الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأتابكية إِلَى أَن أمْسكهُ الْأَشْرَف قايتباي بعد هَلَاك أَخِيه وَأخذ مِنْهُ مَا افْتقر بِسَبَبِهِ إِلَى أَن طلبه الولوي الأسيوطي فاستكتبه فِي أوقاف الْحَرَمَيْنِ ثمَّ طلبه أَمِير سلَاح تمراز وَألبسهُ ديوانه عوضا عَن إِبْرَهِيمُ بن كَاتب غَرِيب.
هلك ميخائيل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ يخْدم فِي الإسطبلات القلعية ثمَّ اسْتَقر بِهِ الجمالي يُوسُف بن كَاتب جكم فِي الْخدمَة فِي الْخَاص بعد هَلَاك نَصْرَانِيّ آخر ملكي يلقب الشَّيْخ السعيد واختص بِهِ فَلَمَّا ولي نظر الْجَيْش خدم عِنْده فِيهِ أَيْضا ثمَّ بعد مَوته تكلم فِي كثير من جِهَات الذَّخِيرَة وَكَذَا خدم فِي الجوالي وَغَيرهَا وَيذكر بمداراة وَاحْتِمَال ومزيد خبْرَة بِالْمُبَاشرَةِ وبذل كثير للْمُسلمين وَغَيرهم بل ذكر لي بعض ذَوي الوجاهات من نواب للقضاة مِمَّن لَهُ علقَة فِيمَا يباشره أَنه أَكثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا وَهُوَ يسوف بِهِ وَأَنه قَالَ لَهُ أما تخَاف عَاقِبَة ترددي إِلَيْك فَقَالَ لَهُ قد استفتيت فلَانا وَسَماهُ أهل على مُؤَاخذَة فِي تردد الْفُقَهَاء وَنَحْوهم إِلَى أَن حوائجهم فَقَالَ لَا قَالَ الحاكي فَقلت لَهُ لَو علم مِنْك التسويف مَعَ الْقُدْرَة على مُرَادهم من أول مرّة مَا أَفْتَاك بِهَذَا انْتهى. وَالْأَمر وَرَاء هَذَا وَآل أمره إِلَى أَن ضربه الْأَشْرَف قايتباي على مَال كثير بإغراء عبد الْكَرِيم بن جُلُود ضربا مؤلما كَانَ سَبَب هَلَاكه وَكَانَ مَا ذكرته فِي الوفيات وَاسْتمرّ فِي جهاته بنصراني آخر ملكي يُقَال لَهُ إِبْرَهِيمُ عرف بِهِ ثمَّ أسلم بعد.
ميرك القاسمي. / مضى فِي جيرك. (سقط)
(حرف النُّون)
828 -
نابت بن إِسْمَعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن أخي شَيخنَا الْبُرْهَان إِبْرَهِيمُ بن عَليّ. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة
وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والبهجة والإرشاد وانتفع بِعَمِّهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على الْخَطِيب أبي الْفضل النويري البُخَارِيّ وَغَيره، وَكَانَ مجيدا عمل المواليد وَنَحْوهَا وَله نظم متوسط مَعَ سُكُون وَخير. مَاتَ فَجْأَة غريقا فِي سيل مَكَّة فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَإِنَّهُ حِين دخل عَلَيْهِ السَّيْل سِقَايَة الْعَبَّاس بَادر إِلَى الْخُرُوج فغرق فِي الْمَسْجِد وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بقبورهم من المعلاة وتأسف النَّاس على فَقده رحمه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(تشفع يَا مسيء بِذِي الْمَعَالِي
…
إِمَام الرُّسُل خير الْأَنْبِيَاء)
(كريم الأَصْل طه من أَتَاهُ
…
يروم الْأَمْن حل عَن الشَّقَاء)
(عَلَيْهِ صَلَاة رَبِّي كل حِين
…
وَسلم فِي الصَّباح وَفِي الْمسَاء)
وَعِنْدِي من نظمه الْكثير وَهَذَا من عنوانه وَمن العجيب أَن آخر مناظيمه قصيدة كَأَنَّهَا شرح خَاله، وَلم يُوجد مِمَّن غرق فِي الْمَسْجِد مَعَ كثرتهم بالمطاف سواهُ.
