المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌عناصر الدرس * معاني سين الاستفعال. * حروف العلة وأسمائها. * أقسام الفعل - الشرح المختصر على نظم المقصود - جـ ٨

[أحمد بن عمر الحازمي]

فهرس الكتاب

الفصل: ‌ ‌عناصر الدرس * معاني سين الاستفعال. * حروف العلة وأسمائها. * أقسام الفعل

‌عناصر الدرس

* معاني سين الاستفعال.

* حروف العلة وأسمائها.

* أقسام الفعل من حيث اشتماله على حرف العلة.

* المضاعف والمهموز والصحيح.

* باب المعتلات والمضاعف والمهموز.

* تعريف الإعلال وذكر بعض قواعده.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الناظم رحمه الله تعالى:

لِسِينِ الاسْتِفْعَالِ جَا مَعَانِي

لِطَلَبٍ صَيْرُورَةٍ وِجْدَانِ

كَذَا اعْتِقَادٌ بَعْدَهُ التَّسْلِيْمُ

سُؤَالُهُمْ كَاسْتَخْيَرَ الكَرِيمُ

هنا (سِينِ الِاسْتِفْعَالِ) يعني: المعنى الذي يُفهم من سين الاستفعال لأنها زائدة وهي حرف معنى، و (الِاسْتِفْعَالِ) مصدر اسْتَفْعَلَ، وليس الحكم خاصًا بالمصدر، وإنما الشأن في كل المشتقات أو مادة الاسْتِفْعَال، (جَا مَعَانِي) جاء معاني، (جَا) لغةٌ في جاء وكذلك للوزن، (جَا مَعَانِي) بـ (سِينِ الِاسْتِفْعَالِ) بسين المتعلق بقوله:(جَا)، و (مَعَانِي) بإثبات الياء والأصل فيها الحذف، فهي معانٍ ستة:(لِطَلَبٍ) وهذا متعلق بجاء يعني: تفيد السين الطلب، مثل ماذا؟ ومَرَّ معنا فيما سبق وهو اسْتَغْفَرَ يعني: أطلب المغفرة من الله تعالى، وهذا إنما يكون في زيادة السين.

ثانيًا قال: (صَيْرُورَةٍ) يعني و (صَيْرُورَةٍ)، وهذا إنما يكون فيما إذا لم يتعدَّ اسْتَحْجَرَ الطِّينُ يعني: صار الطين حجرًا صيرورةٍ، (وِجْدَانِ) بالخفض لطلبٍ وصيرورةٍ (وِجْدَانِ) مثل ماذا؟ اسْتَجَدْتُ شيئًا أي وَجَدْتُهُ جَيِّدًا، (وِجْدَانِ) يعني: وَجَدْتُهُ جَيِّدًا مثل السابق الذي مَرَّ معنا (وِجْدَانِ) مصدر وجد بمعنى أَدْرَكَ أي يجد الفاعلُ مفعولاً موصوفًا بصفةٍ مشتقةٍ لأصل ذلك الفعل.

(كَذَا اعْتِقَادٌ)، (كَذَا) أي: مثل المذكور من الطلب ما عُطِفَ عليه (اعْتِقَادٌ)، والاعتقاد مصدر اعْتَقَدَ يَعْتَقِدُ بمعنى: أدرك، اسْتَكْرَمْتُ زيدًا أي اعْتَقَدْتُهُ كريمًا، وهذا يدل على ماذا؟ على أن السين هنا للاعْتِقَاد،

(بَعْدَهُ التَّسْلِيْمُ) التسليم بعده يعني: يأتي (التَّسْلِيْمُ) بعد ما ذُكر،

(التَّسْلِيْمُ) مصدر سَلَّمَ يُسَلِمُ تَسْلِيمًا، ماذا ذكر عندك هنا مثال

تسليم [ها]؟ استرجع في المصيبة يعني قال: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

[البقرة: 156][نعم صح](التَّسْلِيْمُ) كون (التَّسْلِيْمُ) يعني تسليمٌ للاسترجاع للمصيبة وهذا يكون متعدِّي أو لازم؟ يكون لازمًا.

(سُؤَالُهُمْ كَاسْتَخْيَرَ الكَرِيمُ) سؤالهم من إضافة المصدر إلى فاعله أو مفعوله (كَاسْتَخْيَرَ) أي: سأل الخير، (الكَرِيمُ) فاعل اسْتَخْيَرَ، أليس كذلك؟ اسْتَخْيَرَ الكريم، يعني الكريم هو الذي اسْتَخْيَرَ سَأَلَ الخير، فعيل بمعنى صفة مشبهة من الكرم بمعنى الشرف والنفاس، إذًا هذا ما يتعلق بـ

(سِينِ الِاسْتِفْعَالِ).

ثم قال الناظم ننتقل إلى ما يتعلق بحروف العلة، والأفعال التي يوجد فيها حرفٌ أو حرفان.

(حُرُوْفُ وَاي هِيَ حُرُوفُ العِلَّةِ والْمَدِّ ثُمَّ اللِيْنِ وَالزِّيَادَةِ)

ص: 1

يجوز فيها الوجهان (حُرُوْفُ وَاي) يعني: حروفٌ مؤلفةٌ من (وَاي) يعني: الواو والألف والياء، حينئذٍ تكون الإضافة بيانية، حروفٌ هي الألف والواو والياء، والإضافةُ للبيان، أو إضافة الأجزاء للكل ضابط الأجزاء للكل، يعني: التي ترتب منها لفظُ (وَاي)، (هِيَ حُرُوفُ العِلَّةِ)، (هِيَ) هذا مبتدأ ثانٍ حروف هذا مبتدأ وهو مضاف و (وَاي) مضافٌ إليه، (هِيَ) ضمير فصل، أو فاصلٌ، أو ضمير يعني: يجوز أن يكون فاصلاً ويُسَمَّى ضميرًا مجازًا، أو يكون ضمير يعني: يريد به المعنى الذي وضع له في ميزان العرب، (حُرُوفُ العِلَّةِ) هذا خبرٌ المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول الذي حروفه واي، (هِيَ حُرُوفُ العِلَّةِ) العلة هي تغير الشيءٍ عن حاله، يعني: تسمى في عرف الصرفيين حروف العلة، لكثرة تغيراتها من نقصٍ وزيادةٍ وحذفٍ وإبدالٍ وقلبٍ .. ونحو ذلك (والْمَدِّ) يعني: تسمى حروف واي حروف مدٍ، والمد ضد القصر، لامتداد الصوت عند النطق بها، وشرطها أن تكون ساكنة، وتكون حركة قبلها من جنسها، الواو قبلها ضمة، والياء يكون قبلها كسرة، والألف لا يكون قبلها إلا فتحة، هذه حروف المد امتداد الصوت عند النطق بها، وشرطها أن تُسَكَّن يعني واي ويناسبها حركة ما قبلها، حينئذٍ تسمى مد، (ثُمَّ) الترتيب الذكري (اللِيْنِ) اللين مصدر لان ضد اليبوسة، وسميت حروف لِين لِمَا فيها من اللَّيْنِ لاتساع مخرجها، وذلك إذا كانت ساكنةً سواءٌ ناسبها ما قبلها أو لا، إذًا حروف اللِّين لا يشترط فيها مناسبة الحركة التي تكون قبل الحرف حروف واي وإنما حروف المد هي التي يشترط فيها المناسبة، (وَالزِّيَادَةِ) يعني: حروف (الزِّيَادَةِ) تسمى الواو والألف والياء حروف الزيادة، ومَرَّ معنا ((أويس هل تنم)) هذه حروف زيادة؟ كيف هذا يسمى العشرة السابقة حروف الزيادة، وهنا يقول: حروف (الزِّيَادَةِ) الواو والياء؟ [كيف؟ نعم، كيف يعني؟ من باب إطلاق ماذا؟ العام على الخاص]، إذًا لا تعارض لأنه قد يقال: كيف يا أويسًا هل تنم حروف الزيادة، ثم يقول: واي حروف الزيادة؟ فنقول: حروف الزيادة هنا أطلق العام وأريد به بعض أفراده، وهذا لا يُنافي أن تكون حروف الزيادة أكثر من هذا الذي ذُكر هنا، واضح هذا؟

إذًا كما تسمى (واي) حروف العلة، وتسمى حروف المد، وتسمى حروف اللين، وتسمى حروف الزيادة، مصدر زاد ضد النقص إطلاق العام على بعض أفراده وهو جائزٌ في لسان العرب ولا يُنافي ما سبق.

