواتها هذه ستة، والتابع والتابع تحته أربعة أشياء.
ومر معنا أربعة: فاعل ونائب الفاعل والمبتدأ والخبر، المبتدأ والخبر كل منهما مرفوع، المبتدأ مرفوع بالابتداء كما مر، وكذلك الخبر مرفوع.
هناك ما يسمى بالنواسخ، نواسخ المبتدأ والخبر وهي ثلاثة أبواب تأتي متتالية في كتب النحو؛ لأنها متعلقة بالمبتدأ والخبر يعنى يذكر المبتدأ والخبر وما يتعلق بهما من الأحكام ثم بعد ذلك يُذكر باب كان وأخواتها ثم باب إن وأخواتها ثم باب ظن وأخواتها.
إذن المبتدأ له نواسخ، والنواسخ جمع ناسخ، مشتق من النسخ، ومعلوم أن النسخ في اللغة بمعنى الإزالة ويأتي بمعنى النقل.
النسخ نقل أو إزالة كما - - - حكوه عن أهل اللسان فيهما
إذن يأتي بمعنى النقل والإزالة، وأما في اصطلاح النحاة هنا، فالنسخ ما يرفع حكم المبتدأ والخبر، أي: يزيل حكم المبتدأ والخبر، فالمبتدأ مرفوع فيزيل حكمه، ويبدله، ويغيره، كذلك الخبر مرفوع فيأتي الناسخ، فيزيل حكمه، ويبدله، ويغيره، حينئذ يرد السؤال، إذا كان النسخ بمعنى الإزالة والتغيير، فإذا قلت " محمد قائم " ثم أدخلت الناسخ كان، كان محمد، الرفع كما هو، ومحمد مرفوع، قبل كان وهو مرفوع بعد كان، نقول: الرفع قبل دخول كان، ليس هو عين الرفع بعد دخول " كان " ويدل على ذلك، أن الرفع في قولك " محمد قائم " مرفوع بالابتداء، وهو عاملٌ معنوي، و"كان محمد " مرفوع بكان، وهو عاملٌ لفظي، إذن ما يقتضيه العامل " الابتداء " وهو الرفع، ليس هو عينَ الرفعِ الذي يقتضيه " كان " كما إذا قلت " ضرب زيدٌ عمرو " زيد هنا رفع، والذي اقتضاه " ضرب " على أنه فاعل، إذا قلت " ضُرب عمرو " هل هو عين الرفع؟ لا، يعني الرفع في الفاعل بالضمة، ليس هو عينَ الرفع في نائب الفاعل، وإن اشتركا في اللفظ والنطق، إذن النسخُ حاصلٌ بتغيير العامل، وتغيير الضمة، فالضمةُ في " كان زيدٌ " ليست هي الضمة في " زيدٌ قائمٌ " بل تغيرت وتبدلتْ لما ذكرناه.
{ما يرفعُ حكمَ المبتدأ والخبر} (ما) اسم موصول بمعنى الذي، فيصدق على الاسم وعلى الفعل والحرف، لأن النواسخ منها أفعال ومنها حروف، أما الأسماء فلا.
ما يرفع حكم المبتدأ والخبر على ثلاثةِ أنواعٍ:
القسم الأول: ما يرفع حكم المبتدأ بالرفع، إلى رفعٍ حادثٍ جديدٍ وينصبُ الخبر، وهو باب " كان " يعني يرفع المبتدأ، وينصب الخبر وهو باب " كان وأخواتها " - زيدٌ قائمٌ - زيدٌ مبتدأ، وقائمٌ خبرٌ، دخلت " كان " - كان زيدٌ قائمًا - زيدٌ: اسمُ كانَ، كان مبتدئا، ثم أعرب اسمَ كان، إذن رفع غير رفع، ماذا حصل بالخبر " قائمٌ " نُصب، كان زيدٌ قائمًا.
الثاني: ما ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر، وهو باب (إن وأخواتِها) زيدٌ قائمٌ (إن زيدًا) زيدٌ كان مرفوعا مبتدأ، فدخلت إن، فقيل " إن زيدًا " إذن نصب بإن، قائمٌ، كان مرفوع بالمبتدأ، زيدٌ قائمٌ، عرفنا أن الخبر مرفوع بالمبتدئ، فلما دخلت " إن " رُفع بإن، إذن الرفعُ في " قائمٌ " قبل دخول " إن " ليس هو عينَ الرفع بعد دخول " إن " بل هو رفعٌ جديد، أحدثه عامل لفظي، وهو " إن ".
الثالث: ما ينصب المبتدأ والخبر، وهو باب " ظن وأخواتها "(زيدٌ قائمٌ) ظننت زيدًا قائمًا، زيد قائم نصبتَ زيدًا، كان مبتدأ مرفوع بالابتداء، فصار مفعولا أول لـ ظن بعد استيفاء الفاعل، وقائمٌ كان مرفوعا بالمبتدأ، فصار منصوبا على أنه مفعول ثانٍ، إذن ما يرفع حكم المبتدأ والخبر، ما يرفع حكم المبتدأ بالرفع وينصب الخبر، العكس ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، ينصبهما معًا.
باب كان وأخواتها هو الباب الأول، وعملها أنها ترفع المبتدأ، وتنصب الخبر، ولذلك قال
وَرَفْعُكَ الاِسْمَ وَنَصْبُكَ الخَبَرْ
…
بِهَذِهِ الأَفْعَالِ حُكْمٌ مُعْتَبَرْ
رفعُك أنت: رفعٌ مبتدأ (الاِسْمَ) هذا مفعول به للمصدر (رفعك) هذا رفع مصدر أضيف إلى الفاعل رفعك أنت رفعك ماذا؟ الاسم أن ترفع الاسم المصدر إن أردت بيانه، فأت بأن المصدرية والفعل (رفعك) أن ترفع الاسم (الاسم) نصبته على أنه مفعول به كذلك ما يقوم مقام الفعل والمصدر إذن (ورفعك أنت الاسم) يعنى اسمها اسم كان يسمى فاعلا مجازا عند بعضهم ونصبك الخبر سكنه للوقف.
{بِهَذِهِ الأَفْعَالِ} المذكورات حكم هذا خبر المبتدأ ورفعك (حُكْمٌ مُعْتَبَرْ) يعنى مقيس عند أهل اللغة والاعتبار هو القياس {فاعتبروا يا أولي الأبصار} وهو القياس إذن بين في هذا البيت أن هذه الأفعال ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ثم قال (الاسم) الخبر يعنى يسمى المبتدأ بعد دخول هذه الأفعال اسم كان أو أخواتها ويسمى الخبر خبر كان بعدما أن كان خبرًا للمبتدأ صار خبرا لكان وقوله بهذه الأفعال أشار إلى أن هذه كلها أفعال إن كان ليس فيه خلاف هذه الأفعال أشار إليها تعدادا بقوله:
كَانَ وَأَمْسَى ظَلَّ بَاتَ أَصْبَحَا - أَضْحَى وَصَارَ لَيْسَ مَعْ ما بَرِحَا
مَازَالَ مَا انْفَكَّ وَمَا فَتِئَ مَا - دَامَ وَمَا مِنْهَا تَصَرَّفَ احْكُمَا
كان وأمسى، كان وأخواتها على المشهور هي ثلاثة عشرة لفظا المشهورات منها هي أكثر من ذلك لكن المشهور منها هو هذه الألفاظ التي ذكرها الناظم، لكن من حيث العمل تنقسم هذه الأفعال الثلاثة عشرة إلى ثلاثة أقسام، لأن منها ما يعمل بلا شرط ومنها ما يعمل بشرط والثاني على نوعين:
- القسم الأول: ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر بلا شرط، بمجرد دخول الفعل على المبتدأ والخبر نقول هذه عاملة مطلقا وهذا هو الأصل في الأفعال، وهذه ثمانية: كان وأمسى وأصبح وظل وأضحى وبات وصار وليس.
