المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(ذكر من اسمه محمود) - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ١٠

[السخاوي]

الفصل: ‌(ذكر من اسمه محمود)

(سقط)

مُحَمَّد نقيب الْقصر وَيعرف أَبوهُ بِابْن شفتر. / مضى فِيمَن يلقب نَاصِر الدّين قَرِيبا.

529 -

مُحَمَّد الهبي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ وَالِد الْعَفِيف عبد الله الْمَاضِي / كَانَ من جمَاعَة إِسْمَعِيل الجبرتي فَسمع قَارِئًا يقْرَأ يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم واخشوا يَوْمًا الْآيَة فَمَاتَ عِنْد سماعهَا بِحَضْرَة وَلَده وإخباره لمن أَخْبرنِي وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين رحمه الله.

530 -

مُحَمَّد الْهَرَوِيّ نزيل رِبَاط الظَّاهِر بِمَكَّة / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ.

531 -

مُحَمَّد الْهِلَالِي / الْقَائِد فِي مملكة حفيد أبي فَارس مُحَمَّد بن مُحَمَّد. صَار هُوَ وأخو أستاذه عُثْمَان لَهما الْحل وَالْعقد فَلَمَّا اسْتَقر عُثْمَان بعد أَخِيه قبض عَلَيْهِ وسجنه وغيبه حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ قَرِيبا من سنة تسع وَثَلَاثِينَ.

532 -

مُحَمَّد الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ / وكانه ابْن عبد الْقَادِر بن عمر السكاكيني الْمَاضِي مِمَّن شهد على ابْن عَيَّاش فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِإِجَازَة عبد الأول. (سقط)

(ذكر من اسْمه مَحْمُود)

534 -

مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن إِسْمَعِيل بن مُوسَى السهروردي ثمَّ القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن قَرَأَ القراآت على ابْن الحمصاني وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ.

535 -

مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر الزين بن البرهاني بن الديري الْمَقْدِسِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد كَمَا أخبر بِهِ مَعَ تردده فِيهِ فِي حَيَاة جده بعد انْفِصَاله عَن الْقَضَاء إِمَّا بعد توجهه لبيت الْمُقَدّس أَو قبيلها وَكَانَ توجهه فِي سنة سبع وَعشْرين. وَمَات فِيهَا هُنَاكَ بالمؤيدية ثمَّ أَنه

ص: 126

جرى فِي أثْنَاء كَلَامه أَنه لما حج مَعَ أَبِيه وَعَمه كَانَ قد بلغ بِحَيْثُ كَانَت حجَّة الْإِسْلَام وَكَانَت فِي موسم سنة إِحْدَى وَخمسين فَيكون على هَذَا مولده بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَالْأول أشبه فَابْن عَمه البدري ولد فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِيمَا يظْهر أسن مِنْهُ بِكَثِير وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَالْمُغني للخبازي فِي أُصُوله ونقم على أَبِيه كَونه لم يقرئه كتابا فِي الْفِقْه، والحاجبية واشتغل على عَمه القَاضِي سعد الدّين فِي الْفِقْه وَغَيره فِي الْكَنْز وَغَيره ولازمه كثيرا فِي سَماع الحَدِيث بِقِرَاءَة المحيوي الطوخي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن جَعْفَر العجمي نزيل المؤدية ثمَّ فِيهِ وَفِي غَيره عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَفِي الْعَرَبيَّة عَن وَفِي الْفَرَائِض عَن البوتيجي وناب فِي الْقَضَاء عَن عَمه فَمن شَاءَ الله بعده وَحج مَعَ أَبِيه فِي موسم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ حِين حجت خوند وَابْنهَا، فَلَمَّا عَاد اسْتَقر فِي نظر الإصطبل باستعفاء الزيني بن مزهر المستقر فِيهَا بعد أَبِيه البرهاني فِي رَجَب سنة سبع وَخمسين ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بالشرف بن البقري وَاسْتمرّ مُنْقَطِعًا حَتَّى عَن نِيَابَة الْقَضَاء غَالِبا وَقَالَ أَنه عرض عَلَيْهِ فِي الْأَيَّام المؤيدية التَّكَلُّم فِي البيمارستان ثمَّ حج فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا جاور قبلهَا بعد الثَّمَانِينَ وتكرر دُخُوله لبيت الْمُقَدّس وَكَانَ بِهِ فِي سنة تسعين.

مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الحميد بن هِلَال الدولة. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود.

536 -

مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن أَحْمد بن حُسَيْن أَبُو الثنا بن أبي الطّيب الأقصرائي الأَصْل القاهري ابْن المواهبي / الْمَاضِي أَبوهُ مِمَّن عرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة. (سقط)

537 -

مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد والآتي جدهما قَرِيبا.

538 -

مَحْمُود بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد والآتي جدهما قَرِيبا.

538 -

مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم شاه سُلْطَان جانفور. /

539 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ حميد اتلدين بن الْفَاضِل شهَاب الدّين الشكيلي الْمدنِي الشَّافِعِي / حفظ أربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وجود الْخط وَكَانَ ذكيا فَاضلا وَلَعَلَّه مَاتَ فِيهَا سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

540 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ المحيوي بن النَّجْم بن الْعِمَاد الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد وَيعرف كسلفه بِابْن الكشك / اشْتغل قَلِيلا وناب عَن أَبِيه بل اسْتَقل بِالْقضَاءِ وقتا وَلما كَانَت فتْنَة تمر دخل مَعَهم فِي الْمُنْكَرَات والمظالم وَبَالغ فِيهَا وَولي الْقَضَاء عَنْهُم ولقب قَاضِي المملكة واستخلف بَقِيَّة الْقُضَاة

ص: 127

من تَحت يَده وخطب بالجامع فكرهه النَّاس ومقتوه وَلم يلبث أَن اطلع تمر على أَنه خانه فصادره وعاقبه وأسره إِلَى أَن وصل تبريز فهرب وَدخل الْقَاهِرَة فَكتب توقيعه بِقَضَاء الشَّام فَلم يمضه نائبها شيخ وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بعد أَن كَانَ تفرق أَخُوهُ وَأَوْلَاده وظائفه ثمَّ صالحوه على بَعْضهَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

541 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن حسن بن إِسْمَعِيل بن يَعْقُوب بن إِسْمَعِيل مظفر الدّين ابْن الإِمَام شهَاب الدّين العنتابي ويخفف بالعيني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الأمشاطي / نِسْبَة لجدهما لِأُمِّهِمَا الشَّيْخ الْخَيْر شمس الدّين لتجارته فِيهَا. ولد فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والنقاية فِي الْفِقْه لصدر الشَّرِيعَة وكافية ابْن الْحَاجِب ونظم نخبة شَيخنَا للعز الْحَنْبَلِيّ الْمُسَمّى نزهة النّظر والتلويح فِي الطِّبّ للخجندي واشتغل فِي الْفِقْه على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وَابْن)

عبيد الله وَعَن الثَّانِي أَخذ أَيْضا فِي النَّحْو وَغَيره وَعَن الثَّالِث والشرف بن الخشاب أَخذ الطِّبّ بل أَخذه بِمَكَّة عَن سَلام الله وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الْخَطِيب أبي الْفضل النويري فِي الشمسية وَأخذ الْمِيقَات عَن الشَّمْس الْمحلي وَسمع على الشَّمْس الشَّامي فِي ذيل مشيخة القلانسي وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري رَفِيقًا للسنباطي مقورء أبي الْقسم النويري من أول سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ ثَلَاثُونَ ورقة وعَلى شَيخنَا وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل لدمشق غير مرّة وَحضر عِنْد أبي شعر مجَالِس من وعظه وَكَذَا حج غير مرّة وجاور وَسمع على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي، وزار الطَّائِف رَفِيقًا للبقاعي ورابط فِي بعض الثغور وسافر فِي الْجِهَاد واعتنى بالسباحة وبالتجليد وبرمي النشاب وعالج وثاقف وَرمى بالمدافع وَعمل صَنْعَة النفط والدهاشات وَأخذ ذَلِك عَن الأستاذين وَتقدم فِي أَكْثَرهَا إِلَى غَيرهَا من النكت والصنائع والفنون والبدائع وباشر الرياسة فِي عدَّة مدارس وَكَذَا الطِّبّ بل درس فِيهِ وصنف وتدرب فِيهِ جمَاعَة صَارَت لَهُم براعة وَمَشى للمرضى فللرؤساء على وَجه الاحتشام ولغيرهم بِقصد الاحتساب مَعَ عدم الإمعان فِي الْمَشْي ودرس الْفِقْه بالزمامية بِنَاحِيَة سويقة الصاحب تلقاها عَن الشَّمْس الرَّازِيّ وبدرس بكلمش الْمعِين لَهُ المؤيدية مَعَ الْإِمَامَة بالصالحية بعد أَخِيه وبالظاهرية الْقَدِيمَة بعد سعد الدّين الكماخي والطب بِجَامِع طولون والمنصورية بعد الشّرف بن الخشاب نِيَابَة عَن وَلَده ثمَّ اسْتِقْلَالا إِلَى غير ذَلِك من الْجِهَات وناب فِي الْقَضَاء عَن السعد بن الديري فَمن بعده على طَريقَة جميلَة ثمَّ أعرض عَنهُ بِحَيْثُ أَنه لم يُبَاشر عَن أَخِيه وَكَذَا أعرض عَن سَائِر مَا تقدم

ص: 128

من الصناعات والفضائل سوى الطِّبّ وَشرح من كتبه الموجز للعلاء بن نَفِيس شرحا حسنا فِي مجلدين كتبه عَنهُ الأفاضل وتداول النَّاس نُسْخَة وقرضه لَهُ غير وَاحِد، وَكَذَا شرح اللمحة لِابْنِ أَمِين الدولة بل عمل قَدِيما لِابْنِ الْبَارِزِيّ وَهُوَ المشير عَلَيْهِ بِهِ كراسة يحْتَاج إِلَيْهَا فِي السّفر بل شرح النقاية استمد فِيهِ من شرح شَيْخه الشمني وَكَانَ قد قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء. وَهُوَ إِنْسَان زَائِد التَّوَاضُع والهضم لنَفسِهِ مَعَ الْعِفَّة والشهامة وخفة الرّوح ومزيد التودد لأَصْحَابه وَالْبر لَهُم والصلة لِذَوي رَحمَه وَالرَّغْبَة فِي أَنْوَاع القربات والتقلل بِأخرَة من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ جهده والإقبال على صَحبه من يتوسم فِيهِ الْخَيْر كإمام الكاملية ثمَّ ابْن الغمري وَله فيهمَا مزِيد الِاعْتِقَاد وَلما مَاتَ أَخُوهُ وَرثهُ وَضم مَا خصّه من نقد وَثمن كتب وَنَحْوهَا لما كَانَ فِي حوزته وأرصد ذك لجهات جددها سوى مَا فعله هُوَ وَأَخُوهُ قبله من صهريج بِالْقربِ)

من الخانقاه السرياقوسية وَسبع وَغير ذَلِك وَعمل تربة. وَحدث بِالْقَلِيلِ أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وصحبته سفرا وحضرا فَمَا رَأَيْت مِنْهُ إِلَّا الْخَيْر والتفضيل وبيننا ود شَدِيد وإخاء أكيد بل هُوَ من قدماء أحبابنا وَمِمَّنْ رغب فِي اللتكتاب القَوْل البديع من تصانيفي وَكَانَ يَجِيء يَوْمًا فِي الْأُسْبُوع لسماعه وَكَانَ تصنيفي الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج من أَجله وَمَعَ ضعف بدنه ودنياه لَا يتَخَلَّف عَن زيارتي فِي كل شهر غَالِبا مَعَ تكَرر فَضله وتقلله وسمعته يَحْكِي أَنه رأى وَهُوَ صبي فِي يَوْم ذِي غيم رجلا يمشي فِي الْغَمَام لَا يشك فِي ذَلِك وَلَا يتمارى وَوَصفه البقاعي بالشيخ ابْن الْفَاضِل وَقَالَ الطَّبِيب الحاذق ذُو الْفُنُون المجلد وَأَنه ولد فِي حُدُود سنة عشرَة انْتهى. وَهُوَ الْآن فِي سنة تسع وَتِسْعين مُقيم ببيته زَائِد الْعَجز عَن الْحَرَكَة ختم الله لَهُ بِخَير وَنعم الرجل رغب عَن جملَة من وظائفه كتدريس الظَّاهِرِيَّة لتلميذه الْعَلامَة الشهَاب بن الصَّائِغ.

542 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن الشَّمْس / تَاجر شهير مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية.

543 -

مَحْمُود بن أَحْمد وَاخْتلف عَليّ فِيمَن بعده فَقيل مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ وَقيل إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد وَكَأَنَّهُ أصح الزين الشكيلي الْمدنِي / أحد مؤذنيها والماضي عَمه مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. مِمَّن سمع فِي الْمَدِينَة. وَيُحَرر مَعَ مَحْمُود بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ الْمَاضِي قَرِيبا.

544 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد النُّور أَبُو الثَّنَاء بن الشهَاب الهمذاني الفيومي الأَصْل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن ظهير ثمَّ هُوَ بِابْن خطيب الدهشة. / تحول أَبوهُ من الفيوم إِلَى حماة فاستوطنها وَولي خطابة الدهشة بهَا وصنف الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي

ص: 129

غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير مجلدين وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب وديوان خطب وَغَيرهَا وَولد لَهُ ابْنه هَذَا فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع من الشهَاب المرداوي صَحِيح مُسلم وَمن قَاسم الضَّرِير صَحِيح البُخَارِيّ وَمن الْكَمَال المعري ثلاثياته فِي آخَرين وتفقه على علمائها فِي ذَلِك الْعَصْر وارتحل لمصر وَالشَّام فَأخذ عَن أئمتها أَيْضا إِلَى أَن تقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية واللغة وَغَيرهَا، وَولي بسفارة نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ قَضَاء حماة فِي أول دولة الْمُؤَيد فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وَصرف بالزين بن الخرزي الْمَاضِي فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَعشْرين فَلَزِمَ منزله متصديا للإقراء والإفتاء والتصنيف فَانْتَفع بِهِ عَامَّة الحمويين واشتهر ذكره وَعظم)

قدره وصنف الْكثير كمختصر الْقُوت للْأَذْرَعِيّ وَهُوَ فِي أَرْبَعَة أَجزَاء سَمَّاهُ إغاثة الْمُحْتَاج إِلَى شرح الْمِنْهَاج وَقيل إِنَّه سَمَّاهُ لباب الْقُوت وتكملة شرح الْمِنْهَاج للسبكي وَهُوَ فِي ثَلَاثَة عشر مجلدا والتحفة فِي المبهمات وَشرح ألفية ابْن مَالك وتحرير الْحَاشِيَة فِي شرح الكافية الشافية فِي النَّحْو لَهُ أَيْضا ثَلَاث مجلدات وتهذيب الْمطَالع لِابْنِ قرقول فِي سِتّ مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فَسَماهُ التَّقْرِيب فِي الْغَرِيب فِي جزءين جوده واليواقيت المضية فِي الْمَوَاقِيت الشَّرْعِيَّة وَعمل منظومة نَحْو تسعين بَيْتا فِي الْخط وصناعة الْكتاب وَشَرحهَا. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب بحماة مَعَ الدّين والتواضع المفرط والعفة والانكباب على المطالعة والإشغال والتصنيف والمشاركة فِي الْأَدَب وَغَيره وَحسن الْخط. وَكَذَا قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه انْفَرد مُدَّة بمشيخة حماة بعد موت رَفِيقه الْجمال بن خطيب المنصورية مَعَ زهد وتقشف قَالَ وَلَكِن كَانَت فِيهِ غَفلَة وَعِنْده تساهل فِيمَا يَنْقُلهُ ويقوله. وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره كالتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه أَيْضا بِاخْتِصَار. وَقَالَ بعض الْحفاظ إِنَّه كَانَ صَالحا عَالما عَلامَة صَاحب نسك وتأله مَعْرُوفا بالديانة والصيانة ملازما للخير والتواضع. مَاتَ بحماة فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَعظم الأسف عَلَيْهِ وَقيل أَنه لما احْتضرَ تَبَسم ثمَّ قَالَ لمثل هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ. وَمن نظمه:

(وصل حَبِيبِي خبر لِأَنَّهُ قد رَفعه

ينصب قلبِي غَرضا إِذْ صَار مَفْعُولا مَعَه)

وَمِنْه:

(أحضر صرف الراح حل ذُو تقى

أعهده لم يقترف محرما)

(فَقلت مَا تشرب قد أسكرتني

مِمَّا أرى فَقَالَ لي هَذَا وَمَا)

وَقَوله:

(غُصْن النقا لَا تحكه

فَمَا لَهُ فِي ذَا شبه)

(فرامه قلت اتئد

مَا أَنْت إِلَّا حطبه)

وَبَينه وَبَين الْبَدْر بن قَاضِي أَذْرُعَات مكاتبات منظومة، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من شعره

ص: 130

الْجمال بن مُوسَى المراكشي والموفق الأبي وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مرويه الْمُحب بن الشّحْنَة. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.) :::

545 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن حُسَيْن بن يُوسُف بن مَحْمُود الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الثَّنَاء بن الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل العنتابي المولد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالعيني. / انْتقل أَبوهُ من حلب إِلَى عنتاب من أَعمالهَا فولي قضاءها وَولد لَهُ الْبَدْر بهَا وَذَلِكَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سَابِع عشرى رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن ولازم الشَّمْس مُحَمَّد الرَّاعِي بن الزَّاهِد ابْن أحد الآخذين عَن الرُّكْن قَاضِي قرم وأكمل الدّين ونظرائهما فِي الصّرْف والعربية والمنطق وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الصّرْف والفرائض السِّرَاجِيَّة وَغَيرهمَا عَن الْبَدْر مَحْمُود بن مُحَمَّد العنتابي الْوَاعِظ الْآتِي وَقَرَأَ الْمفصل فِي النَّحْو والتوضيح مَعَ مَتنه التَّنْقِيح على الْأَثِير جِبْرِيل بن صَالح الْبَغْدَادِيّ تلميذ التَّفْتَازَانِيّ والمصباح فِي النَّحْو أَيْضا على خير الدّين الْقصير وَسمع ضوء الْمِصْبَاح على ذِي النُّون وتفقه بِأَبِيهِ وبميكائيل أَخذ عَنهُ الْقَدُورِيّ والمنظومة قِرَاءَة وَالْمجْمَع سَمَاعا وبالحسام الرهاوي قَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه الْبحار الزاخرة فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة ولازم فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والكشاف وَغَيرهمَا الْفَقِيه عِيسَى بن الْخَاص بن مَحْمُود السرماوي تلميذ الطَّيِّبِيّ وَالْجَار بردى، وبرع فِي هَذِه الْعُلُوم وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء بَلَده وارتحل إِلَى حلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي الْبَزْدَوِيّ وَسمع عَلَيْهِ فِي الْهِدَايَة وَفِي الأخسيكتي وَأخذ عَن حيدر الرُّومِي شَارِح الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة ثمَّ عَاد إِلَى لده وَلم يلبث أَن مَاتَ وَالِده فارتحل أَيْضا فَأخذ عَن الْوَلِيّ البهستي ببهستا وعلاء الدّين بكختاو الْبَدْر الكشافي بملطية ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده، ثمَّ حج وَدخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس فلقي فِيهِ الْعَلَاء أَحْمد بن مُحَمَّد السيرامي الْحَنَفِيّ فلازمه واستقدمه مَعَه الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَررهُ صوفيا بالبرقوقية أول مَا فتحت فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ خَادِمًا ولازمه فِي الْفِقْه وأصوله والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا كقصة من أَوَائِل الْكَشَّاف وَكَذَا أَخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الشهَاب أَحْمد بن خَاص التركي ومحاسن الِاصْطِلَاح عَن مُؤَلفه البُلْقِينِيّ وَسمع على الْعَسْقَلَانِي الشاطبية وعَلى الزين الْعِرَاقِيّ صَحِيح مُسلم والإلمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَقَرَأَ على التقي الدجوي الْكتب السِّتَّة ومسند عبد والدارمي وَقَرِيب الثُّلُث الأول من مُسْند أَحْمد وعَلى القطب عبد الْكَرِيم حفيد الْحَافِظ القطب الْحلَبِي بعض المعاجيم الثَّلَاثَة للطبراني وعَلى الشّرف بن الكويك الشفا وعَلى النُّور الفوى بعض الدَّارَقُطْنِيّ أَو جَمِيعه وعَلى

ص: 131

تغرى برمش شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وعَلى الْحَافِظ الهيثمي فِي آخَرين، وَلبس الْخِرْقَة من نَاصِر الدّين القرطي. وَفِي غُضُون هَذَا)

دخل دمشق فَقَرَأَ بهَا بَعْضًا من أول البُخَارِيّ على النَّجْم بن الكشك الْحَنَفِيّ عَن الحجار وَكَانَ حنفيا عَن ابْن الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ حَسْبَمَا اسْتَفَدْت معنى كُله من خطه مَعَ تنَاقض فِي بعضه مَعَ ماكتبه مرّة أُخْرَى كَمَا بَينته فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُضَاة نعم رَأَيْت قِرَاءَته للجزء الْخَامِس من مُسْند أبي حنيفَة للحارثي على الشّرف بن الكويك وَوجدت بِخَط بعض الطّلبَة أَنه سمع على الْعِزّ بن الكويك وَالِد الشّرف، وَلم يزل الْبَدْر فِي خدمَة البرقوقية حَتَّى مَاتَ شيخها الْعَلَاء فَأخْرجهُ جركس الخليلي أَمِير آخور مِنْهَا بل رام إبعاده عَن الْقَاهِرَة أصلا مشيا مَعَ بعض حسدة الْفُقَهَاء فكفه السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ بعد يسير توجه إِلَى بِلَاده ثمَّ عَاد وَهُوَ فَقير مَشْهُور الْفَضِيلَة فتردد لقلمطاي العثماني الدوادار وتغرى بردى القردمي وجكم من عوض وَغَيرهم من الْأُمَرَاء بل حج فِي سنة تسع وَتِسْعين صُحْبَة تمربغا المشطوب وَقَالَ أَنه رأى مِنْهُ خيرا كثيرا، فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر برقوق سعى لَهُ جكم فِي حسبَة الْقَاهِرَة فاستقر فِيهَا فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا قبل تَمام شهر بالجمال الطنبدي ابْن عرب وتكررت ولَايَته لَهَا، وَكَانَ فِي مُبَاشَرَته لَهَا يُعَزّر من يُخَالف أمره بِأخذ بضاعته غَالِبا وإطعامها للْفُقَرَاء والمحابيس، وَكَذَا ولي فِي الْأَيَّام الناصرية عدَّة تداريس ووظائف دينية كتدريس الْفِقْه بالمحمودية وَنظر الأحباس ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وأعيد إِلَيْهَا فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي تدريس الحَدِيث بالمؤيدية أول مَا فتحت وامتحن فِي أول دولته ثمَّ كَانَ من أخصائه وندمائه بِحَيْثُ توجه عَنهُ رَسُولا إِلَى بِلَاد الرّوم وَلما اسْتَقر الظَّاهِر ططر زَاد فِي إكرامه لسبق صحبته مَعَه بل تزايد اخْتِصَاصه بعد بالأشرف حَتَّى كَانَ يسامره وَيقْرَأ لَهُ التَّارِيخ الَّذِي جمعه باللغة الْعَرَبيَّة ثمَّ يفسره لَهُ بالتركية لتقدمه فِي اللغتين ويعلمه أُمُور الدّين حَتَّى حكى أَنه كَانَ يَقُول لولاه لَكَانَ فِي إسْلَامنَا شَيْء وَعرض عَلَيْهِ النّظر على أوقاف الْأَشْرَاف فَأبى وَلم يزل يترقى عِنْده إِلَى أَن عينه لقَضَاء الْحَنَفِيَّة وولاه إِيَّاه مسئولا على حِين غَفلَة فِي ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين عوضا عَن التفهني لما اسْتَقر فِي مشيخة الشخونية ثمَّ صرفه على استكمال أَربع سِنِين ثمَّ أَعَادَهُ وسافر فِي جملَة رفقته صحبته سنة آمد حَتَّى وصل مَعَه إِلَى البيرة ثمَّ فَارقه وَأقَام فِي حلب حَتَّى رَجَعَ السُّلْطَان فرافقه، وَمَات الْأَشْرَف وَهُوَ قَاض ثمَّ صرف فِي أَيَّام وَلَده فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بالسعد بن الديري، وَلزِمَ الْبَدْر بَيته مُقبلا على الْجمع والتصنيف مستمرا على تدريس الحَدِيث بالمؤيدية وَنظر الأحباس

ص: 132

حَتَّى مَاتَ غير أَنه عزل عَن)

الأحباس بِالْعَلَاءِ بن أقبرس فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وتألم وَلم يجْتَمع الْقَضَاء والحسبة وَنظر الأحباس فِي آن وَاحِد لأحد قبله ظنا. وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة عَارِفًا بِالصرْفِ والعربية وَغَيرهَا حَافِظًا للتاريخ وللغة كثير الِاسْتِعْمَال لَهَا مشاركا فِي الْفُنُون ذَا نظم ونثر مقَامه أجل مِنْهُمَا لَا يمل من المطالعة وَالْكِتَابَة، كتب بِخَطِّهِ جملَة، وصنف الْكثير بِحَيْثُ لَا أعلم بعد شَيخنَا أَكثر تصانيف مِنْهُ، وقلمه أَجود من تَقْرِيره وكتابته طَريقَة حَسَنَة مَعَ السرعة حَتَّى استفيض عَنهُ أَنه كتب الْقَدُورِيّ فِي لَيْلَة بل سمع ذَلِك مِنْهُ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا قَالَ المقريزي أَنه كتب الْحَاوِي فِي لَيْلَة، اشْتهر اسْمه وَبعد صيته مَعَ لطف الْعشْرَة والتواضع وَعمر مدرسة مجاورة لسكنه بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَعمل بهَا خطية لكَونه كَمَا بَلغنِي كَانَ يُصَرح بِكَرَاهَة الصَّلَاة فِي الْأَزْهَر لكَون واقفه رَافِضِيًّا سبابا وحظي عِنْد غير وَاحِد من الْمُلُوك والأمراء، حدث وَأفْتى ودرس وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة من كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى بل أَخذ عَنهُ أهل الطَّبَقَة الثَّالِثَة وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وقرض لي بعض تصانيفي وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَليّ لفظا وَكِتَابَة بل علق شَيخنَا عَنهُ من فَوَائده بل سمع عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَحَادِيث لأجل البلدانيات بِظَاهِر عنتاب بِقِرَاءَة موقعه ابْن المهندس مَعَ مابينهما مَا يكون بَين المتعاصرين غَالِبا وَكَذَا كَانَ هُوَ يَسْتَفِيد من شَيخنَا خُصُوصا حِين تصنيفه رجال الطَّحَاوِيّ، وترجمه شَيخنَا فِي رفع الأصر وَفِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه فَقَالَ: وَهُوَ إِمَام عَالم فَاضل مشارك فِي عُلُوم وعندهحشمة ومروءة وعصبية وديانة انْتهى. وَلم يزل ملازما للْجمع والتصنيف حَتَّى مَاتَ بعد أَن صَار خُصُوصا بعد صرفه عَن نظر الأحباس يَبِيع من أملاكه وَكتبه سوى مَا وَقفه على مدرسته مِنْهَا وَهُوَ شَيْء كثير فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بعد أَن صلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ بالأزهر وَعظم الأسف على فَقده وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله، وَمن تصانيفه شرح البُخَارِيّ فِي أحد وَعشْرين مجلدا سَمَّاهُ عُمْدَة الْقَارِي استمد فِيهِ من شرح شَيخنَا بِحَيْثُ ينْقل مِنْهُ الورقة بكمالها وَرُبمَا اعْترض لَكِن قد تعقبه شَيخنَا فِي مُجَلد حافل بل عمل قَدِيما حِين رَآهُ تعرض فِي خطبَته لَهُ جُزْءا سَمَّاهُ الاستنصار على الطاعن المعثار بَين فِيهِ مَا نسبه إِلَيْهِ مِمَّا زعم انتقاده فِي خُصُوص الْخطْبَة، وقف عَلَيْهِ الأكابر من سَائِر الْمذَاهب كالجلال البُلْقِينِيّ اولشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الديري والشرف التباني وَالْجمال الأقفهسي والْعَلَاء بن المغلي فبينوا فَسَاد)

