المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(حرف العين المهملة) - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ٤

[السخاوي]

الفصل: ‌(حرف العين المهملة)

(حرف الْعين الْمُهْملَة)

60 -

عادي بن إِسْمَاعِيل بن ملك بن عادي سُلْطَان دهلك. / مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ.

61 -

عَامر بن طَاهِر بن معوضة بن تَاج الدّين الْيَمَانِيّ وَيعرف بِابْن طَاهِر /. ولد فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقتل على بَاب صنعاء فِي سنة سبعين كَمَا أُشير إِلَيْهِ فِي شَارِب، وَكَانَ قد ملكهَا وَغَيرهَا من حصون الْيمن، وَكَانَ عفيفا صَادِقا جوادا مقداما شجاعا لَكِن لم يكن أَخُوهُ عَليّ رَاضِيا كَمَا كَانَ يَفْعَله من شن الغارات واتلاف الزروع وطم الانهار وتحريك الاشجار على أهل صنعاء مِمَّا يلجئه إِلَيْهِ الْحَرْب، وَقد رثاه جمَاعَة من شعراء زبيد وَغَيرهَا، وَخلف سَبْعَة ذُكُور قَامَ أَخُوهُ الْمَذْكُور بكفالتهم ومصالحهم حَتَّى مَاتَ.

62 -

عَامر بن عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر حفي / أخي الَّذِي قبله. ملك الْيمن بعد أَبِيه وَاخْتلف عَلَيْهِ بَنو عَامر الَّذِي قبله وَلَكِن كَانَت شوكته قاهرة لَهُم واشتغل بِالنّظرِ فِي مدارس وَغَيرهَا بعمارتها وتنمية أوقافها، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر ومحبة الْعلمَاء مَعَ حسن العقيدة مِمَّن مدحه الشُّعَرَاء.

63 -

عَامر وَيُسمى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم شرِيف الدّين أَبُو الثَّنَاء الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / مَاتَ بهَا قبل استكمال سنتَيْن فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين.

عَامر بن الطباع.) :::

64 -

عَامر الخيفي. / مَاتَ فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ. ذكره ابْن فَهد فِي الذيل وَكَانَ نديما منشدا وَرُبمَا نظم وانعقد لِسَانه قبل مَوته. وَقد مضى أَحْمد بن سعد الخيفي وَلَعَلَّه أَخُوهُ.

65 -

عايض بِمُعْجَمَة آخِره ابْن سعيد الحبشي الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين.

66 -

عبَادَة بن عَليّ بن صَالح بن عبد الْمُنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فَهد بن عَمْرو الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزاري القاهري الْمَالِكِي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بزرزرا من قرى مصر وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ كتبا وَمَعَ الْكثير على التنوخي وَابْن الشيخة وَالصَّلَاح الزفتاوي والعزيز المليحي وَالشَّمْس بن ياسين الْجُزُولِيّ والتاج بن الفصيح وَابْن أبي الْمجد والمطرز والنور الهوريني وَالشَّمْس إِمَام الصرغتمشية والشهاب الْجَوْجَرِيّ والحلاوي والسويداوي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشرف بن الكويك والسراج البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتقي الدجوي والغماري والنور الابياري وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وَالشَّمْس

ص: 16

مُحَمَّد وَمَرْيَم إبنا الاذرعي وَآخَرُونَ وتفقه بأَخيه الشَّيْخ نور الدّين وبالتاج بهْرَام وَالْجمال الاقفهسي وقاسم بن سعيد العقياني المغربي وَكَانَ يصفه بِأَنَّهُ من جلة الْعلمَاء والشهاب المغراوي وَالشَّمْس الغماري وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة والاصلين والمعاني وَكَثِيرًا من الْعُلُوم عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَحضر أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ والشهاب الصنهاجي واللغة عَن الأبياري والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والسراج البُلْقِينِيّ ولازم الْبَدْر الدماميني حَتَّى أَخذ عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي وَدخل صحبته الْيمن فِي سنة تسع عشرَة وفارقه لما توجه الْبَدْر إِلَى الْهِنْد وَحج حِينَئِذٍ وَكَانَ بِمَكَّة فِي سنة عشْرين وَعرض عَلَيْهِ بهَا حِينَئِذٍ أَبُو الْفرج بن المراغي بعض محافيظه ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تقدم فِي الْفِقْه والاصلين والعربية وشارك فِي غَيرهَا وَصَارَ أحد أَعْيَان مذْهبه وَنسخ بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير ودرس للمالكية فِي الشيخونية بعد ابْن تَقِيّ وَفِي البرقوقية بعد ابْن عمار وَفِي الأشرفية برسباي من واقفها أول مَا فتحت بعد أَن كَانَ الْوَاقِف رام الِاقْتِصَار فِيهَا على الْحَنَفِيَّة فَقَط، وتصدى للتدريس والافتاء والافادة قَدِيما وَأخذ النَّاس عَنهُ من أهل كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى وانتفعوا بِهِ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا من الْفُنُون مَعَ حسن تَرْبِيَته للطلبة وَعدم مسامحته لَهُم بل يغلظ على من لم يرتض فهمه أَو بَحثه مِنْهُم إِلَى أَن اشْتهر ذكره وَبعد صيته وَعين لقَضَاء)

الْمَالِكِيَّة بعد موت الْبِسَاطِيّ فَأبى وصمم مَعَ إلحاحهم عَلَيْهِ على الِامْتِنَاع ثمَّ اختفى بعد قَول كَاتب السِّرّ لَهُ عَن السُّلْطَان أَنه يخبر أَنه قد ولي السلطنة مَغْصُوبًا فَهُوَ أَيْضا يوليك مَغْصُوبًا فَقَالَ حَتَّى أستخيرا لله ثمَّ تسحب من وقته وسافر إِلَى دمياط فاختفى بهَا وَكَذَا أَقَامَ عِنْد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم المتبولي مختفيا أَيَّامًا حَتَّى اسْتَقر الْبَدْر بن التنسي فَظهر حِينَئِذٍ وَلم أعلم بعد الْبُرْهَان الابناسي من أهل هَذَا الْقرن من شَاركهُ فِي الصدْق لعدم قبُول الْقَضَاء غير ثمَّ انْقَطع إِلَى الله تَعَالَى وَأعْرض من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ بل والافتاء إِلَّا بِاللَّفْظِ أَحْيَانًا وَأقَام عِنْد الشَّيْخ مَدين فِي زاويته بالمقس مُقبلا على شَأْنه مُنْقَطِعًا إِلَى الْعَمَل وَالْعِبَادَة فِي ازدياد من الْخَيْر والمحاسن حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر تقدم النَّاس الشَّيْخ مَدين الْمَذْكُور وَكثر التأسف على فَقده وَلم يخلف بعده فِي الْمَالِكِيَّة مثله وَكَانَ فصيحا طلق اللِّسَان حسن التَّقْدِير عَلامَة مبرزا فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول صَالحا خيرا زاهدا ورعا صلبا فِي الدّين غَايَة فِي التقشف خُصُوصا فِي آخر أمره سالكا طَرِيق السّلف لَا يتحاشى الْمَشْي على قَدَمَيْهِ فِي ضروراته وَغَيرهَا مُعَللا امْتنَاع الرّكُوب بِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من أَمر المشاة وَنَحْوهم بالاستناد لَهُ بِغَيْر ضَرُورَة حَتَّى يمر عَلَيْهِ أنس ووقار قَلِيل

ص: 17

الْكَلَام إِلَّا فِيمَا يعنيه ومحاسنه كَثِيرَة، وَيَقُول مُشِيرا لشدَّة أعباء التَّزْوِيج على سَبِيل المماجنة: لَو كَانَت الشّركَة تصح فِي الزَّوْجَات لشاركت فِي جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين جُزْءا وَهُوَ مَسْبُوق بِنَحْوِهِ من الاوزاعي فَإِنَّهُ قَالَ لصديق لَهُ ان اسْتَطَعْت أَن تكتفي فِي هَذَا الزَّمَان بِنصْف امْرَأَة فافعل روينَاهُ فِي معاشرة الاهلين لأبي عمر النوقاتي، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ بِهِ شَيخنَا على من أنكر عَلَيْهِ حكايته عَن البُلْقِينِيّ فِي تمْتَام كَمَا حكيتها فِي الْجَوَاهِر فَقَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَمِمَّنْ حضرها الشَّيْخ زين الدّين عبَادَة الْمَالِكِي الشهير وَقد كتبهَا بِخَطِّهِ بل تَرْجمهُ شَيخنَا فِي الانباء تَرْجَمَة جَيِّدَة فَقَالَ: الشَّيْخ الْعَالم الْعَلامَة المفنن رافقنا فِي السماع مُدَّة وَمهر فِي الْفِقْه وَغَيره وَصَارَ بِأخرَة رَأس الْمَالِكِيَّة وَانْقطع قبل مَوته بمديدة إِلَى الله تَعَالَى، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين رَحمَه الله تَعَالَى ونفعنا بِهِ.

67 -

عَبَّاس بن أَحْمد بن عَبَّاس الزين الْقرشِي المغربي من الشاوية وَمن بني مزورة عرب وطنوا فاس. / ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بصحراء تامستا آخر بِلَاد الْمغرب، وَكَانَ أَبوهُ من شُيُوخ الْعَرَب فان يحضر لَهُ الْفُقَهَاء فَقَرَأَ الْقُرْآن والبزي فِي قِرَاءَة نَافِع والخرازي فِي الرَّسْم وَكَذَا فِي الضَّبْط والجرومية والألفية ومقدمة ابْن بَاب شاد والرسالة ثمَّ انْتقل إِلَى فاس فَتلا بالسبع على إِبْرَاهِيم المصمودي الْحَاج وَأخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن أبي الْقَاسِم بن يُوسُف وَأحمد بن الْعجل وَمُحَمّد الصَّغِير وَفِي الْعرُوض عَن عَليّ المسوسي وتحول إِلَى تلمسان فَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن أَحْمد الكماد والنحو كالتسهيل وَالْمُغني وأصول الْفِقْه كمختصر ابْن الْحَاجِب وأصول الدّين كالارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمنطق كَالْجمَلِ للخونجي والمعاني وَالْبَيَان كالتلخيص كل ذَلِك عَن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بتلمسان بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم والمقامات للحريري والفصيح لثعلب ومقصورة ابْن دُرَيْد والطب كالرجز لِابْنِ سينا والمنصوري والموجز عَن الشريف الحسني وَلَقي هُنَاكَ مُحَمَّدًا الكازروني فَقَرَأَ عَلَيْهِ المطول والقطب ثمَّ دخل الأندلس فَتلا بالسبع أَيْضا على مُحَمَّد الموجاري وتونس فَأخذ عَن إِبْرَاهِيم الْخُدْرِيّ الارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمقترح لأبي الْعِزّ مظفر فِي أصُول الدّين أَيْضا وعَلى مُحَمَّد الواصلي شرح المعالم الدِّينِيَّة لِابْنِ التلمساني وَشرح جمل الخونجي لِابْنِ وَاصل فِي آخَرين لَقِيَهُمْ بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ فقطنها ولازم الشمني والكافياجي وَغَيرهمَا وَأكْثر التَّرَدُّد للأكابر من الْأُمَرَاء والمباشرين وَغَيرهمَا وَزَاد على الْحَد حَتَّى صَار عِنْد أَكْثَرهم مطرحا بل اتهمَ بقضية قيل انه واطأ على

ص: 18

الاختلاس فِيهَا وَمَا أجوز ذَلِك وَلكنهَا محنة، وَحج صُحْبَة الْمَنْصُور وَتردد إِلَى حَتَّى أَخذ شرحي لمنظومة ابْن الْجَزرِي دراية وَغَيره رِوَايَة، وَكَانَ كثير الاستحضار وَالْمَحْفُوظ طارحا للتكلف محبا فِي المذاكرة غير متثبت فِيمَا يذكرهُ سِيمَا وفراغه للمطالعة قَلِيل وعَلى كل حَال فَهُوَ مَعْدُود فِي الْفُضَلَاء وَأكْثر تَرْجَمته من قَوْله. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة طَوِيلَة وود لَهُ تَرِكَة تزيد على مَا كَانَ يظنّ بِهِ رحمه الله وسامحه وإيانا.

68 -

عَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد السندبسطي القاهري. / شيخ معمر لَقِي أَبَا الْعَبَّاس الزَّاهِد وَنقل عَنهُ ثمَّ صحب غير وَاحِد من جماعته كالشيخ مَدين وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَأقَام تَحت نظره، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتوجه تاليا لما تيَسّر من الْقُرْآن ذَاكِرًا لنبذة من حكايات الصَّالِحين وَنَحْوهَا مُعْتَقدًا بَين كثير من الْخَاصَّة والعامة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِبَلَدِهِ وَقد قَارب الْمِائَة نفعنا الله بِهِ ورحمه.

69 -

عَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ / لكَون أمه مِنْهَا وَكَانَت تعرف بالحوفية وَأما هُوَ فمولده فِي تل بسطة من الشرقية، وَكَانَ أَبوهُ خطيبها وَمَات وَابْنه هَذَا صَغِير فتحول مَعَ أمه لبلدها منية الشيرج فَنَشَأَ بهَا ثمَّ تحول لبيت الْمُقَدّس وَهُوَ كَبِير فجود الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن رسْلَان بالختنية مِنْهُ وَصَحبه وتكرر قدومه عَلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ قطن بِجَامِع طرا ثمَّ بِجَامِع طولون ثمَّ بالأزهر، ودام بِهِ نَحْو ثَلَاثِينَ سنة على طَريقَة جميلَة من مداومة التِّلَاوَة والاغتسال بِالْمَاءِ الْبَارِد لكل حدث شتاء وصيفا بِدُونِ إِزَار حَتَّى عِنْد دُخُوله الْخَلَاء مَعَ ذوق فِي التَّعْبِير ورغبة فِي الشفاعات واعتقاد كثيرين يه وَحج قَدِيما مَاشِيا متجردا وساح فِي أَمَاكِن. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين فَجْأَة بالحمام. رحمه الله وإيانا.

70 -

الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن ابْن أبي بكر بن أبي عَليّ بن الْحسن أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل بن المتَوَكل على الله بن المعتضد بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه بن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العباسي وَالِد يحيى. / بُويِعَ بالخلافة بعد أَبِيه بِعَهْد مِنْهُ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن أمسك النَّاصِر فِي أَوَائِل سنة خَمْسَة عشرَة فاتفق شيخ ونوروز على اقامته للْحكم وَالتَّوْلِيَة والعزل بِدُونِ سُلْطَان وَأقَام كَذَلِك إِلَى أَن اسْتَقل شيخ بالسلطنة ولقب بالمؤيد فخلعه من الْخلَافَة لكَونه لم يُوَافق على ذَلِك هَذَا مَعَ أَنه وَإِن كَانَت السلطنة أضيفت إِلَيْهِ مَعَ الْخلَافَة فَالْأَمْر حَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ للمؤيد وبويع لِأَخِيهِ دَاوُد ولقب المعتضد بِاللَّه وَبَقِي هَذَا بالقلعة يَسِيرا ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى

ص: 19

الثغر السكندري فسجن بِهِ إِلَى أَن أفرج عَنهُ الظَّاهِر ططر من السجْن خَاصَّة وخيره بَين الْقدوم إِلَى الْقَاهِرَة أَو الاقامة باسكندرية فاختارها لِأَنَّهُ استطابها، وَحصل لَهُ مَال كثير من التِّجَارَة وَأذن لَهُ فِي الرّكُوب لصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا، وجهز لَهُ فرس بسرج ذهب وكنبوش زركش وبقجة قماش ورتب لَهُ هُنَاكَ فِي كل يَوْم ثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون شَهِيدا وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة، وَقد طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته، وَكَانَ خيرا دينا حشما وقورا كَرِيمًا عِنْده تواضع وسودد وَقد امتدحه شَيخنَا لما عملوه سُلْطَانا بقصيدة سينية فِي ديوانه رحمه الله وإيانا.

71 -

عَبَّاس بن مُحَمَّد بن زِيَاد الكاملي وَيعرف بجده. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

72 -

الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الْجمال أبي المكارم بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الله / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّدًا وَلكنه بكنيته أشهر مِنْهُ باسمينه.

ولد فِي ثَانِي ربيع الأول سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحمله أَبوهُ إِلَى مَكَّة فَنَشَأَ بهَا وَسمع من ابْن سَلامَة وَالْجمال مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَابْن الْجَزرِي وَأحمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي وأخيه الْجمال مُحَمَّد وَمُحَمّد بن أبي بكر المرشدي والتقي بن فَهد وَعَمه أبي السعادات وَأبي الْفَتْح المراغي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق والتقي الفاسي وَمن الْمَدِينَة الْجمال الكازروني والنور الْمحلي وطاهر الخجندي والمحب المطري وَغَيرهم وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع على شَيخنَا فِي الْمُحدث الْفَاضِل وَغَيره وَكَذَا دخل دمشق وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء بجدة عَن عَمه أبي السعادات فِي سنة خمسين وَغَيرهَا ثمَّ اسْتَقل بهَا فِي سنة سبع وَخمسين عوضا عَن ابْن عَمه الْكَمَال أبي البركات بن عَليّ ثمَّ عزل فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا وسافر إِلَى الْمَدِينَة للزيارة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ مَاتَ بهَا بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ بالروضة الشَّرِيفَة، وَكَانَ فَاضلا ذكيا جيدا المحاضرة مليح الشكل كريم النَّفس محببا إِلَى أَهله وأقاربه تزوج ابْنة عَمه أم هاني ابْنة عَليّ وَقدر بعد دهر مَوتهَا بِالْمَدِينَةِ أَيْضا رحمهمَا الله وإيانا.

73 -

عَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُوسَى البلشوني. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

الْعَبَّاس بن المتَوَكل بن المعتضد. / مضى قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان.

74 -

الْعَبَّاس أَبُو منديل الوهراني / قاضيها. مَاتَ سنة تسع وَعشْرين.

ص: 20

75 -

عبد الْأَحَد بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق الزين أَبُو المحاسن الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه فِيمَا يحْسب أخبرهُ أَنه سنة سِتّ عشرَة أَو الَّتِي قبلهَا وَأَنه قَرَأَ القراآت على جدي الْأَعْلَى لأمي وَعم جدتي لأبي الْفَخر عُثْمَان ابْن خطيب جبرين وعَلى غَيره وَكَانَ يعرف طرفا مِنْهَا وَمن فقه الْحَنَابِلَة وناب فِي الحكم بحلب وَكَانَ شَيخا دينا ظريفا حسن المحاضرة قَرَأَ عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي ختمتين لأبي عَمْرو، وَاجْتمعَ بِهِ ابْن خطيب الناصرية غير مرّة. مَاتَ فِي كائنة حلب بعد أَن عاقبه التتار فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَقد عمر وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فِي عبد الْأَحَد وَكَذَا فِي عبد الله وَثَانِيهمَا غلط وَقَالَ غَيرهمَا أَنه من مَشَايِخ)

حلب الْمَشْهُورين صنف كَافِيَة القارىء فِي فنون المقارىء فِي الْقرَاءَات وَأَنه كَانَ حفظ الْمُخْتَار فَرَأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله على أَي مَذْهَب أشتغل فَقَالَ على مَذْهَب أَحْمد وَأَشَارَ لذَلِك وَلَده الْآتِي فِي أرجوزته الَّتِي نظم فِيهَا الْعُمْدَة لِابْنِ قدامَة فَقَالَ:

(لما رَآهُ وَالِدي إِذْ نشا

فِي الْبَعْض من كراته الَّتِي رأى)

(فِيهَا رَسُول الله وَهُوَ يسْأَل

مِنْهُ بِأَيّ مَذْهَب يشْتَغل)

(قَالَ اشْتغل بِمذهب ابْن حَنْبَل

أَحْمد فاخترناه عَن أَمر جلى)

(وَلَا أرى تَأْوِيل هذي القصه

إِلَّا لحكمة بِنَا مختصه)

(فِيهِ أرادها لنا النَّبِي

مِنْهُ وَإِلَّا كلهم مهدى)

(جزاهم الله جزيل الرحمه

عَنَّا وكل عُلَمَاء الأمه)

76 -

عبد الْأَعْلَى ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ النَّجْم أَبُو الْعلَا بن الامام الشهَاب أبي الْعَبَّاس المقسمي القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ والحاجبية فِي النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية عِنْد الابناسي وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات وَسمع على التقي بن حَاتِم والشرف بن الكويك والنور الفوي بل سمع من الزين الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَحج وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ كيسا ظريفا بهيا حُلْو المحادثة حسن الايراد قانعا متعففا ذَا مُرُوءَة تَامَّة وشهامة وَصدق وَأَمَانَة وكرم للعلاء القلقشندي بِهِ مزِيد اخْتِصَاص. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين ورزق قبيل مَوته ولدا فَسَماهُ يُونُس لبصير يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَمَا أَظُنهُ عَاشَ رحمه الله وإيانا.

77 -

عبد الأول بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب صاحبنا

ص: 21

سديد الدّين أَبُو الْوَقْت بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي شعْبَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه حبشية مُسْتَوْلدَة أَبِيهَا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبيتين وَغَايَة الْمَطْلُوب فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث للزين بن عَيَّاش والعمدة لحافظ الدّين النَّسَفِيّ فِي أصُول الدّين وَكَذَا الْمنَار فِي أصُول الْفِقْه لَهُ والكافية فِي الْعَرَبيَّة لِابْنِ الْحَاجِب ومختصر الْقَدُورِيّ فِي الْفِقْه، وَعرض على جمَاعَة كالفنري وَأَجَازَ لَهُ والتقي الْكرْمَانِي وتلا بالعشر على ابْن عَيَّاش فِي نَحْو عشْرين ختمة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَشهد عَلَيْهِ الْقُضَاة أَبُو السعادات بن)

ظهيرة وَالْجمال الشيبي وَوصف الْمَشْهُود عَلَيْهِ شَيخنَا وَأَبُو البقا بن الضيا الْحَنَفِيّ وَأَبُو البركات بن الزين الْمَالِكِي والولري السفطي وَكَانَ حج وأرخ كِتَابَته بليلة الثَّلَاثِينَ من ذِي الْقعدَة مِنْهَا والكمال السُّيُوطِيّ وَكَانَ حِينَئِذٍ هُنَاكَ وَقَالَ إِنَّه حضر قِرَاءَته لبَعض الْمجَالِس فِي الْحرم الشريف وَعَمه الْجلَال عبد الْوَاحِد وَيحيى بن مُحَمَّد المغربي الشاذلي نزيل مَكَّة فِي سلخ ذِي الْقعدَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن الرِّفَاعِي وَأحمد بن سعد الاريحي الْحَنَفِيّ وتفقه بِأَبِيهِ وبالسعد بن الديري وَابْن الْهمام وَهُوَ أجل من أَخذ عَنهُ وَبِه انْتفع وَكتب لَهُ بعد وَصفه بالشيخ الْعَالم سليل الْعلمَاء الأماثل أَنه يقرىء مَا شَاءَ من الْعُلُوم اللُّغَوِيَّة صرف وَنَحْو وَبَيَان وبديع والعقلية والمركبة كأصول الْفِقْه وَالْكَلَام ويفتي بعد التَّأَمُّل والمراجعة فَإِنَّهُ لذَلِك أهل وكفؤ كريم أَلا وَأَنه قَرَأَ عَليّ وَسمع كثيرا من الْفِقْه وَالْأُصُول وَألقى أبحاثا شريفة دَالَّة على رسوخ ملكته فِي الْفُنُون دلَالَة ترتقي عَن مُجَرّد الظنون فَاسْتحقَّ لذَلِك أَن يجثى بَين يَدَيْهِ وَأَن يعول الأفاضل فِي ذَلِك عَلَيْهِ وَعنهُ وَعَن يُوسُف الرُّومِي وَإِبْرَاهِيم الْكرْدِي أَخذ أصُول الْفِقْه بل سمع على الْأَخير أَيْضا فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من المصابيح لِلْبَغوِيِّ بحثا وَسمع فِي الْعَضُد على أبي الْقسم النويري وَعنهُ أَخذ بَعْضًا من الْعَرَبيَّة وَكَانَ أَخذهَا من قبله عَن عَمه الْجلَال عبد الْوَاحِد وَإِمَام الدّين شيفكي قَالَ وَكَانَ بحرا فِيهَا وَهُوَ وَإِبْرَاهِيم الْكرْدِي مِمَّن أَخذ عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض على الْبُرْهَان الزمزمي وَحضر فِي الثَّالِثَة على أَبِيه فهرسته بِقِرَاءَة مخرجه ثمَّ سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ والشفا بل قَرَأَ عَلَيْهِ العوارف للسهروردي وجمل عَن أبي الْفَتْح المراغي بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره أَشْيَاء وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي والزين عبد الرَّحْمَن أبي شعر الْحَنْبَلِيّ كل ذَلِك بِبَلَدِهِ، وَأَجَازَ لَهُ ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَأَبُو الْفضل بن ظهيرة وَآخَرُونَ من مَكَّة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزراتيتي وقارىء الْهِدَايَة والفوي والشموس البوصيري والبيجوري والبرماوي وَغَيرهم من الْقَاهِرَة والكمال بن خير من اسكندرية وَالشَّمْس بن الْمُحب والنجم بن

ص: 22

حجي ولطيفة ابْنة الاياسي وَطَائِفَة من دمشق وارتحل لمصر غير مرّة وَأخذ بهَا عَن غير ابْن الديري وَابْن الْهمام أَيْضا ع جمَاعَة أَجلهم شَيخنَا رِوَايَة ودراية، وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ والاصغاء لَهُ وَوَصفه بالفاضل الباهر الأوحد مُفِيد الطالبين فَخر المدرسين ووالده بالعلامة جمال الدّين مفتي الْمُسلمين رَأس الْمُحدثين واللغويين أمده الله تَعَالَى بمعونته وأيده بِروح مِنْهُ وَسلمهُ سفرا وحضرا وَجمع لَهُ الْخيرَات زمرا، وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة مَا)

أَلفه وأنشأه لمن أرادها مِنْهُ، وَكتب صَاحب التَّرْجَمَة إِلَيْهِ مِمَّا سمعته مِنْهُ قَوْله:

(يَا سَيِّدي وَإِمَام النَّاس كلهم

وحافظ السّنة الغرا على الْأُمَم)

(عبيدكم قَائِم بِالْبَابِ منتظر

يَرْجُو زيارتكم يَا خير مغتنم)

(كَيْمَا يفوز بوصل أَي مستتر

عَن الْعُيُون وسر أَي مكتتم)

(فارفع حجابك يَا سؤلي وَيَا أملي

وامنن عَليّ بوصل أحظ بِالنعَم)

بل كتب لَهُ مرّة حِين قرب ارتحاله من كَلَام غَيره وَأرْسل بِهِ إِلَيْهِ دَاخل بَيته:

(أفد الترحل غير أَن رِكَابنَا

لما تزل برحالنا وَكَأن قد)

وَكَذَا قَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ على الشَّمْس الرَّشِيدِيّ فِي البُخَارِيّ، وسافر فِي سنة سبع وَسِتِّينَ إِلَى الْيمن فَسمع بهَا الْفَقِيه عمر الفتي من بني مطير من أهل أَبْيَات حُسَيْن وأخاه الْفَقِيه الْعِزّ عبد الْعَزِيز، وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس فصيح الْعبارَة قوي المباحثة حسن الْخط والشكالة غَايَة فِي الذكاء والتفنن يحفظ جملَة من الأدبيات ويسرد ذَلِك سردا حسنا كل ذَلِك مَعَ سَلامَة الْفطْرَة حَسْبَمَا شهد لَهُ بهَا شَيْخه ابْن الْهمام، وَكَانَ مبجلا لَهُ إِلَى الْغَايَة وَهُوَ مِمَّن أذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس وعظمه جدا كَمَا تقدم وأوصافه حميدة وَقد أَقرَأ الْيَسِير لَكِن مَا كنت أَحْمد مِنْهُ المناضلة عَن ابْن عَرَبِيّ وَلكنه اقتفى أثر وَالِده رحمهمَا الله وكلمته فِي ذَلِك مرَارًا فَمَا أَفَادَ، وَله معي ماجريات لَطِيفَة ومكاتبات ظريفة أثبتها فِي مَوضِع آخر. سَافر من مَكَّة مَعَ الركب الغزاوي بعد انْقِضَاء الْحَج من سنة إِحْدَى وَسبعين إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فزار ولقيته بهَا ثمَّ وصل إِلَى غَزَّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَتوجه إِلَى الشَّام فَأَقَامَ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين غَرِيبا، وَدفن بتربة الزين خطاب وَلم يخلف سوى ابْنة وَلَا خلف بِمَكَّة حنفيا متفننا مثله رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.

78 -

عبد الْبَارِي بن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن عَتيق بن الشَّيْخ سعيد بن الشَّيْخ حسن أَبُو النجا العشماوي القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

79 -

عبد الْبَارِي وَيُسمى مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الطَّوِيل الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي /

ص: 23

من أَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِأَبْيَات الْفَقِيه ولازم إِبْرَاهِيم بن جعمان فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَمن شُيُوخه عمر الْفَتى فَقِيه الْيمن فِي وقته قَرَأَ عَلَيْهِ الارشاد وَالرَّوْض كِلَاهُمَا لشيخه ابْن المقرىء ويوسف المقرىء، وَأَجَازَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن الطّيب النَّاشِرِيّ، وَأم بمدرسة الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب، وَحج غير مرّة ولقيني فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل وَغَيره وكتبت لَهُ.

80 -

عبد الباسط بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أبي الْفَتْح / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات فِي أَوَاخِر صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر ثمَّ دفن عِنْد قُبُورهم من المعلاة عوضه الله الْجنَّة.

81 -

عبد الباسط بن خَلِيل / وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل إِبْرَاهِيم وَهُوَ الْمُعْتَمد وَقيل يَعْقُوب كَمَا أثْبته شَيْخي بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين من أنبائه الزين الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري وَهُوَ أول من تسمى بعيد الباسط. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنقل عَنهُ أَنه فِي سنة تسعين أَو الَّتِي قبلهَا وَالْأول أشبه بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي خدمَة كَاتب سرها الْبَدْر مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود واختص بِهِ ثمَّ اتَّصل من بعده بشيخ حِين كَانَ نَائِبا بِدِمَشْق وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى قدم مَعَه الديار المصرية بعد قتل النَّاصِر فرج وسلطنة المستعين بِاللَّه فَلَمَّا تسلطن شيخ ولقب الْمُؤَيد أعطَاهُ نظر الخزانة وَالْكِتَابَة بهَا ودام فِيهَا مُدَّة اشْترى فِي أَثْنَائِهَا بَيت تنكز فأصلحه وكمله وَجعله سكنا لَهُ هائلا واستوطنه وَكَذَا عمر تجاهه مدرسة بديعة انْتَهَت فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَعشْرين وسلك طَرِيق عُظَمَاء الدولة فِي الحشم والخدم والمماليك من سَائِر الْأَجْنَاس والندماء وَرُبمَا ركب بالسرج الذَّهَب والكنبوش الزركش وَالسُّلْطَان زَائِد الاصغاء إِلَيْهِ والتقريب لَهُ حَتَّى أَنه يَخُصُّهُ بِالْخلْعِ السّنيَّة السمور وَغَيرهَا زِيَادَة على منصبه بل تكَرر نُزُوله لَهُ غير مرّة فتزايدت وجاهته بذلك كُله وَصَارَ لَا يسلم على أحد إِلَّا نَادرا فَالْتَفت إِلَيْهِ الْعَامَّة بالتمقت واسماع الْمَكْرُوه كَقَوْلِهِم يَا باسط خُذ عَبدك فَلم يَحْتَمِلهُمْ وشكاهم إِلَى الْمُؤَيد فتوعدهم بِكُل سوء إِن لم ينكفوا فَأخذُوا فِي قَوْلهم يَا جبال يَا رمال يَا الله يَا لطيف فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ الْتفت إِلَيْهِم بِالسَّلَامِ وخفض الْجنَاح فَسَكَتُوا عَنهُ وأحبوه وَلَا زَالَ يترقى إِلَى أَن أثرى جدا وَعمر الْأَمْلَاك الجليلة وَأَنْشَأَ القيسارية الْمَعْرُوفَة بالباسطية دَاخل بَاب زويلة وَكَانَ فَيْرُوز الطواشي قد شرع فِيهَا مدرسة فَلم يتهيأ إكمالها كل ذَلِك وَهُوَ كَاتب الخزانة وناظر المستاجرات السُّلْطَانِيَّة بِالشَّام والقاهرة إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر ططر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن الكمالي

ص: 24

ابْن الْبَارِزِيّ فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين فَلَمَّا اسْتَقر الاشرف بَالغ فِي التَّقْرِيب بالتقادم والتحف وَفتح لَهُ أبوابا فِي جَمِيع الْأَمْوَال وَأَنْشَأَ العمائر فَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ)

وَصَارَ هُوَ الْمعول عَلَيْهِ والمشار فِي دولته إِلَيْهِ مَعَ كَونه لم يسلم غَالِبا من معاند لَهُ عِنْده كالدوادار الثَّانِي جَانِبك والبدري بن مزهر وجوهر القنقباي إِلَّا أَن مزِيد خدمته بِنَفسِهِ وَبِمَا يجلبه إِلَيْهِ بل وَإِلَى من شَاءَ الله مِنْهُم قاهرة لَهُم، وأضيف إِلَيْهِ أَمر الْوزر والاستادارية فسدهما بِنَفسِهِ وببعض خدمه إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف وَاسْتقر ابْنه الْعَزِيز، وَكَانَ من أعظم القائمين فِي سلطنته وَمَعَ ذَلِك فأهين من بعض الخاصكية الأشرفية بالْكلَام وَاحْتَاجَ إِلَى الانتماء إِلَى الأتابك جقمق، وَلم يلبث أَن صَار الْأَمر إِلَيْهِ فَخلع عَلَيْهِ باستمراره فِي نظر الْجَيْش ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه بالمقعد على بَاب البحرة المطل على الحوش من القلعة فِي ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وصمم على أَخذ ألف ألف دِينَار فتلطف بِهِ صهره الكمالي بن الْبَارِزِيّ وَغَيره من أَعْيَان الدولة حَتَّى صَارَت إِلَى ثلثمِائة ألف دِينَار فِيمَا قيل وَأخذ مِنْهُ قِطْعَة قيل انها من نعل الْمُصْطَفى صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا نقل إِلَى البرج بالقلعة وأهين بِاللَّفْظِ غير مرّة ثمَّ أطلق ورسم لَهُ بالتوجه إِلَى الْحجاز فَأخذ فِي التجهز لذَلِك وسافر بعد أَن خلع عَلَيْهِ وعَلى عتيقه جَانِبك الاستادار هُوَ وَبَنوهُ وَعِيَاله وحواشيه فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بِمَكَّة إِلَى موسم سنة أَربع فحج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي إِلَى دمشق امتثالا لما أَمر بِهِ فَأَقَامَ بهَا سنيات وزار فِي أَوَائِل صفرها بَيت الْمُقَدّس وَأرْسل بهديته من هُنَاكَ إِلَى السُّلْطَان ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وخلع عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده وَنزل لداره ثمَّ أرسل بتقدمة هائلة وَاسْتمرّ إِلَى أَن عَاد لدمشق بعد أَن أنعم عَلَيْهِ فِيهَا بإمرة عشْرين ثمَّ بعد سِنِين عَاد إِلَى الْقَاهِرَة مستوطنا لَهَا وَفِي أثْنَاء استيطانه حج رجبيا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فَكَانَ ابْتِدَاء سيره فِي شعبانها فوصل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فزار أَولا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بِدُونِ زِيَارَة وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَخمسين فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ تمرض أشهرا، وَمَات غرُوب يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شوالها وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء فِي قبر عينه لنَفسِهِ وَأسْندَ وَصيته لقَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَعين لَهُ ألف دِينَار يفرقها ولنفسه الشّطْر مِنْهَا فَفرق ذَلِك بِحَضْرَة وَلَده على بَاب منزله وَضبط تركته أحسن ضبط ونفذت سَائِر وَصَايَاهُ رحمه الله وإيانا، وَكَانَ إنْسَانا حسن الشكالة نير الشيبة متجملا فِي ملبسه ومركبه وحواشيه إِلَى الْغَايَة وافر

ص: 25

الرياسة حسن السياسة كَرِيمًا وَاسع الْعَطاء اسْتغنى بالانتماء إِلَيْهِ جمَاعَة رَاغِبًا فِي المماجنة بِحَضْرَتِهِ وَلَو)

زَادَت على الْحَد غَايَة فِي جودة التَّدْبِير ووفور الْعقل حَتَّى كَانَ شَيخنَا فِي أَيَّام محنته يكثر الِاجْتِمَاع بِهِ ليستروح بمحادثته وَينْتَفع باشارته وَكَذَا كَانَ عَظِيم الدولة الجمالي نَاظر الْخَاص مِمَّن يتَرَدَّد لبابه ويتلذذ بمتين خطابه وَله من المآثر والقرب المنتشرة بأقطار الأَرْض مَا يفوق الْوَصْف فَمن ذَلِك بِكُل من الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وبدمشق وغزة والقاهرة مدرسة وَالَّتِي بِالْقَاهِرَةِ وَهِي كَمَا قدمت تجاه منزله بِخَط الكافوري أجلهَا وَأصْلح كثيرا من مسالك الْحجاز ورتب سَحَابَة تسير فِي كل سنة من كل من دمشق والقاهرة إِلَى الْحَرَمَيْنِ ذَهَابًا وإيابا برسم الْفُقَرَاء والمنقطعين وَحج وَهُوَ نَاظر الْجَيْش مرَّتَيْنِ وَأحسن فيهمَا بل وَفِيمَا بعدهمَا من الحجات لأهلهما إحسانا كثيرا، وَكَذَا دخل حلب غير مرّة وَلذَا تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذيله لتاريخها وَوَصفه فِي أَيَّام عزه بمزيد إحسانه للخاص وَالْعَام ومحبة الْعلمَاء والفقراء والصلحاء والاحسان إِلَيْهِم وَالْمُبَالغَة فِي إكرامهم والتنويه بِذكر الْعلمَاء والصلحاء عِنْد السُّلْطَان وَقَضَاء حوائج النَّاس مَعَ إحسانه هُوَ إِلَيْهِم حَتَّى سَار ذكره واشتهر إحسانه وخيره وَصَارَ فَردا فِي رُؤَسَاء مصر وَالشَّام ملْجأ للنَّاس مُتَّصِلا إحسانه بِمن يعرفهُ وَمن لَا يعرفهُ وَمَا قَصده أحد إِلَّا وَرجع بمأموله من غير تطلع مِنْهُ لمَال وَنَحْوه وللشعراء فِيهِ مدائح ثمَّ أورد من ذَلِك ارجوزة للشمس أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن الباعوني أخي الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم شيخ خانقاه بالجسر الْأَبْيَض من صالحية دمشق ستأتي الاشارة إِلَيْهَا فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور إِن شَاءَ الله وَلما ذكر شَيخنَا فِي فتح الْبَارِي كسْوَة الْكَعْبَة وَإنَّهُ لم يزل الْمُلُوك يتداولون كسوتها إِلَى أَن وقف عَلَيْهَا الصَّالح إِسْمَاعِيل بن النَّاصِر فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَرْيَة من ضواحي الْقَاهِرَة يُقَال لَهَا بيسوس كَانَ اشْترى الثُّلثَيْنِ مِنْهَا من وَكيل بَيت المَال ثمَّ وَقفهَا على هَذِه الْجِهَة فاستمر قَالَ مَا نَصه: وَلم تزل تكسي من هَذَا الْوَقْف إِلَى سلطنة الْمُؤَيد شيخ فكساها من عِنْده سنة لضعف وَقفهَا ثمَّ فوض وأمرها إِلَى بعض أمنائه وَهُوَ القَاضِي زين الدّين عبد الباسط بسط الله فِي رزقه وعمره فَبَالغ فِي تحسينها بِحَيْثُ يعجز الواصف عَن صفة حسنها جزاه الله تَعَالَى عَن ذَلِك أفضل المجازاة انْتهى. وناهيك بِهَذَا جلالة. وَلما قدم ابْن الْجَزرِي الْقَاهِرَة أنزلهُ بمدرسته وَحضر مَجْلِسه يَوْم الْخَتْم، وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا سمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَغَيرهم، وَخرجت لَهُ عَنْهُم حَدِيثا كَانَ سَأَلَ عَنهُ وبينت لَهُ الْأَمر فِيهِ فابتهج وسر وَزَاد فِي الاكرام والاحترام كَمَا شرحته فِي مَحل آخر. وَمن الْغَرِيب ان جَوْهَر القنقباي الَّذِي ترقى فِي الْعِزّ إِلَى)

ص: 26

غَايَة لَا تخفى كَانَ رام بعد أستاذه ابْن الكويز أَن يخْدم عِنْد صَاحب التَّرْجَمَة فَمَا وَافق فتوصل لخدمة الْأَشْرَف حَتَّى صَار إِلَى مَا صَار بِحَيْثُ صَار صَاحب التَّرْجَمَة خاضعا لَهُ مَاشِيا فِي أغراضه حَتَّى فِيمَا يكرههُ مَعَ إغراء جَوْهَر للسُّلْطَان عَلَيْهِ وافتراء الْكثير مِمَّا يقرره لَدَيْهِ وَكَذَا أحضرت لَهُ أم الْعَزِيز قبل وصولها إِلَى الْأَشْرَف ليشتريها فَامْتنعَ فَصَارَت بعد إِلَى الْأَشْرَف وحظيت عِنْده بِحَيْثُ سَافر الزيني فِي خدمتها إِلَى مَكَّة وَرُبمَا مَشى بَين يَدي محفتها فسبحان الفعال لما يُرِيد.

82 -

عبد الباسط بن خَلِيل بن شاهين الشيخي الأَصْل الْمَلْطِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بملطية، وَنَشَأ بهَا وبحلب ودمشق فَقَرَأَ فِي دمشق بعد بُلُوغه الْقُرْآن بِبَعْض الْقرَاءَات ثمَّ حفظ منظومة النَّسَفِيّ والكنز وَنصف الْمجمع وأقرأه أَبوهُ الْكثير، وَحضر دروس قوام الدّين وَحميد الدّين النعماني وَغَيرهمَا من عُلَمَاء مذْهبه وَغَيره وَقَرَأَ على جمَاعَة من فضلاء الرّوم كالعلاء الرُّومِي قَاضِي الْعَسْكَر بهَا فِي دمشق والبرهان الْبَغْدَادِيّ فِي طرابلس وَقدم الْقَاهِرَة فلازم النَّجْم القرمي فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والشرف يُونُس الرُّومِي نزيل الشيخونية فِي الْمنطق وَالْحكمَة وَالْكَلَام بل المحيوي الكافياجي حَتَّى أَخذ عَنهُ كثيرا وَحضر دروسه فِي عُلُوم جمة وَكتب جليلة وَحمل عَنهُ أَيْضا كثيرا من رسائله وَأَجَازَ لَهُ الشمني وَابْن الديري وَآخَرُونَ، وَدخل الْمغرب فَأخذ دروسا فِي النَّحْو وَالْكَلَام والطب بل أتقنه بِخُصُوصِهِ مَعَ جمَاعَة وَمِمَّنْ لقِيه هُنَاكَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد الزلدوي أحد الآخذين عَن ابْن عَرَفَة، وبرع فِي كثير من الْفُنُون وشارك فِي الْفَضَائِل وَألف ونظم ونثر وَأَقْبل على التَّارِيخ واستمد فِيهِ مني كثيرا وَتردد إِلَيّ لَهُ وَلغيره من الدُّرُوس، وَهُوَ إِنْسَان سَاكن أصيل منجمع عَن النَّاس متودد سَمِعت من نظمه وفوائده بل امتدحني بِمَا كتبه لي بِخَطِّهِ.

83 -

عبد الباسط بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد الزين بن الْعلم ابْن الجيعان شَقِيق عبد الْغَنِيّ وَيحيى / الآتيين. ولد فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ قَلِيلا وَتخرج بوالده وَغَيره من أقربائه وبرع فِي المباشرات وَتكلم فِي جِهَات كالشيخونية والمؤيدية والاشرفية وَسَعِيد السُّعَدَاء واستبد بهَا وبالبيمارستان ثمَّ أعرض عَن بَعْضهَا وَأثْنى على مباشراته وَشدَّة ضَبطه ونظافة قلمه وَعدم محاباته ووقوفه عِنْد قَوْله وبذله الْخَفي لمن يثبت عِنْده اسْتِحْقَاقه وَفَقره وَعَلِيهِ لَهُم رواتب سنوية وَغَيرهَا وَلِهَذَا كَانَ من لم يتدبر أمره يعْتَقد فِيهِ اليبس سِيمَا وَعدم محاباته ينشأ عَنْهَا نوع جفَاء وتمقت مِمَّا أَكْثَره يصدر عَن صدق، كل

ص: 27

هَذَا مَعَ سلوكه طرق الاسْتقَامَة من صَلَاة وَصَوْم وَتعبد وتهجد وَنَحْوهَا بِحَيْثُ لم يكن ينَام فِي ليَالِي رَمَضَان الثُّلُث الْأَخير مِنْهَا، وإكرام لأهل الْعلم وَنَحْوهَا حَسْبَمَا حَكَاهُ لي من أَثِق بِهِ وَحج غير مرّة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربتهم وناب حسن مَشْيه فِي الْجِهَات بعده عَفا الله عَنهُ وإيانا.

84 -

عبد الباسط بن أبي شاهين. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

85 -

عبد الباسط بن عبد الرَّزَّاق سبط ابْن بَريَّة / شَاب من أَبنَاء الْكتاب. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وتدرب بالبدر حسن الطلخاوي يَسِيرا وَجلسَ عِنْده شَاهدا بل حج شَاهدا فِي الْمحمل وَكتب خطه أَشْيَاء وَفهم وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَاسْتقر فِي خزن كتب سعيد السُّعَدَاء شَرِيكا لغيره.

86 -

عبد الباسط بن عبد الْوَهَّاب القبطي / الْمُتَكَلّم عَن الْوزر فِي كثير من المكوس وَيعرف بكاتب الميسم. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن من الْغَد بزاوية العصياتي بِالْقربِ من الكداشين، وَكَانَ قد جدد عمارتها، وَله ميل للْفُقَرَاء وإكرام للفضلاء فِي الْجُمْلَة حَتَّى إِن الْفَخر عُثْمَان الديمي كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ ليقْرَأ عِنْده البُخَارِيّ أَو غير فَإنَّا لله.

87 -

عبد الباسط بن عمر بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ الْمدنِي أَخُو الْبَدْر حسن / الْمَاضِي وخادم قبَّة الْعَبَّاس من البقيع. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ

88 -

. عبد الباسط بن عمر بن مُحَمَّد بن هبة الله الْحَمَوِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. شَاب جاور مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فَكَانَ يشْتَغل يَسِيرا وَرُبمَا حضر عِنْدِي مَعَ وَالِده وَعقد لَهُ على قريبَة لَهُ.

89 -

عبد الباسط بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الزين بن الْبَدْر بن الشهَاب بن التَّاج بن الْجلَال البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة وتدرب بِأَبِيهِ بل اشْتغل على عَم وَالِده الْبَدْر أبي السعادات والزين زَكَرِيَّا القَاضِي والبدر حسن الْأَعْرَج وَختم عَلَيْهِمَا كتبا وَكَذَا لَازم الْجلَال الْبكْرِيّ ولازمني فِي قِرَاءَة ألفية الحَدِيث بحثا حَتَّى أكملها، وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ بل كتب شرحي على الألفية أَو جله وَغير)

ذَلِك، وَسمع على الشاوي وَأبي السُّعُود الغرافي وتميز وَفهم، وَحج مَعَ أَبِيه وَجلسَ عِنْده شَاهدا مَعَ سُكُون وعقل وملازمة للقراء عِنْد الْكَمَال الطَّوِيل واهتمام بِمَجْلِس نَاظر الْجَيْش

ص: 28

البدري بن نَاظر الْخَاص فِي دروسه وَغَيرهَا ودرس بعد أَبِيه بالآثار وَهُوَ مُتَوَجّه لَهُ مزِيد وَتعلق على النّظم حَتَّى أَنه نظم الْأَسْمَاء النَّبَوِيَّة.

90 -

عبد الباسط بن الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشهير أَبوهُ بِابْن الاستادار. / أثكله أَبوهُ وَقد جَازَ الْعشْرين فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين

91 -

. عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ نور الدّين عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الأدمِيّ القاهري / شريك الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وتلميذه. مِمَّن يكثر السّفر لمَكَّة فِي الْبَحْر ويعامل ويضارب وحصلت لَهُ جَائِحَة مرّة بعد أُخْرَى وَكَلَامه أَكثر من نَفعه وَفعله وَغَيره أولى فِي الصدْق مِنْهُ.

92 -

عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الزين بن الْبَدْر الجعبري النابلسي نزيل بَيت الْمُقَدّس / وقاضيه الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْقَادِر.

مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ من بَيت جليل.

93 -

عبد الباسط بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الزين إِبْرَاهِيم الجعبري الْخَلِيل / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه عمر. ولد سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهُ التدمري والقبابي وَشَيخنَا وَآخَرُونَ وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية وَغَيره من الْعَجم وَغَيرهم بل حضر دروس الْمَنَاوِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَأَصله وأتقن الْفَرَائِض والعربية والميقات وَأذن لَهُ ابْن البُلْقِينِيّ فِي الافتاء والتدريس ودرس وَأفْتى وَاسْتقر فِي مشيخة الْخَلِيل شَرِيكا لِعَمِّهِ برغبة أَبِيه لَهُ عَنْهَا، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمَات فِي بَلَده بالطاعون سنة سبع وَتِسْعين.

94 -

عبد الباسط وَيُسمى عمر أَيْضا ابْن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الزين أَبُو المفاخر بن الْجمال أبي المكارم بن النَّجْم أبي الْمَعَالِي بن الكمالي أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / حفيد عَم الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم وَابْن أُخْته زَيْنَب ابْني عَليّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على عَم وَالِده أبي السعادات جُزْء أبي الجهم واحياء الْقلب الْمَيِّت)

للعراقي وفضيلة سُورَة الاخلاص لأبى نعيم ومجلسين من أمالي أبي الْحسن الْقزْوِينِي وعَلى الشّرف أبي الْفَتْح المراغي بعض البُخَارِيّ وعَلى الشهَاب الشوايطي جُزْء ابْن قلنبا وَغَيره فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ من مَكَّة السراج عبد اللَّطِيف وَأَبُو الْبَقَاء بن الضيا وكمالية ابْنة عَليّ بن ظهيرة وَابْنَة عَليّ النويري وَمن الْمَدِينَة الْمُحب المطري والبدر عبد الله بن فَرِحُونَ والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي

ص: 29

وَمن بَيت الْمُقَدّس الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَمن سَيذكرُ من الشاميين وَغَيرهم فِي عَمه النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد كَأبي جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي ولازم خَاله الْبُرْهَان وَدخل فِي خدمته إِلَى الْقَاهِرَة فتردد للسراج الْعَبَّادِيّ حَتَّى أذن لَهُ وَقَرَأَ على الزين زَكَرِيَّا فِي شَرحه لفصول ابْن الهائم مَعَ سَماع دروس فِي الْفِقْه وَختم شَرحه للبهجة وَغير ذَلِك بل وَأذن لَهُ الْجلَال الْبكْرِيّ وَغَيره وَسمع على الْأمين الاقصرائي والشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَعبد الصَّمد الهرساني وَقَرَأَ على الشّرف عبد الْحق السنباطي حِين مجاورته بِمَكَّة شرح العقائد بل أَخذ عَن غَيره من الغرباء فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالْفِقْه وَغَيرهَا كَالشَّمْسِ الْجَوْهَرِي والكمال إِمَام الكاملية وَفِي الْعَرَبيَّة عَن المحيوي عبد الْقَادِر وفيهَا مَعَ الصّرْف عَن مظفر الشِّيرَازِيّ وفيهَا مَعَ الْمعَانِي عَن عبد المحسن ولازم خَاله الآخر الْفَخر أَبَا بكر رَفِيقًا للجمال أبي السُّعُود فَمن قبله فِي جلّ دروسه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الألفية النحوية وَكتب لَهُ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وتحرير واتقان وَأذن لَهُ فِي الاقراء والافادة ان أحب وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَسبعين وَكَذَا أذن لَهُ المحيوي وَلما كنت بِمَكَّة لازمني أَيْضا فَمَعَ الْمشَار إِلَيْهِ للكثير من شرحي للألفية بحثا وَمَعَ غَيره لِلْقَوْلِ البديع وَأَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة أتيت على مقاصدها فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير وأملي على مِمَّن حضر عِنْده غير من ذكر. وَهُوَ عَالم فَاضل مفنن مشارك تَامّ الْعقل والرياسة والتجمل والمحاسن خَبِير باستجلاب الخواطر سِيمَا لأحبابه كثير التودد لطيف الْعشْرَة جَامع بَين الضدين طارح للرعونات غير مدرس فِي الْحرم صونا لنَفسِهِ عَن التَّشَبُّه بِمن هُوَ فِي رُتْبَة صغَار بني أَو حفظا لجَانب ابْن عَمه رَئِيس الْحجاز أَو لغير ذَلِك مِمَّا هُوَ أخبر بِهِ، كتب كراريس أجَاب بهَا من سَأَلَ عَن حِكْمَة الاسْتِغْفَار بعد شم الرَّائِحَة الطّيبَة قرضتها فِي سنة سبع وَتِسْعين حِين أرسلها إِلَيّ مَعَ بَيْتَيْنِ من نظمه جمل الله بحياته.

95 -

عبد الباسط بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الفشني الأَصْل بفاء ثمَّ شين مُعْجمَة سَاكِنة / من عمل البهنسا القاهري المولد وَالدَّار مبَاشر جدة وصهر الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى الْقرشِي وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن الصَّيْرَفِي وَرُبمَا نسب أَنْصَارِيًّا كَانَ أَبوهُ مِمَّن بَاشر للذخيرة فِي الْأَعْمَال الجيزية وتوابعهم فتدرب بِهِ فِي الْمُبَاشرَة بِحَيْثُ تميز وَعمل كرائيا بمركب الشهابي بن الْعَيْنِيّ، وخدم الْأَشْرَف قايتباي حِين امرته بأقفاص فتسحب لما بَقِي عَلَيْهِ من الْخراج إِلَى جدة ثمَّ لما تسلطن اسْتَقر بِهِ فِي مُبَاشرَة جدة فباشرها فِي خدمَة الْأَمِير شاهين الشاد بهَا بضع عشرَة سنة ثمَّ مَعَ أبي الْفَتْح المنوفي ثمَّ مَعَ قراجا ثمَّ اشْترك مَعَ أبي الْفَتْح فِيهَا بل عرض عَلَيْهِ

ص: 30

الِاسْتِقْلَال فَامْتنعَ، وَكَانَ مَجْمُوع مُبَاشَرَته بهَا نَحْو ثَمَان عشرَة سنة إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ثَالِث عشري صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها، وَلم يكمل الْأَرْبَعين، وَهُوَ عَم الزين أبي بكر ابْن شقيقه الشهَاب أَحْمد محتسب جدة الَّذِي أَبوهُ فِي الاحياء وَبَلغنِي أَنه قَرَأَ الْقُرْآن وَفِي الْمِنْهَاج وَغَيره واشتغل.

96 -

عبد الباسط بن الهباء مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد الزرندي الْمدنِي سبط الْجمال الكازروني / وَأحد من سمع عَلَيْهِ.

97 -

عبد الباسط بن يحيى شرف الدّين بن الْعلم بن البقري أَخُو الْمجد إِسْمَاعِيل / وَهَذَا أكبر وأبوهما صَاحب ديوَان الطنبغا اللفاف أحد المقدمين. تدرب فِي الْمُبَاشرَة بأقربائه إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الاسطبل يَوْم الْخَمِيس تَاسِع رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بعد صرف مَحْمُود بن الديري ثمَّ انْفَصل عَنهُ بعد أشهر فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا بِالْعَلَاءِ الصَّابُونِي ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ مَعَ نظر الْأَوْقَاف فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ عوضا عَن سعد الدّين كَاتب العليق وَلم يلبث أَن اسْترْجع سعد الدّين نظر الْأَوْقَاف بعد أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ انْفَصل عَن الاسطبل ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ثمَّ انْفَصل عَنهُ بالتاج الشَّامي فِي سنة تسع وَسِتِّينَ، ثمَّ اسْتَقر فِي نظر البيمارستان فِي الْمحرم سنة سبعين عوضا عَن ابْن الصَّابُونِي ثمَّ انْفَصل عَنهُ بِأبي الْفَتْح المنوفي وَلزِمَ خدمَة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فَكَانَ كالشاد على الْأَمَاكِن الَّتِي خربها وبناها فِي نواحي الحسينية واجتهد فِي ذَلِك وَحصل بِهِ بعض رفق للأموات والأحياء فَلَمَّا مَاتَ الْعَبَّادِيّ اسْتَقر عوضه فِي نظر الاحباس ثمَّ ألزمهُ السُّلْطَان بعد مُدَّة بِنَظَر الْأَوْقَاف بعد ابْن العظمة وعَلى طَرِيقَته الَّتِي لَا أبلغ فِي الظُّلم مِنْهَا وَأَعْطَاهُ أَيْضا نظر الدولة فباشرها وَهُوَ فِي غَايَة التكره وَإِلَّا فَهُوَ إِلَى الْخَيْر أقرب لِأَنَّهُ نادرة فِي أَبنَاء جنسه مديم للصَّلَاة والتلاوة والانجماع ومزيد الْعقل ولطف الْعشْرَة والتأدب مَعَ)

الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ والحرص على استجلاب خواطرهم وَلَا يَخْلُو بَيته من فَقير وَرُبمَا اشْتغل على بعض من يتَرَدَّد إِلَيْهِ كَالشَّمْسِ بن الفالاتي وَلذَا أحسن إِلَيْهِ بِحَيْثُ أَنه زوجه وَهُوَ مِمَّن سمع بقرَاءَته فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَمِمَّنْ أَقَامَ عِنْده مُدَّة النُّور على الشنفاسي وَكَذَا اخْتصَّ بِهِ الْجلَال بن الْأَمَانَة والعز التقوي والخطيب الوزيري وَعمل عِنْده الميعاد وَالْفَخْر عُثْمَان الديمي ويوسف إِمَام جَامع الْحَاكِم وَمن شَاءَ الله وَقد جاورنا مُدَّة فحمدت مجاورته وَرُبمَا أهْدى لي بل لما قدمت من الْمُجَاورَة الثَّالِثَة جَاءَ للسلام وَمَعَهُ مبلغ كَبِير، وَرُبمَا صرح بالانكار على الْفُقَهَاء فِيمَا يسلكونه من تنقيص بَعضهم لبَعض وَقد حكى لي أَنه بَيْنَمَا هُوَ

ص: 31

عِنْد الدوادار وَبَين يَدَيْهِ فَقِيه وَإِذا بآخر ظهر من الدوار فَاسْتَقْبلهُ ذَاك الْجَالِس بالتنقيص عِنْد صَاحب الْمجْلس وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى وصل إِلَيْهِم فَقَامَ إِلَيْهِ ثمَّ انْصَرف فَاسْتَقْبلهُ القادم حَتَّى أكتفي ثمَّ توجه قَالَ فَسَأَلَنِي الدوادار من الصَّادِق مِنْهُمَا فَقلت أَنْتُم أخبر فَقَالَ انهما كاذبان فاسقان وَنَحْو ذَلِك، وَقَالَ لي أَيْضا كنت مرّة بَين يَدي الزيني بن مزهر وَالْجَمَاعَة الَّذين عِنْده يتناوبون الْحَط على الزين زَكَرِيَّا بِمَا استحيي من الله أَن أحضرهُ ففارقتهم وتوجهت للمشار إِلَيْهِ فَوَجَدته على أحسن حَال فِي إقراء الْعلم وَنَحْوه فَالْتمست دعاءه وانصرفت، وَبِالْجُمْلَةِ فالغالب عَلَيْهِ الْخَيْر مَاتَ بعد أَخِيه بِقَلِيل فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَترك سِتَّة ذُكُور أكبرهم إِبْرَاهِيم وشقيقة لَهُ رحمه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

98 -

عبد الباسط بن يَعْقُوب الزين بن منقورة القبلي / مُسْتَوْفِي الْمُتَكَلِّمين فِي المكوس. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ وَعَمه، وَحج وجاور وبرع فِي مباشراته مَعَ عقل وَحسن شكل وَفهم جيد وذوق واظهار للرغبة فِي التنصل مِمَّا هُوَ فِيهِ وكرب بِسَبَب بَقَاء أمه على نصرانيتها وتجنب للقاذورات وملازمة لكثير من الصَّلَوَات جمَاعَة وترام على الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء خلصه الله.

عبد الباسط الْمُبَاشر بجدة. / مضى فِيمَن أَبوهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.

عبد الْبَاقِي بن مَحْمُود صَلَاح الدّين بن تَاج الدّين / صَاحب حصن حب. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ

100 -

عبد الْبَاقِي بن يَعْقُوب جمال الدّين القاهري / أحد الكتبة وَيعرف بِابْن أبي غَالب من ذُرِّيَّة صَاحب الْمدرسَة الْمُجَاورَة للمدرسة الزينية يحيى الاستادار. كَانَ كَاتبا فِي ديوَان الْجَيْش الشَّامي ثمَّ صَار أحد موقعي الدست بل كتب التوقيع أَيْضا بِبَاب الدوادارية وَفِي الْخَاص وَكَانَ عِنْده ثَبت بِسَمَاع الصَّحِيحَيْنِ بِمَكَّة على الْجمال إِبْرَاهِيم الأميوطي مؤرخ بِسنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة فَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي وَمَعَهُ السنباطي حَدِيثا أودعهُ التقي فِي متبايناته وَلم يشْتَهر أمره بَين أَصْحَابنَا وَلذَا لم آخذ عَنهُ، وَمَات عَن سنّ عالية فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين. أرخه الْعَيْنِيّ، وَكَانَ سَاكِنا خيرا متواضعا فِيهِ بر وَهُوَ أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلْطَان وَمِمَّنْ كَانَ الشَّيْخ يعظمه ويثني عَلَيْهِ وَرَأَيْت من وَصفه بالشافعي رحمه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا

101 -

. عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى سري الدّين أَبُو الْيُسْر بن القَاضِي جلال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه وجده / الْآتِي ذكرهمَا بِابْن أبي البلقاء. نَشأ شَابًّا جميل الصُّورَة كأبيه طيب النغمة فاشتغل وَفضل ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي

ص: 32

الأمالي وَغَيرهَا، وَسمع الحَدِيث من لفظ الكلوتاتي وعَلى النُّور الفوي وَآخَرين وَلم يتصون، ودرس بالأقبغاوية وَغَيرهَا وناب فِي الحكم قبل مَوته بِسنة ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام وَرجع فَمَاتَ فِي سَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ فَإِن وَالِده مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَابْنه صَغِير وَكَانَ هَذَا تزوج ابْنة الزين أبي بكر بن عَليّ المشهدي فاستولدها وَلَده الْبَهَاء أَبَا الْبَقَاء مُحَمَّدًا وَلذَا اسْتَقر الْبَهَاء المشهدي فِي تدريس الأقبغاوية.

102 -

عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود سري الدّين أَبُو البركات بن الْمُحب أبي الْفضل بن الْمُحب أبي الْوَلِيد الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ سبط الولوي السفطي وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة /. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بحلب وانتقل مِنْهَا صُحْبَة أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي مختصرات الْعُلُوم وَمِنْهَا غَالب الألفية لجده، وَسمع بِبَيْت الْمُقَدّس حَال إِقَامَته فِيهِ مَعَ وَالِده على خَطِيبه وَشَيخ صلاحيته الْجمال ابْن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي وَغَيرهمَا وبالقاهرة على الْبَدْر النسابة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قَلِيلا رِوَايَة بعد على الْأمين الاقصرائي والتقي الشمني والجلال القمصي وَالشَّمْس الملتوتي وَأم هانىء الهورينية وَهَاجَر القدسية وَطَائِفَة، وَأَجَازَ باستدعائي جمَاعَة وَأكْثر عَن أَبِيه وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الْبَدْر عَن عبيد الله والزين قَاسم بن قطلوبغا مَعَ أُصُوله والْحَدِيث عَن ثَانِيهمَا وَتردد أَحْيَانًا للتقي الشمني ثمَّ الكافياجي وَقَرَأَ عَليّ بِحَضْرَة أَبِيه يَسِيرا، وَذكر بذكاء وفطنة بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التدريس والافتاء من أَبِيه وَنَحْوه فَأفْتى وَصرح الْأَشْرَف سُلْطَان وقتنا)

بالتعجب من ذَلِك وَأخذ عَنهُ من يُشَارِكهُ فِي أَفعاله أَو يطْمع من الطّلبَة ذَاك الْوَقْت فِي بُلُوغ آماله، وَحج صُحْبَة وَالِده، وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بل كَانَ هُوَ المستبد فِي أَكثر الْأَوْقَات بالتعايين خُصُوصا الاستبدالات وَنَحْوهَا وَكَثُرت القالات فِيهِ بِسَبَبِهَا وبسبب غَيرهَا مِمَّا هُوَ أشهر من أَن يذكر وَأَبوهُ مَعَ ذَلِك مفتتن بحبه وزوجه بابنة العضدي الصيرامي بعد امْتنَاع الْبَدْر بن الصَّواف من إِعْطَائِهِ ابْنَته، وَولي الخطابة بِجَامِع الْحَاكِم عوضا عَن الناصري الاخميمي الْحَنَفِيّ وتدريس الحَدِيث بالحسينية بعد وَفَاة ابْن النواجي وَالتَّفْسِير بالجمالية عوضا عَن التقي الحصني والاعادة بالصرغتمشية والْحَدِيث بالزينية المزهرية بعد الْبَهَاء المشهدي وَغير ذَلِك، بلم لما عجز أَبوهُ نَاب عَنهُ فِي الشيخونية تصوفا وتدريسا، وَكَذَا فِي تدريس

ص: 33

الحَدِيث بالمؤيدية، وتسلط على الْكِتَابَة فِي عدَّة فنون أوقفني على بَعْضهَا مَعَ الْخَوْض فِي الْأَدَب بِحَيْثُ نظم ونثر ومدح وهجا وَلَيْسَ بِثِقَة فِيمَا يَنْقُلهُ وَلَا بعمدة فِيمَا يَقُوله بل هُوَ غَايَة فِي الجرأة والتقول، وَقد اتهمَ باخفاء تَفْسِير الْفَخر الرَّازِيّ فِي مُجَلد من أوقاف المؤيدية وَعَاد الضَّرَر على كثيرين بِسَبَبِهِ وَوَضعه الدوادار النَّاظر ليضربه فشفع فِيهِ الأتابك وَلم يستبعد كَثِيرُونَ هَذِه النِّسْبَة وانه أرسل لملك الرّوم ابْن عُثْمَان، وَلَو تصون وسلك طَرِيق السداد أَو تستر أَو تأدب مَعَ مَشَايِخ الْوَقْت وفضلائها أَو ضبط لِسَانه عَن الوقيعة فِي الأكابر لَكَانَ أخْلص لَهُ وَأقرب إِلَى محبَّة النَّاس فِيهِ وَلَكِن مَا يسلم من أَذَاهُ كَبِير أحد بل وَلأَجل من سميته من شُيُوخه وأصهاره واستشعر السَّيْف الْحَنَفِيّ بذلك فَامْتنعَ من اقرائه مَعَ توسله إِلَيْهِ بِكُل طَرِيق وَصَارَ أَبوهُ بِسَبَبِهِ إِلَى غَايَة فِي الامتهان وقاسى من الذل ألوان وَلَكِن عَسى أَن يكفر ذَلِك عَنهُ بعض مَا اقترفه فَالْوَلَد سر أَبِيه، ولأجله أبْغض السُّلْطَان جلّ المتشبهين بِهِ سِيمَا من الْحَنَفِيَّة بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى انه ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر عدَّة من الغرباء لما امْتَلَأت آذانه من سوء سيرته سِيمَا مِمَّن شَاءَ الله من الْعَسْكَر الْمُجَرّد فِي سنة خمس وَسبعين لسوار مِمَّا شافه وَالِده بِهِ إِجْمَالا وتفصيلا لبعضه، هَذَا مَعَ إنشاد وَالِده فِي غيبته مَعَ الْعَسْكَر لجَماعَة نوابه وَنَحْوهم مِمَّا اكتتبوه عَنهُ بِالْمَدْرَسَةِ المؤيدية قصيدة من نظمه فِي مدحه يضْحك أَو يبكي من ذكرهَا أوردتها فِي تَرْجَمَة الْأَب وأخف مِنْهَا قَوْله فِيهِ مقتفيا لمن قبله:

(دروس عبد الْبر فاقت على

أَبِيه فِي الْحِفْظ وَحسن الجدل)

(وَذَاكَ عِنْد الْأَب أَمر بِهِ

نِهَايَة السول وأقصى الأمل)

)

وَقَالَ الابْن مِمَّا هُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ:

(أأنصار الشَّرِيعَة لن تراعوا

سيفني الله قوما ملحدينا)

(ويخزيهم وينصركم عَلَيْهِم

ويشب صُدُور قوم مؤمنينا)

وَقَوله مِمَّا أستبعد كَونهمَا لَهُ:

(ان البقاعي البذىء لفحشه

ولكذبه ومحاله وعقوقه)

(لَو قَالَ ان الشَّمْس تظهر فِي السما

وقفت ذَوُو الْأَلْبَاب عَن تَصْدِيقه)

وَلما أَكثر بملاحظة الشهابي الْجَوْهَرِي من التَّرَدُّد للزين سَالم إِمَام الأتابك والقائم بأعبائه دسه فِي مخدومه مَعَ مزِيد خبرته بِحَيْثُ قَرَّرَهُ فِي جَامعه مدرسا وَصَارَ يقْرَأ عَلَيْهِ أحد أَوْلَاد الزيني وَكَذَا دس نَفسه فِي عدَّة أُمَرَاء حَتَّى انه كَانَ مَعَ أميرآخور حُسَيْن حج أَمِير الركب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ مَا كتبه فِي الْحَوَادِث وَقد

ص: 34

تَكَرَّرت مناكدته للبدري كَاتب السِّرّ بعد تزايد إِحْسَان أَبِيه إِلَى أَبِيه وضمه مَعَه فِي الاحسان وَكَونه لَا يخفى عَنهُ مَا هُوَ مُشْتَمل عَلَيْهِ من الافتراء والبهتان وَمن انصف علم تقصيري فِيمَا أثْبته وان المرتجم فَوق مَا بِهِ وَصفته، وواقعته مَعَ الأتراك وَهُوَ أَمْرَد مثبتة فِي الْحَوَادِث.

103 -

عبد الْجَبَّار بن عبد الله الْخَوَارِزْمِيّ الْحَنَفِيّ. / قدم حلب مَعَ تمرلنك فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقَالَ حِينَئِذٍ انه ابْن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَهُوَ مُعظم عِنْد تمر وَدخل مَعَه دمشق ثمَّ بِلَاد الْعَجم وَمَات هُنَاكَ فِي سنة خمس وَكَانَ عَالم الدشت فِي زَمَانه كَمَا ذكره ابْن خطيب الناصرية وَوَصفه أَيْضا بِالْفَضْلِ والذكاء وانه تكلم مَعَ عُلَمَاء حلب بِحَضْرَة اللنك وطالع شرح الْهِدَايَة لأكمل الدّين وَخَطأَهُ فِي أَمَاكِن وَتَبعهُ شَيخنَا فِي انبائه وَوَصفه بالمعتزلي، وَذكره غَيرهمَا فَسمى أَبَاهُ نعْمَان بن ثَابت وَقَالَ انه ولد فِي حُدُود سنة سبعين، وَكَانَ إِمَامًا بارعا متفننا فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والعربية واللغة انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي أَصْحَاب تيمور بِحَيْثُ كَانَ عَظِيم دولته وَكَانَ مَعَه بِالشَّام وَغَيرهَا فَكَانَ يباحث الْعلمَاء ولديه فصاحة بِالْعَرَبِيَّةِ والعجمية والتركية وثروة وخرمة كل ذَلِك مَعَ تبرمه من صحبته بل رُبمَا نفع الْمُسلمين عِنْده وَلَكِن فِي الْأَغْلَب لَا تسعه مُخَالفَته، وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة، وَقَالَ المقريزي كَانَ من فُقَهَاء تمر الْحَنَفِيَّة وَهُوَ مَعَه على عقيدته، وسمى أَبَاهُ نعْمَان بن ثَابت.

104 -

عبد الْجَبَّار بن عبد الْمجِيد بن الْمُوفق على بن أبي بكر حَافظ الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / أكبر بني أَبِيه. كَانَ عَالما صَالحا ولي الْقَضَاء وَمَات فِي سنة سبع وَخمسين وَسَيَأْتِي أَبوهُ.

105 -

عبد الْجَبَّار بن عَليّ بن مُحَمَّد الاخطابي ثمَّ القاهري الطولوني الشَّافِعِي الشاذلي / خَطِيبه.

ولد تَقْرِيبًا سنة خمسين وَثَمَانمِائَة باخطاب وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه لبولاق فَكَانَ يُعينهُ فِي بيع الليمون وَنَحْوه فَلَمَّا مَاتَ تحول لقنطرة سنقر فَلَزِمَ خدمَة الشَّيْخ مُحَمَّد المغيربي وَحفظ عِنْده الْقُرْآن والمنهاج بِكَمَالِهِ ظنا وعادت بركته عَلَيْهِ وَتردد لجلال الدّين بن السُّيُوطِيّ فاشتغل عِنْده وأقرأ أَوْلَاد ابْن الطولوني بل اسْتَقر فِي إِمَامَة بعض الْمدَارِس من نواحي قناطر السبَاع وَسكن بهَا وَاسْتقر أَيْضا فِي مشيخة بعض الْمدَارِس وناب فِي الخطابة بِجَامِع ابْن طولون وَكَذَا عَن الشهَاب الابشيهي فِي قِرَاءَة الميعاد وأقرأ فِي بعض الطباق من القلعة وراج بذلك فِي تَحْصِيل أَكثر هَذِه الْجِهَات وَفِي تَقْرِير الجوالي وطاب أمره وَفهم

ص: 35

فِي الْفِقْه قَلِيلا وَهُوَ سَاكن جامد جاور بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على الْعَامَّة الميعاد بل حلق بِجَمَاعَة من نمط أهل المواعيد فِي أبي شُجَاع وَنَحْوه وَرُبمَا اجْتمع بِي هُنَاكَ وَكَذَا بعد رُجُوعه بِالْقَاهِرَةِ، وَلَا يَخْلُو من هوس كشيخه.

عبد الْجَبَّار بن نعْمَان بن ثَابت /. فِي ابْن عبد الله قَرِيبا.

106 -

عبد الْجَلِيل بن أَحْمد بن الْفَقِيه على جلال الدّين الْحُسَيْنِي سكنا القباني /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

107 -

عبد الْجَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم السَّيِّد رفيع الدّين بن الْعَالم الْمُفْتِي وجيه الدّين وَهُوَ بِقَيْد الْحَيَاة بن الْعِزّ ابْن الاستاذ شيخ الوعاظ والمذكرين نظام الْملَّة وَالدّين ابْن عز الدّين بن شرف الدّين الْحُسَيْنِي الحسني الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي ابْن أخي حُسَيْن بن إِسْحَاق / الْمَاضِي. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فَأخذ عني قِرَاءَة وسماعا وكتبت لَهُ كَمَا بَينته فِي التَّارِيخ الْكَبِير.

108 -

عبد الْجَلِيل / مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين.

109 -

عبد الحفيظ بن عَليّ بن أَحْمد بن حرمي الْخياط وَالِده والبرددار هُوَ. / كَانَ أَبوهُ خيرا فَكَانَ يَجِيء بولده فِي صغره للسماع على شَيخنَا وَلما ترعرع عمل فِي الرُّسُل ثمَّ البرددارية وبرع فِيهَا وَذكر فِي الدول إِلَى أَن انْقَطع بعد أَن أهين غير مرّة، وَحج وجاور وَهُوَ من خِيَار أَبنَاء طَرِيقَته وَلزِمَ الِانْقِطَاع حَتَّى مَاتَ فِي كَفَالَة زَوجته ابْنة نحيلة الْمُغنيَة بالفالج وَغَيره فِي)

شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين، وَقد جَازَ السِّتين تَقْرِيبًا عَفا الله عَنهُ.

110 -

عبد الحفيظ بن عمر الشريف الحسني الزبيدِيّ الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء هُنَاكَ كَمَا بَلغنِي. أرسل فِي سنة سبع وَتِسْعين يطْلب مني الاجازة لَهُ ولولده مُحَمَّد ولأقاربه فأجزتهم.

111 -

عبد الحفيظ بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الزين أبي بكر بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي الْمدنِي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

112 -

عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم شمس الدّين الطَّبِيب وَالِد الْجمال عبد الله. / مِمَّن ولي رياسة الطِّبّ شَرِيكا لزوج أُخْته علم الدّين سُلَيْمَان بن رابخ الْمَالِكِي فِيمَا قَالَ لي وَلَده، وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي الأنباء سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة انه شركَة لكَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر الدّين بن صَغِير فَالله أعلم وَقَالَ لي وَلَده أَيْضا انه اسْتَقل بالرياسة بعد موت صهره وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَرَأَيْت شَيخنَا سَمَّاهُ شمس الدّين بن عبد الْحق بن فَيْرُوز وَالظَّاهِر أَن عبد الْحق اسْم أَبِيه واسْمه مُحَمَّد فَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الْحق وَإِن كَانَ ابْنه سَمَّاهُ عبد الْحق فَهُوَ لكَونه اشْتهر بِابْن عبد الْحق.

ص: 36

113 -

عبد الْحق بن أبي سعيد عُثْمَان بن أَحْمد بن أبي سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن المريني العَبْد الحقي / نِسْبَة لبني عبد الْحق سُلْطَان فاس. قَامَ عَلَيْهِ الشريف مُحَمَّد بن عمرَان الحسني نقيب الْأَشْرَاف بِسَبَب تَوليته الوزارة ليهودي وَأَخذه فذبحه فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَاسْتقر الشريف مَوْضِعه بِاتِّفَاق من أهل الْحل وَالْعقد بفاس. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة وَعِنْدِي فِي الوفيات زِيَادَة على هَذَا.

114 -

عبد الْحق بن عَليّ بن مُحَمَّد الْوَلَد شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن صاحبنا القَاضِي نور الدّين أبي الْحسن بن القَاضِي أَمِين الدّين أبي الْيمن الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / هُوَ وَأَبوهُ الشَّافِعِي جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد الْقَادِر الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف كأبيه بِابْن أبي الْيمن. عرض عَليّ فِي مَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين الْأَرْبَعين والرسالة فِي الْمَذْهَب وَكَانَ سمع عَليّ قبل ذَلِك فِي الابتهاج وَغَيره.

115 -

عبد الْحق بن عَليّ بن الشريف الحسني البلقسي / شيخها ووالد عَليّ وَأبي نصر وَغَيرهمَا. مِمَّن انْتَمَى لعبد الرَّحِيم الابناسي وَحسن حَاله وَقدر أَنه تمرض عِنْده حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل وَدفن بجوار سَيِّدي شهَاب خَارج بَاب الشعرية وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ فِي آخر عمره أحسن مِنْهُ أَوله سِيمَا فِي هَذِه الْميتَة رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

116 -

عبد الْحق بن عَليّ الْجَزرِي /. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.

117 -

عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد العال الشّرف بن الشَّمْس السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / وَأحمد هُوَ أَخُو أَمِين الحكم بسنباط مُحَمَّد جد صاحبنا الشَّمْس السنباطي لأمه وَيعرف صَاحب التَّرْجَمَة كأبيه بِابْن عبد الْحق. ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي ثمَّ أقدمه أَبوهُ الْقَاهِرَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين فقطناها وَحفظ الْعُمْدَة والألفيتين والشاطبيتين والمنهاج الْأَصْلِيّ وتلخيص الْمِفْتَاح والجعبرية فِي الْفَرَائِض والخزرجية، وَعرض على خلق كالجلال الْمحلي وَابْن الْهمام وَابْن الديري وَأبي الْفضل المغربي وَالْوَلِيّ السنباطي والبدر الْبَغْدَادِيّ وجد فِي الِاشْتِغَال فَأخذ عَن الْأَوَّلين يَسِيرا وَالْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ ولازمه والعبادي وَمن قبلهمَا عَن الْجلَال الْبكْرِيّ والمحيوي الطوخي وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن الْفَخر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجوجري والأصلين عَن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي

ص: 37

والشرواني وأصل الدّين فَقَط عَن زَكَرِيَّا وأصل الْفِقْه عَن السنهوري وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن التقيين والنور الْوراق والأبدي الْعَرَبيَّة وَعَن الحصني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الصّرْف وَعَن الشرواني والسنهوري والتقيين الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن الْوراق وَالسَّيِّد عَليّ الفرضي الْفَرَائِض والحساب واليسير من الْفَرَائِض فَقَط عَن أبي الْجُود وَعَن الشرواني قِطْعَة من الْكَشَّاف وحاشيته وَعَن السَّيْف الْحَنَفِيّ قِطْعَة من أَولهمَا وَبَعض الْبَيْضَاوِيّ عَن الشمني وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ بِتَمَامِهِ عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْكثير مِنْهُ عَن الْمَنَاوِيّ والقراءات بقرَاءَته إفرادا لغالب السَّبع وجمعا إِلَى أثْنَاء الْأَعْرَاف عَن النُّور الامام وجمعا تَاما عَن ابْن أَسد بل قَرَأَ على الشهَاب السكندري يَسِيرا لنافع إِلَى غير هَؤُلَاءِ وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَجل انتفاعه بالتقي الحصني ثمَّ بالشمني وَمِمَّا أَخذه عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي والشرواني، وَسمع مني القَوْل البديع وَغَيره من التآليف والفوائد وَحضر عِنْدِي أَشْيَاء بل سمع بِقِرَاءَتِي جملَة، وَكَذَا سمع بِقِرَاءَة غَيْرِي وَرُبمَا قَرَأَ هُوَ، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بشوال سنة خمسين شَيخنَا والبدر الْعَيْنِيّ والعز بن الْفُرَات وَآخَرُونَ فِيهِ وَفِي آخر مؤرخ بِذِي الْحجَّة مِنْهَا وَخلق فِي غَيرهمَا، وَأذن لَهُ غير وَاحِد)

فِي التدريس والافتاء وتنزل فِي الْجِهَات كالسعيدية والبيبرسية والاشرفية والباسطية بل وخانقاه سرياقوس مَعَ مُبَاشرَة وَقفهَا بعناية الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ المتحدث فِيهَا لكَونه صاهره على ابْنَته مخطوبا مِنْهُ فِي ذَلِك وَولي إِمَامَة الْمَسْجِد الَّذِي جدده الظَّاهِر جقمق بخان الخليلي وتدريس الحَدِيث بالقبة البيبرسية ومشيخة الصُّوفِيَّة بالازبكية فِي وقف الْمَنْصُور بن الظَّاهِر شَرِيكا للزين خَالِد الْوَقَّاد لكَون كل مِنْهُمَا يقرىء ولد الزيني سَالم وناب فِي تدريس التَّفْسِير بالمؤيدية عوضا عَن الْخَطِيب الوزيري حِين حج لكَونه أجل الطّلبَة فِيهِ وَكَذَا بقبة المنصورية عَن ولد النَّجْم ابْن حجي بعد موت الْجمال الكوراني بل كَانَ النَّجْم عينه للنيابة عَنهُ فِي حَيَاته فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْمشَار إِلَيْهِ، وَقدر استقلاله بعد موت الْوَلَد الْمَذْكُور بكليفة وَكَذَا نَاب فِي الْفِقْه بالاشرفية برسباي عَن الْعَلَاء الحصني ثمَّ بعد مَوته عَن صَاحِبي الْوَظِيفَة إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات الَّتِي حصلت لَهُ بعد موت صهره وَكَذَا بِجَامِع طولون وَغَيره وتصدى للاقراء بالأزهر وَغَيره وَكثر الآخذون عَنهُ، وَحج مَعَ أَبِيه أَولا فِي الْبَحْر وَسمع هُنَاكَ يَسِيرا ثمَّ حج بعده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ بِمَكَّة أَيْضا مَعَ السنباطي سنة خمس وأقرأ الطّلبَة بالمسجدين فنونا كَثِيرَة بل قَرَأَ بِجَانِب الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة مصنفي القَوْل البديع وَغَيره ثمَّ رَجَعَ

ص: 38

فاستمر على الاقراء وَرُبمَا تردد لأبي البركات بن الجيعان نَائِب كَاتب السِّرّ فِي الاقراء وبواسطته اسْتَقر فِي مُرَتّب بالجوالي وَكَذَا تردد لغيره، وَرُبمَا أفتى وَهُوَ على طَريقَة جميلَة فِي التَّوَاضُع والسكون وَالْعقل وسلامة الْفطْرَة وَفِي ازدياد من الْخَيْر بِحَيْثُ انه الْآن أحسن مدرسي الْجَامِع، وَلَكِن لَا أَحْمد مزِيد شكواه واظهار تأوهه وبلواه مَعَ إِضَافَة مَا يزِيد على كِفَايَته إِلَيْهِ ونظافة أَحْوَاله الْمُقْتَضِيَة لتجنبه مَا لَعَلَّه يُنكر عَلَيْهِ.

118 -

عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مرين المريني / صَاحب فاس وَمَا والاها من الْمغرب.

هَكَذَا رَأَيْت بَعضهم نسبه وَقَالَ غير انه ابْن عُثْمَان بن أَحْمد كَمَا مضى.

عبد الحميد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة أَبُو بكر /. فِي الكنى.

عبد الحميد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ التركماني. / فِي حَمَّاد.

عبد الحميد بن عبد الله الْمَالِكِي. / فِي عبد الحميد الطرابلسي قَرِيبا.

119 -

عبد الحميد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله رَضِي الدّين أَبُو بكر الصّديق النَّاشِرِيّ /. تفقه بِأَبِيهِ وَعَمه الطّيب وَالْجمال مُحَمَّد بن أبي الْغَيْث الكمراني والموفق بن فَخر، وَقَرَأَ الْحساب على يُوسُف العامري والعربية على الشّرف إِسْمَاعِيل اليومة وناب فِي الْأَحْكَام بالمهجم عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بهَا بعده، وَكَانَ محسدا. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين.

120 -

عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي عَم الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف / الَّذِي بِهِ يعرف فَيُقَال لَهُ ابْن أخي عبد الحميد كَمَا أسلفته فِي الْهمزَة. حفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَجلسَ لتعليم الْأَبْنَاء بالأزهر ثمَّ بمكتب الْأَيْتَام لسودون القصروي، وَكَانَ فَاضلا خيرا من رُفَقَاء الشَّيْخ سليم والغاسقي وناصر الدّين الكلوتاتي شيخ السَّبع وَنَحْوهم وَمِمَّنْ يكثر الْعِبَادَة وَالْخَيْر، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَهُوَ جد يحيى بن يُوسُف الْآتِي

121 -

عبد الحميد بن الإِمَام تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْمَدِين ابْن خَال أبي الْفَتْح المراغي. / سمع على الزين المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَتَأَخر حَتَّى مَاتَ.

122 -

عبد الحميد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن سعيد حميد الدّين الْكرْمَانِي أَخُو التقي يحيى / الْآتِي. أَخذ عَن وَالِده كثيرا وَنسخ شرح البُخَارِيّ لَهُ بِخَطِّهِ وَهِي النُّسْخَة الَّتِي فِي أوقاف الجمالية وَكَذَا أَخذ هُنَاكَ عَن غَيره، وَقدم هُوَ وَأَخُوهُ الْقَاهِرَة على رَأس الْقرن فَنزلَا الشيخونية تَحت نظر شيخها أكمل الدّين ثمَّ رجعا

ص: 39

إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة السُّلْطَان أَحْمد وَلم يلبث أَن عَاد فقطنا الشَّام فَكَانَت منية صَاحب التَّرْجَمَة بهَا قبل سنة عشر وَقد زاحم الْأَرْبَعين.

123 -

عبد الحميد الطرابلسي المغربي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / مِمَّن تفقه بِهِ الشهَاب بن تَقِيّ، وَقد رَأَيْت فِيمَن عرض عَلَيْهِ الزين بن الأدمِيّ عبد الحميد بن عبد الله الْمَالِكِي وَالظَّاهِر أَنه هَذَا.

124 -

عبد الحميد / رجل ولي مشيخة الصُّوفِيَّة بالجامع الْجَدِيد بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَعشْرين. ذكره المقريزي هَكَذَا فِي عقوده.

125 -

عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهير بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ / الأَصْل الْيَمَانِيّ. ولد بهَا وَأمه حسان ابْنة رَاجِح بن حسان الْكِنَانِي من حلي بن يَعْقُوب، وَنَشَأ بهَا ثمَّ كَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ بِحَيْثُ سمع فِيهَا على عَمه الْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة جمَاعَة كَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي والعراقي والهيثمي والفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك.

126 -

عبد الْحَيّ بن مبارك شاه الْخَوَارِزْمِيّ القاهري القلعي الْحَنَفِيّ. / ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة واشتغل كثيرا فِي الْفِقْه والأصلين والعربية، وَأخذ عَن سعد الدّين بن الديري وَابْن الاقصرائي والزين قَاسم وبرع وأقرأ بعض مبتدئي الطّلبَة وَنَحْوهم، وَولي رياسة المؤذنين بِجَامِع القلعة وَغَيره، وانتفع فِي الْمِيقَات وَنَحْوه بالعز عبد الْعَزِيز الوفائي وَغَيره، وَكَانَ خيرا قَصِيرا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ رحمه الله.

127 -

عبد الْخَالِق بن عمر بن رسْلَان بن نصير ضِيَاء الدّين / وَرُبمَا قيل ضِيَاء اختصارا بن السراج أبي حَفْص الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو صَالح واخوته.

ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والتدريب أوجله بِحَيْثُ كَانَ يساوق أَخَاهُ فِي النَّقْل مِنْهُ غَالِبا، واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشَّمْس البوصيري وَلكنه لم ينجب وَسمع على أَبِيه والشهاب بن حجي وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي وَآخَرُونَ، وَولي تدريس الملكية والميعاد بالحسينية وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَلكنه لم يتصد لذَلِك لمزيد انجماعه وتخيله وَعدم أَنْصَاف أَخِيه لَهُ بِحَيْثُ كَانَ لضيق عيشه يتَعَرَّض للأخذ من بني الجيعان وَغَيرهم للنَّاس فِيهِ كَلَام. مَاتَ بعد توعكه مُدَّة فِي مستهل جُمَادَى الأول سنة

ص: 40

تسع وَسِتِّينَ، وَصلى عَلَيْهِ بالحاكم وَدفن بمدرستهم عِنْد أَبِيه وأخويه رحمهم الله وَعَفا عَنهُ.

128 -

عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن محيي الدّين الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْعقَاب بِضَم الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْقَاف وَآخره مُوَحدَة وَهُوَ لقب جده. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْهِدَايَة لِابْنِ الْجَزرِي والكنز فِي الْفِقْه والمنار فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو وَغَيرهَا كالجرومية وَعرض على جمَاعَة ولازم الزين قَاسم فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق السنباطي فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَعَن ثَانِيهمَا وَكَذَا الْعَلَاء الحصني فِي الْمنطق والفرائض والحساب مَعَ الْمِيقَات عَن الْبَدْر المارداني وَعلم الْكَلَام وَغَيره عَن الْبَدْر بن الغرز وأدمن الْأَخْذ عَن الأمشاطي وَرُبمَا أَخذ عَن أَخِيه فِي الطِّبّ ولازمني فِي قِرَاءَة شرحي لهداية ابْن الْجَزرِي بعد أَن حصله بِخَطِّهِ وَفِي البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، وجود فِي الْقُرْآن على الزين جَعْفَر وتميز فِي الْمِيقَات وَشد البياكيم وَنَحْو ذَلِك وَكتب الْمَنْسُوب وشارك فِي كثير من الْفَضَائِل وتنزل فِي بعض الْجِهَات وباشر الرياسة بِجَامِع الْحَاكِم والجانبكية وَغَيرهمَا، وَأعْرض عَن التكسب بعد جُلُوسه لَهَا وقتا ووثق بِهِ غير وَاحِد من المتولين كالشرف يحيى الريس وَابْن عواض وَغَيرهمَا فِي ضروراتهم غيبَة وحضورا، وانتفع بِهِ ولد أَوَّلهمْ فِي تَرِكَة أَبِيه والذب عَنْهَا كثيرا وترقع حَاله بعد أَن كَانَ مقلا، كل ذَلِك مَعَ عقل وَسُكُون وأدب ودربة، وَحج فِي موسم سنة تسع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي بعْدهَا وَسمع هُنَاكَ من إِمَام الْمقَام الْمُحب الطَّبَرِيّ والْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ مجاورا أَيْضا وَآخَرين.

129 -

عبد الْخَالِق بن الشَّمْس مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَعْفَرِي القاهري / الْموقع جده. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

130 -

عبد الْخَالِق بن الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخافي الأَصْل الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ / من أماثل الْفُضَلَاء. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على قِطْعَة من أول الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي وَغَيره، ثمَّ قدم مَعَ الركب الْقَاهِرَة فَاجْتمع بِي أَيْضا وَبَلغنِي أَن تردد للقطب الخيضري فِي قِرَاءَة الْبَيْضَاوِيّ وَأَنه لم يحمد ذَلِك فَتَركه سِيمَا وَكَانَت إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ قَليلَة جدا.

131 -

عبد الدَّائِم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن عَليّ بن سعد الحصيني المغربي الْمَالِكِي. / قدم فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ليحج فَمَا تيَسّر لَهُ ولقيني بعْدهَا فَأَخْبرنِي أَنه حفظ الْقُرْآن والرسالة وَبَعض ابْن الْحَاجِب واشتغل بالفقه وَكَذَا قَلِيلا بأصوله

ص: 41

والعربية والمنطق، وَمن شُيُوخه يُوسُف بن أَحْمد الأندلسي الْآتِي وَعمر الجبالي وَأَبُو الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الزلديوي وَغَيرهم، وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وَهُوَ فَقير جدا.

132 -

عبد الدَّائِم بن عَليّ زين الدّين أَبُو مُحَمَّد الحديدي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بعد الْقرن بمنية حَدِيد بمهملات قَرْيَة من قرى أشمون الرُّمَّان بالشرقية وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وتلا بالسبع على الشَّمْس الزراتيتي والشهاب السكندري وحبِيب العجمي وَبَعضه بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَولده الشهَاب أَحْمد وتفقه بالشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن النصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن)

المجدي ولازم القاياتي فِي فنون وتصدى للاقراء فَقَرَأَ عَلَيْهِ النُّور أَبُو عبد الْقَادِر الْأَزْهَرِي الْآتِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَكَانَ مِمَّن شهد عَلَيْهِ الزين طَاهِر، وَوَصفه بالعلامة وَابْن المجدي وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة وَكتب على منظومة شَيْخه ابْن الْجَزرِي فِي التجويد شرحا وَكَذَا شرع فِي شرح الطّيبَة لَهُ فوصل فِيهِ إِلَى سُورَة هُوَ دبل كتب على هدايته فِي عُلُوم الحَدِيث شرحا وتلقى ذَلِك عَنهُ جمَاعَة، وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعا طارحا للتكلف سليم الْفطْرَة حاد الْخلق سريع الانحراف قانعا. تكسب فِي أول أمره بتعليم بني ابْن الهيصم وترتب لَهُ بِوَاسِطَة ذَلِك أَشْيَاء ارتفق بهَا بِأخرَة فِي تجهيز بنتين لَهُ وتنزل فِي الأشرفية برسباي ولشدة اسْتِقْصَائِهِ فِي التجويد لم يثبت كَثِيرُونَ للأخذ عَنهُ بل لم يكن هُوَ يذعن لكبير أحد مِمَّن ينْسب إِلَى الْقرَاءَات بِمَعْرِِفَة الْفَنّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبعين رحمه الله وإيانا.

133 -

عبد الدَّائِم بن الشَّيْخ عمر الْهوى /. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

عبد ربه فِي إِبْرَاهِيم الرَّمْلِيّ.

134 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن نجم بن عبد الْمُعْطِي الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري / أَخُو الْفَخر عُثْمَان وَعبد الْغَنِيّ / الآتيين. سمع عَليّ التنوخي وَجَمَاعَة وَذكره البقاعي فِي شُيُوخه مُجَردا.

135 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الادكاوي سبط أَحْمد بن مُوسَى أبي نحور الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زيتون / وَهُوَ لقب جده. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بادكو، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والملحة ومختصر أبي شُجَاع والرحبية وَنَحْو النّصْف من الْمِنْهَاج ولازم بلديه ابْن سَلامَة فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الْبكْرِيّ وزَكَرِيا فِي الْفِقْه وَابْن قَاسم فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَعَن النُّور الطنتدائي فِي الْفَرَائِض وانتفع بِصُحْبَة حفيد

ص: 42

الشَّيْخ يُوسُف العجمي سَيِّدي عَليّ وَغَيره وتميزوا واستنابه الزين زَكَرِيَّا فِي قَضَاء بَلَده فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين مُسْتقِلّا ثمَّ أشرك مَعَه مَغْلُوبًا ابْن الغويطي وحمدت سيرته وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَحج وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَسمع مني وَعلي بهَا.

136 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن الْعَفِيف اسحاق بن يحيى بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل الصّلاح بن الْفَخر الْآمِدِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. / سمع من عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس ولقيه الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة فحملاه عَنهُ وَهُوَ من بَيت حَدِيث روى لنا عَن أَبِيه بعض شُيُوخنَا وجده مُسْند شهير.

137 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عمر ابْن عَليّ وجيه الدّين بن الْبُرْهَان الْعلوِي اليمني الشَّافِعِي / قريب النفيس سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْمَاضِي يلتقي مَعَه فِي جده عمر، لَقِيَنِي بِمَكَّة فَقَرَأَ على ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع من لَفْظِي المسلسل وَغَيره.

138 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن الزين بن الْبُرْهَان الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. نَشأ بِالْمَدِينَةِ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وَقَرَأَ الحَدِيث وتعانى النّظم وامتدحني بقصيدة قيلت بالروضة النَّبَوِيَّة بل قَرَأَ عَليّ فِي صَحِيح مُسلم، وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة، وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة وَأَظنهُ زاحم الْأَرْبَعين، وَكَانَ ذَا همة وطلاقة عَفا الله عَنهُ.

139 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعيد العقبي القاهري الشَّافِعِي / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء. سمع البُخَارِيّ على كل من الْعَزِيز المليجي والسراج البُلْقِينِيّ وأربعي الْقزْوِينِي على الْعِزّ بن الكويك وَحفظ الْمِنْهَاج وتفقه بالابناسي والبدر الطنبذي وتكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت برحبة الايدمري ولقيه الْبَدْر الدَّمِيرِيّ فَأخذ عَنهُ وأفادني تَرْجَمته وَقَالَ انه مَاتَ فِي رَابِع شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.

140 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن الْجمال عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف التقي المارداني الأَصْل الزُّهْرِيّ الْمُؤَذّن / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَسمع مَعَ أَخِيه الْكثير وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ.

141 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الْقدْوَة الزين أَبُو الْفرج الطرابلسي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ /. كتب الحكم عَن ابْن الحبال ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الاقراء وَالْخَيْر

ص: 43

بمدرسة أبي عمر وانتفع بِهِ خلق وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَلَاء المرداوي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع تَصْحِيحا وَوَصفه بِالْعلمِ والزهد والورع مَعَ كَثْرَة الْعِبَادَة وَالصَّلَاح الشهير. مَاتَ فِي حادي عشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ، وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري وَدفن تَحت الرَّوْضَة بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة رفعت على الرؤس رحمه الله وإيانا.

142 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مُحَمَّد الْمَازِني البعيني. / ظهر فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ لَهُ أَحْوَال خارقة بِحَيْثُ اعتقده أهل وصاب وَالنَّاس فِيهِ فريقان. مَاتَ بعد انحطاط أمره فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ أَو قَرِيبا مِنْهَا. ذكره الْعَفِيف.

143 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الرعيني / صَاحب اللفج. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين.

144 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ أَخُو أبي الْقسم / وَغَيره. تفقه وَسمع الحَدِيث وَتُوفِّي شَابًّا بعازب حِين رُجُوعه من الْحَج فِي صفر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. قَالَه الأهدل.

145 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الزين بن الاستادار أَخُو عَليّ / الْآتِي. كَانَ أستاذا فِي الْكِتَابَة والتذهيب وَالضَّرْب وَالْقِسْمَة وَغَيرهَا بل انْفَرد فِي ذَلِك بِحَيْثُ نقل عَنهُ القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ أَنه قَالَ لَهُ كل شَيْء عمله النَّاس من ضرب وَقِسْمَة وَغَيرهَا بالمسطرة والبركار وَنَحْوهَا من الْآلَات أعمل أحسن مِنْهُ بالسكين زَاد غَيره أَنه كَانَ يجْتَمع هُوَ والنور الْبُوَيْطِيّ وَالِد كريم الدّين وَأُخْته آمِنَة أم القَاضِي بدر الدّين السَّعْدِيّ وَالشَّمْس بن عُثْمَان نَاظر جَامع المارداني وَابْن بيبرس وَجَمَاعَة من الأستاذين فيتذاركون مَا يعرفونه من الْفُنُون ويفيد كل وَاحِد مِنْهُم الآخر مَا لم يكن عِنْده مَعَ اسرافه على نَفسه وَلكنه تَابَ قبيل مَوته وَعرض لَهُ اسهال تنزل لأَجله بالبيمارستان وَمَات شَهِيدا، وَذَلِكَ قريب الْأَرْبَعين أَو بعْدهَا تخمينا وَهُوَ خَال الشَّمْس بن الدَّار.

146 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الزين الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالهمامي / نِسْبَة لِابْنِ الْهمام. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة قبل استكمال تسع سِنِين والشاطبية وألفية الْعِرَاقِيّ وَالْمُخْتَار والمنظومة للنجم النَّسَفِيّ كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والمختصر لِابْنِ الْحَاجِب والاخسيكتي كِلَاهُمَا فِي أُصُوله والعمدة لحافظ الدّين النَّسَفِيّ وألفية ابْن مَالك ونظم قَوَاعِد الاعراب لِابْنِ الهائم وتصريف الْعزي وَالتَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وإيساغوجي فِي الْمنطق وعرضها على شَيخنَا والقاياتي والونائي والاقصرائي وَخلق وَالْكثير مِنْهَا

ص: 44

بِبَلَدِهِ فِي سنة أَرْبَعِينَ على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَعبد الْملك الْموصِلِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْعِزّ بن)

الكشك الْحَنَفِيّ القَاضِي فِي آخَرين وتلا بالعشر إفرادا وجمعا على وَالِده وتفقه بالقوام الاتقاني ويوسف الرُّومِي وَالشَّمْس الصَّفَدِي وَكثر اخْتِلَاطه بِهِ بِحَيْثُ صاهره وَسعد الدّين بن الديري وَابْن الْهمام وَبِه انْتفع وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ والعربية ولازمه كثيرا بِحَيْثُ اشْتهر بِهِ وَعرف بخدمته وَكَذَا أَخذهَا مَعَ التخليص عَن يُوسُف الرُّومِي والعربية فَقَط عَن الْعَلَاء بن القابوني والْحَدِيث عَن شَيخنَا وَأذن لَهُ هُوَ وَابْن الديري وَابْن الْهمام فِي الاقراء، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَلها فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَكَذَا حج مرَارًا أَولهَا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وفيهَا اجْتمع بازين بن عَيَّاش وَحضر مَجْلِسه، وَكَانَ فِي بعض حجاته فِي خدمَة شَيْخه ثمَّ استوطن مَكَّة من سنة أَربع وَسِتِّينَ ولقيته بهَا فِي مجاورتي الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين بل كَانَت بَيْننَا مَوَدَّة قديمَة، وَقد تصدى لاقراء الْقرَاءَات وَغَيرهَا بِمَكَّة بل أَخْبرنِي أَنه شرع فِي شرح لتحرير شَيْخه وصل فِيهِ إِلَى الِاسْتِدْلَال على حجية المفاهيم. وَنعم الرجل متواضعا وفضلا وعقلا وخبرة بالمعاشرة ومداومة بِمَكَّة على الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما وتهجدا واشتغالا بِمَا يعنيه. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قدمهَا قبل بِيَسِير وَصلى عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة قبيل الْعَصْر فِي الْأَزْهَر وَدفن بحوش لِابْنِ المقسي رحمه الله وإيانا.

147 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْمُوفق الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / نَاظر الصاحبية بهَا وسبط يُوسُف بن يحيى بن النَّجْم بن الْحَنْبَلِيّ ووالد أَحْمد الْمَاضِي ويوسف الْآتِي وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَسمع من جده لأمه وَأبي مُحَمَّد بن الْقيم وَابْن أبي التائب والعماد أبي بكر ابْن مُحَمَّد بن الرضي وَعبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى الأيوبي وَأبي الْحسن بن مَمْدُود الْبَنْدَنِيجِيّ وَأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المرداوي وَمُحَمّد بن أَيُّوب بن حَازِم الطَّحَّان وَغَيرهم كخديجة ابْنة عبيد الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَزَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر وَحدث سمع مِنْهُ إبناه والفضلاء كَابْن نَاصِر الدّين وَاعْتمد قَوْله فِي احضاره لِابْنِهِ الْمسند وَتَبعهُ النَّاس وروى لنا ثَانِي ولديه عَنهُ الْكثير وَأَجَازَ لشَيْخِنَا قَدِيما، وَقَالَ انه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَكَانَ قد تغير بِأخرَة وَلكنه لم يحدث فِي حَال تغيره فِيمَا قَالَه ابْن حجي، وَذكره المقريزي فِي عقوده.

ص: 45

148 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ / صاحبنا التقي أبالفضل بن القطب القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ مَعَ أَخَوَيْنِ لَهُ والآتي أعلم اخوته الْعَلَاء عَليّ وَيعرف بالتقي القلقشندي. ولد فِي لَيْلَة سادس رَجَب سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا تَحت كنفي أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وألفية الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالعلاء البُخَارِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ ظنا فقد رَأَيْته وصفهما بشيخنا، بل كتب بِخَطِّهِ انه قَرَأَ الْقُرْآن تجويدا على الزراتيتي فَالله أعلم بِكُل هَذَا واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية يَسِيرا وَجل أَخذه فِيهَا مَعَ ذَلِك عَن أَخِيه، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ دروسا ذَات عدد فِي الْعَرَبيَّة الزين عبَادَة والقاياتي وَفِي الْفِقْه حَسْبَمَا كَانَ يخبر الشّرف السُّبْكِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَرَأَيْت سَمَاعه فِي أَكثر المجلد الأول من السّنَن للبيهقي على الزين القمني وَكَذَا فِي مجَالِس من دَلَائِل النُّبُوَّة لَهُ من لفظ الكلوتاتي وَطلب هَذَا الشَّأْن بِنَفسِهِ فَسمع كَمَا كَانَ يخبر على الشهَاب الوَاسِطِيّ المسلسل وَكَذَا سَمعه بِشَرْط على الْجمال عبد الله الهيثمي وَحصل بقرَاءَته الْكتب السِّتَّة ومسند أَحْمد وصحيح ابْن حبَان وَغَيرهَا من الْكتب الْكِبَار والاجزاء الْقصار وَلكنه فَوت أَشْيَاء كَثِيرَة كَانَت جديرة بالاهتمام، وَمن شُيُوخه فِي الرِّوَايَة وَالِده وَأَخُوهُ والمحب ابْن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والمقريزي وَابْن خطيب الناصرية والزين الزَّرْكَشِيّ والشرابيشي وناصر الدّين الفاقوسي وَالشَّمْس البالسي وَالْجمال بن جمَاعَة وَأُخْته سارة والشرف الواحي وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة الكنانية وقريبتها فَاطِمَة، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني أَبِيه بل وَفِي غَيرهم الشَّمْس بن الْمصْرِيّ والبرهان الْحلَبِي والقبابي والتدمري وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَابْن نَاصِر الدّين وَآخَرُونَ من الْأَعْيَان، وَحمل عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره من تصانيفه وَغَيرهَا جملَة وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ من تصانيفه اللِّسَان وتحرير المشتبه والمقدمة وتلخيص مُسْند الفردوس ومناقب الشَّافِعِي وَشرح النخبة وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ عَنهُ من بعد الثَّلَاثِينَ، وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت مَعْرفَته بِهَذَا الْفَنّ الَّذِي لم يذكر بسواه ضَعِيفَة جدا وَلكنه لما خرج شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي لنَفسِهِ ثمَّ لوَلَده المتباينات زاحمه فِي ذَلِك لَا سِيمَا فِي الَّتِي لوَلَده لمشاركته إِيَّاه فِي أَكثر أحاديثها وَخرج المتباينات وَلم يزدْ على الْأَرْبَعين غير حَدِيث وَاحِد وفيهَا أَوْهَام وَبَعض تَكْرِير كنت شرعت فِي بَيَانه ثمَّ أَمْسَكت على أَنه توسل بالأمير الْفَاضِل تغري برمش الْفَقِيه وَكَانَ قد اخْتصَّ بِصُحْبَتِهِ ومزيد التَّرَدُّد إِلَيْهِ بِحَيْثُ كَانَ هُوَ القارىء عِنْده فِي منزله بقلعة الْجَبَل على الْمَشَايِخ المستدعي

ص: 46

بهم من الْبِلَاد الشامية وهم الْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر)

الصاحبة والزين بن الطَّحَّان عِنْد شَيخنَا حَتَّى كتب لَهُ عَلَيْهَا مَا نَصه: كتاب الْأَرْبَعين المتباينة بِشَرْط اتِّصَال السماع تَخْرِيج الْمُحدث الْفَاضِل المفنن الْكَامِل الأوحد فِي الْفَضَائِل المستوجبة للفواضل الْحَافِظ البارع تَقِيّ الدّين كثر الله فَوَائده وَمَا أثنى على التَّخْرِيج أصلا، وَكَذَا وَصفه قَرِيبا من تَارِيخ هَذِه الْكِتَابَة على نسخته بمناقب الشَّافِعِي بعد قِرَاءَته لَهَا فِي يَوْم وَاحِد عِنْد رَأس الامام رحمه الله بالأصيل الْمُحدث الْفَاضِل البارع الْكَامِل النَّبِيل الأوحد الْحَافِظ، وَبعد ذَلِك على نسخته بشرح النخبة وَقد قَرَأَهَا عَلَيْهِ فِي مجَالِس ذَات عدد شبه الرِّوَايَة بالمحدث الْفَاضِل الأوحد البارع جمال المدرسين مُفِيد الطالبين الْحَافِظ وَقَالَ انها قِرَاءَة حررها وأجاد وَقرأَهَا فَأفَاد كَمَا اسْتَفَادَ قَالَ وَقد أَذِنت لَهُ أَن يَرْوِيهَا عني ويفيدها لمن التمس مِنْهُ رِوَايَة تسميعها كَمَا سَمعهَا مني وَلمن أَرَادَ مِنْهُ تقريب مَعَانِيهَا مِمَّن يعانيها يوضحها حَتَّى يدْرِي من لم يطلع على مرادي مَا الَّذِي أَعنِي وَالله الْمَسْئُول أَن يجمع لَهُ الْخيرَات زمرا ويسلمه سفرا وحضرا وَلم يَتَيَسَّر لَهُ مَعَ اعتنائه بِالطَّلَبِ الرحلة بلَى قد حج فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمَا أَظُنهُ سمع حِينَئِذٍ هُنَاكَ شَيْئا ثمَّ حج بعد فِي سنة سبع وَخمسين فَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراعي وَغَيره وبمنى عَليّ الشهَاب الشوايطي وبالمدينة النَّبَوِيَّة على قاضيها الْمَالِكِي الْبَدْر عبد الله ابْن فَرِحُونَ وَأبي الْفرج المراغي أخي الْمُتَقَدّم وَحج بعد ذَلِك أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَمَا أَظُنهُ أَخذ عَن أحد وَأخذ بخانقاه سرياقوس عَن مَحْمُود الْهِنْدِيّ وبانبابة عَن الشهَاب العقبي وَغَيره وبالآثار عَن الشهَاب الشطنوفي وَكَذَا بِمصْر الْقَدِيمَة والمناوات والتاج وَنَحْو ذَلِك، وَأول مَا وليه من الْوَظَائِف الْمُبَاشرَة بالمودع وبجامع طولون عقب موت أَبِيه ثمَّ تدريس الْفِقْه بالمنكوتمرية عقب شَيخنَا ابْن خضر وقفز بعد وَفَاة شَيخنَا بأسبوع فتصدر للاملاء بِجَامِع الْأَزْهَر غير متقيد بِكِتَاب وَلَا غَيره وَمَعَ سهولة مَا سلكه على آحَاد طلبة الحَدِيث كثرت أَوْهَامه فِيهِ بِحَيْثُ أفردتها فِي جُزْء وَلكنه بلغ بذلك عِنْد من لَا يحسن كثيرا من الْمَقَاصِد فانه لم يلبث أَن مَاتَ شَيخنَا الْبَدْر الْعَيْنِيّ فترقى بعده دفْعَة وَاحِدَة بعناية صَاحِبَة الصفي جَوْهَر الحبشي الساقي حَتَّى اسْتَقر عوضه فِي تدريس الحَدِيث بالمؤيدية، وَكَانَ الظَّاهِر توهم عِنْد السَّعْي لَهُ أَنه الْعَلَاء أَخُوهُ الْمَعْرُوف عِنْده بِالْعلمِ وَغَيره كَمَا سمعته من لفظ الْعَلَاء فبادر إِلَى الاجابة فَلَمَّا صعد ليلبس جنده بذلك كَاد أَن يتزحزح فعورض ثمَّ اسْتَقر فِي النّصْف من تدريس الحَدِيث بِجَامِع طولون برغبة أَخِيه لَهُ فِي مرض مَوته عَنهُ وَعَن تدريس الْفِقْه بالشيخونية شركَة بَينه وَبَين ابْنه الْجمال)

ص: 47

إِبْرَاهِيم فَمَا سمح ابْن الْهمام بامضاء الشيخونية لهَذَا مَعَ توسله عِنْده بجوهر الْمَذْكُور وَغَيره وَاحْتج بِعَدَمِ التأهل ورام الْمَنَاوِيّ وَهُوَ قَاضِي الشَّافِعِيَّة اذ ذَاك التَّوَقُّف أَيْضا فِي جَامع طولون فاستغاث الْعَلَاء وَطلب الطُّلُوع وَهُوَ مَحْمُول إِلَى الظَّاهِر فبادر القَاضِي وَكتب وحاول اخراجها عَنهُ بعد مَوته محتجا بِأَن شَرط الْوَاقِف أَن يكون الْمدرس ذَا رحْلَة فَمَا نَهَضَ ثمَّ ولي مشيخة التربة الطويلية بالصحراء انتزعها من زين العابدين بن الْمَنَاوِيّ بعد انْفِصَال وَالِده عَن الْقَضَاء متمسكا بسبق ولَايَته لَهَا من شَيخنَا عوضا عَن العرياني وفوض الْعلم البُلْقِينِيّ إِلَى الْمُحب بن يَعْقُوب الْقَضَاء لكَونه زعم أَنه شهد بذلك على شَيخنَا وَلم يكن مَعَه غَيره حَتَّى تمّ الْأَمر، هَذَا مَعَ سبق مُنَازعَة بَينهمَا فِيهَا عِنْد القَاضِي الْحَنَفِيّ سعد الدّين بن الديري وَعدم نهضة التقى لشَيْء حَتَّى وَلَا تَحْرِير الدَّعْوَى وَقَالَ لَهُ زين العابدين انك لَا تعرف علما وَالْتزم أَن لَا نخرج معي من عُهْدَة مَا تزْعم مَعْرفَته، ثمَّ مشيخة الْفِقْه بالشيخونية عقب السراج الوروري متمسكا بِولَايَة سَابِقَة لَهُ فِيهَا من بعض النظار هَذَا مَعَ كَون مَا تمسك بِهِ يَقْتَضِي اشْتِرَاك ابْن أَخِيه مَعَه فِيهِ، ثمَّ مشيخة الخانقاه سعيد السُّعَدَاء عقب الزين خَالِد المتوفي ببذل أَرْبَعمِائَة فَأقبل فِيمَا قيل، وناب عَن ابْن النواجي فِي درسي الحَدِيث بالجمالية والحسنية إِلَى غير ذَلِك من مُرَتّب فِي جوالي مصر وَغَيرهَا مَعَ مرتبات فِي أوقاف الصَّدقَات واطلاب وتصوفات وَغَيرهَا وَقد حدث ودرس قَلِيلا وَرُبمَا أفتى، وَكَانَ انسانا متجملا فِي ملبسه وهيئته وضئ الْهَيْئَة سريع الدرج فِي الْقِرَاءَة غير قَائِم الاعراب فِي كلهَا رافقته فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا وَغَيره وَسمع بِقِرَاءَتِي على غير وَاحِد واستفاد مني أَشْيَاء لفظا ومراسلة وكتبت عَنهُ قَوْله:

(وَرب فتاة أخجل الْغُصْن قدها

سبت قلب صب والمحبة قاطنه)

(وتفزع بخلا حِين نشدو بوصلها

فواعجبا من خوفها وَهِي آمنهُ)

وَقد تلاعب بِهِ الشُّعَرَاء فِي بَيْتَيْنِ عملهما بِمَا لم أطل بايراده مَعَ سَائِر تَرْجَمته تَخْفِيفًا. مَاتَ وَأَنا بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين بمنزله الَّذِي اشْتَرَاهُ بخان الخليلي من الْقَاهِرَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر وَدفن بِالْقربِ من قبر أَخِيه رحمهمَا الله وإيانا، وَمِمَّا قدح فِيهِ البقاعي بِهِ أَنه وجدب خطه نسبتهم إِلَى قُرَيْش وَلم يدع ذَلِك أَبوهُ وَلَا أَخُوهُ وَلَا أحد مِمَّن رَأينَا مِنْهُم، قَالَ ثمَّ رَأَيْت ذَلِك بِخَط أَخِيه قَالَ وَله نظم يتكلفه لَا بقريحة مجيبة بل بِاسْتِعْمَال الْعرُوض، قَالَ وَمِمَّا جربته عَلَيْهِ مِمَّا يقْدَح ويؤثر فِي الْجرْح أَنه حَال الْقِرَاءَة إِذا مر)

بِكَلِمَة تعسرت عَلَيْهِ قرَاءَتهَا تَركهَا وَقَرَأَ مَا بعْدهَا، ثمَّ أورد شَيْئا مِمَّا وَقع لَهُ من ذَلِك وهجاه بعد مَوته.

ص: 48

149 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي موفق الدّين أَبُو ذَر بن الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بموفق الدّين العباسي. / ولد سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر والطوفي فِي أصولهم وألفيتي الحَدِيث والنحو والشذور، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه على الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ، وَكَذَا فِي الْفِقْه على غَيره، وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء حماة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي حَيَاته حِين كف وَذَلِكَ بعد السِّتين وَلكنه لم يباشره ثمَّ تَركه لوَلَده الْأَكْبَر أبي الْفضل مُحَمَّد وَاسْتقر هُوَ فِي نظر الْجَيْش بِدِمَشْق سنة تسع وَسبعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ الشهَاب بن النابلسي فِي صفر سنة ثَمَانِينَ ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثمَّ انْفَصل بالشهاب بن الفرفور فِي سنة سِتّ ثمَّ ولي كِتَابَة سرها فِي سنة تسعين بعد النَّجْم بن الخيضري ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ بأمين الدّين الحسباني وأعيد لنظر الْجَيْش بعد وَفَاة عبد الْقَادِر الغزاوي فِي مستهل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثمَّ أضيفت كِتَابَة السِّرّ لوَلَده حِين دخل صَاحب التَّرْجَمَة الْقَاهِرَة، وَرجع لبلده فتوعك فِي توجهه وَلم يلبث أَن مَاتَ بِدِمَشْق فِي عَاشر رَمَضَان من سنة ثَلَاث.

150 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَذْرَعِيّ أحد الْأُخوة من بني الامام شهَاب الدّين / واختص بِابْن منجك وَمَات بالمنيبيع من دمشق.

151 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ القاهري / الْفراش بِجَامِع المغاربة. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.

152 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن الشّحْنَة البعلي /. ولد ببعلبك سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَنَشَأ بهَا فَسمع الصَّحِيح عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أخبرنَا بِهِ الحجار، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَمَات قبل أَن أرحل ظنا.

153 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الطَّائِفِي ثمَّ القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِيهِ عَليّ الزين جَعْفَر وَفِي الْفِقْه عَليّ دَاوُد القلتاوي وعباس المغربي وَغَيرهمَا وَتردد إِلَيّ مَعَ أَبِيه وَغَيره.

154 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَالم بن دَاوُد بن يُوسُف بن جَابر التَّاج ابْن فَقِيه حلب الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الْحلَبِي الدمنهوري الشَّافِعِي. / ولد فِي مستهل الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بحلب، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره، وتميز وَسمع بهَا على الْبَدْر بن حسن بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن أبي سَالم وبدمشق على

ص: 49

أَبِيه وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض والبدر أبي بكر مُحَمَّد بن قليج ابْن كيكلدي وبنابلس على الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عبد الله الزيتاوي سمع عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ غرائب السّنَن لِابْنِ مَاجَه انتقاء الذَّهَبِيّ، وبالقاهرة على الشّرف مُحَمَّد بن يُونُس بن أَحْمد بن غنوم وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الخلاطي وَابْن النَّجْم وَابْن السوقي والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وزغلش وَابْن أميلة والمنبجي وَابْن نباتة وَابْن قَاضِي الْجَبَل وَآخَرُونَ، وَقدم الْقَاهِرَة بعد أَن درس فِي الاسدية بحلب فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَولي قَضَاء دمنهور الْوَحْش زَمنا، وَكَانَ فَاضلا كيسا مشاركا فِي عُلُوم مستحضرا لِأَشْيَاء حَسَنَة كتب الْخط الْحسن وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وارتحل إِلَيْهِ صاحبنا ابْن فَهد وَغَيره وَلينه شَيخنَا وصم الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ على عدم استنابته، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشري رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بدمنهور، وروى عَنهُ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا ان رثاه قَالَ لَهُ انه رأى فِي مَنَامه رجلا وقف أَمَامه وأنشده:

(كَيفَ نرجو استجابة لدعاء

قد سددنا طَرِيقه بِالذنُوبِ)

قَالَ فأنشده ارتجالا:

(كَيفَ لَا يستجيب رَبِّي دعائي

وَهُوَ سُبْحَانَهُ دَعَاني إِلَيْهِ)

(مَعَ رجائي لفضله وابتهالي

واتكالي فِي كل خطب عَلَيْهِ)

155 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْجلَال بن الشهَاب بن المحيوي أَو العلمي الْأنْصَارِيّ الاسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف بِابْن العكم بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْكَاف لقب لجده علم الدّين حَيْثُ لم يكن ينْطق بِهِ بَعضهم الا بكاف بدل اللَّام. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَذَا قَالَ لنا الزين رضوَان انه سمع عَليّ الْعَسْقَلَانِي الْمُقْرِئ الشاطبية وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ أقعد مُدَّة وَانْقطع حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله تَعَالَى.)