يعنى مذكورة في الشطر الأول إلى قوله (صار ليس) إلى قوله (ليس كان وأمسى وظل وبات وأصبح وأضحى وصار ليس) يعنى وليس هذه ترفع المبتدأ وتنصب الخبر بلا شرط، بمجرد دخولها تعمل" كان زيد قائما" كان فعل ماض ناقص وزيد اسمها مرفوع بها ورفعه ضمة ظاهرة على آخره وقائما خبر كان منصوب بها ونصبه فتحة ظاهرة على آخره.
-القسم الثاني: ما يعمل لكن بشرط، وهذا الشرط: أن يتقدم عليه نفي أو شبه النفي.
نفي واضح، أو شبه النفي والمراد به الدعاء والنهي، شبهُ النفي في هذا المقام المراد به الدعاء والنهي وهو أربعة أفعال:
(زال وفتئ وبرح وانفك) ، ذكرها المصنف متتالية، مع (ما برح ما زال ما انفك وما فتئ) ذكرها المصنف متتابعة فالنفي مثل ماذا؟ النفي كقوله تعالى''ولا يزالون مختلفين'' يزالون، زال يزال يزالون، زال فعل ماضي يزال فعل مضارع، يزالون فعل مضارع كذلك لكنه من الأمثلة الخمسة.
إذن هذه الأفعال تتصرف كما سيأتي ولذلك قال (وَمَا مِنْهَا تَصَرَّفَ احْكُمَا) يعنى تحكم له بما حكمت على الفعل الماضي حينئذ (ولا يزالون) لا حرف نفي (يزالون) فعل مضارع ناقص لأن هذه الأفعال كلها ليست تامة وإنما هي ناقصة ومعنى النقص هنا على الصحيح أنها لا تكتفي بمرفوعها، التام قام زيد، قام فعل ماض وزيد فاعل اكتفى به، جلس عمر، قعد خالد وهكذا.
وأما هذه الأفعال فلا تكتفي يعنى لا تكتفي بالمرفوع بل لابد لها في تمام معناها إلى المنصوب (كان زيد) ما حصلت الفائدة تحصل الفائدة بماذا؟ بالخبر وهذا تبعا للأصل لأن الكلام في هذه الأبواب الثلاثة تابعٌ للأصل وهو المبتدأ والخبر ولذلك الأصل القاعدة العامة وقد استثنى منها (أنما حكم به في باب المبتدأ والخبر هو مطرد في هذه الأبواب الثلاث) حينئذ'كان زيد 'ما حصلت الفائدة لابد من كلمة قائما لأنه في الأصل خبر للمبتدأ وإذا كان خبر للمبتدأ وأقل يتألف منه كلام كلمتان اسم واسم أو فعل واسم حينئذ نقول لا يمكن أن يحصل تمام الكلام بقولنا (كان زيد) لأن كان هذا فعل ناقص لا يتم معناه بنفسه بمرفوعه، بل لابد له من منصوب إذن يزالون فعل مضارع تزيد (ناقص) ليس كالأمثلة السابقة التي مرت معنا فعل مضارع، وتكتفي، هنا لابد من زيادة كلمة ناقص حتى في باب كان تقول (كان زيد قائما) كان فعل ماض ناقص ما معنى النقص كونه لا يكتفي بمرفوعه هذا هو الصحيح والمشهور عند الجمهور أنها سلبت الدلالة على الحدث وهو ليس كذلك والصواب هو كما ذكرنا، ،إذن (يزالون) فعل مضارع ناقص مرفوع ورفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة حكم واحد والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم يزال، إذن ليس فاعل وإنما هي اسم يزال (مختلفين) بالنصب خبر يزال منصوب ونصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم هنا (يزالون) لا يعمل هكذا وإنما لابد أن يتقدمه نفي فتقدمه لا يزالون يعنى ليس عندنا يزالون مختلفين هذا لا سماع له من كلام العرب لأن لا يصح يزالون مختلفين لا يصح أن يكون من باب كان وأخواتها.
" لن نبرح عليه عاكفين " لن هل هو نفي؟ هي نصب ونحن نأتي به في مثال ماذا؟ في النفي، نفي ونصب واستقبال، إذن كونها للنصب تعمل هذا من حيث العمل لكن من حيث المعنى، هي نفي واستقبال؛ ولذلك نجمع بين الثلاثة الأمور، واحد منها متعلق بالعمل إذا قيل لن حرف نفي ونصب واستقبال، النفي والاستقبال متعلقان بالمعنى والنصب هذا متعلق بالعمل وتقول (لم) حرف نفي وقلب وجزم، جزم هذا متعلق بالعمل، والمعنى نفي وقلب إذن (لن) حرف نفي (نبرح) فعل مضارع ناقص منصوب بلن على الأصل ونصبه فتحة ظاهرة على آخره (نبرح) نحن إذن الضمير المستتر اسم نبرح ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن (عليه) جار ومجرور متعلق بقوله عاكفين (عاكفين) هذا خبر نبرح صحيح أو مفعول به؟ خبر ويسمى مفعولا به عند بعضهم مجازا إذن مختلفين خبر نبرح منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم، النهي كقول الشاعر:
"صاح شمر ولا تزل ذاكر الموت - - فنسيانه ضلال مبين" ولا تزل ذاكر الموت،) لا) ناهية لا في النهي والدعاء التي مرت معنا (لا تزل) تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلا واسمه ضمير مستتر تقديره أنت، لا تزل ذاكر الموت، ذاكَرَ بالنصب على أنه خبر لتزل فيكون منصوبا على الأصل.
والدعاء كقول الشاعر:
"ألا يا اسلمي يا دار ميَّ على البلى - - ولا زال منهلا بجرعائك القطر"
ولا زال هذا دعاء، لا الدعائية زال فعل ماض ناقص ولا زال (القطر) هو اسم زال (منهلا) هذا خبر مقدم وهو خبر زال منصوب بها إذن في هذه الأمثلة نقول عملت (زال وبرح) ومثلها كذلك (فتىء وانفك) عملت بشرط وهو أن يتقدم عليها نفي أو شبه النفي والمراد بشبه النفي هنا الدعاء والنهي إذا لم يتقدم عليها واحد من هذه الأمور حينئذ لا تعمل يكون لها معنى آخر إما التمام أو غير ذلك.
- القسم الثالث: ما يعمل لكن بشرط أن يتقدم عليه ما المصدرية الظرفية وهو الأخير الذي أشار إليه بقوله (ما دام)
ما هذه مصدرية يعنى تؤول مع ما بعدها بمصدر، وظرفية لأنها تضاف إلى الظرف "ما دمت حيا" ما مصدرية ظرفية، (دمت) أصلها دام، دمت دام فعل ماضي مبني على الفتح المقدر وهنا السكون سبق أن الجمهور على أنه مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.