انتقاده وصوبوا صَنِيع شَيخنَا وأنزلوه مَنْزِلَته، وَطول الْبَدْر

ص: 133

شَرحه بِمَا تعمد شَيخنَا حذفه من سِيَاق الحَدِيث بِتَمَامِهِ وتراجم الروَاة وَاسْتِيفَاء كَلَام اللغويين مِمَّا كَانَ الْقَصْد يحصل بِدُونِهِ وَغير ذَلِك، وَذكر لشَيْخِنَا عَن بعض الْفُضَلَاء تَرْجِيحه بِمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من البديع فَقَالَ بديهة هَذَا شَيْء نَقله من شرح لركن الدّين وَكنت قد وقفت عَلَيْهِ قبله وَلَكِن تركت النَّقْل مِنْهُ لكَونه لم يتم إِنَّمَا كتب مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة وخشيت من تعبي بعد فراغها فِي الاسترسال فِي هَذَا المهيع بِخِلَاف الْبَدْر فَإِنَّهُ بعْدهَا لم يتَكَلَّم بِكَلِمَة وَاحِدَة فِي ذَلِك، وَبِالْجُمْلَةِ فشرح الْبَدْر أَيْضا حافل لكنه لم ينتشر كانتشار شرح شَيخنَا وَلَا طلبه مُلُوك الْأَطْرَاف من صَاحب مصر وَلَا تنافس الْعلمَاء فِي تَحْصِيله من حَيَاة مُؤَلفه وهلم جرا ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء، وَشرح صَاحب التَّرْجَمَة كتبا كَثِيرَة مِنْهَا مَعَاني الْآثَار للطحاوي فِي عشر مجلدات وَقطعَة من سنَن أبي دَاوُد فِي مجلدين وَقطعَة كَبِيرَة من سيرة ابْن هِشَام سَمَّاهُ كشف اللثام وَجَمِيع الْكَلم الطّيب لِابْنِ تَيْمِية والكنز وَسَماهُ رمز الْحَقَائِق فِي شرح كنز الدقائق والتحفة وَالْهِدَايَة فِي أحد عشر مجلدا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَالْمجْمَع وَسَماهُ المستجمع وَقَالَ إِن تصنيفه لَهُ كَانَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَعشْرين سنة فِي حَيَاة كبار شُيُوخه فوقفوا عَلَيْهِ وقرضوه والبحار الزاخرة لشيخه فِي مجلدين وَسَماهُ الدُّرَر الزاهرة والمنار والشواهد الْوَاقِعَة فِي شُرُوح الألفية فِي تصنيفين كَبِير فِي مجلدين وصغير فِي مُجَلد وَهُوَ أشهرهما وَعَلِيهِ معول الْفُضَلَاء وَكتب على خطبَته شرحا ومراح الْأَرْوَاح وَسَماهُ ملاح الألواح وَقَالَ إِنَّه كَانَ أول تصانيفه صنفه وَله من الْعُمر تسع عشرَة سنة والعوامل الْمِائَة لعبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وقصيدة الساوي فِي الْعرُوض وعروض ابْن الْحَاجِب والتسهيل لِابْنِ ملك فِي مطول ومختصر وَاخْتصرَ الْفَتَاوَى الظَّهِيرِيَّة وَكَذَا الْمُحِيط فِي مجلدين وَسَماهُ الْوَسِيط فِي مُخْتَصر الْمُحِيط وَله حواش على شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف وعَلى التَّوْضِيح وعَلى شرح الجاربردى فِي التصريف وفوائد على شرح اللّبَاب للسَّيِّد وَتَذْكِرَة نحوية ومقدمة فِي الصّرْف وَأُخْرَى فِي الْعرُوض وَعمل سير الْأَنْبِيَاء وتاريخا كَبِيرا فِي تِسْعَة عشر مجلدا رَأَيْت مِنْهُ المجلد الْأَخير وانْتهى إِلَى سنة خمسين ومتوسطا فِي ثَمَانِيَة وَاخْتَصَرَهُ أَيْضا فِي ثَلَاثَة وتاريخ الأكاسرة بالتركية وطبقات الشُّعَرَاء وطبقات الْحَنَفِيَّة ومعجم شُيُوخه فِي مُجَلد وَرِجَال الطَّحَاوِيّ فِي مُجَلد وَاخْتصرَ تَارِيخ ابْن خلكان وَله تحفة الْمُلُوك فِي المواعظ وَالرَّقَائِق كتاب فِي ثَمَان مجلدات سَمَّاهُ مشارح الصُّدُور وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه سَمَّاهُ زين الْمجَالِس وَآخر ف يالنوادر وسيرة)

الْمُؤَيد نثر ونظم فِي أُخْرَى انتقد كثيرا من أبياتها شَيخنَا فِي جُزْء سَمَّاهُ قذى الْعين وقرظه غير وَاحِد مِمَّا هُوَ عِنْدِي وسرة

ص: 134

الظَّاهِر ططر وسيرة الْأَشْرَف وَتَذْكِرَة متنوعة وَكتب على كل من الْكَشَّاف وَتَفْسِير أبي اللَّيْث وَتَفْسِير الْبَغَوِيّ، وَله نظم كثير فِيهِ المقبول وَغَيره فَمِنْهُ:

(ذكرنَا مدائح للنَّبِي مُحَمَّد

طربنا فَلَا عود سكرنا وَلَا كرم)

(فَتلك مدامة يسوغ شرابها

وَلَيْسَ يشوبها هم وَلَا إِثْم)

فِي أَبْيَات أودعتها القَوْل المنبي عَن ابْن عَرَبِيّ مَعَ كَلَامه فِيهِ وَفِي أَمْثَاله وَله تقريض على الرَّد الوافر لِابْنِ نَاصِر الدّين غَايَة فِي الِانْتِصَار لِابْنِ تَيْمِية وَكَذَا لَهُ تقريض على السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض وَمَا لَا أنهض لحصره. ولإكثاره وتقليده الصُّحُف وَنَحْوهَا يَقع فِي خطه بِالنِّسْبَةِ لما رَأَيْته من تَارِيخه أَشْيَاء أَشرت لبعضها مَعَ فَوَائِد مهمة فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُضَاة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه أخرج من البرقوقية خُرُوجًا شنيعا لأمور رمى بهَا الله أعلم بحقيقتها وشفع فِيهِ البُلْقِينِيّ حَتَّى أعفي من النَّفْي رحمه الله وإيانا.

مَحْمُود نب أَحْمد الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ. / اثْنَان تقدما أجلهما وأشهرهما الْبَدْر وَاسم جده مُوسَى وَثَانِيهمَا وَهُوَ فِي تلامذته المظفر وَاسم جده حسن بن إِسْمَعِيل.

مَحْمُود بن أَحْمد القَاضِي الْحَنَفِيّ بن الْعِزّ. / مضى فِيمَن جده إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد.

546 -

مَحْمُود بن الْأَفْصَح الْهَرَوِيّ / الشَّيْخ الصَّالح مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد.

547 -

مَحْمُود بن بختيار بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ الأَصْل المرسيفوني الرُّومِي نزيل حلب الْحَنَفِيّ. / ولد بمرسيفون من بِلَاد الرّوم سنة خمس وَخمسين تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فَأخذ بهَا عَن أَحْمد الجندي فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا من الْأَدَب وسافر لتبريز فَأخذ بهَا عَن قاضيها مرتضى فِي علم الْكَلَام ثمَّ لحلب فقطنها مُدَّة تزيد على عشر سِنِين وَقَرَأَ بهَا على أبي ذَر نصف الصَّحِيح والمصابيح وَغَيرهمَا وَسمع عَلَيْهِ دروسا فِي الألفية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن عبد الرَّحْمَن الأرزنجاني وَقَرَأَ فِي التَّلْوِيح على الْعَلَاء على الْمَعْرُوف بقلدرويش الْخَوَارِزْمِيّ الشَّافِعِي وَدخل الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل مصر صُحْبَة الزين بن الْعَيْنِيّ وَحضر بعض دروس الْجَوْجَرِيّ وَحَمْزَة والمغربي وَغَيرهمَا وَأقَام حَتَّى سَافر مِنْهَا لِلْحَجِّ فِي الْبَحْر فَقدم مَكَّة فِي أثْنَاء رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين فَأخذ عني بقرَاءَته شرح النخبة بحرا وَسمع على قِطْعَة من شرحي على الألفية وَجُمْلَة وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَاسْتمرّ حَتَّى حد ثمَّ عَاد، وَهُوَ)

فَاضل مشارك متأدب وَبَلغنِي أَنه بعد رُجُوعه تحول إِلَى الرها فقطنها وَصَارَ شيخها.

548 -

مَحْمُود بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الْخياط أَخُو الخواجا مير أَحْمد. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

549 -

مَحْمُود بن الْحُسَيْن الْكَمَال بن النظام الْخَوَارِزْمِيّ ثمَّ النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ /

ص: 135

قَاضِي قُضَاة فَارس. قَالَ الطاووسي كَانَ جَامعا بَين الْمَنْقُول والمعقول قَرَأت عَلَيْهِ القطب على الشمسية فِي الْمنطق وَأَجَازَ لي وَذَلِكَ فِي شهور سنة اثْنَتَيْ عشرَة.

550 -

مَحْمُود بن خَلِيل بن الْمجد أبي البركات بن مُوسَى بن أبي الهول بدر الدّين / كَانَ أحد كتاب المماليك، وسافر مَعَ يشبك الدوادار فِي التجريدة الْمَقْتُول فِيهَا فَقتل أَيْضا أَو مَاتَ.

551 -

مَحْمُود بن رستم الرُّومِي البرصاوي تَاجر الْأَشْرَف قايتباي ووالد مصطفى. / مَاتَ فِي.

مَحْمُود بن رَمَضَان بن مَحْمُود الدَّامغَانِي. /

552 -

مَحْمُود بن الشَّيْخ زَاده الْحَنَفِيّ. / كَانَ كثير الْفضل وَالْعلم عَارِفًا بالعلوم الآلية أقبل على الحَدِيث سَمَاعا واشتغالا وناب عَن أَبِيه فِي مشيخة الشيخونية ووثب الْكَمَال بن العديم على وَالِده فَأَخذهَا وَهُوَ فِي مرض الْمَوْت مشنعا بخرفه وَلزِمَ من ذَلِك حرمَان صَاحب التَّرْجَمَة مِنْهَا فقرره الْجمال الأستادار فِي تدريس الْحَنَفِيَّة بمدرسته فانجبر بذلك. ذكره شَيخنَا فِي أَبِيه من إنبائه.

مَحْمُود بن شيرين / فِي ابْن يُوسُف بن مَسْعُود.

553 -

مَحْمُود بن عبد الله بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي الْقَارِي التَّاجِر شَقِيق عُثْمَان وَعبد الْكَرِيم الماضيين / وَمِمَّنْ سَافر للتِّجَارَة إِلَى الْهِنْد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا.

554 -

مَحْمُود بن عبد الله الْبَدْر أَبُو الثَّنَاء الصرائي بِالسِّين وَالصَّاد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالكلستاني / بِضَم الْكَاف وَاللَّام ثمَّ مُهْملَة لكَونه كَانَ فِي مبدئه يكثر من قِرَاءَة كتاب السَّعْدِيّ العجمي الشَّاعِر الْمُسَمّى كلستان وَهُوَ بالتركي والعجمي حديقة الْورْد. اشْتغل ببلاده ثمَّ بِبَغْدَاد وَقدم دمشق خاملا فسكن باليعقوبة ثمَّ قدم مصر فِي شبيبته فاختص بالطنبغا الجوباني فَلَمَّا ولي نِيَابَة الشَّام قدم مَعَه وَولي تدريس الظَّاهِرِيَّة ثمَّ ولي مشيخة الأَسدِية بعد الياسوفي وتصديرا بالجامع الْأمَوِي ثمَّ رَجَعَ لمصر فَأعْطَاهُ الظَّاهِر برقوق وظائف كَانَت للجمال مَحْمُود القيسري كتدريس الشخونية والصرغتمشية فَلَمَّا رَضِي عَن الْجمال استعاد بَعْضهَا كالشيخونية)

ثمَّ لما سَار السُّلْطَان إِلَى حلب احْتَاجَ لمن يقْرَأ لَهُ كتبا وَردت عَلَيْهِ من اللنك فَلم يجد أحدا فاستدعى بِهِ وَكَانَ قد صحبهم فِي الطَّرِيق فقرأها وَكتب الْجَواب فأجاد فَأمره أَن يكون صُحْبَة قلمطاي الدوادار وَلم يلبث أَن اسْتَقر بِهِ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين بعد وَفَاة الْبَدْر بن فضل الله فِي كِتَابَة السِّرّ فباشرها بحشمة ورياسة وَكَانَ يَحْكِي عَن نَفسه أَنه أصبح فِي ذَلِك الْيَوْم لَا يملك الدِّرْهَم الْفَرد فَمَا أَمْسَى إِلَّا وَعِنْده من الْخَيل وَالْبِغَال وَالْجمال والمماليك والملابس والآلات مَا لَا يُوصف كَثْرَة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ حسن الْخط جدا مشاركا فِي النّظم والنثر والفنون مَعَ طيش وخفة وَقَالَ

ص: 136

الْعَيْنِيّ كَانَ فَاضلا ذكيا فصيحا بالعربي والفارسي والتركي ونظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض. وَكَانَ فِي رَأسه خفَّة وطيش وعجلة وَعجب ثمَّ وَصفه بخفة الْعقل وَالْبخل المفرط وَأَنه قاسى فِي أول أمره من الْفقر شَدَائِد فَلَمَّا رَأس وأثرى أَسَاءَ لكل من أحسن إِلَيْهِ. وَجمع مَالا كثيرا لم ينْتَفع مِنْهُ بِشَيْء إِنَّمَا انْتفع بِهِ من استولى عَلَيْهِ بعده وَبَالغ الْعَيْنِيّ فِي ذمه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فقد أثنى عَلَيْهِ طَاهِر بن حبيب فِي ذيل تَارِيخ وَالِده وَوَصفه بالبراعة فِي الْفُنُون العلمية، قَالَ شَيخنَا وقرأت بِخَطِّهِ لغزا فِي غَايَة الْجَوْدَة خطا ونظما. قلت لَيْسَ فِي كَلَام الْعَيْنِيّ مَا يمْنَع هَذَا بل هُوَ مُتَّفق مَعَ شَيخنَا فِي الْمَعْنى، قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ كثير الوقيعة فِي كتاب السِّرّ لاقتصارهم على مَا رسمه لَهُم الشهَاب بن فضل الله وتسميتهم ذَلِك المصطلح وغضهم مِمَّن لَا يعرفهُ وحاول مرَارًا أَن يُغير المصطلح على طَريقَة أهل البلاغة ويعتني بمراعاة الْمُنَاسبَة فَكَانَ مِمَّن قَامَ بإنكار ذَلِك وشفع عَلَيْهِ فِيهِ نَاصِر الدّين الفاقوسي كَبِير الموقعين كَمَا سلف فِي تَرْجَمته فَلَمَّا رأى ذَلِك مِنْهُ غضب عَلَيْهِ وعزله وَقرر عوضه الصَّدْر أَحْمد بن الْجمال القيسري بن العجمي فَلَمَّا مَاتَ الكلستاني عَاد الفاقوسي. مَاتَ بحلب فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى بعد ضعفه سِتَّة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَخلف أَمْوَالًا جمة يُقَال أَنَّهَا وجدت مدفونة فِي كراسي المستراح وَجَرت بعده فِي وَصيته كائنة لشهودها كالزين التفهني الَّذِي ولي الْقَضَاء بعد فَقَرَأت بِخَط التقي الزبيرِي أَن السُّلْطَان أَمر ابْن خلدون أَن يفصل الْمُنَازعَة الَّتِي وَقعت بَين الأوصياء والحاشية فعزل الْأُمَرَاء أنفسهم فعزر ابْن خلدون التفهني ورفيقه بِالْحَبْسِ وأبطل الْوَصِيَّة بطرِيق بَاطِل لظَنّه أَن ذَلِك يُرْضِي السُّلْطَان فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك أنكرهُ وَأمر بإبقاء الْوَصِيَّة على حَالهَا، وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ فتح الدّين فتح الله بن مستعصم نقلا من رياسة الطِّبّ وَيُقَال أَن السُّلْطَان اخْتَارَهُ لَهَا بِغَيْر سعي مِنْهُ. وَمِمَّنْ)

تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَآخَرُونَ.

555 -

مَحْمُود بن عبد الله الشّرف الدِّمَشْقِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الفرفور. / كَانَ يتَكَلَّم على جِهَات الزيني بن مزهر الشامية وسافر مَعَه فِي الرجبية فَمَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ.

556 -

مَحْمُود بن عبد الله الصَّامِت / أحد المعتقدين فِي مصر. كَانَ شكلا بهيا حسن الصُّورَة كَبِير اللِّحْيَة منور الشيبة وَلَا يتَكَلَّم الْبَتَّةَ أَقَامَ بالجيزة مُدَّة طَوِيلَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَزَاد فِيهِ لَقيته مرَارًا.

557 -

مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن الْمُوفق

ص: 137

النُّور بن الزين بن التقي الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَابْنه إِبْرَهِيمُ وَيعرف أَبوهُ بالأدمي ثمَّ بالحموي. ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بدرب الْحجاز وَنَشَأ بحماة فَأخذ بهَا عَن بلديه الشَّمْس بن الْأَشْقَر ثمَّ انْتقل مِنْهَا صُحْبَة أَبِيه وَلَقي جمعا من الْأَئِمَّة بِالشَّام وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة كَابْن نَاصِر الدّين وَابْن الهائم وَشَيخنَا وَكَذَا لَقِي بحلب الْبُرْهَان الْحَافِظ. وَهُوَ مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ الْمَنَاوِيّ وتصدى للوعظ بعد وَالِده وخطب بالأشرفية أَيْضا وَحج وَمَات تَقْرِيبًا بعيد السِّتين وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى رحمه الله.

558 -

مَحْمُود بن عبد الْعَزِيز التَّاج الفاروثي النَّحْوِيّ / مفتي الشَّافِعِيَّة بشيراز. قَالَ الطاووسي: اسْتَفَدْت مِنْهُ كثيرا فِي مبادئ الْعلم وَأَجَازَ لي وَذَلِكَ بشيراز فِي شهور سنة إِحْدَى عشرَة.

559 -

مَحْمُود بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الطرابلسي الْحَنَفِيّ. / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بحلب وَسمع على ابْن صديق غَالب الصَّحِيح وناب فِي الْقَضَاء بطرابلس، وحد غير مرّة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا عدلا دينا لَهُ اشْتِغَال مَا. مَاتَ.

560 -

مَحْمُود بن عبيد اللهبن عوض بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الْجلَال بن التَّاج الأردبيلي الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَإِخْوَته وَيعرف بِابْن عبيد الله. ولد فِي منتصف صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وانتقل مَعَ أَبِيه قبل استكماله شَهْرَيْن فسكن مدرسة أم السُّلْطَان بالتبانة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه والأخسيكتي فِي أُصُوله وَغَيرهَا)

وَعرض على الْجلَال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَالسيف الصيرامي والكمال بن العديم والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن خَاص وَهُوَ أول من أَخذ عَنهُ ووالده وانتفع بِهِ فِيهِ وَفِي النَّحْو وَالصرْف والأصلين وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنون حَتَّى مَاتَ وقارئ الْهِدَايَة والتفهني وسافر صحبته إِلَى الْقُدس وَقَرَأَ عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي الْهِدَايَة وَسمع قِرَاءَة ابْن الْهمام فِي الْكَشَّاف وَكَذَا سمع فِي الْهِدَايَة وَغَيرهَا على الْعَلَاء البُخَارِيّ بل قَرَأَ هُوَ عَلَيْهِ فِي التَّلْوِيح وعَلى الشَّمْس الْهَرَوِيّ فِي الْعَضُد وعَلى أبي الْوَلِيد بن الشّحْنَة فِي الْأُصُول وَسمع عَلَيْهِ فِي مُغنِي ابْن هِشَام وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا عَن الشمسين العجيمي والشطنوفي وَعَن ثَانِيهمَا شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَاجْتمعَ بالخوافي وَأخذ عَنهُ وَأكْثر من الِاشْتِغَال فِي الْفُنُون وَالْأَخْذ عَن الشُّيُوخ وَكتب لَهُ الْكَمَال بن العديم كَمَا رَأَيْته بِهَامِش قصَّة مؤرخة بِسنة سِتّ وَثَمَانمِائَة أعزه الله

ص: 138

تَعَالَى بل ذكر لي أَنه أَقرَأ تصريف الْعزي فِي حَيَاة وَالِده وبحضرته فِي الَّتِي تَلِيهَا وَأَنه سمع الحَدِيث على النَّجْم بن الكشك والزين الْعِرَاقِيّ والهروي فَمن بعدهمْ، ودرس بِأم السُّلْطَان والأبو بكرية والأيتمشية عقب أَخِيه مُحَمَّد وبالمحمودية برغبة الْعَيْنِيّ لَهُ عَنهُ وبالتربة اليشبكية بالصحراء بِجَانِب تربة ياقوت الافتخاري وبجامع الْأَزْهَر بدرس خشقدم الزِّمَام وَأعَاد بالألجيهية وَكَذَا بالصرغتمشية لكنه رغب عَنْهَا خَاصَّة لعبد الْبر بن الشّحْنَة، وَولي مشيخة التصوف بالرسلانية بمنشية المهراني تلقاها عَن الشَّمْس التفهني فِي جِهَات أُخْرَى، وناب فِي الْقَضَاء عَن التفهني بعد امْتِنَاعه من قبُوله عَن نَاصِر الدّين بن الْكَمَال بن العديم حِين سَأَلَهُ فِيهِ وَاسْتمرّ يَنُوب إِلَيّ أثْنَاء الْأَيَّام السعدية فَأَعْرض عَنهُ وَكَانَ لِشِدَّتِهِ يُوَجه للتعازيز وَإِقَامَة الْحُدُود، وامتحن فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق بِدَعْوَى رتبها الشهَاب الْمدنِي وَأدْخلهُ حبس أولى الجرائم وَقبل ذَلِك سعى فِي قَضَاء دمشق فَلم يجب كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين من إنبائه، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وجاور فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدخل بَيت الْمُقَدّس كَمَا تقدم وَكَذَا سَافر إِلَى حلب مرَارًا أَولهَا صُحْبَة الْعَسْكَر سنة أَربع وَعشْرين وَآخِرهَا سنة تسع وَأَرْبَعين وتعدى إِلَى أَن دخل طرسوس لنلزهة وَدخل دمياط حِين إِقَامَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه فِيهِ بِقصد السَّلَام عَلَيْهِ لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَقِرَاءَة الْأَمِير عَلَيْهِ دهرا وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الأتراك بل أَخذ عَنهُ خلق من المبتدئين وَغَيرهم حَتَّى بِمَكَّة فِي مجاورته فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا لكَونه كَانَ حسن التَّعْلِيم لَا لطول بَاعه فِي الْعلم وَصَارَ فِيمَن تلمذ لَهُ غير)

وَاحِد من الْأَعْيَان وَكَانَ ينْتَفع فِي إقرائه بِمَا على كتبه من الْحَوَاشِي والتقاييد الَّتِي خدمها هُوَ أَو وَالِده بهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح بِبَيْت عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الصَّغِير الشهَاب بن الْعَطَّار وَكنت مِمَّن كثر اجتماعي مَعَه بِمَجْلِس الْأَمِير يشبك الْمَذْكُور وَسمع مني القَوْل البديع حِين أسمعته الْأَمِير إِجَابَة لرغبته فِيهِ واغتبط الْبَدْر بِالْكتاب الْمَذْكُور وحصله واستفدت مِنْهُ فِي غُضُون الأسماع أَشْيَاء بل واغتبط بِي أَيْضا، وَجَاءَنِي مرّة بِنَفسِهِ لدعوى عِنْده فِي الرسلانية نعم لما توجه لدمياط أَخذ مَعَه كراسة فِيهَا أَحَادِيث للأمير فنازعه الشهَاب الجديدي فِيهَا وَأرْسل يسألني عَنْهَا فبينت مَا فِيهَا من الْكَذِب والضعف وَنَحْو ذَلِك فانحرف وَلم الْتفت لانحرافه وَعلم صدق مقصدي فَرجع لصداقته، وَكَانَ عالي الهمة قَائِما مَعَ من يَقْصِدهُ خَبِيرا بجلب النَّفْع لَهُ حاد اللِّسَان قَادِرًا على التخجيل بالنكت وَنَحْوهَا سريع الانحراف كثير التلفت لنائل من يَصْحَبهُ، وَهُوَ الَّذِي أخر الْمَنَاوِيّ حِين إِرَادَته

ص: 139

الصَّلَاة على صهره ابْن الْهمام وَقَالَ نَحن أَحَق بأئمتنا وَقدم ابْن الديري، وَمِمَّنْ انْتفع بِصُحْبَتِهِ ابْن الشّحْنَة ورام أَخذ وظائفه بعده وأظن أَنه عمل هَيْئَة نزُول فَمَا صعد وَأعْطيت للْإِمَام الكركي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى شعْبَان سنة خمس وَسبعين رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

161 -

مَحْمُود بن عُثْمَان بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد النَّجْم أَو الرُّكْن بن النُّور الكرمستيجي اللاري الشَّافِعِي. / لقِيه الطاووسي فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فاستجازه بل وَالْتمس هُوَ من الطاووسي الْإِجَازَة أَيْضا قَالَ وَكَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ إِنَّه سمع من لفظ مُحَمَّد بن عبد الله الإيجي صَحِيح البُخَارِيّ ومشكاة المصابيح وَقَرَأَ على النسيم الكازروني معالم التَّنْزِيل وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وشيئا من أول الشفا وَغير ذَلِك وعَلى أَخِيه أبي عبد الله الكازروني الْحَاوِي الصَّغِير فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَغَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.

562 -

مَحْمُود بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الخساري السَّمرقَنْدِي الْهَرَوِيّ نزيل رِبَاط السِّدْرَة بِمَكَّة. /

مَاتَ بِهِ فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد. (سقط)

564 -

مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الزين والكمال أَبُو عَليّ الْهِنْدِيّ الأَصْل السرياقوسي الخانكي الملياني الشَّافِعِي الصُّوفِي وَالِد عَليّ الْمَاضِي وَيعرف بالشيخ مَحْمُود. / ولد فِي تَاسِع صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَرَأَيْت بِخَط بَعضهم وَسبعين وَسَبْعمائة بالخانقاه الناصرية)

مُحَمَّد بن قلاوون وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة وتلاه بالسبع على شيخ الخانقاه الشَّمْس القليوبي وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على اليافعي والشفا وَعنهُ وَعَن مَحْمُود بن مُؤمن أَخذ الْفِقْه وَعَن ثَانِيهمَا والصدر سُلَيْمَان البلبيسي الْحَكِيم فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ بِبَلَدِهِ مُسْند عبد عَليّ الْمُحب بن مُفْلِح اليمني الْمَالِكِي وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَحج فِي سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ فِي سنة سبع عشرَة وجاور وَقَرَأَ بِمَكَّة على الْكَمَال أبي الْفضل بن ظهيرة وَأبي الْحسن بن سَلامَة وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ السّنَن الْأَرْبَعَة والموطأ رِوَايَة يحيى بن يحيى ومشيخة الْفَخر وعَلى أَولهمَا تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع بالروضة النَّبَوِيَّة صَحِيح مُسلم على الزين المراغي وَلَقي بهَا الشَّمْس الغراقي فاشتغل عَلَيْهِ فِي الْفِقْه أَيْضا، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل إسكندرية وتكسب

ص: 140

بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي صوفية الخانقاه الناصرية بِبَلَدِهِ وَولي نِيَابَة المشيخة بهَا وَكَذَا التصدير فِي القراآت والإمامة بمدرسة سودون من عبد الرَّحْمَن وَقد لقِيت مرَارًا وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا حسن الْهَيْئَة والأبهة سليم الْفطْرَة منجمعا عَن النَّاس مُقبلا على شَأْنه ملازما بِأخرَة خلوته للكتابة وَالْقِرَاءَة والمطالعة ذَا وجاهة وَأَمَانَة. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَكَانَ وَصلهَا مَعَ الركب فحج وَرجع ليجاور بهَا فأدركه أَجله وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رحمه الله وإيانا.

565 -

مَحْمُود بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مهنا بن أَحْمد النُّور أَبُو الرضى الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الصَّفَدِي. / برع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية بِحَيْثُ كَانَ قَرِيبا من أَخِيه فِيهَا وَأخذ التصوف أَيْضا من الخوافي وَغَيره من مَشَايِخ الْقَوْم، وانجمع عَن النَّاس بعد أَن كَانَ نَاب عَن أَخِيه ثمَّ ترك، وَدخل دمياط وَغَيرهَا وَأقَام بِمصْر مُدَّة كل ذَلِك مَعَ البشاشة والورع والتواضع والوضاءة. مَاتَ قبل أَخِيه رحمه الله وإيانا.

566 -

مَحْمُود بن عَليّ الْجمال بن الشّرف المرشدي الْخَطِيب. / ولد فِي غرَّة شعْبَان سنة تسع واربعين وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي وَقَالَ: كَانَ شيخ الْخُلَفَاء المرشدية. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشرى شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

567 -

مَحْمُود بن عَليّ الجندي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا.