156 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْجلَال أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب القمصي / نِسْبَة لمنية القمص بِالْقربِ من منية بني سلسبيل الْمَهْدَوِيّ نِسْبَة لجده لأمه الزين عبد الرَّحْمَن المغربي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد أَيْضا وَيعرف كل مِنْهُم بالقمصي. ولد فِي أول شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بعد أَخ لَهُ تسمى باسمه فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس القاياتي مؤدب الابناء وأكمله مَعَ أَبِيه وَصلى بِهِ وَهُوَ ابْن سبع، وَكَانَ يتعجب من حسن صَوته ومزيد الطَّرب فِي

ص: 50

تأديته، والمصابيح والعمدة والألفيتين والشاطبيتين والسخاوية والفصيح لثعلب والمنهاجين الفرعي والأصلي مَعَ الزِّيَادَات عَلَيْهِ للاسنائي وَالتَّلْخِيص والشمسية والمعونة فِي الجدل للشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَبعد ذَلِك المقامات الحريرية أَو غالبها، وَعرض فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة مِمَّن أجَاز لَهُ وَلم أظفر لَهُ مِنْهُم بِسَمَاع كالابناسي والبلقيني وَابْن الملقن وَولده والدميري وَعبد اللَّطِيف الاسنائي وَكَذَا مِمَّن سمع مِنْهُم كالعراقي وَولده والهيثمي فِي آخَرين لم يكتبوا الاجازة وتلا لِابْنِ كثير على ابْن زقاعة، وَكَانَ من خَواص وَالِده بل وجوده قبل على الصَّدْر الابشيطي، وَقَرَأَ معظمه بعد لأبي عَمْرو عَليّ الزراتيتي وَنصفه عَليّ النشوي وَكَثِيرًا مِنْهُ عَليّ الشراريبي وَبحث فِي الشاطبية على الشَّمْس الشطنوفي وَالْفِقْه على وَالِده والبيجوري والبرماويين والأدمي ولازم خدمَة الدَّمِيرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا فِي شَرحه للمنهاج وَغَيره وَكَانَ يجلس بجانبه فِي سعيد السُّعَدَاء بِصفة الْمَشَايِخ لاختصاصه بِأَبِيهِ فِي آخَرين وَأخذ عَن الشَّمْس الْهِلَالِي وَجَمَاعَة، وَقَرَأَ الْفَرَائِض على الشَّمْس الغراقي والعربية على الشطنوفي والابشيطي وَسمع الحَدِيث على الْعِرَاقِيّين وَشَيخنَا واشتدت ملازمته لَهُ من سنة احدى عشرَة فَمَا بعْدهَا زَمنا طَويلا وَكَانَ أحد الْعشْرَة المقررين عِنْده بالجمالية من واقفها، وَكتب عَنهُ من تصانيفه وأماليه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المتباينة لَهُ وَمَا قالته كِتَابَته فِي الاملاء من عشاريات الصَّحَابَة وَحضر دروسه الْفِقْهِيَّة والحديثية، وَكَذَا كتب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَحضر عِنْده وَعند الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا وأحضر عَليّ ابْن الشيخة والفرسيسي وأسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والشرف بن الكويك والنورين ابْن سيف الابياري والفوي والشموس الشَّامي والبرماوي وَابْن البيطار وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والشهاب البطائحي وَقَرَأَ الصَّحِيح على النُّور الشلقامي وَكَذَا قَرَأَ على النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَغَيره وَفِي الميعاد عِنْد العلمي البُلْقِينِيّ وَكَانَ من قدماء أَصْحَابه وتنزل بالخشابية والْآثَار وَغَيرهمَا، وخطب بِجَامِع العجمي)

بقنطرة الموسكي وَكَذَا نِيَابَة بالمؤيدية وَولي امامة الفخرية بَين السورين من سنة احدى وَعشْرين وَقِرَاءَة الحَدِيث بهَا، وَحدث بالكثير حملت عَنهُ أَشْيَاء وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة بِأخرَة وَكتب بِخَطِّهِ جملَة كالصحيحين وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَبَالغ فِي ضَبطهَا. وَكَانَ بارعا يقظا حَافِظًا لكثير من الْمُتُون ضابطا لمشكلها متقنا لأدائها حَتَّى صَار أعرف شُيُوخ الرِّوَايَة بِأَلْفَاظ الحَدِيث وأمسهم بِالرَّدِّ المتقن فِيهِ شجي الصَّوْت بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث ذَا أنسة بالفن بِحَيْثُ ضبط فِي كثير من سماعاته الْأَسْمَاء محبا فِي أهل الحَدِيث رَاغِبًا فِي

ص: 51

حُضُور مجالسي فِي الاملاء شَدِيد الْحِرْص على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بل سمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَشَيخنَا وَغَيرهمَا من تصانيفي محبا فِي مبالغا فِي إطرائي غير منفك عَن الدُّعَاء لي فِي أَكثر الْأَوْقَات فِيمَا بَلغنِي مَعَ التَّوَاضُع الزَّائِد والتقنع باليسير والانجماع عَن النَّاس وعلو الهمة حَتَّى انه كَانَ مَعَ تقدمه فِي السن يذهب إِلَى الْآثَار مَاشِيا لحضور وَظِيفَة هُنَاكَ أَحْيَانًا وَكَذَا كَانَ يطْلب مِنْهُ التَّوَجُّه لتربة قانباي ليحدث هُوَ والشمني بِبَعْض مسموعاتهما ولمنزل الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة كَذَلِك ولغيرهما من المسندين فَلَا يَأْبَى بل يتَوَجَّه مَاشِيا، مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة والأوراد وَقيام اللَّيْل قَلِيل الْمثل فِي مَجْمُوعه منطويا على خير ومحاسن، وَقد نهبت أمتعته من قماش لَهُ ولأولاده وَعِيَاله وَنقد وَكتب وَغَيرهَا فِي بعض كوائن الزين الاستادار من خلْوَة لَهُ بالفخرية لمجاورتها لبيت الْمشَار إِلَيْهِ فتضعضع حَاله بِسَبَب ذَلِك وَصعد إِلَى السُّلْطَان فَمَا أَفَادَ وَكَانَ يتأسف إِذا تذكر ذَلِك كثيرا ومتعه الله بسمعه وبصره وحواسه كلهَا وتوعك يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشري الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بعد الْعَصْر بِجَامِع الْأَزْهَر تقدم الشَّافِعِي للصَّلَاة وَشهِدت دَفنه بتربة ابْن نصر الله جوَار الشَّيْخ يُوسُف البوصيري، وَكَانَ يَحْكِي لنا كثيرا من كراماته رحمهمَا الله وإيانا.

157 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان /. كَذَا سمى شَيخنَا فِي مُعْجَمه جده وَالصَّوَاب حذفه، وَقد تقدم.

158 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض الزين بن الشهَاب الطنتدائي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم. كَانَ شَيخا ظريفا نكتا ذَا فهم وَحسن عشرَة من صوفية البيبرسية بل هُوَ امام الرِّبَاط بهَا يتكسب من صناعَة الْحَرِير وَحسنت تَوْبَته قبيل مَوته)

خُصُوصا بعد النَّجْم بن النبيه وانجمع عَن النَّاس واشتغل بفقره وَقلة ذَات يَده حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة سبع وَسبعين عَن قريب الثَّمَانِينَ وَدفن من الْغَد بحوش البيبرسية رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

159 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

160 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الزين بن الشهَاب الحبيشي الْمدنِي المادح، / من سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَيْضا.

161 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الزين الدنجيهي / قاضيها الشَّافِعِي. ولد فِيهَا بعد الْقرن بِيَسِير وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول لدمياط فحفظ فِيهَا التَّنْبِيه

ص: 52

والملحة والألفية وعرضها بِالْقَاهِرَةِ على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الطنتدائي وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه يَسِيرا على النُّور عَليّ والشهاب أَحْمد وَولده الْمَشْهُورين ببني البشارى بِكَسْر الْمُوَحدَة ومعجمة خَفِيفَة وناب فِي قَضَائهَا من سنة عشْرين إِلَى آخر وَقت ولمي حمد لكنه كَانَ كثير السَّعْي مَعَ مدحه للقضاة بِمَا كتبت عَنهُ مِنْهُ فِي شَيخنَا:

(أأظما وَأَنت أَلِيم والزاخر الَّذِي

تولد مِنْهُ للعفاة سَحَاب)

(وأرمي بكيد الماكرين وبغيهم

وَأَنت بأفق المنجدين شهَاب)

وَمَات على قَضَائِهِ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين عَفا الله عَنهُ.

162 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك وجيه الدّين بن عُمْدَة الدّين الْقرشِي الْعمريّ الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف براجه برَاء مُهْملَة وجيم بَينهمَا ألف /. كَانَ ذَا خير وَدين وَسُكُون مِمَّن لَهُ عناية بالفقه واجتهاد فِي عمل الْعُمر وَبَيْعهَا مرتفقا بذلك فِي معيشته وَلذَلِك قيل لَهُ الْعمريّ وان كنت سَمِعت أَنه يذكر أَنه قرشي من ذُرِّيَّة عمر أَو على الشَّك مني وَأَن أَبَاهُ كَانَ قَاضِيا أَو خَطِيبًا بِبَلَدِهِ وأظنها دلى من بِلَاد الْهِنْد وَعَلِيهِ اعتمدت فِي اسْم أَبِيه وجده وَشَكَكْت فِي تَقْدِيم أَحْمد على عبد الْملك، وَذكر لي أَنه قدم مَكَّة فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قَرِيبا مِنْهَا الشَّك مني فعلى هَذَا تكون مجاورته بهَا خمسين سنة أَو أَزِيد، ورزق بهَا أَوْلَادًا ودارا، وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين ظنا أَو بلغَهَا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ انه نَاب عَنهُ فِي عقد نِكَاح.)

163 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد جلال الدّين أَبُو الْفضل بن الشهَاب البهوتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا عِنْد الْبُرْهَان بن أبي شرِيف والسنتاوي وَنَحْوهمَا وَحضر إِلَيّ فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَسمع مني أَشْيَاء، وَهُوَ ذكي فطن حسن الْفَهم غير متصون مِمَّن ينتمي للخيضري وينافر زوج أُخْته الديمي وولدهما.

164 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عُثْمَان الزين السويدي الْمَالِكِي / قَاضِي دمشق وَقدم الْقَاهِرَة واشتغل عِنْد وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق، وَكَانَ مَاتَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة رحمه الله.

165 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد زين الدّين بن الشهَاب الديسطي ثمَّ القاهري القلعي الشَّافِعِي وَيعرف بالصمل بِضَم الْمُهْملَة وَالْمِيم وَآخره لَام /

ص: 53

مُشَدّدَة. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة ثَمَانمِائَة على ابْن الملقن والعراقي وَابْنه الْوَلِيّ والابناسي وَابْن خلدون وأجازوه والبلقيني وَطَائِفَة مِمَّن لم يجز وَسمع على النُّور الأبياري اللّغَوِيّ نزيل البيبرسية فِي أبي دَاوُد واشتغل وباشر عِنْد الْأُمَرَاء وَأَجَازَ لي وَمَات فِي.

166 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ الورداني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي /. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بوردان من أَعمال الجيزية بجوار أتريس من عمل الْبحيرَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل بالفقه وَغَيره، وَمن شُيُوخه الْمحلي والمناوي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعمادي وَآخَرين كالأمين الاقصرائي من الْحَنَفِيَّة، وَسمع بِقِرَاءَتِي على بعض الشُّيُوخ وَهُوَ إِنْسَان خير طولت ذكره فِي الْكَبِير.

167 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ الْفَقِيه زين الدّين / إِمَام جَامع الْحَاكِم وصديق عبد الله أبي يُوسُف الْآتِي. قدم الْقَاهِرَة فأقرأ الْأَوْلَاد وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي يَسِيرا كالسيد النسابة وَابْن أَسد، وَحج غير مرّة ثمَّ قطن الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مديما للتلاوة فِي سبع خير بك وتكرر مَجِيئه الْقَاهِرَة طلبا للرزق ورأيته فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ غير منفك عَن طَرِيقَته وَنعم الرجل.

168 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ القبايلي المغربي / الْمَاضِي أَبوهُ. ذبح فِي شَوَّال سنة ثَلَاث كَمَا)

ذكر هُنَاكَ.

169 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر بن عَرَفَات بن عوض الزين بن الشهَاب ابْن السراج الْأنْصَارِيّ الأطفيجي القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الله ووالد مُحَمَّد / الآتيين. ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بأطفيح من الْوَجْه القبلي وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وتلا لأبي عَمْرو على الشّرف يَعْقُوب الجوشني وَالْفَخْر الضَّرِير واشتغل بالفقه على عَمه الزين القمني وَحضر فِيهِ عِنْد الابناسي وبالنحو وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان عَليّ الْبِسَاطِيّ وبالعروض على فلَان القرماني بحث عَلَيْهِ القصيدة الأندلسية وَشَرحهَا للحسام القيصري، وَأذن لَهُ عَمه وَغَيره بالافتاء والتدريس وَكَذَا أذن لَهُ الْبِسَاطِيّ: وَكَانَ شَيخنَا ابْن خضر يضْحك من ذَلِك، وَسمع على الصّلاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي والفرسيسي والتاج بن الفصيح وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَآخَرُونَ، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَطَائِفَة وَكَانَ يذكر أَن السراج البُلْقِينِيّ أجَاز لَهُ، وتكسب

ص: 54

بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وقتا وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بتربة يُونُس الدوادار الْمُجَاورَة لتربة الظَّاهِر برقوق الَّتِي كَانَ أحد صوفيتها وتنزل فِي الْجِهَات، وَحدث باليسير سَمِعت عَلَيْهِ ختم البُخَارِيّ بل قَرَأت عَلَيْهِ مَعَ غَيره الْجُزْء الْأَخير من الْمُسْتَخْرج عَليّ مُسلم لأبي نعيم، وَكَانَ جَامِدا مُقبلا على شَأْنه حَرِيصًا على الْمُلَازمَة لمجلسه بِحَيْثُ يرجع من الْحُضُور وَهُوَ على قَدَمَيْهِ فيجلس فِيهِ إِلَى الْغُرُوب غَالِبا، مقترا على نَفسه مَعَ تموله. مَاتَ فِي سنة سِتِّينَ ظنا أَو قبلهَا بِيَسِير، وَمن نظمه يمدح شَيخنَا مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي:

(يَا سيدا حَاز الحَدِيث بِصِحَّة

بِالْحِفْظِ والاسناد حَقًا يفضل)

(يَا مَالِكًا بِالْعلمِ كل مدرس

شيخ الشُّيُوخ وَأَنت فيهم أمثل)

(يَا حاويا كنز الْعُلُوم بفهمه

قَاضِي الْقُضَاة الْمُنعم المتفضل)

(الْفضل وَالْعَبَّاس أَنْت أَبوهُمَا

يَا باسما وَالْوَجْه مِنْهُ مهلل)

170 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر بن غَانِم الزين البرمكيني القاهري. / من أهل الْقُرْآن توفّي قبيل الثَّلَاثِينَ عَن بضع وَسِتِّينَ وَهُوَ شَقِيق الشّرف مُوسَى وَأحمد وَسليمَان.

171 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر الْمدنِي / الْفراش بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.)

172 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عُمَيْر الْمدنِي / الْفراش بهَا وَيعرف بدربيي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَأَظنهُ الأول وَقع الْغَلَط أحد الْمَوْضِعَيْنِ فِي جده.

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَيَّاش. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد قَرِيبا.

173 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن غَازِي الزرعي الْمَقْدِسِي سبط الْجمال بن جمَاعَة. / سمع مَعنا وَحفظ كتبا كَثِيرَة ولازم الْكَمَال بن أبي شرِيف. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ قبل الكهولة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا.

174 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن قَاسم وَيعرف بِابْن الأصيفر /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

175 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخواجا الْوَجِيه الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وَيحيى / وَغَيرهم وَيعرف جده بِابْن أبي الْفَرح وَهُوَ بِابْن قيم الجوزية فأمه ابْنة الشَّمْس بن قيم الجوزية. قدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ بِيَسِير فاستوطنها وَاشْترى بهَا دورا وعمرها وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى كاليكوت فِي المتجر. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَخلف دورا وأولادا.

176 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة جلال الدّين بن الشهَاب الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الوجيزي لحفظ وَالِده الْوَجِيز للغزالي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا

ص: 55

فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَغَيرهَا، وَعرض عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ وجود الْقُرْآن على الزراتيتي وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَغَيره والنحو عَن الشمسين الشطنوفي والبرماوي وَمن شُيُوخه وَالِده وَالشَّمْس الغراقي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيرهم مِمَّن هُوَ أقدم مِنْهُم ودونهم وبرع فِي الْفَضَائِل وتنزل فِي الْجِهَات كدرسي الحَدِيث بالبيبرسية والجمالية وَنسخ بِخَطِّهِ الْكثير وَمن ذَلِك شرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا، وَكَانَ أَولا مِمَّن يلازم الْحُضُور هُوَ ووالده عِنْده وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس وَعشْرين وجاور أشهرا وَدخل دمشق والثغرين وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل ثمَّ أعرض عَن الِاشْتِغَال ولواحقه وَتوجه لاستحذاء من شَاءَ الله من الرؤساء وَنَحْوهم بحكايات ينمقها ويسردها بفصاحة عِنْدهم مَعَ ظرف ولطف وإكثار لادارة لِسَانه أَو شفته وَرُبمَا تستر باظهار مَا يشبه الْجُنُون مَعَ كَونه من الْعُقَلَاء بِحَيْثُ كَانَ يُقَال هما إثنان عَاقل يتمجنن وَمَجْنُون يتمعقل وَيَعْنِي هَذَا والبدر بن)

الشريدار، وحكيت فِي الْجَوَاهِر شَيْئا مِمَّا وَقع لَهُ من ذَلِك مَعَ شَيخنَا على أَن بَعضهم قَالَ إِن سَبَب هَذَا سوء مزاج وانحراف كَمَا وَقع لِأَبِيهِ فقد وَصفه بهما شَيخنَا وَمِمَّا كَانَ يزعمه قَول ابْن الْجَزرِي فِيهِ:

(إِذا رمت التفنن فِي الْمعَانِي

وتملك مهجة الْملك الْعَزِيز)

(فبادر نَحْو شيخ الْوَقْت حَقًا

ودائرة الْعلَا القطب الوجيزي)

وَقَالَ التقي بن حجَّة أَيْضا:

(إِذا رمت التفقه فِي الْمعَانِي

لما ترجوه من ملك عَزِيز)

(عَلَيْك بِمن غَدا فِي النَّاس قطبا

وبادر للتبرك بالوجيزي)

فِي آخَرين كالابناسي الصَّغِير والبشتكي وَالْجمال البهنسي والنواجي وَابْن اقبرس والحجازي فَالله أعلم، وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ الصّلاح الزفتاوي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي والابناسي والغماري والزين المراغي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والتاج بن الفصيح والحلاوي والسويداوي والشرف ابْن الكويك والبدر النسابة وَغَيرهم، وَحدث باليسير سمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ قِطْعَة من البُخَارِيّ مَعَ الْخَتْم مِنْهُ بل قَرَأت عَلَيْهِ أَحَادِيث من الْمُوَطَّأ وَلَو ترك مَا سلكه وَاسْتمرّ على طَرِيقَته الأولى لَكَانَ أشبه. مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة أَو آخر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بحوش البيبرسية عِنْد أَبِيه رحمهمَا الله وَعَفا عَنْهُمَا.

177 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْأنْصَارِيّ الْقَمُولِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / رَفِيق الشهَاب الابشيهي. مِمَّن أَخذ عَن الْمحلي وَالْعلم

ص: 56

البُلْقِينِيّ والمناوي فَمن بعدهمْ كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَالْأُصُول عَن الْمحلي بل أَخذ فنونا عَن التقي الحصني وتميز وبرع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير مِمَّا كَانَ يتعيش مِنْهُ غَالِبا لشدَّة حَاجته مَعَ ملازمته للاشتغال والتحصيل وَكَانَ يجْتَمع بِي أَحْيَانًا بل سمع بِقِرَاءَتِي على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا وَنعم الرجل كَانَ دينا وفضلا. مَاتَ فِي طاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَأَظنهُ جَازَ الثَّلَاثِينَ رحمه الله وعوضه الْجنَّة.

178 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض ابْن عبد الْخَالِق الزين أَو الْعِزّ بن الزين بن نَاصِر الدّين الْبكْرِيّ الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عَم الْجلَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد / الْآتِي والماضي أَبوهُ. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري شعْبَان سنة تسع وَثَمَانمِائَة بدهروط من البهنساوية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَكَانَ جد أَبِيه أَحْمد وَأَبوهُ مُحَمَّد مالكيين وأماجده وَأَبوهُ فشافعيان كبيران فَنَشَأَ على مَذْهَبهمَا، وَحفظ فِي الْفِقْه التَّحْرِير للجمال البزري الوَاسِطِيّ وَهُوَ على نمط الْحَاوِي ثمَّ المنهاجين الفرعي والأصلي مَعَ زوائده للأسنائي وألفيه ابْن مَالك، واشتغل يَسِيرا على أَبِيه وَغَيره بل بحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ ولازمه والزين القمني والقاياتي وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشموس القاياتي والونائي وَابْن عمار وَسمع على شَيخنَا وناب عَنهُ وَعَن غَيره فِي الْقَضَاء ودرس بالتقوية والحسامية من الفيوم، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وتعاني النّظم فَأكْثر وامتدح شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا كتبته عَنهُ فِي شَيخنَا حِين عوده للْقَضَاء قصيدة سقتها فِي الْجَوَاهِر أَولهَا:

(رباني حب زَيْنَب وللرباب

لتركهما جوابي والجوى بِي)

وَقَوله مِمَّا أوردته فِي معجمي حِين عزل السفطي عَن الْقَضَاء:

(توالت خطوب الدَّهْر قسرا على الورى

وناهيك خطب الدَّهْر يعقبه القسر)

وَكَانَ فَاضلا مُفِيدا فصيحا حسن المذاكرة بالفقه والمحاضرة محبا فِي الْفُضَلَاء متوددا اليهم مكرما لوافدهم. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بطنبذي الْمُجَاورَة لدهروط بِالْقربِ من البهنسا وَكَانَ قاضيها رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

179 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض الْعِزّ أَبُو الْفضل الْبكْرِيّ الشَّافِعِي / أَخُو الَّذِي قبله ووالد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة احدى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَأذن لَهُ فِي الافتاء وَمَات شَابًّا فِي سنة سبع. أفادنيه وَلَده.

ص: 57

180 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن مُحَمَّد الزين الاعزازي الأَصْل الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي. / ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أبي عَليّ الْحسن بن الهبل أحد أَصْحَاب الْفَخر وَأبي الهول وَأبي بكر بن إِسْمَاعِيل البيتليدي وَالصَّلَاح أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الاعزازي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ أحد عدُول مَسْجِد السُّوق بِدِمَشْق. مَاتَ بهدية وَهُوَ رَاجع من الْحَج فِي أول سنة احدى وَأَرْبَعين، وَفِي رُوَاة جُزْء الْأنْصَارِيّ الَّذِي سَمعه عَلَيْهِم التنوخي أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن نجم الاعزازي فَهُوَ)

عَم أبي صَاحب التَّرْجَمَة وَحِينَئِذٍ فَلَعَلَّ نجما لقب لمُحَمد.

181 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شقير القليوبي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

182 -

عبد الرَّحْمَن بن التقي أَحْمد بن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الشني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / وَأمه أمة. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي جهاته بعناية أحد أوصيائه الْبُرْهَان الكركي، وناب عَنهُ فِيهَا ثمَّ اسْتَقل حِين ترعرع إِلَى أَن انْفَصل عَن مشيخة قانباي مَحل سكنه بِعَبْد الرَّزَّاق الْمُؤَذّن الْمُقْرِئ لمُخَالفَته أَمر الأتابك ازبك، وانكشف حَاله بعد، وَكَانَ قد قَرَأَ عَليّ الصّلاح الطرابلسي، وجلال الدّين السُّيُوطِيّ وَرُبمَا خطب بِجَامِع طولون.

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. / يَأْتِي فِي ابْن أبي بكر قَرِيبا.

183 -

عبد الرَّحْمَن وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْفضل بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي عبد الله السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الشاذلي أَخُو إِبْرَاهِيم وَحسن وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيحيى وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الوفا /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: ولد قبل التسعين وَنَشَأ على طَريقَة أَبِيه وَعَمه، واشتغل وأحضر مجْلِس شَيخنَا البُلْقِينِيّ وتولع بالنظم فَلم يزل حَتَّى مهر فِيهِ، ورثى أَبَاهُ وَعَمه وَعمل المقاطيع الْجِيَاد على الطَّرِيقَة النباتية وَلَو عَاشَ لفاق أهل زَمَانه فِي ذَلِك وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كيس الْعشْرَة اجْتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده ومدحني بِأَبْيَات قافية كنت كتبت للبدر البشتكي أبياتا على وَزنهَا فَكَأَنَّهُ وقف عَلَيْهَا فَأَعْجَبتهُ.

مَاتَ غريقا فِي النّيل فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة يَعْنِي فِي حَيَاة أَبِيه، وَذكره فِي سنة أَربع عشرَة أَيْضا من انبائه فَقَالَ انه اشْتغل فِي صباه قَلِيلا وتعانى النّظم فَقَالَ الشّعْر الْفَائِق وَكَانَ ذكيا حسن الْأَخْلَاق لطيف الطباع غرق فِي بَحر النّيل هُوَ وَمُحَمّد بن عبيد البشكالسي وَعبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد التنسي جمال الدّين قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَابْن قاضيهم، قَالَ وَمن نظمه أرَاهُ فِي مرثية مَحْبُوب لَهُ:

ص: 58

(مَضَت قامة كَانَت أليفة مضجعي

فَللَّه ألحاظ لَهَا ومراشف)

(وَللَّه أصداغ حكين عقاربا

فهن على الحكم الْمُضِيّ سوالف)

(وَمَا كنت أخْشَى أمس إِلَّا من الجفا

واني على ذَاك الجفا الْيَوْم آسَف)

(رعى الله أَيَّامًا وناسا عهدتهم

جيادا وَلَكِن اللَّيَالِي صيارف)

وَمِنْه من غزل قصيدة على هَذَا الروى:)

(وَفِي ذهبي الخد صِيغ لمحنتي

يُطِيل امتحانا لي وَمَا أَنا زائف)

(يذيب فُؤَادِي وَهُوَ لَا غش عِنْده

فيا ذهبي اللَّوْن انك حائف)

(وَفِي فَمه شهد وَشهد مُكَرر

وَفِي خَدّه ورد وَورد مضاعف)

(لَهُ أعيني أَنِّي رَأَتْهُ تَوَابِع

وأعينه أَيْضا لقلبي خواطف)

وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا أَيْضا فِي بعض أَجزَاء تَذكرته بعد مدحه الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فِي مُعْجَمه قَوْله رحم الله شبابه وعوضه الْجنَّة، وأرخ غرقه فِي سنة خمس عشرَة وَلَكِن الأول أصح، وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه لما ذكر غرقه هُوَ وَأَصْحَابه وَكَانُوا اجْتَمعُوا فِي منظرة على الْبَحْر ثمَّ اجْتمع رَأْيهمْ على ركُوب بعض المراكب ويتوجهون إِلَى الْآثَار فَامْتنعَ أَبُو الْفضل الْمَذْكُور أَشد امْتنَاع فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى ركب مَعَهم وَلما ركب قَالَ لرفقته عجبا ان نجونا من الْغَرق فِي الْبَحْر فَلم يتم كَلَامه حَتَّى انْقَلب الْمركب بهم وَلم يظفروا بجسده مَعَ التفحص عَنهُ أَيَّامًا فَكَأَن الأَرْض ابتلعته انْتهى. وَزَاد غَيرهم فَخر الدّين بن المزوق وسمى ابْن التنسي بدر الدّين وَقَالَ انه نجا من الْغَرق وَوهم فِي الْأَمريْنِ كَمَا وهم من سمى جمال الدّين بن التنسي عبد الله بل هُوَ مُحَمَّد وَفِي وَصفه بقاضي الْقُضَاة وانما كَانَ يَنُوب فِي الْقَضَاء نعم أَبوهُ قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين أَحْمد، وَذكره المقريزي فِي عقوده وانه مَاتَ وَهُوَ شَاب غريقا بنيل مصر قَرِيبا من الرَّوْضَة فِي يَوْم عَاشُورَاء وَأورد من نظمه أَشْيَاء.

184 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ ابْن عَيَّاش الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو بكر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عَيَّاش بتحتانية ومعجمة. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَسمع حَسْبَمَا كَانَ يخبر على العمادين ابْن كثير وَابْن السراج والمحيوي الرَّحبِي والزين بن رَجَب الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس بن سَنَد ورسلان الذَّهَبِيّ فِي آخَرين وتلا على أَبِيه للسبع إفرادا ثمَّ جمعا للعشر بِمَا تضمنه كتاب الورقات المثمرة فِي تَتِمَّة قراءات الْأَئِمَّة الْعشْرَة لوالده وشوهه خطّ وَالِده بذلك وَلكنه كَانَ

ص: 59

يخبر أَنه تَلا تجويدا على الْأمين بن السلار من أول الْقُرْآن إِلَى سُورَة الصَّفّ، وَسمع عَلَيْهِ الشاطبية وَأَنه قَرَأَ أَيْضا على الشّرف أبي الْمَعَالِي مَحْمُود بن شرف شاه الطوسي خَادِم الخدام بالسميساطية بِدِمَشْق والزين أبي حَفْص عمر بن الشَّمْس ابْن اللبان الدِّمَشْقِي وعَلى فَيْرُوز التبريزي بِجَامِع منكلي بغا بحلب وانه ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة)

اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَتلا عَليّ الْعَسْقَلَانِي للعشر وَأذن لَهُ فِي الاقراء، وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية والرائية وَأثبت ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة الْعَسْقَلَانِي من طبقاته اسْمه فِيمَن قَرَأَ عَلَيْهِ فساوي حِينَئِذٍ وَالِده فِي الاسناد وَالْحَاصِل أَنه قَرَأَ القراآت بِدِمَشْق وحلب والقاهرة وتفقه بِأَبِيهِ وَسمع دروس البُلْقِينِيّ وَغَيره وَأخذ النَّحْو عَن أَبِيه وَعَطَاء الله الدّرّ وَالِي الْهِنْدِيّ، وَحج مَعَ أَبِيه فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة من سنة تسع وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا وارتحل فِي أثْنَاء ذَلِك إِلَى الْيمن لزيارة أَبِيه فانه كَانَ انْقَطع بهَا لطلب الْحَلَال وَكَذَا سَافر مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور فِيهَا غير مرّة وتصدى فِي الْحَرَمَيْنِ لنشر الْقرَاءَات لَيْلًا وَنَهَارًا فَانْتَفع بِهِ خلق من أهلهما والقادمين عَلَيْهِمَا وَصَارَ شيخ الاقراء هُنَاكَ بِلَا مدافع وَلذَا وَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من إنبائه بقوله مقرئ الْحرم، وَكَانَ يدرس أَيْضا فِي ألفية ابْن مَالك ونظم غَايَة الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة خلف وَأبي جَعْفَر وَيَعْقُوب أَخذهَا النَّاس عَنهُ وأولها:

(حمدت إِلَه الْخلق حمدا مكملا

وَصليت يَا رَبِّي على أشرف الملا)

(وَبعد فَخذ نظم الثَّلَاثَة سالكا

طَريقَة إرشاد لتهدي من تَلا)

وَكَذَا لَهُ نظم غير ذَلِك أثبت مِنْهُ فِي تَرْجَمته من معجمي أَشْيَاء وَانْقطع بمنزله فِي مَكَّة من أثْنَاء سنة احدى وَخمسين لعَجزه عَن الْحَرَكَة غير منفك مَعَ ذَلِك عَن الاقراء لمن يَقْصِدهُ حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشري صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر الزَّيْلَعِيّ رحمهمَا الله وإيانا وَهُوَ فِي ذيل ابْن فَهد مطول وَقد وَصفه ابْن الْجَزرِي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ بالشيخ الامام الْعَلامَة شيخ الاقراء وأوحد الْقُرَّاء والمشار إِلَيْهِ فِي وقته من بَين أهل الْعَصْر بالتجويد والاداء وَالْمُنْفَرد فِي الْحَرَمَيْنِ الشريفين بالتصدر ونفع الْمُسلمين زين الدّين أبي مُحَمَّد وَقَالَ انه سَأَلَهُ ذكر مَا يعلم من لقِيه للشمس الْعَسْقَلَانِي فَكتب أَنه كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حَيَاة الْعَسْقَلَانِي قَالَ وَكَانَ يقْرَأ جمعا بالقراءات عَليّ ويخبرني أَنه يقْرَأ عَليّ الْعَسْقَلَانِي الْمَذْكُور جمعا انْتهى. وَكَانَ هَذَا مُسْتَند ابْن الْجَزرِي فِي جزمه بذلك فِي الطَّبَقَات

ص: 60

على أَنِّي رَأَيْت من حكى عَن كل من ابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا رضوَان إِنْكَار ذَلِك ورميه فِيهِ بِالْكَذِبِ وَالْمُعْتَمد مَا قَدمته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وانه مقرئ الْحجاز مِمَّن نفع الله بِهِ النَّاس وأغناه عَن التطلع لما فِي أَيْديهم وَصَحبه أَيَّام مجاورته بِمَكَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ واستفاد مِنْهُ تَرْجَمَة أَبِيه.)

185 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد عبد الله الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْجلَال أبي عبد الله الحسباني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد أَمِين الدّين مُحَمَّد / الْآتِي ويلقب هامان. حفظ الدُّرَر وَاسْتقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين ببذل زَائِد عوض إِسْمَاعِيل أخي كبيش الْعَجم وَكِلَاهُمَا من كبار الْجُهَّال ثمَّ صرف بِابْن القطب وَهُوَ أمثل مِنْهُمَا وأهين هَذَا مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين شبه المقعد، وَمَات ابْنه الْمَذْكُور الَّذِي اسْتَقر فِي كِتَابَة دمشق مَعَ أَخِيه كِلَاهُمَا بالطاعون وليته كَانَ مَعَهُمَا.

186 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى المارديني الضَّرِير الشَّافِعِي نزيل أسيوط. حفظ الْقُرْآن ومختصر التبريزي والكافية فِي النَّحْو وقطن أسيوط وَأكْثر من مدائح أَعْيَان الصَّعِيد بِحَيْثُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِم رواتب سنوية وَغَيرهَا. مَاتَ فِي طاعون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الثَّمَانِينَ. وَمن نظمه ردا على من أنكر عَلَيْهِ فِي مدحه لبَعْضهِم وَصفه بالعظيم: وَيَا جحشا تولد من حمَار

(لقد كتب النَّبِي إِلَى هِرقل

عَظِيم الرّوم أوردهُ البُخَارِيّ)

187 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري رَفِيق السلموني / وَنَحْوه فِي الشَّهَادَة مَعَ جودة الْخط وَلكنه غير مَحْمُود وَرُبمَا اشْتغل ولازم أخي فِي قِرَاءَة التَّقْسِيم وَتردد إِلَيّ ثمَّ ورث وَتوجه بالاسترقاق بميراثه بحرا فَقَدمهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَجلسَ بِبَاب السَّلَام.

188 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عمر / الْآتِي وَيعرف بالنفطي. قَرَأَ الْمُوَطَّأ لأمامه عَليّ غَانِم الخشبي وَتزَوج ابْنة الْجلَال الخجندي بعد أبي الْفَتْح المراغي، وَكَانَ حَيا فِي سنة عشر.

189 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المطيرز عضد الدّين. / مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين. أرخه ابْن عزم.

190 -

عبد الرَّحْمَن بن بكتمر السندبسطي ثمَّ القاهري / أحد أَصْحَاب الزَّاهِد وَصَاحب الزاوية الْمُجَاورَة لجامع شَيْخه وفيهَا مَحل دَفنه أَخذ عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ

ص: 61

مِنْهُم مُحَمَّد البدوي وَذكروا لَهُ أحوالا صَالِحَة وَكَانَت لَهُ طاحون يقتات مِنْهَا ويعمر من فاضلها الزاوية الْمشَار اليها الَّتِي لم يكملها وانما أكملها صَاحبه الشَّيْخ مَدين. مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا رحمه الله وإيانا.

191 -

عبد الرَّحْمَن بن بكير بن مُحَمَّد الْفَرَجِيِّ الْبُرُلُّسِيّ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.)

192 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي البركات بن أبي الْهدى مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين الشَّيْخ الصَّالح الزين الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي عَم عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات / الْآتِي. مِمَّن قَرَأَ عَليّ بِالْمَدِينَةِ فِي شرح النخبة وَسمع أَشْيَاء وَله أَخذ عَن الأبشيطي وَغَيره وَفِيه فضل مَا مَعَ سُكُون وَخير. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

193 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن ابراهيم الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَهُوَ خير منجمع.

194 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ ولي الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابراهيم بن يُوسُف الملوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَتردد لمَكَّة بل جاور بهَا سِنِين واشتغل قَلِيلا فِي الْمِنْهَاج وَسمع عَليّ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين أربعي النَّوَوِيّ ومجالس من جَامع الْأُصُول وَبَعض البُخَارِيّ وكتبت لَهُ إجَازَة، ومولده سنة أَربع وَخمسين وسافر فِي التِّجَارَة لعدن وَنَحْوهَا وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين هُنَاكَ.

195 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن دَاوُد الزين أَبُو الْفرج بن التقي أبي الصَّفَا الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن دَاوُد. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ غَيره سنة ثَلَاث بجبل قاسيون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ الْفِقْه عَن التقي ابراهيم بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُفْلِح والْعَلَاء بن اللحام وَأخذ عَن أَبِيه التصوف وَسمع عَلَيْهِ مُؤَلفه أدب المريد وَالْمرَاد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَمِنْه تلقن الذّكر وَلبس الْخِرْقَة بل ألبسها مَعَه من الشهَاب بن الناصح حِين قدومهما عَلَيْهِمَا دمشق صُحْبَة الظَّاهِر برقوق وَمن البسطامي بزاويته بِبَيْت الْمُقَدّس وبانفراده فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين من ابْن الْجَزرِي مَعَ قِرَاءَته عَلَيْهِ للجزء الَّذِي خرجه من مروياته فِيهِ المسلسل والمصافحة والمشابكة وَبَعض العشاريات بالباسطية ظَاهر دمشق وَأول سَمَاعه للْحَدِيث بِدِمَشْق من الْمُحب الصَّامِت سمع عَلَيْهِ التَّوْبَة والمتابة لِأَبْنِ أبي عَاصِم وَكَذَا البُخَارِيّ فِيمَا كَانَ يخبر ثمَّ سمع غَالب الصَّحِيح على عَائِشَة ابْنة

ص: 62

ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي وَسمع ببعلبك على التَّاج بن بردس وَأَجَازَ لَهُ أَخُوهُ الْعَلَاء ولازم الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين فِي أَشْيَاء سَمَاعا وَقِرَاءَة وَخلف وَالِده فِي مشيخة زاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالسفح فَوق جَامع الْحَنَابِلَة فَانْتَفع بِهِ المريدون وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل غَيرهَا من الْأَمَاكِن، وَكَانَ شَيخا)

قدوة مسلكا تَامّ الْعقل وَالتَّدْبِير قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنهى عَن الْمُنكر رَاغِبًا فِي المساعدة على الْخَيْر وَالْقِيَام فِي الْحق مَقْبُول الرسائل نَافِذ الْأَوَامِر كَرِيمًا متواضعا حسن الْخط ذَا جلالة وَوَقع فِي النُّفُوس وشهرة عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَله الْكَنْز الْأَكْبَر فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فِي مجلدين وَفتح الاغلاق فِي الْحَث على مَكَارِم الْأَخْلَاق ومواقع الْأَنْوَار ومآثر الْمُخْتَار والانذار بوفاة الْمُصْطَفى الْمُخْتَار وتحفة الْعباد وأدلة الأوراد فِي مُجَلد ضخم والدر الْمُنْتَقى الْمَرْفُوع فِي أوراد الْيَوْم وَاللَّيْلَة والأسبوع ونزهة النُّفُوس والأفكار فِي خَواص الْحَيَوَان والنبات والأحجار فِي ثَلَاث مجلدات وتسلية الواجم فِي الطَّاعُون الهاجم فِي مُجَلد وَغير ذَلِك مِمَّا قرئَ عَلَيْهِ جَمِيعه أَو أَكْثَره، وَكَانَ استمداده فِي الحَدِيث من شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين بعد فَرَاغه من قِرَاءَة أوراد لَيْلَة الْجُمُعَة بِيَسِير فَجْأَة، وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري فِي مشْهد عَظِيم جدا وَدفن فِي قبر كَانَ أعده لنَفسِهِ دَاخل بَاب زاويته رحمه الله وإيانا.

196 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن صَالح الزين بن الشّرف الداديخي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي مَحَله، وداديخ بمهملتين وَآخِرهَا مُعْجمَة من أَعمال سرمين. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ ولازم الِاشْتِغَال مَعَ الْفَهم البطئ وسلوك طرق الْخَيْر والمواظبة على الْجَمَاعَة إِلَى أَن فضل وَكَانَ قد سمع عَليّ عمر بن أيدغمش عشرَة الْحداد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ.

197 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر زين الدّين بن الْعِمَاد الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الله وناصر الدّين مُحَمَّد / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِمُعْجَمَة ثمَّ رَاء وَآخره قَاف مصغر، ولد فِي خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالسفح من صالحية دمشق وَنَشَأ بهَا وَسمع على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأبي بكر بن ابراهيم بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأبي حَفْص عمر

ص: 63

البالسي وَعبد الله الحرستاني فِي الآخرين وَمِمَّا سَمعه على الأول الْأَرْبَعين تَخْرِيج أَبِيه لَهُ، وَأَجَازَ لَهُ ابْن العلائي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي وَجَمَاعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فَجْأَة فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَصلى عَلَيْهِ قبيل ظَهره بالجامع المظفري، وَدفن بتربة جده أبي عمر بالسفح وشيعه خلق كثير رحمه الله.

198 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْوَجِيه بن الزكي الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الزكي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وكتبا وَعرض عَليّ فِي مجاورة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسمع مني ثمَّ فِي الْمُجَاورَة الَّتِي تَلِيهَا أَخذ عني البُخَارِيّ مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَالشَّمَائِل النَّبَوِيَّة قِرَاءَة والشفا وَغَيره سَمَاعا وَكتب بعض تصانيفي وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ يقظ يتكسب ويعامل ويحضر دروس القَاضِي بل قَالَ لي أَنه أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ بِالْقَاهِرَةِ، وسافر إِلَى الْهِنْد غير مرّة.

199 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ القادري الوفائي /. قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن أخي الْفَخر عُثْمَان المقسي الزهراوين لأبي عَمْرو مَعَ منظومة الْأمين عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن وهبان الْحَنَفِيّ القَاضِي الْمُسَمَّاة غَايَة الِاخْتِصَار فِي أصُول قِرَاءَة أبي عَمْرو ومنظومة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَقَالَ انه قرأهما على الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْحَمَوِيّ بن الخدر الْآتِي وانه كتب على الأولى شرحا.

200 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة وجيه الدّين الْقرشِي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد عبد الْكَرِيم وَأبي بكر / الآتيين. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بِالْيمن وَنَشَأ بهَا وَتردد إِلَى مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ فَسمع من عَمه الْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي والمقريزي وَغَيرهم كَأبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس جمَاعَة كَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا كثير الطّواف قَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا ابْن فَهد شَيْئا باجازته من ابْن صديق وَقَالَ انه كَانَ يتكسب بِالتِّجَارَة وَمَات فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة.

201 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله وجيه الدّين أَبُو مُحَمَّد الزوقري الركني الشَّافِعِي. / ولد فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الامام مُحَمَّد بن عبد الله الريمي وَالْعُلَمَاء بتعز كَالْقَاضِي عمر بن سعيد وَابْن قَيْصر وَآخَرين والْحَدِيث عَن مُحَمَّد بن صقر قَرَأَ عَلَيْهِ أَجزَاء كَثِيرَة وَبِه اسْتَفَادَ، ودرس بالمظفرية الْكُبْرَى

ص: 64

الْعليا فِي تعز باستدعاء شَيْخه قَاضِي الْقَضَاء الريمي لَهُ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، ورحل إِلَيْهِ الْعلمَاء من الْآفَاق، وَكَانَ من أَعْيَان)

أَصْحَاب مذْهبه مِمَّن اشْتهر بالورع المرضي والمنهاج السوي وَامْتنع من ولَايَة الْأَحْكَام بتعز. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشر. تَرْجمهُ النفيس الْعلوِي وَوَصفه أَيْضا بالفقه الامام الْعَالم الْعَلامَة فريد عصره ووحيد دهره الْمدرس الْمُحَقق الْمُفْتِي الصَّالح الْوَلِيّ كَانَ فَقِيها لطيف الْفِقْه وَالْغَرَض صَادِق الْمَوَدَّة للأصحاب صَادِق الْبَأْس أجمع النَّاس على ذَلِك مِنْهُ حسن الْأَخْلَاق مهذب الطباع لم ير مثله زاهدا فِي الدُّنْيَا متقنعا فِيهَا باليسير، وَرَأَيْت من سمي جده يحيى فَالله أعلم.

202 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عَليّ الزين أَبُو الْفرج بن التقي أبي الصدْق ابْن الْعَلَاء أبي الْحسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد الحبشي بجيم مَضْمُومَة ثمَّ مُعْجمَة مُشَدّدَة الْمكتب وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي سنة أَربع عشرَة وَحفظ الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي والتسهيل وَعرض بعْدهَا، واشتغل على غير وَاحِد وتفنن وَصَحب جمَاعَة من الصلحاء، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ عَن شَيخنَا وتصدى للتدريس فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن الشَّيْخ الصفي والشهاب اللبودي، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي البُلْقِينِيّ ثمَّ أعرض عَنهُ. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها حسن الِاعْتِقَاد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع التَّوْبَة ظَاهر دمشق وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها القبلي وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَحمل نعشه الأكابر من مقدمي الألوف وَغَيرهم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ ورؤيت لَهُ منامات حَسَنَة رحمه الله وإيانا.

203 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل ابْن نصر بن الْخضر بن الْهمام الْجلَال بن الْكَمَال بن نَاصِر الدّين السُّيُوطِيّ الأَصْل الطولوني الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الأسيوطي. ولد فِي أول لَيْلَة مستهل رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه أمة تركية، وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَبَعض الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَنَفِيّ إِمَام الشيخونية فِي النَّحْو وَعَن الْفَخر عُثْمَان المقسي والشموس البامي وَابْن الفالاتي وَابْن يُوسُف أحد فضلاء الشيخونية والبرهانين العجلوني وَفِيمَا قيل النعماني بَعضهم فِي الْفِقْه وَبَعْضهمْ فِي

ص: 65

النَّحْو ثمَّ ترقى حَتَّى قَرَأَ فِي بعض الْمُتُون الْفِقْهِيَّة على الْعلم البُلْقِينِيّ وَحضر عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ يَسِيرا)

جدا ولمح لَهُ بالأدب حَيْثُ قَالَ لَهُ وَقد تألم من جُلُوسه فَوق ملا على كُنَّا وَنحن صغَار لَا نجلس إِلَّا خلف الْحلقَة، فل كَلِمَات من هَذَا النمط وَحِينَئِذٍ انْقَطع وَأخذ عَن كل من السَّيْف والشمني والكافياجي الحنفيين شَيْئا من فنون وفيهَا زعم عَن الشهَاب الشارمساحي بعض شَرحه لمجموع الكلائي وَعَن الْعِزّ الميقاتي رِسَالَة لَهُ فِي الْمِيقَات وَعَن مُحَمَّد بن ابراهيم الشرواني الرُّومِي الطَّبِيب بِالْقَاهِرَةِ مختصرين فِي الطِّبّ لِابْنِ جمَاعَة وَعَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ دروسا فِي الْأُصُول من جمع الْجَوَامِع انْتهى. ولازمني دهرا وَكتب إِلَى فِي نثر طَوِيل: وَقد تطفلنا على شُمُول سخائه وأنخنا ركاب شدتنا برحاب رخائه، بل مدحني بِغَيْر ذَلِك من نظم ونثركما بَينته فِي مَوضِع آخر، وَكَذَا تردد يَسِيرا جدا للزين قَاسم الْحَنَفِيّ والبقاعي وتدرب بالشهاب المنصوري وَغَيره فِي النّظم وَسمع على بقايا من المسندين كالقمصي والحجازي والشاوي والملتوني ونشوان وَهَاجَر، وَأَجَازَ لَهُ من حلب جمَاعَة مِنْهُم ابْن مقبل خَاتِمَة من أجَاز لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَلم يمعن الطّلب فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ، ثمَّ سَافر إِلَى الفيوم ودمياط والمحلة وَنَحْوهَا فَكتب عَن جمَاعَة مِمَّن ينظم كالمحيوي بن السَّفِيه والْعَلَاء بن الجندي الْحَنَفِيّ، ثمَّ إِلَى مَكَّة من الْبَحْر فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسِتِّينَ فَأخذ قَلِيلا عَن الحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي واستمد من صاحبنا النَّجْم بن فَهد فِي آخَرين وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الافادة والتدريس وساعده الْعلم البُلْقِينِيّ حَتَّى بَاشر تصدير الْفِقْه بالجامع الشيخوني المتلقي لَهُ عَن أَبِيه وَحضر مَعَه اجلاسه فِيهِ، ثمَّ انجمع وتمشيخ وخاض فِي فنون خُصُوصا هَذَا الشَّأْن واختلس حِين كَانَ يتَرَدَّد إِلَى مِمَّا عملته كثيرا كالخصال الْمُوجبَة للظلال والأسماء النَّبَوِيَّة وَالصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَوْت الْأَبْنَاء وَمَا لَا أحصره، بل أَخذ من كتب المحمودية وَغَيرهَا كثيرا من التصانيف الْمُتَقَدّمَة الَّتِي لَا عهد لكثير من العصريين بهَا فِي فنون فَغير فِيهَا يَسِيرا وَقدم وَأخر ونسبها لنَفسِهِ وهول فِي مقدماتها بِمَا يتَوَهَّم مِنْهُ الْجَاهِل شَيْئا مِمَّا لَا يُوفي بِبَعْضِه، وَأول مَا أبرز جُزْءا لَهُ فِي تَحْرِيم الْمنطق جرده من مُصَنف لِابْنِ تَيْمِية واستعان بِي فِي أَكْثَره فَقَامَ عَلَيْهِ الْفُضَلَاء بِحَيْثُ كَفه الْعلم البُلْقِينِيّ عَنهُ وَأخذ مَا كَانَ اسْتَكْتَبَهُ بِهِ فِي المسئلة وَلَوْلَا تلطفي بِالْجَمَاعَة كالابناسي وَابْن الفالاتي وَابْن قَاسم لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَكَذَا درس جمعا من الْعَوام بِجَامِع ابْن طولون بل صَار يملي على بَعضهم مِمَّن لَا يحسن شَيْئا بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك وَسِيلَة لمساعدة وَصِيّه شهَاب الدّين بن الضباح حَيْثُ

ص: 66

رباه عِنْد برسباي أستادار الصُّحْبَة فَلَزِمَ إينال الْأَشْقَر رَأس نوبَة النوب)

حَتَّى قَرَّرَهُ فِي تدريس الحَدِيث بالشيخونية بعد وَفَاة الْفَخر عُثْمَان المقسي مَعَ تَركه ولدا وَكَذَا اسْتَقر فِي الأسماع بهَا وَلَيْسَ بموافق شَرط الْوَاقِف فيهمَا وَفِي مشيخة التصوف بتربة برقوق نَائِب الشَّام الَّتِي بِبَاب القرافة بعناية بلديه أبي الطّيب السُّيُوطِيّ وَغير ذَلِك، كل هَذَا مَعَ أَنه لم يصل وَلَا كَاد وَلذَا قيل إِنَّه تزبب قبل أَن يتحصرم، وَأطلق لِسَانه وقلمه فِي شُيُوخه فَمن فَوْقهم بِحَيْثُ قَالَ عَن القَاضِي الْعَضُد إِنَّه لَا يكون ضعنة فِي نعل ابْن الصّلاح، وعزر على ذَلِك من بعض نواب الْحَنَابِلَة بِحَضْرَة فاضيهم، وَنقص السَّيِّد والرضي فِي النَّحْو بِمَا لم يبد مُسْتَندا فِيهِ مَقْبُولًا بِحَيْثُ أَنه أظهر لبَعض الغرباء الرُّجُوع عَنهُ فانه لما اجْتمعَا قَالَ لَهُ قلت إِن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ قَالَ إِن الْحَرْف لَا معنى لَهُ أصلا لَا فِي نَفسه وَلَا فِي غَيره وَهَذَا كَلَام السَّيِّد نَاطِق بتكذيبك فِيمَا نسبته إِلَيْهِ فأوجدنا مستندك فِيمَا زعمته فَقَالَ انني لم أر لَهُ كلَاما ولكنني لما كنت بِمَكَّة تجاريت مَعَ بعض الْفُضَلَاء الْكَلَام فِي الْمَسْأَلَة فَنقل لي مَا حكيته وقلدته فِيهِ فَقَالَ هَذَا عَجِيب مِمَّن يتَصَدَّى للتصنيف كَيفَ يُقَلّد فِي مثل هَذَا مَعَ هَذَا الْأُسْتَاذ انْتهى. وَقَالَ ان من قَرَأَ الرضى وَنَحْوه لم يترق إِلَى دَرَجَة أَن يُسمى مشاركا فِي النَّحْو. وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى قَالَ إِنَّه رزق التبحر فِي سَبْعَة عُلُوم التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والنحو والمعاني وَالْبَيَان والبديع قَالَ وَالَّذِي أعتقده أَن الَّذِي وصلت إِلَيْهِ من هَذِه الْعُلُوم السِّتَّة سوى الْفِقْه والنقول الَّتِي اطَّلَعت عَلَيْهَا وفيهَا لم يصل إِلَيْهِ وَلَا وقف عَلَيْهِ أحد من أشياخي فضلا عَن من دونهم، قَالَ وَدون هَذِه السَّبْعَة فِي الْمعرفَة أصُول الْفِقْه والجدل وَالصرْف ودونها الانشاء والترسل والفرائض ودونها الْقرَاءَات وَلم آخذها عَن شيخ ودونها الطِّبّ وَأما الْحساب فأعسر شَيْء عَليّ وأبعده عَن ذهني وَإِذا نظرت فِي مسئلة تتَعَلَّق بِهِ فَكَأَنَّمَا أحاول جبلا أحملهُ، قَالَ وَقد كملت عِنْدِي آلَات الِاجْتِهَاد بِحَمْد الله إِلَى أَن قَالَ وَلَو شِئْت أَن أكتب فِي كل مسئلة تصنيفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها ونقوضها وأجوبتها والمقارنة بَين اخْتِلَاف الْمذَاهب فِيهَا لقدرت على ذَلِك، وَقَالَ إِن الْعلمَاء الْمَوْجُودين يرتبون لَهُ من الأسئلة ألوفا فَيكْتب عَلَيْهَا أجوبة على طَريقَة الِاجْتِهَاد وَأَنه يرتب لَهُم من الاسئلة بِعَدَد الْعشْر فَلَا ينهضوا، وأفرد مصنفا فِي تيسير الِاجْتِهَاد لتقرير دَعْوَاهُ فِي نَفسه وَمَا أحسن قَول بعض الاستاذين فِي الْحساب مَا اعْترف بِهِ عَن نَفسه مِمَّا يُوهم بِهِ أَنه مُصَنف أدل دَلِيل على بلادته وَبعد فهمه لتصريح أَئِمَّة الْفَنّ بِأَنَّهُ فن ذكاء وَنَحْو ذَلِك وَكَذَا قَول بَعضهم دَعْوَاهُ الِاجْتِهَاد

ص: 67

ليستر خطأه وَنَحْو هَذَا قَوْله وَقد اجْتمع مَعَه بعض الْفُضَلَاء ورام)

التَّكَلُّم مَعَه فِي مسئلة لَيْسَ فِي الامكان إِن بضاعتي فِي علم الْكَلَام مزجاة، وَقَول آخر لَهُ أعلمني عَن آلَات الِاجْتِهَاد أما بَقِي أحد يعرفهَا فَقَالَ لَهُ نعم بَقِي من لَهُ مُشَاركَة فِيهَا لَا على وَجه الِاجْتِمَاع فِي وَاحِد بل مفرقا فَقَالَ لَهُ فاذكرهم لي وَنحن نجمعهم لَك ونتكلم مَعَهم فان اعْترف كل وَاحِد مِنْهُم لَك بِعِلْمِهِ وتميزك فِيهِ أمكن ان نوافقك فِي دعواك فَسكت وَلم يبد شَيْئا، وَذكر أَن تصانيفيه زَادَت على ثلثمِائة كتاب رَأَيْت مِنْهَا مَا هُوَ فِي ورقة وَأما مَا هُوَ دون كراسة فكثير وَسمي مِنْهَا شرح الشاطبية وألفية فِي الْقرَاءَات الْعشْر مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لَا شيخ لَهُ فِيهَا، وفيهَا مِمَّا اختلسه من تصانيف شَيخنَا لباب النقول فِي أَسبَاب النُّزُول وَعين الاصابة فِي معرفَة الصَّحَابَة والنكت البديعات على الموضوعات والمدرج إِلَى المدرج وَتَذْكِرَة المؤتسي بِمن حدث وَنسي وتحفة النابه بتلخيص الْمُتَشَابه وَمَا رَوَاهُ الواعون فِي أَخْبَار الطَّاعُون والأساس فِي مَنَاقِب بني الْعَبَّاس وجزء فِي أَسمَاء المدلسين وكشف النقاب عَن الألقاب وَنشر العبير فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الشَّرْح الْكَبِير فَكل هَذِه تصانيف شَيخنَا وليته إِذْ اختلس لم يمسخها وَلَو نسخهَا على وَجههَا لَكَانَ أَنْفَع وفيهَا مِمَّا هُوَ لغيره الْكثير، هَذَا إِن كَانَت المسميات مَوْجُودَة كلهَا وَإِلَّا فَهُوَ كثير المجازفة جَاءَنِي مرّة وَزعم انه قَرَأَ مُسْند الشَّافِعِي على القمصي فِي يَوْم فَلم يلبث أَن جَاءَ القمصي وَأَخْبرنِي مُتَبَرعا بِمَا تضمن كذبه حَيْثُ بَقِي مِنْهُ جانبا وَكَذَا حكى عَن الْكَمَال أخي الْجلَال الْمحلي مناما كذبه الْكَمَال فِيهِ وَقَالَ لي الْبَدْر قَاضِي الْحَنَابِلَة لم أره يقْرَأ على شَيْخي فِي جمع الْجَوَامِع مَعَ شدَّة حرصي على ملازمته نعم كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ خير الدّين الريشي النَّقِيب فَقلت فَلَعَلَّهُ كَانَ يحضر مَعَه فَقَالَ لم أر ذَلِك، وَقَالَ انه عمل النفحة المسكية والتحفة المكية فِي كراسة وَهُوَ بِمَكَّة على نمط عنوان الشّرف لِابْنِ الْمقري فِي يَوْم وَاحِد وَإنَّهُ عمل ألفية فِي الحَدِيث فائقة ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه كَقَوْلِه مِمَّا يصدق ان آفَة الْكَذِب النسْيَان فِي مَوضِع أَنه حفظ بعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَفِي آخر أَنه حفظ جَمِيعه وَأَنه بعد موت شَيخنَا انْقَطع الاملاء حَتَّى أَحْيَاهُ وزعمه أَن الْمُبْتَدِئ بتقريره فِي الشيخونية هُوَ الكافياجي مَعَ قَوْله لي غير مرّة وَالله لَو لم يُقرر النَّاظر التركي أَو كنت مُنْفَردا بِالْأَمر مَا قَدمته لعلمي بانفراد غَيره بِالِاسْتِحْقَاقِ. كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة مَا يَقع لَهُ من التحريف والتصحيف وَمَا ينشأ عَن عدم فهم المُرَاد لكَونه لم يزاحم الْفُضَلَاء فِي دروسهم وَلَا جلس بَينهم فِي مسائهم وتعريسهم بل استبد بِأَخْذِهِ من بطُون الدفاتر والكتب وَاعْتمد مَا لَا يرتضيه من)

الاتقان صحب،

ص: 68

وَقد قَامَ عَلَيْهِ النَّاس كَافَّة لما ادّعى الِاجْتِهَاد وصنف هُوَ اللَّفْظ الْجَوْهَرِي فِي رد خباط الْجَوْجَرِيّ وَالْكر فِي خباط عبد الْبر وَغَضب الْجَبَّار على ابْن الْأَبَّار وَالْقَوْل الْمُجْمل فِي الرَّد على المهمل وَقبل ذَلِك مقَام إِبْرَاهِيم أَسَاءَ فِيهِ الْأَدَب على عَالم الْحجاز مِمَّا يسْتَحق التَّعْزِير عَلَيْهَا وَبَعضهَا أفحش من بعض، وَلم أر مِنْهَا سوى أَولهَا وَهُوَ مُشْتَمل على ازدراء كثير للجوجري ومزيد دَعْوَى يسْتَدلّ بِبَعْضِه على حمقه بل جنه وَأما الرَّابِع فَهُوَ رد على من قَرَأَ قَول القَاضِي عِيَاض فِي آخر الشفا: ويخصنا بخصيصي بالتثنية بعد أَن كتب إِلَيْهِ ورقة فِيهَا اساءة وغلظة لَا تلِيق بمخاطبة طلبة الْعلم بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الاستفتاء عَلَيْهِ وَكتب بموافقته فِيمَا قَرَّرَهُ الْأمين الاقصرائي والعبادي والبامي والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْفَخْر الديمي وكاتبه وأفرد الْقَارئ جُزْءا سَمَّاهُ الْمفصل فِي الرَّد على الْمُغَفَّل بل أفرد بعض طلبة الْجَوْجَرِيّ شَيْئا فِي الِانْتِصَار لَهُ وَغَضب الْجَوْجَرِيّ مِمَّن توجه لذَلِك لما تضمن من التنويه بِذكر الْمُعْتَرض، وَكَذَا راسل الْكَمَال بن أبي شرِيف وملا على الْكرْمَانِي بِمَا لَا يَلِيق وَأرْسل إِلَيْهِ الْخَطِيب الوزيري بولده للروضة ليعرض عَلَيْهِ فَرده مُعَللا ذَلِك بِأَنَّهُ لَا يستكمل أَبَاهُ للوصف بِكَذَا وَكَذَا وَكِتَابَة دون هَذَا لَا ترضيه، وَلما تكلم بعض الطّلبَة فِي تَكْفِير ابْن عَرَبِيّ قَالَ انه يُؤذن من الله بِحَرب وَمَا عَسى أَن يفعل فِيهِ الْحَاكِم وان الَّذِي يرَاهُ مِمَّا لَا يُوَافقهُ عَلَيْهِ المعتقد وَلَا المنتقد اعْتِقَاده وَتَحْرِيم النّظر فِي كتبه ثمَّ نقل عَنهُ انه قَالَ يحرم النّظر فِي كَلَامي.

وَهُوَ مِمَّن أَخذ هَذَا الْمَذْهَب عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر المغربي النَّازِل بِالْقربِ من مدرسة قراقجا الحسني فقد تردد إِلَيْهِ دهرا إِلَى غير هَذَا. وَلَو شرحت أمره لَكَانَ خُرُوجًا عَن الْحَد.

وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ سريع الْكِتَابَة لم أزل أعرفهُ بالهوس ومزيد الترفع حَتَّى على أمه بِحَيْثُ كَانَت تزيد فِي التشكي مِنْهُ، وَلَا زَالَ أمره فِي تزايد من ذَلِك فَالله تَعَالَى يلهمه رشده وَقد ساعده الْخَلِيفَة حَتَّى اسْتَقر فِي مشيخة البيبرسية بعد الْجلَال الْبكْرِيّ وخمد من ثمَّ بل جمد بِحَيْثُ رام ستر نَفسه بقوله تركت الاقراء والافتاء وَأَقْبَلت على الله، وَزعم قبل ذَلِك انه رأى مناما يَقْتَضِي ذمّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَهُ وَأمره خَلِيفَته الصّديق ر بحبسه سنة ليراجع الاقراء والافتاء حَيْثُ الْتِزَامه تَركهمَا وانه اسْتغْفر وَترك هَذَا الِالْتِزَام بِحَيْثُ لوجئ إِلَيْهِ بِفُتْيَا وَهُوَ مشرف على الْغَرق لأخذها ليكتب عَلَيْهَا ثمَّ لم يلبث أَن قَالَ مَا تقدم، وفارقه المحيوي بن مغيزل لما رأى مِنْهُ الْجفَاء الزَّائِد بعد كَونه الْقَائِم بالتنويه بِهِ وَذكر عَنهُ من الحقد والأوصاف والتعاظم مَا)

يصدقهُ فِيهِ الْحَال وَمن ذَلِك إِنَّه توسل عِنْد

ص: 69

الامام البرهاني الكركي فِي تَعْيِينه لحجة كَانَت تَحت نظره فَأَجَابَهُ وزاده من عِنْده ضعف الأَصْل وَحضر إِلَيْهِ مَعَ الْعلم سُلَيْمَان الخليفتي لقبض ذَلِك فَمَا قَالَ لَهُ جزيت خيرا وَلَا أبدي كلمة مؤذنة بشكره، وَنقل لَهُ مرّة عَن السنباطي بعد مَوته مَا يُؤذن بجفاء مِنْهُ فَقَالَ فَلم لم تعلمني بِهَذَا الا بعد مَوته فَقَالَ لتعلم بواطن الرِّجَال هَذَا مَعَ مزِيد احسانه إِلَيْهِ سِيمَا فِي زمن الغلاء وَقطع خبز الشيخونية وطعامها بِحَيْثُ كَانَ يُعْطِيهِ فِي كل أُسْبُوع دِينَارا حَسْبَمَا صرح بِهِ عَن نَفسه، وَكَذَا فَارقه بعض بني الأتراك مِمَّن شفعه فِيهِ بعد أَن كَانَ حنفيا وَمَعَ كَونه مبتدئا لمزيد احسانه إِلَيْهِ واقباله عَلَيْهِ بل فَارق المغربي الَّذِي كَانَ يزْعم انه الْغَايَة فِي الْولَايَة وَالْفَتْح الْقُرْبَى، وَمن هوسه قَوْله لبَعض ملازميه إِذا صَار الينا الْقَضَاء قَررنَا لَك كَذَا وَكَذَا بل تصير أَنْت الْكل ثمَّ لما كَانَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين قَامَ عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو النجا بن الشَّيْخ خلف وَأظْهر نَقصه وَخَطأَهُ وانقمع مِنْهُ وذل إِلَى الْغَايَة ومدح الامام الكركي أَبَا النجا بِأَبْيَات حَسْبَمَا كتبت ذَلِك كُله فِي الْحَوَادِث وَقبل ذَلِك كتب مؤلفا سَمَّاهُ الكاوي فِي الرَّد على السخاوي خَالف فِيهِ الثَّابِت فِي الصَّحِيح مَعَ كوني لم أَتكَلّم فِي المسئلة إِلَّا قبل بل مذهبي فِيهِ ترك التَّكَلُّم اثباتا ونفيا فسبحان قَاسم الْعُقُول.

204 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَهُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد وجيه الدّين ويلقب قَدِيما نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج بن الْمُحب ابْن شَيخنَا التقي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / ابْن أخي صاحبنا النَّجْم عمر وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد أمه خَدِيجَة ابْنة أبي بكر التوريزي. ولد فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة منتصف الْمحرم سنة احدى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بكالكوط من الْهِنْد وَقدم بِهِ أَبوهُ إِلَى مَكَّة فِي أول الْعشْر الثَّانِي من الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وألفية ابْن مَالك والبردة وَبَانَتْ سعاد وَاسْتمرّ على حفظهما وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وأحضره عَمه على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وحسين الأهدل وَغَيرهمَا من أهل بَلَده كجده والقادمين اليها بل أسمعهُ على جمع من الشُّيُوخ خُصُوصا فِي اقامتي عِنْدهم السّنة الأولى وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَشَيخنَا المقريزي وَالْجمال الكازروني والمحب المطيري وَقدم الْقَاهِرَة فِي الْبَحْر سنة خمس وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا وَتوجه مِنْهَا إِلَى الشَّام غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَدخل الصَّعِيد واسكندرية والمحلة وحلب وَغَيرهَا، وَسمع الحَدِيث واشتغل يَسِيرا وَأكْثر عَن)

فضلاء أهل بَلَده القادمين عَلَيْهَا وشارك

ص: 70

فِي النَّحْو وَنَحْوه وَرُبمَا نظم الشّعْر، وَقد أنْشد بعلو الاهرام من ذَلِك بحضرتي وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء من جُمْلَتهَا وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ عدَّة نسخ من نظم السلوك للمقريزي وَكَانَ بهَا على طَريقَة جميلَة من السّكُون وَالتَّعَفُّف وَالْعقل والانجماع بِحَيْثُ مَا رَأَيْت أحدا مِمَّن خالطه الا ويحمد صحبته، وَقد تَرْجمهُ عَمه فِي ذيله وَغَيره، مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين مطعونا مبطونا غَرِيبا وقدمت للصَّلَاة عَلَيْهِ فِي يَوْمه بِبَاب المحروق وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية جوَار قُبُور أَوْلَادِي رحمه الله وعوضه الْجنَّة.

205 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي الْمَكِّيّ. / مَاتَ شَابًّا بهَا فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.

206 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد الزين بن الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الْعَيْنِيّ. / ولد بِدِمَشْق سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله عِنْد حميد الدّين وبكثير من العقليات عِنْد حُسَيْن قَاضِي الجزيرة ويوسف الرُّومِي فِي آخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا فِي الْفِقْه وأصوله أَيْضا عَن الزين قَاسم والقراءات عَن الشهَاب بن أَسد بل بَلغنِي انه أَخذ فِي الْعرُوض عَن أبي الْفضل المغربي وَلكنه لم يستكثر من الشُّيُوخ وَقد سمع عَليّ الشاوي ونشوان وَغَيرهمَا بل حضر عِنْدِي بعض الْمجَالِس واختص بِابْن مزهر ونوه بِهِ بِحَيْثُ صَار بِأخرَة يعد من أَعْيَان مذْهبه وناب فِي تداريس لقَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق كالعذراوية والركنية بل درس إصالة بالمرشدية وبتربة بالشرف الْأَعْلَى وَغير ذَلِك، وصنف فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض بل وَفِي أصولهم وَكَذَا كتب فِي تَفْسِير اللُّغَة التركية مَعَ نظم ونثر وعقل ومداراة وَلكنه تسلط بِنَفسِهِ وبطلبته على فَقِيه بَلَده وَشَيْخه الْعِزّ بن الْحَمْرَاء ليَكُون هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ، هَذَا إِلَى تمول صَار إِلَيْهِ من قبل أَبِيه فقد كَانَ تَاجِرًا وَكَذَا من غَيره ونماه هُوَ وَتوجه للتدريس والافتاء وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الطّلبَة وانْتهى الْأَمر لَهُ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق حِين اجتياز السُّلْطَان بهَا عقب وَفَاة الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون فَلم يسمح بِمَا طلب مِنْهُ فَعدل عَنهُ لِابْنِ عيد مجَّانا وَبِالْجُمْلَةِ فقد نَالَ رياسة ووجاهة حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وبلغنا ذَلِك وَأَنا بِمَكَّة فتأسفت على فَقده وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

207 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد الزين الْبُرُلُّسِيّ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.)

208 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن أبي بكر الزين بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة بحماة التقي بن نور الدّين الَّذِي وَالِده أَخُو قَاضِي الْحَنَابِلَة /

ص: 71

الْعَلَاء عَليّ بن مَحْمُود الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ سبط صاحبنا الْجمال بن السَّابِق والماضي شقيقه إِبْرَاهِيم والآتي أَبُو هما وَيعرف كسلفه بِابْن المغلي. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسبعين فَسمع مني بِحَضْرَة جده المسلسل وَغَيره وَكَذَا قدمهَا بعد مَوته وَقَرَأَ فِي النَّحْو وَغَيره على الشَّمْس بن فريجان وَكَذَا قَرَأَ على الشَّمْس التبريزي البازلي نزيل حماة وَالْمَعْرُوف بالكردي فِي العقليات وَكَانَ مُتَقَدما فِيهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ، وَولي كِتَابَة السِّرّ بِبَلَدِهِ عوضا عَن أَبِيه فِي حَيَاته فدام بهَا مُدَّة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ بعيد التسعين فِي الترسيم لنصراني اسْمه عِيسَى الْموصِلِي كَانَ قد ضمن وَالِده لَهُ عوضه الله الْجنَّة، وَاسْتقر عوضه فِي كِتَابَة السِّرّ ابْن القرناص قاضيها الْمَالِكِي.

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن يحيى الزوقري /. فِيمَن جده عبد الله.

209 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشويهر / الْفَقِيه الْعَلامَة وجيه الدّين الركني الْيَمَانِيّ النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ الشَّاعِر. كَانَ عَالما ورعا أديبا منجمعا على التدريس والافادة مبارك الاقراء قل من أَخذ عَنهُ الا وانتفع فِي مُدَّة قريبَة لأخلاصه، وَله نظم كثير مَشْهُور يتداوله النَّاس لحسنه. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين أَفَادَهُ لي بعض فضلاء أَصْحَابنَا اليمانيين وَكَأن تَارِيخ وَفَاته من سبق قلمي فقد أرخه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء تَرْجَمَة سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَأَنا بِمَكَّة، قَالَ وَكَانَ متضلعا من عُلُوم الْأَدَب مائلا فِي العقيدة لمَذْهَب الْحَنَابِلَة وانه أَخذ عَنهُ كَافِيَة ابْن الْحَاجِب وعروض ابْن القطاع حِين وُرُوده الْيمن فِي سنة تسع وَعشْرين وان صَاحب التَّرْجَمَة أَخذ عَنهُ فِي الْقرَاءَات.

210 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الدِّمَشْقِي الرسام وَيعرف بِابْن الحبال. / أَخذ عَنهُ الشهَاب بن اللبودي وَوَصفه بالمسند وَقَالَ انه مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي شعْبَان سنة احدى وَسِتِّينَ فَجْأَة، وَدفن من الْغَد بصالحية دمشق.

211 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْحَنْبَلِيّ. / كتب بالاجازة فِي بعض استدعاءاتي المصرية المؤرخة سنة خمس وَخمسين وَكَأَنَّهُ الَّذِي قبله وَمن نظمه:

(وفاضت دموعي من لهيب وحرقة

وحر لظى نَار الغرام وأفكاري)

(فنيران قلبِي قد جرين مدامعي

أَلا فاعجبوا من فيض مَاء من النَّار)

)

112 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْيَمَانِيّ المنسي. / مَاتَ سنة خمس وَعشْرين.

113 -

عبد الرَّحْمَن بن حسن بن حَمْزَة بن يُوسُف الْمُحب أَبُو الْفضل الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْكَاتِب نزيل الْقَاهِرَة / وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّدًا لكنه بِهَذَا أشهر ليتميز عَن أَخ لَهُ

ص: 72

اسْمه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الْأمين وَرُبمَا قيل لَهُ بِالْقَاهِرَةِ كلب الْعَجم. اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فِي فنون وَأخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَجَمَاعَة وَسمع مَعنا على بعض المسندين وتميز فِي الْأَدَب والتحلية وَنَحْو ذَلِك وفَاق فِي الْكِتَابَة مَعَ حفظ لكثير من أشعار الْمُتَقَدِّمين وإلمام بهم فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة باللغات الثَّلَاث الْعَرَبيَّة والعجمية والتركية بِحَيْثُ ينظم فِيهَا وَرُبمَا لمع فِي القصيدة الْوَاحِدَة وَلكنه سلك طرق الخلاعة والمجون والتهتك واشتهر بهَا وبالتزيد فِي كَلَامه بل كَانَ مرتقيا عَن هَذَا الْحَد، وتقرب من الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي قربا زَائِدا واغتبط بكتابته وَاسْتَعْملهُ فِي أَشْيَاء محسنا إِلَيْهِ مُرَتبا لَهُ راتبا فِي كل شهر، وسافر مَعَه إِلَى حلب وَغَيرهَا غير مرّة وجرح فِي وَاقعَة الرها وَمَعَ إحسانه لم يَنْضَبِط لَهُ وَلذَا لما طَال عَلَيْهِ اهماله ضربه وأودعه سجن أولى الجرائم وَالْتزم أَن لَا يُخرجهُ الا بعد فرَاغ مَا كَانَ حِينَئِذٍ يَكْتُبهُ لَهُ فبادر للاكمال حِينَئِذٍ بل أكرهه على التَّزْوِيج وَاسْتمرّ على طَرِيقَته إِلَى أَن تعلل وَهُوَ بخلوته فِي الصرغتمشية أَيَّامًا ثمَّ حول مِنْهَا إِلَى البيمارستان المنصوري فَمَاتَ عِنْد وُصُوله إِلَيْهِ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين سامحه الله وَعَفا عَنهُ وَقد تردد إِلَيّ كثيرا وكتبت عَنهُ من نظمه:

(لقدري فِي بنى زمني انحطاط

وللجهال فيهم إرتفاع)

(لقد أنشدت فيهم وصف حَالي

أضاعوني وَأي فَتى أضاعوا)

وَقَوله:

(إِن فقت فِي الْخط ياقوتا فَلَا عجب

هَذَا وَفِي الشّعْر قد أَصبَحت كالطائي)

(وَإِنَّمَا أَنا مُحْتَاج لوَاحِدَة

لنقل نقطة حرف الْخَاء للطاء)

وَقَوله:

(حويت الْمعاصِي جلها وحقيرها

بهَا فقت من بعدِي وَمن كَانَ من قبلي)

(فَيشْهد لي ابليس أَنِّي شَيْخه

وَمَا أرتضي شَيخا على مثله مثلي)

وَعِنْدِي من مجونه وَغَيره غير هَذَا.)

214 -

عبد الرَّحْمَن بن حسن بن سُوَيْد وجيه الدّين بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه فتح الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن سُوَيْد. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أحد النواب كَانَ حسن الصُّورَة فاشتغل قَلِيلا وزوجه أَبوهُ وَهُوَ صَغِير بابنة الْفَخر القاياتي يَعْنِي فَاطِمَة وَتزَوج هُوَ بأمتها انما هِيَ ابْنة أُخْتهَا أم هاني ابْنة الهوريني بعد فِرَاقه لتِلْك فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُمَا يَعْنِي الْفَخر احتاط الْأَب على تركته بطرِيق الايصاء والتحدث فخلصت لَهُم الدَّار الْعُظْمَى بشاطئ النّيل، وَدخل مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير الْيمن سنة ثَمَانمِائَة وَكَذَا سَافر مَعَه إِلَى غَيره من الْأَمَاكِن وقربه أَكثر من أَخِيه مُحَمَّد يَعْنِي الْآتِي مَعَ كَون ذَاك أكبر وَصَارَ

ص: 73

هَذَا أنبه لَكِن مَعَ بِأَو زَائِد فيهمَا لَيْسَ لَهُ سَبَب الادناءة أصل جدهما سُوَيْد فقد كَانَ الشَّيْخ شمس الدّين المراغي يَقُول انه رَآهُ وَهُوَ بالعمامة الزَّرْقَاء يَبِيع الفراريج والقفص على رَأسه فَالله أعلم. وَنَشَأ ابْنه الْبَدْر فِي غَايَة الاتضاع لكنه حصل لَهُ مَال طائل فَصَارَ إِلَى ولديه فعظمت أَنفسهمَا وانتسبا إِلَى كنَانَة فَقَالَ لي بعض المصريين لَعَلَّ أَصلهمَا من منية كنَانَة بالقليوبية فان أَكثر أَهلهَا نَصَارَى وَكَأن اعْتمد الْمقَالة الْمَذْكُورَة، وَرَأس وجيه الدّين بعد أَبِيه وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بِمصْر وَتزَوج عزيزة ابْنة القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ فَولدت لَهُ الصَّدْر مُحَمَّد وَعَائِشَة ولازم يشبك الْأَعْرَج أتابك الدولة الأشرفية برسباي فَكَانَ يتقوى بِهِ فِي أُمُوره ثمَّ لَازم جَوْهَر الخازندار الأشرفي فَعظم أمره وتقوى بِهِ فِي أُمُور كَثِيرَة. قلت وَقد رَأَيْت ابْن أبي الْيمن عرض عَلَيْهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة سادس شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ ابْتِدَاء ضعفه فِي ربيع الأول فانتقل من مرض إِلَى مرض إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ الزحير ثمَّ حبس الاراقة فَلَمَّا قوي الْبرد اشْتَدَّ بِهِ وانحلت قواه وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع عَمْرو وَتقدم الْمَالِكِي للصَّلَاة عَلَيْهِ، وَدفن بمدرستهم، وَفِي الْحَال ختم على حواصله ببيته وَغَيره من جِهَة السُّلْطَان لمرافعة بعض أَتبَاع الخازندار فِيهِ على مَا قيل وَلم يلبث أَن فك وَلَده الْخَتْم فِي صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم.

215 -

عبد الرَّحْمَن بن الخواجا الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ اليمني الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخَوَاهُ عَليّ وَمُحَمّد وشقيقه عمر، وَيعرف بِابْن الطَّاهِر بِالْمُهْمَلَةِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها.

عبد الرَّحْمَن بن حسن بن مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ الطولوني. هُوَ زَكَرِيَّا / مضى.

216 -

عبد الرَّحْمَن بن حسن الزين بن الشَّيْخ الخالدي أَخُو عبد السَّلَام / الْآتِي وَيعرف بالكذاب. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بتربة رامشت من المعلاة.

217 -

عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم زين الدّين العباسي الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف فِيهَا بالكردي. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فلازم الوتائي فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْحَاوِي وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا ابْن حضر والشرواني فِي آخَرين كَابْن حسان، وَسمع على شَيخنَا وَطَائِفَة، وسافر إِلَى الثغرين اسكندرية ودمياط للرباط مزارا رَفِيقًا للبقاعي وَغَيره، وَكَذَا حج وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس غير مرّة واختص بامام الكاملية دهرا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء، وَأقَام بِأخرَة

ص: 74

بالمعينية الجوهرية من غيط الْعدة وَكَانَ خيرا حسن الْعشْرَة متوددا لأحبابه شَدِيد الْفَاقَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بالبيمارستان وَصلى عَلَيْهِ عقب الصَّلَاة بِجَامِع الْأَزْهَر رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

218 -

عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم الزين أَبُو الْفرج بن الرضى الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / ولد قبيل السِّتين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَمَا بعْدهَا على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب والنور عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي والعز عبد السَّلَام الكازروني والكمال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَجَمَاعَة وأجازوا لَهُ وَكَذَا أجَازه فِي سنة أَربع وَسبعين ابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن كثير الْحَافِظ والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن قواليح وَآخَرُونَ وَسمع البُخَارِيّ عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ وَالنَّسَائِيّ عَلَيْهِ وَعلي الزين المراغي وَمن الزِّينَة إِلَى آخِره عَليّ الْجمال يُوسُف الْبَنَّا وخاله الْعلم سُلَيْمَان السقا بل سمع صَحِيح مُسلم عَليّ الْبَدْر بن الخشاب بِقِرَاءَة شَيْخه الْعِزّ الكازروني وَبَعضه عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ وَالْجمال الاميوطي وَكَذَا سمع على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الششتري الْمدنِي، وَأخذ الْفِقْه وأصوله عَن الاميوطي وَأذن لَهُ فِي التدريس وَوَصفه بالفقيه الامام المتقن وَقَالَ انه بحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحث تَحْقِيق وإتقان محققا لنفائسه مدققا لغوامضه إِلَى أَن قضى من الْفَنّ وطره وَاسْتحق بذلك أَن يُسْتَفَاد مِنْهُ، وَكَانَ كأبيه من مؤذني الْحرم النَّبَوِيّ وَولي هُوَ الدَّرْس الْمَعْرُوف بالنقاش، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن الزين عبد الرَّحْمَن بن صَالح وَحدث، وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وانه أجَاز لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع عَلَيْهِ أَبُو)

الْفرج المراغي من صَحِيح مُسلم والشفا قَالَ وَحَضَرت درسه فِي عُمْدَة الْأَحْكَام وَكَذَا سمع عَلَيْهِ وَلَده الْبُرْهَان وَأفَاد أَن وَفَاته كَانَت فِي أحد الربيعين ظنا سنة تسع وَعشْرين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقى بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار جدا.

219 -

عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن يُوسُف الزين بن الْبَدْر الهوريني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الكتبي / الْمَاضِي أَبوهُ.

220 -

عبد الرَّحْمَن بن حيدر بن عَليّ بن أبي بكر بن عمر أصيل الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن القطب الدهقلي الشِّيرَازِيّ الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي /. ولد فِي شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْبنانِيّ وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر والبدر أبي الْعَبَّاس بن الجوخي وَابْن أميلة فعلى الأول جُزْء البيتوتة وحياء الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم للبيهقي وعَلى الثَّانِيَة

ص: 75

مشيخة جدها وعَلى الثَّالِث سنَن النَّسَائِيّ، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَإِبْرَاهِيم بن الخشاب وعَلى الزرندي وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة ولقيه شَيخنَا بعدن فَأخذ عَنهُ وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِن مولده سنة خمس وَأَرْبَعين، وَالْأول هُوَ الَّذِي ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَأَنَّهُ أصح. مَاتَ فِي سنة سبع عشرَة بِبَعْض جزائر كنباية من بِلَاد الْهِنْد، وَذكره المقريزي فِي عقوده تبعا لشَيْخِنَا.

221 -

عبد الرَّحْمَن بن الْخضر الْحَنَفِيّ وَالِد الحسام مُحَمَّد بن بريطع / الْآتِي ولي قَضَاء غَزَّة وقتا.

222 -

عبد الرَّحْمَن بن خَليفَة بن أَحْمد الطهطاوي الصعيدي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / والجالس للشَّهَادَة بِبَاب السَّلَام فِيهَا وَيعرف بالخطيب. مِمَّن سمع مني بهَا وبالمدينة.

223 -

عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ بن شرِيف بن مونس الزين أَبُو الْفَهم وَأَبُو زيد بن الصّلاح أبي الصَّفَا الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القابوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ خَلِيل. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقابون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده والشاطبية وعرضها بِتَمَامِهَا على الشّرف صَدَقَة المسحراتي الْمَاضِي وَكَذَا حفظ غَيرهَا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع بِبَلَدِهِ والقاهرة والخليل وَغَيرهَا على جمَاعَة فبدمشق على أبي حَفْص البالسي وَابْن صديق وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَالْجمال بن الشرائحي فِي آخَرين وبالقاهرة عَليّ البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي والحلاوي وَمِنْه لبس الْخِرْقَة وَكَذَا لبسهَا فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانمِائَة كَمَا ذكر من الشهَاب بن الناصح ثمَّ بعد ذَلِك من الزين أبي بكر الخوافي وبالخليل عَليّ الشهَاب أَحْمد بن حُسَيْن النصيبي وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْبُرْهَان وَعلي إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن الشّحْنَة والتدمري، وَحدث فِي غير مَوضِع سمع مِنْهُ الْأَعْيَان وقرأت عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِجَامِع بني أُميَّة ورام التَّوَجُّه معي إِلَى حلب فَمَا تيَسّر وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وَله بالفن أنس مَا واستحضار لبَعض الْمُتُون وَذكر لي انه جمع كتابا فِي أَسبَاب الْمَغْفِرَة وَأَنه كتب على تَخْرِيج الاحياء للعراقي بعض الْحَوَاشِي وَأثبت لَهُ مُصَنفه قِرَاءَته عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فوصفه بالفقيه المشتغل المحصل، وناب فِي الخطابة بِجَامِع بني أُميَّة بِدِمَشْق دهرا وَكَذَا فِي الامامة وَمَات فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَ يَوْمًا ماطرا وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت جنَازَته حافلة رحمه الله وإيانا.

224 -

عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد الزين بن الْعلم الكركي الشوبكي الأَصْل القاهري وَالِد صَلَاح الدّين مُحَمَّد وأخيه أَحْمد وَيعرف كأقاربه بِابْن الكويز /

ص: 76

بِالْمُعْجَمَةِ تَصْغِير كوز. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَأمه ستيتة ابْنة أبي الْفرج أُخْت الْفَخر عبد الْغَنِيّ صَاحب الْمدرسَة الفخرية الَّتِي أرسل بهَا أَخُوهَا الْمَذْكُور لقطيا حَتَّى قتلت لشَيْء نسبت إِلَيْهِ بِحَيْثُ كَاد سُلَيْمَان أَخُو صَاحب التَّرْجَمَة نَفْيه عَن أَبِيه وانه لذَلِك دس عَلَيْهِ من قَتله فَالله أعلم. نَشأ على زِيّ الْجند فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا، وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي دوادارا ثَالِثا حِين كَانَ أَبوهُ كَاتب السِّرّ فدام عَلَيْهَا إِلَى أَن أرْسلهُ اسكندرية على نيابتها بعد اقباي اليشبكي الجاموس وَذَلِكَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ فَصله الظَّاهِر عَنْهَا فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين بتمرباي وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن استدعى بِهِ وولاه استادارية النضيرة عوضا عَن جَوْهَر السيفي فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ الأستادارية الْكُبْرَى بعد عزل قيزطوغان العلائي فِي حُدُود سنة سِتّ وَأَرْبَعين فَلم يمش أمره فِيهَا وانفصل سَرِيعا فِي إِحْدَى الجمادين مِنْهَا جزما بالزين يحيى الْأَشْقَر وَكَانَ اسْتَقر مَعَه فِي نظر الْمُفْرد ونكبه نكبة خَفِيفَة، فَلَمَّا كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين ولاه استاداريته بِدِمَشْق على كره مِنْهُ فَتوجه مِنْهَا وَمَعَهُ مرسوم بجلوسه فَوق أمرائها فَلم يحتملوا ذَلِك وكاتبوا فِيهِ فَكتب بعد مُبَاشَرَته لَهَا أَيَّامًا بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وضربه وحبسه بقلعة دمشق ومصادرته إِلَى أَن أفرج عَنهُ ورسم بعوده إِلَى الْقَاهِرَة على حمل عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يَسعهُ إِلَّا أَن التجأ لأبي الْخَيْر النّحاس لوزم خدمته وَالرُّكُوب أَمَامه فَحسن حَاله بذلك يَسِيرا فَلم يلبث أَن غلب خموله على سعد النّحاس بِحَيْثُ نكب وَحِينَئِذٍ رَجَعَ صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى أَسْوَأ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا ومقته)

فِي الالتجاء الْمشَار إِلَيْهِ أهل الدولة وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الْخَاص بعد موت الجمالي ابْن كَاتب جكم وباشرها مُبَاشرَة ضخمة ثمَّ أمسك فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وصودر وضيق عَلَيْهِ وَآل أمره إِلَى أَن انسحب لمملكة الرّوم فَأكْرمه صَاحبهَا ابْن عُثْمَان وَأحسن نزله وَاسْتمرّ عِنْده ثمَّ عَاد فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي وقابله فَأكْرمه وَألبسهُ خلعة وَكَذَا أكْرمه غير وَاحِد من المباشرين وَنَحْوهم بل أجْرى عَلَيْهِ كثير مِنْهُم الرَّوَاتِب لِكَثْرَة تشكيه ثمَّ لم يلبس حَتَّى سعى فِي الْخَاص أَيْضا بِنَحْوِ اثْنَي عشر ألف دِينَار وَاسْتقر فِيهَا عوض التَّاج بن المقسي واستشعر مِنْهُ الدوادار الْكَبِير فِي أثْنَاء مُبَاشَرَته الْفِرَار فبادر للقبض عَلَيْهِ لكَونه كَانَ هُوَ الْقَائِم عَنهُ بِالْمَالِ الْمشَار إِلَيْهِ وضيق عَلَيْهِ بل أطلق عَلَيْهِ سبعا ثمَّ تخلص بعد ذل وإهانة وَبيع لجَمِيع موجوده من صَامت وناطق وَاسْتمرّ خاملا ضَعِيفا ببيته إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ فِي غَايَة من الْفقر بعد أَن كَانَ المخلف لَهُ عَن أَبِيه فِي كل يَوْم نَحْو خمسين دِينَارا فِيمَا قيل

ص: 77

قبيل عصر يَوْم السبت سَابِع شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد فِيهِ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَابْن الشّحْنَة الْمُنْفَصِل وَجمع من المباشرين والأعيان ثمَّ دفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَقد حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَطَاف الْأَمَاكِن وَتزَوج ابْنة الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله الْمَاضِي واستولدها ابْنه صَلَاح الدّين وَغَيره، وَذكر أَنه كَانَ كثير الْعِبَادَة والتهجد وَالصِّيَام والتلاوة مَعَ ظلم كثير وَعكس متوال خُصُوصا فِي أَوَاخِر أمره وَقد وَصفه شَيخنَا فِي عرض وَلَده بالمقر العالي العالمي الفاضلي الأوحدي الزيني عَفا الله عَنهُ وإيانا.

225 -

عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد الزين بن الكويز جد الَّذِي قبله /. كَانَ اسْمه قبل التظاهر باسلامه جرجس.

ذكره المقريزي فِي عقوده بِمَا سلف نَحوه فِي دَاوُد.

عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد. / مضى فِي ابْن أبي بكر بن دَاوُد.

226 -

عبد الرَّحْمَن بن ذِي النُّون مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح الزين الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِأَبِيهِ. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة أَو فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا بغزة وتلا لنافع وَابْن كثير وَأبي عمر وَعلي الشهَاب بن عَابِد الْغَزِّي وَلَقي ابْن الْجَزرِي بِظَاهِر غَزَّة فَأجَاز لَهُ وتصدى لتعليم الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة لحسن تَعْلِيمه ووفور نصحه وديانته، وَكَانَ خيرا صَالحا فَاضلا حسن الْعشْرَة مهتما بحوائج إخوانه بل وَغَيرهم وكف بَصَره وضعفت حركته جدا بِحَيْثُ صَار لَا حراك بِهِ، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ رحمه الله وإيانا.)

227 -

عبد الرَّحْمَن بن رضوَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف جلال الدّين أَبُو المفاخر ابْن مفيدنا وَشَيخنَا الْحَافِظ الزين أبي النَّعيم العقبي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي / وَاسم أمه نورة ابْنة مكي وتدعى حَرِير. ولد فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بتربة قجماس من الصَّحرَاء وَنَشَأ بهَا فِي كنف ابيه فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام لشَيْخِنَا وَعرضه عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ حفظا وَكَذَا حفظ غَيره واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ ثمَّ أسمعهُ الْكثير عَالِيا ونازلا من لَا يُحْصى كَثْرَة كالبدر حُسَيْن البوصيري والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَعَائِشَة الكنانية وقريبتها فَاطِمَة والفاقوسي والشرابيشي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ والعز بن الْفُرَات وَأَجَازَ لَهُ خلق وَخرج لَهُ أَبوهُ المتباينات مَاتَ عَنْهَا مسودة، واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْحَاوِي على الْعلم البُلْقِينِيّ وَفِي الْمنطق وَغَيره على آخَرين، وَلما مَاتَ وَالِده أضيفت إِلَيْهِ جهاته كالاسماع فِي الشيخونية والخدمة بالأشرفية برسباي، وَلزِمَ الِاشْتِغَال قَلِيلا وَالْتمس مني مساعدته فِي تبييض

ص: 78

المتباينات الْمشَار اليها فعاقه الْمَقْدُور ثمَّ عرض لَهُ فِي عقله شَيْء يُقَال ان سَببه الاعتناء بالروحاني لَكِن مَعَ سُكُون وسكوت فِي أَكثر أوقاته بل سَمِعت انه كَانَ يكثر التِّلَاوَة وَرُبمَا تكلم فِي بعض الْمسَائِل وأتى بِمَا يستظرف من السجعات المتوالية والكلمات المنتظمة مَعَ تعففه وَعدم قبُوله لشَيْء الا حِين الْحَاجة، وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة احدى وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه رحمه الله وعوضه الْجنَّة.

عبد الرَّحْمَن بن أبي السرُور بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الْمَكِّيّ /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.

228 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل الزين الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَعبد الله وَعبد الْكَبِير / الآتيين. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار واشتغل فِي النَّحْو وَالصرْف وَأكْثر من التِّلَاوَة وجود عَليّ عمر النجار الْحَمَوِيّ وَسمع على أبي الْفرج المراغي وَولده وَكَذَا سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

229 -

عبد الرَّحْمَن بن سعد الْحَضْرَمِيّ التَّاجِر نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بِابْن قنين بقاف ونونين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة. / كَانَ مَلِيًّا خيرا. قدم مَكَّة فِي عشر الْخمسين وجاور بهَا وَاشْترى بهَا أملاكا فَلَمَّا مَاتَ أَحْمد بن عجلَان أَمِير مَكَّة وَحصل الْخلف بعده فِي الدولة انْتقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَذَلِكَ بعد الْحَج من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا فقطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد بلغ السِّتين أَو جازها وَهُوَ عِنْد الفاسي.

230 -

عبد الرَّحْمَن بن سعد الْحَضْرَمِيّ الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. سمع عَليّ الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.

231 -

عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل العثماني نزيل وَادي مر. / مَاتَ فِي غرَّة جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة.

232 -

عبد الرَّحْمَن بن سَلام بن اسماعيل الصعيدي الأَصْل الطلياوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالبدوي /. ولد بطليا من المنوفية وَقدم الْقَاهِرَة بعيد السّبْعين فجود الْقُرْآن على جمَاعَة بل قَرَأَ لِأَبْنِ كثير واشتغل عِنْد أخي وَابْن سولة وَغَيرهمَا فِي الْفِقْه والعربية والكوراني والْعَلَاء الحصني وَصَالح اليمني وَغَيرهم فِي النَّحْو بل قَرَأَ فِي الصّرْف وَالْأُصُول والمنطق وَغَيرهَا كثيرا ولازم ابْن قَاسم

ص: 79

وَحسن الْأَعْرَج ثمَّ انثنى عَنْهُمَا وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس البلبيسي الفرضي وَعبد الْحق وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَليّ دروسا فِي التَّقْرِيب وَأَقْبل عَليّ وعَلى أخي، وتنزل فِي المزهرية وقطنها بل أَقرَأ ولد ابْن حجي وَبني الْوَاقِف، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر مَعَ يبس وَعدم الارتضاء بكثيرين.

233 -

عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عياذ بتحتانية بن عبد الْجَلِيل ابْن خلفون الزين المنهلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد حَافظ الدّين مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالمنهلي. ولد فِي شَوَّال سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمناوهل من الغربية، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي كَفَالَة أَخِيه خَالِد الْمَاضِي وَأقَام مَعَه برواق ابْن معمر من الْأَزْهَر فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين والشاطبية وَالتَّلْخِيص وَعرض على جمَاعَة كشيخنا والقاياتي والعيني والكمال بن الْبَارِزِيّ وجود الْقُرْآن على النُّور الامام وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشنشي وَغَيره فِي الِابْتِدَاء وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن الوروري ثمَّ انْتَمَى للمناوي قَدِيما ولازمه أتم مُلَازمَة حَتَّى أَخذ عَنهُ الْفِقْه أخذا مرضيا غير مرّة وَكَذَا أَخذ عَنهُ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه عَلَيْهِ وَبِه تهذب وَعَلِيهِ تخرج وتسلك وَظَهَرت عَلَيْهِ آثاره وبهرت خبرته واختباره وَكَانَ أحد قراء تقاسيمه الْعَامَّة الَّذين كَانَ يُنَوّه بذكرهم وَبَلغنِي انه كَانَ يرجحه فِي ذوق الْفِقْه عَليّ الْجَوْجَرِيّ وَلَا يحمد سرعَة ذَلِك كَمَا لم يحمدها غَيره وَأخذ عَن)

الْمحلي كثيرا من شرحيه على الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهمَا وَكَانَ بعض مَا سَمعه من ثَانِيهمَا بِقِرَاءَة النُّور الْوراق الْمَالِكِي وترافق هُوَ وزين العابدين الْمَنَاوِيّ فِي الْأَخْذ فِي أصُول الدّين والعربية وَغَيرهمَا عَن ابْن حسان وَفِي الِاصْطِلَاح وَالرِّوَايَة عَن شَيخنَا وَأخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا وَغَيرهَا عَن الشمني والمنطق وَغَيره عَن التقي الحصني وَمن شُيُوخه أَيْضا البوتيجي والخواص وَآخَرُونَ وَقَرَأَ الشفا أَو معظمه على السعد بن الديري وَالْبُخَارِيّ بِتَمَامِهِ لأسماع ابنيه عَليّ الشهَاب الشاوي وَبَعضه على الزين عبد الصَّمد الهرساني، وَحضر فِي حجَّته الأولى عِنْد القَاضِي أبي السعادات بن ظهيرة وَغَيره، وبرع فِي الْفِقْه وَتقدم فِيهِ وَصَارَ لِكَثْرَة ممارسته لَهُ وَالنَّظَر فِي قَوَاعِده والتبصر فِي مداركه فَقِيه النَّفس مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْأُصُول والعربية وَفهم مُسْتَقِيم جدا، واتقان فِيمَا يبديه وعقل تَامّ يضْبط بِهِ أَقْوَاله وأفعاله ويتوصل بِهِ لكف جليسه أَو صَاحبه عَمَّا لَا يرتضيه حَتَّى ان البقاعي حِين كَانَ بحواره أرسل إِلَيْهِ فِي أَوَائِل بعض اللَّيَالِي أَن يكون رَفِيقًا لَهُ فِي التجمس على بعض جيرانهما فِيمَا زعم انكاره فتلطف فِي

ص: 80

التَّخَلُّص مِنْهُ وَرُبمَا مَشى فِي إِزَالَة الاستيحاش بَينه وَبَين من يكون من أحبابه ليستريح خاطره من قبلهمَا كل ذَلِك مَعَ لطف عشرَة وتحر وورع وانجماع عَن بني الدُّنْيَا واشتغال بِمَا يعنيه ومحاسن وافرة وَرُبمَا أَقرَأ فِي بَيت يشبك الْفَقِيه لثُبُوت خَيره لَدَيْهِ واحسانه إِلَيْهِ بل أَقرَأ الْعلم فِي حَيَاة شَيْخه وَأفْتى فِي بعض الْحَوَادِث باشارته، وناب فِي تدريس الْفِقْه بالحجازية عَن الْبُرْهَان بن أبي شرِيف وبالفاضلية عَن ابْني صَاحبه زين العابدين وَفِي الحَدِيث بالجمالية عَن ابْن النواجي وَفِي غير ذَلِك بغَيْرهَا عَن آخَرين وَاسْتقر فِي تدريس النابلسية تجاه سعيد السُّعَدَاء وسكنها حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يرتفق فِي معيشته بطبخ السكر وَنَحْوه وتوالى عَلَيْهِ فِي ذَلِك بعد وَفَاة شَيْخه وَولده عدَّة خسارات تجرع بِسَبَبِهَا مشاق وَآل أمره إِلَى أَن ضم مَا تَأَخّر بِيَدِهِ وَهُوَ شَيْء يسير جدا، وسافر فِي الْبَحْر من الطّور إِلَى جدة فانصلح الْمركب بِجَمِيعِ مَا فِيهِ فِي أثْنَاء الطَّرِيق وَنَجَا بِنَفسِهِ خَاصَّة وطلع مَكَّة مُجَردا قبيل الْمَوْسِم فحج وَأقَام سنة أُخْرَى وَهِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ على قدم عَال فِي الْعِبَادَة المختصة بهَا مَعَ الصَّلَاة والتلاوة والمطالعة وَالْكِتَابَة بل والاقراء للطلبة وتوعك فِي غُضُون ذَلِك مُدَّة وَلم يتم تخلصه حَتَّى انه قدم الْقَاهِرَة وابتدأ الفالج مَعَه وَلَكِن لم يكن ذَلِك بمانع لَهُ عَن الاقراء والافتاء وَالْكِتَابَة إِلَى أَن استحكم أمره وَانْقطع بِسَبَبِهِ أشهرا كل ذَلِك وَهُوَ صابر شَاكر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر جُمَادَى)

الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تجاه مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَقد كَانَت بَيْننَا مَوَدَّة تَامَّة يرغب من أجلهَا فِي كَثْرَة زيارته لي ويميل لما يصدر عني من تأليف وترجمة شَيْخه الْمَنَاوِيّ أبدى من السرُور مَا الله بِهِ عليم بل سمع مني فِي مجْلِس شَيْخه كثيرا من تصنيفي القَوْل البديع خَارِجا عَن مَوَاضِع من شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يُبْدِي من الثَّنَاء مَا لَا أنهض لذكره مَعَ عدم تكلفه وتصنعه وَيُصَرح بترجيح شَيْخه لي على نَفسه فِي الحَدِيث فِي الْمَلأ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أثْبته فِي تاريخي الْكَبِير رحمه الله وإيانا.

وَمن نظمه مِمَّا قرأته بِخَطِّهِ مضمنا قَول الْقَائِل مِمَّا هُوَ على الْأَلْسِنَة: حَائِط القَاضِي يطهر بِالْمَاءِ وحائط غَيره يهد قَوْله:

(إِذا استفتى القَاضِي عَن النَّجس الَّذِي

يحل جِدَار الْغَيْر يُفْتِي بهدمه)

(ويفتي إِذا مَا حل ذَاك بحيطه

بتطهيره بِالْمَاءِ فاعجب لحكمه)

وَقَوله:

(يُفْتِي الْقُضَاة بهدم الحيط إِن نجست

مَا لم تكن لَهُم فالماء يكفيها)

ص: 81

وَكَذَا من نظمه مِمَّا نقلته أَيْضا من خطه:

(إِذا حكم الآله عَلَيْك فاصبر

وَلَا تضجر فَبعد الْعسر يسر)

(فكم نَار تبيت لَهَا لهيب

فتخمد قبل أَن ينشق فجر)

فِي أَبْيَات تزيد على ثَلَاثِينَ.

234 -

عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة ابْن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الزين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي، / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ عبد الرَّحْمَن بن ابراهيم ابْن عَليّ والموفق أَحْمد بن عبد الحميد بن غشم الثَّانِي من حَدِيث عِيسَى بن حَمَّاد زغبة عَن اللَّيْث وعَلى الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي جُزْء الْأَزجيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي سمع عَلَيْهِ أول الجزءين وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لي باستدعاء الشريف وَلَيْسَ عِنْده من المسموع على قدر سنه. مَاتَ سنة تسع عشرَة بِدِمَشْق، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

235 -

عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم بن سُلَيْمَان الزين أَبُو الْفرج الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / عَلامَة الزَّمَان وترجمان الْقُرْآن وناصح الاخوان وَيعرف بِأبي شعر. ولد فِي ثَالِث عشر شعْبَان)

سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الْموصِلِي وَحفظ الْخرقِيّ وَغَيره وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم الزين بن رَجَب قَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْمقنع إِلَى أثْنَاء البيع وَكَذَا انْتفع بالشهاب بن حجي وَسمع من عبد الْقَادِر بن ابراهيم الأرموي وَالْجمال بن الشرائحي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين بل سمع هُوَ وَابْنه ابراهيم الْمَاضِي من شَيخنَا فِي رُجُوعه من حلب سنة آمد بالعادلية المسلسل وَالْقَوْل المسدد واغتبظ شَيخنَا بقدومه عَلَيْهِ وبرز لتلقيه حافيا، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي استحضار الْفِقْه وَاسع الِاطِّلَاع فِي مَذَاهِب السّلف وَمَعْرِفَة أَحْوَال الْقَوْم ذَاكِرًا لنبذة من الْجرْح وَالتَّعْدِيل عفيفا نزها ورعا متقشفا منعزلا عَن النَّاس مُعظما للسّنة وَأَهْلهَا بارعا فِي التَّفْسِير مستحضرا لكثير من ذَلِك جيد التَّذْكِير مَعَ المهابة وَالْوَقار وجمال الصُّورَة وَالْحيَاء وَكَثْرَة الْخُشُوع ولطف المزاج وَحسن النادرة والفكاهة وسلامة الصَّدْر ومزيد التَّوَاضُع وَقلة الْكَلَام وعذوبة الْمنطق وَعدم التَّكَلُّف والمثابرة على التِّلَاوَة والتهجد وَالْعِبَادَة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والمحبة الزَّائِدَة للْعلم وَالرَّغْبَة فِي مطالعته واقتناء كتبه بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ من الْأُصُول الحسان مَا انْفَرد بِهِ عَن أهل بَلَده وَصَارَ عديم النظير فِي مَعْنَاهُ حَسَنَة من حَسَنَات الدَّهْر انْتفع بِهِ النَّاس فِي المواعظ

ص: 82

وَغَيرهَا وأحبه الْخَاص وَالْعَام وَكَثُرت أَتْبَاعه واشتهر ذكره وَبعد صيته وَمَعَ ذَلِك فعودي وأوذي وَلم تسمع مِنْهُ كلمة سوء فِي جد وَلَا هزل، وجاور بِمَكَّة عودا على بَدْء فَأخذ عَنهُ الأكابر من أَهلهَا وَوعظ فِيهَا حَتَّى فِي جَوف الْبَيْت الْحَرَام وَكَانَ يزدحم عَلَيْهِ الْخلق هُنَاكَ وحَدثني المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بِكَثِير من كراماته وبديع إشاراته، وَقَالَ البقاعي اشْتغل فِي غَالب الْعُلُوم النافعة حَتَّى فاق فِيهَا وَله فِي التَّفْسِير عمل كثير وَيَد طولى، وَكَذَا عظمه التقي بن قندس ثمَّ تِلْمِيذه الْعلَا المرداوي وَوَصفه بالامام شيخ الاسلام الْعَالم الْعَامِل الْعَلامَة الزَّاهِد الْوَرع الرباني الْمُفَسّر الأصولي النَّحْوِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الْمُحَقق وَقَالَ غَيره انْتفع بِهِ خلق وَله مقالبات مَعَ المبتدعين بِسَبَب أصُول الدّين، وترجمته قَابِلَة للبسط وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه تخرج بالشهاب ابْن حجي وتبتل لِلْعِبَادَةِ وتصدى للوعظ فبرع فِي التَّفْسِير وَكثر استحضاره لَهُ وَصَارَ لَهُ أَتبَاع عودي وأوذي، وجاور بِمَكَّة مرَّتَيْنِ وَوعظ بهَا فِي جَوف الْبَيْت وَكَانَ يزدحم عَلَيْهِ الْخلق هُنَاكَ وَيحصل بِكَلَامِهِ صدع فِي الْقلب مَعَ الْفَوَائِد الجليلة فِي عُلُوم عديدة لِأَنَّهُ امام فِي الْفِقْه مستحضر لمذاهب السّلف وَغَيرهَا عَارِف بِالْحَدِيثِ وَعلله من جرح)

وتعديل وَانْقِطَاع وارسال مشارك فِي النَّحْو وَالْأُصُول متعبد خَائِف من الله. وَمَات بعد أَن تعلل أشهرا فِي لَيْلَة السبت سادس عشر شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين بسفح قاسيون وَدفن بِقرب قبر الْمُوفق بن قدامَة من الرَّوْضَة بالسفح رحمه الله ونفعنا ببركاته.

236 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الباسط بن خَلِيل الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخَوَاهُ أَبُو بكر وَعمر.

237 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَلَاح الدّين بن الزين القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْخَطِيب لكَون أَبِيه كَانَ خَطِيبًا بِجَامِع البرددار بِخَط قنطرة قديدار. ولد بعد موت أَبِيه بِيَسِير فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخط الْمَذْكُور وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد زوج أمه الشَّمْس الْمقري وَهُوَ الَّذِي رباه وجوده على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي والمنهاج وَعرضه على الْأمين الأقصرائي، الْبكْرِيّ والبامي وَقطعَة من ألفية النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الْجَوْجَرِيّ فِي عدَّة تقاسيم والبكري وقرأه والعربية والمنطق عَليّ الشّرف مُوسَى البرمكيني وَحضر فِي الْأُصُول والعقائد عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَفِي بعض العقليات عِنْد

ص: 83

التقني الحصني وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والميقات عَن الْبَدْر المارداني ولازمه فِي قِرَاءَة كتب كَثِيرَة وتميز وخطب ولازمني فِي ابْن الصّلاح وَغَيره واغتبط بذلك وتألم لسفري فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وَكَانَ يتكسب بسوق الدراع من سوق الْحَاجِب نصف سنة ثمَّ ترك لما لَا يُعجبهُ وَقَرَأَ على الْعَامَّة وَقد لازمني فِي بحث ابْن الصّلاح وَغَيره كشرحي على تقريب النَّوَوِيّ وَأخذ عني غير ذَلِك وَرُبمَا يتَرَدَّد لِابْنِ الأسيوطي، وَحج فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين ولقيني بِمَكَّة ثمَّ مني وسألني عَن شَيْء يتَعَلَّق بالمنسك وَنعم الرجل سكونا وعقلا وفضلا ورغبة فِي الْخَيْر وَتَحْصِيل الْكتب كِتَابَة وَشِرَاء.

238 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جمال الدّين عبد الله ابْن صَاحب الْمدرسَة وَالدَّار الْمُجَاورَة / لَهَا بِبَاب النَّصْر بكتمر الْحَاجِب الْآتِي وَالِده وَيعرف كسلفه بِابْن الْحَاجِب. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة خمسين وأرخه بَعضهم فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَأن الأول أصح بعد أَن أسْند وَصيته للبدر الْبرمَاوِيّ وَدفن بتربتهم بِالْقربِ من مدرسة جده الْمشَار اليها وَكَانَ يَلِي وَالِده فِي الوسواس واختص بالأمير قانباي الجركسي وقتا عَفا الله عَنهُ.)

239 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرجا بن أبي الزهر بن أبي الْقسم تَقِيّ الدّين أَبُو بكر التنوخي الدِّمَشْقِي وَيعرف كسلفه بِابْن السلعوس. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز الْمِائَة العزاوية وَحدث بهَا قَرَأَهَا عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه مَاتَ سنة سبع، وَكَذَا أرخه فِي أنبائه وَلكنه ذكره فِيهِ أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وأرخ وَفَاته فِي شعْبَان أَو رَمَضَان مِنْهَا وَله نَحْو السّبْعين فَالله أعلم وافاد انه سمع من عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَدَاوُد بن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَغَيرهم، وأرخه المقريزي فِي عقوده فِي رَجَب سنة سبع.

240 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْوَجِيه بن القَاضِي عز الدّين الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد بهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَسمع بهَا من المراغي وَابْن الْجَزرِي وَابْن طولوبغا وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَآخَرُونَ، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى تونس فاشتغل فِيهَا على جمَاعَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد الْأَرْبَعين، ذكره ابْن فَهد فِي النويريين والنيل.

241 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم

ص: 84

ابْن الشَّهِيد النَّاطِق عبد الرَّحْمَن الرضي بن الْعِزّ بن الشَّمْس الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ووالد علم الدّين مُحَمَّد / الْآتِي، ولد بالنويرة من الصَّعِيد وانتقل مَعَ أمه إِلَى الفيوم فحفظ بهَا الْقُرْآن والعمدة والرسالة وألفية النَّحْو ثمَّ عَاد بعد كبره إِلَى بَلَده، وَحج غير مرّة وجاور وَسمع بهَا من الزين المراغي ثمَّ قدم مَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَأَرْبَعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا فأدركه أَجله بهَا وَهُوَ ساجد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي ذِي الْحجَّة منا فَحمل إِلَى بَيته فَجهز ثمَّ دفن بالمعلاة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا.

242 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْمجد أَبُو الْفضل بن الْفَخر بن الجيعان أَخُو ابراهيم وشاكر / الماضيين، كَانَ نَاظر الخزانة وكاتبها. مَاتَ فِي سَابِع عشري الْمحرم سنة خمس وَخمسين بعد قدومه من الْحَج متمرضا بأيام وَدفن بتربتهم بالقرافة ثمَّ بعد مُدَّة نقل إِلَى تربته بالصحراء تجاه تربة الْأَشْرَف برسباي وَخلف عدَّة أَوْلَاد من جوَار بيض مسلمات وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة اللطيفة الْمُجَاورَة لبيتهم بالسبع قاعات وفيهَا صوفية وخطبة وَغير ذَلِك من المآثر وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَلذَا كَانَت لَهُ)

الْيَد الْبَيْضَاء فِي الدّفع عَن شَيخنَا فِي حَادِثَة البيبرسية كَمَا أوضحته فِي الْجَوَاهِر ونفعه الله بذلك فان الشهَاب بن يَعْقُوب حكى لي انه رَآهُ بعد مَوته لهَذَا السَّبَب فِي هَيْئَة حَسَنَة جدا بل صَار أَوْلَاده بعدهمْ المتصرفون فِيهَا رحمه الله وايانا.

243 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القاهري الحريري العقاد وَالِده الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن العقاد. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالخراطين قَرِيبا من الْأَزْهَر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام وأربعي النَّوَوِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمُحَرر وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وقواعد ابْن هِشَام وألفية النَّحْو وَعرض على خلق كَابْن الديري والمناوي والولوي السنباطي والعز الْكِنَانِي والعبادي والأمين الاقصرائي والشمني والشرواني والتقي الحصني وكاتبه فِي آخَرين، قَرَأَ الْقُرْآن وتلا للسبع افرادا وجمعا على الشَّمْس بن الخدر الْحَنْبَلِيّ ثمَّ على الزين جَعْفَر ثمَّ على ابْن اسد افرادا وَكَذَا جمعا لَكِن إِلَى آخر سُورَة الانبياء، وَكَانَ مَعَه حِين توفّي بالحديدة، وعَلى الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي بل أكمل عَلَيْهِ الْعشْر وَأخذ فِي النَّحْو عَن الشَّمْس الابناسي نزيل الاستادارية والنور السنهوري وَقَرَأَ فِي الاصول وَالْبَيَان على الحصنيين والْعَلَاء وَفِي الْفِقْه عِنْد الْمُحب بن جناق وَأخذ قَلِيلا عَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ ثمَّ لَازم الْبَدْر السَّعْدِيّ بل أَخذ عَن إِمَام الكاملية

ص: 85

فِي الْأُصُول وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للورقات وَكَذَا شرح ابْن الفركاح وَسمع الحَدِيث بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي مَعَ الْوَلَد وَغَيره على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَابْن أبي الْحسن وَخلق كَأُمّ الشَّيْخ سيف الدّين وَهَاجَر مِمَّا أثْبته وغيري لَهُ وتميز وَفهم وتكسب بِالشَّهَادَةِ وراج أمره فِيهَا لحذقه وَسُرْعَة كِتَابَته وإنهائه الْأُمُور خُصُوصا مَعَ اقبال القَاضِي عَلَيْهِ وَصَارَ لذَلِك كُله محسودا مِمَّن هُوَ أنحس وأسوأ حَالا بِحَيْثُ وصل أمره إِلَى السُّلْطَان وَوصف بِكَوْنِهِ نقيب الْحَنْبَلِيّ فَحِينَئِذٍ بَادر الْبَدْر للاستقرار بالتقي بن القزازي فِي النقابة وتبرم من كَونه نَقِيبًا واستراح من كَلَام كثير برِئ مِنْهُ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلَيْسَ فِيهِ من الأرصاف الظَّاهِرَة سوى سرعَة حركته المؤدية إِلَى شَبيه بالخفة وَقد اختفى مُدَّة بِسَبَب مجاورته لمُحَمد بن اسماعيل برددار الأتابك وعشرته لَهُ وَلَوْلَا اللطف لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين طلع فِي الْبَحْر مَعَ شاهين الجمالي وَقد اسْتَقر نَائِب جدة فدام بهَا بَقِيَّة السّنة ثمَّ مَعَ يشبك الجمالي حِين كَانَ أَمِير الأول ثمَّ الْمحمل ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين رَفِيقًا للسَّيِّد عتقا براويد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَوَصلهَا فِي حادي عشري رَجَب فزار وَرجع الْيَوْم الثَّالِث بعد الْجُمُعَة وَكَانَت أم وَلَده بِمَكَّة فحجا ثمَّ عادا مَعَ الركب.

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر بن أبي الْخَيْر الطاوسي /. يَأْتِي فِي ابْن أبي الْفتُوح.

244 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن عبد الله بن عبد الْكَافِي بن قُرَيْش الزين الحسني الطباطبي / مُؤذن الركاب السلطاني، كَانَ يُجَالس الظَّاهِر برقوق فاتفق أَن جمال الدّين مَحْمُود العجمي لما كَانَ نَاظر الْجَيْش أنف أَن يجلس دونه فَذكر أَنه رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فعتبه على ذَلِك فَأصْبح فَركب إِلَى بَيت الشريف فاستحله بعد أَن أخبرهُ بالمنام. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه قَرَأَ ذَلِك بِخَط التقي المقريزي فِيمَا سَمعه من الشَّمْس الْعمريّ الْموقع وَقد حضر ذَلِك. مَاتَ سنة احدى. قلت وسَاق المقريزي فِي عقوده نسبه إِلَى الْحسن بن عَليّ وبيض لتاريخ وَفَاته وحرف بَعضهم اسْم أَبِيه فَجعله عبد الخافي وَكَذَا أرخ وَفَاته فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة.

245 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو هُرَيْرَة النابلسي الشَّافِعِي / إِمَام جَامع بَلَده الْكَبِير ووالد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن مَكِّيَّة. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة واشتغل وَفضل وارتحل فَقَرَأَ على شَيخنَا من أول البُخَارِيّ إِلَى مَوَاقِيت الصَّلَاة وَسمع عَليّ بِقِرَاءَتِي فِي عشاريات التنوخي وبقراءة ابْن قمر والقلقشندي وَغَيرهمَا أَشْيَاء وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين، وَكَانَ يدرس فِي

ص: 86

الْفِقْه والنحو. مَاتَ فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَدفن عِنْد آبَائِهِ رحمه الله.

246 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم الارموي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ /. سمع على الشهَاب الحسباني الْمِائَة المستقاة من مشيخة الْفَخر وَحدث بهَا أَخذهَا عَنهُ سبط شَيخنَا فِي سنة خمس وَسِتِّينَ.

247 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد ابْن عِيسَى الحسني المسهودي أَخُو النُّور / على الْآتِي وَهَذَا أكبر وَذَاكَ أفضل. نَاب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ حِين إِعْرَاض أَبِيه عَنْهَا فَكَانَ أول من ابتكر ولَايَته وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده.

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن جمال الثَّنَاء الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ، / يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عبد الله بن عبد الرَّحْمَن.

248 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل بن أبي الْحسن بن طَاهِر الزين بن أبي مُحَمَّد الحرستاني ثمَّ الصَّالِحِي /، ولد فِي شَوَّال سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي مُحَمَّد بن الْقيم والحافظ)

أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُحب الصَّامِت الأول وَالثَّانِي من حَدِيث عبد الله بن هَاشم الطوسي تَخْرِيج زَاهِر بن طَاهِر عَن شُيُوخه وَمن ابْن الْقيم غير ذَلِك وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا ثمَّ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الابي فِي سنة خمس عشرَة، وَمَات بعد ذَلِك وَذكره المقريزي فِي عقوده.

249 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن زوران الْبَصْرِيّ الخواجا / مِمَّن كَانَ يُسَافر فِي المتجر إِلَى الْهِنْد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين.

250 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف الزين ابْن اللؤْلُؤِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم مُحَمَّد والتقي أبي بكر / الآتيين وَهُوَ أَوسط الثَّلَاثَة سنا وأصغر فضلا وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين خطاب وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وتصريب الْعُزَّى والكافية وَعرض على جمَاعَة كالتقي الْأَذْرَعِيّ والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وبالقاهرة على شَيخنَا فِي آخَرين وأحصر على الْعَلَاء بن بردس وتفقه بوالده وأخيه النَّجْم وخطاب بل وَأخذ فِي الْقَاهِرَة عَن الْجلَال الْمحلي والعربية عَن الشرواني وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة احدى وَخمسين وَكَذَا حج غير مرّة وَكَانَ مَعَ الزيني بن مزهر فِي الرجبية لاختصاصه بِهِ فَكنت أرَاهُ هُنَاكَ يعرض على بعض الْفُضَلَاء كل يَوْم جانبا من محافيظه

ص: 87

وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن الولوي البُلْقِينِيّ فَمن بعده، وَكَانَ فَاضلا لطيف الْعشْرَة خَفِيف الرّوح حسن الْمُلْتَقى سريع الْحَرَكَة وَالْكَلَام محبا فِي لِقَاء الأكابر سليم الْفطْرَة مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين، وَكَانَ قد توجه بعد دفن أَخِيه بِالْقَاهِرَةِ اليها فابتدأ بِهِ التوعك، وَاسْتمرّ يَعْتَرِيه وقتا فوقتا حَتَّى قضى رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

251 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وجيه الدّين الْعلوِي ثمَّ العكي الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ. / ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن تلقينا وجوده وتفقه وَسمع على ابْن الْجَزرِي والفاسي والبرشكي المغربي واختص بِهِ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ طرد المكافحة عَن سنة المصافحة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ قريباه النفيس سُلَيْمَان وَالْجمال مُحَمَّد ابْنا ابراهيم الْعلوِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَغَيرهم، وَكَانَ آيَة فِي معرفَة الاوفاق وتركيبها على وُجُوه مُتعَدِّدَة من النّسك وَالطَّرِيق المرضي والنشأة الْحَسَنَة والانجماع عَن النَّاس إِلَّا من كَانَت بَينه وَبَينه مُلَابسَة وصحبة وَحسن الْخلق والموافاة لأحبابه وَصدق الْمحبَّة مَعَهم بِدُونِ خداع وَلَا تكلّف. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ تَرْجمهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين بأبسط من هَذَا.

252 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ بن الخشاب / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه اشْتغل بِالْعلمِ فِي الشَّام ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم عَن ابْن العديم ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة فوصل مَعَ الْعَسْكَر فباشره يَوْمَيْنِ ثمَّ سعى عَلَيْهِ ابْن الكفيري فأعيد ثمَّ مَاتَا جَمِيعًا فِي شهر وُرُود الْعَسْكَر وَبَينهمَا فِي الْوَفَاة يَوْم وَاحِد وَلم يبلغ هَذَا ثَلَاثِينَ سنة رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَلم يكن ماهرا فِي الْعلم.

253 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الْكَرِيم الْبَنَّا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ.

254 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْوَجِيه بن الْعَفِيف بن الْأمين الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنَفِيّ / صهر السَّيِّد الْعَلَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نقيب الْأَشْرَاف وَهُوَ الَّذِي حنفه وَيعرف كأبيه بِابْن جمال الثَّنَاء. قَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ والعمدة وَسمع عَليّ البُخَارِيّ وَمَا عدا الْمجْلس الأول من النَّسَائِيّ وَجَمِيع الشَّمَائِل مَعَ الْخَتْم من الْجَامِع لمؤلفها وَالْبَعْض من ابْن مَاجَه وَجَمِيع الشفا وتصانيفي فِي ختام هَذِه الْكتب الْخَمْسَة وَمن تصانيفي أَيْضا التَّوَجُّه للرب بدعوات الكرب وَالْكثير من الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَالْبَعْض من الابتهاج وَمن شرح النخبة لشَيْخِنَا وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ كراسة، وسافر مَعَ صهره فِي موسم سنة

ص: 88

ثَلَاث وَتِسْعين لدمشق فَمَا انْشَرَحَ صهره لذَلِك وَأقَام بالقدس وَجَاءَت كبتهما لمَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَبعد ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بالطاعون هُوَ وَأمه فِي سنة سبع وَتِسْعين.