والصواب: أنه مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع توالي أو لكراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة وهذا تعليل فيه شيء من النظر (ما دمتُ) التاء هذه ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم دام (حيا) هذا خبر دام منصوب بها) ما دمت) قلنا مصدرية إذن لابد من التأويل قلنا ظرفية لابد من إضافتها إلى الظرف، إذن مدة دوامي حيا، مدة هذا الظرف، دوامي هذا هو المصدر، إذن أولت بمصدر مع ما بعدها وأضيفت إلى الظرف، إذن مدة دوامي حيا، إذن ما يعمل لكن بشرط أن يتقدم علية ما المصدرية الظرفية وهذا خاص بدام.
إذن هذه ثلاثة أقسام لهذه الأفعال، منها ما يعمل بلا شرط وهي ثمانية ومنها ما يعمل؛ لكن بشرط يتقدم عليه نفي، أو شبه النفي وهي أربعة، وما يعمل بشرط أن يتقدم عليه ما المصدرية الظرفية وهو واحد.
هنا قال (كان وأمسى ظل بات أصبحا) الألف هذه للإطلاق يعنى وظل وبات وأضحى وصار ليس، هذه كلها من حيث المعاني تدل على المعنى الذي دل عليه الفعل، بمعنى أن اسمها متصل بمضمون الخبر في وقت ما دل عليه الفعل، فإذا قلت (كان زيد قائما) حينئذ ماالمعنى أصل زيد قائم لما دخلت كان ماذا أفادت؟ نقل أفادت اتصاف زيد بمضمون الخبر وهو القيام في الزمن الماضي، زيد قائم لا تدل على زمن، يعنى لا يفهم من (زيد قائم) الزمن الماضي أو الحال يعنى هو عام يشمل ذا وذاك فإذا أدخلت كان حينئذ قيدت، قيدت ماذا؟ هذا فيه خلاف، فنقول كان زيد قائما قَيَّدْتَ قيام زيد في الزمن الماضي لأن (زيد) ذات ما يتقيد وإنما الذي يتقيد هو الفعل هو الحدث قائم حينئذ نقول قيدت القيام بكون زيد قد اتصف به في الزمن الماضي، والآن (كان زيد قائما) في الزمن الماضي انقطع أو لازال مستمرا؟ ماهو الأصل في الفعل الماضي مر معنا وهي (ثلاثة مضي قد خلى) قلنا مضي يعنى انقطع وانتهى قد خلى يعنى انتهى، قام زيد في الزمن الماضي الآن ليس بقائم فتنفي على الصحيح فتنفي، فإذا قيل كان زيد قائما كان في الزمن الماضي الآن ليس بقائم لأن الحدث الذي دل عليه قائم قد انقطع وهذا ما لم تدل عليه القرينة، يستشكل بعض الطلاب يقول هذه القاعدة ويأتي بالقرآن كثيرا (وكان الله غفورا رحيم)(إن الله كان عليما) هل هو في الزمن الماضي وانقطع الآن؟ لا لماذا؟ لقرينة خارجة وهي دوام اتصاف الرب جل وعلى واستمرارية اتصافه بهذه الصفات لا تنقطع هذا واضح بين إذن من دليل الخارج يدل على أن كان هنا منزوعة الزمن يعنى ليس لها دلالة على زمن ماض أو حاضر أو مستقبل، إذا كان التقييد بكان ولم يكن دلالته على الزمن الماضي يعبر عنها النحاة بأنها منزوعة الزمن بمعنى أنها لا تدل إلا على الارتباط فحسب إذن هذا لدليل، أما الأصل والقاعدة فيدل على الانقطاع، أمسى تقول مثل) أمسى زيد فقيها أو غنيا (أمسى زيد غنيا، أمسى فعل ماضي ناقص و (زيد) اسمه وغنيا هذا خبر، دلت على ماذا أمسى؟ اتصاف الاسم بمضمون الخبر في وقت المساء، أمسى زيد غنيا اتصف زيد بالغنى متى في وقت المساء وكذلك (ظل) البيتوتة وبات ظل في أول النهار و (بات) بيتوتة و (أصبح) في الصباح و (أضحى) و (صار) وهي تدل على التحويل حول والانتقال من حقيقة إلى حقيقة كقولك صار الطين حجرا ،تحول الطين إلى حجر أو من صفة إلى صفة صار زيد بخيلا كان كريما عنده مال فصار بخيلا إذن حصل تحول، وحصل انتقال لكنه من صفة إلى صفة زيد هو هو بذاته بشحمه ولحمه لكن ما الذي تغير فيه الوصف إذن كان كريما فصار بخيلا (ليس) هذه لنفي الحال عند التجرد عن القرينة فالنفي يكون للحال ليس زيد قائما يعنى الآن ليس زيد قائما هنا ليس تفيد نفي الحال يعنى الحال الوقت الزمن الذي يتكلم فيه المتكلم مع (ما برح ما زال ما نفك وما فتىء) ،هذه أربعة أفعال قلنا يشترط في إعمالها ما سبق ذكره وهي متحدة المعنى يعنى اشتركت في الشرط في العمل، وكذلك في الدلالة على المعنى فمعناها شيء واحد وهي موضوعة للدلالة على ملازمة الخبر للاسم (ما دمت حيا) يعنى تم تلازم بين دلالة الخبر لأن الذي يثبت هنا إنما هو مضمون الخبر للاسم كما
تقول (كان زيد قائما) ماذا صنعت؟ أثبت مضمون الخبر وهو القيام لزيد هنا يدل على ملازمة الخبر للاسم ما دمت حيا إذن ملازمة بين الاسم والخبر كل منهما موجود بوجود الآخر لكن بحسب ما يقتضيه الحال فإذا قلت مثلا (لا زال زيد عالما) إذن العلم صفة لازمة هذا هو الأصل فمدة بقاء زيد بوصف العلم نقول في العرف والعادة أنه ملازم له لكن لازال زيد جالسا مدة حياته وهو جالس؟ إذن بحسب الحال الذي تكلمت فيه فزيد ملازم للجلوس والجلوس وصف زيد لكن الملازمة عرفية أو عادية إذن ما زال وما نفك وما فتىء وما برح موضوعة للدلالة على ملازمة الخبر للاسم على حسب ما يقتضيه الحال ولذلك إذا قيل "لا تنفك مشتغلا بذكر الله " هذا يحتمل أنه مثل ماذا؟ (ما دمت حيا) كان وإن كان يعني دلالة منفكة أخرى لكن نقول وصف الحياة للشخص هذا متحد متى ما كانت الذات موجودة فالحياة كذلك والأصل بالذكر أن يكون ملازما للإنسان حينئذ يكون ذاكرا مشتغلا بالذكر سواء كان قائما أو جالسا أو نائما آكلا شاربا وهذا متصور و (ما دام) دام موضوعة للدلالة على استمرار خبرها لاسمها يعنى مشاركة للأربعة السابقة من حيث الجملة ثم قال الناظم:
وَمَا مِنْهَا تَصَرَّفَ احْكُمَا- - لَهُ بِمَا لَهَا
يعنى هذه الأفعال على قسمين منها ما لا يتصرف، والتصرف هو التصريف والتصريف هو الصرف، ومنها ما تصرف يعنى تحول إلى أمثلة مختلفة لمعانٍ مختلفة إذا قلت (ضربٌ) هذا مصدر تأتي بأمثلة مختلفة يعنى أوزان مختلفة باختلاف هذه الأوزان تختلف المعاني كل وزن له مدلوله الخاص فالضرب يدل على الحدث فقط وضرب، صرَّفتَ ضربْ إلى ضرب يعنى صغت منه الفعل الماضي حينئذ تصرف فجيء بالماضي من المصدر لأن المصدر هو الأصل في الاشتقاق، نقول ضَرَبََ، إذن ضرب تصرف دل على ماذا؟ على الحدث والزمن وليس مطلق الزمن بل الزمن الماضي، يضرب حدث وزمن وليس مطلق الزمن بل الحال، اضرب، ضارب اسم فاعل، مضروب مضرِب مضرَب إذن هذا يسمى تصريفا، كل وزن يدل على معنى مغاير للآخر.