إذًا حروف المد أن تكون ساكنة وتناسبها حركة ما قبلها وحروف اللِين أو اللَين بشرط أن تسكن سواءٌ ناسبها حركة ما قبلها أو لا، فكل حرف مدٍ حرف لينٍ ولا عكس، والألف حرف مدٍ ولين أبدًا يعني: لأنها تكون ساكنة ويكون ما قبلها من جنسها، إذًا هي حرف مدٍ لأن ما قبلها من جنسها وحرف اللين ساكنة هي في نفسها ساكنة، ولا يشترط ما قبلها أن يكون من جنسها، إذًا هي حرف مدٍ ولين

والألف حرف مدٍ ولينٍ أبدًا

لسكونها وانفتاح ما قبلها أبدًا

ص: 2

يعني: على التأبيد، ثم بدأ يُبَينُ لنا أن حروف العلة وهي المقصودة هنا قد تكون في بعض الماضي، وحروف العلة تدخل الأسماء وتدخل الحروف وتدخل الأفعال، يعني: ليست مختصة بالفعل ولا بالاسم، ولذلك تدخل على الأنواع الثلاثة أنواع الكلمة الثلاثة، سَوْك حرف علة بَيْت مَال قَاتَل قَوَل بَيَعَ لَوْ كَيْ مَا دخلت على الحرف إذًا لا تختص بالفعل.

فَإن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي افْتَتَحْ

فَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِثَالاً كَوَضَحْ

حروف العلة [إذا زيدت على الفعل أو على الاسم إما أن [يُزاد حرفٌ واحدٌ](1) أن يكون حرفًا واحدًا، لا، ليس زيادة، تُسمَّى حروف الزيادة أن يكون في الفعل حرفٌ من حروف العلة، أو يكون فيه حرفان الأول ثلاثة أقسام، والثاني قسمان، واضح؟

القسم الأول: أن يشتمل الفعل على حرفٍ من حروف العلة واحد، وهذا ثلاثة أقسام، لأنه إما أن يكون في الأول في مقابل الفاء، وإما أن يكون في مقابل العين، وإما أن يكون في مقابل اللام كم قسم؟ ثلاثة.

(1) سبق صَوَّبَهُ الشيخ عقبه.

ص: 3

الثاني: إما أن يكون في مقابل العين واللام، وإما أن يكون في مقابل الفاء واللام، هذا هو المشهور عند الصرفيين، وهو الذي فيه البحث (فَإن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي افْتَتَحْ) إذًا إذا افتتح الفعل الماضي بحرفٍ من حروف العلة، والمراد به الواو أو الياء، وفي قوله:(بِبَعْضِهَا) نوع إجمال وإبهام لماذا؟ لأنه يوهم أن الألف تقع في أول كلام وليس الأمر كذلك، بل الحكم خاص بماذا؟ بالواو أو الياء، أما الألف فلا تقع أولاً في الفعل مطلقًا، (فَإن يَّكُن) الفاء للتفريع هذه (إن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي)، (المَاضِي) اسم يكن، (إن يَّكُن) (المَاضِي) ببعض حروف واي افتتح يعني: مفتتحًا خبر يكن،

(افْتَتَحْ) خبر يكن وببعضها متعلقٌ بقوله (افْتَتَحْ)، وفاعله يعود على الماضي (افْتَتَحْ)(المَاضِي)، إذًا (فَإن يَّكُن)(المَاضِي افْتَتَحْ)(بِبَعْضِهَا) الذي هو الواو أو الياء (فَسَمِّ)(المَاضِي) المفتتح أوله بالواو أو الياء معتلاً سًمِّه معتلاً (سَمِّ مُعْتَلاًّ)(المَاضِي)(مُعْتَلاًّ)، إذًا (مُعْتَلاًّ) هذا مفعولٌ ثاني لـ (سَمِّ)، ومفعوله الأول محذوف الذي هو الماضي، (فَسَمِّ)

(المَاضِي) المفتتح بحرفٍ من حروف العلة الواو أو الياء سمه معتلاً هذا مفعول ثاني لـ (سَمِّ) والأول محذوف، (مُعْتَلاًّ) اسم فاعل اعتل لوجود حرف العلة في مقابلة الفاء، وهي حرفٌ أصليٌ في الكلمة، وإن كان المعتل عند الصرفيين قد يطلق بالمعنى الأعم وهو ما وقع في أحد أصوله حرفٌ من حروف العلة، فحينئذٍ يكون فاءً أو عينًا أو لامًا، لكن في هذا المقام قد يذكر المعتل ويراد به المثال، ولذلك قال: فسمه يعني: الماضي معتلاً، أو سمه أيضًا مثالاً، إذًا أراد بالمعتل هنا المثال، أراد به المثال، يعني: سمه مثالاً أيضًا كما سميته معتلاً لمماثلته الحرف الصحيح في عدم تغيره، يعني لماذا سمي مماثلاً؟ ماثل ماذا؟ ماثل الصحيح لأن الحرف حرف العلة في الأصل أنه قد يعتريه، إمّا عدم ظهور الحركة أو يعتريه قلبٌ أو إبدال، لكن هنا المثال لم يحصل له شيءٌ من ذلك، بل ظهرت عليه حركات ولم يبدل ولم يعل كأنه حرفٌ صحيح، إذًا سمي مثالاً لمماثلته الحرف الصحيح في عدم تغيره وفي احتمال الحركات من الفتحة في المعلوم وَضَحَ ما نوعه؟ نقول: مثال.

ص: 4

لِمَ؟ لكون فائه حرفًا من حروف العلة وهو الواو، إذًا وَضَحَ ظهرت عليه الحركة؟ نعم ظهرت عليه الحركة، وَضَحَ مبني للمعلوم، والضمةُ في المجهول وُضِحَ، الأمر وُضِحَ ضُمّ أوله وهو واوٌ كما يضم أوله وهو حرفٌ صحيح، إذًا لا فرق بين ضُرِبَ وبين ضَرَبَ وبين وَضَحَ ووُضِحَ من حيث الاستعمال، لم يحصل تبديل ولا تغيير في الواو مثال كما أنه لم يحصل تغيير ولا تبديل في الحرف الصحيح، وكذلك الكسرة تظهر على الواو في المصدر كالوِعْدَة لأنه من وَعَدَ، وَعَد الوِعْدة والوِجهة، إذًا سم أي الماضي المفتتح ببعض حروف العلة (واي) معتلاً، وسمه أيضًا مثالاً لم ذكرت، (كَوَضَح) وَضَحَ يعني: كقولك وَضَحَ، ووَضَحَ هذا فعلٌ ماضي افتتح بحرفٍ من حروف العلة وهو الواو، ويسمى معتلاً ويسمى مثالاً، لأنه يجري مجرى الصحيح في عدم تغير الواو أبدًا، وفي تحمل الحركات مطلقًا فتحةً وضمةً وكسرةً، فلا فرق بين وَضَحَ وبين ضَرَبَ في الاستعمال كلٌ منهما يجري مجرى الصحيح، وَضَحَ هذا معتل لكنه يجري مجرى الصحيح، وضَرَبَ هذا صحيح، فَوَضَحَ يَضَحُ أصل يَوْضَحُ وضوحًا انكشف وانجلى، ووَعَدَ ويَقِظَ ولم يوجد ماضٍ مفتتحٌ بالألف بسكونها مطلقًا، فالابتداء بالساكن حينئذٍ يكون متعذرًا.