829 -
نَاصِر بن أَحْمد بن يُوسُف بن مَنْصُور بن فضل بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن بن عبد الْمُعْطِي بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْمُزنِيّ أَبُو زيان وَأَبُو عَليّ الْفَزارِيّ البسكري بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة سَاكِنة وَيعرف بِابْن مزنى / بِفَتْح الْمِيم ثمَّ زايد سَاكِنة بعْدهَا نون. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ وَأخذ القراآت عَن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن التوزري وَكَانَ يعظمه فِي الْفَنّ جدا وَفِي الْفِقْه عَن أبي فَارس عبد الْعَزِيز بن يحيى الغساني الْبُرْجِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن إِبْرَهِيمُ الْخَطِيب وَأبي عبد الله بن عَرَفَة وَعِيسَى بن أَحْمد الغبريني وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيح. وَقدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فحج فِيهَا وَأُصِيب فِي كثير من مَاله وَكتبه فِي جملَة مَا وَقع فِي ركب المغاربة من النهب وَاتفقَ وُقُوع النكبة من السُّلْطَان بوالده وَأهل بَيته ببلادهم لغضبه عَلَيْهِ وَكَانَ رَئِيسا، وَبلغ ابْنه ذَلِك فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ وَعطف عَلَيْهِ الولوي ابْن خلدون فسعى لَهُ حَتَّى نزل بالشيخونية وَسمع بهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ على التقي الدجوي ولازم شَيخنَا مُدَّة طَوِيلَة قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه واستفدت مِنْهُ وَكتب لي تَرْجَمَة مُطَوَّلَة وفيهَا واتصلت بِخِدْمَة سيدنَا فلَان فآنس الغربة وأنسى الْكُرْبَة وَأحسن المعونة وَكفى المؤونة وعمني خَيره وبره ووسعني حلمه وَصَبره قَالَ وَشرع صَاحب التَّرْجَمَة فِي جمع تَارِيخ للرواة لَو قدر أَن يبيضه لَكَانَ مائَة مجلدة وَكَانَ قد مارس ذَلِك إِلَى أَن صَار أعرف النَّاس بِهِ فَإِنَّهُ جمع مِنْهُ فِي مسوداته مَا لَا يعد وَلَا يدْخل تَحت الْحَد وَلم يقدر لَهُ تبييضه وَمَات فتفرقت مسودته شذر مذر وَلَعَلَّ أَكْثَرهَا عمل بطائن المجلدات وَقَالَ نَحوه فِي الأنباء وَلَفظه وَكَانَ لهجا بالتاريخ وأخبار الروَاة جمَاعَة لذَلِك ضابطا
لَهُ مكثرا مِنْهُ وأرد تبييض كتاب وَاسع فِي ذَلِك فأعجلته الْمنية ثمَّ قَالَ فِي المعجم وَكَانَ قد تحول من الشيخونية وَنزل البرقوقية بَين القصرين وَضعف فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وطالت علته وأفضت إِلَى رمد فقد مِنْهُ بَصَره جملَة وَكَانَ يترجى الْبُرْء فَلم يتَّفق ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي الْعشْرين من شعْبَان الَّتِي تَلِيهَا. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَقَالَ رحمه الله مَاذَا فَقدنَا من فَوَائده عوضه الله الْجنَّة.
830 -
نَاصِر بن خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْعَادِل بن الْكَامِل بن الْأَشْرَف بن الْعَادِل الأيوبي. /
وثب على أَبِيه فَقتله صبرا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين كَمَا أسلفته فِيهِ وَملك الْحصن فدام نَحْو سَبْعَة أشهر ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْن عَمه وربيب الْمَقْتُول حسن بن عُثْمَان فَقتله حمية واستدعى بِأَحْمَد أخي الْمَقْتُول حِين كَونه ملتجئا عِنْد السُّلْطَان جاهنشاه بتبريز للخوف من نَاصِر هَذَا فتملك الْحصن كَمَا أسلفته فِي الْهمزَة. (سقط)
ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة بعد أَن اشْتغل فِي بِلَاده وَلَقي جمَاعَة، وَفهم الْعَرَبيَّة وتميز فِي الطِّبّ وعالج بِهِ وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَرُبمَا جلس مَعَ الشُّهُود. وَقد تردد إِلَيّ قَلِيلا ورام الْأَخْذ عني وَكَانَ فخم الْعبارَة مَعَ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
835 -
نَاصِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ نَاصِر الدّين بن أبي الْيمن الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / أمه فتاة لِأَبِيهِ حبشية سمع من أَبِيه وَأَجَازَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة إِحْدَى عَن عشْرين سنة أَو زِيَادَة ذكره الفاسي.
836 -
نَاصِر بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين البسطامي. / من تلامذة عبد الله البسطامي قطن الْقَاهِرَة وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
نَاصِر بن مِفْتَاح النويري الْمَكِّيّ / مُؤذن مَنَارَة بَاب الندوة بهَا. أَقَامَ
كَذَلِك سِنِين وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة لمصَالح أَهله بَيت النويري فأدركه أَجله فِي رَمَضَان سنة سبع وَهُوَ فِي عشر الْخمسين. ذكره الفاسي.
838 -
نَاصِر بن يشبك الدوادار أَخُو مَنْصُور. / مَاتَ أَيْضا فِي الطَّاعُون فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين.
نَاصِر البسكري. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين بِمَكَّة.
839 -
نَاصِر النوبي فَتى السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة.
840 -
نانق الأشرفي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أرخهم ابْن فَهد.
841 -
نانق المحمدي الظَّاهِرِيّ جقمق / كَانَ من أصاغر مماليكه فَأمره الظَّاهِر خشقدم عشرَة)
ثمَّ عمله أَمِير آخور ثَانِي ثمَّ شاد الشَّرّ بخاناه ثمَّ مقدما، وَأمره على الْمحمل فِي سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ الْأَشْرَف قايتباي رَأس نوبَة النوب. وَقتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
842 -
نَاصِر المؤيدي / أَحْمد أحد العشرات. كَانَ حسن الشكالة ضخما. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
843 -
نانق الظَّاهِرِيّ جقمق. / قَتله بعض الأجلاب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
844 -
نَبهَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن علوان بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان الزين بن الشَّمْس الجبريني / نِسْبَة لقرية شَرْقي حلب مِنْهَا وَهُوَ قريب مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَاضِي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقيل سنة سِتّ وَالْأول أَكثر وَأَجَازَ لَهُ الْبَدْر النسابة الْكَبِير والقطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْحلَبِي وَابْن خلدون والتاج بن بردس وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين.