255 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن مُوسَى الْوَجِيه بن الْعَفِيف بن النُّور الْمَكِّيّ الْمَعْرُوف بالمزوق /.

256 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد الصَّدْر الكفيري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء عَنى بالفقه وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى عَن أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت لَهُ همة فِي طلب الرياسة. قَالَه ابْن حجي.

257 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن الْحسن الزين الْمدنِي أَخُو أبي الْفرج / وحفيد أخي إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.)

258 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن نصر بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن البعلي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع على الْحَافِظ الْمزي وَأبي الْعَبَّاس الْجَزرِي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر الْحَمَوِيّ وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا بِدِمَشْق وأرخ وَفَاته فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

259 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم الزين بن الْجمال بن الْفَخر الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْفَخر الْمصْرِيّ. / أسمعهُ أَبوهُ الْكثير من شُيُوخ عصره فَفِي سنة سبعين على الصّلاح بن أبي عمر بعض مُسْند عَائِشَة من مُسْند أَحْمد وعَلى الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن مَاجَه وعَلى التقي بن رَافع سنَن النَّسَائِيّ وَكَذَا سمع على الْمُحب الصَّامِت وَغَيره وتفقه قَلِيلا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ.

260 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يُوسُف بن يحيى الزين بن التقي الحجاوي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي نزيل الْقَاهِرَة /. سمع من الْمُحب الصَّامِت أَخْبَار الْكسَائي والصولي وَمن لفظ أَخِيه عمر بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب غير ذَلِك وَكَانَ من دهاة النَّاس وعقلائهم ذَا وجاهة وَمَعْرِفَة بفنون مداخلات النَّاس ثمَّ أُصِيب بعقله وَاخْتَلَطَ ولقيه ابْن فَهد والبقاعي بعد ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ فَذكر لَهما أَنه سمع كثيرا بالصالحية على جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْمُحب والكركي وَقَرَأَ عَلَيْهِ البقاعي شَيْئا من مسموعه فَكَانَ يحضر تَارَة ويغيب أُخْرَى فَتَرَكَاهُ بعد أَن أجَاز لَهما وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمَات بِالْقَاهِرَةِ إِمَّا فِيهَا أَو فِي الَّتِي بعْدهَا.

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَمِين الدّين /. فِي ابْن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن.

ص: 89

261 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القَاضِي زين الدّين بن المجير. / استوزره صَاحب حصن كيفا وَهُوَ قَاض شَافِعِيّ عَالم حسن السِّيرَة كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَشْرَف من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.

262 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الباز /، مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين.

263 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النفياي / ثَانِي الْخَمْسَة المهتدين للاسلام، مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وَهُوَ الْآن حَيّ.

264 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم بن عبد الْمُنعم بن يحيى النَّجْم أَبُو الْخَيْر بن الزين أبي مُحَمَّد بن الْجمال الْقرشِي الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد المحيوي عبد الْقَادِر / الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْوَارِث، ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النُّور بن إِسْحَق وَغَيره تجويدا وَلأبي عَمْرو على خلف الْمقري وجوده أَيْضا على الْفَخر الضَّرِير والنور أخي بهْرَام وَحفظ الالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية النَّحْو وعرضها على جمَاعَة من الْمَالِكِيَّة كالتاج بهْرَام وَعبيد البشكالسي وناصر الدّين بن التنسي وَمن الشَّافِعِيَّة كَابْن الملقن والبلقيني وأجازوا لَهُ واشتغل فِي الْفِقْه على التَّاج بهْرَام وَالْجمال الأقفهسي قَرَأَ عَلَيْهِمَا بحثا جَمِيع الْمُخْتَصر وَسمع على أَولهمَا أَيْضا بِقِرَاءَة الشهَاب بن تَقِيّ بخانقاه شيخو وَقَرَأَ بعض ألفية النَّحْو على الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع على نَاصِر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي وَالشَّمْس بن المكين الْبكْرِيّ وَالْفَخْر القاياتي بل كَانَ يَقُول إِنَّه سمع عَليّ الصّلاح الزفتاوي والسراج عمر بن جمَاعَة وَإنَّهُ قَرَأَ على ابْن الملقن الامام أنابه ابْن سيد النَّاس أنابه مُؤَلفه وَإِن مِمَّن أجَازه الزين الْعِرَاقِيّ وَلَيْسَ كُله بِبَعِيد وناب فِي الْقَضَاء عَن الشَّمْس الْمدنِي وَابْن خلدون وَعَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعدهمْ بل فوض لَهُ شَيخنَا مَا فوضه لَهُ السُّلْطَان وَولي بعد وَالِده تدريس القمحية ثمَّ رغب عَنْهَا، وَحج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر فِيهَا بِأَلف دِينَار بعد أَن كَانَ رسم لَهُ فِي مَجْلِسه بِثَمَانِينَ لسابق معرفَة بَينهمَا واتفاق ماجرية كَانَ الظَّاهِر يحكيها مستشهدا بهَا لعدله فِي قَضَائِهِ وَلما عَاد من الْحَج أنعم عَلَيْهِ أَيْضا بِخَمْسِمِائَة فأباها على مَا قَالَه لي وَرجع إِلَى منية بني خصيب فَأَقَامَ بهَا قَاضِيا كسلفه وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ فَاضلا جوادا ظريفا ذَا سطوة على المفسدين ولسان ذلق وَكلمَة نَافِذَة سِيمَا فِي بِلَاد الصَّعِيد كلهَا عِنْد مباشريها ومشايخ العربان بهَا وَمن عداهم كثير التَّوَاضُع عالي الهمة حكى شَيخنَا فِي حوادث سنة

ص: 90

أَربع وَعشْرين من أنبائه أَنه ظفر بشخص من عرب الصَّعِيد يُقَال لَهُ عرام ادّعى النُّبُوَّة فانه زعم أَنه رأى فَاطِمَة الزهراء ابْنة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرته عَن أَبِيهَا أَنه سيبعث بعده، وأطاعه نَاس وَخرج فِي ناحيته فَقَامَ عَلَيْهِ النَّجْم الْمَذْكُور وسعى إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فَضَربهُ تعزيرا وحبسه وأهانه فَرجع عَن دَعْوَاهُ وَتَابَ، وَوَصفه فِي عرض وَلَده بالشيخ الامام الحبر الْهمام الْعلم الْمُقْتَدِي والأوحد المرتضي وجده بالشيخ وَصدر فِي أَوْصَاف الْوَلَد بسليل الْأَئِمَّة مفاخر الْأمة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَابْنه غَائِب بِالشَّام رحمه الله وإيانا.

265 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد الزين أَبُو النجيب بن التَّاج بن الْعَفِيف اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وسبط الأديب الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الأسبحي أمهما فَاطِمَة. ولد فِي مستهل الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة أَوَّلهمْ فِي سنة تسع وَسمع على الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء ابْن مُوسَى وعنى بالأدب وَالشعر وَنظر فِي دواوينه وَفهم وَحفظ أَشْيَاء حَسَنَة بل نظم ونثر، وَتردد لليمن والشحر للاسترزاق وَدخل مصر وناب فِي الامامة بالْمقَام عَن عبد الْهَادِي الطَّبَرِيّ وَفِيه كياسة ومروءة وَحسن عشرَة ومذاكرة. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَعشْرين. ذكره الفاسي بِاخْتِصَار وبيض لشعره.

266 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن نصر الله التقي بن التَّاج الفوي / من بَيت شهير. كَانَ أحد موقعي الدست وناظر دَار الضَّرْب بل نَاظر الْأَوْقَاف إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِابْن أقبرس ثمَّ اسْتَقر فِي نظر جدة عوض تَاج الدّين بن حَتَّى فِي الَّتِي بعْدهَا وَغَيرهَا وَفِي نظر ديوَان الْمُفْرد وَفِي غير ذَلِك وَعمر وتعطل دهرا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها عَفا الله عَنهُ.

267 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن الزين اللدي الأَصْل الْغَزِّي / نَاظر جيشها بل عظيمها وأخو سعد الدّين ابراهيم الْمَاضِي مِمَّن يذكر بالأموال الغزيرة. مَاتَ بهَا وَقد جَازَ السّبْعين فَجْأَة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قبل إكماله الْمدرسَة الَّتِي أمره السُّلْطَان ببنائها لَهُ هُنَاكَ فالتزم وَلَده ابراهيم الْمَاضِي باكمالها.

268 -

عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مَحْمُود / الْآتِي وَإِخْوَته. حفظ البديع لِابْنِ الساعاتي وَالْهِدَايَة، وَخلف وَالِده فِي تدريس الأبوبكرية والأيتمشية وَأم السُّلْطَان لكَونه أكبر

ص: 91

إخْوَته وَمَات سنة إِحْدَى عشرَة.

269 -

عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد الْعَفِيف أَبُو حَفْص بن النُّور بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف الْحُسَيْنِي الايجي الشَّافِعِي / الْآتِي كل من جد أَبِيه فَمن يَلِيهِ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَصَاحب التَّرْجَمَة أصغرهما. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة. ولازمني بِمَكَّة فِي أَخذ جملَة بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَمِمَّا قَرَأَهُ الْيَسِير من الْخُلَاصَة للطيبي تفهما وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة ملخصة فِي التَّارِيخ الْكَبِير.

270 -

عبد الرَّحْمَن بن عبيد بن عمر بن مُحَمَّد التقي أَبُو عبد الله بن الزين المعمر أبي عمر الْقرشِي بَلَدا الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَبِه يعرف من ذَوي الوجاهات بمحله يقوم بزاوية سلفه مَعَ اشْتِغَاله بِمَا يقوم بِهِ معيشته من صناع يعْملُونَ لَهُ القماش وزراعة لنيل وقمح وفول وَغير ذَلِك مَعَ عقل وَسُكُون، وَيكثر التَّرَدُّد للقاهرة وَقد قَرَأَ عَليّ يَسِيرا وَسمع أَشْيَاء فِي الْبَحْث وَغَيره وَكَانَ فهما بل متقنا للميقات وَنَحْوه ولكثير من الْحَرْف والصنائع من نجارة وحديد وَغير ذَلِك، وابتنى بِبَلَدِهِ حوضا للسبيل وَغَيره وَصَارَ ذَا ثروة فِي الْجُمْلَة، وَحج وجاور بعض سنة. مَاتَ ظنا فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ رحمه الله.

271 -

عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أَمِير الشرواني الأَصْل الْمَحْمُود أبادي ثمَّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ / فَاضل ورد مَكَّة فِي الْبَحْر فَأخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَتردد إِلَيّ فَكَانَ مِمَّا سَمعه مني المسلسل وَاسْتشْكل أَشْيَاء فِي الِاصْطِلَاح فأوضحتها لَهُ وسافر مَعَ شدَّة حرصه على الْمُلَازمَة لكَون أهل نواحيه لَا عهد لَهُم بِشَيْء من الحَدِيث ومتعلقاته وَذكر لي أَن لَهُ تصانيف فِي العقليات وحواشي على كثير من الْكتب المشكلات.

272 -

عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الرضي عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الرضي عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ السفط رَشِيدِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الخليفتي الصُّوفِي بخانقاه قوصون بالقرافة الصُّغْرَى. / ولد فِي آخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسفط رشيد.

273 -

عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حَاتِم الزين الْمَكِّيّ الأَصْل الفارسكوري الحريري نزيل دمياط. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بفارسكور وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على ابراهيم بن الْفَقِيه يُوسُف وَغَيره وتلا على الزين بن عَيَّاش وَجَمَاعَة ثمَّ انْتقل إِلَى أبيار فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَاجْتمعَ بِابْن الزين فَأخذ عَنهُ ثمَّ حج من الْقصير وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سِتَّة أَعْوَام وَرجع إِلَى أبيار فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ قطن دمياط من سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة إِلَى أَن مَاتَ، وَدخل

ص: 92

الْيمن والقاهرة وتعاني النّظم ونظم الْكثير لَكِن رُبمَا يَقع لَهُ فِيهِ اللّحن لعدم إجادته للعربية، لَقيته بدمياط فَكتبت عَنهُ قصيدة أَولهَا:

(مَشْهُور وجدي فِي هَوَاك صَحِيح

وغريب قولي فِي الغرام رجيح)

(ولسابق الود ائتلفت بلاحق

من مستفيض الجفن فَهُوَ قريح)

وَكَانَ إنْسَانا حسنا كثير الْأَدَب قَلِيل ذَات الْيَد مَاتَ.

274 -

عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان جمال الدّين السكندري الترجمان التَّاجِر، / كَانَ عَارِفًا بِأُمُور المتجر وَمِمَّنْ صاهر فِي بَيت ابْن الْأَشْقَر. قدم من إسكندرية متوعكا فَمَرض مُدَّة ثمَّ نصل وَدخل الْحمام ثمَّ انتكس وَمَات فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات لَهُ ابْن اسْمه مُحَمَّد.

275 -

عبد الرَّحْمَن بن عليان الْغَزِّي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

276 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الزين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو الْفضل بن النُّور أبي الْحسن الأدمِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. ولد بعيد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالبندقدارية من نواحي الصليبة وَنَشَأ بِمصْر فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال البارنباري وَغَيره وتقريب الْأَسَانِيد للعراقي وَشرح الْأَسْمَاء الحسني للملوي ومنازل السائرين فِي التصوف والمنهاج الفرعي وألفية ابْن مَالك وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا عَليّ الْعِرَاقِيّ وَولده والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والأبناسي والغماري والبرشنسي وَبدر القويسني وَابْن الميلق وَابْن الشيخة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله القليوبي وَعبد اللَّطِيف بن أَحْمد الأسنائي والعز عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الطَّيِّبِيّ وَالشَّمْس بن المكين الْمَالِكِي وناصر الدّين الصَّالِحِي والزين الفارسكوري ويلبغا السالمي والتاج أَحْمد ابْن عَليّ بن الظريف وأجازوه كلهم فِي آخَرين مِمَّن لم أر فِي كِتَابَته الاجازة وَكتب لَهُ الْعِرَاقِيّ أَنه يروي الْمِنْهَاج عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي البركات الدَّمِيرِيّ عَن مُؤَلفه وكل مِنْهُ وَابْنه أَنه يروي جمع الْجَوَامِع عَن مُؤَلفه، وَسمع بِقِرَاءَة أَبِيه عَليّ الْعِرَاقِيّ من أول تقريبه الَّذِي عرضه عَلَيْهِ إِلَى بَاب الْمَسْبُوق يقْضِي مَا فَاتَهُ وَكَذَا سمع على الصّلاح الزفتاوي مُسْند الشَّافِعِي بفوت الْمجْلس الأول وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره على أَبِيه واليسير على الزين الفارسكوري، وَحج وَدخل دمشق واسكندرية للتِّجَارَة وَكتب فِي بعض الدواليب وَحدث سمع مِنْهُ

ص: 93

الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ مسموعه من التَّقْرِيب وَجَمِيع مُسْند الشَّافِعِي وَكَانَ خيرا ضخم الشكالة كثير التَّحَرُّز محبا فِي الْعلم وَأَهله وَوَصفه شَيخنَا بالفاضل البارع المرتضي الرضي، وَمَات بعد أَن أقعد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ رحمه الله ونفعنا بِأَبِيهِ.

277 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْبَهَاء الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة وَسمع بهَا من النشاوري وَابْن صديق وَابْن سكر وَغَيرهم وَحفظ الرسَالَة، وناب فِي الحكم بِمَكَّة عَن ابْن عَمه الْعِزّ النويري وَولي امامة مقَام الْمَالِكِيَّة بعد أَبِيه شَرِيكا لِأَخِيهِ الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَدخل الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ أهين فِي الثَّانِيَة مِنْهُمَا ظلما وناب بهَا فِي الْقَضَاء بعد ذَلِك عَن الْجمال الْبِسَاطِيّ لينجبر كَسره، وَرجع إِلَى مَكَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فَأَقَامَ بهَا أشهرا ثمَّ أدْركهُ أَجله فَمَاتَ فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ بزبيد وَدفن بمقابرها رحمه الله وسامحه. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

278 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الْعَلَاء أبي الْحسن السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الانصاري الخزرجي الْحلَبِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْأَصَم سبط أبي امامة بن النقاش /. ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عمر وعَلى بعض الْقُرَّاء وَحفظ أَحْكَام الْأَحْكَام لجده لأمه والنخبة لشَيْخِنَا وألفية الحَدِيث والنحو وغالب التَّنْبِيه وَأخذ الْفِقْه واصوله والنحو عَن الشَّمْس الشطنوفي والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي وَعلم الحَدِيث عَن خَاله أبي هُرَيْرَة وَشَيخنَا وبرع فِي ذَلِك كُله سِيمَا النَّحْو والفرائض وَأَجَازَ لَهُ السراج البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل غَزَّة وَلكنه لم يسمع بهَا شَيْئا وَولي الخطابة بِجَامِع أصلم، وَمرض بعد بُلُوغه فَحصل لَهُ صمم بِحَيْثُ انه لم يكن يسمع شَيْئا الْبَتَّةَ بل كَانَ من أَرَادَ تحديثه يُحَرك لَهُ باصبعه على كمه أَو على كَفه من دَاخل كمه بِحَيْثُ لَا يرى أَو على ظَهره بملامسة الْأصْبع لجسده كل ذَلِك كَهَيئَةِ من يكْتب فيفهم بِهِ مُرَاده وَيُقَال ان الشطنوفي كَانَ يُقرر لَهُ الدُّرُوس بِأُصْبُعِهِ كِتَابَة فِي الْهَوَاء وَرَأَيْت شَيخنَا كثيرا يُقرر لَهُ كَذَلِك ويفهمه سَرِيعا بِدُونِ تكلّف ويستشكل وَيرد وَهُوَ فِي ذَلِك من أَعَاجِيب الدَّهْر أَشَارَ شَيخنَا لذَلِك فِي وفيات سنة سِتّ عشرَة فترجم مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد الحميد بن عَليّ الموغاني بِمثل ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي ثمَّ قَالَ وَقد حاكاه فِيهِ صاحبنا وسمى هَذَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الذكاء واللطافة والتنكيت وحلاوة النادرة وَسُرْعَة الْجَواب وَمِمَّنْ يعرف الدقاف وَرمى النشاب معرفَة مليحة، وَلما مَاتَ شَيخنَا أَنْشدني لنَفسِهِ فِيهِ مرثية أودعتها الْجَوَاهِر والدرر.

وَمَات فِي ربيع

ص: 94

الآخر سنة خمس وَخمسين، وَبَلغنِي انه قبل مَوته بِيَسِير فِي حَال مَرضه خف صممه حَتَّى قضى الْمخبر لي وَهُوَ من أقربائه من ذَلِك الْعجب رحمه الله وايانا، وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:

(أَقْسَمت لَا أسَال الا حرا

لَا تسْأَل النذل يزدك ضرا)

)

(إِن الْكَمَال لكل امْرِئ

لمن لأبوابه استقرا)

كَذَا من نظمه:

(جردت روح الرّوح مني سَائِلًا

هَل من جَوَاب صَالح عَن صَالح)

(فَأَجَابَنِي بعد التأوه قَائِلا

مَا سنّ فِي الاسلام سنة صَالح)

279 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن اسحاق بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مصلح زين الدّين أَبُو الْفرج التَّمِيمِي الدَّارِيّ الخليلي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وسبط الْبُرْهَان ابراهيم بن يُوسُف بن مَحْمُود القرماني الْحَنَفِيّ / الماضيين وَيعرف بشقير. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَقَالَ لي مرّة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن لأبي عَمْرو عِنْد اسماعيل بن مَرْوَان وَحفظ ألفية ابْن مَالك والمنهاج الفرعي وتفقه فِيهِ بِأَبِيهِ وبالشهاب بن قشلميش وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض والعربية على الشهَاب بن الهائم قَرَأَ عَلَيْهِ النفحة القدسية فِي الْفَرَائِض والسماط فِي النَّحْو وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه والنحو على الشَّمْس البصروي وَقَرَأَ على أَبِيه بحثا جَمِيع تَفْسِير الْبَغَوِيّ كَمَا أخبر بِهِ بل قَالَ انه لبس الْخِرْقَة من الشهَاب بن الناصح وانه سمع الصَّحِيح على أبي الْخَيْر بن العلائي بِقِرَاءَة القلقشندي وانه قَرَأَهُ على جده لأمه وَسمع كَمَا وجد بِخَط الْقَارئ وَهُوَ الْبُرْهَان الْحلَبِي على أبي حَفْص عمر بن النَّجْم يَعْقُوب الْبَغْدَادِيّ الهدمي من أَوله إِلَى كَذَا بِسَمَاعِهِ بأخباره وَهُوَ رجل صَالح لجَمِيع الصَّحِيح مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَالثَّانيَِة فِي الَّتِي بعْدهَا عَليّ الحجار بِدِمَشْق وَكَذَا سمع عَليّ ابْن الْجَزرِي والتدمري وَغَيرهمَا وَصَحب الزين الخافي وتلقن مِنْهُ الذّكر واختلى عِنْده، وَحج فِي سنة أَربع وَعشْرين رَفِيقًا للكمال بن الْهمام وَتردد للقاهرة كثيرا وَولي مشيخة تدريس الحَدِيث وَالتَّفْسِير عِنْد السرداب بِبَلَدِهِ وتعانى النّظم وَسَهل عَلَيْهِ أمره وغالبه دون الْوسط ونظم أَسبَاب النُّزُول للجعبري سَمَّاهُ مدد الرَّحْمَن فِي أَسبَاب نزُول الْقُرْآن والذخائر فِي الْأَشْبَاه والنظائر وَكَأَنَّهُ استمد فِيهِ من كتابي ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن الزَّاغُونِيّ أَو أَحدهمَا وَعدد مَا لكل صَحَابِيّ من الحَدِيث سَمَّاهُ الاصابة فِيمَا رَوَاهُ السَّادة الصَّحَابَة واللمع للشَّيْخ أبي اسحاق لم يكمل بل أفرد من نظمه ديوانا والتقط من الصَّحِيحَيْنِ مائَة حَدِيث وَشَرحهَا وَعمل دُرَر النفائس فِي ملح الْمجَالِس فِي التَّفْسِير

ص: 95

على طَريقَة الْوَعْظ افْتتح كل مجْلِس مِنْهُ بِخطْبَة تناسبه، وَقد لَقيته بغزة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ مرَارًا بل حضر عِنْدِي فِي الاملاء وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ فَاضلا طلق الْعبارَة ذَا فضل واستحضار فِي)

الْجُمْلَة وَلَكِن فِي كَلَامه تسَامح وَأَخُوهُ أشبه حَالا مِنْهُ وَكَانَ يَقُول انه رأى الْخَلِيل عليه السلام فِي الْمَنَام سبع عشرَة مرّة وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خمْسا وَعشْرين مرّة وانه مدح كلا مِنْهُمَا بعدة قصائد وانه أَنْجَب أَوْلَادًا كَانَ مِنْهُم خَمْسَة مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي، وَقد قَالَ البقاعي رَأَيْته انسانا حسنا تغلب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة وَأثبت الْعِمَاد بن جمَاعَة فِي تَرْجَمته سَمَاعه البُخَارِيّ عَليّ ابْن العلائي فَأَما أَن يكون وقف على الطَّبَقَة أَو نَحْوهَا أَو اعْتمد قَوْله وَهُوَ أقرب. مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سادس وَقيل تَاسِع شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين بالخليل وَدفن بِقَبْر أعده لنَفسِهِ بِقِطْعَة التَّوْبَة بِالْقربِ من بركَة السُّلْطَان عَفا الله عَنهُ وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:

(الْجِسْم مضني من بعادك بالي

وسوي حَدِيثك لَا يمر ببالي)

(والجفن مهمول ينقط أدمعا

مشكولة فِي شكلها شكوى لي)

فِي أَبْيَات كتبتها مَعَ غَيرهَا فِي تَرْجَمته من مَوضِع آخر.

280 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَسْعُود بن مرير بميم ومهملتين مصغر الزين أَبُو هُرَيْرَة الواحدي الريمي ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بعبيد. / أحضر فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على النشاوري بعض التِّرْمِذِيّ وَسمع على ابْن صديق مُسْند عبد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن ابراهيم بن الْعِزّ وَأَبُو بكر ابْن عبد الله بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن أقبرص وَأحمد بن عَليّ بن يحيى الْحُسَيْنِي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا عَائِشَة وَآخَرُونَ. وَدخل الْيمن غير مرّة والقاهرة ودمشق طلبا للرزق وَسمع بِدِمَشْق مَعَ ابْن فَهد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ على ابْن الطَّحَّان وَغَيره وَكَانَ خيرا دينا صَالحا مُبَارَكًا كثير الصَّدَقَة والاحسان للْفُقَرَاء ملازما لِلْعِبَادَةِ وَله نظم أثبت مِنْهُ فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مَا امتدحه بِهِ وَكَذَا من نظمه قَوْله:

(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة

بِأم الْقرى أضحى بهَا وأقيل)

(وَهل أردن شعبي جِيَاد ففيهما

شِفَاء لقلب بالفراق عليل)

مَاتَ بِمَكَّة فِي عصر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رحمه الله.

281 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن خلف الزين أَبُو الْمَعَالِي الفارسكوري ثمَّ

ص: 96

القاهري الشَّافِعِي، / ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بفارسكور، وَقدم الْقَاهِرَة وتفقه بالجمال الاسنائي ثمَّ بالبلقيني وَآخَرين)

وَسمع الحَدِيث فَأكْثر وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا وارتقى فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة وَعمل شرحا على شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد فِي مجلدات جمع فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة وَلكنه عدم وقفت على كراريس مِنْهُ وَفِيه تَحْقِيق ومتانة ويستمد فِيهِ من البُلْقِينِيّ كثيرا وَلذَا استعارها مني وَلَده الْعلم البُلْقِينِيّ فَضَاعَت فِي تركته وتألمت لَهَا كثيرا وَرَأَيْت بعض كراريس بِغَيْر خطه وَفِيه تَبْلِيغ بِخَطِّهِ لفتح الدّين الباهي الْحَنْبَلِيّ بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة والمروءة وَالسَّعْي فِي حوائج الغرباء خُصُوصا أهل الْحجاز، وَقد ولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بعد الشهَاب السلاوي وَلم يتهيأ لَهُ مُبَاشَرَته فانه لما اسْتَقر نَاب عَنهُ القَاضِي نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح ثمَّ لم يلبث أَن عزل بِهِ قبل توجهه اليها وَكَذَا اسْتَقر سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي تدريس المنصورية بعد الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَفِي نظر الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة ودرسها فعمرها أحسن عمَارَة وحمدت مُبَاشَرَته وجاور بِمَكَّة وصنف بهَا شَيْئا فِي مقَام ابراهيم، قَالَ شَيخنَا وَكنت أوده ويودني وَسمعت بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَمَان عَن ثَلَاث وَخمسين سنة وأسفت عَلَيْهِ جدا، وَسُئِلَ فِي مرض مَوته أَن ينزل عَن بعض وظائفه لبَعض من يُحِبهُ من رفقته فَقَالَ لَا أتقلدها حَيا وَمَيتًا وَذكره المقريزي فِي عقوده.

282 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَالح أَبُو زيد المكودي نسبا الفاسي الْمَالِكِي / لَهُ شرحان على ألفية ابْن مَالك فأكبرهما لم يصل إِلَى الْقَاهِرَة والمتداول بَين الطّلبَة هُوَ الْأَصْغَر وَهُوَ نَافِع للمبتدئين كشرحه على الجرومية، وَكَانَ نحويا عَالما. مَاتَ سنة احدى.

283 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَلَاح الدّين القاهري الْخَطِيب وَالِد عبد الرَّحْمَن / الْمَاضِي. مِمَّن اشْتغل بالفقه وأصوله على الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَسمع على أَولهمَا وَكَذَا سمع على ابْن الديري بل حضر عِنْد شَيخنَا وَكتب عَنهُ فِي الامالي من سنة سبع وَعشْرين وَأَجَازَ لَهُ وَأذن لَهُ حسب سُؤَاله فِي عمل الميعاد ورثاه بِأَبْيَات، وَكَانَ خَطِيبًا بِجَامِع البرددار بِخَط قنطرة قديدار وَيشْهد فِي تِلْكَ الخطة مَذْكُورا بالصلاح اشْتهر عِنْد الاعلام بانه يَتَيَسَّر لَهُ الْحَج وَولد صَالح فَلَمَّا حملت زَوجته توجه لِلْحَجِّ فحج وَمَات فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَسْجِد الْخيف قبل طواف الافاضة ثمَّ ولد لَهُ رحمه الله.

ص: 97

284 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبيد الله الْحلَبِي الامشاطي /، سمع مني بِمَكَّة.)

285 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن هَاشم الزين أَبُو هُرَيْرَة التفهني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بتفهنا بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَالْفَاء وَسُكُون الْهَاء بعْدهَا نون قَرْيَة من أَسْفَل الأَرْض بِالْقربِ من دمياط، وَمَات أَبوهُ وَكَانَ طحانا وَهُوَ صَغِير فَقدم مَعَ أمه الْقَاهِرَة وَكَانَ أَخُوهُ بهَا فتنزل بعنايته فِي مكتب الايتام بالصرغتمشية ثمَّ ترقى إِلَى عرافتهم وأقرأ بعض بني بعض أتراك تِلْكَ الخطة وتنزل فِي طلبتها وَحفظ الْقَدُورِيّ وَغَيره ولازم الِاشْتِغَال وَدَار على الشُّيُوخ وَمن شُيُوخه خير الدّين العنتابي إِمَام الشيخونية والبدر مَحْمُود الكلستاني فمهر فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير وأصول الدّين والعربية والمعاني والمنطق وَغَيرهَا وَسمع البُخَارِيّ عَليّ النَّجْم بن الكشك وَمُسلمًا من لفظ الشَّمْس الغماري وجاد خطه وَشهر اسْمه وخالط الأتراك وَصَحب الْبَدْر الكلستاني لما ولي مشيخة الصرغتمشية قبل ولَايَته لكتابة السِّرّ فَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ ولازمه فَلَمَّا وَليهَا راج بِهِ أمره قَلِيلا واشتهر ذكره وتصدى للتدريس والافتاء سِنِين وناب فِي الحكم عَن الْأمين الطرابلسي ثمَّ عَن الْكَمَال بن العديم ونوه بِهِ عِنْد الأكابر وَصَارَ من أفاضل طلبة الشيخونية حِين كَانَ الْكَمَال شيخها يجلس ثَانِي من يجلس عَن يَمِينه فِي الدَّرْس والتصوف، وَترك الحكم مُدَّة وَلم يلبث أَن ولي بعنايته مشيخة الصرغتمشية بعد أَن تنَازع فِيهَا هُوَ والشرف التباني وَحُضُور التباني لَهَا وَكَانَ مَعَه قبل ذَلِك تدريس الحَدِيث بهَا رغب لَهُ عَنهُ الولوي بن خلدون بِمَال فكمل لَهُ الْفِقْه والْحَدِيث بهَا وَكَانَ يذكر أَنه بحث مَعَ الْجلَال التباني وَالِد الشّرف هَذَا فِي درس الْفِقْه بهَا فَغَضب مِنْهُ فأقامه فَخرج وَهُوَ مكسور الخاطر فَدَعَا الله أَن يوليه التدريس مَكَانَهُ فَحصل لَهُ ذَلِك وَأخرج ابْنه لأَجله وَكَذَا درس بالايتمشية لما ولي الكلستاني كِتَابَة السِّرّ وَأوصى لَهُ عِنْد مَوته وخطب بِجَامِع الْأَقْمَر لما عمل السالمي فِيهِ الْخطْبَة وَتزَوج فَاطِمَة ابْنة كَبِير تجار مصر الشهَاب الْمحلي فَعظم قدره وسعى فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بعد موت نَاصِر الدّين بن العديم وَكَاد أمره أَن يتم ثمَّ لما اسْتَقر الشَّمْس بن الديري فِي مشيخة المؤيدية اسْتَقر هَذَا عوضه فِيهِ وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة إِلَى أَن صرف فِي سنة تسع وَعشْرين بالعيني وَقرر فِي مشيخة الشيخونية بعد السراج قاري الْهِدَايَة ثمَّ أُعِيد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وانفصل

ص: 98

عَن الشيخونية بالصدر بن العجمي وَاسْتمرّ قَاضِيا إِلَى أَن مرض وَطَالَ مَرضه فصرف حِينَئِذٍ بالعيني فِي جُمَادَى الثَّانِيَة وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد أَن رغب لوَلَده شمس الدّين)

مُحَمَّد عَن تدريس الصرغتمشية فِي شَوَّال سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَدفن بتربة صهره الْمحلي بِالْقربِ من تربة يشبك الناصري من القرافة وَيُقَال أَن أم وَلَده دست عَلَيْهِ سما لِأَنَّهَا كَانَت ظنت انفرادها بِهِ بعد موت زَوجته فَمَا اتّفق بل تزوج امْرَأَة أُخْرَى وَأخرج الْأمة فَحصل لَهَا غيرَة فَالله أعلم. وَأوصى بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم لمِائَة فَقير يذكرُونَ الله أَمَام جنَازَته وَسَبْعَة آلَاف دِرْهَم لكفنه وجنازه وَدَفنه وَقِرَاءَة ختمات، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ حسن الْعشْرَة كثير العصبية لأَصْحَابه عَارِفًا بِأُمُور الدُّنْيَا وبمخالطة أَهلهَا على أَنه يَقع مِنْهُ فِي بعض الْأُمُور لجاج شَدِيد يعاب بِهِ وَلَا يَسْتَطِيع أَن يتْركهُ قَالَ وَكَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة أهل مذْهبه، وَنَحْوه قَوْله فِي حوادثه أَنه كتب عَليّ الفتاوي فأجاد وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كثير الِاحْتِمَال شَدِيد السطوة إِذا غضب لَا يُطَاق وَإِذا رضى لَا يكَاد يُوجد لَهُ نَظِير، وَقَالَ فِي مُعْجَمه سَمِعت من نظمه وَقَالَ فِي رفع الاصر أَنه سَار فِي الْقَضَاء سيرة محمودة وخالق النَّاس بِخلق حسن مَعَ الصيانة والافضال والشهامة والاكباب على الْعلم وَلما تكلم ططر فِي المملكة بعد الْمُؤَيد كَانَ من أخص النَّاس بِهِ وسافر مَعَه إِلَى الشَّام بل اسْتمرّ إِلَى حلب مَعَ تخلف القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ بِالشَّام وَلذَا ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تاريخها وَقَالَ إِنَّه كَانَ مُعظما عِنْد الظَّاهِر وَاجْتمعت بِهِ فَوَجَدته عَالما دينا منصفا فِي الْبَحْث محققا للفقه وَالْأُصُول كيس الاخلاق، وَقَالَ التقي المقريزي انه حلف مرّة انه لم يرتش قطّ فِي الحكم وَلَا قبل لأحد شَيْئا وَلم يتْرك فِي الْحَنَفِيَّة مثله، وَقَالَ فِي عقوده نَحوه وانه كَانَ حشما مهابا مشكور السِّيرَة لَهُ افضال وَفِيه مُرُوءَة وَهُوَ خير من غَيره من قُضَاة الْحَنَفِيَّة وَله نظم وَقَالَ مرّة كَانَ بارعا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية حسن السِّيرَة فِي الْقَضَاء بَاشرهُ على أحسن الْوُجُوه، وَقَالَ الشهَاب بن المحمرة كَانَ يعي مَا يخرج من رَأسه، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة قَالَ لي السَّيِّد الرُّكْن بن زِمَام إِنَّه لما قدم دمشق سَأَلَني من أعلم أَنا أَو الشَّمْس بن الديري قَالَ فامتنعت فألح عَليّ فَقلت الديري أحفظ مِنْك وَأَنت أَكثر تَحْقِيقا مِنْهُ قَالَ فأعجبه ذَلِك وَرَضي بِهِ مني، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه عزل بِسَبَب تصميمه فِي الْحق وَعدم التفاته إِلَى الظلمَة وَكَانَ قد كتب عَليّ فَتْوَى تتَعَلَّق بِابْن تَيْمِية ونال فِيهَا من الْعَلَاء البُخَارِيّ لشَيْء كَانَ بَينهمَا. قلت وجلالته مستفيضة وَقد أَخذ عَنهُ الجم الْغَفِير من شُيُوخنَا فَمن دونهم

ص: 99

كَابْن الْهمام وتلميذه سيف الدّين وَكلهمْ يذكرُونَ من أَوْصَافه فِي الْعلم مَا سبق حَاصله، وَأما الْعَيْنِيّ فانه قَالَ مِمَّا فِيهِ تحامل كَبِير: كَانَ أَبوهُ عاميا من)

الزراع فِي تفهنة والمتسببين بهَا فهرب إبنه مِنْهُ بعد بُلُوغه إِلَى الْقَاهِرَة وخدم بهَا حمارا لشخص يُقَال لَهُ يُوسُف الضَّرِير الْمقري وَصَارَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن ثمَّ اسْتَقر فِي كتاب الصرغتمشية مَعَ الصغار ثمَّ خدم شخصا يُقَال لَهُ يحيى الْأَشْقَر إِلَى أَن كبر وَاخْتَلَطَ بِالنَّاسِ وَتردد بَين طلبة الصرغتمشية والشيخونية وَقَرَأَ بعض شَيْء من الْفِقْه وأصوله على إِمَام الشيخونية خير الدّين العنتابي ثمَّ اتَّصل بالبدر الكلستاني وَحصل لَهُ بعض تميز بَين النَّاس فناب فِي الْقَضَاء واتصل بِبَعْض الْأُمَرَاء فتمول فبطر وطغى فسعى فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالرشي والبرطيل قَالَ وَلم أعتقد صِحَة قَضَائِهِ وَكَانَ صَاحب غَرَض فَاسد يبْذل أَشْيَاء لأغراضه الْفَاسِدَة وَلم يكن يتَوَقَّف على دين عِنْد غَرَضه النفساني، وَتَوَلَّى الْوَظَائِف بالرشوة وَلم يكن أَهلا لَهَا خُصُوصا مشيخة صرغتمش فانه لم يكن لائقا بهَا بِالشَّرْعِ وَشرط الْوَاقِف وكل مَا تنَاوله مِنْهَا كَانَ سحتا وحراما، وَلم يعْهَد أَنه درس كتابا كَامِلا وَلَا كتب بِيَدِهِ كتابا كَامِلا وَلَا تأليفا وَلَا جمعا، وَكَانَ فِي الدَّعْوَى كثير الهذيانات والفشارات، وعزل مرَّتَيْنِ بكاتبه وَوَقع فِي قلبه نَار أحرقته فَلم يزل ضَعِيفا بأمراض مُخْتَلفَة إِلَى أَن مَاتَ فَالله يعلم مَا كَانَ حَاله عِنْد الْمَوْت وَنَحْوه قَول غَيره كَانَ فِي احدى عَيْنَيْهِ خلل ولحيته صفراء غير نقية الْبيَاض لِأَنَّهُ فِيمَا قيل كَانَ يبخرها قَدِيما بالكبريت لاسراع الشيب قَالَ وَكَانَ فَقِيها عَالما متبحرا فِي الْمَذْهَب بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ الا أَنه كَانَ سئ الْخلق وَله بادرة وَيقوم فِي حَظّ نَفسه وَرُبمَا خَاصم بعض من تحاكم عِنْده لغَرَض مَا بِحَيْثُ يظْهر عَلَيْهِ الْغَضَب سَرِيعا لكَونه كَانَ إِذا حمق اصفر وَجهه وارتعد، قَالَ وواقعته مَعَ الْمَيْمُونِيّ مَشْهُورَة من حكمه بسفك دَمه وَعقد بِسَبَب ذَلِك مجَالِس والميموني يحاققه عَن نَفسه حَتَّى كَانَ من كَلِمَاته اتَّقِ الله يَا عبد الرَّحْمَن أنسيت قبقابك الزحاف وعميمتك الْقطن فبادر حِينَئِذٍ وَهُوَ ظَاهر التَّغَيُّر لقَوْله حكمت بسفك دمك والتفت إِلَى شَيخنَا لينفذ حكمه فَقَالَ لَهُ على مهل حَتَّى يسكن غضب قَاضِي الْقُضَاة وانفض الْمجْلس وخلص الْمَيْمُونِيّ من يَده.

286 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ المنصوري الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد التقي مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن وَكيل السُّلْطَان. ولد سنة احدى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن عَليّ الشهَاب الشارمساحي قَاضِي دمياط قبل قَضَائِهِ لَهَا وَبِه وبفتح الدّين النشائي شَارِح الْحَاوِي والْعَلَاء على الْحَرَّانِي

ص: 100

والتاج الطَّيِّبِيّ وَغَيرهم كالزين الفارسكوري تفقه وَعَن آخِرهم أَخذ الْعَرَبيَّة وارتحل للقاهرة فَأخذ عَن البيجوري بل حضر مجَالِس السراج)

البُلْقِينِيّ وَسمع عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ والشرف بن الكويك وَأقَام مَعَ أَبِيه بِمَكَّة سِنِين وَأخذ بهَا الْعلم وَالرِّوَايَة عَن جمَاعَة وَكَانَ قَرَأَ الْحَاوِي وَولي قَضَاء دمياط عَن شَيخنَا فدام بِهِ إِلَى أَن مرض للْمَوْت فَأَعْرض عَنهُ لأكبر أَوْلَاده عَليّ وَمَات فِي ثَانِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.

287 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن ابراهيم الزين بن الْعَلَاء الْمصْرِيّ ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد النُّور / عَليّ الْآتِي ويلقب بِابْن الْبَارِد. كَانَ وَالِده فِي خدمَة الشّرف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي ثمَّ ترقى حَتَّى صَار نَقِيبًا ثَانِيًا أَو ثَالِثا وَولد لَهُ هَذَا فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بحلب فَنَشَأَ بهَا غير مَحْمُود السِّيرَة فِيمَا قيل وَسمع على الشهَاب بن المرحل بعض مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَحدث وَكتب الْخط الْحسن وَكَانَ قد شهد فِي الجرايد ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب أَيَّام ططر وَكَانَ خدمه حَال اقامته بهَا ثمَّ خمل بعده وَكَاد أَن يعود لحاله الأول وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ بعد الْأَرْبَعين وَقد هجاه الشَّمْس بن عبد الْأَحَد وَغَيره.

288 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عمر بن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجلَال أَبُو هُرَيْرَة بن النُّور أبي الْحسن بن السراج أبي حَفْص الْأنْصَارِيّ الأندلسي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الملقن، وَكَانَ جده يغْضب مِمَّن يشهره بهَا وَلَا يَكْتُبهَا غَالِبا بِخَطِّهِ. ولد فِي رَمَضَان سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ فِي منزلهم بِخَط قصر سلار وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي الضَّرِير أحد من جودت عَلَيْهِ وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَغَيرهمَا وَعرض على جده والزين الْعِرَاقِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ وَآخَرين مِنْهُم الزين الفارسكوري وأجازوا لَهُ وَسمع عَليّ جده والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي وَطَائِفَة واشتغل فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان البيجوري وَأخذ من قبله عَن الدَّمِيرِيّ وَهُوَ الْقَائِم مَعَه فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حِينَئِذٍ ابْن سبع عشرَة سنة بعد موت وَالِده فِي مُبَاشرَة وظائفه بِنَفسِهِ فَعمل لَهُ خطْبَة واجلاسا بل حضر مَعَه بَعْضهَا وَاسْتمرّ الْجلَال يُبَاشِرهَا حَتَّى مَاتَ وَهِي الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية وَالْفِقْه والميعاد كِلَاهُمَا بالسابقية وَالْفِقْه بالصالح وناب فِي عدَّة تداريس عَن ابْني أُخْته وهما ابْنا الْبَهَاء الْمَنَاوِيّ وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن الشَّمْس الاخنائي فَمن بعده وَكَانَ مَعَه عمل الشرفية بِتَمَامِهِ ثمَّ أقلع عَنهُ عقب القاياتي بعد أَن كَانَ يرد عَلَيْهِ مِنْهُ سِتَّة آلَاف دِرْهَم فِي كل شهر خَارِجا عَن الضِّيَافَة وَنَحْوهَا

ص: 101

حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ، قَالَ وَلما وَقع فِي خاطري الاقلاع عَنهُ رَأَيْت كلا من وَالِدي وجدي فِي الْمَنَام)

فاستشرتهما فِي ذَلِك فَأَما وَالِدي فَأَشَارَ بابقائه وَأما الْجد فَقَالَ لي لَا تسمع مِنْهُ وَاسْتمرّ على عزمك قَالَ فَاسْتَيْقَظت فامتثلت مَا أَمر بِهِ الْجد وببركته لم تطالبني نَفسِي بِشَيْء مِمَّا كَانَ يتَحَصَّل مِنْهُ وَكَذَا وَقع لَهُ فِي نظر البيمارستان فان الْأَشْرَف اينال قَرَّرَهُ فِيهِ لكَونه كَانَ من جِيرَانه والمختصين بِصُحْبَتِهِ قبل سلطنته عقب وَفَاة الناصري بن المخلطة وَذَاكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين فباشره بِرِفْق ولين مُدَّة تقرب من أَربع سِنِين ثمَّ أعرض عَنهُ وَالْتمس من السُّلْطَان إعفاؤه وراجعه فِي ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن أُجِيب وعد ذَلِك من وفور عقله وَكَانَ انسانا حسنا ذَا سكينَة ووقار وسمت حسن وَخط حسن مَعَ التَّوَاضُع والديانة والعفة والانجماع عَن النَّاس وَحسن السِّيرَة ومزيد الْعقل والتودد وتقدمه فِي الشُّهْرَة وَعدم التبسط فِي معيشته وَالدُّخُول فِيمَا لَا يعنيه وَالتَّصَدُّق سرا واستمراره على حفظ الْمِنْهَاج إِلَى آخر وَقت ومداومته فِي درس الحَدِيث على الْحِفْظ من شرح الْعُمْدَة لجده، وَقد حج فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة أخذت عَنهُ جملَة وَمَات بعد تمرضه أَكثر من نصف سنة فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثامن شَوَّال سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ وَقت الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد أسلافه وَكَانَت جنَازَته حافلة رحمه الله وايانا.

289 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ، / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة.

290 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الْجلَال ابْن الْعَلَاء بن التَّاج بن الْجلَال بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري البهائي الشَّافِعِي / الْآتِي جده الْأَعْلَى السراج فَمن دونه وَأمه امة. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بقاعة مدرسة جد جده من حارة بهاء لادين وَنَشَأ بَين أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والتوضيح لِابْنِ هِشَام وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبَدْر النسابة والْعَلَاء القلقشندي والمناوي وَعم جده العلمي وَعَمه الْبَدْر أبي السعادات فِي آخَرين وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَفِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن خضر بمرافقتي والأبدي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعنهُ أَخذ الصّرْف وَغَيره وَفِي أصُول الْفِقْه عَن التقي الحصني وَكَذَا أَخذ فِي هَذِه الْعُلُوم وَفِي غَيرهَا عَن غير هَؤُلَاءِ وَسمع على شَيخنَا وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَكتب عَليّ ابْن حجاج، وَنسخ بِخَطِّهِ كتبا وتميز

ص: 102

فِي الْعَرَبيَّة وأقرأ فِيهَا وشارك فِي غَيرهَا وبرع فِي الشُّرُوط وتكسب مِنْهَا وعول عَلَيْهِ أهل خطته فِي ذَلِك ولازم الصّلاح المكيني فساعده عِنْد عَم جده حَتَّى استنابه فِي الْقَضَاء وتمول يَسِيرا وابتنى دَارا تجاه جَامع الميدان. مَاتَ قبل أَن يحجّ وَبعد أَن تعلل مُدَّة بِمَرَض السل فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر وَدفن عِنْد اصهاره بِالْقربِ من تربة الْأَشْرَف اينال وفجع بِهِ أَبوهُ وَمَعَ ذَلِك فَلم يحجّ عَنهُ من جنب مَا تَركه سامحه الله وايانا.

291 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح الزين البعلي الْحَنْبَلِيّ الدهان وَيعرف بِابْن مِفْتَاح /. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الْجوف وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الْجمال ابْن يَعْقُوب وَغَيره وَسمع بهَا بعض البُخَارِيّ عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة لَقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية، وَكَانَ خيرا يتكسب بالدهان، وَحج مَاتَ قريب السِّتين.

292 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْعَدوي / نسبا فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ القاهري الْمَالِكِي أَخُو مُحَمَّد جدي لأمي وَذَاكَ الْأَكْبَر. اشْتغل وَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع عَليّ ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَنسخ لنَفسِهِ إِلَى أثْنَاء الاجازة من التَّوْضِيح للاقفهسي شرح ابْن الْحَاجِب وأدب بعض أَبنَاء المعتبرين وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي حَيَاة أمه يَوْم الْخَمِيس سادس رَجَب سنة عشْرين عَن نَحْو أَربع وَعشْرين عَاما وَدفن بحوش البيبرسية رحمه الله وايانا وعوضه الْجنَّة.

293 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين الْهِنْدِيّ الْوَاعِظ، / ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة واشتغل قَدِيما وجال فِي بِلَاد الشرق والغرب والهند واليمن والحجاز وَأخذ عَن علمائها وَسمع الحَدِيث وجاور بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقدم مصر فِي الَّتِي تَلِيهَا فَأكْرمه الْأَشْرَف وَأحسن إِلَيْهِ وَدخل بَيت الْمُقَدّس وَعقد بِهِ مجْلِس الْوَعْظ، وَكَانَ خيرا عَالما فَاضلا حسن السمت والبشر فصيحا مفوها ذَا أنس ووقار وَمِمَّنْ حضر مجْلِس وعظه بِبَيْت الْمُقَدّس الْعِزّ الْقُدسِي وعظمه وَأثْنى على علمه وصلاحه، وَتوجه لبلاده فَلَمَّا توَسط بَحر الْهِنْد بلغنَا أَنه غرق فِي الْبَحْر سنة سبع وَثَلَاثِينَ.

294 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زِمَام الشريف ركن الدّين الْحُسَيْنِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الدُّخان، / وَرَأَيْت من سمى جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زِمَام، ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ أَو الَّتِي بعْدهَا تخمينا بِدِمَشْق واشتغل فِي صغره وَحفظ

ص: 103

المنظومتين وَغَيرهمَا)

كمنظومة فِي الوفيات وَكَانَ يستحضر ذَلِك إِلَى آخر وَقت وَسمع ابْن قوام وَابْنَة ابْن المنجا، وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل بِدِمَشْق وناب بعد الْفِتْنَة بِالْقضَاءِ بهَا دهرا ودرس بالركنية والزنجيلية وَغَيرهمَا وخطب بِجَامِع يلبغا، وَحدث ودرس وَأفْتى قَالَ الَّتِي بن قَاضِي شُهْبَة لم نسْمع عَنهُ أَنه ارتشى فِي حكم أبدا مَعَ تساهله فِي الْأَحْكَام لعدم اهتدائه إِلَى الصَّوَاب وَغَلَبَة سَلامَة فطرته وَكَذَا كَانَ مِمَّن يُفْتِي ويشغل بِحَيْثُ صَار عين مذْهبه بِدِمَشْق من مُدَّة مَعَ كَونه مِمَّن لَا يحسن تَعْلِيم الطّلبَة وَلَا التَّصَرُّف فِي الْبَحْث وَلَا غَيره وَإِنَّمَا ينْقل مَا يحفظه مَعَ استحضار فَوَائِد غَرِيبَة قَالَ وَلَقَد بحثت مَعَه مرّة فَقَالَ أَنْتُم تنقلون وتتصرفون وَنحن ننقل وَلَا نتصرف بل قَالَ مرّة عقب مباحثة مَعَه لي خَمْسُونَ سنة أبحث مَعَ الْعلمَاء ويكذبوني وَلَا أغضب، كل ذَلِك مَعَ تواضع وكرم نفس، وَقدر فِي آخر عمره أَنه ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد الشَّمْس بن الْعِزّ لما استعفى وَامْتنع الشَّمْس الصَّفَدِي من بذل مَا طلب مِنْهُ مَعَ تدريس القصاعين بِدُونِ سعي مِنْهُ وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فباشر ذَلِك دون خَمْسَة أشهر ثمَّ مَاتَ وَكَانَت حرمته فِي نيابته أَكثر مِنْهَا فِي استقلاله انْتهى. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَدفن بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة، وَاسْتقر بعده لَكِن بعد مُضِيّ نَحْو أَرْبَعَة أشهر السَّيِّد بدر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْجَعْفَرِي، وترجمه بَعضهم بقوله كَانَ فَقِيها ماهرا عَالما بِفُرُوع مذْهبه مشاركا فِي غَيره مَعَ دين وعفة رحمه الله وإيانا.

295 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد ابْن عمر الشَّيْبَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي سبط اسماعيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مبارز / الْآتِي وَيعرف بِابْن الديبع بِمُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَآخره مُهْملَة وَهُوَ لقب لجده الْأَعْلَى عَليّ بن يُوسُف وَمَعْنَاهُ بلغَة النّوبَة الْأَبْيَض. ولد فِي عصر يَوْم الْخَمِيس رَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع إفرادا وجمعا على خَاله الْعَلامَة فَرضِي زبيد أبي النجا مُحَمَّد الطَّبِيب والشاطبية والزبد للبارزي وَبَعض الْبَهْجَة واشتغل فِي علم الْحساب والجبر والمقابلة والهندسة والفرائض وَالْفِقْه والعربية على خَاله الْمشَار إِلَيْهِ وَفِي الْفِقْه والعربية على الْفَقِيه ابراهيم بن أبي الْقسم بن ابراهيم بن عبد الله بن جعمان وخاله الْجمال مُحَمَّد الطَّاهِر بن أَحْمد بن عمر بن جعمان وَفِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير عَن الزين أَحْمد بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف الشرجي وَأخذ اليمير عَن جده لأمه والمعمر اسماعيل بن ابراهيم بن)

بكر الشويري، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ

ص: 104

وزار فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ولقيني فِي أول الَّتِي تَلِيهَا فَقَرَأَ على بُلُوغ المرام وَغَيره وَأنْشد الْجَمَاعَة بحضرتي قَوْله مِمَّا كتبه بِخَطِّهِ:

(إِن امْرأ بَاعَ أخراه بِفَاحِشَة

من الْفَوَاحِش يَأْتِيهَا لمغبون)

(وَمن تشاغل بالدنيا وزخرفها

عَن جنَّة مَالهَا مثل لمفتون)

(فَكل من يَدعِي عقلا وهمته

فِيمَا يبعد عَن مَوْلَاهُ مَجْنُون)

وَقَوله:

(أحبابنا إِن لكم سَوَّلت

أَنفسكُم أمرا فَصَبر جميل)

(وَإِن أردتم هجرنا والقلى

فحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل)

وَقَوله:

(قَالَ النصيح أما تخَاف غَدا إِذا

حشر الورى شُؤْم الْمعاصِي والجرم)

(قلت اسْتمع مني مقالي يَا أخي

أبشر يكون من الْكَرِيم سوى الْكَرم)

وَقَوله:

(إِلَى علم الحَدِيث لي ارتياح

وَهَا أَنا فِيهِ مُجْتَهد وراوي)

(لعَلي أَن أكون بِهِ اماما

أرويه على قدم السخاوي)

وَهُوَ فَاضل يقظ رَاغِب فِي التَّحْصِيل والاستفادة نفع الله بِهِ.

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح البعلي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح قَرِيبا. عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد التفهني. / مضى فِي ابْن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ.

296 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يحيى الْوَجِيه الْعَدنِي / الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن جَمِيع. لَهُ ذكر فِي أَخِيه.

297 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود بن الْحسن الزين أَبُو الْفرج بن النُّور الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / القَاضِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وأحضر بهَا فِي الَّتِي بعْدهَا عَليّ الزبير ابْن عَليّ الأسواني شَيْئا يَسِيرا من آخر الشفا فَكَانَ آخر الروَاة عَنهُ وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة الْفرج بعد الشدَّة لِأَبْنِ أبي الدُّنْيَا وَغَيره وَمن الصّلاح العلائي الأول من مسلسلاته وَمن الْعَفِيف اليافعي والجلال عبد الْمُنعم بن أَحْمد)

الْأنْصَارِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والبدر بن فَرِحُونَ وَآخَرين وَقَرَأَ هُوَ بِنَفسِهِ عَليّ الْجمال الاميوطي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فلاح والأذرعي وَابْن كثير ويوسف بن مُحَمَّد الدلامي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبكْرِيّ والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن وَمُحَمّد بن سَالم ابْن ابراهيم الْمَقْدِسِي وَابْن قواليح وَمُحَمّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة وَخلق، واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وتميز وشارك فِي فنون، وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ بعد أَخِيه أبي

ص: 105

الْفَتْح فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه عزل مرّة فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ أُعِيد وَكَذَا ولي حسبتها، وَكَانَ عَاقِلا متوددا فَاضلا غزير الْمُرُوءَة حدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ انه حَدثهُ بمسلسل التَّمْر بِالْمَدِينَةِ قَالَ وَلم أضبط ذَلِك عَنهُ والتقي بن فَهد وأحضر عَلَيْهِ وَلَده النَّجْم عمر وَذكره فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع عشرَة وفيهَا أرخه شَيخنَا وَغَيره وَأَعَادَهُ شَيخنَا فِي سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ سَهْو وَكَذَا قَوْله كَمَا فِي نُسْخَتي من مُعْجَمه سنة عشر فَالصَّوَاب سبع عشرَة وَكَذَا هُوَ فِي عُقُود المقريزي.

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزين بن الصَّائِغ الْمكتب. / هُوَ ابْن يُوسُف يَأْتِي.

298 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْأَزْهَرِي /. مَاتَ فِي سنة سبعين.

299 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن عبد الله بن المُهَاجر الزين الْحلَبِي / كَاتب سرها بل ولي نظر جيشها أَيْضا. كَانَ إنْسَانا حسنا لطيفا عِنْده حشمة وكياسه قَرَأَ البُخَارِيّ عَليّ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكَانَ يَقْرَؤُهُ على النَّاس بِجَامِع باحسيتا وَيُعْطِي يَوْم خَتمه الْقُرَّاء الَّذين يحْضرُون عِنْده من عِنْده، وَولي مشيخة خانقاه الصَّالح بِبَلَدِهِ بعد القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر شعْبَان سنة سبع عشرَة بعد ارْتِفَاع الطَّاعُون وَدفن بتربة دقماق وَكَانَت جنَازَته حافلة ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.

300 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله الْوَجِيه أَبُو زيد الترخمي الْحِمْيَرِي الأبي وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / ولد فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة بأب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتعاني النّظم وَكتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد لغزا لَهُ فِي الشطرنج وَمن نظمه أَيْضا:

(حَلَفت بهَا منكسة الرُّءُوس

تبت دموعها مَا فِي النُّفُوس)

(تفل شبا الْكَتَائِب وادعات

وتسطم هَامة الْجَيْش الْخَمِيس)

)

فِي أَبْيَات أثبتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير.

301 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح / وَمن هُنَا اخْتلف فِيهِ الْجلَال أَبُو الْفضل وَأَبُو الْيمن بن السراج أبي حَفْص البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْبَهَاء بن عقيل، ولد فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وقرأت بِخَط بَعضهم أَنه سَمعه يَقُول انه فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَالْأول عِنْدِي أصح فَهُوَ الَّذِي أثْبته أَخُوهُ وَشَيخنَا وَآخَرُونَ بقاعة

ص: 106

الْعَفِيف من بَاب سر الصالحية بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة والعمدة وَمَا كتبه أَبوهُ لأَجله من التدريب ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وتفقه بِأَبِيهِ وَكَانَ مِمَّا بَحثه مَعَه الْحَاوِي وَلم يَأْخُذ عَن غَيره لِأَن وَالِده لم يكن لَهُ عناية بتسميعه نعم سمع اتِّفَاقًا بنزول الْيَسِير من السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي على الشَّيْخ عَليّ بن أَيُّوب وَسمع من أَبِيه غَالب الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا لَكِن على غير شَرط السماع لما كَانَ يَقع فِي دروسه من كَثْرَة الْبَحْث المفرط الْمُؤَدِّي إِلَى اللَّغط المخل بِصِحَّة السماع، هَكَذَا قرأته بِخَط شَيخنَا وبخط الْحَافِظ ابْن مُوسَى المراكشي مَا نَصه: وَمن مشايخه بِالسَّمَاعِ وَالِده والحافظ الْبَهَاء عبد الله ابْن مُحَمَّد بن خَلِيل والزين أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الأيوبي الْأَصْبَهَانِيّ سمع مِنْهُ الْكثير من سنَن الْبَيْهَقِيّ أنابه الْعِزّ مُحَمَّد بن اسماعيل بن عمر الْحَمَوِيّ أَنا الْفَخر بِسَنَدِهِ انْتهى. وَكَذَا رَأَيْت فِي طبقَة سَمَاعه للقطعة من سنَن الْبَيْهَقِيّ أثبت فِي السامعين أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن عايد القيرواني الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي ثمَّ قَالَ وتلميذه وَسمي صَاحب التَّرْجَمَة وَلما دخل دمشق سنة تسع وَسِتِّينَ وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه حِين ولي قضاءها استجاز لَهُ الشهَاب بن حجي من شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت نَحْو مائَة نفس فأزيد كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والبدر بن الهبل والشهاب بن النَّجْم والنجم بن السوقي والزين بن النقبي والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حمد بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي وَمن الْحفاظ الْعِمَاد بن كثير وَأَبُو بكر ابْن الْمُحب والزين الْعِرَاقِيّ وَمن الْعلمَاء التَّاج السُّبْكِيّ وَكَذَا عِنْده إجَازَة جده لأمه، وَكَانَ مفرط الذكاء قوي الحافظة بل قَالَ شَيخنَا إِنَّه كَانَ من عجائب الدُّنْيَا فِي سرعَة الْفَهم وجودة الحافظة فمهر فِي مُدَّة يسيرَة، وَأول مَا ولي توقيع الدست فِي ديوَان الانشاء عوضا عَن أَخِيه الْبَدْر حِين استقراره فِي قَضَاء الْعَسْكَر بنزول وَالِده لَهُ عَنهُ حِين اسْتَقر فِي تدريس الشَّافِعِي وَذَلِكَ كُله فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَكَذَا نزل لَهُ عَن افتاء دَار الْعدْل وَقبل ذَلِك عَن توقيع)

الدرج ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر وَالنَّظَر فِي وقفي السيفي وطقجي بعد موت أَخِيه الْبَدْر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتزَوج بِزَوْجَتِهِ ألف ابْنة الشهابي أَحْمد الفارقاني سبطه الشهابي أصلم صَاحب الْجَامِع بسوق الْغنم لَكِن بعيد الثَّمَانمِائَة عقب زوج تزَوجهَا بَينهمَا وَهُوَ خَلِيل وَالِد عمر بن أصلم فألف أمه وَكَذَا ملك قاعة أَخِيه الْبَدْر الَّتِي أَنْشَأَهَا تجاه مدرسة أَبِيهِمَا وَمَات قبل اكمالها وَسكن فِيهَا، وسافر مَعَ وَالِده سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي الركاب السلطاني إِلَى حلب فَرجع فِي ضخامة زَائِدَة وصحبته ثلثمِائة مماليك مردان فصاروا يركبون

ص: 107

فِي خدمته للدروس وَغَيرهَا ودعا بقاضي الْقُضَاة لكَونه قَاضِي الْعَسْكَر وَمن خاطبه بغَيْرهَا مقته كل هَذَا ووالده يُنَوّه بِهِ فِي الْمجَالِس ويستحسن جَمِيع مَا يرد مِنْهُ ويحرض الطّلبَة على الِاشْتِغَال عَلَيْهِ وَرويت عَنهُ من ذَلِك الْكثير بل لَهُ بِحَضْرَتِهِ مَعَ الْقُضَاة وَغَيرهم وقائع بل كَانَ أَبوهُ أذن لَهُ بالافتاء والتدريس قَدِيما فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقَالَ فِي اجازته الَّتِي كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ أَنه رأى مِنْهُ البراعة فِي فنون مُتعَدِّدَة من الْفِقْه وأصوله والفرائض وَغَيرهَا مِمَّا يظْهر من مباحثه على الطَّرِيقَة الجدلية والمسالك المرضية والأساليب الْفِقْهِيَّة والمعاني الحديثية، وَأَنه اختبره بمسائل مشكلة وأبحاث معضلة فأجاد وَرَأَيْت من قَالَ إِنَّه حضر عِنْد جده لأمه الْبَهَاء بن عقيل وَأَنه حضر هُوَ وَأَخُوهُ الْبَدْر عِنْد الْجمال الاسنائي باشارة أَبِيهِمَا وَأَن أَبَاهُ أجلسه بِدِمَشْق فَوق الشّرف الشريشي وَصَارَ يُنَوّه بِهِ ويحض على سَماع كَلَامه فَالله أعلم وَلما تحقق موت الصَّدْر الْمَنَاوِيّ ووثوب القَاضِي نَاصِر الدّين الصَّالِحِي على المنصب شقّ عَلَيْهِ وسعى إِلَى أَن ولي بالبذل فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بعناية أَمِير آخور سودون طاز وتغيظ الدوادار الْكَبِير جكم لكَونه فعل بِغَيْر علمه وَامْتنع من الرّكُوب مَعَه إِلَى الصالحية على الْعَادة فَلم يحْتَمل القَاضِي ذَلِك وبادر لتلافيه فَركب هُوَ ووالده إِلَيْهِ فِي منزله فواجهه بالانكار عَلَيْهِ فِي بذل المَال على الْقَضَاء فَعرفهُ الشَّيْخ بِجَوَاز ذَلِك لمن تعين عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ قَاضِيا إِلَى جُمَادَى الأولى سنة احدى وَعشْرين سوى مَا تخَلّل فِي أَثْنَائِهَا لغيره غير مرّة وَهُوَ قَلِيل ثمَّ أُعِيد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ قد ابتلى بحب الْقَضَاء فَلَمَّا صرف عَنهُ بالهروي تألم لذَلِك كثيرا وَاشْتَدَّ جزعه وَعظم مصابه فَلَمَّا قرئَ البُخَارِيّ بالقلعة ساعده الناصري بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ حَتَّى أذن لَهُ السُّلْطَان الْمُؤَيد فِي الْحُضُور مَعَ الْهَرَوِيّ فَجَلَسَ عَن يَمِين الْهَرَوِيّ بَينه وَبَين الْمَالِكِي وَصَارَ يُبْدِي الْفَوَائِد الْفِقْهِيَّة والحديثية ويجاريه الْعَلَاء بن)

المغلي الْحَنْبَلِيّ وَلَا يَبْدُو من الْهَرَوِيّ مَا يعد فَائِدَة مَعَ كَلَامهمَا ثمَّ صَار ابْن المغلي يدرس قدر مَا يقْرَأ فِي الْمجْلس من البُخَارِيّ ويسرده من حفظه فَحِينَئِذٍ رتب الْجلَال أَخَاهُ فِي أسئلة يبديها مشكلة ويحفظه أَصْلهَا وجوابها ويستشكلها ويخص الْهَرَوِيّ بالسؤال عَنْهَا فيضج الْهَرَوِيّ من ذَلِك وَالْمرَاد من هَذَا كُله اظهار قصوره وَالسُّلْطَان يُشَاهد جَمِيع ذَلِك ويسمعه لكَونه جَالِسا بَينهم ثمَّ لما غلب عَلَيْهِ وجع رجله صَار يجلس فِي الشباك المطل على محلهم، واستفيض أَنه بَاشر الْقَضَاء بِحرْمَة وافراة وعفة زَائِدَة إِلَى

ص: 108

الْغَايَة وانه امْتنع من قبُول الْهَدِيَّة من الصّديق وَغَيره حَتَّى مِمَّن لَهُ عَادَة بالأهداء إِلَيْهِ قبل الْقَضَاء مَعَ لين جَانب وتواضع وبذل لِلْمَالِ والجاه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا تجدّد لَهُ من شدَّة مَا قاساه من السَّعْي عَلَيْهِ وَلكنه فِيمَا قَالَ شَيخنَا كَانَ كثير الانحراف قَلِيل الِاجْتِمَاع سريع الْغَضَب مَعَ النَّدَم وَالرُّجُوع بِسُرْعَة قَالَ وَقد صحبته قدر عشْرين سنة فَمَا أضبط انه وَقعت عِنْده محاكمة فأتمها بل يسمع أَولهَا وَيفهم شَيْئا فيبنى عَلَيْهِ فَإِذا رُوجِعَ فِيهِ بِخِلَاف مَا فهمه أَكثر النزق والصياح وَأرْسل المحاكمة لأحد نوابه، قَالَ وَمَا رَأَيْت أحدا مِمَّن لَقيته أحرص على تَحْصِيل الْفَائِدَة مِنْهُ بِحَيْثُ انه كَانَ إِذا طرق سَمعه شَيْء لم يكن يعرفهُ لَا يقر وَلَا يهدأ وَلَا ينَام حَتَّى يقف عَلَيْهِ ويحفظه، وَهُوَ مَعَ هَذَا مكب على الِاشْتِغَال محب فِي الْعلم حق الْمحبَّة وَكَانَ يذكر أَنه لم يكن لَهُ تقدم اشْتِغَال فِي الْعَرَبيَّة، وانه حج فِي حَيَاة أَبِيه يَعْنِي فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَشرب مَاء زَمْزَم لفهمها فَلَمَّا رَجَعَ أدمن النّظر فِيهَا فمهر فِيهَا فِي مُدَّة يسيرَة لَا سِيمَا مُنْذُ مَاتَ وَالِده ودرس فِي التَّفْسِير بالبرقوقية وجامع ابْن طولون وَعمل المواعيد بمدرسته فِي كل يَوْم جُمُعَة وابتدأ ذَلِك من الْموضع الَّذِي انْتهى إِلَيْهِ أَبوهُ وَقطع عِنْد قَوْله من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا وَمَا رَبك بظلام للعبيد فانه كَانَ مَعَ الْقِرَاءَة عَلَيْهِ فِي الميعاد فِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ يكْتب على جَمِيع ذَلِك دروسا مفيدة ويبحث فِي فنون التَّفْسِير فِي كَلَام أبي حَيَّان والزمخشري ويبدي فِي كل فن مِنْهُ مَا يدهش الْحَاضِرين وَكَذَا درس بالزاوية الْمَعْرُوفَة بالخشابية فِي جَامع عَمْرو وبالخروبية وبالبشتيلية ثلاثتها فِي الْفِقْه بعد وَفَاة أَبِيه وبالبديرية وبالملكية فِي الْفِقْه أَيْضا وبجامع طولون فِي التَّفْسِير برغبة أَبِيه لَهُ عَن الثَّلَاثَة وبالمدرسة الالجيهية والحجازية وجامع ابْن طولون ثلاثتها فِي الْفِقْه وبالأشرفية فِي الحَدِيث مَعَ خطابة الحجازية والميعاد بهَا كل ذَلِك بعد موت أَخِيه وبالجمالية الممتجدة فِي التَّفْسِير بتقرير واقفها وَعمل فِي كل مِنْهَا والزاوية الخشابية وَكَذَا فِي الباسطية الشامية)

والمؤيدية كِلَاهُمَا تَبَرعا اجلاسا حافلا بل ولي تدريس الشامية البرانية بِدِمَشْق مَعَ التصدير بجامعها الْأمَوِي وَلما صَار يحضر لسَمَاع البُخَارِيّ فِي القلعة كَانَ يدمن مطالعة شَرحه للسراج بن الملقن وَيُحب الِاطِّلَاع على معرفَة أَسمَاء من ابهم فِي الْجَامِع الصَّحِيح من الروَاة وَمَا جرى ذكره فِي الصَّحِيح فَحصل من ذَلِك شَيْئا كثيرا بادمان المطالعة والمراجعة خُصُوصا أَوْقَات اجتماعي بِهِ ومذاكراتي لَهُ فَجمع كتاب الافهام لما فِي البُخَارِيّ من الابهام وَذكر فِيهِ فصلا يخْتَص بِمَا استفاده من مطالعته

ص: 109

زَائِدا على مَا حصله من الْكتب المصنفة فِي المبهمات والشروح فَكَانَ شَيْئا كثيرا وَكَانَ يتأسف على مَا فَاتَهُ من الِاشْتِغَال فِي الحَدِيث ويرغب فِي الازدياد مِنْهُ حَتَّى أَنه كتب بِخَطِّهِ فصلا يتَعَلَّق بالمعلق من مُقَدّمَة فتح الْبَارِي وقابله معي بقرَاءَته لأعجابه بِهِ، وَنَحْوه قَوْله فِي مُعْجَمه وَكَانَ يحب فنون الحَدِيث محبَّة مفرطة ويأسف على مَا ضيع مِنْهَا وَيُحب أَن يشْتَغل فِيهَا قَالَ وَقد لازمته كثيرا وَكتب عني كثيرا من مُقَدّمَة شرح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك من الْفَوَائِد الحديثية وطارحني بأسئلة من المنظوم والمنثور وطارحته بأَشْيَاء كَثِيرَة قد أوردتها فِي النَّوَادِر المسموعة ولي فِيهِ مدح وَكتب لي بالاجازة فِي استدعاء أَوْلَادِي، قَالَ وغالب مَا كَانَ يخترعه ويبحث فِيهِ كَانَ يَقْرَؤُهُ بِلَفْظِهِ وأسمعه مِنْهُ قَالَ وَقد اشْتهر اسْمه وطار ذكره خُصُوصا بعد وَفَاة وَالِده وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى وَسيرَته مَشْهُورَة فَلَا نطيل بهَا وَالله يعْفُو عَنهُ وَهُوَ مِمَّن أذن لشَيْخِنَا رحمه الله بالافتاء والتدريس قَدِيما قبل كِتَابَة وَالِده ثمَّ كتب أَبوهُ تَحت خطه، وَقَالَ شَيخنَا فِي مَوضِع آخر مِمَّا نقلته من خطه: وَكَانَ يحرر دروسه الْفِقْهِيَّة والتفسيرية ويسردها فِي مجْلِس التدريس حفظا ثمَّ يقْرَأ عَلَيْهِ مَا كتبه فيتكلم عَلَيْهِ فيجيد وَله ضوابط فِي الْفِقْه منظومة وَجل اشْتِغَاله بِكَلَام وَالِده وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ يزِيد عَلَيْهِ فِيمَا يتَعَلَّق بالتخريج فِي الْوَاقِعَات لِكَثْرَة مَا يرد عَلَيْهِ من محاكم ومستفتي وَمِمَّا ضَبطه بالنظم الْأَمَاكِن الَّتِي تسمع فِيهَا الشَّهَادَة بالاستفاضة فَقَالَ:

(ان السماع يُفِيد ذكر شَهَادَة

فِي عَدو نظمت لضبط مُحَرر)

(نسب ووقف وَالنِّكَاح وميت

وعتاقة الْمولى وَلَاء مُحَرر)

(وَولَايَة القَاضِي وعزل سَابِع

ورضاع تَحْرِيم وَشرب الْأَنْهُر)

(وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل للمعدوم فِي

زمن الشَّهِيد وَقل بِهِ فِي الْأَشْهر)

(وتضرر الزَّوْجَات وَالصَّدقَات وَال

ايصا كَذَا فِي الْأَظْهر)

)

(وَالْكفْر والاسلام والرشد الَّذِي

هُوَ عرة للبالغ المتصور)

(وولادة وَالْحمل ان شاعا كَذَا

حريَّة الْمَجْهُول لَيْسَ بمنكر)

(وقسامة قيل المُرَاد شهادها

للقرب من واعي كَلَام الْمخبر)

(وَالْملك فِيهِ خلافهم متقرر

نسب الْجَوَاز إِلَى كَلَام الْأَكْثَر)

(ومرجح الْجُمْهُور أَن لَا بُد من

حور الفه فَقل بِهِ وَلَا تستظهر)

(وَالْغَصْب فِي أَحْكَام مَا فِيهِ دِرْهَم

وَالدّين فِي وَجه كريه المنظر)

قَالَ وَكتب الْحَافِظ ولي الدّين ابْن شَيخنَا الْحَافِظ أبي الْفضل انه سمع شَيخنَا

ص: 110

الامام سراج الدّين يَقُول سَمِعت وَلَدي أَبَا الْفضل جلال الدّين ينشد لما جِئْنَا نعزي الْملك الظَّاهِر برقوق بولده مُحَمَّد:

(أَنْت المظفر حَقًا وللمعالي ترقى

وَأجر من مَاتَ تلقى تعيش أَنْت وَتبقى)

قَالَ الْوَالِي فَقلت لَهُ نروي هَذَا عَنْكُم عَن ولدكم فَيكون من رِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء فَقَالَ نعم انْتهى. ونظم البكان أَيْضا وَالَّذين يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ عِنْدِي وقرض سيرة الْمُؤَيد لِأَبْنِ ناهض، وَقد تَرْجمهُ غير وَاحِد فَقَالَ التقي المقريزي فِي السلوك لَهُ انه لم يخلف بعده مثله فِي كَثْرَة علمه بالفقه وأصوله وَبِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير والعربية مَعَ الْعِفَّة والنزاهة عَمَّا ترمي بِهِ قُضَاة السوء وجمال الصُّورَة وفصاحة الْعبارَة وَبِالْجُمْلَةِ فَلَقَد كَانَ مِمَّن يتجمل بِهِ الْوَقْت، وَفِي الْعُقُود الفريدة: كَانَ ذكيا قوي الحافظة وَقد اشْتهر اسْمه وطار ذكره بعد موت أَبِيه وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى وَلم يخلف بعده مثله فِي الاستحضار وَسُرْعَة الْكِتَابَة الْكَثِيرَة على الفتاوي والعفة فِي قَضَائِهِ وَقَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية: نَشأ فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَأخذ عَن وَالِده ودأب وَحصل حَتَّى صَار فَقِيها عَالما ودرس بِجَامِع حلب لما قدم صُحْبَة السُّلْطَان، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة: الامام الْعَلامَة شيخ الاسلام قَاضِي الْقُضَاة صرف همته إِلَى الْعلم فمهر فِي مُدَّة يسيرَة وَتقدم واشتهر بِالْفَضْلِ وَقُوَّة الْحِفْظ وَدخل مَعَ أَبِيه دمشق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين والمشايخ اذ ذَاك كَثِيرُونَ فَظهر فَضله وَعلا صيته وَكَانَ أَبوهُ يعظمه ويصغي إِلَى أبحاثه ويصوب مَا يَقُول وَاسْتمرّ على الِاشْتِغَال وَالِاجْتِهَاد والافتاء والتدريس وشغل الطّلبَة إِلَى أَن ولي الْقَضَاء وَقد جلس فِي بعض المرات الَّتِي قدم فِيهَا دمشق مَعَ النَّاصِر بالجامع الْأمَوِي وَقُرِئَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ فَكَانَ يتَكَلَّم على مَوَاضِع مِنْهُ قَالَ وَكَانَ فصيحا بليغا ذكيا سريع الادراك)

لكنه قد نقص عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قبل ولَايَته الْقَضَاء حَتَّى انه قَالَ لي مرّة نسيت من الْعلم بِسَبَب الْقَضَاء والأسفار الْعَارِضَة بِسَبَب مَا لَو حفظه شخص لصار عَالما كَبِيرا، ثمَّ نقل عَن شَيخنَا أَنه قَالَ كَانَ لَهُ بِالْقَاهِرَةِ صيت لذكائه وعظمة وَالِده فِي النُّفُوس وانه كَانَ من عجائب الدُّنْيَا فِي سرعَة الْفَهم وجودة الْحِفْظ وَمن محَاسِن الْقَاهِرَة. قلت وَسمعت من شَيخنَا أَنه كَانَ أحسن تصورا من أَبِيه وَكَذَا بَلغنِي عَن الْعَلَاء القلقشندي، وَقَالَ الشَّمْس بن نَاصِر الدّين فِي ذيله على الْحفاظ: الامام الأوحد قَاضِي الْقُضَاة شيخ الاسلام حَدثنَا عَن أَبِيه وَعَن غَيره من الْأَئِمَّة كَانَ عين أَعْيَان الْأمة خلف وَالِده فِي الِاجْتِهَاد وَالْحِفْظ وعلوم الاسناد رَأَيْته يناظر أَبَاهُ فِي دروسه وينافسه فِيمَا يلقيه من نفيسه مَعَ لُزُومه

ص: 111

حُرْمَة الْآبَاء وَحفظ مَرَاتِب الْعلمَاء وَله على صَحِيح البُخَارِيّ تعليقات نفيسات وَمِنْهَا بَيَان مَا وَقع فِيهِ من المبهمات وَله نظم ونثر وعدة مصنفات وباشارته ألفت كتاب الاعلام بِمَا وَقع فِي مشتبه الذَّهَبِيّ من الأوهام، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَت عِنْده عفة ظَاهِرَة وَلَكِن لم يسلم مِمَّن حوله قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَيْضا وَدخل الْبِلَاد الشامية مرَارًا مِنْهَا صُحْبَة المظفر أَحْمد بن الْمُؤَيد وأتابك العساكر ططر سنة أَربع وَعشْرين وَمَا جَاوز حِينَئِذٍ دمشق بل أَقَامَ بهَا حَتَّى رَجَعَ الْعَسْكَر وَقد تسلطن الظَّاهِر ططر فصحبه وَحصل لَهُ مرض فِي الطَّرِيق بِحَيْثُ مَا قدر على خطْبَة الْعِيد بالسلطان وَلم يدْخل الْقَاهِرَة الا متوعكا فِي محفة وَكَانَ دُخُولهمْ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث شَوَّال مِنْهَا وَاسْتمرّ ضَعِيفا إِلَى لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشره فَمَاتَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدخل بِجَانِب أَبِيه يَعْنِي وأخيه فِي فسقية بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا بحارة بهاء الدّين يَعْنِي جوَار منزله وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة زَاد غَيره إِلَى الْغَايَة وَحمل نعشه على رُءُوس الْأَصَابِع وَيُقَال انه مَاتَ مسموما وَإنَّهُ لم يمت حَتَّى غارت عَيناهُ فِي جَوْفه وَإنَّهُ صرع فِي يَوْم وَاحِد زِيَادَة على عشْرين مرّة، وَأفَاد شَيخنَا أَنه كَانَ قد اعتراه وَهُوَ بِالشَّام قولنج فلازمه فِي الْعود وَحصل لَهُ صرع كتموه وَلما دخل الْقَاهِرَة عجز عَن الرّكُوب فِي الموكب فَأَقَامَ أَيَّامًا عِنْد أَهله ثمَّ عاوده الصرع فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع شَوَّال ثمَّ عاوده إِلَى أَن مَاتَ وَقت أَذَان الْعَصْر من يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر شَوَّال وَصلى عَلَيْهِ ضحى يَوْم الْخَمِيس وَتقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّمْس بن الديري قدمه أَوْلَاده وَلم تكن جنَازَته حافلة وَيُقَال أَنه سم وَكَانَ انْتهى فِي ميعاده أَيَّام الْجمع تبعا لِأَبِيهِ إِلَى قَوْله كَمَا تقدم من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا وَمَا رَبك بظلام للعبيد قَالَ غَيره وَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر وَلما مَاتَ ووضعوه)

على المغتسل سمعُوا شخصا يَقُول:

(يَا دهر بِعْ رتب الْعلَا من بعده

بيع الهوان ربحت أم لم تربح)

(قدم وَأخر من أردْت من الورى

مَاتَ الَّذِي قد كنت مِنْهُ تَسْتَحي)

وَقد أفرد أَخُوهُ شَيخنَا القَاضِي علم الدّين تَرْجَمته بالتأليف رحمه الله وإيانا، وَكَانَ اماما ذكيا نحويا أصوليا مُفَسرًا مفننا حَافِظًا فصيحا بليغا جَهورِي الصَّوْت عَارِفًا بالفقه ودقائقه مستحضرا لفروع مذْهبه مُسْتَقِيم الذِّهْن جيد التَّصَوُّر مليح الشكالة أَبيض مشربا بحمرة إِلَى الطول أقرب صَغِير اللِّحْيَة مستديرها منور الشيبة جميلا وسيما دينا عفيفا مهابا جَلِيلًا مُعظما عِنْد الْمُلُوك حُلْو المحاضرة رَقِيق الْقلب سريع الدمعة زَائِد الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين وَنَحْوهم كثير الخضوع لَهُم وَله فِي التعفف والتحري حكايات وَلما دخل حلب اجْتمع بِهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ معترفا

ص: 112

بِالنعْمَةِ حَسْبَمَا قيل وظيفتي أجل المناصب وزوجتي غَايَة وَكَذَا سكني وَفِي ملكي ألف مُجَلد نقاوة وتصانيفه كَثِيرَة فَمِنْهَا سوى مَا أُشير إِلَيْهِ فِيمَا تقدم تَفْسِير لم يكمل ونكت على الْمِنْهَاج لم تكمل أَيْضا وَأُخْرَى على الْحَاوِي الصَّغِير وَمَعْرِفَة الْكَبَائِر والصغائر والخصائص النَّبَوِيَّة وعلوم الْقُرْآن وترجمة أَبِيه وَكتاب فِي الْوَعْظ ونظم ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَكَانَ الْتزم لكل من حفظه بِخَمْسِمِائَة وخطب جمعيات وأجوبة عَن أسئلة يمنية وَعَن أسئلة مغربية وحواشي على الرَّوْضَة أفردها أَخُوهُ فِي مجلدين وَخرج لَهُ شَيخنَا عَن شُيُوخه بالاجازة فهرستا للكتب الْمَشْهُورَة فِي كراسة اجابة لسؤاله فِي ذَلِك فَكَانَ يحدث مِنْهَا عَنْهُم وافتتحه الْمخْرج بسيدنا ومولانا الامام الْعَلامَة تَاج الْفُقَهَاء عُمْدَة الْعلمَاء أوحد الاعلام مفخر أهل الْعَصْر منجع الْأمة قدرَة الْأَئِمَّة وَكَذَا خرج لَهُ مفيدنا الْحَافِظ أَبُو النَّعيم رضوَان أَرْبَعِينَ عشاريات وَغير ذَلِك، وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة الْحفاظ كَابْن مُوسَى وَابْن نَاصِر الدّين وروى عَنهُ فِي متبايناته الحَدِيث التَّاسِع عشر فِيمَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بروايته عَن أَبِيه وَرُوِيَ لنا عَنهُ خلق وَمِنْهُم أَخُوهُ العلمي والبرهان بن خضر والموفق الأبي وَالْوَالِد وَحكي لي مِمَّا يدْخل فِي تَرْجَمته أَشْيَاء وَكَانَ الْجد من خَصَائِصه كاختصاصه بِأَبِيهِ قبله.

302 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن الزين أَبُو زيد وَأَبُو هُرَيْرَة بن السراج أبي حَفْص بن النَّجْم اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الْحَمَوِيّ الأَصْل القبابي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالقبابي بِكَسْر الْقَاف وموحدتين / نِسْبَة لقباب حماة لَا للقباب الْكُبْرَى من قرى اشموم الرُّمَّان بالصعيد وان جزم بِهِ بعض المقادسة لمشي جمَاعَة مِنْهُم الذَّهَبِيّ على الأول فَالله أعلم. ولد فِي لَيْلَة ثَالِث عشر شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَمَات أَبوهُ فِي سنة خمس وَخمسين وَنَشَأ ابْنه فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه حنبليا كأبيه وجده وَرَأى الشَّيْخ عَليّ العشقي شيخ الشَّيْخ عبد الله البسطامي واستجازه وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وأسمع على أَبِيه وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة والبياني وَالصَّلَاح ابْن أبي عمر وَابْن السوقي وَالشَّمْس بن الْمُحب والعماد بن الشيرجي وناصر الدّين ابْن التّونسِيّ وَزَيْنَب ابْنة قَاسم بن العجمي فِي آخَرين مِنْهُم الحافظان العلائي وَابْن رَافع والفقيه الشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة والخطيب الشَّمْس المنبجي وَالْجمال يُوسُف السرمري وَأحمد بن عَليّ بن حسن الْحطاب أَبوهُ وَعمر بن أرغون وَأحمد ابْن سَالم بن ياقوت واقش وبكتاش فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التقي السُّبْكِيّ والكمال النشائي والجمالان الاسنائي وَابْن هِشَام النَّحْوِيّ وَالْجمال أَبُو بكر بن الشريشي والميدومي

ص: 113

وَابْن الْقيم وَابْن الخباز وَأَبُو الْمحرم القلانسي ومظفر الدّين الْعَطَّار وَأَبُو الثَّنَاء مَحْمُود المنبجي وَمُحَمّد بن اسماعيل بن الْمُلُوك وَمُحَمّد بن اسماعيل بن عمر الْحَمَوِيّ وناصر الدّين الفارقي وفخر الذوات مُحَمَّد بن أبي البركات النعماني صَاحب النَّوَوِيّ وَابْن خلكان وَغَيرهمَا وَمُحَمّد بن عبد الْحق بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ صَاحب ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم والبدر بن فَرِحُونَ مؤلف الطَّبَقَات وَغَيرهمَا وَجَمَاعَة من الْأَعْيَان تجمعهم مشيخته الَّتِي خرجها لَهُ شَيخنَا وأدرج فِي تَارِيخه جمعا مِمَّن أجَاز لَهُ وهم السُّبْكِيّ والخلاطي والعز بن جمَاعَة ومغلطاي وَابْن نباتة فِي شُيُوخ السماع سَهوا وَالصَّوَاب مَا أثْبته وَكَذَا ذكره غَيره فِي شُيُوخ السماع الشهَاب أَبُو مَحْمُود والميدومي وَابْن كثير والتقي بن عرام وبادار القونوي الضَّرِير وَابْن زباطر وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَخلق وَمن شُيُوخ الاجازة التَّاج السُّبْكِيّ وَأَخُوهُ الْبَهَاء وَمِمَّنْ أفرد شُيُوخه بِالسَّمَاعِ والاجازة أَيْضا ابْن نَاصِر الدّين وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان، وَقد حدث بالكثير أَخذ عَنهُ القدماء وَألْحق الصغار بالكبار والأحفاد بالأجداد وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْحفاظ الْجمال بن مُوسَى المراكشي والتاج بن الغرابيلي وانتقى عَلَيْهِ والعماد اسماعيل بن شرف والموفق الأبي وَابْن أبي الوفا وَعبد الْكَرِيم القلقشندي وَأَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي والنجم بن فَهد ونسيم الدّين عبد الْغَنِيّ المرشدي وَغَيرهم من الرحالة كَالشَّمْسِ بن قمر واستدعى لي مِنْهُ الاجازة جوزي خيرا فقد انتفعت بهَا، وَكَانَ شَيخا خيرا متيقظا منورا حَافِظًا على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة حَرِيصًا على مُلَازمَة وظائفه بِبَيْت الْمُقَدّس محبا فِي الحَدِيث وَأَهله يحث من يتَعَلَّق بِهِ على الْمُوَاظبَة عَلَيْهِ وَهُوَ من بَيت علم وَرِوَايَة ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لنا غير مرّة، والمقريزي فِي عقوده وَفِي أَصْحَابه الْآن كَثْرَة سِيمَا بِبَيْت الْمُقَدّس والخليل كالكمال بن أبي شرِيف وان بَقِي الزَّمَان رُبمَا يبْقى من يروي عَنهُ وَلَو بالاجازة لنَحْو الْعشْر من الْقرن الْعَاشِر. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بِجَانِب أَبِيه بمقبرة بَاب الرَّحْمَة وَنزل النَّاس فِي كثير من المرويات بِمَوْتِهِ دَرَجَة رحمه الله وإيانا.

303 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عَامر البصروي / وَالِد مُحَمَّد مِمَّن أَخذ عَنهُ وَلَده.

304 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عُثْمَان الشمري الملحاني أَخُو عبد الله / الْآتِي. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وقبره عِنْد مَقَابِر الناشريين بزبيد.

305 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عِيسَى السمنودي / الْآتِي أَبوهُ. أَخذ عَنهُ

ص: 114

بلديه صاحبنا الْجلَال السمنودي الْمِيقَات وَهُوَ مِمَّن أَخذه عَن أَبِيه.

306 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مجلي بن عبد الْحَافِظ البيتليدي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا مثناة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام مَكْسُورَة وَآخره دَال مُهْملَة ثمَّ يَاء النّسَب بن الكركي الْوراق / ثمَّ الأكار أَخُو عبد الله المتوفي قبل هَذَا الْقرن. سمع عَليّ أبي بكر بن الرضي وَغَيره وأحضر عَليّ الشّرف بن الْحَافِظ وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ عاميا عسرا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

307 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الحوراني الْمَكِّيّ أَخُو يحيى / الْآتِي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بجدة وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن الطلخاوي بِمَكَّة وَسمع عَليّ بهَا بِقِرَاءَة أَخِيه بعض الصَّحِيح ومني المسلسل وَغَيره.

308 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد التَّاج بن الزين المدلجي الكركي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الكركي. / ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا واشتغل على أَبِيه يَسِيرا وَسمع عَليّ ابْن صديق وَابْن أيدغمش وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَولي قَضَاء حلب مُدَّة وتدريس العصرونية والسلطانية وَغَيرهمَا وَذكره. شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ انه ولي قَضَاء حلب مُدَّة ثمَّ ترك وَاسْتمرّ بِيَدِهِ جِهَات قَليلَة يتبلغ مِنْهَا وَقد سكن الْقَاهِرَة مُدَّة وناب عني ثمَّ حج وَرجع إِلَى بَلَده ولقيته هُنَاكَ حِين تَوَجُّهِي صُحْبَة السُّلْطَان وَأَجَازَ لأولادي، وَقَالَ غَيره انه كَانَ ذَا دهاء وخديعة وأوصاف غير مرضية فَالله أعلم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

309 -

عبد الرَّحْمَن بن عنبر بنُون وموحدة كجعفر بن عَليّ بن أَحْمد بن يَعْقُوب ابْن عبد الرَّحْمَن الزين العثماني البوتيجي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي وَيعرف بالبوتيجي وَغلط بَعضهم فَسَماهُ أَبُو بكر. / ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو فِي أول الَّتِي قبلهَا أَو بعْدهَا بأبوتيج من الصَّعِيد فانه كَانَ يَقُول أَنه دخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فِي السّنة الَّتِي ملك فِيهَا الظَّاهِر برقوق وَهِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَهُوَ مُمَيّز وَنَشَأ بأبوتيج فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه بركَة قَالَ وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء وَحفظ التبريزي وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ أَيْضا الْعُمْدَة والمنهاج الْأَصْلِيّ والملحة والرحبية وَعرض فِي سنة سِتّ وَتِسْعين عَليّ الابناسي والبلقيني وَابْن الملقن والدميري وأجازوا لَهُ وقطن الْقَاهِرَة وَكَانَت أمه موسرة فارتفق بهَا وَأَقْبل على التفهم وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الغراقي وَأكْثر عَنهُ وانتفع بِهِ فِي الْفَرَائِض والحساب بأنواعه الْجَبْر وَمَا سواهُ وَكَذَا تفقه بالشهاب بن الْعِمَاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء من تصانيفه وبالشمس

ص: 115

الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَغَيره وَحضر دروس الابناسي وميعاد البُلْقِينِيّ بل واستفتاه وَضبط عَنهُ لطائف كَانَ يحكيها ثمَّ لَازم بعد الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ فَحمل عَنهُ علوما جمة من حَدِيث وَفقه وأصول وَغَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من تصانيفه من ذَلِك تَحْرِير الفتاوي إِلَّا كراسين من آخِره وَكتب عَنهُ أَكثر أَمَالِيهِ وَلم ينْتَفع بِأحد مَا انْتفع بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي والعجيمي وَالْأُصُول أَيْضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع على الْمُطَرز والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والابناسي والشرفين الْقُدسِي وَابْن الكويك والشهابين الْجَوْهَرِي والواسطي والجمالين عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَابْن فضل الله وَالشَّمْس الشَّامي والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجَزرِي والتقي الْكرْمَانِي والبرهان الْحلَبِي والْعَلَاء بن البُخَارِيّ وَطَائِفَة وَصَحب جمَاعَة من أَعْيَان الصُّوفِيَّة فَمن دونهم وَأذن لَهُ الْوَلِيّ فِي اقراء تصانيفه فِي الْفُنُون كلهَا وَكَذَا فِي الافتاء والبرماوي أَيْضا فِي التدريس والافتاء وَمن قبله الغراقي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة لرؤيا رَآهَا وتكسب أَولا بِالشَّهَادَةِ فِي بعض حوانيت الْحَنَابِلَة ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء بأعمال الْقَاهِرَة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي سنة تسع عشرَة ثمَّ)

عَن الْهَرَوِيّ وَشَيْخه وَغَيرهمَا، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير من الْكتب المطولة وَغَيرهَا خُصُوصا من تصانيف شَيْخه الْوَلِيّ بل كتب من تصانيف شَيخنَا جملَة وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِيهِ كثير الِاعْتِقَاد لَهُ، وَحكى لنا انه اسْتَشَارَ شَيْخه حِين أمره بِعرْض وَلَده على الْمَشَايِخ فِيمَن يبْدَأ بِهِ مِنْهُم فَأَشَارَ بِهِ، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر وَكَذَا كَانَ لشَيْخِنَا إِلَيْهِ ميل كثير بِحَيْثُ أَنه أحضر لَهُ كتابا يختبر لَهُ نَقصه فتناوله مِنْهُ وَدخل منزله ثمَّ عَاد بعد يسير وَقد أكمله لَهُ بِخَطِّهِ وَهُوَ قدر كثير فِي أسْرع وَقت حَتَّى كَانَ الشَّيْخ يَحْكِي لنا ذَلِك على سَبِيل التَّعَجُّب، وَلزِمَ الاقامة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ متصديا للتدريس والافتاء لفظا فكثرت تلامذته وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَصَارَ فِي طلبته من الْأَعْيَان جملَة خُصُوصا فِي الْفَرَائِض، وَحدث بأَشْيَاء سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ جملَة وَحَضَرت دروسه فِي الْفِقْه والفرائض وَغَيرهمَا وَكَانَ كثير الْمحبَّة فِي والتعظيم لي واستجازني مرّة للحسام بن حريز ولنفسه بعد سماعهما من لَفْظِي شَيْئا من تصانيفي وَمَا أمكنني مُخَالفَته إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أوردته فِي مَوضِع آخر، وَكَانَ عَالما بالفرائض والحساب بأنواعه مُتَقَدما فِي ذَلِك حَتَّى كَانَ شَيْخه الْوَلِيّ يَسْتَعِين بِهِ فِي كثير من المناسخات وَنَحْوهَا وَيَقُول المسئلة الَّتِي أعملها فِي سَاعَة مثلا يعملها هُوَ فِي ثلث سَاعَة وأستفيد الِانْتِفَاع بباقي الْحصَّة مَعَ الرَّاحَة،

ص: 116

مشاركا فِي غَيرهمَا من الْفَضَائِل مشارا إِلَيْهِ بالصلاح وَالْخَيْر والزهد والورع مَقْصُودا للتبرك بِهِ وَالِانْتِفَاع بأدعيته مَعَ حسن الفكاهة والنادرة والتواضع والخبرة التَّامَّة بلقاء الرِّجَال وَحسن الِاعْتِقَاد فيهم والمسارعة للاجتماع بالقادمين مِنْهُم وَحفظ كثير من كراماتهم وأحوالهم والتقنع باليسي ومشيه على قانون السّلف فِي غَالب أَحْوَاله ومزيد التودد وَتَمام الْعقل وملازمته لمباشرة مَا كَانَ باسمه من تصوف الجمالية وَطلب الحَدِيث بالقانبيهية وَنَحْو ذَلِك كتدريس بِمَسْجِد عبد اللَّطِيف بقنطرة سنقر مَعَ كَونه مِمَّن عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة مرّة ومشيخة سعيد السُّعَدَاء أُخْرَى وَغَيرهمَا من الْوَظَائِف الجليلة فَأبى نعم درس بِبَعْض الْأَمَاكِن وَلم يكن يكْتب عَليّ الفتوي وَلَا يُمكن أحدا من الاستغابة وَمَا تيَسّر لَهُ مَعَ هَذِه الْخِصَال الحميدة الْحَج وكف بَصَره بِأخرَة وَانْقطع بِالْمَدْرَسَةِ عَن النَّاس متدرعا ثوب القناعة عَنْهُم واليأس وهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ للْقِرَاءَة وللعارية وللزيارة حَتَّى مَاتَ بعد بِيَسِير فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بالقرافة عِنْد والدته بتربة الشَّيْخ مُحَمَّد الْهِلَالِي الْعُرْيَان جوَار تربة أبي الْعَبَّاس الْحرار من القرافة الْكُبْرَى أَخذه ابْن حريز هُنَاكَ عِنْد قُبُور أَوْلَاده بعد أَن صلى عَلَيْهِ بِجَامِع المارداني فِي جمع جم وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وتأسفوا على فَقده رَحمَه اله وايانا ونفعنا بِهِ،

عبد الرَّحْمَن بن عَيَّاش. / فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف.

310 -

عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سرار بن سرُور الأيدوني بتحتانية ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون نِسْبَة لأيدون الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي الصولي /، ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وأحضر وَهُوَ فِي الرَّابِعَة عَليّ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن عَمه الْخَطِيب الشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْعِزّ ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وَسمع من مُحَمَّد بن الرشيد بعد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بالروضة بسفح قاسيون.

311 -

عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سُلْطَان الْغَزِّي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد ابْن سُلْطَان الشهير / الْآتِي. تَلا عَلَيْهِ ابْنه للسبع وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه والنحو وخطب بالجامع الجاولي بغزة بل قيل انه ولي مشيخة البيبرسية إِمَّا الْكُبْرَى أَو الرِّبَاط وَصَحب جمَاعَة من السادات. مَاتَ فِي سنة خمس رحمه الله.

312 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفتُوح عبد الْقَادِر بن أبي الْخَيْر عبد الْحق بن عبد الْقَادِر الْحَكِيم بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ظهير الدّين أَبُو نصر بن نور الدّين ابْن مخلص الدّين الأبرقوهي الطاوسي عَم أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْقَادِر / الْمَاضِي.

ص: 117

ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من وَالِده الْكثير وارتحل بِهِ إِلَى دمشق فأسمعه عَليّ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي والزيتاوي وَابْن رَافع وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب البعلي خطيبها وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي سنة سِتِّينَ الْعِزّ بن جمَاعَة واليافعي وَآخَرُونَ، وَحدث سمع عَلَيْهِ ابْن أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ وَوَصفه بشيخ شُيُوخ الاسلام رحْلَة الْأَنَام وَعبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَوَصفه بالامامة وَالْعلم والْحَدِيث والتفرد بالاسناد العالي وانه سمع عَلَيْهِ بشيراز فِي سنة سبع وَعشْرين. قلت وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشر رَمَضَان سنة احدى وَثَلَاثِينَ رحمه الله.

313 -

عبد الرَّحْمَن بن فَخر اليمني، / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.)

314 -

عبد الرَّحْمَن بن قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله الْجلَال أَبُو الْفضل ابْن أحد نواب الْمَالِكِيَّة الزين الْمحلي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن قَاسم وَهُوَ سبط عبد الرَّحْمَن المليجي، مِمَّن عرض على مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل.

315 -

عبد الرَّحْمَن بن الشّرف أبي الْقسم واسْمه مُحَمَّد بن أبي بكر واسْمه أَحْمد ابْن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد / وَأمه سِتّ من يَرَاهَا ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْمصْرِيّ الشهير جدها بالمصري وبابن حلاوة. ولد قبيل ظهر يَوْم الْأَحَد ثامن عشر صفر سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن ومنهاج النَّوَوِيّ وأسمع على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَسمع مني فِي مجاورتي الثَّالِثَة المسلسل وَغَيره ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي الَّتِي تَلِيهَا البُخَارِيّ مَعَ مُؤَلَّفِي فِي خَتمه وَنَحْو النّصْف الأول من الشفا مَعَ سَماع سائره ولازمني فِي غير ذَلِك، وَهُوَ ذكي فطن يشْتَغل بالنحو عِنْد السراج معمر وَالسَّيِّد عبد الله وَغَيرهمَا ويحضر دروس القَاضِي وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه مَعَ البُخَارِيّ عَليّ أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود وَكتب أَشْيَاء، وسافر لمصر فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين فَمَاتَ بالطاعون بهَا غَرِيبا وحيدا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة.

316 -

عبد الرَّحْمَن بن لطف الله سبط الشَّمْس المعيد. / نَاب فِي امامة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة عَن خَاله الشهَاب بن المعيد، وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين.

317 -

عبد الرَّحْمَن بن مبارك بن سعيد وَيعرف بخادم الشهَاب الصقيلي / السقا بِالْحرم النَّبَوِيّ. لقِيه الزين رصوان. وَأخْبرهُ انه سمع دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي

ص: 118

عَليّ ابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي بِقِرَاءَة النَّجْم الباهي وَأَجَازَ لِأَبْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس وَعشْرين وَمَات بعد ذَلِك.

318 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب وجيه الدّين أَبُو الْجُود بن الْجمال أبي المحاسن المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / وَالِد على الْآتِي وشقيق أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد أمهما أم حَبِيبَة ابْنة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وهما أخوا عبد الأول الْمَاضِي. ولد فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث أَو رَابِع عشري شعْبَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي أول الْخَامِسَة على الشَّمْس المعيد الْحَنَفِيّ بعض المصابيح والعوارف والمقامات وَتَنَاول الْكتب الثَّلَاثَة مِنْهُ وأسمع على وَالِده والزين المراغي وَابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمِمَّا سَمعه على وَالِده فهرسته بِقِرَاءَة مخرجه ابْن مُوسَى وعَلى المراغي المسلسل وَالْأول من)

مشيخته تَخْرِيج ابْن مُوسَى أَيْضا وجزء البطاقة، واشتغل قَلِيلا وَحضر دروس أَبِيه وَحدث قَرَأت عَلَيْهِ فِي الْحجَّة الأولى حَدِيثا، وَكَانَ خيرا كثير الطّواف والانعزال عَن النَّاس مَعَ اخْتِصَاص بِابْن قاوان ومداومة على الْجَمَاعَة مِمَّن دخل الْهِنْد مرَارًا للرزق. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ عصر يَوْمه ثمَّ دفن بالمعلاة رحمه الله وَعَفا عَنهُ وايانا.

319 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد بن لاجين الزين أَبُو مُحَمَّد الرَّشِيدِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي أَخُو عبد الله الْآتِي وَيعرف بالرشيدي. / ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وأسمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَمُحَمّد بن اسماعيل الأيوبي وَغَيرهمَا بِالْقَاهِرَةِ وَمن ابْن أميلة وَعمر بن زباطر وَغَيرهمَا بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ من سَيذكرُ فِي أَخِيه، واشتغل بالفرائض والحساب والمواقيت وَشرح الجعبرية والأشنهية والياسمينية وَغَيرهَا وَله تصنيف فِي نيل مصر، وَحدث ودرس سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَرُوِيَ لنا هُوَ وَابْن أَخِيه وَغَيرهمَا عَنهُ وَكَانَ خيرا ذَا يَد طولى فِي الْفَرَائِض والميقات ولي الرياسة فِيهِ بِبَعْض الْأَمَاكِن والخطابة بِجَامِع أَمِير حُسَيْن وَكَانَت لقرَاءَته ونغمته حلاوة وَلم يكن ماهرا، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة وقفت على شَرحه وَفِيه أَوْهَام عَجِيبَة، مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَجزم المقريزي فِي عقوده بِالثَّانِي رحمه الله.

320 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسماعيل بن دَاوُد الزين بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْجمال عبد الله وَغَيره وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي /.

ص: 119

321 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن سَنَد بن خَالِد الْجلَال أَبُو الْفضل بن الْبَدْر الأبياري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد اللَّطِيف وَمُحَمّد وَأحمد وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. / ولد فِي خَامِس صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بخزانة البنود من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على وَالِده وَشَيخنَا وَطَائِفَة كالمحب بن نصر الله وَقَرَأَ فِي قَوَاعِد ابْن هِشَام على وَالِده بل أعرب عَلَيْهِ فِي الطارقية وَكَذَا قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على أبي عبد الله الرَّاعِي والْعَلَاء القلقشندي وَحضر الْفِقْه عِنْد أَبِيه والونائي والقاياتي فِي آخَرين ولازم فِيهِ الْعَلَاء تقسيما وَغير ذَلِك وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا لَازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ دراية شرح)

النخبة وَغَيره وَرِوَايَة الْكثير وجود بعض الْقُرْآن على ابْن كزلبغا بل حضر عِنْده الْكثير فِي تجويده وَكتب عَليّ الزين بن الصَّائِغ وَسمع عَليّ ابْن الْجَزرِي الْخَتْم من مُسْند الشَّافِعِي بل قَرَأَ عَليّ ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان الْأَرْبَعين الَّتِي انتقاها شَيخنَا من مُسلم وجميعه عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ وَالْبُخَارِيّ عَليّ الصَّالِحِي وَالسّنَن لأبي دَاوُد على سارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَأكْثر من الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير والبرهان الْحلَبِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي والحافظ ابْن نَاصِر الدّين وَخلق باستدعاء ابْن فَهد وَغَيره، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِيمَا كَانَ باسمه من التداريس وَغَيرهَا شركَة لأخوته وَكَذَا تكلم فِي الصالحية وَغَيرهَا ودرس فِي الْفِقْه نِيَابَة بالزنكلونية وبالشيخونية اسْتِقْلَالا بعد الشهَاب الأبشيهي وَكتب حِينَئِذٍ على دروسه فِي الْمِنْهَاج بل عمل منسكا لطيفا وَضبط من الْحَوَادِث والتراجم جملَة فِي مجلدات مَا رَأَيْتهَا وَكَذَا جمع زِيَادَة على عشر مجلدات فَوَائِد شبه التَّذْكِرَة ونظم قَلِيلا وَأذن لَهُ شَيخنَا وَغَيره فِي الافادة وناب فِي الْقَضَاء عَن السفطي فَمن بعده وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عِنْده فِي كل سنة بل عينه فِي أَيَّام قَضَائِهِ للْقِرَاءَة بالقلعة عوضا عَن البقاعي ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بالولوي الأسيوطي وَصَارَ بِأخرَة رَأس النواب بل عمل أَمَانَة الحكم وقتا وَكَذَا نَاب عَن الزيني بن مزهر فِي أَشْيَاء وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَحج مَعَه فِي الرجبية وَتزَوج هُنَاكَ ورزق ابْنة سوى ابْنَتَيْهِ من ابْنة صاحبنا الْمُحب القادري أكبرهما تَحت ابْن حجاج وابتلوا بِهِ وَالثَّانيَِة تَحت ابْن للشرفي الْأنْصَارِيّ، وَكَانَ حج قبل ذَلِك سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَذكر للْقَضَاء غير مرّة وَكَذَا كتب لَهُ بالجمالية عقب الأسيوطي ثمَّ عقب أَخِيه وَهُوَ يُصَالح فِي كل مِنْهُمَا وَهُوَ متين الْعقل كثير التودد والمداراة حسن الْعشْرَة لطيف المحاضرة لَا يبقي على شَيْء مَقْبُول الشكل

ص: 120

وَلَكِن توالت عَلَيْهِ التعللات. 322 عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد الديروطي وَيعرف بِابْن الرزاز وَابْن البياع. / تَلا بالسبع على بلديه حسن ثمَّ على جَعْفَر السنهوري.

323 -

عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْحِجَازِي الشريفي الْعَطَّار / أَبوهُ بِمَكَّة شَقِيق عبد اللَّطِيف الْآتِي. سمعا على التقي بن فَهد.

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. / مضى فِي ابْن أبي الْقسم بن أبي بكر.

324 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجلَال بن أوحد الدّين السيرجي / الْآتِي أَبوهُ والماضي جده، ولد وَحفظ الْقُرْآن وَعرض على جمَاعَة واشتغل ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ فِي الْفِقْه قِرَاءَة وسماعا وَكتب بعض تصانيفه وَأذن لَهُ وَتردد إِلَيّ أَحْيَانًا وتميز فِي الْفَرَائِض والمباشرة بِحَيْثُ كَانَ يكْتب على الزيني عبد الباسط بن الجيعان فِي البيمارستان بِحَضْرَتِهِ وَلذَا تزايدت براعته وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد أَشْيَاء وَحج وتنزل فِي الْجِهَات بل اسْتَقر فِي جِهَات أَبِيه بعده وفيهَا بعض التداريس وخطابة الصالحية وَغَيرهَا وَمِنْهَا الْمُبَاشرَة بالبرقوقية وَقد تنافر مَعَ شيخها الاخميمي بِحَيْثُ سلط من سعى عَلَيْهِ فِيهَا فغالبه بالبذل وَلم يكن ذَلِك بمانع لَهُ عَن التظاهر بخدمته نعم دس من أعلم شَرِيكه فِي النّظر اميرآخور بِأَخْذِهِ أَزِيد من كثيرين وجر النزاع مَعَه لغيره من الْمُسْتَحقّين كَابْن العلمي البُلْقِينِيّ وَلزِمَ من مساعدة الزيني بن مزهر لَهُ دُخُول الاخميمي، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت مجَالِس وكلمات مبينَة فِي الْحَوَادِث، وَهُوَ منطو على مكر مَعَ سُكُون وجمود وَقد دس عَلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات بعض الْمُنْكَرَات وبرأه الثِّقَات وصاهر الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ.

325 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد وجيه الدّين أَبُو مُحَمَّد العرشاني / قَاضِي تعز بعد عدن. مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي قَضَاء تعز أَخُوهُ أَبُو بكر فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة تسع بالطاعون فولي بعده الْفَقِيه عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد الوحظي بعد تنصل مِنْهُ فَمَاتَ أَيْضا عَاجلا فاستقر ابْن أَخِيه الْفَقِيه مُحَمَّد بن دَاوُد الوحظي فحسنت سيرته وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ.

326 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الغرابيلي وَيعرف بِابْن النميس تَصْغِير نمس بنُون ومهملة / سمع فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من الْمُحب الصَّامِت النّصْف الأول من عوالي أبي يعلى اسحق بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي تَخْرِيج أبي

ص: 121

سعد السكرِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات قبل الْخمسين.

327 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الاشموني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي المنهاجي نزيل الباسطية / وَقيل لَهُ المنهاجي لِأَن جده قدم من الاشمونين قبل بُلُوغه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج فِي سنة فلقبه بذلك أحد شيخيه الملوي والدلاصي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَبوهُ غَائِب بِمَكَّة فَرَأى فِي غيبته قَائِلا يَقُول لَهُ يُولد لَك ذكر فسمه عبد الرَّحْمَن فَلَمَّا قدم ووجدهم سموهُ بِغَيْرِهِ غَيره، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَخر المقسي والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص والشاطبيتين وَأخذ الْفِقْه عَن السَّيِّد النسابة وَسمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ الْكَبِير وَعَن الْخَواص قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَهْجَة وَأَصلهَا والنحو عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والابدي قَرَأَ عَلَيْهِمَا الالفية وعَلى أَولهمَا الحاجبية مَعَ الْمعَانِي وَالْبَيَان وأصول الْفِقْه فِي آخَرين وَسمع على ابْن الملقن وَابْنَة ابْن جمَاعَة وَغَيرهمَا وَكَذَا سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة، وَحج وَأقَام بِمَكَّة عشْرين سنة ثمَّ لما قدم نزل عِنْد أمه بِالْقربِ من زَاوِيَة ابْن بطالة فِي قنطرة الموسكي فَلم تلبث أَن مَاتَت ودفنت بحوش عبد الله المنوفي، وَكَانَت تقْرَأ الْقُرْآن مَعَ مزِيد الدّيانَة والزهد فتحول حِينَئِذٍ إِلَى الباسطية وَلزِمَ الانجماع بهَا مَعَ مزِيد تقنعه وتقلله وَعدم قبُوله إِلَّا نَادرا وَالْغَالِب عَلَيْهِ سوء الطباع مَعَ فضل وَفهم وَقد رَأَيْته كثيرا وَكرر سُؤَاله لي عَن أَشْيَاء وَالله أعلم بِشَأْنِهِ.

328 -

عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد العجمي الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وسافر للهند ودام سِنِين على طَريقَة غير مرضية، وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين هُنَاكَ.

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حُسَيْن بن مُوسَى بن خلف بن الْحُسَيْن الجبرتي البلادري نزيل مَكَّة وَيعرف بأبجد /. سلف فِي الْهمزَة.

329 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل ابْن عَليّ بن صَالح بن سعيد الزين بن الشَّمْس أبي عبد الله بن التقي أبي الْفِدَاء القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الصّلاح العلائي وأخو عبد الرَّحِيم والتقي أبي بكر ووالد عبد الْكَرِيم وَأبي الْخَيْر / الْمَذْكُورين وَكَذَا أبوهم فِي محالهم وَيعرف بالزين القلقشندي. ولد فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بِبَيْت الْمُقَدّس فَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَأحب الحَدِيث وَتوجه لطلبه وَسمع من خَاله الشهَاب بن العلائي وَجَمَاعَة، وارتحل لدمشق فاستمد من الشهَاب بن حجي وَأخذ عَن جمَاعَة من الشُّيُوخ الْكثير رَفِيقًا لشَيْخِنَا وَغَيره وَكَذَا سمع بنابلس وَغَيرهَا، وَقدم

ص: 122

الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة وَفَاته وأسمع حِينَئِذٍ بهَا وَلَده من جمَاعَة وَأفَاد حِينَئِذٍ أَن الشهَاب الوَاسِطِيّ سمع من الْمَيْدُومِيُّ وَأَن لَهُ بِالْقَاهِرَةِ عشر سِنِين فَتنبه شَيخنَا وَغَيره وَله وَأكْثر الْخلق عَنهُ فَكَانَ ذَلِك فِي صَحِيفَته وَكتب الطباق بِخَطِّهِ، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ حسن الْخط وَالْعقل حاذقا فَاضلا نبيها صَار مُفِيد بَلَده فِي عصره. قلت بل كَانَ عَلامَة حسن الشكالة متحركا كيسا جيد النّظم شهما غَايَة فِي الْكَرم بَلغنِي أَنه سُئِلَ فِي لوح صابون أَو قِطْعَة فَأعْطى السَّائِل دِينَارا)

وَحلف أَنه لَا يملك غَيره درس وَأفْتى وَحدث وخطب بالاقصى ودرس بالطازية والخاصكية والميمونية والقشتمرية والكريمية والملكية وَأعَاد بالصلاحية وَصَارَ مفتي بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ الْعِزّ الْقُدسِي يتَكَلَّم فِيهِ فِيمَا قيل وَهُوَ المنتدب فِي بَلَده للهروي وَأَشَارَ على المصريين بِعَدَمِ الِاتِّفَاق مَعَه على آيَة أَو حَدِيث لِأَنَّهُ أحفظ النَّاس بل يأخذونه على غَفلَة، وَمن تصانيفه جُزْء تكلم فِيهِ على الْفَاتِحَة وَتَعْلِيق على البُخَارِيّ مُفِيد وقصيدة عَارض بهَا بَانَتْ سعاد أَولهَا سيف الجفون على العشاق مسلول سَمعهَا مِنْهُ شَيخنَا الزين رضوَان وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَذَا سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن مُوسَى والموفق الأبي وَمِمَّا سمعاه مِنْهُ مَقْطُوع لعَلي بن أيبك الدِّمَشْقِي. مَاتَ بعد رُجُوعه من الْقَاهِرَة بِبَلَدِهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَلم يبلغ الْخمسين وَدفن عِنْد أسلافه بماملا وشيعه خلق وَكَانَ ابْتِدَاء مرض مَوته طلعت لَهُ بثرة فِي يَوْم عيد الْفطر فعاده بَعضهم يَوْم سلخ شَوَّال فَقَالَ عمري خمس وَأَرْبَعُونَ فخمسة عشر مَرْفُوع عني الْقَلَم وَثَلَاثُونَ سنة كل سنة بِمَرَض يَوْم فَمَاتَ مستهل ذِي الْقعدَة، قَالَ شَيخنَا وأسفنا عَلَيْهِ، وَمن نظمه وَقد مَاتَ لَهُ ولد بالطاعون:

(لقد مَاتَ مطعونا بِغَيْر جريمة

صديق وَلَو شَاءُوا الفدا كنت أفديه)

(وَكَانَ صَدُوقًا للْحَدِيث من الصِّبَا

تقيا وَمَعَ هذافقد طعنوا فِيهِ)

وَقَوله:

(أَتَى الطَّاعُون فِي سر إِلَيْنَا

ولي ولد قد وفى بِشَرْطِهِ)

(تحرز مِنْهُ خوفًا وَهُوَ طِفْل

فغافله وجا من تَحت إبطه)

وَقَوله:

(بطعنة مَاتَ إبني

وَغَابَ عني بحسنه)

(جَاءَت على رغم أنفي

أَيْضا وَمن خلف أُذُنه)

وَقَوله:

(قد كَانَ ابْني سكرا

وَقد غَدا مكفنا)

(وانه مسير

لجنة فيا الهنا)

وَقَوله فِي الشَّمْس بن الديري:

(يَا شمس الدّين الله يَا وَاحِدًا

فِي عصره أفديه من وَاحِد)

ص: 123

)

(فسر كتاب الله نلْت المنى

لَا تنكر التَّفْسِير لِلْوَاحِدِيِّ)

وَقَوله لما ولي الْجمال بن جمَاعَة الخطابة:

(وخطابة الْأَقْصَى محاسنها بَدَت

لما أَتَى هَذَا الْجمل الباهي)

(واستبشر الْمِحْرَاب بعد أَن انحنى

بِالْعودِ لما قَامَ عبد الله)

330 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْمجد اسماعيل الزين الكركي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الإِمَام إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بالكركي. / قدم من الكرك وَهُوَ صبيح الْوَجْه فخدم بعض الطّلبَة ورغبه الطَّالِب فِي حفظ الْقُرْآن وتدرب بِهِ فِي الْمِيقَات وَنَحْوه بل كتب الْمَنْسُوب ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الأتابك يشبك المشد وأقرأ مماليكه وَأم بِهِ وَكَذَا أذن واختص بِهِ حَتَّى زوجه جَارِيَة جركسية من خدمه فاستولدها ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ وباشر الرياسة بالجامع الطولوني وَغَيره وتنزل فِي صوفية الشيخونية قَدِيما وَسمع فِيهَا على الفوي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهمَا كشيخنا وَمِمَّا سَمعه على الأول التَّيْسِير للداني بِقِرَاءَة الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمقري فِي سنة سبع وَعشْرين بل سمع قبل ذَلِك فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة بهَا أَيْضا على الشّرف بن الكويك مُسْند أبي حنيفَة للحارثي بِقِرَاءَة الكلوتاتي وَحج وزار، كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والمواظبة على التِّلَاوَة وَالْقِيَام والصفاء وَرَأَيْت وَصفه فِي الاجايز من غير وَاحِد بالشيخ الصَّالح المقرىء المتقن المجود الْحَافِظ فَكَأَنَّهُ قَرَأَ الْقرَاءَات وَرُبمَا حضر فِي مجْلِس السُّلْطَان حِين كَانَ ابْنه القارىء للْبُخَارِيّ بِهِ وَيجْلس فَوق الأكابر ويلبس خلعة بسمور أجَاز فِي الاستدعاءات. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي محفل كَبِير مَعَ غيبَة وَلَده وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رحمه الله وإيانا.

331 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن وجيه الدّين بن الشَّيْخ نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

332 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الزين ويلقب بالجلال أَيْضا أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْفضل بن أبي عبد الله السخاوي الأَصْل القاهري / المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الغزولي وَالِد الْمُؤلف وأخويه وَرُبمَا لقب بِابْن الْبَارِد. ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانمِائَة أَو قبلهَا بِسنة وَهُوَ الْأَقْرَب بحارة البُلْقِينِيّ، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي وتدرب بِهِ فِي التجويد وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة والبرهان البيجوري وَالشَّمْس)

الْبرمَاوِيّ وَغَيرهم مِمَّن أجَاز واشتغل فِي الْمِنْهَاج عِنْد الشهَاب الطنتدائي والبيجوري وَوَصفه بالفاضل وَالشَّمْس البوصيري وَغَيرهم وَحضر عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَهُوَ الملقب لَهُ بالجلال

ص: 124

والمكنى لَهُ بِأبي الْفضل لنكتة غَرِيبَة فَإِنَّهُ لما عرض عَلَيْهِ سَأَلَهُ عَن اسْمه فخفض رَأسه وَقبل يَده ففهم من هَذَا مُوَافَقَته لَهُ فِي الِاسْم وَقَالَ حِينَئِذٍ لَوْلَا محبَّة والدك فِينَا مَا سماك باسمنا فَنحْن لذَلِك نلقبك ونكنيك كلقبنا وكنيتنا، وَطَائِفَة وَأخذ فِي النَّحْو عَن الحناوي والميقات عَن بَعضهم وَسمع على شَيخنَا وَغَيره جملَة بل سمع بعض مُسلم على ابْن الكويك وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة سَمعه أَو بعضه عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى، وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات وتكسب كوالده بعد مُدَّة فِي سوق الْغَزل على طَريقَة مرضية، وَحج غير مرّة وجاور معي قبيل موت بِيَسِير واجتهد فِي الطّواف والتلاوة وَالْعِبَادَة مَعَ ضعفه وَكَانَ فَاضلا حسن الْفَهم خيرا دينا صَادِق اللهجة وافيا للْعهد مُؤديا للأمانة متحريا فِي الزَّكَاة نصُوحًا متواضعا وصُولا لرحمه وَذَوي قرَابَته وقورا سَاكِنا محبا فِي الْمَعْرُوف عديم الشَّرّ مديما للجماعات سِيمَا الصُّبْح وَالْعشَاء كثير التِّلَاوَة معترفا بالتقصير رَقِيق الْقلب سريع الدمعة لونا وَاحِدًا مَا لقِيت أحدا من قدماء أَصْحَابه كالزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالسَّيِّد الجرواني النَّقِيب وَابْن المرخم إِلَّا وَيذكر عَنهُ كل جميل وَإنَّهُ لم يكن يتَوَقَّف فِي اقراضهم لما يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي نَفَقَتهم وَرُبمَا لَا يسترجع ذَلِك وَكَانَ السَّيِّد يكثر فِي غيبتي وحضوري من قَوْله الْأُصُول طيبَة وَالْفُرُوع طيبَة، وَنَحْوه قَول شَيخنَا العلمي البُلْقِينِيّ وَأما الْجلَال أَخُوهُ فَإِنَّهُ لما قدم حجَّة الاسلام قَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَقَالَ وَكَانَ أَبوهُمَا صَالحا. مَاتَ فِي الثُّلُث الْأَخير لَيْلَة تَاسِع رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بعد توعكه مُدَّة لم يَنْقَطِع فِيهَا عَن الْمَسْجِد إِلَّا نَحْو أُسْبُوع لِحِرْصِهِ على ذَلِك وعلو همته فِيهِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد لم أر بعد مشْهد شَيخنَا مثله فِي الْكَثْرَة والسكون والخفر ثمَّ دفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية عِنْد أَبِيه وأخيه الْآتِي ذكرهمَا وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وحاولني الزين قَاسم الْحَنَفِيّ الَّذِي كَانَ يصفه بقوله إِنَّه سكردان فِيهِ كل مَا تشْتَهي أَن يقف على غسله فَاسْتَحْيَيْت وَقلت لَهُ إِنَّك كنت عِنْده بمَكَان فَهُوَ لَا يسمح بِهَذَا، ورؤيت لَهُ بعض الْمرَائِي الْحَسَنَة رحمه الله وإيانا وجزاه عَنَّا أوفر الْجَزَاء وترجمته مبسوطة فِي المعجم.