(كان وأخواتها
…
) قد تتصرف فمنها ما يتصرف، ومنها مالا يتصرف، فالذي لا يتصرف هو (ليس ودام) هذا لا يتصرف (ليس) ملازمة الجامدة يعنى ملازمة للفعل الماضي ولا يأتي منها بالمضارع ولا أمر ولا اسم فاعل ولا مصدر ولا أي شيء من هذه الأمثلة ومنها ما يتصرف وهو ما عداهما ولكن زال وأخواتها لا يستعمل منه أمر ولا مصدر زال وأخواتها الأربعة تتصرف ولذلك مر معنا ولا يزالون لن نبرح جاء منه زال يزالون ولا تزل كذلك حينئذ فيها نوع تصرف لكنه ليس تاما وإذا لم يكن ثم مصدر ولا أمر حينئذ صار التصرف ناقصا (دام) هذه اختلف هل لها مصدر أم لا والجمهور على أن ليس لها مصدر ليس لها مصدر والصحيح أن لها مصدرا كما حققه الصبّان في حاشيته على " الأشموني " ولذلك مر معنا في التقديم ما دمت حيا وهذه مما نقضه فيه الصبان أنتم تقولون (ما دمت حيا) يعنى مدة دوامي من أين هذا المصدر؟ دوامي هو المصدر فكيف قدرتم هنا في الآية مدة دوام؟ ثم تقول دام ليس له مصدر أجابوا بأنه مستعار نقول: لا، الأصل عدم الاستعارة حينئذ نقول دام الصحيح أن لها مصدرا، إذن (وما والذي منها) يعنى بعضها لأن التصرف ليس كاملا في هذه الأفعال (تصرفا) يعنى تحول إلى أمثلة مختلفة تصاغ منها (احكما) ألف هذه نائبة عنه أو هي نون التوكيد الخفيفة قلبت ألفا احكمن يعنى حكما مؤكدا، (له بما لها) ،له يعنى للذي تصرف باسم الفاعل واسم المفعول ونحو ذلك بـ (ما لها) يعنى بما ثبت لها وهي الأفعال الماضية ولذلك إذا عددوا هذه الأفعال ذكروا الماضي كان وأخواتها، ظل بات أضحى أمسى صار ليس، يعدونها بالفعل الماضي لأنه هو الأصل، حينئذ الفعل المضارع والأمر واسم الفاعل هذه مشتقات مما سبق فالحكم واحد بمعنى أن" كان" تعمل الرفع، كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر" يكون "مثلها "كن" مثلها" كائن" مثلها إذن الحكم واحد ولذلك قال له بما لها، له بالمتصرف بما لها يعنى بما ثبت للفعل الماضي "ويكون الرسول عليكم شهيدا "،يكون هذا معطوف على ما قبله فعل مضارع ناقص منصوب و (الرسول) بالرفع على أنه اسم يكون قد عمل هنا يكون مع كونه مضارعا لأن الحكم واحد لا فرق بين الماضي والمضارع من حيث العمل شهيدا هذا خبر يكون"كونوا قوامين"،كونوا هذا فعل أمر مبني على حذف النون كونوا لأنه اتصل بالواو والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كن (قوامين) هو الخبر (وكان حقا عليه نصب المؤمنين)"وما كلُّ مَن يُبدي البشاشة كائنا أخاك"كائنا اسم فاعل، أخاك هذا خبر كائن وكائن اسمه ضمير مستتر فكان قائما زيد، زيد هذا اسم كان وقائما خبر مقدم، إذن يجوز أن يتقدم الخبر على الاسم ولذلك قال تعالى:"وكان حقا علينا نصر المؤمنين" لكن له ضوابط تعرف بالمطولة وكن برا، كن أنت برا ،كن فعل أمر ناقص والاسم ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت وبارا خبر كن "وأصبح صائما"
أصبح فعل أمر ناقص مبني على السكون واسم أصبح ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت"صائما" هذا خبر أصبح إذن.
وغير ماض مثله قد عملا - - إن كان غير الماضي منه استعملا.
واحترازاً من ليس، ونحوها.
باب إن وأخواتها
وهي كلها حروف هذا النوع الثاني وهو ما ينصب الاسم ويرفع الخبر، يعنى المبتدأ يكون مرفوعا فيُنصب ويرفع الخبر إذن عكس عمل كان ولذلك قال:
عَمَلُ كَانَ عَكْسُهُ لإِنَّ أَنْ - -
…
- - لَكِنَّ لَيْتَ وَلَعَلَّ وَكَأَنْ
(عَمَلُ كَانَ) الذي هو رفع المبتدأ ونصب الخبر (عكسه لأن) وما عطف عليه وهو نصب المبتدأ ورفع الخبر، إذن تبادلا. (عمل كان عَكْسُه)(عمَلُ) هذا مبتدأ أول وهو مضاف وكان مضاف إليه (عكسه) أي خلافه وهذا مبتدأ ثاني (لإن) أي ثابت لإن والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول هذا ماذكرناه الأمس إذن (عمل كان عكسه لإن) وما عطف عليه عمل مبتدأ أين خبره؟ جملة عكسه لإن إعراب عكسه لإن مبتدأ وخبر والجملة خبر المبتدأ الأول مثل "زيد أبوه ذو بطر" هذه مثلها، عمل كان عكسه ثابت لإن أن يعنى وأن بالتشديد خففها لأجل الوزن وإن كان هي تعمل كذلك إذا خففت لكن ولكن ليت وليت ولعل وكأن هذه كلها كم؟ ستة أحرف وهي أحرف بالاتفاق يعنى لا خلاف فيها.