إذًا المثال هو ما كانت فاء الفعل حرفًا من حروف العلة سواءٌ كان واوًا أو ياءً ولا يوجد ما أوله ألفٌ.

ص: 5

(وَنَاقِصًا قُلْ كَغَزَا إِنِ اخْتُتِمْ بِهِ) يعني: النوع الثاني مما كان أحد أصوله حرفًا من حروف العلة وهو الناقص، والناقص اسم فاعل نقص والنقص ضد الزيادة، وسُمِّيَ ناقصًا هنا لكونه نُقِصَ بعض الحركات وهو أنه لا تظهر عليه بعض الحركات، أو أنه يحذف عند التنوين ناقص في الماضٍ حذف الياء، اللام لام الكلمة عند تنوينه، ولذلك سمي ناقصًا، (وَنَاقِصًا) قلنا: اسم فاعل نَقَصَ، (قُلْ) أي سَمِّهِ ناقصًا، (قُلْ) هذا ماذا؟ ضَمَّنَهُ معنى (سَمِّ) كما قال الشارح سَمِّهِ ناقصًا، (كَغَزَا) هذا مثال، ورَمَى مثله (إِنِ اخْتُتِمْ)، يعني: الماضي به أي: ببعض حروف (واي) يعني: ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة نحو (غَزَا) أصله غَزَوَ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلب الواو ألفًا، إذًا (غَزَا) هذا ناقص، غَازٍ حذفت الياء، رَمَى هذا ناقص لأن أصله [رَمَيَ $ 17.57 هل بالفتح] إذا لامه حرف من حرف العلة، إذًا ما هو الناقص؟ ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة، يعني: ما اختتم بحرف من حروف العلة الواو أو الياء، والألف تكون مبدلة عن الواو أو الياء، (وَنَاقِصَاً) قلنا: هذا مفعول (قُلْ) أي سمه،

(قُلْ) للماضي حذف صلتهم (كَغَزَا) ورَمَى (إِنِ اخْتُتِمْ بِهِ) أي ببعض حروف (واي)، وجواب الشرط محذوف أي قل (نَاقِصَاً)، (وَإِنْ بِجَوْفِه) يعني: وإن كان بعض حروف (واي)(بِجَوْفِه) في جوفه يعني: في وسطه، الجوف هو الوسط، يعني: ما كان حرف العلة عين الفعل، إذا إما فاءً، وإما لامًا، وإما عينًا. الفاء يسمى مثالاً، واللام يسمى ناقصًا، وإن كان الحرف حرف العلة وقع عينًا للفعل حينئذٍ يسمى أجوف، مأخوذٌ من الجوف وهو الوسط، (وَإِنْ بِجَوْفِه) أي: في وسطه يعني إن كان بعض حروف (واي) كائن بجوفه، (اجْوَفَا عُلِمْ)(عُلِمْ اجْوَفَا) بإسقاط الهمزة للوزن مفعول ثاني لعُلِم، وسمي أجوف لخلو جوفه من الحرف الصحيح لوقوع حرف العلة فيه، (عُلِمْ) هو هنا نائب الفاعل هو المفعول الأول، و (اجْوَفًا) هذا مفعول ثاني، أي: عُلِمَ الماضي على الحال السابق.

وَبِلَفِيْفٍ ذِي اقْتِرَانٍ سَمِّ إِنْ

عَيْنٌ لَهُ مِنْهَا كَلَامٍ تَسْتَبِنْ

هذا ما كان فيه حرفا علة، يعني: اجتمع فيه حرفان وهذا نوعان:

إما لفيف مقرون.

وإما لفيف مفروق.

ص: 6

(وَبِلَفِيْفٍ)(سَمِّ)، (سَمِّ)(َبِلَفِيْفٍ)، (بِلَفِيْفٍ) هذا جار مجرور متعلق بقوله:(سَمِّ)، والمفعول الأول محذوف أي (سَمِّ) الماضي

(وَبِلَفِيْفٍ)، ولفيف فَعِيل بمعنى: فَاعِل أو مَفْعُول مأخوذ من اللف بمعنى الخلط، فسُمِّيَ لَفِيفًا لأن فيه خلط الحرف الصحيح بحرف العلة، (وَبِلَفِيْفٍ)(سَمِّ)، (سَمِّ)(بِلَفِيْفٍ)(ذِي اقْتِرَانٍ) يعني صاحب اقتران، اقتران يعني: اقترن حرف العلة بالحرف الآخر، بمعنى أنهما وقعا متتاليين لم يفصل بينهما فاصل، إما فاء وعين، وإما عين ولام، ولم يفصل بينها فاصل، ولذلك سمى لفيفًا مقرونًا، نحو قَوِوَ نحو ماذا؟ قَوِوَ وَحَيِيَ، قَوِوَ على وزن فَعِلَ، هنا وقعت العين واوًا، واللام واوًا، وحَيِيَ وقعت العين ياءً، ووقعت اللام ياءً، ولم يفصل فاصل، فاتفقا هنا في جنس الحرف، أو اختلفا نحو طَوَى يَطْوِي إذا اللام ياء طَوِيَ أصله تحركت الياء وانفتح ما قبله فقلبت ألفًا، ورَوَى رِوَايةً رَوَيَ، إذًا اختلفا، شَوَى ذَوَى اختلفا، إذًا قد يتفقان كقَوِوَ، وقد يختلفان كشَوَى وذَوَى، إذًا (وَبِلَفِيْفٍ ذِي اقْتِرَانٍ سَمِّ)،

(سَمِّ) أنت الماضي (بِلَفِيْفٍ) مقترن، متى؟ (إِنْ عَيْنٌ) جاءت بعد إن مباشرة فقدر لها فعل، والذي دلَّ عليه الأخير، (إِنْ)(تَسْتَبِنْ)(عَيْنٌ) يعني تظهر (عَيْنٌ)، هذا فاعل (إِنْ)(تَسْتَبِنْ) يعني تظهر (عَيْنٌ)، هذا فاعل كائنةٌ له صفة (عَيْنٌ)، أي الماضي حال كون عين الماضي كائنةً منها يعني من (واي)، حال كونها أيضًا كائنة كـ (لام) يعني للماضي وكونها من حروف العلة، إذًا (إِنْ)(تَسْتَبِنْ)(عَيْنٌ) له للماضي منها من

(واي) كلامٍ، الكاف للتشبيه، واضح التركيب؟ إن (عَيْنٌ) يعني:

(إِنْ)(تَسْتَبِنْ) وتظهر عين الفعل الماضي له للماضي منها، إذًا العين منها من حروف (واي) كَـ (لامٍ)، إذًا العين واللام كل منهما حرف علة

(تَسْتَبِنْ) يعني تتضح وتظهر، سَكَّنَهُ للوقف وأسقط الياء للتخلص من التقاء الساكنين وفاعله ضمير العين، ثم قال:

وَإِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ وَلَامُ

فَذُو افْتِرَاقٍ كَوَفَى الغُلَامُ

ص: 7

هذا ما يسمى باللفيف المفروق (وَإِنْ تَكُنْ فَاءٌ) هذا اسم تكن، واضح؟ (لَهُ) أي: للماضي، هذا الجار مجرور متعلق بمحذوف صفة للفاء، (إِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ) يعني: للماضي وهذا خبر تكن محذوف أي منها، يعني من حروف (واي)، (وَلَامُ) (لَهُ) يعني: للماضي لام يعني للماضي (فَذُو افْتِرَاقٍ) يعني: يسمى لفيفًا مفروقًا، لافتراق حرفَي العلة فيه بحرف صحيح، لأن حرف العلة وقع فاءً ولامًا (إِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ) للماضي منها يعني: من حروف (واي)، (وَلَامُ) للماضي منها من حروف (واي)، إذًا وقعت الفاء واللام حرفي علة يُسَمَّى لفيفًا مفروقًا، لماذا؟ لافتراق حَرْفَيِ العلة فيه بحرف صحيح، ومن ضوابطه أنه لا تكون اللام فيه إلا ياءً يعني اللام لا تقع واوًا، إنما تكون ياءً دائمًا، والفاء لا تكون إلى واوًا زَيْن هذا، نحو وَقَى أصله وَقَيَ وَفَى وَفَيَ وَلِي وَلِيَ هذا الأصل، إذًا الفاء لا تكون إلا واوًا، والياء لا تكون إلا لامًا، (فَذُو افْتِرَاقٍ) يعني: فالماضي صاحب افتراق مصدر افترق، كـ (وَفَى) من الوفاء بمعنى التمام، وَفَى الغلام، فعل وفاعل، وَفَى هذا يسمى لفيفًا مفروقًا لأنه فُرِقَ بين الفاء واللام وكل واحدٍ منهما حرف علة بالفاء الذي هو حرف صحيح، إذًا على ما ذكره الناظم هنا إما أن يقع حرفا العلة عينًا ولامًا، أو فاءً ولامًا، بقي قسم وهو ما فاؤه وعينه حرفا علة، الفاء والعين ما ذكره الناظم أليس كذلك؟ ما فاؤه وعينه، ذكر ما عينه ولامه، وما فائه ولامه، بقي قسم وهو ما فاؤه وعينه لم يذكره لأنه لا وجود له في الفعل، وإنما يوجد في الاسم فحسب يكون فاؤه واو وعينه حرفا علة، ولا يكون في الأفعال يوم، يَوْم نقول: هذا، وَيْح واو وياء، إذًا وقع فاءً وعينًا، وَيْلٌ، إذًا لا يجتمع الفاء والعين حرفي علة إلا في الأسماء، وأما في الأفعال فلا وجود له. (وَإِنْ تَكُنْ فَاءٌ لَهُ وَلَامُ)(إِنْ تَكُنْ فَاءٌ) اسم (تَكُنْ)، (لَهُ) للماضي منها من (واي)، (وَلَامُ) معطوفٌ على فاء، له للماضي منها من حروف العلة، فالماضي حينئذٍ ذو افتراق يسمى لفيفًا مفروقًا كَوَفَى.

وَادْغِمْ لِمِثْلَي نَحْوُ يَازَيْدُ اكْفُفَا

فَكُفَّ قُلْ وَسَمِّهِ الْمُضَاعَفَا

ص: 8

هذا المضاعف (وَادْغِمْ) الأصل فيه بهمزة القطع يعني: من أَدْغَمَ على وزن أَكْرَمَ أَدْغَمَ يُدْغِمُ إِدْغَامًا، الهمزة فيه في باب الأفعال همزة قطع، وهي التي تثبت في الابتداء وفي الدرج، وهنا أسقطها من أجل الوزن، (وَادْغِمْ) أمر من الإدغام حذفت همزه لوزن وهو لغةً إدخال شيء في شيء، واصطلاحًا [والإِدغام من مباحث [ها] لكن والصرفيون لا يذكرون على جهة الأصالة وهو من مباحثهم أصالةً، وإنما القراء يطبقون فقط [$برجاء مراجعة تفريغنا لهذه الفقرة $]، لكن لا يؤصلون، التأصيل والتقعيد، نعم التأصيل والتقعيد عند الصرفيين، وأما القراء فلا، لذلك لا يؤخذ منهم لا في التأصيل في هذه المسائل ولا في الأحكام الشرعية، حتى في الأحكام الشرعية لا يؤخذ من القراء، ولذلك يختلفون في مسألة التجويد واجب أو ليس بواجب .. إلى آخره، لا يلتفت إليهم البتة، إنما يرجع إلى الفقهاء، من جمع بين الفقه والحديث، واصطلاحًا إسكان أول الحرفين المتماثلين أو المتقاربين وإدراجه في الثاني، إسكان أول الحرفين، إن كان متحركًا يُسَكَّن من أجل أن يُدغم في الثاني، يعني: يُدخل هذا الحرف في الحرف، وهذا واضح، فَعَّلَ قلنا أُدْغمَ الأول في الثاني أُدخل فيه، خَرَّجَ نطقت به بشدة فحينئذٍ نقول: هذا الحرف مشدَّدًا وفيه إدغام، إسكان أول الحرفين المتماثلين أو المتقاربين وإدراجه في الثاني، ومفعول (ادْغِمْ) محذوف أي:(ادْغِمْ) أولاً في الثاني وصلته وهي محذوفة يعني: في الثاني، (وَادْغِمْ) ماذا؟ (وَادْغِمْ لِمِثْلَي) وادغم لمثلين بالنون حذفه لأجل للإضافة (لِمِثْلَي نَحْوِ) أي: بالجر (نَحْوِ)، (لِمِثْلَي) مثنى مثل وحذفت النون لإضافته لما بعده (نَحْوِ) قولك:(يَا زَيْدُ) هذا # 29.27 ..

ص: 9

(اكْفُفَا) اكْفُفْ الألف هذه ل؟ [مضاف، نون التوكيد]؟ نون التوكيد، لماذا؟ لأن الفعل فعل أمر هنا يبني على السكون هذا الأصل، فلما فَتَحَ الفاء الثانية علمنا أنه مبني على الفتح، وذلك إنما يكون إذا جُعلت الألف هنا بدلاً عن نون التوكيد الخفيفة، (اكْفُفَا) أكففن إذا هذه النون نون التوكيد، وهو أمر من الكَفِّ اكْفُفْ، قال:(ادْغِمْ) اجتمع مثلان عندنا هنا، أليس كذلك؟ اكْفُفْ الكاف ساكنة وإذا أردنا أن نُدْغِمَ الأول في الثاني لا بد أن يكون الأول ساكنًا، والفاء هنا متحركة ليست ساكنة، اكْفُفْ، أليس كذلك؟ فنقلت حركت الفاء ضمة إلى الكاف، الحرف الساكن السابق حينئذٍ سكن الأول فأُدْغِمُ في الثاني كُفَّ، كُفَّ عنا جُشَاءَك، كُفَّ حينئذٍ نقول: كُفَّ هذا فعل أمر، أليس كذلك؟ اكْفُفْ تنقل حركت الفاء الأول للكاف فاستغني عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها لأن اكْفُفْ جُلِبَتْ همزة الوصل هنا من أجل سكون الكاف، فلما نقلت حركة الفاء أُولى الضمة إلى الكاف، حينئذٍ ما احتجنا إلى همزة الوصل لأنها عارية، حينئذٍ تُرَدُّ العرايا كما هو الأصل، حينئذٍ لما اجْتُلِبَتْ همزة الوصل لعلة والحكم يدور مع علته وجودًا وعَدَمًا، فلما حركت الكاف سقطت همزة الوصل، صار كُفَّ، واستغني عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها، ثم أدغم الفاء الأول وهو ساكن في الثاني كُفَّ بضم الكاف وتشديد الفاء لذلك قال الناظم:(فَكُفَّ قُلْ وَسَمِّهِ الْمُضَاعَفَا)، (سَمِّهِ الْمُضَاعَفَا)، (فَكُفَّ) بضم الكاف وشدِّ الفاء هذا مفعول لـ (قُلْ)، فقل (كُفَّ)، (وَسَمِّهِ) بعد الإدغام ليس قبله (سَمِّهِ) بعد الإدغام (الْمُضَاعَفَا) هذا مفعول ثاني لسمي والألف في المضاعف للإطلاق، مَرَّ معنا المضاعف.