333 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مَسْعُود بن رضوَان الْجلَال أَبُو هُرَيْرَة بن نَاصِر الدّين المري بِالْمُهْمَلَةِ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَيعرف كهما بِابْن أبي شرِيف، / ولد فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم تَحْقِيقا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَأمه تركية لِأَبِيهِ وَقدم مَعَ أَخَوَيْهِ الْقَاهِرَة وَحفظ فِي

ص: 125

الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل قَلِيلا وَتردد إِلَيّ فِي ألفية الحَدِيث فَقَرَأَ مِنْهَا دروسا وَكَذَا قَرَأَ على الأبناسي وَالشَّمْس السمنودي وَآخَرين وَأذن لَهُ بَعضهم فِي التدريس والافتاء، وكتبت لَهُ إجَازَة وَصفته فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد الْكَامِل البارع الفارع الْجَلِيل الْأَصِيل الْمجِيد السعيد الباهر الماهر الذكي الزكي ذُو الْفَهم الْمجِيد والسهم السديد والقريحة الوقادة والسجية المنقادة نخبة أقرانه والعلي الرُّتْبَة عِنْد امتحانه صدر المدرسين خُلَاصَة المريدين جلال الدّين أبي هُرَيْرَة وَأَنه قَرَأَ قِرَاءَة بحث واستفاد وحث بِمَا يبديه على الزِّيَادَة وَتثبت وامعان وتلبث فِي التَّوْضِيح وَالْبَيَان بِحَسب الامكان استظهرت بهَا على مشاركته فِي الْفَضَائِل واستبشرت بلحاقه فِي حسن فاهمته بالأوائل خُصُوصا وَقد اشْتغل وَحصل وعول على اعْتِمَاد أَخَوَيْهِ فِيمَا أجمل وَفصل وَتردد لمن شَاءَ الله من الْأَعْلَام وتودد بمزيد التأدب وَطيب الْكَلَام وَلذَا لم أسْتَكْثر جُلُوس الطّلبَة بَين يَدَيْهِ وتلقيهم بِطيب النُّفُوس عَنهُ مَا تحقق لَدَيْهِ فليتقدم لافادة الطالبين وللزيادة من المذاكرة مَعَ الْمُحَقِّقين فحياة الْعلم المذاكرة بِهِ مَعَ من يَتَّضِح بِهِ المشتبه وَلَا يتَأَخَّر عَن الْجَواب بِمَا يُعلمهُ للمسترشدين رَجَاء الْفَوْز بحوز ثَمَرَة هِدَايَة الضَّالّين مصاحبا فِي ذَلِك كُله للتحري والاتقان فهما من خير مَا أُوتِيَ الانسان، إِلَى آخر مَا كتبته.

334 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن مُوسَى وجيه الدّين أَبُو الْفرج بن الْجمال أبي الطَّاهِر الانصاري الذروي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ /. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتفقه بالجمال بن ظهيرة وَغَيره وَسمع على جمَاعَة من شُيُوخ مَكَّة والواردين إِلَيْهَا كَابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي والابناسي وَالْمجد اللّغَوِيّ والتقي الزبيرِي والشهاب بن مُثبت وَمُحَمّد ابْن عبد الله البهنسي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم والمليجي والصردى وَابْن عَرَفَة والغباث العاقولي فِي آخَرين وَتزَوج ابْنة عَمه النَّجْم الْمرْجَانِي وقطن مَكَّة وأشغل النَّاس بهَا فِي الْفِقْه واشتهر بمعرفته كَمَا قَالَه شَيخنَا وَتقدم ودرس وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير كالروضة والمهمات، وَدخل الْيمن غير مرّة للاسترزاق وَكَانَ دينا خيرا طارحا للتكلف زَائِد التخيل وَله نظم كتب عَنهُ التقي ابْن فَهد وَغَيره وَذكره المقريزي فِي عقوده وَوَصفه بالعلامة، وبرع فِي الْفِقْه والعزل وَله شعر. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رحمه الله.

335 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزين بن الشَّيْخ الشَّمْس التتائي الْمَالِكِي /

ص: 126

نزيل البرقوقية. مِمَّن سمع على شَيخنَا.

336 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران ابْن تَمام الزين بن الْعَالم أقضى الْقُضَاة الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي عَم الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن حَامِد / وَرُبمَا نسب لجده. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وَكَذَا سمع على الْحَافِظ العلائي جُزْء الاسْتقَامَة تصنيفه وعَلى نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التّونسِيّ من أول مُسلم إِلَى انْتِهَاء الطَّلَاق وعَلى التَّاج الارموي وَآخَرين، ولقيه شَيخنَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا حَدثنَا عَنهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي وَكَانَ امام قبَّة الصَّخْرَة بِبَيْت الْمُقَدّس، ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار، وَمَات فِي سنة سبع.

337 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حجي بن فضل الزين السنتاوي ثمَّ القاهري الازهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالسنتاوي. ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن ببلبيس والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشافية لِابْنِ الْحَاجِب وقطعا من مختصرات كالخزرجية ولازم الشهَاب الزواوي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ عَن القاياتي فِي الْفِقْه وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَعَن الْجلَال الْمحلي فِي الْفِقْه وأصوله وَغير ذَلِك وَعَن الْمَنَاوِيّ والعبادي فِي الْفِقْه وأذنا لَهُ فِي الافتاء والتدريس، وَكَذَا انْتفع بالكافياجي والشرواني فِي فنون وبالزين طَاهِر فِي النَّحْو وَالْأُصُول وبالعلاء الرُّومِي الحصني فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا وبأبي الْجُود فِي الْفَرَائِض والحساب وَأكْثر عَن الزيني زَكَرِيَّا بل رافقه وَغَيره فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا فِي الرِّوَايَة حَتَّى سمع عَلَيْهِ غَالب ابْن مَاجَه وَبَعض البُخَارِيّ وَأَشْيَاء فِي الدِّرَايَة وَكَذَا سمع على القاياتي والزين رضوَان والْعَلَاء القلقشندي والمنوي وَابْن الديري وَتردد لدروسه أَيْضا وَختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَطَائِفَة، وتلقن الذّكر من الشَّيْخ مَدين وَصَحب الغمري وبرع وصاهر المحيوي الدماطي على ابْنَته واستولدها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وأثكله فَصَبر كل ذَلِك مَعَ سلوك طَرِيق الاسْتقَامَة والتواضع والسكون وَالْعقل وتصدى للاقراء)

فَأخذ عَن الْفُضَلَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الكمالي بن نَاظر الْجَيْش فارتفق بِهِ كَمَا ارتفق باسكان يَعْقُوب شاه المهمندار لَهُ بِالْبَيْتِ الَّذِي أنشأه علو الْمَسْجِد الَّذِي جدده بجوار بَيته وَحج مرَّتَيْنِ وجاور بعد ذَلِك سنة وَكَانَ توجه لَهَا صُحْبَة الكمالي

ص: 127

الْمشَار إِلَيْهِ وبرز مَعَه من مَكَّة فجاور فِي الْمَدِينَة مديدة وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ ورجعا فَلم يلبث أَن مَاتَ وَاسْتمرّ صَاحب التَّرْجَمَة بِمَكَّة بَقِيَّة السّنة وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وَولي مشيخة الجوهرية المعينية بغيط الْعدة وَقِرَاءَة الحَدِيث بالتربة الأشرفية قايتباي بعد ابْن الشهَاب السجيني ودرسا بالبردبكية وَغَيره ذَلِك، وَعرض عَليّ صَاحبه الزين زَكَرِيَّا قَضَاء دمياط بعد موت الصّلاح بن كميل فَقبله يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ ترك وعوضها لله باستقراره فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الْجمال عبد الله الكوراني بعد سعي جمَاعَة كثيرين فِيهَا حَتَّى بِالذَّهَب من بَعضهم وَصَارَ يطلع للتهنئة مَعَ الْمَشَايِخ وَرُبمَا أنكر عَلَيْهِ جُلُوسه فَوق من هُوَ أَعلَى، وَلَكِن طمحت نَفسه إِلَى أَعلَى، وَسمعت أَنه كتب على كل من الزّبد للبارزي وألفية ابْن مَالك واليوسفية شرحا وَأَنه كتب على أسئلة السَّيِّد عبيد الله بن عفيف الدّين الْفِقْهِيَّة بل هُوَ مِمَّن أفتى فِي مسئلتي ابْن الفارض وَلَيْسَ فِي الامكان، وَسمعت من يستحسن كِتَابَته وَنعم الرجل. مَاتَ فِي سحر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الْمَذْكُور بالازهر بعد صَلَاة الظّهْر فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس الشَّافِعِي وَشهد هُوَ والاستادار وَجَمَاعَة دَفنه رحمه الله وإيانا.

338 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن بن سعد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حسن تَقِيّ الدّين أوزين الدّين بن نَاصِر الدّين بن الْبَدْر الْقرشِي الزبيرِي القاهري الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كهما بِابْن الفاقوسي /. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده عِنْد الْفَخر الضَّرِير وألفية ابْن مَالك وَحضر دروس الغماري فِي النَّحْو وحبب إِلَيْهِ علم التَّعْبِير وأدمن مطالعة كتبه والاجتماع بأَهْله فمهر فِيهِ بِحَيْثُ فاق العارفين فِيهِ على قلتهم وَمن بديع تَعْبِيره قَوْله لمن قصّ عَلَيْهِ أَنه رأى فِي إِحْدَى يَدَيْهِ رغيفا وَفِي الْأُخْرَى قرصا وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُمَا أَن لَهُ زَوْجَة وَهُوَ يَزْنِي بابنتها فاعترف الرَّائِي واستغفر وَتَابَ، وَكَانَ قد اعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على ابْن حَاتِم ثمَّ اسْمَعْهُ الْكثير عَن التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي والقطب عبد الْكَرِيم الْحلَبِي والعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والصدر الْمَنَاوِيّ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والمحب بن هِشَام وحفيد أبي حَيَّان وَالْجمال)

العرياني فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والشهاب ابْن الْعِزّ وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَابْن أيدغمش وَابْن عَرَفَة والكمال بن النّحاس وَابْن الْخَرَّاط وَابْن الهزبر وَابْن الْمُوفق وَابْن يفتح الله وَالْمجد اللّغَوِيّ والشرف ابْن المقرىء والنفيس الْعلوِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى فِي عدَّة استدعاءات أقدم

ص: 128

مَا وقفت عَلَيْهِ مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ الْكثير وَخرجت لَهُ مَا عَلمته من مروياته فِي جُزْء وَقد حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام والصعيد وَغَيرهمَا وَأقَام مُدَّة بزبيد بزِي الْجند ثمَّ تحول لزي الْفُقَهَاء بعد وَفَاة أَبِيه لأمر اقْتَضَاهُ وَعرف بالخوض فِيمَا لَا يعنيه والتسارع لنقل مَا لَا خير فِيهِ بحي أوذي بِسَبَب ذَلِك وَكَذَا عرف بالتعرض لأعراض النَّاس حَتَّى صَار مِمَّن يَتَّقِي لِسَانه وَلَكِن تناقص حَاله فِي كل هَذَا أخيرا ولمحبته فِي إقبال الطّلبَة على السماع مِنْهُ ألحق اسْمه بِبَعْض المرويات فَلم يلْتَفت لالحاقه مَعَ تصميمه ومكابرته، وَمَا أَخذ عَنهُ كَبِير أحد بعد هاذ وَإِن كَانَ الْحفاظ مِمَّن تقدم مَا اعتمدوا مثل ذَلِك فِي اسقاط مثله لكَون الِاعْتِمَاد إِنَّمَا هُوَ على المفيدين عَنْهُم كَمَا بَينته فِي مَكَان آخر. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يَنْقَطِع سوى يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَدفن بتربتهم خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا.

339 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ أَبُو الْفضل بن الشَّمْس الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فِي كنف وَالِده فاشتغل وَعقد الميعاد فِي زاويته فِي حَيَاته ثمَّ بعده وَدَار حوله بعض أَتبَاع أَبِيه ومحبيه وَلكنه لم يرتق لناموسه ووجاهته وَأَظنهُ مِمَّن أَخذ عَن أبي الْعَبَّاس السرسي.

مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِجَزِيرَة أروى الْمَعْرُوفَة الْآن بالوسطي بعد مَجِيئه من الْوَجْه البحري مَرِيضا وَحمل مِنْهَا بكرَة الْغَد فصلى عَلَيْهِ وَدفن بزاوية أَبِيه وبجانبه خَارج قنطرة طقزدمر من سويقة السباعين عَن أَزِيد من سِتِّينَ ظنا وَسَماهُ بعض المؤرخين مُحَمَّدًا وَهُوَ غلط.

340 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن المكسكي البريهي التعزي الْيَمَانِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: أحد الْفُضَلَاء بِالْيمن برع فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ حج فَلَمَّا رَجَعَ مَاتَ وَهُوَ قافل فِي ثَالِث الْمحرم سنة عشْرين.

341 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الْمدنِي الحجار /. سمع على النُّور الْمحلي وَالْجمال الكازروني.)

ص: 129

(سقط) ولد ظنا سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بحماة وَقدم مَعَ أَبِيه حلب فَنَشَأَ بهَا واشتغل بالفقه عَلَيْهِ وعَلى غَيره وَسمع بهَا ختم الِاسْتِيعَاب على الْعِزّ أبي جَعْفَر أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الاسحاقي وتعانى الْأَدَب فبرع وَقَالَ الشّعْر البديع الرَّائِق وطارح الأدباء وَأكْثر من مدح الأكابر فراج أمره خُصُوصا حِين نادم نَائِب حلب جكم من عوض واختص بِهِ ومدحه بالقصائد الطنانة وَعمل ألف حلب بعد أَبِيه وأضيف إِلَيْهِ مَا كَانَ مَعَه من الْوَظَائِف وَكَذَا ولي بعد ذَلِك فِي أَيَّام الْمُؤَيد كِتَابَة سر بطرابلس وَكتب لَهُ توقيعه بهَا التقي بن حجَّة فَعَظمهُ جدا كَمَا ذكره فِي بَاب التَّوْجِيه من شرح بديعيته ثمَّ أعرض عَنْهَا وقطن الْقَاهِرَة ومدح أَيْضا مُلُوكهَا ورؤساءها فزادت وجاهته وَقرر فِي كتاب الانشاء فِي أَيَّام نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ ثمَّ بعده وأضيف إِلَيْهِ بعد التقي بن حجَّة رياسة الانشاء، وصنف أَشْيَاء مِنْهَا الْمعَانِي الْيَتِيمَة والمثاني الرخيمة وَكَانَ إنْسَانا حسنا أديبا فَاضلا بارعا فِي النّظم والنثر غَايَة فِي اللطافة والكياسة وَحسن الْكِتَابَة والسياسة ودماثة الْأَخْلَاق سليم الْبَاطِن معدودا فِي أَعْيَان الموقعين بديع النّظم كثير المخترعات شَدِيد النفور من النَّاس كتب الْأَئِمَّة فَمن دونهم عَنهُ كثيرا من نظمه ونثره فَكَانَ مِمَّن كتب عَنهُ شَيخنَا وَابْن خطيب الناصرية وَأثْنى عيه وَابْن مُوسَى المراكشي وَقَالَ لَهُ شعر رائق فِي الذرْوَة كثير المخترعات، وَكَانَ لقِيه لَهُ فِي حلب سنة خمس عشرَة وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي وَهُوَ الْقَائِل:

(من قَالَ أَنا فَقِيه بشر لقد فشر

عِنْدِي جُلُود بِلَا ورق)

)

(كتب عتق من درسها

قلبِي احْتَرَقَ بِنَار فكر)

وَهِي ظريفة سَمعهَا مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي بحلب فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ومعظمها شَيخنَا قَالَ وَابْن الْخَرَّاط قد انخرط فِي سلك عمر الجندي فِي بليقته فِي الجندي الَّتِي أَولهَا من قَالَ ناجندي خلق لقد صدق قَالَ شَيخنَا ولعمري أَنه وَإِن

ص: 130

كَانَ جود الِاتِّبَاع لَكِن الْفضل للمتقدم، وَقد كتبتها عَن شَيخنَا ابْن خضر بِسَمَاعِهِ لغالبها من لفظ ناظمها وطارح شَيخنَا بلغز بديع فِي بنكام أودعته فِي الْجَوَاهِر مَعَ جَوَاب شَيخنَا وَهُوَ أبدع وَكَذَا عمل لما جِيءَ للأشرف برسباي بحينوس الفرنجي صَاحب قبرس مأسورا قصيدة امتدحه بهَا أنشدها من لَفظه بِحَضْرَة أَعْيَان الدولة وخلع عَلَيْهِ وَلما أرسل أهل الْمغرب بطلبة نجدة من الْأَشْرَف أجابهم أَيْضا بقصيدة طنانة وَقَالَ إِنَّه وَالله مَا يقدر أحد أَن يُجيب بِمِثْلِهَا وَإِن شَيخنَا صدقه فِي مقاله إِلَى غير ذَلِك، وَمن مقاطيعه قَوْله فِي مليح على شفته أثر بَيَاض:

(وَلَا وَالَّذِي صاغ فَوق الثغر خَاتمه

مَا ذَاك صدق بَيَاض فِي عقائقه)

(وَإِنَّمَا الْبَرْق للتوديع قبله

أبقى بِهِ لمْعَة من نور بارقه)

وَقَوله فِي يُوسُف بن مَالك:

(وَلما بدا بدر الدجى لِابْنِ مَالك

تغشاه دون الصحب مِنْهُ سناه)

(فَقلت وَقد آوى إِلَيْهِ أتنكروا

إِذا يُوسُف آوى إِلَيْهِ أَخَاهُ)

مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَقد جَازَ السِّتين وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَنهُ قصيدة طنانة لامية يمدح بهَا نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ قَالَ وَنعم الرجل صحبني سِنِين وَتردد إِلَيّ مرَارًا.

344 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل بن نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج ابْن التقي الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفَتْح مُحَمَّد / الْآتِي وسبط الْبَدْر عبد الله ابْن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ وَيعرف بِابْن صَالح. ولد بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فَسمع من جده لمه قِطْعَة جَيِّدَة من الْأَحْكَام الصُّغْرَى لعبد الْحق ومصنفه الدّرّ المخلص من التَّقَصِّي والملخص ومسلسلات ابْن مسدي وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْءا لَهُ فِي قبا وَمن أَبِيه والأمين بن الشماع وَإِبْرَاهِيم بن الخشاب وَعبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب الكالديني والزين الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ تَخْرِيج الاحياء لَهُ وَفِي شَرحه للألفية وَالْمجد اللّغَوِيّ سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من مُؤَلفه الصلات والبشر فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فَمَا)

بعْدهَا ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن والتقي الْبَغْدَادِيّ وَابْن القارىء وَابْن عقيل وَابْن كثير والأذرعي وَجَمَاعَة وناب فِي قَضَاء الْمَدِينَة عَن قضاتها ثمَّ اسْتَقل بِهِ من سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين إِلَى أَن مَاتَ سوى مَا تخَلّل ذَلِك من الْعَزْل غير مرّة وَكَذَا ولي بهَا الخطابة والإمامة، وَكَانَ مشكور والسيرة عفيفا لَكِن مزجى البضاعة فِيمَا قَالَ شَيخنَا وَأما غَيره فوصفه

ص: 131

بِالْفَضْلِ حدث قَلِيلا روى عَنهُ ابْنه والتقي بن فَهد وَأَجَازَ لأبي الْفرج المراغي حِين عرض عَلَيْهِ. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ، وترجمه شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا، والمقريزي فِي عقوده وَطوله.

345 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صبيح الْمدنِي خَادِم الشَّيْخ أبي الْفرج المراغي وَآل بَيته /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

346 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن طولوبغا أَسد الدّين بن الْمُحدث نَاصِر الدّين السيفي التنكزي الدِّمَشْقِي /. ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على الْحَافِظ الذَّهَبِيّ وَأبي الْفرج بن عبد الْهَادِي والبهاء على بن الْعِزّ عمر وَعبد الْقَادِر بن القرشية وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر وَأبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن رَمَضَان وَعبد الْغَالِب الماكسيني ويوسف بن مُحَمَّد بن نجم وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن الخباز وَأُخْته زَيْنَب وعمتها نفيسة ابْنة إِبْرَاهِيم وَفَاطِمَة ابْنة نصر الله بن مُحَمَّد وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ فِي آخَرين الْكثير، وَمَات أَبوهُ قبل بُلُوغه سنّ السماع وَلذَا لم نر لَهُ شَيْئا سَمعه إِلَّا حضورا كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَأَجَازَ لَهُ دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَمُحَمّد بن عمر السلاوي وَعبد الحميد بن عَليّ الْقرشِي وَخلق وَحدث بالكثير وَانْفَرَدَ وَحمل عَنهُ الأكابر بل ألحق الاصاغر بهم، وَمِمَّنْ لقِيه بِدِمَشْق ابْن مُوسَى والأبي فأكثرا عَنهُ وَأكْثر عَنهُ أَيْضا الشهَاب بن زيد ولقيه شَيخنَا بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَعشْرين وَقد أسن فَأخذ عَنهُ أَشْيَاء وَكَذَا استجازه شَيخنَا ابْن خضر وَابْن قمر بإفادته وَسمع عَلَيْهِ التقي بن فَهد وَبَنوهُ. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين بِدِمَشْق وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رحمه الله.

347 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَليّ القَاضِي زين الدّين وجلال الدّين أَبُو زيد بن أبي عبد الله بن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي زيد العدناني التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن البرشكي بِكَسْر الْمُوَحدَة والمهملة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة تَلِيهَا كَاف. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: صاحبنا الْمُحدث الرّحال الْفَاضِل أَخذ ببلاده عَن وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ التنوخي، ورحل إِلَى الْمشرق قَدِيما فِي سنة سِتّ عشرَة فحج وَحمل عَن الْمَشَايِخ قَالَ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف المجالسة كريم الطباع انْتهى.

ص: 132

وَقد حج قَاضِيا على ركب المغاربة سنة خمس وَعشْرين وَسمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَسمع فِي سنة سبع وَعشْرين على النُّور الفوي من لفظ الكلوتاتي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت يسير وَجمع جُزْءا سَمَّاهُ طرد المكافحة عَن سَنَد المصافحة وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ روى عَنهُ التقي بن فَهد وَكَذَا الْعَفِيف النَّاشِرِيّ. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ هُوَ وَزَوجته ابْنة الفاسي وَولده مِنْهَا، وَقد قَرَأت بِخَط ابْن حسان نقلا عَن شَيخنَا مَا نَصه: قَول البرشكي إِن القبابي سمع جَمِيع صَحِيح مُسلم على الْبَيَانِي لَا يعْتَمد فَإِنَّهُ مَعَ ذكائه وَحسن خلقه سريع التَّصْدِيق للمحالات جربنَا عله ذَلِك فِي أَشْيَاء فَلَعَلَّهُ تلقى ذَلِك مِمَّن لَا يوثق بِهِ فَجزم بِهِ كَمَا جرت عَادَة الصَّالِحين وَلَو لم يكن فِي تَقْوِيَة ذَلِك فِيهِ إِلَّا مَا صنعه فِي المعمر الَّذِي كذب أَو كذب عَلَيْهِ فِي المصافحة انْتهى. وَأَشَارَ بآخر كَلَامه إِلَى مُصَنفه طرد المكافحة.

348 -

عبد الرَّحْمَن ابْن مُؤَلفه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان السخاوي الأَصْل القاهري. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين فِي طفوليته عوضه الله وإيانا الْجنَّة.

349 -

عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن القَاضِي نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده قَرِيبا والآتي وَلَده الْمعِين مُحَمَّد. سمع على أبي الْفَتْح المراغي وَأخذ عَن عَمه أبي الْفَتْح بن صَالح والابشيطي وَغَيرهمَا وناب فِي الخطابة والإمامة وَأكْثر من السّفر لدمشق والقاهرة وَغَيرهمَا وَيُقَال إِنَّه غير مَحْمُود الطَّرِيقَة. مَاتَ بعد سنة سبع وَثَمَانِينَ

350 -

. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر المليجي الأَصْل القاهري أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وباشر على أوقاف الْأَزْهَر وتكسب بِالشَّهَادَةِ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ.

351 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْوَجِيه أَبُو زيد الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَبُو الْخَيْر. ولد فِي ربيع الأول سنة عشر بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والعمدة والرسالة وَسمع على الزين المراغي وَابْن سَلامَة وَابْن طولوبغا وَابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن الشرائحي وَغَيرهمَا وَحضر الدُّرُوس ورحل مَعَ وَالِده وأخيه الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَأَدْرَكته الْمنية بهَا فِي جُمَادَى

ص: 133

الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد وَفَاة أَبِيه.

352 -

عبد الرَّحْمَن بن الْجمال أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي الْعَدوي الجراني الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الحجار. سمع على ابْن صديق مَعَ أَبِيه. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر أَمِين الدّين أوزين الدّين بن الشَّمْس بن الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد وَإِبْرَاهِيم الماضيين والآتي أبوهم. ولد فِي شعْبَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وانتقل فِي صغره سنة تسع عشرَة مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والكنز فِي الْفِقْه والمنار فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو وَالتَّلْخِيص وَبحث فِيهَا فَأخذ عَن أَخِيه الْفِقْه وأصوله والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الاصول والنحو وَعَن الابشيطي النَّحْو فَقَط فِي آخَرين، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَفضل وشارك بل وصف بالبراعة مَعَ نظم ونثر بِحَيْثُ عد فِي الأدباء وَأثْنى شَيخنَا وَغَيره على شعره، وناب عَن أَخِيه فِي الْفَضَائِل بل درس فِي الفخرية بَين السورين برغبة أَخِيه لَهُ عَنهُ ثمَّ رغب هُوَ عَنهُ للشمس الامشاطي وَكَذَا ولي مشيخة المهمندارية بعد الشَّمْس بن الجندي وَنظر الْقُدس والخليل والجوالي وَغَيرهَا من الْوَظَائِف هُنَاكَ كوظيفة أَبِيه المعظمية ورام الِاسْتِقْرَار فِي نظر الاسطبل والجوالي بِالْقَاهِرَةِ عوضا عَن أَخِيه الْبُرْهَان حِين رام هُوَ الِاسْتِقْرَار فِي نظر الْجَيْش فَمَا تهَيَّأ ذَلِك كُله، وامتحن فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين لكَونه تخاصم هُوَ ونائب الْقُدس تمراز من بكتمر المؤيدي المصارع وبادر إِلَى إبراز السِّلَاح فلامه الظَّاهِر جقمق وتغيظ عَلَيْهِ بل وَضعه فِي الْحَدِيد بتأليب أبي الْخَيْر النّحاس ورسم بِهِ لسجن أولي الجرائم وَلَكِن مَا انْفَصل عَن جَامع القلعة حَتَّى خلص وَبَقِي فِي الترسيم أَيَّامًا إِلَى أَن ولي ابْن محَاسِن أحد أَتبَاع النّحاس ثمَّ بعد أَن نكب ابْن النّحاس أُعِيد إِلَى نظر الْقُدس والخليل حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ قوي الحافظة والذكاء رَئِيسا فصيحا لَهُ ذوق فِي الْأَدَب وَحسن عشرَة وشكالة وَمَكَارِم وَإِظْهَار للتجمل بِحَيْثُ يكثر الِاسْتِدَانَة)

بِسَبَبِهِ مَعَ طيش وخفة أدَّت لما حكيته سِيمَا وَأمه أم ولد، زَائِد الاطراء لنَفسِهِ والزهو اجْتمعت بِهِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وكتبت عَنهُ قَوْله:

(لَا تعجبوا من خَاله إِذْ بدا

وازداد لطف الخد من أَجله)

(فكاتب الْحسن غَدا حاذقا

قد جود النقطة فِي شكله)

إِلَى غير ذَلِك. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس عَفا الله عَنهُ، وللعلاء بن اقبرس حِين سعى صَاحب التَّرْجَمَة فِي كِتَابَة السِّرّ بعد الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ.

ص: 134

(أَقُول لمن وافى إِلَى الْقُدس زَائِرًا

وصلت إِلَى الْأَقْصَى من الْفضل وَالْخَيْر)

(تقرب إِلَى مَوْلَاك فِيهِ عبَادَة

وبع بيع الرهاين وابعد عَن الديرى)

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح /. فِي ابْن ذِي النُّون.

354 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أَبُو الْفرج النَّاشِرِيّ أَخُو الطّيب / الْمَاضِي. ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه القَاضِي عبد الله وَغَيرهمَا وَعَكَفَ بِأخرَة على جَامع المختصرات للنسائي بِحَيْثُ انْفَرد فِي الْيمن بمعرفته ونكت عَلَيْهِ وعَلى شَرحه لمؤلفه بتعقبات جَيِّدَة من الرَّوْضَة وَأَصلهَا إِلْحَاق مَا تَركه من قيد أَو شَرط مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لم يؤلف فِي الْمَذْهَب مثله وَاسْتمرّ إِلَى أَن انْتهى للأيمان فَأَدْرَكته الْمنية ولخص كتاب الْبركَة وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ عَاد وَأخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة، وَولي خطابة جَامع الكدراء وناب فِي الْأَحْكَام بهَا عَن أَخِيه ثمَّ نقل لقَضَاء القمحة ودام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن عِنْد جده وَكَانَ ذَا فهم ثاقب وذكاء فائق متضلعا من الْفِقْه والْحَدِيث والحساب وَالتَّفْسِير والفرائض والنحو واللغة وَالْعرُوض، وَله شعر جيد فَمِنْهُ فِي معرفَة الْبَرِيد والفرسخ والميل قَوْله:

(ربع الْبَرِيد الفرسخ الْميل ثَلَاثَة

وَأَلْفَانِ خطوا ثمَّ أَلفَانِ ميلنا)

وَله أَوْلَاد ذكر من شَاءَ الله مِنْهُم فِي محالهم.

355 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي بن مُحَمَّد السَّيِّد صفي الدّين أَبُو الْفضل بن النُّور الْحُسَيْنِي الايجي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْعَفِيف مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بايج من بِلَاد الْعَجم وَأمه ابْنة الشَّيْخ الصَّالح المقتفي لآثار السّلف الشّرف مَحْمُود بن أبي بكر بن كَمَال الدراكاني القري الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي ابْن)

أُخْت نَاصِر الدّين أنس الَّذِي أَخذ عَنهُ السَّيِّد الْعَلَاء بن الْعَفِيف أخي صَاحب التَّرْجَمَة وَنَشَأ الصفي بايج وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَعنهُ فِيمَا قيل أَخذ الْعُلُوم وَكَذَا أَخذ يَسِيرا عَن التَّاج الفاروثي والعماد الفالي وبخراسان عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَفِيه نظر والزين الْحَاتِمِي وجلال الدّين يُوسُف الحلاج وَمن شُيُوخه فِي التصوف وَالِده والزين الخوافي وَبِه تخرج ولامه كثيرا واسترشد مِنْهُ والركن الخوافي أحد الجامعين بَين علمي الظَّاهِرِيّ وَالْبَاطِن وَالسَّيِّد سعد الدّين أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب القوصي وَغَيرهم وروى حِكَايَة المختطف عَن أبي بكر ابْن أَيُّوب وَاجْتمعَ فِي هرموز بالفخر أَحْمد السجسْتانِي وَكَانَ حجَّة الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه بِحَيْثُ وَصفه الخوافي بنقاد المتصوفة وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ سنة ثَلَاث

ص: 135

وَتِسْعين التنوخي وَابْن فَرِحُونَ وَابْن صديق والزين الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن الملقن وَخلق مِنْهُم الْمجد اللّغَوِيّ، وَدخل الشَّام وحلب وَاجْتمعَ بعلمائها وهم بِدُخُول مصر فَمَا أمكن، وَحج سِتّ حجات وجاور مرَّتَيْنِ فِي كل من الْحَرَمَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن أَخِيه الْعَلَاء مُحَمَّد واشتدت عنايته بملازمته حَتَّى كَانَ يرجحه على أَبِيه الْعَفِيف خطا ولفظا وَيَقُول كَانَ انتفاعي بِهِ أَكثر وارتباطي بفنائه أغزر والطاوسي وَقَالَ فِيهِ صَاحب الْكَشْف والالهام الْآمِر بِالْمَعْرُوفِ الناهي عَن الْمُنكر صَاحب الشَّرِيعَة والحقيقة وَمن لم أجد مثله وَمثل أَخِيه فِي تِلْكَ الطَّرِيقَة ولقيه غير وَاحِد من أَصْحَابنَا وتورع بِأخرَة عَن الرِّوَايَة والاذن فِيهَا لَكِن ذكر لي ابْن أَخِيه أَنه استجازه لنا، وَكَانَ ذَا زهد وورع وانجماع وَاتِّبَاع للسّنة وكرامات جليلة ومداومة على التِّلَاوَة وشهود الْخمس مَعَ الْجَمَاعَة حَتَّى بعد كبر سه واستيعاب مَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء بِالصَّلَاةِ بِحَيْثُ لَا يتعشى دَائِما إِلَّا بعد صَلَاة الْعشَاء صوما كَانَ أَو فطرا وَصَوْم السّنة إِلَّا شهرا وَاحِدًا حَتَّى لَا يدْخل فِي صَوْم الدَّهْر وصنف فِي اعْتِقَاد أهل السّنة رِسَالَة وَعمل على منَازِل السائرين وَغَيره حَوَاشِي ونظم الْقَلِيل فَمن ذَلِك قَوْله:

(أَلا يَا نفس وَيحك لَا تنامي

فكم نوما يُورث من ملام)

وَقَوله:

(يَا عَازِمًا نَحْو الحبيب هناكا

قبل يَدَيْهِ إِذا وصلت هناكا)

مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة قبل صلَاتهَا ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة جوَار مصلب بن الزبير وَكَانَ قدم مَكَّة)

قبل بِيَسِير فِي ربيع الأول ورثاه ابْن أَخِيه الْعَلَاء بعدة مراث رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته، وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير والمعجم زيادات.

356 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْبَدْر بن الْمُحب أبي عبد الله الْيَعْمرِي الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عبد الله / الْآتِي وَيعرف بِابْن فَرِحُونَ. سمع نُسْخَة أبي مسْهر على الْعلم أبي الرّبيع سُلَيْمَان السقا.

357 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين أَبُو ذَر بن الشَّمْس بن الْجمال بن الشَّمْس الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة الثَّامِنَة وَيعرف بالزركشي صَنْعَة أَبِيه. ولد فِي سَابِع عشر رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْمُحَرر الفقهي وَأخْبر أَنه عرضه على الْبَهَاء بن أبي الْبَقَاء وَابْن التقي السبكيين والسراج الْهِنْدِيّ وَالْجمال الاسنوي وقاضي الْحَنَابِلَة نَاصِر الدّين نصر الله بن أَحْمد الْكِنَانِي والزين الْعِرَاقِيّ وأكمل الدّين الْحَنَفِيّ وَيحيى الرهوني وَأَنَّهُمْ أجازوه وتفقه بنصر الله الْمَذْكُور وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الْبُرْهَان الدجوي

ص: 136

وَغَيره ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق قبل الْفِتْنَة فَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزين بن رَجَب وقاضي الْحَنَابِلَة الشَّمْس بن التقي وَحضر عِنْد الزين الْقرشِي وَأَجَازَ لَهُ الْجلَال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَالِد الْمُحب بالافتاء والتدريس، وَدخل نابلس واسكندرية ودمياط والصعيد وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل، وَحج قبل الْقرن وَبعده وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما ثمَّ ترك وَكَانَ أَبوهُ أسمعهُ فِي صغره كثيرا لَكِن لما مَاتَ حصلت لَهُم كائنة فَذَهَبت أثباته فِي جملَة كتبه ثمَّ ظفر الشهَاب الكلوتاتي بِسَمَاعِهِ لصحيح مُسلم سنة خمس وَسِتِّينَ فِي نُسْخَة سعيد السُّعَدَاء على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَيَانِي فأرشد النَّاس إِلَيْهِ حَتَّى أَخذه عَنهُ الجم الْغَفِير من الْأَعْيَان وَغَيرهم وَألْحق فِي ذَلِك الاحفاد بالأجداد، وَفِي الاحياء مِمَّن سمع مِنْهُ الْكثير وَكَذَا سمع على التقي بن حَاتِم وعَلى الزين الْعِرَاقِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ الْخَتْم من أبي دَاوُد وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالاشرفية برسباي أول مَا فتحت من واقفها وبالشيخونية من الاسماع بهَا عقب الْمُحب بن نصر الله وَغَيره وَكَانَ الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ يَحْكِي عَنهُ مَا يخدش فِي مروءته بل وبديانته وَكَذَا كَانَ الْعَلَاء بن المغلي يُحِبهُ كثيرا ويجله ويعتقد فِيهِ الصّلاح إِلَى أَن شكا لَهُ أَن بعض الْأَحْدَاث اختلس لَهُ مَالا عَظِيما فمقته الْعَلَاء وَقل اعْتِقَاده فِيهِ وَقَالَ كنت أَظُنهُ فَقِيرا، ثمَّ نزل بِهِ الْحَال جدا حَتَّى اسْتَقر فِي الأشرفية فارتفق بهَا كثيرا وَكَانَ إِمَامًا متواضعا جيد الذِّهْن حسن الْفَضِيلَة مشاركا بل أخبر أَنه ابْتَدَأَ فِي تصانيف لم تكمل وَلكنه استروح فِي آخر عمره خُصُوصا وَقد كَانَ قل بَصَره حَتَّى كَاد أَن يكف وَمَعَ ذَلِك لم يقطع المطالعة إِلَّا من الْخط الثخين ويستعين فِي الدَّقِيق بِغَيْرِهِ ثمَّ تراجع إِلَيْهِ بعض بَصَره، وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ يدْرِي الْفِقْه على مذْهبه وَصَارَ فِي هَذَا الْوَقْت مُسْند مصر مَعَ صِحَة بدنه وَضعف بَصَره. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشر صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَذكره المقريزي فِي عقودة بِاخْتِصَار رحمه الله وإيانا

358 -

. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن نشابة الْأَشْعَرِيّ العريشي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وبأحمد مفتي مور وَخلف وَالِده، قَالَ الأهدل أَنه اجْتمع بِهِ بعد الثَّلَاثِينَ بِأَبْيَات حُسَيْن وَهُوَ مفتي بَلَده ومدرسها وينوب فِي الحكم بهَا.

359 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ الْعَطَّار / الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ جرده ابْن فَهد.

360 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن سَلامَة الماكسيني الدِّمَشْقِي / مُؤذن جَامعهَا ورئيسه كأبيه. سمع على ابْن أبي التائب وعَلى الزين عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد

ص: 137

الماكسيني مشيخته وَغَيرهمَا وَحدث قَالَ شَيخنَا أجَاز لي غير مرّة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت من سمى جده مُحَمَّدًا.

361 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين أَبُو الْفرج الْقرشِي الْبكْرِيّ الْمرْجَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / سمع بِالْقَاهِرَةِ على الشّرف بن الكويك وَالشَّمْس الشَّامي والزراتيتي فِي آخَرين كالشهاب بن ظهيرة وَذكره ابْن فَهد وأرخ وَفَاته بِمَكَّة فِي حادي عشر شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وبيض لَهُ البقاعي وأثبته الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ.

362 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن هبة الله بن عبد الرَّحْمَن / وَاخْتلف فِيمَن بعده التقي أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الزبيرِي الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد وَيعرف وَالِده وَكَانَ من أكَابِر أهل الْمحلة تَرْجَمته فِي ذيل الاقراء بِابْن تَاج الرياسة وَهُوَ بالزبيري نِسْبَة إِلَى الزبيرية قَرْيَة من قرى الْمحلة كَمَا كتبه السراج بن الملقن بِخَطِّهِ فِي عرض الْجمال عبد الله بن التقي هَذَا وسَمعه مِنْهُ شَيخنَا لَا إِلَى الزبير بن الْعَوام مَعَ إملاء وَلَده الصَّدْر لَهُم نسبا)

إِلَيْهِ فَالله أعلم. ولد فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ فِي إنبائه أَنه قَرَأَهُ بِخَط من يَثِق بِهِ وَلكنه قَالَ فِي الْقُضَاة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاشتغل وتفقه بِجَمَاعَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أَبِيه وَسمع أَبَا الْفرج بن عبد الْهَادِي والميدومي وصاهر الْمُوفق عبد الله الْحَنْبَلِيّ على ابْنَته وتدرب فِي التوقيع حَتَّى مهر فِي الشُّرُوط والسجلات وفَاق فِي ذَلِك وَجلسَ مَعَ الموقعين مُدَّة طَوِيلَة وسجل على الْقُضَاة بل نَاب فِي الْقَضَاء دهرا فِي عدَّة من الضواحي عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَكَذَا عَن الْبَدْر بن أبي البقا فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا ثمَّ اسْتَقل بِهِ على حِين غَفلَة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة حِين غضب السُّلْطَان على الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَحضر الصالحية على الْعَادة ثمَّ صَار يلازم الْجُلُوس فِي قاعة الحكم مِنْهَا كل يَوْم وَيخرج لبيته المجاور للصالحية من بَاب سرها فَأَقَامَ سنتَيْن وشهرا وأياما، وَحسنت مُبَاشَرَته لعفته وَتَمام مَعْرفَته وَكَثْرَة تأنيه وتواضعه بِحَيْثُ لم يذمه أحد ثمَّ صرف فِي منتصف رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتعطل لاخراج مَا كَانَ مَعَه من الْجِهَات الَّتِي لَا تلِيق بولايته وَتعذر مُبَاشَرَته بعد صرفه للنيابة فضلا عَن التوقيع وَقلة وظائفه بِحَيْثُ لَا تتحصل لَهُ كِفَايَته مِنْهَا، ودام خموله إِلَى أَن سمح لَهُ الْجلَال البُلْقِينِيّ بتقريره فِي الصالحية والناصرية فارتق بهما يَسِيرا وَكَانَ يمشي من بَيته فَيدْخل الصالحية لالقاء الدَّرْس ثمَّ يخرج من بَاب سرها إِلَى الناصرية لالقاء الدَّرْس بهَا أَيْضا ثمَّ يرجع ورام النَّاصِر

ص: 138

فرج غير مرّة أَن يُعِيدهُ للْقَضَاء لما طرق سَمعه من الثَّنَاء عَلَيْهِ وشكر مُبَاشَرَته والجلال يجْتَهد فِي إبِْطَال ذَلِك، وَقد كتب فِي أَيَّام عطلته كثيرا من كتب الْعلم كالروضة والمهمات ركائه لضيق حَاله عَن شِرَاء الْوَرق كَانَ يكْتب فِي أوراق التقاليد والمراسيم وَمَا أشبههَا مَعَ كَون خطه تَعْلِيقا، بل صنف شرحا على التَّنْبِيه كتب مِنْهُ قِطْعَة وَعمل تَارِيخا ينْقل مِنْهُ شَيخنَا فِي الْحَوَادِث والتراجم وَقد حدث باليسير حمل عَنهُ شَيخنَا وَغَيره كالتقي الشمني المسلسل والجزء الْأَخير من ثمانيات النجيب وَغير ذَلِك. وَمَات وَقد هرم فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة عَن ثَمَانِينَ سنة وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَبوهُ مَذْكُور فِي الْمِائَة قبلهَا مِمَّن قَرَأَ على أَبِيه فالتقي من بَيت علم رحمه الله وإيانا.

363 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد الْوَجِيه بن الْجمال حفيد الْعَفِيف اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. وَلَده فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بمنى وَحفظ ألفية النَّحْو وعرضها على أبي حَامِد بن الضياء فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَدخل الْهِنْد وأثرى لاعتقادهم فِي سلفه ثمَّ عَاد لمَكَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد.

364 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وجيه الدّين البربهاري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعمريّ / نِسْبَة لعمل الْعُمر الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عُثْمَان. مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة واشتغل قَلِيلا واختص بصاحبنا النَّجْم بن فَهد وَدخل الشَّام ومصر وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي الشَّام حميد الدّين لَازمه وتكسب بالعمر وتنزل فِي دروس يلبغا وَغَيره. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.

365 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الْمصْرِيّ الشَّافِعِي حفيد النُّور الأدمِيّ وأخو عَليّ / الآتيين وَيعرف بِابْن الأدمِيّ. ولد فِي أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالدوادارية النجمية من الصَّحرَاء وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والألفية وَجمع الْجَوَامِع، وَعرض على جمَاعَة ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي شرح الْبَهْجَة وَقَرَأَ ربعهَا الْأَخير وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لعمدة ابْن النَّقِيب وَسمع شَرحه لقصيدة البوصيري الهمزية وَقَرَأَ متن الْبَهْجَة على ابْن قَاسم وَأَخذهَا تقسيما عَن الفالاتي وَأذن لَهُ كل مِنْهُمَا فِي الاقراء زَاد ثَانِيهمَا والافتاء وَسمع على الشريف النسابة صَحِيح مُسلم وَالسّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَكَذَا سمعهما على غَيرهمَا وَسمع مني بعض التصانيف وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء بِبَعْض الْقرى وسافر لمَكَّة فِي الْبَحْر غير مرّة وَتزَوج سبطة الْخَالَة ابْنة النُّور الكريدي وسافرت هِيَ وَأمّهَا مَعَه فَلم يحصل لَهَا رَاحَة وَتوجه

ص: 139

لسواكن وَتلك النواحي ودامت مُدَّة بِغَيْر نَفَقَة وَلَا مفنق إِلَى أَن ملت ففسخت عَلَيْهِ وَلَيْسَ بمحمود الْمُعَامَلَة وَهُوَ إِلَى الْآن فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين بِتِلْكَ النواحي وَجَاءَت كتبه فِيهَا يَسْتَدْعِي سَنَد الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي بِلبْس الْخِرْقَة لكَونه لبسهَا مِنْهُ كَأَنَّهُ تمشيخ.

366 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة.

367 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ. / حفظ الْقُرْآن فِي صغره وَقَامَ بِهِ فِي رَمَضَان بصلاحية زبيد وَغَيرهَا، واشتغل فِي بدايته بِالْعلمِ وَغلب عَلَيْهِ الشّعْر وَالْأَدب المستحسن مَعَ قريحة جَيِّدَة وذهن صَاف بِحَيْثُ قَالَ فِيهِ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ أَنه أشعر مَوْجُود فِي زَمَانه لعذوبة شعره وحلاوة مَنْطِقه وسهولة وَضعه لَا يظْهر عَلَيْهِ تكلّف أبدا وَأنْشد لَهُ قصيدة أَولهَا:

(بجاه عريض الجاه والعالي الشان

مُحَمَّد الْمُخْتَار من آل عدنان)

وَلم يؤرخ وَفَاته

368 -

. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الزيني القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ.

369 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد النَّاصِر الزين أَبُو مُحَمَّد الصبيبي نزيل الْحَرَمَيْنِ /، ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بالصبيبة وَسمع على العلائي الشفا وسباعيات عبد الْمُنعم الفراوي وعَلى خَلِيل الْمَالِكِي الْجُمُعَة للنسائي وعَلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الخشبي وَعبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب الكالديني بعض العوارف للسهروردي وعَلى ابْن سبع والبدر بن فَرِحُونَ صَحِيح البُخَارِيّ رَفِيقًا للزين أبي بكر المراغي فِي سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وروى عَنهُ بالاجازة التقي بن فَهد وَابْنه وَهُوَ فِي معجميهما وَلم أَقف على وَقت وَفَاته

370 -

. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن عبد الرَّحِيم الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الشَّمْس أبي أُمَامَة الدكالي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن النقاش. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَحفظ الْمِنْهَاج وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ والابناسي فَمن قبلهمَا وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْمُلُوك والخلاطي والسنباطي وَالْفَخْر الْعَسْقَلَانِي وَالْبَيَان فعلى الأول الصَّحِيح بفوت وعَلى الثَّلَاثَة بعده بعض

ص: 140

الدَّارَقُطْنِيّ وعَلى الْأَخير مشيخته تَخْرِيج الْعِرَاقِيّ وَالزَّكَاة لاسماعيل القَاضِي وَكَذَا سمع على أبي الْحرم القلانسي وَآخَرين بِمَكَّة من مُحَمَّد بن سَالم اليمني وَأحمد بن النَّجْم الطَّبَرِيّ وبدمشق بعيد الثَّمَانِينَ من غير وَاحِد بِطَلَبِهِ وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب المرداوي وَابْن الخباز وَآخَرُونَ قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَولي وَهُوَ صَغِير تداريس تلقاها بعد أَبِيه وَكَذَا الخطابة بِجَامِع طولون وَتكلم على النَّاس، وَكَانَ جزل الرَّأْي كثير الْقيام فِي الْحق يصدع بذلك فِي خطبه ومواعظه عالي الهمة شَدِيد السَّعْي وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ محبا فِي أهل الحَدِيث منخرطا فِي سلكهم عَارِفًا بِأَمْر دُنْيَاهُ يتكسب غَالِبا من الزِّرَاعَة ويبر أَصْحَابه وَقد أجَاز لأولادي فِي)

استدعاء مُحَمَّد وَسمعت من فَوَائده وَكَانَ يودني كثيرا، وَقَالَ غَيره أَنه درس وَحدث وَأفْتى سِنِين وَكَانَ لوعظه تَأْثِير فِي النُّفُوس محببا للأكابر محظوظا مِنْهُم بل للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَحسن ظن مَعَ النزاهة والديانة وَعظم بِأخرَة فِي الدولة واشتهر ذكره. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه واشتهر بِصدق اللهجة وجودة الرَّأْي وَحسن التَّذْكِير وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ مَعَ الصراحة والصدع بالوعظ فِي خطبه وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد الْخَاصَّة والعامة وانتزع الخطابة الْمشَار إِلَيْهَا من ابْن الْبَهَاء السُّبْكِيّ فاستمرت مَعَه، وَكَانَ مقتصدا فِي ملبسه مفضالا على الْمَسَاكِين كثير الاقامة فِي منزله مُقبلا على شَأْنه عَارِفًا بِأَمْر دينه ودنياه قَالَ وَله حكايات مَعَ أهل الظُّلم وامتحن مرَارًا ثمَّ ينجو سَرِيعا بعون الله انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْحفاظ وَغَيرهم ابْن مُوسَى والزين رضوَان والأبي وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بِمصْر غير مرّة فَامْتنعَ، قَالَ المقريزي وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر قَوِيا فِي ذَات الله، وَذكره العثماني قَاضِي صفد فِي آخر طبقاته فَقَالَ شَاب حسن معيد الابناسي بمدرسة حسن وخطيب جَامع طولون ثمَّ ضرب عَلَيْهِ كَأَنَّهُ لصغره، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: كَانَ فَقِيها متصوفا كثير الْحَط على الظلمَة والمجاهرة لَهُم بالْكلَام الْقَبِيح وَلم يكن فِي الْعلم بِذَاكَ إِذْ هُوَ على قَاعِدَة الخطباء، وَكَانَ ينْسب إِلَى اعْتِقَاد الْحَنَابِلَة فِي آيَات الصِّفَات وأحاديثها، ومكتوب على قَبره بِوَصِيَّة مِنْهُ:

(بقارعة الطَّرِيق جعلت قَبْرِي

لأحظى بالترحم من صديق)

(فيا مولى الموَالِي أَنْت أولى

برحمة من يَمُوت على الطَّرِيق)

وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس يَوْم عيد الْأَضْحَى عَاشر ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَدفن من الْغَد خَارج بَاب القرافة على قَارِعَة الطَّرِيق بِوَصِيَّة مِنْهُ بعد أَن صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي مشْهد حافل كَانَ ابتداؤه بالمصلى وانتهاؤه بِبَاب القرافة تقدمهم

ص: 141

الْجلَال البُلْقِينِيّ وَصَارَ كل من يمر بقبره يترحم عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ بعض النَّاس كَانَ صَاحب حيل فِي حَيَاته وَبعد مَوته، وَذكره المقريزي فِي عقوده وسَاق أبياتا رثاه بهَا رحمه الله وإيانا.

371 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عقبَة الْوَجِيه الْمَكِّيّ / مهندس الْحرم. كَانَ خيرا دينا يخْدم النَّاس كثيرا فِي العمائر خَبِيرا بالهندسة والعمارة وباشر ذَلِك مُدَّة ثمَّ ترك واستفاد دنيا وعقارا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين بخيف بني شَدِيد وَقد بلغ السّبْعين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة مِمَّن كَانَ يتَوَجَّه لجدة فِي موسمها وَمَات بهَا فِي الْمحرم ظنا سنة

ص: 142

(سقط) تسع وَسبعين وَكَانَ قد طلب حلتيتا يَسْتَعْمِلهُ لصرف الرّيح فجيء إِلَيْهِ بأفيون غَلطا فَوَضعه بمرق ثمَّ شربه فَكَانَت منيته وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها.

376 -

عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله السلَامِي الطَّائِفِي / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ قبله بأيام فِي وباء كَانَ بِالطَّائِف ونواحيه بالسلامة مِنْهُ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.) (سقط)

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَلامَة الماكسيني. / مضى فِيمَن جده أَبُو عبد الله.

380 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الزين بن الشَّمْس العجلوني الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الولوي عبد الله واخوته وَيعرف بِابْن قَاضِي عجلون / لكَون وَالِده كَانَ قَاضِيا مُدَّة نَائِبا عَن شَيْخه التَّاج السُّبْكِيّ وعزل مرّة عَنْهَا بالاخنائي ثمَّ عَاد ثمَّ لما خربَتْ عجلون قدم دمشق وباشر عمالة وقف الْحَرَمَيْنِ وَنظر الايتام والاوصياء فحمدت سيرته قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَخْبرنِي أَنه ولد وَقت أَذَان الْمغرب من لَيْلَة تَاسِع عشر شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع الحَدِيث وَحصل لَهُ بِأخرَة مرض كَانَ يُصَلِّي لأَجله قَاعِدا، وَكَانَ خيرا بشوشا حسن الْمُلْتَقى متوددا ذَا مُرُوءَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ بعد الْعشَاء ثَانِي عشر صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي تقدم النَّاس الْعَلَاء البُخَارِيّ وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير رحمه الله.

381 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزين بن الْكَمَال / إِمَام الكاملية، وَحج مَعَ أَبِيه وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَسمع هُنَاكَ على التقي ابْن فَهد والتقي القلقشندي وتكرر حجه بعده ومجاورته سِنِين، واشتغل عِنْد

ص: 143

الزين زَكَرِيَّا والمسيري، وَفهم بِالنِّسْبَةِ لأخويه فَهُوَ أفهمهم وَلما انتزع لَهُ جَوْهَر المعيني مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية من مستحقها شرعا رتب هَذَا فِي القاء صُورَة درس وَحضر مَعَه الْعَبَّادِيّ والبقاعي وَغَيرهمَا ثمَّ صَار يَسْتَنِيب إِلَى أَن أعرض عَنْهَا بِدَرَاهِم لِابْنِ النَّقِيب وَقيل: مَا سرت من حرم غلا إِلَى حرم. وَقد كثرت مجاوراته بِمَكَّة وتفاتن هُوَ وَأَخُوهُ أَحْمد وَكَانَ بِمَكَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَت جلّ إِقَامَته بهَا يمشي على عكاز أَو نَحوه لعَارض اقْتَضَاهُ وَرجع مَعَ الْمَوْسِم وَترك زَوجته وَابْنه وَأَخُوهُ مِمَّن طلع مَعَ الركب وتخلف سنة تسع وَتِسْعين فَلم يسْأَل عَنْهُمَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحسن من ذَاك بِكَثِير.

382 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن إِبْرَاهِيم الزين الاسدي نِسْبَة لبني أَسد الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد عمر / الْآتِي وَيعرف بِابْن الجاموس. سمع على الْجمال بن الشرائحي أمالي ابْن سمعون ولقيه الْعِزّ بن فَهد فَقَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا أَخذ عَنهُ غَيره وَأَجَازَ، وَكَانَ كأبيه أحد شُهُود دمشق. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين رحمه الله.

383 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم السمنودي الأَصْل الدمياطي أَخُو أصيل الدّين مُحَمَّد / الْآتِي. خلف أَخَاهُ فِي الاقامة بِمَسْجِد ابْن قيم تَحت المرقب فِي دمياط لجمع المريدين على ذكر الله وَيذكر بِخَير.

384 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الضياء مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي المكارم الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ /. سمع بهَا من الْجمال الأميوطي وَابْن صديق وَآخَرين ورافق التقي الفاسي بِمصْر وَالشَّام فِي السماع من جمَاعَة، وَقَالَ فِي تَارِيخ مَكَّة إِنَّه كَانَ حسن الْأَخْلَاق والصحبة كثير الاهتمام بِحُقُوق أَصْحَابه وَخدمَتهمْ كثير القناعة وَالْعِبَادَة. مَاتَ بِمَكَّة بعد عِلّة طَوِيلَة يُرْجَى لَهُ فِيهَا الثَّوَاب الْكثير فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة عَن خمسين سنة فأزيد بِيَسِير وَدفن بالمعلاة.

385 -

عبد الرَّحْمَن بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَغَيرهَا وَفهم التركي لخلطته بِجَمَاعَة مِنْهُم وَتكلم فِي أوقاف الباسطية وتكرر سَفَره لأَجلهَا للقرى وَغَيرهَا بل حج وجاور قَلِيلا وَكتب هُنَاكَ القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي وَسمع عَليّ، وَلَيْسَ بمحمود فِي شهاداته ومباشراته. مَاتَ فِي الْبِلَاد الشامية إِمَّا سنة إِحْدَى وَتِسْعين أَبُو بعْدهَا وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عَفا الله عَنهُ.

ص: 144

386 -

عبد الرَّحْمَن بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي أَخُو عبد الباسط الْمَاضِي وسبط الْجمال الكازروني. / (سقط) ولد فِي أول رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بتونس وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والتسهيل فِي النَّحْو وتفقه بِأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الحياني وَأبي الْقسم مُحَمَّد بن الْقصير وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّهْذِيب لأبي سعيد البراذعي وَعَلِيهِ تفقه وانتاب مجْلِس قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد السَّلَام واستفاد مِنْهُ وَعَلِيهِ وعَلى أبي عبد الله الوادياشي سمع الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ أَنه سمع صَحِيح البُخَارِيّ على أبي البركات البُلْقِينِيّ وَبَعضه بالاجازة والموطأ على ابْن عبد السَّلَام وصحيح مُسلم على الوادياشي انْتهى. وَأخذ الْقرَاءَات السَّبع إفرادا وجمعا بل قَرَأَ ختمة أَيْضا ليعقوب عَن الْمكتب أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن سعد بن نزال الْأنْصَارِيّ وَعرض عَلَيْهِ الشاطبيتين والتقصي والعربية عَن وَالِده وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ الحصاري وَأبي عبد الله بن بَحر والمقري أبي عبد الله مُحَمَّد بن الشواس الزواوي وَأبي عبد الله بن الْقصار ولازم الْعَلَاء أَبَا عبد الله الاشبيلي وانتفع بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن أبي مُحَمَّد عبد الْمُهَيْمِن الْحَضْرَمِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الآبلي شيخ الْمَعْقُول بالمغرب وَآخَرين، واعتنى بالأدب وَأُمُور الْكِتَابَة والخط وَأخذ ذَلِك عَن أَبِيه وَغَيره وَمهر فِي جَمِيعه وَحفظ المعلقات وحماسة الأعلم وَشعر حبيب بن أَوْس وَقطعَة من شعر المتنبي وَسقط الزند للمعري وَتعلق بالخدم السُّلْطَانِيَّة وَولي كِتَابَة الْعَلامَة عَن صَاحب تونس ثمَّ توجه فِي سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى فاس فَوَقع بَين يَدي سلطانها أبي عنان ثمَّ امتحن واعتقل نَحْو عَاميْنِ ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ لأبي سَالم أخي أبي عنان وَكَذَا النّظر فِي الْمَظَالِم، ثمَّ دخل الأندلس فَقدم غرناطة فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وتلقاه سلطانها ابْن الْأَحْمَر عِنْد قدومه ونظمه فِي أهل مَجْلِسه، وَكَانَ رَسُوله إِلَى عَظِيم الفرنج باشبيلية فَعَظمهُ وأكرمه وَحمله وَقَامَ بِالْأَمر الَّذِي ندب إِلَيْهِ، ثمَّ توجه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ إِلَى بجاية ففوض إِلَيْهِ صَاحبهَا تَدْبِير مَمْلَكَته مُدَّة ثمَّ نزح إِلَى تلمسان باستدعاء صَاحبهَا وَأقَام بوادي الْعَرَب مُدَّة ثمَّ توجه من بسكرة إِلَى فاس فنهب فِي الطَّرِيق وَمَات صَاحبهَا قبل قدومه وَمَعَ ذَلِك فَأَقَامَ بهَا قدر سنتَيْن، ثمَّ توجه

ص: 145

إِلَى الأندلس ثمَّ رَجَعَ إِلَى تلمسان فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أَعْوَام، ثمَّ ارتحل فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ إِلَى تونس)

فَأَقَامَ بهَا من شعبانها إِلَى أَن اسْتَأْذن فِي الْحَج فَأذن لَهُ فاجتاز الْبَحْر إِلَى اسكندرية، ثمَّ قدم الديار المصرية فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وتلقاه أَهلهَا وأكرموه وَأَكْثرُوا ملازمته والتردد إِلَيْهِ بل تصدر للاقراء بِجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة ولازم الطنبغا الجوباني فاعتنى بِهِ إِلَى أَن قَرَّرَهُ الظَّاهِر برقوق فِي تدريس القمحية بِمصْر ثمَّ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالديار المصرية فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فتنكر للنَّاس بِحَيْثُ لم يقم لأحد من الْقُضَاة لما دخلُوا للسلام عَلَيْهِ مَعَ اعتذاره لمن عَتبه عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَة، وفتك فِي كثير من أَعْيَان الموقعين وَالشُّهُود وَصَارَ يُعَزّر بالصفع ويسميه الزج فَإِذا غضب على إِنْسَان قَالَ زجوه فيصفع حَتَّى تحمر رقبته، وَيُقَال إِن أهل الْمغرب لما بَلغهُمْ ولَايَته الْقَضَاء تعجبوا ونسبوا إِلَى المصريين إِلَى قلَّة الْمعرفَة بِحَيْثُ قَالَ ابْن عَرَفَة كُنَّا نعد خطة الْقَضَاء أعظم المناصب فَلَمَّا وَليهَا هَذَا عددناها بالضد من ذَلِك، وعزل ثمَّ أُعِيد وتكرر لَهُ ذَلِك حَتَّى مَاتَ قَاضِيا فَجْأَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من رَمَضَان سنة ثمن عَن سِتّ وَسبعين سنة وَدون شهر وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ، وَدخل مَعَ الْعَسْكَر فِي أَيَّام انْفِصَاله عَن الْقَضَاء لقِتَال تيمور فَقدر اجتماعه بِهِ وخادعه وخلص مِنْهُ بعد أَن أكْرمه وزوده وَكَذَا حج قبل ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَهُوَ أَيْضا مُنْفَصِل عَن الْقَضَاء ولازمه كَثِيرُونَ فِي بعض عزلاته فَحسن خلقه مَعَهم وباسطهم ومازحهم وَتردد هُوَ للأكابر وتواضع مَعَهم وَمَعَ ذَلِك لم يُغير زيه المغربي وَلم يلبس بزِي قُضَاة هَذِه الْبِلَاد لمحبته الْمُخَالفَة فِي كل شَيْء، واستكثر فِي بعض مراته من النواب والعقاد وَالشُّهُود عكس مَا كَانَ مِنْهُ فِي أول ولاياته وَكَانَ ذَلِك أحد مَا شنع عَلَيْهِ بِهِ، وَطلب بعد انْفِصَاله فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة إِلَى الْحَاجِب الْكَبِير فأقامه للخصوم وأساء عَلَيْهِ القَوْل وَادعوا عَلَيْهِ بِأُمُور كَثِيرَة أَكْثَرهَا لَا حَقِيقَة لَهُ وَحصل عَلَيْهِ من الاهانة مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ. وَقد ولي مشيخة البيبرسية وقتا وَكَذَا تدريس الْفِقْه بقبة الصَّالح بالبيمارستان إِلَى أَن مَاتَ وتدريس الحَدِيث بالصرغتمشية ثمَّ رغب عَنهُ للزين التفهني. وَقد تَرْجمهُ جمَاعَة فَقَالَ الْجمال البشبيشي أَنه فِي بعض ولاياته تبسط بالسكن على الْبَحْر وَأكْثر من سَماع المطربات ومعاشرة الْأَحْدَاث وَتزَوج امْرَأَة لَهَا أَخ أَمْرَد ينْسب للتخليط فكثرت الشناعة عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ مَعَ ذَلِك أَكثر من الازدراء بِالنَّاسِ حَتَّى أَنه شهد عِنْد الاستادار الْكَبِير بِشَهَادَة فَلم يقبله مَعَ أَنه كَانَ من المتعصبين لَهُ قَالَ وَلم يشْتَهر عَنهُ فِي منصبه إِلَّا الصيانة

ص: 146

وَأَنه بَاشر فِي أَوَاخِر مراته بلين)

مفرط وَعجز وخور يَعْنِي بِحَيْثُ أَنه سمع بعض نوابه وَهُوَ رَاكب بَين يَدَيْهِ يَتْلُو حِين رُؤْيَته بعض المؤرخين وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ فَلم يرد على مُعَاتَبَته وَقَالَ لَهُ وَقد اعتذر النَّائِب لَهُ بِمَا لم يقبله مِنْهُ إِنَّمَا أردْت أَن تبلغ ذَلِك الْجمال الْبِسَاطِيّ، قَالَ البشبيشي كَانَ فصيحا مفوها جميل الصُّورَة حسن الْعشْرَة إِذا كَانَ معزولا فَأَما إِذا ولي فَلَا يعاشر بل يَنْبَغِي أَن لَا يرى. وَقَالَ ابْن الْخَطِيب فِيمَا حَكَاهُ عَنهُ شَيخنَا: رجل فَاضل جم الْفَضَائِل رفيع الْقدر أصيل الْمجد وقور الْمجْلس عالي الهمة قوي الجأش مُتَقَدم فِي فنون عقلية ونقلية مُتَعَدد المزايا شَدِيد الْبَحْث كثير الْحِفْظ صَحِيح التَّصَوُّر بارع الْخط حسن الْعشْرَة مفخر من مفاخر الْمغرب، قَالَ هَذَا كُله فِي تَرْجَمته وَهُوَ فِي حد الكهولة وَمَعَ ذَلِك فَلم يصفه فِيمَا قَالَ شَيخنَا أَيْضا بِعلم وَإِنَّمَا ذكر لَهُ تصانيف فِي الْأَدَب وشيئا من نظمه، قَالَ شَيخنَا وَلم يكن بالماهر فِيهِ وَكَانَ يُبَالغ فِي كِتْمَانه مَعَ أَنه كَانَ جيد النَّقْد للشعر وَسُئِلَ عَنهُ الركراكي فَقَالَ عرى عَن الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة لَهُ معرفَة بالعلوم الْعَقْلِيَّة من غير تقدم فِيهَا وَلَكِن محاضرته إِلَيْهَا الْمُنْتَهى وَهِي أمتع من محاضرة الشَّمْس الغماري. وَقَالَ المقريزي فِي وصف تَارِيخه مقدمته لم يعلم مثالها وَأَنه لعزيز أَن ينَال مُجْتَهد منالها إِذْ هِيَ زبدة المعارف والعلوم ونتيجة الْعُقُول السليمة والفهوم توقف على كنه الْأَشْيَاء وتعرف حَقِيقَة الْحَوَادِث والأنباء وتعبر عَن حَال الْوُجُود وتنبىء عَن أصل كل مَوْجُود بِلَفْظ أبهى من الدّرّ النظيم وألطف من المَاء مر بِهِ النسيم، قَالَ شَيخنَا وَمَا وصفهَا بِهِ فِيمَا يتَعَلَّق بالبلاغة والتلاعب بالْكلَام على الطَّرِيقَة الجاحظية مُسلم فِيهِ وَأما مَا أطراه بِهِ زِيَادَة على ذَلِك فَلَيْسَ الْأَمر كَمَا قَالَ إِلَّا فِي بعض دون بعض غير أَن البلاغة تزين بزخرفها حَتَّى ترى حسنا مَا لَيْسَ بِحسن، قَالَ وَقد كَانَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْحسن يَعْنِي الهيثمي يُبَالغ فِي الغض مِنْهُ فَلَمَّا سَأَلته عَن سَبَب ذَلِك ذكر لي أَنه بلغه أَنه ذكر الْحُسَيْن بن عَليّ رضي الله عنهما فِي تَارِيخه فَقَالَ قتل بِسيف جده، وَلما نطق شَيخنَا بِهَذِهِ اللَّفْظَة أردفها بلعن ابْن خلدون وسبه وَهُوَ يبكي، قَالَ شَيخنَا فِي رفع الأصر وَلم تُوجد هَذِه الْكَلِمَة فِي التَّارِيخ الْمَوْجُود الْآن وَكَأَنَّهُ كَانَ ذكرهَا فِي النُّسْخَة الَّتِي رَجَعَ عَنْهَا، وَالْعجب أَن صاحبنا المقريزي كَانَ يفرط فِي تَعْظِيم ابْن خلدون لكَونه كَانَ يجْزم بِصِحَّة نسب بني عبيد الَّذين كَانُوا خلفاء بِمصْر وشهروا بالفاطميين إِلَى عَليّ وَيُخَالف غَيره فِي ذَلِك وَيدْفَع مَا نقل عَن الْأَئِمَّة من الطعْن فِي نسبهم وَيَقُول إِنَّمَا كتبُوا ذَلِك الْمحْضر مُرَاعَاة للخليفة العباسي، وَكَانَ صاحبنا ينتمي إِلَى الفاطميين

ص: 147

فَأحب ابْن خلدون لكَونه)

أثبت نسبهم وغفل عَن مُرَاد ابْن خلدون فَإِنَّهُ كَانَ لانحرافه عَن آل عَليّ يثبت نسب الفاطميين إِلَيْهِم لما اشْتهر من سوء مُعْتَقد الفاطميين وَكَون بَعضهم نسب إِلَى الزندقة وَادّعى الالهية كالحاكم وَبَعْضهمْ فِي الْغَايَة من التعصب لمَذْهَب الرَّفْض حَتَّى قتل فِي زمانهم جمع من أهل السّنة، وَكَانَ يُصَرح بِسَبَب الصَّحَابَة فِي جوامعهم ومجامعهم فَإِذا كَانُوا بِهَذِهِ المثابة وَصَحَّ أَنهم من آل عَليّ حَقِيقَة الْتَصق بآل عَليّ الْعَيْب، وَكَانَ ذَلِك من أَسبَاب النفرة عَنْهُم، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه صنف للتاريخ الْكَبِير فِي سبع مجلدات ضخمة ظَهرت فِيهِ فضائله وَأَبَان فِيهِ عَن براعته وَلم يكن مطلعا على الْأَخْبَار على جليتها لَا سِيمَا أَخْبَار الْمشرق وَهُوَ بَين لم نظر فِي كَلَامه، قَالَ وَكَانَ لَا يتزيا بزِي الْقُضَاة بل هُوَ مُسْتَمر على طَرِيقَته فِي بِلَاده. وَقَالَ فِي مُعْجَمه: اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده وَمن تصانيفه خُصُوصا فِي التَّارِيخ، وَكَانَ لسنا فصيحا بليغا حسن الترسل وسط النّظم مَعَ معرفَة تَامَّة بالأمور خُصُوصا متعلقات المملكة وَكتب لي فِي استدعاء أجزت لهَؤُلَاء السَّادة وَالْعُلَمَاء القادة أهل الْفضل والاجادة جَمِيع مَا سَأَلُوهُ من الاجازة، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ الْحَافِظ الافقهسي فِي مُعْجم الْجمال بن ظهيرة وهما مِمَّن أَخذ عَنهُ وسَاق لَهُ شعرًا وَقَالَ إِنَّه بَاشر الْقَضَاء بِحرْمَة وافرة، وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ فَاضلا صَاحب أَخْبَار ونوادر ومحاضرة حَسَنَة وَله تَارِيخ مليح وَكَانَ يتهم بِأُمُور قبيحة قَالَ شَيخنَا كَذَا قَالَ وَمن نظمه فِي قصيدة طَوِيلَة جدا:

(أسرفن فِي هجري وَفِي تعذيبي

وأطلن موقف عبرتي ونحيبي)

(وَأبين يَوْم الْبَين وَقْفَة سَاعَة

لوداع مشغوف الْفُؤَاد كئيب)

(لله عهد الظاعنين وغادروا

قلبِي رهين صبَابَة ووجيب)

وَعِنْدِي لَهُ تقريظ فِي أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشيرجي وَكَذَا لنزول الْغَيْث لِابْنِ الدماميني.

وَحكى لنا شَيخنَا الرَّشِيدِيّ من أحباره جملَة وَهُوَ وَغَيره من شُيُوخنَا مِمَّن روى لنا عَنهُ وترجمه ابْن عمار أحد من أَخذ عَنهُ بقوله الْأُسْتَاذ المنوه بِلِسَان سيف المحاضرة وسحبان أدب المحاضرة كَانَ يسْلك فِي إقرائه الْأُصُول مَسْلَك الأقدمين كَالْإِمَامِ وَالْغَزالِيّ وَالْفَخْر الرَّازِيّ مَعَ الغض والانكار على الطَّرِيقَة الْمُتَأَخِّرَة الَّتِي أحدثها طلبة الْعَجم وَمن تَبِعَهُمْ فِي توغل المشاحة اللفظية والتسلسل فِي الحدية والرسمية اللَّذين أثارهما الْعَضُد وَأَتْبَاعه فِي الْحَوَاشِي عَلَيْهِ وينهر النَّاقِل غُضُون إقرائه عَن شَيْء من هَذِه الْكتب مُسْتَندا إِلَى أَن طَريقَة الاقدمين من الْعَرَب)

والعجم وكتبهم فِي هَذَا الْفَنّ على خلاف ذَلِك وَإِن اخْتِصَار الْكتب فِي كل

ص: 148

فن والتعبد بالالفاظ على طَريقَة الْعَضُد وَغَيره من محدثات الْمُتَأَخِّرين وَالْعلم وَرَاء ذَلِك كُله وَكَانَ كثيرا مَا يرتاح فِي النقول لفن أصُول الْفِقْه خُصُوصا عَن الْحَنَفِيَّة كالبزدوي والخبازي وَصَاحب الْمنَار وَيقدم البديع لِابْنِ الساعاتي على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب قَائِلا أَنه أقعد وَأعرف بالفن مِنْهُ وزاعما أَن ابْن الْحَاجِب لم يَأْخُذهُ عَن شيخ وَإِنَّمَا أَخذه بالْقَوْل قَالَ وَهَذَا فِي فِيهِ نظر. وَله من المؤلفات غير الانشاءات النثرية والشعرية الَّتِي هِيَ كالسحر التَّارِيخ الْعَظِيم المترجم بالعبر فِي تَارِيخ الْمُلُوك والأمم والبربر حوت مقدمته جَمِيع الْعُلُوم وجلت عَن محجتها أَلْسِنَة الفصحاء فَلَا تروح وَلَا تحوم ولعمري إِن هُوَ إِلَّا من المصنفات الَّتِي سَارَتْ ألقابها بِخِلَاف مضمونها كالأغاني للاصبهاني سَمَّاهُ الأغاني وَفِيه من كل شَيْء والتاريخ للخطيب سَمَّاهُ تَارِيخ بَغْدَاد وَهُوَ تَارِيخ الْعَالم وَحلية الْأَوْلِيَاء لأبي نعيم سَمَّاهُ حلية الْأَوْلِيَاء وَفِيه أَشْيَاء جمة كَثِيرَة وَكَانَ الإِمَام أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي يَقُول كل بَيت فِيهِ الْحِلْية لَا يدْخلهُ الشَّيْطَان، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته جدا وَهُوَ كَمَا قدمت مِمَّن يُبَالغ فِي اطرائه ومدحه عَفا الله عَنْهُمَا.

388 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التقي أَبُو زيد وَأَبُو الْفضل الحسني الفاسي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ الْجمال المطري وأسمعه أَبوهُ بِالْمَدِينَةِ شَيْئا من آخر الشفا على الزبير الاسواني وَأَجَازَ لَهُ، وَكَذَا سمع من أَبِيه وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة كَمَا أخبر بذلك كُله، قَالَ التقي الفاسي فِي تَارِيخه وَسمع فِي الْخَامِسَة على أَبِيه الملخص للقابسي وعَلى إِبْرَاهِيم بن الْكَمَال مُحَمَّد ابْن نصر الله بن النّحاس أَحَادِيث من مُسْند ابْن عَبَّاس من مُسْند أَحْمد وَعلي الْمُحدث نور الدّين الْهَمدَانِي والشهاب الهكاري والتاج ابْن بنت أبي سعد والعز ابْن جمَاعَة فِي آخَرين مِنْهُم خَلِيل الْمَالِكِي وَعَلِيهِ وعَلى مُوسَى المراكشي وَغير وَاحِد تفقه، وَلزِمَ مُوسَى مُدَّة سِنِين وتصدى بِمَكَّة للتدريس والافتاء زِيَادَة على ثَلَاثِينَ سنة وانتفع النَّاس بِهِ فِي ذَلِك كثيرا، وَكَانَ جيد الْمعرفَة فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره من فنون الْعلم حسن التدريس والفتيا جليل الْقدر لَهُ وَقع فِي النُّفُوس ذَا ديانَة وَعبادَة ومحاسن كَثِيرَة سَمِعت مِنْهُ وقرأت عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَغَيره وانتفعت بِهِ فِي معرفَة الْمَذْهَب وَهُوَ مِمَّن أذن لي فِي الافتاء والتدريس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف ذِي الْقعدَة سنة خمس بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة فِي قبر الشَّيْخ أبي الكوط بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكثر)

الأسف عَلَيْهِ لوفور محاسنه، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار

ص: 149

فَقَالَ إِنَّه عَنى بالفقه فمهر فِيهِ ودرس وَأفْتى أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة، وَكَانَ نبيها فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره، وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وأفاده.

389 -

عبد الرَّحْمَن بن النُّور مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم وجيه الدّين المزجاجي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ / الْآتِي أَبوهُ. أصلهم من الأشاعرة انْتقل جدهم إِلَى المزجاجة وَهِي قَرْيَة بِأَسْفَل وَادي زبيد بِكَسْر الْمِيم واستوطن هَذَا زبيد واشتغل بالعلوم حَتَّى مهر فِي الْفِقْه وَالْأَدب والتصوف ونصبه جده للمشيخة لما تحقق أَهْلِيَّته وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة. مَاتَ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين.

390 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي بن أَيُّوب بن مَحْمُود ابْن ختلو فتح الدّين أَبُو البشري الْحلَبِي الْمَالِكِي أَخُو عَليّ والمحب مُحَمَّد الْحَنَفِيّ / الآتيين والمحب الْأَكْبَر وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. ولد فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الظهير بن العجمي والكمال بن حبيب وَابْن الصَّابُونِي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ سيرة الدمياطي وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه والسراج الْهِنْدِيّ وناب عَن أَخِيه فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب، وَولي افتاء دَار الْعدْل ثمَّ تحول بعد الْفِتْنَة الْعُظْمَى مالكيا ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بَلَده نيفا وَعشْرين سنة لوم يتهن بذلك بل حصل لَهُ نكد لاخْتِلَاف الدول وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة. قَالَ ابْن خطيب الناصرية رافقته فِي الْقَضَاء وَكَانَ إنْسَانا حسنا عِنْده حشمة ومروءة وعصبية وَهُوَ صديقي وحبيبي وَله نظم قَلِيل فَمِنْهُ:

(يَا سادتي رقوا لرقة نازح

لفظته أَيدي الْبعد عَن أوطانه)

(وَالله مَا جلتم بخاطر عبدكم

إِلَّا وفاض الدمع من أجفانه)

وَقَوله:

(لَا تلوموا الْغَمَام إِن صب دمعا

وتوالت لأَجله الأنواء)

(فالليالي أكثرن فِينَا الرزايا

فَبَكَتْ رَحْمَة علينا السَّمَاء)

وَأنْشد من نظمه أَيْضا قصيدة نونية. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ بحلب وَدفن بتربة اشقتمر خَارج بَاب الْمقَام وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وسَاق لَهُ الْمَقْطُوع الثَّانِي قَالَ وَهَذَا عنوان نظمه انْتهى. وَقد سمعته هُوَ وَغَيره من نظمه من ابْن أَخِيه وَقَالَ انه كَانَ يستحضر الحكايات والنوادر وَله نظم حسن قَالَ وَكَانَ جلّ أمره الْعَرَبيَّة وَلم يكن بِذَاكَ كَذَا قَالَ.

391 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الزين أَبُو الْفضل بن التَّاج

ص: 150

السندبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي ونزيل المؤيدية وَيعرف بالسندبيسي. / ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا ألفية الحَدِيث والسيرة للعراقي وَعرض على جمَاعَة واعتنى بِهِ أَبوهُ وَكَانَ من أهل الْعلم فَأحْضرهُ وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على ابْن الخشاب فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ مُسْند صُهَيْب للزعفراني وَوجدت فِي بعض الطباق المؤرخة بِيَوْم عَرَفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصفه بِأَنَّهُ كَانَ فِي الْخَامِسَة وَلَا يلتئم مَعَ الَّذِي قبله، وَسمع بعد ذَلِك على ابْن حَاتِم والتنوخي وَالصَّلَاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والابناسي والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والغماري والمراغي والسراج الكومي والحلاوي والسويداوي والتاج بن الفصيح وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ القَاضِي والفرسيسي والشرف بن الكويك فِي آخَرين كَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فَمنهمْ من لم استحضر أَنه سمع عَلَيْهِ الْمُطَرز والعزيز المليجي وَالشَّمْس امام الصرغتمشية والقطب عبد اللَّطِيف حفيد الْحَافِظ الْحلَبِي وَأَخُوهُ عبد الْكَرِيم والْعَلَاء بن السَّبع والشهاب الْجَوْهَرِي والتاج الخطيري وَالشَّمْس الْكفْر بطناوي وَالشَّمْس الاذرعي والتاج الصردي وَابْن المنفر والنجم البالسي والبدر النسابة وَابْن الميلق والبرشنسي والجلال نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والتقي الدجوي وَالْفَخْر القاياتي والنور الهوريني وَابْن أبي الْمجد وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والشهاب بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن رَاشد الْقطَّان وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمزي وَابْن قوام والبالسي وَمن المغاربة ابْن عَرَفَة وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلاوي الماغوسي وَابْن خلدون وَأَبُو الْقسم الْبُرْزُليّ وَأَبُو عَمْرو القيرواني وَخلق كالمجد اللّغَوِيّ، وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وتلا لأبي عَمْرو وَابْن كثير وَعَاصِم على الشَّمْس النشوي وَبحث الشاطبية على الشَّمْس الشطنوفي وَأخذ علم التَّفْسِير عَن الشَّمْس بن الديري وَولده السعد والجلال البُلْقِينِيّ وَغَيرهم وَالْفِقْه عَن البرهانين الابناسي والبيجوري وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح الْبَهْجَة وتحرير الفتاوي وابتهج مؤلفهما بذلك وَكَانَ الْبُرْهَان يَقُول هُوَ شَارِح عَظِيم وَرُبمَا نبه على مَا حصل السَّهْو فِيهِ ومصنفهما الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأكْثر عَنهُ والشمسين الْبرمَاوِيّ وَمِمَّا)

حَضَره عِنْده تَقْسِيم الْمِنْهَاج والشطنوفي والنحو عَن الشموس البوصيري والبرماوي والشطنوفي والعجيمي الْحَنْبَلِيّ والبدر الدماميني وَالْأُصُول عَن الشَّمْس

ص: 151

الْبرمَاوِيّ والعز بن جمَاعَة ولازمه فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ المعقولات وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الدِّرَايَة أَيْضا الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والصدر الابشيطي والزين الفارسكوري وَالشَّمْس الغراقي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَطَائِفَة وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض، ولازم شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا حَتَّى حمل عَنهُ شرح البُخَارِيّ وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَذَا كتب عَنهُ غير ذَلِك وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وَمِمَّنْ عينهم للمؤيدية وانتقل حِينَئِذٍ من سكنه بالظاهرية الْقَدِيمَة فسكنها وَكَانَت أغلب إِقَامَته بخلوة لَهُ فِيهَا، وَفضل وَتقدم وَدخل دمياط والمحلة، وَحج وَولي تدريس التَّفْسِير بالحسنية برغبة شَيخنَا لَهُ عَنهُ والْحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم وَالْفِقْه بالقراسنقرية عوضا عَن النَّوَوِيّ على حفيد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَحَضَرت دروسه بِجَامِع الْحَاكِم وقصده الطّلبَة للاشتغال وَصَارَ أحد الْأَعْيَان، وَكَانَ إنْسَانا عَالما صَالحا خيرا ثِقَة متقنا بارعا فِي فنون مَعَ توقف فهمه مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة مشاركا فِي كثير من الْفَضَائِل خَبِيرا بالكتب كثير التَّرَدُّد لسوقها وَرُبمَا كَانَ يتجر فِيهَا مَعَ التَّوَاضُع والانجماع عَن النَّاس وَالْمَشْي على طَريقَة السّلف وَالْمُبَالغَة فِي التَّحَرِّي بِحَيْثُ أفْضى إِلَى نوع من الوسواس خُصُوصا فِي النِّيَّة، مَاتَ بعد أَن تعلل بالربو وضيق النَّفس مُدَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد صَالح وَلما بلغته وَفَاة شَيخنَا ابْن خضر وَكَانَ هُوَ والمحلي من أخصائه قَالَ لمن أخبرهُ بهَا قتلتني، وَرَأى بَعضهم شَيخنَا الْمشَار إِلَيْهِ فِي الْمَنَام وَهُوَ وَاقِف وَسُئِلَ فَقَالَ أنْتَظر جَنَازَة السندبيسي رحمهمَا الله وإيانا.

392 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الشّرف الوَاسِطِيّ ثمَّ السكندري ثمَّ الْعَدنِي /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ أَبوهُ من الْمُحدثين وَنَشَأ هُوَ تَاجِرًا فَدخل الْيمن فاستوطنها ولقيته بهَا مرَارًا وَكَانَ حسن المفاكهة والنادرة أنشدنا كثيرا لغيره، وَبَلغنِي أَنه مَاتَ سنة سبع.

393 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مخلوف الثعالبي الجزائري المغربي الْمَالِكِي /. مِمَّن أَخذ عَن أبي الْقسم العبدوسي وحفيد ابْن مَرْزُوق والبرزلي والغبريني، وَحج وَأخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مصنفا اختصر تَفْسِير ابْن عَطِيَّة فِي جزءين وَشرح ابْن الْحَاجِب الفرعي فِي جزءين وَعمل فِي الْوَعْظ وَالرَّقَائِق وَغير ذَلِك وَمَات فِي سنة سِتّ وَسبعين أَو فِي أَوَاخِر الَّتِي قبلهَا عَن نَحْو تسعين سنة رحمه الله. أَفَادَهُ لي بعض الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا المغاربة.

394 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُوسَى المنوفي ثمَّ القاهري / الكحال على بَاب

ص: 152

جَامع قوصون.

كَانَ بارعا فِي الْكحل ازدحك عَلَيْهِ الْعَامَّة فِيهِ وراج أمره فِي ذَلِك جدا بل تلمذ لَهُ جمَاعَة، وَشَيْخه فِيهِ علما وَعَملا السَّيِّد جلال الدّين مُحَمَّد بن النُّور على بن مُحَمَّد التبريزي وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد الْقرشِي عرف بتلميذ ابْن قرصة، وَبَلغنِي أَنه جرد من تَجْرِيد كشف الرين فِي الْكحل شَيْئا. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن تكسح ورعت السَّوْدَاء بِبدنِهِ وَلم يكمل السِّتين عَفا الله عَنهُ.

395 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْمَعَالِي يحيى الشَّيْبَانِيّ وَالِد عبد الْقَادِر / الْآتِي وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زبرق

396 -

. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الزين أَبُو الْفرج بن الشَّمْس ابْن الْجمال الكلسي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنَفِيّ سبط الْفَخر الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة بحلب ولقيني بِمَكَّة فَذكر لي أَن وَالِده كَانَ مدرسا عَالما مُفِيدا وَأَن جده كَانَ مقرئا وَأَنه هُوَ اشْتغل على زوجه أمه، وَكَذَا اشْتغل بِمَكَّة حِين مجاورته فِي النَّحْو وَالصرْف على بعض الشيرازيين، ولازمني حَتَّى حمل عني الْكثير وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لَهَا فِي الْكَبِير

397 -

. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عمر بن أبي بكر وجيه الدّين الْعلوِي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الله / الْآتِي من بَيت وجيه. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ذكره الخزرجي فِي تَارِيخه فَقَالَ مَا ملخصه: كَانَ فَقِيها لبيبا نبيها أريبا جوادا سخيا هماما أَبَيَا ممدحا ذَا نظر كثير فِي الْعَوام ومشاركة فِي المنثور والمنظوم ترقى فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة والمباشرات السّنيَّة، وَعمل الحساد عَلَيْهِ حَتَّى اعتقل فِي حبس عدن مُدَّة ثمَّ أطلق وازدادت جلالته مَعَ تحريه فِي مأكله وملبسه وصدقته بِحَيْثُ لَا يتَعَدَّى ذَلِك غلَّة أَرض لَهُ يملكهَا، وَهُوَ صَاحب البديعية الَّتِي أودعها سَائِر الْفُنُون من التَّجْنِيس والترصيع والترشيح والتوشيح والتصدير والتسهيم وَالتَّفْسِير والتتميم، وَشَرحهَا شرحا وافيا، وابتنى بزبيد مدرسة فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تحرى فِيهَا وَجعل فِيهَا درسا للحنفية وَآخر للشَّافِعِيَّة، وَلم يؤرخ وَفَاته. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: الْفَاضِل لَقيته بزبيد وَسمعت من فَوَائده وناولني)

بديعيته الَّتِي عَارض بهَا الْحلِيّ وَكتب لي على استدعائه:

(أجزت لسَيِّد الاخوان طرا

شهَاب الدّين ذِي الْفضل الرفيع)

ص: 153

فِي أَبْيَات. قلت قد قرأتها بِخَطِّهِ على الاستدعاء الْمشَار إِلَيْهِ وَهِي:

(راوية مَا لنا فِيهِ سَماع

من الْأَصْلَيْنِ أَيْضا وَالْفُرُوع)

(وجوهرنا الرفيع وَمَا حواه

من الْعلم الملقب بالبديع)

(وَمن سمى من السادات أَيْضا

مجَازًا مثل مَا هُوَ فِي الْجَمِيع)

(فأسأل من إِلَه الْعَرْش عفوا

يعم الْكل فِي يَوْم الرُّجُوع)

(ونفعا للْجَمِيع بِمَا ذكرنَا

وحفظا من لَدَى الرب السَّمِيع)

(وحمدي الله مبتدئي وختمي

وَأثْنى بِالصَّلَاةِ على الشفعي)

وَكتب شَيخنَا تلو خطه: إِنَّه من أَعْيَان أهل زبيد وَكَانَت لَهُ وجاهة ورياسة وَهُوَ شَاعِر لَيْسَ لَهُ سَماع وَلَا رِوَايَة وَلَا دراية وَقد اجْتمعت بِهِ فرأيته عريض الدعاوي كثير الشقاشق قَلِيل الْعلم إِلَى الْغَايَة لكنه ينظم وَهَذَا عنوانه وَأَشَارَ بقوله وجوهرنا الرفيع إِلَى البديعية يَعْنِي الْمشَار إِلَيْهَا قَالَ وَقد علقتها فِي بعض المجاميع هَذَا بعد أَن صدر الاستدعاء بقوله المسؤل من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الْعَلامَة سيد الْقُضَاة المعتمدين خَاص خَواص السلاطين لِسَان البلاغة ومعدن الفصاحة أوحد الاعلام جمال الاسلام شرف الْعلمَاء العاملين مَاتَ فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث

398 -

. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْفضل بن الْمُحب بن الشّرف البكتمري الأَصْل القاهري شَقِيق أَحْمد وَيحيى / الْمَذْكُورين ووالدهم وَعَمه السَّيْف الْحَنَفِيّ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحضر عِنْدِي فِي دروس الصرغتمشية بل عرض على الْكَنْز فِي سنة تسعين.

399 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الزين بن الْعَلامَة سعد الدّين الْقزْوِينِي الجزيري نِسْبَة لجزيرة ابْن عمر الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي ابْن أُخْت نظام الدّين الشَّافِعِي / عَالم بَغْدَاد وَيعرف بالحلالي بِمُهْملَة ثمَّ لَام ثَقيلَة وبابن الْحَلَال لحل أَبِيه المشكلات الَّتِي اقترحها الْعَضُد عَلَيْهِ. ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وتفقه بخاله قَاضِي بَغْدَاد النظام مَحْمُود السديدائي، ودرس بالجزيرة وبرع فِي الْفِقْه والقراءات وَالتَّفْسِير وَحج وَقدم حلب لطلب زِيَارَة الْقُدس فزار ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب وَهُوَ فِي سنّ الكهولة وَظَهَرت فضائله، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأخذُوا عَنهُ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فَلم يلبث أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ظنا.

قَالَه الْعَلَاء بن خطيب الناصرية دون تفقه بخاله واقتراح الْعَضُد فَعَن غَيره قَالَ وَاجْتمعت بِهِ فرأيته عَالما بالفقه والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَله صيت كَبِير

ص: 154

فِي بِلَاده وَكَانَ عالمها، وَكتب بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ أَنه يروي البُخَارِيّ عَن قَاضِي الْمَدِينَة وَلم يسمه عَن الحجار وَالظَّاهِر أَنه الزين المراغي وَأَنه يروي أَيْضا عَن الْمُحدث الشَّمْس مُحَمَّد الفنكي الشِّيرَازِيّ بروايته لَهُ عَن الْعِمَاد بن كثير بِسَمَاعِهِ لَهُ على الحجار، وَمِمَّنْ أَخذ عَن الْحَلَال هَذَا الشهَاب الكوراني نزيل الرّوم وَقَالَ إِنَّه كَانَ إِمَامًا عَلامَة مفننا مفتيا، وَكَذَا كتب عَنهُ الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي الْمَكِّيّ حِين مجاورته بهَا مَا أودعته فِي الغرف وَفِي التَّارِيخ الْكَبِير وترجمه بَعضهم بِأَنَّهُ قَرَأَ واشتغل وجد واجتهد حَتَّى صَار أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا فِي المعقولات وَحل المشكلات واقرائها وَأَنه قدم بَيت الْمُقَدّس فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وصحبته الشهَاب الكوراني تِلْمِيذه فَحل لَهُ قِطْعَة من الْكَشَّاف بالجامع الْأَقْصَى وتلا عَلَيْهِ الشَّيْخ قَاسم الحيراني المقرىء للسبع فَقضى النَّاس لَهُ بالتفرد فِي الْعُلُوم وَفِي الْجمع وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْقرَاءَات أَبُو اللطف الحصكفي الْمَقْدِسِي والسيفي أَبُو الصَّفَا بن أبي الوفا فِيمَا قَالَه وَقَالَ انه قَرَأَ على فَاطِمَة ابْنة عبد الله الوَاسِطِيّ فَالله أعلم. وانتفع بِهِ غير وَاحِد، وَكَانَ الحوراني يرجحه على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَيَقُول إِن الْعَلَاء كالتلميذ لَهُ وَقد اجْتمعَا بِبَيْت الْمُقَدّس فِي جَنَازَة الياس فشوهد مصداقه وقصده أَبُو الْقسم النويري بأسئلة فِي عُلُوم شَتَّى فَقَالَ لَهُ الكوراني أَنا من أَصْغَر تلامذته وَأَنا أجيبك عَنْهَا ثمَّ فعل، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فريدا فِي مَعْنَاهُ وَرجع إِلَى بِلَاده فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَلم تشب لَهُ شَعْرَة وَكَذَا أَخذ عَنهُ نَاصِر الدّين عمر المارينوسي حَتَّى ارْتقى وفارقه لبلاد الرّوم فَلم يلبث أَن مَاتَ صَاحب التَّرْجَمَة وجهز لَهُ صَاحب الجزيرة رَسُولا يَسْتَدْعِي مِنْهُ الرُّجُوع ليستقر بِهِ فِي التدريس عوضه فَأجَاب، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صنف فِي القراآت وَشرح الطوالع، وَمَات بِجَزِيرَة ابْن عمر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قَالَ وَقد أثنى عَلَيْهِ الْجمال المرشدي والكوراني وَوَصفه بِعلم جم وسيرة جميلَة وَأَنه عَنهُ أَخذ وَبِه تخرج وتفقه رحمه الله.

400 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وجيه الدّين الْحَضْرَمِيّ الزبيرِي سبط أَحْمد بن أبي الْخَيْر الشماخي. / سمع من خَاله عِيسَى وَعلي بن شَدَّاد وَأَجَازَ لَهُ خالاه أَيْضا عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم، وَكَانَ يحفظ كثيرا من أَحَادِيث الاحكام ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة وأشعار. مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة سبع عشرَة وَله ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة. وَقد تقدم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر وجيه الدّين الزبيدِيّ فَلَا يظنّ أَنه هَذَا

ص: 155

401 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البجواني / قَاضِي أَب. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين.

402 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحريري الصُّوفِي / الْمُؤَذّن بالجامع الْمصْرِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ من لطفاء المصريين حسن النادرة كثير النّظم المغسول سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه ومدحني بِأَبْيَات. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان

403 -

. عبد الرَّحْمَن ابْن شَيخنَا الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ الأَصْل القاهري أَخُو عبد الرَّحِيم / الْآتِي ويلقب قُرَّة الْعين. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مطعونا. أرخه أَبوهُ.

404 -

عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن عُثْمَان الزين الْقرشِي البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه تعانى الْكِتَابَة وَدخل ديوَان التوقيع بِدِمَشْق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة اللنك فالتجأ إِلَى فتح الله كَاتب السِّرّ فراج عَلَيْهِ ونفق سوقه لَدَيْهِ حَتَّى عول عَلَيْهِ فِي أَمر الدِّيوَان وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهِ لحسن تأنيه وأخلاقه ومعرفته وَحسن خطه ونفاذ رَأْيه وَجَمِيل معاشرته. مَاتَ فِي سنة تسع مطعونا فِي لِسَانه وَكَانَ فتح الله يتعجب من ذَلِك لكَونه لم يكن فِيهِ أعظم من نطقه فَابْتلى فِيهِ وَلم يكمل الْخمسين. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَعين شهر وَفَاته بِذِي الْحجَّة.

405 -

عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن عَليّ البعلي / خطيبها. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة.

عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن مُوسَى المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس ويدعى بخليفة / وَهُوَ بِهِ أشره. مضى فِي خَليفَة.

406 -

عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وجيه الدّين أَبُو الْقسم وَأَبُو زيد بن نَاصِر الدّين أبي عَليّ الفكيري بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْكَاف نِسْبَة لقبيلة بالمغرب التّونسِيّ الأَصْل السكندري الْمَالِكِي المقرىء وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وخطيب جَامع اسكندرية الغربي وإمامه، / تَرْجَمته فِي ذيل الْقُرَّاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ السراج عمر البلسقوني للسبع وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن يفتح الله فِي آخَرين مِنْهُم ابناه، وَكَانَ مقرئا فَقِيها فَاضلا بل قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْهمام مزاحما لهَذَا الْقرن تجويدا وأوردته هُنَا لظن تَأَخره إِلَى أَوله.) :::

407 -

عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الزين بن الشّرف بن الْبُرْهَان أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان. كَانَ عَاقِلا يتكأ فِي بعض جِهَات المكيين. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

408 -

عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشّرف

ص: 156

البهوتي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد السَّلَام الْآتِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه مُوسَى. / ولد قبل سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا واشتغل يَسِيرا وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ بل قَرَأَهُ بِتَمَامِهِ على الشَّمْس العرياني وَحدث بِهِ قَدِيما قَرَأَ عَلَيْهِ فِيهِ الْعلم سُلَيْمَان نزيل دمياط وَكَانَ يدلسه فَيَقُول أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ خيرا نيرا متوددا سليم الصَّدْر متقللا لَا يبْقى على شَيْء مَعَ أنس بِالْعَرَبِيَّةِ واستحضار لأحاديث الصَّحِيح لمداومة قِرَاءَته لَهُ بالجامع البدري فِي دمياط وَقد لازمني وَكتب عني كثيرا فِي الأمالي وَمن تصانيفي وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على أَشْيَاء وتكرر مدحه لي وَكَذَا أَكثر من مدح جمَاعَة من الْأَعْيَان قصدا لبرهم وَلَيْسَ نظمه بالطائل. مَاتَ فِي لَيْلَة النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالصحراء تَحت شباك الأشرفية برسباي تقدم الْجَمَاعَة المحيوي الكافياجي لاختصاصه بِهِ ثمَّ دفن عِنْد وَالِده بتربة الشَّيْخ سليم رحمهم الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.

409 -

عبد الرَّحْمَن بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر نور الدّين بن الْجلَال التسترِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة وأخو الْمُحب أَحْمد / الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن نصر الله. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وأخيه وَغَيرهمَا، وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وَهُوَ أَصْغَر بنيه وَسمع بهَا على الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن النَّسَائِيّ وعَلى ابْن حَاتِم الشفا وعَلى التنوخي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْمُحب وَجَمَاعَة فِي استدعاء بِخَط أَخِيه، وتكسب أَولا بالحرير وَنَحْوه فِي حَانُوت على بَاب الْقصر ثمَّ بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ترقى حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن المغلي ثمَّ أَخِيه بل ولي قَضَاء صفد اسْتِقْلَالا فَأَقَامَ بهَا سبع سِنِين ثمَّ عزل وَاسْتمرّ على النِّيَابَة عَن أَخِيه بعد أَن حج وجاور حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَقد أثكل ثَلَاثَة عشر ولدا وَلم يخلف أحدا، وَكَانَت جنَازَته حافلة وَيُقَال إِنَّه لم يكن مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ لكنه كَانَ فهما ظريفا حسن الْمَوَدَّة كثير البشاشة يستحضر الْكثير من الْفِقْه وَهُوَ مِمَّن أوردهُ شَيخنَا فِي تَارِيخه عَفا الله عَنهُ.

410 -

عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الملحاني الْيَمَانِيّ. جاور بِمَكَّة / وَكَانَ بَصيرًا بالقراءات سريع الْقِرَاءَة قَرَأَ فِي الشتَاء فِي يَوْم ثَلَاث ختمات وَثلث ختمة، وَكَانَ دينا عابدا مشاركا فِي عدَّة عُلُوم. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَمن شُيُوخه فِي الْقرَاءَات مُحَمَّد بن يحيى الشارفي الْهَمدَانِي أَخذ عَنهُ

ص: 157

السَّبع شَيخنَا الشهَاب الشوايطي بل شَاركهُ فِي الْأَخْذ عَن الشارفي.

411 -

عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْقَادِر / الْآتِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحضر عِنْد ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَمَات بهَا وَهُوَ طِفْل فِي مستهل ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين.

412 -

عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد الْخَطِيب تَقِيّ الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الشّرف العساسي بمهملات ثانيتها مُشَدّدَة الْمَنَاوِيّ السمنودي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَابْنه مُحَمَّد وَيعرف بالخطيب العساسي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية عساس وتحول مِنْهَا وَهُوَ مرضع مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى سمنود فقطتها وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والملحة والرحبية للموفق مُحَمَّد بن الْحسن وَالْمِيزَان الوفي فِي معرفَة اللّحن الْخَفي والمثلث فِي اللُّغَة كِلَاهُمَا للعز الدريني وعرضهما على ابْن الْجَزرِي والبرماوي والزين القمني وأجازوا لَهُ بل سمع على أَوَّلهمْ المسلسل وَغَيره، ولقيته قَدِيما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بسمنود ثمَّ بمنية عساس وقرأت عَلَيْهِ بجامعها المسلسل، وَهُوَ إِنْسَان خير مديم التِّلَاوَة رَاغِب فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر واشتغال يسير وَفهم وَصفا زَائِد، خطب بِبَلَدِهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل رُبمَا بَاشر قضاءها وقتا وَلكنه أعرض عَنهُ، وَحج وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وخطب فِي جَامعهَا الْأَزْهَر أَحْيَانًا وَحضر عِنْدِي فِي مجَالِس الاملاء وَغَيرهَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر صفر سنة خمس وَتِسْعين بمنية عساس وَدفن بهَا بعد أَن عجز وكف وَنعم الرجل رحمه الله وإيانا.

413 -

عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى عضد الدّين بن نظام الدّين بن سيف الدّين وَقد يختصر فَيُقَال سيف الصيرامي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي ثامن شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنار)

وَالتَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وجود الْقُرْآن عِنْد ابْن عَمه عِيسَى بن الشَّيْخ مَحْمُود وَنَشَأ لم تعلم لَهُ صبوة وَلم يبر عَن مُلَازمَة وَالِده فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَغَيرهَا حَتَّى برع فِي فنون وَسمع على الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْعَيْنِيّ، وَاسْتقر فِي مشيخة البرقوقية بعد وَالِده وتصدر للاقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كَابْن أَسد ولازمه كثيرا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَكثير من العقليات والشهاب بن صلح والبقاعي بل حضر عِنْده التقي الشمني فِيمَا قيل وَرُبمَا قصد بالفتاوي، وَصَارَ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة مِمَّن ذكر للْقَضَاء وَسمعت أَنه كتب حَاشِيَة

ص: 158

على الْبَيْضَاوِيّ فَأَما أَن تكون لِأَبِيهِ وبيضها وَهُوَ الظَّاهِر أَوله فَإِنَّهُ كَانَ عَالما لَكِن غير متكثر، وَقد حج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس وأثكل عدَّة أَوْلَاد فَصَبر وَلزِمَ الانجماع بمنزله خُصُوصا عَن بني الدُّنْيَا وَنَحْوهم اجْتمعت بِهِ كثيرا وَكنت أرى أَنه مزِيد التودد والاجلال غيبَة وحضورا، وَنعم الرجل خيرا وتواضعا وتوددا وسلامة فطْرَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ربيع الثَّانِي سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة بعد أَن صلى الْجُمُعَة ثمَّ رَجَعَ فَأكل سمكًا فاشتبكت مِنْهُ شَوْكَة بحلقه فَقضى فِي الْحَال وَذَلِكَ ببركة الرطلي فَحمل إِلَى البرقوقية فَغسل من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي محفل جليل وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس عَلَيْهِ رحمه الله وإيانا.

414 -

عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الجاناتي بِالْجِيم وَالنُّون والفوقانية الْمَكِّيّ الْمَالِكِي سبط الْعَفِيف اليافعي وأخو مُحَمَّد / الْآتِي. سمع من أبي حَامِد المطري وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَابْن الْجَزرِي والزين المراغي وَمن مسموعه عَلَيْهِ كتاب الْأَرْبَعين الَّتِي خرجها لَهُ شَيخنَا، وقاسم التنملي وَمن مسموعه عَلَيْهِ مشيخته تَخْرِيج الاقفهسي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ والجوهري والشرف ابْن الكويك وَخلق أَكثر من مائَة وَعشْرين نفسا، أجَاز لي وَكَانَ لَا يخبر أحدا بمولده فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ صاحبنا ابْن فَهد قَالَ وَمَا علمت لَهُ اشتغالا، وَقَالَ لي غَيره إِنَّه كَانَ بارعا فِي التَّفْصِيل وَيعرف كم يَجِيء الرطل اللَّحْم كبة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.

415 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فرارة بن بدر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزين أَبُو هُرَيْرَة الكفري الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ /. ولد فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وأحضر على ابْن الخباز وَغَيره وَسمع على بشر بن إِبْرَاهِيم ابْن مَحْمُود البعلي وَمِمَّا سَمعه)

عَلَيْهِ جُزْء إِسْحَاق رِوَايَة الماسرجسي وَمِمَّا أحضرهُ على ابْن الخباز جُزْء المؤمل وقرأه عَلَيْهِ شَيخنَا وتفقه بعلماء عصره حَتَّى برع فِي الْفِقْه والاصلين والعربية وشارك فِي فنون وَأفْتى ودرس وَحدث، وَقدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى فولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق كأخيه عبد الله وأبيهما وجدهما وَتوجه إِلَيْهَا فباشره قَالَ شَيخنَا وَلم تحمد سيرته وَكَانَ يحب الْكتب وَصَارَت لَهُ بهَا مهارة. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة تسع. هَكَذَا قَالَ فِي الْقسم الثَّانِي من مُعْجَمه وَأما فِي الْقسم الأول فَقَالَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَفِي سنة تسع ذكره

ص: 159

فِي أنبائه وَجزم بِأَنَّهُ ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَنه حضر على ابْن الخباز فِي الثَّالِثَة سنة أَربع وَخمسين وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة قَالَ وَولي الْقَضَاء غير مرّة بعد الْفِتْنَة وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة، وَكَانَ يتجر بالكتب وَيعرف أسماءها مَعَ وفور جهل بالفقه. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع قَالَ وَقد ولي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ الْقَضَاء وَأَعَادَهُ وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ تَابع لشَيْخِنَا.

416 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قريج بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْجِيم مصغر، وبابن الطَّحَّان / وَهُوَ أَكثر. ولد فِي منتصف الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وأسمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند أَحْمد بِتَمَامِهِ فِيمَا كَانَ يذكر وَالَّذِي وجد لَهُ فِي الطَّبَقَة مُسْند ابْن عمر وَابْن مَسْعُود وَابْن عَمْرو وَكَذَا سمع عَلَيْهِ مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس وعَلى زَيْنَب ابْنة قَاسم بن عبد الحميد العجمي منتقي فِيهِ ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا من مشيخة الْفَخر وجزءا فِيهِ خَمْسَة عشرَة حَدِيثا مخرجة فِيهَا من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكِلَاهُمَا انتقاء البرزالي وعَلى الْمُحب الصَّامِت الْكثير بل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ وَكَذَا سمع من إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عمر والشهاب بن الْعِزّ ورسلان الذَّهَبِيّ وَأبي الهول الْجَزرِي وَطَائِفَة، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني وعَلى الْبَدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن قواليح صَحِيح مُسلم وَلَكِن لم نظفر بذلك كَمَا قَالَه صاحبنا ابْن فَهد، وَحدث بِبَلَدِهِ واستقدم الْقَاهِرَة فَأَسْمع بهَا وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا بعد أَن تمرض أَيَّامًا يسيرَة بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بقلعة الْجَبَل وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب المدرج فِي مشْهد حافل فِيهِ ابْن السُّلْطَان وأركان الدولة وَخلق من الْعلمَاء والاخيار تقدمهم شَيخنَا وَدفن بتربة طقتمش، وَكَانَ شَيخا لطيفا يستحضر أَشْيَاء كَثِيرَة وَوَصفه بَعضهم بالامام الْعَالم الصَّالح.

417 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن الْحُسَيْن الزين الْكرْدِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ / الْآتِي أَبوهُ. حفظ التَّنْبِيه فِي صباه وَقَرَأَ على الشّرف بن الشريشي ثمَّ تعانى المواعيد فنفق سوقه فِيهَا وراج عِنْد الْعَامَّة ودام على ذَلِك أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَصَارَ على ذهنه من التَّفْسِير والْحَدِيث وَأَسْمَاء الرِّجَال شَيْء كثير مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة التِّلَاوَة إِلَّا أَنه كَانَ يعاب بقلة البضاعة فِي الْفِقْه وَكَونه مَعَ ذَلِك لَا يسْأَل عَن شَيْء

ص: 160

إِلَّا بَادر بِالْجَوَابِ وَلم يزل بَينه وَبَين الْفُقَهَاء منافرة، وَيُقَال انه يرى بِحل الْمُتْعَة على طَريقَة ابْن الْقيم وَذَوِيهِ، وَحفظ تَرْجِيح كَون المولد النَّبَوِيّ كَانَ فِي رَمَضَان لقَوْل ابْن إِسْحَاق أَنه نبىء على رَأس الْأَرْبَعين فحالف الْجُمْهُور فِي تَرْجِيح ذَلِك وَله أَشْيَاء كَثِيرَة من التنطعات، وَكَانَ قد ولي قَضَاء بعلبك ثمَّ طرابلس ثمَّ ترك وَاقْتصر على عمل المواعيد بِدِمَشْق، وَقدم مصر وَجَرت لَهُ محنة مَعَ الْجلَال البُلْقِينِيّ ثمَّ رَضِي عَنهُ وَألبسهُ ثوبا من ملابيسه وَاعْتذر لَهُ فَرجع إِلَى بِلَاده وَمَات بهَا مطعونا فِي ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي وَالِده.

418 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الله العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الْمدرسَة المزهرية من الْقَاهِرَة وَيعرف بالشامي /. ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والدرة المضية فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث المرضية لِابْنِ الْجَزرِي مَعَ مقدمته فِي التجويد والتنبيه وَربع الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وتلا بالعشر افرادا وجمعا على عمر الطَّيِّبِيّ وبالقاهرة على جَعْفَر السنهوري وَلكنه لم يكمل عَلَيْهِ وَعَن أَولهمَا أَخذ فِي النَّحْو واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق وَغَيرهمَا، وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ رَجَعَ بعد زيارته الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وأقرأ مَعَ اشْتِغَال الطّلبَة بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ نور الدّين الطرابلسي الْحَنَفِيّ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَقَرَأَ على قِطْعَة كَبِيرَة من البُخَارِيّ قِرَاءَة تدبر وَتَأمل وَكَذَا قَرَأَ على الديمي وَنعم الرجل فضلا وسكونا وتقنعا.

419 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الزين القاهري الْمكتب وَيعرف بِابْن الصَّائِغ / وَهِي حِرْفَة أَبِيه، وسمى شَيخنَا فِي تَارِيخه وَالِده عليا وَهُوَ سَهْو. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَتعلم الْخط الْمَنْسُوب من النُّور الوسيمي تلميذ غَازِي ولازمه فِي اتقان قلم النّسخ حَتَّى فاق)

فِيهِ عَلَيْهِ حَسْبَمَا صرح بِهِ كَثِيرُونَ وَأحب طَريقَة ابْن الْعَفِيف فسلكها واستفاد فِيهَا من أبي عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الزفتاوي ثمَّ الْمصْرِيّ شيخ شَيخنَا وَصَارَت للزين طَريقَة منتزعة من طريقتي ابْن الْعَفِيف وغازي كَمَا رسم لغازي شيخ شَيْخه فَإِنَّهُ كَانَ كتب أَولا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رقيبة شيخ الزفتاوي الْمَذْكُور وتلميذ الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعَفِيف الَّذِي أَخذ عَن أَبِيه عَن الْوَلِيّ العجمي عَن شهدة الكاتبة عَن ابْن أَسد عَن عَليّ بن البواب وَابْن السمسماني عَن مشايخها عَن أبي عَليّ بن مقلة ثمَّ تحول غَازِي عَن طَريقَة ابْن الْعَفِيف شيخ شَيْخه إِلَى طَريقَة وَلَدهَا بَينهمَا ويبن طَريقَة

ص: 161

الْوَلِيّ العجمي ففاق أهل زَمَانه فِي حسن الْخط ونبغ فِي عصره الزفتاوي أَيْضا لَكِن لسكناه بالفسطاط لم يرج أمره وتصدى الزين الْمَذْكُور للتكتيب فَانْتَفع بِهِ النَّاس طبقَة بعد أُخْرَى وَنسخ عدَّة مصاحف وَغَيرهَا من الْكتب والقصائد، وَصَارَ شيخ الْكتاب فِي وقته بِدُونِ مدافع وَقرر مكتبا فِي عدَّة مدارس، وَشهد لَهُ شَيخنَا مَعَ كَونه الْغَايَة فِي اتقان الْفَنّ بمهارته وبراعته وَأثْنى عَلَيْهِ فِي تَارِيخه، وَكنت مِمَّن أدْركهُ بآخر رَمق وكتبت عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا كتب عَلَيْهِ من قبل الْوَالِد وَالْعم، وَكَانَ شَيخا ظريفا ذكيا فهما يستحضر شعرًا كثيرا ونكتا ونوادر صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء، وَحل لَهُ فِي آخر عمره انجماع بِسَبَب ضعف فَانْقَطع حَتَّى مَاتَ فِي رَابِع عشر شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربة جوشن وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ بِيَقِين وَإِن كَانَ شَيخنَا قَالَ انه فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ قد سمع بِقِرَاءَة شَيخنَا على الْجمال الحلاوي الثَّالِث من أمالي ابْن الْحصين فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمنزل يلبغا السالمي بقصر بشتاك وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي الطَّبَقَة فَقَالَ والمجود عبد الرَّحْمَن ابْن يُوسُف الصَّائِغ الْمكتب وَلَكِن لم يعلم بذلك الطّلبَة من أَصْحَابنَا وَغَيرهم، ورأيته فِيمَن قرض السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض فَقَالَ بعد أَن قيل لَهُ:

(أيا شيخ كتاب الزَّمَان وزينها

وَيَا من يزِيد الطرس نورا إِذا كتب)

(لَعَلَّك على تثنى على شيخ ملكتا

وَشَيخ مُلُوك الأَرْض فِي الْعلم وَالْأَدب)

كَمَا قرأته بِخَطِّهِ الْحَمد لله ولي كل نعْمَة حققت نسخ رقاع وقفت على ريحانها كتاب الطومار وَأَقْسَمت بالمصاحف انها مَا لحقت لَهَا غُبَار ولمحت هَذِه السِّيرَة المؤيدية وانتشقت نَفِيس نفائس الأنفاس الناهضية ووقفت على قَوَاعِد الْأَدَب والخط فَرَأَيْت مَا لَا رَأَيْته قطّ وتنزهت فِي أزهار رياضه الرياض وتحدقت فِي حدائق فاقت محَاسِن الأحداق بِالسَّوَادِ فِي الْبيَاض فهمت طَربا بِمَا)

سمعته من بديع الألحان ورقصت عجبا بِمَا شاهدته من رشاقة الأغصان وتأدبت مُوَافقَة لاهل الْآدَاب وكتبت مُتَابعَة للسادة الْكتاب فَالله تَعَالَى يمتع صَاحبهَا بالنصر والتأييد ويرزق مؤلفها من فَضله ويعينه على مَا يُرِيد بمنه وَكَرمه.

420 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الدمياطي / خَادِم الْفُقَرَاء بهَا. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

عبد الرَّحْمَن بن زين الدّين بن سعد الدّين الْحَلَال. / فِي ابْن فَهد.

421 -

عبد الرَّحْمَن بن فَخر الدّين بن تَقِيّ الدّين الحسني أَخُو نقيب الاشراف / وَابْن نقيبهم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا.

422 -

عبد الرَّحْمَن بن البواب الْعَطَّار / بِبَاب السَّلَام. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سِتِّينَ.

ص: 162

عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر /. فِي وَلَده إِسْمَاعِيل.

عبد الرَّحْمَن وجيه الدّين ابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف.

عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بِابْن غَانِم / وَالِي مَكَّة. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن غَانِم.

عبد الرَّحْمَن بن الكركي. / فِي ابْن عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد.

423 -

عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو الْفرج الازراري الصُّوفِي السهروردي القادري الشَّافِعِي. / عبد صَالح أَخذ عَن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَمُحَمّد الْعَطَّار وَغَيره من أَصْحَاب الْجمال يُوسُف العجمي رَأَيْته كثيرا وَصَحبه فقيهي وَزوج عَمَّتي الْفَقِيه حُسَيْن وتدرب بِهِ فِي عقد الازرار فَإِنَّهُ كَانَ يتكسب بعقدها بحانوت عِنْد بَاب جَامع الْحَاكِم وَبِه مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين رحمه الله.

424 -

عبد الرَّحْمَن الْأمين الْمصْرِيّ / أحد قراء الجوق وَمِمَّنْ لَهُ نوبَة فِي القلعة. أَخذهَا شُعَيْب بن السواق. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 425 عبد الرَّحْمَن تَقِيّ الدّين القبابي القاهري الْمَالِكِي ابْن عَم محيي الدّين يحيى الدِّمَشْقِي /.

نَاب فِي الْقَضَاء عَن البساطين ودرس للمالكية بالجمالية برغبة الشَّمْس الْبِسَاطِيّ لَهُ عَنْهَا وَكَذَا كَانَ مَعَه حِصَّة فِي تدريس القمحية بِمصْر. مَاتَ وَاسْتقر فِي الجمالية الْبَدْر بن التنسي وَفِي الْحصَّة الْقَرَافِيّ.

426 -

عبد الرَّحْمَن الزين الدِّمَشْقِي الحريري الشَّافِعِي / أحد المتصوفة الملازمين للتقي بن قَاضِي عجلون كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:)

(ومقاعدي فض لي

أشكاله المتعدده)

(كم ساقني سَاق لَهُ

إِذْ قُمْت أَهْوى مَقْعَده)

427 -

عبد الرَّحْمَن الزين الحضكيفي /. سمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ.

428 -

عبد الرَّحْمَن القَاضِي زين الدّين الزرعي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن رافقه الصّلاح الطرابلسي بعد الْخمسين فِي الْأَخْذ لما قَرَأَهُ من التَّحْقِيق فِي الْأُصُول على القَاضِي سعد الدّين وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَقِيها كثير الاستحضار من كِتَابه الْمجمع حسن الْخط.

429 -

عبد الرَّحْمَن الزين الشربيني الشَّافِعِي نزيل دمياط / أَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاث سِنِين وأقرأ بهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بِالْقَاضِي الْعَالم.

430 -

عبد الرَّحْمَن الزيني الحمزاوي / أحد الطبلخانات بِدِمَشْق. قتل فِي المجردين لسوار سنة ثَلَاث وَسبعين.

عبد الرَّحْمَن أَبُو الْفضل الاسترابادي العجمي. / فِي فضل الله.

عبد الرَّحْمَن البدوي نزيل المزهرية /. مضى فِي ابْن سَلام بن إِسْمَاعِيل.

عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ الْحَلَال /. فِي ابْن مُحَمَّد.

ص: 163

عبد الرَّحْمَن الجزائري المغربي نزيل مَكَّة. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن فَاضل.

431 -

عبد الرَّحْمَن الحبابي الْبَصْرِيّ /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ.

عبد الرَّحْمَن الشَّامي نزيل المزهرية. / فِي ابْن يُوسُف بن عبد الله.

432 -

عبد الرَّحْمَن الطنتدائي وَيعرف بالخليفة / شيخ الطَّائِفَة السطوحية. كَانَ ينزل الْمدرسَة الفارسية من الْقَاهِرَة وَيعْمل بهَا بعد صَلَاة الْجُمُعَة عِنْده السماع فيحضره الْخَلَائق وشفاعاته قل أَن ترد مَعَ تودده. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

433 -

عبد الرَّحْمَن القرموني الفاسي /، كَانَ هُوَ وَأَبوهُ من عُلَمَاء فاس ومدرسيها، مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ. ذكره لي بعض المغاربة.

عبد الرَّحْمَن المارديني، / مضى فِي ابْن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى

434 -

. عبد الرَّحْمَن المهتار / مَاتَ مقتولا بصفد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَكَانَ تَأمر وغزا التّرْك وأفسد فِيمَا هُنَالك بِكَثْرَة الْفِتَن. قَالَه المقريزي.

435 -

عبد الرَّحْمَن / خَادِم رِبَاط بعلجد وَأحد فُقَرَاء عمر العرابي، مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ.) :::

436 -

عبد الرَّحْمَن / شيخ البيمارستان بِمَكَّة، مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخهما ابْن فَهد.

