المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم - الصحيح المسند من الأحاديث القدسية

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌يفترق الحديث القدسي عن القرآن الكريم من وجوه

- ‌كيفية كتابة الحسنات والسيئات ورحمة الله عز وجل في ذلك

- ‌قول الله تعالى: (وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ)

- ‌النَّارُ لَمِنْ فَسَدتْ نِيَّتُه

- ‌خَطَرُ الشِّرْك

- ‌طَلَبُ الكَافِرِ الفِداءَ ِبملْءِ الأرْضِ ذَهَبًا

- ‌كفر من قال: مُطِرْنَا بِنَوءِ كَذَا وكَذَ

- ‌فضل التوحيد

- ‌إخراج أهل التوحيد من النار

- ‌حديث البطاقة وفضل لا إله إلا الله

- ‌تَحْذْيرُ المُقْنِّطِين مِنْ رَحْمَةِ اللهِ

- ‌كراهيةُ قولِ الرَّجل هلك الناس

- ‌فَضْلَ الخَوْفِ مِنَ الله

- ‌فَضْلُ الذِّكْرِ والتَّقَرُّبِ إلى الله بصالحِ الأعْمَالِ

- ‌فَضْلُ الذِّكْرِ ومُجَالسَةِ الصَّالحينَ

- ‌الحَثُّ عَلَى دَوَامِ التَّوْبَةِ والاسْتغْفَارِ

- ‌مَنْ أحَبَّ لقَاءَ الله أحبَّ الله لِقَاءَهُ

- ‌عَلامةُ حُبِّ الله للعبْدِ

- ‌الحثُّ على الوُدِّ والتَّراحمُ بَيْنَ المُسْلِمين

- ‌فَضْلُ شَهَادَةَ الجيراَن الأقْرَبينَ وثنائِهمْ

- ‌سَتْرُ الله علَى المؤمِنِ في الدُّنْيَا والآخرةِ

- ‌فَضْلُ المؤْمِنينِ

- ‌فضْلُ مَنْ أنْظَرَ مُعْسِرًا وتَجَاوَزَ عَنْهُ

- ‌إثْمُ مَنْ عَادَى أولياءَ الله

- ‌فَضْلُ الحبِّ في الله

- ‌حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

- ‌بَيانُ بَعْضِ ما أعَدَّهُ الله لعبادِه الصَّالحينَ

- ‌رضْوَانُ الله عَلَى أهْلِ الجنَّةِ

- ‌إعْطَاءُ الله أهلَ الجنةِ مُرَادَهُم

- ‌أدنَى أهْل الجنَّةِ وأعْلَاهُم مَنْزِلَةً

- ‌آخِرُ أهْلِ الجنَّةِ دُخُولاً الجنَّة

- ‌فَضْلُ الشُّهَدَاءِ

- ‌سَبَبُ نُزُولِ قَوْلِ الله تعالى: (ولا تَحْسَبَنَّ الذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ الله أمْواتًا بَلْ أحْيَاءٌ عند ربهم يُرْزَقُون)

- ‌سَبَبُ نُزُولِ آخَرَ للآيَةِ السَّابقة

- ‌حَديثٌ عظيمٌ في الاحْتِضَارِ وخُرُج الرُّوحِ وبَيَان حَالِ المُسْلِمِ والكافِرِ عِنْدَ ذلكَ

- ‌بَعْضُ صِفَات أهْلِ الجنَّةِ وأهْلِ النَّارِ

- ‌نَعِيمُ الدُّنْيَا وَبُؤْسُهَا في الآخرَةِ

- ‌مِنْ مشَاهِدِ يومِ القيامةِ

- ‌شَهَادةُ جَوَارِحِ الإنْسَانِ عَلَيهِ يَوْمَ القِيامةِ

- ‌قَوُلُ الله تعالى: (والأرْضُ جَميعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامةِ والسَّماواتُ مَطوِيَّاتٌ بِيَمِينِه)

- ‌خُرُوج بَعْض مَنْ يدْخُلُونَ النَّارَ مِنْهَا

- ‌السؤال عن النعيم يوم القيامة

- ‌تَحْذيرُ مَنْ تَهَاوَنَ في العَمَلِ للآخِرَةِ

- ‌رُؤيَةُ المُؤْمِنينَ رَبَّهُمْ عز وجل في الآخِرَةِ

- ‌من نِعَمِ الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌حَوْضُ النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌جَاءَ في الكَوثَرِ

- ‌حَديثُ الشَّفَاعَةِ

- ‌فَضْل أمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَضِيلَةُ أهْلِ بَدْرٍ

