المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب قلة الكلام والتحفظ في المنطق - الصمت وآداب اللسان

[ابن أبي الدنيا]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وَفَضْلِ الصَّمْتِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ فُضُولِ الْكَلَامِ، وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ

- ‌بَابُ ذَمِّ الْمِرَاءِ

- ‌بَابُ ذَمِّ التَّقَعُّرِ فِي الْكَلَامِ

- ‌بَابُ ذَمِّ الْخُصُومَاتِ

- ‌بَابُ الْغِيبَةِ وَذَمِّهَا

- ‌بَابُ تَفْسِيرِ الْغِيبَةِ

- ‌بَابُ الْغِيبَةِ الَّتِي يَحِلُّ لِصَاحِبِهَا الْكَلَامُ بِهَا

- ‌بَابُ ذَبِّ الْمُسْلِمِ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ

- ‌بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

- ‌بَابُ ذَمِّ ذِي اللِّسَانَيْنِ

- ‌بَابُ مَا نُهِيَ عَنْهُ الْعِبَادُ أَنْ يَسْخَرَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ

- ‌بَابُ كَفَّارَةِ الِاغْتِيَابِ

- ‌بَابُ مَا أُمِرَ بِهِ النَّاسُ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا فِيهِ أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْقَوْلِ الْحَسَنِ لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ

- ‌بَابُ ذَمِّ الْفُحْشِ وَالْبَذَاءِ

- ‌بَابُ مَا نُهِيَ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ

- ‌بَابُ ذَمِّ اللَّعَّانَيْنِ

- ‌بَابُ ذَمِّ الْمِزَاحِ

- ‌بَابُ حِفْظِ السِّرِّ

- ‌بَابُ قِلَّةِ الْكَلَامِ وَالتَّحَفُّظِ فِي الْمَنْطِقِ

- ‌بَابُ الصِّدْقِ وَفَضْلِهِ

- ‌بَابُ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ

- ‌بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ

- ‌بَابُ ذَمِّ الْمَدَّاحِينَ

- ‌بَابٌ جَامِعٌ لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَبْوَابِ

الفصل: ‌باب قلة الكلام والتحفظ في المنطق

‌بَابُ قِلَّةِ الْكَلَامِ وَالتَّحَفُّظِ فِي الْمَنْطِقِ

ص: 216

409 -

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ صُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ وَقُمْتُهُ» ، قَالَ فَمَا أَدْرِي أَكَرِهَ التَّزْكِيَةَ أَمْ لَا بُدَّ مِنْ غَفْلَةٍ أَوْ رَقْدَةٍ "

ص: 216

410 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنِّي قُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ» قَالَ قَتَادَةُ: «فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَخَشِيَ التَّزْكِيَةَ عَلَى أُمَّتِهِ، أَمْ لَا بُدَّ مِنْ رَاقِدٍ أَوْ غَافِلٍ»

ص: 216

411 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ لِغُلَامِهِ: «ائْتِنَا بِالسُّفْرَةِ نَعْبَثُ بِبَعْضِ مَا فِيهَا» . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: مَا سَمِعْتُ مِنْكَ كَلِمَةً مُنْذُ صَاحَبْتَكَ، أَرَى أَنْ يَكُونَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ. قَالَ:«صَدَقْتَ، مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُذْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَزِمُّهَا وَأَخْطِمُهَا إِلَّا هَذِهِ، وَأَيْمُ اللَّهِ لَا تَذْهَبُ مِنِّي هَكَذَا» ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ، وَيَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 216

412 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ رضي الله عنه قَالَ:«يَا بَكْرُ بْنَ مَاعِزٍ، اخْزِنْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، إِلَّا مِمَّا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ»

ص: 217

413 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُفَضَّلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، صَحِبَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ سَنَةً «فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِكَلَامٍ لَا يَصْعَدُ»

ص: 217

414 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:«مَا سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَذْكُرُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا قَطُّ»

ص: 217

415 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ:«مَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ وَلَا فِي غَيْرِهَا، وَلَا سَمِعْتُهُ قَطُّ يَخُوضُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا»

ص: 218

416 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" رَأَيْتُ ابْنَةَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَتَتْهُ فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَذْهَبُ أَلْعَبُ؟ قَالَ: يَا بُنَيَّةُ، اذْهَبِي قُولِي خَيْرًا "

ص: 218

417 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ:" لَمَّا كَبِرَ آدَمُ جَعَلَ بَنُو بَنِيهِ يَعْبَثُونَ بِهِ، فَيَقُولُ: يَا بَنِيَّ، إِنِّي رَأَيْتُ مَا لَمْ تَرَوْا، وَسَمِعْتُ مَا لَمْ تَسْمَعُوا، رَأَيْتُ الْجَنَّةَ، وَسَمِعْتُ كَلَامَ رَبِّي، وَقِيلَ لِي حِينَ أَخْرَجَنِي مِنْهَا: إِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ لِسَانَكَ أَعَدْتُكَ إِلَيْهَا "

ص: 218

418 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيِّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى رحمه الله قَالَ:" أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ السَّلَفِ: وَمَا عِلْمُكَ بِهِ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ يَتَحَفَّظُ فِي مَنْطِقِهِ "

ص: 219

419 -

وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُطَرِّفِ أَبِي مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ:«مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَشَدَّ تَحَفُّظًا فِي مَنْطِقِهِ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه»

ص: 219

420 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه، فَقَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ: تَحْتَ إِبْطِكَ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «وَمَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِأَجْمَلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: " لَوْ قَالَ: تَحْتَ يَدِكَ كَانَ أَجْمَلَ "

