الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عناصر الدرس
* صوغ اسم المفعول من الأجوف والناقص.
* صوغ الأمر من الأجوف.
* المثال وما يدخله من إعلال.
* اللفيف وما يدخله من إعلال.
* المضاعف وأحكامه.
* المهموز وأحكامه.
* خاتمة الناظم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال الناظم رحمه الله تعالى:
وَكَمَقُوْلٍ اسْمَ مَفْعُوْلٍ خُذَا
…
بِالنَّقْلِ كَالْمَكِيْلِ وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا
وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا
…
كَذَاكَ مَخْشِيْ بَعْدَ قَلْبٍ قُدِّمَا
بعدما انتهى مما يتعلق بالأجوف والناقص من اسم الفاعل، شرع فيما يتعلق باسم المفعول، لأن اسم المفعول قد يكون من الصحيح كمقتول ولا إعلال ولا إبدال ولا قلب ولا ما يتعلق به من حيث المعتلات، وقد يكون مأخوذًا من أجوف أو من ناقصٍ، (وَكَمَقُوْلٍ) الكاف هذه اسم بمعنى مثل حالٌ من قوله:(اسْمَ مَفْعُوْلٍ) اسم مفعول هذا مفعولٌ به مقدم لقوله:
…
(خُذَا)، خذن، الألف هذه مبدلةٌ عن نون التوكيد الخفيفة، والأصل أن معمول العام المؤكد لا يتقدم عليه معموله على ما هو مشهورٌ عند النحاة، خُذَن اسم مفعولٍ هذا تركيب، ولكن الأصل أنه يتأخر ولكن قد يكون قدمه للوزن أو ممن يرى جواز تقديم ذلك (وَكَمَقُولٍ اسْمَ مَفْعُولٍ خُذَا) خذن (اسْمَ مَفْعُوْلٍ) حال كونه (كَمَقُوْلٍ) نقول: في اسم مفعول الأجوف مثل (مَقُولٍ) حال كونه مأخوذًا أو متلبسًا (بِالنَّقْلِ) للضمة من الواو إلى القاف، لأن (مَقُول) أصله مَقْوُول على مَفْعُول، مَقْوُول هذا الأصل فيه بإسكان القاف وضم الواو الأولى عين الكلمة، والواو الثانية واو مَفْعُول، مَفْعُول، إذًا فيه واو هذه الواو تسمى واو مفعول، فإذا كان في الأصل عين الكلمة من القول واو حينئذٍ قلت: مَفْعُول مَقْوُول، إذًا مفعول إذًا الواو الأولى عين الكلمة وهي مضمومة، والواو الثانية هي واو مفعول، استثقلت الضمة على الواو فنقلت إلى القاف مقْ هذا الأصل، إذًا حصل إعلال بالنقل حينئذٍ اجتمع عندنا واوان والأولى ساكنة بعد النقل والثانية ساكنة باعتبار الأصل مفعول ساكنة حينئذٍ حذف أحد الحرفين الواو، أو الواو الأولى اختلف في المحذوف لأن المحذوف الأول إن كان الواو الأولى فهو عين الكلمة، وإن كان الواو الثانية فهي حرفٌ زائد، وأيهما أولى بالحذف؟ فيه خلاف، والأولى أن يقال حذفت الواو الأولى في عين الكلمة وإن كانت أصليةً لأن واو مفعول جيء بها لمعنى تدل على اسم المفعول، وإذا كان كذلك فحينئذٍ الأصل بقاؤها ويكون المحذوف هو الأول، على كلٍ هذا أو ذاك فيه خلاف حصل إعلالٌ بالنقل وحذفت إحدى الواوين حينئذٍ مَقُول، كيف جاء مَقُول؟ نقول: عندنا واوان الواو الأولى عين الكلمة ضمت، نقلت حركة الواو الضمة إلى القاف الحرف الصحيح الساكن فالتقى ساكنان الواوان وحذفت إحدى الواوين وصار مَقُول، عرفتم؟
إذًا: (وَكَمَقُوْلٍ اسْمَ مَفْعُوْلٍ خُذَا بِالنَّقْلِ) لأي شيء؟ للضمة التي على الواو الأولى التي هي عين الكلمة إلى الحرف الصحيح الساكن قبل الواو وهو القاف، فالتقى الساكنان الواوان وحذفت إحدى الواوين، إذًا أصل مَقُول مقْوُول بإسكان القاف وضم الواو الأولى عين الكلمة، والواو الثانية واو مفعول، فحصل إعلالٌ بالنقل نقلت ضمة الواو إلى القاف الساكن قبلها لثقلها على الواو، فالتقى ساكنان واو الأجوف عين الكلمة واو اسم المفعول، وحذفت واو اسم المفعول على قولٍ وهو مذهب سيبويه لأنها زائدةٌ وهي أولى بالحذف من الأصل وهو عين الكلمة، وقيل بالعكس وهو أن الواو هذه جيء بها لمعنى وما جيء به لمعنى إذا حذف لا يدل عليه الموجود بخلاف عين الكلمة لو حذفت دل عليها الموجود وهذا أولى بالاعتبار، (بِالنَّقْلِ كَالْمَكِيْلِ) كذلك (كَالْمَكِيْلِ) اسم مفعول كَالَ أصله مَكْيُول مَفْعُول مَكْيُول كاف ساكنة ياءً عليها ضمةٌ ثم واو مفعول، كاف ساكنة والياء مضمومة على وزن مَفْعُول مَكْيِول فحصل إعلالٌ بالنقل، نقلت ضمت الياء إلى الكاف وهي حرفٌ صحيحٌ ساكن، إذًا وجد شرط النقل ياء محركة قبلها صحيحٌ ساكن، وحصل النقل حينئذٍ ماذا حصل؟ نقول: نُقِلَتْ حركة الياء وهي الضمة إلى الكاف الساكنة فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذفت الياء للتخلص من التقاء الساكنين وكسرت الكاف لتدل على الياء المحذوفة، وصار مَكِوْل يعني واو ساكنة قبلها كسرة سكنت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت واو مفعول ياءً لسكونها إثر كسرٍ، إذًا المكيل في الأصل على وزن مَفْعُول (وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا) يعني:(ذَا) المشار إليه الْمَكِيل لأنه الأصل (وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا) مَكِيل أصل ماذا؟ واوٌ ساكنة قبلها كسرة إذًا: (اكْسِرْ فَاءَ ذَا) الذي هو كاف مَكِيل (وَاكْسِرْ فَاءَ ذَا) كاف مَكِيل لتدل على الياء المحذوفة لأنه لا يجوز الحذف إلا إذا دل عليه دليلٌ.
(وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا)، (مِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ) ما هو المثلان؟ الواوان.
إذًا فيما سبق من مَقُول ومَكِيل إذا كان اسم المفعول من الأجوف واضح؟ حذفت الياء في الأول، وقلبت الياء في الثاني الواو، حينئذٍ نقول: هنا في هذا الموضع إذا كان اسم المفعول من الناقص ماذا نصنع؟ اجتمع عندنا واوان قال: (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا)، (وَمِثْلَيِ) هذا مثنى مثلين حذفت النون للإضافة لما بعده، (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ) يعني: الواوان الواقعان في
…
(الْمَغْزُّوِ)، والمغزو هذا اسم مفعول من غَزَا يَغْزُو، إذًا (مِثْلَيِ) هذا مثنى مثل، (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا) لماذا؟ من أجل التخفيف لأنه اجتمع عندنا واوان وإذا كان كذلك حينئذٍ لابد من الإدغام، والمعنى أن اسم المفعول الناقص إذا اجتمع فيه واوان الأولى ساكنة التي هي واو المفعول، والثانية متحركة التي هي لام الفعل، فإن الأولى تدغم في الثانية وجوبًا ولذلك قال:(أَدْغِمَا) حينئذٍ يكون هذا الفعل دل على الوجوب. فـ
…
(الْمَغْزُّوِ) بشد الواو اسم مفعول غَزَا أصله مَغْزُووٌ إذًا اجتمع عندنا واوان الأولى ساكنة قبلها ضم وهي الزاي المضمومة، والواو الثانية هي واو المفعول فاجتمع الواو الأولى واو المفعول والواو الثانية لام الكلمة فاجتمع فيه حرفان من جنسٍ واحد أولهما ساكن والثاني متحرك ووجب إدغام الأول في الثاني للتخفيف. إذًا مَغْزُووٌ اسم مفعول من غَزَا يَغْزُو اجتمع عندنا واوان أدغمت الأولى في الثانية، (وَمِثْلَيِ الْمَغْزُّوِ حَتْمًا أَدْغِمَا)، أدغمن (أَدْغِمَا) قلنا: الألف بدلاً من النون (حَتْمًا) أي: إدغامًا محتمًا إدغامًا واجبًا يعني: ليس بإدغام جائز، مصدر حَتَمَ بمعنى أوجب والمراد اسم المفعول أي مَحْتُومًا أو مُحَتَّم، (كَذَاكَ) أي مثل الْمَغْزُوو (مَخْشِيْ) سكنه للوزن [(مَخْشِيْ) بإسكان الياء للوزن (مَخْشِيْ) لإسكان الواو للوزن $ 9.