- ‌حَديثُ المِعْراَجِ وفَرْضِ الصَّلواتِ

- ‌فَضْلُ يومِ عرفةَ ومُبَاهاةُ الرَّبِّ جل وعلا بالحَجِيجِ

- ‌فَضْلُ الصَّوْم

- ‌فَضُلُ مَنْ مَاتَ صَفيُّه واحْتَسَبَ

- ‌فَضْل الإنْفَاق والحَثُ عَلَيْه

- ‌فضل الوضوء من الليل

- ‌فضل الدعاء والصلاة آخر الليل

- ‌رجلان عجب منهما ربنا عز وجل

- ‌فَضْلُ النَّوَافِل

- ‌فضل المؤذن

- ‌فضيلة صلاة الفجر وصلاة العصر

- ‌فَضْلُ المكثِ في المسجد مِنَ المغربِ إلى العِشَاءِ

- ‌حِرْزُ في أوَّلِ النَّهارِ

- ‌كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنّةِ

- ‌فَضْلُ اسْتِغْفَار الوَلَد لأَبَوَيْه

- ‌استِحْلال الشيطان الطَّعامَ إذا لَمْ يُذْكَر اسمُ الله عليه

- ‌أوَّلُ خَلْقِ الله

- ‌أصْلُ الأمْرِ الكتابَةِ والشُّهُودِ

- ‌قَوْلُ الله عز وجل لآدمَ: يرحمُكَ الله

- ‌تَحيَّةُ المُسْلِمينَ

- ‌ذِكْرُ نبيِّ الله يُونُسَ عليه السلام

- ‌قصَّةُ مُوسى مَعَ الخَضَرِ عليهما السلام

- ‌قصَّةُ مُوسَى عليه السلام مع ملَكَ الموْتِ عليه السلام

- ‌فَضْلُ الله عَلَى نبِيِّه أيوب عليه السلام

- ‌خَطَرُ دَعْوَىَ الجاهليَّةِ

- ‌مِنْ وَسَاوِسْ الشَّيْطَانُ

- ‌فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الحثُّ عَلّى الأمْرِ بالمعروُفِ والنَّهْي عََنْ المُنْكَرِ

- ‌فَضْلُ فاتحِة الكتاب

- ‌حَديثُ اخْتِصَامِ الملإِ الأعْلَى

- ‌تَحْريمُ قَطْعِ الرَّحِمِ

- ‌قوْلُ الله تعالى في الحديث القُدسي: ((كَذَّبني ابنُ آدَمَ وشَتَمَني ابنُ آدمَ))

- ‌تَحْريمُ سَبِّ الدَّهْر

- ‌تحْريمُ الكِبْرِ

- ‌تَحْريمُ الظُّلْمِ

- ‌تحْريْم تَصْوير ذَوَات الأرْواحِ والوَعيدْ للمُصَوِّرِينَ

- ‌عُقُوبَةُ المُتَخَاصمِينَ

- ‌الحُمَّى والأمْراضُ كَفَّارَاتٌ

- ‌إذا مَرِضَ العَبْدُ كُتِبَ لَهُ من الأجْر ما كانَ يعمَلُ به وهو صحيحٌ

- ‌الجنَّةُ لِمَنْ ذَهَبَ بصرَهُ فَصَبَرَ واحْتَسب

- ‌فَضْلُ الفَقْرِ

- ‌التَرْهيبُ مِنْ الانْتِحارِ

- ‌إثْمُ القَاتِلِ بغير حق

- ‌النَّهْيُ عَنْ قَتْلِ النَّمْلِ

- ‌مِنْ عجائبِ المخلوقات

- ‌بابٌ في القَدَرِ

- ‌بَابٌ في النذرِ

- ‌مِنْ أشْراطِ الساعةِ الكُبْرى

- ‌فتنةُ الدَّجَّالِ

- ‌فَضْلُ بَعْضِ صِيَغِ الحَمدِ

الفصل: ‌فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم

‌فَضْل أمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

86-

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ -وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا- فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ)) .

(خ، ت، جه) صحيح

87-

عَنْ أَبِي مُوسَى (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

ص: 146

((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عز وجل إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ)) .

(م، حم) صحيح

88-

عن أبي موسى (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُحْشَرُ هذه الأمةُ على ثلاثةِ أصنافٍ: (صنف) يدخُلون الجنة بغير حسابٍ (وصنفٍ) يُحاسبون حسابًا يسيرًا ثم يَدْخلون الجنة، (وصنف) يجيئون على ظهورهم أمثالُ الجبالِ الراسياتِ ذُنوبًا فيسألُ الله عنهم وهو أعلم بهم فيقول: ما هؤلاء؟ فيقولون: هؤلاء عبيدٌ من عبادِك، فيقول: حُطُّوها عنهم واجعلوها على اليهودِ والنَّصارى وأدْخِلوهم برحمتي الجنَّة)) .

(ك) حسن

ص: 147

89-

عن أبي أمامة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يومُ القيامة قامت ثُلة من النَّاس يسدون الأفق نورهم كالشمس، فيقال: النبيُّ الأمي فيتحسس لها كلُّ نَبيٍّ فليُقَالُ: محمد وأمته، ثم تقوم ثُلَّةٌ أخرى يَسدُّ ما بين الأفق نُورهم كالقمر ليلة البدر، فيقال: النبي الأمي، فيتحسس لها كل شيءٍ، فيقال: محمدٌ وأمته، ثم تقوم ثُلةٌ أخرى يسد ما بين الأفق نورهم مثل كوكب في السماء، فيقال: النبي الأمي، فيتحسس لها كل شيءٍ، فيقال: محمدٌ وأمته، ثم يحثي حثيتين فيقول: هذا لك يا محمد وهذا مني لك يا محمد، ثم يوضع الميزانُ ويؤُخذ في الحساب)) .