568 -

مَحْمُود بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِسْحَق الزين التَّمِيمِي الخليلي / الْمَاضِي)

أَبوهُ وجده. ولد سنة تسع وَسِتِّينَ أَو قبلهَا تَقْرِيبًا بالخليل وَحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَبَعض الشاطبية وَعرض على الشَّمْس بن حَامِد الداعية حِين قدم عَلَيْهِم وتلا تجويدا وَلأبي عَمْرو وَابْن كثير على عَليّ بن قَاسم الخليلي بهَا وَقَرَأَ على أَبِيه وعَلى عبيد التَّمِيمِي وبالقدس على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الحَدِيث وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فلازم الديمي فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبكْرِيّ وَحسن الْأَعْرَج وَابْن قَاسم وَعنهُ أَخذ فِي حلّه ألفية النَّحْو وَفِي الصّرْف وَغَيرهمَا فِي آخَرين وَسمع مني المسلسل وَقَرَأَ على غير ذَلِك، وسافر لمَكَّة فِي الْبَحْر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فدام بهَا حَتَّى رَجَعَ مَعَ الغزاوي فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وَفِي غُضُون ذَلِك أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ نَحْو نصف سنة وَقَرَأَ هُنَاكَ على ابْن قريبَة، ثمَّ لَازم الْبُرْهَان النعماني فِي مصر وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَأخذ كتابي إِلَى رَئِيس الْمنزلَة وَغَيره فَقَرَأَ هُنَاكَ فِي البُخَارِيّ بِقصد الاسترزاق لمزيد

ص: 141

فقره وَحَاجته وَهُوَ أصيل سَاكن لَهُ نظم مدح بِهِ أَبَا السُّعُود بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة وَغَيره وَقَالَ بحضرتي من ذَلِك أَشْيَاء.

569 -

مَحْمُود بن عمر بن مَحْمُود بن إِيمَان الشّرف الْأَنْطَاكِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / هَكَذَا سَمَّاهُ الْحَافِظ بن مُوسَى والعيني والنجم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه وَآخَرُونَ وَسَماهُ شَيخنَا مسعودا وَالْأول أصح فَكَذَلِك هُوَ فِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية، قدم من بَلَده إِلَى حلب ثمَّ إِلَى دمشق فَسمع بهَا من ابْن كثير وَالصَّلَاح الصَّفَدِي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الصَّدْر بن مَنْصُور ولازمه وعَلى الشهَاب أبي الْعَبَّاس العنابي كتب ابْن ملك وَغَيرهَا من كتب الْأَدَب وَحصل الْعَرَبيَّة على طَريقَة ابْن الْحَاجِب إِلَى غَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وتصدى لإقراء النَّحْو بِجَامِع بني أُميَّة من سنة بضع وَسِتِّينَ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ لفقره يَأْخُذ الْأُجْرَة على التَّعْلِيم بل تعانى الشَّهَادَة فَلم يكن بالمحمود فِيهَا مَعَ تواضعه ولطافته وَحسن نوادره وجودة نظمه وإنشائه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه تقدم فِي الْعَرَبيَّة وفَاق فِي حسن التَّعْلِيم حَتَّى كَانَ يشارط عَلَيْهِ إِلَى أمد مَعْلُوم بمبلغ مَعْلُوم قَالَ وَكَانَ مزاحا قَلِيل التصون. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس شعْبَان سنة خمس عشرَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ لقِيه الْجمال بن مُوسَى المراكشي فَأخذ عَنهُ هُوَ والموفق الأبي وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه كَانَ عَالما بالنحو انْتهى علمه إِلَيْهِ فِي وقته إِلَّا انه كَانَ منبوزا بقلة الدّين.

570 -

مَحْمُود بن عمر بن مَنْصُور أفضل الدّين أَبُو الْفضل بن السراج القرمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بلقبه. / نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه على قَارِئ الْهِدَايَة والنظام السيرامي والتفهني وَغَيرهم وَقَرَأَ على الْبِسَاطِيّ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة ثمَّ الْعَلَاء البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْده حِين مَجِيء الْبُرْهَان الأدكاوي إِلَيْهِ وإجلاله الزَّائِد لَهُ بِحَيْثُ اقْتضى سُؤال بَعضهم لَهُ فِي تَقْرِير درسهم فَفعل فِي حِكَايَة طَوِيلَة، بل قَرَأَ على شَيخنَا فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ ورافقه فِيهِ الشمني وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي وبرع واقرأ بعض الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ ذَا خبْرَة بِالْأَحْكَامِ فقصد بهَا وَرغب فِي الدَّرَاهِم ودام فِيهِ زِيَادَة على ثَلَاثِينَ سنة واختص بالبدر الْعَيْنِيّ بِحَيْثُ قَرَّرَهُ خطيب مدرسته وَمَعَ ذَلِك فناب فِي الْحِسْبَة عَن يار على الْخُرَاسَانِي المستقر عوض مخدومه وَلم يلبث أَن أُعِيد الْبَدْر غليها فَلم يستنبه قصاصا وانتقاما، وَقد حج غير مرّة وجاور بِأخرَة وَأخذ عَنهُ هُنَاكَ بعض الطّلبَة. وَرجع وَهُوَ فِيمَا بَلغنِي مقلع عَن الْقَضَاء فَمَاتَ فِي رُجُوعه فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشرَة ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بالقاع

ص: 142

الْكَبِير وَحمل إِلَى بدر فَدفن بهَا وَهُوَ فِي عشر السّبْعين، وَكنت مِمَّن اجْتمع بِهِ غير مرّة وَسمعت من فَوَائده بل عرضت عَلَيْهِ فِي الصغر بعض المحافيظ وَكَانَ ذَا فضل ومشاركة مَعَ أدب وحشمة، وَله ذكر فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين من أنباء شَيخنَا رحمه الله وإيانا.

571 -

مَحْمُود بن أبي الْفَتْح الْجمال الشروستاني الشَّافِعِي / رَئِيس الْمُفْتِينَ فِي عصره والماهر فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع بقطره أَخذ الْحَاوِي قِرَاءَة عَن نوح بن مُحَمَّد السمناني وَاخْتِيَار الدّين لُقْمَان منفردين بقراءتهما لَهُ على الْجمال مُحَمَّد ابْن الْمُؤلف بقرَاءَته لَهُ على أَبِيه وَكَذَا أَخذ شَرحه للقونوي عَن أَصْحَاب مُؤَلفه ومنهاج الْأُصُول مَعَ شَرحه للأسنوي عَن النُّور أبي الْفتُوح الطاووسي عَن وَالِده أبي الْخَيْر بقرَاءَته للمنهاج فِيمَا زعم على مُؤَلفه أَخذ عَنهُ الْكتب الْمَذْكُورَة الطاووسي واذن لَهُ فِي الإقراء والإفتاء وَذَلِكَ ي سنة تسع وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَالِده وَابْن خَاله لطف الله وَآخَرُونَ.

572 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن أَحْمد الْبَدْر بن الشَّمْس الأقصرائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْأمين يحيى الْآتِي. / ولد سنة بضع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وتفقه واشتغل كثيرا وَمهر ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره من الْأَئِمَّة ودرس بالإيتمشية ثمَّ اتَّصل بالمؤيد فَعظم قدره سِيمَا وَقد أَقرَأ وَلَده إِبْرَهِيمُ فِي الْفِقْه وَقَررهُ فِي تدريس الْكَشَّاف بمدرسته وَكَذَا فِي أسماع الطَّحَاوِيّ)

وازدادت مَنْزِلَته عِنْد الظَّاهِر ططر، وَحج فِي سنة خمس عشرَة وَمَعَهُ أَخُوهُ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين ولقيه الْعَفِيف الجرهي أَيَّام الْحَج وَأوردهُ فِي مشيخته وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ وَرجع فَلم يلبث أَن اعتل بالقولنج الصفراوي فِي اوائل شَوَّال من الَّتِي بعْدهَا فتمادى بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب الْوَزير وَدفن بتربة وَالِده بالصحراء رحمه الله وإيانا. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة بارعا ذكيا مشاركا فِي فنون حسن المحاضرة والود كثير الْبشر مقربا عِنْد الْمُلُوك فَمن دونهم قَائِما بِقَضَاء حوائج من يَقْصِدهُ كثير الْعقل والتؤدة جم المحاسن درس وافتى وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَخُوهُ وَغَيره وَتردد النَّاس لبابه وتحدثوا برقيه إِلَى العلياء فَلم يُمْهل بل عوجل بالوفاة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.

573 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مَحْمُود بن عبد الحميد بن هِلَال الدولة وَيُسمى عمر بن مُنِير الْحَارِثِيّ الدِّمَشْقِي موقع الدست بهَا وَيعرف بِابْن هِلَال الدولة. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَخذ عَن الصّلاح الصَّفَدِي وَبِه تخرج وَغَيره وَسمع من إِبْرَهِيمُ بن الشهَاب مَحْمُود، وَأَجَازَ لَهُ زَيْنَب ابْنة الْكَمَال. وَكَانَ كَاتبا مجودا ناظما ناثرا وَلم يكن ماهرا مَعَ شهرته بالخفة والرقاعة والضنة بِنَفسِهِ وَلَكِن كَانَ ابْن الشَّهِيد يعْتَمد

ص: 143

عَلَيْهِ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فَجْأَة فِي سنة خمس وَله فَوق السِّتين فَإِن مولده سنة ثَلَاثِينَ أَو إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وعنوان نظمه أَن بعض الرؤساء أعطَاهُ فرجية خضراء فأنشده:

(مدحت إِمَام الْعَصْر صدقا حَقه

وَمَا جِئْت فِيمَا قلت بدعا وَلَا نكرا)

(تبِعت أَبَا ذَر بمصداق لهجتي

فَمن أجل هَذَا قد أظلتني الخضرا)

وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِحَذْف مَحْمُود من نسبه وَلم يترجمه المقريزي فِي عقوده فِي ابْن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود وَقَالَ إِنَّه قدم الْقَاهِرَة فِي الْفِتْنَة وَكتب بهَا فِي الْإِنْشَاء حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة وروى عَن مُحَمَّد بن سلمَان الصَّالِحِي عَنهُ الشّعْر السَّابِق.

574 -

مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مظفر نَاصِر الدّين أَبُو الْفَتْح بن غياث الدّين الدلي الأَصْل الأحمد أبادي المولد. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا أسلم جد جده مظفر على يَدي مُحَمَّد شاه صَاحب دُلي وَكَانَ عَاملا لَهُ على فتن من كجرات فَلَمَّا وَقعت الْفِتَن فِي مملكة دُلي وتقسمت الْبِلَاد كَانَ الَّذِي خص مظفر أكجرات ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْنه وسجنه وَاسْتقر عوضه وَلم يلبث أَن استفحل أَمر الْأَب بِحَيْثُ قتل وَلَده ثمَّ بعد سِنِين انتصر أَحْمد لِأَبِيهِ وَقتل)

جده وَاسْتقر فِي كجرات وَخَلفه ابْنه غياث الدّين ثمَّ ابْنه قطب الدّين ثمَّ أَخُوهُ دَاوُد فَلم يمْكث سوى أَيَّام وخلع وَاسْتقر أخوهم مَحْمُود شاه صَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ حِين كَانَ ابْن خمس عشرَة سنة ودام فِي المملكة إِلَى الْآن وَأخذ من الْكفَّار قلعة الشابانية فابتناها مَدِينَة وسماها مُحَمَّد أباد وَمن جملَة ممالكه كنباية وَقد أُشير لبَعض مَا ذكر فِي أَحْمد أباد من الْأَنْسَاب.

575 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن زين الدّين الموسوي الرضوي الخوافي / مِمَّن عرض عَلَيْهِ الْمُحب بن أبي السعادات بن ظهيرة فِي سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ.

576 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الخواجا الْكَمَال الكيلاني أَخُو الشهَاب أَحْمد قاوان الْمَاضِي وَيُقَال لَهُ ملك التُّجَّار. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل على أَخِيه والحلاج وَغَيرهمَا وشارك فِي الْجُمْلَة وَلَقي شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأخذ عَنهُ مجَالِس من البخارى وتناوله مِنْهُ وَكَذَا سمع من الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَلَقي بِالشَّام أَيْضا بعض الْأَئِمَّة واختص بِصَاحِب كلبرجة وَغَيرهَا همياون شاه بن أَحْمد شاه فَرَأى من مزِيد تَدْبيره ووفور عقله مَا ملك بِهِ لبه فَوجه إِلَيْهِ قَصده ورقاه إِلَى أَن جعله ملك التُّجَّار ثمَّ رقاه حَتَّى دعِي بخواجا جهان ثمَّ لما أشرف على الْمَوْت أوصاه بأولاده فاستولى على المملكة وَقرر وَلَده نظام شاه وَلم يستكمل خمس عشرَة سنة فَلم يلبث أَن مَاتَ فقرر أَخَاهُ مُحَمَّد شاه وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وساس الخواجا

ص: 144

الْأُمُور وَقَامَ بهَا أتم قيام وَثَبت قَوَاعِد مَمْلَكَته وَأدْخل فِيهَا أَمَاكِن لم تكن مُضَافَة إِلَيْهَا، وَلكنه استبد بِالتَّصَرُّفِ وَحجر عَلَيْهِ وَمنعه من تعَاطِي الرذائل فَضَاقَ ذرعا بذلك وأعمل الْحِيلَة فِي إعدامه بممالأة بعض من حسده وَقدر أَن السُّلْطَان توجه إِلَى بَلَده نرستك غازيا وصحبته الخواجا فَانْقَطع عَن الِاجْتِمَاع بِهِ نَحْو سَبْعَة عشرَة يَوْمًا لاشتغال السُّلْطَان بلهوه فوشى أعداؤه بِهِ إِلَيْهِ بِمَا غير خاطره مِنْهُ، وَأرْسل بعض خَواص السُّلْطَان من الوزراء إِلَى الخواجا افتياتا على لِسَان السُّلْطَان بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ وعتبه فِي التَّخَلُّف عَن حُضُوره إِلَيْهِ هَذِه الْمدَّة وَأَنه بلغه أَن عَسْكَر نرستك عزم على كبس عسكره اللَّيْلَة فَيَنْبَغِي التأهب والاستعداد لذَلِك فَظن صِحَة هَذَا الْخَبَر وصدروه عَن السُّلْطَان فاستعد وَلبس السِّلَاح وَكَانَ على مُقَدّمَة الْعَسْكَر وَلما تمّ لَهُم هَذَا أعلمُوا السُّلْطَان بِأَن الخواجا ألبس عسكره بِقصد الْوُثُوب عَلَيْك ليقتلك وَإِن شَككت فَأرْسل من يستعلمه لَك فَفعل فَرَأى تِلْكَ الْهَيْئَة وتمت المكيدة فملا كَانَ من الْغَد استدعاه السُّلْطَان فِي)

حَال سكره فَحَضَرَ إِلَيْهِ فَكَلمهُ على عَادَته وَمَا كَانَ بأسرع من وثوب عبد حبشِي من عبيده فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على كتفه وَكرر عَلَيْهِ حَتَّى قَتله صبرا وَذَلِكَ فِي سادس صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ استدعي بِغُلَام الخواجا أسعد خَان وَكَانَ قد حضر مَعَه وَلكنه لم يدْخل فَلَمَّا دخل قتل أَيْضا وارتجت الممالك لذَلِك وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة وَأَنا بهَا فَعمل عزاؤه وَعظم الأسف على فَقده فقد كَانَ جوادا مفضالا كثير الْإِمْدَاد للواردين وعلماء غَالب الأقطار بِحَيْثُ كَاد انْفِرَاده بالمزيد من ذَلِك وَقصد لأَجله وَأمره يزِيد على الْوَصْف وَلم يلبث السُّلْطَان الْمشَار إِلَيْهِ أَن قتل فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَزَالَ ذَاك النظام وَكثر الْكَلَام وَورد أكبر أَوْلَاده وَهُوَ الخواجا على الْقَاهِرَة مَعَ الركب فِي سنة تسعين فَأكْرم السُّلْطَان مورده وَقبل هديته وَاسْتمرّ حَتَّى سَافر فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَذكر بتعاظم زَائِد وتكبر كَبِير مَعَ اندلاق أَرْبَاب الدولة فَمن دونهم على بَابه، وَمَا انْشَرَحَ الخاطر للاجتماع بِهِ مَعَ مزِيد حبي فِي ابْن عَمه رحمه الله.

577 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الْقَارِي نِسْبَة لقارا وَيعرف بِابْن الأقسماري. / لقِيه نَاصِر الدّين بن زُرَيْق بِجَامِع بَلَده قارا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة من الصّلاح بن أبي عمر وَكَذَا أَخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَذكره فِي مُعْجم أَبِيه مُجَردا.

578 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله نجم الدّين الْمَدْعُو زَائِدا لِكَثْرَة مَا كَانَ لِأَبَوَيْهِ من الْأَبْنَاء ابْن الشَّمْس القلهاتي من أَعمال هرموز الْحِجَازِي الشَّافِعِي. / ولد فِي أَيَّام منى بهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَ أَبوهُ صَالحا

ص: 145

تِلَاوَة وَعبادَة وورعا مِمَّن اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وقطن مَكَّة وَذكر بالفضيلة وَحسن الْخط مِمَّن يكْتب بِالْأُجْرَةِ مَعَ تعانيه السّفر للتكسب حَتَّى مَاتَ بمندوة فِي مستهل رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الثَّمَانِينَ ممتعا بحواسه. وَقَرَأَ زَائِد فِي الْمِنْهَاج وَغَيره وَحضر دروس القَاضِي وَغَيره وَلَكِن لم يتَوَجَّه لغير التكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب السَّلَام بِحَيْثُ صَار من أَعْيَان القائمين بهَا وَقصد فِيهَا. وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة.

579 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حسن الْبَدْر أَبُو الثَّنَاء الشاذلي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.

580 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن صفي بن مُحَمَّد التَّاج أَبُو عبد الله الوراقي الذهلي الْحَنَفِيّ الْمَدْعُو خواجه بره. / كَانَ فَقِيها عَارِفًا محققا مدققا فِي مذْهبه ذَا يَد طولى فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والنحو وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ الصّلاح والتخلي لِلْعِبَادَةِ والتدريس قدم)

زبيد قَاصِدا الْحَج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَاجْتمعَ بمشايخ الصُّوفِيَّة وَكَانَ كثير الْبَحْث مَعَهم وَألف فِي النَّحْو كتابا سَمَّاهُ المقتصد وأهداه للسُّلْطَان فأثابه عَلَيْهِ خَمْسمِائَة دِينَار وَكَذَا ألف فِي رُجُوعه بهَا أَيْضا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا تحفة السلاطين فِي الْغَزْو وَالْجهَاد وأهداه إِلَى السُّلْطَان أَيْضا فأثابه عَلَيْهِ كَذَلِك ذكره الخزرجي وكتبته هُنَا بِالظَّنِّ الْقوي.

581 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر العنتابي الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ. / أَخذ فِي بِلَاد الرّوم عَن الْمُوفق وَالْجمال الأقصرائيين ثمَّ قدم عنتاب فَنزل بِجَامِع مُؤمن مُدَّة يذكر النَّاس فَكَانَ يحصل لَهُم فِي مَجْلِسه رقة وخشوع وبكاء بِحَيْثُ تَابَ على يَده جمَاعَة، ثمَّ توجه إِلَى الْقُدس زَائِرًا فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فوعظ بجامعها الْعَتِيق. قَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ أخذت عَنهُ فِي سنة ثَمَانِينَ تصريف الْعزي والفرائض السِّرَاجِيَّة وَغَيرهمَا وَذكره فِيمَن مَاتَ سنة خمس وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه ثمَّ نقل عَن الْعَيْنِيّ أَنه قَالَ ذكرته فِيهَا تبركا وَإِلَّا فقد مَاتَ قبلهَا بِكَثِير كَمَا تقدم. قلت وَهَذَا من الْبَدْر عَجِيب.

582 -

مَحْمُود نب مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف الصَّدْر بن القطب الششيني الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن قطب. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالمحلة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ ابْن شهر مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن عِنْد فقيهنا الشَّمْس السعودي وَنصف التَّنْبِيه وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت ميدان الْقَمْح وَغَيره وانتمى للولوي بن قَاسم نديم الْأَشْرَف لكَونه كَانَ زوجا لأخت الصَّدْر هَذَا بل وَتزَوج الصَّدْر أُخْت زَوجته الثَّانِيَة وَهِي ابْنة الشَّمْس السمنودي أخي الشَّيْخ عمر الشهير. وَآخر مَا حج مَعَ الرجبية

ص: 146

رَفِيقًا لِابْنِهِ وسبطه الشهَاب الشيشيني الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي، وَأول حجاته صُحْبَة وَالِده سنة خمس وتكررت مجاورته بَينهمَا وَبَعضهَا فِي ظلّ ابْن قَاسم وتكسب أَيْضا هُنَاكَ بِالشَّهَادَةِ وَدخل مَعَه الشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَرَأى فِي أَيَّامه عزا وتضعضع حَاله فِي آخر الْوَقْت وَصَارَ لقدمه يشْهد على الخطوط وَلكنه لم يذكر عَنهُ فِي ذَلِك إِلَّا الْخَيْر سوى أَنه لَا يُؤَدِّي حَتَّى يَأْخُذ دِينَارا غَالِبا وَكتب بِخَطِّهِ التَّرْغِيب وَغَيره وَهُوَ مِمَّن اجْتمع بقريبه النُّور الهوريني وبفخر الدّين عُثْمَان الشيشيني عَم وَالِده وَلَا أستبعد سَمَاعه من أَولهمَا بل هُوَ مُحْتَمل فِي الثَّانِي أَيْضا وَكَثُرت مجالستين مَعَه بِمَكَّة والقاهرة واستفدت مِنْهُ فَوَائِد نثرية فِي تراجم)

جمَاعَة مِمَّن رَآهُمْ وخالطهم وَلم يكن بَعيدا عَن الضَّبْط بل كتبت عِنْده مَا أنْشدهُ إِيَّاه الصَّدْر سُلَيْمَان الأبشيطي حِين جُلُوسه قَاضِيا بِمَجْلِس الميدان لنَفسِهِ مَا نظمه فِي سُقُوط الْفِيل مَرْزُوق بالقنطرة بالبحمون قَرِيبا من قنطرة الْفَخر حَسْبَمَا أوردته فِي المعجم. وَلم يزل على فاقته حَتَّى مَاتَ بعد تعلله أشهرا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أَبِيه وأخيه فِي لحدهما من حوش البيبرسية رحمه الله.

583 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قطب رَسُول صَاحب كلبرجة. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

584 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد الشّرف أَو الزين ابْن التَّاجِر الشَّمْس الجيلاني الفومني الأَصْل البحري الرابغي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / شَاب فهم أَخذ عني دروسا من شرحي لألفية الحَدِيث والتقريب وكتبهما بِخَطِّهِ وَسمع على الشَّمَائِل وَالنّصف الأول من البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ سمع عَليّ فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ القَوْل البديع إِلَّا من أَوله إِلَى القَوْل فِي حكمهَا ثَالِثهَا، وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَهُوَ من ملازمي قَاضِي الْحَنَابِلَة هُنَاكَ وَغَيره من الْفُضَلَاء. وَقد سَافر لمصر فِي التِّجَارَة ودام بهَا نَحْو سنتَيْن وَكَانَ يحضر عِنْد قَاضِي الْحَنَابِلَة وَأثْنى عَلَيْهِ.

مَحْمُود بن مُحَمَّد الْبَدْر الأقصرائي. / فِيمَن جده إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد.

585 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن خَلِيل الْمُحب بن الشَّمْس بن أجا الْحلَبِي / الْمَاضِي أَبوهُ.

586 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد النُّور بن الشَّمْس بن الْبَدْر الْحِمصِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن العصياتي. / ولد فِي ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث واربعين وَثَمَانمِائَة بحمص وَنَشَأ بهَا فحفظ محافيظ أَبِيه إِلَّا الْمُغنِي وَهِي الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَأخذ عَن أَبِيه وبدمشق عَنَّا لبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب والنجم بن

ص: 147

قَاضِي عجلون وَسمع على ابْن الصَّدْر قَاضِي طرابلس قِطْعَة من البُخَارِيّ وَزعم أَن لَهُ إجَازَة من الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَغَيرهمَا، وتحول إِلَى بَيت الْمُقَدّس فقطنه وَأخذ فِيهِ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَعقد الْوَعْظ فابتدأ من أول تَفْسِير الْقُرْآن إِلَى سُورَة النَّمْل وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي رَمَضَان من كل سنة، وَفِي غُضُون إِقَامَته بِهِ دخل الْقَاهِرَة فِي بعض ضروراته وَقَررهُ الشَّمْس بن الزَّمن فِي مشيخة تدريسه تصوفا ودرسا مَعَ إِعَادَة)

بالصلاحية، ولقيته بِمَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقد قدمهَا مَعَ الركب من الَّتِي قبلهَا وَعقد بهَا الْمجْلس للتذكير أَيْضا فَشكر ثمَّ بَلغنِي عَنهُ أَشْيَاء أنْكرت عَلَيْهِ وَسَأَلَ هُوَ عَن اشْتِرَاط النِّيَّة للثَّواب الْمُتَرَتب على رُؤْيَة الْكَعْبَة فوافقته وَعَن الْمَنْع من دُخُول الْبَيْت للمتلبس بالنسك فأنكرته.

وَقد حضر عِنْدِي بعض الدُّرُوس وَأخذ القَوْل البديع فَكَتبهُ واستجازني لنَفسِهِ ولبنيه، وَحكى لي أَن وَالِده حكى لَهُ عَن جده لأمه الشَّمْس السُّبْكِيّ أَنه حصل لَهُ قبل مَوته ضَرَر فِي عَيْنَيْهِ وَأَنه حج فاتفق أَنه عثر فِي شخص فَقَالَ لَهُ أَنْت أعمى قَالَ نعم قَالَ فَاذْهَبْ إِلَى الْمُلْتَزم واسأل الهل فِي رد بَصرك تجب وَأَنه فعل وَلما فرغ وَأَرَادَ الِانْصِرَاف وتهيأ ليقوم أَصَابَهُ جِدَار الْبَيْت أَو عتبَة الْبَاب فَنزل الدَّم وَأبْصر، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده، واشتغل وتميز بذكائه ولطف عشرته وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب بعد ابْن الحلاوي ببذل كثير وَطلب للقاهرة فاعتنى بِهِ قانصوه الشَّامي بِحَيْثُ تَأَخّر الطّلب عَنهُ وَرجع صحبته فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين. وَنعم الرجل فَهُوَ الْآن أشبه قُضَاة حلب فِيهِ رياسة وحشمة وفضيلة.

587 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْمُقْرِئ الْحَنَفِيّ. / مِمَّن انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء كراجح الْمَاضِي. وَكَانَت وَفَاته سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو ثَلَاثِينَ سنة.

588 -

مَحْمُود بن مَحْمُود بن عَليّ الحسني الْحُسَيْنِي العباسي الْأَصْفَهَانِي الْكرْمَانِي وَيعرف بماشاده. / ورد عَليّ وَأَنا بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ استدعاء طلب فِيهِ الْإِجَازَة لَهُ ولولديه ولبني أَخِيه ولجماعة من أَصْحَابه فَكتبت لَهُ بِمَا أوردت بعضه فِي الْكَبِير.

589 -

مَحْمُود بن مصطفى الْجمال التركماني القرماني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. اسْتَقر بعده فِي مشيخة تربة قجا خَارج بَاب الْوَزير وتلقاها بعد مَوته الْأمين الأقصرائي وَكَذَا اسْتَقر بعد أَبِيه فيت دريس الْأَمِير بلاط السيفي الجاي.

590 -

مَحْمُود بن مغيث الخلجي / صَاحب مندوة من الْهِنْد والمدرسة الَّتِي أَنْشَأَهَا بِمَكَّة عِنْد بَاب أم هَانِئ بل تعرف بدارها وَقرر فِي مشيخة التدريس والْحَدِيث بهَا إِمَام الْحَنَفِيَّة الشَّمْس البُخَارِيّ. وَمَات سنة بضع وَسبعين فاستقر بعده فِي

ص: 148

السلطنة ابْنه غياث الدّين ويذاكر أَبوهُ بِصَدقَة وإكرام للوافدين عَلَيْهِ وَكَانَت لَهُ دشيشة هائلة بِمَكَّة فَانْقَطَعت بعد مَوته وَيُقَال أَن أَبَاهُ كَانَ وزيرا.

591 -

مَحْمُود بن هرون بن عبد السَّلَام بن سهلان التقي بن روح الدّين بن الْأمين الخنجي. /)

قَالَ الطاووسي صحبته واستفدت مِنْهُ وَأَجَازَ لي فِي سنة ثَمَان عشرَة وَوَصفه بشيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بَقِيَّة الْأَوْلِيَاء العاملين وجده بشيخ الْإِسْلَام صَاحب الكرامات الظَّاهِرَة.