49 سبق] أليس كذلك؟ أصله مَخْشِيٌ اسم مفعول خَشِيَ أصله مَخْشُويْ، ما الذي حصل؟ كمَفْعُول اجتمع فيه واو مفعولٍ والياء التي هي لام الكلمة، حينئذٍ اجتمعت الواو والياء عندهم القاعدة ما ذكرها المصنف إذا اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون وجب قلب الواو ياءً، وإدغامها في الياء، سَيِّد أصلها سَيْوُدَ، سَيِّد بالتشديد عندنا ياءان، أصله سَيْوِد اجتمع عندنا واو وياء، وسبقت إحدهما السكون فوجب قلب الواو ياءً وإدغام الياء في الياء، (مَخْشِيْ) مَخْشُويْ هذا الأصل، مَخْشُويْ اجتمع واوٌ وياءٌ، وسبقت إحدهما بالسكون فوجب قلب الواو ياء وإدغام الياء في الياء، فقيل: مَخْشُويْ هذا الأصل، لئلا ترجع الواو وجب قلب ضمة الشين كسرة، قيل: مَخْشِي هو أصله مَخْشُوي بضم الشين قلبت ضمة الشين كسرة من أجل أن تصح الياء، إذًا اجتمع فيه واو مفعول والياء التي هي لام الكلمة وسبقت الواو بالسكون فقلبت الواو ياءً، وأدغمت في الياء وأبدلت ضمة الشين كسرة لتسلم الياء يعني: من قلبها متى؟ لأنه إذا سكنت الياء وضم ما قبلها ما القاعدة التي مرت معنا؟ تقلب الياء واوًا، أليس كذلك؟ يُوسر أصل يُيْ إذًا سكنت الياء وضم ما قبلها كذلك هنا مَخْشُوي قلبت الواو ياءً، إذًا سكنت الياء الأولى المدغمة في الياء الثانية وضم ما قبلها في الأصل تقلب واوًا، لئلا تقلب واوًا كسرنا يعني: قطعنا على القاعدة الطريق، فنكسر الشين من أجل أن تصح الياء، إذًا لئلا تنقلب الياء الساكنة لوقوعها إثر ضمٍ لئلا تنقلب واوًا قلبنا ضمة الشين كسرةً، قيل: مَخْشِيٌّ. إذًا (كَذَاكَ مَخْشِيْ) هذا اسم مفعول خَشِيَ سكن الياء هنا من أجل الوزن وإلا هي مدغمة مَخْشِيٌّ مثل مَغْزُوٌّ (بَعْدَ قَلْبٍ قُدِّمَا)، (بَعْدَ قَلْبٍ) يعني: حال كون الإدغام في مَخْشِي ونحوه كائنًا بعد قلبٍ لواو المفعول لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون، (قُدِّمَا) أي: متقدم، والألف هذه للإطلاق
…
(قُدِّمَا) والضمير هنا يعود إلى القلب يعني قلبُ متقدم لأنه أدغمت الياء في الياء متى أدغمت الياء في الياء؟ بعد قلب الواو ياءً، إذًا حصل قلبٌ أول ثم إدغام بخلاف مَغْزُوّ حصل إدغامٌ مباشرة ليس عندنا قلبٌ.
وَأَمْرُ غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ
…
كَلِيَقُلْ وَأَصْلُهُ غَيْرُ خَفِيْ
وأمره (غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ كَلِيَقُلْ) ليقلْ (كَلِيَقُلْ) ليقلْ اللام هنا ساكنة لكن في الأصل هي متحركة، (وَأَمْرُ) شخصٍ (غَائِبٍ)، (أَمْرُ) مبتدأ، وجملة:(أَتَى) خبر المبتدأ، فإذًا (وَأَمْرُ) شخصٍ (غَائِبٍ) أي صيغة فعلٍ الأمر المسند لضمير شخصٍ غائبٍ (أَتَى) أي: ورد عن العرب من مضارعٍ أجوف، يعني: يريد أن يبين لنا الفعل فعل الأمر للمخاطب من الأجوف كيف نأتي به؟ قال: (لِيَقُلْ) أصله يَقُولُ هذا الأصل يَقُولُ وعرفنا أن القاعدة في الإتيان بفعل الأمر كيف نأتي به؟ نحذف حرف المضارعة وننظر ما بعده فإن كان ساكنًا جئنا بهمزة الوصل للتمكن من الابتداء بالسكان، هنا يَقُولُ، أصله يَقُولُ إذًا حذفنا الياء والقاف ساكنة إذًا لا بد من حرف يُبتدئ به وهو همزة الوصل، إذًا يَقُول أصله اقْوُول أبيس كذلك اقْوُول بالواو المضمومة حينئذٍ ماذا حصل؟ حصل إعلالٌ بالنقل، وهو أن نقلت حركت الواو الضمة إلى القاف فسقطت الهمزة صار ماذا؟ قُول اجتمع عندنا الواو الساكنة واللام الساكنة - اللام ساكنة للبناء - حينئذٍ حذفنا الواو، صار قُلْ، إذًا قُلْ هذا جاء بعد تلك العملية، قد تقول مباشرة قُلْ تحذف حرف المضارعة وتنظر إلى الفرع يَقُول، حينئذٍ تحذف حرف المضارعة والواو ساكنة واللام ساكنة [هذا الأصل](1) ليس هذا الأصل هذا الفرع، والأصل أن تنظر إلى الأصل يَقْوُل قاف ساكنة تأتي بهمزة وصل للتمكن من الابتداء بالساكن، حصل إعلالٌ بالنقل نقلنا حركة الواو إلى ما قبلها، سكنت الواو التقى ساكنان حذفنا الواو ألقينا همزة الوصل لأن ما بعدها صار محركًا هذا أو ذاك والنتيجة قُل بحذف العين، ووزنه فُل بحذف العين كذلك في الوزن.
إذًا (وَأَمْرُ غَائِبٍ أَتَى مِنْ أَجْوَفِ) يعني: (أَمْرُ الغَائِبٍ)(مِنْ أَجْوَفِ) يعني: من المضارعٍ أجوف (كَلِيَقُلْ) حال كونه كهذا المثال، (لِيَقُلْ) هنا أصله ليَقُول أبقاه على ما هو عليه، (لِيَقُلْ) اللام هذه لام الأمر فتجزم الفعل المضارع، فحينئذٍ الأصل يَقُول سكنت الواو لأنه حصل إعلالٌ بالنقل، وسكنت اللام للجازم فالتقى ساكنان (وَأَصْلُهُ) هذا مبتدأ (غَيْرُ خَفِيْ)، (غَيْرُ خَفِيٍ)، (غَيْرُ خَفِيْ) سكنه للوزن يعني: أصله ظاهر
…
(لِيَقُلْ) أصله ظاهر عند طالب العلم فيعلم أن أصله يَقُول دخلت اللام سكنت اللام الأخيرة التقى ساكنان حذفت الواو لا يحتاج إلى تنصيص،
…
(خَفِيْ) بإسكان الياء للوزن استنفاع للقافية أيضًا فأصله لِيَقُول بسكون القاف ليقْوُل بسكون القاف وضم الواو حصل إعلالٌ بالنقل فنقلت حركة الواو إلى القاف فالتقى الساكنان الواو واللام وحذفت الواو وصار ليقل.
مُخَاطَبٌ مِنْهُ كَقُلْ بِالنَّقْلِ
…
وَحَذْفِ هَمْزِهِ وَعَيْنِ الأَصْلِ
هما بمعنى واحد، لكن الأول أراد به أنه أمر غائب، حينئذٍ أمر الغائب كيف يأتي هو فعلٌ مضارع دخلت عليه اللام ويبقى الياء كما هو (لِيَقُلْ)، حينئذٍ هذا ليس مبنيًا لأنه فعل مضارع دخلت عليه اللام.