تَقُولُ إِنَّ مَالِكًا لَعَالِمُ وَمِثْلُهُ لَيْتَ الحَبِيبَ قَادِمُ
(تَقُولُ إِنَّ مَالِكًا) إن مالكا، إن حرف نصب وتوكيد يعنى من حيث المعنى تفيد التوكيد ومن حيث العمل هي تنصب المبتدأ وترفع الخبر (إن) حرف نصب وتوكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (مالكا) اسم إن منصوب بها وهذا محل وفاق) لَعَالِمُ) عالم هذا خبر إن أصله مالك عالم مبتدأ وخبر دخلت إن فنصبت المبتدأ والخبر مرفوع كما هو في النطق فقط وإلا في الحقيقة فلا لأن الرفع الذي حدث بعد إن غير الرفع الذي كان قبل إن ونحن ننص على هذا لماذا؟ لأن الكوفيين يرون أن " كان زيد قائما "كان لم تعمل إلا في الخبر فقط ولا عمل لها في الاسم لأنه مرفوع ،زيد قائم كان زيد ما حدث شيء إذن كان نصبت فقط ولم ترفع كان زيد قائما لأن الذي تغير هو قائم والقول كذلك في " إن"إن زيدا قائم، قائم كما هو ما تغير إذن إن ماذا صنعت؟ نصبت فقط ولم ترفع وهذا غلظ في الموضعين ولذلك أحدثت كان رفعا ليس هو عين الرفع الذي قبل كان بدليل تغير العامل، العامل كان الابتداء فصار عاملا لفظيا وكذلك " إنّ " رفعت الخبر رفع جديد يعنى لم يكن هو عين الرفع الذي قبل إن والدليل على ذلك أن الخبر في المبتدأ " زيد قائم " خبر مرفوع بالمبتدأ وهنا رفع " بإن " وفرق بين الموضعين، إذن " عالم " هذا خبر إن وهذا فيه شيء من التجوز لأن إن لم يخبر عنها لأنها حرف، يعنى لا يخبر إلا عن الأسماء وإنما تجوزوا والأصل أن يقال خبر اسم إن "زيد مالك عالم " ،عالم خبر لأي شيء؟ لمالك ،مالك عالم قبل دخول إن عالم خبر لمالك لكن النحاة يقولون في الإعراب خبر إن اسم إن خبر إن، هذا فيه تجوز يعنى فيه توسع والأصل أن يقال، خبر اسم إن هو الذي يخبر عنه أنت أخبرت عن مالك ولم تخبر عن إن لأنه لا يخبر إلا عن الأسماء وإن حرف (لعالم) اللام هذه لام الابتداء، تأخذ من المثال أنه يجوز دخول لام الابتداء على خبر إن المكسورة وهذه اللام التي تسمى اللام المزحلقة، زُحلقت يعنى " الأصل أنها تدخل على إن في أول الكلام " لأنها مؤكدة للجملة في قولك زيد قائم تدخل على المبتدأ في الأصل حينئذ لِِإن أصلها لَإن مالك عالم لا يجتمع حرفان مؤكدان في محل واحد يعنى في أول الكلام حينئذ لابد من زحلقت أحد الحرفين ولا يمكن زحلقةُ إن لانتكاس المعنى؛ لأن إن هذه تدخل على الجملة حينئذ لم يمكن إلا أن تزحلق هذه اللام من إن إلى الخبر، " لإن مالكا عالم "هذا الأصل لا يمكن أن تدخل على الاسم لأنه سواء تقدمت أو تأخرت اجتمع مؤكدان من وجه واحد أي من طريق واحدة وهذا ممتنع حينئذ لا بد من الفصل بينهما فزحلقت من " إن " وصارت داخلة على الخبر إذن (لعالم) يجوز دخول لام الابتداء على خبر إن المكسورة.
(وَمِثْلُهُ) يعنى في الحكم مثل إن كمثال (لَيْتَ الحَبِيبَ قَادِمُ) ليت هذا حرف تمنٍّ ونصب يعنى يفيد التمنى كما سيأتي ونصب لأنه يعمل النصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ودائما يمر معك في إعراب الفعل الماضي أو الحروف لا محل له من الإعراب ما المراد بهذه الكلمة؟ يعنى ليس له موضع من المواضع التي يعرب فيها الاسم يعنى ليس فاعلا ولا نائب فاعل ولا مبتدأ تنفي هذه كلها فليس لإن حرف من! فليس لـ ليت مثلا، كالمثال الذي معنا ليس لها محل من الإعراب يعنى لا تقع فاعلا فتُرفع ولا تقع نائب فاعل ولا اسم إن ولا خبر إن، المواضع التي هي الأسماء المرفوعة والأسماء المنصوبة والأسماء المخفوضة لا يأتي الحرف ولا الفعل في هذه المواضع (الحبيب) اسم ليت منصوب بها ونصبه فتحة ظاهرة على آخره ،قادم خبر ليت يعنى خبر اسم ليت على التجوز مرفوع بها ورفعه ضمة ظاهرة على آخره إذن هذان مثالان لإن وليت.
أَكِّدْ بِإِنَّ أَنَّ شَبِّهْ بِكَأَنْ - - لَكِنَّ يَا صَاحِ لِلاِسْتِدْرَاكِ عَنْ.
(أَكِّدْ بِإِنَّ) أراد أن يبين لك،
وَلِلتَّمَنِّي لَيْتَ عِنْدَهُمْ حَصَلْ
…
وَلِلتَّرَجِّي وَالتَّوَقُّعِ لَعَلْ
هذا مايسمى بمعاني هذه الحروف يعنى هذه الحروف تعمل النصب وتدل على معاني في نفسها، وهذه المعاني لا تظهر إلا بدخولها على الجملة الاسمية ولذلك هذه النواسخ كلها الثلاثة الأبواب، إنما دخولها وعملها في الجمل لا في المفردات ولذلك كان زيد قائم أحدثت العمل الرفع والنصب في الموضعين المبتدأ والخبر فدل على أنها داخلة على الجملة ولم تدخل على المفرد وكذلك إن وأخواتها (أَكِّدْ بِإِنّ) ، إن وأن يتفقان في أنهما موضوعان لتأكيد الحكم المقترن بأحدهما التأكيد هو التقوية إن وأن تفيدان التأكيد، تأكيد ماذا؟ تأكيد ثبوت الخبر للمبتدأ لاسمها وهذا إنما يكون جوابا أو كلاما للمتردد أو الممكن يعنى هذا التركيب لا يستعمل عند إلقاء الخبر لمن لم يسمع بالخبر فإذا لم يسمع زيد من الناس " زيد مسافر "ما يعرف أن زيدا مسافر فلا يصح أن تقول له " إن زيدا مسافر " هذا خطأ التركيب لماذا؟ لأن إن تفيد التقوية والتأكيد فإذا كان كذلك إنما يأكد لمن؟ لخال الذهن عن الخبر أو للمتردد والممكن!؟ لا شك أنه الثاني حينئذ تقول زيد مسافر ولا يصح أن تقول " إن زيدا مسافر "، لأن التأكيد والتقوية لا يكون لخال الذهن يعنى للذي لم يسمع بالخبر أصلا وإنما الذي يجادل عنده علم أو نوع جدل أو نوع إنكار أو تردد حينئذ يأتي التأكيد ولذلك نقول في أول هذا النظم 'إن الكلام عندنا فلتستمع' نقول هذا هذا حشو يعنى زيادة في الكلام لأن الكلام تعريفه إنما يلقى على المبتدأ، والمبتدأ ليس عنده تردد أو إنكار ولذلك إذا قال " حد الكلام عندنا فلتستمع " لكان أولى إذن إن وأن يفيدان التأكيد، التأكيد يعنى تقوية الخبر لمن للمتردد والشاك في الخبر حينئذ تنفي الشك فيه والإنكار له، (أكد بإن) أن فإذا قلت إن مالكا لعالم حينئذ نقول إن عند العرب أو الحرف المؤكد على جهة العموم يقوم مقام تكرير الجملة مرتين أو ثلاثة هذا الخلاف عند الصرفيين والنحاة فإذا قلت " إن زيدا قائم " في قوة قولك " زيد قائم، زيد قائم زيد قائم " حذفت الجملة الثانية والثالثة وجيء بالحرف المؤكد هذا كل مؤكد في لسان العرب حتى حرف الجر الزائد الذي يزاد في الكلام كما ذكرنا في الأمثلة أمس (هل من خالق غير الله) هذا في قوة قولك هل خالق غير الله هل خالق غير الله هل خالق غير الله فالتأكيد يكون بالتكرار هذا هو الأصل ولكن لأن لا يثقل عند السامع تكرار الجملة كما هي (هل خالق غير الله) جيء - حذفت -الجملة الثانية أو الثالثة على الخلاف وجيء بهذا الحرف ولذلك ليس كمثله شيء الكاف الزائدة على الصحيح وهي في قوة قولك ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء وهذا إنما يكون لمن؟ لمن يكون عنده شيء من الإنكار أو التردد.