592 -

مَحْمُود بن يُوسُف بن مَسْعُود الْكَمَال العجمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَأُخْته الشاعرة وَيعرف بِابْن شيرين / بِمُعْجَمَة مَكْسُورَة وآخرة نون. حفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع والمنار وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَبعد عرضه كَانَ مِمَّن نزله الْمُؤَيد فِي مدرسته حِين حَضرته لذَلِك بعد اختباره وسرده من كِتَابه الْمجمع مَا اقْتضى لَهُ تَنْزِيله واشتغل عِنْد قاري الْهِدَايَة وَحضر دروس الشَّمْس بن الديري وَولده وَسمع الْيَسِير. وَهُوَ مِمَّن كتبه صاحبنا ابْن فَهد فِي استدعائه المؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ فِيهِ خلق، وَجلسَ عِنْد زوج لأمه بحانوت الجورة شَاهدا وَكَذَا فِي غَيره وتميز فِي الْفَضِيلَة وبرع فِي الصِّنَاعَة وناب عَن السعد بن الديري فَمن بعده بالجورة وَغَيرهَا وَكَانَ مَعَ شيخوخته وَقدمه يزاحم الرُّسُل وَرُبمَا يسْتَأْجر بَعضهم على قدر معِين ثمَّ يكون هُوَ الْمُقَرّر لحصتهم مَعَ الأخصام. وَقد ابتنى ملكا بالحبالين وَلم يحصل على طائل. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين عَن بضع وَسبعين رحمه الله وَعَفا عَنهُ، وَمِمَّنْ تدرب بِهِ المحيوي عبد الْقَادِر بن مظفر ففاق أَصله وَبَلغنِي أَن شيرين الْمَنْسُوب إِلَيْهِ هُوَ شيخ الخانقاه البيبرسية المتوفي كَمَا على لوح قَبره فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشرى جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَسَماهُ مُحَمَّدًا، وَكَذَا أرخه المقريزي وَقَالَ أَنه اسْتَقر بعده فِي المشيخة النَّجْم الْمَلْطِي فَلم يلبث أَن مَاتَ يَعْنِي فِي ذِي الْقعدَة من السّنة وَكَانَ حنفيا وَكَذَا فِيمَا أَظن شيرين وَلَكِن قَرَأت فِي ذيل العبر للعراقي فِي السّنة وَالشَّيْخ الإِمَام الشّرف الوَاسِطِيّ شيخ الخانقاه الركنية بيبرس وَكَانَ لَهُ نظم حسن سَمِعت مِنْهُ وَيحْتَاج إِلَى النّظر فِي التئام هَذَا مَعَ مَا قبله وَاحْتِمَال كَونه أحد اللَّذين قبله بعيد وَكَذَا يبعد إِرَادَة الرِّبَاط بالبيبرسية من هَذِه الْعبارَة.

593 -

مَحْمُود بن يُوسُف الْجمال الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / صاهر خير الدّين الشنشي على ابْنَته فَاطِمَة ابْنة فَاطِمَة ابْنة أبي هُرَيْرَة بن النقاش فأولدها ابْنه أكمل الدّين مُحَمَّدًا.

594 -

مَحْمُود بن بهاء الدّين الكيلاني وَيعرف بخواجا سُلْطَان. / مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

595 -

مَحْمُود الزين بن الدويك / أحد رُؤُوس مباشري حرم الْقُدس. ذكر

ص: 149

عِنْدِي بالديانة وإجادة)

الْفَرَائِض والحساب وَحسن الشكالة وَعظم اللِّحْيَة. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين.

596 -

مَحْمُود الشّرف الطرابلسي / خطيبها. مِمَّن قتل حِين خرج النَّائِب على رَعيته فِي طرابلس سنة اثْنَتَيْنِ.

597 -

مَحْمُود الشَّمْس التمجاني بتاء مثناة ثمَّ مِيم ثمَّ جِيم وَآخره نون العجمي / التَّاجِر بِمَكَّة.

مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة السبت مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رحمه الله.

598 -

مَحْمُود ملاصفي الدّين الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي تلميذ غياث الدّين / الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ هُنَاكَ سِيبَوَيْهٍ الثَّانِي وَلذَا قيل لهَذَا التلميذ سِيبَوَيْهٍ الثَّالِث، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل نب حسن الصفوي الْمَاضِي وترجمه لي وَأَنه حَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين.

599 -

مَحْمُود خَان الطقتمشي المغلي من ذُرِّيَّة جنكز خَان. / كَانَت السلطنة باسمه وَهُوَ مَعَ اللنك لَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء وَحضر مَعَه قتال الشَّام وَغَيرهَا وَلما رجعُوا مَاتَ فِي سنة خمس قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية. مُخْتَصّ الطواشي.

600 -

مخدم بن عقبل بن وبير بن نخبار / أَمِير الينبوع وَليهَا بعد معزى وَقتل فِي صفر سنة تسع وَخمسين وَاسْتقر بعده فِي الأمرة هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الضويمر.

601 -

مخدوم بن برهَان الدّين الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن أَقرَأ الطّلبَة وَأخذ عَنهُ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان رَاجِح الْمَاضِي وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَاضلا. مَاتَ فِي سنة تسعين عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَإنَّهُ جلس مَحل دَفنه وَكَانَ بَيته وَمحل إقرائه فَإِنَّهُ عمله مدرسة.

602 -

مُدْلِج بن عَليّ بن مُحَمَّد نعير بن حيار بن مهنا / أَمِير الْعَرَب، وَليهَا بعد أَخِيه عذرا.

وَقتل فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن بضع وَعشْرين سنة وَدفن بشمالي جبرين. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا ولخصه شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أَمِير آل فضل وَكَانَ ولي إمرة الْعَرَب بعد أَخِيه وَدخل فِي الطَّاعَة ثمَّ وَقع بَينه وَبَين ابْن عَمه قرقماس قَاتل أَخِيه غدرا الْوَقْعَة الْمَذْكُورَة فِي الْحَوَادِث وَقتل هَذَا.

603 -

مَدين بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن يُونُس الْحِمْيَرِي المغربي ثمَّ الأشموني القاهري الْمَالِكِي وَالِد أبي السُّعُود الْآتِي. / أَصله من الْمغرب من بَيت كَبِير مَعْرُوف بالصلاح وَالْعلم فانتقل جد وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة وَسكن أشموم جريس بالغربية وغالب أَهلهَا إِذْ ذَاك نَصَارَى وَبهَا عدَّة كنائس فولد لَهُ ابْنه مُحَمَّد فَنَشَأَ على طَريقَة حَسَنَة واجتهد فِي هدم تِلْكَ)

الْكَنَائِس وَبنى بهَا زَاوِيَة

ص: 150

استوطنها الْمُسلمُونَ حَتَّى كَانَ مولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فحفظ الْقُرْآن ومختصر الشَّيْخ خَلِيل وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الأقفهسي والبساطي وَحضر مواعيد السراج البُلْقِينِيّ وتسلك بِأبي الْعَبَّاس الزَّاهِد وانتفع بهديه وإرشاده بعد أَن اجْتمع بِجَمَاعَة وخدمهم فَمَا أثر، ولازم التَّقْوَى وَالذكر والانجماع على الطَّاعَة إِلَى أَن ترقى وأشير إِلَيْهِ فِي حَيَاة شَيْخه بل كَانَ شَيْخه يجله ويعتمد عَلَيْهِ وَبعد وَفَاته بِمدَّة صَار يجلس فِي جَامِعَة بالمقسم ثمَّ انْتقل لزاوية صَاحبه عبد الرَّحْمَن بن بكتمر الْمَاضِي بِالْقربِ من جَامع شيخهما الْمَذْكُور إِلَى أَن بنيت لَهُ بجوارها زَاوِيَة هائلة فِي الْحسن والنظارة قل أَن يَبْنِي شيخ أَو عَالم نظيرها وأقيمت بهَا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَحِينَئِذٍ كثرت أَتْبَاعه وانتشر الآخذون عَنهُ فِي الديار المصرية وَكثير من الْقرى وَصَارَ الأكابر فَمن دونهم يهرعون لزيارته والتبرك بِهِ وواصلون الْفُقَرَاء بِالْبرِّ والإنعام وَالشَّيْخ بالهدايا والتحف حَتَّى أثرى وَكَثُرت أملاكه وأراضيه وَعظم الِانْتِفَاع بِهِ وبشفاعاته لمبادرة أَرْبَاب الدولة إِلَى قَضَاء مآربه حَتَّى قل أَن ترد لَهُ رِسَالَة، وَمِمَّنْ صَحبه وَانْقطع إِلَيْهِ وتخلى عَمَّا كَانَ فِيهِ من الأشغال والتفرغ لَهُ الزين عبَادَة الْمَالِكِي وراج أَمر الشَّيْخ كثيرا بِهِ كَمَا وَقع لأبي الْعَبَّاس السرسي مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ والمحيوي الدماطي وَمن لَا أحصرهم من الْعلمَاء والأجلاء فضلا عَن من دونهم وَصَارَت زاويته جَامِعَة للمحاسن، وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وتلقنت مِنْهُ الذّكر على طريقتهم قَدِيما مرّة بعد أُخْرَى وَعرض عَلَيْهِ أخي بعض محافيظه وَكَانَ كثير الْميل إِلَيّ والمخاطبة لي بالشيخ شهَاب الدّين بِحَيْثُ يتَوَهَّم من حضر مِمَّن لم يلحظ أَنه غالط وَقَامَ مرّة على الولوي البُلْقِينِيّ منتصرا لي، وَنعم الشَّيْخ كَانَ جلالة وسمتا ووقارا وبهاء وعقلا ومراقبة وملازمة للطاعة واتباعا للسّنة وجمعا للنَّاس على ذكر الله وطاعته واقتدارا على الْعِبَادَة واستحضارا لكثير من فروع مذْهبه ولجملة من الْمُتُون حَتَّى أَنه سَأَلَ شَيخنَا عَن حَدِيث حسنوا نوافلكم فبها تكمل فرائضكم وَقَالَ لَهُ شَيخنَا مَا أعلمهُ فَقَالَ الشَّيْخ قد ذكره التَّاج الْفَاكِهَانِيّ وَعَزاهُ لِابْنِ عبد الْبر فَقَالَ شَيخنَا يُمكن إِلَى غير ذَلِك من النَّوَادِر والأشعار الرقيقة وسر الصَّالِحين وكراماتهم بِحَيْثُ لَا تمل مُجَالَسَته مَعَ لطيف ممازجة وفكاهة وَأما فِي تَحْقِيق مَذْهَب الْقَوْم فَهُوَ حَامِل رايته والمخصوص بصريحه وإشارته مَعَ أَنه لم يكن يتَكَلَّم فِيهِ إِلَّا بَين خواصه وَله الْخِبْرَة التَّامَّة فِي استجلاب خواطر الْكَبِير وَالصَّغِير ومخاطبة كل بِمَا يَلِيق بِهِ ومذاكرته فِيمَا يخْتَص بمعرفته وكرامات)

يتداولها أَصْحَابه مِنْهَا أَنه عَاد الْعلم البُلْقِينِيّ فِي مرض أيس فِيهِ مِنْهُ فَقَالَ

ص: 151

تعافى وتفتى وتصنف وتقضى فَكَانَ كَذَلِك وَذكره لَهُ مرّة مَجِيء أبي الْخَيْر النّحاس فَقَالَ يَأْبَى الله والمؤمنون ذَلِك فَلم يَجِيء إِلَّا بعد مَوته وَمَا بلغ قصدا وجاءه ابْن البرقي على لِسَان الْجمال نَاظر الْخَاص ليَتَكَلَّم بِمَا يحصل بِهِ رواج الولوي الأسيوطي فِي تَوْلِيَة السُّلْطَان لَهُ الْقَضَاء وبصرف ابْن البُلْقِينِيّ فَقَالَ إِذا كَانَ هَذَا الْحَال مَعَ ابْن البُلْقِينِيّ فَكيف بِمن وَمن لم يجب، وجاءه الْكَمَال إِمَام الكاملية ليودعه عِنْد سَفَره للحجاز فِي بعض حجاته فَقَالَ خلْوَة أحسن من هَذِه السفرة، فِي إشباه لهَذَا مِمَّا يقْصد بِهِ النصح والإرشاد كتسمية عبد الْقَادِر الوفائي بالجفائي، وَقد مكث دهرا إِلَى حِين وَفَاته لَا تفوته التَّكْبِيرَة الأولى من صَلَاة الصُّبْح وَيمْكث فِي مُصَلَّاهُ وَهُوَ على طَهَارَة إِلَى أَن يرْكَع الضُّحَى وَرُبمَا جلس بعد ذَلِك وَالْأَمر وَرَاء هَذَا. تعلل أَيَّامًا وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع ربيع الول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالشارع الْمُقَابل لجامع شَيْخه بِمحضر خلائق كثيرين وَدفن بزاويته وتأسف أنَاس على فَقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.

604 -

مُرَاد بك بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن با يزِيد بن مُرَاد بن أرخان بن عُثْمَان الملقب غياث الدّين كرشجي / وَمَعْنَاهُ الوتري نِسْبَة للوتر لكَون أَبِيه مازحه يَوْمًا قَائِلا لَهُ مَا حالك مَعَ إخْوَتك بعدِي فَقَالَ أخنقهم بالوتر فَضَحِك وَأَعْجَبهُ وَقَالَ لَهُ عَافِيَة كرشجي فتم عَلَيْهِ ابْن يلدرم با يزِيد بن مُرَاد بك أرخان بن عَليّ أردن بن أرخان بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان جق صَاحب بِلَاد جَمِيع الأوجات والبلاد الَّتِي مَا وَرَاء بَحر الرّوم من الْمضيق بأسرها وَمن ذَلِك بر إصطنبول بأسره وبر صاوبولي وأدرنة وَهِي كرسيه الَّذين يُقيم بِهِ، ووالد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيُقَال لكل من مُلُوكهمْ خوندكار وَيعرف بِابْن عُثْمَان. ولد فِي حُدُود عشر وَثَمَانمِائَة وَملك بعد أَبِيه فِي سنة أَربع وَعشْرين وطالت أَيَّامه وَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَصَارَ من عُظَمَاء مُلُوك الرّوم وَأهْلك الله على يَدَيْهِ ملكا عَظِيما من مُلُوك بني الْأَصْفَر كَمَا أرخته فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، أَقَامَ فِي الْملك بعد أَبِيه دهرا أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ قَائِما بِدفع الْكفَّار والتوجه لغزوهم مَعَ سذاجة فِيمَا عدا الْحَرْب وانهماك فِي لذاته ومحبة فِي الْعلمَاء ومآثره كَثِيرَة وأحواله فِي الطَّرفَيْنِ شهيرة. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خير مُلُوك زَمَانه حزما وعزما وكرما وشجاعة. مَاتَ فِي سَابِع الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَملك عَبده ابْنه عَفا الله عَنْهُمَا.

605 -

المرتضى بن يحيى بن أَحْمد شرف الْإِسْلَام الْهَادِي السّني الشَّافِعِي. / كَانَ فِي سنة)

إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.

ص: 152

606 -

مرجان الأرفي برسباي شاد السواقي يُقَال لَهُ سِتّمائَة / اشْتغل فِي الْحساب والهيئة والهندسة والميقات وَصَحب عبد الْقَادِر بن همام الْمَاضِي وَكَانَ يَجِيء مَعَه للسماع على شَيخنَا.

مَاتَ وَقد أسن فِي سنة أرعب وَتِسْعين وَخلف مَوْجُودا كثيرا من كتب وَغَيرهَا.

607 -

مرجان التَّقْوَى الظَّاهِرِيّ / وَولي مشيخة الخدام بعد سرُور الطربيهي سنة أَربع وَسبعين إِلَى أَن عزل فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده إينال الْفَقِيه.

608 -

مرجان الرُّومِي الشريف تَاجر السُّلْطَان فِي المماليك ونزيل بَيت قراجا / بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر. كَانَ ذَا وجاهة وشكالة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بسبيل المؤمني، ثمَّ دفن بتربة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي عَفا الله عَنهُ.

609 -

مرجان الْعَيْنِيّ / زمَان الْأَشْرَف ثمَّ النَّاصِر صاحبا الْيمن بل ولي إمرة زبيد. مَاتَ فِي سنة أرعب عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

610 -

مرجان الزين العادلي المحمودي الحبشي الحصفي الطواشي. / أَصله من خدام الْعَادِل سُلَيْمَان صَاحب حصن كيفا اشْتَرَاهُ ورباه وأدبه وَأعْتقهُ واختص بِهِ. فَلَمَّا مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين خرج من الْحصن وَهُوَ فَقير فدار الْبِلَاد كفقراء الْعَجم وَدخل أذربيجان وَغَيرهَا وقاسى فقرا لكنه تأدب وتهذب بالأسفار إِلَى أَن قدم الْبِلَاد الشامية فاتصل بخدمه تعزى بردى المحمودي وَغَيره على حَاله فِي الْبُؤْس والقلة حَتَّى صَار من جملَة خدام الطباق بالقلعة ثمَّ مقدم بَعْضهَا فحسنت حَاله وَملك فرسا وَصَارَ يعلف الدَّجَاج ويقدمه لمقدم المماليك ونائبه ثمَّ لمغلباي طاز وَزَاد فِي التَّرَدُّد غليه إِلَى أَن قفز بِهِ الظَّاهِر جقمق وَعَمله نَائِب الْمُقدم بسفارته بعد توقفه فِي ذَلِك ثمَّ رقاه للتقدمة فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة ثمَّ عَزله الْأَشْرَف إينال ثمَّ أُعِيد ببذل وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أَمِير الأول فَسَاءَتْ سيرته وَرجع فصادر من كَانَ هُوَ مَعَه كالخادم وَله عَلَيْهِ من الأيادي مَا لَا يُوصف بِالضَّرْبِ وَالْمَال. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَقد قَارب السِّتين وَكَانَ جسيما طوَالًا أسود اللَّوْن ظَالِما عسوفا طماعا مُسْرِفًا على نَفسه سَيِّئَة من سيئات الدَّهْر وغلطاته اشْتَمَل على قبائح أنزه قلمي عَنْهَا وتبدل مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي أول مُبَاشَرَته التقدمة من المحاسن نسْأَل الله حسن الخاتمة.) (سقط)

ص: 153

(سقط) مَاتَ فَجْأَة فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَدفن بالمرجوشية رحمه الله وإيانا.

613 -

مَرْزُوق أَبُو جميلَة الناتوتي التكروري نزيل الْقَاهِرَة / وَأحد المعتقدين لكثيرين. مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ.

614 -

مرزه شاه بن الطاغية تيمور. / قتل فِي سنة ثَلَاث بِدِمَشْق على يَد الْعَسْكَر الْمصْرِيّ.

615 -

مرشد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين بن نَاصِر الدّين بن التقي الحسني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ. / نَاسخ من أقرباء بَيت ابْن السَّيِّد عفيف الدّين مجيد صَنْعَة التجليد والتذهيب وَنَحْوهمَا اشْتغل قَلِيلا ولازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة حَتَّى قَرَأَ عَليّ القَوْل البديع واستجلاب ارتقاء الغرف من نسختيه وتكررت كِتَابَته لأولهما وَسمع مني وَعلي أَشْيَاء، وَهُوَ سَاكن فهم يتكسب بالنساخة وَنَحْوهَا أَكثر أوقاته مقل بِحَيْثُ تكَرر سَفَره للهند للاسترزاق وسافر فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا هُنَاكَ بعد كِتَابَته عدَّة من تصانيفي ودامت غيبته.

مرشد بن عِيسَى. / مضى فِي مُحَمَّد.

616 -

مرداد بن مُحَمَّد الزغيمي الجزائري. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.

617 -

مرعي بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عَسَاكِر الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي تلميذ ابْن الأقيطع فَاضل / انْتفع بملازمة الْمشَار إِلَيْهِ وشارك فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن غَيره قيلا وَحضر عِنْدِي كثيرا من)

الدُّرُوس والإملاء وَكَذَا حضر عِنْد الخيضري وَحج وَلَا بَأْس بِهِ.

618 -

مرعي بن عَليّ الْبُرُلُّسِيّ التَّاجِر وَالِد عَليّ وَمُحَمّد الماضيين. / مَاتَ فِي.

619 -

مساعد بن حَامِد بن مساعد المصراتي المغربي الْمَالِكِي / أحد فضلائهم. تفقه بِجَمَاعَة كأحمد القسيطي المرابط المتوفي بِمَكَّة فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وبأبي الْقسم الهزبري المتوفي بطرابلس الْمغرب فِي هَذَا الأوان أَيْضا وَله اشْتِغَال

ص: 154

بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق وَبَعض الْأُصُول وتعانى التِّجَارَة وَتردد إِلَى الْحجاز مرَارًا وَحج وجاور وَكَانَت أغلب إِقَامَته بِمصْر رَأَيْته بهَا. وَمَات بِالْهِنْدِ بعيد السّبْعين تَقْرِيبًا.

620 -

مساعد بن ساري بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن الهواري الْمصْرِيّ السخاوي نزيل دمشق. / ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَطلب بعد كبره فَقَرَأَ على الصّلاح العلائي وَالْوَلِيّ المنفلوطي والبهاء بن عقيل والأسنوي وَغَيرهم وَمهر فِي الْفَرَائِض والميقات وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره ثمَّ سكن دمشق وَانْقطع بقرية عقربا وَكَانَ الرؤساء يزورونه وَهُوَ لَا يدْخل الْبَلَد مَعَ أَنه لَا يَقْصِدهُ أحد إِلَّا أَضَافَهُ وتواضع مَعَه وَكَانَ دينا متقشفا سليم الْبَاطِن حسن الملبس مستحضرا لكثير من الْفَوَائِد وتراجم الشُّيُوخ الَّذين لَقِيَهُمْ دميم الشكل جدا، وَله كتاب فِي الْأَذْكَار سَمَّاهُ بدر الْفَلاح فِي أذكار الْمسَاء والصباح، وَمَات بقرية عقربا شَهِيدا بالطاعون سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لشَيْخِنَا الزمزمي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.

621 -

مساعد بن عَليّ بن فلاح بن سعيد بن مسعبر بن مُعْجم بن بطة بن الْمُرْتَفع بن عَليّ بن عمر بن عبد الْخَثْعَمِي الباشوتي وَهُوَ وَاد الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن ليلى. / ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقَالَ الشّعْر وَكتب عَنهُ القاعي قصيدة أَولهَا:

(قَالَ ابْن ليلى قَول ثَانِي شَاعِر

حُلْو الروايا نذني لزامها)

622 -

مُسَافر بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ القاهري الصُّوفِي. / ذكره شيخناف ي مُعْجَمه وَقَالَ أَنْشدني لنسفه مواليا فِيمَا كتبه لي وَقد فَاتَتْهُ النَّفَقَة الشامية بالخانقاه فِي شهور سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ:

(غوادي الْغَيْث من كفيك منغدقه

قطر الْغَمَام كسيل الْبَحْر مندفقه)

(إِن كَانَ مَالِي حصل شامية النفقه

عَسى من الْفضل يحصل شَيْء من الصدقه)

مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.) :::

623 -

مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْمجد أَو الْمُوفق أَو الولوي أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو المحاسن بن الشَّمْس بن الْعِزّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي. ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فقد رَأَيْت لَهُ حضورا فِي الثَّالِثَة فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة ثَلَاث واربعين فَمَا بعْدهَا على الْجمال الكازروني والمحب المطري وَأبي الْفَتْح المراغي فِي آخَرين مِمَّن أجَاز بل سمع عَلَيْهِم أشيا وَكَذَا سمع على زَيْنَب ابْنة اليافعي، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا والمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّمْس

ص: 155

البالسي واشتغل على أَبِيه وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على السَّيِّد عَليّ الْمكتب، وَكَانَ وحيها أحد شُهُود الْحرم وَيتَكَلَّم فِي دشيشة الظَّاهِر جقمق، وصاهر أَبَا الْفرج الكازروني على ابْنَته واستولدها عدَّة أَبنَاء. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين قبل إِكْمَال الْخمسين رحمه الله وإيانا.

624 -

مسرور الحبشي وَيعرف بالشبلي شيخ الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. / مَاتَ معزولا لعَجزه فِي سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

625 -

مَسْعُود بن إِبْرَهِيمُ النَّقِيب اليافعي. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

626 -

مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن جمال الْهِنْدِيّ الكنبايتي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

627 -

مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الركراكي ثمَّ المصمودي المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة / لَقِيَنِي بهَا فَقَرَأَ عَليّ موطأ إِمَامه قِرَاءَة تدبر واستيضاح وَكَذَا الشَّمَائِل وَالْقَوْل البديع من تصانيفي وألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لشَيْء مِنْهَا فِي تَارِيخ الْمَدِينَة. وَهُوَ إِنْسَان فَاضل مفنن مُتَقَدم فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه كثير الاستحضار للْمَذْهَب مَعَ التَّوَجُّه والانجماع وَكَثْرَة الصمت والتقلل والطي غَالب الدَّهْر وَالثنَاء عَلَيْهِ بَين الْمَدَنِيين مستفيض وَرُبمَا أَقرَأ الْفِقْه والعربية، وَكَانَ قدومه الْمَدِينَة فِي موسم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَهُوَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ مِمَّن زَاد على الثَّلَاثِينَ وَقد قَرَأَ على السَّيِّد السمهودي أَشْيَاء ولازم مجْلِس القَاضِي الْمَالِكِي الشمسي ثمَّ وَلَده وَتزَوج بعد مفارقتنا لَهُ فِي بَيت ابْن صَالح برغبة من أَبِيهَا فِيهِ وتعب مَعهَا بِحَيْثُ احْتَاجَ للمجيء إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الركب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقَرَأَ عَليّ حِينَئِذٍ مُسْند الشَّافِعِي وَغَيره بحثا وَرِوَايَة، وَسمع عَليّ بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ مُؤَلَّفِي فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس، وسافر الصَّعِيد فَحصل من ابْن عمر وَغَيره مَا تجمل بِهِ فِي الْجُمْلَة وَرجع فلقيني

بالحرمين أَيْضا وأعطيته نُسْخَة من المناقب والتمست مِنْهُ قرَاءَتهَا بقبة الْعَبَّاس فورد عَليّ كِتَابه أَنه فعل وَظَهَرت ثَمَرَة ذَلِك بنزول الْغَيْث الْكثير وَحُصُول الْبركَة وَجَاءَنِي كِتَابه بعد ذَلِك فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين وَكلهَا مؤذنة بمزيد الْحبّ وَحسن الِاعْتِقَاد والأوصاف الجليلة وَقد تكَرر اجتماعه بِي سِيمَا بِالْمَدِينَةِ حِين كوني بهَا فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع عَليّ أَشْيَاء وَنعم الرجل.

628 -

مَسْعُود بن شعْبَان بن إِسْمَعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَعِيل بن مَسْعُود بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد بن هبة الله الشّرف أَبُو عبد الله الحساني الطَّائِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: أَصله من دير حسان وَنَشَأ فتفقه قَلِيلا ثمَّ صَار يَنُوب فِي أَعمال الْبر عَن الْقُضَاة ثمَّ ولي قَضَاء حلب عوضا عَن ابْن أبي الرضي ثمَّ عزل ثمَّ

ص: 156

أُعِيد ثمَّ عزل بِابْن مهَاجر سنة تسعين وَسَبْعمائة ثمَّ ولاه الشهَاب الزُّهْرِيّ قَضَاء حمص، وَكَانَ جَاهِلا مقداما يعرف طرق السَّعْي وَله دربة فِي الْأَحْكَام واشتهر بِأخذ المَال من الْخُصُوم فَحكى لي نَائِب الحكم جمال الدّين بن الْعِرَاقِيّ الْحلَبِي وَكَانَ خصيصا بِهِ أَنه أوصاه أَن لَا يَأْخُذ من أحد من الْخَصْمَيْنِ إِلَّا من يتَحَقَّق أَنه الْغَالِب وَسَار مَعَ كمشبغا لما توجه للظَّاهِر عِنْد خُرُوجه من الكرك فَلم يزل صُحْبَة الظَّاهِر إِلَى أَن دخل الْقَاهِرَة فرعى لَهُ ذَلِك فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ قدمه فِي الْملك ولاه قَضَاء دمشق بعد قَضَاء حمص وَكَذَا ولي فِي الْفِتْنَة أَيْضا قَضَاء دمشق وَغَيرهَا وتنقل فِي الولايات إِلَى أَن اسْتَقر بطرابلس وَمَات بهَا فِي رَمَضَان سنة تسع قَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية بعد أَن عزل وَلَكِن لم يبلغهُ ذَلِك ظنا قَالَ وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا محتشما عِنْده مَكَارِم أَخْلَاق ومداراة للدولة ومحبة للْعُلَمَاء وَأنْشد عَنهُ نظما لغيره.

629 -

مَسْعُود بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزواوي وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ذكره ابْن فَهد مُجَردا وكتبته هُنَا تخمينا.

630 -

مَسْعُود بن عبد الله عَتيق ابْن مَرْوَان. / شيخ روى عَن الْمَيْدُومِيُّ سمع مِنْهُ التقي القلقشندي بالخليل فِي سنة أَربع.

مَسْعُود بن عمر بن مَحْمُود الْأَنْطَاكِي. / هَكَذَا سَمَّاهُ شَيخنَا فِي إنبائه، وَصَوَابه مَحْمُود وَقد مضى.

631 -

مَسْعُود بن قنيد بن مِثْقَال الحسني حسن بن عجلَان / وَزِير مَكَّة وَابْن وزيرها.

632 -

مَسْعُود بن مبارك بن مَسْعُود بن خَليفَة بن عَطِيَّة المطبيز الْمَاضِي عَم أَبِيه عَطِيَّة. /

مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عِنْد أم أَوْلَاده ابْنة السلاوية وجده مَسْعُود هُوَ أَخُو عَطِيَّة الْوَاقِف.

633 -

مَسْعُود بن مُحَمَّد الكجحاني / رَسُول تمرلنك. قدم الْقَاهِرَة وباشر نظر الْأَوْقَاف فِي الدولة المؤيدية. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَسُمي وَالِده مَحْمُودًا وَقَالَ مرت سيرته فِي الْحَوَادِث وَهِي من أقبح السّير.