ص: 219

421 -

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ الْحَسَنُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ رحمه الله قَالَ:«الْمُؤْمِنُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ نَظَرَ، فَإِنْ كَانَ كَلَامُهُ لَهُ تَكَلَّمَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ عَنْهُ، وَالْفَاجِرُ إِنَّمَا لِسَانُهُ رَسَلًا رَسَلًا»

ص: 219

422 -

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه قَالَ:" كَانُوا يَقُولُونَ: لِسَانُ الْحَكِيمِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ رَجَعَ إِلَى قَلْبِهِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وَإِنَّ الْجَاهِلَ قَلْبُهُ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ لَا يَرْجِعُ إِلَى قَلْبِهِ، مَا جَرَى عَلَى لِسَانِهِ تَكَلَّمَ بِهِ "

ص: 220

423 -

وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَبِي مُصْعَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ لِبَعْضِ أُولَئِكَ الْأُمَرَاءِ: «وَاللَّهِ لَوْلَا تَبِعَةَ لِسَانِي لَأَشْفَيْتُ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَدْرِي»

ص: 220

424 -

وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ تَيْمِ اللَّهِ، وَكَانَ قَدْ جَالَسَ الشَّعْبِيَّ وَإِبْرَاهِيمَ قَالَ:«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْلَكَ لِلِسَانِهِ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ»

ص: 220

425 -

وَحَدَّثَنِي عَلِيٌّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَسْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ سِيَاهٍ يَقُولُ: «مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً لَمْ أَتَدَبَّرْهَا قَبْلَ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهَا إِلَّا نَدِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»

ص: 220

426 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ:«قِلَّةُ الْمَنْطِقِ حُكْمٌ عَظِيمٌ فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ فَإِنَّهُ رِعَةٌ حَسَنَةٌ، وَقِلَّةُ وِزْرٍ، وَخِفَّةٌ مِنَ الذُّنُوبِ»

ص: 221

427 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ ابْنَةِ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، إِلَّا قِيدُ رُمْحٍ فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ»

ص: 221

428 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بِسْطَامٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «الْزَمْ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبْجَرَ فَتَعَلَّمْ مِنْ تَوَقِّيهِ فِي الْكَلَامِ، فَمَا أَعْلَمُ بِالْكُوفَةِ أَشَدَّ تَحَفُّظًا لِلِسَانِهِ مِنْهُ»

ص: 221

429 -

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا خَالِدٍ الْأَحْمَرَ قَالَ: «لَمْ يَكُنْ فِي أَتْرَابِهِ أَطْوَلَ صَمْتًا مِنْهُ، يَعْنِي مِسْعَرًا»

ص: 222

430 -

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي مَرْزُوقٌ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ: «دَعْ مِنَ الْكَلَامِ مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ، فَعَسَى إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ تَسْلَمْ، وَلَا أَرَاكَ»

ص: 222

431 -

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ الصَّيْدَلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادًا النُّمَيْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه لِرَجُلٍ، وَبَعْثِهِ فِي حَاجَةٍ:«إِيَّاكَ وَكُلَّ أَمْرٍ تُرِيدُ أَنْ تَعْتَذِرَ مِنْهُ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ فَانْظُرْ فِيهِ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَكَ فَتَكَلَّمْ بِهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْكَ فَالصَّمْتُ عَنْهُ خَيْرٌ لَكَ»

ص: 222

432 -

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ لَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: «اتَّقُوا اللَّهَ وَدَعُوا مِنَ الْكَلَامِ مَا يُوتِغُ دِينَكُمْ»

ص: 222

433 -

حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ:" كَانَ يُقَالُ: طُولُ الصَّمْتِ مِفْتَاحُ الْعِبَادَةِ "

ص: 222

434 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَارٍ لِضَيْغَمٍ: سَمِعْتُ أَبَا مَالِكٍ، يَذْكُرُ مِنَ الشِّعْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ إِلَّا بَيْتًا وَاحِدًا. قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «

[البحر البسيط]

قَدْ يَخْزِنُ الْوَرِعُ التَّقِيُّ لِسَانَهُ

حَذَرَ الْكَلَامِ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ»

ص: 222

435 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِحٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ:«تَعَلَّمَ رَجُلٌ الصَّمْتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً بِحَصَاةٍ يَضَعُهَا فِي فِيهِ، لَا يَنْزِعَهَا إِلَّا عِنْدَ طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ أَوْ نَوْمٍ»

ص: 223

436 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، رحمه الله يَقُولُ:«كَانَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا يَحْفَظُ كَلَامَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ»

ص: 223

437 -

حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه، كَانَ فِي مَسِيرٍ فَتَغَنَّى فَقَالَ:«هَلَّا زَجَرْتُمُونِي إِذْ لَغَوْتُ»

ص: 223

438 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: كَانَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ لِغُلَامِهِ:«ائْتِنَا بِالسُّفْرَةِ نَفِيتُ بِهَا» . فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:«مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا أَخْطِمُهَا وَأَزِمُّهَا إِلَّا كَلِمَتِي هَذِهِ، فَلَا تَحْفَظُوهَا عَلَيَّ»

ص: 223

439 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما لِلِسَانِهِ: " وَيْحَكَ قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ، وَإِلَّا فَاعْلَمْ أَنَّكَ سَتَنْدَمُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَتَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْإِنْسَانَ لَيْسَ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى لِسَانِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَالَ خَيْرًا فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ "

ص: 224

440 -

حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: عُرِضَ عَلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ طَيْلَسَانٌ، فَقَالَ:" مَا ثَوْبٌ بِأَجْوَدَ مِنْهُ. فَعِيبَ بِهِ خَمْسِينَ سَنَةً، كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ عَمْرًا لَا يَحْفَظُ لِسَانَهُ "

ص: 224