437 -

عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن حجاج بن مُحرز الدّين بن الْبُرْهَان الابناسي القاهري الشَّافِعِي / جارنا وسبط النُّور على بن مِصْبَاح الْآتِي والماضي أَبوهُ، ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَالْبَعْض من غَيرهَا، وَعرض على شَيخنَا وَابْن الديري والبساطي وَابْن الْهمام فِي آخَرين وتدرب فِي ابْتِدَائه فِي الْعَرَبيَّة بخاله الشَّمْس مُحَمَّد وبفقيهه الزين أبي بكر الشنواني الآتيين فَلَمَّا ترعرع أقبل على الِاشْتِغَال فَكَانَ أول من أَخذ عَنهُ الْفِقْه القاياتي والونائي والبرهان بن خضر والمحلي والْعَلَاء القلقشندي وَأكْثر فِيهِ عَن البُلْقِينِيّ والمناوي وَبِهِمَا انْتفع فِيهِ وَأخذ فِي الْأُصُول عَن الشَّمْس الشرواني والونائي وَالثَّلَاثَة بعده وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الأبدي وَالشَّمْس وَكَذَا عَن الونائي والمحلي ومعظم انتفاعه فِي طريقتي ابْن الْحَاجِب وَابْن مَالك فِيهَا مَعَ التصريف والجدل والمعاني وَالْبَيَان والمنطق بالتقي الحصني لَازمه فِيهَا كثيرا بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ من الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَته إِلَى سُورَة يُونُس وَكَذَا أَخذ فِي الْأُصُول والمنطق عَن الشرواني وَفِي الْهَيْئَة والهندسة وَغَيرهمَا عَن الكافياجي

ص: 164

والفرائض والحساب بنوعيه مَعَ الْجَبْر والمقابلة عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَالْعرُوض عَن الأبدي أَو غَيره ولازم القاياتي فِي سَماع مُسلم وَأبي دَاوُد وَغَيرهمَا وَشَيخنَا فَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وَمن ذَلِك فِي شرح النخبة وَكتب عَنهُ فِي الاملاء من سنة سِتّ وَأَرْبَعين بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَذَا قَرَأَ فِي الْمَتْن على ابْن خضر وَسمع بِقِرَاءَتِي على شُيُوخ جُزْء الْأنْصَارِيّ بالصالحية وَختم الشفا وَجَمِيع الشَّمَائِل يَوْم عَرَفَة وبقراءة غَيْرِي مجَالِس من البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا هُوَ مُبين فِي ثبتي، وتلا لِابْنِ كثير مُلَفقًا على النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَابْن أَسد وَسمع عَلَيْهِمَا فِي غَيرهَا من الرِّوَايَات، وَأخذ فِي الْقرَاءَات عَن النُّور بن يفتح الله حِين قدومه الْقَاهِرَة سنة تسع وَخمسين بل قَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ، وَصَحب الزين مَدين ثمَّ ابْن أُخْته بل كَانَ هُوَ القارىء لتائية ابْن الفارض على أبي الصَّفَا بن أبي الوفا، وبسبب ذَلِك كَانَت كائنة انجر فِيهَا الْكَلَام إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه من الاتحادية بَان فِيهَا المزلزل من المكين كَمَا شرحته فِي مَحَله ودأب فِي هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا حَتَّى تقدم وَصَارَ أحد الأماثل وتصدى للاقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء، وَلزِمَ الانجماع بِمَنْزِلَة مَعَ)

التقلل وَالْكَرم والاعراض عَن مزاحمة الْفُقَهَاء حَتَّى أَنه ترك طلبا كَانَ باسمه فِي الاشرفية الْقَدِيمَة وَآخر فِي الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ وَنَحْو ذَلِك وتقنع برزيقات من قبل وَالِده، كل ذَلِك مَعَ صِحَة العقيدة وَلَكِن مَشْيه فِي الْخَوْض فِي تَقْرِير كَلَام هَؤُلَاءِ واخراجه عَن ظَاهره بِبَعِيد التَّأْوِيل إِلَى أَن صَار مرجعا لهَذِهِ الطَّائِفَة ومحط رحال كثير مِنْهُم طرق من لم يخالطه لنسبته لَهُم، وَكنت مِمَّن نصحه مرّة بعد أُخْرَى فَمَا أَفَادَ مَعَ اعترافه لي بِتَحْرِيم توالي ارْتِكَاب الالفاظ الَّتِي ظَاهرهَا مستقبح وَلما حج شَيْخه التقي الحصني فِي سنة سِتّ وَسبعين اسْتَخْلَفَهُ فِي تدريس الشَّافِعِي فِي ذِي الْقعدَة فدرس يَوْمَيْنِ حمد عمله فيهمَا وَتكلم لَهُ بعده فِي تَقْرِيره فِيهِ فَمَا تيَسّر وَكَذَا نَاب فِي التدريس بالحسنية والابناسية وَغَيرهمَا وَعرض عَلَيْهِ الزين بن مزهر تدريس التَّفْسِير بمدرسته فَمَا أذعن لكَلَام بلغه عَن بعض السُّفَهَاء فِي حَقه وَقصد بالاستفتاء فِي عدَّة وقائع فَأجَاب، وَكَذَا لَهُ حواش وتقاييد مفيدة وَكَلَام على حَدِيث الاعمال بِالنِّيَّاتِ بل رُبمَا نظم وبالنثر ألم وَبِالْجُمْلَةِ فمادته فِي التَّحْقِيق متوجهة وفاهمته أَجود من حافظته وعباره غير مُطلقَة بتقريره ومحادثته مَعَ رغبته فِي مساعدة من يَقْصِدهُ وتعبه بِسَبَب ذَلِك وَشدَّة تعصب وَكَثْرَة تقلب يُؤَدِّي إِلَيْهِ غَلَبَة سَلامَة الْفطْرَة وَقد أقبل على الذّكر والتوجه ومطالعة كَلَام الْقَوْم وزيارة الصَّالِحين وانتمى إِلَيْهِ شخص

ص: 165

ينْسب للشرف من أَعْيَان بلقس فارتفق بِهِ كثيرا، وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ موسميا، وَكَانَ متزوجا بحفيدة للبساطي ودامت مَعَه دهرا وَهِي صابرة زَائِدَة الطواعية لَهُ ثمَّ صَارَت تتخيل وتتوهم اتِّصَاله بغَيْرهَا من غير حَقِيقَة لذَلِك بِحَيْثُ كثر تضرره من إفحاشها فِي الْعشْرَة مَعَه وتكرر طَلَاقه لَهَا ثمَّ تعوذ حَتَّى مَاتَت بعد حَجهَا مَعَه وَلم ينصف فِي تركتهَا من جِهَة أخويها لعدم مشاحته ومزيد مسامحته بل مَا حصل لَهُ كَبِير أَمر مَعَ كثرته بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَعقد على ابْنة ابْن الشَّيْخ الْجَوْهَرِي أحد من أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَكَانَ قَدِيما زوج أمه فَمَا قدر الدُّخُول عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لم يلبث أَن تعلل مديدة وتجرع فِي غضونها فاقة مَعَ عدم وجود من يلائمه فِي التمريض والعلاج حَتَّى مَاتَ شَهِيدا بالاسهال فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل جدا على بَاب زَاوِيَة الشَّيْخ شهَاب ظَاهر بَاب الشعرية ثمَّ دفن عِنْد أَبِيه بجوار الضريح الْمَذْكُور وَسمعت أَن آخر كَلَامه كَانَ لَا إِلَه إِلَّا الله بعزم شَدِيد مَعَ أَنه أَقَامَ أَيَّامًا لَا يتَكَلَّم وَتكلم الاستادار فِي تركته ووفاء دينه وَلم يوف، وَنعم الرجل كَانَ لَوْلَا ميله الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي تطرق بِسَبَبِهِ إِلَيْهِ الْفُسَّاق الحساد مِمَّن هُوَ مرتكب مَا لَا خير فِي شَرحه رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَعَفا عَنهُ.

438 -

عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن أبي الْمجد أَحْمد الزين أَبُو عَليّ بن الْجمال أبي إِسْحَاق بن الْعِزّ بن الْبَهَاء بن الْجمال أبي إِسْحَق اللَّخْمِيّ الاميوطي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأميوطي / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَسمع الْكثير على أَبِيه وَكَذَا سمع على الْعَفِيف النشاوري والابناسي والشريف أبي عبد الله مُحَمَّد بن قَاسم وَبعد ذَلِك على الزين المراغي كَمَا أَخْبرنِي بِهِ ثمَّ على ابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الشَّامي والزين الطَّبَرِيّ والنور بن سَلامَة، وَدخل مصر بعد موت وَالِده فَسمع بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِجَامِع الْأَزْهَر على الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَبعد ذَلِك من لفظ الزين الْعِرَاقِيّ بعض مجَالِس أَمَالِيهِ كَمَا وجدته بِخَط المملي بِحَضْرَة الهيثمي بل كَانَ يذكر لنا أَنه لَقِي بِالْقَاهِرَةِ الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وَأخذ عَنهُ وينكر قَول الْقَائِل أَنه كَانَ قَلِيل الْكتب وَأَنه أَخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ وَلَيْسَ ذَلِك كُله بِبَعِيد وَلكنه لم يكثر من الطّلب، وَكَذَا قَالَ لي صاحبنا النَّجْم بن فَهد لَا أعلم لَهُ اشتغالا، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين أَحْمد بن مُحَمَّد بن الناصح وَأحمد بن مُحَمَّد المراغي الصُّوفِي وَأَبُو بكر

ص: 166

ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر السبتي وَسعد النَّوَوِيّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش وَعلي شاه بن فَخر الدّين بن عَليّ الشعبافي وَعمْرَان بن إِدْرِيس الجلجولي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ ابْن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي وَمُحَمّد بن إِسْحَق الابرقوهي وَمُحَمّد بن مبارك بن عُثْمَان الْحلَبِي والبدر ابْن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السخاوي فِي آخَرين وَفِي استدعاء آخر ابْن صديق وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة أَيْضا غير مرّة، مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَحدث فِيهَا بأَشْيَاء سَمعه مِنْهُ الْأَعْيَان وَكَذَا حدث بِمَكَّة ولقيته فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَأَكْثَرت عَنهُ وَسمعت عَلَيْهِ بمنى وَغَيرهَا، وَكَانَ إنْسَانا ثِقَة خيرا عفيفا منجمعا عَن النَّاس قانعا باليسير كثير التودد صبورا على الاسماع مقتدرا على شرعة النّظم لَكِن الْجيد فِيهِ وسط الرُّتْبَة، وَهُوَ من بَيت علم وجلالة. مَاتَ بعد عصر يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بِجَانِب أَبِيه بِالْقربِ من قبر الفضيل ابْن عِيَاض بالمعلاة وَهُوَ خَاتِمَة من يروي عَن كثير من شُيُوخه بِمَكَّة رحمه الله وإيانا.

439 -

عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نجم الدّين بن مُحي الدّين بن تَاج الدّين ابْن قطب الدّين الرِّفَاعِي. / أَخذ عَن جمَاعَة وَأخذ عَنهُ الطاووسي وأرخ وَفَاته فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وعظمه.

440 -

عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم اليزناسي بالتحتانية الْمَفْتُوحَة ثمَّ زَاي سَاكِنة وَنون ومهملة / نِسْبَة لقبيلة المغربي الفاسي قاضيها. مَاتَ بعيد الثَّلَاثِينَ وَهُوَ مِمَّن عمل وثائق للشُّهُود. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا من المغاربة

441 -

. عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ /. ولد بِالْيمن سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بِهِ ثمَّ قدم مَكَّة مَعَ أَبِيه فَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة واشتغل بالفقه عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَأبي البركات الهيثمي، ولازم الْمُحب بن أبي السعادات فَلَمَّا ولي الثَّانِيَة استنا بِهِ بجدة. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.

442 -

عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن الزين السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الذَّهَبِيّ / أَبوهُ بالدهيشة من دمشق وَيعرف كسلفه بِابْن الْمُحب وَهُوَ ابْن أخي الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي وجده هُوَ عَم الْحَافِظ أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب الصَّامِت. ولد فِي

ص: 167

صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند النِّسَاء من مُسْند أَحْمد وغالب مُسْند عَائِشَة مِنْهُ والفوت من أَوله وعَلى زَيْنَب ابْنة قَاسم ابْن العجمي مَا فِي مشيخة الْفَخر من جُزْء الْأَنْصَار وَغير ذَلِك عَلَيْهِمَا وعَلى قريبيه الْمَذْكُورين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لنا فِي سنة تسع وَعشْرين. قلت مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ، وَدفن بمقبرة بَاب توما رحمه الله وإيانا.

443 -

عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ابْن إِبْرَاهِيم بن هبة الله الزين بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي / أَبوهُ والآتي عَمه الْكَمَال مُحَمَّد سبط نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْعَطَّار أمه سارة وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه جده ثمَّ عَمه سِيمَا وَقد تزوج بِأُمِّهِ فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن والزبد للشرف الْبَارِزِيّ والورقات لامام الْحَرَمَيْنِ والشذور لِابْنِ هِشَام وَبَعض الْحَاوِي وَعرض على بعض الشُّيُوخ واشتغل يَسِيرا وَلم يتَمَيَّز وَلَا كَاد وَسمع فِي صَحِيح مُسلم عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا سمع على غَيره وَولي الشَّهَادَة بالكسوة وَغير ذَلِك، وابتنى فِي بولاق قصرا هائلا لم يمتع بِهِ، وَحج مرَارًا جاور فِي بَعْضهَا مَعَ الرجبية وَفِي أَوَاخِر أمره سَافر مَعَ صهره الأتابك ازبك وَتوجه مَعَه إِلَى حلب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ متوعك فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بالازهر وَدفن بحوشهم عِنْد الشَّافِعِي رحمه الله، وَترك عدَّة أَوْلَاد وَكَانَ مائقا أهوج لَا يصلح لصالحة رحمه الله وَعَفا عَنهُ

444 -

. عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور زين الدّين ومحب الدّين الفوي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سكنا وَيعرف بِابْن بحيح بمهملتين تَصْغِير بح وَهُوَ لقب لجده /. قَرَأَ الْمِنْهَاج وَعرضه واشتغل على الحناوي والشريف النسابة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْبَدْر أبي السعادات فَمن بعده. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين، وَهُوَ وَالِد زوج القَاضِي شمس الدّين بن بيرم الْحَنْبَلِيّ.

445 -

عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم زين العابدين أَبُو الْفضل بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالحلبي /. ولد تَقْرِيبًا بعيد التسعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمه على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي

ص: 168

والهيثمي والابناسي والتقي الدجوي وَسعد الدّين القمني والحلاوي والسويداوي وَابْن الناصح والتاج بن الظريف وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وَغَيرهم الْكثير، وَمِمَّا سَمعه على الأول البُخَارِيّ وعَلى الثَّانِي الْمُوَطَّأ ومسند الدَّارمِيّ وعبدو الشفا مَعَ الْكثير من ابْن حَيَّان وَكَانَ يتَصَرَّف بِأَبْوَاب الْقُضَاة غير صَالح للأخذ عَنهُ لكَونه زوج الْمُغنيَة ابْنة السطحي وحالهما مَشْهُور وَلَكِن استجزته، مَاتَ بعد الْخمسين عَفا الله عَنهُ وإيانا.

446 -

عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الزين أَبُو الْفضل بن الشهَاب بن الشّرف الاطفيحي الازهري القاهري الشَّافِعِي شَقِيق الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر / الآتيين وأسباط الزين الْعِرَاقِيّ أمّهم زَيْنَب وَيعرف كأبيه بِابْن يَعْقُوب. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنفي أَبَوَيْهِ فِي غَايَة مَا يكون من الرَّفَاهِيَة وَالنعْمَة فحفظ الْقُرْآن وتنقيح اللّبَاب لخاله وَعرضه على جمَاعَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل كتب عَن شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَرَأَيْت لَهُ حضورا على الزين القمني من لفظ الكلوتاتي وباشر النقابة وجهات الْحَرَمَيْنِ وَغير ذَلِك عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ واختص بِهِ ولازم خدمته واتحد مَعَ وَلَده زين العابدين الْآتِي وَلم يكن بَينهمَا فِي المولد وَكَذَا الْوَفَاة إِلَّا دون شهر وَحج غير مرّة وَكَانَ شكلا ظريفا ذكيا بسامة متوددا حسن الْعشْرَة متصونا بِالنِّسْبَةِ لتهتك أَخِيه وَهُوَ إِلَى أَبِيه أقرب من أَخَوَيْهِ فِي الشّبَه وَبَعض الْخِصَال، وقريحته سليمَة وذهنه مُسْتَقِيم وطبعه وزان، وَقد كتبت عَنهُ قَوْله:

(همذاني الأَصْل واشلا ترم فِيهِ سعاده

انه شخص ثقيلوهو هم وزياده)

وَكتب عَنهُ غير وَاحِد غير ذَلِك قَدِيما أثبت بعضه فِي المعجم. مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد جده لأمه وخاله الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

447 -

عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْبُرْهَان أَبُو أَحْمد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /. أَخذ عَن عَمه الْجمال عبد الله والشهاب أَحْمد بن أبي بكر وَعبد الله بن مُحَمَّد الناشريين قَرَأَ على الْأَخير التَّنْبِيه والمهذب وَغَيرهمَا، وناب عَن ابْن عَمه الْعَفِيف عُثْمَان بن مُحَمَّد فِي الْأَحْكَام بالمهجم مَعَ تسببات بجامعها نالته من أَبِيه وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا دمث الْأَخْلَاق حسن الشَّمَائِل لين العريكة سهلا طارحا للتكلف. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ.

448 -

عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو المكارم بن الشّرف ابْن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمَنَاوِيّ. / ولد

ص: 169

سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والألفية وعرضها على جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَحضر على الفرسيسي سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى التنوخي غَالب الصَّحِيح ثمَّ سمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ الصَّغِير، وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَغَيره وَحدث سَمِعت عَلَيْهِ السِّيرَة وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا لين الْجَانِب متواضعا، مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ رحمه الله.

449 -

عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن الْمُوفق الزين الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري القادري الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف كَمَا قَالَه شَيخنَا بالادمي / وسمى وَالِده عليا وَصَارَ يعرف بالحموي، ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْمِنْهَاج على ابْن)

خطيب الدهشة وتلا بالسبع على أبي بكر بن أَحْمد بن مصبح وَسمع بِدِمَشْق على الْكَمَال بن النّحاس وَالشَّمْس بن عوض والمحيوي الرَّحبِي والعز الاياسي والْعَلَاء سبط ابْن صومع فِي آخَرين، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة اللنك وَقَرَأَ الصَّحِيح على الْعِرَاقِيّ ولازم الشُّيُوخ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ فبرع وراج أمره فِيهِ وَصَارَ لَهُ صيت وجلالة وأثرى وَولي خطابة الأشرفية برسباي من واقفتها وَقبل ذَلِك بِبَيْت الْمُقَدّس وظائف مِنْهَا خطابة الْمَسْجِد الْأَقْصَى ثمَّ صرف عَنْهَا، وَلَا زَالَ على طَرِيقَته فِي الْوَعْظ بالازهر وَفِي الْمجَالِس الْمعدة لذَلِك إِلَى أَن اشْتهر اسْمه وطار صيته مَعَ كَونه كَانَ غَالِبا لَا يقْرَأ إِلَّا من كتاب لَكِن بنغمة طيبَة وَأَدَاء صَحِيح وَفِي رَمَضَان يقْرَأ البُخَارِيّ فِي عدَّة أَمَاكِن، أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا. وَمَات فَجْأَة بعد أَن عمل فِي يَوْم مَوته الميعاد فِي موضِعين وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء غرَّة ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَدفن من الْغَد بمدرسة سودون العجمي من الحبانية وَصلى عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه، قَالَ شَيخنَا وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رحمه الله وإيانا. وَكَانَ آخر قَوْله فِي الميعاد يَوْم مَوته من ذكر الله بِلِسَانِهِ وَعرف الله بجناته وَعبد الله بجوارحه وأركانه لم يبرح من مَكَانَهُ حَتَّى يخرج من عصيانه دَعوَاهُم فِيهَا الْآيَة ثمَّ حمل إِلَى منزله وَلم يتَكَلَّم بعْدهَا حَتَّى مَاتَ، وَسَماهُ بَعضهم عبد الرَّحْمَن وَبَعْضهمْ مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا هُنَا.

450 -

عبد الرَّحِيم بن حسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْقسم الْخَطِيب زين الدّين أَبُو الْجُود بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد بن الْعَلَاء المشرقي الأَصْل التلعفري المولد الدِّمَشْقِي الدَّار والوفاة الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر ووالد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي ووالده أَيْضا وَيعرف بِابْن المحوجب بِضَم الْمِيم ثمَّ حاء مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا وَاو ثمَّ جِيم مَكْسُورَة وموحدة. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن

ص: 170

الشرائحي وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ إدامة التِّلَاوَة والتهجد وَالصَّدَََقَة وَسُرْعَة الدمعه وَكَثْرَة الْبكاء وَقد خطب بمصلى الْعِيدَيْنِ من دمشق وَأخذ عَنهُ الشهَاب اللبودي.

مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين بِدِمَشْق بعد أَن عرض لَهُ الفالج قبيل سنة وَدفن بالقبيبات عِنْد أَخِيه وأبيهما جور التقي الحصني رحمهم الله وإيانا.

451 -

عبد الرَّحِيم بن حسن بن قَاسم الزين الْقُدسِي رَفِيق إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق العينوسي / فِي الشَّهَادَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ.)

عبد الرَّحِيم بن أبي الْحسن سبط الشَّمْس بن النقاش /. فِي ابْن عَليّ.

452 -

عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الزين أَبُو الْفضل الْكرْدِي الرازناني الأَصْل المهراني الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد الْوَلِيّ أَحْمد وَجُوَيْرِية وَزَيْنَب وَيعرف بالعراقي. / قَالَ وَلَده انتسابا لعراق الْعَرَب وَهُوَ الْقطر الْأَعَمّ والافهو كردِي الأَصْل أَقَامَ سلفه ببلدة من أَعمال اربل يُقَال لَهَا رازنان وَلَهُم هُنَاكَ مآثر ومناقب إِلَى أَن تحول وَالِده لمصر وَهُوَ صَغِير مَعَ بعض أقربائه فاختص بالشيخ الشريف تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن حجون القناوي الشَّافِعِي شيخ خانقاه رسْلَان بمنشية المهراني على شاطىء النّيل بَين مصر والقاهرة ولازم خدمته ورزقه الله قرينَة صَالِحَة عابدة صابرة قانعة مجتهدة فِي أَنْوَاع القربات فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن بشره الْمشَار إِلَيْهِ بِهِ وَأمره بتسميته باسم جده الْأَعْلَى أحد المعتقدين بِمصْر، وَذَلِكَ فِي حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة بالمنشية الْمَذْكُورَة، وتكرر إِحْضَار أَبِيه بِهِ إِلَى التقي فَكَانَ يلاطفه ويكرمه وعادت بركته عَلَيْهِ، وَكَذَا أسمعهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من الْأَمِير سنجر الجاولي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين الاخنائي الْمَالِكِي وَغَيرهمَا من ذَوي الْمجَالِس الشهيرة مِمَّا لَيْسَ فِي الْعُلُوّ بِذَاكَ وَلكنه كَانَ يتَوَقَّع وجود حُضُور لَهُ على التقي الْمشَار إِلَيْهِ لكَونه كَانَ كثير الْكَوْن عِنْده مَعَ أَبِيه وَكَانَ أهل الحَدِيث يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ للسماع مَعَه لعلو سَنَده فَإِنَّهُ سمع من أَصْحَاب السلَفِي فَلم يظفر بذلك، وَلَو كَانَ أَبوهُ مِمَّن لَهُ عناية لأدرك بولده السماع من مثل يحيى بن الْمصْرِيّ آخر من روى حَدِيث السلَفِي عَالِيا بالاجازة، نعم أسمع بعد عَليّ ابْن شَاهد الْجَيْش وَابْن عبد الْهَادِي وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن ثَمَان والتنبيه وَأكْثر الْحَاوِي وَكَانَ رام حفظ جَمِيعه فِي شهر فمل بعد إثني عشر يَوْمًا وعد ذَلِك فِي كرامات الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ فَإِنَّهُ لما استشاره فِيهِ قَالَ انه غير مُمكن فَقَالَ لَا بُد لي مِنْهُ فَقَالَ افْعَل مَا بدا لَك وَلَكِنَّك لَا تتمه وَكَذَا حفظ الالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَكَانَ

ص: 171

رُبمَا حفظ مِنْهُ فِي الْيَوْم أَرْبَعمِائَة سطر إِلَى غير ذَلِك من المحافيظ ولازم الشُّيُوخ فِي الدِّرَايَة فَكَانَ أول شَيْء اشْتغل بِهِ الْقرَاءَات وَكَانَ من شُيُوخه فِيهَا نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد الْملك بن سمعون أحد القدماء وَلذَا كَانَ التقي السُّبْكِيّ يسْتَدلّ بِأخذ صَاحب التَّرْجَمَة عَنهُ على قدم اشْتِغَاله والبرهان الرَّشِيدِيّ والسراج الدمنهوري والشهاب السمين وَمَعَ ذَلِك فَلم يَتَيَسَّر لَهُ إِكْمَال الْقرَاءَات السَّبْعَة إِلَّا على التقي الوَاسِطِيّ فِي إِحْدَى مجاوراته بِمَكَّة)

وَنظر فِي الْفِقْه وأصوله فَحَضَرَ فِي الْفِقْه دروس ابْن عَدْلَانِ ولازم الْعِمَاد مُحَمَّد بن إِسْحَق البلبيسي وَالْجمال الاسنوي وَعنهُ وَعَن الشَّمْس بن اللبان أَخذ الاصول وَتقدم فيهمَا بِحَيْثُ كَانَ الاسنوي يثني على فهمه ويستحسن كَلَامه فِي الاصول ويصغي لمباحثه فِيهِ وَيَقُول إِن ذهنه صَحِيح لَا يقبل الْخَطَأ، وَفِي أثْنَاء ذَلِك أقبل على علم الحَدِيث بِإِشَارَة الْعِزّ بن جمَاعَة فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ وَقد رَآهُ متوغلا فِي الْقرَاءَات: إِنَّه علم كثير التَّعَب قَلِيل الجدوى وَأَنت متوقد الذِّهْن فاصرف همتك إِلَى الحَدِيث، فَأَخذه بِالْقَاهِرَةِ عَن الْعَلَاء التركماني الْحَنَفِيّ وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع وَبَيت الْمُقَدّس وبمكة عَن الصّلاح العلائي وبالشام عَن التقي السُّبْكِيّ وَزَاد تفننا باجتماعه بهما وَأكْثر فِيهَا وَفِي غَيرهَا من الْبِلَاد كالحجاز عَن شيوخها فَمن شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الْمَيْدُومِيُّ وَهُوَ من أَعلَى شُيُوخه سندا وَلَيْسَ عِنْده من أَصْحَاب النجيب غَيره وَبِذَلِك اسْتدلَّ شَيخنَا على تراخي جده فِي الطّلب عَن سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين الَّتِي كَانَ ابْتِدَاء قِرَاءَته فِيهَا عشر سِنِين لِأَنَّهُ لَو اسْتمرّ من الأوان الأول لأدرك جمعا من أَصْحَاب النجيب وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن علاق وَغَيرهم وَكَذَا من شُيُوخه بهَا أَبُو الْقسم بن سيد النَّاس أَخُو الْحَافِظ فتح الدّين وناصر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الايوبي بن الْمُلُوك وبمصر ابْن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز القطرواني وبمكة أَحْمد بن قَاسم الحراري والفقيه خَلِيل إِمَام الْمَالِكِيَّة بهَا وبالمدينة الْعَفِيف المطري وببيت الْمُقَدّس العلائي وبالخليل خَلِيل بن عِيسَى القيمري وبدمشق ابْن الخباز وبصالحيتها ابْن قيم الضيائية والشهاب المرداوي وبحلب سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن المطوع وَالْجمال إِبْرَاهِيم ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي آخَرين بِهَذِهِ الْبِلَاد وَغَيرهَا كاسكندرية وبعلبك وحماة وحمص وصفد وطرابلس وغزة ونابلس وَتَمام سِتَّة وَثَلَاثِينَ بِحَيْثُ أفرد البلدانيات بالتخريج ورام البروز لبَعض الضواحي وَمَعَهُ بعض المسندين من شُيُوخ شَيخنَا ليكملها أَرْبَعِينَ فَمَا تيَسّر بل كَانَ هم حِين اشْتِغَاله فِي الْقرَاءَات بالتوجه لأبي حَيَّان فصده عَن ذَلِك حسن قَصده، وَكَذَا هم بالرحلة لكل من تونس لسَمَاع الْمُوَطَّأ

ص: 172

على خطيب جَامع الزيتونة وبغداد فَلم يقدر هَذَا مَعَ انه مكث من رحلته إِلَى الشَّام سنة أَربع وَخمسين لم تخل لَهُ سنة غَالِبا من الرحلة إِمَّا فِي الحَدِيث أَو الْحَج. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اشْتغل بالعلوم وَأحب الحَدِيث لَكِن لم يكن لَهُ من يُخرجهُ عَن طَريقَة أهل الاسناد، وَكَانَ قد لهج بتخريج أَحَادِيث الاحياء وَله من الْعُمر نَحْو الْعشْرين يَعْنِي سنة خمس وَأَرْبَعين، وَذكر فِي شَرحه للألفية أَن الْمُحدث أَبَا مَحْمُود الْمَقْدِسِي سمع مِنْهُ شَيْئا فِي تِلْكَ السّنة)

ثمَّ نبهه الْعِزّ بن جمَاعَة لما رأى من حرصه على الحَدِيث وَجمعه على طَريقَة أَهله فحبب الله لَهُ ذَلِك ولازمه وأكب عَلَيْهِ من سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين حَتَّى غلب عَلَيْهِ وتوغل فِيهِ بِحَيْثُ صَار لَا يعرف إِلَّا بِهِ وانصرفت أوقاته فِيهِ وَتقدم فِيهِ بِحَيْثُ كَانَ شُيُوخ عصره يبالغون فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ بالمعرفة كالسبكي والعلائي وَابْن جمَاعَة وَابْن كثير وَغَيرهم يَعْنِي كالاسنائي فَإِنَّهُ وَصفه بصاحبنا حَافظ الْوَقْت وَنقل عَنهُ فِي الْمُهِمَّات وَغَيرهَا وترجمه فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَلم يذكر فِيهَا من الاحياء سواهُ وَكَذَا صرح ابْن كثير باستفادته مِنْهُ تَخْرِيج شَيْء وقف على الْمُحدثين وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا، وَذكر فِي شَرحه للألفية انه سَمعه مِنْهُ حَدِيثا من مشيخة قَاضِي المرستان بل امْتنع السُّبْكِيّ حِين قدومه الْقَاهِرَة سنة وَفَاته من التحديث إِلَّا بِحَضْرَتِهِ وَقَالَ الْعِزّ بن جمَاعَة كل من يدعى الحَدِيث بالديار المصرية سواهُ فَهُوَ مُدع، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا عِنْدِي مِنْهُ الْكثير فِي كَلَام وَلَده وَغَيره، وتصدى للتخريج والتصنيف والتدريس والافادة فَكَانَ من تخاريجه فهرست مرويات الْبَيَانِي ومشيخة التّونسِيّ وَابْن الْقَارِي وذيل مشيخة القلانسي وتساعيات للميدومي وعشاريات لنَفسِهِ وَتَخْرِيج الاحياء فِي كَبِير ومتوسط وصغير وَهُوَ المتداول سَمَّاهُ الْمُغنِي عَن حمل الاسفار فِي الاسفار فِي تَخْرِيج مَا فِي الاحياء من الْأَخْبَار، وَمن تصانيفه الألفية فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَفِي غَرِيب الْقُرْآن وَشرح الأولى وَكتب على أَصْلهَا ابْن الصّلاح نكتا وَكَذَا نظم الاقتراح لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَعمل فِي الْمَرَاسِيل كتابا وَهُوَ من أَوَاخِر مَا جمعه وتقريب الاسانيد وترتيب المسانيد فِي الْأَحْكَام وَاخْتَصَرَهُ وَشرح مِنْهُ قِطْعَة نَحْو مجدل لطيف وَكَذَا أكمل شرح التِّرْمِذِيّ لِابْنِ سيد النَّاس فَكتب مِنْهُ تسع مجلدات وَلم يكمل أَيْضا، وَفِي الْفِقْه الِاسْتِعَاذَة بِالْوَاحِدِ من إِقَامَة جمعتين فِي مَكَان وَاحِد وتاريخ تَحْرِيم الرِّبَا وتكملة شرح الْمُهَذّب للنووي بنى على كِتَابَة شَيْخه السُّبْكِيّ فَكتب أَمَاكِن واستدراك على الْمُهِمَّات للاسنوي وَسَماهُ تتمات الْمُهِمَّات وَفِي الاصول نظم منهاج الْبَيْضَاوِيّ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا عِنْدِي مِنْهُ الْكثير من المختصرات وسمى وَلَده فِي تَرْجَمته للَّتِي أفردها مِنْهَا جملَة

ص: 173

وَمن الْغَرِيب قَول الْبُرْهَان الْحلَبِي إِنَّه خرج لنَفسِهِ معجما، وَمَا وقف شَيخنَا عَلَيْهِ وَكَذَا وَمَا قفت عَلَيْهِ وَولي التدريس للمحدثين بأماكن مِنْهَا دَار الحَدِيث الكاملية والظاهرية الْقَدِيمَة والقراسنقورية وجامع ابْن طولون وللفقهاء بالفاضلية وَغَيرهَا لَهما، وَحج مرَارًا وجاور بالحرمين وَحدث فيهمَا بالكثير بل وأملى عشارياته بِالْمَدِينَةِ وسافر مرّة لِلْحَجِّ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ هُوَ وَجَمِيع عِيَاله وَمِنْهُم)

وَلَده الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة وَابْن عَمه الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن فرافقهم الشهَاب بن النَّقِيب وبدءوا بِالْمَدِينَةِ فأقاموا بهَا عدَّة أشهر ثمَّ خَرجُوا إِلَى مَكَّة وَكتب الشهَاب حِينَئِذٍ ألفيته الحديثية بِخَطِّهِ وَحضر تدريسها عِنْده، وَولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وخطابتها وإمامتها فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد صرف الْمُحب أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري وَنَقله لقَضَاء مَكَّة وَاسْتقر عوض صَاحب التَّرْجَمَة فِي تدريس الحَدِيث بالكاملية السراج بن الملقن مَعَ كَونه كَانَ قد استناب وَلَده فِيهِ وَلَكِن قدم الْمَذْكُور لشيخوخته ونازعه الْوَلِيّ فِي ذَلِك وَأطَال التَّكَلُّم إِلَى أَن كَفه البُلْقِينِيّ والابناسي بتوسل السراج بهما فِي ذَلِك ثمَّ صرف الزين عَن الْقَضَاء وَمَا مَعَه بعد مُضِيّ ثَلَاث سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين بالشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الدِّمَشْقِي السلاوي، وَشرع فِي الاملاء بِالْقَاهِرَةِ من سنة خمس وَتِسْعين فأملى أَرْبَعمِائَة مجْلِس وَسِتَّة عشر مَجْلِسا فأولا أَشْيَاء نثريات ثمَّ تَخْرِيج أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ مستخرجا على مُسْتَدْرك الْحَاكِم كتب مِنْهُ قدر مجيلدة إِلَى أثْنَاء كتاب الصَّلَاة فِي نَحْو ثلثمِائة مجْلِس أَولهَا السَّادِس عشر بعد الْمِائَة وَلَكِن تخللها يسير فِي غَيره ثمَّ لما كبر وتعب وصعب عَلَيْهِ التَّخْرِيج استروح إِلَى إملاء غير ذَلِك مِمَّا خرجه لَهُ شَيخنَا أَو مِمَّا لَا يحْتَاج لكبير تَعب فَكَانَ من ذَلِك فِيمَا يتَعَلَّق بطول الْعُمر وَأنْشد فِي آخِره قَوْله من أَبْيَات تزيد على عشْرين بَيْتا:

(بلغت فِي ذَا الْيَوْم سنّ الْهَرم

تهدم الْعُمر كسيل العرم)

وَآخر مَا أملاه كَانَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة لما توقف النّيل وشرق أَكثر بِلَاد مصر وَوَقع الغلاء المفرط وَختم الْمجْلس بقصيدة أَولهَا:

(أَقُول لم يشكو توقف نيلنا

سل الله يمدده بِفضل وتأييد)

يَقُول فِي آخرهَا:

(وَأَنت فغفار الذُّنُوب وساتر ال

عُيُوب وكشاف الكروب إِذا نُودي)

وَصلى بِالنَّاسِ صَلَاة الاسْتِسْقَاء وخطب خطْبَة بليغة فَرَأَوْا الْبركَة بعد ذَلِك من كَثْرَة الشَّيْء ووجوده مَعَ غلائه وَمَعَ تمشية أَحْوَال الباعة بعد اشتداد الْأَمر جدا وَجَاء النّيل فِي

ص: 174

تِلْكَ السّنة عَالِيا بِحَمْد الله تَعَالَى، وَكَانَ الْمُسْتَمْلِي وَلَده وَرُبمَا استملى الْبُرْهَان الْحلَبِي أَو شَيخنَا أَو الْفَخر الْبرمَاوِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ يُمْلِيهَا من حفظه متقنة مهذبة محررة كَثِيرَة الْفَوَائِد)

الحديثية وَحكى رَفِيقه الْحَافِظ الهيثمي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي النّوم وَعِيسَى عليه السلام عَن يَمِينه وَصَاحب التَّرْجَمَة عَن يسَاره، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ منور الشيبة جميل الصُّورَة كثير الْوَقار نزر الْكَلَام طارحا للتكلف ضيق الْعَيْش شَدِيد التوقي فِي الطَّهَارَة لَا يعْتَمد الا على نَفسه أَو على الهيثمي الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ رَفِيقه وصهره لطيف المزاج سليم الصَّدْر كثير الْحيَاء قل أَن يواجه أحدا بِمَا يكرههُ وَلَو آذاه متواضعا منجمعا حسن النادرة والفكاهة قَالَ وَقد لازمته مُدَّة فَلم أره ترك قيام اللَّيْل بل صَار لَهُ كالمألوف وَإِذا صلى الصُّبْح اسْتمرّ غَالِبا فِي مَجْلِسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة تاليا ذَاكِرًا إِلَى أَن تطلع الشَّمْس ويتطوع بصياع ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر وَسِتَّة شَوَّال كثير التِّلَاوَة إِذا ركب. قَالَ وَقد أَنْجَب وَلَده الْوَلِيّ أَحْمد ورزق السَّعَادَة فِي رَفِيقه الهيثمي قَالَ وَلَيْسَ العيان فِي ذَلِك كالخبر، وَقَالَ فِي صدر اسئلة لَهُ سَأَلت سيدنَا وقدوتنا ومعلمنا ومفيدنا ومخرجنا شيخ الاسلام أوحد الاعلام حَسَنَة الْأَيَّام حَافظ الْوَقْت فلَانا وَفِي أنبائه إِنَّه صَار المنظور إِلَيْهِ فِي هَذَا الْفَنّ من زمن الأسبائي وهلم جرا قَالَ وَلم نر فِي هَذَا الْفَنّ أتقن مِنْهُ وَعَلِيهِ يخرج غَالب أهل عصره وَمن أخصهم بِهِ شَيخنَا صهره الهيثمي وَهُوَ الَّذِي دربه وَعلمه كَيْفيَّة التَّخْرِيج والتصنيف بل كَانَ هُوَ الَّذِي يعْمل لَهُ خطب كتبه ويسميها لَهُ وَصَارَ الهيثمي لشدَّة ممارسته أَكثر استحضارا للمتون من شَيْخه حَتَّى يظنّ من لَا خبْرَة لَهُ إِنَّه أحفظ مِنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَن الْحِفْظ الْمعرفَة قَالَ وَقد لازمته عشر سِنِين سوى مَا تخللها من الرحلات، وَكَذَا لَازمه الْبُرْهَان الْحلَبِي نَحوا من عشر سِنِين وَقَالَ أَيْضا لم أر أعلم بصناعة الحَدِيث مِنْهُ وَبِه تخرجت وَقد أَخْبرنِي إِنَّه عمل تَخْرِيج أَحَادِيث الْبَيْضَاوِيّ بَين الظّهْر وَالْعصر، وَكَانَ كثير الْحيَاء وَالْعلم والتواضع محافظا على الطَّهَارَة نقي الْعرض وافر الْجَلالَة والمهابة على طَرِيق السّلف غَالب أوقاته فِي تصنيف أَو إسماع مَعَ الدّين والأوراد وإدامة الصَّوْم وَقيام اللَّيْل كريم الْأَخْلَاق حسن الشّرف وَالْأَدب والشكل ظَاهر الْوَضَاءَة كَأَن وَجهه مِصْبَاح وَمن رَآهُ عرف أَنه رجل صَالح، قَالَ وَكَانَ عَالما بالنحو واللغة والغريب والقراءات والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله غير إِنَّه غلب عَلَيْهِ فن الحَدِيث فاشتهر بِهِ وَانْفَرَدَ بالمعرفة فِيهِ مَعَ الْعُلُوّ قَالَ ودهنه فِي غَايَة الصِّحَّة وَنَقله نقر فِي

ص: 175

حجر، قَالَ وَكَانَ كثير الْكتب والأجزاء لم أر عِنْد أحد بِالْقَاهِرَةِ أَكثر من كتبه وأجزائه وَيُقَال إِن ابْن الملقن كَانَ أَكثر كتبا مِنْهُ وَابْن الْمُحب كَانَ أَكثر أجزاءا مِنْهُ، قَالَ وَله نظم وسط وقصائد حسان ومحاسنه كَثِيرَة، وَذكره ابْن الْجَزرِي)

فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: حَافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها. وَقَالَ فِي خطْبَة عشارياته: وَكَانَ بعض شُيُوخنَا من كبار الْحفاظ رحمهم الله قد جمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا عشارية الاسناد وَلم يكن فِي عصره أَعلَى مِنْهُ فِي أقطار الْبِلَاد فَرَأَيْت أَن اقتدي بِهِ فِي ذَلِك لِأَنِّي لَهُ فِي كبار شُيُوخه مُوَافق ومشارك فَصَاحب التَّرْجَمَة هُوَ الْمَعْنى بالاشارة، بل قَالَ فِي كِتَابه فِي عُلُوم الحَدِيث فِي الوفيات وَقد ختم بهَا الْكتاب آخر حفاظ الحَدِيث وممليه وجامع أَنْوَاع والمؤلف فِيهِ وَبِه ختم أَئِمَّة هَذَا الْعلم وَبِه ختمت الْكتاب وَالله الْمُوفق للصَّوَاب وَقد قلت لما بلغتني وَفَاته وَإنَّهُ بسمرقند:

(رَحْمَة الله للعراقي تترى

حَافظ الأَرْض حبرها بِاتِّفَاق)

(إِنَّنِي مقسم ألية صدق

لم يكن فِي الْبِلَاد مثل الْعِرَاقِيّ)

وكتبت إِلَى وَلَده الْعَلامَة ولي الدّين أبي زرْعَة أَحْمد وَهُوَ أفضل من قَامَ بعد أَبِيه وَمن لَا نعلم فِي هَذَا الْوَقْت لَهُ شَبيه وَهُوَ بالديار المصرية أبقاه الله للاسلام، وَفِيه أحسن تورية وألطف إِبْهَام:

(ولي الْعلم صبرا على فقد وَالِد

رءوف رَحِيم للورى خير مُؤَمل)

(إِذا فقد النَّاس الْعِرَاقِيّ حَافِظًا

إِمَام هدى حبرًا فَأَنت لَهُم ولي)

وَقَالَ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد كَانَ حَافِظًا متقنا عَارِفًا بفنون الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك كثير الْفَضَائِل والمحاسن متواضعا ظريفا، ومسموعاته وشيوخه فِي غَايَة الْكَثْرَة وَأخذ عَنهُ عُلَمَاء الديار المصرية وَغَيرهم وأثنوا على فضائله وَأخذت عَنهُ الْكثير بِقِرَاءَتِي وسماعا وَبعد انْصِرَافه من الْمَدِينَة أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مشتغلا بالتصنيف والافادة والاسماع حَتَّى مضى لسبيله مَحْمُودًا، وَقَالَ الصّلاح الأقفهسي فِي مُعْجم الْحَافِظ الْجمال بن ظهيرة وكل مِنْهُمَا مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية وَرِوَايَة وبرع فِي الحَدِيث متْنا وإسنادا وشارك فِي الْفَضَائِل وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بالديار المصرية وَغَيرهَا بِالْحِفْظِ والاتقان والمعرفة مَعَ الدّين والصيانة والورع والعفاف والتواضع والمروءة وَالْعِبَادَة ومحاسنه كَثِيرَة وَقد رَأَيْت الأقفهسي مدحه بقصيدة أَولهَا:

(حَدِيث وجدي فِي هواكم قديم

وَالصَّبْر ناء واشتياقي مُقيم)

وَكَذَا مدحه بالنظم غير وَاحِد وترجمته مُحْتَملَة للبسط وَهُوَ مترجم فِي عدَّة

ص: 176

معاجم وَفِي الْقُرَّاء والحفاظ وَالْفُقَهَاء والرواة والمصريين وَكَذَا تَرْجَمته فِي الْمَدَنِيين، وَقَالَ المقريزي فِي السلوك)

شيخ الحَدِيث انْتَهَت إِلَيْهِ رياسته وَلم يزدْ، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَذكر لنا إِنَّه كَانَ معتدل الْقَامَة إِلَى الطول أقرب كث اللِّحْيَة يصدع بِكَلَامِهِ أَرْبَاب الشَّوْكَة لَا يهاب سُلْطَانا فضلا عَن غَيره، وفيمن أخذت عَنهُ خلق مِمَّن أَخذ عَنهُ رِوَايَة ودراية أَجلهم شَيخنَا ثمَّ مستمليه والشرف المراغي والعز بن الْفُرَات والشهاب الحناوي والْعَلَاء القلقشندي وَتَأَخر من روى عَنهُ بِالسَّمَاعِ إِلَى بعد الثَّمَانِينَ بِقَلِيل وبالاجازة زَيْنَب الشوبكية وَكَانَ لِلْأُمَرَاءِ فِي أَوَاخِر ذَاك الْقرن اعتناء بالعلماء فَكَانَ لكل أَمِير عَالم بِالْحَدِيثِ يسمع النَّاس وَيَدْعُو النَّاس للسماع فاتفق أَن الْجلَال عبيد الله الأردبيلي وَالِد الْبَدْر بن عبيد الله أحد مشاهير الْحَنَفِيَّة كَانَ مِمَّن يتَرَدَّد لنوروز بِسَبَب اسماع الحَدِيث عِنْده فَقيل لَهُ إِن شيخ الحَدِيث هُوَ الْعِرَاقِيّ فاستدعى بِهِ فَلَمَّا حضر قَالَ عبيد الله مرسومكم قد حصل الِاسْتِغْنَاء فَقَالَ بل كونا مَعًا وَالظَّاهِر إِن الْعِرَاقِيّ ترك المجئ من ثمَّ فَإِن أميره كَانَ إِمَّا أيتمش صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب الْوَزير أَو يشبك الناصري الْكَبِير فقد حكى لنا الْمُحب ابْن الْأَشْقَر أَنه سمع على الْعِرَاقِيّ كلا الصَّحِيحَيْنِ بمجلسه وَإِن الشَّيْخ لم يكن يجلس إِلَّا على طَهَارَة فَكَانَ إِذا أحدث قطع الْقَارئ الْقِرَاءَة حَتَّى يتَوَضَّأ وَلَا يسمح بِالْمَشْيِ على بِسَاط الْأَمِير بِدُونِ حَائِل انْتهى. وَيحْتَمل أسماعه عِنْد الْجَمِيع. مَاتَ عقب خُرُوجه من الْحمام فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء من شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربتهم خَارج بَاب البرقية وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة وَقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الذَّهَبِيّ، وَمَات وَله احدى وَثَمَانُونَ سنة وَربع سنة نَظِير عمر السراج البُلْقِينِيّ، قَالَ شَيخنَا وَفِي ذَلِك أَقُول فِي المرثية:

(لَا يَنْقَضِي عجبي من وفْق عمرهما

الْعَام كالعام حَتَّى الشَّهْر كالشهر)

(عاشا ثَمَانِينَ عَاما بعده سنة

وَربع عَام سوى نقص لمعتبر)

وأشير بذلك إِلَى أَنَّهُمَا لم يكملا الرّبع بل ينقص أَيَّامًا قَالَ وَقد أَلممْت برثائه فِي الرائية الَّتِي رثيت بهَا البُلْقِينِيّ يَعْنِي وَسبق مِنْهَا مَا تقدم وخصصته بمرثية قافية وساقها أَولهَا:

(مصاب لم ينفس للخناق

أصار الدمع جارا للأماقي)

(فروض الْعلم بعد الزهو ذاو

وروح الْفضل قد بلغ التراقي)

وَمن نظمه مِمَّا سبقه لمعناه الذَّهَبِيّ:

(إِذا قَرَأَ الحَدِيث على شخص

وأمل ميتتي ليروج بعدِي)

(فَمَاذَا مِنْهُ انصاف لِأَنِّي

أُرِيد بَقَاءَهُ وَيُرِيد فقدي)

ص: 177

)

وَمِنْه مِمَّا سبق أَيْضا لنحوه:

(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة

بِمصْر فَفِيهَا من أحب نزُول)

(وَهل أردن يَوْمًا موارد نيلها

وَهل يبدون لي رَوْضَة ونخيل)

وَقَوله فِي الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ:

(وَأفضل أَصْحَاب النَّبِي مكانة

ومنزلة من بشروا بجنان)

(سعيد زبير سعد عُثْمَان عَامر

عَليّ ابْن عَوْف طَلْحَة الْعمرَان)

وَقَوله ناسجا على منوال أحد الْمُحدثين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد السنجاري مِمَّا كتب بِهِ إِلَى الْكَمَال الشمني بعد موت شيخهما التَّاج بن مُوسَى السكندري المتوفي بهَا سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة:

(فِي عَام تسعين بعد سبع ميء

ثمَّ ثَمَان تعد بالضبط)

(لم يبْق بالثغر من يُقَال لَهُ

حَدثكُمْ وَاحِد عَن السبط)

وَقَوله ناسجا على منوال التقي السُّبْكِيّ دروس أَحْمد خير من دروس أبه البيتان كَمَا قدمتهما فِي الْوَلِيّ أَحْمد، وَفِي أَمَالِيهِ من نظمه الْكثير، قَالَ المقريزي فِي عقوده بعد أَن تَرْجمهُ إِنَّه كَانَ للدنيا بِهِ بهجة ولمصر بِهِ مفخر وَلِلنَّاسِ بِهِ أنس وَلَهُم مِنْهُ فَوَائِد جمة، وَمن فَوَائده قَالَ بت بِجَامِع عَمْرو لَيْلَة سَابِع عشري رَجَب فَأَنْشد سعد الأجذم على المنارة شَيْئا مِنْهُ: مَا كل مرّة تغْضب ترجع نصطلح حَلَفت إِن لم ترجعوا لنغضبن زمَان فَسمع هَذَا شخص فَصَرَخَ صرخة عَظِيمَة فَمَاتَ قَالَ وَصليت عَلَيْهِ ثَانِي يَوْم وَشهِدت جنَازَته رحمه الله وايانا ونفعنا ببركاته.

453 -

عبد الرَّحِيم بن صَدَقَة بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الزين بن فتح الدّين بن الشّرف المَخْزُومِي الْكرْدِي المحرقي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر وَيُونُس / الآتيين وَيعرف بِابْن صَدَقَة. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فاشتغل بِالْعلمِ وتميز وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد من الْمُتَأَخِّرين ولازم الزين زَكَرِيَّا فَعرف بِهِ وأقرأ صغَار الطّلبَة وجاور غير مرّة بالحرمين مِنْهَا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ مَعَه ابْنه أَبُو الْفَتْح فَكَانَ الْوَلَد يركب الْكُرْسِيّ للعامة ثمَّ رجعا وتخلفا فِي الينبوع ليركبا الْبَحْر لمزيد شدَّة وَعجز قبل ذَلِك مَعَ تدين وَسُكُون وفاقة وَهُوَ مِمَّن تردد إِلَى هُنَا وبمكة وَنعم الرجل.

454 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن الْمُوفق أبي ذَر بن الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري

ص: 178

الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي أَخُوهُ المحيوي مُحَمَّد. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص وَقطعَة من الْمطَالع، وَعرض على الْأمين الاقصرائي والكافياجي والزين قَاسم وَابْن الشّحْنَة الحنفيين والعز الْحَنْبَلِيّ والبرهان بن ظهيرة حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ وَآخَرين، وَسمع عَليّ الشاوي وَعبد الصَّمد الهرستاني والقطب الخيضري وسافر إِلَى الشَّام فَأخذ فِي الْفِقْه والأصلين عَن الْمُحب البصروي ولازمه بِحَيْثُ أوصى لَهُ عِنْد مَوته بتصانيفه، وَكَذَا أَخذ فِي الْأَصْلَيْنِ مَعَ الْعَرَبيَّة والمنطق وَالْعرُوض عَن الشّرف بن عيد وبرع فِيمَا بَلغنِي ودرس بالناصرية والظاهرية والعذراوية وَكَانَ اجلاسه فِي أَولهَا حافلا، وَجمع تَارِيخا لقضاة دمشق لم يكمل، وَكَذَا شرع فِي شرح لألفية ابْن مَالك، وتعفف عَن الولايات ثمَّ ولي كِتَابَة سر دمشق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وانفصل عَنْهَا فِي سنة خمس بالأسلمي سَلامَة الملقب محب الدّين بعد المجئ بِهَذَا من معتقله بقلعة دمشق وإهانة الأتابك لَهُ لدين لَهُ عَلَيْهِ مِمَّا لم يسهل بكثيرين سِيمَا الْملك بِحَيْثُ أرسل اميرآخور فَأَخذه من بَيته، ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده ثمَّ قدم مِنْهَا فِي الركب الشَّامي سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا ولقيني فِيهَا.

455 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد معِين الدّين بن صفي الدّين بن شهَاب الدّين الْحُسَيْنِي البمي الْكرْمَانِي الشَّافِعِي /. مِمَّن سمع مني وَعلي أَشْيَاء بِمَكَّة، وكتبت لَهُ اجازة فِي كراسة وسافر إِلَى بِلَاده.

456 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد الزين بن الْمجد بن الجيعان آخر إخْوَته /. ولد وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واعتنى كأقربائه بِالْمُبَاشرَةِ وَصَارَ الْمُتَكَلّم فِي البيبرسية ومدرسة أَبِيه الْمُجَاورَة لبيتهم، وَحج وصاهره التقي ابْن الرسام ثمَّ الشهَاب بن الفرفور ثمَّ حفيد عَمه التَّاج بن عبد الْغَنِيّ وَاحِدًا بعد آخر على ابْنَته، وتوالت عَلَيْهِ أمراض متنوعة، ودام انْقِطَاعه بهَا مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَمَا رَأَيْت فِي مستحقي مدرستهم من يحمده رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

457 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَافِي بن عبد الرَّحِيم بن عِيسَى بن شرف الصميدي بِمُهْملَة مصغر ثمَّ الصَّالِحِي محتسبها الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي /. ولد فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة احدى وَسِتِّينَ)

وَسَبْعمائة، وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت وعَلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الأول من انتخاب السلَفِي من أصُول جَعْفَر السراج

ص: 179

قَالَا أخبرنَا بِهِ التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَيحيى بن سعد قَالَ الثَّانِي حضورا عَلَيْهِمَا فِي الثَّالِثَة وَقَالَ الأول حضورا على أَولهمَا وسماعا على الثَّانِي كِلَاهُمَا عَن جَعْفَر الهمذاني قَالَ التقي سَمَاعا بِسَنَدِهِ وعَلى أبي الهول الْجَزرِي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وقريبه الْعَلَاء عَليّ بن الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي رَاجِح ورسلان بن أَحْمد الذَّهَبِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحسن ابْن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَفرج عَتيق الشّرف عبد الله بن الْحسن الحافظي جُزْء أبي الجهم بسماعهم لَهُ على الْحجاز زَاد أَبُو الهول وعَلى التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَزَاد هُوَ وَابْن دَاوُد وعَلى أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَزَاد ابْن دَاوُد وَابْن أبي رَاجِح وَابْن الرَّشِيدِيّ وعَلى يحيى بن مُحَمَّد بن سعد قَالَ الْأَرْبَعَة أخبرنَا بِهِ أَبُو المنجا بن الَّتِي سَمَاعا للأولين وإجازة للآخرين زَاد التقي وَابْن عبد الدَّائِم فَقَالَا وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو عبد الله بن الزبيدِيّ حضورا للتقي وسماعا للْآخر قَالَا أخبرنَا بِهِ أَبُو الْوَقْت بِسَنَدِهِ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْحِسْبَة بالصالحية أجَاز لي فِي استدعاء مؤرخ بشوال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَمَات بعد.

458 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد ابْن أبي الطَّاهِر بن عمر بن خَليفَة بن الشَّيْخ الْوَلِيّ أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ الشّرف أَبُو السعادات وَأَبُو الْفَضَائِل بن كريم الدّين أبي المكارم بن كَمَال الدّين أبي عبد الله بن سعد الدّين بن الْخَطِيب جمال الدّين الْقرشِي الْبكْرِيّ الصديقي الجرهي المحتد الشِّيرَازِيّ المولد الشَّافِعِي وَالِد الْعَفِيف مُحَمَّد أبي نعْمَة الله الْآتِي كل مِنْهُمَا وجره بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة حَسْبَمَا قَالَه لي الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَكَذَا رَأَيْته بِخَط بعض المتقنين من بِلَادهمْ لَكِن بِزِيَادَة فِي النِّسْبَة حَيْثُ قَالَ الجرهريني، ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بشيراز وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سِتّ وَأخذ عَن أَبِيه رِوَايَة ودراية وتفقه بأَخيه الغياث أبي مُحَمَّد بعد الله وأستاذه الْفَخر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي التبريزي صَاحب الْفَخر الجاربردي وبالقوام أبي المحاسن عبد الله بن مَحْمُود بن نجم الشِّيرَازِيّ وَسمع الْكَشَّاف عَليّ القَاضِي)

الْعَضُد وَعَلِيهِ وعَلى القوام والمعمر إِمَام الدّين حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد التبريزي وَسعد الدّين مُحَمَّد بن مَسْعُود البلياني

ص: 180

الكازروني وفريد الدّين عبد الْوَدُود بن دَاوُد بن مُحَمَّد الْوَاعِظ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الفالي / الْمَاضِي الشيرازيين سمع عَلَيْهِم الحَدِيث فِي آخَرين من أوائلهم أَبُو الْفتُوح الطاوسي بل حج مَعَه حجَّة الاسلام، وَسمع من إِمَام الدّين عَليّ بن مباركشاه الصديقي الساوي قَدِيما فِي سنة خمسين الصَّحِيح وَغَيره، وارتحل فَأخذ بِمَكَّة عَن العفيفين اليافعي وَيُقَال إِن رِوَايَته عَنهُ بالاجازة والنشاوري والكمال أبي الْفضل النويري وأخيه أبي الْحسن عَليّ والشهاب أَحْمد بن ظهيرة وأخيه الْعَفِيف عبد الله والأمين أبي الْيمن والمحب بن الشهَاب أَحْمد الطَّبَرِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن عبد الْمُعْطِي والتقي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الفاسي وَالشَّمْس بن سكر وَالْمجد الفيروزابادي وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة الْحرَازِي والشرف أبي الرّوح عِيسَى العجلوني وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة بلباسه لَهَا من الشَّمْس مُحَمَّد الخابوري قَالَ عَن السهروردي وَفِيه سقط وَكَذَا لبسهَا من النُّور مُحَمَّد بن عبد الله الْكرْمَانِي عَن الْمجد بن الشهَاب فضل الله التوربشتي عَن وَالِده عَن السهروردي، وَأخذ بِالْمَدِينَةِ عَن الزين الْعِرَاقِيّ الْكثير وببيت الْمُقَدّس عَن الْجلَال عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ والعفيف عبد الله البسطامي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الندرومي وبدمشق عَن الْحَافِظ أبي بكر ابْن الْمُحب وَأبي الهول الْجَزرِي ورسلان بن أَحْمد الذَّهَبِيّ وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن خطيب المزة وَيحيى الرَّحبِي وَأحمد ابْن عبد الْغَالِب الماكسيني والأمين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الشهَاب وَطَائِفَة وتلا هُنَاكَ الْقُرْآن مَعَ عرض الشاطبية على أبي الْجُود عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن السلار الدِّمَشْقِي وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وبمصر عَن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن جمَاعَة وَالْجمال عبد الله الْبَاجِيّ وَعبد اللَّطِيف بن عبد المحسن السُّبْكِيّ ابْن أُخْت التقي وَالْجمال الاميوطي والبلقيني وَابْن الملقن والتنوخي والصدر الْمَنَاوِيّ والحلاوي وَطَائِفَة وببغداد عَن الْكرْمَانِي وَغَيره وَمن شُيُوخه غَازِي بن عبد الله الْمزي أحد أَصْحَاب الْفَخر بن الفخاري، وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ من أَصْبَهَان أَبُو الْفتُوح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأيسي، وَهُوَ مكثر مسموعا وشيوخا بِالنِّسْبَةِ لأهل ناحيته حَتَّى انه سمع البُخَارِيّ على نَيف وَسبعين شَيخا من قبل الْخمسين إِلَى بعد السّبْعين وصحيح مُسلم على عشرَة فَأكْثر وكمل لَهُ سَماع الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي والدارمي وَغَيرهَا وَذكرت شَيْئا مِنْهَا فِي تَارِيخ)

الْمَدِينَة، وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين حَتَّى انه حج أَكثر من ثَلَاثِينَ مرّة

ص: 181

وَحدث بهما وببلاد فَارس بالكثير حَتَّى فِي مرض مَوته، سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ وَلَده الْعَفِيف مُحَمَّد فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَذكره فِي مشيخته وَبَالغ فِي مدحه والطاووسي وترجمه فَقَالَ كَانَ شَيخا كَبِيرا عَالما ناسكا حج قَرِيبا من خمسين حجَّة وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين وَسمع وأسمع سِنِين عديدة وَقَالَ لي أدْركْت من ثلثمِائة شيخ بِالسَّمَاعِ وَالْقِرَاءَة والاجازة بشيراز وَالْعراق ومصر وَالشَّام والحجاز قَالَ وشهرته تغني عَن بسط القَوْل فِيهِ، وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ التقي بن فَهد وابناه وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفرج المراغي سنة إِحْدَى وَعشْرين بالروضة النَّبَوِيَّة فِي المصابيح وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتلاوة وَالصِّيَام مَعَ كبر سنه حَرِيصًا على إِيقَاع الْخمس فِي الْجَمَاعَات. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشري صفر سنة ثَمَان وَعشْرين ببلادلار، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه كِلَاهُمَا بِاخْتِصَار.

459 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ خَلِيل القلعي /. كتب من دمشق على استدعاء مؤرخ بِسنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمَا علمت أمره.

460 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام الزين بن الْجمال الْحلَبِي / أحد عدولها. كَانَ رَأْسا فِي الْعَدَالَة وَمَعْرِفَة الشُّرُوط ذكيا ضابطا متقنا عَاقِلا سَاكِنا وصل إِلَى اللاذقية قبل أَن يرحل التتار عَن حلب فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث بِمَدِينَة الشّعْر وَدفن هُنَاكَ. ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا وَقَالَ كَانَ مشكور السِّيرَة فَاضلا أتقن الشُّرُوط وَرَأس فِيهَا.

461 -

عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب الْفَقِيه زين الدّين بن تَاج الدّين الطنتدائي / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بهَا. مَاتَ هُنَاكَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه ابْن الْمُنِير. عبد الرَّحِيم بن عُثْمَان بن الرومة السيلوني. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ.

463 -

عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان زين الدّين أَبُو نعيم بِالتَّصْغِيرِ بن الْعَلَاء أبي الْحسن السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي سبط الشَّمْس أبي أُمَامَة بن النقاش وأخو عبد الرَّحْمَن الْأَصَم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النقاش /. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتلا لأبي عَمْرو على بعض الْقُرَّاء واشتغل بالفقه والنحو وَالْأَدب على مَشَايِخ أَخِيه بل ذكر أَنه سمع البُخَارِيّ بِبَيْت الْمُقَدّس على أبي الْخَيْر بن العلائي. وَأَجَازَ لَهُ)

الزين الْعِرَاقِيّ وَله نظم كتب عَنهُ البقاعي من نظم طَبِيب كَانَ نَصْرَانِيّا ثمَّ أسلم لغزا فِي أَبَارِيق، وأرخ وَفَاته فِي سنة أَربع وَخمسين أَو الَّتِي قبلهَا وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ

ص: 182

وَقَالَ فِي التَّبْلِيغ لَهُ نفع الله بِهِ.

464 -

عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الزين الطولوني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / مهندس الْحرم وَيعرف بالمهندس وبابن الْبناء. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَهُوَ مِمَّن حفظ الْعُمْدَة والمنهاجين وألفية ابْن مَالك واشتغل.

عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ. / كَذَا سمى ابْن عزم وَالِده وَصَوَابه عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ وَقد مضى.

465 -

عبد الرَّحِيم بن غُلَام الله بن مُحَمَّد الزين المنشاوي ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالمنشاوي. / ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنشية المهراني، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع وَالْمُغني فِي أصولهم وألفية ابْن معطي وَابْن مَالك والكافية الشافية وَالتَّلْخِيص وَعرض على الْعَيْنِيّ وَغَيره وتفقه بِابْن الْهمام وَخير الدّين خضر الرُّومِي وَابْن الديري وَالشَّمْس التفهني، وَأخذ فِي الْأُصُول عَن أبي الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ وَحضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد ابْن قديد وجود الْقُرْآن على الشَّمْس الحكري وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير. وناب عَن ابْن الديري فَمن بعده ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَحج وجاور غير مرّة وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على أَخِيه أبي الْفرج بل وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على البوتيجي وَاسْتقر فِي تدريس القانبيهية بعد موت النَّجْم القرمي والماسية بِبَاب القرافة من واقفها وتدريس الْفَرَائِض بالمنجكية لجوهر المنجكي، واختص بتغري بردى ططر وأقرأه وسافر مَعَه حِين تَأمر على الْحَج، وَتردد إِلَى قبل ذَلِك وَبعده وَلما انفق لقَاضِي الْحَنَفِيَّة الْغَزِّي تِلْكَ النَّوَازِل عين للْقَضَاء بدله وَيُقَال أَنه بِقدر معِين وَيكون بَاقِي المعاليم للذخيرة ثمَّ حصل الانثناء عَنهُ بعد كَلَام كثير من عبد الْبر وَنَحْوه وَقرر الأخميمي وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عَاقل درب منجمع متوسط الْفَضِيلَة. وَهُوَ مِمَّن فر وَمَعَهُ ولداه لمَكَّة بحرا حِين طاعون سنة سِتّ وَتِسْعين فدام بهَا حَتَّى مَاتَ.

466 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن صديق التَّاج أَبُو الْيُسْر وَأَبُو الْيمن وَأَبُو الْفضل وَأَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس أبي عبد الله بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الامام ظهير الدّين أبي المناقب الطرابلسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْأمين أبي نصر عبد الْوَهَّاب ووالد الْمعِين مُحَمَّد / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن الطرابلسي. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وعرضها على أَئِمَّة واشتغل يَسِيرا وأسمع بِالْقَاهِرَةِ على حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مناع التكريتي

ص: 183

الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد وعَلى الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك المسلسل وَاخْتِلَاف الحَدِيث وَالْأَدب الْمُفْرد وعَلى إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الامدي وناصر الدّين أبي الْفَتْح نصر الله ابْن أَحْمد القَاضِي الْحَنْبَلِيّ الشفا وعَلى الصَّدْر مُحَمَّد بن الْعَلَاء عَليّ بن مَنْصُور القَاضِي الْحَنَفِيّ صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى التنوخي المسلسل ومسند الدَّارمِيّ وَعبد وجزء أبي الجهم وَأَشْيَاء وَكَذَا سمع المسلسل على الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد الحكار والشرف أبي بكر بن جمَاعَة وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جُزْء البطاقة فِي آخَرين كالصلاح البلبيسي وَالشَّمْس ابْن الخشاب وَابْن الشيخة والسويداوي وبمكة بعد الثَّمَانِينَ على النشاوري الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الاميوطي صَحِيح مُسلم فَقَط وعَلى القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين على ابْن صديق موافقات الدَّارمِيّ وعَلى الْمجد اللّغَوِيّ خطْبَة قاموسه وخطبة الْمرقاة الوفية إِلَى طَبَقَات الْحَنَفِيَّة وَإِلَى بَدْء الْوَحْي من شَرحه للْبُخَارِيّ منح الْبَارِي بالسيح الفسيح الْجَارِي وَتَنَاول المجلد الأول مِنْهُ وَجَمِيع المصنفين قبله، وَأَجَازَ لَهُ القيراطي وَابْن رَجَب وَأَبُو الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَسعد الله الاسفرائيني والشهاب أَحْمد بن ظهيرة وَآخَرُونَ، وناب عَن أَخِيه فَمن بعده إِلَّا ابْن العديم وَولده فَلم ينب عَنْهُمَا رِعَايَة لِأَخِيهِ. وَولي أَيْضا افتاء دَار الْعدْل والتدريس بالعاشورية وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه يصمم فِي الْأَحْكَام وَلَا يتساهل كَغَيْرِهِ، وأقعد بِأخرَة وحصلت لَهُ رعشة فِي بدنه ثمَّ فلج فحجب وَأقَام كَذَلِك سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم عقب الْجُمُعَة ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رحمه الله وإيانا.

467 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو النَّصْر بن أبي حَامِد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن حَامِد. ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسمع على جده وَعم أَبِيه الشَّمْس مُحَمَّد بِقِرَاءَة ابْن فَهد، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا والبرهان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصَّحَابَة وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشرابيشي وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة وَابْنَة الشرائحي فِي آخَرين. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر رَمَضَان سنة تسعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن من الْغَد بمقبرة ماملا.

468 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد الزين والشرف بن الشَّمْس بن التقي القلقشندي ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الْحَافِظ العلائي / ووالد أَحْمد وَعلي وأخو عبد الرَّحْمَن

ص: 184

وَأبي بكر وَيعرف كسلفه بِابْن القلقشندي.

ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل على أَبِيه وَغَيره، وَفضل وتميز حَتَّى صَار عين الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ وَسمع بأخباره من جده التقي الصَّحِيح أخبرنَا بِهِ الحجار ووزيرة، وَكَذَا سمع على الزيتاوي وَغَيره، ودرس بأماكن وَولي خطابة الْأَقْصَى شركَة لغيره، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته رَأَيْت خطه على فَتْوَى تدل على كَثْرَة استحضاره وجودة تصرفه قَالَ وَلما سكن الْهَرَوِيّ هُنَاكَ حصل بَينهمَا شرور كَثِيرَة ومرافعات وقوى الْهَرَوِيّ عَلَيْهِ انْتهى. والفتيا الْمشَار إِلَيْهَا كَانَت وَردت فِي سنة سِتّ عشرَة من الرّوم تَتَضَمَّن السُّؤَال عَن أُمُور وَردت من مخلول أَو مَجْنُون وَلَكِن لم أَقف على الْأَجْوِبَة فَأَعْرَضت عَن كتَابَتهَا، وَقد لقِيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة بِبَيْت الْمُقَدّس فَأخذ عَنهُ وَوَصفه بالامام الْعَلامَة شرف الدّين وَكَانَ رَفِيقه فِي الْأَخْذ عَنهُ الْمُوفق الأبي. مَاتَ فِي آخر سنة عشْرين عَن أَزِيد من خمسين سنة وَرَأَيْت من أرخه فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين رحمه الله.

469 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صلح الزين الهيثمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أبي البركات مُحَمَّد وأخو عبد الله وَعبد الْعَزِيز وَابْن أخي الْحَافِظ النُّور الهيثمي /. لَازم الْعِرَاقِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ تَخْرِيج الْأَحْيَاء وَغَيره من تصانيفه وَكَذَا لَازم وَلَده الْوَلِيّ بل واستملى عَلَيْهِ أَحْيَانًا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَسمع أَيْضا على الهيثمي وَغَيره وعَلى وَالِده فِيمَا ظَنّه الزين رضوَان، ولي مشيخة الزمامية بالصحراء وَغير ذَلِك. وَكَانَ فَاضلا تَأَخّر إِلَى بعد الثَّلَاثِينَ رحمه الله.

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / أَظُنهُ ابْن الإِمَام الْآتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ.

470 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن حسن بهاء الدّين خواجة بن القَاضِي الْفَاضِل الشَّمْس بن فَخر الْقُضَاة والأكابر القَاضِي إِمَام الدّين الْمَكِّيّ الأَصْل الاردستاني الشَّافِعِي / تلميذ فضل الله الْآتِي. شَاب فَاضل سمع مني وَعلي بِمَكَّة مَا سَمعه وقرأه شَيْخه الْمشَار إِلَيْهِ وكتبت لَهُ فِي مَجْمُوعه.

471 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بكتمر الزيني بن نَاصِر الدّين ابْن جمال الدّين بن الْأَمِير الْحَاجِب / صَاحب الْمدرسَة وَالدَّار الْمُجَاورَة لَهَا بِبَاب النَّصْر ووالد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَعبد الله وَألف، وَيعرف كسلفه بِابْن الْحَاجِب من بَيت رياسة وحشمة وَله هُوَ وجاهة متوسطة فِي الدولة. مَاتَ قبيل الْخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَت لَهُ أَخْبَار جمة فِي الوسواس وتطهير الثِّيَاب والأواني خَارِجَة

ص: 185

عَن الْحَد فِيهَا مَا يضْحك مِنْهُ وَتَبعهُ ابْنه وَلَكِن لم يبلغ مبلغه، وَقد تَرْجَمته فِي سنة ثَلَاث وَخمسين من التبر المسبوك.

472 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد بن المؤرخ نَاصِر الدّين بن الْعِزّ أبي الْفضل بن الْفُرَات الْمصْرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْفُرَات باسم النَّهر من بَيت شهير. ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والبداية فِي الْمَذْهَب وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة من أَئِمَّة أَرْبَاب الْمذَاهب فَمن أَئِمَّة مذْهبه السراج الْهِنْدِيّ وأكمل الدّين والصدر مُحَمَّد حفيد الْعَلَاء بن التركماني وَالشَّمْس الطرابلسي وَأَبُو بكر بن التَّاجِر وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الصَّائِغ وَمُحَمّد بن السكرِي وَمن الشَّافِعِيَّة الضياء بن سعد الله الْقزْوِينِي والكلائي مُصَنف الْمَجْمُوع والبلقيني وَابْن الملقن والابناسي وَمُحَمّد بن أَحْمد الشَّامي والبدر حسن بن الْعَلَاء عَليّ القونوي والصدر الْمَنَاوِيّ وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة وَعبد الْعَزِيز السُّيُوطِيّ وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن خضر وَمُحَمّد بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَمن الْمَالِكِيَّة ابْن مَرْزُوق الْكَبِير والشرف بن عَسْكَر الْبَغْدَادِيّ وَحَمْزَة بن عَليّ الْحُسَيْنِي والبرهان الاخنائي وَأحمد بن عمر بن عَليّ بن هِلَال الربعِي وَمن الْحَنَابِلَة الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد الْكِنَانِي وَالشَّمْس الزَّرْكَشِيّ شَارِح الْخرقِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَسليمَان بن أَحْمد الْكِنَانِي، وأجازوا لَهُ مَعَ غَيرهم مِمَّن تركته مِمَّن لم يجز، وَأخذ الْفِقْه عَن قَاضِي مذْهبه الشّرف بن مَنْصُور وَالْجمال الْمَلْطِي وَغَيرهمَا وَأَجَازَهُ ثَانِيهمَا بالافتاء والتدريس والنحو عَن الْمُحب بن الْجمال بن هِشَام بحث عَلَيْهِ شرح الشذور لوالده والبرهان الدجوي بحث عَلَيْهِ شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَغَيرهمَا والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ شَرحه لألفيته ونكته على ابْن الصّلاح، وَكَانَ يصفه فِي التَّبْلِيغ بالشيخ الإِمَام بل أذن لَهُ فِي)

إقرائهما وَسمع عَلَيْهِ بعض عشارياته وَغَيرهَا بمشاركة الْحَافِظ الهيثمي وَكتب عَنهُ كثيرا من أَمَالِيهِ وَأثبت المملي اسْمه فِي كثير من مجالسه وَحضر دروس البُلْقِينِيّ الْكَثِيرَة فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهمَا. وَمِمَّا أَخذه عَنهُ بعض محَاسِن الِاصْطِلَاح وَكَذَا لَازم الْعِزّ مُحَمَّد بن جمَاعَة فِي كثير من الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ وَسمع على الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن التكريتي فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد ومنتقي من ذمّ الْكَلَام للهروي وعَلى قَاضِي مذْهبه الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَأبي عَليّ الْمُطَرز وَالْجمال الرَّشِيدِيّ الْجُزْء الرَّابِع وَالْخَامِس من أبي دَاوُد فِي سنة تسعين وَوصف فِي الطَّبَقَة بِالْقَاضِي

ص: 186

وعَلى الْمجد وَحده كتاب الْأَرْبَعين الجهادية لِابْنِ عَسَاكِر وعَلى وَالِده الشفا بفوت يسير وعَلى الْجمال عبدا لله بن الْعَلَاء الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم، وَذكر لي غير مرّة أَنه سمع البُخَارِيّ على الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم نجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه بلَى قد أجَاز لَهُ خلق انْفَرد بالرواية عَن أَكْثَرهم فِي الدُّنْيَا فَأجَاز لَهُ فِي عَاشر شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ الْعِزّ أَبُو عمر بن جمَاعَة فهرست مروياته بِالسَّمَاعِ والاجازة وَهُوَ خبط عَم وَالِده عبد الْخَالِق بن عَليّ وَأرْسل شَيخنَا بذلك ورقة بِخَطِّهِ لصَاحب التَّرْجَمَة كَانَت عِنْده أوردتها فِي مَوضِع آخر، وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي استدعاء آخر مؤرخ بسابع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَجَمَاعَة وَفِي آخر بِذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين خلائق وبآخر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين طَائِفَة، وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ من الْأَعْيَان الشهَاب بن النَّجْم والبدر بن الجوخي وزغلش وست الْعَرَب وَابْن أميلة والشحطبي والبياني وَابْن عَطاء الله الْحَنَفِيّ وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن بِشَارَة وَغَيرهم من أَصْحَاب الْفَخر وَأحمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْحُسَيْن البعلي وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاج السكندري والزيتاوي والقيراطي والصفدي والتاج بن السُّبْكِيّ والكرماني والسوق والمنبجي وَعلي بن إِبْرَاهِيم الصهيوني، وعدة من أجَاز لَهُ نَحْو من مِائَتي نفس وَثَلَاثِينَ نفسا خرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد عَن أَكْثَرهم مشيخة لم يَتَيَسَّر لَهُ الارسال بهَا إِلَيْنَا، وناب فِي الْقَضَاء سنة إِحْدَى عشرَة عَن الْأمين الطرابلسي فَمن بعده بعد الظَّاهِر أَنه نَاب عَن الْمجد إِسْمَاعِيل فقد وصف كَمَا قدمْنَاهُ بِالْقَاضِي فِي طبقَة سَماع عَلَيْهِ، وَحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَعمل تصنيفا فِي ترك الْقيام سَمَّاهُ تذكرة الْأَنَام فِي النَّهْي عَن الْقيام فرغه فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَذَا لخص مسَائِل شرح منظومة ابْن وهبان فِي الْمَذْهَب وَسَماهُ نخبة الْفَوَائِد المستنتجة من كتاب عقد القلائد فِي حل قيد)

الشرائد ونظم الفرائد وَكَانَ تلخيصه لَهُ فِي سنة سِتّ عشرَة إِلَى غير ذَلِك من المجاميع والفوائد، وَحدث بالكثير وَقصر أَصْحَابنَا فِي عدم الاكثار عَنهُ كصنيعهم فِي غَيره من المسندين وَأما أَنا فلازمته كثيرا بِحَيْثُ لَا أعلم من حمل عَنهُ بِحَمْد الله أَكثر مني، وَرُبمَا استعنت برسالة شَيخنَا إِلَيْهِ فِي ترغيبه فِي الاسماع وطواعيته لي فِي غير ذَلِك إِذا رَأَيْت مِنْهُ مللا فيسر بذلك وَكَانَ خيرا فَاضلا صَدُوقًا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس حَرِيصًا على الانتصاب فِي مَجْلِسه لفصل القضايا والاحكام والتفرغ لذَلِك يقْصد للاشتغال من الْأَمَاكِن النائية لقدمه ومعرفته، ورام الْجَمَاعَة مِنْهُ التصدي لَهُم من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال ويساعدونه فِي نَفَقَة عِيَاله بِقدر لَهُ وَقع فَامْتنعَ وَقَالَ لَا آخذ على

ص: 187

التحديث أُجْرَة وَلَكِن تقرءون على الْفَتْح من غير تَقْيِيد بِمدَّة طَوِيلَة، ومتعه الله بسمعه وبصره حَتَّى مَاتَ، وَكَانَت وَفَاته فِي يَوْم السبت سادس عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء رحمه الله وإيانا، وَقد رَأَيْت شَيخنَا رَحمَه اله تَرْجمهُ بِمَا نَصه: وَقد جَازَ التسعين ممتعا بسمعه وبصره وَحدث بالكثير فِي أَوَاخِر عمره وَظَهَرت لَهُ اجازات من منسدي ذَلِك الْعَصْر مِمَّن سمع من الْفَخر وَنَحْوه فَانْفَرد عَن الْكثير مِنْهُم وَكَانَ قد اشْتغل قَدِيما وناب عَن القَاضِي الْحَنَفِيّ، وَحدث عَنهُ أَبوهُ فِي تَارِيخه بأَشْيَاء أودعها إِيَّاه وَقَالَ أَيْضا فِي بعض الاستدعاءات بِجَانِب خطه والعزحي مَا نَصه: سمع من أَبِيه وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا المسندين وَسمع قبلنَا من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع من المسندين بِالشَّام ومصر وَحدث بالكثير وَهُوَ الْآن مُسْند الديار المصرية انْتهى كَلَام شَيخنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وقرأت بِخَط البقاعي: وَهُوَ إِنْسَان جيد فَاضل متثبت مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ من بَيت علم قَالَ وصنف أَشْيَاء دلّت على جودة ذهنه وَضعف عربيته وقصور عِبَارَته كَذَا قَالَ.

473 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد التقي أَبُو الْفضل بن الْمُحب القاهري الشَّافِعِي شَقِيق الرضى مُحَمَّد وَأحمد / الْمَذْكُورين فِي محليهما والتقي الْأَصْغَر، وَيعرف كأبيه بِابْن الاوجاقي. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَزعم أَن أمه شريفة اسْمهَا بدر الشّرف ابْنة أَحْمد الْحُسَيْنِي فَالله أعلم. وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتقريب للعراقي والمنهاج الفرعي وَأخذ عَن أَبِيه علوما جمة كالتفسير والقراءات والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الاصول وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من العقلات وَعَن ابْن قديد والشمني التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام ولازم ثَانِيهمَا فِي كثير من الْفُنُون وَعَن البوتيجي وَأبي الْجُود الْفَرَائِض وَعَن شَيخنَا بقرَاءَته فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل وَحمل عَنهُ أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَعَن الشهَاب السكندري فِي الْقرَاءَات فِي آخَرين كالقاياتي والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والبدرشي والقلقشندي والمحلي والمناوي واختص بِهِ كثيرا وَكَانَ يبجله والتقي الحصني والكريمي تلميذ الشريف والشرواني وكالبدر الْعَيْنِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام والبساطي والمحب بن نصر الله وَسمع على الزَّرْكَشِيّ وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ والمراغي والتقي بن فَهد وَالسَّيِّد عفيف الدن الايجي وَآخَرين بِمَكَّة مِنْهُم الزين بن عَيَّاش فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَسمع مِنْهُ شَيْئا من نظمه وقاضيها أَبُو السعادات بن ظهيرة

ص: 188

وتذاكر مَعَه وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَطَائِفَة بِبَيْت الْمُقَدّس مِنْهُم الزين ماهر والشهاب بن قرا وتذاكر مَعَهُمَا، وأجاه من أهل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة قاضيها فتح الدّين بن صَالح وَأَبُو الْفرج المراغي وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة مَعَ التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة والانجماع سِيمَا بعد فقد ولد لَهُ وَأَنْشَأَ بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي ربة وَقَالَ فِيهَا:

(أَنا فِي جوَار إِمَام مذهبي الَّذِي

فاق الْأَئِمَّة بانتساب رَافع)

(وَإِذا تشفع ذُو الذُّنُوب بجاهه

عِنْد الْكَرِيم أجاره للشَّافِعِيّ)

وَله نظم كثير عِنْدِي بِخَطِّهِ فِي التَّارِيخ الْكَبِير مِنْهُ جملَة فِيهَا رثاؤه لشَيْخِنَا وللمناوي، وَقد تضعضع حَاله فِي مُنَازعَة بَينه وَبَين الزيني زَكَرِيَّا بِسَبَب حوانيت وَغَيرهَا بالشارع آل الْأَمر فِيهَا إِلَى أَنَّهَا من المجرى فِي أوقاف الشَّافِعِي وَأَن الْمُسْتَند المسوغ لوضع يَده عَلَيْهَا فِيهِ أُمُور مُنكرَة أَكْثَرهَا من صَنِيعه فِيمَا قيل بل وَنسب إِلَيْهِ مَا هُوَ أبشع من هَذَا ورثى لَهُ مَعَ ذَلِك صاحبنا الشَّمْس الامشاطي قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَصَارَ يتوجع لَهُ الْقُدْرَة التقي على استجلاب خاطره وَحسن الْخطاب مِنْهُ بِظَاهِرِهِ حَتَّى مَشى أمره عِنْده وَلَوْلَا عاقته بِالْمرضِ لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَقد ظهر لي بقرائن تساهله فِي النَّقْل وَنَحْوه مَعَ مزِيد ذكاء وَفضل واقتدار على التَّعْبِير عَن مُرَاده بل هُوَ أدل الْخِصَام، وَهُوَ مِمَّن تردد إِلَيّ غير مرّة وَكَانَ مِمَّا كتبه لي من نظمه ليكتب على قَبره:

(تَقول نَفسِي أتخشى

من هول ذَنْب عَظِيم)

)

(لَا تختشى من عِقَاب

فَأَنت عبد الرَّحِيم)

وَحج غير مرّة وجاور وأقرأ بعض الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا هُنَا وَأفْتى وَبعد هَذِه الكائنة تزايد انجماعه وَلكنه اخْتصَّ فِي غضوها وَبعدهَا بتنبك قرا وَرُبمَا قَرَأَ الْأَمِير عَلَيْهِ.

474 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْبَدْر عبد اللَّطِيف ابْن القَاضِي التقي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى زين الدّين بن التَّاج بن الْعَلَاء العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الموقت / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن رزين من بَيت جلالة. مِمَّن أَخذ عَن النُّور بن النقاش الْمِيقَات وَرُبمَا اشْتغل بِغَيْرِهِ وبرع فِيهِ وَفِي حل التَّقْوِيم بِكَمَالِهِ مَعَ تفرده بضبط الْأَوْقَات وتدقيقه فِي شَأْنه وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي ذَلِك، وباشر الرياسة بِجَامِع الْحَاكِم أصلا ونيابة عَن شريكيه فيهان وَكَانَ عبوسا سَاكِنا رَاغِبًا فِي الِانْفِرَاد. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَظهر الْخلَل بعده فِي الْجَامِع الْمشَار إِلَيْهِ رحمه الله وإيانا.

475 -

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الْجمال بن القَاضِي الشَّمْس البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط السراج

ص: 189

ابْن الملقن وأخو الْبَهَاء مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كأبيه بالبالسي. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا وَلم ينجب لكنه سمع على الشّرف بن الكويك وَلَا أستبعد أَن يكون سمع أَو حضر على جده لأمه وَأَنه أجَاز لَهُ جمَاعَة، وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما وباشر فِي جِهَات كالصالحية والبرقوقية والسابقية شركَة لِأَخِيهِ ثمَّ لوَلَده وَكَانَ سَاكِنا جَامِدا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

476 -

عبد الرَّحِيم بن الخواجا جمال الدّين مُحَمَّد بن مهْدي بن حسن الطَّائِي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.

477 -

عبد الرَّحِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين أخي أَسد وَالِد القَاضِي الشهَاب بن أَسد الاميوطي الأَصْل البهائي ابْن خَالَة الأهبل وَيعرف كأبيه بِابْن عَلَاء الدّين. / مِمَّن تكسب بِالتِّجَارَة فِي الْبَز وَغَيرهَا وتمول وعامل فَكَانَ مِمَّن اقْترض مِنْهُ الدموهي قَاضِي الْحَوْض بِحَيْثُ جلس عِنْده للشَّهَادَة وقتا ثمَّ فَارقه وَدخل الصَّعِيد وَبعده سكن بجوار جَامع طولون دهرا وسافر للشام فِي طلب غَرِيم لَهُ فَكَانَت منيته غَرِيبا وحيدا سنة إِحْدَى وَتِسْعين وضاعت تركته وَأَظنهُ قَارب السّبْعين وَمَا تهَيَّأ لَهُ الْحَج عَفا الله عَنهُ.

عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي. / أَظُنهُ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم لَكِن عبارَة مستدعية موهمة.

478 -

عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عقيل الزين بن الْبَهَاء بن المحيوي أبي الْمَعَالِي السّلمِيّ البعلي / خطيبها وَابْن خطيبها الشَّافِعِي. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ الْكَاتِب المجود الشهير المترجم فِي الدُّرَر وَابْنه صَغِير فرباه جسده المترجم أَيْضا فِي الدُّرَر واستقرت خطابة بَلَده باسمه تبعا لسلفه فَإِنَّهَا بيدهم مُنْذُ أَرْبَعمِائَة سنة فِيمَا قيل وَحدث عَن الحجار وَغير بالاجازة وَكَانَ من أَعْيَان شُهُود بَلَده مَوْصُوفا بِالْخَيرِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

479 -

عبد الرَّحِيم بن أبي الْهدى بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عبد الرَّحْمَن. / سمع على الزين المراغي.

480 -

عبد الرَّحِيم بن محيي الدّين بن الجيعان وَأَبوهُ ابْن عَم العلمي شَاكر /. بَاشر بعد وَالِده اسْتِيفَاء البيمارستان وَغَيره من وظائفه إِلَى أَن مَاتَ سنة خمس

ص: 190

وَخمسين وَاسْتقر بعده فِي الِاسْتِيفَاء الزين عبد الباسط بن العلمي الْمشَار إِلَيْهِ.

481 -

عبد الرَّحِيم بن الامام الْحَنَفِيّ زين الدّين / أحد النواب. لم يكن بِهِ بَأْس. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشري رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه الْعَيْنِيّ وَلكنه سَهَا فَسَماهُ عبد الرَّحْمَن، وَأما شَيخنَا فَقَالَ عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الرُّومِي الْحَنَفِيّ زين الدّين نَائِب الحكم اشْتغل قَلِيلا وتنزل فِي الْمدَارِس وناب فِي الحكم مُدَّة، وَمَات فِي رَجَب الْمَذْكُور وَقد قَارب السّبْعين أَو أكملها. انْتهى. وَمَا أَظُنهُ إِلَّا ابْن الامام وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي بني الرُّومِي فِي هَذَا الْوَقْت من اسْمه عبد الرَّحِيم حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ بَعضهم فَالله أعلم.

عبد الرَّحِيم بن ظهيرة. هُوَ ابْن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله. /

482 -

عبد الرَّحِيم شيخ الشُّيُوخ الزيني الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ بن النَّقِيب. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَولي مشيخة التنكزية والارغونية وَأعَاد بالمعظمية. وَمَات فِي عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين.) :::

483 -

عبد الرَّحِيم الحصيني / قَاضِي الانكحة بتونس. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ.

484 -

عبد الرَّحِيم العباسي الشَّافِعِي /. مِمَّن قرض للبدري مَجْمُوعَة قريب السّبْعين

485 -

. عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم تَاج الدّين بن سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ عَم الْأمين إِبْرَاهِيم بن الهيصم / الْمَاضِي وجد إِبْرَاهِيم ويوسف ابْني عبد الْكَرِيم بن بركَة الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب جكم لأمه وأخو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن الهيصم يُقَال انه من ذُرِّيَّة الْمُقَوْقس. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتميز فِي الْمُبَاشرَة وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي كِتَابَة المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وَكَانَ أحد الْأَسْبَاب فِي نكبة الْجمال الاستادار وَاسْتقر بعده فِي وظيفته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة ثمَّ بعد الاستادارية ولي الْوزر وَوَقعت لَهُ كوائن فيهمَا إِلَى أَن عَزله الْمُؤَيد وَاسْتمرّ فِي دَاره بطالا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف فِي نظر الْمُفْرد مَعَ الزين عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ ابْن أبي الْفرج الاستادار فَلم ينْتج أمره وعزل وتعطل حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ المقريزي أَنه اسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَاسْتقر عوضه فِيهَا التَّاج عبد الْوَهَّاب بن الخطير فَالله أعلم. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ شَيخا مقداما جريئا مَعَ ظلم وعسف وَلذَا لم تشكر سيرته فِي ولاياته، وَهُوَ إِلَى الطول أقرب مَعَ خلل بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ كتب فِي الْمُفْرد ثمَّ ولي الاستادارية بعد جمال الدّين ثمَّ الوزارة فِي الدولة المؤيدية ونكب مرَارًا.

486 -

عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الْمَقْدِسِي الأَصْل

ص: 191

الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الحريري أَخُو إِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحِيم وَمُحَمّد. / ولد فِي سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالقبيبات من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع على أَبِيه والشاطبية وَفِي الْفِقْه الْكَنْز والاخسيكتي فِي أصولهم وتصريف الْعزي والملحة وإيساغوجي وَعرض على مَشَايِخ بَلَده ثمَّ بِمَكَّة سنة تسع وَخمسين على ابْن الْهمام وَقبل ذَلِك سنة ثَمَان فِي الْقُدس على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وسراج الرُّومِي بل قَرَأَ عَلَيْهِ حلا فِي الْكَنْز وعَلى أبي الْعَزْم الحلاوي فِي الْعَرَبيَّة بل أَخذه فِي بَلَده عَن الشّرف بن عيد والعز بن الْحَمْرَاء ولازم أَولهمَا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الزرعي وَسمع على الْبُرْهَان النَّاجِي وَأكْثر من ملازمته، وَجلسَ لتأديب الابناء بِجَامِع منجك وتكسب أَولا بإدارة دواليب الْحَرِير ثمَّ ترك ذَلِك وَحج غير مرّة أَولهَا سنة سبع وَخمسين وجاور سنة سِتِّينَ وَدخل مصر بعْدهَا ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين واستأنست بِهِ فَنعم الرجل.

487 -

عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن أبي بكر الزين أَبُو الصَّفَا البقلي بِالْمُوَحَّدَةِ / لسكناه بزاوية عَليّ البقلي. بِالْقربِ من القبيبات القاهري الْحَنَفِيّ أحد صوفية الشيخونية. ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده على سميه الطرابلسي الْآتِي قَرِيبا بل جمع للسبع على ابْن الحمصاني وَحفظ الشاطبية والعمدة وَبَعض الْمجمع فِي فقههم وَقَرَأَ فِي الْمِيقَات على حسن القميري والعز الوفائي واشتغل عِنْد الزين قَاسم ونظام وَغَيرهمَا كخير الدّين الرُّومِي، وسافر اسكندرية فَقَرَأَ على الشَّمْس المالقي وَكَذَا دخل دمياط وَأم بِالظَّاهِرِ تمربغا ثمَّ بتغري بردى ططر وسافر مَعَه إِلَى الشَّام وحلب وانْتهى لعنتاب بل حج مَعَه حِين كَانَ أَمِير الْمَحْمِلِيُّ بعد حج قبل ذَلِك بِقَلِيل، وَسمع البُخَارِيّ فِي الكاملية بِقِرَاءَة الديمي إِلَّا مَا فَاتَهُ على المسمعين فأكمله على الشاوي خَاصَّة، وَكَذَا سمع ختم الْمُوَطَّأ بِقِرَاءَتِي وعَلى الشهَاب الْمَيْدُومِيُّ، وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان أحد مؤذنيه بعد ابْن خَالِد وَمَال إِلَيْهِ حَتَّى انه رُبمَا أم بِهِ أَحْيَانًا وَقيل إِنَّه عرضهَا عَلَيْهِ فتنصل وَكَذَا قدم على غَيره فِي تدريس الْقرَاءَات بالبرقوقية بعد أبي الْفضل بن أَسد فَكتب لَهُ بِهِ كَاتب السِّرّ وأميرآخور وَلم يلتفتا لتقرير الشَّيْخ لِابْنِ الْمَيِّت وَيكون أَخُوهُ الْعَلَاء عَليّ نَائِبا عَنهُ وَعمل أجلاسه فِي صفر سنة تسعين بِحَضْرَة شيخيه نظام وَابْن الحمصاني وَالصَّلَاح الطرابلسي وَآخَرين، وَكنت مِمَّن حضر مَعَه وَرجع معي إِلَى الْبَيْت فَرَأَيْت مِنْهُ عقلا وأدبا، وَأعْطى بعد ذَلِك مشيخة تربة قانباي عوضا عَن ابْن التقي الشمني حِين غضب الاتابك مِنْهُ وسكنها.

ص: 192

488 -

عبد الرَّزَّاق بن حسن الدنجيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وصلحائها حفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم درس أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ وَأخذ عَن غَيره وَكتب الْمَنْسُوب وَتَوَلَّى سقِِي الصُّوفِيَّة بالمزملة ثمَّ كبر وَزَاد على الْخَيْر إقبالا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين رحمه الله.

489 -

عبد الرَّزَّاق بن حَمْزَة الزين أَبُو الصَّفَا الطرابلسي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الاشرفية برسباي /. مِمَّن انْتَمَى لجوهر اللالا وَعمل إِمَامه بِحَيْثُ عينه لتصوف بالاشرفية وَغَضب ابْن الْهمام لكَونه عين لَهُ غَيره وَكَانَ ذَلِك سَببا لأعراضه عَن المشيخة وَكَانَ فَاضلا متقن الْكِتَابَة بليغا فِي التجويد جميل الْهَيْئَة مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن الْجَزرِي وَالْكِتَابَة عَن الزين بن)

الصَّائِغ وأقرأ وَكتب مَعَ فتوة وتودد رَأَيْته كثيرا وعاش إِلَى بعد السِّتين وَهُوَ مِمَّن لَازم الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِي خزن كتب الاشرفية ثمَّ رام الِاسْتِقْرَار فِيهِ بعده فَقدم الْعَلَاء القلقشندي عَلَيْهِ، وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِي البُخَارِيّ وَوَصفه بالبارع الماهر الْفَاضِل الأوحد المفنن وَقَالَ إِن قِرَاءَته قِرَاءَة فصيحة مُحَققَة مطربة وَسَأَلَ الله فِي دوَام النَّفْع بِصَاحِب الاجازة وَأَن يسبغ عَلَيْهِ النِّعْمَة الوافرة بالبساطة والوجازة، وسمى وَالِده مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا تقدم.

490 -

عبد الرَّزَّاق بن سُلَيْمَان الخليلي بن الأكرم. / مَاتَ سنة تسع عشرَة.

491 -

عبد الرَّزَّاق بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد التَّاج الكومي / نِسْبَة لكوم التُّجَّار الرِّفَاعِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

492 -

عبد الرَّزَّاق بن عبد الْعَظِيم الطَّحَّان / جارنا أحد المدولبين بالديار المصرية وَيعرف بِأَبِيهِ. كَانَ ملازما للجماعات رَاغِبًا فِي الْخيرَات وَله مغلق هائل بالمقس وَدَار أَنْشَأَهَا بحارة بهاء الدّين وَغير ذَلِك، وَحج وأهين مرّة من الْمُحْتَسب فتألم. مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت مستهل ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن زار اللَّيْث وَصلى بِهِ عصر الْجُمُعَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من الاهناسية ظَاهر بَاب النَّصْر، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ بِالنِّسْبَةِ لطائفته بل مَا أَظن فيهم من يوازيه مِمَّن حمل خبر المؤيدية والبيمارستان وَغَيرهمَا وقتا وشكر وَكَانَ للجلال الْمحلي عَلَيْهِ إقبال رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

493 -

عبد الرَّزَّاق بن كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب ابْن فخيرة بِالْمُعْجَمَةِ مصغر / فعبد الْغَنِيّ كَانَ يلقب فَخر الدّين فصغروه. أحد كتاب المماليك وَابْن عَم أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْغَنِيّ الْآتِي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة

ص: 193

منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين

494 -

. عبد الرَّزَّاق بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور ابْن مُنِير بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْحق بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الزين أَبُو عبد الْكَرِيم وَعبد اللَّطِيف بن التقي بن التقي بن الْحَافِظ القطب المنبجي الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وابناه وَيعرف بالحلبي. ولد فِي لَيْلَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان من حُدُود الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والملحة والثلثين من الْمُخْتَار وَعرض على جمَاعَة)

وَسمع على عَمه القطب عبد الْحَرِيم بعض الْأَجْزَاء بل أَخْبرنِي أَنه سمع على التنوخي ورقية وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ خيرا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله متعففا قانعا صَابِرًا شاكرا، حج غير مرّة وجاور وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا وَدخل اسكندرية وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَولي النّظر بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي خَال جد أَبِيه الْحَافِظ القطب جوَار منزله، وكف بعد الْخمسين فَانْقَطع بمنزله حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بتربتهم الْمَعْرُوفَة بالشيخ نصر رحمه الله وإيانا.

495 -

عبد الرَّزَّاق وَسَماهُ شَيخنَا فِي أنبائه عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب التَّاج بن الشَّمْس بن الْعلم القبطي وَالِد الكريمي عبد الْكَرِيم وَيعرف بِابْن كَاتب المناخات / وَأمه أم ولد رُومِية. نَشأ فتمهر فِي الْكِتَابَة والمباشرة وخدم بذلك عِنْد غير وَاحِد من الْأَعْيَان والأمراء ثمَّ عمل اسْتِيفَاء الْمُفْرد ثمَّ نظره بعد عزل سميه التَّاج بن الهيصم الْمَاضِي قَرِيبا فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ اسْترْجع قبل انْفِصَاله عَن دهليز الْقصر وَهُوَ بخلعته فخلعت وأفيض عَلَيْهِ تشريف الْوزر مَعَ مزِيد تَمنعهُ عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فَأَقَامَ إِلَى ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عزل لعَجزه عَن الْقيام بالكلف واختفى من يَوْمه فقرر عوضه أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر مُضَافا للاستادارية وَلم يلبث أَن ظهر وطلع إِلَى السُّلْطَان فَعَفَا عَنهُ، وَلزِمَ دَاره بطالا على مَال قَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَدفن من الْغَد بتربة بجاس، أثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ فَقَالَ: كَانَ هينا فِي وزارته غير خائض فِي الظُّلم الشَّديد عِنْده شَفَقَة وَخَوف وَلم يسمه وَقَالَ شَيخنَا إِنَّه بَاشر الْمُفْرد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ الْوزر وَلما صرف صودر، قَالَ وَكَانَ ضخما طوَالًا ريض الاخلاق عَارِفًا بِالْكِتَابَةِ، زَاد غَيره عِنْده حشمة ورياسة وسلامة بَاطِن وَيُقَال أَن وَلَده لما اسْتَقر فِي الوزارة فِي حَيَاته وَدخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ أَنا لما

ص: 194

وليت كَانَ معي نَيف على خمسين ألف دِينَار فأنفدتها وركبتني الدُّيُون وَأَنت رجل فَقير فَمن أَي شَيْء تسد فَقَالَ لَهُ من أضلاع الْمُسلمين فصاح بِهِ وَقَالَ اخْرُج من وَجْهي. عَفا الله عَنهُ.

496 -

عبد الرَّزَّاق بن عبد الله / المجاور بالمجامع الْأمَوِي. كَانَ أحد المعتقلين وَله أَتبَاع. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر وَقد بلغ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.) (سقط)

عبد الرَّزَّاق بن فضل الله بن يُونُس. / فِي رزق الله.

500 -

عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب الْعِمَاد العباسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / موقع نَائِب الشَّام قجماس الاسحاقي وشقيق عبد الْوَهَّاب وَأمين الدّين مُحَمَّد الآتيين وَهُوَ الْأَصْغَر وَيعرف بعماد الدّين. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالعباسية وَقدم مَعَ أَخِيه فحفظ الْقُرْآن والارشاد لِابْنِ المقرىء وألفية الحَدِيث والنحو وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا ورافق أَخَاهُ فِي الْأَخْذ عَن البوتيجي وَأبي الْجُود والأبدي والتقي الحصني والمناوي فِي آخَرين وَلكنه لم يكثر وَكتب أَيْضا على الفرنوي وَيس وَغَيرهمَا، وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَحج غير مرّة وأقرأ مماليك الْمشَار إِلَيْهِ حِين كَانَ خازندارا كيس وَاسْتمرّ فِي خدمته إِلَى أَن صَار لما صَار إِلَيْهِ وَهُوَ غير منفك عَنهُ سفرا وحضرا وتزايدا اخْتِصَاصه بِهِ، وَأَنْشَأَ دَارا حَسَنَة بِالْقربِ

ص: 195

من بَيت ابْن ميعن الدّين من رحبة الْعِيد، وأثرى بعد الْعَدَم وَعرف بِالْعقلِ والتودد والفهم والمشاركة الْحَسَنَة بِحَيْثُ رجح على أَخِيه بِحسن تودده وعشرته ثمَّ كَانَ مِمَّن ضيق عَلَيْهِ بعد موت استاذه وَبَاعَ دَاره وغيها وَمَا نَهَضَ لارضائهم وَمَعَ ذَلِك فنفي إِلَى أَلْوَاح أَو نَحْوهَا فدام مُدَّة ثمَّ شفع فِيهِ وَعَاد فأقرأ عِنْد ماميه مماليكه وانتظم أمره بعض انتظام.

501 -

عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سحلول / بمهملتين الأولى كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة مَفْتُوحَة وَإِن كَانَ مُقْتَضى اللُّغَة ضمهَا وَالثَّانيَِة سَاكِنة الزين بن نَاصِر الدّين بن الشَّمْس الْحلَبِي الجندي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سحلول. ولد فِي حُدُود سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق الصَّحِيح، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خلدون والبدر النسابة الْأَعْلَى وَغَيرهمَا، وَحدث وَمَات قبل سنة أَرْبَعِينَ مقتولا.

502 -

عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزين الخليلي الشَّافِعِي السمين وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ. /

ولد فِي سنة سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالخليل واشتغل ولازم بِالْقَاهِرَةِ امام الكاملية وَابْن حسان وَغَيرهمَا بل قَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة وَغَيرهَا وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهري الْخَتْم وَغَيره وتميز يَسِيرا ثمَّ ترك وتكرر قدومه للقاهرة، وَرَأَيْت غير وَاحِد من أهل بَلَده يصفه بالمخاصمات. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر شعْبَان سنة تسعين، وَدفن بتربة أَبِيه من بلد الْخَلِيل عليه السلام رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد الطرابلسي. / فِي ابْن حَمْزَة.

عبد الرَّزَّاق بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الْيَمَانِيّ /. فِي مُحَمَّد إِن شَاءَ الله.

503 -

عبد الرَّزَّاق بن يحيى تَاج الدّين المقسي الْحَنَفِيّ النَّاسِخ وَيعرف بتاج الدّين /. تكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِيهَا وَكتب الْكثير بالاجرة وَكَانَ سريع الْكِتَابَة غير طائلها مَعَ سماحته وَلينه، وَحج وجاور غير مرّة. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد توعك طَوِيل وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

504 -

عبد الرَّزَّاق بن يُوسُف بن عبد الرَّزَّاق القبطي الأَصْل القاهري الشاذلي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عجين أمه /. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره ولازم أَبَا الْعَبَّاس السرسي صَاحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الْهمام وَغَيره وَسمع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة مَا عدا المجلسين الْأَوَّلين وَكَذَا سمع غير ذَلِك، واشتهر بالفضيلة وَلكنه يذكر بمالا

ص: 196

أثْبته مَعَ سرعَة انحرافه عَن من يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَيقبل أَولا عَلَيْهِ من المباشرين وَغَيرهم وَكَانَ للمناوي ثمَّ الامشاطي فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد بِحَيْثُ أسْكنهُ ثَانِيهمَا فِي إِحْدَى قاعتي المشيخة بالبرقوقية حِين كَانَ شيخها واتفقت لَهُ فِيهَا ماجرية أما مفتعلة أَو ثَابِتَة كَانَت سَببا لاعراضه عَن الاقامة بهَا، كل ذَلِك مَعَ إِظْهَار تنسك وورع وتعفف مِمَّا ينْسب فِيهِ لتزين وتزيد، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ فضيلته كثير الْمَحْفُوظ للشعر وتاريخ وأدب مُفِيد المجالسة مَعَ اشْتِغَال ناشىء عَن تكْثر وتمشيخ وتشاؤم بِصُحْبَتِهِ، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الانجماع والتقنع والركون إِلَى الرَّاحَة، وَأَظنهُ ينظم بل لَا أستبعد من رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بعد ضعف أشهر تمرض فِي بَعْضهَا عِنْد شاهين ثمَّ كرنباي ثمَّ غَيرهمَا رحمه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

505 -

عبد الرَّزَّاق بن القوق الْحلَبِي. / ولي استادارية حلب عبد انْفِصَال ابْن المنقار.

عبد الرَّزَّاق أَبُو الْفرج / الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ابْن أبي الْفرج. فِي الكنى.

406 -

عبد الرَّزَّاق الشرواني نزيل الرواحية بحلب وقطنها نَحْو عشْرين سنة وَأحد فضلائها الشَّافِعِيَّة مِمَّن أَخذ عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ، وَتقدم فِي العقليات وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَمِنْهُم الشَّمْس بن أَمِير حَاج الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ أَخذ عَنهُ النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وصاهر عبد الْكَرِيم باني الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب قنسرين على ابْنَته وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ.

عبد الرَّزَّاق المجاور بِجَامِع دمشق. / مضى فِي ابْن عبد الله.

507 -

عبد الرَّزَّاق / أحد الأخفاء الاذكياء مِمَّن لَهُ حافظة بِحَيْثُ يركب الكراسي وَيَأْتِ بمضحكات ومهملات تنشأ عَن جُنُون وَرُبمَا أَتَى بِمَا يرتقي لأمر عَظِيم كَقَوْلِه أَنا نَبِي وَأهل جَامع الْأَزْهَر يُنكرُونَ على هَذَا أَو كَمَا قيل فَقيل لَهُ دفعا لقَوْله إِنَّا نسْمع مِنْك فِي الميعاد صلوا على خَاتم الْأَنْبِيَاء فَقَالَ ذَاك حَقِيقَة وَهَذَا مجَاز، وَرُبمَا أكل فِي رَمَضَان، وَهُوَ وَمُحَمّد بن حُسَيْن الفارسكوري متقاربان.

508 -

عبد الرءوف بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ /. ولد فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة

509 -

. عبد الرءوف بن عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد اليمني /. مَاتَ سنة سبع وَخمسين.

510 -

عبد الرءوف بن مُحَمَّد بن قَاسم / الْآتِي أَبوهُ من شُهُود مَكَّة والواعظ أَبوهُ. كَانَ مِمَّن سمع عَليّ بهَا.

ص: 197

511 -

عبد السَّلَام بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْمدنِي الشَّافِعِي وَيعرف بجده. / مِمَّن قدم الْقَاهِرَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَصَحب البقاعي. مَاتَ بعد السِّتين أَو نَحْوهَا.) :::

512 -

عبد السَّلَام بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كيدوم بن عمر بن أبي الْخَيْر سعيد الْعِزّ الْمجد أَبُو مُحَمَّد بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الشّرف الْحُسَيْنِي القيلوي / الأَصْل بِفَتْح الْقَاف ثمَّ تَحْتَانِيَّة ساكنية نِسْبَة لقرية بِبَغْدَاد يُقَال لَهَا قيلويه كنفطويه الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الْحَنَفِيّ. ولد تَقْرِيبًا بعد السّبْعين وَسَبْعمائة قَالَ مرّة بِخمْس وَأُخْرَى بست بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن لعاصم وَحفظ كتبا جمة فِي فنون كَثِيرَة سَيَأْتِي تعْيين مَا تيَسّر مِنْهَا وَبحث فِي غَالب الْعُلُوم على مَشَايِخ بَغْدَاد والعجم وَالروم حَتَّى أَنه بحث فِي مذهبي الشَّافِعِي وَأحمد وبرع فيهمَا وَصَارَ يقرىء كتبهما ولازم الرحلة فِي الْعلم إِلَى أَن صَار أحد أَرْكَانه وأدمن الِاشْتِغَال والاشغال بِحَيْثُ بَقِي أوحد زَمَانه، وَمن شُيُوخه فِي فقه الْحَنَفِيَّة الضياء مُحَمَّد الْهَرَوِيّ أَخذ عَنهُ الْمجمع بعد أَن حفظه ولازمه بالسلطانية من عمل أذربيجان وَسمع غَالب الْهِدَايَة بحثا على عبد الرَّحْمَن التشلاقي أَو القشلاغي بِالْقَافِ والشين والغين المعجمتين خَال الْعَلَاء البُخَارِيّ وشارح الْبَيْضَاوِيّ الشَّرْح الْمَوْصُوف بالْحسنِ وَسمع عَلَيْهِ أصُول الْحَنَفِيَّة بحثا وَفِي فقه الْحَنَابِلَة مُحَمَّد بن الْحَادِي وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَعبد الله بن عَزِيز بزايين معجمتين مَعَ التصغير والتثقيل ومحمود الْمَعْرُوف بكريكر بِالتَّصْغِيرِ وَمُحَمّد الكيلاني، وتزايد اشْتِغَاله بِهَذَا الْمَذْهَب لكَون وَالِده كَانَ حنبليا وَفِي فقه الشَّافِعِيَّة مَوْلَانَا حجَّة تِلْكَ الْبِلَاد بل يُقَال إِنَّه من أَوْلَاد ابْنه صَاحب الْحَاوِي وناصر الدّين مُحَمَّد الْمَعْرُوف بأيادي الْأَبْهَرِيّ ولازمه مُدَّة طَوِيلَة أَخذ عَنهُ فِيهَا النَّحْو وَالصرْف، وَلم يتسير لَهُ الْبَحْث فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَقصد ذَلِك فَمَا قدر وَأخذ أصُول الدّين وآداب الْبَحْث عَن السراج الزنجاني وأصول الْفِقْه عَن أَحْمد الدواليبي أخي مُحَمَّد وَحضر بحث الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب والعضد وَكَثِيرًا من شُرُوح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَكَثِيرًا من الْكَشَّاف على مَوْلَانَا ميرك الصيرامي أحد تلامذة التَّفْتَازَانِيّ وَبحث بعض الْكَشَّاف أَيْضا والمعاني وَالْبَيَان على مَوْلَانَا عبد الرَّحْمَن ابْن أُخْت أَحْمد الجندي وَجَمِيع الشاطبية بعد حفظهَا على الشريف مُحَمَّد القمني والنحو عَن أَحْمد بن الْمِقْدَاد وَعبد الْقَادِر الوَاسِطِيّ وَبحث عَلَيْهِ الأشنيهية فِي الْفَرَائِض بخلوة الْغَزالِيّ من الْمدرسَة النظامية بِبَغْدَاد وانتفع بِهِ فِي غير ذَلِك والطب والمعاني وَالْبَيَان أَيْضا بعد حفظه للتلخيص عَن الْمجد مُحَمَّد المشيرقي السلطاني الشَّافِعِي

ص: 198

والمنطق بعد حفظه الشمسية عَن القَاضِي غياث الدّين مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي الشَّافِعِي كَذَا بحث عَلَيْهِ علم الجدل أَيْضا والطب عَن موفق الدّين الهمذاني وَسمع)

بحث شرح الْهِدَايَة فِي الْحِكْمَة لمولانا زَاده بعد حفظه متنها على الْمجد مُحَمَّد التوريزي وَغير ذَلِك من كتب الطِّبّ وَسمع على مَوْلَانَا مُوسَى باش الرُّومِي علم الموسيقى بحثا وَكَانَ لقِيه لأكْثر من أُشير إِلَيْهِ بالسلطانية لكَون تمر جمعهم بهَا وَهِي مَحل حريمه وأجرى عَلَيْهِم الأعطية وارتحل إِلَى تبريز فَأخذ بهَا عَن الضياء التبريزي النَّحْو وأصول الْفِقْه وَعَن الْجلَال مُحَمَّد القلندشي فقه الشَّافِعِيَّة وأصولهم وَحضر الْمعَانِي وَالْبَيَان وَبَعض الْكَشَّاف عِنْد مَوْلَانَا حيدر، ثمَّ إِلَى أرزنجان من بِلَاد الرّوم فَأخذ علم التصوف عَن يارغلي السيواسي ثمَّ عَاد من بِلَاد الرّوم بعد أَن جال الْآفَاق وَأسر مَعَ اللنك وقاسى شدَّة بِحَيْثُ كَانُوا يقطعون الرُّءُوس ويحملونه إِيَّاهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة مُجَردا عَلَيْهِ كنبك فلقي بحلب من شَاءَ الله من الْعلمَاء، وناظر فِي الشَّام الْجمال الطيماني وَاجْتمعَ فِي الْقُدس بالشهاب بن الهائم فَعَظمهُ كثيرا وَزَاد إِذْ ذَاك الْخَلِيل عليه السلام وَبعد الْقَاهِرَة بعد هَذَا كُله فِي مستهل رَجَب مِنْهَا وَقد أُشير إِلَيْهِ فِي الصّرْف والنحو والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والجدل وآداب الْبَحْث والأصلين والطب وَالْعرُوض والفقيه وَالتَّفْسِير والقراءات والتصوف وَغَيرهَا فَنزل بالجمالية وَقرر فِي صوفيتها وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ فَأخذُوا عَنهُ، وزوجه الشَّيْخ مصطفى المقصاتي ابْنَته وتدرب بِهِ فِي عمل المقصات وتكسب بهَا وقتا مَعَ اشتهاره بالفضيلة التَّامَّة حَتَّى أَنه لما تمت عمَارَة الْجَامِع المؤيدي وَحضر السُّلْطَان عِنْد مدرسيه وَمِنْهُم الْبَدْر الأقصرائي الْحَنَفِيّ كَانَ من جملَة الْحَاضِرين فَلم يتَكَلَّم مَعَه غَيره بِحَيْثُ عظم فِي عين السُّلْطَان وَأَشَارَ لما تمّ الدَّرْس ورام الْمدرس الدُّعَاء بِنَفسِهِ مُبَالغَة فِي تَعْظِيم السُّلْطَان لصَاحب التَّرْجَمَة أَن يفعل فَفعل وأعلمه الْبَدْر بن مزهر وَذَلِكَ قبل أَن يَلِي كِتَابَة السِّرّ بِأَنَّهُ رجل عَالم يتكسب بِعَمَل المقصات فوعد بِبِنَاء مدرسة من أَجله يكون هُوَ شَيخا فَمَا تيَسّر وَرُبمَا أقرأه وَلَده إِبْرَاهِيم بل رام الْمُؤَيد الِاجْتِمَاع بِهِ فِي مَحل خلْوَة للْقِرَاءَة عَلَيْهِ فَمَا وَافق الْعِزّ خوفًا من الصاق كثير مِمَّا يصدر عَن السُّلْطَان بِهِ وعد ذَلِك من وفور عقله، وَاسْتمرّ الْعِزّ ملازما للاشغال غير مفتقر للاستفادة من أحد إِلَّا فِي علم الحَدِيث دراية وَرِوَايَة فَإِنَّهُ أَخذ عُلُوم الحَدِيث جَمِيعًا لِابْنِ الصّلاح عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بعد قِرَاءَته وسائره سَمَاعا وَكَانَ الْبَحْث فِيهِ إِلَى أثْنَاء النَّوْع الْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ وَبَاقِيه سردا ولازمه حَتَّى أَخذ عَنهُ نظهر الاقتراح لوالده بحثا وَسمع عَلَيْهِ من تصانيف أَبِيه تقريب الْأَسَانِيد والمنظومة

ص: 199

فِي غَرِيب الْقُرْآن وَمن أول السِّيرَة الألفية إِلَى ذكر أَزوَاجه وَالْكثير من النكت على)

ابْن الصّلاح وَقَرَأَ مِنْهَا جَمِيع الألفية الحديثية رِوَايَة والمورد الهني وَمن غَيرهَا الْكثير من الْأُصُول الْكِبَار وَغَيرهَا وَوَصفه فِي إِثْبَات بعضه بِخَطِّهِ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل مُفِيد الطالبين نفع الله بِهِ وَمرَّة بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل المفنن ذِي الْفَوَائِد والفرائد مُفِيد الطالبين أمتع الله بفوائده وأجراه على جميل عوائده، وَمرَّة بالشيخ الإِمَام الْعَالم، وَأذن لَهُ فِي إقراء عُلُوم الحَدِيث وإفادته وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا صَحِيح البُخَارِيّ والنخبة لَهُ واختص بِهِ كثيرا وَكَانَ أحد الطّلبَة الْعشْرَة عِنْده بالجمالية وَحضر دروسه وأماليه، وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا بتصنيفه النخبة كتبهَا برسمه قَالَ فِي آخرهَا مَا صورته علقها مختصرها تذكرة للعلامة مجد الدّين عبد السَّلَام نفع الله بِهِ آمين وتمت فِي صَبِيحَة الاربعاء ثَانِي عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة، وَقَالَ فِي أَولهَا مَا نَصه: رِوَايَة صَاحبهَا الْعَلامَة الأوحد المفنن مجد الدّين عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَكتب لَهُ عَلَيْهَا أَنه قَرَأَهَا قِرَاءَة بحث وإتقان وَتَقْرِير وَبَيَان فَأفَاد أَضْعَاف مَا اسْتَفَادَ وحقق ودقق مَا أَرَادَ وَبنى بَيت الْمجد لفكره الصَّحِيح وأشاد ثمَّ قَالَ وَأذن لَهُ أَن يقرئها لمن يرى ويرويها لمن درى وَالله يُسلمهُ حضرا وسفرا وَيجمع لَهُ الْخيرَات زمرا، وسمعته يَقُول مرَارًا لم أستفد بِالْقَاهِرَةِ من غَيرهمَا لَكِن قد ذكر لي بعض من أخذت عَنهُ أَنه أَخذ الطِّبّ وَغَيره عَن إِسْمَاعِيل الرُّومِي نزيل البيبرسية وَأحد صوفيتها الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ كردنكش فَلَعَلَّهُ لم ير عِنْده مَا يسْتَحق أَن يُسَمِّيه بِالنِّسْبَةِ لمعرفته فَائِدَة وَالله أعلم وَأما الرِّوَايَة فنه سمع وَقَرَأَ على غير وَاحِد وطلبها بِنَفسِهِ فَأكْثر وَكتب الطباق وَضبط النَّاس ورافق المتميزين فِيهَا، وَمن شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم الزين أَبُو بكر المراغي وَكَانَ سَمَاعه عَلَيْهِ بِمَكَّة حَيْثُ حج كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشموس المحمدون الْبرمَاوِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ والزارتيتي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن البيطار وَالْغَرْس خَلِيل بن سعيد الْقرشِي والتقي الزبيرِي وَالْفَخْر الدنديلي والشهابان الطريني والبطائحي والنوران الفوي والابياري والسراج قاري الْهِدَايَة، وَأَجَازَ ل من الْحَرَمَيْنِ الْجمال بن ظهيرة والزين الطَّبَرِيّ والوانوغي وَعبد الرَّحْمَن الزرندي ورقية ابْنة ابْن مزروع وَآخَرُونَ بل سمع على جمَاعَة فيهمَا، وَقَررهُ الزيني عبد الباسط متصدرا بمدرسته وَفصل لَهُ ثيابًا نفيسة وسكنها بعد الجمالية وقتا ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى التربة الدوادارية وَكَانَ قد ولي مشيختها ونظرها بعد مُنَازعَة النُّور السويفي أَمَام السُّلْطَان لَهُ فِي ذَلِك وَدفع السُّلْطَان لامامه بقوله أعْطه

ص: 200

اسْتِيفَاء الصُّحْبَة يَعْنِي الَّتِي كَانَت مَعَه وَنحن نعطيك المشيخة وَأَنا أعين من)

يشد الِاسْتِيفَاء عَنهُ نِيَابَة فَسكت خوفًا من ابرام ذَلِك، وَاسْتمرّ مُقيما بهَا إِلَى أَن رغب عَنْهَا وانتقل حِينَئِذٍ إِلَى الحسينية فسكن فِي درب الاقباعيين بِالْقربِ من حَوْض الصارم وانتفع بِهِ النَّاس فِي كل الْأَمَاكِن الْمشَار إِلَيْهَا وَكَذَا أعَاد بالجانبكية الَّتِي بالقربيين للحنفية ثمَّ رغب عَنْهَا للنور الصُّوفِي أحد نواب الْحَنَفِيَّة الْآن وَتوقف النَّاظر فِي الامضاء لَهُ مُدَّة ثمَّ كتب ودرس أَيْضا الْفِقْه بالمنكوتمرية وبدرس صرغتمش الَّذِي عمله بِجَامِع المارداني برغبة المحبي الاقصرائي، ثمَّ رغب هُوَ عَنهُ للعضدي الصيرامي، وَاسْتقر الامشاطي بعده فِي المنكوتمرية وتصدير الباسطية، إِلَى غير ذَلِك من الْوَظَائِف الَّتِي دونهَا، وناب عَن ولد السراج قارىء الْهِدَايَة عقب موت وَالِده فِيمَا أضيف إِلَيْهِ من جهاته كَمَا ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة السراج من إنبائه وَهِي تدريس الناصرية والاشرفية الْقَدِيمَة والاقبغاوية بجوار الازهر والاعادة بطولون واتفقت وَفَاة الْوَلَد والعز غَائِب فانتهز القَاضِي علم الدّين وَهُوَ إِذْ ذَاك الْمُتَوَلِي الفرصة لفضه مِنْهُ وَأعْطى الناصرية لِابْنِ الزين التفهني والاشرفية والاقبغاوية لآخر والاعادة لِلشِّهَابِ بن الْمُحب بن الاشقر فَلَمَّا عَاد الْعِزّ وَعلم بذلك صَاح واستغاث وَصرح بِأَنَّهُ لَا بُد من شكوى القَاضِي إِلَى السُّلْطَان وَصعد القلعة فَوجدَ القَاضِي أَيْضا صاعدا لأجل سَماع الحَدِيث عِنْد السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ القَاضِي بَلغنِي أَنَّك تُرِيدُ شكواك فَقَالَ لَهُ نعم قَالَ مَا تَقول قَالَ أَقُول هَذَا كتاب الْحَاوِي وَأَشَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي كمه أسأَل من السُّلْطَان فتح أَي مَكَان شَاءَ مِنْهُ ونقرر أَنا وَأَنت مِنْهُ ليظْهر الِاسْتِحْقَاق، وَقدر اجتماعها ووقوفه إِلَى السُّلْطَان فَأمره بعودها إِلَيْهِ فَفعل وَتوقف ابْن الْأَشْقَر فِي ترك وَلَده جَمِيع الاعادة فاشترك مَعَه فِيهَا فِيمَا قيل، وباشر التداريس الثَّلَاثَة إِلَى أَن رغب عَنْهَا للسيف بن الخوندار وَلم يبْق مَعَه سوى التصدير بالباسطية والمنكوتمرية، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الزين رضوَان وَابْن خضر وَابْن سَالم والتقي المنوفي القَاضِي والشرف بن الخشاب والتقي الحصني من الشَّافِعِيَّة وَابْن الْهمام والتقي الشمني وَغَيرهمَا من الْحَنَفِيَّة والقرافي والأبدي وَغَيرهمَا من الْمَالِكِيَّة والعز الْكِنَانِي والبدر الْبَغْدَادِيّ وَابْن الرزاز وَغَيرهم من الْحَنَابِلَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ طبقَة أَعلَى من هَذِه كالكمال الشمني والشهاب الكلوتاتي وأوحد الدّين عبد اللَّطِيف بن الشّحْنَة ودونها كالزين قَاسم الْحَنَفِيّ والبدر وَالْوَلِيّ البلقينيين وَمن شَاءَ الله مِمَّن يَلِي هَؤُلَاءِ أَيْضا حَتَّى أَنه ألحق الْأَوْلَاد بِالْآبَاءِ وَصَارَ غَالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والديانة وَالْأَمَانَة والزهد

ص: 201

والعفة وَحب الخمول والتقشف فِي مَسْكَنه)

وملبسه ومأكله والانعزال عَن بني الدُّنْيَا والشهامة عَلَيْهِم وَعدم مداهنتهم والتواضع مَعَ الْفُقَرَاء والفتوة والاطعام وكرم النَّفس والرياضة الزَّائِدَة وَالصَّبْر على الِاشْتِغَال وَاحْتِمَال جفَاء الطّلبَة والتصدي لَهُم طول النَّهَار والتقنع بزراعات يَزْرَعهَا فِي الأرياف ومقاساة أَمر المزارعين واتعابهم والاكثار من تَأمل مَعَاني كتاب الله عز وجل وتدبره مَعَ كَونه لم يستظهر جَمِيعه وَيعْتَذر عَن ذَلِك بِكَوْنِهِ لَا يحب قِرَاءَته بِدُونِ تَأمل وتدبر والمحاسن الجمة بِحَيْثُ سَمِعت عَن بعض عُلَمَاء الْعَصْر أَنه قَالَ لم نعلم قدم مصر فِي هَذِه الْأَزْمَان مثله وَلَقَد تجملت هِيَ وَأَهْلهَا بِهِ وَبَلغنِي أَنه كَانَ رُبمَا جَاءَهُ الصَّغِير لتصحيح لوحه وَنَحْوه من الْفُقَرَاء المبتدئين لقِرَاءَة درسه وَعِنْده من يقْرَأ من الرؤساء فيأمرهم بِقطع قراءتهم حَتَّى يَنْتَهِي تَصْحِيح ذَاك الصَّغِير أَو قِرَاءَة ذَاك الْفَقِير لدرسه وَيَقُول أَرْجُو بذلك الْقرْبَة وترغيبهم وَأَن اندرج فِي الربانيين وَلَا يعكس، وَلم يحصل لَهُ انصاف من رُؤَسَاء الزَّمَان فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا أعْطى وَظِيفَة مُنَاسبَة لعَلي مقَامه وَكَانَ فصيح اللِّسَان مفوها طلق الْعبارَة قوي الحافظة سريع النّظم جدا وَلذَلِك فِيهِ مَالا يُنَاسب مقَامه خُصُوصا وَهُوَ لم يُعْطه كليته مَعَ إكثاره مِنْهُ لَا يهاب كَبِير أحد وَله مَعَ القَاضِي علم الدّين سوى مَا تقدم مفاوضات مِنْهَا ان القَاضِي تناقضت فتياه فِي وَاقعَة وَاحِدَة وَكَانَ الْعِزّ قد كتب عَلَيْهَا وَاتفقَ اجْتِمَاعهمَا بالقلعة فِي مجْلِس السُّلْطَان فَقَالَ الْعِزّ لقَاضِي مذْهبه يَا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة مَا الحكم عندنَا فِي الْمُفْتِي الماجين فَأَجَابَهُ بقوله يحْجر عَلَيْهِ فِي فتياه فَكَانَت هَذِه قاصمة وامتدح شَيخنَا بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وأثابه فِي وَقت بِعَدَد أبياته ذَهَبا وَكَذَا امتدح غَيره من الْأَعْيَان حَتَّى أَن امتدح الظَّاهِر جقمق بقصيدة عرض فِيهَا بتهدم منزله فَأرْسل لَهُ بأربعمائة دِينَار، وَمن جملَة أبياتها:

(والسقف خر تُرَابا من ركاكته

والجدر مَال أعاليها إِلَى الطّرق)

وَأجَاب ابْن العليف الشَّاعِر عَن لغز وقرضه لَهُ شَيخنَا، وَخمْس القصيدة المنسوبة لامامنا الشَّافِعِي الَّتِي أَولهَا:

(خبت نَار نَفسِي باشتعال مفارقي

وأظلم عيشي إِذْ أَضَاء شبابها)

وَكَذَا خمس قَول الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني مَا فِي المناهل منهل يستعذب كَمَا أثبت ذَلِك فِي تَرْجَمته من معجمي بل بَلغنِي أَنه شرع فِي جمعه فِي ديوَان على حُرُوف المعجم وَكتب مِنْهُ قِطْعَة، إِلَى غير ذَلِك من التآليف والتعاليق الَّتِي كَانَ يُمْلِيهَا على الطّلبَة وَمن ذَلِك على)

ايساغوجي والشمسية والالفية والتوضيح

ص: 202

وَاعْتذر عَن عدم الاكثار من التصانيف والتصدي لَهَا بِأَنَّهُ لَيْسَ من عدَّة الْمَوْت لعدم الاخلاص فِيهِ أَو كَمَا قَالَ، وَقد أَقرَأ الْحَاوِي فِي فقه الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ وَأفْتى مرّة بقول الرَّافِعِيّ مَعَ مُخَالفَة النوري وَبلغ ذَلِك الْجلَال الْمحلي فَقَالَ مَا للنَّاس بمذاهب النَّاس وَاتفقَ علمه بذلك فشاط، وَكَانَ يقرىء تائية ابْن الفارض ويترنم بقصائده ويقصد بالفتاوي فِي النَّوَازِل الْكِبَار ودونها وَأفْتى بِأَن حمل طَالب الْحق غَرِيمه المدافع المتمرد عَن إِعْطَاء مَا وَجب عَلَيْهِ إِلَى الْوُلَاة الحماة لَا سِيمَا فِي زَمَاننَا جَائِز وَلَا لوم على فَاعله الْمَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَا يُطَالِبهُ إِلَّا من الشَّرْع، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي والبقاعي وَغَيرهمَا من الطّلبَة وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكتب لي خطه بسيدنا ومولانا الامام الْعَالم الْفَاضِل الْمُحدث الْمُفِيد الشَّيْخ فلَان، وَبعد ذَلِك بسيدنا ومولانا الامام الْعَالم الْمُحدث البارع الْحَافِظ الضَّابِط الثِّقَة المتقن وَقَالَ فِي بعض مَا قرأته قِرَاءَة متقن ضَابِط مُعرب حَافظ يقظ مطرب شوق بهَا الأذهان وشنف بهَا الآذان كَانَ الله لَهُ حَيْثُ كَانَ، وَكتب لي نسبه بِخَطِّهِ بعد أَن ثَبت فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ على تِلْمِيذه التقي المنوفي ضمن ثُبُوت نسب ابْن أَخِيه لأمه، وَلم يزل على طَرِيقَته متصديا لنشر الْعلم حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع وَخمسين، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر، وَدفن بتربة الْأَمِير بورى خَارج بَاب الْوَزير تَحت التنكزية، وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رحمه الله وإيانا.