(1) سبق.
وأما الثاني فهو (قُلْ) الذي هو فعل أمرٍ يعني: قُول هذا الأصل، ويذكر فيه ما ذكرناه أقْوُل هذا الأصل، لأنه على وزن افْعَل أو افْعُل أو افُعُل اقْوُل، إذًا سكنت الواو بعد نقلها إلى ما قبلها، والتقى ساكنان، حذفت الواو للتخلص من التقاء الساكنين، ثم استغنينا عن الهمزة لتحرك القاف، اقْوُل هذا الأصل.
(مُخَاطَبٌ) يعني مخاطب اسم مفعول خاطبه إذا كلمه، (مُخَاطَبٌ) يعني: وأمر شخصٍ مخاطب حال كونه منه يعني من الأجوف (كَقُلْ) بالنقل، (كَقُلْ) حال كون قل متلبسًا (بِالنَّقْلِ) بحركة الواو للقاف وعلى ما ذكرناه سابقًا، (وَحَذْفِ هَمْزِهِ وَعَيْنِ الأَصْلِ) انظروا (وَحَذْفِ هَمْزِهِ) يعني: بالنقل حركة الواو للقاف ثم ما الذي يترتب حذف الهمزة، أي همزة؟ همْزة الوصل لأن فعل الأمر قاعدة مطردة مشتقٌ من الفعل المضارع بإسقاط حرف المضارعة، ونظرًا للأصل يَقُول أصله يقْوُلُ إذًا يقْ حذفنا الحرف القاف ساكنة جئنا به بهمزة الوصل ثم ماذا حصل؟ حصل إعلالٌ بالنقل يَقْوُل اقْوُل، نقلنا حركت الواو إلى القاف إذًا سقطت الهمزة، هذا الذي أراده، (بِالنَّقْلِ وَحَذْفِ هَمْزِهِ) هذا مصدر من حَذَفَ من إضافة المصدر لمفعوله همزه، (وَعَيْنِ الأَصْلِ) ولحذف أو بحذف عين الأصل، له وهي واو المضارع، إذًا قُل وزنه فُل، حذفت الهمزة الذي جيء بها للتخلص من التقاء الساكنين لتحرك القاف، وحذفنا كذلك واو الفعل التي هي عين الكلمة.
وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولَا وَالتَزِمْ
…
مِن نَّاقِصٍ فِي ذَيْنِ حَذْفًا لِلمُتِمْ
(وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولَا) يعني: فعل الأمر من الأجوف (ثَنِّهِ عَلَى كَقُولَا) قولاً يا زيدان وإذا قلت: قولاً. ماذا حصل؟ اللام صارت متحركة قُولا لَ إذًا اللام صارت متحركة، إذًا زالت علة حذف الواو التي هي عين الكلمة لأن قُلْ حذفنا الواو لأي سبب للتخلص من التقاء الساكنين، الواو ساكنة واللام ساكنة، وهنا اللام متحركة إذًا لم يلتق ساكنان، ولذلك قال:
…
(وَثَنِّهِ). أي: ائت به حال إسناده لضمير الاثنين (عَلَى كَقُولَا) على مثل قُولا، إذًا لم يكن عندنا ساكنان من أجل حذفٍ #21.08 إذا صحت الواو، قُولا الواو موجودة أو لا؟ موجودة، إذًا لم تحذف لماذا؟ لأنها حذفت في الأمر للمخاطب قُلْ للتخلص من التقاء الساكنين الواو ساكنة واللام ساكنة، وهنا الواو ساكنة واللام متحركة إذًا انتفت العلة، الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، (وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولَا) فتثبت الواو لزوال موجب حذفها في المفرد بتحريك اللام لئلا تلتقي أو يلتقي ساكنان من ألف الاثنين الساكن، وهذا واضح بين. (وَالتَزِمْ) هذا أمر من الالتزام، التزم ماذا؟ (وَالتَزِمْ) أمر من الالتزام (مِن نَّاقِصٍ) يعني: من مضارع ناقص
…
(فِي ذَيْنِ) مُثَنَّى ذَا مشار به لأمر غائب وأمر المخاطب المتقدمَيْنِ (حَذْفًا لِلمُتِمْ) هذا مفعول التزم، حذفًا للحرف المتم، حرفًا، والمعنى أن صيغة أمر الغائب المخاطب من الناقص بحذف حرف العلة، في الأول قال هناك:
…
(لِيَقُلْ) هذا في الأجوف، وفي الناقص لِيَغْزُ حذفت لام الكلمة، (لِيَقُلْ) حذفت عين الكلمة لأنه أجوف، إذًا لِيَرْمِ حذفت لام الكلمة لأنه ناقص، لِيَغْزُ حذفت للام الكلمة لأنه ناقص، فتقول في أمر الغائب من الناقص لِيَغْزُ وَلِيَرْمِ بكسر لام الأمر وفتح حرف المضارعة يَغْزُ، وحذف الواو من الأول والياء من الثاني، وفي أمر المخاطب مثل قُلْ ماذا تقول؟ اغْزُ ارْمِ أليس كذلك؟ تحذف حرف العلة التي هي لام الكلمة، إذًا لِيَغْزُ اغْزُ، لِيَرْمِ ارْمِ في الموضعين تحذف لام الكلمة لأنه حرف من حروف العلة، إذًا اغْزُ وارْمِ بحذف الواو والياء لأن بناء الناقص بحذف لامه، (وَثَنِّهِ عَلَى كَقُولَا) هذا في الأجوف (وَثَنِّهِ عَلَى)، (قُولَا)، (وَالتَزِمْ مِن نَّاقِصٍ) يعني: من مضارع (نَّاقِصٍ فِي ذَيْنِ) الذي هو المخاطب وأمر الغائب (حَذْفًا لِلمُتِمْ) ما هو الذي أتم به؟ حرف اللام، اللام هو الذي تمت به الكلمة (لِلمُتِمْ) الذي تمم به الكلمة.
وَحَذْفُ فَا المُعْتَّلِ فِي مُسْتَقْبَلِ
…
وَامْرٍ وَنَهْيٍ مَتَى تُعْلَمْ جَلِي
بِبَابِ مَا كَوَهَبَ اوْ كَوَعَدَا
…
وَرِثَ زِدْ وَقَلَّ مَا قَدْ وَرَدَا
هذا ما يتعلق بالمثال الذي قال: (فَا المُعْتَّلِ). فعرفنا أن الناظم كغيره من الصرفيين يُطلقون المعتل ويريدون به المثال، (وَحَذْفُ فَا المُعْتَّلِ فِي مُسْتَقْبَلِ) ما المراد بالمستقبل؟ فعل المضارع، (وَحَذْفُ) هذا مصدر مبتدأ ومصدر مضاف لمفعول يعني: حذفك أنت، (فَا المُعْتَّلِ) فا بالقصر للوزن مضاف للفعل، فالفعل المعتل يعني: الذي فاؤه واو وهو المثال الواوي،
…
(فِي مُسْتَقْبَلِ) فهذا جار ومجرور متعلق بقوله: (حَذْفُ). والحذف أين يكون؟ في الفعل المضارع (فِي مُسْتَقْبَلِ) اسم مفعول اسْتَقْبَلَ (وَامْرٍ) يعني: وفي أمر سواء كان للغائب أو حاضر، (وَنَهْيٍ) يعني: في نهي سواء كان للغائب أو حاضر، (مَتَى تُعْلَمْ) يعني متى تُبنى هذه الأفعال للفاعل يعني: للمبني للمعلوم، وأما المجهول فلا، الحكم يختلف، بل تبقى ولا تحذف. إذًا (مَتَى تُعْلَمْ)؟ هذا قيد يعني تحذف الفاء الواو في الفعل المضارع المبني للمعلوم، حينئذٍ وَعَدَ يَعِدُ، يُوعَدُ اختلف الحكم، يَعِدُ هذا مبني للفاعل حينئذٍ نقول: وَعَدَ هذا فاؤه واو إذًا هو مثال يَوْعِدُ يَعِدُ حذفت الواو لوقعها بين عدوتيها الياء والكسرة حينئذٍ نقول: يَعِدُ. وأما إذا كان مبني لما لم يُسَمَّ فاعله حينئذٍ نقول: يُوعَدُ. لزوال العلة أي: ما قبله مضموم.