845 -
نبيل أَبُو قطاية / مَمْلُوك لصَاحب أفريقية تقدم عِنْده حَتَّى صَار ضخما وتمول جدا وَكَثُرت أَوْلَاده وأحفاده ثمَّ ترقى عِنْد حفيده ثمَّ وَلَده عُثْمَان بِحَيْثُ صَارَت أَوْلَاده قوادا فِي الْبِلَاد أَيْضا بعدة أَمَاكِن إِلَى أَن أَخذه على حِين غَفلَة وَقتل أشر قتلة فِي سنة سبع وَخمسين وشجن أَوْلَاده سامحه الله.
846 -
نجم بن عبد الله القابوني / أحد الْفُقَرَاء الصَّالِحين. صحب جمَاعَة من الصَّالِحين وَانْقطع بالقابون ظَاهر دمشق مُدَّة مُقبلا على الْعِبَادَة مُجْتَهدا فِيهَا، وتذكر عَنهُ كرامات وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَرَأَيْت من أرخه فِي الَّتِي بعْدهَا.
847 -
نجيب الهرموزي العجمي الخواجا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
848 -
نسيم بن رَاشد اليمني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات بهَا.
849 -
نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْجلَال أَبُو الْفَتْح التسترِي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة ووالد الْمُحب أَحْمد وَإِخْوَته. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه الشَّيْخ الصَّالح أَحْمد السقاء وأقرأه الْقُرْآن واشتغل بالفقه على وَلَده الشَّمْس مُحَمَّد بن السقا وَقَرَأَ الْأُصُول على الْبَدْر الأربلي وَالشَّمْس الْكرْمَانِي أَخذ عَنهُ الْعَضُد والعربية عَن الشَّمْس بن بكتاش وَسمع من الْجمال الخضري والكمال الْأَنْبَارِي وَأبي بكر بن قَاسم السنجاري)
والنور الفوي وحسين نب سالار بن مَحْمُود وَغَيرهم، واشتهر بالاشتغال بِالْحَدِيثِ وَولي غَالب تداريس الحَدِيث بهَا كالمستنصرية والمجاهدية وَمَسْجِد يانس وَكَانَ يذكر النَّاس فِيهَا مُدَّة وانتفعوا بذلك ثمَّ خرج مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ لما شاع أَن اللنك قَصدهَا فوصل إِلَى دمشق فبالغوا فِي إكرامه ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسعين باستدعاء ابْنه وَكَانَ قد دَخلهَا قبله فاستقر فِي تدريس الحَدِيث بهَا بعد موت مَوْلَانَا زَاده فِي الْمحرم سنة إِحْدَى ومدح واقفها بقصيدة جَيِّدَة وَعمل فِي مدرسته مقامة وَكَذَا ولي بهَا تدريس الْحَنَابِلَة بعد موت الصّلاح مُحَمَّد بن الْأَعْمَى فِي سنة خمس وَتِسْعين وتصدى للتدريس والإفتاء وَكَانَ مقتدرا على النّظم والنثر وَله منظومة فِي الْفِقْه تزيد على سَبْعَة آلَاف بَيت. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: اجْتمعت بِهِ فاستفدت مِنْهُ وَسمعت من إنشائه وَقد حدث بِجَامِع المسانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ بِإِسْنَاد نَازل. وقرأت من نظمه مدحا فِي بعض الْقُضَاة قَالَ فِيهِ:
(شُرَيْح وَيحيى لَو قاضاياه شَاهدا
…
لكانا لَهُ بِالْفَضْلِ أعدل شَاهد)
(وَلَو شَاهد الحبران درسا من دروسه
…
لأثنى وأولاه جميل المحامد)
وَقَالَ فِي إنبائه أَنه صنف فِي الْفِقْه وأصوله وَاخْتصرَ ابْن الْحَاجِب ونظم فِي الْفِقْه كتابا وَفِي الْفَرَائِض أرجوزة فِي مائَة بَيت جَيِّدَة فِي بَابهَا ومدائح نبوية. مَاتَ فِي عشرى صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد أَن مرض طَويلا. قلت وَحدثنَا عَنهُ الرَّشِيدِيّ وَغَيره. وَقَالَ التقي الْكرْمَانِي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ قَرَأَ على وَالِدي شرح الْمُخْتَصر للعضد وَأَجَازَهُ وَالِدي واستفدت أَنا مِنْهُ فَوَائِد جمة وَله تآليف مفيدة مِنْهَا مُخْتَصر فِي الْأُصُول ونظم غَرِيب الْقُرْآن وَغير ذَلِك وَكَانَ محاضرته حَسَنَة وحصلت لَهُ جَائِحَة بِبَغْدَاد مَعَ الشهَاب أَحْمد الإبياري أوجبت انْتِقَاله إِلَى ديار مصر فَأَقَامَ بهَا، وَأثْنى على وَالِده بِمَا أوردته فِي الْكَبِير، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
850 -
نصر الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَعِيل الْجلَال الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ الرَّوْيَانِيّ الكجوري الشَّافِعِي / وَرَأَيْت من نسبه جلاليا. ولد فِي سنة وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة
بكجور إِحْدَى قرى رويان واشتغل وَأدْركَ الْمَشَايِخ وتجرد وبرع فِي علم الْحِكْمَة والفلسفة وتصوفها وشارك فِي الْفُنُون وَعرف الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكتب الْخط الْفَائِق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد الثَّمَانمِائَة مُجَردا واتصل بأمراء الدولة وراج عَلَيْهِم لما ينْسب إِلَيْهِ من معرفَة علم الْحَرْف وَعمل الأوفاق وَسكن الْمدرسَة المنصورية وَصَارَ لَهُ فِي البيمارستان الرَّوَاتِب السّنيَّة بل كَانَ هُوَ صَاحب الْحل)
وَالْعقد فِيهِ وَكَانَ فصيحا مفوها حسن التأني عَارِفًا بالأمور الدُّنْيَوِيَّة عريا عَن معرفَة الْفِقْه مفضالا مطعاما محبا للغرباء فهرعوا إِلَيْهِ ولازموه وَقَامَ بأمرهم وصيرهم سوقه الَّتِي ينْفق مِنْهَا وَينْفق بهَا واستخلص بِسَبَب ذَلِك من أَمْوَال الْأُمَرَاء وَغَيرهم مَا أَرَادَ حَتَّى كَانَ كثير من الْأُمَرَاء يفرد لَهُ من إقطاعه أَرضًا يصيرها لَهُ رزقة ثمَّ يسْعَى هُوَ حَتَّى يَشْتَرِيهَا ويحبسها مقتدرا على التَّوَصُّل لما يطْلب كثير العصبية والمروءة حسن السياسة وَالْعشرَة والمداراة عَظِيم الْأَدَب جميل المجالسة وقف دَاره الَّتِي كَانَ يسكنهَا بِالْقربِ من خَان الخليلي وَجعلهَا رِبَاطًا يأوي إِلَيْهِ الْفُقَرَاء والغرباء الواردون من الْبِلَاد وأرصد عَلَيْهِ رزقته الَّتِي كَانَت بأنبابه وَصَارَت مَشْهُورَة بزاوية نصر الله وَفتح لَهَا شباكا على الطَّرِيق فِي علم الْحَرْف والتصوف مِنْهَا غنية الطَّالِب فِيمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الْوَهم من المطالب وإعلام الشُّهُود بحقائق الْوُجُود وأقرأ كتاب الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ خُفْيَة فَكَانَ مِمَّن أَخذه عَنهُ الشَّمْس الشرواني وَلذَا قَالَ الْعَيْنِيّ: وَكَانَ يتهم بالاشتغال بِكِتَاب الفصوص وَنَحْوه قَالَ وَعرض عَلَيْهِ النَّاصِر كِتَابه السِّرّ فَأبى. مَاتَ بعد أَن قدم بَين يَدَيْهِ فِي شهر مَوته أَرْبَعَة أفراط وَاشْتَدَّ حزنه على الْأَخير فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون وَصلي عَلَيْهِ وَدفن بتربة السراج الْهِنْدِيّ وَقَول بَعضهم بزاويته غلط رحمه الله وَعَفا عَنهُ، ورأيته كتب على استدعاء ابْن شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين، وسمى بَعضهم وَالِده عبد الله. وَقَالَ يُوسُف بن تغرى بردى أَن وَالِده هُوَ الَّذِي نوه بِهِ وَصَارَت لَهُ وجاهة فِي الدولة وَأَنه جمع الْكتب النفيسة وَله مُشَاركَة فِي فنون وفضيلة تَامَّة سِيمَا فِي علم الْحَرْف وَمَا أشبهه مَعَ معرفَة بالألسن الثَّلَاثَة الْعَرَبِيّ والعجمي والتركي، قَالَ وَكَانَ يتحف الْوَالِد بالهياكل والخواتم بل صنع لَهُ مرّة خَاتمًا يوضع على الثعبان يفر مِنْهُ أَو يَمُوت أعجب الْوَالِد إعجابا كثيرا وأنعم عَلَيْهِ برزقة فِي بر الجيزة نَحْو مائَة فدان وأظنها الْآن وَقفا على زاويته، وَكَذَا لَهُ حِكَايَة شَبيهَة بِهَذِهِ فِي يحيى بن أَحْمد بن عمرَان الْعَطَّار مَعَ إِنْكَاره لَهَا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَسَماهُ ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل.
851 -
نصر الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله الشَّمْس بن الزين بن الصاحب بن المقسي وَالِد التَّاج عبد الله الْمَاضِي. / تدرب فِي الْمُبَاشرَة وَعمل اسْتِيفَاء الدولة أَيَّام ابْن كَاتب المناخات وَغَيره وَكَانَ جيد الْكِتَابَة مفرط السّمن زَائِد النعم على طَريقَة أكبر المباشرين. مَاتَ فِي منتصف ربيع الآخر سنة خمسين.)
نصر الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَعِيل الرَّوْيَانِيّ. / سبق قَرِيبا.
852 -
نصر الله بن عَطاء بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم الْبَصْرِيّ الشهير بِابْن اللوكة. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ بجدة وَحمل فَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد.