513 -

عبد السَّلَام بن حسن الْعِزّ الخالدي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بالكذاب /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

514 -

عبد السَّلَام بن دَاوُد بن عُثْمَان بن القَاضِي شهَاب الدّين عبد السَّلَام بن عَبَّاس الْعِزّ السلطي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بالعز الْقُدسِي /. ولد فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِكفْر المَاء قَرْيَة بَين عجلون وحبراض، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وفهمه عَم وَالِده الشهَاب أَحْمد بن عبد السَّلَام بعض مسَائِل ثمَّ انْتقل بِهِ قَرِيبه الْبَدْر مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال العجلوني أحد شُيُوخ الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي حُدُود سنة سبع وَثَمَانِينَ إِلَى الْقُدس فحفظ بِهِ فِي أسْرع وَقت عدَّة كتب فِي فنون بِحَيْثُ كَانَ يقْضِي الْعجب من قُوَّة حافظته وعلو همته ويقظته ونباهته وَبحث على الْبَدْر الْمَذْكُور فِي الْفِقْه إِلَى أَن أذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس سَرِيعا، ثمَّ ارتحل بِهِ)

إِلَى الْقَاهِرَة فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فَحَضَرَ بهَا دروس السراجين البُلْقِينِيّ

ص: 203

وَابْن الملقن، وسافر صُحْبَة الْبَدْر إِلَى دمياط واسكندرية وَغَيرهمَا من الْبِلَاد الَّتِي بَينهمَا كسنباط واجتمعا بقاضيها الْفَخر أبي بكر الحوراني وَقَرَأَ على الْبَدْر حِينَئِذٍ الْجمال يُوسُف السنباطي وَالِد الْعِزّ عبد الْعَزِيز الْآتِي ثمَّ رجعا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْقُدس وَسمع حِينَئِذٍ بغزة على قاضيها الْعَلَاء عَليّ بن عَليّ بن خلف بن كَامِل السَّعْدِيّ أخي الشَّمْس الْغَزِّي صَاحب ديوَان الفرسان ثمَّ عادا لبلادهما، وَدخل صُحْبَة الْبَدْر مَدِينَة السلط والكرك وعجلون وحسبان وجال فِي تِلْكَ الْبِلَاد فَلَمَّا مَاتَ الْبَدْر ارتحل إِلَى دمشق وَذَلِكَ فِي حُدُود سنة سبع وَتِسْعين وجد فِي الِاشْتِغَال بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا من عُلُوم النَّقْل وَالْعقل على مشايخها وَسمع بهَا الحَدِيث من جمَاعَة كثيرين، وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة فَسمع فِي توجهه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الْعلم سُلَيْمَان السقا نُسْخَة أبي مسْهر وَمَا مَعهَا وبمكة على الشَّمْس بن سكر وَابْن صديق ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَسمع بهَا الْكثير خُصُوصا مَعَ شَيخنَا وَأكْثر من السماع والشيوخ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ من الدمشقيين إِبْرَاهِيم بن الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر وَأحمد بن اقبرص وَأحمد بن الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن دَاوُد الْقطَّان والكمال أَحْمد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْحق وَأحمد بن عَليّ بن يحيى الْحُسَيْنِي والعماد أَبُو بكر ابْن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَخَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان وَخَدِيجَة ابْنة أبي بكر الكوري ورقية ابْنة عَليّ الصَّفَدِي وَزَيْنَب ابْنة أبي بكر بن جعوان وَعَائِشَة ابْنة أبي بكر بن قوام وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا فَاطِمَة وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَعبد الرَّحْمَن بن عمر البيتليدي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ سبط الذَّهَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد ابْن عَليّ القمني والتقي عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله وَعلي بن غَازِي الكوري وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سلمَان البالسي وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَفَاطِمَة ابْنة عبد الله الحورانية وَفَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن المنجا وَمُحَمّد بن أبي هُرَيْرَة وَعبد الرَّحْمَن بن الذَّهَبِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم البزاعي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن منيع والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْن مَحْمُود بن السعلوسي ويوسف بن عُثْمَان بن عمر الْعَوْفِيّ وَعِنْده عَنهُ مسلسلات ابْن شَاذان باجازته الَّتِي انْفَرد بهَا مَا الرضى الطَّبَرِيّ، وَبعد هَذَا كُله انْتقل فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بعد)

الْفِتْنَة إِلَى الديار المصرية فقطن الْقَاهِرَة ولازم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره والزين الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَأثبت المملى

ص: 204

اسْمه بِخَطِّهِ فِي عدَّة مجَالِس وَكَانَ الهيثمي يحضرها ويجيز وَكَذَا سمع فِيمَا قبل هَذَا التَّارِيخ وَبعده على التنوخي والزين بن الشيخة وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ نَاصِر الدّين بن الْفُرَات وَمَرْيَم الاذرعية وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل القلقشندي وَطَائِفَة، وَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة من الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب الحريري الطَّبِيب فِي المعقولات أَيْضا وناب عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي الْقَضَاء سنة أَربع ثمَّ أعرض عَن ذَلِك لكَون وَالِده السراج عَتبه عَلَيْهِ لتعطله بِهِ عَن الِاشْتِغَال، ثمَّ عَاد إِلَى النِّيَابَة فِي سنة تسع وَاسْتمرّ حَتَّى صَار من أجلاء النواب وَصَحب فتح الله كَاتب السِّرّ ثمَّ نوه بِهِ نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ حَتَّى صَار يزاحم الأكابر فِي المحافل ويناطح الفحول الأماثل بِقُوَّة بَحثه وشهامته وغزارة علمه وفصاحته، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عقب الْكَمَال الشمني وَتكلم شَيخنَا مَعَه فِي أَخذ شَيْء مِنْهُ للتقي ولد المتوفي وَفِي تدريس الْفِقْه بالخروبية بِمصْر، وناب فِي الخطابة بالمؤيدية أول مَا فتحت عَن ابْن الْبَارِزِيّ ثمَّ عَن وَلَده الْكَمَال وَاسْتقر بِهِ الزين عبد الباسط فِي مشيخة مدرسته بِالْقَاهِرَةِ أول مَا فتحت بل ولي مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس بعناية الْبَدْر بن مزهر بعد موت الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وسافر لمباشرتها بعد أَن رغب عَن الجمالية لِابْنِ سَالم والخروبية للمحب بن أبي المحاسن وَاسْتقر فِي الباسطية الامام شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ ثمَّ صرف الْعِزّ عَن الصلاحية فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالشهاب بن المحمرة وَرجع الْعِزّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا على نِيَابَة الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء النحرارية عوضا عَن ابْن قَاسم مَعَ مُرَتّب رتبه لَهُ عبد الباسط إِلَى أَن أُعِيد إِلَى الصلاحية بعد موت الشهَاب وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَقد حدث بأَشْيَاء بِالْقَاهِرَةِ وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ قَاضِي الْمَالِكِيَّة بحماة أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الْحكمِي المغربي وَوَصفه بشيخنا الامام الْعَلامَة شيخ الاسلام علم الْمُحَقِّقين حَقًا وحائز فنون الْعلم صدقا، وَكَذَا درس وَأفْتى وَأفَاد وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء سِيمَا أهل تِلْكَ النواحي، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة داهية لسنا فصيحا فِي التدريس والخطابة وَغَيرهمَا حسن الْقِرَاءَة جدا مفوها طلق الْعبارَة قوي الحافظة حَتَّى فِي التَّارِيخ وأخبار الْمُلُوك جيد الذِّهْن حسن الاقراء كثير النَّقْل والتنقيح متين النَّقْد وَالتَّرْجِيح وأقرأ هُنَاكَ فِي جَامع المختصرات فَكَانَ أمرا عجبا صَحِيح)

العقيدة شَدِيد الْحَط والانكار على ابْن عَرَبِيّ وَمن نحا نَحوه مغرما بِبَيَان عقائدهم الرَّديئَة وتزييفها مُصَرحًا بِأَنَّهُم أكفر الْكفَّار جوادا كَرِيمًا إِلَى الْغَايَة قل أَن ترى الْعُيُون فِي أَبنَاء جنسه نَظِيره فِي الْكَرم مَعَ كَونه

ص: 205

أكولا إِلَى الْغَايَة مهابا لطيفا حسن الشكالة ضخما أجَاز لي. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس رَمَضَان سنة خمسين بِبَيْت الْمُقَدّس بعد تمرضه بالبواسير سِنِين وَدفن بمقبرة ماملا رحمه الله وإيانا وَمن نظمه:

(إِذا الموائد مدت

من غير خل وبقل)

(كَانَت كشيخ كَبِير

عديم فهم وعقل)

وَقَوله:

(وَذي قوام رطيب

وافي يؤم الأراكا)

(ناداني الْقلب مَاذَا

تُرِيدُ قلت سواكا)

بل يُقَال إِنَّه لم ينظم سوى هذَيْن المقطوعين.

515 -

عبد السَّلَام بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الْوَاحِد / الْآتِي وَهَذَا أسن. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ كتبا كالشاطبية وَالْمُخْتَار وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فِي البُخَارِيّ وَبعدهَا على أبي الْفرج المراغي وَكتب الْخط الْجيد وَنسخ بِهِ أَشْيَاء، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وقرأه بِكَمَالِهِ على الْمُحب بن الاقصرائي وَحضر عِنْد السَّعْدِيّ بن الديري والجلال الْمحلي وَغَيرهمَا وَكَذَا دخل حلب فَمَا دونهَا لطلب الْمَعيشَة، وقطن مَكَّة من سنة إِحْدَى وَسبعين وَسمع مني فِيهَا أَشْيَاء بل كتب بعض تصانيفي وَلَيْسَ بِذَاكَ مَعَ شدَّة فاقته وتكرر طلبه الناشىء عَن قُوَّة حَاجته والحاحه فِي ذَلِك سِيمَا من الواردين من سَائِر المسالك وَرُبمَا اسْتَعَانَ فِي ذَلِك بنظمه وَلَيْسَ بالطائل.

516 -

عبد السَّلَام بن أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين

017 -

. عبد السَّلَام بن أبي الْفرج بن عبد اللَّطِيف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي. / سمع على الزين المراغي.

518 -

عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل النفطي الْمدنِي أَخُو عبد الْكَافِي / الْآتِي، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

519 -

عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ ابْن عبد السَّلَام أَخُو أبي الْخَيْر الكازروني الْمَكِّيّ. / ولد بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَاسْتقر فِي رياسة المؤذنين بِالْمَسْجِدِ

ص: 206

الْحَرَام بعد أَبِيهِمَا سنة سبع وَخمسين فَلم يُولد لَهُ. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَالْأول أقرب.

520 -

عبد السَّلَام الأول بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن روزبة بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعِزّ أَبُو السرُور بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الْجمال الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وَعلي وَمُحَمّد / وَغَيرهم مِمَّن ذكر فِي محاله. ولد فِي صَبِيحَة الْعشْرين من ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على الْمُحب المطري والبرهان إِبْرَاهِيم ابْن الْجلَال الخجندي وَأحمد بن سعيد الجزيري المغربي وَأبي الْفرج المراغي وَجَمَاعَة بل سمع على جده الْجمال أَشْيَاء وعَلى أبي السعادات بن ظهيرة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحثا وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا. مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين.

521 -

عبد السَّلَام الثَّانِي / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي عَاشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على أَبِيه وَأبي الْفرج المراغي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَآخَرين ولازمني كثيرا فِي مجاورتي عِنْد الْمُصْطَفى صلى الله عليه وسلم وكتبت لَهُ بِمَا سَمعه مني وعَلى إجَازَة أوردت شَيْئا مِنْهَا فِي تَارِيخ الْمَدَنِيين، ثمَّ ورد مَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع من تصانيفي على أَشْيَاء وَهُوَ سَاكن فهم مَذْكُور بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح.

522 -

عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الامام عز الدّين الخشبي الْمدنِي. / سمع على النُّور الْمحلي سبط الزبير فِي الِاكْتِفَاء للكلاعي سنة عشْرين وعَلى الزين أبي بكر المراغي وَكتب تصنيفه تَحْقِيق النُّصْرَة بتلخيص معالم دَار الْهِجْرَة وانْتهى فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَشهد على مُؤَلفه بوقفه.

523 -

عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الزرعي / أحد سكان المجاهدية بِدِمَشْق. كَانَ خيرا أَمينا موثوقا بِهِ فِيمَا قرأته بِخَط ابْن حجي. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة أَربع عشرَة قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه

524 -

. عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الزين أَو الْمُحب الشِّيرَازِيّ العجمي الْمَكِّيّ وَالِد عبد الْعَزِيز / الْآتِي سبط الشَّيْخ على الزمزمي وَلذَا يعرف بالزمزمي. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَسمع بهَا من ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي والزين المراغي وبن سكر وَالْمجد اللّغَوِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعد.

النشاوري والمليجي وَابْن حَاتِم والصردي والعراقي والهيثمي والدميري وَخلق، وَحدث أَخذ عَنهُ النَّجْم ابْن فَهد. وَذكره فِي مُعْجَمه وذيله وَقَالَ أَنه كتب الْخط الْحسن وَنسخ بالاجرة وتكسب بتأديب الْأَطْفَال مُدَّة وبالشهادة، وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا

ص: 207

مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رحمه الله.

525 -

عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين بن الشّرف البهوتي الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد النُّور عَليّ والولوي مُحَمَّد وَالْجمال عبد الله يُوسُف وأخو عبد الرَّحْمَن / الْمَذْكُورين فِي محالهم. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عَنهُ أَبِيه وتلا بِهِ تجويدا وَغَيره على الزينين الهيثمي وجعفر وَحضر دروس الْفَقِيه علم الدّين بن الفران بل كَانَ هُوَ قارئه بُرْهَة وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب البيجوري وَغَيره وَفِي النَّحْو عَن ابْن سويدان وَلَقي الْفِرْيَانِيُّ فَأخذ عَنهُ وسَمعه على شَيخنَا والرشيدي وَغَيرهمَا واختص بالفخر الديمي لمصاهرة بَينهمَا وَأم بالجامع البدري بعد أَبِيه وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي المواعظ وَالرَّقَائِق وَنَحْوهمَا وأدب الْأَبْنَاء مُدَّة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا حبس جَمِيعه على بنيه سوى مَا كتبه بالاجرة من مصاحف وَغَيرهَا وخطه جيد صَحِيح، وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الْخَيْر وَالْبركَة واعتقاد النَّاس فِيهِ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بدمياط بالاسهال شَهِيدا وَتَوَلَّى البيجوري غسله وَدفن بجوار الشَّيْخ فاتح بتربة الشرفاء بني عجلَان رحمه الله وإيانا.

عبد السَّلَام الزرندي. / مضى فِي ابْن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد قَرِيبا.

526 -

عبد السَّلَام الشرنوبي الْبُحَيْرِي ثمَّ القاهري الْمَكِّيّ. / خدم عِنْد أزبك اليوسفي اماما ثمَّ طرده فانتمى لتمراز، وسافر مَعَه للبحيرة وَنزل وَلَده فِي قراء الشيخونية وَفِي غَيرهَا.

527 -

عبد السَّلَام الفارسكوري الازهري الْغَاسِل. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا أَقَامَ مديدة يغسل الْمَوْتَى وَقصد لذَلِك وَأَكْثَره احتسابا رحمه الله.) :::

528 -

عبد الصَّادِق بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. كَانَ من أَصْحَاب التقي بن المنجا ولي قَضَاء طرابلس وشكرت سيرته ثمَّ قدم دمشق وَتزَوج ابْنة السلاوي زَوْجَة مخدومه التقي وسعى فِي قَضَاء دمشق. وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ شَهِيدا سقط عَلَيْهِ سقف بَيته فَهَلَك تَحت الرَّدْم. ذكره شَيخنَا فِي انبائه.

529 -

عبد الصَّمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر عفيف الدّين الخلي اليمني الشَّافِعِي. / وخلة بِفَتْح الْمُعْجَمَة قَرْيَة بِالْحجرِ من جبال الْيمن. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم أَبُو حميش بِفَتْح الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وَآخره مُعْجمَة قَاضِي عدن وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض وشارك فِي النَّحْو وَغَيره، وَكَانَ تقيا

ص: 208

دينا خيرا اسْتَقر بِهِ عَليّ بن طَاهِر فِي نظر ثغر عدن وأعمالها بِحكم الْوكَالَة فِي جَمِيع تعلقاته فحمدت سيرته وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَالنَّظَر والمذاكرة مَعَ الْفُضَلَاء والتحصيل لكتب الْعلم والبحث عَن أَحْوَال الْفُقَهَاء ثمَّ قَلّدهُ أَيْضا النّظر فِي أوقاف تعز وَغَيرهَا فباشر ذَلِك أحسن مُبَاشرَة وَلَكِن لم تطل مدَّته. وَمَات بعدن فِي رَابِع صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل شهده السُّلْطَان فَمَا دونه وتأسف الخيرون على فَقده. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا بأبسط من هَذَا.

530 -

عبد الصَّمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر ابْن عبد الْوَهَّاب المرشدي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيُسمى مُحَمَّدًا. وَقَرَأَ الْمِنْهَاج وَحضر عِنْد يحيى العلمي وَغَيره، وَكَانَ مصاحبا لولد ابْن عزم وَدخل مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ عَن بضع وَثَلَاثِينَ وَترك فَاطِمَة وَأم حَبِيبَة فَتزَوج الأولى قريبها النُّور عَليّ بن الْفَخر أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي.

531 -

عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى وَقيل بدل عِيسَى مُحَمَّد بن مَنْصُور / وَهُوَ الَّذِي كتبه لي وَالْأول أتقن عز الدّين وصائن الدّين ابْن الزين بن الشَّمْس النجمي الصحراوي الزيات بهَا أَخُو مُحَمَّد وَمَرْيَم الآتيين وأبوهم مِمَّن أَخذ عَنهُ شَيخنَا وَيعرف كسلفه بالهرساني بِفَتَحَات وَآخره نون. ولد سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ النجمية طفاي تمر خَارج بَاب البرقية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَالشَّمْس الدَّمِيرِيّ وَحضر مَعَ أَبِيه عِنْد البُلْقِينِيّ وأحضر وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على التَّاج بن الفصيح الْكثير من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي رِوَايَة ابْن الْأَحْمَر وعَلى الحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ خَتمهَا)

فَقَط ثمَّ سمع على جده الشَّمْس والحافظين بعض سنَن أبي دَاوُد وَعلي ابْن أبي الْمجد الْكثير من البُخَارِيّ والختم مِنْهُ فَقَط على الحافظين والتنوخي والختم مِنْهُ أَيْضا لَكِن أَوله دون أول الَّذِي قبله عَليّ الابناسي والغماري وَابْن الشيخة، وَكَذَا سمع من الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ بِحَضْرَة الهيثمي وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل دمشق ودمياط والمحلة، وَحدث سَمِعت عَلَيْهِ قَدِيما ثمَّ تسارع إِلَيْهِ الطّلبَة بِأخرَة لِتَفَرُّدِهِ بالنسائي وأخذوه وَغَيره عَنهُ بل طلبه النَّجْم بن حجي وَحدث عَنهُ بغالب البُخَارِيّ رَفِيقًا للشاوي فَسمع عَلَيْهِ خلق، وَكَانَ خيرا يتعيش بحانوت بالصحراء وَيكْتب على الاستدعاءات خطا ضَعِيفا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بالصحراء وَدفن بحوش مجاور لتربة السويفي تجاه

ص: 209

تربة الطَّوِيل بِالْقربِ من تربة اينال رحمه الله.

532 -

عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود روح الدّين بن سعد الدّين ابْن الصَّدْر الشِّيرَازِيّ. / كَانَ حَيا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَفِيهَا قَرَأَ على الظهير عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الطاووسي وَسمع مَعَه ابْن أخي المسمع أَحْمد ابْن عبد الله بن عبد الْقَادِر وَوصف صَاحب التَّرْجَمَة بالمحدث الْعَالم ووالده بالقارىء وجده باستاذنا فِي كَلَام الله.

533 -

عبد الصَّمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / درج صَغِيرا.

534 -

عبد الصَّمد بن عماد بن إِبْرَاهِيم الدكني الْهِنْدِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

535 -

عبد الصَّمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المقراني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي نبيلة /. فَاضل اشْتغل على أَبِيه فِي الْفِقْه وَغَيره ولقيني بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ وَسمع على غير ذَلِك، وَذكر لي أَن وَالِده كَانَ فَقِيها قَرَأَ على الاهدل وَمَات فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن سِتّ وَأَرْبَعين سنة. عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عمر بن إِسْمَاعِيل القَاضِي عفيف الدّين الخلي بِالْمُعْجَمَةِ الْمَفْتُوحَة نِسْبَة إِلَى خلة قَرْيَة من بِلَاد حجر. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من شَوَّال سنة تسعين، ومولده تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ من رُءُوس الدولة الطاهرية بِالْمُهْمَلَةِ من الْيمن وَلَهُم إِلَيْهِ الْتِفَات كثير وَله عِنْدهم تمكن كَبِير من الْأَمَانَة والديانة والالتفات إِلَى الْفُقَهَاء والاشتغال بِالْعلمِ وَهُوَ من بَيت علم وَصَلَاح رحمه الله كتب إِلَيّ بذلك الْجمال مُوسَى الدؤالي وَكَانَ قريب ابْن إِسْمَاعِيل الْمَاضِي

536 -

. عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزين أَبُو الْخَيْر بن الشَّمْس بن سعد الدّين بن النَّجْم الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بالزركشي.

ولد كَمَا ضَبطه لَهُ وَالِده لست خلون من ربيع الآخر سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الرَّابِعَة على التنوخي ثلاثيات البُخَارِيّ والخيرة فِي الْقرَاءَات الْعشْرَة لِابْنِ زُرَيْق وَغير ذَلِك ثمَّ سمع على الحلاوي والشرف بن الكويك وَمِمَّا سَمعه على أَولهمَا من مُسْند أَحْمد بِقِرَاءَة شَيخنَا وَكَذَا سمع على أبي الْفرج بن الشيخة، وَأَجَازَ لَهُ الشريف الشهَاب أَحْمد ابْن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأَبُو حَفْص البالسي وَابْن منيع والكمال أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق وَمُحَمّد بن أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ سبط الذَّهَبِيّ

ص: 210

وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا عَائِشَة وَآخَرُونَ، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ خيرا سَاكِنا لين الْجَانِب نيرا صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء بل أَظُنهُ كَانَ امامها وَقد كَانَت وَظِيفَة أَبِيه قبله. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ رحمه الله وإيانا.

عبد الصَّمد الْوَادي التازفي /.

538 -

عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن الجوبان سري الدّين بن الشهَاب الدِّمَشْقِي أَخُو عبد الْكَافِي / الْآتِي وَيعرف بِابْن الجوبان وبابن الذَّهَبِيّ. أحد كتاب الانشاء بِدِمَشْق بل نَاب فِي كِتَابَة سرها، وَكَانَ ذَا نظم كتب عَنهُ مِنْهُ الشهَاب اللبودي وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فَجْأَة فِي عَاشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها الشمالي رحمه الله، وَرَأَيْت البدري كتب عَنهُ فِي مَجْمُوعه قَوْله:

(فتنت بنشابي أضحى محاربي

بأسهم ألحاظ بهَا الْمَوْت قد حلا)

(ينصل سهم اللحظ من قتلتي بِهِ

أَلا فانظروه من دمي قد تنصلا)

539 -

عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر الزين التفهني الدَّاودِيّ / نِسْبَة لداود العزب الشَّافِعِي سبط أبي الْفضل بن الردادي. ولد، وَحفظ الْقُرْآن وتلا بالروايات على ابْن أَسد وَرُبمَا قَرَأَ فِي الجوق، واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه والعربية وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَولي مشيخة الْمقَام الدَّاودِيّ وَأكْثر من التَّرَدُّد للقاهرة مَعَ انجماعه فِيهَا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَحمل لتفهنا فَدفن بهَا رحمه الله.

540 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزواوي /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

541 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن أَحْمد بن عز الدّين الْغَزِّي ثمَّ القاهري المقرىء /. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وتنزل فِي الْمدَارِس وَقَرَأَ فِي صفة الجمالية وَغَيرهَا وَفِي شباك البيبرسية وَسمع الْكثير وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَكَانَ سَاكِنا خيرا. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب السّبْعين.

542 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْعِزّ بن الشهَاب بن الْعَلَاء الْقُدسِي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النَّقِيب لكَون جد أَبِيه كَانَ نقيب قلعة صفد. ولد فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع فِي سنة خمس وَتِسْعين الصَّحِيح على الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المفعلي والشهاب بن العلائي كِلَاهُمَا عَن الحجار وَكَذَا سمع على وَالِده وعَلى التَّاج أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَة الشَّمْس بن الديري وعَلى ابْن الديري نَفسه وَمُحَمّد بن سعيد فِي

ص: 211

آخَرين، وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن أبي عذيبة وَقَالَ أَنه مَاتَ فَجْأَة فِي مستهل الْمحرم سنة خمسين بِبَيْت الْمُقَدّس رحمه الله.

543 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن أبي بكر بن أبي السعادات ابْن زَكَرِيَّا بن يحيى بن أَحْمد الربيعي نِسْبَة لِرَبِيعَة الْفرس بِالْفَاءِ وَالرَّاء الفارقي الأَصْل نِسْبَة لميافارقين بديار بكر الْمصْرِيّ /. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وسافر بِهِ أَبوهُ وَله نَحْو عشر سِنِين إِلَى الْيمن فاستوطنها إِلَى سنة ثَلَاث وَعشْرين غير أَنه قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة لبَعض الأشغال وحظى فِي الْيمن عِنْد الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل الْعَبَّاس بِحَيْثُ كَانَ ينْتَقل مَعَه حَيْثُ مَا سكن لتعز وَغَيرهَا وَكَذَا كَانَ أَبوهُ فِي خدمته بل كَانَ عَمه وزيره وَلما قدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَانَت إِقَامَته إِمَّا بهَا أَو باسكندرية أَو بِغَيْرِهِمَا من نَوَاحِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وَذكر البقاعي أَنه لقِيه بِالْقَاهِرَةِ وَحكى لَهُ أَن عَادَة أهل عدن أَن من كَانَ حمله من التُّجَّار أَكثر بدىء بوزنه فاتفق اجْتِمَاع جمَاعَة وَفِيهِمْ خصى يُقَال لَهُ يمن عَتيق الشجاعي وَكَانَ حمله أَكثر وَنور الدّين الفوي أحد التُّجَّار المقيمين بعدن مِمَّن لَهُ وجاهة عِنْدهم وَتقدم فِي السن فأرادوا تقدميه فَلم يُمكنهُم الخصى من ذَلِك وسألهم الجري على الْعَادة أَو يُكَاتب السُّلْطَان ويمتثل مَا يرسم بِهِ فكاتبوه)

فَكتب إِلَيْهِم:

(يمن يمن بِمن

يمن يمن يمن يمن)

وَلم ينقط حرفا مِنْهَا فَلم يفهم أحد من المباشرين مُرَاده وفهمه الخصى فَكتب إِلَى السُّلْطَان كتابا وضع فِيهِ هَذِه الْكَلِمَات بِعَينهَا وَلم ينقط أَيْضا شَيْئا ففهم السُّلْطَان أَن مُرَاده

(يمن يمن بِمن

تمن يمن ثمن ثمن)

فَأرْسل إِلَيْهِم أَن قدموه وَأَرَادَ شِرَاءَهُ فَوَجَدَهُ عتيقا، وَكَذَا كتب عَنهُ البقاعي مَا أنْشدهُ إِيَّاه من نظم الْأَشْرَف.

544 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عَامر بن جَابر الْعِزّ بن الشهَاب بن الْعِمَاد الْمذْحِجِي القصوري بِضَم الْقَاف والمهملة نِسْبَة لبلدة بِالْيمن ثمَّ الطَّائِفِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَأبي الْحسن وَالْخَيْر / الْآتِي ذكرهم وَيعرف كسلفه بِابْن مكينة بِفَتْح أَوله.

ولد بعد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فِي قَرْيَة المليسا بلام مُشَدّدَة ومهملة مُصَغرًا ممدودا من وَادي الطَّائِف وَحفظ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لنافع على أَبِيه والعمدة والمنهاج الفرعي، وَأَجَازَ لَهُ من سَيذكرُ فِي اخوته وَأم بعد أَبِيه بِجَامِع المليسا، وداوم الْحَج وَتردد إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة

ص: 212

للزيارة مَاشِيا ونظم الشّعْر لقِيه البقاعي فِي بِلَاده سنة تسع وَأَرْبَعين فَكتب عَنهُ أبياتا قَالَ أَنه أصلحها لَهُ من اللّحن وَغَيره هَذَا بعد أَن وَصفه بالأديب الْفَاضِل وَقَالَ فِي كل من أَبِيه وجده القَاضِي. مَاتَ فِي.

545 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشّرف أَبُو الْقسم بن الْمُحب أبي المفاخر بن قَاضِي الْقُضَاة الْعِزّ أبي المفاخر بن قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْمُحب أبي بكر بن قَاضِي الْقُضَاة الْكَمَال أبي الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الْعِزّ مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي لَيْلَة الرَّابِع عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه شبيبة ابْنة مُحَمَّد بن بِلَال بن قلاوون الْمَكِّيّ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والألفية والمنهاج وَغَيرهَا وَعرض وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا شَيخنَا والعيني وَابْن الديري ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ والصالحي والرشيدي وَابْن الْفُرَات والصفدي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وجدته لِأَبِيهِ كمالية ابْنة عَليّ النويري وَأُخْتهَا أم الْوَفَاء وَالْقَاضِي أَبُو الْيمن وَأَبُو الْفضل وَخَدِيجَة ابْنة عبد الرَّحْمَن النويري وَأَبُو الْفَتْح المراغي)

وَالسَّيِّد عفيف الدّين والمحب المطري وَابْن فَرِحُونَ والشهاب الْمحلي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي أَبُو بكر القلقشندي وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان وَأحمد بن عمر بن عبد الْهَادِي والشهاب بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني وَابْن جوارش وَغَيرهم، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع بهَا على الشواوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَآخَرين ولازمني بِمَكَّة والقاهرة فِي ألفية الحَدِيث وَشَرحهَا وَكَذَا فِي غير ذَلِك، وَكَذَا دخل الشَّام مرّة بعد أُخْرَى واشتغل بِبَلَدِهِ على غير وَاحِد من الغرباء وَفِي رحلته على جمَاعَة فِي فنون وتميز وَمن شُيُوخه فِي الشَّام الزين خطاب وَفِي الْقَاهِرَة الْجَوْجَرِيّ وَفِي مَكَّة ابْن عطيف والعلمي وَعبد المحسن فِي آخَرين، وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَمَعَهُ وَلَده فدام بهَا أشهرا، وَكَانَ على خير كَانَ الله لَهُ.

546 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعِزّ بن الشهَاب القاهري ثمَّ الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المراحلي. ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه فِي بعض مجاوراته بِالْمَدِينَةِ على الشهَاب الأبشيطي وَكَذَا تلاه على غَيره وترقي للتِّجَارَة وتميز فِيهَا، وقطن مَكَّة زَمنا وزاحم الْكِبَار بِحَيْثُ تزوج ابْنة الخواجا بير مُحَمَّد واستولدها وَغَيرهَا عدَّة أَوْلَاد مَا سعد فيهم، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة واختص بِالْعَلَاءِ بن خَاص بك

ص: 213

وَاعْتَمدهُ ابْنا عليبة والرئيس يحيى وَغَيرهم فِي الْغَيْبَة والحضور وَملك دورا بِمَكَّة وَغَيرهَا بل وجدد بالسروجيين من الْقَاهِرَة مكتبا للايتام وسبيلا، وَعرف بالحزم والضبط لشأنه وَعدم التبسط فِي معيشته مَعَ الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة وَالْجَمَاعَات وَالطّواف ومشاهد الْخَيْر وبذل الزَّكَاة للمستحقين وَنَحْوهم والميل للصالحين كالكمال إِمَام الكاملية والاكثار من ذكر كرامتهم وأحوالهم والتودد لَهُم، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ بعد زَوجته بِيَسِير فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ قد كتب بِحمْلِهِ مَعَ نَائِب جدة إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب تَركه زَوجته فِيمَا قيل وَغَيرهَا فَمَا أمكن لكَونه كَانَ فِي ضعف مَوته، وَتَفَرَّقَتْ تركته لاخْتِلَاف بنيه وَغَيره رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

547 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن يحيى أَبُو فَارس بن أبي الْعَبَّاس الهنتاتي الحفصي / ملك الْمغرب وَصَاحب تونس وَهُوَ بكنيته أشهر. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه قَرَأت بِخَط صاحبنا أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد)

الْحق التّونسِيّ فِيمَا كتب من سيرته أَنه بلغه أَنه كَانَ لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا بل حزر بِقدر أَربع سَاعَات لَا تزيد قطّ وَرُبمَا نقصت وَأَنه لَيْسَ لَهُ شغل سوى النّظر فِي مصَالح ملكه وَأَنه كَانَ يُؤذن بِنَفسِهِ ويؤم بِالنَّاسِ فِي الْجَمَاعَة وَيكثر من الذّكر وَيقرب أهل الْخَيْر وَأَنه أبطل كثيرا من التركات والمفاسد بتونس كالعيالة وَهُوَ مَكَان يُبَاع فِيهِ الْخمر للفرنج يتَحَصَّل مِنْهُ شَيْء كثير فِي السّنة ولأكثر الْجَيْش عَلَيْهِ رواتب وعوضهم عَنهُ وَكَذَا المكوس بِحَيْثُ لم يكن ببلاده كلهَا شَيْء مِنْهَا وَأَنه شكى إِلَيْهِ قلَّة الْقَمْح بِالسوقِ فَدَعَا تجاره فَعرض عَلَيْهِم قمحا من عِنْده وَقَالَ أُرِيد بَيْعه بِدِينَار وَنصف فاسترخصوه فَأمر بِبيعِهِ بذلك السّعر وَأَن لَا يَشْتَرِي من غَيره بأزيد فاحتاجوا لبيع مَا عِنْدهم كَذَلِك فَترك هُوَ حِينَئِذٍ البيع فَبَلغهُ أَنهم زادوا قَلِيلا فَأمر بِبيع مَا عِنْده بِدِينَار فَقَط وَتقدم إِلَى خازنه انه إِن وجد الْقَمْح فِي السُّوق لَا يَبِيع شَيْئا وَإِلَّا بَاعَ بِدِينَار فاضطربوا إِلَى أَن مَشى الْحَال فَكَانَت من أحسن الْحِيَل فِي تمشية حَال النَّاس، وَإنَّهُ كَانَ محافظا على عمَارَة الطرقات بِحَيْثُ أمنت القوافل فِي أَيَّامه بِجَمِيعِ بِلَاده وَإنَّهُ حضر محاكمة مَعَ مُنَازع لَهُ فِي بُسْتَان إِلَى القَاضِي فَحكم عَلَيْهِ فَقبل الحكم وأنصف الْغَرِيم وَإنَّهُ كَانَ يُبَالغ فِي أَخذ الزَّكَاة وَالْعشر وَإِذا مر فِي السُّوق يسلم وَلَا يلبس الْحَرِير وَلَا يجلس عَلَيْهِ وَلَا يتختم بِالذَّهَب إِلَى غير ذَلِك من المحاسن، وَكَانَت صدقاته إِلَى الْحَرَمَيْنِ بل وَإِلَى جمَاعَة من الْعلمَاء والصلحاء بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا مستمرة فَأرْسل يَسْتَدْعِي نُسْخَة من فتح الْبَارِي

ص: 214

لشَيْخِنَا بتحريك الزين عبد الرَّحْمَن البرعكي فَجهز لَهُ مَا كمل وَهُوَ قدر الثُّلثَيْنِ مِنْهُ وبهذه الْوَاسِطَة كَانَ تجهز لكتبه الشَّرْح بل ولجماعة مجْلِس الاملاء ذَهَبا يفرق عَلَيْهِم على قدر مَرَاتِبهمْ وَالْكثير مِنْهُ معِين من هُنَاكَ، وَمَا سَافر قطّ مَعَ كَثْرَة أَسْفَاره إِلَّا قدم بَين يَدَيْهِ صدقَات وَقرب للزوايا وَغَيرهَا امتثالا لقَوْله أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات وَكَذَلِكَ إِذا عَاد ولهذه الْأَوْصَاف الشَّرِيفَة كتب إِلَيْهِ ابْن عَرَفَة مرّة وَالله مَا أعلم يَوْمًا يمر عَليّ وَلَا لَيْلَة إِلَّا وَأَنا دَاع لكم بخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِنَّكُم عماد الدّين ونصرة الْمِسْكِين انْتهى. وَقد استجاز لَهُ ولأولاده شَيخنَا الزين رضوَان وَغَيره جمعا من الْأَعْيَان وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَنْهُم بالاجازة مُكَافَأَة لَهُ على أفضاله وترغيبا لَهُ فِي مزِيد إقباله. مَاتَ فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة بعد أَن خطب لَهُ بفاس وتلمسان وَمَا والاهما من المدن والقرى إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَثلث سنة فأزيد قَالَ المقريزي وَكَانَ خير مُلُوك زَمَانه صِيَانة وديانة وجودا وافضالا وعزما وحزما وَحسن سياسة وَجَمِيل طَريقَة، وَأطَال تَرْجَمته جدا فِي عقوده وختمها بقوله ومناقبه كَثِيرَة وفضائله شهيرة وَلَقَد فجع الاسلام وَأَهله بِمَوْتِهِ وَالله يرحمه ويتجاوز عَنهُ وَقَامَ من بعده حفيده الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْأمين أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي فَارس فدام أَيْضا دهرا كَمَا سَيَأْتِي.

548 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَسد الْعِزّ بن الْعِمَاد الفيومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَبُو عمر الْوَكِيل وَمُحَمّد النَّائِب وأخو الشّرف مُحَمَّد / الْآتِي ذكرهم وَيعرف بالفيومي. كَانَ أَبوهُ بزازا بالفيوم مَذْكُورا بِالْخَيرِ واللين والصدق فولد لَهُ بهَا الْعِزّ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وَكَانَ ابْتِدَاء عرضه لَهُ فِي سنة أَربع وَعشْرين فِيمَا قَالَ وَأَنه تحول من الفيوم بعد موت وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ فِي خلْوَة بالمؤيدية وانتفع بالزين السندبيسي فِي محافيظه وَكَانَ الزين يكثر الشكوى مِنْهُ ويصفه بالشيطنة، وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَغَيرهمَا ولازم السماع عِنْد شَيخنَا وَغَيره وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء وانتمى لكل من الجوهرين الخازندار واللالا ثمَّ اخْتصَّ بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وأقرأ أَوْلَاده وَصَارَت لَهُ المرتبات والجهات ونفائس الْكتب بل وَأَنْشَأَ دَارا خسنة بِالْقربِ من بَيت مخدومه فِيهَا صهريج وسبيل وَكَذَا مَال مَعَ الْمُحب بن الشّحْنَة وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وخطب عَنْهُم بِجَامِع الْحَاكِم بل وَأم فِيهِ ثمَّ صرف عَن الخطابة وَمَعَ خطيب مَكَّة وَغَيرهمَا مِمَّن يرى رُجْحَان

ص: 215

كفته مَعَ كَونه مخمول الحركات مَعْلُول البركات، وجاور غير مرّة وَهُوَ مِمَّن أُشير إِلَيْهِ بالذكاء وَالْفضل وَكَونه من دهاة الْعَالم يتطور كثيرا وَيتَصَوَّر حَقِيرًا فَتَارَة يتصوف وَتارَة يتمكس حَتَّى كَانَ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ يرجح أَخَاهُ شريفا المشتهر أمره عَلَيْهِ وَيَقُول هما اثْنَان فَاسق وَكَذَا وَقد عزره الْعلم البُلْقِينِيّ لكَونه قَالَ أَنا أحب عبد الرَّحْمَن بن الكويز أَكثر من كل فَقيل لَهُ ففلان وَفُلَان فَمَا توقف ثمَّ حكم باسلامه بِوَاسِطَة مخدومه بعد توقفه فِي ذَلِك، وتنازع مرّة مَعَ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الملقب كتكوت فِي صرة بِسَمَاع الحَدِيث بالقلعة فَشهد لَهُ الْمُحب قَاضِي الْحَنَابِلَة بِأَن الْبَدْر أولى مِنْهُ لالمامه بِعلم الحَدِيث وَقِرَاءَة الْكثير من كتبه وَلما شرعوا فِي عمَارَة السُّلْطَان عِنْد بَاب النَّصْر توسل حَتَّى كتب فِيهَا مَعَ شيخوخته وَعدم حَاجته وَوَافَقَ على أَخذ قِطْعَة من قاعة الخطابة حَتَّى عملت ميضأة ورام بذلك انتفاعه بهَا لكَونه يَنُوب فِي الخطابة فعوجل بانتزاعهما مِنْهُ وَكَاد بعدو الْأَمر وَرَاء هَذَا. مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ

549 -

. عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن يُوسُف عز الدّين الوفائي الْوَكِيل ويلقب بالفار. مِمَّن عمل الرسلية فِي بَاب شَيخنَا وَغَيره ثمَّ ترقى للوكالة وبرع فِيهَا وَفِي الْخُصُومَات سِيمَا حِين فشو النَّقْص فِي الْقُضَاة وتحول من ذَلِك وَملك الدّور وَغَيرهَا، وَحج غير مرّة وجاور وَتكلم هُنَاكَ فِي الْحِسْبَة وَغَيرهَا، وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى اسْتَقر فِي نظر الْأَوْقَاف عوضا عَن ابْن العظمة بتقرير شَهْري، وَركب البغلة وَتوسع فِي الظُّلم، وَمَعَ ذَلِك فتجمد عَلَيْهِ مِمَّا الْتَزمهُ الْكثير بِحَيْثُ تكلّف فِي سَده لبيع بعض أملاكه ورسم عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى الْوكَالَة وَلَكِن فِي حَالَة دون الأولى بِكَثِير، وَلم يزل فِي تناقص حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يخلف بعده مثله عَفا الله عَنهُ.

550 -

عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْعِزّ الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سليم. / ولي قَضَاء الْمحلة سِنِين عَن الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء وَغَيره ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة فجاور بهَا أَزِيد من سنتَيْن على طَريقَة حَسَنَة وإحسان للنَّاس بالقرض مَعَ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة بالوراقة فِيمَا بَلغنِي، وَمَات بهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر صفر وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين فِيمَا أَحسب. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَجزم بِأَنَّهُ كَانَ عَالما بالوثائق وَنسبه لجده فَقَالَ ابْن سليم.

551 -

عبد الْعَزِيز بن إِسْحَاق بن الْفراش بِمَكَّة /. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

عبد الْعَزِيز بن أبي البركات بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز. /

ص: 216

552 -

عبد الْعَزِيز بن برقوق بن أنس الْملك الْمَنْصُور عز الدّين أَبُو الْعِزّ بن الظَّاهِر الجاركسي الأَصْل أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي والناصر فرج / الْآتِي. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بسنيات بقلعة الْجَبَل وَنَشَأ بهَا وَأمه أم ولد تركية تسمى قنقباي. جعله أَبوهُ ولي الْعَهْد من بعد أَخِيه فملكوه فِي حَيَاته وَذَلِكَ فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة ولقب بالمنصور وَمَا كَانَ لَهُ سوى الِاسْم بل لم يلبث غير شَهْرَيْن وَثلث شهر وَظهر أَخُوهُ فَخلع وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة فَلم يهيجه بل سكن روعه وَأحسن إِلَيْهِ ورسم لَهُ بِالسُّكْنَى بالقلعة على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا وأجرى عَلَيْهِ معتاده بأزيد، ثمَّ بعد ثَمَانِيَة أشهر وَنصف جهزه هُوَ وَأَخُوهُ الْأَصْغَر إِبْرَاهِيم إِلَى اسكندرية مَعَ مقدمين وهما قطلوبغا)

الكركي واينال حطب فأقاما نَحْو شهر وَنصف، وَمَات هَذَا ثمَّ إِبْرَاهِيم كِلَاهُمَا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الثَّانِي سنة تسع ودفنا من الْغَد باسكندرية وتحدث النَّاس بكونهما مسمومين وَصدق ذَلِك موت قطلوبغا بعد قدومه وَهُوَ مَرِيض من اسكندرية بِيَسِير وَمَا تمّ الشَّهْر حَتَّى نقلا إِلَى الْقَاهِرَة ودفنا بتربة أَبِيهِمَا بعد أَن صلى عَلَيْهِمَا تَحت القلعة ومعهما من النِّسَاء والجواري المسبيات مَا الله بِهِ عليم بِحَيْثُ عد من الْأَيَّام المهولة جدا عوضهما الله الْجنَّة وَذكره المقريزي فِي عقوده.

عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن رسْلَان. هُوَ عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن مظفر. / وَسَيَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير.

553 -

عبد الْعَزِيز بن الْفَخر أبي بكر بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد الْقرشِي الْمَكِّيّ ابْن أخي القَاضِي الْبُرْهَان وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ويلقب فائزا / وَهُوَ بلقبه أشهر. ولد فِي لَيْلَة السبت ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وَأمه حبشية اسْمهَا غزال فتاة لِأَبِيهِ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَنور الْعُيُون لِابْنِ سيد النَّاس والارشاد لِابْنِ الْمقري من الْمِنْهَاج إِلَى الْحَج والحاجبية وتدرب بالشهاب الزبيرِي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَحضر بعض دروس وَالِده وَعَمه ثمَّ ابْن عَمه فِي الْفِقْه والاصول وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ بل قَرَأَ على الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد فِي الارشاد وَغَيره وَعلي فِي مجاورتي الرَّابِعَة صَحِيح البخارية وَقطعَة من شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَغير ذَلِك وَسمع عَليّ فِيهَا وَفِي الَّتِي قبلهَا أَشْيَاء وَحضر دروس السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة الدِّمَشْقِي فِي الارشاد وَتزَوج ابْنة عَمه البرهاني وَكَانَ المهم فِي شعْبَان وَأَنا بِطيبَة واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَقرر فِي

ص: 217

جِهَات أَبِيه شَرِيكا لاخوته بعد مَوته، وزار الْمَدِينَة غير مرّة، وَهُوَ عَاقل متميز بالفهم وَالْعقل وَالْأَدب وترقى فِي ذَلِك كُله.

عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن مظفر /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير.

554 -

عبد الْعَزِيز بن دانيال بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عُثْمَان الاصبهاني الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالعجمي. / كَانَ شَابًّا خيرا لَهُ أَمْلَاك بوادي الهدة وَغَيرهَا وغالب ذَلِك وراثة من قرائبه. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره الفاسي.

عبد الْعَزِيز بن سليم عز الدّين الْمحلي. / مضى فِي ابْن أَحْمد قَرِيبا. (سقط) ولد فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمُخْتَار والمنظومة والاخسيكتي فِي الاصول وَعرض على جمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين مِنْهُم من أَئِمَّة الْأَدَب الْبَدْر البشتكي والزين بن الْخَرَّاط بل سمع على الشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي والشهب شَيخنَا والمتبولي والواسطي وَغَيرهم، وببيت الْمُقَدّس على الشَّمْس بن الْمصْرِيّ وبحلب الْكثير على الْبُرْهَان الْحلَبِي، واشتغل فِي الْفِقْه على قارىء الْهِدَايَة والسعد بن الديري والزين قَاسم وَجَمَاعَة وَفِي الْعَرَبيَّة على الشمني وَالشَّمْس الرُّومِي والراعي وَغَيرهم وَفِي فن البديع وَالْعرُوض على النواجي واستوطن حلب من سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ الاقامة بهَا، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وباشر تدريس الحلاوية وَيُقَال إِنَّهَا هُنَاكَ كالشيخونية بِالْقَاهِرَةِ مَعَ نصف نظرها وَنظر الشاذبختية والخانقاه المقدمية الصُّوفِيَّة مَعَ مشيختها، وناب فِي قَضَاء سرمين ثمَّ أقلع عَن ذَلِك، وَقد لَقيته بحلب وَسمع معي على جمَاعَة وَحدث باليسير، وَكَانَ إنْسَانا حسنا متواضعا لطيف الْعشْرَة كريم النَّفس مَعَ رياسة وحشمة وأصالة وفضيلة فِي الْجُمْلَة وَلكنه لفن الْأَدَب أقرب، وَمِمَّا سمعته ينشده قَوْله:

ص: 218

(يَا كَاتب السريا يَا ابْن الأكرمين وَمن

شاعت مناقبه فِي الْعَرَب والعجم)

وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من نظمه البقاعي وأثكل وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ فَصَبر، وَولي قَضَاء بَلَده فِي سنة وَفَاته حِين كَانَ السُّلْطَان هُنَاكَ لشغوره ببذل مَال هَذَا بعد عرضه عَلَيْهِ قَدِيما فابى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.

557 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر عز الدّين القاهري الْحَنَفِيّ الحياك تجاه الجملون وَيعرف بحرفته /. مِمَّن اشْتغل وَأخذ عَن الزين قَاسم بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وانْتهى لأبي)

السعادات البُلْقِينِيّ وَالصَّلَاح المكيني فمقته الْمَنَاوِيّ. مَاتَ فِي أَوَائِل الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بعد أَن تعلل مُدَّة وَأَظنهُ زَاد على الْخمسين عَفا الله عَنهُ.

558 -

عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن أبي الْفرج الزرندي الْمدنِي وَالِد عمر / الْآتِي. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.

559 -

عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد بن الْعِزّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي /. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه، وَعرض على جلال الخجندي الْحَنَفِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي وَغَيرهمَا، وَسمع على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الششتري وَيحيى بن مُوسَى القسنطيني والعراقي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه للالفية فِي آخَرين وَلَقي بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة الشَّمْس الْهَرَوِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ بعض شَرحه لمُسلم والمشارق وَوَصفه الْجمال الكازروني بالفقيه الْعَالم وَأَبُو الْفرج المراغي بالامام الْعَالم الْعَلامَة الأوحد.

560 -

عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الْعِزّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُوسَى وَيعرف بالزمزمي نِسْبَة لبئر زَمْزَم لكَون وَالِده سبط على وَالِد إِسْمَاعِيل أخي إِبْرَاهِيم الزمزمي أمه عَائِشَة. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة فِيمَا قيل وَهُوَ شيخ قديم سمع مني بِمَكَّة وَالْمَدينَة ونظم فِي المديح وَكَانَ صيتًا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رحمه الله وَهُوَ وَالِد عمر وَأبي بكر وَمُحَمّد وَعلي وَعُثْمَان الْمَذْكُورين فِي محالهم.

561 -

عبد الْعَزِيز بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي

ص: 219

الْمَكِّيّ / الْمَاضِي جده شَقِيق أَحْمد الْمَاضِي وَأم الْحُسَيْن الْآتِيَة. ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وسافر مَعَ أَبِيه للتِّجَارَة إِلَى الْهِنْد كنباية وكاليكوت وَكَذَا الْيمن وسواكن وَغَيرهَا، وزار الْمَدِينَة وترافقنا مَعَه إِلَى الطَّائِف وَبِيَدِهِ التحدث على رِبَاط جدته من قبل أمه أم الْحُسَيْن ابْنة الطَّبَرِيّ وسبيلهما الَّذِي حصل التَّعَدِّي بهدمه.

562 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ المارديني الأَصْل القاهري وَيعرف بالتقوى بمثناة ثمَّ قَاف مفتوحتين / نِسْبَة للْقَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي. ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة)

وَثَمَانمِائَة فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وتكسب ماورديا وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَابْن الْمصْرِيّ والفاقوسي والشرابيشي وَغَيرهم بل أَخْبرنِي أَنه سمع بِقِرَاءَة الكلوتاتي على رقية التغلبية الَّتِي قرر شَيخنَا بَيَان الْغَلَط فِيهَا، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد واختص ببني ابْن الْأَمَانَة سِيمَا القَاضِي جلال الدّين وتكسب عِنْده بِالشَّهَادَةِ وقتا بل نَاب فِي الْقَضَاء وَلكنه لم ينتدب لَهُ بل أَقَامَ غَالب أوقاته فِي خلوته عِنْد مطلع الْحَنَفِيَّة من الصالحية وَكَذَا اخْتصَّ بالشرف بن البقري وَكَانَ عشيرا حسن الشيبة تنزل فِي بعض الْجِهَات وَهُوَ فِي آخر عَمه أحسن مِنْهُ حَالا قبله. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين فَجْأَة سقط ببئر فِي بَيته رحمه الله.

563 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَاضِي / قَرِيبه عبد الْعَزِيز بن دانيال والآتي شقيقتاه كمالية وَعَائِشَة وأبوهم الشهير بِابْن العجمي. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَأمه أم الْحسن نسيم ابْنة الإِمَام أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ وَتزَوج هُوَ زَيْنَب ابْنة الْبزورِي وأولدها عليا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَغَيره، وَمَات صَاحب التَّرْجَمَة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بِقَبْر وَالِده بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض من المعلاة. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ خَال أَوْلَاده.

564 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد عز الدّين الْحُسَيْنِي سكنا. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

565 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعِزّ بن التَّاج التكروري الأَصْل الْمَنَاوِيّ السمنودي الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا وَيعرف بالمناوي. / ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة بمنية سمنود من الشرقية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الْمَنَاوِيّ وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة فَكَانَ مِمَّن أجَاز مِنْهُم

ص: 220

الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَذَلِكَ فِي يَوْم النَّحْر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانمِائَة، وتفقه بالفقيه عمر بن عِيسَى السمنودي وَعنهُ أَخذ الْمِيقَات والفرائض وَبِه انْتفع وَكَذَا بالشمس الغراقي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْفَرَائِض وبالنور الادمي، وَحضر دروس البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشطنوفي، وبرع صَار يستحضر مسَائِل الْهَيْئَة والألفية ويجيد الْفَرَائِض والميقات بِحَيْثُ يعْمل محاريب تِلْكَ النَّاحِيَة، كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة وسلامة الْبَاطِن والتقشف والتصدي للاقراء والافتاء حَتَّى انْتفع بِهِ كَثِيرُونَ وَلأَهل تِلْكَ النواحي فِيهِ اعْتِقَاد كثير، وَقد حج فِي سنة ثَمَان عشرَة وزار الْمَدِينَة وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا وَرُبمَا دخل الْقَاهِرَة للسعي فِي ضروراته وضرورات غَيره، وَكَانَ قد كف ثمَّ أبْصر وَلما تقدم فِي السن تغير استحضاره وَقد لقِيه ابْن فَهد والبقاعي وَكَذَا لَقيته بمنية نابت فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا.

وَمَات فِي أَوَائِل شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بمنية سمنود وَدفن بزاوية سلفه بهَا رحمه الله ونفعنا ببركاته.

566 -

عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْعِزّ بن تَاج الخليلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الموقت / لكَون التَّوْقِيت بهَا مَعَهم وَهُوَ قريب الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم يلتقي مَعَه فِي إِبْرَاهِيم. حفظ الْقُرْآن وجوده على الْعَلَاء بن قَاسم الاردبيلي مَعَ عدَّة رِوَايَات وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْعَبَّادِيّ والبكري والجوجري وزَكَرِيا وَابْن أبي الشّرف واشتغل على الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ وَغَيره من شُيُوخ بَلَده وَقَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ على ابْن قَاسم فِي شَرحه لألفية النَّحْو وعَلى الْبَدْر المارداني الْمَجْمُوعَة مَعَ رسالتين لَهُ فِي الْمِيقَات ومقدمة لَهُ فِي الْحساب سَمَّاهَا التُّحْفَة والنزهة لِابْنِ الهائم فِي آخَرين وَقَرَأَ على يَسِيرا وَكَذَا على الديمي والنعماني وَآخَرين وَلبس منا الْخِرْقَة وَرجع إِلَى بِلَاده قبيل رَجَب سنة تسعين

567 -

. عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس أَبُو الفوارس ابْن صَاحب تونس وأخو المسعود مُحَمَّد / الآتيين وَهَذَا أصغرهما. ولي بجاية وَهُوَ حَيّ قبل الثَّمَانِينَ.

568 -

عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن الشَّهِيد النَّاطِق بن الْقَاسِم بن عبد الله الْعِزّ أَبُو الْمَعَالِي بن النُّور الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي هُوَ والمالكي أَبوهُ /. ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتنبيه وَغَيره وَسمع بِمَكَّة فِي صغره على الْعَفِيف النشاوري وبعنايته على أَبِيه وَابْن صديق وَآخَرين وتفقه بالجمال بن ظهيرة وَأخذ النَّحْو عَن النَّجْم الْمرْجَانِي، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا فِي سنة

ص: 221

ثَمَانمِائَة الْفِقْه أَيْضا عَن الابناسي وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس بسفارة بعض أَصْحَابه وَالْفِقْه وَغَيره عَن البُلْقِينِيّ وَولده الْجلَال والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ ولازمه كثيرا والبدر الطنبذي وأجازوه ظنا بالافتاء والتدريس وَمِمَّا قَرَأَهُ على البُلْقِينِيّ السّنَن لأبي دَاوُد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وتصدى للفتيا فِي حَيَاة شَيْخه ابْن ظهيرة وَبعده ودرس الحَدِيث بعد وَالِده بالمنصورية، وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا سنة تسع وَتِسْعين وفيهَا مَاتَ أَبوهُ)

وَفِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَمَا فَاتَهُ الْحَج فِي كلتيهما ثمَّ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَأقَام بهَا عشر سِنِين وَولي قَضَاء تعز مرَارًا وتدريس المظفرية والسيفية وَغَيرهمَا وخيلوا مِنْهُ صَاحب الْيمن مَعَ أَن كَبِير أمرائه الْبَدْر بن زِيَاد الكاملي المتوفي سنة تسع وَعشْرين كَانَ كثير الاقبال عَلَيْهِ والاحسان إِلَيْهِ، وَرجع إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا متعللا بالباسور نَحْو نصف سنة حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشْرين ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَدفن فِي بكرتها بالمعلى. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ كَانَ عَارِفًا بالفقه مشاركا فِي غَيره حسن المذاكرة انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة وَأخذ عَن شُيُوخه وَأذن لَهُ الابناسي والطنبذي، وَلم يذكر البُلْقِينِيّ فِيمَن أذن لَهُ بل صرح الفاسي بِعَدَمِ اذنه لَهُ، وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَقَالَ انه قَامَت لَهُ فِي مُدَّة ولَايَته تعز رياسة تَامَّة قَالَ وَكنت أرَاهُ يتَكَرَّر مَجِيئه لِعَمِّي الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر فِي أَوَائِل طلوعه تعز.

569 -

عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الخواجا عز الدّين الدقوقي الْمَكِّيّ أَخُو الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وَهَذَا أسن. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمن ثمَّ أَخذ أَخُوهُ فِي الشُّهْرَة وَالْقَبُول.

570 -

عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أبي الْعِزّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود الْعِزّ الْبكْرِيّ التَّيْمِيّ الْقرشِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْقُدسِي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَيعرف بالعز الْقُدسِي الْبَغْدَادِيّ /. ولد قبيل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلاه بالروايات وتفقه على شيوخها وَسمع فِي سنة تسعين من الْعِمَاد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمَحْمُود السهروردي شيخ الْعرَاق ثمَّ بعد سِنِين من وَلَده أَحْمد وَكِلَاهُمَا من يرْوى عَن السراج الْقزْوِينِي وتعانى عمل المواعيد، وَقدم دمشق فِي سنة خمس وَتِسْعين وسكنها وَكَذَا سكن بَيت الْمُقَدّس زَمنا وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِهِ وَقَامَ إِذْ ذَاك على الشهَاب الباعوني وَهُوَ حِينَئِذٍ خطيب الْأَقْصَى فَلَمَّا ولي الباعوني قَضَاء الشَّام فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة فر الْعِزّ إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة الركب الْعِرَاقِيّ بعد مَا حج وَولي قضاءها

ص: 222

فِيمَا كَانَ يزْعم ودام فِيهِ دون ثَلَاث سِنِين ثمَّ صرف فَعَاد إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس أَيْضا فَلَمَّا دخله الْهَرَوِيّ وَقع بَينهمَا شَيْء فتحول الْعِزّ بأَهْله إِلَى الْقَاهِرَة وَقَررهُ الْمُؤَيد فِي تدريس الْحَنَابِلَة بجامعه حِين كمل وَكَانَ مِمَّن قَامَ على الْهَرَوِيّ حَتَّى عزل بل هُوَ والزين القمني من أكبر المولبين عَلَيْهِ عِنْد الْعَامَّة وبلغتنا عَنْهُمَا فِي ذَلِك حكايات لَا تستنكر من دهاء صَاحب التَّرْجَمَة،)

ثمَّ نقل إِلَى الْعِزّ إِلَى قَضَاء الشَّام فباشره مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بعد موت الْمُؤَيد فاستقر فِي قَضَائهَا بعد صرف الْمُحب ابْن نصر الله الْبَغْدَادِيّ لكَون السُّلْطَان وَغَيره من أَعْيَان دولته كَانُوا يعرفونه من دمشق ويرون مِنْهُ مَا يظهره من التقشف الزَّائِد كحمل طبق الْخبز إِلَى الفرن وَنَحْوه ثمَّ صرف فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بالمحب حَيْثُ انعكس على الْعِزّ الْأَمر الَّذِي دبره لاستمراره وَسقط فِي يَده وسعى فِي عوده فَمَا تمّ بل أُعِيد لقَضَاء الشَّام ثمَّ صرف عَنهُ بالنظام بن مُفْلِح وَقدم الْقَاهِرَة فَمَا تمكن من الاقامة بهَا فَخرج إِلَى الْقُدس ثمَّ إِلَى الشَّام ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وسعى فِي الْعود لدمشق فَأُجِيب وَاسْتمرّ فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي رفع الاصر وَلكنه قَالَ فِي إنبائه مَاتَ بهَا مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء وَبِه جزم غَيره وَكَانَ فَقِيها متقشفا طارحا للتكلف فِي ملبسه ومركبه بِحَيْثُ يردف عَبده مَعَه على بغلته وَيتَعَاطَى شِرَاء حَوَائِجه بِنَفسِهِ مَاشِيا وتنقل عَنهُ أَشْيَاء مضحكة توسع فِي حِكَايَة كثير مِنْهَا كحمله السّمك فِي كمه وَهُوَ فِي قرطاس وحضوره كَذَلِك للتدريس وغفلته عَن ذَلِك بِحَيْثُ ضرب القطة بكمه فانتثر مَا فِيهِ كل ذَلِك لِكَثْرَة دهائه ومكره وحيله وَكَونه عجبا فِي بني آدم وَلكنه لما أَكثر من ذَلِك علم صَنِيعه فِيهِ وَهَان على الْأَعْين بِسَبَبِهِ، وَقد اختصر الْمُغنِي لِابْنِ قدامَة فِي أَربع مجلدات وَضم إِلَيْهِ مسَائِل من المنتقي لِابْنِ تَيْمِية وَغَيره سَمَّاهُ الْخُلَاصَة وَشرح الْخرقِيّ فِي مجلدين وَكَذَا اختصر الطوفي فِي الاصول وَعمل عُمْدَة الناسك فِي معرفَة الْمَنَاسِك ومسلك البررة فِي معرفَة الْقرَاءَات الْعشْرَة وبديع المغاني فِي علم الْبَيَان والمعاني وجنة السائرين الابرار وجنة المتوكلين الأخيار تشْتَمل على تَفْسِير آيَات الصَّبْر والتوكل فِي مُجَلد وَالْقَمَر الْمُنِير فِي أَحَادِيث البشير النذير وَشرح الجرجانية وَغير ذَلِك قَالَ الْعَيْنِيّ وَلم يكن طَوِيل الباع فِي الْعلم بل كَانَ شَدِيد الخفة والتقشف بِحَيْثُ يضْحك النَّاس مِنْهُ وَرُبمَا لم يسلم النَّاس من لِسَانه، وَقَالَ غَيره إِنَّه لم يكن بالمحمود ويحكى عَنهُ فِي أكل الرِّشْوَة الْعَجَائِب وَكَانَ رَقِيقا معتدل الْقَامَة ذَا لحية بَيْضَاء كَبِيرَة خَفِي الصَّوْت كثير التأني والتأمل فِي كَلَامه،

ص: 223

وَفِي تَرْجَمته مَا لَا يلتئم لكَون الِاعْتِمَاد فِيهَا عَلَيْهِ، وَقد نسبه شَيخنَا فِي إنبائه لجده الْأَعْلَى فَقَالَ: عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْمَحْمُود، وَفِي الْقُضَاة سمى جده الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود وَكَذَا نسبه المقريزي وَلكنه فِي عقوده قَالَ ابْن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود. وَمِنْهُم من جعل جده أَبَا الْعِزّ، وَحكى المقريزي فِي تَرْجَمته أَنه اجْتمع أَعْيَان مَكَّة بالابطح سنة عشر وَفِيهِمْ هَذَا والسراج عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح)

الفاسي وهما حنبليان فَأَنْشد السراج مُخَاطبا الْعِزّ:

(إِن كنت خنتك فِي الْهوى

فحشرت محشر حنبلي)

(ألحي حليق الذقن منتوف من

توف السبال مكحل)

وَكَانَ الْعِزّ يَوْمئِذٍ كَذَلِك فَأَجَابَهُ ارتجالا:

(أَتَانَا طَالب من أَرض فاس

يُطَالب بِالدَّلِيلِ وبالقياس)

(وَمَا يعزى إِلَى فاس وَلَكِن

فسى يفسو فسَاء فَهُوَ فاس)

571 -

عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْعَلامَة نور الدّين عَليّ بن فَرِحُونَ الْعِزّ الْيَعْمرِي الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بالمجلد / وَهِي حرفته وحرفة أَبِيه. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

572 -

عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ /.

مَاتَ بهَا وَله نَحْو ثَلَاث سِنِين فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين. ذكره ابْن فَهد.

573 -

عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْعِزّ الْقرشِي الْمَكِّيّ شَقِيق الْبُرْهَان عَالم الْحجاز وأخوته وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / مَاتَ سنة سبع وَعشْرين ومولده فِي الَّتِي قبلهَا.

574 -

عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو فَارس وَأَبُو الْخَيْر ابْن صاحبنا النَّجْم أبي الْقسم الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد، / وَأمه عَائِشَة ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ العجمي الأَصْل. ولد فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة السبت سادس عشري شَوَّال سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة فِي غيبَة وَالِده بِالْقَاهِرَةِ وسمى عليا أَبَا الْخَيْر ثمَّ غير لكَون أَبِيه رأى فِي مَنَامه قَائِلا يَقُول لَهُ جَاءَك ذكر فسمه عبد الْعَزِيز أَبَا فَارس وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والارشاد مُخْتَصر الْحَاوِي لِابْنِ المقرىء والنخبة لشَيْخِنَا وألفية النَّحْو والوردية والجزومية كِلَاهُمَا فِي النَّحْو أَيْضا وعرضها بِتَمَامِهَا على أَبِيه وجده وَكَذَا عرض على الْعَادة مَا عدا النخبة والأخيرين على جمَاعَة من أهل بَلَده وَمن القادمين إِلَيْهَا كالبامي وَابْن القصبي الْمَالِكِي وَكتب إِجَازَته نظما ثمَّ حفظ أَيْضا غَالب ألفية الحَدِيث وجانبا من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ واعتنى بِهِ وَالِده فاستجاز لَهُ خلقا مِنْهُم

ص: 224

شَيخنَا وأحضره وأسمعه على كثيرين من المكيين كَأبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والزمزمي وَغَيرهم بهَا وبأماكن مِنْهَا كمنى وَجل ذَلِك معي وَلما ترعرع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَتوجه غير مرّة للزيارة النَّبَوِيَّة وَسمع فِيهَا بِطيبَة من)

جمَاعَة، وارتحل فِي سنة سبعين من الْبَحْر فَأكْثر بالديار المصرية من الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَمِمَّا أَخذه عَن الشمني فِي الْبَحْث بعض شَرحه لنظم أَبِيه للنخبة وَعَن البقاعي فِي متنها مَعَ شَيْء حَاذَى بِهِ متن إيساغوجي، وَسمع بِمصْر والجيزة وعلو الأهرام وَغَيرهَا من أماكنها وَكَذَا بجدة فِي مَجِيئه وَلما انْتهى أربه سَافر فِي أول السّنة الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فَسمع فِي توجهه بالخانقاه السرياقوسية وزار الْقُدس والخليل وَسمع بالقدس وبغزة ونابلس ودمشق وصالحيتها وبعلبك وحماة وحلب وَغَيرهَا من جمَاعَة، واجتهد فِي كل ذَلِك وتميز فِي الطّلب واستمد مني ثمَّ عَاد فِيهَا إِلَى بَلَده مَعَ الركب ثمَّ رَجَعَ من الْبَحْر أَيْضا فِي سنة خمس وَسبعين وَقَرَأَ عَليّ فِي بحث ألفية الحَدِيث مَعَ غَيرهَا من تصانيفي وَحضر عِنْدِي فِي الاملاء وَغَيره بل وَقَرَأَ على الشّرف عبد الْحق السنباطي كِتَابه الارشاد ثمَّ سَمعه عَلَيْهِ إِلَّا الْيَسِير فِي مجاورته، وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِي تَقْسِيم الْمِنْهَاج على السراج الْعَبَّادِيّ وَلَكِن لم يتهيأ اكماله وَقَرَأَ على الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ قِطْعَة من أول شَرحه على الارشاد وَكتبه بِخَطِّهِ وعَلى الزيني زَكَرِيَّا فِي الْمَتْن وَكَانَ جلّ قَصده من هَذِه القدمة الدِّرَايَة وَرجع إِلَى بَلَده ثمَّ سَافر مِنْهَا للدراية أَيْضا إِلَى الشَّام فِي موسم السّنة الَّتِي تَلِيهَا وزار الْمَدِينَة فِي توجهه وَقَرَأَ فِي دمشق على الزين خطاب قِطْعَة من أول الارشاد وَكَذَا على الْمُحب البصروي وَكَانَ قد أَخذ عَنهُ بِمَكَّة أَيْضا وَحضر دروس أَولهمَا مَعَ قَلِيل من دروس التقي بن قَاضِي عجلون هُنَاكَ وَوصل مِنْهَا إِلَى حلب وَرجع لمصر أَيْضا ثمَّ لبلده مَعَ الركب ثمَّ دخل الْقَاهِرَة أَيْضا مَعَ الركب فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ فلازمني فِي السماع وَالْقِرَاءَة وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على قِطْعَة كَبِيرَة من أول شرحي لألفية الحَدِيث وَجَمِيع شرح النخبة وَحضر كثيرا من مجَالِس الاملاء بل واستملى بَعْضهَا وأكمل الرّبع الأول من شرح الْجَوْجَرِيّ للارشاد عَلَيْهِ وَحضر عِنْده تَقْسِيم التَّنْبِيه إِلَّا يَسِيرا وتقسيم جَمِيع ألفية ابْن مَالك سوى مجلسين أَو ثَلَاثَة بل هُوَ مِمَّن لَازمه حِين مجاورته بِمَكَّة حَتَّى سمع عَلَيْهِ شرح الشذور لَهُ وغالب متن الْبَهْجَة وَكَذَا لَازم إِمَام الكاملية فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ غَالب الوردية فِي النَّحْو وَمِمَّا أَخذه عَن الْعَبَّادِيّ فِي القدمة الرَّابِعَة فِي الرَّوْضَة أَو الْخَادِم، وَرجع مَعَ الْحَاج فِيهَا إِلَى بَلَده فَأَقَامَ ملازما للاشتغال والاقبال على شَأْنه، وَلما جَاوَرت سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا

ص: 225

أَكثر من ملازمتي بِحَيْثُ قَرَأَ على مَا كَانَ فِي كتب وَالِده من تصانيفي وَهُوَ شَيْء كثير وَحصل هُوَ أَيْضا أَشْيَاء قَرَأَهَا وأكمل سَماع شرحي للألفية مَعَ تكَرر كثير مِنْهُ لَهُ وَكَذَا)

سمع عَليّ ومني غير ذَلِك وَمِمَّنْ لَازم بِبَلَدِهِ فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير عَالم الْحجاز الْبُرْهَان بن ظهيرة وَفِي الْفِقْه فَقَط مَعَ أُصُوله وَالْفَخْر أَخُوهُ والنور الفاكهي أَخذ عَنهُ الْمِنْهَاج وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِي تقسيمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الرّبع الأول من الارشاد بل حضر عِنْده فِي النَّحْو وَغَيره وَقَرَأَ على يحيى العلمي الْمَالِكِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ مرَّتَيْنِ وألفية ابْن مَالك وتوضيحها لِابْنِ هِشَام وَحضر عِنْده فِي الْجمل للخونجي وَسمع جَمِيع التَّوْضِيح والألفية مرَّتَيْنِ إِلَّا الْيَسِير على المحيوي الْمَالِكِي وَقبل ذَلِك أَخذ فِي النَّحْو عَن أبي الْوَقْت المرشدي ثمَّ بِأخرَة عَن الشريف السمهودي الايضاح فِي الْمَنَاسِك للنووي وَقطعَة من أول ألفية النَّحْو، وبرع فِي الحَدِيث طلبا وضبطا وَكتب الطباق بل كتب بِخَطِّهِ جملَة من الْكتب والاجزاء وتولع بالتخريج والكشف والتاريخ، وأذنت لَهُ فِي التدريس والافادة والتحديث وَكَذَا أذن لَهُ الْجَوْجَرِيّ فِي تدريس الْفِقْه والنحو والافادة والمحيوي ضمن جمَاعَة فِي إقراء الألفية وَلَيْسَ بعد أَبِيه بِبِلَاد الْحجاز من يدانيه فِي الحَدِيث مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْفَضَائِل وجودة الْخط والفهم وَجَمِيل الْهَيْئَة وعَلى الهمة وَالْحيَاء والمروءة والتخلق بالاوصاف الجميلة والتقنع باليسير واظهار التجمل وَعدم التشكي وَهُوَ حَسَنَة من حَسَنَات بَلَده.

عبد الْعَزِيز بن أبي الْقسم /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب.

575 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد الْعِزّ السنبسي الْمَكِّيّ. / حفظ الْعُمْدَة فعرضها على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الحسني الفاسي فِي سنة عشر وَأَجَازَهُ بل أجَاز لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَخلق. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ، أرخه ابْن فَهد.

عبد الْعَزِيز بن عَيَّاش الطَّبَرِيّ /.

576 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْعِزّ أَبُو البقا بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الابياري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد / الْمَذْكُورين فِي أماكنهم وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه انه اشْتغل كثيرا ودرس وَعمل المواعيد بالجامع الازهر وَكَانَ شَابًّا صَالحا عفيفا فَاضلا أجَاز لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد. مَاتَ فِي تسع عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ.

ص: 226

577 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مقدم الْعِزّ بن الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي أَخُو عبد الْغَنِيّ ووالد خير الدّين أبي الْخَيْر مُحَمَّد وَزَوْجَة الزين عبد الرَّحِيم الابناسي / وَغَيرهم مِمَّن سَيَأْتِي، وَيعرف بِابْن الْبِسَاطِيّ. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والمختصر الفرعي والفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن أَبِيه وَالْجمال الاقفاصي وناب عَنهُ ثمَّ عَن من بعده إِلَى أَن مَاتَ وَلكنه قد تقلل مِنْهُ جدا بِأخرَة وَكَذَا قَرَأَ على الشهَاب الصنهاجي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا ودرس بالقمحية وَولي الاعادة بالصالحية والناصرية والصالح وَغَيرهَا وَكَانَ مستحضرا لكثير من فروع مذْهبه مشاركا فِي طرف من الْعَرَبيَّة ذَاكِرًا لجملة من الوقائع والنوادر مَعَ مزِيد حرصه وَطَرحه التَّكَلُّف والاحتشام واعراضه عَن التأنق فِي ملبسه ومأكله وشئونه كلهَا وتعاطى جباية دوره وأماكنه وَتَوَلَّى اصلاحها بِنَفسِهِ والتمتع بحواسه بِحَيْثُ يمشي كثيرا. مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن بِجَانِب الرَّوْضَة بتربة هُنَاكَ وَخلف الْمشَار إِلَيْهِم رحمه الله وإيانا.

578 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن صَالح الْعِزّ بن الْجمال الهيثمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الله وَابْن أخي الْحَافِظ نور الدّين / على الآتيين. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الثَّانِيَة فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ على أبي عبد الله الْبَيَانِي الأول من فَوَائِد الصّقليّ أخبرنَا بِهِ الْفَخر حضورا أَيْضا وَسمع على عَمه والعراقي وَابْن حَاتِم وَابْن الشيخة والابناسي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والغياث العاقولي والصدر الْمَنَاوِيّ وَغَيرهم بل أجَاز لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة فهرست مروياته الْمعينَة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى الْحَافِظ وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وانه أجَاز لوَلَده، وَكَانَ أحد صوفية البيبرسية. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ رحمه الله.

579 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن دَاوُد الكيلاني الْمَكِّيّ /. تردد للقاهرة وَمَات بهَا مطعونا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.

580 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن صَالح النمراوي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن صَالح. شَاب يمِيل لظرف وَسُكُون وانجماع مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وباسمه بعض جِهَات منتقلة لَهُ عَن أَبِيه وَغَيره. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر.)

ص: 227

:::

581 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْعِزّ بن الشَّمْس بن الكويك / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه قَاسم. ولد قريب الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره ورافقني يَسِيرا فِي مكتب ابْن أَسد ثمَّ تعانى الحيك ظنا وقتا ثمَّ التوقيع وَصَارَ من جُمْلَتهمْ وَرُبمَا يَقُول الشّعْر.

582 -

عبد الْعَزِيز بن الْجمال مُحَمَّد بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد الْعِزّ الْأنْصَارِيّ الْمدنِي ابْن عَم حسن بن عمر بن عبد الْوَاحِد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زين الدّين. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير عز الدّين ابْن الْبَهَاء بن الْعِزّ البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كأبيه بِابْن عز الدّين وبابن شفطر. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة بل قيل إِنَّه لم يعرض، واشتغل يَسِيرا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرف السُّبْكِيّ وَابْن المجدي وَفِي غَيره عَن ابْن حسان وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَسمع على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَأم هانىء وَآخَرين وَفضل واستنابه شَيخنَا فِي آخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَجلسَ بحانوت بِخَط جَامع طولون ثمَّ صرفه لشَيْء نسب إِلَيْهِ بل درس بعد وَالِده بمدرسة سودون من زادة وَولي الاعادة بِجَامِع طولون بل استنزل عشيره الْمُحب بن هِشَام عَن تدريس المنصورية وَمَا أَمْضَاهُ النَّاظر إِلَّا بتكلف وَعمل فِيهِ درسا وَاحِدًا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ قريب الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن عِنْد جده بمقبرة سعيد السُّعَدَاء، وَكَانَ ذكيا فَاضلا حسن التَّصَوُّر وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة مَعَ صفاء وَسُرْعَة حَرَكَة وحرص حَرِيصًا على لعب الشطرنج وَرُبمَا جر ذَلِك للمزحة سِيمَا حِين تحدثه بالميل للْقَضَاء الْأَكْبَر وَقد كتب بِخَطِّهِ الْخَادِم أوجله وَرُبمَا وسع على بعض الطّلبَة بالقرض رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

584 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الدَّمِيرِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

585 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الرشيد أبي مُحَمَّد بن الْعِزّ أبي مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ القاهري الْمَالِكِي الْمُبَاشر / الْمَاضِي ابْنه أَحْمد وَيعرف كسلفه بِابْن عبد الْعَزِيز. ولد قبل سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها فِي مستهل صفر سنة تسعين والرسالة وعرضها فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ الابناسي

ص: 228

والبلقيني وَابْن الملقن وَولد كل مِنْهُمَا وأجازوا لَهُ وأثنوا على أسلافه فِي آخَرين مِمَّن لم يجز وَفِي ظَنِّي أَن عبد الْعَزِيز الْأَعْلَى هُوَ جد القَاضِي كريم الدّين عبد الْكَرِيم ابْن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عبد الله بن سيدهم ابْن عَليّ اللَّخْمِيّ ويتأيد بِأَن كريم الدّين لما اسْتَقر فِي نظر الْجَيْش رغب عَمَّا كَانَ باسمه قبل من وظائف الْجَيْش باسم وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَوَصفه بِأَنَّهُ قَرِيبه لَكِن حكى لي الْجمال سبط شيختنا أنس ابْنة عبد الْكَرِيم الْمَذْكُور أَن الْقَرَابَة إِنَّمَا هِيَ من جِهَة النِّسَاء وَحِينَئِذٍ فعبد الْعَزِيز الْأَعْلَى غير جد كريم الدّين لَا سِيمَا وَوجدت وَصفه بالعالم الْمُحدث فِي خطّ غير وَاحِد وَكَذَا نسبته أَنْصَارِيًّا وَأما جد كريم الدّين فَهُوَ وَإِن وَقع فِي مُعْجم ابْن ظهيرة نِسْبَة وَلَده الْحسن أَنْصَارِيًّا فَهُوَ غلط وَلذَا كتب شَيخنَا بِهَامِش تَرْجَمته هُنَاكَ صَوَابه اللَّخْمِيّ وَالله أعلم، وَقد سمع صَاحب التَّرْجَمَة على الشّرف بن الكويك جُزْء البطاقة وباشر أوقاف جَامع طولون والاشرفية العتيقة والناصرية دهرا، وَكَانَ بارعا فِي الْمُبَاشرَة جلدا ثَابت الجأش صبورا تَعب القاياتي ثمَّ السفطي فِي مباشرتهما الْقَضَاء بتسببه كثيرا وَلم يحدث لكنه أجَاز لي وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

586 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعِزّ بن أبي الْقسم بن التَّاج العثماني كَمَا بِخَط شَيْخه أبي الْفَتْح المراغي الطهطاوي ثمَّ الْمَكِّيّ /. سمع على أبي الْفَتْح المراغي فِي سنة خمس وَخمسين وَبعدهَا، وَكَانَ بزازا بدار الامارة مُبَارَكًا مِمَّن دخل الْعَجم وَحصل بهَا. مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة بِالْمَسْجِدِ بعد صلَاته الْمغرب فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ سامحه الله. أرخه ابْن فَهد.

587 -

عبد الْعَزِيز بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ. / ولد بهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأمه أم الْخَيْر ابْنة عَليّ ابْنة عبد اللَّطِيف بن سَالم، وَنَشَأ وَسمع من زَيْنَب ابْنة الشَّافِعِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَبعدهَا جمَاعَة

588 -

. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قطلبك تَاج الدّين بن نَاصِر الدّين بن عَلَاء الدّين / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالصغير بِالتَّصْغِيرِ. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا مَقْبُول الصُّورَة لجماله فحفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري والمنار فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَكتب الْخط الْحسن وتولع بالأدب حَتَّى صَار حسن المحاضرة، وتنقل فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة فَأول مَا عمل خاصكيا ثمَّ أميرآخور ثَالِث ثمَّ حَاجِب ثَالِث ثمَّ وكَالَة الاسطبلات

ص: 229

السُّلْطَانِيَّة أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ الْحِسْبَة ونقابة الْجَيْش كل ذَلِك بالبذل الَّذِي يستدين أَكْثَره ثمَّ يقاسي من أربابه بالشكوى وَنَحْوهَا مَا الله بِهِ عليم، بل حَبسه الظَّاهِر بالبرج من القلعة فِي أَوَائِل دولته ثمَّ أَمر بنفيه هُوَ وَأَبوهُ وتكرر لَهُ ذَلِك وَيُقَال إِنَّه مَال لمنادمته بعد وَكَذَا أهانه الْأَشْرَف اينال بِالضَّرْبِ المؤلم بِحَيْثُ أشرف على الْهَلَاك ثمَّ نَفَاهُ لدمياط بِسَبَب دكر فِي حوادث سنة تسع وَخمسين، وَرَأَيْت بعض الطّلبَة كتب عَنهُ:

(خانني الرَّقِيب فخانته ضمائره

وغيض الدمع فانهلت بوادره)

(وكاتم السِّرّ يَوْم الْبَين منهتك

وَصَاحب الدمع لَا تخفى سرائره)

مَاتَ فِي.

589 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد عز الدّين الْمحلي السمنودي الشَّافِعِي ابْن عَم الْجلَال مُحَمَّد بن أَحْمد / الْآتِي وَيعرف بعزيز بِفَتْح الْمُهْملَة وزايين منقوطتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة. حفظ الْقُرْآن والمنهاج أَو غالبه واشتغل على ابْن عَمه وَولي كأبيه قَضَاء سمنود وعملها.

590 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عمر نجيب الدّين بن شمس الدّين بن نَاصِر الدّين الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / رجل خير من أَتبَاع السَّيِّد عبيد الله بن الْعَلَاء بن عفيف الدّين بل هُوَ مؤدب بعض بنيه حسن الْخط كثير التَّوَاضُع، مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عَليّ وَأَنا بِمَكَّة أربعي النَّوَوِيّ ولازمني فِي أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة أوردت بَعْضهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مَعَ أهل الْمشَار إِلَيْهِ ثمَّ عَاد لمَكَّة ثمَّ رَجَعَ وَتُوفِّي بكرمان فِي سنة تسعين تَقْرِيبًا.

591 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْمُحب بن الْبَدْر بن الْأَمَانَة / الْآتِي أَبوهُ وجده والماضي سميه وَغَيره من أَعْمَامه. أحضر فِي البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وَلما كبر حج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَلم يتصون وَلَا تثبت وَرُبمَا حضر دروس الْوَظَائِف حَتَّى إِنَّه حضر عِنْدِي بالبرقوقية.

592 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج ابْن / الْجمال الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو عَليّ وَمُحَمّد / الآتيين. مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ

593 -

. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو البقا بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ / وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الكويك وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْمجد الشِّيرَازِيّ.

ص: 230

594 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ بن القَاضِي الشّرف الْمصْرِيّ وَيعرف بالطيبي بِالتَّشْدِيدِ /. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على يحيى بن فضل الله وَصَالح بن مُخْتَار وَأحمد بن أبي بكر بن طي وَأحمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي أخبرنَا بِهِ الْمعِين الدِّمَشْقِي وَزَيْنَب ابْنة إِسْمَاعِيل بن الخباز سمع عَلَيْهِمَا غَالب القطيعيات وَمُحَمّد بن غالي والبدر الفارقي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو حَيَّان وزهرة ابْنة الختني وَابْن الصناج والمشتولي وَابْن السديد وَجَمَاعَة، وَخرج لَهُ شَيخنَا جُزْءا لطيفا قَرَأَهُ مَعَ غَيره عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَوَقع على الْقُضَاة زَمَانا وَكَانَ أول من رتبه فِيهِ الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ ثمَّ ولي نظر الْأَوْقَاف وامتحن. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة، وَذكره فِي الأنباء أَيْضا وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَإنَّهُ سجن على يَد ابْن خلدون فَحمل وَمَات فِي خموله عَن نَحْو الثَّمَانِينَ.

595 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن حَيَاة بن قيس الْعِزّ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي نزيل ويدعى مُحَمَّدًا أَيْضا. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ كثير الْعِبَادَة ملازما للصَّلَاة فِي اللَّيْلَة وَله اشْتِغَال وتصانيف ونظم ونثر، وتذكر عَنهُ كرامات وَكَلَام فِي الرَّقَائِق. مَاتَ فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ رحمه الله وإيانا، وَينظر فِي اتِّصَال نَصبه بِأبي بكر بن حَيَاة بن أبي بكر بن قيس الْحَرَّانِي أحد من سمع عَلَيْهِ ابْن تَيْمِية.

596 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْغَيْث بن الرضى أبي حَامِد الْقرشِي الْمَكِّيّ / وَأمه أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد فِي ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَجَمَاعَة، وَمَات وَهُوَ صَغِير فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين عوضه الله الْجنَّة.) :::

597 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن الْعَبْسِي / نِسْبَة لمنية الْعَبْسِي بالغربية ثمَّ القاهري مَالك ديوَان الاحباس. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَ أَبوهُ يتَصَرَّف فِي بيُوت الامراء فَنَشَأَ ابْنه شَاهدا عِنْد مُسلم السُّيُوطِيّ فتدرب بِهِ فِيهَا ثمَّ اسْتَقر فِي ديوَان الاحباس رَفِيقًا لِعَمِّهِ نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَالشَّمْس الْأَزْهَرِي والنجم القلقشندي والبدر البيدفي حِين كَانَ الْعَلَاء بن اقبرص نَاظر الدِّيوَان،

ص: 231

وراج أمره فِيهِ لتيقظه لَهُ سِيمَا عِنْد تقلقل أَهله وَاحِدًا وَاحِدًا بِحَيْثُ انْفَرد بِشَأْنِهِ وترقى وَتوسع فِي معيشته مَعَ مزِيد التنعم والتظاهر بالاحتشام والانعام، وَلما اسْتَقر يشبك الْفَقِيه فِي الدوادارية ناكده وَلَده يحيى ثمَّ وثب عَلَيْهِ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي بعد أَن تنَازع مَعَ الْجَوْجَرِيّ وعزر بِسَبَبِهِ وَزيد فِي إهانته وَنقص وجاهته وَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ من الْجِهَتَيْنِ سِيمَا بعد الْعشْرَة والصحبة، وَمن جملَة مَا انتقده عَلَيْهِ أَنه اشْترى بَيْتا بجوار جَامع الصَّالح ورام الِاخْتِصَاص بعلو مَسْجِد وَأدّى النزاع لحقن دَمه وَمَشى أبي الطّيب السُّيُوطِيّ فِي ذَلِك مَعَ مزِيد اخْتِصَاصه بالجوجري وَمَعَ ذَلِك فَخرج بعد على أبي الطّيب وَاسْتمرّ فِي نقص وخمول مَعَ كَونه المستبد بالديوان وَلَيْسَ للنَّاظِر الْمُنعم مَعَه كلمة بل هُوَ كالتبع لَهُ ينعم عَلَيْهِ بِمَا يَشَاء حَتَّى السراج الْعَبَّادِيّ والفقراء فِي كرب من جِهَته لَا يرحمهم وَلَا يقبل تكلفهم وَرُبمَا تعدد أَخذه من جمَاعَة فِي جِهَة وَاحِدَة مَعَ تصنع وتمنع وإيهام وإبهام، وَقد حج وَآل أمره إِلَى أَن تعطل بالفالج وَصَارَ عطلا وَابْنه الْقَائِم بالديوان إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.

598 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْفَوَائِد القاهري الشَّافِعِي الوفائي الميقاتي نزيل المؤيدية وَيعرف قَدِيما بِابْن الاقباعي. / ولد فِي ثَانِي صفر سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَعرض على البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزين القمني وَالْجمال يُوسُف الْبِسَاطِيّ شَارِح الْبردَة وَبَانَتْ سعاد وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَأخذ فنون الْمِيقَات عَن ابْن المجدي وَنور الدّين النقاش وَبِه تدرب وبرع فِيهِ وتصدى لافادته فَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَعمل رسائل فِي المقنطرات مِنْهَا قطف الزهرات فِي الْعَمَل بِربع المقنطرات وَكَذَا فِي الجيب وَجل الْكَوَاكِب وَغَيرهَا وَله مبتكرات فِي الوضعيات لكنه كَانَ ضنينا بِكَثِير من فَوَائده وباشر الرياسة بِجَامِع المارداني والمؤيدية والأزهر وَغَيرهَا وَكَانَ دينا سَاكِنا كثير التخيل لَهُ إِلْمَام بِالْعَرَبِيَّةِ رَأَيْته مرَارًا وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

599 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين ابْن القصبي بعد الْخمسين وَثَمَانمِائَة.

600 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير بن صَالح الْعِزّ البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد أبي الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَابْن حفيد السراج عمر بن رسْلَان ابْن نصير / الْمَذْكُورين فِي محالهم وسها شَيخنَا فِي إِيرَاد نسبه فِي الأنباء حَيْثُ قَالَ:

ص: 232

عبد الْعَزِيز بن مظفر بن أبي بكر مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن رسْلَان، وَقَالَ غَيره عبد الْعَزِيز ابْن أبي بكر بن مظفر فَلَعَلَّ أَبَا بكر كنية مُحَمَّد قَالَ فِي الأنباء اشْتغل على السراج ورافقنا فِي سَماع الحَدِيث كثيرا ودرس بمدرسة سودون من زَاده وناب فِي الحكم يَعْنِي من سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ حسن المذاكرة بالفقه يُشَارك فِي بعض الْفُنُون لكنه كَانَ سيء السِّيرَة فِي الْقَضَاء جمَاعَة لِلْمَالِ من غير حلّه فِي الْغَالِب مزري الملبس مقترا على نَفسه إِلَى الْغَايَة وَبَلغنِي أَن الْعَلَاء بن المغلي قَالَ فِي يَوْم وَفَاته انه قَرَأَ عَلَيْهِ. مَاتَ فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخلف مَالا كثيرا جدا فحازه وَلَده، وترجمه المقريزي بالبراعة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مَعَ دربة بِالْأَحْكَامِ وَسَماهُ عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

601 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ بن الْبَدْر بن الشّرف ابْن الْبُرْهَان وَيعرف كسلفه بِابْن الْبُرْهَان. / شَاهد بوقف البيمارستان.

602 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشريف القادري الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع عَليّ وَمَات بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين وَهُوَ أَخُو زوج تغري بردى الاستادار.

603 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي القادري / شيخ الزاوية الَّتِي اشتهرت بِهِ فِي بَاب الزهومة ووالد عبد الْقَادِر وَمُحَمّد الآتيين وربيبه الْمُحب القادري، كَانَ شَيخا مبجلا مُعْتَقدًا قَائِما بوظائف الْعِبَادَات والأوراد تسلك بِهِ جمَاعَة يُقَال إِن الشّرف الْمَنَاوِيّ مِنْهُم، وَصَارَت لَهُ وجاهة، لَقِي خلقا فيهم غير وَاحِد من ذُرِّيَّة الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَأخذ عَنْهُم. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَدفن بالزاوية الْمشَار اليها وَكَانَ أَقَامَ بهَا دهرا، وَحج وجاور غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَيُقَال إِنَّه كَانَ من أخصاء الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ رحمه الله.)

604 -

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد اللبابي من ولد أبي لبَابَة المغربي الْوَزير /. نَشأ بمراكش ثمَّ قدم فاس بعد الثَّمَانمِائَة وعانى الْكِتَابَة فَلَمَّا انهزم السُّلْطَان أَبُو سعيد عُثْمَان بن أبي الْعَبَّاس المريني من السعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِي عشرَة وانتصر السعيد استدعى بِهَذَا فَكتب لَهُ وَآل أمره إِلَى أَن استوزره وَصَارَت إِلَيْهِ الْأُمُور بمقاليدها ودبر وحذر وَقدم وَأخر، وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ كَرِيمًا مفضالا أديبا شَاعِرًا حسن النّظم كَاتبا مترسلا متوسطا فِي البلاغة مقداما شجاعا جريئا على سفك

ص: 233

الدِّمَاء جيد التَّدْبِير كثير الدهاء من بَيت كِتَابَة وَهُوَ أحد أَسبَاب تلف دولة بني مرين بفاس طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَأنْشد لَهُ حِين قدم للْقَتْل:

(خَان الْقَرِيب فَكيف من هُوَ نائي

لم يبْق إِلَّا فِي الآله رجائي)

(وَإِذا تعلّقت النُّفُوس بربها

بلغت مقاصدها بِغَيْر عناء)

605 -

عبد الْعَزِيز بن الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة أرخه أَبوهُ.

606 -

عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بطوس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد صالحها عبد الله بن مُحَمَّد ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه لهراة وَأخذ عَنهُ مختصرات الْعُلُوم على التَّرْتِيب المرعى بَينهم ولازم القطب أَحْمد بن مُحَمَّد الامامي أقضى الْقُضَاة بهَا وَهُوَ حَنَفِيّ يَسْتَنِيب الشَّافِعِي فِي الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَة التَّفْتَازَانِيّ وَحضر دروسه فِي الْهِدَايَة فقه الْحَنَفِيَّة ومولانا زَاده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سيف الدّين الْأَبْهَرِيّ الأَصْل الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي المتوجه لاقراء مذْهبه والحنفي فِي شرح الْحَاوِي للقونوي وَالْهِدَايَة بل أَخذ عَنهُ المصابيح وَأفَاد أَنه مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا حِين قدومه عَليّ الظَّاهِر جقمق مَعَ قُضَاة شاه رخ ومولانا مُحَمَّد بن أَحْمد الجاجرمي الشَّافِعِي نزيل هراة وَأحد المعمرين حَتَّى أَخذ عَنهُ التَّلْوِيح فِي أصُول الْحَنَفِيَّة مَعَ التَّوْضِيح ومولانا عَليّ بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ نزيلها أَيْضا وَأحد تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ المستوفين عَلَيْهِ جلّ تصانيفه فِي شرح الْمِفْتَاح وحاشية شرح الْمطَالع كِلَاهُمَا لشيخه السَّيِّد وَكَذَا الْمشكاة وَالسَّيِّد أصيل الدّين بن جلال الدّين الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي مُحدث تِلْكَ النواحي مِمَّن صنف وَوعظ فِي البُخَارِيّ وَجَمِيع المصابيح وَالشَّمَائِل والشهاب البرجندي بَلْدَة من خُرَاسَان الْحَنَفِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ من سُورَة هود من الْبَيْضَاوِيّ إِلَى آخرهَا بعد قِرَاءَته لما لم يقرأه على غَيره ومولانا مُحَمَّد بن)

سياوش الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي فِي المطول والتلويح وحاشية الْمطَالع وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر فِي الْفِقْه إِلَى غَيرهم، وتميز وَقدم مَكَّة فِي سنة سبع وَسبعين فقطنها على طَريقَة حَسَنَة من اقراء الطّلبَة لفنون والسكون وسافر مِنْهَا إِلَى مصر وَالشَّام وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بل وطيبه وَكَذَا دخل الْهِنْد واختص بصهر قاوان وأقرأه حَتَّى فِي الْمُحَرر وَقصر نَفسه عَلَيْهِ وَبِيَدِهِ دنيا مَعَ كَونه أعزب، وَلم يذكر عَنهُ الا الْخَيْر ولحيته بَيْضَاء نقية وَقد تكَرر اجتماعه بِي ثمَّ سمع مني المسلسل ورام الْقِرَاءَة فَمَا تيَسّر.

ص: 234

607 -

عبد الْعَزِيز بن مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْفضل الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي /. ولد بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ المنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ على أبي الْفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَآخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه عَن آخِرهم بل قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ والشفا بالروضة وَفِي الْأُصُول عَن سَلام الله الْكرْمَانِي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب أَحْمد بن يُونُس المغربي وَسمع الحَدِيث أَيْضا على أَبَوي الْفرج الكازروني والمراغي، وَكَانَ دربا فِي الدُّنْيَا مُقبلا على تَحْصِيلهَا اشْترى نخلا بِنَحْوِ ألف دِينَار، وَمَات بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رحمه الله.

608 -

عبد الْعَزِيز بن مُسلم كمحمد بن دَال بن خضر بن غراز بن سَلامَة الْعِزّ أَبُو الْفضل المستناني نِسْبَة لقبيلة من قبائل الْمغرب المغربي ثمَّ السكندري الْمَالِكِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي رجل صَالح مَذْكُور بِالْولَايَةِ مِمَّن أَخذ عَن الشَّيْخ سَالم. لَقيته باسكندرية فَأول مَا وَقع بَصَره على شرع يذكر بعزم وجد سَاعَة طَوِيلَة ثمَّ دخل منزله من شدَّة الوجد فِيمَا أَظن وَأرْسل بِشَيْء من الْخبز والسعتر وَالْمَاء ثمَّ جَاءَ بعد يسير فَأكل مَعنا وَلم يتَكَلَّم بِكَلِمَة فَقلت لَهُ لَا بَأْس بانشاد شَيْء من نظمكم فَقَالَ مَا فِي الْوُجُود سواكم وَذكر تَمام بَيْتَيْنِ لم أحفظهما ثمَّ قَامَ وَدخل إِلَى منزله بعد أَن دَعَا، وقصدت الِاجْتِمَاع بِهِ ثَانِيًا فَمَا أمكن لكنه كتب بِخَطِّهِ أبياتا وَأرْسل إِلَيّ بهَا وأظنها من نظمه وَهِي:

(خطيب الْحَيّ قد غنى

على عيدَان آصالي)

(تفنن إِن كنت تسمع

وتلقي فهمك الْبَالِي)

(يظْهر لَك حواشيها

برقم الرؤف فِي الْحَال)

(وتعقد لَك قوافيها

فكم فِي معقدي حَال)

)

(فَهَل تقْرَأ معاجمها

بصدح بَين أطلال)

(وَتعلم حَال معلمها

تكن فِي منزل عَال)

(منارى فِي الدجى لمعت

بِكُل الْجَانِب الذَّال)

(ونار النُّور قد ظَهرت

فَهَل تصفي لأمثالي)

وَهُوَ انسان عَلَيْهِ خفر وَسُكُون وهيبة وَلأَهل الثغر فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وَإِذا رَأَيْته علمت إِنَّه يخْشَى الله. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين بالثغر وَدفن بتربته فِي الْجَانِب الشَّرْقِي من الشَّارِع رحمه الله ونفعنا بِهِ.

عبد الْعَزِيز بن مظفر بن أبي بكر /. صَوَابه ابْن مُحَمَّد بن نصير مُضِيّ.

ص: 235

609 -

عبد الْعَزِيز بن مُوسَى بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم العبدوسي المغربي. / لقِيه عمر ابْن يُوسُف البسلقوني فِي سنة احدى وَعشْرين وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس كَمَا سيجئ فِي تَرْجَمته. وَينظر الكنى.

610 -

عبد الْعَزِيز بن مُوسَى الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد الوريا عَليّ الفاسي / خطيب جَامع الْقرَوِيين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ ومولده سنة ثَلَاث عشرَة. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.

611 -

عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المتَوَكل على الله الْعِزّ أَبُو الْعِزّ بن الشرفي بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي أَخُو مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وبيرم ووالد يَعْقُوب / الْمَذْكُورين. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب أَحْمد والزين أبي بكر أخوي الامام الشهير الشَّمْس مُحَمَّد الونائي، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني إخْوَة المعتضد دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر باستدعاء مؤرخ بتاسع عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وزوجه عَمه المستكفي بابنته فأولدها الْمشَار إِلَيْهِ فَهُوَ هاشمي من هاشميين وسلك طَريقَة حَسَنَة فِي محبَّة الْفُقَرَاء وَالْعُلَمَاء وزيارتهم والتأدب مَعَهم والموافاة لمن يَقْصِدهُ حَتَّى أحبه الْخَاص وَالْعَام لمزيد تواضعه وَحسن سمته وبشاشته لكل أحد، وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة كالشاوي وَأم هاني الهورينية وَقَرَأَ على وَلَدهَا سيف الدّين فِي الْعَرَبيَّة ولازمه وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ يعِيش الْمَالِكِي والمحيوي الكافياجي وَفِي الْفِقْه عَن الْكَمَال السُّيُوطِيّ وجود الْخط على الْبُرْهَان الفرنوي، وَمَا تهَيَّأ لَهُ الْحَج كجل أسلافه نعم يحيى بن الْعَبَّاس الْآتِي حج وبويع بالخلافة بعد موت عَمه المستنجد بِاللَّه أبي المظفر يُوسُف بن المتَوَكل فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ ركب من القلعة إِلَى بَيته بجوار المشهد النفيسي وَمَعَهُ)

الْقُضَاة والمباشرون والأعيان ثمَّ عَاد آخر الْيَوْم الْمَذْكُور إِلَى القلعة فسكن بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ بِهِ عَمه مِنْهَا، وَكَانَ كلمة اتِّفَاق لم يخْتَلف فِي جلالته وارتفاع مكانته وَلزِمَ طَرِيقَته فِي تقريب أهل الصّلاح وَالْفضل وَقُرِئَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره فَكَانَ يجْتَمع عِنْده من شَاءَ الله من أَصْحَابه وَغَيرهم وَرُبمَا واسى بَعضهم بل تردد إِلَيْهِ بَعضهم للاقراء فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وَغير ذَلِك وَسمع عَليّ فِي مَجْلِسه مصنفي الْمُسَمّى عُمْدَة النَّاس فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَبَالغ فِي التأدب معي جَريا على عوائده حَيْثُ لقبني بشيخنا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَعَ جلالته عورض فِي رزقة جَارِيَة تَحت نظره حمية لسيباي المبشر بل اختلق عَلَيْهِ الْعلم سُلَيْمَان الخليفتي مَا كَانَ سَببا لِلْقَوْلِ لَهُ حِين اظهار

ص: 236

التخلي عَن المملكة ول الْآن من شِئْت وَنَحْو ذَلِك وَبَالغ فِي التنصل مِمَّا لَا شكّ فِي صدقه فِيهِ وَمَعَ ذَلِك فحجر عَلَيْهِ وأضيفت جهاته حَتَّى المشهد النفيسي لمن رتب لَهُ فِي كل يَوْم مَا زَاد التَّضْيِيق عَلَيْهِ بالاقتصار عَلَيْهِ وَصَارَ بمنزله وحيدا فريدا هَذَا بعد أَن عورض فِيمَا جهز إِلَيْهِ من مُلُوك الْهِنْد وَنَحْوه حَسْبَمَا أوردته فِي الْحَوَادِث وَلم يكن بأسرع من قَصم الْمشَار إِلَيْهِ وعددت ذَلِك من كراماته.

612 -

عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز الخواجا السلطاني نزيل مَكَّة /. كَانَ مُبَارَكًا لَهُ سَبِيل بحارة الشيبيين من السويقة حبس عَلَيْهِ الدَّار الَّتِي تعلوه ودارا بجانبها. وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

613 -

عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْغفار بن وجيه بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الْعِزّ بن الْجمال التّونسِيّ الأَصْل السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي ابْنه أَحْمد / والآتي أَبوهُ وَيعرف أَولا بالمنهاجي ثمَّ بالسنباطي. ولد فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْجمال الأقفهسي وَابْن عَمه الشّرف عِيسَى والبهاء الْمَنَاوِيّ وَالشَّمْس البوصيري وَرَأَيْت عرضه للمنهاج عَلَيْهِ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع عشرَة وَوصف وَالِده بالشيخ الامام الْعَلامَة فِي آخَرين. وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة خمس عشرَة واستيطانه لَهَا من سنة سبع عشرَة واشتغل بهَا فِي الْعُلُوم فَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس الشطنوفي والبرهان بن حجاج الابناسي وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَغَيرهم وَعَن البوصيري والابناسي مَعَ الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام أَخذ فِي النَّحْو وَفِي جمع)

الْجَوَامِع عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ وَفِي أصُول الدّين عَن الْبِسَاطِيّ وَابْن الْهمام فِي آخَرين فِي هَذِه الْفُنُون وَفِي غَيرهَا كالقاياتي والْعَلَاء البُخَارِيّ وتلقن الذّكر من الخوافي والاتكاوي وبعدهما من الشَّيْخ مَدين وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري بل وَاجْتمعَ بِأَحْمَد أبي طاقية خَاتِمَة أَصْحَاب الْجمال يُوسُف العجمي، وَعظم اخْتِصَاصه بجل شُيُوخه وَكَذَا بالعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَمِنْهُم التَّاج ابْن الغرابيلي وَسمع على التَّاج اسحاق التَّمِيمِي بسنباط والبوصيري وَالْجمال البدراني وَابْن الْجَزرِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي والنجم بن حجي والشموس الحبتي وَابْن الْمصْرِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ والبرماوي والشطنوفي والصفدي الْحَنَفِيّ والجلال البُلْقِينِيّ فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه عَليّ البوصيري البُخَارِيّ بِقِرَاءَة الكلوتاتي وعَلى الفوي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين صَحِيح مُسلم وعَلى كل من ابْن الْجَزرِي وَابْن حجي

ص: 237

أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وعَلى ابْن الْمصْرِيّ ابْن مَاجَه وعَلى الْجلَال البُلْقِينِيّ مُسْند الشَّافِعِي، وتنزل بالباسطية أول مَا فتحت وَكتب الْكثير وَمن ذَلِك أَربع نسخ من فتح الْبَارِي أجلهَا النُّسْخَة الكاملية البارزية ولسان الْعَرَب حَتَّى إِنَّه كتب بخفة من القَوْل البديع تصنيفي نسختين واغتبط بِهِ كثيرا سِيمَا وَقد بَكت النواجي فِي كتباه الَّذِي سَمَّاهُ أَولا الحبور وَالسُّرُور فِي وصف الْخُمُور ثمَّ حلبة الْكُمَيْت، واستفتى عَلَيْهِ فتيا بديعة التَّرْتِيب بِحَيْثُ قَالَ الغز الْقُدسِي وناهيك بِهِ من مثله انها تكَاد تكون مصنفا وخاصمه فِي ذَلِك وَقَالَ لَهُ النواجي مَا الَّذِي وَقعت فِيهِ هَل أحللت الْخمر فَقَالَ لَهُ لَا أعلم لَكِن أَلَيْسَ هُوَ حث للنَّاس على شربهَا لِأَنَّك قد حسنتها وَذكرت فِي أوصافها مَا يَدْعُو إِلَى شربهَا وأثرت مآثرها ونقبت عَن مناقبها ثمَّ نقُول بعد أَن نغفر لَك كل ذَنْب ونسلم لَك كل اعتذار لم لم تجْعَل المُصَنّف الْمَذْكُور فِي فضل الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم بل يُقَال إِنَّه كتب بعد الْبَسْمَلَة عوضا عَن الصَّلَاة أَو الحمدلة أَو نَحْوهمَا مِمَّا جرت الْعَادة بِهِ غَالِبا وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا وتكرر قَوْله لي ولغيري قد تَأَمَّلت النواجي وتصنيفه مَعَ سنه كِتَابه الْمشَار إِلَيْهِ وَأَنت وتصنيفك مَعَ صغر سنك القَوْل البديع الَّذِي هُوَ حث على الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقلت ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَدخل دمياط للزيارة واسكندرية وَسمع بهَا على قاضيها الْجمال الدماميني، وَتقدم وأشير إِلَيْهِ بالوجاهة وَالْجَلالَة وَهُوَ أحد القدماء من أَصْحَاب شَيخنَا مِمَّن لَازمه فِي الأمالي وَغَيرهَا وَرَأَيْت شَيخنَا وَصفه بِخَطِّهِ بالعلامة، وَوَصفه البقاعي فِي بعض الطباق بالشيخ الامام الْعَالم بل أَكثر من النَّقْل عَنهُ فِي التراجم وَوَصفه كثيرا بالثقة)

وَمرَّة بالثقة والثبت وَمرَّة بصاحبنا الشَّيْخ البليغ المفوه إِلَى غير ذَلِك مِمَّا نقضه حِين سخط عَلَيْهِ كعادته، وَقد كثر اجتماعي بِهِ وكتبت من فَوَائده كثيرا وَكَذَا من نظمه وحَدثني عَن البوصيري بِمَا أسلفته فِي تَرْجَمَة الابناسي وَعَن الْمجد الْبرمَاوِيّ بقوله أَنا الَّذِي سَأَلت البُلْقِينِيّ فِي الاذن للبدر الزَّرْكَشِيّ بالافتاء والتدريس وَرَأَيْت من قَالَ إِنَّه شرع فِي كتاب سَمَّاهُ القاء الْجَمْر على شربة الْخمر وَكَانَ عِنْده من الْمحبَّة لي مَا لَا أنهض أَن صفه وَقَالَ لي غير مرّة قد ذكر لي الشَّيْخ نسيم الدّين المرشدي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَنه يترجى طول عمر شَيخنَا لِأَن عَادَة الله فِي خلقه أَن تكون هَذِه السّنة النَّبَوِيَّة مَحْفُوظَة بِمن يذب عَنْهَا وَنحن لم نشاهد إِلَى الْآن من برع فِي هَذَا الشَّأْن بِحَيْثُ يخلفه فِيهِ قَالَ وَأَنا أَقُول أَنه مَا مَاتَ حَتَّى خَلفك وَكنت حِين هَذِه الْمقَالة فِي المهد فِي تتمات لهَذَا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا كتبته فِي مَوضِع آخر، وبرز معي فِي كائنة الكاملية

ص: 238

وشاقق كثيرا مِمَّن عَارض وَصَارَ يعرض عَن بَعضهم بِأَنَّهُ يبغضه فِي الله من حينها وَكَانَ خيرا ثِقَة شهما عالي الهمة ضَابِط الْكثير من الوفيات والوقائع الَّتِي أدْركهَا متين المذاكرة بذلك بل وَكثير من مَنَاقِب الصَّالِحين وَنَحْوهم لهجا بِالذكر والأوراد والتوجه لَا سِيمَا فِي وَقت السحر متأسفا على مَا يفوتهُ من الْجَمَاعَات لمزيد رغبته فِي شهودها كثير الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم غير غافل عَن الترحم لمشايخه وقدماء أَصْحَابه ومعارفه والاهداء فِي صحيفتهم سريع الدمعة والبادرة وَالرُّجُوع قل أَن يداهن فِي الْحق أَو يُدَارِي فِيهِ بل رُبمَا يشافه بِمَا لَا يرتضيه منجمعا عَن بني الدُّنْيَا وَعَن أَكثر النَّاس متوددا لمن يعرف مِنْهُ الْخَيْر من الْعلمَاء والصلحاء محبا فِيهِ ذَا فتوة ورغبة فِي التَّصَدُّق مَعَ التقلل بِحَيْثُ أَنه قل أَن يسْأَله فَقير فِيمَا يكون مَوْجُودا عِنْده إِلَّا ويجيبه وَرُبمَا قصد الْأَيْتَام وَنَحْوهم بالاطعام وَأعْطى مرّة شخصا مِمَّن علم اقباله على الْعِبَادَة سجادة بهنسية وَكَانَ كلما ختم نُسْخَة من فتح الْبَارِي يتَصَدَّق عَن مُؤَلفه بِشَيْء وَيَنْوِي عِنْد شُرُوعه فِيهَا أَن يحجّ مِنْهَا وَمَعَ ذَلِك فَلم يتهيأ لَهُ، ومحاسنه جمة وَهُوَ فِي أَوَاخِر عمره أحسن مِنْهُ فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ، توعك نَحْو عشرَة أَيَّام بالاسهال المفرط بِحَيْثُ تفتت كبده وَمَات وَهُوَ ممتع بحواسه بِحَيْثُ يمشي للأماكن الْبَعِيدَة وَيكْتب الْخط الدَّقِيق شَهِيدا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد قبل صَلَاة الْجُمُعَة تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء بجوار التَّاج الغرابيلي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ رحمهم الله وإيانا.)

614 -

عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْعِزّ الأنبابي الشَّافِعِي / نَائِب الْحِسْبَة. نَاب فِي الْقَضَاء أَيْضا وخطب بِجَامِع الخطيري ببولاق وباشر فِي أوقافه وابتنى دورا ببولاق وَغَيرهَا وَلم يكن بالمرضي فِي مباشراته ونياباته. مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سادس شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن من الْغَد عَفا الله عَنهُ وإيانا.

عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الخواجا السلطاني. / مضى فِيمَن جده عبد الْعَزِيز.

615 -

عبد الْعَزِيز بن عز الدّين نزيل الكاملية وَيعرف بالأصيلي / لقرابة بَينه وَبَين بَيت ابْن أصيل من جِهَة النِّسَاء. اشْتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد ابْن الْهمام وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَبَالغ فِي إتقانه غير نُسْخَة من الْأَحْيَاء للغزالي وَكَانَ يراجعني فِي كثير من الْأَلْفَاظ وَكَذَا كتب الْقَامُوس وَغَيره، وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَكَانَ كثير الانجماع طورا بِذَاتِهِ لَهُ توجه إِلَى التَّحْصِيل والامساك جلس معي كثيرا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

ص: 239

عبد الْعَزِيز أَبُو فَارس. هُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى. /

عبد الْعَزِيز الحباك. / فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر.