(وَامْرٍ وَنَهْيٍ مَتَى تُعْلَمْ)، (مَتَى) اسم زمان مضمن لمعنى الشرط،
…
(تُعْلَمْ) أي: تبنى للفاعل المعلوم، (جَلِي) يعني: ظاهر. هذا ظاهر.
(بِبَابِ مَا كَوَهَبَ)، (مَتَى تُعْلَمْ جَلِي) يعني: ظهر الأمر (بِبَابِ مَا) أي: فعل (بِبَابِ) هذا جار ومجرور متعلق بقوله: (جَلِي). أليس كذلك؟ يعني: يظهر هذا الحكم ليس مطلقًا لأن الفعل يختلف قد يكون يَفْعُلُ يَفْعَلُ يَفْعِلُ، فحينئذٍ (بِبَابِ مَا كَوَهَبَ) وَهَبَ على وزن فَعَلَ أليس كذلك؟ حينئذٍ المضارع منه وَهَبَ يَهَبُ إذًا من باب فَعَلَ يَفْعَلُ، أو كـ وَعَدَ فَعَلَ يَفْعِلُ، وَرِثَ فَعِلَ يَفْعِلُ لكل منها حكم، (بِبَابِ) نقول: هذا متعلق بـ (جَلِي)، (بِبَابِ) مضاف (مَا) اسم موصول بمعنى الذي يعني: فعل استقر (كَوَهَبَ)، (وَهَبَ) يَهَبُ، أو استقر (كَوَعَدَا) الألف هذه للإطلاق، فَعَلَ يَفْعِلُ، حينئذٍ تقول في مضارع وَهَبَ يَهَبُ. أين الواو؟ سقطت، وكل مثال على وزن فَعَلَ يَفْعَلُ تسقط منه الواو، وفي أمر لغائبٍ لِيَهَبْ، لِيَهَبْ زَيْدٌ أليس كذلك؟ سقطت الواو، والمخاطب هَبْ، أليس كذلك؟ وفي نهيه لا يَهَبْ لا تَهَبْ بحذف الواو في الجميع.
إذًا في المستقبل وفي الأمر وفي النهي نقول: تحذف الواو من باب وَهَبَ يَهَبُ، أو (كَوَعَدَا) وَعَدَ يقال: فَعَلَ يَفْعِلُ. (وَعَدَا) الألف هذه للإطلاق وَعَدَ يَعِدُ هذا مضارع، وَعَدَ يَعِدُ أصله يَوْعِدُ، وفي أمره للغائب لِيَعِدْ بفتح الياء وكسر العين، والمخاطب عِدْ، وفي نهيه لا يَعِد ولا تَعِد، لا يَعِدُ هو الغائب، ولا تَعِدْ هذا للخطاب.
(وَرِثَ) يَرِثُ يَوْرِثُ حذفت الواو، وفي أمره لغائب يَرِثْ، والحاضر رِثْ مثل عِدْ، ونهيه لا يَرِثْ ولا تَرِثْ، إذًا تحذف الواو في الكل سواء كان في باب فَعَلَ يَفْعَلُ والذي أشار إليه بـ وَهَبَ، أو باب فَعَلَ يَفْعِلُ الذي أشار إليه بـ وَعَدَ، أو وَرِثَ فَعِلَ يَفْعِلُ الذي أشار إليه بـ وَرِثَ.
(زِدْ وَقَلَّ مَا قَدْ وَرَدَا) باقي من الأبواب فَعِلَ يَفْعَلُ هذا قليل في حذف الفاء التي هي المثال، وإنما الغالب فيها أنها تثبت إلا في موضعين (وَقَلَّ مَا قَدْ وَرَدَا) أي: في باب فَعِلَ يَفْعَلُ فقد ورد عن العرب في كلمتين بحذف الواو الواقعة فاءً له وهما: وَطِئَ، يَطَئُ. أصلها يَوْطَئُ هذا الأصل، ووَسِعَ يَسَعُ، إذًا زِدْ على ما سبق وَهَبَ وَعَدَ (وَرِثَ زِدْ وَقَلَّ مَا) بباب فَعِلَ يَفْعَلُ، (قَدْ) للتحقيق (وَرَدَا) عن العرب.
إذًا هذا الباب (قَلَّ) أشار إليه بِـ (قَلَّ) يعني: قليل، وأما الأبواب الثلاثة السابقة فالمطرد فيها حذف فاء الكلمة.
ومعنى البيتين أن المعتل المثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر والنهي المبنية للفاعل المعلوم إذا كانت فاؤه واوًا، أما إذا بنيت للمجهول فلا تحذف الواو من هذه الأشياء لعدم موجب الحذف حينئذٍ، هذا هو القاعدة، وأما إذا بني للمجهول الحكم يختلف فتبقى الواو كما هي.
ثم انتقل إلى بيان اللفيف لأنه قال ماذا؟ المعتلات سبق ما يتعلق بالمثال والأجوف والناقص فاعل اسم مفعول .. إلى آخره.
ثُمَّ اللَّفِيْفُ لَا بِقَيدٍ قَدْ حُكِمْ
…
لِلَامِهِ بِمَا لِنَاقِصٍ عُلِمْ
وَكَالصَّحِيْحِ احْكُمْ لِعَيْنِ مَا قُرِنْ
…
وَفَاءِ مَفْرُوْقٍ كَمُعْتَّلٍ زُكِنْ
وَأَمْرُ ذَا لِلْفَرْدِ قِهْ وَقِي قِيَا
…
لاِثْنَينِ قُوْا وَقِيْنَ لِلْجَمْعِ ائْتِيَا
هذا ما يتعلق باللفيف، (ثُمَّ) للترتيب الذكري، الفعل (اللَّفِيْفُ لَا بِقَيدٍ)، الفعل اللفيف مطلقًا لا بقيد يعني: لا مقيد (بِقَيدٍ) كونه مفروقًا أو مقرونًا، فالحكم عام يشمل النوعين، (قَدْ حُكِمْ)، (قَدْ) للتحقيق، (قَدْ حُكِمْ لِلَامِهِ بِمَا لِنَاقِصٍ عُلِمْ) يعني: المفروق والمقرون في الموضعين اللام حرف علة، أليس كذلك؟ المفروق ما كانت فاؤه ولامه حرفي علة، إذًا اللام حرف علة، حكمه حكم الناقص، والمقرون ما كانت عينه ولامه حرفي علة، إذًا اللام حرف علة، إذًا الموضعين المفروق والمقرون بالنظر للام حكمه حكم الناقص، هذا واضح.
(ثُمَّ اللَّفِيْفُ) الفعل اللفيف مطلقًا لا مقيدًا (بِقَيدٍ)، (بِقَيدٍ) بالتنوين من كونه مفروقًا أو مقرونًا (قَدْ حُكِمْ)، (حُكِمْ) هذا ماضٍ مغير الصيغة نائبه (لِلَامِهِ) يعني: لام اللفيف (بِمَا لِنَاقِصٍ عُلِمْ) بما علم لناقص،
…
(عُلِمْ) هذا صلة ما، أليس كذلك؟ لناقص بما علم، (لِنَاقِصٍ عُلِمْ) هذا مُغير الصيغة والنائب ضمير ما، إذًا (لِنَاقِصٍ) يعني: للام والتي وقعت حرف علة في الكلمة، فحينئذٍ نحكم عليه بكونه يعامل معاملة الناقص من الإعلال وعدمه كالحذف للجازم والتخلص من التقاء الساكنين وعدم الإعلال لئلا يوجد موجب الإعلال فيه، وإنما حُمِلَ لام اللفيف مطلقًا على لام الناقص لكونه حرف علة مثله، يعني: استويا. لا فرق بينهما من حيث الإعلال وعدمه.
(وَكَالصَّحِيْحِ احْكُمْ لِعَيْنِ مَا قُرِنْ) المقرون احكم له بما حكمت للصحيح، يعني لا تتبدل ولا تتغير، (وَكَالصَّحِيْحِ) يعني: وحكمًا كالحكم الذي عُلِمَ لعين الفعل الصحيح، (احْكُمْ لِعَيْنِ مَا قُرِنْ) يعني: اللفيف الذي قُرِنَ، حينئذٍ لا تتغير عين المقرون يعني: لا تُعل ولا تُنقل ولا تُقلب ولا تُحذف كعين الفعل الصحيح هذا المقرون.