853 -
نصر الله بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين الصرخدي أحد الْفُضَلَاء. / مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
854 -
نصر الله الشَّمْس أَبُو الْمَنْصُور القبطي القاهري كَاتب اللالا وَيعرف بكنيته وبابن كَاتب الورشة. / اسْتَقر فِي نظر الإسطبل فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد صرف الزين الْأَشْقَر الَّذِي صَار فِي الأستادارية بعد لما صَار، ثمَّ صرف فِي الشَّهْر بعده بعد اسْتِيفَاء الْقدر الَّذِي الْتزم بِهِ وَهُوَ سعمائة دِينَار بالتاج بن القلاقسي وَكَذَا كَانَ باسمه مُبَاشرَة البيبرسية ثمَّ أملق جدا وَرغب عَنْهَا وَصَارَ فِي حيّز المهملين. مَاتَ بعد الْخمسين أَو قريب ذَلِك وَرَأَيْت من قَالَ أَو ولَايَته لنظر الإسطبل بعد التَّاج بن القلاقسي فَالله أعلم.
855 -
نصر الله الشَّمْس القبطي الْأَسْلَمِيّ القاهري وَيعرف بِابْن النجار / وَهِي حِرْفَة أَبِيه الْمُسَمّى مكينا وَكَانَ اسْمه قبل أَن يسلم ميخائيل أسلم على يَد الطنبغا المرقبي فِي أَيَّام الْمُؤَيد شيخ وخدم فِي ديوانه قبل ذَلِك وَبعده حَتَّى مَاتَ وارتقى بخدمته ثمَّ بِخِدْمَة غَيره من الْأُمَرَاء كتمرباي التمربغاوي رَأس نوبَة النوب وَكَانَ آخِرهم قانباي لجركسي وَاسْتقر بِهِ عَامل وَقفه وَبعده اسْتَقر فِي نظر الدولة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين أَوَائِل أَيَّام إينال ثمَّ عمل وزيرا فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا عِنْد عجز فرج بن النحال فدام نَحْو شهر ثمَّ هدده السُّلْطَان بالماقرع والشتم والتوبيخ وَهُوَ مُصَرح بِالْعَجزِ وَمَعَ ذَلِك فَلم يلْتَفت لقَوْله وَاسْتمرّ فِي الترسيم أَيَّامًا ثمَّ خلع عَلَيْهِ بالاستمرار على كره مِنْهُ لعلمه بعجزه وَاسْتقر أَبُو الْفضل بن كَاتب السَّعْدِيّ فِي نظر الدولة وَلم يلبث الْوَزير إِلَّا يَسِيرا ثمَّ عزل فِي أول الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ وأعيد فرج وَقرر فِي نظر الدولة الشّرف حَمْزَة بن البشيري. وَمَات وَهُوَ وَالِد تَاج الدّين بن النجار مبَاشر ديوَان تغرى بردى ططر ثمَّ غَيره.
856 -
نصر البزاوي الدِّمَشْقِي الْقَارِي. / مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة
أَربع وَتِسْعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ صَالحا.
857 -
نصر المغربي الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس / قدمه من بِلَاده فَأَقَامَ بِهِ قَرِيبا من عشْرين)
سنة على قدم التجرد والاشتغال بالعلوم وَالْعِبَادَة قانعا باليسير إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن هُنَاكَ ذكره الْعَيْنِيّ وَوَصفه بِالْعلمِ وَالْفضل والزهد رحمه الله.
858 -
نعْمَان بن فَخر بن يُوسُف الشّرف أَبُو مُحَمَّد بن فَخر الدّين الْحَنَفِيّ. / ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَبوهُ عَالما فَأخذ عَنهُ وَقدم دمشق قَدِيما وَجلسَ بالجامع الْأمَوِي بعد اللنك للإشغال ودرس أَيْضا بِغَيْرِهِ من الْأَمَاكِن كالعزية البرانية وَولي مشيخة الحسامية وسكنها وَكَذَا سكن النورية بعد الْفِتْنَة وَكَانَ ماهرا فِي الْفِقْه مفتيا مشاركا فِي أُصُوله والنحو والعقليات.
مَاتَ فِي عَاشر شعْبَان سنة عشْرين بالمرستان النوري من دمشق وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَذَلِكَ بعد أَن فرق كتبه وموجوده على الْفُقَرَاء. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَمَّا هُنَا وَكَذَا ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه رحمهمَا الله.
859 -
نعْمَة الله بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي الْمجد الْكَمَال الفالي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي وَالِد النُّور أَحْمد الْمَاضِي. / قَالَ لي إِنَّه ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَأَنه أَخذ عَن عَم أَبِيه الْجمال إِسْحَق بن يحيى الفالي فِي الْفِقْه وأصوله ثمَّ عَن قَرِيبه الْعِزّ إِبْرَهِيمُ بن مكرم حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وتصدى للإفتاء والتدريس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حَتَّى مَاتَ فِي غرَّة رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رحمه الله وإيانا.
860 -
نعْمَة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد نور الدّين بن الشّرف بن الشَّمْس الْحُسَيْنِي الإيجي ثمَّ الْكرْمَانِي الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب اليافعي. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ولقيه الطاووسي فَأخذ عَنهُ بعض عقيدة النَّسَفِيّ بل وَعرض شَيْئا مِمَّا صنفه وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ مِمَّن صحب الْعَضُد واليافعي وَأَبا الْفَتْح الطاووسي ومباركشاه وَغَيرهم، وتسلك وشاخ وأرشد مَعَ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم وَذكر بكرامات مخدوش فِيهَا بتقريره كَلَام ابْن عَرَبِيّ. ويلقب ي تِلْكَ الْبِلَاد بالولي. وَمَات فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقد أسن بِحَيْثُ قيل أَنه جَازَ الْمِائَة وَبَالغ الطاووسي فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَله عقب، تَرْجمهُ لي بجل مَا أبديته السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن الصفي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإيجي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بل تزوج حفيدته خَدِيجَة ابْنة خَلِيل الْآتِيَة وَقَالَ إِنَّه كَانَ مرشدا صَالحا رحمه الله وَعَفا عَنهُ.