634 -

مَسْعُود بن مَحْمُود بن عَليّ الضياء بن النَّجْم بن الزين الشِّيرَازِيّ الميراثي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو المحمدين الماضيين وأسباط القطب الشِّيرَازِيّ. / سمع مني وَعلي فِي مَكَّة أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لشَيْء مِنْهَا فِي الْكَبِير.

مَسْعُود بن مَحْمُود الكجحاني. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد قَرِيبا.

635 -

مَسْعُود بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن سعد الدّين أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو عَليّ وَالِد أبي سعد مُحَمَّد الماضيين. / ولد قَرِيبا من

ص: 157

سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْجمال الأميوطي والنشاوري والشهاب بن ظهيرة والمحب النويري وَغَيرهم، قَالَ التقي الفاسي: وَأَقْبل على الِاشْتِغَال ولازم مجْلِس الْجمال بن ظهيرة كثيرا وتنبه فِي الْفِقْه وَكَانَ كثير الاستحضار لَهُ وللروضة وَرُبمَا أفتى لفظا مَعَ خير وديانة ومروءة، وَقَالَ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه أَنه حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ سَافر إِلَى الْيمن.

636 -

مَسْعُود الْأَزْرَق. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

637 -

مَسْعُود البركاتي الدوادار الْقَائِد فَتى السَّيِّد بَرَكَات. / مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

638 -

مَسْعُود الحبشي / مولى نَائِب الشَّام قجماس، مِمَّن ترقى فِي أَيَّامه وساتقر بِهِ مهتار الطشتخاناه وفراش الخزانة وَغير ذَلِك، وَكثر مَاله وخدمه وَسَائِر جهاته وَكَانَ سفيره عِنْد الْملك فِي مهماته لقُوَّة جنانه وإقدامه وَلذَا كَانَ مِمَّن امتحن بعد مَوته. ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بسوق الْخَيل بِدِمَشْق وَلزِمَ مَعَ ذَلِك التِّجَارَة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس يَوْم عَرَفَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَخلف عدَّة أَوْلَاد أفناهم الطَّاعُون فِي الَّتِي تَلِيهَا بِمصْر وَالشَّام وَيُقَال أَنه سم مَوْلَاهُ فَالله أعلم.

مَسْعُود رَسُول تمرلنك. / فِي ابْن مُحَمَّد.

639 -

مَسْعُود الصبحي نَائِب السَّيِّد حسن بن عجلَان / فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة لَعَلَّه على جدة فَإِنَّهُ ماطل الشريف أَحْمد بن مُحَمَّد بن عجلَان فِي حِوَالَة لَهُ عَلَيْهِ من عَمه حسن فَلَطَمَهُ فَأخْرجهُ عَمه بِسَبَب ذَلِك من مَكَّة. قَالَه ابْن فَهد.

مَسْعُود الطَّائِي قَاضِي طرابلس. / فِي ابْن شعْبَان. مَسْعُود المطيبيز. / فِي ابْن مبارك قَرِيبا.

640 -

مسلط بن وبير أَمِير يَنْبغ. / مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين.

641 -

مُسلم كمحمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزكي أَبُو الْمَعَالِي بن النُّور الأسيوطي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. / ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَغَيرهمَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل وقتا وَقَرَأَ على عَمه السَّيِّد الصّلاح مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ السُّيُوطِيّ أخي وَالِده لأمه يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَسمع عَليّ ابْن الكويك صَحِيح مُسلم وَغَيره وعَلى التقي الزبيرِي الرَّابِع من ثمانيات النجيب وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده لَكِن امْتنع القايات يمن استنابته مَعَ كَونه كَانَ من رفقائه فِي الشَّهَادَة بِجَامِع الصَّالح وَصَارَ يلوح بِشَيْء وَلما سَافر الصَّدْر بن روق جلس بالجورة وَأكْثر الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيره من التَّعْيِين عَلَيْهِ بل بَاشر

ص: 158

أَمَانَة الحكم عِنْد الْمَنَاوِيّ وقتا وَرُبمَا استنيب فِي الخطابة بِجَامِع القلعة لَا لفصاحته وَكَانَ يُبَالغ فِي خدمَة الْقُضَاة حَتَّى أَنه كَانَ يعْمل للْعلم البُلْقِينِيّ غَدَاة يَوْم توجه إِلَى المحمودية فيتكلف لذَلِك بِمَا استكثره القَاضِي وَمنعه مِنْهُ ليتوفر وَصَارَ بِأخرَة من قدماء النواب وَقد حدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَكَانَ ذَا دربة بِالْأَحْكَامِ حسن السياسة عَارِفًا بالتوقيع تَاما لعقل غير ذَاكر لما يكون بَينه وَبَين مستنيبه أَو أَتْبَاعه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين بعد أَن أجَاز فِي استدعاء بعض الْأَوْلَاد عَفا الله عَنهُ وإيانا.

642 -

مُسْند بن مُحَمَّد بن عبد الله أَخُو القطب الخيضري لِأَبِيهِ. / كَانَ على طَريقَة أسلافه فِي لِبَاس الْعَرَب وَحصل شَيْئا كثيرا فِي أَيَّام أَخِيه وَكَانَ قَائِما بِقَضَاء مآربه فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وينسبه للتقصير فِي شَأْنه. وَمَاتَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين ذَاك بِالْقَاهِرَةِ وَهَذَا بِدِمَشْق وَهُوَ أسنهما وأظن وَفَاته تَأَخَّرت عَنهُ فَإِنَّهُ أسْند وَصيته للسراج بن الصَّيْرَفِي وَلم يظْهر لَهُ كَبِير أَمر بِحَيْثُ قيل أَنه يزِيد على ألفي دِينَار واتهم بعض عِيَاله وَمَعَ لَك فمس الْوَصِيّ بعض الْمَكْرُوه وَلم يلبث أَن مَاتَ أَوْلَاده بالطاعون فَوضع النَّجْم ابْن أَخِيه يَده على مَا بَقِي لكَونه عصبته بل وَولده أَبُو

الْيمن كَانَ زوجا لابنتيه وَيحْتَاج كل هَذَا لتحرير.

643 -

مُشْتَرك القاسمي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر ابْن أستاذه إِلَى أَن تَأمر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نَاب بغزة غير مرّة ثمَّ توجه لدمشق على إمرة بهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَقيل أَن صَوَاب اسْمه أجترك كَمَا مضى فِي الْهمزَة وَلكنه هَكَذَا اشْتهر.

644 -

مشيط بن أشعل بن عَليّ الجدي. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة.

645 -

مشيعب بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ، من يصحب أُمَرَاء الراكز، وَدخل الْقَاهِرَة ونال بهَا برا.

وَمَات وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَيْهَا بالينبوع فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن بهَا. أرخهما ابْن فَهد.

646 -

مِصْبَاح الصُّوفِي. / مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

647 -

مصطفى بن تقطمر الزين أَبُو مُحَمَّد النظامي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن سمع الصَّحِيح فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على النَّجْم بن رزين بمدرسة الجاي ثمَّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشَّمْس الجلالي خَازِن المحمودية وَشَيخ الألجيهية الْكُبْرَى فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَذَا سمع عَلَيْهِ أَيْضا بِقِرَاءَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد القبيباتي الْمَعْرُوف

ص: 159

بِابْن فريفير وَأَظنهُ كَانَ من عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة.

648 -

مصطفى بن زَكَرِيَّا بن أبدغمش القرماني القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْجمال مَحْمُود الْمَاضِي، / وسمى شَيخنَا فِي إنبائه وَالِده عبد الله وَقَالَ أَنه شَارك فِي الْفِقْه والفنون ودرس للحنفية بالصرغتمشية يَعْنِي بعد الْجمال يُوسُف الْمَلْطِي وَقَررهُ سودون من زَاده فِي مدرسته أول مَا فتحت، زَاد غَيره أَنه اسْتَقر فِي مشيخة تربة الْأَمِير قجا السلحدار وَفِي تدريس الْأَمِير بِلَاد السيفي الجاي. وَحكى شَيخنَا فِي إنبائه من سنة سبع وَتِسْعين أَنه لما مَاتَ الْجلَال التباني رام وَلَده. مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَاسْتقر بعده فِي الصرغتمشية التفهني وَفِي السودونية الْبَدْر حسن الْقُدسِي وَفِي بَقِيَّة وظائفه ابْنه، وَله تصانيف مِنْهَا.

مصطفى بن عبد الله القرماني. / هُوَ الَّذِي قبله. (سقط)

أرخه ابْن فَهد.

653 -

مطرق نَائِب قلعة دمشق. / تواطأ مَعَ شيخ ويشبك حِين سجنهما النَّاصِر فِي سنة عشر بهَا حَتَّى أطلقهما فَقتل لذَلِك وَجِيء بِرَأْسِهِ.

654 -

مطيرق بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود

ص: 160

الْعمريّ الْمَكِّيّ أحد أَعْيَان القواد الْعمرَة ووالد حصيرة. / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين.

أرخه ابْن فَهد.

655 -

مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إِبْرَهِيمُ التركماني الْمُقْرِئ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا. / ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: الشَّيْخ الصَّالح الْوَلِيّ من خِيَار خلق الله قَرَأَ السَّبع على خَلِيل بن المشبب وَأخذ عني قَلِيلا وَانْقطع بالقرافة ثمَّ انْتقل إِلَى دير الطين ظَاهر مصر فَانْقَطع هُنَاكَ وأقرأ النَّاس وَهُوَ عديم النظير زهدا وورعا بَلغنِي أَنه توفّي سنة ثَلَاث كَذَا قَالَ وَالْحق أَنه من ذَاك الْقرن وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة تسع وَتِسْعين من إنبائه وأشرت لذَلِك فِي وَلَده من معجمي.

مظفر الشِّيرَازِيّ. / هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد.

657 -

معَاذ بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي كأبيه وجده. / سمع على جده لأمه الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي وَلم يقتف طَرِيق وَالِده فِي التشفع من بنيه سواهُ.

658 -

معَاذ بن مُوسَى بن فلَان بن معَاذ الطلخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / أَقَامَ فِي زَاوِيَة الْحَنَفِيّ ثمَّ صحب الْمَنَاوِيّ وَحضر دروسه وَزَاد وثوقه بِهِ بِحَيْثُ أَقَامَهُ فِي دواليبه وَكَانَ صَالحا قانعا، حج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وعاش بعده مُدَّة منجمعا عَن النَّاس بالجزيرة وَكَانَ يزورني أَحْيَانًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة شَيْخه الْمَنَاوِيّ بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي بالقرافة وَقد جَازَ السِّتين وَكَانَ أَبوهُ صَالحا أَيْضا بِحَيْثُ كَانَ الْمَنَاوِيّ حِين تَقْرِير القَوْل بِوُجُوب تعلم أمراض الْقُلُوب وأدويتها على كل مُسلم إِلَّا من أُوتِيَ قلبا سليما يمثل بِهِ فَيَقُول كالشيخ مُوسَى. شهد بعض الْغَزَوَات مَعَ عبد الرَّحْمَن العجمي. وَمَات بِبَلَد الْخَلِيل رحمهمَا الله وإيانا.

659 -

معتوق بن عمر بن معتوق بن الشَّيْخ إِبْرَهِيمُ بن يُوسُف الشهير بالصفوى بن عمر بن عبد الرَّحْمَن قوام الدّين بن الطفونحي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ثمَّ القاهري. / ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة وَكَانَ يذكر أَنه لبس الْخِرْقَة من الشريف عبد الرَّزَّاق بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعِمَاد أبي صَالح نصر بن عبد الرَّزَّاق ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني بلباسه لَهَا من أَبِيه فَالله أعلم ولبسها مِنْهُ الشَّمْس بن الْمُنِير وأرخه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين.

660 -

مَعْرُوف اليشبكي الحبشي الظَّاهِرِيّ جقمق الطواشي / شاد الحوش اسْتَقر

ص: 161

فِيهَا بعد صندل الْهِنْدِيّ الطاهري فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ نَفَاهُ الْأَشْرَف قايتباي فِي ثَانِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين إِلَى قوص فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر رمضانها بألواح وَكَانَ من مساوئ أَبنَاء جنسه جرْأَة وإقداما وبلصا وحذقا عَفا الله عَنهُ، وَاسْتقر بعده فِي شادية الحوش سرُور الحبشي السيفي شرباش.

661 -

معزى بن هجار بن وبير بن نخبار الْحُسَيْنِي وَالِد دارج الْمَاضِي / وأمير الينبوع اسْتَقر

فِيهَا بعد موت صَخْر بن مقبل إِلَى أَن انْفَصل بِعَمِّهِ هلمان بن وبير ثمَّ أُعِيد بعد عَمه الآخر سنقر بن وبير ثمَّ انْفَصل بِعَمِّهِ الآخر مسلط بن وبير ثمَّ أُعِيد حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وَاسْتقر عوضه مخدم بن عقيل بن وبير وَقد لقِيت صَاحب التَّرْجَمَة بِمحل ولَايَته فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأطلق لي مَا كَانَ معي عَفا الله عَنهُ.

662 -

معزى الْعمريّ أَخُو الشريف رميثة ابْن صَاحب مَكَّة بَرَكَات بن حسن بن عجلَان. /

مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين بالخبت من نَاحيَة الْيمن وَجِيء بِهِ فَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة.

663 -

معقل بن حباس بن معقل الْجَعْفَرِي الغدامسي نِسْبَة لغدامس من عمل طرابلس الْمغرب المغربي الْمَالِكِي. / رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَذكر لي أَنه جَازَ الْخمسين فَيكون مولده تَقْرِيبًا سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا وَأخذ عَن إِبْرَهِيمُ الأخدري ولازمه بِحَيْثُ عرف بِهِ وَتكلم فِي الْوَعْظ وجال بِلَاد الْمغرب وَلَقي الشريف أَحْمد قَاضِي الْجَمَاعَة بالأندلس الْمُتَقَدّم فِي العقليات بِحَيْثُ كَانَ أَبُو الْفضل البجائي يُبَالغ فِي وَصفه بهَا سِيمَا الْمنطق قَالَ وَهُوَ الْآن مُنْفَصِل عَن الْقَضَاء فِي قيد الْحَيَاة بتلمسان حَتَّى تميز فِي الْفَضَائِل وتحرك لِلْحَجِّ قَدِيما فوصل إِلَى إسكندرية ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَن كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَقدم الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بِحَمْزَة وَأحمد بن عَاشر وطلع بِهِ إِلَى الْملك فَأعْطَاهُ مبلغا ثمَّ ركب الْبَحْر حَتَّى وصل مَكَّة فِي شعْبَان فدام بهَا حَتَّى حج، ولسعه عقرب أقعد مِنْهَا إِلَى أَن خرج مَعَ الْقَافِلَة لزيارة الْمَدِينَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة قبل أَن ينصل ثمَّ عَاد وجاور سنة أَربع وَتِسْعين ودام بهَا حَتَّى الْآن واقرأ الْفِقْه وقصدني غير مرّة للسلام.

664 -

معمر كمحمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي السراج أَبُو الْيُسْر بِفتْحَتَيْنِ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْمَاضِي جده وَإِخْوَته والآتي أبوهم. / ولد وَقت الْخطْبَة من يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشرى ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالأربعين النووية والرسالة الفرعية والألفية والملحة وعرضها والمنهاج الْأَصْلِيّ وَبَعض الْمُخْتَصر الفرعي، ولازم المحيوي عبد الْقَادِر قَاضِي مَكَّة

ص: 162

والشهاب أَحْمد بن يُونُس المغربي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَيَعْقُوب المغربي فِي الْفِقْه خَاصَّة وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة ولازم فِيهَا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض والمنطق وَأكْثر عَنهُ جدا بِحَيْثُ)

كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ يرجحه على جلّ جماعته أَو كلهم وَكَذَا لَازم فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا يحيى العلمي وَفِي الْفِقْه واالعربية السنهوري واختص باللقاني كثيرا ولازمه فِي الْفِقْه وَغَيره سِيمَا فِي مُقَابلَة شرح البُخَارِيّ وَفِي الْمنطق عبد المحسن الشرواني وَحضر عِنْد عبد الْمُعْطِي فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ بل اخذ أصُول الدّين عَن الكافياجي والمعاني وَالْبَيَان عَن الشرواني والتقى الحصني وأصول الْفِقْه عَن إِمَام الكاملية وَعلم الحَدِيث عَن كَاتبه وَأكْثر من ملازمته بِالْقَاهِرَةِ وبالحرمين وَقَرَأَ الْكثير وَسمع بل أجَاز لَهُ شَيخنَا وَخلق باستدعاء النَّجْم بن فَهد وَكثر انتفاه فِي ابْتِدَائه بِزَوْج أُخْته النُّور الفاكهي، وتميز فِي ذَلِك كُله بِحَيْثُ أَقرَأ فِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بِحَضْرَة ثَالِث شُيُوخه وَأمره وَأصْلح إِمَام الكاملية فِي شَرحه لَهُ بإشارته وَكَانَ عَالم الْحجاز البرهاني يصغي إِلَى مباحثه ويميل إِلَى كَلَامه ويعتمده فِي نقل مذْهبه وَغَيره وَعرض عَلَيْهِ اللَّقَّانِيّ النِّيَابَة فَأبى بل ترشح لقَضَاء بَلَده وَكَاد أمره فِيهِ أَن يتم والإنصاف أَنه فَوق هَذَا وَأذن لَهُ جلّ شُيُوخه فِي الإقراء والإفتاء وتصدى لذَلِك فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَكَذَا أَقرَأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين مجاورته بهَا وَفِي غَيرهَا وَكتب على الْقطر شرحا بديعا قرضه لَهُ غير وَاحِد من المعتمدين وَكنت مِمَّن قرضه وَحمل عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا استكتابا وَقِرَاءَة وَهُوَ الْآن مشتغل بِالْكِتَابَةِ على الْمُخْتَصر أوقفني على بعضه فَأَعْجَبَنِي وحضضته على إكماله، وَمَعَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفُنُون زَائِد البارعة فِي الْأَدَب حسن الْإِنْشَاء نظما ونثرا امتدحني بقصيدة يَوْم خَتمه قِرَاءَة الْجَوَاهِر والدرر من تصنيفي وَبِغير ذَلِك ونظم مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ كتابي من الْخِصَال الْمُقْتَضِيَة للإظلال بِمَا راق بِحَيْثُ أودعتها فِي التصنيف الْمشَار إِلَيْهِ بعد أَن أنشدها بحضرتي وَكتب عَليّ وجيز الْكَلَام شعرًا حسنا وراسلني بمطالعات فائقة بل كتب إِلَيّ يَوْم موادعتي:

(سَلام على دَار الْغرُور لِأَنَّهَا

مكدرة لذاتها بالفجائع)

(فَإِن جمعت بَين المحبين سَاعَة

فعما قَلِيل أردفت بالموانع)

كل ذَلِك مَعَ متانة عقل ومزيد احْتِمَال وتواضع وديانة وَشرف نفس وإنصاف وأدب، ومحاسنه جمة قَول بِمَكَّة فِي مَجْمُوعه مثله وَكنت عِنْده بمَكَان. مَاتَ بعد انْقِطَاع يَوْمَيْنِ بِمَرَض حاد ظهر يَوْم الْأَحَد مستهل صفر سنة سبع وَتِسْعين، وَحَضَرت دَفنه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وتأسفنا على فَقده رحمه الله وعوضه الْجنَّة)

ص: 163

(سقط)

معِين بن صفي الحسني الْحُسَيْنِي الإيجي. / هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد.

666 -

مغامس بن أَحْمد الزباع الحميضي الْمَكِّيّ / الْقَائِد الْكَبِير الْمُتَقَدّم بالشجاعة والفصاحة عِنْد بني عجلَان وُلَاة مَكَّة. مِمَّن ظلم الْحَاج ثمَّ تَابَ وتطلب بَرَاءَة الذِّمَّة وَلبس المرقعة وساح باكيا على مَا فرط مِنْهُ وَصَحب عمر العرابي ورافقه إِلَى الْيمن ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَخير نِسَاءَهُ وتعلل وأصابته جِرَاحَة فِي رجلَيْهِ فَكَانَ يُعِيد مَا يخرج مِنْهَا من الدُّود إِلَيْهَا وَيتَوَجَّهُ إِلَى الله أَن لَا يَمُوت إِلَّا بِحَضْرَة شَيْخه الْمشَار إِلَيْهِ فَأُجِيب فَإِنَّهُ تَمَادى فِي الضعْف خَمْسَة أشهر وَوصل الشَّيْخ لمَكَّة فَمَاتَ بِحَضْرَتِهِ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة من أثْنَاء هَذَا الْقرن. طوله ابْن فَهد وَفَاتَ الفاسي.

667 -

مغلباي طاز الأبو بكري المؤيدي / شيخ من صغَار مماليكه ثمَّ صَار بعده خاصكيا ثمَّ أمره الْأَشْرَف إينال عشرَة ثمَّ عمله خجداشه الظَّاهِر خشقدم طبلخاناه وأمير حَاج الْمحمل ثمَّ مقدما فَلَمَّا خلع حموه وخجداشه الظَّاهِر بلباي نفي إِلَى دمياط فاستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ دينا خيرا كَرِيمًا شجاعا مَعَ سَلامَة بَاطِن وصدع بِالْحَقِّ وَكَثْرَة كَلَام ينشأ عَن نشوفة وَله جَامع بنواحي الصليبة تُقَام فِيهِ الْخطْبَة رحمه الله.

668 -

مغلباي الأبو بكري المؤيدي شيخ الساقي. / كَانَ من خواصه وساقيه ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ)

صَار بعده طبلخاناه إِلَى أَن أمْسكهُ الأتابك ططر بِدِمَشْق فِي سنة أَربع وَعشْرين وأنعم بإقطاعه على صهره الْبَدْر حسن بن سودون الْفَقِيه وَلَعَلَّه كَانَ آخر الْعَهْد بِهِ.

669 -

مغلباي الأحمدي الأشرفي برسباي وَيعرف بميق. / كَانَ باشا بِمَكَّة عقب طوغان شيخ ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ أحد العشرات.

670 -

مغلباي الأشرفي الشلبي. / كَانَ من المجردين لِابْنِ قرمان وَرجع وَهُوَ

ص: 164

متوعك فَمَاتَ بعد أَرْبَعَة أَيَّام فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.

671 -

مغلباي الأشرفي برسباي / صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي حاجبا بحلب ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة بطالا إِلَى أَن عمله شاد أوقاف الأشرفية بعد خجداشة قانصوه الأشرفي.

672 -

مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي. / كَانَ جميلا جدا فاتصل بعد موت أستاذه بالأشرف برسباي لسابق خدمَة لَهُ عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ مسجونا فعمله خاصكيا ثمَّ ساقيا سِنِين ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة وَاسْتقر بِهِ فِي إتادارية الصُّحْبَة وَصَارَ لَهُ ذكر فِي الدولة وظلم وعسف وَأخذ دَار تمراز الناصري نَائِب السلطنة كَانَ بِالْقربِ من جَامع سودون من زَاده فَغير معالمها وَلَقي الْعمَّال مِنْهُ شَدَائِد وَلذَا لم يمتع بهَا وَأخرجه الظَّاهِر جقمق إِلَى دمشق على تقدمة بهَا فدام بهَا يَسِيرا ثمَّ بعث بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وسجنه بقلعتها حَتَّى مَاتَ بمحبسه فِي سنة أَربع واربعين وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا، وَكَانَ شَابًّا حسنا ذَا تؤدة وحشمة وَحسن سمت وكرم فِيمَا قيل بل كَانَ فِيمَا قيل سيء السِّيرَة ظَالِما بَخِيلًا سَفِيها سيئ الْأَخْلَاق جَبَانًا قَلِيل الْمعرفَة كثير الدَّعْوَى وَبعد جماله صَارَت لَهُ شَعرَات فِي حنكه قبيحة وشوارب بِحَيْثُ صَار شكلا مهولا مَعَ طول وَانْحِنَاء بأكتافه عَفا الله عَنهُ.

673 -

مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي / أَيْضا صَار بعده من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة بل تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم إِلَى أَن قتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ مفرط الْقصر.

674 -

مغلباي الشريفي. / أَصله للظَّاهِر خشقدم ثمَّ أعْتقهُ الْأَشْرَف قايتباي وتنقل حَتَّى صَار واليا ثمَّ سَافر فعدمت إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَلَمَّا قدم جبره بالتقدمة وَأعْطى الْولَايَة لقِيت الساقي. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين.

675 -

مغلباي الشريفي آخر / من مماليك الْأَشْرَف قايتباي، شَاركهُ فِي الِاسْم وَالنِّسْبَة من)

العشرات. مَاتَ أَيْضا فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.

676 -

مغلباي الشهابي الناصري / كَانَ من مماليك الشهَاب أَحْمد بن الْجمال يُوسُف البيري الأستادار ثمَّ صَار للناصر فرج، وَاسْتمرّ من جملَة مماليكه إِلَى أَن عمل خاصكيا بعد موت الْمُؤَيد ثمَّ رَأس نوبَة الجمدارية فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ أخرجهَا عَنهُ الْأَشْرَف إينال لانضمامه مَعَ الْمَنْصُور وَاسْتمرّ بطالا حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَرَأَيْت من أثنى عَلَيْهِ رحمه الله.

677 -

مغلباي الظَّاهِرِيّ جقمق الساقي. / أمره أستاذه عشرَة وَلم يلبث إِلَّا نَحْو عشرَة أَيَّام.

وَمَات بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين فأنعم بإمرته على الَّذِي قبله.

ص: 165

678 -

مغلباي الظَّاهِرِيّ خشقدم وَابْن أُخْت الْأَشْرَف قايتباي. / تَأمر عشرَة. وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بالطاعون وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ وَحضر خَاله الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني.

مغيث بن مَحْمُود بن عَليّ الشيراز / ي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمضى فِي المحمدين.

679 -

مِفْتَاح أَمِين الدّين البليني وَيعرف بالزفتاوي. / كَانَ من موَالِي الشريف أَحْمد بن عجلَان فصيره لِأَخِيهِ حسن فَنَشَأَ فِي خدمته حَتَّى كبر وبدت مِنْهُ نجابة وشهامة وشجاعة فاغتبط بِهِ بِحَيْثُ استنابه حِين تَأمر على إمرة مَكَّة وَبَعثه رَسُولا للناصر فِي سنة أَربع عشرَة وَآل أمره أَن قتل فِي مقتلة فِي رَمَضَان سنة عشْرين وَنقل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا. ذكره الفاسي مطولا.

680 -

مِفْتَاح الحبشي الكمالي أبي البركات بن ظهيرة ويلقب بقيعا. / مَاتَ تَحت الْعقُوبَة الزَّائِدَة بِسَبَب مَا أشيع من اختلاسه للأموال الخلجية الَّتِي كَانَ سفيرا عَلَيْهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وشق على البرهاني أخي مَوْلَاهُ وَتكلم مَعَ الشريف مُحَمَّد فِي طرد وَزِير جدة بدر الحبشي الملقب هجينا لكَونه الْمُتَوَلِي للعقوبة عَفا الله عَنهُ.

681 -

مِفْتَاح الحبشي مولى الْمُوفق الأبي، / رباه بِمَكَّة وَعلمه الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة ثمَّ صَار لِابْنِهِ ابْن الخازن وخدم الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَتعلم صَنْعَة التجليد وتكسب بهَا وَكَذَا بِالتِّجَارَة فِي حَانُوت بسوق أَمِير الجيوش وَكتب كتبا وَقَرَأَ عِنْد أبي السعادات البُلْقِينِيّ والطبناوي وَأخذ عني وَعِنْده عقل وحشمة.

682 -

مِفْتَاح أَبُو عَليّ الدوادار الحسني / أحد القواد من عبيد السَّيِّد حسن نَائِب جدة فِي أَيَّام السَّيِّد بَرَكَات. مَاتَ فِي مقتلة بجدة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وحز رَأسه وطيف بِهِ مَعَ غَيره)

بجدة. أرخه ابْن فَهد. وَهُوَ جد عبد الْكَرِيم وَسنَان ابْني عَليّ.

683 -

مِفْتَاح السحرتي وَيعرف بالمغربي / لمَوْلَاهُ الأول أكبر أهل دولة الجمالي صَاحب الْحجاز الْمُقدم عِنْده فِي مُبَاشرَة جدة من سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين خَارج مَكَّة وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بالمعلاة وَهُوَ وَابْنه من موَالِي الجمالي الْمشَار إِلَيْهِ.

684 -

مِفْتَاح الطواشي الحبشي ثمَّ الْعَدنِي. / ولي إمرة عدن للأشرف. وَمَات سنة تسع عشرَة.

أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.

685 -

مِفْتَاح عَتيق المهتار نعْمَان. / كَانَ مهتار الطشتخاناه. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه شَيخنَا أَيْضا.

686 -

مُفْلِح بن تركي الأجدل. / مَاتَ سنة بضع وَعشْرين.