(وَفَاءِ مَفْرُوْقٍ) وفاء لفيف مفروق (كَمُعْتَّلٍ) يعني: كفاء المعتل. إذًا باعتبار اللام يُعامل معاملة الناقص، وباعتبار الفاء يعامل معاملة المثال السابق تحذف لما ذكر، وباعتبار العين يُعامل معاملة الصحيح هذه قسمة عادلة بين النوعين.
(وَفَاءِ مَفْرُوْقٍ) اللفيف المفروق (كَمُعْتَّلٍ) يعني كفاء معتل. (زُكِنْ) أي: عُلِم هذا مُغير الصيغة نائبه ضمير المعتل، والجملة نعت له، إذًا
…
(كَمُعْتَّلٍ زُكِنْ) لأنه معتل الفاء أيضًا مثله فلا فرق بينهما، فتحذف فاء اللفيف المفروق إذا كان واوًا من مضارعه في موضع تحذف فيه واو مضارع المعتل المثال، وَقَى ما نوعه وَقَى؟ مفروق، لماذا مفروق؟ لأنه فصل بينه بحرف صحيح. إذًا ماذا تقول في المضارع؟ وَقَى يَقِي حذفت حرف المضارعة، لِيَقِ حذفت اللام، وهكذا وَقَى يَقِي فإنه مثل يَعِدُ في ذلك، وتثبت في موضع تثبت فيها نحو يَوْجَى فإنه مثل يَوْجَلُ في ذلك.
ثم أراد أن يفصل فقال: (وَأَمْرُ ذَا لِلْفَرْدِ قِهْ وَقِي قِيَا). (قِهْ) للمفرد، للمفرد المذكر (قِهْ)، و (وَقِي) للمفردة المؤنثة، (قِيَا) للمثنى، (قُوْا) للجمع، (قِيْنَ) للإناث، (قُوْا) لجمع المذكر، (قِيْنَ) للإناث.
إذًا (وَأَمْرُ ذَا)، (أَمْرُ) هذا مبتدأ، و (ذَا) المشار إليه اللفيف المفروق حال كونه للفرد المذكر (قِهْ) هذا خبر، (وَأَمْرُ ذَا)(قِهْ)، (قِهْ) هنا قصد لفظه وصار خبرًا يعني يصح، (قِهْ) أصله أوْقِي، أوْقي هذا الأصل صحيح أو لا؟ فحذفت فاؤه لحذفها في المضارع طردًا للباب يعني: الواو، حذفت فاؤه التي هي الواو لأجل ماذا؟ لأنها تحذف في المضارع لأن وَقَى يَقِي حذفتها فطردًا للباب حينئذٍ تحذف في الأمر والنهي .. إلى آخره، ولامه للبناء حذفت أَوْقِي حذفت اللام التي هي الياء للبناء صار ماذا؟ قِ حرف واحد، الواو حذفت طردًا للباب والهمزة ذهبت مع الواو بقي ماذا؟ قِ الياء حذفت للبناء لأنه فعل أمر صار ماذا؟ قِ فجيء بهاء السكت فقيل: قِه، إذًا هو على حرفٍ واحد ما وزنه؟
عِه، وزنه عِه الفاء ذهبت واللام ذهبت عِه، ائت بفعلٍ على وزن عِه تقول: قِه، أليس كذلك؟ ائت بفعلٍ على وزن فُل؟ تقول: قُل. ائت باسمٍ على وزن فاعٍ؟ غازٍ .. وهكذا، إذًا (قِهْ) أصله أَوْقِي حذفت فاءه لحذفها في المضارع طردًا للباب، ولامه لبناء الأمر على ذلك لأنه قال:(نَاقِصٍ). فبقيت القاف مكسورةً لتدل على الياء المحذوفة، وزيدت الهاء هاء السكت توصلاً لبقاء الكسرة ولئلا يلزم الابتداء بساكنٍ لو وقف على حرفٍ واحدٍ. إذًا هذه هاء السكت (قِهْ)، قِي هذا للمفرد المؤنثة أصله قِ ثم زيد عليه ياء المؤنثة المخاطبة ثم النون قِين هذا الأصل بياءين الأولى متحركة والثانية ساكنة الثانية، الثانية هي الفاعل والأولى هي لام الكلمة فاستثقلت الكسرة على الياء فسكنت فالتقى ساكنان الياءان فحذفت لام الكلمة لام التخلص من التقاء الساكنين وحذفت النون للبناء فصار قيِ لا نحتاج إلى هاء السكت لأن الياء هذه ياء فاعل، وأما لام الكلمة فذهبت لأنه وَقَى عرفنا أنه يُبنى على حذف حرف العلة هذا الأصل، فحينئذٍ نقول: قِي هذا فعل أمر للمفردة المؤنثة مبنيٌ على حذف النون، والياء ضمير متصل مبنيٌ على السكون في محل رفع فاعل، هذا الأصل لأن ياء مؤنثة المخاطبة. (قِهْ وَقِي قِيَا) أمر الاثنين المذكرين أو مؤنثين مبنيٌ على حذف النون والألف فاعل بقيت الياء كما هي، (قِيَا) مثل هناك غازٍ (لاِثْنَينِ)(قِيَا لاِثْنَينِ)، (قُوا) هذا للجمع، والمراد به الجمع المذكر السالم (قُوا) بضم القاف أمر لجمع المذكر، أصله قِيُو يعني: قاف مكسورة ياء مضمومة وواو بكسر القاف وضم الياء ثقلت الضمة على الياء لأنه خروج من كسر إلى ضم وهذا ثقيل في لسان العرب، استثقل الخروج من الكسر إلى الضم فسكنت القاف، ثم حصل إعلال بالنقل، نقلت ضمة الياء إلى القاف، فالتقى ساكنان الواو والياء التي هي الفاعل، فحذفت الياء لام الكلمة فصار (قُوا) على [وزن فُوا، العين ذهبت واللام ذهبت، قاف وَقَى هذا الأصل أليس كذلك؟
…
(قُوا) الواو هذه فاعل واللام ذهبت للتخلص من التقاء الساكنين والفاء وَقَى أصله ذهبت كذلك لأنه كالمعتل المثال إذًا (قُوا) وزنه فُوا هذه القاف هي فاء الكلمة والنون حذفت لماذا؟ للبناء، حذفت للبناء أليس كذلك؟] (1) وَقَى عُو [نعم أحسنتم]، إذًا القاف هذه وَقَى الواو هي فاء الكلمة، والقاف هي عين الكلمة، إذًا قُو على وزن عُو [أحسنتم].
(قِيْنَ) هذا كذلك للجمع لكن المراد به جمع المؤنث السالم لأنه خُتِمَ بنون الإناث (قِيْنَ) على الأصل لم تحذف الياء منه لعدم التقاء الساكنين بقيت كما هي، وبناؤه على السكون النون نون الإناث فاعل فتبقى على حالها.
إذًا قوله: (وَأَمْرُ ذَا لِلْفَرْدِ قِهْ وَقِي قِيَا لاِثْنَينِ). هذا راجع لـ (قِيَا) يعني: مذكرين أو مؤنثين. (قُوا وَقِيْنَ) ذكر النوعين (لِلْجَمْعِ) يعني: المذكر باعتبار (قُوا) والمؤنث باعتبار (قِيْنَ)، (ائْتِيَا) الألف هذه بدل عن نون التوكيد الخفيفة. انتهى من المعتلات.
جاء إلى المضاعف، قال:(بَابُ المُعْتَلَاّتِ وَالمُضَاعَفِ)، كل ما سبق يتعلق بالمعتلات.
(1) سبق مستدرك بعده
وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ مِنْ
…
مُضَاعَفٍ فَهْوَ بِإِدْغَامٍ قَمِنْ
(وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا) وما أي: اللفظ الذي استقر كلفظ (مَدٍّ) حال كونه مصدرًا أليس كذلك؟ (مَدٍّ) هذا مصدر لأنه وزن له فَعْل، وزنه فَعْل.
فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى
…
مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا (1)
رَدَّ يَرُدُّ رَدًّا، مَدَّ يَمُدُّ مَدًّا، إذًا مَدَّ هذا مصدر، ورَدَّ هذا مصدر، وزنه فَعْلٌ بالنص.