861 -
نعْمَة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد الماهاني الْكرْمَانِي وماهان من عواليها
الْحَنَفِيّ. /
تجرد وساح وَحج قَدِيما وَأخذ عَن اليافعي وَغَيره وارتقى إِلَى قدم عَظِيم فِي الْعِبَادَة وَصَارَ لَهُ)
مريدون وَأَتْبَاع وَجلسَ بزاويته بماهان فتسلك بِهِ جمَاعَة وصنف فِي التصوف نظما ونثرا، وَذكرت لَهُ كرامات وأحوال بِحَيْثُ تزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ ومحبتهم إِيَّاه وَارْتَفَعت حرمته وتزايدت وجاهته، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة تحجبه حَتَّى لَا يظْهر لأَصْحَابه إِلَّا بعد الْعَصْر وَإِذا رَأَوْهُ خروا بأجمعهم حَتَّى تصل وُجُوههم إِلَى الأَرْض ثمَّ رفعوا رُءُوسهم وَقَامُوا بَين يَدَيْهِ وهم منكسون وَهُوَ يتَكَلَّم مَعَهم حَتَّى يفرغ وَلبس جماعته اللبابيد وَكَانَت لَهُ كَلِمَات بالعجمية لَطِيفَة سجعا ونظما على طَرِيق الْقَوْم فِيهَا مَا هُوَ رَقِيق اللَّفْظ وَالْمعْنَى وللهنود والأعاجم فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم. مَاتَ بماهان سنة تسع وَعشْرين عَن مائَة وتسع سِنِين، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَإِن أَتْبَاعه كَانَ يجهرون بِمَا لَا يحْتَملهُ أهل الشَّرَائِع عَفا الله عَنهُ.
862 -
نعْمَة الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد الشّرف أَو الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الْعَفِيف الْقرشِي الْبكْرِيّ الجرهي بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء كَمَا ضَبطه شَيخنَا وحقق لي غَيره من الْفُقَهَاء كسرهما مَعًا الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيُسمى أَحْمد من بَيت كَبِير. ولد فِي صفر سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بشيراز وَسمع الْكثير من أَبِيه وَجَمَاعَة بِمَكَّة وحبب إِلَيْهِ الطّلب. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: شَاب فَاضل قدم الْقَاهِرَة من مَكَّة فِي طلب الحَدِيث فَسمع الْكثير ولازمني مُدَّة طَوِيلَة وَقَرَأَ عَليّ كثيرا وَطَاف على الشُّيُوخ واشتغل فِي عدَّة عُلُوم وَمهر وَفضل فِي مُدَّة يسيرَة، وعلق أَشْيَاء حَسَنَة وَجمع مجاميع ثمَّ توجه إِلَى بِلَاده فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ لزيارة وَالِده فبلغني أَنه تزوج وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَابِع رَجَب سنة أَرْبَعِينَ، زَاد غَيره فِي لَيْلَة جُمُعَة أول جُمُعَة مِنْهُ ببندر من بنادر هُرْمُز رحمه الله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار، وَأثْنى عَلَيْهِ وَأورد شَيخنَا فِي مُعْجَمه عَنهُ من نظمه مِمَّا كتب بِهِ إِلَيْهِ:
(يَا من علا بالعلى عَن وصف وصاف
…
وفَاق جلّ الورى فِي كل أَوْصَاف)
(وَصَحَّ عَنهُ حَدِيث الْجُود ننقله
…
عَن كَفه الْبَحْر أَو عَن سحب أسلاف)
(تواترا بلغ الْآفَاق واشتهرا
…
عز الْغَرِيب لَدَى أفضاله الوافي)
(خفضت مَنْصُوب رايات العداة كَمَا
…
رفعت حَالَة سوال الأرياف)
(قصدت حضرتك العلياء من وطني
…
هجرت صُحْبَة إخْوَانِي وألاف)
(حرصا على الْعلم والتحصيل مُجْتَهدا
…
لعلني أغترف من بحرك الصافي)
)
(وَمَا أُرِيد سوى وَجه الْكَرِيم بِهِ
…
عساه يجْبر تَقْصِير وإسرافي)
(هَذَا وسيلتي من فيض فضلك أَن
…
تخصني بَين طلاب وَطواف)
(يَا ملْجأ لِذَوي الآمال قاطبة
…
أنظر لمغترب للْعلم طواف)
(وارحمه ثمَّ أعنه فِي تطلبه
…
فَأَنت مَعْدن إعطاف وإلطاف)
(عطفا لغربته كشفا لكربته
…
جبرا لما يلتقي من دهره الجافي)
(الله يبقيك نورا يستضاء بِهِ
…
فيهتدي بك دهرا كل أَصْنَاف)
وَقَالَ فِي إنبائه أَنه حصل كثيرا من تصانيفه وَمهر فِيهَا وَكتب الْخط الْحسن وَعرف الْعَرَبيَّة ثمَّ بلغه أَن وَالِده مَاتَ فَتوجه فِي الْبَحْر فوصل إِلَى الْبِلَاد وَرجع هُوَ وَأَخُوهُ قَاصِدين إِلَى مَكَّة فغرق فِي الحسا وَنَجَا أَخُوهُ فَلَمَّا وصل الْيمن ركب الْبَحْر إِلَى جدة فاتفق وُقُوع الْحَرِيق بهَا فَاحْتَرَقَ وَلكنه لم يمت مَعَ احتراق رجلَيْهِ رحمهم الله. قلت وَرَأَيْت لَهُ سَمَاعا على الْعَلَاء عَليّ بن عُثْمَان بن عمر بن صَالح بن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حَامِد الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي بهَا، وَلم يسلم هَذَا الْأَصِيل النَّبِيل الْفَاضِل الْكَامِل من أَذَى البقاعي لسَبَب غير طائل حَسْبَمَا حَكَاهُ لي القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ والتوجع لصنيع البقاعي بِهِ.