687 -

مُفْلِح الحبشي الْمَكِّيّ وَيعرف بالحنش. / كَانَ مؤدبا للأطفال كثير التِّلَاوَة

ص: 166

بالباسطية. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

688 -

مُفْلِح الحبشي فَتى عبد الرَّحْمَن بن الزكي أبي بكر الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

689 -

مُفْلِح الحبشي الكمالي بن ظهيرة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة.

690 -

مُفْلِح فَتى مُحَمَّد بن أَحْمد بن النّحاس. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

691 -

مقبل بن سعيد بن مسيل بن جون بن عَليّ السَّعْدِيّ ثمَّ السَّمْتِي / كتب عَنهُ البقاعي فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَسْجِد المليسا من الطَّائِف قصيدة مِنْهَا:

(أبدع قوافي القيل فِي ابْن مطاعن

ملك نشا مَا قطّ فِي شوره نكد)

692 -

مقبل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بسُلْطَان غلَّة. / مِمَّن سمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كِتَابه أَسْنَى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب ووقف سَبيله بمنى قبل ذَلِك فِي سنة ثَلَاث عشرَة. وَمَات فِي صفر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

693 -

مقبل بن نخبار أَمِير يَنْبع. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فِي ربيع الأول بمحبسه من اسكندرية.

693 -

مقبل بن هبة بن أَحْمد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ / أحد أَعْيَان القواد الْعمرَة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ إِمَّا فِي أوائلها أَو أواخرها أرخه ابْن فَهد.) :::

695 -

مقبل الزين الأشقتمري الرُّومِي الطواشي الشَّافِعِي. / كَانَ جمدارا عِنْد الظَّاهِر ثمَّ وَلَده النَّاصِر ملازما للديانة محبا فِي الْفُقَهَاء اشْتغل بِالْعلمِ كثيرا وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير فَصَارَ يذاكر بِهِ مَعَ حسن التِّلَاوَة جدا، ثمَّ عمر مدرسة بالتبانة عِنْد مفرق الطّرق وَقرر فِيهَا مدرسين وطلبة وَكَانَ عِنْده بر ومعروف. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع ربيع الآخر سنة تسع عشرَة بالطاعون وَدفن بمدرسته وَكَانَ قد أسر مَعَ اللنكية من دمشق ثمَّ خلص وَحضر مَعَ الرُّسُل الواردين من اللنك فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وجاور عَاميْنِ متواليين قبل مَوته رحمه الله وإيانا.

696 -

مقبل الزين الحسامي الرُّومِي. / أَصله لبَعض أُمَرَاء دمشق ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الشَّيْخ شيخ قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن عمل خاصكيا وَلَا زَالَ يرقيه حَتَّى عمله دوادارا كَبِيرا بعد جقمق الأرغونشاوي حِين ولي نِيَابَة الشَّام بعد سنة عشْرين فباشرها إِلَى أَن فر من الْقَاهِرَة هُوَ وَغَيره خوفًا على أنفسهم حِين قبض مُدبر المملكة ططر على قجقار وَغَيره فحاربهم الْعَرَب أَصْحَاب الْإِدْرَاك بِظَاهِر خانقاه سرياقوس إِلَى أَن وصل إِلَى الطينة فَوجدَ بهَا غرابا مهيئا للسَّفر فَرَكبهُ بِمن مَعَه واحتاط الْعَرَب على خيولهم وأثقالهم وَسَار إِلَى الْبِلَاد الشامية فلحق بنائبها جقمق الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ

ص: 167

من حزبه فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ أمسك مقبل أَيْضا فحبس مُدَّة ثمَّ أطلق وَأعْطِي تقدمة بِالشَّام إِلَى أَن نَقله الْأَشْرَف برسباي لنيابة صفد فِي سنة سبع وَعشْرين ودام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر ربيع الأول. وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي أَوَائِل ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة وَحسن الرَّمْي عِنْده كرم وحشمة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه حسنت سيرته فِي نِيَابَة صفد وَكَانَ فَارِسًا بطلا عَارِفًا بالسياسة وَاسْتقر بعده فِي نيابتها إينال الششماني الْمَاضِي.

697 -

مقبل الزين الرُّومِي الزِّمَام بالدور السُّلْطَانِيَّة. / كَانَ رَأْسا فِي الخدام وَعِنْده حشمة ورياسة وَتَوَلَّى الزمامية فِي الدولة الناصرية فرج وَعظم ونالته السَّعَادَة وَعمر عدَّة أَمْلَاك ودور حَبسهَا على مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط البندقانيين بِالْقَاهِرَةِ للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بل فِيهَا وظائف وخزانة كتب وَغير ذَلِك وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة عشر وَخلف مَالا كثيرا وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.

698 -

مقبل الزين الزيني الطواشي نَائِب شيخ الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ. / مِمَّن سمع على أبي الْحسن الْمحلي سبط الزبير من الِاكْتِفَاء للكلاعي. (سقط)

مقبل صَاحب الينبع. / فِي ابْن نخبار قَرِيبا.

مقبل غلَّة السلطاني. / تقدم فِي ابْن عبد الله.

702 -

مقدم بن عبد الله بن عَليّ بن جسار بن عمر الْعمريّ / أحد القواد. مَاتَ فِي مقتلة بجدة فِي صفر سنة سِتّ واربعين. أرخه ابْن فَهد.

703 -

مقدم بن هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود / أَمِير يَنْبع.

704 -

مكرد بن عمر الْعجلِيّ من عز زبيد. / مَاتَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين.

705 -

مكرم بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن إِبْرَهِيمُ بن يحيى بن مكرم السراج أَبُو الْكَرم بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي حفيده الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَهِيمُ / وَأَبوهُ من بَيت علم وجلالة. وفالة من عمل شيراز

ص: 168

بَينهمَا عشرَة أَيَّام. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل فِي عُلُوم مِنْهَا الْعَرَبيَّة على أَخِيه الْأَكْبَر الْجلَال يحيى وَسمع الحَدِيث على الشّرف الجرهي وَكَانَ فِي أَكثر أوقاته مشتغلا بِهِ مَعَ تصديه أَيْضا للْفَتْوَى والتدريس وَالْقَضَاء بِحَيْثُ تخج بِهِ كثير من الأفاضل. وَمَات فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس وَأَرْبَعين.

706 -

مكرم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ إِمَام الدّين أَبُو الْكَرم وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّد عبد الله بن الْمُحب بن الرضى بن الْمُحب بن الشهَاب بن الرضى الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وشقيقه أَبُو أَبُو السعادات مُحَمَّد وَغَيره. / ولد فِي عَاشر شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده وَقَرَأَ فِي غَيره قَلِيلا واشتغل كَذَلِك وَأم فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا بمقام إِبْرَهِيمُ مناوبة مَعَ أَخَوَيْهِ ووالدهم، وَلذَا بِخُصُوصِهِ تؤدة وَسُكُون بِالنِّسْبَةِ لَهُم وَهُوَ مِمَّن لازمني فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة فِي أَشْيَاء وَكَذَا بعد ذَلِك سِيمَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَقبلهَا ويعجبني سكونه)

وتقعدده وَهُوَ أخف وَطْأَة عِنْد جُمْهُور الْعَامَّة من أَخَوَيْهِ مَعَ صغر سنه وَقد أَمرته فِي سنة أَربع وَتِسْعين بأَشْيَاء فِي إِمَامَته فبادر لإِظْهَار الْقبُول وَالسُّرُور.

707 -

مكي بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ / أحد القواد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين بالأطواء من بِلَاد الْيمن وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة.

708 -

مكي بن سُلَيْمَان السندي الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار / مؤدب الْأَطْفَال بهَا وَيُسمى أَحْمد أَيْضا وَلكنه لم يشْتَهر بِهِ وَيعرف بالعياشي نِسْبَة لشيخه ومربيه الزيني بن عَيَّاش.

ولد بهَا سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فِي خدمَة الزين بن عَيَّاش فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين ومنظومة شَيْخه غَايَة الْمَطْلُوب والمنهاج الفرعي وتلا بالسبع عَلَيْهِ إفرادا ثمَّ جمعا وتصدى لإقراء الْأَبْنَاء من سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَعلم دورا بعد دور وأثرى من ذَلِك مَعَ سيرة محمودة وَكَثْرَة تِلَاوَة وانعزال وينفع أحبابه بالقرض وَرُبمَا كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ فِي مجاوراتي، وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة واستحضار للفن ومراجعة للتيسير واستمرار لحفظ الشاطبية وَفهم لَهَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين رحمه الله.

709 -

ملج قيل أَنه أَخ للظَّاهِر جقمق وَأَنه وَالِد زَوجته أزبك الخازندار / رَأس نوبَة النوب بعد موت تنم نَائِب الشَّام فيحرر.

710 -

ملج الظَّاهِرِيّ جقمق / نَائِب القلعة. مَاتَ فِي منتصف ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتقر بعده.

ص: 169

711 -

ممجق بميمين أولاهما مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم مَكْسُورَة الظَّاهِرِيّ برقوق / من أصاغر مماليكه. صَار أَمِير عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ظنا وَكَانَ لَا بَأْس بِدِينِهِ.

712 -

ممجق النوروزي نِسْبَة لنوروز الحافظي. / تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة القلعة ودام حَتَّى مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الثَّانِيَة أَو مستهل رَجَب سنة أَربع واربعين وَكَانَ خيرا دينا سَاكِنا اسْتَقر بعده فِي النِّيَابَة تغرى برمش الْفَقِيه، وتسميته قجق سَهْو.

713 -

مَنْصُور بن أبي بكر بن مَنْصُور بن أبي بكر الجناني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي سبط الشَّيْخ سليم. / قطن مَكَّة مُدَّة وَكَانَ بهَا فِي مجاورتي الأولى فَسمع بِقِرَاءَتِي على أبي الْفَتْح المراغي.)

وَمَات بهَا فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة.

714 -

مَنْصُور بن الْحسن بن عَليّ بن اخْتِيَار الدّين فريدون بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعِمَاد الْقرشِي الْعَدوي الْعمريّ الكازروني الشَّافِعِي. / عَالم أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي بل وَحضر عِنْد السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَبحث مَعَه ورافق السَّيِّد صفي الدّين الإيجي إِلَى الخواجا فاختليا عِنْده فِي آن وَاحِد وَقَالَ إِن شَيْخه ابْن الْجَزرِي أنْشد فِيهِ:

(يَا صَاح عرج نَحْو خَافَ تَجِد

زينا يضاهي بشرا الحافي)

(حبرًا بدا فِي عصره قدوة

فأعجب لهَذَا الظَّاهِر الخافي)

وصنف مَا ينيف على مائَة تأليف مِنْهَا لطائف الألطاف فِي تَحْقِيق التَّفْسِير وَنقد الْكَشَّاف وَشرح البُخَارِيّ وَلم يكملا وَحجَّة السفرة البررة على المبتدعة الفجرة الْكَفَرَة فِي نقد الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ، وَكَانَ مُتَقَدما فِي العقليات سنيا يصْبغ بالحمرة جاور بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَت وقفتها الْجُمُعَة، وَاسْتمرّ مجاورا منجمعا عَن النَّاس لَا يخرج من بَيته غَالِبا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرى ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَدفن بالمعلاة ولقيه بهَا قبل مَوته بِسنة الْكَمَال مُوسَى الذؤالي وَحَمْزَة النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ وحدثاني بترجمته وبكلام لَهُ فِي ابْن عَرَبِيّ أثْبته فِي مُؤَلَّفِي فِيهِ رحمه الله ونفعنا بِهِ.

715 -

مَنْصُور بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب سعد الدّين بن الجيعان أَخُو عبد الْغَنِيّ وَعبد اللَّطِيف الماضيين / كَانَ وَمَات سنة إِحْدَى وَخمسين.

716 -

مَنْصُور بن الصفي القطي. / كَانَ أَبوهُ من الكتبة فَنَشَأَ ابْنه على طَرِيقَته وَتخرج بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي ذَلِك وخدم فِي بعض جِهَات الْمُفْرد ثمَّ فِي ديوَان الْأَمِير قانم التَّاجِر بِحَيْثُ عرف بِهِ وسافر مَعَه إِلَى الْعرَاق حِين سَافر فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة

ص: 170

جقمق رَسُولا لجهان شاه بن قرا يُوسُف ثمَّ إِلَى الرّوم حِين توجهه إِلَى مُرَاد بك بن عُثْمَان ثمَّ الْحجاز مرّة بعد أُخْرَى حِين كَانَ أَمِيرا فيهمَا فأثرى وتمول جدا وَاسْتقر فِي عمالة السابقية ثمَّ اتَّصل بالزين الأستادار وَتزَوج ابْنَته ورقاه لنظر الْمُفْرد بل ولي الوزارة بعده عودا على بَدْء فِي الْأَيَّام الإينالية ثمَّ الأستادارية كَذَلِك بل وَليهَا مرّة ثَالِثَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم مسئولا فِيهَا وَبَالغ فِي تَقْوِيَة يَده وإلباسه فِي كل شهر خلعة جليلة مَعَ إركابه فرسا هائلا والإكثار من الدُّعَاء لَهُ وَرُبمَا جَاءَهُ لبيته وَاسْتمرّ على ذَلِك أَزِيد من سنة ثمَّ قبض عَلَيْهِ بِدُونِ ذَنْب ظَاهر وصادره وأهانه بالضر وَالْحَدِيد وَحكم فِيهِ أعداءه)

وَآل أمره إِلَى أَن أَمر الْمَالِكِي بقتْله فتقل عِنْد خيمة الغلمان فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من شَوَّال سنة سبعين بعد عمل مُسْتَند لقَتله ارتكبوا فِيهِ أمورا خطيرة وَحمل فِي تَابُوت ثمَّ غسل وَصلي عَلَيْهِ جمَاعَة ثمَّ دفن بتربة فِي الصَّحرَاء حذاء أمه وَكَانَت فِيمَا قيل خيرة تسمى فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن عَليّ عريقة فِي الْإِسْلَام وَلم يكمل الْأَرْبَعين وَسمع مِنْهُ التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ حِين الْقَتْل وَبعده وَأكْثر التِّلَاوَة قبل ذَلِك وتزايد الصُّرَاخ عَلَيْهِ من الْعَامَّة وأسمعوا أخصامه خُصُوصا ابْن كَاتب غَرِيب من السب وَالْمَكْرُوه مَا الله بِهِ عليم، وَقد عمر بجوار الْمدرسَة الشريفية من حارة بهاء الدّين قبل الْولَايَة بِهِ فِي الاستطراق وَصَارَ يعرف بِهِ وَقرب جمَاعَة من الْخِيَار كَالشَّمْسِ المسيري وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي أبي شُجَاع وَنَحْوه وَيحسن إِلَيْهِ وَجَمَاعَة برسم التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ عِنْده فِي كل يَوْم والشهابين ابْن أبي السُّعُود والحجاري وَكَانَ كثير الْبر لَهُ وأوذي بِسَبَبِهِ من جماعته طَائِفَة بِحَيْثُ مَاتَ بَعضهم وراج آخَرُونَ بِمَا كَانَ مدخرا عِنْدهم عَفا الله عَنهُ وإيانا.

717 -

مَنْصُور بن طَلْحَة بن يَعْقُوب شيخ عرب تلمسان. / مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين.

718 -

مَنْصُور بن عقيل بن مبارك بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين بالدكناء من وَادي مر وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا.

719 -

مَنْصُور بن عَليّ بن عُثْمَان الزواوي ثمَّ البجائي فقيهها لما امْتنع أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي فَارس / من مبايعة ابْن أَخِيه أبي عَمْرو عُثْمَان بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي فَارس قَامَ مَعَه وَكَانَت لَهُ عصبَة وَقُوَّة بِحَيْثُ استبد ببجاية ثمَّ تراجع وَدخل بَينهمَا فِي الصُّلْح فَكَانَت حوادث لم يتحرر لي الْآن أمرهَا وَإِن أَشَارَ إِلَيْهَا المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَرَأَيْت من وَرَأَيْت من قَالَ أَنه الزواوي الْعَالم الشهير وَأَنه مَاتَ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بتونس وَكَانَ عَالما.

ص: 171

720 -

مَنْصُور بن عَليّ الْحلَبِي الجزيري. / هَكَذَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم وَيُحَرر قَوْله الْحلَبِي فَسَيَأْتِي قَرِيبا مَنْصُور الجزيري وَهُوَ مغربي.

721 -

مَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني.

722 -

مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان بن عمر السّلمِيّ المتناني ومتنانة من أَعمال بجاية البجائي المغربي الْمَالِكِي. / ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ ثمَّ تحول إِلَى بجاية فِي سنة ثَمَان وَسبعين فاشتغل فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمنطق والفرائض والحساب وَغَيرهَا عِنْد سُلَيْمَان بن يُوسُف الحسناوي وَأبي الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد)

بالبجري وَأبي عبد الله مُحَمَّد اللجام فِي آخَرين وارتحل إِلَى تونس فَأخذ عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزلديوي ولد الْعَالم الشهير وَحضر مجَالِس أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْقسم الرصاع، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ليحج فَمَا تيَسّر لَهُ وتخلف فلازم الديمي فِي قِرَاءَة رِوَايَة وَكَذَا أَقرَأ عَليّ وعَلى اللَّقَّانِيّ والسنباطي وَآخَرين وكتبت لَهُ إجَازَة وَله تَمْيِيز فِي الْجُمْلَة وَأَخْبرنِي أَن من عدا الأول من شُيُوخه أَحيَاء وَأَن وَالِده مِمَّن يتفقه أَيْضا وَرُبمَا أَقرَأ فِي الْبَادِيَة وَهُوَ الْآن حَيّ أَيْضا ابْن خمس وَسِتِّينَ.

723 -

مَنْصُور بن نَاجِي بن بسر بن ثامر اليمني خَادِم عبيد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ بِمَكَّة.

724 -

مَنْصُور بن نَاصِر الحسني الْمَكِّيّ مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان / وَأحد القواد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين.

725 -

مَنْصُور بن نَاصِر الْقَائِد. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخهم ثَلَاثَتهمْ ابْن فَهد.

726 -

مَنْصُور بن الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي الظَّاهِرِيّ سبط الْمُؤَيد أَحْمد بن الْأَشْرَف إينال. / مِمَّن سمع من حفظي بِحَضْرَة أَبِيه المسلسل. مَاتَ وَهُوَ صَغِير بالطاعون فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.

727 -

مَنْصُور آخر أَخ لَهُ من أَبِيه الْمُؤَيد أَحْمد بن إينال. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين بالطاعون وَكَانَ يقْرَأ بالجوق رياسة عوضه الله الْجنَّة.

728 -

مَنْصُور أَبُو عَليّ الْفَارِسِي المغربي وَيعرف بِابْن الصَّواف. / كَانَ صَالحا لَهُ أَحْوَال وكرامات. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمسين.

729 -

مَنْصُور الجزيري المغربي / الأديب مؤرخ الْمغرب. كَانَ حَيا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَله نظم فِي عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَهِيمُ وَمِنْه:

(لَئِن طَال حفضي عِنْد خدام بَابَكُمْ

وَلم يؤثروا بِالرَّفْع إِلَّا مخازني)

ص: 172

(سأنفق عمري فِي حِسَاب زمانهم

وأغلق عَن كسب الْعُلُوم مخازني)

730 -

مَنْصُور الْحَكِيم. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

731 -

منكلى بغا الْعَلَاء الصَّالِحِي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالعجمي. / صيره النَّاصِر ابْن)

أستاذه من جملَة دوادارية السُّلْطَان وأرسله رَسُولا إِلَى تيمور فِي حُدُود سنة خمس ثمَّ رَجَعَ وَولي حسبَة الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الْمُؤَيد وشدد على النِّسَاء حَتَّى قيل: لَا تمسك طرفِي منكلى خَلْفي علقتو مِائَتَيْنِ قبل مَا يعفي ثمَّ عزل وَاسْتقر من جملَة الْحجاب دهرا حَتَّى مَاتَ بعد تمرض طَوِيل فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد شاخ، وَكَانَ شَيخا قَصِيرا ذَا لحية مسترسلة يذاكر السماعات. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يكن مشكورا

732 -

منكلى بغا قراجا الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد الطبلخانات بالديار المصرية. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى عَن أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة وَدفن بتربته فِي الصَّحرَاء وَلم يتْرك سوى بنت. ذكره الْعَيْنِيّ.

733 -

مُنِير الزين السيراجي / أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

734 -

مُنِير بن جويعد بن بريم أحد زعماء ذَوي عمر. / مَاتَ سنة تسع وَخمسين.

735 -

منيع بن موفق الْقَائِد الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

736 -

مهار بن فَيْرُوز شاه بن مُحَمَّد تمّ بن بهم تمّ بن جرد بن شاه بن طغلق بن طبق شاه سيف الدّين بن قطب الدّين / صَاحب جَزِيرَة هُرْمُز والبحرين قتل أَبَاهُ واستبد بِالْملكِ وَعظم قدره وفخم أمره وَصَارَت فِي أَيَّامه هُرْمُز بندر الدُّنْيَا يَأْتِيهَا مراكب ممالك الْهِنْد والزيرك من بِلَاد الصين ويقصدها تجار خُرَاسَان وسمرقند وَغَيرهَا فامتلأت خزائنه وشكرت سيرته وعمرت بِلَاده. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَلم يؤرخ وَفَاته.

737 -

مهْدي الذويد. / مَاتَ فِي سلخ ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

738 -

مهنا بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الزين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الدنيسري ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. / ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَسمع من التَّاج مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ مِصْبَاح الظلام لجد وَالِده مُحَمَّد بن مُوسَى وَمن الْجمال الأميوطي قِطْعَة من سيرة ابْن سيد النَّاس، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَذكره الفاسي فَقَالَ: نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الخوزي بهَا

ص: 173

جاور فِيهَا نَحْو أَرْبَعِينَ سنة أَو أَزِيد وَكَانَ فِيهِ خير وإحسان لجَماعَة من الْفُقَرَاء وخدم الْفُقَرَاء برباط الخوزي سِنِين ثمَّ ولي مشيخته نَحْو ثَلَاثِينَ سنة)

واشتهر بذلك عِنْد النَّاس. مَاتَ فِي آخر ربيع الأول سنة عشْرين وَهُوَ فِي عشر السّبْعين أَو جازها. وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.

739 -

مهنا بن حُسَيْن بن عَليّ الشّرف الْبَغْدَادِيّ / أحد شُيُوخ عُلَمَاء الْحَرْف. قَالَ المقريزي فِي عقوده صحبني سِنِين وَكَانَت عِنْده فَوَائِد. مَاتَ فِي حُدُود سنة عشر عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة.

مهنا بن طرنطاي. / صَوَابه مُحَمَّد بن طرنطاي وَلَكِن كنت كتبته هُنَا غَلطا.

740 -

مهنا بن عبد الله الْمَكِّيّ. / كَانَ من كبار الصلحاء. مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة عشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.

741 -

مهنا بن عَليّ بن حُسَيْن البندراوي نِسْبَة لبندرة بَين سنباط وطوخ وَهِي إِلَيْهَا أقرب ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / لَازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ جَمِيع شرح ألفية الْعِرَاقِيّ سَمَاعا فِي الْبَحْث إِلَّا مَا فَاتَهُ مِنْهُ فَقَرَأَ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الأوحد وَقَالَ إِن ذَلِك بحثا واستثارة للفوائد وَأذن لَهُ فِي قِرَاءَته وإقرائه وَكَذَا أَخذه بقرَاءَته عَن الشهَاب بن المحمرة وَقَالَ قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل واستكشاف واسترشاد وَقَرَأَ على شَيخنَا غير ذَلِك وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ قَائِم إجلالا للْحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن القاياتي ورافقه فِي هَذَا كُله الصندلي فَإِنَّهُ كَانَ قد اخْتصَّ بِهِ وَلَزِمَه فِي طَرِيقَته بِحَيْثُ الْتحق بِهِ فِي الصّلاح وَالْخَيْر وَقَالَ فيهمَا الغمري أَنَّهُمَا خُلَاصَة النَّاس وَصَحب إِبْرَهِيمُ الأدكاوي واختلى عِنْده وَذكر بِالْولَايَةِ وَالْأَحْوَال السّنيَّة وَكَانَ يقْصد بِالصَّدَقَةِ فيقبلها ويعطيها الْفُقَرَاء بل رد هُوَ ورفيقه الْمَذْكُور مَا أوصى لَهما صَاحبهمَا سليم بِهِ وَهُوَ نصف مَاله إِلَى بَنَاته ونفذا وَصيته إِلَى قاعة السِّلَاح، وَلم يلبث أَن مَاتَ بعده بِنَحْوِ سِتَّة أَيَّام فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَدفن هُنَاكَ رحمه الله وإيانا ونفعنا بهم.

742 -

مهيزع بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان شَقِيق هيزع الْآتِي ويكنى أَبَا الْغَيْث. /

مَاتَ بالخبت فِي يَوْم الْأَحَد وَجِيء بِهِ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشرى ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة فصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى المعلاة وَقد جَازَ الْعشْرين.

743 -

مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن أبي بكر بن مُوسَى بن أبي بكر بن إِسْمَعِيل بن الشَّيْخ حسن الشّرف العشماوي الْمَالِكِي قريب عبد الْبَارِي الْمَاضِي. / مِمَّن سمع مني.

744 -

مُوسَى بن إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ /، أمه أم ولد. كَانَ صَالحا متواضعا. مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين.)

ص: 174

(سقط)

مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الله الشّرف السُّبْكِيّ. / فِيمَن جده مُوسَى بن عبد الله.

748 -

مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْكَمَال الْيَمَانِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد اللَّطِيف الماضيين. /

ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة واشتغل وتميز فِي الْفِقْه وَحضر مجَالِس الْجمال الطّيب النَّاشِرِيّ القَاضِي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء، ودرس وَأفْتى وَلما ملك بَنو طَاهِر زبيد أضيف إِلَيْهِ نظر الْمدرسَة الحسينية وتدريسها إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر الْمحرم سنة تسع وَسبعين، وَقد كتب تَصْحِيحا على الْوَجِيز استمده من تَصْحِيح التقي عمر الفتي وَقطعَة على الْمِنْهَاج رحمه الله.

749 -

مُوسَى بن أَحْمد بن عمر بن غَنَّام الشّرف الْأنْصَارِيّ السنكلومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالبرنكيمي. / ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببرنكيم من أَعمال الشرقية وتحول مَعَ أَبِيه إِلَى سنكلوم ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْفُنُون وأشير غليه بِتمَام الْفَضِيلَة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة وَمن شُيُوخه الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَابْن المجدي والمناوي والشرواني وَابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والأمين الأقصرائي وَسمع على شَيخنَا ومستمليه وَابْن عَمه شعْبَان والزين بن خَلِيل القابوني وَآخَرين وتصدر للإقراء بالأزهر وَغَيره فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة، واستنابه الْمَنَاوِيّ فِي القضا فَوَافَقَ لأَجله ثمَّ)

ترك بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَكَذَا استقربه السَّعْدِيّ بن الجيعان فِي مشيخة مدرسته ببولاق أول مَا فتحت ثمَّ صَارَت إِلَيْهِ إمامتها وَكَذَا

ص: 175

خطابتها برغبة الولوي بن تَقِيّ الدّين لَهُ عَنْهَا وقطنها من ثمَّ وَصَارَ يَجِيء إِلَى الْجَامِع مِنْهَا أَيَّام إقرائه ثمَّ ترك الْمَجِيء قبيل مَوته بسنوات ودرس أَيْضا فِي الْجَامِع الْبَارِزِيّ ببولاق نِيَابَة وَصَارَ مَقْصُودا فِيهِ بالاستفتاء بل رُبمَا قصد من غَيره حَتَّى كَانَ أحد الكتبة فِي كائنة ابْن الفارض، وَكَانَ فَاضلا مفننا حسن الْعشْرَة لطيفا متواضعا منجمعا عَن بني الدُّنْيَا عديم التَّرَدُّد إِلَيْهِم مُعْتَقدًا فِي الصَّالِحين بِحَيْثُ رغب فِي تَزْوِيج ابْنَته لأحد أَوْلَاد أبي الْعَبَّاس الغمري. تعلل أَيَّامًا وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشرى صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الصَّلَاة بالأزهر ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

750 -

مُوسَى بن أَحْمد بن عِيسَى الحرامي / بالمهملتين أَمِير حلى انْفَرد بأمرتها بعد أَخِيه دريب ثمَّ أخرجه حسن بن عجلَان مِنْهَا ثمَّ عَاد إِلَيْهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

751 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَمَال الزبيدِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي ابْن عَم صاحبنا حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَاضِي. / قدمه الْفَقِيه يُوسُف بن يُونُس الْمقري رَئِيس الْيمن لمنصب الْقَضَاء بزبيد مضادة لِابْنِ عبد السَّلَام فَصَارَ بزبيد قاضيان.

752 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد الرداد وَيعرف بِابْن الزين / لقب أَبِيه زين العابدين.

من فُقَهَاء الْيمن الْأَحْيَاء فِي سنة سبع وَتِسْعين مِمَّن يدرس الْفِقْه ويقرئ القراآت وَهُوَ مشتغل بشرح الْإِرْشَاد.