فَعْلٌ قِيَاسُ مَصْدَرِ الْمُعَدَّى
…
مِنْ ذِي ثَلاثَةٍ كَرَدَّ رَدَّا
مَدَّ مَدّا، إذًا مدًّا هذا وزنه فَعْلٌ، (وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ) يعني: كلفظ (مَدَّ) في كونه مضاعفًا محرك المثلين، والأول كذلك مضاعف إلا أنه ساكن الأول محرك الثاني، لأن مدًّا مصدر على وزن فَعْل، إذًا لا إشكال فيه يدغم الأول في الثاني، (مَدَّ) فعل ماضي على وزن فَعَلَ $$ 44.24، إذًا الأول متحرك والثاني ساكن مَدَّ المصدر مباشرة ندغم الأول في الثاني
…
(مَدَّ) فعل ماضي عندنا أولاً نسقط حركة الحرف الأول لأجل الإدغام لأنه لا يدعم حرف متحرك في متحرك إنما يدغم ساكن في متحرك فحينئذٍ لا بد من التخلص من حركة الدال الأولى من أجل التواصل للإدغام، إذًا عندنا إسقاط لحركة الأول ثم بعد ذلك الإدغام لأن (مَدَّ) فعل ماضي على وزن فَعَلَ مَدَدَ كيف ندغم؟ لا بد من إسكان الدال الأولى نسقط حركتها ثم نقول: ساكن ومتحرك.
(وَمَا كَمَدٍّ مَصْدَرًا أَوْ مَدَّ مِنْ مُضَاعَفٍ) يعني: مما كان الفعل فيه عينه ولامه من جنس واحد يسمى ماذا؟ يسمى مضاعفًا، (فَهْوَ بِإِدْغَامٍ قَمِنْ)، (فَهْوَ) مبتدأ أي: المذكور من مَدٍّ ومَدَّ (بِإِدْغَامٍ قَمِنْ)، (قَمِنْ) هذا خبر هو، و (بِإِدْغَامٍ) هذا متعلق به أي: حقيق.، وهذا الإدغام هنا واجب.
فالمضاعف الذي لامه وعينه من جنس واحد إن كانت عينه ساكنًا ولامه متحركًا مصدرًا على وزن فَعْلٍ، أو كان عينه ولامه محركين كمَدَّ ماضيًا، فالإدغام لازم، الإدغام لازم في المصدر وفي الفعل الماضي، لكن الفرق بينهما أن المصدر الأول ساكن والثاني متحرك وهذا واضح، وأن الماضي الأول متحرك والثاني متحرك فنسقط حركة الأول والإدغام واجب في الموضعين، فالإدغام لازم لدفع الثقل اللازم من العود إلى التلفظ بالحرف بعد التلفظ به فهذا الإدغام واجب.
ثم قال:
أَوْ كَمَدَدْنَ أَوْ مَدَدْنَا فَاظْهِرِ
…
وَفِي كَلَمْ يَمُدَّ جَوِّزْ كَافْرِرِ
الإدغام قد يكون واجبًا، وقد يكون الإظهار واجبًا، وقد يجوز الوجهان، متى يجب الإدغام؟
(1) الألفية البيت: 440.
إذا كان المثلان الأول ساكن والثاني متحرك، أو الأول متحرك والثاني متحرك $46.45، أو هنا قال: أو ما كان من مضاعف (كَمَدَدْنَ)،
…
(مَدَدْنَا) ما الفرق بين هذا وذاك؟ الأول متحرك والثاني ساكن هذا الفرق بينهما الأول متحرك والثاني ساكن، عكس مَدًّا الذي هو مصدر ومد الفعل الماضي الأول ساكن والثاني متحرك هنا يجب الإظهار في الموضعين، الأول اتصل بنون الإناث والثاني اتصل بـ (نا) الفاعلين، إذًا يلزم التسكين الثاني في الموضعين، لأن الفعل إذا اتصل بنون الإناث سكن آخره أليس كذلك؟ وإذا اتصل بنا الدالة على الفاعلين ضمير رفع متحرك حينئذٍ نقول: سكن الفعل الماضي، إذًا السكون الثاني وجب الإظهار ولذلك قال:(فَاظْهِرِ). هذا أمر من أظهر همزته قطع سهلها من أجل الوزن، (فَاظْهِرِ) هذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب. إذًا الإظهار واجب ولا يجوز الإدغام البتة.
والمعنى أن المضاعف إن كانت عينه متحركة ولامه ساكنة عكس الأول سكونًا لازمًا فالإظهار لازم والإدغام ممتنع عند اتصاله بضمير رفع متحرك، لأن سكونها لازم لشدة اتصال الضمير بها لئلا يلزم توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، هذا كما عللنا سابقًا، فالإظهار هنا واجب والإدغام ممتنع.
إذًا أو ما كان من مضاعف (كَمَدَدْنَ) في سكون الثاني مثليه سكونًا لازمًا أو كان مثل (مَدَدْنَا) المتصل بنا الدالة على الفاعلين (فَاظْهِرِ) يعني: اظهر ماذا؟ اظهر أول مثليهما ولا تدغمه في الثاني لسكونه.
ثم أشار إلى ما يجوز فيه الأمران الإدغام وعدمه (وَفِي كَلَمْ يَمُدَّ جَوِّزْ) يعني: جوز الإدغام وعدم الإدغام، يعني: يجوز فيه الوجهان الإظهار والإدغام، (جَوِّزْ) أمر من التجويز حذف مفعوله أي: جوز الإدغام نظرًا إلى عدم سكونه في الأصل لَمْ يَمُدَّ، يعني: المضاعف إذا دخل عليه جازم، الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم وهو مضاعف يجوز فيه الوجهان، لَمْ يَمُدَّ لَمْ يَمْدُد، لَمْ يَمْدُد لَمْ يَمُدَّ يجوز بالوجهان، يجوز فيه الوجهان، وفي قولك: كـ لَمْ يَمُدَّ (جَوِّزْ) الإدغام نظرًا إلى عدم سكونه في الأصل متى؟
قبل دخول الجازم [نعم] قبل دخول الجازم لأن أصل يَمُدُّ قبل دخول الجازم الثاني متحرك، ويجوز ترك الإدغام نظرًا إلي سكونه في الحال فإن شئت الإدغام فحرك ثاني المثلين وادغم فيه الأول نحو لم يَمُدَّ، وإن شئت عدم الإدغام فأبقه على الأصل نحو لم يَمْدُدْ، وهذا واضح وجاء في القرآن.
قال: (كَافْرِرِ) فَرَّ يَفِرُّ، هذا أمر من فَرَّ يَفِرُّ، فَعَلَ يَفْعِلُ بالإظهار ويجوز فيه الإدغام، فِرَّ افْرِرْ يجوز فيه الوجهان، بالإظهار نظرًا إلى سكون ثانيه أو ثاني متماثليه في الحال، ويجوز فِرَّ يعني بتحريك الثاني بالفتحة للخفة، وفِرِّ بالكسر على على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، إذا في المضاعف إذا كان فعلاً مضارعًا ودخل عليه جازم جاز فيه الوجهان الإدغام وترك الإدغام الإظهار، وإذا كان فعل أمرٍ من المضاعف جاز فيه الوجهان: افْرِرْ فِرَّ، واضح هذا؟
إذا متى يتعين الإدغام في المصدر والفعل الماضي؟
إذا لم يتصل به ما يلزم سكونه.
متى يجب الإظهار في الفعل الماضي؟
إذا اتصل به نون الإناث أو نا الدالة على فاعلين لأنه يلزم سكون ثانيه، هنا يجب الإظهار ولا يجوز الإدغام، متى يجوز الوجهان الإدغام وتركه؟
في الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم وفعل الأمر.
(مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ) هذا النوع الثالث مضاعف قال:
…
(بَابُ المُعْتَلَاّتِ وَالمُضَاعَفِ وَالمَهْمُوْزِ) وما هو المهموز؟
ما اشتمل على همز يعني وقع الهمز أحد أصوله، إما فاءً فيسمى مهموز الفاء، أو عينًا فيسمى مهموز العين، أو لامًا ويسمى مهموز اللام، هذا في الأصل أنه قريب من الصحيح لكن يلحق في الإعلال بالمعتل.
مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ
…
بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ أَوِ اتْرُكَنْ
كَيَاكُلُ ايِذَنْ يُومِنُوا واتْرُكْ مَتَى
…
حَرَّكْتَهُ وَسَابِقٌ كَذَا أَتَى
نَحْوُ قَرَا وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ فَقَطْ
…
كَاسْأَلْ كَذَا وَسَلْ أَجِزْ كَمَا انْضَبَطْ
وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ وَمُرْ كُل لَاّ تَقِسْ
…
وَكَالصَّحِيْحِ غَيْرَهُ صَرِّفْ وَقِسْ
هذه كم بيت أربع أبيات متعلقة بالمهموز، إذًا (مَهْمُوْزٌ) هذا مبتدأ
…
(مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ) هذه همزة قطع أَبْدَلَ أَبْدِل مثل أَكْرِمْ، أليس كذلك؟ سُهلت للأجل الوزن (مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ)، (مَتَى سَكَنْ) ما هو الذي سكن؟ سَكن الهمز إذًا سكن الهمز وحينئذٍ إذا سكن الهمز لا يكون أولاً أليس كذلك؟ لا يقع أولاً، إذًا مهموزة الفاء هنا لا يأتي لأنه لا يقع أولاً ساكنًا وإنما يكون متحركًا، إذًا يكون في الثاني أو في الأخير،
…
(مَتَى سَكَنْ)؟ يعني: الهمز (بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: (بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: يُنظر إلى حركة الحرف الذي يسبقه، أليس كذلك؟ هذا متى؟ إذا سكن (مَهْمُوْزٌ ابْدِلْ هَمْزَهُ مَتَى سَكَنْ) يعني:(مَتَى سَكَنْ) الهمز
…
(بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: بالنظر إلى الحركة حركة الحرف السابق إن كانت فتحة حينئذٍ تَقلب الهمزة ألفًا، إن كانت ضمة قَلَبْتَ الهمزة واوًا، إن كانت كسرة قلبت الهمزة ياءً يعنى بمقتضى الحركة السابقة، (بِمُقْتَضَى) أي: بحرف علة مجانس لحركة كائنة للحرف الذي يليه الهمز، فإن كانت الحركة فتحة قلب الهمز ألفًا لأن الألف من جنس الفتحة، وإن كانت كسرة قلب الهمز ياءً لأن الياء من جنس الكسرة، وإن كانت ضمة قلب الهمز واوًا لأن الواو من جنس الضمة.
(أَوِ اتْرُكَنْ) يعني اترك الهمزة كما هي، يعني يجوز فيها الوجهان إذا سكنت الهمزة، إذا سكن الهمز جاز الوجهان:
إما أن تبقى كما هي فحينئذٍ يكون كالصحيح.
ويجوز لك أن تَقلب الهمزة حرفًا من حروف العلة بمقتضى الحركة السابقة للهمزة، ولذلك قال هنا (كَيَاكُلُ)(أَوِ اتْرُكَنْ) هذا يعود إلي ما سبق، يعني اترك للهمز الساكن عقب حركة، همزًا هذا حاله من غير إبدال له بحرف علة مجانس حركة ما قبله، يَأْكُل، يَأْكُل ياكل يجوز فيه الوجهان يأكل بتصحيح الهمز كما هو ويجوز قلب الهمزة حرفًا من جنس حركت الحرف الذي قبله يا إذا فتحة فتقول: يَاكُل يجوز فيه الوجهان.
إذًا يَأْكُل هذا مضارع أَكَلَ فيه همز ساكن عقب فتح، فإن شئت خففت الهمزة بابداله ألفًا فتقول: يَاكُل، وإن شأت ألقيت الهمز على حاله فتقول: يَأْكُل بالهمز. (كَيَاكُلُ ايِذَنْ) أصله ماذا؟ إِأْذَنْ أمْرٌ من الأذن بهمزتين إِأْذَن الثانية ساكنة وقبلها حرف وهو الهمز وهو مكسور، أنت مخير إما أن تصحح الهمزة تبقيها كما هي تنطق بها ساكنة إِأْذَن، ويجوز لك أن تبدل الهمزة الثانية الساكنة ياء لماذا لكون ما قبلها كسر إِيذن حذفت الهمز، بل قلبت الهمزة إلى ياءً من جنس الحركة السابقة، يومن يؤمن إما أن تبقيها كما هي وإما أن نبدل الهمزة واوًا يو لأن ما قبلها واو إذا يومن أصله يؤمن مضارعءَامَنَ همز ساكن عقب ضمة فيجوز القلب والتحقيق، فيجوز القلب والتحقيق، (كَيَاكُلُ ايِذَنْ يُومِنُوا) إذًا (مَهْمُوْزٌ) عرفنا أنه مبتدأ أبدل
…
(هَمْزَهُ) بماذا؟ (بِمُقْتَضَى حَرَكَةٍ) يعني: (مُقْتَضَى حَرَكَةٍ) السابقة أما واو وإما ياء وإما ألف (مَتَى سَكَنْ)(ابْدِلْ)(أَوِ اتْرُكَنْ).
إذًا قوله: (ابْدِلْ) المراد به عدم الوجوب لوجود القرينة، وهي قوله
…
(أَوِ اتْرُكَنْ) يعني اترك الهمزة كما هي فدل هذه وهي قرينة صارفة للوجوب عن ظاهره، (ابْدِلْ) الأصل فيه الوجوب كما ذكرنا (كَيَاكُلُ ايِذَنْ يُومِنُوا)، (واتْرُكْ مَتَى حَرَّكْتَهُ وَسَابِقٌ كَذَا أَتَى)، (واتْرُكْ مَتَى حَرَّكْتَهُ) أي أن الهمز إن كان متحركًا وكان الحرف السابق عليه متحركًا أيضًا فإنه لا يغير ويترك على حاله نحو قَرَأَ، قَرَأَ هنا الهمز متحرك وما قبله متحرك وجب بقاء الهمز على حاله، والحكم السابق إنما يكون إذا سكن الهمز. (واتْرُكْ) يعني: الهمز مفعوله محذوف باقيًا على حاله (مَتَى حَرَّكْتَهُ) يعني: همز متحرك كعقب متحرك (وَسَابِقٌ) يعني سابق على الهمز (كَذَا أَتَى) يعني: كذلك متحرك، (أَتَى) متحركا كالهمز حينئذٍ تبقى الهمز ولا يجوز قلبها البتة (نَحْوُ قَرَا) قرأ هذا الأصل خفاه للوزن، وذلك (نَحْوُ قَرَا).
وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ فَقَطْ
…
كَاسْأَلْ كَذَا وَسَلْ أَجِزْ كَمَا انْضَبَطْ
(وَإِن يُّحَرَّكْ)، (إِن) حرف شرط (يُّحَرَّكْ) جزم فعل الشرط ونائبه ضمير الهمز، (إِن يُّحَرَّكْ) الهمز.
المسألة الأولى: سكن الهمز وتحرك ما قبله، هنا العكس تحرك الهمز وسكن ما قبله، وَاسْأَل سكن ما قبل الهمز وتحرك الهمز جاز الوجهان:
إما أن تحقق الهمز كما هو {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا} [الزخرف: 45] جاء على ما هو عليه.
ويجوز لك أن تلقي حركة الهمز على الساكن السابق وتحذف الهمزة سَلْ، من أين جاءت هذه فتحة السين؟
هذه نقول: حركة الهمز، إذًا إِذا جاء عكس المسألة الأولى بأن تحركت الهمزة وسكن ما قبلها جاز لك الوجهان على ما ذكرناه.
(وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ)، (يُّحَرَّكْ) قلنا الضمير هنا نائب الفاعل يعود إلى الهمز، (هُوْ) هذا توكيد لدفع توهم عوده لأقرب مذكور وهو السابق، (فَقَطْ) يعني: وحده دون السابق، (وَإِن يُّحَرَّكْ هُوْ فَقَطْ) يعني: يتحرك بحركة الهمز فقط دون السابق بل يكون ساكن، (كَاسْأَلْ) هنا ماذا؟ تحركت الهمزة وسكنت السين (كَذَا وَسَلْ أَجِزْ)، (أَجِزْ) هذا جواب إن، (إِن يُّحَرَّكْ)(أَجِزْ)(كَاسْأَلْ)(وَسَلْ)، (كَاسْأَلْ) بالتحقيق،
…
(وَسَلْ) هو إلى يُسأل عنه كيف جاء وأصله اسْأل؟ نقول: حذفت الهمزة بعد إسقاط حركتها للسين السابقة التي هي ساكنة وتحركت {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [البقرة: 211] جاء في القرآن بالنوعين.