نعْمَة الله السَّيِّد الإيجي ثمَّ الْكرْمَانِي أحد أَصْحَاب اليافعي / تقدم فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد قَرِيبا.
863 -
نعم الله بن نعْمَة الله بن حبيب الله الكلبرجي الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة / مِمَّن سمع مني بهَا.
864 -
نعْمَة بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْوَلَد قطب الدّين بن السَّيِّد النُّور بن الصفي الحسني الإيجي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بسمرقند واستجازني لَهُ أَبوهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين.
865 -
نعير بنُون ومهملة مصغر واسْمه مُحَمَّد بن حيار بِمُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة شمس الدّين أَمِير آل فضل بِالشَّام وَيعرف بنعير. / ولي الإمرة بعد أَبِيه وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ يلبغا الناصري وَلما عَاد الظَّاهِر من الكرك وَافق نعير منطاشا فِي الْفِتْنَة الشهيرة وَكَانَ مَعَه لما حاصر حلب ثمَّ راسل نعير نَائِب حلب إِذْ ذَاك كمشبغا فِي الصُّلْح وَسلمهُ منطاش ثمَّ غضب برقوق على نعير وطرده من الْبِلَاد فَأَغَارَ نعير)
على بني عَمه الَّذين قرروا بعده وطردهم فَلَمَّا مَاتَ برقوق أُعِيد نعير إِلَى إمرته ثمَّ كَانَ مِمَّن استنجد بِهِ دمرداش لما قدم اللنكية فَحَضَرَ بطَائفَة من الْعَرَب فَلَمَّا علم أَنه لَا طَاقَة لَهُ بهم نزح إِلَى الشرق فَلَمَّا نزح التتار رَجَعَ نعير إِلَى سلمية ثمَّ كَانَ مِمَّن حاصر دمرداش بحلب ثمَّ جرت بَينه وَبَين الْأَمِير
جكم وقْعَة فَكسر نعير وَنهب وَجِيء بِهِ إِلَى حلب فَقتل فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَقد نَيف على السّبْعين وَكَانَ شجاعا جوادا مهيبا إِلَّا أَنه كثير الْغدر وَالْفساد بِمَوْتِهِ انْكَسَرت شَوْكَة آل مهنا وَكَانَ الظَّاهِر خدعه ووعده حَتَّى تسلم منطاش وغدر بِهِ وَلم يَفِ لَهُ الظَّاهِر بِمَا وعده بل جعل يعد ذَلِك عَلَيْهِ ذَنبا، وَولي بعده وَلَده الْعجل، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَهُوَ فِي المقريزي مطول. وَينظر مُحَمَّد بن حيار من التَّارِيخ الْكَبِير.
866 -
نعير بن مَنْصُور / أَمِير الْمَدِينَة. مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة.
867 -
نكباي الأزدمري / نَائِب طرسوس وَكَانَ قد ولي الحجوبية الْكُبْرَى بِدِمَشْق ونيابة حماة وَلم يكن بِهِ بَأْس. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين.
868 -
نوروز الأشرفي برسباي وَيعرف بنوروز شكال. / كَانَ من خاصكية أستاذه ثمَّ تَأمر عشرَة ثمَّ سَافر فِي تجريدة سوار فَقتل هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين، وَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر فِيمَا قيل.
869 -
نوروز الأشرفي برسباي آخر / صَار بعد أستاذه من الدوادارية الصغار زَمنا طَويلا إِلَى أَن تَأمر عشرَة ثمَّ سَافر مَعَ المجردين لسوار فَقتل أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين. وَكَانَ مهملا.
870 -
نوروز الأشرفي برسباي آخر / كَانَ من خاصكيته وتأمر فِي أَيَّام خشقدم عشرَة. مَاتَ فِي عوده من تجريدة سوار فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين.