616 -

عبد الْعَزِيز بن عز الدّين النفياني الْمصْرِيّ / صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِالْقربِ من بَاب القرافة الْمُجْتَمع فِيهَا الْقُرَّاء فِي لَيْلَة السَّابِع عشر من كل شهر وَأحد المنتمين لخشقدم الزِّمَام. جاور غير مرّة وَيذكر بِمَال كثير وَرُبمَا سَمِعت من يثني عَلَيْهِ مَعَ تودد ظَاهر وقراءته فِي الجوق لحسن صَوته لَكِن مَعَ نقص قوته وَقد تزوج ابْنة أَحْمد بن الحتاتي. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.

617 -

عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ سكنا السلاخوري /. وجد لَهُ شَيْء كثير بِحَيْثُ تبلغ تركته نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار بِالنّظرِ لمساطير وجدت غير مَخْصُوصَة يُقَال انه استأدى غالبها.

عبد الْعَزِيز اللبابي المغربي الْوَزير. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد.

618 -

عبد الْعَزِيز الشريف المغربي الْمَالِكِي /. سمع على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين الْخِصَال المكفرة وجزء الْجُمُعَة وَوَصفه الفتحي وَالسَّمَاع مَعَه بالعالم.

619 -

عبد الْعَظِيم بن أَحْمد البُلْقِينِيّ / الْخَطِيب أَبوهُ. كَانَ بهَا مِمَّن سمع مني وَكَانَ يتكسب فِي الْقَاهِرَة بالحرير وَيُؤذن بِجَامِع الغمري احتسابا، وَرُبمَا قَرَأَ يَوْم الْجُمُعَة سُورَة الْكَهْف.

620 -

عبد الْعَظِيم بن صَدَقَة التَّاج القبطي الْأَسْلَمِيّ. / مِمَّن يعد فِي الكتبية بِحَيْثُ ولي نظر ديوَان الْمُفْرد وَكَانَ هُوَ والزين يحيى الَّذِي صَار إِلَى مَا صَار يترافعان ويتخاصمان وَهَذَا غَالِبا يغلب إِلَى أَن انْتَمَى الآخر لقيزطوغان لما ولي الاستادارية وَاسْتقر فِي نظر الْمُفْرد ثمن يَوْمئِذٍ تَأَخّر هَذَا وتزايدت ودناسته وظلمته لبعده عَن نور الايمان وَسلم لقيز ثمَّ لِأَبْنِ كَاتب المناخات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين على مَال ودام مخمولا حَتَّى مَاتَ.

621 -

عبد الْعَظِيم بن يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَظِيم الكرستي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عبد الْعَظِيم. / ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالخانكاه وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج والألفية وَقَرَأَ على الشَّمْس الونائي الْفِقْه والعربية وَكَذَا على أبي الْخَيْر بن التَّاجِر ولازمهما فِي ذَلِك وعَلى غَيرهمَا بِبَلَدِهِ وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن البامي وزَكَرِيا والديمي وَغَيرهم كالشرف عبد الْحق السنباطي وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام ودمياط وَغَيرهَا وَقَرَأَ بِدِمَشْق على الزين خطاب وَغَيره وَقَرَأَ على بعض الشفا ثمَّ ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع الثلاثيات خَاصَّة مَعَه وَلَده مُحَمَّد وَاسْتقر فِي صوفية الناصرية كأبيه وجده وَفِي تدريس الدوادارية

ص: 240

بالخانكاه بعد حَافظ بن عَليّ اليعقوبي سنة سِتّ وَتِسْعين

622 -

. عبد الْعَظِيم بن دِرْهَم وَنصف. / من الأقباط المتمولين من الدواليب. وَنَحْوهَا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين بعد إهانته مرّة بعد أُخْرَى. واحتيط على حواصله وأماكنه مَعَ وجود العاصب.

623 -

عبد الْعَلِيم بن الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن أقبل على الِاشْتِغَال وقتا مَعَ فهم وذكاء وتميز فِي الْقرَاءَات السَّبع ثمَّ ترك. وَمَات عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ فِي أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بتعز.

624 -

عبد الْعَلِيم بن عبد الله بن عَليّ بن الْحسن بن أبي بكر بن الْحسن الْفَقِيه المقرىء الْمُحَقق المجود جمال الدّين الخزرجي الْأنْصَارِيّ الْيَمَانِيّ /. حفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والشاطبيتين ولازم الْكَمَال مُوسَى الضجاعي فِي صغره وتلا للسبع إفرادا وجمعا على الْمُوفق عَليّ بن مُحَمَّد والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد الشرعيين وللعشر عَليّ ابْن الْجَزرِي ونبهه على إغفال لَفْظَة درى فِي سُورَة النُّور حَيْثُ قَالَ فِي النشر إِن خلفا لم يخرج عَن قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَأبي بكر إِلَّا فِي موضِعين وهما وَحرَام على قَرْيَة أهلكناها وَالثَّانِي السكت بَين السورتين على مَا ذكر أَبُو الْعِزّ القلانسي فاستدرك صَاحب التَّرْجَمَة لَفْظَة درى فَإِن خلفا خَالف فِي الثَّلَاثَة الْمَذْكُورين ووقف عَلَيْهِ الْمُؤلف فَأمر بِهِ وَاسْتَحْسنهُ. ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخ وَفَاته.

625 -

عبد الْغفار بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني أَخُو الشَّيْخَيْنِ مُحَمَّد وحسين وَإِبْرَاهِيم بني ابْن قاوان /. مِمَّن اشْتغل وَفضل وَقدم مَكَّة بعيد التسعين مَعَ الركب الْحلَبِي فَأَقَامَ سنة ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاده.

626 -

عبد الْغفار بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين النطوبسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف فِي بَلَده بِابْن بَيته / بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ فوقانية مَفْتُوحَة بعْدهَا هَاء سكت. ولد بنطوبس سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول أَولا إِلَى البرلس فَأخذ فِيهَا عَن الشهَاب بن الاقيطع يَسِيرا ثمَّ قدم القاهر فقطن الْأَزْهَر وَحفظ كتبا فِي فنون وَهِي الشاطبية والرائية وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص والخزرجية وَالْمقنع فِي الْجَبْر والمقابلة وَأخذ عَن السراج الْعَبَّادِيّ آخر سنيه وَالشَّمْس البامي ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي عدَّة تقاسيم وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف غَالب شرح ابْن المُصَنّف وَقطعَة مِمَّا كتبه على شرح الْمحلى لجمع الْجَوَامِع مَعَ الأَصْل وشيئا من تَفْسِير

ص: 241

الْبَيْضَاوِيّ ودروسا من شَرحه للارشاد وَغير ذَلِك كالكثير من متن ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع عَلَيْهِ السّنَن لِابْنِ مَاجَه وَكَذَا أَخذ عَن زَكَرِيَّا جملَة من متن جمع الْجَوَامِع وَمن أَوَائِل شرح ابْن المُصَنّف والشرف عبد الْحق السنباطي حضر عِنْده عدَّة تقاسيم وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَمن شرح جمع الْجَوَامِع للمحلى ولازمه حَتَّى تَلا عَليّ للسبع جمعا وَحضر دروسا عِنْد الْعَلَاء الحصني والبدر بن خطيب الفخرية والبدر المارداني ولازمه فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَمِمَّا جعله عِنْد ترتيبه للمجموع وَشَرحه للفصول وللمقنع وَمن غير تصانيفه اللمع والوسيلة كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم وَأخذ الْوَسِيلَة بكمالها عَن الزين عبد الْقَادِر بن شعْبَان وشيئا مِنْهَا عَن الشهَاب السجيني الْأَزْهَرِي وَعَن الْبَدْر بن الْغَرْس دروسا من الْمُخْتَصر وَمن شرح العقائد وَكَانَ يُقرر فِي أثْنَاء ذَلِك حَاشِيَته عَلَيْهِ وَتردد إِلَيّ فِي ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا كالبخاري وَسمع معظمه وَالْكثير من الْمُوَطَّأ وَأبي دَاوُد وَالتَّرْغِيب والاذكار وَكَذَا سمع على الديمي فِي مُسلم وَغَيره وعَلى السنباطي صَحِيح مُسلم وَقطعَة من أول التِّرْمِذِيّ وَأبي السُّعُود الغراقي فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير وَمُسلم والشاوي فِي الصَّحِيحَيْنِ بِحَضْرَة الخيضري وَرُبمَا حضر المشهدي. وَسمع على سبط شَيخنَا فِي الْبردَة وَغَيرهَا وتميز بل برع وشارك ثمَّ لما قدم التقي بن قَاضِي عجلون لَازمه واغتبط)

بفقهه وسافر مَعَه إِلَى دمشق فقطنها مديما للاشتغال وَسمع هُنَاكَ على الشهَاب بن الصلف والنور الخليلي وَابْن عراق والبرهان النَّاجِي فِي البُخَارِيّ وعَلى الْفَخر عُثْمَان التليلي فِي النَّسَائِيّ الصَّغِير، وَحج مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين صُحْبَة السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة فلازمه فِي المقروء عَلَيْهِ من الارشاد وَكَذَا لَازم مجْلِس القَاضِي فِي الْفِقْه وَفِي النَّسَائِيّ وَغير ذَلِك وَحمل عني الألفية بكمالها وَأَشْيَاء من جُمْلَتهَا غَالب مَنَاقِب الشَّافِعِي وبلوغ المرام كِلَاهُمَا لشَيْخِنَا وسيرتي ابْن هِشَام وَابْن سيد النَّاس وَمن لَفْظِي جملَة لأماكن من تصانيفي وَلِحَدِيث زُهَيْر العشاري وَكَانَ يطالع لَهُ شرحي للالفية ويراجعني فِيمَا لَعَلَّه يقف عَلَيْهِ مِنْهُ وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة فِي كراسة وأقرأ الطّلبَة من الغرباء وَغَيرهم وعدى على خلوته فِي دريهمات كَانَت مَعَه وَكَاد أَن يصل إِلَيْهَا وَرجع مفارقا للسَّيِّد الْمشَار إِلَيْهِ فِي موسم سنة سبع إِلَى الْقَاهِرَة وَبَلغنِي أَنه تزوج هُنَاكَ وَجَاءَنِي سَلامَة أَعَانَهُ الله تَعَالَى.

627 -

عبد الْغفار بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْوَاحِد ابْن الشَّيْخ معالي التلواني القاهري الْأَزْهَرِي أَخُو عَليّ / الآني مِمَّن سمع على شَيخنَا وَفِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَغير ذَلِك وَحضر الدُّرُوس قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات

ص: 242

وَعمل نقيب الْفُقَهَاء بالقلعة وَحج غير مرّة.

628 -

عبد الْغفار بن عبد الرَّحِيم بن الزكي أبي بكر بن عمر بن يُوسُف التَّاج أَبُو الْخَيْر الْمَيْدُومِيُّ الأَصْل الْمصْرِيّ ابْن أخي الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي. نَاب فِي الْقَضَاء بِمصْر وَعمل فِيهَا أَمِين الحكم للاسيوطي ثمَّ لزكريا

629 -

. عبد الْغفار بن عبد الْمُؤمن الطنتدائي ثمَّ القاهري ويدعى غفيرا /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: صَاحب النَّوَادِر وَله نظم فِي الْهزْل سَمِعت من نوادره كثيرا بل سَمِعت من لَفظه زجلا أجَاب بِهِ شخصا كَانَ هجاه بزجل آخر وأوله:

(مَا رَأَيْت أسمج من

فجيز من نسى بِخَير)

يَقُول فِيهِ:

(لَو كَانَ عشرَة أشبار

تَقول زيد وفتير)

(وَيَقُول فِيهِ سنى

وَلَكِن مذْهبه حب الزبير)

مَاتَ فِي سنة وترجمه فِي مكن آخر ردا على من أنكر عَلَيْهِ ذكره فَقَالَ كَانَ لَهُ اشْتِغَال وتنزل بَين الْفُقَهَاء فِي مدارس وَكَانَ يفهم ويستحضر أَشْيَاء. وَذكره المقريزي فِي عقوده بالمضحك صَاحب النَّوَادِر اخْتصَّ بالصاحب شمس الدّين المقسي فاشتهر ونادم الْأَعْيَان وَكَانَ ينظم فِي الْهزْل سِيمَا فِي الأزجال مفحشا فِي هزله وَله اقتدار على سرعَة النادرة وَلكنه مَا مَاتَ حَتَّى كسدت سوقه بعد نفاقها، وبيض لوفاته.

630 -

عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد الْحِمصِي أَخُو عبد الْملك / الْآتِي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَسمع مني المسلسل.

631 -

عبد الْغفار بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعِمَاد البلبيسي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. أحضرهُ أَبوهُ البُخَارِيّ على الشاوي وَكَذَا أحضرهُ عَليّ وَمَات وَهُوَ طِفْل وتأسف كل من أَبَوَيْهِ عَلَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة.

632 -

عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَسْعُود الزين السمديسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي /. ولد بسمدسية من الْبحيرَة بِالْقربِ من دمنهور وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ فِي الْقَاهِرَة للسبع على الشهَاب السكندري والزينين رضوَان وطاهر الْمَالِكِي وَلكنه لم يكمل عَلَيْهِ خَاصَّة وبمكة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين على الزين بن عَيَّاش وَأخذ عَن الزينين عبَادَة وطاهر، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي وَابْن التنسي ظنا فَمن بعده وَصَارَت لَهُ وجاهة وأقرأ عِنْد فَيْرُوز الزِّمَام وناب عَنهُ فِي نظر الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت نظره وبسفارته عينه الظَّاهِر جقمق لاقراء وَلَده من ابْنة ابْن عُثْمَان سَيِّدي أَحْمد سِيمَا حِين ترقى الشرفي الْأنْصَارِيّ فَإِنَّهُ نَاب عَنهُ فِي

ص: 243

كثير من جهاته كالبيمارستان وَغَيره، وترقى واتسعت دائرته وَحج وجاور فِي السّنة الْمشَار إِلَيْهَا وَركب الْخُيُول كل ذَلِك مَعَ وفور عقله وسكيته وحشمته وتواضعه وبشره وتودده، مَاتَ وَهُوَ فِي أَوَاخِر الكهولة بِحَيْثُ جَازَ الْخمسين فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة أَو فِي لَيْلَتهَا ثَالِث عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين بعد مرض طَوِيل رحمه الله وإيانا وأنجب أَوْلَاد أسنهم الشّرف مُوسَى كَمَا سَيَأْتِي كل مِنْهُم فِي مَحَله.

633 -

عبد الْغفار بن التَّاج مُحَمَّد الكلبشاوي أَخُو إِبْرَاهِيم / الْمَاضِي وَذَاكَ أسن حفظ الْحَاوِي واشتغل قَلِيلا وَخلف أَخَاهُ فِي قَضَاء بَلَده وخطابتها كأبيهما وجدهما. 634 عبد الْغَنِيّ بن مُوسَى بن أَحْمد الْعِمَاد الْجَزرِي الْعمريّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بعماد الْكرْدِي /. مِمَّن لَازم الشرواني وتميز فِي فنون من العقليات وَصَحب عبد الله الكوراني وتنزل فِي الشيخونية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَحضر عِنْد البامي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَجل الْحَاوِي ولازم إِمَام الكاملية فِي الْفِقْه وَغَيره وجاور فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وأقرأ هُنَاكَ الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا وَلَا زَالَ يُعَاتب ويضارب ويصيح وينوح ويهجر وَيفجر بِسَبَب الرزق خُصُوصا وَقد زوج وَلَده وزادت عِيَاله وَمَعَ ذَلِك فَلَا يصل بل رُبمَا يتمقته السُّلْطَان ويخرجه غَيره فِي غَالب السخرية وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء، ثمَّ أَنه حج فِي موسم سنة خمس وَتِسْعين أَجِيرا عَن امْرَأَة وعَلى السحابة المزهرية وَرجع مَعَ الركب فَأعْطَاهُ السُّلْطَان فِي أول يَوْم من صفر مشيخة سعيد السُّعَدَاء ولقيني بعد بأيام فَذكر لي أَن مولده فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَأَن قدومه الْقَاهِرَة من حلب بعد أَن أَخذ بهَا عَن يُوسُف الْكرْدِي وَأبي ذَر فِي الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين فَأخذ عَن شَيخنَا بالبيبرسية وبالكاملية وَحضر عِنْد القاياتي فِي الْكَشَّاف بِقِرَاءَة الزين طَاهِر وَعند الْعلم البُلْقِينِيّ وَآخَرين وَلم يتهيأ لَهُ لقى الونائي لَا بِدِمَشْق لكَونه كَانَ قدم الْقَاهِرَة وَلَا بهَا.

635 -

عبد الْغفار بن نَفِيس شيخ معمر من نقباء الْمقَام الابراهيمي الدسوقي. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَدفن بتربة من القرافة الصُّغْرَى. أرخه ابْن الْمُنِير.

636 -

عبد الغفور بن عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشّحْنَة حفيد الْمُحب القَاضِي / والماضي أَبوهُ. مَاتَ فِي طفولته مطعونا فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بتربتهم عوضه الله الْجنَّة.

637 -

عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن الشَّيْخ نجم الدّين نجم بن عبد الْمُعْطِي تَقِيّ الدّين وَرُبمَا لقب رضى الدّين أَبُو البركات وَرُبمَا كنى

ص: 244

أَبَا الْفتُوح الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْفَخر عُثْمَان / الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على السراج الكومي وَابْن الشيخة أَشْيَاء وأسمعه على الْعِرَاقِيّ والتنوخي والهيثمي والسويداوي وَمَرْيَم الاذرعية فِي آخَرين وَكَذَا سمع مَعَ أَخِيه على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَخلق واشتغل فِي صغره على أَخِيه وَغَيره، وَحدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ فَاضلا خيرا منجمعا عَن النَّاس رَاغِبًا فِي الِانْفِرَاد مُقبلا على التِّلَاوَة يستحضر أَشْيَاء من الحَدِيث والمسائل.

مَاتَ فِي أول صفر سنة سِتّ وَخمسين رحمه الله وإيانا.) :::

638 -

عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم الْمجد بن الهيصم القبطي الْمصْرِيّ أَخُو عبد الرَّزَّاق ووالد الْأمين إِبْرَاهِيم / الماضيين. برع فِي الْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب فِي عدَّة جِهَات إِلَى أَن ولي اسْتِيفَاء الْمُفْرد ثمَّ اسْتَقر بِهِ النَّاصِر فرج فِي نظر الْخَاص بعد الْقَبْض على الْجمال البيري الاستادار فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة فباشرها أَزِيد من سنة، وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عشري شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا وَدفن كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ بخندق المطرية وكفن فِي حَرِير سابوري قَالَ وَكَانَ قدم مَعَ الشَّام من عِنْد النَّاصِر لتجهز الْخلْع والاطرز وَجمع الْأَمْوَال من النَّاس فَمَاتَ بعد قدومه بأَرْبعَة أَيَّام أَو خَمْسَة وَقد فتح من أَبْوَاب الظُّلم والمصادرات فِي هَذِه الْمدَّة الْيَسِيرَة مَا عوجل بِسَبَبِهِ وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ من ظلمَة الاقباط انْتهى. وَله ذكر فِي وَلَده أَيْضا.

639 -

عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن الْجمال بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكِنَانِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / الرئيس بِطيبَة شَرِيكا لمنى الْخَطِيب. تلقاها عَن أَبِيه وَهُوَ مِمَّن يشْتَغل مَعَ ديانَة وَخير وَسُكُون واعتماد فِي الْوَقْت على المنكاب لَيْلًا وَنَهَارًا غَالِبا ورام بَعضهم تَقْدِيم غَيره عَلَيْهِ لكَونه كأبيه غير صيت فَاقْتضى رأى الأتابك ازبك بِحَضْرَة الأميني الأقصرائي حِين حجا أَن يرفع صَوته بِأَلْفَاظ الْأَذَان فِي وسط الْمَسْجِد فَلم يسمع أحسن مِنْهُ يَوْمئِذٍ بِحَيْثُ اقْتضى تَرْجِيحه وعد ذَلِك فِي كَرَامَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم لخدامه سِيمَا القائمين بشعار الْأَذَان

640 -

. عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عبد الله بن الإِمَام النحريري /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

641 -

عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عمر الْمحلي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الشرفي / نِسْبَة للشرف بن قَاسم وَيعرف بِابْن شَدَّاد وبصحبة مُحَمَّد بن الطياري وَقد يختصر فَيُقَال عبد صبي بن الطياري. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالمحلة وتحول مِنْهَا

ص: 245

وَهُوَ صَغِير مَعَ أمه فَقَرَأَ الْقُرْآن بِمَسْجِد بِالْقربِ من بَيت قَرِيبه بالكعكيين وَكَذَا قَرَأَ عِنْد ابْن سعد الدّين الْأَزْهَرِي فِي الْقُرْآن والكنز وتحول إِلَى الزين قَاسم فَحَضَرَ دروسه وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَحضر عِنْد النَّجْم بن حجي بن قَرَأَ عَلَيْهِ رَفِيقًا للشمس المرحي وَغَيره فِي ابْن عقيل، وخالط الأكابر وَدخل دمشق وَغَيرهَا وَعرف بالتدنيب والمجون والظرف وَالنّظم فِي وقائع وَتزَوج الشّرف الْأنْصَارِيّ امْرَأَة كَانَت زوجا لَهُ، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ يكثر الطّواف ومخالطة بعض الأكابر، وقصدني بالزيارة غير مرّة وسمعته ينشد قَوْله فِي جَارِيَة لَهُ:)

(سَوْدَاء أضحى ثغرها كَالْبردِ المفلج

أَو برق فِي جنح الدجى أَو لُؤْلُؤ فِي سبج)

وامتدحني حِين زرت مَرِيضا فقدرت عافيته سَرِيعا فَقَالَ:

(يَا عُمْدَة للطالبين وبهجة

للسامعين وبحر علم قد صفا)

(مَا زرت يَوْمًا مُسلما متمرضا

ورقيته الأونال بك الشفا)

(هَذَا هُوَ السِّرّ الالهي الَّذِي

عرفت بِهِ أهل الْولَايَة والوفا)

وَمِمَّا سمعته ينشد أَيْضا وَأَسْتَغْفِر الله:

(شكا إِلَى سفله وَأَن فِيهِ دملا

وَفِيه مَا يَأْكُلهُ قلت بلَى قَالَ بلَى)

وَقَوله عقب موت ابْن الظَّاهِر:

(دَامَت عَلَيْهِ رَحْمَة من الْكَرِيم الغافر

يَا حسنا من حسن وطاهرا من طَاهِر)

642 -

عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ التقي أَبُو الْفضل بن الشهَاب الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو المحيوي عبد الْقَادِر / الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن تَقِيّ. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والرسالة والألفية وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله والزين عبَادَة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والأمين الاقصرائي والشهاب السيرجي وأجازوا لَهُ فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالبدر بن الْعَيْنِيّ وَابْن التنس والقاياتي وَابْن الديري وباكير وطاهر والقرافي والزين الزَّرْكَشِيّ كل ذَلِك فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بل قَرَأَ على شَيخنَا فِي الشفا وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ فِيهِ وَكَذَا قَرَأَ الشاطبية بِتَمَامِهَا على الشهَاب السكندري القلقيلي المقرىء فِي سنة أَربع وَخمسين وَالْبُخَارِيّ بِتَمَامِهِ على الشَّمْس الْجلَال شيخ الالجيهية وخازن المحمودية مَعَ مُرَاعَاة شَرحه للكرماني وَقَالَ إِنَّه أَفَادَ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ وَسمع فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير على السَّيِّد النسابة وَأبي نَافِع الْأَزْهَرِي وَالشَّمْس التنكزي وَغَيرهم وَقَرَأَ ايضا على التقي الشمني وَحضر دروسه ودروس الشرواني وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية عَن السنهوري وَمن قبله عَن أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره

ص: 246

وَعَن التقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والعربية والمنطق وَغَيرهَا فِي آخَرين وناب فِي الحكم عَن الولوي السنباطي فِي آخر عمره فَمن بعده، ودرس بالحجازية وَكَذَا قَرَأَ الميعاد بالالجيهية بل وَقَرَأَ عِنْد ابْن حريز فِي رَمَضَان عدَّة كتب وَأفْتى، وَحج وسافر لبَعض الْقرى، وَهُوَ عَاقل متودد تكلّف هُوَ وَجَمَاعَة شُهُود مَجْلِسه بِجَامِع الفكاهين فِي حكم نسب إِلَيْهِ ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد أَخِيه فِي أَوَاخِر صفر وَلبس التشريف فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَذَا اسْتَقر بعده بالشيخونية وَيُقَال إِن الْخَطِيب الوزيري اشْترك مَعَه فِيهِ.

643 -

عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين السكندري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الامشاطي / عَامي نزل المنكوتمرية وقتا وَسمع على شَيخنَا وَأخذ عَن غَيره حَتَّى ألم بمسائل صَار يرافع بهَا مَعَ إِظْهَار تدين واستغناء عَن النَّاس بِعَمَل الامشاط وتكرر مرافعته فِي أنَاس من ذَوي الوجاهات كالسيد الْكرْدِي والعلمي بن الجيعان بل رام اغراء السُّلْطَان بالمباشرين للوظائف مِمَّن لم يَتَّصِف بِشُرُوط الواقفين واسترجاها لبيت المَال وَأَفْتَاهُ بعض الْفُسَّاق بذلك فكففته عَنهُ بل كَفه الله بِحَيْثُ ضربه السُّلْطَان وَإِن كَانَ لغير هَذَا الْمَقْصد وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ صَبِيحَة توفّي السَّيِّد الْكرْدِي عَفا الله عَنْهُمَا.

644 -

عبد الْغَنِيّ بن إِسْمَاعِيل التروجي ثمَّ القاهري / أحد الْعُدُول بِمَجْلِس الْمَالِكِيَّة دَاخل بَاب الشعرية ورفيق جدي لأمي. مِمَّن حج وجاور وتكسب هُنَاكَ أَيْضا بِالشَّهَادَةِ وصاهره ابْن زبالة قَاضِي الينبوع وَرُبمَا اتّجر فِي البطائن وَنَحْوهَا بِحَيْثُ أثرى، وَأَنْشَأَ دَارا بِالْقربِ من قنطرة الخروبي وَقفهَا، وَمَا علمت بِهِ بَأْسا وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى قريب السّبْعين رحمه الله وإيانا.

645 -

عبد الْغَنِيّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد نسيم الدّين أَبُو اللطف بن الْفَخر بن النسيم بن الْجلَال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَأَخُوهُ عَليّ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا هِيَ الاربعون للنووي وألفية الحَدِيث وَالْمجْمَع والتنقيح فِي أصولهم والطوالع للبيضاوي وعقيدة الطَّحَاوِيّ والعمدة للنسفي وَالتَّلْخِيص وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعُزَّى، وَعرض فِي سنة سِتّ وَسبعين وَبعدهَا على قَاضِي مَكَّة البرهاني وأخيه أبي بكر وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر وَيحيى العلمي وَالْقَاضِي الْحَنْبَلِيّ وقريبهم أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي الشَّافِعِي وأجازوه وَكتب لَهُ الْحَنْبَلِيّ نظما ونثرا، وَحضر بعض الدُّرُوس، وَكَانَ مِمَّن سمع عَليّ فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة رِوَايَة ودراية وَقَرَأَ فِي النَّحْو على أبي الْعَزْم الْقُدسِي شَرحه للجرومية حِين

ص: 247

اقامته عِنْدهم مَعَ قِطْعَة من المكودي وَفِي الْفِقْه على قَاضِي مَكَّة الْجمال بن أبي الْبَقَاء ثمَّ على بعض المصريين، وَتوجه مَعَ حنبلي مَكَّة للزيارة النَّبَوِيَّة ثمَّ الْقَاهِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن طرقها الطَّاعُون فبادر للرُّجُوع إِلَى بَلَده فِي الْبَحْر فوصلها فِي رجبها بعد أَن قيل أَنه اشْتغل على الَّذين صَارُوا شُيُوخًا.) :::

646 -

عبد الْغَنِيّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن الْحَافِظ الشّرف أبي الْحُسَيْن عَليّ بن الْفَقِيه التقي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْحسن أَحْمد بن عبد الله الزين بن التقي بن الشّرف الْهَاشِمِي الْحُسَيْنِي اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ / وَبَاقِي نسبه فِي معجمي. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه طَلْحَة وَالْمقنع والملحة وَغَيرهمَا عِنْد القطب اليونيني وَبِه تفقه وَسمع الصَّحِيح بِكَمَالِهِ خلا من النِّكَاح إِلَى قَوْله ولزوجك عَلَيْك حق فِي سنة تسعين على مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد اليونيني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مظفر الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي وبكماله بعد ذَلِك فِي سنة خمس وَتِسْعين على الزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، ولقيته ببعلبك ذَهَابًا وإيابا فَقَرَأت عَلَيْهِ فضل الرمى للقراب وشيئا من الصَّحِيح وَكَانَ خيرا سَاكِنا وقورا بهيا من بَيت علم ورياسة بَاشر فِي بَلَده تدريس بعض مدارسها وإمامتها وَمَات قَرِيبا من السِّتين.

647 -

عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب ابْن يَعْقُوب الْفَخر بن الْعلم بن الْفَخر بن الْعلم الدمياطي الأَصْل القاهري شَقِيق يحيى وَعبد الباسط وَهُوَ الْأَصْغَر ووالد التَّاج عبد اللَّطِيف وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. / ولد فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَتخرج فِي الْكِتَابَة بِأَبِيهِ وأقربائه وباشر فِي جِهَات كالخزانة والباسطية وَذكر بمزيد الْكَرم وسعة الْعَطاء بِحَيْثُ انْفَرد على غَالب أهل بَيته بذبك مَعَ الانهماك فِي لذاته وَلذَا كثرت مُخَالطَة عبد الْوَهَّاب بن شرف لَهُ، وَقد حج مرَارًا وَفِيه مُرُوءَة ونخوة وتناقص حَاله فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ خُصُوصا بعد أَن أثكل وَلَده التاجي عبد اللَّطِيف وَغَيره وَلم يبْق لَهُ وَلَا لأولاده ذكر

648 -

. عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْفَخر بن الْعلم بن الجيعان / جد الَّذِي قبله ووالد شَاكر واخوته. تميز فِي الْكِتَابَة وباشر فِي جِهَات ككتابة الْجَيْش. وَمَات فِي خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان.

649 -

عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج بن نقولا فَخر الدّين بن الْوَزير تَاج الدّين الارمني الأَصْل وَالِد الزين عبد الْقَادِر وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد

ص: 248

نقيب الْجَيْش وَقَرِيب الزين يحيى الاستادار الْمَذْكُورين فِي محالهم وَيعرف بِابْن أبي الْفرج /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ جده من نَصَارَى الأرمن يصحب ابْن نقولا الْكَاتِب فنسب إِلَيْهِ فَلهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ أَبُو الْفرج بن نقولا وَهُوَ اسْم جده حَقِيقَة وَفِي، الْجُمْلَة فَأَبُو الْفرج أول من أسلم من آبَائِهِ وَنَشَأ وَلَده عبد الرَّزَّاق مُسلما ثمَّ دخل بِلَاد الفرنج وَيُقَال أَنه رَجَعَ إِلَى النَّصْرَانِيَّة ثمَّ قدم وَاسْتقر صيرفيا بقطيا وَولي نظرها ثمَّ إمرتها ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال بِحَيْثُ ولي الوزارة والاستادارية وَولد ابْنه هَذَا فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فتعلم الْكِتَابَة والحساب وَولي قطيا فِي رَأس الْقرن أول يَوْم من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى حِين كَانَ أَبوهُ وزيرا ثمَّ صرف بصرفه وأعيد إِلَيْهَا بعد ذَلِك فِي الْأَيَّام الناصرية فرج مرَارًا ثمَّ ولاه جمال الاستادار كشف الشرقية سنة إِحْدَى عشرَة فَوضع السَّيْف فِي الْعَرَب وأسرف فِي سفك الدِّمَاء وَأخذ الْأَمْوَال فَلَمَّا قبض على مخدومه وَاسْتقر ابْن الهيصم فِي الاستادارية عوضه بذل الْفَخر أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَاسْتقر فِي ربيع الآخر سنة أرع عشرَة مَكَانَهُ وَلم يلبث أَن صرف فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن سَار سيرة عَجِيبَة من كَثْرَة الظُّلم وَأخذ الْأَمْوَال بِغَيْر شُبْهَة أصلا والاستيلاء على حواصل النَّاس بِغَيْر تَأْوِيل ففرح النَّاس بعزله وعوقب فتجلد حَتَّى رق لَهُ أعداؤه ثمَّ أطلق وأعيد إِلَى ولَايَة قطيا ثمَّ لما ولي الْمُؤَيد اسْتَقر بِهِ فِي كشف الْوَجْه البحري ثمَّ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ عشرَة فِي الاستادارية فجادت أَحْوَاله وصلحت سيرته وَأظْهر أَن الْحَامِل لَهُ على تِلْكَ السِّيرَة إِنَّمَا هُوَ النَّاصِر وَمَعَ ذَلِك أسرف فِي أَخذ الْأَمْوَال من أهل الْقرى وَولي كشف الصَّعِيد فَعَاد وَمَعَهُ من الْخُيُول والابل وَالْبَقر وَالْغنم وَالْأَمْوَال مَا يدهش كَثْرَة ثمَّ توجه إِلَى الْوَجْه البحري فَفرض على كل بلد وقرية مَالا سَمَّاهُ ضِيَافَة بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ من ذَلِك فِي مُدَّة يسيرَة مَالا جزيلا ثمَّ توجه لملاقاة الْمُؤَيد لما رَجَعَ من وقْعَة نيروز فَبَلغهُ أَن الْمُؤَيد سمع بِسوء سيرته وَأَنه عزم على الْقَبْض عَلَيْهِ ففر إِلَى بَغْدَاد وَأقَام عِنْد قرا يُوسُف قَلِيلا فَلم تطب لَهُ الْبِلَاد فَعَاد وترامى على خَواص الْمُؤَيد فَأَمنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى كشف الْوَجْه البحري ثمَّ فِي سنة تسع عشرَة إِلَى الاستادارية فَحمل فِي تِلْكَ السّنة مائَة ألف دِينَار وَسلم لَهُ الاستادار قبله بدر الدّين بن محب الدّين وَأمر بعقوبته فَكف عَنهُ فَأخذ من يَده وَتوجه فِي شوالها لِحَرْب أهل الْبحيرَة وَمَعَهُ عدَّة أُمَرَاء كَانُوا من تَحت أمره فوصل إِلَى حد برقة وَرجع بِنَهْب كثير جدا، ثمَّ لما مَاتَ تَقِيّ الدّين ابْن أبي شَاكر أضيفت إِلَيْهِ الوزارة فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين فباشرها بعنف

ص: 249

وَقطع رواتب النَّاس وَصَارَ فِي كل قَلِيل يصادر الْكتاب والعمال وَبَالغ فِي تَحْصِيل المَال واحرازه فَكَانَ كل قَلِيل يحمل من ذَلِك للمؤيد مَالا فيجل فِي عينه ويشكره فِي غيبته مَعَ لين جَانِبه للنَّاس وتودده لَهُم ثمَّ توجه للْوَجْه البحري لأخذ)

مَا سَمَّاهُ الضِّيَافَة على الْعَادة ولاقى السُّلْطَان لما رَجَعَ من الشَّام بأموال عَظِيمَة ثمَّ توجه للصعيد وأوقع بِأَهْل الاشمونين وَرجع بأموال كَثِيرَة جدا، ثمَّ استعفى عَن الوزارة فِي شَوَّال سنة عشْرين فاستقر فِيهَا أرغون شاه ثمَّ مرض فعاده السُّلْطَان فَقدم لَهُ خَمْسَة آلَاف دِينَار فأضاف إِلَيْهِ نظر الْأَشْرَاف ثمَّ توجه للْوَجْه القبلي فأوقع بالعرب وَجمع مَالا كثيرا جدا ثمَّ أَصَابَهُ الوعك فِي رَمَضَان وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي نصف شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن سبع وَثَلَاثِينَ سنة وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بَين السورين ظَاهر الْقَاهِرَة وَاشْتَدَّ أَسف السُّلْطَان عَلَيْهِ وصولح عَن تركته بِمِائَتي ألف مِثْقَال، وَكَانَ عَارِفًا بِجمع الْأَمْوَال شهما شجاعا ثَابت الجأش قوي الْجنان سَاد فِي آخر عمره وجاد سوى مَا اعتاده من نهب الْأَمْوَال بِحَيْثُ جمع مِنْهَا فِي ثَلَاث سِنِين مَالا يجمعه غَيره فِي ثَلَاثِينَ سنة. قَالَ المقريزي كَانَ جبارا قاسيا شَدِيدا جلدا عبوسا بَعيدا عَن الاسلام قتل من عباد الله من لَا يُحْصى وَخرب اقليم مصر بِكَمَالِهِ وأفقر أَهله ظلما وعتوا وَفَسَادًا فِي الأَرْض ليرضى سُلْطَانه فَأَخذه الله أخذا وبيلا، وَطول تَرْجَمته فِي عقوده زَاد غَيره أَنه لَا يستكثر عَلَيْهِ مَا كَانَ يَفْعَله لِأَنَّهُ من بَيت ظلم وعسف وَعِنْده جبروت الارمن ودهاء النَّصَارَى وشيطنة الأقباط وظلم المكسة لِأَن أَصله من الأرمن وربى مَعَ الْيَهُود وتدرب بالاقباط وَنَشَأ مَعَ المكسة بقطيا وَلذَا اجْتمع فِيهِ مَا تفرق فِي غَيره واستفيض أَنه لما دفن سَمعه جمَاعَة من صوفية البيبرسية وَغَيرهم يَصِيح فِي قبرهن وَذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة لكَونه أَمر بتكملة عمَارَة الرِّبَاط الَّذِي أَمر بإنشائه الْوَزير قبله تَقِيّ الدّين عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر يَعْنِي الْآتِي وَهُوَ بِرَأْس زقاق جِيَاد الصَّغِير مُقَابل الْمَسْجِد الْحَرَام بَينهمَا مسيل الْوَادي وَلم يسم أَبَاهُ بل قَالَ عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج القبطي وترجمه بِاخْتِصَار. قلت إِنَّمَا أكمله الْفَخر بعد انْتِقَال ملكه إِلَيْهِ بِمُقْتَضى الابتياع من ولد التقي عبد الْوَهَّاب المنحصر إِرْث أَبِيه فِيهِ وَفِي أُخْته شقيقته الخماسية وَهِي محجورته وَبَاعَ عَنْهَا وَذَلِكَ فِي صفر سنة عشْرين الثَّابِت عَن الشهَاب بن المحمرة الشَّافِعِي والمنفذ لَهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن الصّلاح مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد ابْن الْحسن بن البرقي الْحَنَفِيّ وَقبل كَونهَا رِبَاطًا كَانَت خربة اشْتَرَاهَا ابْن أبي شَاكر فَمن ابْن السَّعْدِيّ بن غراب لربعها وَمن الْأمين عبد الله بن أبي الْفرج بن مُوسَى

ص: 250

الشهير بجده لباقيها فِي سنة خمس عشرَة حَسْبَمَا وقفت على الشواهد بذلك كُله مَعَ البدري مُحَمَّد بن الشهابي أَحْمد بن الْفَخر فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين.) :::

950 -

عبد الْغَنِيّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن التقي الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الرشيد بِضَم الرَّاء وَفتح الْمُعْجَمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة وَآخره مُهْملَة /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

651 -

عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الزبيدِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بزبيد وَأمه من أَهلهَا وَتردد مِنْهَا لمَكَّة ثمَّ قطنها من بعد الْخمسين وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن ويسيرا من التَّنْبِيه، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ شَيخنَا والبدر الْحلَبِي والعيني والمقريزي والواسطي والزين الزَّرْكَشِيّ والقبابي والتدمري وَآخَرُونَ، وَكَانَ سَاكِنا لكنه تولع بشجر الافيون وَظهر عَلَيْهِ كثيرا، وفجع بِولد لَهُ كَانَ ذكيا وَتردد لمصر وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وجاور بهَا قبيل مَوته فقدرت وَفَاته بهَا شَهِيدا فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بوسط الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَصلى عَلَيْهِ بِهِ ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ رحمه الله وإيانا.

652 -

عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن مُحَمَّد التَّاج الاميوطي القاهري قريب النَّجْم بن النبيه الْموقع وَيعرف بِابْن الاعمى. / مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الْمِائَة وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْفتُوح دهرا حَتَّى مَاتَ وَلم يذكر عَنهُ فِيهَا إِلَّا الْخَيْر رحمه الله.

653 -

عبد الْغَنِيّ بن عبد الله فَخر الدّين بن سعد الدّين القبطي وَيعرف بِابْن بنت الملكي / صَاحب ديوَان الْجَيْش وَكَانَ قد تكلم فِيهِ بعد موت أَخِيه الشّرف يحيى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مشاركا لوَلَدي أَخِيه يُوسُف وَإِبْرَاهِيم وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فاستقرت الْوَظِيفَة باسم الْمَذْكُورين وكل من هَذَا وأخيه مَنْسُوب لناظر الْخَاص الشّرف عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الملقب بالنشور والمتوفي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فالنشو جدهما.

654 -

عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب نسيم الدّين وتقي الدّين أَبُو مُحَمَّد وَابْن الْجلَال الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ سبط الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وشقيق إِبْرَاهِيم أمهما أم سَلمَة وَيعرف بِابْن المرشدي. / ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتبصر فِي النَّحْو وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَأَقْبل على الحَدِيث وَطلب بِنَفسِهِ فَسمع على شُيُوخ بَلَده الْكثير

ص: 251

وتدرب فِيهِ بالتقي الفاسي وَالْجمال بن مُوسَى وَغَيرهمَا ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة والقدس والخليل ودمشق وَدخل قبل ذَلِك بِلَاد الْيمن صُحْبَة ابْن الْجَزرِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ)

مُعْجم الطَّبَرَانِيّ الصَّغِير على ظهر الْبَحْر فِي حَال الْمسير من جدة إِلَى زبيد فِي تِسْعَة مجَالِس آخرهَا فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكتب لَهُ الْوَصْف بالشيخ الْعَلامَة الْمُحدث الْمُفِيد ولقبه تَقِيّ الدّين وَرَوَاهُ لَهُ بالاجازة عَن خَمْسَة عشر نفسا من أَصْحَاب الْفَخر وَكَانَ قَرَأَهُ قبل ذَلِك بِمَكَّة على الْخَطِيب الْمسند الكمالي أبي الْفضل مُحَمَّد بن قاضيها ابْن ظهيرة فِي ثَلَاثَة مجَالِس آخرهَا سادس عشر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين بإجازته من أبي الْحرم القلانسي وناصر الدّين الفارقي وروى عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَغَيره وَجمع وَخرج لبَعض مشايخه وَعمل أَطْرَاف صَحِيح ابْن حبَان فِي مُجَلد ضخم وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة جُزْءا من تَخْرِيجه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل البارع جمال الدّين والمحدثين ثمَّ أَكثر عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه وَغَيرهَا جملَة وتزايد تميزه بِأَخْذِهِ عَنهُ بِحَيْثُ وَصفه بالفاضل البارع الْأَصِيل الباهر الماهر الْمُحدث الْمُفِيد جمال الطّلبَة رَأس المهرة مفخر الْحفاظ وَأَنه لَازمه تِلْكَ السّنة فِي مجَالِس الحَدِيث ودروسه ومجالس الاملاء وتحرير شرح البُخَارِيّ مَا هُوَ فِي كل ذَلِك يُفِيد فيجيد ويستشكل مَا يشكل بِحَيْثُ بهرت الْجَمَاعَة فضائله وَشهِدت بِحَق الاجادة فِي الْفَنّ دلائله وَقَالَ عَن قِرَاءَته أَنَّهَا قِرَاءَة حَسَنَة فصيحة متينة يظْهر فِي غضونها مَا يشْهد لَهُ بِحسن الاستحضار ويتبين فِي أَثْنَائِهَا مَا يثبت لَهُ فِي هَذَا الْفَنّ مزِيد الاكبار وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة عُلُوم الحَدِيث كلهَا واقرائها، وَقَالَ فِي إنبائه: نسيم الدّين اشْتغل كثيرا وَمهر وَهُوَ صَغِير وَأحب الحَدِيث فَسمع الْكثير وَحفظ وذاكر وَدخل الْيمن فَسمع من الشَّيْخ مجد الدّين وَكتب عني الْكثير، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ مطعونا فِي أول جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ يَعْنِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَدفن عِنْد جده لأمه الْكَمَال الدَّمِيرِيّ بتربة سعيد السُّعَدَاء وَبَلغنِي أَن شَيخنَا قَالَ بعد مَوته كنت أَرْجُو أَن يكون خلفا بِبِلَاد الْحجاز عَن التقي الفاسي، وَلما دخل الْقُدس قَرَأَ على القبابي وَاجْتمعَ بِهِ التَّاج بن الغرابيلي حَافظ الْقُدس فَزَاد فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا عظمه صاحبنا الْعِزّ السنباطي وَغَيره وَامْتنع مُدَّة إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ من الِاجْتِمَاع بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ مَعَ مَالهم تَحت نظره فِي أوقاف الْحَرَمَيْنِ وَقَالَ أَنا لم أُهَاجِر من مَكَّة لمصر إِلَّا للأخذ عَن ابْن حجر فَلَا أجتمع بِمن يعاديه أَو كَمَا قَالَ، وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ كَانَ قد برع فِي علم الْأَدَب واعتنى بِحِفْظ الرِّجَال وَظهر حفظه

ص: 252

مَعَ صغر سنه فِي مجَالِس التحديث وَفِيه حِدة مفرطة وَقدر واطأ اسْمه اسْم الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْمصْرِيّ. وَصفته صفته وَكَذَا عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي قَالَ وَأَظنهُ اختصر كتاب ابْن نقطة وَقل إِنَّه انْتفع بالتقي الفاسي ثمَّ جحد تَعْلِيمه لَهُ وَحصل بَينهمَا ضغائن بِسَبَب قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة فَإِن ابْن عمته يَعْنِي الْكَمَال بن الزين سعى على التقي وَاسْتقر فِيهِ عوض وَأنْشد:

(وَلم تزل قلَّة الانصاف قَاطِعَة

بَين الرِّجَال وَلَو كَانُوا ذَوي رحم)

انْتهى. وَكَذَا كَانَ التقي بن فَهد يعرف جَحده وَعدم اعترافه فِيمَا يستفيده وَرُبمَا لقبه وَلَده بالعفيف، وَقد دخل الْقَاهِرَة غير الْمرة الَّتِي توفّي فِيهَا وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَالثَّانيَِة بعْدهَا بِسنتَيْنِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ ذَا حفظ وافر وحذق زَائِد وذكاء مفرط مَعَ طلاقة اللِّسَان وَجرى الْجنان وعظمت فجيعة أهل هَذَا الْفَنّ بِهِ وَحصل التضعضع فِي أَرْكَانه بِسَبَبِهِ رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.

655 -

عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن حسن النبراوي ثمَّ القاهري الصحراوي / امام تربة الْأَشْرَف برسباي وَأحد أَصْحَاب نَاصِر الدّين الطبناوي. سمع على شَيخنَا البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير بِقِرَاءَة نور الدّين الطبناوي وَكتبه بِخَطِّهِ واشتغل عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ، وعزم على الْحَج فوصل إِلَى الطّور ثمَّ رَجَعَ وَمَا تيَسّر لَهُ وقصدني مرّة للسؤال عَن شَيْء فتآنست بِهِ، وَكَانَ خيرا نيرا تاليا لِلْقُرْآنِ مُحْتملا حَرِيصًا على مُبَاشرَة إِمَامَته كثير الْميل للْفُقَرَاء ذَاكِرًا لكثير من كراماتهم سِيمَا الطبناوي بل كَانَ لَهُ مزِيد اخْتِصَاص بِمُحَمد الكويس. مَاتَ وَقد بلغ الثَّمَانِينَ بعد الثَّمَانِينَ وَاسْتقر ابْنه يحيى بعده فِي الامامة رحمه الله وإيانا.

656 -

عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن عبد الحميد بن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر بن ظهيرة بِالْمُعْجَمَةِ وَالتَّكْبِير التقي أَبُو مُحَمَّد المغربي الأَصْل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيُقَال لَهُ البهائي لسكناه حارة بهاء الدّين /. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين أَو بعْدهَا بِقَلِيل بمنوف وَحفظ بهَا الْقُرْآن والتنبيه ثمَّ تحول مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة للاشتغال بِالْعلمِ فحفظ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو والعمدة وَعرض على شُيُوخ الْعَصْر وَأخذ الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والابناسي وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التدريس والاصول عَن نور الدّين بن قَبيلَة الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي والنحو عَن الْبُرْهَان الدجوي والمحب بن هِشَام وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي العقليات وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن قنبر بل أَخذ عَن شَيخنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ

ص: 253

وَلزِمَ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا واختص بِهِ وَعرف بالانتساب لَهُ قَدِيما وَسمع عَلَيْهِ الْكثير من تصانيفه وَغَيرهَا ولازم مجَالِس املائه وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر فتح الْبَارِي وَغَيره من تصانيفه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الأوحد مُفِيد الطالبين حفظه الله، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَسمع الحَدِيث على التَّاج بن الصيح والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتقي الدجوي وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والبرشنسي والشرف بن الكويك فِي آخَرين من طبقتهم وَبعدهَا كالنور الابياري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وبرع الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وبرع فِي معرفَة الشُّرُوط وَنَحْوهَا وَلكنه لم يكن طلق اللِّسَان بل كَانَ جَامِدا مَعَ فَضِيلَة ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَقد تصدر بِجَامِع الْحَاكِم وبالأشرفية الْقَدِيمَة وَغَيرهمَا وانتفع بِهِ ابْن أَخِيه لأمه الْفَاضِل نور الدّين وَغَيره فِي الشُّرُوط وَغَيرهَا، وناب فِي الْقَضَاء دهرا عَن شَيخنَا وَقصر نَفسه عَلَيْهِ فَلم ينب عَن غَيره من الْقُضَاة، وأوذي من الْعلم البُلْقِينِيّ لانتقاده عَلَيْهِ فِي فتيا ثمَّ ألبسهُ جندة بَيْضَاء ولامه شَيخنَا على لبسهَا، وَقد حدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ، وتعلل مُدَّة وأقعد حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة مجاورة للست زَيْنَب رحمه الله وإيانا.

657 -

عبد الْغَنِيّ بن عَليّ الفارقي المدابغي المقرىء الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن التَّاج بن تمرية ثمَّ الشَّمْس العفصي وتكسب بالمدابغ ثمَّ بسوق الْحَاجِب ثمَّ بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بسويقة عُصْفُور وأقرأ. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد رَأَيْته كثيرا بل رَأَيْته شهد على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي فِي إجَازَة وَوَصفه بشيخنا فَكَأَنَّهُ أدبا مَعَ احْتِمَال قِرَاءَته عَلَيْهِ

658 -

. عبد الْغَنِيّ بن عمار بن عمر. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين.

عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج. مضى فِي ابْن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج. /

659 -

عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشري الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْمُخْتَار وَعرض وَسمع على ابْن عَيَّاش وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين حَيّ.

660 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الزين القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي ثَانِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على الابناسي وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ)

والزين القمني وأجازوه، وَكتب لَهُ

ص: 254

الدَّمِيرِيّ سَنَده بالعمدة والألفية، واشتغل يَسِيرا وَأخذ عَن الزين القمني والبرماوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين ولازم شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فتح الْبَارِي، وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا وصاهر شَيخنَا الرَّشِيدِيّ على ابْنَته آمِنَة وَكَانَ خيرا سمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَأَجَازَ لي. مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ رحمه الله وإيانا.

661 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مقدم بن مُحَمَّد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي أَخُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز / الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والرسالة وَنصف ابْن الْحَاجِب الفرعي وَنَحْو نصف الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل وَجَمِيع ألفية النَّحْو وَعرض على أَبِيه وَأخذ عَنهُ بحثا جَمِيع الرسَالَة وَحضر كثيرا من دروسه فِي العقليات وَغَيرهَا بِقِرَاءَة جمع من الاساطين كالابناسي وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَأخذ الْفِقْه فَقَط عَن الشّرف عِيسَى ابْن مُحَمَّد التجاني وَأبي عبد الله المغربيين وَغَيرهمَا كَأبي الْقسم النويري قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ابْن الْحَاجِب الفرعي وَكَذَا فِي ألفية النَّحْو والبدر بن التنسي والولوي السنباطي وَغَيرهم من الْمُتَأَخِّرين وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ والشرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر دروسه فِي القانبيهية وأماليه بهَا لكَونه كَانَ أحد الطّلبَة بهَا فَلَمَّا مَاتَ أمره بِهِ بالرغبة عَنهُ وَكَانَ يحضر مَعَ أَبِيه فِي مجَالِس القلعة حِين كَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ قَاضِيا وَكَذَا الْوَلِيّ وَشَيخنَا والعلمي ثمَّ القاياتي والسفطي والمناوي والاسيوطي يَعْنِي دون من عداهم، وَمِمَّا سَمعه على شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ بعض الْحِلْية وَالنّصف من توالي التأنيس بمقام الشَّافِعِي وبدمشق وحلب مَا أملاه فيهمَا وعَلى أَبِيه فِي البُخَارِيّ بِقِرَاءَة ابْن اللبان والشرف الديسطي وعَلى الْجمال الْحَنْبَلِيّ ثمانيات النجيب وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَمن أجَاز مَعهَا فِي استدعاء ابْن مُوسَى كَمَا أثْبته الزين رضوَان بِخَطِّهِ بل سمع من رضوَان نَفسه بعض شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وسافر مَعَ وَالِده فِي الركاب السلطاني إِلَى حلب مرتي الأولى مَعَ المظفر بن الْمُؤَيد حِين كَانَ ططر نظاما وَالثَّانيَِة مَعَ الْأَشْرَف برسباي وَسمع فِيهَا على الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي ابْن مَاجَه وَغَيره، وَحج فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ أَبوهُ مجاورا فِيهَا فَرجع مَعَه وَاسْتقر بعده فِي مشيخة الصُّوفِيَّة بالتربة الناصرية فرج بن الظَّاهِر والاسماع بهَا وَفِي غَيرهَا من جهاته كالربع من تدريس القمحية، وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَمن بعده وَلكنه لم يكثر عَن السراج بن حريز مَعَ الانجماع بمنزله فَلَمَّا)

اسْتَقر اللَّقَّانِيّ بَاشر وابتكر مَجْلِسا تجاه زَاوِيَة الركراكي

ص: 255

بالقسم وحظه فِي ذَلِك مُتَأَخّر عَن من هُوَ دونه فضلا وأصلا وتواضعا لشدَّة تخيله وقبح وَلَده وَعدم دربته وَقد أنشأ بعض الدّور للاجرة وَغَيرهَا، وَحدث أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وقرأت عَلَيْهِ قَدِيما بعض الثمانيات وَسمعت كَلَامه فِي عدَّة مسَائِل وأيدته فِي بَعْضهَا وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ بل استجازني لولد صَغِير لَهُ بعد موت ذَاك ثمَّ أثكله فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَصَارَ لَا ولد لَهُ فالمراقبون يرقبونه.

662 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الخانكي قريب الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ الشهير / وَزوج ابْنَته وَصَاحب الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا بالخانكاه. جاور مرَارًا مِنْهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين بعد حجه فِي الَّتِي قبلهَا وَكَانَ مَعَه أَخُوهُ فَمَاتَ قبل دُخُول سنة أَربع، وَكَانَ يجلس معي فَيسمع وَمِمَّا سَمعه عُمْدَة الْأَحْكَام بِقِرَاءَة وَلَده يحيى وتخلف سنة خمس وَمَاتَتْ زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ ابْنة لَهُ مِنْهَا، وَهُوَ فِي الامساك بمَكَان مَعَ ثروته الناشئة عَن إدارته الدواليب وتجارته وَغير ذَلِك ثمَّ مَاتَ الْوَلَد بعد عوده مَعَ أَبِيه إِلَى الخانقاه وَلم يمت حرصه.

663 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مَحْمُود بن سُلَيْمَان الزين الْأنْصَارِيّ القاهري المقرىء الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْقصاص. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بحدرة المرادنيين من بَاب الْخرق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين واعتنى بالقراءات فَتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَكَذَا لخلف وَيَعْقُوب وَأبي جَعْفَر ثمَّ رَفِيقًا لِلشِّهَابِ الزاوي على الشهَاب السكندري سُورَة الْفِيل إِلَى آخر الْقُرْآن بالعشر وَكَذَا تَلا جانبا مِنْهُ على الزين رضوَان بل قَرَأَ إِلَى آخر آل عمرَان بِمَكَّة على الزين بن عَيَّاش وبالوقف والابتداء لسورة لُقْمَان فَقَط على الزين طَاهِر وَقَالَ لَهُ أَحْيَا الله قَلْبك كَمَا أَحييت السّنة وَالله لَا يَزُول تمطيط قراء الجوق وَنَحْوه إِلَّا عِنْد نزُول عِيسَى، واليسير على الْبُرْهَان الكركي وَقَرَأَ الْمِنْهَاج حلا على الْبَدْر حسن الاعرج وَفِي الْفِقْه والعربية على قَاسم الزبيرِي والجوجري وَغَيرهم وَحضر عِنْدِي مجَالِس وَطَاف لقِرَاءَة الاسباع عِنْد غير وَاحِد بل قَرَأَ رياسة فِي الختوم وَنَحْوهَا، وَحج غير مرّة وَاسْتقر بِهِ الْعلم بن الجيعان فِي تَعْلِيم الايتام بجامعه بِالْبركَةِ والامامة بِهِ وتمول لَكِن نَشأ لَهُ ولد فأتلف لَهُ شَيْئا كثيرا.

664 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القاهري الحريري العقاد الْمَاضِي ابْنه عبد الرَّحْمَن. / شيخ مبارك حفظ الْقُرْآن والعمدة وَكَانَ حنبليا يتكسب فِي صناعَة الْحَرِير، وَسمع على الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره، سَمِعت مِنْهُ وَهُوَ بمنزلي أَشْيَاء من نظمه على طَريقَة الْعَوام وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة عَن دون الثَّمَانِينَ.

ص: 256

665 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الزين الاشليمي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي /. ولد تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة باشليم من الغربية وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن واشتغل وانتقل مَعَ أَخِيه إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله بهَا عِنْد الْفَقِيه حَمْزَة إِمَام مقَام الشَّافِعِي وَصلى بِهِ تَاما بالمنصورية ثمَّ حفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَالْأَصْل وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه على الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي وَجَمَاعَة وَفِي النَّحْو على الشمني وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي الْعرُوض على الشهَاب الابشيطي ولازمهما حَتَّى أذن لَهُ كل مِنْهُمَا، وَعمل أرجوزة فِي الْفَرَائِض فِي حياتهما لم تكمل وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَطَائِفَة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَهُوَ فَاضل خير فَقير قَانِع متعفف كتبت عَنهُ قَدِيما مِمَّا خَاطب بِهِ شَيخنَا أَيَّام محنته ولصقا بِمحل جُلُوسه بالمنكوتمرية قَوْله:

(لن يبلغ الاعداء فِيك مُرَادهم

كلا وَلنْ يصلوا إِلَيْك بمكرهم)

(فلك الْبشَارَة بِالْوَلَاءِ عَلَيْهِم

فَالله يَجْعَل كيدهم فِي نحرهم)

وَفِي مُعْجَمه وَغَيره من نظمه الْكثير وَبَعض ذَلِك مِمَّا امتدحني بِهِ.

666 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين أَبُو مُحَمَّد القليوبي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر نزيل مَكَّة وَيعرف بالقباني خَال الشهَاب بن خبطة / الْمَاضِي، أمه فَاطِمَة. ولد سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن، وَكَانَ وَالِده وَيعرف بِابْن الطَّوِيل من الْفُضَلَاء فاشتغل ابْنه يَسِيرا، وَحج فِي سنة عشْرين وسافر إِلَى بِلَاد هُرْمُز فَدخل بِلَاد الْعَجم وَغَابَ هُنَاكَ خمس سِنِين ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي سنة خمس وَعشْرين وفيهَا دخل الْقَاهِرَة ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة سبع وَعشْرين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاثِينَ فقطنها وَلم يخرج مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وبورك لَهُ فِي تِجَارَته وابتنى بِمَكَّة دورا بل أنشأ بمنى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين سَبِيلا شركَة بَينه وَبَين ابْن كرسون. ثمَّ صَار لوَرثَته بِدُونِ شريك، وَكَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا محبا فِي الْخَيْر وَأَهله متوددا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ كثير الْبر لَهُم حَافِظًا لكتاب الله كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فَجْأَة فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَخلف تَرِكَة عريضة وأولادا وَقد كثرت مخالطتي لَهُ فِي الْمُجَاورَة الأولى وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

667 -

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين والتقي أَبُو عبد الْقَادِر وَأَبُو مُحَمَّد الخزرجي السمنودي الأَصْل القاهري الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي عَم شيخ الْقُرَّاء /

ص: 257

التَّاج مُحَمَّد بن أبي بكر الْآتِي وَيعرف بِابْن تمرية وَرُبمَا شهر فِي القرافة بِابْن الاقباعي باسم صَاحب التربة مَحل اقامته. ولد فِي أَوَاخِر سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ الْقرَاءَات رَفِيقًا لِابْنِ أَخِيه التَّاج عمر الْفَخر البلبيسي الامام وَالْغَرْس خَلِيل بن المشيب والنور بن الناصح وَآخَرين واشتغل فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَحج صُحْبَة أَخِيه مجاورا وسمعا بِمَكَّة على الْعَفِيف النشاوري صَحِيح البُخَارِيّ وَحضر الْخَتْم الْجمال أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم الأميوطي وَأَجَازَ وَسمع بعد الْقَاهِرَة على التنوخي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ بل أَخذ عَنهُ بعض الْقُرَّاء الْقرَاءَات مَعَ كَونه تَارِكًا للفن وَكَانَ خيرا منعزلا عَن النَّاس. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَخمسين رحمه الله وإيانا.

عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبِسَاطِيّ. / كَذَا بِخَط ابْن عزم وَكَأَنَّهُ عبد الْغَنِيّ ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان.

عبد الْغَنِيّ بن الهيصم. / مضى فِي ابْن إِبْرَاهِيم.

668 -

عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب الْفَخر بن الشّرف. / أحد كتاب المماليك ووالد عبد الْكَرِيم وَيحيى وَنصر الله وَحَمْزَة الْمَذْكُورين فِي محالهم والمعروفين بِابْن فخيرة تَصْغِير لقب أَبِيهِم.

669 -

عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن أَحْمد بن مرتضى الزين الهيثمي القاهري الشَّافِعِي المقرىء.

ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ على ابْن الزراتيتي للسبع مَا عدا نَافِع فَإِنَّهُ لم يقْرَأ مِنْهَا إِلَّا إِلَى قَوْله لَيْسَ عَلَيْك هدَاهُم مَعَ سرده عَلَيْهِ للشاطبيتين من حفظه وسماعه عَلَيْهِ للاربع عشرَة بِقِرَاءَة الشَّمْس العفصي والْعَلَاء القلقشندي مَعَ سَمَاعه للتيسير والعنوان لأبي الطاهري النَّحْوِيّ والارشاد لأبي الْعِزّ القلانسي والبستان لأبي بكر بن أيدغدي بن الجندي والمصطلح لِابْنِ القاصح وَغَيرهَا بِقِرَاءَة التَّاج ابْن تمرية، وَكَانَ أعنى ابْن الزراتيتي أول شيخ تَلا عَلَيْهِ للسبع وعَلى ابْن الْجَزرِي للعشر على آخر الْبَقَرَة وَسمع عَلَيْهِ بعض المسلسلات وَغَيرهَا وعَلى ابْن آدم البوصيري الحريري والبرهان الكركي للسبع بِتَمَامِهَا وَكَذَا على الزين ابْن عَيَّاش حِين حج لَكِن إِلَى المفلحون فَقَط، وَحفظ أَيْضا)

الشاطبية والتنبيه والملحة واشتغل فِي الْفِقْه والعربية يَسِيرا وَسمع فِيمَا بَلغنِي عَن الشَّمْس الشَّامي وَكَذَا سمع على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصَّحَابَة والْعَلَاء بن بردس بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وتصدى للاقراء قَدِيما فَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْبَدْر حسن إِمَام المؤيدية والشهاب الْقُسْطَلَانِيّ وَالشَّمْس الحجاري الْمصْرِيّ وناصر الدّين الاخميمي وَكنت

ص: 258

مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء بعض الرِّوَايَات واشتهر بِهَذَا الْفَنّ لَكِن مَعَ اكثاره من تنقيص غَيره خُصُوصا من أَبنَاء فنه بِحَيْثُ أَنه لَا يقرىء من يُعلمهُ أَنه يقْرَأ على غَيره هَذَا مَعَ أَن الِانْتِفَاع بِبَعْض من ينتقصه أَكثر وَكَونه بَين الْفُضَلَاء أشهر وَله بهجة المقرئين فِي معرفَة أَحْكَام النُّون الساكنة والتنوين وَكَانَ مُتَقَدما فِي التجويد. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع متوسط رحمه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

670 -

عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن عبد اللَّطِيف الْحُسَيْنِي سكنا الْخياط مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

671 -

عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن يس زين الدّين المنزلي وَيعرف بجده. / مِمَّن سمع مني أَيْضا

عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج /. فِي ابْن عبد الرَّزَّاق.

عبد الْغَنِيّ تَاج الدّين ابْن الجيعان وَالِد عبد الْملك. هُوَ عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد. /

عبد الْغَنِيّ بن الهيصم. / فِيمَن اسْم أَبِيه إِبْرَاهِيم.

672 -

عبد الْغَنِيّ الحريري الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة / وَمِمَّنْ كَانَ فِيهِ خير ورغبة فِي الزِّيَارَة. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.

673 -

عبد الْغَنِيّ اللجمي بِفَتْح اللَّام وَالْجِيم ثمَّ مِيم بَلْدَة بالسَّاحل قرب سفاقس التّونسِيّ / مِمَّن أَخذ عَن عِيسَى الغبريني وَيَعْقُوب الزعبي وَعبد الله الْبَاجِيّ وَأحمد الشماع فِي آخَرين وَتقدم فِي الْمَذْهَب مَعَ الْخِبْرَة التَّامَّة بتصانيف الْقَرَافِيّ الْأُصُولِيَّة ومزيد تقلله وتأخره فِي الدُّنْيَا عَن نظرائه. أفادنيه صاحبنا قَاضِي الركب وَقَالَ انه مَاتَ تَقْرِيبًا بعد السِّتين. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ.

674 -

عبد الفتاح بن عبد الله بن أبي الْقسم اللامي / نِسْبَة للامية بِالْقربِ من زبيد النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي مِمَّن اشْتغل عِنْد القَاضِي مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَقدم مَكَّة فحج فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل وكتبت لَهُ وَأثْنى عَلَيْهِ حَمْزَة بِأَنَّهُ فَقِيه من أفضل الطّلبَة رجل صَالح نبيه فَاضل عَارِف.

675 -

عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ الْقدْوَة إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ الْقدْوَة الْكَبِير الشهير أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الصَّحِيح وثلاثيات الدَّارمِيّ على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَلَقي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة أَبَا عبد الله مُحَمَّد المغربي فَسمع عَلَيْهِ وَحدث وَخلف وَالِده وَكَانَ من خِيَار النَّاس أجَاز لي وَمَات فِي منتصف الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رحمه الله وإيانا.

676 -

عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن إِبْرَاهِيم المحيوي بن الْبُرْهَان الْمَنَاوِيّ

ص: 259

الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر / الْمَاضِي شقيقه الْبَدْر حسن ووالدهما وَيعرف كهما بِابْن عليبة تَصْغِير علبة. نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن الغمري وَغَيره وَسمع على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء آخَرُونَ وتعانى التِّجَارَة فسعد فِيهَا، وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا وأسره الفرنج فاكرموه وافتك نَفسه فأطلقوه وَعَاد وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان تَاجر اسكندرية وَتوسع فِي الافتراض وثق بِهِ الْكِبَار فَمن دونهم لطول يَده وجلبه لَهُم الْهَدَايَا والتجف مَعَ الاحسان لغَيرهم من الْفُقَرَاء وتوسعه فِي ذَلِك جدا وَمَاتَتْ تَحْتَهُ عدَّة نسَاء ناله مِنْهُنَّ دنيا طائلة وَمَات فِي سَابِع عشري شَوَّال سنة تسعين باسكندرية وَدفن بجوار قبر أمه رحمهمَا الله وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين أَو قاربها.

677 -

عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان محيي الدّين أَبُو الْفتُوح الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن السَّفِيه. / ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والبهجة وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغير ذَلِك وَقَالَ لي مرّة أَنه حفظ الْمِنْهَاج الفرعي فَالله أعلم، ولازم الشَّمْس بن كتيلة فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأصوله، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الشفا وَعَن قَرِيبه الْبَدْر أبي السعدات البُلْقِينِيّ والزين زَكَرِيَّا والجوجري، وتميز فِي الْعَرَبيَّة ونظم الشذور ودرة الغواص للحريري وشرحهما وَكَذَا شرح بَانَتْ سعاد وقرضه لَهُ أَبُو السعادات وزَكَرِيا والولوي الاسيوطي وكاتبه وشارك فِي الْأُصُول وَغَيره وَتردد للبقاعي يَسِيرا ولازمني فِي قِرَاءَة السِّيرَة وَغَيرهَا وَحضر كثيرا من الدُّرُوس وكتبت لَهُ سوى التقريض الْمشَار إِلَيْهِ اجازة حَسَنَة، وخطب فِي بَلَده بالجامع الطريني وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الْعَامَّة، وناب فِي الْقَضَاء عَن الصّلاح بن كميل فَمن بعده وَكَذَا استنابه الصّلاح المكيني. وَحج مرَارًا وَدخل اسكندرية ودمياط، كل ذَلِك مَعَ خفَّة روح ولطافة عشرَة وانطراح ومزيد فاقة وَكَثْرَة عِيَال وفضائل ووسائل نظم حسن كتبت عَنهُ مِنْهُ قَوْله وَقد مرض بشقيقة طَال انْقِطَاعه بهَا:

(يَا رَاحِم الضُّعَفَاء يَا من فَضله

عَم الْخَلَائق بالمواهب وَالْكَرم)

)

(إِنِّي سَأَلتك بِالنَّبِيِّ مُحَمَّد

وَمن استجار بِهِ لديك قد اعْتصمَ)

(فبحقه وبجاهه وبقربه

أَدْعُوك تكشف مَا اعْتَرَانِي من ألم)

(وَاجعَل صَلَاتك مَعَ سلامك دَائِما

لجناب حَضرته الشَّرِيفَة فِي النعم)

بل امتدحني بقوله:

(كرم النَّفس فِيهِ معنى لطيف

هُوَ ميدان مِدْحَة الشُّعَرَاء)

(إِن تكن مادحا فدونك هَذَا

أَو تكن هاجيا فَغير السخاء)

ص: 260

وَكَذَا أنشأ بعض الْخطب وَأَخْبرنِي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم كثيرا.

678 -

عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب الْمصْرِيّ الصّباغ نزيل دمشق. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

679 -

عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ محيي الدّين بن الْبُرْهَان القاهري الْمَالِكِي المقرىء / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الفوال. مِمَّن اشْتغل بالفقه والعربية قَلِيلا وَفهم وَنسخ وَقَرَأَ مَعَ أَبِيه فِي الجوق بل شَاركهُ فِي إقراء الْأَبْنَاء، وتنزل فِي بعض التصوفات وَرُبمَا قَرَأَ على بعض المسندين بل أَخذ عني يَسِيرا وَلَا بَأْس بِهِ.

680 -

عبد الْقَادِر الْبَانِي بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يُوسُف الصّلاح بن الزكي الارموي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي سبط الشهَاب أَحْمد بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عمر /. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على جده لأمه وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والمزي والبرزالي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن تَمام وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضى وَمُحَمّد بن يُوسُف بن دوالة وَمُحَمّد بن أبي الزهر الغسولي وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأحمد بن مُحَمَّد بن حَازِم الْمَقْدِسِي فِي آخَرين مِنْهُم زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وست الْعَرَب ابْنة أَحْمد بن الْبَدْر على المقدسية وحبيبة ابْنة المز إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر وأسمع على أُخْتهَا فَاطِمَة ابْنة الْعِزّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا نُسْخَة أبي مسْهر وجزء أَيُّوب والمبعث لهشام بن عمار وَمِمَّا حَضَره على أَبِيه الْكَمَال موافقاتها وعَلى جَمِيع من ذكر إِلَّا ابْن الرضى وَابْن حَازِم وست الْعَرَب مَعَ تَتِمَّة أَرْبَعَة وَعشْرين شَيخا وجزء ابْن عَرَفَة، وَحدث بالكثير قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَابْن مُوسَى المراكشي وَسمع رَفِيقه الْمُوفق الأبي والشهاب بن زيد وَعمر وَتفرد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ من بَيت خير وَصَلَاح، وَذكره المقريزي فِي عقوده رحمه الله وإيانا.) :::

681 -

عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم وَيعرف بِابْن الامام. / من فضلاء الشَّافِعِيَّة مِمَّن أَخذ عَن ابْن البُلْقِينِيّ وَنَحْوه ثمَّ عَن البامي ولازمه بل قَرَأَ على السعد بن الديري فِي الحَدِيث، وَكَانَ فَاضلا يسكن بالسبع قاعات ويستحضر المقامات. مَاتَ بالبيمارستان فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

682 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة

683 -

. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الباسطية من الْقَاهِرَة / وإمامها وَيعرف فِي بَلَده بالمؤذن لكَون جده لأمه كَانَ مُؤذنًا بِجَامِع بني أُميَّة ثمَّ صَارَت بعد إِلَيْهِ. ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ فِي الْقرَاءَات على

ص: 261

ابْن الخدر وَإِبْرَاهِيم بن الْقُدسِي وغالب الْمِنْهَاج وَحضر فِيهِ عِنْد النَّجْم بن قَاضِي عجلون وأخيه التقي وشيخهما الزين خطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ جلّ انتفاعه فِي الْفِقْه بِعَبْد الْقَادِر الصَّفَدِي نزيل السميساطية، وَقَرَأَ فَرَائض الْمِنْهَاج والارشاد على الْمُحب البصروي واشتغل فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الصّرْف ملا حاجي بل من شُيُوخه ابْن الْمُعْتَمد وَأَبُو الْفضل بن الإِمَام وَابْن عبد الْحَنَفِيّ، وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة بعد تَركه مَا كَانَ مَعَه من التصوف بالشامية البرانية ونزوله عَن وظيفه بِالْأَذَانِ فلازم البامي فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا قِرَاءَة وسماعا وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الزين بن شعْبَان والحساب والميقات وَنَحْوهمَا عَن الْبَدْر المارداني والفرائض مَعَ الْفِقْه عَن حسن الْأَعْرَج وَتردد لفضلاء الْوَقْت كالابناسي والبكري والكمال بن أبي شرِيف وَابْن قَاسم والكوراني وَأبي الْخَيْر بن الفرا وخلد الْوَقَّاد وَابْن الاسيوطي وَفِي الْفِقْه والاصلين والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والتصوف وَقَرَأَ على الديمي ألفية الْعِرَاقِيّ وَالصَّحِيح ثمَّ لازمني فِي شرح الألفية وَالْبُخَارِيّ وَغَيرهمَا، وتنزل فِي المزهرية تصوفا وَقِرَاءَة سبع وناب فِي إِمَامَة الباسطية وأقرأ بني ابْن الشّحْنَة ثمَّ ابْن عبد الباسط.

684 -

عبد الْقَادِر بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ الزين الْحَمَوِيّ الْحلَبِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه أَحْمد وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد وَيعرف كَهُوَ بِابْن الرسام. مِمَّن ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب وَنظر جيشها وجواليها، وصاهر الْعلم البُلْقِينِيّ على ابْنَته، وَكَانَ مخمولا فِي حركاته يتَحَمَّل الدُّيُون الْكَثِيرَة وَلَا يحصل فِي ولاياته على طائل. مَاتَ بحماة سنة بضع وَسِتِّينَ بعد أَخِيه.) :::

685 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن رسْلَان الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن رسْلَان. ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي باستدعاء أَبِيه، وَكَانَ خيرا رَأَيْته بعد موت وَالِده بسنين بِمَجْلِس شَيخنَا وَأَعْطَاهُ كراسة كَانَ وَالِده أرسل يسْأَل فِيهَا عَن أَشْيَاء تتَعَلَّق بشرح أبي دَاوُد وتصنيفه ليلحق ذَلِك بأماكنه وَمَا أَظُنهُ فعل إِن اهْتَدَى لأماكنها. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَخمسين ظنا رحمه الله وإيانا.

686 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي الذروي الصعيدي نزيل رواق الجبرت / من جَامع الْأَزْهَر وَيعرف فِي بَلَده بِابْن نشوان. مِمَّن قَرَأَ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا على الديمي واشتغل قَلِيلا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ صغَار المبتدئين فِي الْفِقْه والفرائض والعربية مَعَ كَونه فِيمَا يُقَال لَا شيخ لَهُ وَمِمَّنْ قَالَ لي أَنه قَابل مَعَه مَكَارِم

ص: 262

الْأَخْلَاق وَكَانَ يُرَاجع فِيمَا يلتبس الصِّحَاح للجوهري فتح الله، وَهُوَ فَقير جدا لم يتأهل ولجماعة فِيهِ اعْتِقَاد وَقد رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَفَارَقت مصرفي الَّتِي بعْدهَا وَهُوَ حَيّ.

687 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ المحيوي بن الشهَاب الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد الْغَنِيّ / الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن تَقِيّ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي بل وَكتابه فِي الْعَرَبيَّة. واشتغل فِي الْفِقْه على الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْقسم النويري وَأذن لَهُ ولازم الكافياجي فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَغَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وتميز فِيهَا وَكَذَا انْتفع فِي ذَلِك بِالسَّيْفِ بن الخوندار الْحَنَفِيّ، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي فَمن بعده، وَحج مرَّتَيْنِ جاور فِي ثانيتهما أشهرا وزار بَيت الْمُقَدّس وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة وَكتب على الْفتيا بل اسْتَقر فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بالشيخونية بعد موت الحسام بن حريز وتقلل من ثمَّ من تعاطى الْأَحْكَام مَعَ مُبَاشرَة مَا تَلقاهُ شركَة لِأَخِيهِ عَن أَبِيهِمَا من تدريس وَغَيره إِلَى أَن ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد صرف الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ بِتَعْيِين الزيني زَكَرِيَّا وَكَانَ حَاله فِيهِ أحسن م حَاله فِي النِّيَابَة وَزَاد فِي الانخفاض مَعَ أَرْبَاب الدولة وَنَحْوهم وَطرح الشهامة مَعَهم وَفِي أَيَّامه مَاتَ أَبُو سهل بن عمار والسنهوري فناب عَن ولد أَولهمَا فِي تدريس الصَّالح وَعَن ولد ثَانِيهمَا فِي تدريس البرقوقية بل كَانَ رام استقلاله بهَا وشاحح فِي مَعْلُوم النِّيَابَة وتحدث النَّاس فِي كَون اللَّقَّانِيّ نَاب عَن ابْن المخلطة فِي المؤيدية مجَّانا وَلَكِن الْفرق بَينهمَا خُصُوصا فِي الْفِقْه ظَاهر وَكَذَا عرض لَهُ عَارض صَار بِسَبَبِهِ يهذي ويبرز ويصدر مِنْهُ مَا ينقص مثله بِحَيْثُ كَاد أَن يتزحزع عَن الْولَايَة وَعين الشَّافِعِي بعض نواب الْمَالِكِيَّة للْقَضَاء فَلم يلْتَفت السُّلْطَان لذَلِك مَعَ تكَرر الْعَارِض مِنْهُ مرّة بعد أُخْرَى بل ترادف احسانه إِلَيْهِ لظَنّه أَن سَبَب ذَلِك الْأَعْرَاض مِمَّن تعاطى مَا يلائمه. . مَاتَ بعد تعلل بضعَة عشر يَوْمًا بالاسهال فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه بِمحل سكنها رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

688 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الْمدنِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالحجار. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

689 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله محيي الدّين الْحرَازِي الأَصْل الْمَكِّيّ / الْآتِي أَخُوهُ الْجمال مُحَمَّد. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي

ص: 263

الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن عِنْد أَهله بالمعلاة. وَكَانَ مُبَارَكًا متقشفا فَقِيرا رُبمَا عَامل الْفُقَرَاء مَعَ يبس وَإِن كَانَ يتفقد بعض أهل الْبيُوت مِنْهُم.

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نشوان. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم

690 -

. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجرمكي البرددار وَالِده لنقيب الْأَشْرَاف /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ

691 -

. عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد الصندلي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر شعْبَان سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة فَإِنَّهُ توجه مَعَ تُرَاب لاحضار رمل من الصَّحرَاء فانهار عَلَيْهِمَا، وَصلى عَلَيْهِمَا من الْغَد بالأزهر وتألم أَبوهُ كثيرا مَعَ أَنه كَانَ فِي تَعب بِسَبَب كَثْرَة مَا كَانَ يتحمله من الدُّيُون عوضهما الله الْجنَّة.

692 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد المدابغي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

693 -

عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن عز الدّين الْوَلَد محيي الدّين أَبُو البركات بن الشهابي الْمَنَاوِيّ الْخياط وَالِده. / عرض على الْمِنْهَاج فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين

694 -

. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الزين ابْن الشهَاب الاطفيحي الأَصْل القاهري سبط الزين الْعِرَاقِيّ وشقيق الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم وَيعرف كأبيه بِابْن يَعْقُوب /. مِمَّن نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ، وَحج وَسمع الحَدِيث عَن شَيخنَا وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتنزل فِي الْجِهَات وَتَأَخر عَن أَخَوَيْهِ فِي الْوُجُود والمرتبة لكَونه طورا وَحده وَرُبمَا ينْسب لتعاطيه مَا اقْتضى ذَلِك.

695 -

عبد الْقَادِر بن أبي البقا الغزولي /. مِمَّن يزاحم الطّلبَة ويلم بِبَعْض الْمسَائِل بل وتنزل فِي الصرغتمشية وَغَيرهَا وَأكْثر من الِاجْتِمَاع بِي سِيمَا فِي الْمُجَاورَة والدروس وَلم يقْتَصر على ذَلِك بل يخالط كثيرا من الأتراك كبرسباي قرا وتنبك الجمالي وَلم يحصل على طائل من الْفَرِيقَيْنِ، وسافر فِي الْبَحْر سنة سبع وَتِسْعين متكلما على حمل ثَانِيهمَا أَمِير الْمحمل فِيهَا.

696 -

عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن أَحْمد الطنبداوي الْمَكِّيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

697 -

عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن خضر المحيوي الدماصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / بواب المؤيدية كَانَ وَيعرف بالدماصي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة وتعانى النّظم وَتخرج فِيهِ بالشهاب بن

ص: 264

مباركشاه ثمَّ أذن لَهُ الحجاري وسمعته فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ ينشد من نظمه:

(ناديت فِي مكتب الْأَطْفَال ذَا هيف

أضنى فُؤَادِي بالاسقام والبين)

(جرد حَبِيبِي لي الْمَاضِي فَقَالَ وَقد

أبدى التبسم باسم الله من عَيْني)

وتطارح مَعَ جمَاعَة كالشهاب المنصوري وقرض مَجْمُوع البدري فَأطَال وَقد أقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان حِين أعجبه علمه الملحن لَهُ ابْن العفريت وَعمل مخا اقترحه فلائق بخاطره وَأحسن إِلَيْهِ بِدَرَاهِم وَكِسْوَة ونزله فِي تربته وَمن ذَلِك:

(يَا خَفِي الألطاف

أمنا مِمَّا نَخَاف)

698 -

عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك بن أبي بكر ابْن عبد الْحق الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو خَدِيجَة وَابْن عَم عَليّ بن غَازِي / الآتيين وَيعرف بالكوري بِضَم الْكَاف وَرَاء مُهْملَة. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من الْمُحب الصَّامِت صَحِيح البُخَارِيّ فَكتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَات قبل الْخمسين ظنا.

699 -

عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر / وَبَاقِي نسبه فِي أَخِيه مُحَمَّد الزين الْبكْرِيّ البلبيسي الأَصْل الْمحلي القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد سعد الدّين مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ فِي الثَّانِيَة على الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي، وَسمع بِنَفسِهِ على الشّرف بن الكويك وَمُحَمّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ وَغَيرهمَا كشيخنا، واشتغل بِالْمُبَاشرَةِ فَلَمَّا مَاتَ صهره زوج أُخْته ولي كِتَابَة العليق عوضه فَأَقَامَ فِيهَا حَتَّى مَاتَ عقب أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ بيومين فِي حادي عشر شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد أَن جدد الْمَسْجِد الَّذِي بِرَأْس حارة بهاء الدّين وابتنى لَهُ دَارا حَسَنَة بجواره ورتب سبعا أول النَّهَار وَآخره بِجَامِع الْحَاكِم رَأَيْته غير مرّة رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عبد الْقَادِر بن جِبْرِيل. / فِي ابْن مُحَمَّد بن جِبْرِيل.

700 -

عبد الْقَادِر بن حسن بن أَحْمد القليوبي القاهري التَّاجِر / فِي الشّرْب مِمَّن يكثر المخالطة للفقهاء والمجاورة بِمَكَّة وَسمع على الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره بل سمع مني بِمَكَّة وَهُوَ من خِيَار الْجَمَاعَة وَكَانَ يذكر أَنه سمع من شَيخنَا وَلَيْسَ بِبَعِيد. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَلَا يقصر عَن السّبْعين.

701 -

عبد الْقَادِر بن حسن بن عبيد بن مُحَمَّد الْجمال الصاني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ويدعى عبيدا وَيعرف فِي بَلَده كسلفه بِابْن عقيل / وَكَانَت أمه تذكر لَهُ أَنَّهَا نِسْبَة لعقيل بن أبي طَالب، وبالقاهرة بعبيد الصاني. حفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم

ص: 265

الشَّيْخ مُحَمَّد الطنبداوي الضَّرِير والزيني زَكَرِيَّا وتميز بهما وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وَكَذَا حضر عِنْد الولوي الاسيوطي بل مر مَعَ الشهَاب الابشيهي على كتب كَثِيرَة وَقبل ذَلِك أَخذ عَن الْبَدْر حسن الْأَعْرَج، وَحج غير مرّة وأقرأ ولد قَاسم بن بيبرس بن بقر سبط ابْن البرقي لكَون أَبِيه أَقرَأ أَبَاهُ وسافر مَعَ الْجمال الظَّاهِرِيّ لمَكَّة فِي الصر وَغَيره وَكَانَ يستصحب مَعَه مَا يتجر فِيهِ ذَهَابًا وإيابا فَلَمَّا التسقر الزيني فِي الْقَضَاء عمله أَمِين الحكم بل صَار إِلَيْهِ الْحل والربط وَعَلِيهِ الْمعول والضبط وامتحن بالترسيم مُدَّة طَوِيلَة وَلَكِن افتك نَفسه بِمَا وزعه على جِهَات الطّلبَة وَالْفُقَهَاء والأوقاف حَسْبَمَا بسطته فِي مَحل آخر وَلما مَاتَ أَبُو الْيمن بن البرقي اسْتَقر بِهِ يشبك فِي التَّكَلُّم فِي جهاته وَهُوَ فِي الْفَضِيلَة وَالْقُدْرَة على التَّخَلُّص الظَّاهِر بمَكَان وَوصل لما لم يصل إِلَيْهِ من قبله لمَوْت كل من ابْن يَعْقُوب وَابْن عبد الْعَزِيز وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ فِي أَيَّام عزه فحاز الْعلم بأَشْيَاء كَانَت مَكْتُوبَة وتزايد كتمها.

702 -

عبد الْقَادِر بن حسن بن عَليّ الغمري ثمَّ القاهري البخانقي وَيعرف بِابْن فقوسة. / لَهُ بنُون جلال الدّين مُحَمَّد وزين العابدين مُحَمَّد وهما من أم وشهاب الدّين أَحْمد وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن عَليّ وَالثَّلَاثَة من أم الأول شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَكَذَا الثَّالِث وَالثَّانِي عزمه يكون حنبليا وَالرَّابِع حَنَفِيّ يقْرَأ فِي الْقَدُورِيّ وَالْآخر عزم على كَونه مالكيا.

703 -

عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ بن عمر المحيوي القاهري الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بِابْن مغيزل. / ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بسويقة السباغين وَنَشَأ فاشتغل وَقَرَأَ على السنهوري فِي ابْن المُصَنّف وعَلى البرهاني الكركي الامام التَّوْضِيح لِابْنِ هشم ولازمه وعَلى الزين الابناسي بداية الْهِدَايَة للغزالي ولقنه الذّكر وعَلى ابْن قَاسم والخيضري والديمي وخطيب جَامع طولون على ابْن أبي دَاوُد الْجَوْجَرِيّ بل حضر دروس الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَغَيره واختص بِجلَال الدّين ابْن السُّيُوطِيّ وَبَالغ فِي المناضلة عَنهُ والتنويه بِهِ وَقصر نَفسه عَلَيْهِ زَمنا وأذهب كتبه الَّتِي كَانَ ينْتَفع بهَا فِي تَحْصِيل جملَة من تصانيفه الَّتِي يخفى شَأْنهَا على غير أولي البصائر وَصَارَ يطمعه أَنه إِذا عمل قَاضِيا يفرر لَهُ كَذَا وَكَذَا بل يكون هُوَ الْمرجع ثمَّ تنافرا وتشاققا لسوء عشرَة ذك وَظُهُور مُقَدمَات كذبه ولازمني فِي قِرَاءَة شرحي للتقريب بعد سَمَاعه مني للمسلسل بِشَرْطِهِ وجزء عَاشُورَاء لِلْمُنْذِرِيِّ وعَلى لتجفة عيد الْفطر لزاهر وَغير ذَلِك وَسمع على الْمُحب بن الشّحْنَة وَأبي السُّعُود الغراقي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ بعض السّنَن الْكُبْرَى للنسائي والزين عبد الْغَنِيّ بن

ص: 266

الْبِسَاطِيّ والبهاء المشهدي والشمسين السنباطي وَتردد إِلَيْهِ كثيرا والعقبي والولوي السُّيُوطِيّ والشهاب البيجوري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد القمصي سمع عَلَيْهِ من فضل الْمَدِينَة فِي جَامع التِّرْمِذِيّ إِلَى آخِره والزين بن مزهر سمع عَلَيْهِ بشرى اللبيب، وَأخذ التصوف وَشرح التائية عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر المغربي نزيل القاهرية واغتبط بِهِ فِي ذَلِك وتولع بِالْكِتَابَةِ فِي شرح الملحة وَغَيره وَكَذَا اغتبط بِأبي النجا بن الشَّيْخ خلف الفوي ولازمه ونوه بِهِ وَكَانَ مَعَه عَليّ ابْن الاسيوطي وَعظم اخْتِصَاصه بالبرهان الكركي الامام وَمَعَ ذَلِك كُله فَهُوَ فَقير صابر لطف الله بِهِ.

704 -

عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ الْعِرَاقِيّ الطَّائِفِي أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

705 -

عبد الْقَادِر بن حَمْزَة الطرابلسي الدِّمَشْقِي /. مِمَّن أَخذ عَن ابْن زهرَة وَابْن قَاضِي شُهْبَة، أم لقانصوه حِين كَونه نَائِب حلب ثمَّ أعرض عَن الامامة وقطن الشَّام وَهُوَ تَامّ الْفَضِيلَة بشعار بني التّرْك ولفقره يحضر عِنْد المهملين.

706 -

عبد الْقَادِر بن خَلِيل الزين الحريري / أحد قراء الجوق والخباز وَالِده. كَانَ كيسا من أهل بَاب الشعرية. مَاتَ غريقا ببولاق فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَمن الْغَرِيب أَنه تجهز للسَّفر إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فَلَمَّا وصل إِلَى الطّور هالته رُؤْيَته فَرجع خوفًا من الْغَرق فَلم يلبث أَن غرق ببحر النّيل عَفا الله عَنهُ ورحمه.

عبد الْقَادِر بن الدهانة. / فِي ابْن مُحَمَّد بن رَاشد

707 -

. عبد الْقَادِر بن سكيكر الْعَطَّار بِبَاب السَّلَام من مَكَّة /.

708 -

عبد الْقَادِر بن شاهين الجمالي الذَّهَبِيّ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد البيري / الْآتِي وانتسب جمالِيًّا لِأَخِيهِ. كَانَ خيرا رَاغِبًا فِي زِيَارَة الصَّالِحين وشهود مجَالِس الْخَيْر مَعَ التكسب والتقنع وَالْقِرَاءَة تَبَرعا مَعَ الْقِرَاءَة فِي الْمشَاهد وَهُوَ مِمَّن أَكثر الْحُضُور عِنْدِي فِي الأمالي وَغَيرهَا مَاتَ سنة بضع وَثَمَانِينَ بعد مَنَام رَآهُ دلّ لذَلِك رحمه الله.

709 -

عبد الْقَادِر بن شعْبَان بن عَليّ بن شعْبَان الْغَزِّي الشَّافِعِي شَقِيق أَحْمد وَمُحَمّد وأصغر الثَّلَاثَة وَيعرف بِابْن شعْبَان. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على جمَاعَة من أهل بَلَده ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة كالبرهان الْأنْصَارِيّ والبقاعي وكاتبه وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ والجوجري والبكري والحصنيين والكافياجي وَغَيرهم فِي الْفِقْه وَغَيره وانتفع بأَخيه فِي الْعَرَبيَّة والاصلين وَأخذ بِالشَّام عَن الْمُحب البصروي فِي الْعرُوض وَغَيره وَولي قَضَاء الرملة بعد صرف الشهَاب

ص: 267

ابْن يُونُس النابلسي فدام قَلِيلا وَأم بفيروز الشَّام مُدَّة وَاسْتقر فِي قِرَاءَة مصحف بمدرسة الْأَشْرَف قايتباي بغزة وَحج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا واختص بالعفيف عبد الله بن أبي الْفضل بن ظهيرة والزيني عبد الباسط وَكثر اجتماعه بِي وحضوره مَعَ الْجَمَاعَة بل كَانَ قَرَأَ عَليّ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ دروسا فِي التَّقْرِيب وتعانى نظم الشّعْر ومدح بِهِ غير وَاحِد وَمِنْه فِي الْحَرِيق الْكَائِن بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة:

(لم يَحْتَرِق حرم النَّبِي لفاحش

يخْشَى عَلَيْهِ وَلَا دهاه الْعَار)

(لكنما أَيدي الروافض صافحت

ذَاك الْجِدَار فطهرته النَّار)

عبد الْقَادِر بن شعْبَان الفرضي. / فِي ابْن عَليّ بن شعْبَان.

710 -

عبد الْقَادِر بن صَدَقَة بن الشّرف مُحَمَّد المحرقي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي أَخُو عبد الرَّحِيم وخادم عَبَّاس / الماضيين وَزوج أم الْفضل ابْنة الْحَاجة مهجا قريبَة الوالدة. ولد فِي سنة)

خمس وَثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وسلك بعد شَيْخه طَرِيق الزوار وَصَارَ يدروز ويطبخ فِي كل سبت أما عدسا أَو نَحوه لزائري الشَّيْخ عبد الله المنوفي فاشتهر بذلك مَعَ الايثار على نَفسه والتقنع بِأَدْنَى جُزْء وَالْحَال فِي تناقص من هَذَا وَشبهه، وَهُوَ مِمَّن سمع قَدِيما ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وتعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وذكروه بِخَير وَخلف ذكرا وَأُنْثَى ثمَّ مَاتَا فِي الطَّاعُون رحمه الله وإيانا.

711 -

عبد الْقَادِر بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة محيي الدّين أَبُو المفاخر الْقرشِي الزبيدِيّ وَالِد أبي بكر / الْآتِي وَأمه من أَهلهَا. ولد بهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكتب إِلَى ابْنه أَنه فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فَالله أعلم وَأَنه حفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث وَسمع على ابْن الْجَزرِي بِالْيمن عدَّة الْحصن الْحصين من تأليفه وَتردد لمَكَّة كثيرا مِنْهَا قبيل مَوته وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَقَرَأَ فِي بعض قدماته مَكَّة على الشوائطي الشفا وعَلى أبي السعادات بن ظهيرة التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ بل حضر عِنْده فِي الرَّوْض مُخْتَصر الرَّوْضَة بِقِرَاءَة وَلَده وبزبيد على الطّيب النَّاشِرِيّ كِتَابه الايضاح أَو بعضه وَولي التَّكَلُّم على أوقاف بني رَسُول بِالْيمن مِمَّا هُوَ على مدارسهم بِمَكَّة عَن البرهاني وَابْن عَمه الْمُحب قاضيها فتوسع فابتنى بزبيد دَارا عَظِيمَة، وَمَات بهَا فِي تَاسِع عشري ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن على جده أبي بكر بتربة إِسْمَاعِيل الجبرتي من تربة طب سِهَام رحمه الله وإيانا.

712 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد

ص: 268

ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ / ابْن عَم الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه علما ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. مَاتَ صَغِيرا بعد أَن أحضر عِنْد أبي الْفَتْح المراغي عوضه الله الْجنَّة.

713 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الزين بن الْمجد القاهري الشَّافِعِي أكبر اخوته وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان /. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ ونش بهَا فِي حجر السَّعَادَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره، وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ عَن المحيوي الدماطي وَجَمَاعَة، وَحج غير مرّة وَاسْتقر فِي نظر الخزانة بعد عَمه سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَلَكِن لم يُمكنهُ عَمه شَاكر من الِاسْتِقْلَال بمباشرتها لكَونه)

لم يحمد مَشْيه ثمَّ اسْتَقل بهَا وَكَذَا بَاشر فِي البيبرسية وَغَيرهَا، وَكَانَ ذكيا شهما حسن الْعشْرَة مَعَ من يلائمه. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن بتربتهم تجاه الاشرفية برسباي عَفا الله عَنهُ.

714 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن عبد الْمُنعم بن يحيى المحيوي أَبُو البركات بن النَّجْم الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي / قاضيها الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد والماضي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عبد الْوَارِث، ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومختصر ابْن بشير فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَابْن الْحَاجِب الفرعي أَيْضا والمنهاج الْأَصْلِيّ والملحة وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا على الْبِسَاطِيّ وَابْن عمار وَأبي الْفَتْح بن وَفَاء وَغَيرهم من أَئِمَّة مذْهبه وَشَيخنَا والشرف السُّبْكِيّ والونائي والسفطي وناصر الدّين الفاقوسي من الشَّافِعِيَّة، والعيني وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَابْني الاقصرائي من الْحَنَفِيَّة فِي آخَرين وأجازوا لَهُ، وَأخذ الْفِقْه عَن الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْجُود وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والعربية وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة مَعَ الْأُصُول عَن الشمني وَالْأُصُول أَيْضا وَغَيره من الْفُنُون عَن ابْن الْهمام ولازم شَيخنَا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ والموطأ وبلوغ المرام من تأليفه وَالْكثير من شرح الالفية وَغَيرهَا وَكتب عني فِي الأمالي وَكَذَا لَازم ابْن الديري فِي التَّفْسِير وَغَيره وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا، وَأذن لَهُ غير وَاحِد مِنْهُم الولوي السنباطي فِي الافتاء والتدريس واقراء الطّلبَة وَقصد بالفتاوي وَكَانَ فخم الْعبارَة قوي الحافظة زَائِد الشهامة، نَاب فِي الحكم عَن الْبَدْر بن التنسي فَمن بعده وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح وقتا وتزايدت وجاهته، وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بالجامع الْجَدِيد

ص: 269

الناصري بِمصْر ثمَّ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وحمدت سيرته، وَاسْتمرّ هُنَاكَ على ولَايَته مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين بقاعة الْمدرسَة الصمصامية مَحل سكنه وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير جوَار ضريح السَّيِّد بِلَال رحمه الله وإيانا.

715 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان شَقِيق محيي الدّين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الغزولي الْمقري وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنزلنا بِالْقربِ من المنكوتمرية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن أَسد ووالده والشاطبية وَبَعض التَّنْبِيه وَغير ذَلِك وجود على أبي الْقُرْآن بِتَمَامِهِ غير)

مرّة ثمَّ على النُّور الديروطي بِمَكَّة بعضه بل تلاه بالسبع افرادا وجمعا على الزين جَعْفَر السنهوري وَبَعضه على الْجمال حُسَيْن الفتحي، وَكَذَا على الْجلَال القمصي فِي آخَرين، وَحضر فِي الْفِقْه والعربية دروس غير وَاحِد ومواعيده كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ، وَأكْثر من المطالعة لتفسير ابْن كثير وَغَيره بِحَيْثُ صَار يستحضر جملَة ولازمني بِمَكَّة وَغَيرهَا حَتَّى حمل عني من تصانيفي وَغَيرهَا جملَة بل أسمعته الْكثير على شَيخنَا وَغَيره من المسندين، وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاآتي وَحج غير مرّة وجاور وتكسب على طَريقَة جميلَة من صدق اللهجة واللطف والمسامحة بِحَيْثُ راج وَأَقْبل عَلَيْهِ من يعرفهُ بالمحبة والتبجيل، كل ذَلِك مَعَ مزِيد الْعقل وجودة الْفَهم والمداومة على التِّلَاوَة وطراوة قِرَاءَته وَالْقِيَام بِالْمَدْرَسَةِ المنكوتمرية فِي رَمَضَان كل سنة وتوالى عَلَيْهِ بِأخرَة أكدار لطمع غير وَاحِد من الْحُكَّام فِي أَرْبَاب حرفته بِحَيْثُ زهد فِيهَا سِيمَا مَعَ خسة كثير من أَرْبَابهَا مَعَ انتفاعهم بوجاهته ومراعاة الْحُكَّام لَهُ حَتَّى مل بل وَمَات بعض من كَانَ يعامله مِمَّن جلّ مَا كَانَ بِيَدِهِ لَهُ بِالْيمن فَضَاعَ أَكثر ذَلِك وَآل أمره إِلَى أَن أعرض بكليته عَنْهَا وَلم أَطْرَافه ثمَّ سَافر معي هُوَ وَولده وعيالهما فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين لمَكَّة فحججنا ثمَّ جاورنا فَلم يلبث أَن مَاتَت زَوجته أم وَلَده ثمَّ عدَّة من عِيَاله وَلزِمَ هُوَ فِيمَا بَين ذَلِك الْفراش وتوالت عله آلام وَهُوَ صابر محتسب مديم للتلاوة وَرُبمَا نزل الْمَسْجِد وَفِي غُضُون هَذَا سَافر لجدة فدام بهَا متعللا ثمَّ عَاد فاستمر حَتَّى حج ثمَّ سَافر رَاجعا لبلده صُحْبَة ركب سنة ثَلَاث وَتِسْعين فتجدد لَهُ اسهال بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَاسْتمرّ بِهِ إِلَى الْعقبَة فَسمع بوفاة أخينا الثَّالِث فتزايد انحطاطه وَدخل الْقَاهِرَة فدام بهَا بَقِيَّة الْمحرم وصفر وَهُوَ لذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين شَهِيدا مغفورا

ص: 270

لَهُ بل وَلمن اسْتغْفر لَهُ إِن شَاءَ الله بعد أَن أوصى بِقرب وَنَحْوهَا، وَدفن من يَوْمه. بمشهد حافل بِالْقربِ من قبر الْوَالِد وَغَيره من أهلنا بتربة البيبرسية وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ بالبلدين رحمه الله وعوضه الْجنَّة.

716 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد اليافعي الْهِنْدِيّ المولد الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.

717 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن زبرق. ولد فِيمَا قَالَ بعيد الثَّلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ فقر الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَلم ينجب وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة ورسم عَلَيْهِ فِي آخرهَا بِسَبَب وقف قليشان الَّذِي حَبسه)

السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب على القَاضِي الْعِزّ أبي الْمَعَالِي يحيى أحد أجداده لما وَفد عَلَيْهِ وعَلى ذُريَّته وَلَوْلَا الأميني الاقصرائي لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ وَتزَوج فِيهَا بأخت ابْن البحلاق وقاسى من مُطلقهَا ذلا وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الغياثي أبي اللَّيْث بن الضياء أم وَلَده عَليّ واخوته، وَلم يكن بالمرضى وقاحة وجرأة مَعَ جهل وشكل. مَاتَ فَجْأَة فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين بعد أَن أوصى بِمَا لم يحمد فِيهِ عَفا الله عَنهُ.

718 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن الناصري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الزين بن النجمي بن الْبَارِزِيّ / أَخُو مُحَمَّد ويوسف وشقيق فَاطِمَة أمهما تركية لِأَبِيهِ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد التقي بن قَاضِي عجلون التَّقْسِيم وَلم يتصون.

719 -

عبد الْقَادِر بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحَلِيم بن عبد الرَّزَّاق الشّرف الْأنْصَارِيّ السكندري الْمَالِكِي / قاضيها وَشَيخ الشُّيُوخ بهَا. ولد بهَا فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَنهُ البقاعي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين.

720 -

عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد محيي الدّين بن الشَّيْخ عز الشَّيْخ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري القباني أَخُو الْجلَال مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُمَا ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض على الشَّمْس بن الديري والتفهني وقارىء الْهِدَايَة والبساطي والمحب بن نصر الله وَشَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ بل وعَلى الولوي الْعِرَاقِيّ وَأقَام عِنْده حِين غيبَة وَالِده فِي بعض حجاته والزين الزَّرْكَشِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتولع بالقبان فَكَانَ يزن بدار الضَّرْب وبالمخبز فِي سعيد السُّعَدَاء ثمَّ اقْتصر عَلَيْهِ، وَحج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس.

ص: 271

721 -

عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج الارمني الأَصْل الملكي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي الْفرج. ولد فِي أَوَائِل الْقرن تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتدرب بِأَبِيهِ وَغَيره وباشر بعد أَبِيه عدَّة جِهَات حَتَّى ولي شدَّة الْخَاص واستادارية الْمقَام الناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف برسباي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ الاستادارية الْكُبْرَى عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي شعْبَان مِنْهَا فباشرها سِنِين وقاسى من الذل والهوان وَالْعجز مَا لَا يُوصف وتكرر استعفاؤه مِنْهَا وَهُوَ لَا يُجَاب إِلَى أَن افْتقر وتكامل عَجزه فصرف حِينَئِذٍ وَذَلِكَ)

فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بأقبغا الجمالي الكاشف بعد أَن خرب بلادا كَثِيرَة ورسم عَلَيْهِ وطولب بِالْحِسَابِ فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا، وَكَانَ شَابًّا جميلا خَفِيف اللِّحْيَة جسيما متواضعا مضى عمره فِي النكد والقهر وَالْخَوْف وَهُوَ أصلح من أَبِيه وجده بِكَثِير مَعَ مزِيد مَعْرفَته بطرق الظُّلم والعسف غير أَنه لم يسْعد فِي مُبَاشَرَته بل خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَكِن قَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يزل يَتْلُو الْقُرْآن وَأَنه لَا بَأْس بِهِ وَكَأَنَّهُ بِالنِّسْبَةِ لِأَبِيهِ سامحه الله وإيانا.

722 -

عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القليوبي الأَصْل الْمَكِّيّ بن القباني / الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب غير متأن سمع عَليّ بِمَكَّة الْكثير وَكَذَا سمع على النَّجْم ابْن فَهد وَغَيره وزوجوه ابْنة لأبي الْقسم الْغلَّة وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين ليثبت رشده وجاءه وَهُوَ بهَا خبر موت زَوجته وَأمه ثمَّ رَجَعَ وَقد ثَبت بشاهده من لم يراقب الله لعدم التَّوَقُّف فِي سفهه، ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَصَارَ إِلَى هَيْئَة مزرية حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين مطعونا وَترك ابْنَتَيْن عَفا الله عَنهُ وعوضهما خيرا.

723 -

عبد الْقَادِر بن عبد اللَّطِيف الْأَصْغَر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن محيي الدّين أَبُو صَالح بن السراج الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَولده وَأمه أم ولد لِأَبِيهِ حبشية قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي مغرب لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة وَلم يخلف لَهُ شَيْئا بِحَيْثُ لم يَجدوا شَيْئا لِلْحَجِّ بِهِ فِي تِلْكَ السّنة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح وجانبا من الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي بل ذكر أَنه حفظ الشاطبية والكافية لِابْنِ الْحَاجِب ومختصره الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره وعَلى الشهَاب الزفتاوي المسلسل وجزء أبي الجهم بفوت فِي آخِره وجزء أَيُّوب

ص: 272

وَغَيرهَا وعَلى التقي بن فَهد ختم مُسْند عبد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا خلق مِنْهُم أَبوهُ وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَشَيخنَا ومستمليه الزين رضوَان والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والمحب مُحَمَّد بن يحيى الْحَنْبَلِيّ والْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والمحب المطري والبدر بن العليف والعيني وَابْن الديري وَالسَّيِّد صفي الدّين وَأَخُوهُ عفيف الدّين وَأَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ)

الصَّالِحِي وَابْن أبي التائب، واشتغل بالقراءات وَالْفِقْه والاصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا فَتلا لأبي عَمْرو وَنَافِع وَابْن كثير على الشَّمْس مُحَمَّد بن شرف الدّين الششتري الْمدنِي وجمعا للسبعة على المقرىء عمر الْحَمَوِيّ النجار نزيل مَكَّة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعِزّ الْكِنَانِي بِالْقَاهِرَةِ والْعَلَاء المرداوي واشتدت ملازمته لَهُ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ غير تصنيف والتقي الجراعي فِي مجاورتهما بِمَكَّة سنة خمس وَسبعين والعربية عَن الشمني وَجَمَاعَة والاصول عَن الْأمين الاقصرائي والتقي الحصني وَغَيرهمَا وأصول الدّين عَن الْعَلَاء الحصني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح العقائد للتفتازاني وَغَيره ولازم مظفرا الشِّيرَازِيّ فِي فنون من العقليات وَأذن لَهُ الاقصرائي والتقي الحصني وَغَيرهمَا وَأول مَا دخل الْقَاهِرَة صُحْبَة الْحَاج فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَخمسين فولي بهَا إِمَامَة مقَام الْحَنْبَلِيّ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام عوضا عَن وَالِده وباشرها فِي يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى مِنْهَا ثمَّ دَخلهَا أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأقَام بهَا إِلَى أَن ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِمَكَّة فِي منتصف شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا بعناية الْأمين الاقصرائي وَدخل مَكَّة صُحْبَة أَمِير الْحَج الْمصْرِيّ وَهُوَ لابس الخلعة فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْقعدَة مِنْهَا وقرىء توقيعه ثمَّ أضيف إِلَيْهِ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَمَشى حَاله بعد مصاهرة البرهاني بن ظهيرة وتزوجه بأخته بِحَيْثُ قيل من أَبْيَات:

(وَلَا تخش القلى مِنْهُم بِوَجْه

فقد وافتك سيدة الْجَمِيع)

ودرس بالبنجالية وَغَيرهَا كتدريس خيربك، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه والعربية والمعاني وَالْبَيَان لمزيد ذكائه وتودده وَحسن عشرته وفتوته وتواضعه وجودة خطه وتوسط نظمه ونثره الَّذِي مِنْهُ فِي إجَازَة: راش الله جنَاحه وأطاش بالمحو حباحه وَمن نظمه مَا سَيَأْتِي فِي الجمالي أبي السُّعُود، وَكثر استرواحه فِي الاقراء والتواضع بِحَيْثُ لم يحمده كَثِيرُونَ فِيهِ وَرُبمَا استشعر ذَلِك فَبَالغ عَنهُ الغرباء فِي الِاعْتِذَار وَامْتنع من عمل الْخلْع متمسكا بِأَنَّهُ غَالِبا حِيلَة وَهِي لَا تجوز وَلم يحمد فضلاء مذْهبه مِنْهُ ذَلِك، وَأَقْبل بِأخرَة على الِاشْتِغَال بِالذكر والاوراد والتلاوة الجيدة

ص: 273

بِصَوْتِهِ الشجي المنعش حَتَّى ارْتقى إِلَى غَايَة شريفة فِي الْخَيْر سِيمَا وَهُوَ يتَوَجَّه فِي كل سنة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَيُقِيم غَالِبا بهَا نصف سنة وَرُبمَا أَقَامَ بهَا سنة كَامِلَة بل جمع بَين الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة فِي عَام وَاحِد فَإِنَّهُ توجه فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى الينبع ثمَّ فِي الْبر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة مختفيا ثمَّ توجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس فزار ثمَّ رَجَعَ)

إِلَى بَلَده، وَكثر اخْتِصَاص أولى الْأَصْوَات اللينة وَنَحْوهم وَهُوَ يزِيد فِي الاحسان إِلَيْهِم مَعَ حسن توجه فِي التِّلَاوَة والانشاد وَجلد على السهر فِي الاذكار والاوراد وخشوع عِنْد الزِّيَارَة وخضوع فِي الْعبارَة وميل إِلَى الوفائية وَنَحْوهم وَإِلَى التنزة والبروز إِلَى الفضاء والحدائق بالحرمين سِيمَا مَسْجِد قبَاء ومشهد حَمْزَة وَإِذا خرج يذهب مَعَه بِمَا يُنَاسب الْوَقْت من المآكل والطرف وَنَحْوهَا وَلذَا غَيره كثرت دُيُونه بِحَيْثُ أَخْبرنِي انها تقَارب ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَأَنْشَأَ بِكُل من الْحَرَمَيْنِ بَيْتا وَأسْندَ الخواجا حُسَيْن بن قاوان إِلَيْهِ وَصيته فِي آخَرين وَلم يسلم فِي كل من منتقد خُصُوصا وَهُوَ يتعالى غَالِبا عَن الِاجْتِمَاع مَعَ جلّ رفاقه الْقُضَاة حَتَّى لَا يجلس فِي مَحل لَا يرضاه وَقد رافقته فِي التَّوَجُّه من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فحمدت مرافقته وافضاله وَكثر اجتماعنا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وزرنا جَمِيعًا كثيرا من مشَاهد الْمَدِينَة كقبا وَالسَّيِّد حَمْزَة والعوالي وَسمع مني بل كتبت عَنهُ من نظمه وَعِنْده من تصانيفي عدَّة وَكتبه ترد عَليّ بالثناء الْبَالِغ وَالْوَصْف بشيخ الاسلام بل قَالَ بحضرتي فِي مجاورتي الرَّابِعَة للْقَاضِي الشَّافِعِي لم يخلف شَيخنَا الْأمين الاقصرائي فِي طَرِيقَته مَعَ أهل الْحَرَمَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا إِلَّا فلَان وَمرَّة هُوَ غيث بِكُل زمَان حل بِهِ نفع أَهله إِلَى غَيرهَا ثمَّ تزايد من الافضال وَالثنَاء حَتَّى بأمير الْحَرَمَيْنِ فِي التمَاس اقتفائي فِي الزِّيَارَة حِين تَوَجُّهِي فِي قافلته سنة وَفَاته إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين بعد تعلل نَحْو نصف شهر شَهِيدا بالاسهال وَصلى عَلَيْهِ بعد عصره بالروضة، وَدفن بِالبَقِيعِ بعد الْعَصْر من لَيْلَة الْجُمُعَة الْمُوَافقَة لَيْلَة نصف شعْبَان عِنْد قبر أمه وأخيه وتأسفنا على فَقده عوضه الله الْجنَّة ورحمه. وَمِمَّا كتبه إِلَى:

(سَلام عَلَيْكُم من مشوق متيم

يود لقاكم كل حِين بِمَكَّة)

(وَيسْأل رب الْعَرْش فِي كل لَحْظَة

قريب اجْتِمَاع عِنْد بَيت وكعبة)

(ولطفا بِنَا فِيمَا قَضَاهُ الهنا

ويكشف عَنَّا كل سوء وكربة)

(ويجعلنا من أهل صدق وداده

ويحجبنا عَن كل ضيق وفتنة)

ص: 274

(وَبعد فشوقي زَائِد وتعطشي

إِلَى خير أَصْحَاب وَأكْرم جيرة)

وَمِنْهَا:

(فحياهم الْمولى وَقرب وصلهم

وأتحفهم بِالروحِ فِي كل لَحْظَة)

)

(وَأما دعائي فَهُوَ وَالله وافر

مزِيد باخلاص وَصدق وهمة)

(وَلم أنسكم بِالذكر فِي كل موقف

وقفت بِهِ بل فِي ركوعي وسجدتي)

(وَعند وُقُوفِي بالصخار مُعَرفا

وَبَين يَدي قبر الرَّسُول بحجرة)

(فيا رَبنَا فاقبل دَعَانَا وَعَافنَا

وَخذ بنواصينا وَأصْلح وَثَبت)

وَمِنْهَا:

(وَلما أَتَتْنِي من لديكم رِسَالَة

فهاج بهَا شوقي وحرك لوعتي)

(وذكرني عهدا وَمَا كنت نَاسِيا

وَمن ذَا الَّذِي يسلي فِرَاق الْأَحِبَّة)

(وَعند مروري للسطور تناثرت

على صحن خدي من دموعي عبرتي)

(وأثبتها عِنْدِي وصرت مشاهدا

لذاتكم حَتَّى كَأَنِّي بخلوتي)

(وَقلت الهي بِالنَّبِيِّ وَآله

أنلنا منانا يَا إِلَه الْبَريَّة)

(فيا سادتي بِاللَّه لَا تهملونني

وَلَا تتركوني غارقا فِي بليتي)

وَمِنْهَا:

(وأسألكم أَن تذكروني بدعوة

لَعَلَّ بهَا أَن يقْضِي الله حَاجَتي)

(خُذُوا بيَدي يَا إخْوَة الصدْق واسعفوا

فكم من هموم قد علتني بقتلتي)

(وهموا بعزم فِي التَّوَجُّه لي عَسى

يُخَفف مَا بِي أَو تفرج كربتي)

(فَلَا أوحش الرَّحْمَن مِنْكُم وخصكم

بعافية يَا سادتي وبصحة)

وَمِنْهَا:

(وَصلى اله الْعَرْش ربى دَائِما

على الْمُصْطَفى الْمُخْتَار خير الخليقة)

(وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ وحزبهم

وأشياعه مَعَ آله ثمَّ عترة)

724 -

عبد الْقَادِر بن عبد الله بن عمر العرابي الْمَكِّيّ / أحد الْخِيَار. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد.

725 -

عبد الْقَادِر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله محيي الدّين أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ القَاضِي /. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وتفقه بجده أبي عبد الله وَابْن عَمه الطّيب وروى عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَكَانَ عَارِفًا بالفقه والفرائض والحساب والنحو وَغَيرهَا آيَة فِي الْفَهم والذكاء رَأْسا فِي الفصاحة والبلاغة وَحسن الْخط مِمَّن قَرَأَ على الْبَدْر بن الدماميني وَقَامَ بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة فِي قَرْيَة الحديدة سَاحل سِهَام قَرْيَة كَبِيرَة من سواحل الْيمن ينزلها المسافرون مُدَّة طَوِيلَة وَكَذَا وَليهَا بالمهجم عوضا عَن ابْن عَمه الرضى أبي بكر بن عُثْمَان النَّاشِرِيّ بِدُونِ سعي ثمَّ أُعِيد الرضى وَولي الْأَعْمَال السرددية، وَلم يؤرخ الْعَفِيف وَفَاته،

ص: 275

وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ ذَا نهمة فِي تَحْصِيل الْكتب وَجَمعهَا ولديه أدب وفضائل. مَاتَ فِي سنة خمس وَخمسين. أَفَادَ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين.

726 -

عبد الْقَادِر بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد المحيوي الْأَزْهَرِي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ / أحد الْفُضَلَاء والآتي أَبوهُ: قَرَأَ بِمَكَّة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على المحيوي عبد الْقَادِر قاضيها الْمَالِكِي البُخَارِيّ ولازمه فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وبرع وبالمدينة النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي. وَمَات بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين.

727 -

عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم المحيوي الْقرشِي المارداني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالقرشي.

ولد فِي لَيْلَة حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من جَامع المارداني، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك، وَعرض على شَيخنَا والقاياتي والمحلي والعيني وَغَيرهم وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الشهَاب الْخَواص والسراج الوروري وَسمع على غير وَاحِد من الشُّيُوخ، وَأَجَازَ لَهُ جُمُعَة وَطلب بِنَفسِهِ يَسِيرا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وتولع بالأدب واختص بالشهاب الْحِجَازِي بِحَيْثُ عرف بِهِ، وَجمع من نظمه ونثره مَا فَاتَهُ تدوينه وَكَذَا لازمني زَمنا وَكتب من تصانيفي جملَة وَقَرَأَ على أَشْيَاء مِنْهَا دراية وَرِوَايَة واغتبط بهَا بل كتب بِخَطِّهِ الْكثير من غَيرهَا وَحج وَأقَام بِمَكَّة خمس سِنِين وَقَرَأَ فِيهَا على الْكَمَال الْمرْجَانِي الصَّحِيح وَكَذَا قَرَأَ على النَّجْم بن فَهد، وَسمع من لَفظه جُزْءا من رِوَايَة ابْن حبيب دَاخل الْبَيْت الْعَظِيم، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَقَرَأَ على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي ابْن مَاجَه، وَدخل اسكندرية غير مرّة رَفِيقًا لشيخه الْحِجَازِي وتطارح مَعَه وَمَعَ الشهَاب المنصوري والزين الْأَسدي وَغَيرهم وَاسْتقر فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أحد موقعي الدرج بعد ثُبُوت عَدَالَته فِي أَيَّام العلمي البُلْقِينِيّ وَلكنه لم يتصد لكليهما بل هُوَ منجمع قَانِع شرِيف النَّفس حسن الْعشْرَة مَعَ من يألفه والفضيلة طارح التَّكَلُّف سريع النّظم والخط مَعَ صِحَّته عَارِف بِالنَّاسِ وَمَا علمت لَهُ)

سوى نصف تصوف بالاشرفية نعم باسمه رزيقات لَا يصل مِنْهَا إِلَّا الْيَسِير وَقد امتدحني بقصيدة كتبتها فِي مَوضِع آخر وكتبت عَنهُ أَيْضا قَوْله فِي الْعشْرَة فِي بَيت وَاحِد:

(بجنة الْخلد خير الْخلق بشر من

بِذكر أسمائهم نظمي حوى شرفا)

(سعد سعيد زبير وَابْن عَوْف أَبُو

عُبَيْدَة طَلْحَة والأربع الخلفا)

وَكَذَا قَالَ:

(قد بشر الْمُصْطَفى من صَحبه بِرِضا

رب الْعباد أُنَاسًا فَضلهمْ غابر)

ص: 276

(عَتيق فاروق عُثْمَان بن عَوْف عَليّ

سعد سعيد زبير طَلْحَة عَامر)

وَقَوله وَقد بلغه أَن الْبَيْت الشريف لم يفتح فِي بعض السنين سوى مرّة:

(الهي فِي فناك حططت رحلي

فهيىء فتح بابك لي ودارك)

(وزد رِزْقِي فها أَنا ذَا منيخ

بِبَاب عطائك النامي وَبَارك)

وَقَوله:

(إِن المليحة صدت عِنْدَمَا لحظت

شيبي فَقلت انظري كافورة الْحسن)

(فَأَعْرَضت عَن وصالي وَهِي قائلة

الْمسك للعرس والكافور للكفن)

وَقَوله مِمَّا عمله وَهُوَ بَين النَّائِم وَالْيَقظَان:

(من مصرنا دست ملك

حوى أمورا خبيثه)

(من عَظمَة وجلود

وَبعد ذَاك شغيثه)

وَقَوله مُخَاطبا لي يطْلب مصنفي التمَاس السعد فِي الْوَفَاء بالوعد:

(مولَايَ شمس الدّين يَا حبر الورى

وبحر جود طَابَ مِنْهُ وردي)

(لقد ترددت إِلَى أبوابكم

أتيت أسعي فِي التمَاس السعد)

728 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد بن أَيُّوب بن كَمَال بن عبد الْوَهَّاب بن الشَّيْخ مُجَاهِد / هَكَذَا أمْلى على نسبه المحيوي النبراوي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ أحد النواب. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ظنا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتسهيل لِأَبْنِ اسباسلار البعلي وَأَخذه تَصْحِيحا وتفهما عَن الْعِزّ الْكِنَانِي وَكَذَا أَخذ عَن الرزاز وَابْن هِشَام ولازم التقي الحصني فِي الصّرْف والنحو وَأخذ فِي النَّحْو فَقَط عَن الأبدي وَأبي الْقسم النويري، وَحج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ استنابه شَيْخه الْعِزّ وَاسْتمرّ وتميز.)

729 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد اليمني الصايغ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

730 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد الطَّيِّبِيّ المنصوري. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

731 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن جَار الله بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ / ويشهر بعبيد. مِمَّن سَافر لعدن فِي التِّجَارَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد عبد اللَّطِيف وَأبي سعد الآتيين.

732 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن حسن المهندس وَيعرف بِابْن الصياد /. مِمَّن ضربه الدوادار الْكَبِير فِي وَقت. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة احدى وَتِسْعين.

733 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن رَمَضَان بن عَليّ محيي الدّين الطوخي القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أُخْت مهني. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ واشتغل يَسِيرا وَصَحب ابْن قَاضِي عجلون وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد الشهَاب الفليحي.