(كَمَا انْضَبَطْ) إذًا (كَاسْأَلْ) نقول: الكاف هنا اسم بمعنى مثل مفعول (أَجِزْ) والمماثلة هنا في إبقاء الهمز على حاله، (كَذَا وَسَلْ)، (كَذَا) أي اسأل في الإجازة، (وَسَلْ) بنقل حركة الهمز للسين وحذف الهمز لالتقاء الساكنين وهمز الوصل للاستغناء عنه بتحريك السين، اسأل حذفنا همزة الوصل لأنه إنما جيء بها لأجل التمكن الالتداء بالساكن، (كَمَا انْضَبَطْ) أي الذي انضبط، هذا مطاوِع ضبطه بمعنى حفظه حفظًا بلبعًا، والجملة جواب (إِن يُّحَرَّكْ) وأسقط منها الفاء للضرورة، والمعنى أن الهمزة إذا تحرك عقب حرف ساكن جاز تركه على حاله لحصول الخفة بسكون ما قبله، وجاز نقل حركته إلى ما قبله ثم حذفه، وهذا التخفيف إذا كانت الهمزة عين الفعل، وإن كانت فائه فلا تخفف أصلاً، هذا الأصل إذا كانت فاءً.
وشذّ تخفيف خُذْ وكُلْ ومُرْ أَمْرًا ولذلك قال هنا: (وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ وَمُرْ كُل لَاّ تَقِسْ) يعني: هو شاذٌ لا تقس عليه، إنما الحذف إذا كانت الهمزة عين الكلمة، واسأل هذا الذي تحذف فيه الهمزة، وأما إذا كانت ولذلك قَرَأَ قُلنا تبقى وتحقق ولا يجوز حذفها، وأما واسْأَل جاز فيه الوجهان، وأما أَخَذَ وأَكَل وأَمَرَ نقول: الأصل عدم جواز الهمزة هنا، وأما ما سمع في خُذْ وكُلْ وهي قلة نقول: هذا شاذ نحفظه ولا يقاس عليه، (وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ)، (حَذْفُ) هذا مصدر، مرت المصدر لمفعوله (وَحَذْفُ هَمْزِ خُذْ وَمُرْ كُل لَاّ تَقِسْ)، (لَاّ تَقِسْ) يعني: شاذّ لا تقس عليه غيره، (خُذْ) هذا أمر من الأخذ أصله أُأْخذ بهمزتين لأن أَخَذَ يَأْخُذُ إذًا الهمزة تكون ماذا؟ مضمومة، (مُرْ) أصله أُأْمُرْ بهمزتين (كُلْ) أصله أُأْكُلْ بهمزتين، فحذفت العرب الهمزة الثانية التي فاء الكلمة تخفيفًا بالحذف لكثرة الاستعمال، واستغنى عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها وهي عين الفعل فحذفوها، فقالوا:(خُذْ وَكُل)، و (مُرْ)، على كُلٍّ هذا حذف شاذٌّ، حذف الهمزة التي وقعت فاءًا حذفٌ شاذٌّ لا تقس عليه.
(وَكَالصَّحِيْحِ غَيْرَهُ صَرِّفْ وَقِسْ)، وتصريفًا (كَالصَّحِيْحِ) يعني: كتصريف الفعل الصحيح، أليس كذلك؟ وتصريفًا كتصريف الفعل الصحيح الذي ليس معتلاً ولا مضاعفًا ولا مهموزًا (غَيْرَهُ) أي الصحيح غير الصحيح هذا مفعول مقدم لقوله (صَرِّفْ وَقِسْ) أي غير الصحيح على الصحيح بجميع الوجوه التي تقدمت في باب الصحيح، يعني حكم الصحيح ما لم يكن واحدًا من المعتلات ولا المضاعف ولا المهموز، (صَرِّفْ غَيْرَهُ) يعني: غير الصحيح (وَقِسْ) غير الصحيح على هذا الصحيح، وهذا ما يتعلق بالنوع الثالث الذي عنون له في الباب (بَابُ المُعْتَلَاّتِ وَالمُضَاعَفِ وَالمَهْمُوْزِ).
ثم ختم الناظم بقوله - النظم -:
قَد تَّمَّ مَا رُمْنَا مِنَ المقْصُوْدِ
…
فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ يَا ذَا الجُوْدِ
(قَد تَّمَّ)، (قَد) للتحقيق، (تَّمَّ) أي كمل (مَا) أي النظم الذي (رُمْنَا) وقصدنا وطلبنا حال كونه مأخوذًا من الكتاب المسمى بـ
…
(المقْصُوْدِ)، عرفنا المقصود وقيمته، (فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ)، (فَاعْذِرْ) هذا أمر من عَذَرَ من باب ضَرَبَ (فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ) يعني: صغير السن، وشخصًا ناظمًا لمعاني كتاب (المقْصُوْدِ)، (فَاعْذِرْ) يعني: فهو معذور يعني: رُفِعَتْ عنه الملامة، لا يلام لأنه حديث السن، فإذا وقع زلل والخطأ، إذا وقع زلل وخطأ في النظم أو في تصيير بعض المسائل تغزره لأنه صغير في السن، (فَاعْذِرْ حَدِيْثَ السِّنِّ)، (يَا ذَا الجُوْدِ) هذا فيه استعطاف يعني:(يَا ذَا الجُوْدِ) يا صاحب السخاء والكرم يعني الذي يعذر من هو؟ الجواد الكريم.
ثم ختم بما بدأ به:
وَأَحْمَدُ اللهَ مُصَلِّيًا عَلَى
…
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلَا
(أَحْمَدُ اللهَ مُصَلِّيًا) أي طالب من الله صلاته (عَلَى مُحَمَّدٍ) صلى الله عليه وسلم، هنا صلى ولم يسلم بناء على الصحيح أنه لا كراهة، حَمِدَ الله تعالى لأنه وفقه على إتمام هذا النظم، (وَآلِهِ) يعني: على آله محمد صلى الله عليه وسلم، (وَمَنْ تَلَا) يعني والذي تبعه في ما جاء به يعني: من السنة.
وبهذا نكون قد انتهينا من التعليق على هذا المتن تعليقًا مختصرًا، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الشرح السابق المطول. والله أعلم.
وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ويوم السبت بإذن الله تعالى نشرع في شرح القويسني على ((السُّلّم المنورق)) بخلاف ما أُعلن في الجدول يعني نؤخر ((مائة المعاني)) ونقدم ما ذكرناه.
أسئلة:
- الفعل مَدَّ على وزن فَعَلَ.
- لم يَمُدَّ يكون الجزم مقدر لأنه تحرك في التخلص من التقاء الساكنين.
- ما الطريقة المثالي في دراسة المتون هل يحفظ المتن كاملاً أولاً، ثم يرجع إلي الشرح أم في أثناء ..
:
على كلٍّ الذي يميل إليه طالب العلم ويستريح له هو المقدم، هذه المسائل ليست توقيفية، ولا يقلد أحد أحدًا بمعنى أنه إذا استروح طالب العلم أن ينتهي من المتن حفظًا، ثم يشرع فيه فليكن كذلك، الذي ينصح به أن يكون الدرس محفوظًا، يعني قبل أن يأتي يحفظ الدرس المقدر، أما إنهاء الكتاب هذه مسألة أخرى، وعلى ما نذكره دائمًا بأن يجعل طالب العلم له جدول في الحفظ حينئذٍ يسبق يكون انتهى من هذا السؤال، لا يرد السؤال عنده، يعني يقول دائمًا يحدد المتون التي يرغب في حفظها، ثم يجعل لها جدولاً بحيث ينتهي من متن فيشرع في متن آخر. ما ينتهي بمتن إلا وقد إما أنه شرع في شرحه أو أنه سيأتي شرحه.
- لم يتكلم المؤلف عن اسم الزمان والمكان هل الكتاب خاص بالأفعال؟
: أين أنت.
- إذا قلنا التنوين لا يجتمع مع الألف والنون فكيف نقول في نون كلمة الصالحين
عندما تسمى نون عوض عن التنوين؟
- نعم على كلٍّ هذا أشبعناه في الملحة ترجع إليها.
- (وَكَذَا كَالصَّحِيْحِ غَيْرَهُ صَرِّفْ وَقِسْ) أليست براعة اختتام؟
: لا أظنه.
والله أعلم، وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.