871 -
نوروز الحافظي الظَّاهِرِيّ برقوق. / أول مَا رقاه خاصكيا ثمَّ أَمِير آخور عوضا عَن بكلمش سنة ثَمَانمِائَة وَكَانَ قبل ذَلِك أمره رَأس نوبَة صَغِيرا فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة ثمَّ رام الْقيام على السُّلْطَان فنم عَلَيْهِ بعض المماليك فَقبض عَلَيْهِ فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقيد وَحمل إِلَى إسكندرية فسجن بهَا ثمَّ نقل لدمياط ثمَّ أفرج عَنهُ فِي الَّتِي بعْدهَا وَاسْتقر رَأس نوبَة كَبِيرا وَصَارَ نَاظر الشيخونية وَحضر قتال إيتمش ثمَّ وقْعَة اللنك وَرجع مَعَ المنهزمين وَاسْتقر يتنقل فِي الْفِتَن كَمَا ذكر فِي الْحَوَادِث إِلَى أَن قتل فِي ربيع الآخر سنة سبع)
شَعْرَة، وَكَانَ متعاظما عبوسا مهابا شَدِيد الْبَأْس سفاكا للدماء ميشوم النقيبة مَا كَانَ فِي عَسْكَر إِلَّا انهزم وَلَا ضبط أَنه ظفر فِي وقْعَة قطّ، وَهُوَ الَّذِي عمر قلعة دمشق بعد اللنك. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه ثمَّ نقل عَن الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ جبارا ظَالِما عسوفا بَخِيلًا، وَقَالَ كَذَا قَالَ، وَقد سَمِعت المقريزي يَقُول أَنه سَمعه يَقُول مَا مَعْنَاهُ إِنَّه ليشق عَليّ أَن لَا يكون فِي مماليك أستاذي الْملك الظَّاهِر رجلا كَامِلا فِي أُمُور المملكة وتدبير الرّعية والرفق بهم. وَقد أغفله ابْن خطيب
الناصرية مَعَ أَنه من شَرطه وَلذَا استدركه ابْن قَاضِي شُهْبَة إِشَارَة وَلم يترجمه. وَقَالَ غَيره أَنه لما قتل حملت رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة على يَد جرباش كباشه وعلقت أَيَّامًا على بَاب زويلة وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَرِيمًا شجاعا رَئِيسا عفيفا ضخما معدودا من أكَابِر الْمُلُوك بلغت جوامك مماليكه وحواشيه بِدِمَشْق بعد عصيانه زِيَادَة على عشْرين ألف دِينَار فِي الشَّهْر وَقيل زِيَادَة على ثَلَاثِينَ، عَارِفًا بالحروب وَعِنْده دهاء وتدبير، وَلما كَانَ عَاصِيا هُوَ والمؤيد على النَّاصِر فرج كَانَ هُوَ الْأَكْبَر والمشار إِلَيْهِ وَكَانَ محببا لطائفة الجراكسة وَهُوَ الْمَطْلُوب عِنْد خجداشيته الظَّاهِرِيَّة وَلذَلِك تخلف بِدِمَشْق لظَنّه أَنهم لَا يعدلُونَ عَنهُ إِلَى غَيره. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول عَفا الله عَنهُ.
872 -
نوروز الخضري الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد مماليكه بَاشر حجوبية حلب مُدَّة ثمَّ نقل إِلَى دمشق فَقتل بهَا بِسيف نائبها تنم الحسني بعد خُرُوجه عَن طَاعَة النَّاصِر فرج فِي سنة اثْنَتَيْنِ فَدفن فِي تربته بِدِمَشْق بسويقة ساروجا. وَهُوَ وَالِد الشهَاب أَحْمد شاد الأغنام الْمَاضِي عَفا الله عَنْهُمَا.
873 -
نوروز الظَّاهِرِيّ دوادار الأتابك / قبل الأتابكية وَبعدهَا وَأحد العشرات. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر.
874 -
نوروز أحد العشراوات وَكَاشف الصَّعِيد. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَسبعين وَاسْتقر عوضه سيباي.
875 -
نور الله بن خوارزم بن مُحَمَّد الْكَمَال أَبُو مُحَمَّد بن الْبُرْهَان بن الصَّدْر التبريزي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مَذْكُور بِمَا لَا أثْبته لكنه مِمَّن أَخذ عَن الخيضري فَذكره لِابْنِ الزَّمن حَتَّى اسْتَقر بِهِ عقب الشَّمْس المسيري فِي مشيخة رِبَاط السُّلْطَان بِمَكَّة وأفحش فِي حَقه ابْن نَاصِر والجيزي الْأَزْهَرِي النَّاسِخ وَغَيرهمَا وَآل الْأَمر إِلَى أَن تعصب مولى لِابْنِ الزَّمن هُوَ وَابْن)
أَخِيه حَتَّى أخرج الجيزي الْمشَار إِلَيْهِ بعد أَمر القَاضِي شخصا يُسمى أَبَا بكر بتحليف هَذَا عِنْد الْحجر الْأسود بِأَنَّهُ يعْتَقد تَقْدِيم أبي بكر ثمَّ عمر على عَليّ رضي الله عنهم فَكَانَت نادرة لمطابقتها مَا هُوَ على الْأَلْسِنَة رَافِضِي وَيحلف بِأبي بكر، وَمَا كَانَ خُرُوج الجيزي مُوَافقا لغَرَض القَاضِي، وَبِالْجُمْلَةِ فنور الهل فِيهِ قوادح، وَقد سمع مني بِمَكَّة المسلسل وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَكَذَا أخصامه وَرجع خائبا وَمَا نَهَضَ الخيضري لتأييده.
نور / فِي أَحْمد بن عز الدّين بن نور الدّين.
876 -
نوكار الناصري فرج أَبُو أَحْمد الْمَاضِي. / خدم بعد أستاذه بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء ثمَّ بعد موت الْمُؤَيد عَاد إِلَى خدمَة السُّلْطَان وَصَارَ خاصكيا ثمَّ مقدم البريدية ثمَّ