والحاصل أن الفعل الذي عينه ولامه حرفان متماثلان يُدْغَم أولهما في ثانيهما، لكن لابد أولاً أن يُسَكَّنَ الأول، ويسمى المضاعف اسم مفعول من ضَاعَفَهُ.

مَهْمُوزٌ الَّذِي عَلَى الهَمْزِ اشْتَمَلْ

نَحْوُ قَرَا سَأَلَ قَبْلَ مَا أَفَلْ

(مَهْمُوزٌ) هذا خبر مقدم (الَّذِي) اشتمل على الهمز، الذي اشتمل على الهمز (مَهْمُوزٌ)، أليس كذلك؟ (الَّذِي) هذا مبتدأ مؤخر (اشْتَمَلْ) هذا صلة (الَّذِي)، (عَلَى الهَمْزِ) جار مجرور متعلق باشتمل (مَهْمُوزٌ)، يعني المشتمل على الهمز مطلقًا سواء وقعت فاءً أو عينًا أو لامًا يسمى ماذا؟

يسمى مهموزًا، مهموز اسم مفعول من همزه، (نَحْوُ قَرَا) بإبدال همز اللام هنا قرأ بإبدال الهمزة ألف للوزن، و (قَرَأَ) على وزن فَعَلَ، وقعت الهمزة لامًا ويسمى مهموز اللامي، (سَأَلَ) وقعت الهمزة عينًا فيسمى مهموز العين، (قَبْلَ مَا أَفَلْ)، (قَرَأ)، (قَبْلَ)(سَأَلَ قَبْلَ) تنازع فيه الفعلان، مضاف للمصدر المسبوق من (مَا أَفَلْ)، أَفَلَ فلان عن البلد إذا غاب عنها، وأَفَل كذلك مهموز، وقعت الهمزة فيه فاءً، إذًا مهموز مطلقًا سواء وقعت الهمزة فاءً أو عينًا أو لامًا.

ثُمَّ الصَّحِيْحُ مَا عَدَا الَّذِي ذُكِرْ

كَاغْفِرْ لَنَا رَبِّي كَمَنَ لَهُ غُفِرْ

ص: 10

(ثُمَّ) بعد أن بَيَّنَ لك ما سبق (الصَّحِيْحُ) يعني الفعل الذي يُسَمَّى صحيحًا (الصَّحِيْحُ) قلنا: فعيل صيغة مشبهة من الصحة وهو السليم ضد المرض، في عرف الصرفيين الصحيح (مَا عَدَا الَّذِي ذُكِرْ)، يعني ما سَلِمَ من حروف العلة والهمزة والتضعيف، هذا يُسَمَّى ماذا؟ (الصَّحِيْحُ) ولذلك ذكر المثال والأجوف والناقص واللفيف بنوعيه، وذكر المضاعف، وذكر المهموز، ما عدا هذه الأنواع حينئذٍ سمه صحيحًا، (ثُمَّ الصَّحِيْحُ مَا عَدَا) أي الفعل الذي عدا وجاوز الذي ذُكِرَ آنفًا من الأقسام الستة، وذلك (كَاغْفِرْ)، (كَاغْفِرْ) كالفعلين الكائنين في قولنا: اغفر لنا، اغفر يعني استر وامح، غَفَرَ، غَفَرَ هذا صحيح، لماذا؟ لأن حروفه كلها أصول، كلها صحيحة ليس فيها حرف علة، ولا همز، ولا تضعيف. إذًا غَفَرَ

(كَاغْفِرْ) لنا ربي (اغْفِرْ لَنَا) يا (رَبِّي) اغفر لنا، الـ (نا) هنا معشر المؤمنين كما قال الشارح يا رب (كَمَنَ لَهُ غُفِرْ) كمن، يعني كمغفرة كائنة منك لمن أي لمذنب (لَهُ غُفِرْ)، له متعلق بقوله:(غُفِرْ) ونائبه ضمير الغفر، إذًا المراد به أن غَفَرَ هذا صحيح، فكل ما خلا من حروف العلة والتضعيف وماذا؟ والهمز فهو صحيح، فهو يسمى صحيحًا.

(بَابُ المُعْتَلَاّتِ وَالمُضَاعَفِ وَالمَهْمُوْزِ) يعني سيذكر لك في هذا الباب ما يتعلق بهذه المسائل المذكورات، المعتلات ثَمّ المعتلات التي ذكرها الناظم فيما سبق:

المثال الأجوف، الناقص، اللفيف المفروق، اللفيف المقرون.

هذه المعتلات، لها أحكام تتعلق به من حيث الإسناد، والمضاعف يعني الفعل المضاعف، والمهموز بأنواعه الثلاثة.

باب بيان تصريف الأفعال المعتلات يعني التي أحد حروفها علة، عندنا مُعْتَل ومُعَلّ، مُعْتَل يعني وُجِدَ فيه حرف من حروف العلة، وينطق كما هو، مُعَلٌّ، يعني حصل إِعْلالٌ فيه إما قلب، وأما حذف. إذا فرق في الاصطلاح بين المعتل وبين المعلّ، والمراد هنا المعتل ما وقع أحد حروفه أو ما كان أحد حروف الأصول حرف علة، وأما المعلّ فهذا الذي يذكره فيما سيأتي.

ص: 11

الإعلال تغيير حرف العلة للتخفيف بقلبه أو إسكانه أو حذفه. هذا الإعلال، إعلال تغيير، تغيير ماذا؟ حرف العلة، إذا مُتَعَلَّقُ الإعلال حرف علة، ولذلك قلنا: افْتَعَلَ اصطلح قلنا: هذا ماذا؟ إبدال، ولا نسميه إِعلالاً، لماذا؟ لأن الإعلال خاص بحرف العلة، تغيير حرف العلة، وأما الإبدال فهو أعم، تغيير حرف العلة للتخفيف يعني طلبًا للخفة، إذًا هو مُعَلَّل بقلبه، قلب حرف العلة، أو إسكانه إسكان حرف العلة، أو حذفه، قلبه أن يقلب حرف العلة واوًا أو ياءً ألفًا، مثل ماذا؟ غَزَا أَصْلُهُ غَزَوَ تحركت الواو وانقلبت ألفًا، هذا يسمى ماذا؟ يُسَمَّى إعلالاً بالقلب، أو إسكانه بعني إسكان حرف العلة قَالَ يَقُولُ، يقُول الضمة الواو هنا مضمومة وهي حرف علة أليس كذلك؟ الضمة على الواو ثقيلة ماذا صنعنا؟ أخذنا الضمة ألقيناها على القاف الساكنة، يُسَمَّى ماذا؟ تسكين لحرف العلة، أو إسكان، حصل تخفيف أو لا؟ حصل تخفيف. هذا يُسَمَّى إعلالاً بالنقل، أو حذفه يعني حذف حرف العلة للتخفيف [غَزَا غَزَوْتُ](1) قَالَ قُلْتُ قُول هذا الأصل، لو بقي على ما هو عليه قلتُ: قلتُ، ماذا قلت؟ قولت في ثقل فيه مد فيه تنطير إذًا حذف حرف العلة من جهة التخفيف طلبًا للتخفيف.

إذًا الإعلال ثلاثة أنواع:

إعلال بالقلب.

إعلال بالنقل.

إعلال بالحذف.

كلها ستأتي [هذه حتة تطبيق فقط].

فالإعلال حينئذٍ يكون مقصورًا على حروف العلة، حروف العلة ثلاثة، وتضبطه قواعد مطردة.