إذن التأكيد للجمل يكون في قوة تكرارها مرتين أو ثلاثة هذا خلاف من بين النحاة والبيانيين.
(أكِّدْ بِإِنَّ أَنّ) ، الفرق بين إن وأن، أنَّ " أنَّ " لا تأتي في أول الكلام يعنى لا تأتي تقول أن مالكا لعالم هذا لا يصح لماذا؟ لأن " أن " في قوة المفرد وما دخلت عليه لأنها من أحرف المصدرية يعنى التي تؤول مع ما بعدها بمصدر حينئذ لا تقع في أول الكلام لا يصح أن تقول " أن زيدا قائم " هذا غلط كأنك قلت "قيام زيد" يحتاج إلى خبر، قيام زيد هذا ليس بكلام فلابد أن تقول " أعجبني أنك فصيح " مثلا يعنى أعجبني أو أعجبتني فصاحتك وتؤول بمصدر " قل أوحي إلي أنه استمع " ،أوحي استماع إذن أولت لمصدر لما كانت أنِّ من أحرف مصدرية يعنى تؤول مع ما بعدها بمصدر امتنع افتتاح الكلام بها وأما " إن " فيصح، إن زيدا عالم إن مالكا لعالم هذا لا إشكال فيه (شَبِّهْ بِكَأَنْ) يعنى كأن تفيد التشبيه والتشبيه مشاركة أمر لأمر في المعنى سواء كان شريكا أو خسيسا.
(كأن زيدا عالم،) كأن زيدا حمار الفرق بينهما، كأن زيدا عالم هذا فيه شرف والثاني فيه خسة (شَبِّهْ بِكَأَنْ)، يعنى تأتي كأن للتشبيه قال بعضهم:
ذلك إذا كان الخبر جامدا يعنى التشبيه تفيد، كأن التشبيه إذا كان الخبر جامدا يعنى ليس مشتقا، كأن زيدا أسد أشبه زيد بالأسد، أسد هذا جامد ليس بمشتق وإذا لم يكن جامدا بأن كان مشتقا أو فعلا حينئذ تفيد الظن 'كأن زيدا كاتب' كاتب هذا خبر وهو اسم فاعل إذن مشتق وإذا كان خبر كأن مشتقا أفادت الظن إذن:
-تفيد التشبيه وتفيد الظن متى تفيد التشبيه؟ إذا كان الخبر جامدا (كأن زيدا أسد) وتفيد الظن إذا لم يكن جامدا بأن كان مشتقا أو فعلا.
(لَكِنَّ يَا صَاحِ لِلاِسْتِدْرَاكِ عَنّا) ، خففه للوزن يعنى ظهر، عن أي ظهر يعنى لكن للاستدراك، (يا صاح) هذه معترضة.
وقوله في صاحب يا صاح - شذّ بمعنىً فيه باصطلاح.
(يا صاح) أصلها يا صاحبي والاستدراك هو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه.
إذن (تعقيب الكلام) يعنى إتباع الكلام دل ذلك على أن لكن مثل أن ،يعنى لا تأتي في أول الكلام " زيد عالم " قد يفهم منه أنه عامل.
هل تم تلازم ليس تم تلازم، زيد عالم لكنه فاسق ممكن نعم ممكن، زيد عالم لكنه ضال مبتدع جهمي، تقول " لكنه فاسق " يعنى ببدعته بينهما تعارض لا، لا مانع أن يقال زيد عالم لكنه فاسق لا بأس به" إذن زيد عالم" قد يفهم منه الناظر أو السامع بأنه عامل تقل لا (لكنه) إذن استدركت نفيت في ذهن السامع ما يتوهم ثبوته من الخبر السابق "،ما زيد شجاع " فيوهم بأنه ليس بكريم فتقل "لكنه كريم" إذن أثبت ما يتوهم نفيه إذن نفيت الشجاعة لا يلزم منه نفي الكرم لكن قد يتوهم الناس السامع بأنك إذا قلت مثلا (ما زيد شجاع) بأنه ليس بكريم حينئذ تقول ما زيد شجاع لكنه كريم، لكن للاستدراك وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه إذن (لَكِنَّ يَا صَاحِ لِلاِسْتِدْرَاكِ عَنّا)
و ((لِلتَّمَنِّي لَيْتَ)،ليت هنا قصد لفظها صارت علما ولذلك صارت مبتدأ اسما وللتمني خبر مقدم والتمني إذن ليت تفيد التمني ما معنى التمني؟: طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر ما لا طمع فيه يعنى شيء لا يدرك.
"ألا ليت الشباب يعود يوما "عجوز ألا ليت الشباب يعود يوما، تمنى أو لا تتمنى في الدنيا ستبقى على ما أنت عليه وتمضي، إذن ليت الشباب يعود نقول هذا تمنى ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر كقول الفقير" ليت لي قنطاراً من الذهب " أو جبلا من الذهب نقل هذا ليس بمحال يعنى يمكن لكنه فيه عسر.
(وللتمني) ليت عندهم يعنى في حكمهم عندهم والأصل في عند أنها ظرف مكان أو زمان لكن هنا لا يمكن حملها على النوعين، حينئذ تفسر بالحكم (حصل) يعنى وجد وثبت (وللترجي والتوقع لعل) ، يعنى لعل للترجي لعل مبتدأ مؤخر للترجي خبر مقدم والتوقع معطوف عليه الترجي طلب المحبوب بالمستقرب حصوله يعنى محبوب وليس بمكروه وقريب الحصول" لعل الله يرحمني،" نقل هذا ترجي وهو طلب محبوب وهو رحمة الله عز وجل وهو مستقرب (إن رحمت الله قريب من المحسنين) فأحسن، حينئذ تقل لعل الله يرحمني والتوقع هو الإشفاق لعل زيدا هالك الإشفاق هو توقع المكروه لعل زيدا هالك إذن لعل هنا أفادت التوقع إذا هذه المعاني لهذه الأحرف ولذلك لما تضمنت هذه المعاني عملت فنصبت ورفعت وإذن الأصل في الحروف أنها لا تعمل.