(طب) حسن

ص: 148

90-

عن أنس بن مالك (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني جبريلُ بمثل هذه المرآة البيضاء فيها نُكْتة سوداء، قلت: يا جبريلُ ما هذه؟ قال: هذا الجُمُعة جعلها الله عيدًا لك ولأمتك فأنتم قبل اليهود والنصارى، فيها ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاهُ إياه، قال: قلت: ما هذه النُكْتةُ السوداء؟ قال: هذا يوم القيامة تَقُوم في يوم الجمعة، ونحن ندعوه عندنا (المزيد) قال: قلت: ما يومُ المزيد؟ قال: إنَّ الله جعل في الجنة واديًا أفيح، وجعل فيه كُثْبانًا من المسك الأبيض، فإذا كان يومُ الجمعة ينزلُ الله فيه فوضعت فيه منابر من ذهب للأنبياء وكراسي من درٍّ للشهداءٍ، وينزلن الحورُ العينُ من الغُرف فحمدوا الله ومَجَّدوه، قال: ثم يقول الله: اكسوا عبادي فيكسون، ويقول: أطعموا عبادي فيطعمون، ويقول: اسقوا عبادي فيسقون، ويقول: طيِّبوا عبادي فيطيبون، ثم يقول: ماذا تُريدون؟ فيقولون: ربنا رضوانك، قال: يقول: رضيت عنكم ثم يأمرهم فينطلقون وتصعدُ الحورُ العين الغرفَ، وهي من زمردةٍ خضراء ومن ياقوتةٍ حمراء)) .

(يع) صحيح

ص: 149

91-

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ مِنْ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صُلِّيَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيتُمْ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ: أَهْلُ الْكِتَابِ هَؤُلَاءِ أَقَلُّ مِنَّا عَمَلاً وَأَكْثَرُ أَجْرًا، قَالَ اللَّهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ)) .

(خ) صحيح

92-

عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ

ص: 150

فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا -أَوْ قَالَ: مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا- حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا)) .

(م) صحيح

93-

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عز وجل فِي إِبْرَاهِيمَ:

ص: 151

(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي (الْآيَةَ، وَقَالَ عِيسَى عليه السلام: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي)) وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل:((يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ -وَرَبُّكَ أَعْلَمُ- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ: وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ)) .

(م) صحيح

ص: 152

94-

عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

فذكر حديث المعراج وفيه: ((ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ، قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ، فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ: مِثْلَهُ فَجَعَلَهَا خَمْسًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟

ص: 153

قُلْتُ: جَعَلَهَا خَمْسًا، فَقَالَ: مِثْلَهُ قُلْتُ سَلَّمْتُ بِخَيْرٍ فَنُودِيَ: إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا)) .

(خ، م) صحيح

95-

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ بِالْمَوْسِمِ فَرَاثَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي قَالَ: فَرَأَيْتُهُمْ فَأَعْجَبَتْنِي كَثْرَتُهُمْ وَهَيْئَاتُهُمْ قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، فَقَالَ: أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَهُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) . فَقَامَ عُكَّاشَةُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ: ((سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ)) .

(حم، حب) صحيح

ص: 154

96-

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ((قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا وَنُؤْمِنُ بِكَ، قَالَ: وَتَفْعَلُونَ؟ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ: فَدَعَا فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ عز وجل يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمْ الصَّفَا ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ، قَالَ: بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ)) .

(حم) صحيح

ص: 155

97-

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (قَالَ: فَقَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً أَصْحَابُهُ، وَكَانُوا إِذَا نَزَلُوا أَنْزَلُوهُ أَوْسَطَهُمْ فَفَزِعُوا، وَظَنُّوا أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى اخْتَارَ لَهُ أَصْحَابًا غَيْرَهُمْ، فَإِذَا هُمْ بِخَيَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرُوا حِينَ رَأَوْهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْفَقْنَا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تبارك وتعالى اخْتَارَ لَكَ أَصْحَابًا غَيْرَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا، بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَيْقَظَنِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيًّا وَلَا رَسُولاً إِلَّا وَقَدْ سَأَلَنِي مَسْأَلَةً أَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ فَاسْأَلْ يَا مُحَمَّدُ تُعْطَ. فَقُلْتُ: مَسْأَلَتِي شَفَاعَةٌ لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا الشَّفَاعَةُ؟ قَالَ: ((أَقُولُ: يَا رَبِّ شَفَاعَتِي الَّتِي اخْتَبَأْتُ عِنْدَكَ فَيَقُولُ الرَّبُّ تبارك وتعالى: نَعَمْ فَيُخْرِجُ رَبِّي تبارك وتعالى بَقِيَّةَ أُمَّتِي مِنْ النَّارِ فَيَنْبِذُهُمْ فِي الْجَنَّةِ)) .

(حم) حسن

ص: 156