الإبدال - كما مرّ - وضع حرف مكان حرف آخر. هذا يُسَمَّى ماذا؟ يُسَمَّى إِبْدَالاً، وضع حرف بقطع النظر عن كونه حرف علة أو لا، مكان حرف آخر بقطع النظر عن كونه حرف علة أو لا، دون اشتراط أن يكون حرف علة أو غيره، فحينئذٍ كل إعلال يقال له إبدال، ولا عكس. الإبدال لا يسمى إعلالاً، والإعلال يُسمى إبدالاً، إذا كل إعلالٍ يقال له إبدالٌ ولا عكس، يجتمعان في نحو: قَالَ أصله قَوَلَ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفًا، إذًا حصل إعلال وهو بالقلب، وأبدل حرف مكان حرف، وضعت الألف مكان الواو، إذًا حصل فيه إعلالٌ وإبدالٌ. ورَمَى رَمَيَ أصله، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجب قلب الياء ألفًا، ووضع مكان الياء ألف.

وينفرد الإبدال فيما سبق اصطبر وادكر.

والإبدال في غالبه لا يخضع لقياس وإنما يحكمه السماع، يعني ليس كالإعلال، فالإعلال له قواعد مطردة، وأما الإبدال فهذا ليس له قواعد وإنما هو مقصور على السماعي.

وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا اقْلِبْ أَلِفَا

مِن بَعْدِ فَتْحٍ كَغَزَا الَّذِيْ كَفَى

(1) سبق.

ص: 12

هذه القاعدة التي تذكر دائمًا، إذًا تحركت الواو وانفتح ما قبلها وجب قلب الواو ألفًا، إذا تحركت الياء وانفتح ما قبله وجب قلب الياء ألفًا، سواء كانت الواو أو الياء المحركان عين الكلمة أو لام الكلمة، سواء كان هذا أو ذاك، غَزَا أصله غَزَوَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا غَزَا، قَالَ أصله قَوَلَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفًا، إذا وقعت الواو عينًا فقلبت ألفًا، ووقعت الواو لامًا فقلبت ألفًا، بَاعَ أصله بَيَعَ تحركت الياء وانفتح ما قبله فوجب قلبها ألفًا ووقعت عينًا، رَمَى رَمَيَ وقعت الياء هنا لامًا وتحركت فقلبت ألفًا، إذًا (وَاوًا) هذا مفعول قوله (اقْلِبْ)،

(اقْلِبْ) أيها الصرفي (وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا) الواو أو الياء (حُرِّكَا) هذا مُغير الصيغة، والألف هذه نائب فاعل تعود إلى الواو أو الياء، (وَاوًا اوْ يًا)، (وَاوًا اوْ) بإسقاط الهمزة، والأصل فيها همزة قطع، (يًا) أصلها ياءً سُهِّلَ من أجل الوزن، وقيل لغة كذلك، (حُرِّكَا) أي محركين نعت لـ (وَاوًا اوْ يًا)، (اقْلِبْ) هذا أمر من القلب بمعنى غَيِّرْهُ، غَيِّر الواو صَيِّرْهُ ماذا؟ ألفًا، غَيّر الياء وصَيِّرْهُ ألفًا (اقْلِبْ وَاوًا اوْ يًا) محركين بشرط أن يكون محركين، اقلبهما ماذا؟ (أَلِفًا)، هذا مفعول ثاني لاقلب، (أَلِفًا) لينة حال كونهما كائنين (مِن بَعْدِ فَتْحٍ)، (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) يعني الواو والياء أن يقعا بعد فتح.

إذًا عندنا شرطان:

الأول أن تتحرك الواو والياء، بأي حركة؟ ما نوع الحركة؟ ماذا قال: الناظم؟ قال: (حُرِّكَا) وأطلق. إذًا الأصل بقاء المطلق على حاله حينئذٍ لما أطلق شَمِل الكسرة والفتحة والضم، يعني بأي حركة تحركت الواو أو الياء، لا نشترط فيه حركةً معينة، إذًا بالنظر إلى حركة الواو أو الياء لا تتعين الحركة، وأما ما قبله فيتعين، يعني أن تكون الواو محركة بضم أو فتح أو كسر بعد فتح على جهة الخصوص، وأن تكون الياء محركة بأي حركة فتحًا أو كسرًا أو ضمًا بعد فتح.

إذًا عندنا شرطان (حُرِّكَا) هذا قيد شرط (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) فإن لم يكن (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) فلا، إن لم يحركا فلا، ولذلك يقال غَزَوْتُ غَزَ غَزَوْتُ، هنا الواو ساكنة وفتح ما قبلها فلم تقلب ألفًا، لماذا؟ لانتفاء الشرط لانتفاء الشرط (مِن بَعْدِ فَتْحٍ) يعني فتح ما قبل الواو أو الياء (كَغَزَا) هذا فعل ماضي أصله غَزَوَ، وعرفنا كيف قلبت الواو ألفًا (الَّذِيْ كَفَى)، (غَزَا) فعل ماضي، فاعله (الَّذِيْ)، و (كَفَى) صلة الموصول، (كَفَى) هو الذي، وكفى أصله كَفَيَ، إذًا مثل لك للواو والياء المحركين وفُتح ما قبلهما فقلبت الواو ألفًا في غَزَا وقلبت الياء ألفًا في (كَفَى).

ثُمَّ غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ

وَأَلِفٌ للسَّاكِنَيْنِ حُذِفَتْ

ص: 13

(ثُمَّ) بعد ما عرفنا ما سبق إذا أردنا إسناد الناقص، الكلام الآن في الناقص كله في الناقص، والناقص الذي لامه حرف من حروف العلة، حينئذٍ نقول في الناقص: إذا أسند لجمع المذكر الغائب واويًا كان أو يائيًا غَزَوْ (ثُمَّ غَزَوْا) ما الأصل؟ الواو هذه ما نوعها؟ هذه واو الجماعي فاعل، أليس كذلك؟ غَزَوْ أين الألف؟ أصل التركيب غَزَاوْ التقى ساكنان، إذًا إذا أسند الناقص إلى واو الجماعة سواء كان واويًا أو يائيًا حذفت اللام، لام الناقص، ولذلك ليس عندنا إلى حرفان الغين والزاي، وأين اللام؟ محذوفة، غَزَوْ وكَفَوْ مثلها أصلها غَزَاوْ وكَفَاوْ يعني بالألف كَفَا، أضف الواو كَفَاوْ، غَزَا هذا الأصل أضف الواو أصل بها الواو غَزَاوْ التقاء ساكنان الألف والواو فحينئذٍ وجب حذف الألف، فحذفت الألف المبدلة عن الواو في غَزَوْ وعن الياء في كَفَوْ للتخلص من التقاء الساكنين، وهذه الواو واو الجمع وهي فاعل، في غَزَوْ، ولام الكلمة محذوف غَزَوْ، إذًا (ثُمَّ غَزَوْا وَغَزَتَا) يعني نقول في الناقص واويًا كان أو يائيًا إذا أسند للمثنى المؤنث نقول: غَزَتَا، غَزَتْ

غَزَتَا؟ ماذا صنعنا؟ كَفَتَا؟ حذفت لام الفعل يعني غَزَتَا أصلها غَزَاتْ والتاء ساكنة في أصلها وحركتها هنا حركة عارضة، ولذلك لم ترجع الألف بعد تحريكها، واضح؟ لأن قد يقول قائل: هنا التاء محركة، والألف في غَزَاتا الألف حذفت للتخلص من التقاء الساكنين، أين الساكنان؟ نقول: قبل تحريك التاء بالفتحة لمناسبة الألف نقول: قبل ذلك كانت ساكنة فحينئذٍ السكون يكون مقدر، يكون مقدر للعارض وهو التخلص من التقاء الساكنين، فحينئذٍ مراعاة لهذا الأصل نقول: الألف حذفت للتخلص من التقاء الساكنين، فالسكون أو التحرك العارض لا يزيل التخلص من التقاء الساكنين، فحذفت الألف لأنه التقت مع التاء، إذًا نقول في الناقص واويًا أو يائيًا المسند للمثنى المؤنث غَزَتَا وكَفَتَا، أصلهما غَزَاتَا هذا الأصل، وكَفَاتَا، وحذفت الألف في الموضعين لما سبق للتخلص من التقاء الساكنين، والساكن هو التاء تاء التأنيث لأن في أصلها ساكنة، وحركت لأجل التخلص من الساكنين مع الألف (غَزَتَا)، (تَا) الألف هذه ساكنة والتاء ساكنة في الأصل، وحركت للتخلص من التقاء الساكنين، وحذفت الألف مراعاة للساكن الذي هو مقدر في تاء التأنيث، هذا فرق بين موضعين.