753 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن أَيُّوب الشّرف الْكِنَانِي الْمَقْدِسِي الجماعيلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد بعد الْخمسين وَثَمَانمِائَة بجماعيل وَنَشَأ بمردا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق سنة سِتِّينَ فحفظ الْمقنع وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي الْفِقْه وأصوله والزين عبد الرَّحْمَن الطرابلسي نقيب ابْن الحبال والشهاب بن زيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ وسيرة ابْن هِشَام وَغَيرهَا ولازم الْعَلَاء المرداوي والتقي الجراعي وتنزل وتنزل فِي الزاوية لأبي عمر وتكسب بِالتِّجَارَة وتميز، وَقدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَاجْتمعَ بِي فِي أَوَاخِر جُمَادَى)

الثَّانِيَة فَقَرَأَ عَليّ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَسمع المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وحديثا من مُسْند أَحْمد، وكتبت لَهُ إجَازَة وَسمع مَعَه التقي البسطي الْحَنْبَلِيّ وتناولا ذَلِك.

754 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان الشّرف السُّبْكِيّ ثمَّ

ص: 176

القاهري الشَّافِعِي وَيعرف فِي بَلَده كَمَا بَلغنِي بِابْن سيد الدَّار. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسبك العبيد وَتسَمى أَيْضا سبك الْحَد فَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا وبالقاهرة وَكَانَ ارتحاله إِلَيْهَا وَهُوَ كَبِير فَأَشَارَ إِلَيْهِ حفيد الْبَهَاء بن التقي السُّبْكِيّ بالاشتغال فحفظ الْعُمْدَة وَالْحَاوِي والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَعرض على الأبناسي وَكَانَت بَينهمَا مصاهرة ولازمه فِي التفقه بِهِ فَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه فِيهِ بِهِ وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْبَدْر بن الطنبدي وَابْن أبي الْبَقَاء وأذنوا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس بل يُقَال أَن الأول اسْتَخْلَفَهُ فِي حلقته حِين حج حجَّته الَّتِي مَاتَ فِي رُجُوعه مِنْهَا وتلا لأبي عمر وعَلى شخص بالمقس يُقَال لَهُ ابْن الشَّيْخ وَبحث على من عداهُ فِي النَّحْو وَالْأُصُول أَخذ عَنْهُم ابْن المُصَنّف والتوضيح والمنهاج الْأَصْلِيّ بل بحث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب أَيْضا على الشهَاب المغراوي وانتفع فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا بمذاكرة رَفِيقه الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ وَسمع على الأبناسي والتنوخي والزين الْعِرَاقِيّ والطنبدي والشهاب الْجَوْهَرِي فِي آخَرين وحد غير مرّة الأولى فِي حُدُود سنة عشر وسافر إِلَى الْقُدس وَدخل الصَّعِيد، وتصدى للإقراء فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة طبقَة بعد طبقَة حَتَّى صَار غَالب الْأَعْيَان من طلبته، وَكَانَ فِي كل سنة يقرئ إِمَّا التَّنْبِيه أَو الْحَاوِي أَو الْمِنْهَاج تقسيما بالجامع الْأَزْهَر وَولي تدريس مدرسة ابْن غراب وَكَذَا الطيبرسية برغبة الشّرف بن الْعَطَّار لَهُ عَنهُ. وَكَانَ إِمَامًا ثبتا حجَّة فَقِيها يكَاد أَن يكون بِأخرَة أحفظ المصريين لَهُ يستوعب فِي تَقْرِيره كتبا مُعينَة على الْكتب الَّتِي يقرئها وَرُبمَا زَاد من غَيرهَا كل ذَلِك عَن ظهر قلب مشاركا فِي النَّحْو وَالْأُصُول غير أَنه لم يُوَجه قَصده لغير الْفِقْه كَهُوَ حسن التَّقْرِير جدا فِي كل ذك لَا ينْتَقل عَن الشَّيْء حَتَّى يفهمهُ الْجَمَاعَة مَعَ ثُبُوت كَلَامه فِي النَّفس مِمَّا هُوَ دَلِيل لعمارة بَاطِنه وَحسن قَصده مَعَ متين ديانته وتواضعه ومكارمه وإيثاره الانجماع عَن النَّاس وَإِذا اضْطر لحضور مجْلِس الحَدِيث عِنْد السُّلْطَان أَو غَيره لَا يتَكَلَّم أصلا وإكثاره من التِّلَاوَة وَعدم انفكاكه عَنْهَا سِيمَا لسورة الْكَهْف فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ويومها حَتَّى فِي مَرضه، ولطف عشرته وظرفه ومشيه على قانون السّلف خُصُوصا شَيْخه الأبناسي وَمن وَصَايَاهُ لَهُ ترك الْقَضَاء وَذكر)

شَيْئا آخر إِمَّا الشَّهَادَة أَو قِرَاءَة الصغار فوفى بهَا وَكَونه أطلس لَا شعر بِوَجْهِهِ يسكن الناصرية. وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مرض فِي سادس عشر رَمَضَان يُقَال بِمَرَض السل فَإِن أَطْرَافه كَانَت ترى فِي ثِيَابه كَأَنَّهَا الخيوط وَلم يبْق مِنْهُ سوى الْجلد حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْمه

ص: 177

فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس الْعلم البُلْقِينِيّ ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ أَنه كَانَ متصديا لشغل الطّلبَة بالفقه جَمِيع نَهَاره وَأقَام على ذَلِك نَحْو عشْرين سنة وَلم يخلف بعده فِي ذَلِك نَظِيره قَالَ وَكَانَ سناطا يَعْنِي لَيست لَهُ لحية، قلت وقرأت بِخَط بعض المجازفين وَيُقَال أَنه وجد بعد مَوته خُنْثَى رحمه الله وإيانا.

755 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن عمر الشّرف الدهمراوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية ابْن ملك ومختصر أبي شُجَاع واشتغل قَلِيلا فِي الْفِقْه والنحو، ولازم الشُّيُوخ مُدَّة وَصَحب الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وقتا وَرُبمَا سمع على شَيخنَا وتنزل فِي الجمالية وَغَيرهَا، وَكَانَ يسكن بِالْقربِ من حَوْض الصارم ويذاكر بعض الْمسَائِل بل لَهُ نظم كتب عَنهُ مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا مَعَ كَونه كَانَ يسألني عَن أَشْيَاء، وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى قريب السِّتين.

756 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو عمرَان بن الشهَاب الدؤالي الصريفيني الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالمكشكش / بمعجمتين وكافين الثَّانِيَة مَكْسُورَة. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل بِالْقربِ من زبيد وَأخذ عَن الْفَقِيه مُحَمَّد بن أبي بكر بن جعمان الذؤالي وخاله وَابْن عَمه الشّرف أبي الْقسم بن جعمان وَكَذَا عَن الطّيب النَّاشِرِيّ وَمَنْصُور الكازروني وَغَيرهم ولازمني فِي سنتي سِتّ وَسبع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة دراية وَرِوَايَة قِرَاءَة وسماعا واغتبط بذلك وَكتب شرحي على الْهِدَايَة الجزرية وأفادني كثيرا من مُتَأَخّر التراجم والوفيات والحوادث اليمنية وَكتب بِخَطِّهِ لي كراريس فِي ذَلِك وَكَذَا اختصر مؤلف شَيْخه فِي صلحاء الْيمن وَكتبه لي وَلَده، وَهُوَ فَاضل متميز بالمشاركة فِي الْفِقْه والعربية وَنَحْوهمَا مَعَ أنسة بالتقييد واستحضار لكثير من أَحْوَال الْيمن وَأَهله وجودة خطّ ولتقلله كَانَ أَحْيَانًا يكْتب بِالْأُجْرَةِ، وَرُبمَا نظم وَقد امتدحني بِأَبْيَات أنشدنيها لفظا وكتبها لي بِخَطِّهِ وأذنت لَهُ فِي إجَازَة حافلة مُشْتَمِلَة على ماتحمله عني وَغير ذَلِك أوردت جملَة مِنْهَا فِي)

الْكَبِير، وَبعد رجوعي كَانَت كتبه ترد عَليّ مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ بِمَكَّة بل وَردت بعد رُجُوعه من بِلَاده لمَكَّة فِي سنتي ثَلَاث وَأَرْبع وَتِسْعين بالثناء الْبَالِغ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَجْمُوع حسن.

757 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب الرمثاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا ولازم الشّرف الْغَزِّي حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَكَذَا أَخذ بِمَكَّة عَن ابْن ظهيرة وَأخذ الْفَرَائِض عَن الْمُحب الْمَالِكِي وَفضل فِيهَا وطرفا من الطِّبّ

ص: 178

عَن الرئيس جمال الدّين وَكتب بِخَطِّهِ وَمهر وتعانى الزِّرَاعَة ثمَّ تزوج ابْنة شَيْخه الشّرف وَمَاتَتْ مَعَه فورث مِنْهَا مَالا ثمَّ بذل حَتَّى نَاب فِي الحكم بل ولي قَضَاء الكرك سنة أَربع عشرَة، وصاهر الأخنائي وامتحن مرّة.

قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي تَارِيخه كَانَ سيئ السِّيرَة عِنْده دهاء فتح أبوابا من الْأَحْكَام الْبَاطِلَة فاستمرت بعده. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَيُقَال إِنَّه سم. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

758 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى الشّرف الحسني السرسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الناصرية. / حفظ الْقُرْآن وكتبا وتلا بالسبع على التَّاج بن تمرية وَلكنه لم يكمل فأكمل على الزين طَاهِر، وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَغَيرهمَا كشيخنا قَرَأَ عَلَيْهِ شرح النخبة، وَلم يكن بالبارع بلَى تردد لجَماعَة من الْأَعْيَان وزاحم بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء وَنَحْوهم حَتَّى أَنه سعى فِي تدريس الحَدِيث بقبة البيبرسية عقب شَيخنَا ابْن خضر لظَنّه أَنه لَهُ لَا نيابه وَاسْتقر فِي نصف تدريس القراآت بالظاهرية الْقَدِيمَة وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات وَحج وحصلت لَهُ ماخولية فِي وَقت. وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَقد قَارب السِّتين ظنا رحمه الله وَعَفا عَنهُ وَخلف ولدا وتركة.

759 -

مُوسَى بن أَحْمد الشّرف أَبُو البركات بن الشهَاب العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عيد / بِكَسْر الْمُهْملَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة بعْدهَا دَال مُهْملَة. ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن الْقُضَاة الشَّمْس الصَّفَدِي وَحميد الدّين النعماني والحسان بن بريطع وقوام الدّين ويوسف الرُّومِي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض ولازم فِي أصُول الْفِقْه وَغَيره الأول وَفِي العقليات الثَّانِي وَالثَّالِث والأخيرين وَكَذَا مولى شيخ البُخَارِيّ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه لدرر الْبحار فِي الْفِقْه وَشَرحه لنظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض وَأخذ فِي الْكَشَّاف قِرَاءَة وسماعا عَن الجم النعماني ابْن عَم الْمَاضِي ولازم فِي)

الْمعَانِي وَالْبَيَان حُسَيْنًا الجزيري الشَّافِعِي وَفِي الْعَرَبيَّة الْعَلَاء القابوني وَفِي الْمنطق الشَّمْس الكريمي حِين قدم عَلَيْهِم دمشق بل أنزلهُ عِنْده وَفِي الْفَرَائِض أَيْضا مَعَ الْحساب الزين الشاغوري الشَّافِعِي صهره وَفِي شرح الشمسية عَن مولى حاجي وَفِي الْأَحْيَاء عَن الشهَاب الأقباعي وَفِي التصوف والقراآت عَن الشَّمْس الجرادقي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالنحوي وَفِي التصوف وَغَيره عَن الْجمل يُوسُف المغربي الوانوغي وَفِي القراآت فَقَط الشَّمْس بن النجار وَفِي التصوف وَحده البلاطنسي فِي مُخْتَصره لمنهاج العابدين وَسمع على الْعَلَاء بن بردس والونائي وَغَيرهمَا بل قَرَأَ الصَّحِيح

ص: 179

على الْبُرْهَان الباعوني وَأكْثر من الِاشْتِغَال جدا على طَريقَة جميلَة من السداد وَالْخَيْر حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة، وَقدم الديار المصرية مرّة بعد أُخْرَى وَأخذ عَن الشمني والأقصرائي وَابْن الديري والزين قَاسم والكافياجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه فِي كلمتي الشَّهَادَة وَآخَرين وَأم بمقام الْحَنَفِيَّة من الْجَامِع بل وَجلسَ فِيهِ وَفِي غَيره للتدريس، وَأفْتى وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ حج فِي سنة أَربع وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر دروس عَالم الْحجاز الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكتب لَهُ، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَعْرض عَن النِّيَابَة بل والإفتاء خطا وعبته قَاسم الدِّمَشْقِي على ذَلِك لتقدمه عِنْده فِيهَا فَلم يلبث أَن ولاه الْأَشْرَف قايتباي حِين اجتيازه بِالشَّام قضاءها الْأَكْبَر مسئولا فِيهِ بعد الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون وحمدت سيرته وصمم فِي كثير من القضايا مَعَ استمراره على مُلَازمَة الِاشْتِغَال والإشغال إِلَى أَن انْفَصل عَن قرب بالتاج ابْن عربشاه لعدم انجراره فِي استبدال مَا طلب مِنْهُ، وَأقَام بعد الِانْفِصَال على طَرِيقه مُقبلا على الْعلم وَالْعِبَادَة مَعَ الإلحاح عَلَيْهِ من طلبته وَنَحْوهم فِي الْكِتَابَة بالسؤال فِي الْعود فَمَا وَافق إِلَى أَن استدعى بِهِ الْأَشْرَف أَيْضا بعد وَفَاة الأمشاطي فَقدم عَلَيْهِ وَمَعَهُ صهره الزين الشاغوري فِي أثْنَاء ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ فولاه الْقَضَاء وعظمه جدا وَسكن بالصالحية النجمية واستناب كل من كَانَ نَائِبا عَن الَّذِي قبله ثمَّ زَاد وَنَصّ وليم فِي سرعَة تقلبه فِي ذَلِك وَعدم تأنيه مِمَّا سَببه غَلَبَة سَلامَة بَاطِنه المؤدية إِلَى الهوج بل كَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ ومزيد التودد الْمُقْتَضِي لمحبة النَّاس وَالرَّغْبَة فِي المذاكرة بِالْعلمِ وعلق عزل نوابه على ارتشائهم وَبَلغنِي أَنه كَانَ نوى أَن يرتب لفقرائهم من معاليمه مَعَ الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة ووظائف الْعِبَادَة والاتصاف بِحسن الشكالة وَالْوَقار واللحية النيرة وَقصر الْقَامَة وَقد سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا من غير وَاحِد م أهل بَلَده وَأَن البلاطنسي وخطابا كَانَا يرفعان من شَأْنه بل وَكتب إِلَيّ وَأَنا بِمَكَّة)

بِكَثِير من ذَلِك غير وَاحِد من الْقَاهِرَة مَعَ فضيلته ومزاحمته المتوسطة، ولأوصافه الجميلة وخيره أكْرمه الله بِسُرْعَة الِانْفِصَال عَن الْقَضَاء فِي البلدين فَفِي الشَّام بِالْعَزْلِ وَأما هُنَا فَإِنَّهُ قبل استكمال شَهْرَيْن من ولَايَته زلزلت الأَرْض وَسقط عَلَيْهِ سَاقِط من أَعلَى حفة إيوَان الْحَنَابِلَة من الصالحية مَحل سكنه وَذَلِكَ آخر يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة سِتّ فَقضى غَرِيبا شَهِيدا وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بسبيل المؤمني وَدَفنه بحوش تربته وَكَأن الزلزلة كَانَت لفقده رحمه الله وإيانا وَقَالَ الشهَاب المنصوري:

(زلزلت مصر يَوْم مَاتَ بهَا

قَاضِي الْقُضَاة الْمُهَذّب الْحَنَفِيّ)

ص: 180

(مَا زَالَ طول الْحَيَاة فِي شرف

حَتَّى انْقَضى الْعُمر مِنْهُ بالشرف)

وَأَشَارَ إِلَى مَا قيل من سُقُوط شرافة عَلَيْهِ، وَمن نكته وَقد قيل لَهُ حِين طلب مِنْهُ عود ابْن دَاوُد أَنه يكْتب التَّارِيخ قَوْله هُوَ نَفسه تَارِيخ.

مُوسَى بن أَحْمد الحسني. / شهد على عبد الدَّائِم فِي إجَازَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد مضى فِيمَن جده مُوسَى قَرِيبا.

760 -

مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن أَحْمد الشّرف الْكِنَانِي الججيني بجيمين الثَّانِيَة مُشَدّدَة الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت ثَانِي الثقفيات، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكتب الْمَنْسُوب بل كَانَ شيخ الْكتاب بِدِمَشْق وَينزل بحارة جَامع تنكز. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع واربعين.

761 -

مُوسَى بن إِسْمَعِيل بن مَحْمُود الطَّائِفِي. / مِمَّن سمع مني.

762 -

مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الشّرف الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي وَالِد عبد السَّلَام الْمَاضِي / وَصفه الْمُحب بن ظهيرة بالشيخ الصَّالح. مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة أَو قبيلها.

763 -

مُوسَى بن حسن بن عمر بن عمرَان الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ متسببا ينتمي للبرهاني القَاضِي وَقدمه فِي الْإِعْلَام بتمييز الْجِرَاحَات.

764 -

مُوسَى بن النَّاصِر حسن بن مُحَمَّد بن قلاوون. / مَاتَ فِي يَوْم السبت منتصف جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.

765 -

مُوسَى الشّرف بن الْبَدْر حسن / وَاسْتقر فِي نظر الدولة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بقاسم شغيتة ثمَّ فِي نظر الأحباس والأوقاف بعد الشّرف بن البقري وَبئسَ البديل. (سقط)

ص: 181

(سقط)

(رام العذول سلوى عَن هوى رشأ

ذاب الْفُؤَاد بِهِ من شدَّة الْأَلَم)

(فَقلت كَيفَ سلوى عَن هَوَاهُ وَقد

أَمْسَى غرامي بِهِ نَار على علم)

مَاتَ تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

مُوسَى بن الزين فِي ابْن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد. /

769 -

مُوسَى بن سعيد الشّرف الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي ابْن البابا. / كَانَ أَبوهُ يخْدم ابْن الْملك بالحسينية وَنَشَأ هُوَ على طَرِيقَته ثمَّ اشْتغل وَكتب الْخط الْحسن وشارك فِي الْفُنُون مَعَ التقلل والفقر وَالدَّعْوَى العريضة فِي معرفَة الطِّبّ والنجوم وَغير ذَلِك ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة فتح الله)

فَحصل وظائف بِدِمَشْق وأثرى وَحسنت حَاله، وَحج ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده، وَوجدت بِخَط المقريزي عَنهُ أَنه أخبرهُ أَنه جرب مرَارًا أَن من وضع شَيْئا فِي مَكَان وزم نَفسه مُنْذُ يَضَعهُ إِلَى أَن يبعد عَنهُ فَإِن النَّمْل لَا يقربنه.

770 -

مُوسَى بن سُلَيْمَان بن عبد الْكَرِيم الشّرف الشَّامي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي وَيعرف بِابْن عبد الْكَرِيم. / قَرَأَ الشاطبية من حفظه على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وتلا عَلَيْهِ بالسبع وتكسب فِي الْكتب وبرع فِي ذَلِك جدا. وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وترجمه.

771 -

مُوسَى بن شاهين الشجاعي وَيعرف بِابْن الترجمان / لكَونهَا كَانَت وَظِيفَة أَبِيه. اسْتَقر فِي نقابة الْجَيْش بعد صرف أَمِير حَاج بن أبي الْفرج فِي أَوَاخِر سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ صرف فِي ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا.

772 -

مُوسَى بن شكر. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

773 -

مُوسَى بن الْمُؤَيد شيخ. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سلخ رَمَضَان سنة إِحْدَى

ص: 182

وَعشْرين وَدفن فِي جَامع أَبِيه. أرخه الْعَيْنِيّ.

774 -

مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن عَليّ بن عمر الشطنوفي ثمَّ القاهري وَالِد مُحَمَّد الْمَاضِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ الشريف شرف الدّين الشَّاهِد الشَّاعِر ذُو الشينات. ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَكَانَ فَاضلا شَاعِرًا ينظم الشّعْر المغسول سَمِعت مِنْهُ كثيرا من شعره. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَقد سمع مَعنا على بعض شُيُوخنَا وَكَانَ حسن المحاضرة وَبَينه وَبَين مرتضى ابْن إِبْرَاهِيم يَعْنِي المترجم فِي مُعْجم شَيخنَا أَيْضا معارضات كَثِيرَة فِيمَا يتَعَلَّق بعلي وَمُعَاوِيَة فَكَانَ هَذَا يظْهر التعصب لمعاوية ليغضب الشريف مرتضى فَيَقَع بَينهمَا ماجريات ظريفة انْتهى. وَقَالَ فِي إنبائه كَانَ حسن المحاضرة كَثِيرَة النادرة وينظم شعرًا كثيرا وسطا.

775 -

مُوسَى بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وأبوهما وجدهما وَيعرف بالزمزمي / نِسْبَة لبئر زَمْزَم. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. وَهُوَ المجدد لسبيل الوتش بطرِيق مني قَرِيبا من سَبِيل)

السِّت الْمَعْرُوف بِابْن مزنة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسبل فِيهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيق وَكَانَ يتَكَلَّم فِي وقف عَلَيْهِ بنخلة وينسب لحجب الجان بِكِتَابَة وَغَيرهَا.

776 -

مُوسَى بن عبد الْغفار بن مُحَمَّد الشّرف السمديسي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْغفار. / ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا بالصحراء وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمختصر وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَأخذ عَن السنهوري واللقاني وَغَيرهمَا كالنور الْوراق فِي الْفِقْه وَغَيره وَعَن التقيين الشمني والحصني وَكَذَا الْعَلَاء الحصني فِي العقليات وجود الْخط عِنْد ابْن سعد الدّين وتميز فِي الْكِتَابَة والتجليد والتذهيب وَغَيرهَا وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سبعين، وناب فِي الْقَضَاء عَن الحسام بن حريز فوض إِلَيْهِ يَوْم وَفَاته أَبِيه ثمَّ عَن من بعده وبرع فِي صناعته وَصَارَ أحد من عَلَيْهِ الْمعول أَيَّام اللَّقَّانِيّ وَكثر فِيهِ الْكَلَام وتناقص بعده قَلِيلا.

777 -

مُوسَى بن عبد الله بن إِسْمَعِيل بن مُحَمَّد بن قُرَيْش الشّرف الظَّاهِرِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / وفقيه الْأَيْتَام بمكتب السُّلْطَان بهَا. ولد بظاهرية العباسية وَمن الشرقية فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر فجوده على إِمَامه النُّور البلبيسي وَحفظ نصف الْمِنْهَاج وَحضر عِنْد الشهَاب الزواوي وَالْفَخْر المقسي بل قَرَأَ عَلَيْهِمَا وَكَذَا حضر عِنْد الْعَبَّادِيّ وَغَيره وَلم يتَمَيَّز. وَحج مرَارًا ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة من سنة ثَلَاث وَسبعين

ص: 183

وَاسْتقر بعد فِي الفقاهة الْمشَار غليها وَكَانَ بتردد إِلَيّ وَرُبمَا اسْتَعَانَ بِي فِي بعض الْأُمُور وَرَأَيْت من يذكرهُ بشر وَلَيْسَ بِبَعِيد وَإِن ساعد بعض من يرى ضَرُورَته لغَرَض مَا.

778 -

مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَهِيمُ الشّرف بن الْجمال بن جمَاعَة الْمَقْدِسِي شَقِيق إِبْرَهِيمُ وسبط القَاضِي سعد الدّين بن الديري. / حفظ كتبا واشتغل عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وَسمع مَعنا وَهُوَ صَغِير على جده وَغَيره وَفضل ودرس مَعَ ديانَة وَخير وانجماع، وَحج وَله حِصَّة فِي الخطابة وَغير ذَلِك.

779 -

مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الشّرف البهوتي ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن وَعبد السَّلَام الماضيين. / حفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع على الشَّمْس البُخَارِيّ الطرابلسي حِين قدومه عَلَيْهِم دمياط وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج واشتغل فِيهِ يَسِيرا وَصَحب أَحْمد التكروري وَكَانَ)

يأثر عَنهُ كرامات وَأقَام بدمياط يُؤَدب الْأَطْفَال ويؤم بالجامع البدري مَعَ الْقيام بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَعدم الاكتراث بِمَا يقاسيه بِسَبَب ذَلِك مَعَ مزِيد سَلامَة الصَّدْر والسذاجة.

وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْمُقْرِئ وَقَالَ إِنَّه كَانَ يصحب سليما والشهاب الجديدي الْأَعْلَى فَلَمَّا تمرض مرض الْمَوْت تحول إِلَى الْقَاهِرَة ليتداوى بهَا من عَارض عرض لَهُ بِعَيْنيهِ وَسَأَلَ أَهله فِي دَفنه بجوارهما فَأَدْرَكته الْمنية بهَا فِي رَابِع شَوَّال سنة خمس وَخمسين فَصلي عَلَيْهِ وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر فِي جوارهما رحمه الله وإيانا.

مُوسَى بن عَطِيَّة الشّرف اللَّقَّانِيّ. / يَأْتِي فِي ابْن عمر بن عوض بن عَطِيَّة.