-النوع الثالث: ما ينصب المبتدأ والخبر وهو باب ظن وأخواتها، باب ظن وأخواتها ،الأخوات في هذه الأبواب الثلاثة المراد بها النظائر يعني أخواتها يعنى نظائرها في العمل، الأخوة هنا جاءت من حيث العمل والاشتراك بينهما أو بينها هو العمل وهي أفعال قلوب:
اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ مُبْتَدَا
…
وَخَبَرًا وَهْيَ ظَنَنْتُ وَجَدَا
رَأَى حَسِبْتُ وَجَعَلْتُ زَعَمَا
…
كَذَاكَ خِلْتُ وَاتَّخَذْتُ عَلِمَا
تَقُولُ قَدْ ظَنَنْتُ زَيدًا صَادِقَا
…
فِي قَوْلِهِ وَخِلْتُ عَمْرًا حَاذِقَا
اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ ،هذا النوع الثالث من أفعال الناسخة للمبتدأ وظن وأخواتها وهي قسمان:
-أفعال القلوب هذا قسم.
- أفعال التحويل هذا قسم.
-أفعال القلوب: سميت بذلك لأن معانيها قائمة بالقلب، ظن، الظن أين يكون؟ في القلب
-أفعال التحويل: كأن فيها شيئا من التصيير.
وأفعال القلوب قسمان:
الأول: ما يدل على اليقين، معلوم أن اليقين حكم الجازم، وذكر منها الناظم هنا ثلاثة: وجد ورأى وعلم، وهذه تدل على اليقين لأن تفيد في الخبر يقينا.
الثاني: أفعال الرجحان والشك، يعنى تفيد الإدراك الراجح وذكر منها الناظم هنا ظن وحسب وجعل وزعم وخالَ.
وأفعال التحويل ذكر منها: اتخذ هذا الذي ذكره الناظم.
(اِنْصِبْ) ،هذا أمر والأمر يقتضي الوجوب لغة وشرعا حينئذ يجب النصب لكن في بعض الأحوال، (اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ) يعنى بفعل من أفعال القلوب متى؟ إذا دخل على الجملة الاسمية المبتدأ والخبر وذلك بعد استيفاء فاعلها، زيد قائم تدخل عليه ظن تقول: ظننت التاء من أين جئت بهذه؟ تاء هي فاعل لماذا؟
لأن" ظن "فعل تام حينئذ تحتاج إلى فاعل إذن تنصب المبتدأ والخبر بعد استيفاء فاعلها, يعنى إعطائها الفاعل لأنها فعل ولا يمكن أن تنصب إلا بعد أن تأخذ فاعلها فتقول ظننت إذن دخل الظن على الجملة الاسمية وأعطيناها الفاعل, ظننت فعل وفاعل ,زيدا قائما, زيد قائما المبتدأ والخبر, (اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ) الإضافة للجنس يعنى بفعل واحد مبتدأ وخبرا وكذلك ما تصرف منها فالحكم واحد كما هو الشأن في كان.
ظن يظن ظُن ظان ٌّمظنونٌ مظن كل هذه تعمل عمل ظن فالحكم واحد, (اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ مُبْتَدَا وَخَبَرًا) ,كل منهما منصوب لكن يسمى الأول مفعولا أولا لظن، والثاني مفعولا ثانيا لظن, ظننت زيدا, زيدا منصوب بظن وهو مفعول أول قائما منصوب بظن وهو مفعول ثانٍ لها , (وَهْيَ ظَنَنْتُ وَجَدَا رَأَى حَسِبْتُ وَجَعَلْتُ زَعَمَا كَذَاكَ خِلْتُ وَاتَّخَذْتُ علِما) عدها، وتجعله على التقسيم السابق يعنى مايدل على اليقين وما يدل على الرجحان والشك.
(وهي ظننت) ظن موضوعة للدلالة على ترجح وقوع المفعول الثاني, ظننت زيدا قائما يعنى أدركت إدراكا راجحا قيام زيد وظننت زيدا قائما يعنى أدركت إدراكا راجحا قيام زيد ثبوت مضمون المفعول الثاني للمفعول الأول لكن على جهة الرجحان لا على جهة اليقين هذا الذي تفيده ظن هذا الأصل فيها وإن كانت قد تستعمل لليقين لكنه خارج عن الأصل.
إذن ظن موضوعة للدلالة على ترجح وقوع المفعول الثاني كما في المثال السابق وقد تأتي لليقين (إني ظننت أني ملاقي حسابيه) وهي ظننت (وجدا) هذه موضوعة للدلالة على تحقق وقوع المفعول الثاني لأن وجد عرفنا أنها مما يدل على اليقين إذن الإدراك هنا يكون جازما ولا يكون راجحا كما هو الشأن في ظن (تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا)(رأى وعلم) متحدان في الوضع، يعنى موضوعان للدلالة على اليقين يعنى إدراك وقوعه اتصاف المفعول الأول بمضمون الثاني على جهة اليقين يعنى لا على جهة الشك والترجيح رأى تقول مثلا: رأى تقول ماذا؟ "رأيت الله أكبر كل شيء محاولة وأكثرهم جنودا",رأيت الله أكبر؟ يقين أو شك؟ ,يقين الله مفعول أول أكبر كل شيء هذا مفعول ثاني (حسبت) هذه مثل ظن تدل على الترجيح حسبت زيدا صاحبك مثلا قد تستعمل لليقين (لا تحسبوه شرا لكم) يعنى لا تظنوه شرا لكم, هنا الظن>
و (جعلت) بمعنى اعتقد كذلك " وجعل الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " ، الملائكة إناثا، جعلوا أي اعتقدوا الملائكة إناثا (زعما) الألف هذه للإطلاق، ويطلق الزعم على الحق والباطل، والأكثر على قول يشك في صحته.
هذا هو الأكثر، " زعم صاحبك كذا"،حينئذ تقول زعم تطلق في الغالب على الخبر الذي يشك في ثبوته وإن كانت تطلق أحيانا على الحق
،"ودعوتني وزعمت أنك ناصحي--- ولقد صدقت وكنت ثمَّ أمينا"،زعم هنا تطلق على الحق وهو حق.
(كذاك خلت) ،خلت زيدا أخاك وخلت مثل ظن تدل على الإدراك الراجح مثل ظن تدل على الإدراك الراجح و (اتخذت) هذا الفعل الوحيد الذي ذكره المصنف أو يدل على التصيير أو التحويل'واتخذ الله إبراهيم خليلا' إبراهيم اتخذ الله إبراهيم، إبراهيم هذا مفعول أول وخليلا هذا مفعول ثان، (علما) الألف هذه للإطلاق ويثبت ماذا الإطلاق؟ يعنى إطلاق الروي وعلم تفيد أو تدل على اليقين، تقول" قد ظننت زيدا صادقا"،قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب ظننت فعل وفاعل هذا اختصارا زيدا هذا مفعول أول وهو مبتدأ في الأصل وصادقا هذا خبر هذا مفعول ثان لظن وهو خبر في الأصل.
(في قوله صادقا في قوله) في قوله جار ومجرور متعلق بقوله صادقا لأنه اسم فاعل و (خلت) أصلها خال خلت اتصلت بالضمير فسكن اللام ثم التقى الساكنان، خال خلت إذن التاء هذه فاعل ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل (عمرا) مفعول أول لخال منصوب بها ونصبه الفتحة الظاهرة على آخره و (حاذقا) أي ماهرا مفعول ثاني لخال منصوب بها ونصبه الفتحة الظاهرة على آخره وتم إحكام متعلقة بهذا الباب تأتيكم في المطولات إن شاء الله تعالى.
إذن هذه ثلاثة أبواب تسمى نواسخ المبتدأ والخبر الأول:
باب كان وأخواتها رأينا ظاهرها في العمل وهي ترفع المبتدأ على أنه اسم لها وتنصب الخبر على أنه خبر لها.