(ثُمَّ غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ)، (غَزَتْ) هذا أسند للغائبة يعني: مثل المذكور السابق (كَذَا غَزَتْ) وكَفَتْ من الناقص المسند للمفردة المؤنثة الغائبة، هند غَزَتْ فحينئذٍ غَزَتْ التاء هذه تاء التأنيث، حذفت الألف التي هي مبدلة من الواو في غَزَا حذفت للتخلص من التقاء الساكنين، وكَفَتْ كَفَات هذا الأصل، حذفت الألف المبدلة عن الياء في كَفَى للتخلص من التقاء الساكنين.

ص: 14

إذًا (كَذَا غَزَتْ، وَأَلِفٌ للسَّاكِنَيْنِ حُذِفَتْ) في الأمثلة الساكنة يعني: بين العلة هنا (غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ) قال: (وَأَلِفٌ). هذا مبتدأ

(وَأَلِفٌ) مبدلة عن واو في غَزَا وعن ياء في كَفَى (للسَّاكِنَيْنِ حُذِفَتْ) حذفت للساكنين يعني: لأجل التخلص من التقاء الساكنين في (غَزَوْا وَغَزَتَا) وحذفت هي الألف، والجملة خبر (أَلِفٌ).

(وَالقَلْبُ فِي جَمْعِ الإِنَاثِ مُنْتَفِي) يعني: إذا أسند الناقص إلى نون الإناث ليس عندنا قلب، وإنما يبقى على حالهم (وَالقَلْبُ) لواو الناقص ويائه ألفًا (فِي جَمْعِ الإِنَاثِ) يعني: في الفعل المسند لضمير الإناث الغائبات. (مُنْتَفِي) القلب منتفي يعني: ليس بثابت لماذا؟ لانتفاء العلة، لأنك تقول ماذا؟ تقول: غَزَوْتُنَّ رَمَيْتُنَّ كَفَيْتُنَّ. هنا سكنت الواو وسكنت الياء أو تحركت؟ سكنت أو تحركت؟ (وَالقَلْبُ فِي جَمْعِ الإِنَاثِ مُنْتَفِي) غَزَوْنَا كَفَيْنَا، لم تتحرك الواو لتقلب ألفًا، وإنما سكنت على أصلها، إذا علة قلب الواو ألفًا منتفية لماذا؟ لكونها ساكنة، وشرط في الواو أن تكون متحركة، ثم لم تحذف الواو لأنها لم تلتق مع ساكن والنون حينئذٍ تكون متحركة، إذًا إذا أُسند الفعل الناقص سواء كان واويًا أو يائيًا لنون الإناث ليس عندنا قلب للواو ولا للياء لماذا؟ لانتفاء الشرط وهو كونها متحركة، لأنها ساكنة لأن الفعل يسكن مع نون الإناث.

(وَالقَلْبُ فِي جَمْعِ الإِنَاثِ)، (وَالقَلْبُ) هذا مبتدأ، يعني (فِي جَمْعِ الإِنَاثِ) فعل المسند لضمير الإناث نون النسوة الغائبات أو المخاطبات، غَزَوْنَ كَفَيْنَ غَزَوْتُنَّ كَفَيْتُنَّ مُنْتَقٍ، لماذا؟ لسكون الواو والياء تخلف الشرط.

قال: (غَزَوْا وَغَزَتَا كَذَا غَزَتْ فَاقْتَفِي)، (غَزَوْا):(غَزَوْا) يعني الناقص المسند إلى ألف الاثنين ماذا يحصل؟ تبقى الواو كما هي؟ (غَزَوْا) تحركت الواو وانفتح ما قبلها لكن لا تقلب ألفًا لماذا؟ لأنه لو قلبت ألفًا ماذا حصل؟ التبس بـ اجتمع ألفان وحذفت الألف الأولى إذا التبس بماذا؟ بالمفرد، و (غَزَوْا) إبقاء الواو كما هي على حالها مع وجود الشرط وهو تحرك الواو وانفتاح ما قبلها نقول: إذا أبدلنا الواو ألفًا التقت مع ألف الاثنين فاعل، ثم حذفت الألف والتبس بالمفرد، فـ (القَلْبُ) .. (مُنْتَفِي) في الناقص المسند إلى ضمير المثنى المذكر لِمَا ذكرناه من علة سابقة، (كَذَا غَزَوْتُ)، (غَزَوْتُ) غَزَوْتِ غَزَوْتَ، هنا القلب منتفي، لماذا؟ انظر إلى الشرط (غَزَوْتُ) الواو ساكنة وشرط القلب أن تكون متحركة، إذًا إذَا سكنت الواو انتفى شرط قلب الواو ياءً، (غَزَوْتُ) إذًا الواو هذه تبقى على حالها، (فَاقْتَفِي) يعني: اتبع، الياء هذه للإشباع، اتبع ما ذكر، إذًا هذا ما يتعلق بالناقص.

ثم قال:

وَانْسُبْ لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ مَا

لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى قَدِ انْتَمَى

كَغَزَتِ احْذِفْ أَلِفًا مِنْ قُلْنَ أَوْ

كِلْنَ بِضَمِّ فَا وَكَسْرِها رَوَوْا

ص: 15

ها (وَانْسُبْ) يعني أَعْزُ (لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ مَا لِكَغَزَا) ما الذي ثبت لغَزَا؟ قلب الواو ألفًا، انسب ذلك الحكم لقَال، وأصل قَال قَوَلَ إذًا تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، ولذلك قلنا: الحكم عام في ما سبق (وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا اقْلِبْ أَلِفَا) سواء كانت الواو عينًا أو لامًا، العين هو الأجوف، واللام هو الناقص، وسواء كانت الياء عينًا أو كانت الياء لامًا، العين هو الأجوف، واللام هو الناقص، والحكم واحد بين الأمرين، (وَانْسُبْ ِلأَجْوَفَ) يعني لفعل أجوف وهذا متعلق بقوله (انْسُبْ) يعني: اعْزُ (كَقَالَ كَالَ) قَوَلَ وكَالَ من الكَيْلِ إذا أصله كَيَلَ كما تقول كَفَأَ كَفَيَ، نقول: كَيَلَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا كَالَ، قَالَ أَصْلُه قَوَلَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلب الواو ألفًا، (انْسُبْ)، (مَا لِكَغَزَا ثُمَّ)، (انْسُبْ)، (مَا)، (مَا) هذا مفعول لـ (انْسُبْ)، (مَا) أي قلب الواو والياء ألفًا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما فالحكم عام بين الأجوف والناقص، (لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى قَدِ انْتَمَى) يعني: لِمَا (قَدِ انْتَمَى): (انْتَمَى) هذه بمعنى انتسب فاعله ضمير ما، (مَا)، (قَدِ انْتَمَى)،

(لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى) واضح؟ (مَا) اسم موصول في محل نصب مفعول به لأنسب، (انْسُبْ)، (مَا)، (قَدِ انْتَمَى)(لِكَغَزَا ثُمَّ كَفَى)،

(لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ) تقديم وتأخير، واضح؟ بدر واضح؟ (انْسُبْ)(مَا)، (قَدِ انْتَمَى)، (لِكَغَزَا)، (لِكَغَزَا) هذا متعلق بقوله (انْتَمَى)، (ثُمَّ) عطف على (كَغَزَا)، (كَفَى) معطوف عليه، (لأَجْوَفَ كَقَالَ كَالَ) إذًا الحكم واحد (كَغَزَتِ احْذِفْ أَلِفًا مِنْ قُلْنَ أَوْ كِلْنَ)، (غَزَتِ) حذفنا الألف لماذا؟ للتخلص من التقاء الساكنين مثلها تحذف الواو للتخلص من التقاء الساكنين إذا وقعت عينًا، كما حذفتها إذا وقعت لامًا فقَالَ قُلْنَا قَالَ قَوَلَ قُول إذا حذفت الواو لماذا؟

للعلة السابقة التخلص من التقاء الساكنين، إذًا قُلْنَا بحذف الواو التي وقعت عينًا، وسبب الحذف العلة للتخلص من التقاء الساكنين، أصله قُول، واللام ساكنة والنون هذه نون النسوة، حينئذٍ التقاء ساكنين الواو واللام، وحذفنا الواو للتخلص من التقاء الساكنين، (كَغَزَتِ احْذِفْ أَلِفًا) مبدلة من واو كائن من قلنا، هذا أجوف واوي مسند إلى نون الإناث يعني: يحذف حذفًا كائنًا كحذف ألف غَزَا (أَوْ) من (كِلْنَ) كَالَ يَكِيلُ (كِلْنَ) كِيل هذا الأصل، فحينئذٍ التقى الياء ساكنة من اللام ساكنة فحذفت الياء، إذًا تحذف الواو والياء للتخلص من التقاء الساكنين سواء وقعت لامًا للكلمة أو عينًا للكلمة، فلا فرق بين الأجوف والناقص في الحكم، كِلْنَا بضم فاء وكسرها بضم فاء في (قُلْنَ)، وكسرها أي كسر الفاء من (كِلْنَ)، كَالَ يَكِيلُ، قَالَ يَقُول، لماذا؟ ضمت الفاء في قُلنا وكسرت الكاف في (كِلْنَ)؟

ص: 16

للإشارة إلى الباب من أي أنواع الأبواب، هل هو من يَفْعُلُ أو يَفْعَلُ أو يَفْعِلُ لأنك لو قلتَ: كَلْن بفتح الفاء استوى عندك فَعَلَ وفَعُلَ وفَعِلَ، حينئذٍ لَمَّا كانت العين مضمومة من قَالَ فَعَلَ يَفْعُلُ إشارة إلى الباب ضممت الفاء، قُلْنَا القاف هنا فاء الكلمة والأصل في الفاء قَالَ يَقُولُ، الأصل في الفاء أنها مفتوحة لماذا نقلت الضم هنا؟ نقول: نقلتِ الضمة التي هي حركة العين المحذوفة إلى الفاء للدلالة على أن الفعل هنا من باب فَعَلَ يَفْعُلُ يعني: بضم العين في المضارع، كَالَ يَكِيلُ، يَكِيلُ كِلْنا، إذًا كُسرت الكاف هنا للإشارة إلى أن حركت العين المحذوفة هي الكسر، حينئذٍ للدلالة على نوع الباب من أي أنواع الأبواب لأنها تختلف، والذي يميز الباب عن الباب كما سبق هو حركة العين، فإذا حذفنا العين من الأجوف ما الذي يَدُلّ؟ إذا لا بد من نقل حركة العين إلى الفاء، ليدل على أن هذا الباب من باب كذا واضح؟ ولذلك نص عليها، (بِضَمِّ فَا)(قُلْنَ)، (وَكَسْرِها) أي الفاء من (كِلْنَ)، (رَوَوْا) عن العرب يعني: روى الصرفيون أو أهل اللغة عن العرب، واضح هذا؟

وَاليَاءُ إِنْ مَا قَبْلَهَا قَدِ انْكَسَرْ

فَابْقِ مِثَالُهُ خَشِيْتَ لِلضَّرَرْ

ونحن نخشى الإطالة عليكم، غدًا إن شاء الله تعالى بعد الفجر، أو غدًا بعد المغرب، فخر غدًا لا، بعد المغرب والعشاء ونجلس جلسة واحدة، ونختم إن شاء الله تعالى، واضح؟

وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أسئلة:

- يا حبذا لو يعاد شرح متن ورقات للضرورة القصوى.

: لا، الضرورة ما تدخل هنا، للحاجة ممكن، أمَّا الضرورة فلا.

أرى تسمع ((شرح المختصر)) ونستثمر الوقت فيما هو أكثر، يعني بدل ما نعيد شرح ((الورقات)) نشرح ((مختصر ابن اللحام)) مثلاً أولى، أو يشرح ((الأصول من علم الأصول)) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أو غيره، فإعادة الكتاب مع وجوده مطولاً ومختصرًا أرى أنه الفائدة قليلة جدًا، وأنا أرى أن الشريط كحضور الدرس، لا فرق عندي بين الأمران، بل هذا ليس تزهيدًا في حضور الدرس، بل قد يكون الذي يجمع بين الأمرين بين الحضور بجسده وبين السماع يستفيد أكثر من الذي قد يحضر ولا يسمع، القسمة ثلاثية:

لا يحضر ويسمع.

يحضر ولا يسمع.

يحضر ويسمع.

الذي يحضر ويسمع أعلى الدرجات لأنه يفوته شيء في الدرس من التقييد، وأنا ما أحذب للطلاب أن يقيد في الدرس، أريد أن يستمع هكذا يفهم يركز، هذا أجمل وأحسن وأعلى درجات في الفهم، وإذا ذهب إلى البيت يسجل، الحمد لله هذه الأجهزة ما تركت شيء، فيسمعه مرة أخرى ويقيد ما يحتاجه، وهذا أعلى الدرجات، فأقول نعيد كتابًا قد شرح مرتين الفائدة فيه قليلة، أي عِلَل ترجع إلى الأصل، هذا الدرس شرح في ثلاثة وثلاثين درس، يعني موسع مَطَّطْنَا فيه العلل على أحسن ما يكون، وهو خزانة يرجع إليه.

- (مَهْمُوزٌ الَّذِي عَلَى الهَمْزِ اشْتَمَلْ)

: يعني الذي هذا مبتدأ ومهموز هذا خبر، هذا أحسن.

ما رأيكم في كتاب ((شذا العرف)) بالنسبة للمبتدئين؟

ص: 17

((شذا العرف)) هذا إعاد صيغة ((الشافية)) لكن بأسلوب عصري يعني الذي لا يريد الأسلوب الذي يسمى بالتقليدي، لا يريده يرجع إلى ((شذا العرف))، وأنا ما أحبذ طالب العلم يعتكف على كتب المعاصرين، وهو معاصر.

- المعتل عند الصرفيين هل هو خاص بحروف العلة، أم هو عام بالمهموز والمضاعف واللفيف المفروق والمقرون؟

: اللفيف بنوعيه داخل في المعتل، والمهموز هذا يلحق به، ولذلك يقولون: المعتل ما كانت أحد حروفه الأصول حرف من حروف العلة، ويلحق به المهموز.

- كيف ندرك أن الكلمة أصلها كذا؟ أي أصلها واو أو ياء؟

هذا بالتغيير والتبديل، يعني تأتي مثلاً: قَالَ، ما أدري قَالَ هذا الألف مبدلة عن واو أو ياء؟ عندنا المصدر وعندنا تصريف الكلمة قَالَ يَقُولُ قَوْلاً، قَالَ يَقُولُ، من أين جاءت الواو هذه؟ قَوْلاً ثلاثة أحرف، إذا قَالَ الألف مبدلة عن الواو، بَاعَ يَبِيعُ بَيْعًا، كَالَ يَكِيلُ كَيْلاً، وهكذا، صَرِّف الكلمة تصريفات وتكتشف إن شاء الله تعالى. طيب؟

وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد.

ص: 18