780 -

مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشّرف التتائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَهِيمُ وَأحمد وَأبي بكر وَمُحَمّد وَيعرف بِالْأَنْصَارِيِّ. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بتتا قَرْيَة بالمنوفية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة مَعَ إخْوَته وأبيهم واشتغل بِالْعلمِ مُدَّة بالجامع الْأَزْهَر ثمَّ حبب إِلَيْهِ المتجر وسافر فِيهِ إِلَى الْحجاز وَغَيرهَا وَأول مَا دَاخل الدولة كَانَ هُوَ المتوجه لمَكَّة بالأعلام برضى الظَّاهِر جقمق عَن السَّيِّد بَرَكَات بن حسن وَطَلَبه أَو وَلَده ليقابل وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة تسع وَأَرْبَعين فَكَانَ وُصُوله لمَكَّة فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا فَبَلغهُ أَن السَّيِّد فِي حلى بني يَعْقُوب فَتوجه مَعَ النجاب إِلَيْهِ وبلغه الرسَالَة وَرجع مَعَه بولده فِي الْبر حَتَّى وصل الْقَاهِرَة وانتظم الْأَمر فِي عود السَّيِّد فنبل فِي عين الْملك وعد فِي الْأَعْيَان، وراج أمره فِي الدولة وتزايد تردده للسُّلْطَان مَعَ كَونه على هَيْئَة التُّجَّار بِحَيْثُ صَار أَبُو الْخَيْر النّحاس فِي أَيَّام محنته يَسْتَعْمِلهُ فِيمَا يروم إيصاله إِلَيْهِ إِلَى أَن استشعر بِعَدَمِ نصحه لَهُ وَأَنه رُبمَا يدس مَا فِيهِ إغراء للسُّلْطَان بِهِ فَأخذ حذره مِنْهُ واستوحش

ص: 184

كل مِنْهُمَا من الآخر فَلَمَّا انطمست أَيَّام النّحاس كَانَ هُوَ المحاقق لَهُ بِحَيْثُ اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان فِيمَا كَانَ مَعَه من الوظائفوهي نظر الجوالي وَالْكِسْوَة والبيمارستان والخانقاه السعيدية وجامع عَمْرو ووكالة بَيت المَال وَغَيرهَا وَقَامَ بِالدَّعْوَى عَلَيْهِ والحوطة على موجوده وحواصله وَظَهَرت زِيَادَة كفاءته فَكَانَ انْتِهَاء ذَاك ابْتِدَاء الشّرف وَتردد النَّاس إِلَيْهِ وعولوا فِي كثير من مهماتهم عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ فِي تزايد من الترقي إِلَى أَن تملك الْأَشْرَف إينال فتقهقر قَلِيلا سِيمَا وَقد صرف عَن عدَّة وظائف بَعْضهَا برغبته وَلَكِن مَعَ اسْتِمْرَار صُورَة وجاهته فَلَمَّا مَاتَ الجمالي نَاظر الْخَاص خطب عوضه لنظر الْجَيْش وَقدم على كثير من السعاة فِيهِ فحسنت سيرته حَتَّى سَمِعت الشرفي بن الجيعان يثني على حذقه فِي)

المصطلح فِيهِ وإدراكه لما رتبه مَعَه فِي الْكِتَابَة وَأَن النَّجْم بن حجي لم يهتد لما اهْتَدَى لَهُ ثمَّ صرف عَنهُ بَان الديري مَعَ التَّعَرُّض لصَاحب التَّرْجَمَة بِأخذ مَال كثير بِدُونِ بَهْدَلَة، وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن ألزمهُ الْمُؤَيد بن إينال بِمُبَاشَرَة نظر الجوالي ووكالة بَيت المَال فباشرهما إِلَى أَن أكرهه الظَّاهِر خشقدم وَهُوَ متحير فِي نَفَقَة المماليك على الِاسْتِقْرَار فِي نظر الْخَاص بعد الزين بن الكويز مُضَافا لَهما فَقَامَ بالمر على مَا يُحِبهُ وسد النَّفَقَة بل ذكر بِحسن الْمَشْي فِيهَا قبل النَّفَقَة وَبعدهَا ثمَّ انْفَصل عَنْهَا إِلَى أَن اسْتَقر بعد قتل جَانِبك الجداوي مُدبر المملكة إِلَيْهِ الْمرجع فِي الْولَايَة والعزل وَلم يزل أمره فِي ازدياد وتزايد تَعبه بِأخرَة جدا بِسَبَب مَا كَانَ يُفَوض إِلَيْهِ فِي مُقَدمَات التجاريد وَغَيرهَا وَصَارَ النّظر إِلَيْهِ من الْملك والدوادار فَمَا وَسعه إِلَّا الاسْتِئْذَان فِي السّفر لمَكَّة فَتوجه إِلَيْهَا فِي موسم سنة ثَمَانِينَ فحج وفوض إِلَيْهِ شَيْء من العمائر هُنَاكَ وبالمدينة، وعزم على الاستيطان بِمَكَّة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد أَخَوَيْهِ بتربته من المعلاة وتأسف النَّاس على فَقده رحمه الله وَعَفا عَنهُ وأرضى عَنهُ أخصامه، وَكَانَ رَئِيسا شهما عَليّ الهمة كثير التودد للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ حسن الِاعْتِقَاد فيهم متأدبا مَعَهم زَائِد التَّوَاضُع والبذل والحزم وَالصَّبْر خَبِيرا بالسياسة وَالْقِيَام بِكُل مَا يسند إِلَيْهِ أنشأ أَمَاكِن بِالْقَاهِرَةِ وبولاق والصحراء وَغَيرهَا وَبَلغت عطاياه فِيمَا بَلغنِي مرّة للخطيب أبي الْفضل خَمْسمِائَة دِينَار وَلآخر ألف وَكَذَا كَانَت لَهُ ابْنة اسْمهَا مَارِيَة من عَائِشَة ابْنة الشّرف مُوسَى اللَّقَّانِيّ عمياء بذلك شَيْئا كثيرا جدا فِي زَوَال عماها بِحَيْثُ طلب مِنْهُ شخص ألف دِينَار وسمح لَهُ بهَا وَمَعَ ذَلِك فَمَا أَبْصرت، واشتهر اسْمه وَبعد صيته، وتغالى فِي التَّزْوِيج حَتَّى

ص: 185

أَنه تزوج ابْنة الظَّاهِر ططر خُفْيَة ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج زَيْنَب ابْنة جرباش الكريمي أَمِير سلَاح زَوْجَة الظَّاهِر جقمق ونقم عَلَيْهِمَا ذَلِك من لم يتدبر واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَت بدارها قَرِيبا من قنطرة طقزدمر وَكَذَا تزَوجه زَوْجَة لنائب الشَّام أَظُنهُ جانم وَولدت لَهُ ثمَّ تزوج فَاطِمَة ابْنة الشرفي يحيى بن الملكي فِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَمَاتَتْ تَحْتَهُ بِمَكَّة وتسافل حَتَّى تزوج فرج الَّتِي كَانَت زوجا لعبد الْغَنِيّ صَاحب ابْن اسنبغا الطياري وَلم يحصل لَهُ رَاحَة من قبلهَا بِحَيْثُ قيل أَنَّهَا سمته وَكَانَت مَعَه بِمَكَّة وَظهر لَهُ شَيْء كثير جدا مِمَّا كَانَ مَعَه أَو تَركه وَكَانَ وَلَده الْأَكْبَر الْبَدْر مُحَمَّد قد غيب قبل مَجِيء خبر وَفَاته لعَجزه عَن سد مَا كَانَ خلف وَالِده فِي الْقيام بِهِ مِمَّا يُورد للذخيرة فَتحمل)

السُّلْطَان بِهِ وَأظْهر مَا اقْتضى للْوَلَد الطُّمَأْنِينَة بِحَيْثُ ظهر ثمَّ بعد أَيَّام جَاءَ الْخَبَر فصودر هُوَ وَغَيره من أقربائه وَأَتْبَاعه حَتَّى لم يسلم العَبْد الصَّالح إِبْرَهِيمُ أَخُوهُ. وَخلف عشرَة أَوْلَاد أكبرهم الْمشَار إِلَيْهِ ومارية شقيقته وَيحيى وَسعد الْمُلُوك وَأحمد الْمدنِي أشقاء وَزَيْنَب وسعادات شقيقتان من رُومِية وَخَدِيجَة من جركسية وَأحمد من زَوْجَة نَائِب الشَّام ويوسف من جركسية وَسَيَأْتِي الْإِشَارَة لَهُم بأبسط فِي الْأنْصَارِيّ من الْأَنْسَاب وَأَن مِمَّن صاهره على بَنَاته مِمَّن مَاتَ عَنْهُم ابْنا أختيه الشَّمْس مُحَمَّد بن الشَّيْخ يس والشهاب أَحْمد بن الشَّمْس السنوي وربيبه الْبَدْر بن أبي الْفرج وأخو زَوجته وَهُوَ خَال الَّذِي قبله إِبْرَهِيمُ ابْن بنت الْمَالِكِي.

781 -

مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ القاهري ثمَّ الْحِجَازِي الْمَالِكِي / المعتقد. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة بضع وَخمسين وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ وعني بِالْعلمِ فحفظ الْمُوَطَّأ وَكتب ابْن الْحَاجِب الثَّلَاثَة وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَحصل الْوَظَائِف ثمَّ تزهد وَطرح مَا بِيَدِهِ من الْوَظَائِف بِغَيْر عوض وَسكن الْجَبَل وَأعْرض عَن جَمِيع أُمُور الدُّنْيَا وَصَارَ يقتات مِمَّا تنبته الْجبَال وَلَا يدْخل الْبَلَد إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة ليشهدها ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَكَانَ يسكنهَا تَارَة وَالْمَدينَة أُخْرَى على طَرِيقَته، وَدخل الْيمن من خلال ذَلِك وساح فِي البراري كثيرا وَكَاشف وَظَهَرت لَهُ كرامات كَثِيرَة ثمَّ فِي الآخر أنس بِالنَّاسِ وَلَكِن كَانَ يعرض عَلَيْهِ المَال الْكثير فَلَا يقبله غَالِبا وَلَا يلْتَمس مِنْهُ شَيْئا بل يَأْمر بتفرقته على من يُعينهُ وَكَانَ يَأْخُذ من بعض التُّجَّار الشَّيْء بِثمن معِين وينادي عَلَيْهِ بِنَفسِهِ حَتَّى يَبِيعهُ بِمَا يدْفع مِنْهُ ثمنه وَينْفق على نَفسه الْبَقِيَّة، وَقد رَأَيْته بِمَكَّة سنة خمس عشرَة وَصَارَ من كَثْرَة التخلي ناشف الدِّمَاغ يخلط فِي كَلَامه كثيرا وَلكنه فِي الْأَكْثَر

ص: 186

واعي الذِّهْن ويكاتب السُّلْطَان فَمن دونه بالعبارة الخشنة والردع الزَّائِد وَلَا يَقع بِيَدِهِ كتاب إِلَّا كتب فِيهِ مَا يَقع لَهُ سَوَاء كَانَ الْكَلَام منتظما أم لَا وَرُبمَا كَانَ حَاله شَبيه حَال المجذوب. مَاتَ فِي رَمَضَان وَقيل فِي شعْبَان سنة عشْرين، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَسمى جده مُوسَى وَقَالَ أَنه ولد بمنية الْقَائِد من عمل مصر وَنَشَأ بهَا وَشرع فِي حفظ مُخْتَصر أبي شُجَاع ثمَّ رغب فِي مَذْهَب مَالك وتنبه فِي الْفِقْه والعربية والقراآت والْحَدِيث، وَفضل وَمن شُيُوخه فِي الْعلم النُّور الحلاوي الْمَالِكِي والغماري، وروى الحَدِيث عَن ابْن الملقن وَجزم بِأَن مَوته فِي ثَانِي عشرى شعْبَان وَدفن بالمعلاة وَطول تَرْجَمته، وَذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه فَقَالَ مُوسَى بن عَليّ الْمَنَاوِيّ، وَأما فِي مُعْجَمه فَقَالَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ وَالْمُعْتَمد الأول.) :::

782 -

مُوسَى بن عَليّ بن مُوسَى بن عَرِيش الْهَاشِمِي. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

783 -

مُوسَى بن عَليّ بن يحيى بن جَمِيع الشّرف بن النُّور الصَّنْعَانِيّ الأَصْل الْعَدنِي أَخُو الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. / ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: اسْتَقر فِي وَظِيفَة أَبِيه بعدن وَهِي الرياسة على التُّجَّار والمتجر السلطاني، وَكَانَ حاذقا عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ وَالْكِتَابَة فصيحا لسنا وَلَكِن لم يكن صينا، وَقد قدم الْقَاهِرَة فِي وسط دولة النَّاصِر من نَحْو ثَلَاثِينَ سنة أَو أَكثر. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِالْيمن وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ حاذقا عَارِفًا بالأمور كثير الاستحضار للنوادر حسن المعاشرة بعيد الْغَوْر جَازَ الْخمسين وَختم بِهِ بَيت ابْن جَمِيع وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ كثير الاستحضار عِنْده سياسة وتدبير ومولده قبل التسعين وَسَبْعمائة بعدن وَقدم مَكَّة فَانْقَطع بهَا مُدَّة.

784 -

مُوسَى بن عمرَان بن مُوسَى الشّرف البوصيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي عَم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد نب عمرَان الْمَاضِي / مبَاشر الْمدرسَة الألجيهية. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة.

785 -

مُوسَى بن عمر بن عوض بن عَطِيَّة بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف اللَّقَّانِيّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي / سمع السّنَن لِابْنِ مَاجَه فِي الْقُدس على إِبْرَهِيمُ الزيتاوي وَالْبُخَارِيّ بنزول وَحدث بِبَعْض ابْن مَاجَه قَرَأَ ذَلِك عَلَيْهِ الكلوتاتي وَأَجَازَ لشَيْخِنَا الشمني وَكَانَ من عدُول الْقَاهِرَة، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ مُوسَى بن عَطِيَّة نِسْبَة لجده الْأَعْلَى وَوَصفه بالفقه. مَاتَ سنة عشر.

786 -

مُوسَى بن عمر بن مُوسَى الشّرف الْخَطِيب. / أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس وَعشْرين وَذكر الزين رضوَان أَنه سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة مجَالِس

ص: 187

من البُخَارِيّ بالكاملية وَغَيرهَا من الْقَاهِرَة.

787 -

مُوسَى بن عِيسَى بن يُوسُف بن مُفْلِح بن مَسْعُود بن عبد الحميد بن ابْن مُحَمَّد الشّرف أَبُو مُحَمَّد الزهْرَانِي الخالدي نِسْبَة للْعَرَب الَّذين يُقَال لَهُم بَنو خَالِد وَبَعض النَّاس يَقُول أَنه قرشي مخزومي الخلفي الشَّافِعِي الْفَاضِل الصَّالح وَيعرف بِصَاحِب الْخلف / بِضَم الْمُعْجَمَة. سمع من أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة إخْوَته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على بن عِيسَى بن مُوسَى)

بن غَانِم الْمصْرِيّ وَمُحَمّد بن سَالم بن إِبْرَهِيمُ الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ وَعَائِشَة ابْنة عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ وَفَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره واشتهر بالزهد والورع والكرامات وَكَانَت لَهُ عناية بتربية المريدين وإرشاد الْجَاهِلين وَالصَّبْر على الْإِنْفَاق وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر يُطِيل الصَّلَاة بِالْجَمَاعَة وَيقْرَأ فِيهَا الْقُرْآن على التوالي حَتَّى يختمه فِي الصَّلَوَات تَارَة جُزْءا وَتارَة بعضه على طَريقَة تشبه طَريقَة السّلف. ذكره التقي ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَخرج لَهُ من مروياته تحفة الْوَارِد وبغية الزَّاهِد وفرغه فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَعشْرين، وَذكره الفاسي فِي ذيل سير النبلاء فَقَالَ: عني بالفقه وَغَيره وَله معرفَة وحظ جيد من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَفِيه إِحْسَان للواردين إِلَيْهِ وَحصل كتبا كَثِيرَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، وَحج مَرَّات آخرهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَبَلغنِي أَنه أَخذ بِمَكَّة عَن قاضيها أبي الْفضل النويري رِوَايَة عَن قاضيها الْجمال بن ظهيرة فِي الْحَاوِي وَمَعَ وَالِده فِيمَا بَلغنِي عَن الْعَفِيف اليافعي قَالَ وأظن نسبته للْعَرَب الَّذين يُقَال لَهُم بَنو خلد سكان الرياضة ونواحيها. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثَانِي عشرى ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين بِبَلَدِهِ الْخلف والخليف، زَاد غَيره عَن نَيف وَتِسْعين سنة وحزن النَّاس عَلَيْهِ وقبره يزار وبنيت عَلَيْهِ قبَّة رحمه الله. قَالَ الفاسي ورثاءه بعض أَصْحَابنَا بِأَبْيَات أَولهَا:

(قد أظلم الجو بعد الضَّوْء والسدف

بِمَوْت مُوسَى بن عِيسَى صَاحب الْخلف)

788 -

مُوسَى بن قَاسم بن حُسَيْن الْمَكِّيّ وَيعرف بالذويد. / كَانَ يذكر بِخَير وَله ملك بِالْهَدةِ وَغَيرهَا من أَعمال مَكَّة، مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي.

789 -

مُوسَى بن ماخوخ المغربي الْمُقْرِئ. / كَانَ ماهرا فِي القراآت أَخذهَا عَن الوهري وَأَخذهَا عَنهُ جمَاعَة، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. تَرْجمهُ لي زَرُّوق.

790 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشّرف بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي عَم أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل الْعِزّ عبد الْعَزِيز، / مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو الْمِائَة وَكَانَ نَاقص الْعقل تَرْجَمته فِي الوفيات.

ص: 188

791 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق الشّرف بن الشَّمْس بن النُّور بن الْعِزّ الحسني القادري وَالِد المحمدين زين العابدين وشمس الدّين وأخو حسن الماضيين وأبوهما. / مَاتَ بالطاعون فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد أَبِيه بِيَسِير جدا وَدفن بزاوية)

عدي بن مُسَافر بِالْقربِ من بَاب القرافة رحمه الله.

792 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الجاناتي الْمَكِّيّ الرجل الصَّالح. / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، قَالَ فِيهِ ابْن عزم: صاحبنا.

مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَزْهَرِي. / مِمَّن سمع مني.

مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَنَاوِيّ. / فِي ابْن عَليّ بن مُحَمَّد قَرِيبا.

794 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن قبا الشّرف الموقت ابْن أُخْت الخليلي. / كَانَ أفضل من بَقِي بِالشَّام فِي علم الْهَيْئَة وَله فِي هَذِه الصِّنَاعَة تواليف مفيدة مَعَ أَنه لَا ينْسب نَفسه إِلَى علم لَا هَذَا وَلَا غَيره بل هُوَ خير عِنْده إنجماع عَن النَّاس وَعدم دُخُول فِيمَا لَا يعنيه وَبِيَدِهِ رياسة المؤذنين بِجَامِع تنكز وَغَيره. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

795 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشّرف الحسني الفاسي الْحَنْبَلِيّ. / ولد بِبِلَاد كلبرجا من الْهِنْد وَقدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ وَله من الْعُمر مَا يزِيد على عشر سِنِين وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وناب فِي الْقَضَاء والإمامة بِمَكَّة عَن عَمه عبد اللَّطِيف وَخرج من مَكَّة بعد الْخمسين لبلاد الْهِنْد.

796 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن أبي بكر الشّرف أَبُو البركات الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ابْن أخي الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ الْخَطِيب. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كنف عَمه فَأَقْرَأهُ واشتغل كثيرا وتفقه بالأذرعي وبالشمس مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ شَارِح الْحَاوِي، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن الأسنوي والولوي المنفلوطي والبلقيني وَغَيرهم وَسمع بهَا وبحلب وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي السماع أَحْمد بن مكي الأيكي زغلش والْعَلَاء مغلطاي، وَلَا زَالَ يدأب حَتَّى حصل طرفا جيدا من كل علم ودرس بالأسدية والعصرونية من مدارس حلب وَولي قضاءها عَن الظَّاهِر برقوق فحمدت سيرته وَلكنه عزل مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا ولي خطابة جَامعهَا بعد موت الولوي بن عشائر، وَشرح الْغَايَة القصوى للبيضاوي فَكتب مِنْهُ قِطْعَة، وَكَانَ قَاضِيا فَاضلا دينا عفيفا خيرا كثير الْحيَاء لَا يواجه أحدا بمكروه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث

ص: 189

وَدفن بحلب، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَأخر جُمُعَة عَن أبي بكر وَقَالَ إِنَّه أدمن)

الِاشْتِغَال حَتَّى مهر وَأفْتى ودرس وخطب بِجَامِع حلب واشتهر ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي زمن الظَّاهِر مرَارًا ثمَّ أسر مَعَ اللنكية فَلَمَّا رَجَعَ اللنك عَن الْبِلَاد الشامية أَمر بِإِطْلَاق جمَاعَة هُوَ مِنْهُم فَأطلق من أسرهم فِي شعْبَان فَتوجه إِلَى أرِيحَا وَهُوَ متوعك فَمَاتَ بهَا وَكَانَ فَاضلا دينا كثير الْحيَاء قَلِيل الشَّرّ. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رحمه الله.

797 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشّرف الديسطي ثمَّ القاهري نزيل تربة النَّاصِر بن برقوق. / قَرَأَ على النُّور الْمحلي مُسْند الشَّافِعِي بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَذكره شَيخنَا الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ وَأَشَارَ لوفاته.

798 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّافِعِي إِمَام جَامع عَمْرو. / رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ سنة خمس وَتِسْعين.

مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الغيريني الْمَالِكِي. / مِمَّن قرض للفخر أبي بكر بن ظهيرة فِي سنة سبعين أَو بعْدهَا بعض تآليفه وَمَا عَلمته. وَينظر إِن كَانَ هُوَ مُوسَى الحاجبي الْآتِي.

799 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْكَمَال بن زين العابدين الصديقي الْبكْرِيّ الْمَكِّيّ الأَصْل الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الشهير جده بَان الرداد الْمَشْهُور وَيعرف هُوَ بِابْن زين العابدين / لقب أَبِيه. مِمَّن أَخذ الْفِقْه عَن عمر الفتي والنور بن عطيف نزيل مَكَّة وَالْقَاضِي الْجمال مُحَمَّد الطّيب النَّاشِرِيّ وَالشَّمْس عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي ويوسف بن يُونُس الجبائي الْمُقْرِئ الْمشَار إِلَيْهِ الْآن وَشرف بن عبد الله بن مَحْمُود الشيفكي الشِّيرَازِيّ حِين قدم عَلَيْهِم زبيد فِي الْفِقْه وَأَصله وتميز بِحَيْثُ هُوَ الْآن فَقِيه زبيد وَاسْتقر فِي مدرسة الْمَنْصُور عبد الْوَهَّاب الطاهري بعد شَيْخه الْفَتى وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه وَكتب على الْإِرْشَاد شرحا لم يبرزه إِلَى الْآن وَهُوَ خَال عَن اعْتِقَاد جده وَلم يكمل إِلَى الْآن الْخمسين.

800 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم الْكَمَال الضجاعي الزبيدِيّ / مفتيها ومحدثها وخطيبها. أَخذ الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد النَّاشِرِيّ وَأكْثر عَن الْمجد الفيروزابادي بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من الْأُمَّهَات وانتفع بِهِ فِي ذَلِك. أَفَادَهُ سميه مُوسَى الذوالي وَرفع من شَأْنه فِي تَرْجَمَة على بن هَاشم من كِتَابه صلحاء الْيمن وَكَانَ من أكبر القائمين على منتحلي ابْن عَرَبِيّ فِي الْيمن بِحَيْثُ أَنه كَانَ الْخَطِيب فِي جَامع زبيد بالمنشور الْمَكْتُوب بِالْإِشْهَادِ على الْكرْمَانِي بهجر كتب ابْن عَرَبِيّ. قَالَه الأهدل. (سقط)

ص: 190

(سقط)

مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ يعد من الْأَعْيَان ذَوي الْبيُوت فِي الممالك مِمَّن لجده مَعَ الشريف حسن بن عجلَان وقائع.

803 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن نصر الشّرف أَبُو الْفَتْح البعلي الشَّافِعِي القَاضِي وَيعرف بِابْن السقيف. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الْخَطِيب جلال الدّين والْحَدِيث عَن الْعِمَاد بن بردس وَغَيرهمَا واشتغل بِدِمَشْق عِنْد ابْن الشريشي وَالزهْرِيّ وَغَيرهمَا وَمهر وتصدى للإفتاء والتدريس بِبَلَدِهِ من أول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وهلم جرا وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفِقْه بِبَلَدِهِ وَولي قضاءها مرَارًا فحسنت سيرته، وَكَانَ كثير الْبر للطلبة سليم الْبَاطِن آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر لَهُ أوراد وَعبادَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن قَاضِي شُهْبَة.

804 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن الْهمام الشّرف بن النَّجْم الْمَقْدِسِي. / سمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزءا بن عَرَفَة والبطاقة ونسخة إِبْرَهِيمُ بن سعد وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي فِي استدعاء أَوْلَادِي. وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

805 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشّرف المَخْزُومِي / المعامل بالطباق السُّلْطَانِيَّة. حج فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور سنتَيْن بعْدهَا، وَسمع مَعَ الْجَمَاعَة عَليّ وَمَعَ ابْن جرباش على ابْن الشوائطي، وَكَانَ يكثر الطّواف وَالصَّدَََقَة وَحُضُور المواعيد وَيذكر فِي الْجُمْلَة بِخَير بِالنِّسْبَةِ لطائفته.

608 -

مُوسَى بن مُحَمَّد الشّرف العزيزي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي / أحد النواب. مِمَّن أذن لَهُ الْعَبَّادِيّ فِي التدريس والإفتاء وَهُوَ مهمل ولي قَضَاء الْمحمل سنة بضع وَتِسْعين.

807 -

مُوسَى بن مَنْصُور الشقباتي الجزائري. / مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ.

808 -

مُوسَى بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الشّرف المنوفي القاهري الشَّافِعِي أَخُو زين الصَّالِحين مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف بشرف الدّين المنوفي. / ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنوف وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن ملك والملحة والورقات وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره واشتغل على الشّرف السُّبْكِيّ والتلواني والونائي وناب فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِأخرَة فِي حَانُوت الجورة

ص: 191

وامتحن حِين تكَلمه على جَامع منوف لما ولي قضاءها وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من أعيانها وطلبوه إِلَى الْقَاهِرَة فأودع الترسيم على خُرُوجه من حِسَاب الْوَقْف مُدَّة تكَلمه فَلم ينْهض وخلص بعد كلفة، وخطب بمدرسة سودون من زَاده وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا خيرا مديما للتلاوة متميزا فِي صناعته قانعا متقللا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رحمه الله.

809 -

مُوسَى بن يُوسُف الشّرف بن الْجمال بن الصفي الكركي الشوبكي الملكي الْآتِي أَبوهُ نَاظر جَيش طرابلس وَقَرِيب الْجمال نَاظر الْخَاص. / أَصله من نَصَارَى الشوبك وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وتعانى الْكِتَابَة إِلَى أَن ولي نظر جَيش طرابلس مُدَّة ثمَّ صرف عَنْهَا وَسَار إِلَى أَبِيه بِدِمَشْق بعد أَن قدم الْقَاهِرَة وبذل مَا ألزم بِهِ وَهُوَ شَيْء كثير وَاسْتمرّ عِنْد أَبِيه حَتَّى مَاتَ الْبَهَاء بن حجي فاستقر عوضه فِي نظر جيشها على مَال بذله فَلم تشكر سيرته وعزل عَن قرب وأعيد لنظر جَيش طرابلس بسعيه فِيهِ لما لَهُ من الْأَمْلَاك وَغَيرهَا فدام حَتَّى مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد تكهل وَخلف مَالا كثيرا جدا وَأكْثر من عشرَة أَوْلَاد تولى أكبرهم مَكَانَهُ وَيُقَال أَنه كَانَ من قبائح الزَّمَان وَمَعَ قربه من دين النَّصْرَانِيَّة وقبح شكله كَانَ سيئ الْخلق زَائِد الزهو والترفع عَفا الله عَنهُ ورحم الْمُسلمين وإيانا.

810 -

مُوسَى بن يُوسُف الشّرف بن الْجمال البوتيجي الْمصْرِيّ القاهري القسطي وَيعرف بِابْن كَاتب / غَرِيب. كَانَ أَبوهُ يُبَاشر فِي الدَّوَاوِين فَنَشَأَ على طَرِيقَته إِلَى أَن برع وَأول مَا تنبه كتب فِي قطيا ثمَّ فِي ديوَان الْوزر ثمَّ خدم عِنْد الزين الأستادار وصاهره بعد أَن كَانَ مصاهرا لِابْنِ الهيصم وترقى حَتَّى صَار نَاظر الْمُفْرد، وعاقبه مَنْصُور بن صفي أَشد عُقُوبَة ثمَّ ولي الأستادارية وفَاق فِي الظُّلم وأباد الْعباد والبلاد لمزيد حذقه ودهائه سِيمَا وقويت شوكته بِأخذ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي على يَده وَكَانَ أحد القائمين فِي قتل مَنْصُور الْمشَار إِلَيْهِ وتظاهر بالسرور بذلك. مَاتَ عَن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة الطريني من سوق الدريس تجاه مقَام الجعبري وَلم)

يحجّ بعد أَن أظهر الْعَزْم عَلَيْهِ لكَونه عوق. وَخلف أَوْلَادًا رحم الله الْمُسلمين.

مُوسَى الشّرف بن الْبُرْهَان. / فِي ابْن إِبْرَهِيمُ.

مُوسَى الشّرف الْأنْصَارِيّ اثْنَان مضيا ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة وَابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان. /

811 -

مُوسَى الصّلاح الأردبيلي ثمَّ الشرواني / أَخذ عَنهُ بلديه عبد المحسن بن عبد الصَّمد الْمنطق وَغَيره.

مُوسَى السُّبْكِيّ. / فِي ابْن أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن سُلَيْمَان.

ص: 192

812 -

مُوسَى الطرابلسي / رجل مغربي خير. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن بمقبرة رِبَاط الْمُوفق. ذكره ابْن فَهد عَن ابْن مُوسَى.

813 -

مُوسَى العتال الْمصْرِيّ وَالِد مَرْيَم الْآتِيَة وَزوج مولاة الْعِزّ بن فَهد. / مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بِمَكَّة.

814 -

مُوسَى المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالحاجبي / كَأَنَّهُ لمعرفته ابْن الْحَاجِب أَو حفظه لَهُ أَو نَحْو ذَلِك. أَقَامَ بِمَكَّة وأقرأ فِيهَا وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا لَا يأنف من الْحُضُور عِنْد بعض طلبته. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء مستهل صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السِّتين ظنا.

815 -

مُوسَى المغربي الْخياط. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ.

816 -

مُوسَى المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس / وَأحد قراء السَّبع. مَاتَ فِيهِ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.

817 -

مُوسَى اليمني الحراز. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَ مُبَارَكًا مشكورا.

818 -

موفق الحبشي البرهاني الظهيري. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بعد صبح الْأَرْبَعَاء وَدفن بتربة موَالِيه المستجدة وَيُقَال أَنه خلف شَيْئا كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ يتجر سفرا وحضرا.

819 -

موفق الحبشي فَتى السَّيِّد بَرَكَات. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

مولى شيخ. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود.

مُؤمن العنتابي. هُوَ عبد الْمُؤمن. /

820 -

ملازاده بن عُثْمَان الْكَرْخِي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن تميز فِي فنون كالتفسير والقراآت والْحَدِيث)

والعقلي والنقلي وَمن شُيُوخه وَالِده وقاضي زَاده شَارِح الغميني وَغَيره وخواجا فضل الله وخواجا عِصَام الدّين وملا عَليّ القشي وملا عَلَاء الشَّاشِي وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَقصر نَفسه على الإقراء وتحرير مُشكل الْكتب وَحج وَلم يدْخل الْقَاهِرَة، وَهُوَ الْآن عِنْد سُلْطَان خُرَاسَان قَارب السّبْعين وَلم يتَزَوَّج قطّ مَعَ صِيَانة وَحسن خلق.

821 -

مياج بن مُحَمَّد شيخ ركب المغاربة / كأسلافه. مِمَّن يذكر بصلاح وشهرة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين أرخه ابْن عزم وَفِي مَوضِع سنة سِتّ وَسبعين فغلط.

ميان مضى فِي إميان من الْهمزَة. /

822 -

ميخائيل بن إِسْرَائِيل النَّصْرَانِي اليعقوبي الْمَدْعُو ولي الدولة أَخُو سعد الدّين إِبْرَهِيمُ الْمَدْعُو فِي صغره بِهِبَة الله. / أسلم أَبوهُمَا وإبرهيم صَغِير فَلحقه وخدم الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَعظم وثوقه بِهِ وَحج بِهِ ثمَّ خدم غَيره من كتاب السِّرّ ثمَّ

ص: 193