والثاني من النواسخ إن وأخواتها رأينا ظاهرها وهي تعمل عكس كان يعنى تنصب المبتدأ على أنه اسم لها وترفع الخبر على أنه خبر لها.
الباب الثالث من النواسخ باب ظن وكلها أفعال وهي تنصب الجزأين يعنى المبتدأ والخبر والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في الصفحة الأولى من سورة الجن عدة آيات ابتدأت بفتح أن ما التوجيه؟ معطوفات أو مقدرات يعنى لا تجعلها جملة مستقلة نحن تركنا ما يتعلق بالتمام بالأفعال من باب الاختصار أي سؤال خارج هذا الدرس لا يجاب.
كيف يعرب الاستفهام مبتدئًا؟ وإذا كان كذلك فهل هو مطلقا؟ استفهام (كيف) يعرب مبتدأ يعنى (هل) حرف ما يعرب مبتدأ، إلا إذا جاء في محل رفع يعنى نقول (دخلت هل) على الجملة الاسمية دخلت هل، دخلت فعل ماضي وهل هنا فاعل كيف جاءت فاعل وهي حرف؟ قصد لفظه الحرف والفعل إذا قصد اللفظ دون المعنى صار اسما علما وإذا صار العلم صح أن كون مبتدأ ولذلك تأتي في الإعراب تقول من حرف جر، من في هذا التركيب مبتدأ، كيف مبتدأ وحرف؟ قصد لفظه.
وإذا قصد لفظ الحرف أو الفعل صار علما مبتدأ نقل (ضرب) اعرب (ضرب زيد عمرا) تقل ضرب في كلامك ضرب فعل ماض إذن عندنا محكوم عليه ومحكوم به ولا يخبر إلا عن الأسماء فضرب في هذا التركيب مبتدأ قبلت أو لا؟ ضرب في هذا التركيب إذا قيل لك أعرب ضرب زيد عمرا، كل كلام عربي فصيح يجوز إعرابه هذا الأصل فإذا جئت تعرب تتكلم بكلام فصيح تقول " ضرب " فعل ماض هذا التركيب الثاني أعربه تقل ضرب مبتدأ و " فعل ماض " هذا خبر كيف ضرب جاء مبتدأ تقول ضرب / في قولك " ضرب زيد عمر ا" فعل فصل معناه الذي هو إثبات الضرب لزيد ووقوعه على عمر وأما ضرب فعل ماضي ما قصد المعنى ليس عندنا ضرب أين الفاعل وأين المفعول أين الضارب والمضروب؟ ضرب فعل ماض هذه جملة اسمية أين الضارب والمضروب؟ هل عندنا ضارب ومضروب ليس عندنا ضارب لماذا؟
لأنه لم يقصد معناه وإنما قصد لفظه نقل ضرب مبتدأ وفعل هذا خبر.
وأما ضرب في قولك ضرب زيد عمرا هنا قصد معناه ،كذلك من حرف جر قولك من المسجد الحرام قصد معناه فهي حرف ليست باسم بالإجماع وأما من حرف جر في الإعراب، فمن هنا قصد لفظه ولم يقصد معناه وإذا جرد اللفظ عن المعنى حينئذ صار اللفظ علمًا.
إذن من لها مسمى ولها اسم واتحدا وضرب له مسمى وله اسم / مسماه هو الذي يكون في الجملة الفعلية والاسم هو الذي يعرب على كل هذا خارج عن الدرس.
(أولم يكفهم أنا أنزلنا) أين الفاعل؟ يكفِ: هذا فعل مضارع ،" أنا أنزلنا " أن حرف توكيد ونصب و " نا "المدغمة النون في النون اسم أن يعنى مبني على السكون أو على الفتح على خلاف في محل نصب اسم أن،"أنزلنا" فعل وفاعل والجملة خبر أن ،أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل أو لم يكفهم إنزالنا.
ماهي أغراض حذف الفاعل ولو باختصار؟ ا
لاختصار لا يختصر.
لو أضيف إلى حذف الفاعل، المذكور قبل الفعل أو شبهه، لم أسقط?
لأننا نختصر.
أليس يجب تأنيث العامل مع المؤنث وكيف بقول "وقال النسوة"؟
الطالب إذا سأل يستفسر لا يستنكر أنت الآن تستنكر لما ثبت في الإجماع، (وقال نسوة) نسوة هذا اسم جمع واسم الجمع يجوز فيه الوجهان التذكير والتأنيث ولذلك كذلك الصحابة جمع تكسير تقول قال الصحابة وقالت الصحابة يجوز فيه الوجهان الطالب يسأل بأدب.
متى يكون سبب تقدير الحرف اشتغال الحركة بحركة المناسبة؟
الجواب: حركة المناسبة قلنا المضاف إلى ياء المتكلم " غلامي " الميم هنا في كل موضع مكسورة جاء غلامي ورأيت غلامي ومررت بغلامي، إذن اتحد في المواضع كلها ولذلك قال بعض النحاة إنه مبني على الكسر كحذامِ. والصحيح أنه ليس مبنيا بل هو معرب وهذه الحركة مناسبة الياء؛ لأن الياء لا يناسبها ما قبلها إلا أن يكون مكسورا.
إذن العلة مدركة فإذا دخل عليه عاملٌ، يقتضي الرفع حينئذ رفع على الأصل قال غلامي، غلامي فاعل مرفوع ورفعه ضمة مقدرة على أخره الذي هو الميم لما قدرت لاشتغال المحل بحركة المناسبة.
إذن الضمة حركة، والكسرة حركة، هل يمكن أن ينطق الميم في غلام في هذا التركيب لا في غيره ضما وكسرا؟
يعنى- تكسرها وتضمها- في موضع واحد في حالة واحدة هذا متعذر لكن التعذر عرضي لا أصلي لا لذات الميم وإنما لكونها اشتغلت بكسرة قبل ياء ولو حذفت الياء لرجعت الميم إلى الأصل.
(قال غلام رأيت غلاما مررت بغلام) ،إذن الميم قبلت الحركة رفعا ونصبا وجرا لكن لما أضيفت لزمت الكسرة وحينئذ تقدَّرتْ الحركات كلها.
إذا كان المضارع معتل الآخر ما هو سبب التقدير؟
إن كان الألف " يخشى " فالتعذر وإن كانت الواو والياء والضمة فهو " الثقل ".
والفرق بينهما أن التعذر ما لو أراد المتكلم أن ينطق به لما أمكنه " يخشى الفتى" نقل التعذر بمعنى أنه يتعذر أن تنطق بالضمة حاول أن تأتي بالضمة على الألف ما تستطيع لو تجلس من العشاء إلى الفجر ما تأتي بها.
لكن الثقل يمكن أن تخرجه الضمة، لكنه يثقل على اللسان، لو تكلف المتكلم لإظهاره لأظهره.
ولذلك يستحيل أن تقول القاضيُ أظهرت الضمة، مررت بالقاضيِ أظهرت الكسرة لكن فيه ثقل.
ولذلك نقول: الفرق بين التعذر والثقل = هو أن التعذر لو تكلف المتكلم؛ لأن يظهر الحركة لما استطاع؛ وأما الثقل لو تكلف أن يظهر الحركة لاستطاع؛ لكن فيه شيء من الثقل والله أعلم.