734 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن شعْبَان الزين القاهري الشَّافِعِي الزيات أَبوهُ

ص: 277

وَيعرف بِابْن شعْبَان. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بسوق الْغنم وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن المجدي وَأحمد الْخَواص، وجاور بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فَأخذ عَن أبي الْفَتْح المراغي شَرحه للمنهاج وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن الْجمال الأمشاطي فِي آخَرين مِنْهُم القاياتي فِي الْفِقْه وأصوله يَسِيرا وَأَبُو الْفضل المغربي فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان عَن ابْن حسان وَفِي المطول عَن الشمني وَفِي التَّحْرِير عَن مُؤَلفه ابْن الْهمام وَغير ذَلِك رَفِيقًا فِي أَكْثَره للبرهاني بن ظهيرة وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ واشتهر بِهِ عِنْد الْملك فَمن دونه وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وَأم بِجَامِع أصلم وتكسب بِالشَّهَادَةِ هُنَاكَ وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب، وشارك فِي الْفَضَائِل وَكتب عَليّ الْحَاوِي لِأَبْنِ الهائم فِي الْحساب شرحا وَكَذَا على الياسمينية وَهُوَ مُخْتَصر فِي دون كراستين وَاخْتصرَ شرح ابْن المجدي للجعبرية وأقرأ الطّلبَة وَتردد إِلَيّ كثيرا وَأَظنهُ مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَعرف بالهمة والمروءة سِيمَا مَعَ صَاحبه وَلم يلبث بعده الا يَسِيرا. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رحمه الله وإيانا.

735 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن صَدَقَة. / أحد قراء الجوق وامام الأتابك كَانَ، وَيعرف بِابْن الحيلوك.

736 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن المنوفي / معلم الْأَبْنَاء بهَا والخياط أَبوهُ. لَقِيَنِي بمنوف فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَقَرَأَ على الْبَاب الأول من عُمْدَة الْأَحْكَام قِرَاءَة حَسَنَة وكتبت لَهُ اجازة، رَأَيْت من يثني على خَيره.

737 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن عمر الدنجيهي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الحريري / على بَاب الْجَامِع. مِمَّن تميز فِي الْمِيقَات والفرائض والحساب، وَأخذ عَن الْبَدْر المارداني وَغَيره وَأفَاد الطّلبَة.

738 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن أبي صَالح الضياء أَبُو صَالح الجيلي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ القادري /. ولد سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فكفلته أمه وتدرب بالزين قَاسم الْحَنَفِيّ لكَونه كَانَ زَوجهَا ثمَّ لازمني قَلِيلا فِي الِاصْطِلَاح وَسمع مَعَ وَلَدي كثيرا مِمَّا قرأته لَهُ بِأخرَة واشتغل يَسِيرا وَنسخ مُسْند الفردوس للديلمي على تَرْتِيب اختصاره لشَيْخِنَا وتنزل فِي الْجِهَات وزاحم فِي الْوُثُوب على الْوَظَائِف والتحصيل وراج أمره عِنْد كثير من الأتراك والمباشرين وَنَحْوهم سِيمَا تغري بردي القادري وَحصل كتبا

ص: 278

وأعانه الزين الْمَذْكُور حَتَّى عمل كراسة فِيهَا تَخْرِيج فتوح الْغَيْث لجده الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَفِي غير ذَلِك وَلم يكن متأهلا لشَيْء وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة قبيل مَوته وَرجع مَعَ الركب فَلم يلبث أَن تعلل وَاسْتمرّ إِلَى أَن انتحل وَسَقَطت قوته مَعَ الاسهال المفرط، وَمَات فِي حَيَاة أمه وَكَانَ بارا بهَا فِي ضحى يَوْم السبت سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَأخر إِلَى الْغَد فصلى عَلَيْهِ بسبيل الْمُؤمنِينَ فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بزاوية عدي بن مُسَافر مَحل سكن بني عَمه من القرافة عوضه الله وَأمه الْجنَّة.

739 -

عبد الْقَادِر بن الشَّمْس عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْخَولَانِيّ الرضائي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي /. من بَيت صَلَاح. لَقِيَنِي فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة فَقَرَأَ على بعض الصَّحِيحَيْنِ والشفا بعد أَن سمع مني المسلسل وأجزت لَهُ ولأخيه.

740 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد أبي الْيمن بن مُحَمَّد النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / هُوَ وَأَبوهُ وَالشَّافِعِيّ جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد الْحق الْمَاضِي وَهَذَا أكبر وَيعرف كأبيه بِابْن أبي الْيمن. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وَعرضه عَليّ وعَلى البرهاني ابْن ظهيرة وَيحيى العلمي الْمَالِكِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا لازمني فِي سَماع لَهُ أَشْيَاء وكتبت لَهُ اجازة حكيت فِي التَّارِيخ الْكَبِير بَعْضهَا وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة والرسالة وَعرض أَيْضا على الْمُحب الطَّبَرِيّ والعميري والمحب بن أبي السعادات وَأبي الْعَزْم الْقُدسِي وَعبد الْمُعْطِي وَعبد الْحق السنباطي وسافر فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين للشكوى على خَاله وَدخل الشَّام وَسمع من النَّاجِي وَغَيره، وَاسْتمرّ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى موسم سنة خمس فَرجع وَلم يلبث أَن تزوج قريبته ابْنة الْخَطِيب أبي بكر بن أبي الْفضل النويري واستولدها.

741 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه، / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

742 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد السنباطي ثمَّ القاهري الحمامي ثمَّ الجابي وَيعرف بالسنباطي. / كَانَ أَبوهُ فِيمَا بَلغنِي من خِيَار أهل الْقُرْآن فَنَشَأَ ابْنه فحفظ الْقُرْآن وتكسب بِالْخدمَةِ فِي الحمامات وقتا ثمَّ انْتَمَى لعبد الرَّحْمَن بن الكويز فوجهه لجباية شَيْء من جهاته وتدرب فِي ذَلِك بِبَعْض أَتْبَاعه فَرَأى مِنْهُ حذقا ونهضة وقدرت وَفَاة بعض جباة أوقاف الزِّمَام فَتكلم لَهُ مَعَه فِي استقراره عوضه فَأكْرمه بذلك مجَّانا بعد أَن أعْطى من غَيره نَحْو مِائَتي دِينَار فِيمَا قيل وَلَا زَالَ كَذَلِك إِلَى أَن قدمه العلمي بن الجيعان بعد السخط على ابْن جبينة لصرف البيبرسية ثمَّ لم يزل يترقى بخدمته حَتَّى تكلم فِي سَائِر جِهَات الزِّمَام وَفِي الصرغتمشية والشيخونية والمؤيدية وَمَسْجِد

ص: 279

خَان الخليلي والجمالية اليوسفية والفخرية الْقَدِيمَة وَيُقَال لَهَا الْآن الظَّاهِرِيَّة وَمَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر مَعَ المداراة والمراعاة وسلوك الْأَدَب وبذل الهمة حَتَّى تمول جدا واتسعت دائرته وَبَلغت السُّلْطَان لخدمته فَلم ير بعد ذَلِك ضعفاء الْمُسْتَحقّين وَنَحْوهم مِمَّن لَا يخَاف غائلتهم مَا كَانَ يعاملهم بِهِ بل رُبمَا أسمعهم الْمَكْرُوه وَيظْهر مزِيد الْحَاجة وَضعف الْجِهَات من كَثْرَة مَا يُؤْخَذ مِنْهُ بالرغبة والرهبة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الأول سنة تسعين بعد تعلله بالفالج أَيَّامًا وَدفن من الْغَد بتربة بِالْقربِ من سوق الدريس وتأسف كَثِيرُونَ على فَقده وَمَا أَظن يسمح الْوَقْت بِمثلِهِ فقد كَانَ عَارِفًا بمراتب النَّاس وينزلهم فِي الْجُمْلَة مَنَازِلهمْ مَعَ تجمل واحتشام وَكَونه من أهل الْقُرْآن والوجاهة وَأَظنهُ جَازَ السِّتين رحمه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.

743 -

عبد الْقَادِر الْمَدْعُو مُحَمَّدًا بن الْعَلَاء عَليّ بن مَحْمُود السَّلمَانِي ثمَّ الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كأبيه بِابْن المغلي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه نبغ وَحفظ الْمُحَرر وَغَيره وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة وَمَات فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَقد راهق وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ جدا وَلم يكن لَهُ ولد غَيره وَرَأَيْت بعض المخبطين جعل مُحَمَّدًا اسْم أَبِيه فَصَارَ عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود، وَهُوَ غلط مَحْض.

744 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مصلح محيي الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بِابْن مصلح ثمَّ بِابْن النَّقِيب / لكَون وَالِده كَانَ نَقِيبًا. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين أَو بعْدهَا تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة كالجلال بن الملقن وامام الكاملية والسعد بن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ وَنَشَأ فَقِيرا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ والمحلي والعبادي وَقَرَأَ فِي بعض تقاسيمه والبكري والمقسي والزين زَكَرِيَّا وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض بل حضر عِنْد البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي ابْتِدَائه على الشَّمْس الشنشي ولازم التقي والْعَلَاء الحصنيين والشمني وزَكَرِيا فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ قَلِيلا عَن الكافياجي والاقصرائي والشرواني فِي آخَرين كَابْن الْهمام وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَدخل الشَّام وَسمع من الْبُرْهَان الباعوني من نظمه وَأخذ يَسِيرا عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ وَكَذَا الْبكْرِيّ فِي الافتاء والتدريس وَعرف بالذكاء والسرعة وأهين بالانتقال من حبس إِلَى آخر مَعَ التَّعْزِير وَنَحْوهمَا لكَونه تعرض لبَعض الشرفاء وَلَوْلَا تلطف الْبَدْر بن الْقطَّان بأمورآخور الشهابي ابْن الْعَيْنِيّ حَتَّى أرسل للحسام بن حريز قَاضِي الْمَالِكِيَّة فِي رد أمره إِلَيْهِ لزاد على

ص: 280

مَا أنْفق، وَكَذَا أهانه مَعَ غَيره الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فِي كائنة الْكَنِيسَة ظلما، وَحج بِأخرَة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ يَسِيرا بل حضر عِنْدِي فِي الاملاء وَغَيره وعد فِي الْفُضَلَاء وَورث مَالا جما وَصَارَ يفاتح غَالِبا من باسمه تدريس وَنَحْوه ويرغبه فِي النُّزُول لَهُ نه بِحَيْثُ اسْتَقر تدريس الحَدِيث بالجمالية برغبة ابْن قَاسم لَهُ وبالمنصورية برغبة سبط شَيخنَا وَفِي دَار الحَدِيث الكاملية برغبة ابْن الْكَمَال مَعَ كَونهَا وظيفتي وَفِي الاسماع بالمحمودية برغبة الصّلاح المكيني وَفِي الْفِقْه بالالجيهية مَعَ الشَّهَادَة فِيهَا برغبة ابْن الشَّمْس ابْن المرخم وَفِي جَامع طولون برغبة الْمُحب الأسيوطي الْمُنْتَقل لَهُ عَن أَخِيه الولوي وَفِي الصَّالح برغبة ابْن المكيني وَفِي البرقوقية برغبة ابْن الْعَبَّادِيّ وَفِي مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية برغبة إِبْرَاهِيم التلواني إِلَى غَيرهَا من الْوَظَائِف والاملاك، وَلم يتَحَوَّل عَن طَرِيقَته فِي التهافت والتقتير بِحَيْثُ أَن يَهُودِيّا شكاه إِلَى شاد الشون لكَونه لطمه عِنْد مُطَالبَته لَهُ بِأُجْرَة نَقده وَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ واشتكاه آخر إِلَى حَاجِب الْحجاب تنبك قرا لشَيْء فَأنْكر وَحلف فأقيمت الْبَيِّنَة وألزمه الْحَاجِب بل كَاد أَن يُوقع بِهِ وَلكنه حُلْو اللِّسَان ذَا دهاء حَتَّى أَنه لما مَاتَ ابْن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي رسم عَلَيْهِ عِنْد ابْن الصَّابُونِي بِسَبَب القاعة الْمَعْرُوفَة بِابْن كدون فِي حارة برجوان الَّتِي صَارَت إِلَيْهِ بِالْمِيرَاثِ وَغَيره لتؤخذ مِنْهُ للسُّلْطَان وشافهه بذلك فتخلص مِنْهُ بِمَا حَكَاهُ لي وعد فِي الغرائب، وَقَالَ لي إِنَّه كتب شرحا مُخْتَصرا لقواعد ابْن هِشَام وحاشية على التَّوْضِيح وَشرح العقائد وتصريف الْعُزَّى وَاخْتصرَ سيرة العمرين ابْن الْخطاب وَابْن عبد الْعَزِيز لِابْنِ الْجَوْزِيّ وَمَا رَأَيْت أحدا يَحْكِي عَن دروسه شَيْئا يُؤثر وَالْأَمر فِيهِ أظهر

745 -

. عبد الْقَادِر بن عَليّ بن يُوسُف الزفتاوي البوتيجي نزيل عدن وَيعرف فِيهَا بالصعيدي / وَعم إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْمَاضِي. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ بزفتا وَقَرَأَ الْقُرْآن وقطن رواق اليمنة من الْأَزْهَر وقتا واشتغل مالكيا ثمَّ تعانى التِّجَارَة وسافر إِلَى عدن فقطنها من نَحْو أَرْبَعِينَ سنة يتَرَدَّد مِنْهَا لِلْحَجِّ وَغَيره كثيرا ورزق الْأَوْلَاد وبورك لَهُ مَعَ خير وتودد وبر للْفُقَرَاء وَحسن معامة وحرص على الدّين سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد وَقد اجْتمع بِي فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا.

746 -

عبد الْقَادِر بن عَليّ الحباك نزيل مَكَّة / وَأحد مؤذني الْمَسْجِد الْحَرَام وقراء الصّفة بِالْمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِيَّة بل اسْتَقر فِي مشيخة الْقُرَّاء بالمجامع والمحافل سِيمَا عِنْد الْقُبُور عقب مُحَمَّد بن الْمُحْتَسب وَأول شَيْء بَاشرهُ فِي ذَلِك على قبرزوجة أخي

747 -

. عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن شرف بن سعيد بن خطاب محيي الدّين الزفتاوي الأَصْل القاهري المقسي الشَّافِعِي الأحدب أَخُو عَليّ

ص: 281

وَأحمد / الْمَذْكُورين وأبوهما وَيعرف بِأَبِيهِ. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها على شَيخنَا وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا وبرع فِي الْمِيقَات والحساب والفرائض وألم بفضائل وَرُبمَا نظم حَسْبَمَا كتبته عَنهُ فِي مَوضِع آخر وَطلب الحَدِيث وقتا واجتهد فِي السماع على بقايا الشُّيُوخ بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَكَذَا سمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل وَغَيرهَا، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة ولازم حُضُور مجَالِس الاملاء عِنْدِي وَسمع مني وَعلي من تصانيفي وَغَيرهَا أَشْيَاء بل قَرَأَ بِنَفسِهِ رِوَايَة ودراية وَكَذَا قَرَأَ شرح النخبة على الديمي والبقاعي وتنزل فِي صوفية المؤيدية وَغَيرهَا ثمَّ تضعضع حَاله جدا. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانِينَ بعد تعلله مُدَّة وَدفن بالروضة بِالْقربِ من بَاب النَّصْر وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

748 -

عبد الْقَادِر بن عمر بن عِيسَى بن أبي بكر بن عِيسَى المحيوي بن السراج الوروري الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وَيعرف بِابْن الوروري. ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْأَزْهَر وتلاه بروايتين على الشهَاب السكندري وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن الْهمام فِي آخَرين بل قَرَأَ الْمِنْهَاج على الثَّانِي بِتَمَامِهِ ولازم وَالِده فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب والمناوي فِي الْفِقْه والشرواني فِي الْأَصْلَيْنِ والشمني فِي التَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي ألفية الحَدِيث وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا سمع مَعَ وَالِده على الزين الزَّرْكَشِيّ وَفِي البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَتردد للجلال الْمحلي وتميز وبرع وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الاقراء، وَحج مَعَ وَالِده ثمَّ بعده وَاسْتقر فِي مشيخة بكتمر بدرب النيدي وَغَيرهَا من جِهَات وَالِده وتصدى للاقراء وانجمع عَن النَّاس سِيمَا بعد استقراره فِي تربة السُّلْطَان، وَكَانَ فَاضلا مفننا عَاقِلا دينا متقللا صَابِرًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

749 -

عبد الْقَادِر بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الجعبري الخليلي / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالخليل وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأحضر فِي الأولى مَعَ وَالِده على ابْن الْجَزرِي والتدمري وعظيمات وَكَذَا على الزين البرشكي ختم الشفا ثمَّ سمع على التدمري المنتقي من مشيخة ابْن كُلَيْب ومنية السول لِابْنِ عبد السَّلَام، وَأَجَازَ لَهُ

ص: 282

القبابي وَشَيخنَا، وَحج وَدخل الشَّام والقاهرة وَحدث فِيهَا سنة تسع وَثَمَانِينَ باليسير

750 -

. عبد الْقَادِر بن عمر المارديني الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْجَوْهَرِي نزيل البرقوقية / وَأحد صوفيتها وغريم البقاعي. مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ ظنا.

عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح الْحِجَازِي /. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.

عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.

751 -

عبد الْقَادِر بن أبي الْفضل بن مُوسَى بن أبي الهول محيي الدّين بن الْمجد / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد اسْتَقر فِي عمالة ديوَان الاشراف كأبيه بل ولي نظر الاسطبل عوض سعد الدّين كَاتب العليق ثمَّ انْفَصل بِيَحْيَى بن البقري وَمَعَهُ اسْتِيفَاء الذَّخِيرَة وَغير ذَلِك.

752 -

عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد المحيوي بن الشّرف بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف باسمه. ولد فِي ثَانِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه على الْخياط وأربعي النَّوَوِيّ وَابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة وتلا الْقُرْآن لأبي عَمْرو وَنصفه لِابْنِ كثير على مُحَمَّد بن أبي يزِيد الكيلاني تلميذ ابْن الْجَزرِي وَأخذ الْفِقْه عَن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَائِد الوانوعي نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الْمُوفق بهَا وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد اللجائي الفاسي وَإِبْرَاهِيم التركي التّونسِيّ والشهاب أَحْمد المغربي قَاضِي طرابلس وَجَمَاعَة مِنْهُم الْبِسَاطِيّ وانتفع بِهِ وبالأولين وأذنوا لَهُ فِي التدريس فِي الْفِقْه، زَاد الْبِسَاطِيّ والافتاء وَحضر دروس التقي الفاسي الْفِقْهِيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يطالع لَهُ كثيرا وينتخب لَهُ وانتفع بمجالسته وتهذيب بعبارته وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن اللجائي وَالَّذين بعده وأذنوا لَهُ فِيهَا وَعَن أبي البقا وَأبي حَامِد ابْني الضياء والبساطي وَعنهُ وَعَن التريكي أَخذ أصُول الْفِقْه وأذنا لَهُ وَكَذَا أَخذه عَن الْأمين الاقصرائي وَغَيره وَأخذ قِطْعَة من التَّلْخِيص عَن الْبِسَاطِيّ وَمن تَلْخِيص ابْن الْبناء فِي الْحساب عَن اللجائي وَمن القصيد الْمُسَمّى بذخيرة الرائض فِي الْعلم وَالْعَمَل بالفرائض عَن ناظمها عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود الْمصْرِيّ مَعَ قِطْعَة من ألفية النَّحْو والمنطق عَن السَّيِّد الْعَلَاء شيخ الباسطية المدنية وَغَيره وَعلم الحَدِيث عَن أبي شعر الْحَنْبَلِيّ حِين جاور بِمَكَّة بحث عَلَيْهِ ألفية الْعِرَاقِيّ وَشَرحهَا وعادت بركته عَلَيْهِ وانتفع بخصائله وشمائله وأفرد بارشاده زَوَائِد تَهْذِيب التَّهْذِيب عَن أَصله لشَيْخِنَا وحضه على التَّوَجُّه إِلَيْهِ وَالْأَخْذ عَنهُ والاقبال على فن الحَدِيث الَّذِي قل أَهله فارتحل قصدا لذَلِك لمصر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين

ص: 283

فَاجْتمع بِهِ وَأخذ عَنهُ المسلسل وَغَيره وَلم يفهم شَيخنَا مقْصده فَمَا ظفر مِنْهُ بمراده فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ بعض سنة وَرجع إِلَى بَلَده وزار الْمَدِينَة غير مرّة جاور فِي بَعْضهَا وَكَانَ قد سمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة والفاسي وَمُحَمّد بن عَليّ النويري وَالِد أبي الْيمن وَقَرَأَ على التقي المقريزي بِمَكَّة الأول من الامتاع لَهُ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي الْكتب السِّتَّة والموطأ والشفا وألفية الحَدِيث والسيرة كِلَاهُمَا للعراقي وَجُمْلَة وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن)

طولوبغا وَعبد الْقَادِر الأرموي والشهاب بن حجي والحسباني وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشرف ابْن الكويك وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش والكمال بن خير والبدر بن الدماميني والتاج بن التنسي ورقية ابْنة ابْن مزروع، خرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد مشيخة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وعانى الوثائق فِي أول أمره وَوَقع قَلِيلا على قُضَاة مَكَّة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، ودرس بالبنجالية نِيَابَة عَن أَبِيه فِي حَيَاة شَيْخه الفاسي وَكَذَا درس بدرس ابْن سَلام وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة عقب موت أبي عبد الله النويري بعناية سودون المحمدي نَاظر الْحرم لاختصاصه بِهِ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فباشره بعفة ونزاهة وَصرف عَنهُ غير مرّة بِغَيْر وَاحِد ولشدة اخْتِصَاصه بناظر الْحرم الْمشَار إِلَيْهِ ابتنى دَارا عَظِيمَة بِمَكَّة فَكَانَ بَعضهم يَقُول أَنه يَصح الِاعْتِكَاف فِيهَا لكَونهَا فِيمَا زعم بآلات الْمَسْجِد وَهُوَ كَلَام سَاقِط وَأُصِيب فِي عَيْنَيْهِ ثمَّ قدح لَهُ فأبصر وَكَذَا أثكل وَلَده الْمَاضِي فَصَبر، كل ذَلِك وَهُوَ منتصب للافادة والتدريس حَتَّى انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء من أهل بَلَده والقادمين إِلَيْهَا لحسن إرشاده وتعليمه وَتَقْرِيره وتفهيمه وَصَارَ شيخ بَلَده فِي مذْهبه والعربية غير مَدْفُوع فيهمَا وَكتب حَاشِيَة على كل من التَّوْضِيح وَابْن المُصَنّف وشرحا على التسهيل لم يكمل واشتهر بِهَذَا الْفَنّ اشتهارا كليا وَكَذَا كَانَ جده أَبُو الْعَبَّاس أستاذ أهل بَلَده فِيهِ، إِلَى غير ذَلِك من نظم ونثر أوردت شَيْئا مِنْهُ فِي معجمي وَقد لَقيته بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الأولى ثمَّ الثَّانِيَة وَأخذت عَنهُ وَأَكْثَرت من الِاجْتِمَاع بِهِ فِي الثَّانِيَة وَبَالغ فِي تعظيمي بِمَا أثْبته فِي مَحل آخر وَهُوَ من نَوَادِر الْوَقْت علما وفصاحة ووقارا وبهاء وتواضعا وحشمة وأدبا وديانة وتعبدا وصياما وقياما وتلاوة ممتع المجالسة متين الْفَوَائِد حَافظ لجملة من الْمُتُون والتاريخ والفضائل ضَابِط لكثير من النَّوَادِر والوقائع مَعَ الْمحبَّة فِي الْفُضَلَاء وَأهل الْعلم وَالرَّغْبَة فِي مجالستهم والانجماع عَن بني الدُّنْيَا والمروءة الغزيرة والافضال لأَصْحَابه والدراية بأحوال الْقَضَاء وَتَمام الْخِبْرَة بِالْأَحْكَامِ، قَالَ البقاغي وَلم يزل يرْكض خيل الشَّبَاب وَيفتح

ص: 284

إِلَى طَرِيق كل فن بِحَسب الطَّاقَة أجل بَاب إِلَى أَن ظفر باللباب وأتى من القَوْل الصَّوَاب بالعجب العجاب وَكتب الْخط الْجيد الْفَائِق فِي الرشاقة الباهر فِي ملاحة الْوَصْف والرياقة وَله ذهن رائق وتصور بديع مَعَ السمت الْحسن وَالْعقل الوافر وَحسن المجالسة وكريم المحاضرة، ولي الْقَضَاء ودرس بِالْحرم وَأفْتى وانتفع بِهِ النَّاس وَأهل بَلَده يثنون عَلَيْهِ خيرا، وَقد سَمِعت دروسه وَبحث معي فِي بعض الْمسَائِل وذهنه جيد وقريحته وقادة وَكَلَامه متين إِلَّا أَنه يحْتَاج إِلَى زِيَادَة التحنيك بمجالسة)

الْعلمَاء وَشدَّة الْمُزَاحمَة للطلبة فِي الدُّرُوس وَقد أجَاب عَن أسئلتي الجهادية بأجوبة غالبها متوسط الْحَال كَذَا قَالَ لكَونه لم يسلم لَهُ مقاله وَلَا تكلم مَعَه بِمَا اسْتدلَّ بِهِ على أَنه عِنْده من أهل الْأَمَانَة والأصالة والأعمال بِالنِّيَّاتِ. مَاتَ وَهُوَ على الْقَضَاء فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس مستهل شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله نَحْو عشْرين يَوْمًا وَيُقَال أَنه طلع لَهُ طُلُوع بِالْقربِ من الدَّيْر وَأَنه انفجر قبل مَوته بيومين أَو ثَلَاثَة واعتراه الْعصير حَتَّى مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بِقَبْر والدته بِالْقربِ من قبر الفضيل بن عِيَاض من المعلاة رحمه الله وإيانا.

عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ يكنى أَبَا الْخَيْر /. يَأْتِي فِي الكنى.

753 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن حسن محيي الدّين ابْن الشَّمْس النحريري الأَصْل ثمَّ القاهري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة / والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النحريري. قَرَأَ الْقُرْآن وجود الْخط وَنسخ غَالب البُخَارِيّ وتعانى التِّجَارَة فِي الشّرْب وَغَيره وخالق النَّاس بعقل وَسُكُون وَأكْثر من السّفر فِيهَا سِيمَا لمَكَّة وَكَانَ يحمل مَعَه كثيرا من صرر الْحَرَمَيْنِ فيحمدونه. مَاتَ وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ فِي رُجُوعه بالقسطل فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة.

754 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مكي المحيوي بن الْبَدْر ابْن الشهَاب الدماصي الأَصْل البولاقي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي جده وَيعرف كأبيه ابْن قرقماس. مِمَّن لَازم ابْن الديري وَسيف الدّين بن الخوندار وَسمع مَعنا على أمه وَغَيرهَا بل تكَرر عِنْدِي فِي دروس الصرغتمشية وتميز وَعرف بالفضيلة وناب فِي الْقَضَاء كأبيه وجده وَلكنه لم يتصون وعزل غير مرّة وَأُصِيبَتْ عَيناهُ.

755 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ محيي الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مظفر وَهُوَ لقب عَليّ /. ولد فِي عَاشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالحسينية وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن والعهدة والشاطبية والتبريزي وَغَيرهَا وَصَحب

ص: 285

إِبْرَاهِيم المتبولي وقتا واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث والتصوف وَغَيرهَا عِنْد الشريف النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتدرب فِيهَا بالكمال بن سِيرِين وَكتب جيدا)

وبرع وناب عَن العلمي البُلْقِينِيّ فَمن بعد واختص بالاسيوطي وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وتمول جدا وتزايدت براعته فِي الصِّنَاعَة ثمَّ صرفه الزيني زَكَرِيَّا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَبَالغ فِي كَلِمَات غير لائقات، وتولع بالنظم فنظم النخبة ومختصر أبي شُجَاع وَغَيرهمَا وأحضر لي عدَّة من تصانيفه مِنْهَا التَّوْضِيح فِي نظم التَّنْقِيح وَكِلَاهُمَا لَهُ والمنظوم على روى الشاطبية وقرظته لَهُ وَكَذَا كتب عَلَيْهِ الْجَوْجَرِيّ ثَلَاثَة أَبْيَات من نظمه كتبتها مَعَ تقريظي وقرض لَهُ آخَرُونَ ذَلِك وَغَيره وَمِمَّنْ قرض لَهُ تَصْحِيحه للتبريزي الْعلم البُلْقِينِيّ والعبادي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وعظماه وَمِمَّا كتب لَهُ الْعِزّ فِي سنة سبع وَخمسين:

(لَك الْحَمد يَا رَبِّي على الْقسم فِي الْأَزَل

من الْفضل والتوفيق وَالْقَوْل وَالْعَمَل)

(وصل على الْمُخْتَار من آل هَاشم

وَآل وَأَصْحَاب وأتباعهم جمل)

(لقد نظرت عَيْنَايَ حِكْمَة آصف

وَحِكْمَة لُقْمَان بمختصر فضل)

(على مثله فِي علم بَحر علومنا

هُوَ الشَّافِعِي المرتضى يَا أَخا الْعجل)

وَمِنْهَا:

(تَأمل تدبر وانظرن فِيهِ منصفا

بِعدْل بِلَا حيف ودع جَانب الكسل)

(تصفحته حرفا وَكلما وَجُمْلَة

فَللَّه در الْجَامِع الْفَاضِل البطل)

وَمِنْهَا:

(هُوَ الْحبّ محيي الدّين درا أَتَى بِهِ

سمى لقطب الْوَقْت سل عَنهُ من وصل)

(أعَاد علينا الله من بركاتكم

وجنبنا الْفَحْشَاء والزور والزلل)

(وناظمها عبد السَّلَام محبكم

وداعي لكم فِي كل وَقت بِلَا ملل)

(فمولده دَار السَّلَام نشا بهَا

ومذهبه النُّعْمَان ذُو القَوْل وَالْعَمَل)

وَذَلِكَ بعد وَصفه لَهُ بالامام الْفَاضِل الْعَلامَة النحرير الفهامة بل كتب لَهُ أَيْضا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا بِمَا نَصه: وَلَقَد اسْتحق مصنفها أَن يجاز بتدريس الْكتب الْمَشْهُورَة فِي الْفَنّ من غير توقف وَلَا اشفاق لعمري لقد جاد وأجاد وَأفَاد أَضْعَاف مَا اسْتَفَادَ فَلم يبْق وَرَاءه لحاق، هَذَا مَعَ صفاء ذهنه ورسوخ قريحته فِي فنه إِلَى آخر كَلَامه، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ قَاضِيا على الْمحمل فِيهَا بل دخل الشَّام سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأخذ عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة وسافر لعدة جِهَات.)

ص: 286

(سقط) مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْعَصْر خلف مقَام الْحَنَابِلَة بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن عِنْد أَهله بالمعلاة سامحه الله. تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة قَالَ وَهُوَ ابْن عَمَّتي وَابْن عَم أبي رحمهم الله وَزَاد النَّجْم عمر بن فَهد حِين أوردهُ فِي مُعْجَمه أَنه سمع على ابْن صديق صَحِيح البُخَارِيّ وجزء البانياسي وَغير ذَلِك وَعلي الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والصردي والمليجي والعاقولي وَابْن عَرَفَة والتنوخي وَمَرْيَم الأذرعية وَغَيرهم.

758 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النويري الأَصْل الْغَزِّي / حفيد قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا الْمَاضِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

759 -

عبد الْقَادِر بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الْوراق الْمُؤَذّن /. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَحضر عِنْدِي. وَله مزِيد ذكاء وَفهم غير أَنه سيء الطَّرِيقَة.

760 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النابتي نزيل جَامع الغمري بِالْقَاهِرَةِ. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وأدب بِهِ بعض الْأَبْنَاء وَسمع على أَشْيَاء.) (سقط)

ص: 287

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن تَمِيم المقريزي /. مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن تَمِيم.

762 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل المحيوي العجلوني الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن جِبْرِيل. / حفظ الْحَاوِي وَغَيره ولازم بلديه الشَّمْس بن الْحِمصِي وَهُوَ الَّذِي شفعه بعد أَن كَانَ حنفيا وانتفع بِهِ ثمَّ دخل الشَّام وَأخذ عَن الزين خطاب وَغَيره، وتميز فِي الْفَضِيلَة وناب فِي قَضَاء بَلَده عَن شَيْخه ثمَّ وثب عَلَيْهِ واستقل بِالْقضَاءِ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَتزَوج بِزَوْجَتِهِ وَلم يحمد فِي كليهمَا بل لم يرج لَهُ أَمر، وَلم يلبث أَن امتحن بِبَعْض الْأَسْبَاب وأودع المقشرة مُدَّة ثمَّ خلص وَولي قَضَاء الْقُدس ثمَّ انْفَصل وَقدم الْقَاهِرَة فناب عَن الزين زَكَرِيَّا وَجلسَ فِي حَانُوت الجمالية وَلكنه لم يظفر بطائل فَرجع إِلَى بَلَده بطالا.

763 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ القاهري وَيعرف بِابْن الكماخي. / ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقِيرا فتردد إِلَيّ فِي بعض الْأَحَادِيث وخطب.

764 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن حسن الزين النَّوَوِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بالنووي /.

ولد فِي أول الْقرن تَقْرِيبًا بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد سَالم الحوراني وناصر الدّين مُحَمَّد السخاوي أخي الْغَرْس خَلِيل، وَحفظ الالمام فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد والشاطبية والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض مَا عدا الأول على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن الزُّهْرِيّ وَابْن حجي والبرهان خطيب عذراء والغزي والبرشكي وَجَمَاعَة وتفقه بالشهاب بن حَامِد وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْعِمَاد بن شرف وَصَحب خَليفَة المغربي وَغَيره وَاجْتمعَ بالشيخ مُحَمَّد القادري وَابْن رسْلَان وابجد أحد المجاذيب وَهُوَ أول من صَحبه فِي آخَرين وَسمع عَليّ القبابي والتدمري وَابْن الْجَزرِي وَكَذَا سمع بعض التِّرْمِذِيّ على مُحَمَّد بن أبي بكر بن كريم الْعَطَّار وتنزل فِي منفقهة للصلاحية وتصدى لاقراء الطّلبَة فانتفعوا بتعليمه وتأدبوا بهديه وتفهيمه وَمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا وانتفع فَكَانَ ذَلِك من عنوان صَلَاحه، وَقد)

لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وانتفعت بدعواته ومجالسته وأضافني وقرأت عَلَيْهِ شَيْئا من الْحِلْية، وَكَانَ فَاضلا صَالحا متقشفا زاهدا ورعا قانعا كثير المراقبة وَالْخَوْف منجمعا عَن النَّاس مُقبلا على الْعِبَادَة وأفعال الْخَيْر متوددا قَائِما على محفوظاته بِحَيْثُ لَا يشذ عَنهُ مِنْهَا شَيْء وَإِذا اخْتلف أهل بَلَده فِي شَيْء من ألفاظها خُصُوصا الْمِنْهَاج راجعوه ومحاسنه جمة قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَعْنَاهُ مثله. مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين بِبَيْت الْمُقَدّس رحمه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.

ص: 288

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن رَاشد /. فِيمَن لم يسم جده.

765 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن سعيد محيي الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الفاخوري / وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحسينية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَالتَّلْخِيص وَعرض على جمَاعَة واشتغل على السَّيِّد النسابة والزين البوتيجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقيين الشمني والحصني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْعَضُد وإعراب أبي الْبَقَاء ولازم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وبرع فِي فنون وأتقن كتبه حفظا وَمعنى وَكتب الْخط الْحسن والشروط وأجاد فِي قِرَاءَة الجوق وتنزل فِي بعض الْجِهَات كالصلاحية والبيبرسية بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن البُلْقِينِيّ وازدحمت عِنْده الأشغال وتمول وَاشْترى بَيت الْبَدْر حسن الأميوطي، وأقرأ بعض الطّلبَة وَجمع محَاسِن وَلكنه لم يكن متصونا وناكد الْعِزّ بن عبد السَّلَام جَاره وشافهه بالمكروه فَيُقَال أَنه دَعَا عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن ابتلى بالجذام وَلَا زَالَ يتزايد إِلَى أَن استحكم مِنْهُ سِيمَا بعد موت الشهَاب بن بطيخ أحد الْأَطِبَّاء مَعَ كَثْرَة مَا كَانَ يلازمه من التهكم والازدراء والتهتك وَبَلغنِي أَنه بَالغ فِي التخضع للعز وَالْتمس مِنْهُ الْعَفو رَجَاء الْعَافِيَة فَمَا قدرت، وَلم يتْرك بعد ابتلائه الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَلَا التَّرَدُّد إِلَى الْمَشَايِخ وَكنت أتألم لَهُ سِيمَا حِين قَالَ لي عِنْد موادعته وَأَنا مُتَوَجّه لمَكَّة تمنيت أَن يذهب مني كل شَيْء وأكون جَالِسا أستعطي تَحت دكان وَيذْهب عني هَذَا الْعَارِض بِحَيْثُ لما وصلت لمَكَّة شربت مَاء زَمْزَم بِقصد شفائه وعافيته فَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْتِهِ وَأَنه فِي حادي عشري رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ وعوضه خيرا.

766 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن طريف بِالْمُهْمَلَةِ كرغيف المحيوي بن الشَّمْس الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الْوَهَّاب ووالد أَحْمد /. مِمَّن أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الكلائي وَأذن لَهُ وَقَالَ شَيخنَا فِي المشتبه سمع مَعنا وَكَانَ خيارا وَوَصفه بصاحبنا. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمس وَبَلغنِي أَن لطريف ضريح بشاوة لكَونه كَانَ مُعْتَقدًا.

767 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد سمنطح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ابْن ظهيرة الْقرشِي الزبيدِيّ / وَأمه من أَهلهَا، أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. عبد الْقَادِر بن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن الشهَاب أَحْمد الْفِرْيَانِيُّ

ص: 289

الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط ابْن الخص. مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَتردد إِلَيّ يَسِيرا وَكَذَا للبقاعي بل نسخ لَهُ، وخطب وَجلسَ بِمَجْلِس التوتة من المقس شَاهدا وتنزل فِي الصُّوفِيَّة.

769 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الله الضميري الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. لقِيه الْعِزّ ابْن فَهد فَكتب عَن قصيدة نبوية من نظمه أَولهَا:

(يَا سعد لَك السعد

إِن سعى بك مرقال)

وَأَجَازَ وَقَالَ إِنَّه شرح كلا من أربعي النَّوَوِيّ وَسَماهُ الدُّرَر المضية والقرطبية وعارض الْبردَة بقصيدة سَمَّاهَا الزهر فِي الاكام فِي مدح النَّبِي عليه السلام، وَبَانَتْ سعاد وَغير ذَلِك.

770 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الشَّيْخ بدر القويسني الأَصْل المقسي القاهري الشَّافِعِي / أحد قراء الجوق وَيعرف بِابْن سعيدة بِالتَّصْغِيرِ أَو سعدة لكَون جدته كَانَ يُقَال لَهَا سعيدة. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الزين جَعْفَر السنهوري بعد أَن جوده على فقيهه حسن الفيومي امام الزَّاهِد وَكَانَ مِمَّن سمع مني واشتغل يَسِيرا عِنْد الزين الابناسي وَالشَّمْس بن قَاسم وَحج وَقَرَأَ مَعَ الشهَاب بن الزيات وتنزل فِي قراء الْقصر والدهيشة والمولد وتكسب فِي بعض الحوانيت تَاجر آثم شَاهدا وَلم يرج فِي وَاحِد مِنْهُمَا وَلَا بَأْس بِهِ.

771 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْملك محيي الدّين بن الشَّمْس الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَولده الْبَدْر مُحَمَّد. مِمَّن حفظ الْمُخْتَصر واشتغل قَلِيلا، وَحج وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين.

772 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الْفَخر عُثْمَان بن عَليّ المحيوي بن الشَّمْس المارديني الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْأَبَّار وَهِي حرفته كأبيه. ولد فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والكافية والملحة وغالب)

الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وَأخذ عَن أَبِيه الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَعَن يُوسُف الاسعردي الحيسوبي وَأبي اللطف الحصكفي الْفَرَائِض والحساب وَعَن عَليّ قل درويش الْعَرَبيَّة وَعَن الشّرف العجمي فِي الْهَيْئَة وَعَن مُحَمَّد الاردبيلي فِي الْمنطق إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وشارك فِي الْفَضَائِل وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وأقرأ الطّلبَة وَأفْتى وتصدر فِي الْجَامِع الْكَبِير لقِرَاءَة الحَدِيث، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَدخل الشَّام غير مرّة وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ فَأخذ بقرَاءَته عَن الْجَوْجَرِيّ فِي شَرحه للارشاد

ص: 290

وَحضر عِنْده بعض التقاسيم وَلم يُعجبهُ أمره وَلَا حمد عجلته وَكَذَا قَرَأَ على غَالب شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَحصل بِهِ نُسْخَة وَسمع عَليّ من تصانيفي وَغَيرهَا غير ذَلِك دراية وَرِوَايَة واغتبط بذلك كُله وَسمع على أبي السُّعُود الغراقي فِي الشفا وَغَيره وَدخل بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ على ابْن أبي شرِيف دروسا من شَرحه للارشاد وَكتب غالبه، وَهُوَ انسان فَقِيه مشارك متواضع لطيف الْعشْرَة متين الدّيانَة زَائِد التَّحَرِّي طارح التَّكَلُّف محب فِي الْفَائِدَة والمذاكرة وافر الذكاء كثير المحاسن، وَقد جاور بِمَكَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وأقرأ بهَا الطّلبَة وَعقد الميعاد وَلم يتَرَدَّد لأحد من أعيانها وَرجع إِلَى بَلَده دَامَ النَّفْع بِهِ.

773 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز محيي الدّين بن الْكَمَال أبي البركات الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد أبي البركات مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي السّنَن الْأَرْبَعَة بأفوات وعَلى التقي بن فَهد أَشْيَاء، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا جمَاعَة وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ولقيني بهَا وبمكة فَسمع عَليّ وتحرك للسعي فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة عقب ابْن أبي الْيمن مَعَ كَونه فِيمَا أَظن حنفيا وَلم يستنكر ذَلِك فِي جنب خفته مَعَ انه صَار بِهِ ضحكة وَهُوَ مَسْبُوق بِهَذَا جَاءَ رجل يسْعَى فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة ظنا بِبَعْض الْأَمَاكِن فَقَالَ لَهُ الجمالي نَاظر الْخَاص قد كتب بِهِ لفُلَان وَلَكِن قَضَاء الْحَنَفِيَّة شاغر فَإِن اخْتَرْت أَعْطيته فَقَالَ اني فِي تصرفكم لَا أخالفكم فِي كل مَا وجهتموني إِلَيْهِ أَو كَمَا قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الْآن أسن النويريين وَفِيهِمْ من شَاركهُ فِي الْحمق وَالْجهل وَغَيرهمَا.

774 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد محيي الدّين بن الشَّمْس الشارمساحي الدمياطي الشَّافِعِي العطائي الْآتِي أَبوهُ. شَاب فهم قَرَأَ عَليّ فِي شرح النخبة دراية وَسمع مني أَشْيَاء واشتغل على غير وَاحِد مَعَ خير واستقامة وَقد أجزت لَهُ.

775 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن نصر الله بن عبد الله الدِّمَشْقِي الْفراء سبط الْحَافِظ الذَّهَبِيّ وَيعرف بِابْن الْقَمَر / وَهُوَ لقب جد أَبِيه عمر. ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير على جده لأمه الْحَافِظ وَابْن أبي التائب وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن عنتر وَأحمد بن عَليّ الْجَزرِي وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن كاميار وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا مشيخة ابْن شَاذان الصُّغْرَى وعواليها تَخْرِيج الذَّهَبِيّ ولقيه شَيخنَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ بحانوته أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الفاسي وَسمع عبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَطَائِفَة، قَالَ شَيخنَا

ص: 291

كَانَ خيرا محبا فِي الحَدِيث وَمَا أَشك إِن الحجار أجَاز لَهُ لَكِن لم أَقف على ذَلِك، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي كائنة دمشق فِي رَجَب سنة ثَلَاث رحمه الله.

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن المغلي /. مضى فِي ابْن عَليّ وَأَن مُحَمَّدًا زِيَادَة.

776 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الدقدوسي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ وبالمنهاجي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة احدى وَتِسْعين.

777 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الخواجا زين الدّين بن نَاصِر الدّين ابْن الجندي الْمصْرِيّ. / مِمَّن سمع على شَيخنَا فِي الاملاء وَغَيره وَأخذ عَن البوتيجي وَتردد لمَكَّة وَله بجدة دَار وصهريج وقفهما على معتقيه والجبرت. مَاتَ بهَا فِي حَيَاة أَبِيه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد.

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ النبتيتي / الْآتِي جده.

778 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الْعَظِيم بن خلد بن نعيم محيي الدّين وزين الدّين أَبُو البركات وَأَبُو صَالح الدِّمَشْقِي الأسعردي الشَّافِعِي النعيمي بِالضَّمِّ / نِسْبَة لجده الْأَعْلَى بل وَله جدة عليا اسْمهَا نعيمة أَيْضا. ولد فِي أَذَان صَلَاة الْجُمُعَة حادي عشر شَوَّال سنة خمس أَو سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحكر التربة الذهبية قبلي الْجَامِع الْقَدِيم جوَار الزاوية الرفاعية بسويقة ميدان الْحَصَى جوَار الْجَامِع المنجكي خَارج بَاب الْجَابِيَة قرب القبيبات من دمشق وَأمه ربيبة نَاصِر الدّين التنكزي وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب الْمَقْدِسِي وَابْنه إِبْرَاهِيم اماما الْجَامِع المنجكي والمنهاج وألفية الْبرمَاوِيّ وَغَيرهمَا وَقد أفى الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول عَليّ الزين الشاوي.)

779 -

عبد الْقَادِر بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عوض الرهاوي الْمَكِّيّ /. مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد فِي التِّجَارَة لبجيلة وَغَيرهَا ويأتمنه النَّاس فِي ذَلِك. مَاتَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِبِلَاد بجيلة وَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد.

780 -

عبد الْقَادِر بن التقي مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن المنمنم. مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية.

781 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْفرج النويري /، وَأمه زَيْنَب ابْنة الخواجا دَاوُد بن عَليّ الكيلاني. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. بيض لَهُ ابْن فَهد.

782 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف بن سَالم المحيوي أَبُو الْبَقَاء الطوخي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن رضى وَهُوَ بالطوخي. / ولد فِي يَوْم

ص: 292

الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الطلياوي وَحفظ الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس البوصيري وَابْن الديري وقارئ الْهِدَايَة وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا بل وَلأبي عَمْرو وَابْن كثير على إِبْرَاهِيم الْقَزاز وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس وَالْمجد البرماويين والنور على بن لولو وَحكي لنا عَنهُ مِمَّا شَاهده من كراماته والشرف السُّبْكِيّ فِي آخَرين كالقاياتي والونائي وَهُوَ أحد القارئين عَلَيْهِ فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة والنحو عَن نَاصِر الدّين البارنباري والشهاب بن هِشَام والبرهان بن حجاج الابناسي وَالشَّمْس الشطنوفي ولازمه وَالْأُصُول عَن الْبِسَاطِيّ والجلال الْحلْوانِي وَالشَّمْس الكريمي أحد أَصْحَاب السَّيِّد بل وَمِمَّنْ حضر عِنْد التَّفْتَازَانِيّ وَحضر عِنْد النظام الصيرامي فِي شرح المواقف بِقِرَاءَة شَيْخه الشهَاب بن هِشَام والمنطق عَن الشَّمْس الْهَرَوِيّ عرف بِابْن الحلاج والحلواني والفرائض والميقات وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والبارنباري وَشرح النخبة وغالب شرح ألفية الحَدِيث كِلَاهُمَا عَن شَيخنَا وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ جملَة بل وَمن الْأَدَب من فتح الْبَارِي إِلَى آخِره وَوَصفه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بالامام الْعَلامَة المفنن، وَكَذَا كتب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الشهابين الكلوتاتي والواسطي والشموس ابْن الْجَزرِي والبرماوي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن الديري والشامي الْحَنْبَلِيّ والنور الفوي وَالْفَخْر الدنديلي والزين القمني ورقية التغلبية بل قَرَأَ فِي سنة)

سِتّ وَعشْرين صَحِيح البُخَارِيّ عَليّ الشهَاب المتبولي وَبعد ذَلِك الْكثير على السعد بن الديري واليسير على نَاصِر الدّين الفاقوسي وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير وَجَمَاعَة وَكتب الْمَنْسُوب على الزين عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ وباشر التوقيع بِبَاب القَاضِي سعد الدّين فبرع فِيهِ واستصحبه الونائي مَعَه إِلَى الشَّام حِين ولي قَضَاءَهُ فَكَانَ هُوَ الْقَائِم بغالب الْمُهِمَّات وَحضر حِينَئِذٍ دروس فقيهها التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس وناب عَن الونائي هُنَاكَ بل نَاب قبل فِي شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالديار المصرية عَن شَيخنَا والنواب إِذْ ذَاك عشرَة عوض الْبَدْر بن الامانة بعد وَفَاته وَصَارَ يَنُوب عَن من بعده لكنه حَسْبَمَا حَكَاهُ لي لم يُبَاشر عَن الصّلاح المكيني فَمن بعده شَيْئا وخالط أَبَا الْخَيْر بن النّحاس فِي أَيَّام ضخامته لسابق معرفَة بَينهمَا من زِيَارَة اللَّيْث وَنَحْوهَا وَتكلم عَنهُ فِي كثير من الْأُمُور فامتحن مَعَه بعد زَوَال عزه على يَدي الْمَنَاوِيّ بِمَا يستبشع ذكره فضلا عَن صنعه وَلم يعامله الْمَنَاوِيّ بِمَا

ص: 293

يَلِيق بأمثاله مَعَ مَا بَينهمَا من الرَّضَاع بل فقد عَلَيْهِ مَا شافهه بِهِ فِي مجْلِس الْجمال نَاظر الْخَاص وأظن أَن ذَلِك عُقُوبَة عَن جِنَايَته فِي حق شَيخنَا وَغير ذَلِك وَأخذ بعد ذَلِك فِي التقلل من مُخَالطَة النَّاس شَيْئا فَشَيْئًا بِحَيْثُ كَانَ الانعزال أغلب أَحْوَاله والأسقام تعتريه كثيرا، هَذَا كُله مَعَ تقدمه فِي الْفَضَائِل وجودة فهمه ومحاسنه الجمة الَّتِي قل أَن تَجْتَمِع فِي غَيره والكمال لله وَقد درس وَأفْتى لَكِن قَلِيلا وَلَو تصدى قبيل مَوته لذَلِك لأنتفع النَّاس بِهِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَدْر المارداني والشرف عبد الْحق السنباطي والبهاء المحرقي وَغَيرهم من الْفُضَلَاء وَكنت ألومه على عدم التصدي لذَلِك فيعتذر بأَشْيَاء غير طائلة مَعَ كَونه قَرَأَ الشفا وَغَيره بِمَجْلِس ابْن مزهر، وَقد صحبته قَدِيما واستفدت مِنْهُ أَشْيَاء وَسمعت خطابته بل وقراءته على الونائي فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة، وَحج سبع مرار جاور فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا وَولي قَضَاء الركب فِي اثْنَتَيْنِ أَيْضا وَكَذَا ولي تدريس الحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم عقب وَفَاة السندبيسي وافتاء دَار الْعدْل عوضا عَن شَيخنَا بل كَانَ عين لتدريس التَّفْسِير بالمنصورية فَوَثَبَ عَلَيْهِ فِيهِ أَبُو الْفضل المغربي ومشيخة التصوف بِجَامِع الرَّحْمَة عوض الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَالْفِقْه بالحسنية عوض ابْن الفالاتي بل كَانَ قد اسْتَقر فِيهَا قبله وَأعْرض عَنْهَا اخْتِيَارا وبالمنكوتمرية عوضا عَن التقي القلقشندي مَعَ كَونه كَانَ غَائِبا فِي الْحَج وَربع الخطابة بِجَامِع الْأَزْهَر عوض التَّاج امام الصَّالح مَعَ امامة جَامع الصَّالح أَيْضا وَتكلم فِي أوقاف جَامع طولون وَكَذَا كَانَ مَعَه الشَّهَادَة بوقف السفطي وبطشتمر حمص أَخْضَر وفراشه بِالْحرم الْمدنِي وجنده مَعَ الْمَشَايِخ قَدِيما بالقلعة إِلَى غير ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ فِي انجماعه جلّ الْخَادِم. مَاتَ بعد توعكه مُدَّة بِذَات الْجنب وَغَيره فِي يَوْم الْأَحَد الْعشْرين من رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ تجاه الحاجبية بِبَاب النَّصْر فِي جمع حافل فِي كليهمَا، وَدفن بِالْقربِ من تربة السِّت زَيْنَب فِي أول الصَّحرَاء رحمه الله وإيانا.

783 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد محيي الدّين بن أبي الْفَتْح ابْن الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْحِجَازِي الأَصْل القاهري نزيل درب القطبية ثمَّ الشَّام والمكتب / أَبوهُ الْآتِي هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن الْحِجَازِي. ولد بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ فِي النَّحْو عَن الأبدي وَفِي الْفِقْه عَن آخَرين، وتعاني الْأَدَب ونظم ونثر وطارح وَعمل مجموعا بديعا سَمَّاهُ الْمُنْتَهى فِي الْأَدَب المشتهي مَعَ مُشَاركَة

ص: 294

فِي الْفَضَائِل والتخلق بالأخلاق الْحَسَنَة عشرَة ولطفا وأدبا وتواضعا مِمَّن كتب الْخط الْحسن وباشر التوقيع بل بَلغنِي أَنه أم بالمؤيد أَحْمد كأبيه لَكِن هَذَا من سلطنته وَذَاكَ فِي إمرته. وَكَذَا اسْتَقر بعده فِي تكتيب البرقوقية، وَحج غير مرّة وسافر الشَّام فقطنها ووقفت لَهُ على تقريظ لمجموع التقي البدري أَجَاد فِيهِ وَكَانَ من نظمه فِيهِ:

(لَئِن ذكرُوا من قد مضى بفضائل

فَأَنت تَقِيّ الدّين آخر من بَقِي)

(وقيت ذَوي الْآدَاب جمعا عيوبهم

وَمَا زلت أهل الْفضل يَا سَيِّدي تَقِيّ)

وَكتب عَنهُ الْبَدْر من نظمه:

(حبي على مَلِيء الْحسن قلت لَهُ

إِنِّي فَقير أرجي الْوَصْل يَا أملي)

(تالله مَا نالني حجر وَلَا ألم

الا اسْتَغَاثَ رجائي فِيك يَا لعَلي)

مَاتَ بِدِمَشْق بخلوته من زَاوِيَة الشَّيْخ خَلِيل القلعي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَلم يعلم بِمَوْتِهِ الا بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَلم يحصل لَهُ من أهل دمشق أَنْصَاف وَلذَا قَالَ فِيمَا كتب بِهِ من هُنَاكَ لِأَخِيهِ لأمه:

(دمشق غَدا بهَا حَالي عسيرا

وفيهَا ضَاعَ مَالِي مَعَ قماشي)

(واسهال ببطني مُسْتَمر

فحالي وَاقِف والبطن ماش)

وَقَالَ أَيْضا:)

(قَالُوا دمشق نزهة لِأَنَّهَا

أعينها تَسْقِي بهَا الْجنان)

(قلت نعم عيونها كَثِيرَة

لَكِنَّهَا لَيْسَ بهَا إِنْسَان)

وَقَالَ أَيْضا:

(قَالُوا دمشق لم يزل خريرها

يسمع من أنهارها الجراره)

(فَقلت مصر بعد خلجانها

تحكي لكم أنهارها الخراره)

وَمن نظمه:

(إِذا قيل فِي الْأَسْفَار خمس فَوَائِد

أَقُول وَخمْس لَا تقاس بهَا بلوى)

(فتضييع أَمْوَال وَحمل مشقة

وهم وأنكاد وَفرْقَة من أَهْوى)

784 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الصَّدْر بن الشّرف ابْن الْمعِين اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ قريب عبد الْغَنِيّ بن الْحسن / الْمَاضِي. ولد فِي نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الشحرور وَحفظ الْمقنع وَعرضه على الْبُرْهَان بن البحلاق وَعَلِيهِ اشْتغل فِي الْفِقْه، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن أَبِيه وبدمشق عَن الْعَلَاء بن مُفْلِح ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء بَلَده فِي سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ قد سمع على وَالِده والتاج بن بردس والقطب اليونيني القَاضِي فِي آخَرين، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل مصر وَغَيرهَا، لَقيته ببعلبك، وَكَانَ مَذْكُورا بِحسن السِّيرَة لكنه مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بصالحية دمشق وَدفن

ص: 295

بحوش زَاوِيَة ابْن دَاوُد رحمه الله.

785 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود الْوَلَد محيي الدّين ابْن النَّجْم بن ظهيرة / الْآتِي أَبوهُ. ولد بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر رَمَضَان سنة احدى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنحن بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَسمع عَليّ فِي مجاورتي الثَّالِثَة أَشْيَاء مَعَ أَبِيه وَغَيره، وَهُوَ ذكي فطن ثمَّ انحل، وزوجه الْجمال أَبُو السُّعُود ابْنَته مراغما فِي ذَلِك لكثيرين واستولدها إِلَى أَن مقتته أمهَا وطردته وَصَارَ بعد ذَلِك الْعِزّ فِي هوان وَعدم التَّوْفِيق مزيل للنعم.

786 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الملقب صحصاح بمهملات بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عمر بن عُثْمَان محيي الدّين الأبشيهي نِسْبَة لأبشيه الرُّمَّان من الفيوم الفيومي الأَصْل الخانكي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْكَاتِب ابْن أخي الْمَاضِي، وَيعرف بالأزهري وبالفيومي وبابن حرقوش. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالخانقاه وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع وجود الْكِتَابَة على الشَّمْس بن سعد الدّين وَيس وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على أَحْمد بن يُونُس حِين قدم الْقَاهِرَة بل أَخذ عَن التقيين الشمني والحصني وبرع فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَالْكِتَابَة بل انْفَرد فِي وقته بالخط الرفيع وَكتب الْكثير وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين رَفِيقًا لِأَبْنِ أبي الْفَتْح نَاظر جدة ثمَّ تفاتنا، كل ذَلِك مَعَ كسله ومزيد فقره وَقد اجْتمع عَليّ وَأخذ عني وَهُوَ من النَّوَادِر ذكاء وانحرافا وتخيلا وَبَلغنِي إِنَّه تعاطى حب البلادر.

787 -

عبد الْقَادِر بن أبي ذَاكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاياتي القاهري الْوَاعِظ وَيعرف بالوفائي / نِسْبَة لبني وفا الْبَيْت الشهير. كَانَ أَبوهُ رجلا صَالحا فَنَشَأَ ابْنه مُؤذنًا ثمَّ تقدم فِي الْوَعْظ وَرَأى فِيهِ عزا وصيتا وَسُمْعَة وسافر إِلَى الشَّام فاغتبط بِهِ أَهلهَا وَحصل دنيا طائلة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء بل كَانَ مادحا وَانْفَرَدَ بِالْبَيْتِ بِحَيْثُ لم يكن بِأخرَة من يزاحمه فِيهِ، وَحج مرَّتَيْنِ أولاهما مَعَ الكريمي بن كَاتب المناخات وَقَالَ هُنَاكَ أَيْضا وتحامق مرّة فتصدر لعمل الميعاد تَشْبِيها بالولوي البُلْقِينِيّ زعم ثمَّ رَجَعَ إِلَى عَادَته لكنه صَار ينشد أشعارا ركيكة وَيَزْعُم إِنَّهَا من نظمه فيتكلف الْفُضَلَاء وَمن لَهُ ذوق لسماعها وَرُبمَا مَنعه بَعضهم من ذَلِك، سَمِعت مِنْهُ أَشْيَاء وَكَانَ قد انحرف عَن بَيت بني وفا وهجرهم بعد انتمائه اليهم ورام معارضتهم بالولوي الْمشَار إِلَيْهِ فَحسن لَهُ الميعاد وَلم يلبث أَن جفاه أَيْضا وَلذَا كَانَ الشَّيْخ مَدين يُسَمِّيه الجفائي يُبدل الْوَاو من نسبته جيما وَمَا مَاتَ حَتَّى خمد ذكره وخف أمره وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين، قَالَ ابْن تغري بردى كَانَ فِي شبيبته

ص: 296

من عجائب الله فِي حسن الصَّوْت وَطيب النغمة بِحَيْثُ يضْرب بِحسن صَوته الْمثل، وشاع ذكره شرقا وغربا فَلَمَّا انْقَطع بِالْكُلِّيَّةِ ثمَّ بعد حِين فتح عَلَيْهِ بِأَن صَار قطيعا دَاخِلا مَعَ وجود الطَّرب فِيهِ هَذَا مَعَ حسن الاصول فِي عصبه والطباع الدَّاخِلَة السريعة لحركة على أَنه كَانَ قد بَقِي فِي صَوته بعض لجاجة غير أَن دُخُوله وَقُوَّة طباعه وَحسن أَدَائِهِ كَانَ فِي الْغَايَة وَكَانَ إِذا طَابَ فِي الْعلم وطرب فِي نَفسه يصير كل عُضْو فِيهِ يَتَحَرَّك مَعَ القَوْل وَله نظم لَيْسَ بِذَاكَ وتنسك يخالطه بعيض تهتك مَعَ ثقل فِي مُجَالَسَته سِيمَا إِذا تصوف، وعَلى كل حَال فَكَانَ نادرة عصره وَلم يخلف بعده مثله عَفا الله عَنهُ وإيانا.

788 -

عبد الْقَادِر بن الشّرف مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطناحي الأَصْل بمهملتين الأولى مَفْتُوحَة بعْدهَا نون القاهري التَّاجِر هُوَ وَأَبوهُ بسوق الشّرْب /. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ. وَحج وجاور وَهُوَ أشبه من أَبِيه.

789 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد محيي الدّين بن الشَّمْس بن الْجلَال المرصفي الأَصْل / لكَون جد أَبِيه لأمه وَهُوَ علم الدّين الطَّبِيب كَانَ فِي خدمَة القطبية صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِرَأْس حارة زويلة وَيعرف جده بالقبابي كَانَ فِي خدمَة الجمالي الاستادار فدرب الْعلم ابْن ابْنَته الْبَدْر فِي الطِّبّ وَنَشَأ صَاحب التَّرْجَمَة كَذَلِك حَتَّى تميز وَمضى للنَّاس بعقل ودربة.

عبد الْقَادِر بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي النجا مُحَمَّد الطحطوطي الأَصْل الاسطائي / نِسْبَة لبلد من الفيوم ويرف أَبوهُ بالحجازي. مُعْتَقد شهير يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ.

790 -

عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم المحيوي الصَّالِحِي القاهري الشَّافِعِي الْعَنْبَري / أحد جمَاعَة الْجَوْجَرِيّ. زعم أَنه أَنْصَارِي وينتمي أَيْضا للزبير بن الْعَوام وَأَنه سبط الْعِزّ بن عبد السَّلَام مِمَّن انتصر لشيخه الْجَوْجَرِيّ ورد على ابْن السُّيُوطِيّ بِمَا كَانَ الرجل فِي غنية عَنهُ وأحضره إِلَيّ لأكتب عَلَيْهِ فامتنعت وَكَذَا سَمِعت أَن شَيْخه لم يُعجبهُ ذَلِك، بَلغنِي أَنه حفظ الْبَهْجَة وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَأَنه أَخذ الْبَهْجَة تقسيما عَن ابْن الفالاتي وَكَذَا أَخذ عَن ابْن قَاسم وَعرف بالجوجري وَقَالَ إِنَّه يروي عَن القمصي فَكَأَنَّهُ عرض عَلَيْهِ وَلزِمَ طَريقَة وَالِده فِي التكسب بالعنبريين مَعَ التدريس وإقراء الطّلبَة وعده فِي الْفُضَلَاء.

791 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن همام بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد محيي الدّين الْمصْرِيّ الشاذلي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي وَيعرف بِابْن همام. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَأخذ عَن صَاحبه أبي الْعَبَّاس السرسي

ص: 297

وَنبهَ قَلِيلا وَكتب بِخَطِّهِ البُخَارِيّ وَقَرَأَ فِيهِ على شَيخنَا بل قَرَأَ أَكْثَره عَليّ وَسمع على غير وَاحِد من المسندين واختص بالكمال إِمَام الكاملية، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَسمع هُنَاكَ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ بِمَكَّة التقي بن فَهد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر والميل للتصوف وَرُبمَا أَقرَأ بعض الخدام والاتراك وَبَلغنِي أَنه كف وَانْقطع بِالْمَسْجِدِ الَّذِي جدده تغري بردى القادري قَرِيبا من حبس رحبة الْعِيد.

792 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْمدنِي أَخُو عبد الْوَهَّاب / الْآتِي وَعم قَاضِي الماليكة بِمَكَّة النَّجْم مُحَمَّد. صاهر مُحَمَّد بن عمر بن الْمُحب الزرندي على أُخْته وَرَأس بِالْكَرمِ والاحتشام. وسافر بعد أَن دخل مصر وَالشَّام بِسَبَب التَّوَكُّل فِي أوقاف الْمَدِينَة إِلَى الرّوم وَلم سلم أوقاف الْحَرَمَيْنِ إِلَى الْعَجم فَمَاتَ بهَا يُقَال مسموما سنة بضع وَسبعين.

793 -

عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد المحيوي القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الدهانة / وَيُقَال اسْم جده رَاشد حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ غير وَاحِد وَأَنه كَانَ من الموَالِي وَأَن الدهانة جدته واشتهرت بذلك لكَونهَا كَانَت تستخرج الدّهن من الْعِظَام بالنَّار بِحَيْثُ لقبها بَعضهم بالعظامية وَهُوَ خلاف مَا قيل من كَونهَا كَانَت تدهن الطارات وَالله أعلم بذلك كُله نعم كَانَ أَبوهُ ماطيا طارتيا فَنَشَأَ ابْنه وَكَانَ مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنار ولازم الْأمين الاقصرائي وَالْقَاضِي سعد الدّين بن الديري والتقي الشمني وَسيف الدّين قِرَاءَة وسماعا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَقَرَأَ أَيْضا على الْعَلَاء الحصني بل يُقَال أَنه قَرَأَ فِي ابْتِدَاء أمره على أبي الْفضل الْمحلي، وتميز فِي الْفَضِيلَة، وَحج فِي سنة سبعين وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمُحب بن الشّحْنَة ثمَّ ترفع بِأخرَة عَن ذَلِك وَصَارَ أحد الْمُفْتِينَ بل اسْتَقر فِي مشيخة المؤيدية عقب التَّاج بن الديري بِمَال لملاءته الزَّائِدَة من قبل أَبِيه وَغَيره وَكُنَّا نترجاها لشيخي البدري بن الديري سِيمَا وَقد بَاشَرَهَا. وناكد الصُّوفِيَّة بل الشاد بهَا مرّة بعد أُخْرَى وَنَصره السُّلْطَان بِحَيْثُ أوقع ببعضهم وَكَاد الايقاع بِبَعْض أعيانهم وَقبل ذَلِك استنزل الْكَمَال بن أبي الصَّفَا عَن تدريس الناصرية وتصدر بِجَامِع الْأَزْهَر وَرُبمَا ذكر للْقَضَاء وَله نظم فِيمَا قيل وَلَيْسَ مَا يذكر مِمَّا تقدم إِن صَحَّ بقادح فِي فضيلته فَمن أبطأه عمله لم يسْرع بِهِ نسبه

794 -

. عبد الْقَادِر ابْن الشَّيْخ مَدين الأشموني / الْآتِي أَبوهُ وَولده مُحَمَّد. مَاتَ فِي حياتهما نَحْو سنة خمسين

795 -

. عبد الْقَادِر بن مصطفى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الزين

ص: 298

القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مصطفى. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل عِنْد الْعَبَّادِيّ والمناوي وَغَيرهمَا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَحصل نقائس من الْكتب. وصاهر الشّرف الْأنْصَارِيّ ثمَّ أملق وَنسب لما لَا يَلِيق بعد استنابة الْمَنَاوِيّ لَهُ فِي الْقَضَاء. وَمَات قريب السِّتين ظنا.

عبد الْقَادِر بن مظفر /. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ

796 -

. عبد الْقَادِر بن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الصّلاح المتبولي ثمَّ القاهري الْحُسَيْنِي أَخُو الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن يكْتَسب بإدارة الطاحون وبالتجارة فِي الْبر وَلَا بَأْس بِهِ ميلًا فِي الصَّالِحين والطلبة وحضورا لمشاهد الْخَيْر، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لَهُ الْبُرْهَان الباعوني والنظام بن مُفْلِح وَابْن زيد وَآخَرُونَ.

797 -

عبد الْقَادِر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد محيي الدّين الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ قريب التقي بن فَهد وَذَوِيهِ / والآتي أَبوهُ وَأمه مَكِّيَّة ابْنة عَليّ بن عبد الْكَافِي الدقوقي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد فِي سحر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر صفر سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج وَعرض فِي سنة خمس وَأَرْبَعين على جمَاعَة وَسمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الْمُحب المطري، وَأَجَازَ لَهُ النَّجْم بن حجي والتاج وَابْن الْمصْرِيّ والتدمري وَابْنَة الشرائحي وَابْنَة الْعَلَاء الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وَعبد الرَّحِيم بن الْمُحب وَابْن نَاظر الصاحبة وَالْجمال الكازروني وَشَيخنَا وَخلق وَكَانَ سَاكِنا كثير التِّلَاوَة حضر دروس البرهاني بن ظهيرة قَدِيما وسافر لليمن وسواكن وَلم يحصل على طائل، وَتزَوج زَيْنَب ابْنة ابْن الزين وَمَعَ ذَلِك فَمَا بورك لَهُ بل أذهب أَمْوَالًا جمة كأبيه رَأَيْته كثيرا. وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة بعد أَن تعلل مُدَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة عِنْد سلفه رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

798 -

عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الْمَكِّيّ الشاذلي الْمَالِكِي / ولد فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وَحصل على طَريقَة حَسَنَة مَاتَ شَابًّا بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.

799 -

عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن شرف بن حسام بن مُحَمَّد بن حجي بن مُحَمَّد بن عمر الْكرْدِي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن

ص: 299

الشَّيْخ يُوسُف الْكرْدِي وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يتعانى بعض الْحَرْف ثمَّ أقبل وَهُوَ كَبِير على الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه على عُثْمَان الْكرْدِي والنحو على حسن بن السيوفي، وَفضل وَصَارَ يدرس ويفتي بل انتزع من شَيْخه عُثْمَان الْكرْدِي القرناصية المتلقي لَهَا عَن أَبِيه، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَسمع على الخيضري وَغَيره. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بقبور الصَّالِحين من مقَام الْخَلِيل إِبْرَاهِيم عَن بضع الْأَرْبَعين.

800 -

عبد الْقَادِر بن صَلَاح الدّين الرَّحبِي سبط قلمطاي / أمه فَاطِمَة زَوْجَة قَاسم البُلْقِينِيّ، نَشأ فِي كَفَالَة أمه غير متصون وتراجع بعْدهَا قَلِيلا مَعَ التقلل حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا.)

عبد الْقَادِر بن الجندي /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر

. 801 عبد الْقَادِر بن المروبص الشَّامي الْعَطَّار نزيل مَكَّة، / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة سبعين، أرخه ابْن فَهد

802 -

. عبد الْقَادِر الزين الديمي ثمَّ الْأَزْهَرِي / أَخذ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَشرح جمع الْجَوَامِع للمحلي عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف قِرَاءَة وسماعا بالتلفيق فِي سِنِين وَأذن لَهُ فِي إقرائهما.

803 -

عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ / شنق نَفسه فِي سنة إِحْدَى بِسَبَب قَضِيَّة اتّفقت لَهُ مَعَ السالمي فَأخْرج الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وظيفته بالزاوية، ذكره شَيخنَا فِي آخر وفياتها من أبنائه وَقَالَ قَرَأت ذَلِك بِخَط الزبيرِي. قلت وَقد قَرَأت بِخَط الشَّمْس مُحَمَّد بن سلمَان الدِّمَشْقِي مَا ملخصه: شيخ زَاوِيَة الْحِمصِي الْمُجَاورَة للدكة من الْمقسم نسب إِلَيْهِ أَنه خرب كثيرا من أوقافها وَرفع أمره إِلَى الْحُكَّام فطبوا مِنْهُ كتاب وقفتها ورسم عَلَيْهِ فطلع خلوته من الشيخونية ليجيء بِهِ فشنق نَفسه بهَا وَاسْتقر بعده ابْنه فِي وظيفته بالشيخونية وَفِي مشيخة الزاوية وَلم يلبث أَن احْتَرَقَ فَإِنَّهُ كَانَ ل ملك بِبَاب الْبَحْر بجوار للقسم أَيْضا فَوَقع فِيهِ حريق فَقَامَ ليطفئه فَوَقع فِي النَّار فَاحْتَرَقَ فِيمَا قيل فاستقر فِي مشيخة الزاوية عوضه الشَّمْس الْمشَار إِلَيْهِ.

عبد الْقَادِر الصاني ويدعى عبيد وَهُوَ بِهِ أشهر /، فِي ابْن حسن بن عبيد بن مُحَمَّد.

804 -

عبد الْقَادِر الطباخ وَيعرف بِابْن إِبْرَاهِيم / كَانَ طباخا بالقلعة فصاهره البباوي على أُخْته وَاسْتقر بِهِ فِي نظر الدولة واستولد البباوي أُخْته وَلَده صَلَاح الدّين مُحَمَّد الَّذِي زوجه سُلَيْمَان الخازن ابْنَته بعد أَبِيه بِمدَّة فَلَمَّا مَاتَ سليمات اسْتَقر صهره مَكَانَهُ.

805 -

عبد الْقَادِر الطشطوطي بطاءات مهملات وشين مُعْجمَة كَمَا على الْأَلْسِنَة / وَرُبمَا جعلت الشين جيما وَلَكِن صَوَابه الدشطوخي بدال مُهْملَة مَكْسُورَة

ص: 300

وَبعد الشين الْمُعْجَمَة طاء مُهْملَة وَبعد الْوَاو خاء مُعْجمَة وَهِي قَرْيَة من كورة البهنساوية بالصعيد رجل متقشف يحب سَماع الْقُرْآن وَكَلَام الصُّوفِيَّة، انْتَشَر اعْتِقَاده بَين المصريين فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا وَذكروا لَهُ من الكرامات وَالْأَحْوَال مَا الله بِهِ عليم وَلَيْسَت لَهُ مقرة بل أَكثر أوقاته مَاشِيا وَلَا يقبل شَيْئا وَرُبمَا أكل عِنْد الْبَدْر بن الونائي وَسمعت أَن لَهُ زَوْجَة فِي بَلَده وَولدا بل وَأَبوهُ فِي قيد الْحَيَاة خير يعلم الْأَبْنَاء، وَقد حج صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَسَار فِي الْبَحْر إِلَى الينبع ثمَّ توجه من ثمَّ مَعَ ركب البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان ذَاهِبًا وراجعا وَأكْثر ذَلِك على قَدَمَيْهِ وللسلطان فِيهِ زَائِد الِاعْتِقَاد بِحَيْثُ أَنه دلّس عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ فِي أَخذ ألف دِينَار فِيمَا قيل وَافْتَضَحَ ثَلَاثَة قَامُوا بالتلبيس الْمشَار إِلَيْهِ فأتلفهم وشفع عِنْده الشَّيْخ فِي اطلاق ابْن الْوَزير قَاسم شغيتة الَّذِي وصل علمهمْ إِلَيْهِ من قبله وعد افتضاحهم من كراماته كَمَا بسطت شَأْن الْوَاقِعَة فِي الْحَوَادِث وحرصت كل الْحِرْص على الِاجْتِمَاع بِهِ وَالْجُلُوس مَعَه فَمَا تيَسّر وَلَكِن أَخْبرنِي أخي عبد الْقَادِر أَنه دخل عَلَيْهِ فِي بعض الاقامات من السّفر الْمشَار إِلَيْهِ خيمته حِين كَانَ شَدِيد الكرب فَمَا انْفَصل عَنهُ إِلَّا وَقد زَالَ عَنهُ وَقَالَ لي بَعضهم أَنه ابْن الشَّيْخ بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي النجا مُحَمَّد الطحطوطي الأَصْل الاصطائي نِسْبَة إِلَى اصطاي من عمل الفيوم وَيعرف أَبوهُ بالحجازي.

عبد الْقَادِر الْعَنْبَري: / اثْنَان ابْن شادي شَاعِر وَابْن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم.

806 -

عبد الْقَادِر القصروي وانتمى للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وخدم جانم بلاط وسافر مَعَه حِين إمرته على الْحَج ولجهة الشَّام وَإِلَى غير ذَلِك وصودر وقتا وَعِنْده تودد وحشمة

807 -

عبد الْقَادِر المراحلي الجابي، / مَاتَ فِي أَوَائِل ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ فِي خدمَة أبي السعادات البُلْقِينِيّ ثمَّ تكلم فِي وقف الْحلِيّ وَالظَّاهِر بعض الْأَيَّام الزينية وَكَانَ متحركا.

808 -

عبد الْقَادِر المرخم المجذوب. / ابتلى بأكلة فِي رجله حَتَّى صَار الدُّود يَتَنَاثَر مِنْهَا وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ مُنْقَطِعًا بِهِ عِنْد جَامع البكحري جوَار قبر عنتر البرهاني فِي وسط الخراب رحمه الله. أرخه الْمُنِير.

809 -

عبد الْقَادِر الْمُؤَذّن نزيل الصرغتمشية / وَأحد جمَاعَة الإِمَام الكركي وَنَحْوه.

عبد الْقَادِر النبراوي الْحَنْبَلِيّ، هُوَ ابْن عَليّ بن أَحْمد /.

810 -

عبد القاهر بن عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الطَّاهِر الدَّاودِيّ ثمَّ التفهني

ص: 301

ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَسمع مني وَقَرَأَ فِي الجوق وَغَيره

811 -

. عبد القدوس بن عبد الله بن الجيعان / هُوَ الَّذِي حكى شَيخنَا فِي حوادث سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من إنبائه أَنه قطعت أُصْبُعه لما تكَرر مِنْهُ من التزوير. قلت وأودع المقشرة وَمَعَ لَك فَلم ينكف حَتَّى مَاتَ.

812 -

عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معمر ابْن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن أَيُّوب بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد البجائي المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ووالد الشهَاب أَحْمد والقطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد وَيعرف بِابْن عبد الْقوي /. قدم إِلَى ديار مصر فِي شبيبته فَأخذ بِهِ عَن يحيى الرهوني وَغَيره من علمائها وَسكن الْجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فقطنها أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة سوى مَا تخللها من إِقَامَته قَلِيلا بِالطَّائِف وَأخذ بهَا عَن مُوسَى المراكشي وَغَيره، وَسمع بهَا من النشاوري وَسعد الدّين الاسفرايني وَغَيرهمَا، ودرس وَأفْتى لَكِن بِاللَّفْظِ قَلِيلا تورعا وَكَانَ عَارِفًا بالفقه مستحضرا لكثير من الْأَحَادِيث والحكايات والأشعار المستحسنة ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَالْخَيْر، مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَحمل نعشه الْأَعْيَان من أهل مَكَّة تبركا. ذكره الفاسي فِي تَارِيخه وَتَبعهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار فَقَالَ تفقه وَأفَاد ودرس وَأعَاد وَأفْتى وَكَانَ خيرا دينا جَازَ السِّتين، وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ يتبرك بِهِ. قلت وَرَأَيْت بِخَطِّهِ الفردوس للديلمي وعظمه ابْن الْجَزرِي فِيهِ.

813 -

عبد الْكَافِي بن أَحْمد بن الجوبان بن عبد الله مجير الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْأمين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الظَّاهِر وأبوهما وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ / لاعتناء أَبِيه فِي أوليته بصناعة الذَّهَب وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن الجوبان بِضَم الْجِيم وَبعد الْوَاو مُوَحدَة ولد بعيد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَتِسْعين فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ مُسْند وقته أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ فَأكْثر عَنهُ جدا وَكَذَا سمع على جمَاعَة كثيرين فِيهَا وَفِيمَا بعْدهَا مَعَ التقي وَمَعَ شَيخنَا أَيْضا وَأثبت لَهُ التقي ذَلِك بِخَطِّهِ فِي مجلدة انْتفع بهَا الطّلبَة بإفادة صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَنبهَ التقي على ذَلِك فِي تَرْجَمَة وَالِده من تَارِيخ مَكَّة لَهُ فَإِنَّهُ قَالَ وَهُوَ مِمَّن عَرفْنَاهُ بِدِمَشْق فِي الرحلة الأولى وَسمع مَعنا فِيهَا من بعض شُيُوخنَا وَأمر ابْنه بِالسَّمَاعِ مَعنا فَسمع كثيرا وَالله ينفعنا أَجْمَعِينَ بذلك انْتهى وَحدث بالكثير من مروياته بِدِمَشْق وبالقاهرة حَيْثُ قدمهَا علينا فِي سنة أَربع

ص: 302

وَخمسين فِي بعضه ضروراته وَكَذَا بِغَيْرِهِمَا. حملت عَنهُ الْكثير جدا وَكَانَ كأبيه رَئِيسا جَلِيلًا حفظ الْقُرْآن وَغَيره وتأدب وَرُبمَا نظم فِيمَا بَلغنِي وَكتب الْخط الْحسن البديع حَتَّى أَنه لم يكن فِي موقعي المملكتين الشامية والمصرية من يكْتب للرقاع مثله، وخدم فِي ديوَان الانشاء إِلَى أَن صَار عين كتاب الانشاء بِدِمَشْق بل نَاب فِي كِتَابَة السِّرّ بهَا، وَمَات فِي خَامِس شعْبَان سنة سبع وَخمسين وَدفن بسفح قاسيون بِالْقربِ من مغارة الدَّم ورثاه الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد البلاطنسي بقصيدة كتبت عَنهُ وَلم يخلف بعده بِدِمَشْق بل وبغيرها فِي السماع مثله رحمه الله.

814 -

عبد الْكَافِي بن عبد الْقَادِر بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ التقي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْعلم البُلْقِينِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن الرسام. نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد الزين زَكَرِيَّا والجوجري والبكري وَغَيرهم كَزَوج أمه أبي السعادات بل حضر عِنْده جده وَالْفَخْر المقسي ولازمه فِي التقاسيم والسنهوري فِي أُصُوله، وتميز بِحَيْثُ نَاب فِي الْقَضَاء قانعا باسمه وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع أصلم بعد ابْن النقاش وتنزل فِي غَيره مِنْهُ الْجِهَات وأثرى ونمت جهاته الَّتِي بَعْضهَا من قبل آبَائِهِ وَبَعضهَا بتحصيله. وَحج وجاور مَعَ أمه وسافر إِلَى حماة لتعلقاته بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس فِي توجهه فَلم ينْفَصل عَنهُ إِلَّا وَهُوَ مَحْمُوم وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ بحماة فِي أثْنَاء رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بمقبرتهم هُنَاكَ وَلم يكمل الْأَرْبَعين وتزايد توجع أمه لفقده وَترك ولدا من ابْنة لعبد الرَّحِيم بن الزين عبد الرَّحْمَن بن الجيعان وَآخر من غَيرهَا عوضه الله الْجنَّة فقد كَانَ متوددا مَعَ مُشَاركَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ بنوه فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.

815 -

عبد الْكَافِي بن عبد الله بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ البنمساوي / نِسْبَة لقرية تعرف قَدِيما بنمسويه بِكَسْر الْمُوَحدَة وَالنُّون وَسُكُون الْمِيم وَضم الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَآخِرهَا هَاء واشتهرت ببني سويف بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاء مصغر حَتَّى صَار يُقَال لَهَا فِي النِّسْبَة إِلَيْهَا السويفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالسويفي. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وتميز فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع على العرضي مشيخة الْفَخر وَجل فَوَائِد تَمام بِقِرَاءَة الْعِرَاقِيّ وعَلى الْمُحب الخلاطي فِي الدَّارَقُطْنِيّ بِقِرَاءَة الغماري وَسمع بعد على غَيرهَا بل اعتنى باسماع وَلَده وَلم يتَّفق لَهُ هُوَ كَمَا قَالَ شَيخنَا السماع على قدر سنه قَالَ وَكَانَ قد صحب الْبَهَاء السُّبْكِيّ وأدب وَلَده

ص: 303

وَأَخذه عَن أَخِيه تَاج الدّين التوشيح وَنسخ بِخَطِّهِ، أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد قلت وروى لنا عَنهُ الزين رضوَان والزين طَاهِر الْمَالِكِي، وَكَانَ أحد الْعلمَاء مِمَّن درس وَأفَاد الطّلبَة وتنزل فِي الشيخونية وَغَيرهَا.

816 -

عبد الْكَافِي بن عَليّ بن نصر النابلسي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن نصر مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

817 -

عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فضل الله جمال الدّين الشَّافِعِي / كَاتب سر طرابلس قَالَ شَيخنَا فِي انبائه كَانَ رَئِيسا فَاضلا أديبا لَهُ نظم ونثر واستحضار كثير للتاريخ وَالْأَدب، وَذكر أَنه ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَآخر الْعَهْد بِهِ سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بطرابلس ذكره الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه وَقَالَ أَنه أجَازه بحلب مروياته وَكَانَ قدمهَا لم رَجَعَ فَمَاتَ بطرابلس فلتحرر سنة وَفَاته وَقَالَ ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة ورأيته فِي تَارِيخ الْعَلَاء وَقَالَ أَنه كتب إِلَيْهِ:

(أسيدنا شيخ الْعُلُوم وَمن غَدَتْ

فواضله أندى من الْغَيْث وَالْبَحْر)

(أجب وأجز عبدا ببابك لم يزل

بأمداحكم رطب اللِّسَان مدى الدَّهْر)

فَأجَاب:

(أيا سيدا مَا زَالَ فِي الْفضل وَاحِدًا

جبرت كسيرا بالسؤال بِلَا نكر)

(نعم إِذْ بدأت العَبْد أَنْت مقدما

وفضلك أضحى بالتقدم لي جبري)

قَالَ ثمَّ لَقيته فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وأنشدني كثيرا من نظمه وَمَات بهَا.

818 -

عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل النفطي الْمدنِي أَخُو عبد السَّلَام / الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ

819 -

. عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْمدنِي السقاء الشهير بِابْن قطب. / سمع من ابْن صديق فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ بعض الصَّحِيح وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

820 -

عبد الْكَبِير بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / أَخُو عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد وَهُوَ أَصْغَر الْأَرْبَعَة حفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل بالفقه وَأَصله والعربية وَالْعرُوض وجود الْخط وَنسخ بِهِ وَذكر بالذكاء.

821 -

عبد الْكَبِير بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو حميد الْأنْصَارِيّ من ذُرِّيَّة أبي حميد الصَّحَابِيّ الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ نزيل مَكَّة ووالد يس / الْآتِي ولد تَقْرِيبًا سنّ أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحضرموت وَنَشَأ بهَا وَلَقي جمَاعَة كآباء علوي عبد الرَّحْمَن الشريف وَأبي بكر وَعمر وَأبي حسن وكل مِنْهُم يُقَال لَهُ أَبَا علوي وكعبد الرَّحِيم)

وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال لكل

ص: 304

مِنْهُمَا أَبَا وَزِير، وساح فِي البراري والقفار نَحوا من عشْرين سنة وَاجْتمعَ بحرض بالشريف الْمَيْدُومِيُّ وباللحية بِأبي بكر بن مُوسَى الزَّيْلَعِيّ وبزبيد بصديق بن إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلَقي عمر العرابي وأبجد وزار النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سنة سبع وَعشْرين وَعَاد لبلده على طَرِيق بجيلة وَاجْتمعَ فِي الْخلف والخليف بمُوسَى بن عِيسَى، وَقدم مَكَّة فِي أثْنَاء سنة تسع وَأَرْبَعين فحج وَرجع إِلَى بِلَاده فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَانْقطع بهَا حَتَّى مَاتَ. قَالَه ابْن فَهد، وَصدر تَرْجَمته بالشيخ الصَّالح العابد المسلك الْعَارِف بِاللَّه صَاحب الْأَحْوَال والكرامات والمشاهدات، وَرَأَيْت بخطي أَنه صحب جمَاعَة من شُيُوخ بَلَده فَكَانَ انتفاعه كَمَا ذكر بِثَلَاثَة مِنْهُم هم مُوسَى صَاحب الْخلف والخليف والشريق أَحْمد الْمسَاوِي وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد الزَّيْلَعِيّ صَاحب الْخَال بِالْمُعْجَمَةِ، وَقدم زبيد غير مرّة وَأَقْبل عَلَيْهِ النَّاس ثمَّ استوطن مَكَّة وابتنى بهَا زَاوِيَة وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد صَاحبهَا وقاضيها فَمن دونهمَا واشتهر أمره وانتشر ذكره وَعظم جاهه وَلم يكن النَّاس فِيهِ سَوَاء وَبَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ طالعت الفصوص من أول إِلَى آخِره فَمَا أعجبني وَمَا أترك ذكر هَذَا للنَّاس إِلَّا مَخَافَة أَن يقبحوه أَي يشتموه. مَاتَ وَقد زَاد على السّبْعين بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بِبَاب الشبيكة فِي الْمَكَان الْمَعْرُوف بِهِ وشيعه خلق وَلم يلْحق نعشه إِلَّا بِمَشَقَّة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا. وَمِمَّنْ كَانَ زَائِد الِاعْتِقَاد فِيهِ عبد الأول المرشدي وَعمر الشيبني وَالشَّيْخ أَبُو سعد الْهَاشِمِي بِحَيْثُ أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَأَنه يَأْخُذ من كتبه مَا أحب فَاخْتَارَ أَشْيَاء مِنْهَا بل أقرّ أَبُو سعد بديون لَهُ تكون مستغرقة للزائد على إِرْث أُخْته فَرد الشَّيْخ ذَلِك عَلَيْهَا وَلم يكن الشَّيْخ يجل أحدا كاجلاله لَهُ حَتَّى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّنْبِيه رحمهمَا الله وإيانا. ويحكى أَن أَبَا الْخَيْر بن عبد الْقوي قَالَ لَهُ حِين قدومه من سَفَره لبلده يَا عبد الْكَبِير مَا الَّذِي جئتني بِهِ من بلدك هَدِيَّة فَقَالَ نصف اسْمهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ.

822 -

عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَلَاء أَبُو الْقسم بن الْجمال الْحرَازِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / أَخُو أَحْمد وَعبد الله وَهُوَ الْأَصْغَر. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والكنز وَعرضه عَليّ بِمَكَّة.

823 -

عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد كريم الدّين الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الكتبي وَالِد عَليّ / الْآتِي.

قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ من خِيَار النَّاس فِي فنه للطلبة بِهِ نفع فَإِنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي الْكتب الْكَثِيرَة وخصوصا العتيقة وَيبِيع لمن رام مِنْهُ الشِّرَاء من الطّلبَة بِرَأْس مَاله مَعَ فَائِدَة يعينها وَيشْتَرط لَهُ)

أَنه مَتى رام بيع ذَلِك الْكتاب يدْفع

ص: 305

لَهُ رَأس مَاله خَاصَّة فَكَانَ الطَّالِب ينْتَفع بذلك الْكتاب دهرا ثمَّ يَأْتِي بِهِ إِلَى السُّوق فينادي عَلَيْهِ فَإِن تجَاوز الثّمن الَّذِي اشْتَرَاهُ بِهِ بَاعه وَإِن قصر عَنهُ أحضرهُ إِلَيْهِ فَدفع لَهُ رَأس مَاله وَلَا يخرم مَعَهم فِي ذَلِك. وَكَانَ النَّاصِر فرج ولاه الْحِسْبَة على الصَّلَاة فَكَانَ يلْزم النَّاس بِالصَّلَاةِ وبتعليم الْفَاتِحَة وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب يطول ذكرهَا. وَكَانَ مَأْذُونا لَهُ فِي الحكم وَلَكِن لَا يتَصَدَّى لَهُ بل لَا يحكم إِلَّا فِي النَّادِر. وَله ورد وَقيام فِي اللَّيْل. وَأثْنى عَلَيْهِ أَيْضا فِي تَرْجَمَة وَالِده فَقَالَ: وَمَا رَأَيْت مثله فِي الاحسان إِلَى الطّلبَة وَهُوَ آخر من بَقِي بسوق الكتبيين. قلت وَبَلغنِي أَن الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ كَانَ يكثر الْجُلُوس بحانوت من حوانيته الَّتِي بهَا مَا لَا يحْتَاج لبيعه غَالِبا طوال النَّهَار غَالِبا للمطالعة وَالْكِتَابَة وَنَحْو ذَلِك. مَاتَ فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة رحمه الله وإيانا

824 -

. عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الجبرتي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع على شَيخنَا أَيْضا.

825 -

عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن بركَة كريم الدّين بن سعد الدّين بن كريم الدّين القبطي الْمصْرِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده قَرِيبا وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين

826 -

. عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصحراوي نزيل الزمامية / بهَا القباني زوج سعادات ابْنة الشّرف مُوسَى الديسطي وأخو عَليّ الآتيين. أجَاز لَهُ الشّرف ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشموس ابْن الديري والشامي وَابْن البيطار وَابْن يُوسُف الكتبي وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والزراتيتي وَابْن حسن البيجوري والحبتي والتقبان ابْن حجَّة وَيحيى الْكرْمَانِي وَالْجمال بن فضل الله وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَيَعْقُوب التباني وحسين البوصيري وصالحة ابْنة الْبَهَاء السُّبْكِيّ والفوي والْعَلَاء بن المغلي وَعبد الله وَعبد الْعَزِيز الهيثميان والبرهان البيجوري وَعبد الله البهنسي وَعُثْمَان الدنديلي والبدر البشتكي. وتنزل فِي الْجِهَات. وَحج كثيرا بل كَانَ مُسْفِرًا على زَيْت الْحَرَمَيْنِ من جِهَة الزِّمَام واستجازه الطّلبَة. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَمَا قَارب التسعين. رحمه الله.

827 -

عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم كريم الدّين بن سعد الدّين المقسمي. / كَانَ أَبوهُ يُبَاشر بالشرقية وبالحمامات وَتخرج بِهِ وَلَده فِي ذَلِك وَكَانَ يتَرَدَّد مَعَه للشَّيْخ عمر النبتيتي بِحَيْثُ كَانَ يقبل الشَّيْخ عَلَيْهِ وللشيخ مَدين وَحفظ من كراماته، وَمَات سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وباشر هُوَ فِي حَيَاة أَبِيه)

الْبحيرَة للتاج المقسي ثمَّ نظر

ص: 306

الطّور ثمَّ اسْتَقر فِي صرف جدة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَالَّتِي تَلِيهَا حِين تحدث أبي الْفَتْح المنوفي فِيهَا كلهَا والأخيرة خَاصَّة من قبل الْملك ثمَّ كَذَلِك فِي سنة أَربع وَتِسْعين مَعَ الْأَمِير شاهين الجمالي وَاسْتمرّ السنين الَّتِي بعْدهَا، وَلم يرجع من مَكَّة مَعَ النَّائِب فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين بل أَقَامَ بهَا الَّتِي بعْدهَا حَتَّى قدم عَلَيْهِ وَفِي الْحَقِيقَة المرجوع فِي الْأُمُور إِلَيْهِ دون غَيره وحمده التُّجَّار وَمن شَاءَ الله لرفقه وسياسته وتواضعه وأدبه واكرامه لغير وَاحِد من الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وخضوعه لديهم ورغبته فِي المطالعة وخوفه من الْعَاقِبَة بِحَيْثُ سَمِعت غير وَاحِد يتوسل فِي استمراره فِي البندر وَكنت مِمَّن يشْكر صَنِيعه مَعَه لِكَثْرَة تردده وتودده وَرُبمَا حصل شَيْئا من تصانيفي وَالله تَعَالَى يلطف بِهِ وَيحسن عاقبته ويرضى عَنهُ أخصامه فَهُوَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه.

828 -

عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن كريم الدّين ابْن الإِمَام الشهَاب الاذرعي الأَصْل القاهري / وَأمه حبشية فتاة أَبِيه.

829 -

عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أبي طَالب بن عَليّ بن سيدهم كريم الدّين النستراوي الأَصْل الْمصْرِيّ. / وَالِد أنس جِهَة شَيخنَا واخوتها وَيعرف بِابْن عبد الْعَزِيز ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بنستورة من المزاحميتين من أَعمال الْقَاهِرَة وقدمها على عَمه الْبَدْر حسن بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ يُبَاشر بديوان الْجَيْش فَنَشَأَ تَحت كنفه وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وتعانى الْكِتَابَة وتميز فِيهَا وباشر فِي دواوين الْأُمَرَاء ثمَّ ترقى لنظر الْجَيْش فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشر مُدَّة وَدخل مَعَ الظَّاهِر برقوق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين الْبِلَاد الشامية ثمَّ عَاد مَه وعزل عَنهُ، وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة سبع قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَكَانَ رَئِيسا محبا فِي الْفُقَرَاء كثيرا رَأَيْت مَعَه ثبتا فِيهِ سَمَاعه لِلتِّرْمِذِي على ابْن البوري بِقِرَاءَة الغماري باسكندرية أنابه ابْن طرخان أنابه ابْن الْبَنَّا وَكَذَا سمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة على الْجمال بن نباتة وَالْكثير مِنْهَا على الْبَهَاء بن خَلِيل الحافظي وعَلى الخلاطي فِي آخَرين كل ذَلِك بعناية عَمه الْبَدْر حسن بن عبد الْعَزِيز حَتَّى أسمعهُ على نَفسه وَلَو اعتنى بِهِ من الصغر لادرك إِسْنَادًا عَالِيا، وَقد قَرَأت عَلَيْهِ من حفظي حَدِيث عمر بن شَاكر الثلاثي من التِّرْمِذِيّ بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور، وَقَالَ فِي الأنباء أَنه اخْتَلَّ حَاله فِي آخر أمره بِحَيْثُ أَنه لما مَاتَ لم)

يتْرك

ص: 307

إِلَّا نزرا يَسِيرا وَلكنه لم يخلف عَلَيْهِ دينا قَالَ فشابه عَمه من جِهَة وفارقه من جِهَة فَإِن عَمه مَاتَ وَخلف دينا كثيرا وتركة زَوجته فجَاء مَا تحصل من حِصَّته فِي تَرِكَة زَوجته بِقدر وَفَاء دينه وَأما هَذَا فَلم يخلف سوى سِتّمائَة دِرْهَم فَأخْرج بهَا وَلم يخلف فرسا وَلَا حمارا وَلَا دَارا إِلَّا قَلِيلا من الثِّيَاب الملبوسة وأثاثا يَسِيرا وَخلف خمس بَنَات وَزَوْجَة وابنى أخيب فَلم تبلغ تركته إِلَّا شَيْئا يَسِيرا وَهُوَ جد أَوْلَادِي لأمهم، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا: كَانَ رَئِيسا محبا فِي أهل الْخَيْر وَكَانَ جارنا مُدَّة ثمَّ صَارَت بَيْننَا وَبَينه صهارة فرحمه الله فَمَا كَانَ أَكثر رياضة أخلاقه وملاحة وَجهه وعذوبة كَلَامه.

830 -

عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الجزيري الرابطي. / مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ.

831 -

عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الشقيري الْمَكِّيّ / أحد خدام الدرجَة بعد أَن كَانَ عطارا مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَسبعين بهدة بني جَابر وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها.

832 -

عبد الْكَرِيم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْقُدسِي الْمصْرِيّ المجلد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخهما ابْن فَهد.

833 -

عبد الْكَرِيم بن بركَة كريم الدّين بن سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ وَالِد إِبْرَاهِيم ويوسف وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَبهَا نَشأ فتعانى كأبيه الْكِتَابَة وخدم فِي جِهَات وباشر لغير وَاحِد من الْأُمَرَاء ثمَّ اتَّصل بالاشرف برسباي حِين كَانَ دوادارا وباشر ديوانه فَلَمَّا تملك اسْتَقر بِهِ فِي نظر الدولة ثمَّ فِي الْخَاص عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين فباشرها سِنِين وَعظم عِنْد السُّلْطَان ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة بِحَيْثُ قيل أَنه مُنْذُ ولي وَإِلَى أَن مَاتَ لم يبطل الْوَاصِل عَنهُ يَوْمًا وَاحِدًا فأثرى وشكرت سيرته مَعَ تواضعه وَكَرمه ومعرفته وعقله مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِدُونِ طاعون بل بِمَرَض تَمَادى بِهِ أشهرا وَاسْتقر بعده فِي الْخَاص وَلَده سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَهُوَ أَمْرَد عَفا الله عَنهُ وإيانا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ أَبوهُ يخْدم الْوَزير علم الدّين بن كَاتب سَيِّدي ثمَّ تعلق بِخِدْمَة الْأُمَرَاء فَكتب عِنْد الْأَمِير جكم فَعرف بِهِ، وصاهر تَاج الدّين بن الهيصم قيل أَن يَلِي الاستادارية قَالَ وباشر الْخَاص بِسُكُون وحشمة ونزاهة، وَأكْثر من زِيَارَة الصَّالِحين وَمن الْفُقَرَاء وألزم وَالِديهِ بالاشتغال بِالْعلمِ وأحضر إِلَيْهِمَا من يعملهما الْكِتَابَة والعربية، وَنَحْوه قَول الْعَيْنِيّ لم يكن بِهِ بَأْس، وَكَانَ كثير الصَّدَقَة حسن التلقي، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

834 -

عبد الْكَرِيم بن أبي بكر بن عَليّ الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة

ص: 308

835 -

عبد الْكَرِيم بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ابْن أبي الْمَعَالِي الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ /. قَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة: كَانَ من طلبة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة وَدخل الديار المصرية غير مرّة للاسترزاق وناب فِي اصلاح بعض أُمُور النَّاس بجدة بل خطب بهَا نِيَابَة عَن قاضيها أَخِيه عَليّ. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّلَاثِينَ ظنا رحمه الله.

836 -

عبد الْكَرِيم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن التَّاج أبي الْوَفَاء مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أَحْمد زين الدّين وكريم الدّين الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمقري البدري الوفائي إِمَام الْأَقْصَى ووالد الْمُحب أبي الْجُود مُحَمَّد وَابْن أخي أبي بكر بن التَّاج مُحَمَّد وأخو إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور وكل مِنْهُم فِي مَحَله وَيعرف بِابْن أبي الْوَفَاء. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس، وتفقه بالعماد بن شرف وماهر وتلا للسبع على الشَّمْس بن عمرَان وَابْن أَسد وللعشر بِسُورَة آل عمرَان وللسبع بالبقرة على الشريف الطباطبي وللسبع بِالْفَاتِحَةِ وَالْبَقَرَة على الْبَدْر حسن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْمقري وَسمع على الْجمال بن جمَاعَة فَأكْثر. وبقراءته سَمِعت عَلَيْهِ الشاطبية وَكَذَا سمع على التقي القلقشندي والعز الْحَنْبَلِيّ وَابْن خَاله الشهَاب والزين بن خَلِيل القابوني والنظام بن ملفح والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن الشجام والشهاب بن حَامِد وَالشَّمْس مُحَمَّد البرموني والسراج الْحِمصِي والزين عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي الخليلي والْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين بل سمع على الزين القبابي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ولأخيه فِي سنة أَربع وَخمسين باستدعاء الْكَمَال بن أبي شرِيف جمَاعَة حَسْبَمَا يَأْتِي تعيينهم أَو من شَاءَ الله مِنْهُم فِيهِ وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَخرج لَهُ الصّلاح الجعبري مشيخة عَن مائَة شيخ حدث بهَا أَيْضا وَوَصفه بالشيخ الامام الْعَالم الْمسند شيخ الْقُرَّاء وَتقدم فِي الْقرَاءَات وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا بِبَلَدِهِ مَعَ فَضَائِل وأوصاف حَسَنَة، وَقد لَقِيَنِي فِي مجاورتي الثَّالِثَة بِمَكَّة فَسمع مني وأحضر وَلَده للعرض عَليّ. مَاتَ عِنْد الْمغرب لَيْلَة الْأَحَد سادس جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة على مَا يحرر سنة خمس وَتِسْعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالأقصى بعد الظّهْر وَدفن بِمَا ملاه وَكثر الأسف على فَقده رحمه الله وإيانا.

837 -

عبد الْكَرِيم بن ريحَان الشيبي. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين. بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد

838 -

. عبد الْكَرِيم بن أبي سعد الْحجر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ ويشهر بِالْحجرِ. / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين.

ص: 309

839 -

عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن مُحَمَّد بن عَامر الحسني من ذَوي عَليّ الشهير بالمجاش. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخها ابْن فَهد.

840 -

عبد الْكَرِيم بن سعدون الْمَكِّيّ. / سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر عُثْمَان بن أبي بكر النويري بعض النَّسَائِيّ، قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث وَلكنه كَانَ يتعانى التِّجَارَة. مَاتَ سنة خمس عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.

841 -

عبد الْكَرِيم بن سيف الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

عبد الْكَرِيم بن أبي شَاكر بن عبد الله بن غَنَّام كريم الدّين القبطي /. هَكَذَا سَمَّاهُ بَعضهم وَصَوَابه عبد الله وَسَيَأْتِي.

842 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الْجَبَّار بن إِبْرَاهِيم بن كرشان التبريزي /، قَالَ ابْن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه أَنه ذكر فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة أَنه ابْن أَربع وَسبعين سنة قَالَ وَله تَفْسِير قَرَأت عَلَيْهِ مِنْهُ

843 -

. عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة كريم الدّين أَبُو المكارم بن الْوَجِيه أبي الْفرج الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده يحيى وَأمه زبيدية. ولد بزبيد فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والخرقي فِي غير ابْتِدَائه، وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا سنة تسع وَأَرْبَعين وَرَأى شَيخنَا والقاياتي وَلَكِن لم يسمع مِنْهُمَا وَأخذ فِي بعض قدماته عَن الْعِزّ الْكِنَانِي وَابْن الرزاز والبدر الْبَغْدَادِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وتكرر لقِيه فِي عدَّة نوب لغالب من ذكر وَسمع على السَّيِّد النسابة والبوتيجي والجلال بن الملقن وَالصَّلَاح الحكري وَهَاجَر القدسية وكاتبه، وَكَانَ قد سمع فِي بَلَده على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَأبي السعادات بن)

ظهيرة والتقي بن فَهد، وتفقه فِيهَا بالشمس بن سعيد القَاضِي والشهاب بن زيد حِين جاور عِنْدهم وانتفع بِهِ كثيرا وَعرض عَلَيْهِ من كِتَابه إِلَى الْعَدو وَكَذَا أَخذ عَن التقي بن قندس بِمَكَّة ثمَّ على الْعَلَاء المرداوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه التَّنْقِيح والتقي الجراعي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر للمجد بن تَيْمِية وأذنا لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَثُرت مخالطتي لَهُ بِمَكَّة والقاهرة، وَنعم الرجل خيرا وفضلا وتوددا وَكَثْرَة انجماع وعيال وَذكر للنَّاس بالجميل وَمِمَّا أنشدنيه فِي سنة خمس وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ من نظمه:

(أنزه نَفسِي عَن أَذَى القَوْل والخنا

وَإِنِّي إِلَى الاسلام وَالسّلم أنجح)

(وأغضى احتسابا إِن تجاهل عَاقل

وَإِنِّي كريم قد أضرّ وأنجح)

ص: 310

(وعقلي وديني وَالْحيَاء يردني

عَن الْجَهْل لكني عَن الذَّنب أصفح)

(فشتان مَا بيني وَبَيْنك فِي الْهوى

وكل إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضح)

وأنشدني من نظمه غير ذَلِك كقصيدة خَاطب بهَا البدري أَبَا البقا بن الجيعان وَلما توفّي قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين السَّيِّد المحيوي عين لذَلِك وَذكر لَهُ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فَمَا كَانَ بأسرع من تعلله، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري صفر سنة تسع وَتِسْعين، وَصلى عَلَيْهِ عقب الصُّبْح ثمَّ دفن بالمعلاة عِنْد أقربائه رحمه الله وإيانا.

844 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب كريم الدّين بن الْمجد القبطي القاهري الشَّافِعِي / أحد الاخوة وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَحج غير مرّة وَحصل لَهُ انحلال عصب أقعد مِنْهُ، وَحج وَهُوَ كَذَلِك مَعَ الرجبية ثمَّ رَجَعَ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ ذكيا رحمه الله وعوضه خيرا

845 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن صَالح بن سعيد كريم الدّين بن الزين أبي هُرَيْرَة بن الشَّمْس القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ابْن أخي التقي أبي بكر والماضي أَبوهُ وَيعرف بكريم الدّين القلقشندي /. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وكتبا وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وَقد جَازَ الْبلُوغ بِيَسِير وَسمع بهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين على الْمَوْجُودين إِذْ ذَاك كالفوي ورقية القارئة قبل تبين الْوَهم فِيهَا وَكَذَا اعتلى بِهِ وأسمعه على غير وَاحِد من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي ثمَّ اعتنى هُوَ بِنَفسِهِ حَتَّى برع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج لنَفسِهِ وَغَيره وَمن ذَلِك مشيخة خرجها لِعَمِّهِ التقي مَعَ التَّقَدُّم فِي فنون فَإِنَّهُ كَانَ أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن رسْلَان والعز الْقُدسِي والعماد بن شرف وَغَيرهم كأبيه وعميه عبد الرَّحِيم وَأبي بكر بِحَيْثُ وَصفه شَيخنَا بالمحدث الْفَاضِل البارع مُفِيد الطالبين أوحد المدرسين وَكتب لَهُ على أسئلة التمس مِنْهُ الْجَواب عَنْهَا أَنَّهَا ناطقة بِلِسَان حَالهَا بتقدم منتقيها فِي الْعُلُوم وتحققه بالتدقيق وَالتَّحْقِيق فِي فني الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم إِلَى أَن قَالَ وَقد استدللت بِهَذِهِ الخبايا الَّتِي أثيرت من الزوايا على مزِيد التَّقَدُّم لكاتبها وَثُبُوت المزايا فَحق لَهُ أَن يقدم على

ص: 311

التدريس ويهجم على الْفَتْوَى لوُجُود تأهله لذَلِك وتمسكه من كل مِنْهُمَا بِالسَّبَبِ الْأَقْوَى وَقد أَذِنت لَهُ أَن يُفْتِي مِمَّا علمه من مَذْهَب الشَّافِعِي بالراجح عِنْد الاصحاب وَأَن يُقرر شُرُوح مختصرات الْمَذْهَب لكل من ينتاب من الطلاب فقد تأهل للتعقب على أَصْحَاب المطولات والتنقيب على مَا أغفله من التقييدات ذَوُو المختصرات وَكَيف لَا وَهُوَ من الْبَيْت الَّذِي اشتهرت بالعلوم الشَّرْعِيَّة جهاته وَظَهَرت للصادر والوارد سموهُ فِي درج الْفضل وكمالاته، فَلَا بدع أَن يشابه أبه وجده أسعد الله جده وجدد سعده وأمده بمديد الْعُمر وَالْبركَة فِي الرزق حَتَّى يخلد فِي الطروس مَا يحيى بِهِ مَا درس سنّ فَوَائِد الدُّرُوس بعده وأرخ لذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمَعَ تفننه وإقباله على التصنيف وَالْجمع كَانَ متين الدّيانَة وافر الْعقل حسن السياسة جم المحاسن وَقد كتب إِلَيّ فِي سنة خمسين بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام ملتمسا مني أَخذ خطوط شُيُوخ الْقَاهِرَة على استدعاء بِخَطِّهِ باسمه وَاسم أَوْلَاده وأحفاده وَمن يلوذ بِهِ وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن بالقرندلية وَلم يخلف فِي بَيته مثله وَأَخُوهُ أَبُو الْخَيْر بالضد مِنْهُ فِي جلّ أَوْصَافه فسبحان الفعال لما يُرِيد.

846 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم كريم الدّين أَبُو الْفَضَائِل القبطي الْمصْرِيّ أَخُو الْفَخر عبد الرَّحْمَن والزين نصر الله وَيعرف بِابْن مكانس. / ولد بِمصْر وتنقل فِي الخدم الديوانية إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة يلبغا الناصري فَفِي الدولة الاشرفية شعْبَان ابْن حُسَيْن فَلَمَّا قتل الاشرف وَصَارَ التَّدْبِير لبركة وبرقوق قَامَ الاخوة الثَّلَاثَة بَنو مكانس بمرافعة الشَّمْس عبد الله المقسي وَتَوَلَّى هَذَا من بَينهم الحوطة على حواصله فاستقر عوضه فِي الْخَاص مُضَافا لما مَعَه من الْوزر فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ فَلم يلبث أَن غضب عَلَيْهِ برقوق وَأمر بِهِ وبأخيه الْفَخر فِي تَاسِع شعْبَان مِنْهَا فألقيا فِي الأَرْض وَضَربا لكَونه شرع فِي تَحْدِيد مظالم كَانَ أبطلها أستاذ برقوق يلبغا الْعمريّ الخاصكي ثمَّ أفرج عَنْهُم فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَاسْتمرّ بطالا إِلَى أَن طلبه بركَة فِي جملَة الوزراء البطالين فِي ذِي الْقعدَة من الَّتِي بعْدهَا فَضَربهُ بالمقارع نَحْو عشْرين شبا ثمَّ قَامَ مَعَه يلبغا الناصري حَتَّى أطلق وَلزِمَ دَاره فَلَمَّا قتل بركَة أُعِيد إِلَى الْخَاص فِي منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْوزر أَيْضا ففتك فِي النَّاس وَسَاءَتْ سيرته على عَادَته وَأخذ أَمْوَال تجار الكارم فأفحش فعزل عَن الْخَاص فِي رَمَضَان مِنْهَا بل اسْتَقر جاركس الخليلي مشير الدولة فَلَا يتَصَرَّف هُوَ وَلَا غَيره من الوزراء إِلَّا بأَمْره فدام على ذَلِك إِلَى أَوَاخِر ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَقبض على الثَّلَاثَة إِلَى أَن هرب هَذَا من ميضأة جَامع الصَّالح خَارج بَاب زويلة

ص: 312

واختفى مُدَّة ثمَّ ظهر ودام معزولا إِلَى أَن صَار يلبغا الناصري مدير المملكة بعد خلع برقوق وحبسه بالكرك فَصَارَ كريم الدّين عِنْده كمشير المملكة وَلم يَنْفَكّ عَن عَادَته فِي التهور وَسُرْعَة الْحَرَكَة إِلَى أَن زَالَت أَيَّام الناصري فتخومل إِلَى أَن مَاتَ بعد خطوب قاساها فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث، وَكَانَ من أَعَاجِيب الزَّمَان فِي خفَّة الْعقل والطيش وَسُرْعَة الْحَرَكَة وَكَثْرَة التقلب وَيُقَال إِنَّه قَالَ لبَعض حَوَاشِيه حِين نُزُوله بخلعة عوده للوزر والفأس بَين يَدَيْهِ يَا فلَان مَا هَذِه الرّكْبَة غَالِيَة بعلقة مقارع، وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ وَكَانَ مهابا مقداما متهورا وَلم يكن فِيهِ مَا فِي أَخِيه من الانسانية وَالْأَدب إِلَّا أَنه كَانَ مفضالا كثير الْجُود بِأَصْحَابِهِ، وَذكره المقريزي فِي عقوده.

847 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب كريم الدّين بن تَاج الدّين بن كريم الدّين بن فَخر الدّين بن فخيرة تَصْغِير جدهم أَخُو فتح الدّين مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وهما سبطا كريم الدّين بن الحباس خَال علم الدّين ابْن الجيعان مِمَّن بَاشر فِي ديوَان المماليك وخدم بِبَاب أبي الْبَقَاء بن الجيعان وَلَا بَأْس بِهِ. اشْتغل فِي النَّحْو عِنْد الزين خَالِد الْوَقَّاد وَقَرَأَ على البُخَارِيّ وَأكْثر من شُهُود الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بِجَامِع الغمري

848 -

. عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب كريم الدّين ابْن تَاج الدّين بن شمس الدّين بن علم الدّين القبطي الْمصْرِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن كَاتب المناخات / وَأمه كأبيه أم ولد رُومِية. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا تَحت كنف أَبِيه وتدرب بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الْكِتَابَة وخدم بهَا فِي جِهَات بل بَاشر عِنْد غير وَاحِد من الْأُمَرَاء ثمَّ ولي نظر الْمُفْرد ثمَّ الْوزر بعد أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر فِي حَيَاة أَبِيه بعد استعفاء أَبِيه بأشهر فِي ثامن عشري شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدخل على أَبِيه حِينَئِذٍ ليسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَا عبد الْكَرِيم أَنا وليت الْوزر وَمَعِي خَمْسُونَ ألف دِينَار وَخرجت عَنْهَا وَلَا أملك شَيْئا فَكيف تسد أَنْت فَقَالَ لَهُ على سَبِيل المداعبة من أضلاع الْمُسلمين فصاح أَبوهُ من كَلَامه واستغاث، وَلما ولي نالته السَّعَادَة فِي مُبَاشَرَته وَقَامَ بالكلف أتم قيام وطالت أَيَّامه ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْمُفْرد ثمَّ انْفَصل عَنهُ خَاصَّة وَاسْتمرّ وزيرا فَقَط إِلَى بعد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فأضيفت إِلَيْهِ الاستادارية على كره فباشرهما إِلَى أَن استعفى من الاستادارية فأعفي وَاسْتمرّ وزيرا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي فِي كِتَابَة السِّرّ بعد موت الشهَاب بن السفاح مُضَافا للوزر ثمَّ انْفَصل عَن السِّرّ بالكمال بن الْبَارِزِيّ ثمَّ قبض عَلَيْهِ وصودر

ص: 313

وعوقب بالمقارع وعزل بالأمين إِبْرَاهِيم بن الهيصم نَاظر الدولة ثمَّ أفرج عَنهُ بعد قِيَامه بِنَحْوِ عشْرين ألف دِينَار ودام بطالا مُدَّة ثمَّ اسْتَقر ملك الْأُمَرَاء بِالْوَجْهِ القبلي وَتوجه إِلَى الصَّعِيد فباشر وَهُوَ بزِي المباشرين ثمَّ خلع عَلَيْهِ بِنَظَر بندر جدة وَاسْتقر يلخجا الساقي مَعَه شادا بهَا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة بعد موسم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وأعيد إِلَى الْوزر فِي الَّتِي بعْدهَا والأمين بن الهيصم نَاظر الدولة مَعَه إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين بِحكم تعلله، وَلزِمَ الْفراش ثمَّ عوفي وانتكس غير مرّة إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشري ربيع الآخر من الَّتِي بعْدهَا وَدفن بتربة بجاس وَكثر الأسف عَلَيْهِ لقلَّة ظلمه وَصِحَّة اسلامه بِحَيْثُ كَانَ يتَجَنَّب التَّزَوُّج من النَّصَارَى، وَكَانَ طوَالًا رَقِيقا عَاقِلا سَاكِنا ذَا رَأْي وتدبير وَمَعْرِفَة تَامَّة بتنفيذ الدولة وَمَا يتَعَلَّق بهَا وسياسة وفطنة ونهضة واستجلاب لخواطر النَّاس وَقَضَاء حوائجهم عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا.

849 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مزِيد بن يزِيد ابْن زعازع بن كَامِل بن عنان الْمُحب الْكِنْدِيّ الورفلي الاطرابلسي المغربي الْمَالِكِي وورفلة برَاء سَاكِنة ثمَّ فَاء مَفْتُوحَة وَلَام مُشَدّدَة من نواحي تونس /. ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل فَأخذ عَن أبي الْقسم الْبُرْزُليّ وقاضي الْجَمَاعَة أبي الْقسم القسنطيني وَغَيرهمَا وَقدم علينا حَاجا فَكتبت عَنهُ فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين مَا أنشدنيه لفظا عَن صَاحبه الأديب مؤرخ الْمغرب مَنْصُور)

الْجريرِي فِيمَا أنْشدهُ لنَفسِهِ فِي وَاقعَة قَالَ وَهُوَ الْآن فِي قيد الْحَيَاة:

(لَئِن طَال خفضي عِنْد خدام بَابَكُمْ

وَلم تؤثروا بِالرَّفْع إِلَّا مخازني)

(سأنفق عمري فِي حِسَاب زمانكم

وأغلق عَن كسب الْعُلُوم مخازني)

وَكَانَ فَاضلا فصيحا. مَاتَ بعد ذَلِك.

850 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري المقسي حفيد الْعَالم الشهير الْبِسَاطِيّ وأخو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي طِفْل مرجو أمه أمة لِأَبِيهِ. ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسمع على أَبِيه وَكَذَا على المسلسل وَبَعض أجوبتي ثمَّ مَاتَ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين.

851 -

عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب كريم الدّين بن فَخر الدّين بن شرف الدّين القاهري /. أحد من نَاب عَن نَاظر الْخَاص وَيعرف بِابْن فخيرة تَصْغِير للقب أَبِيه. مَاتَ فِي سادس رَجَب سنة خمسين وَهُوَ وَالِد عبد الرَّزَّاق الْمَاضِي.

852 -

عبد الْكَرِيم بن عبد اللَّطِيف بن صَدَقَة بن عوض كريم الدّين بن

ص: 314

الزين الْمَنَاوِيّ العقبي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي وَيعرف بكريم الدّين العقبي / الْآتِي أَبوهُ وَأمه فَاطِمَة ابْنة عَليّ وَأُخْته أمة الْخَالِق فِي محالهم وَهُوَ قريب شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفنون ودأب فِي التَّحْصِيل وبرع واشتهر بالفضيلة التَّامَّة وَمن شُيُوخه الشموس الْبِسَاطِيّ والونائي والقاياتي وَأذن لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَذَا أَخذ عَن الْبُرْهَان بن حجاج الابناسي ثمَّ عَن الكافياجي وَلزِمَ الْعلم البُلْقِينِيّ بِأخرَة حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة للاسنوي وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء مِمَّن كَانَ يرافقه فِيهَا وَكَذَا من غَيرهم وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر حسن الدماطي الضَّرِير فِي ابْن المُصَنّف وَكَذَا الْبَدْر المارداني وَغَيرهمَا بل يُقَال إِن الولوي البُلْقِينِيّ أَخذ عَنهُ وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس حسن الْبشر والملتقى كثير التودد والتواضع قَلِيل التكثر بفضائله اعتنى بِهِ قَرِيبه فأسمعه المسلسل من لفظ الشّرف بن الكويك وَعَلِيهِ من لفظ الزراتيتي الرائية وعَلى الْجمال الْحَنْبَلِيّ أَشْيَاء، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي، وَحدث باليسير ودرس وَقيد كتبه بالحواشي المتقنة وَرُبمَا أفتى أجَاز لي. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن عِنْد وَالِده بِالْقربِ من قبر قَرِيبه بالقحماسية من الصَّحرَاء وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله.

853 -

عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عبيد الله بن مَسْعُود بن عبيد الله الْمَكِّيّ الشهير بِابْن عبيد الله. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

854 -

عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ توفّي بِمَكَّة فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ فِي عشر الْأَرْبَعين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.

855 -

عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن خلدون والتنوخي وَابْن صديق وَجَمَاعَة، وَدخل بِلَاد الْهِنْد وَغَابَ مُدَّة ثمَّ قدم مَكَّة وَمَا كَأَنَّهُ حدث وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ. قَالَه ابْن فَهد فِي الظهيريين.

856 -

عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن فرج الْمَكِّيّ الْقَائِد بهَا وَيعرف بنعمان /. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين بالحسبة من بِلَاد الْيمن. أرخه ابْن فَهد.

857 -

عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم كريم الدّين بن الخواجا شيخ عَليّ الْكرْمَانِي الْمَكِّيّ. / ولد بهَا سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَسمع من الزين أبي بكر ابْن الْحُسَيْن المراغي الْخَتْم من مُسلم وَمن أبي دَاوُد وَمن ابْن حبَان وَمَات فِي جُمَادَى

ص: 315

الْآخِرَة سنة سِتِّينَ بعدن. أرخه ابْن فَهد.

858 -

عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْمجِيد / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بطنتدا وَقَالَ إِن جده عبد الْمُجيب أحد خدام سَيِّدي أَحْمد. قتل فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَغسل ثمَّ صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن بتربة الشَّيْخ مبارك بِبَاب النَّصْر جوَار عَمه الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة بِحَيْثُ حكى أَن بَعضهم رأى فِي الْمَنَام قبيل قَتله بأيام الشَّيْخ وَهُوَ يَقُول من دَاخل قَبره لَا تدعوا هَذَا الصَّبِي يَجِيء إِلَى عِنْده اقْتُلُوهُ فَالله أعلم.

859 -

عبد الْكَرِيم بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر نجم الدّين الدِّمَشْقِي أَخُو الخواجا شمس الدّين مُحَمَّد / الْآتِي ووالد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الزَّمن. كَانَ تَاجِرًا مشارا إِلَيْهِ. وَمَات فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة عَن سبع وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق بعد أَن ترك أَوْلَادًا.

860 -

عبد الْكَرِيم بن أبي الْفضل بن جُلُود كريم الدّين بن الْعلم القبطي الْمصْرِيّ / كَاتب المماليك وَابْن كاتبها وَيعرف بِابْن جُلُود. مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة تخللها طلوعه للْخدمَة مرّة لظَنّه حُصُول الشِّفَاء فانتكس واستدعى السُّلْطَان بجنازته فصلى عَلَيْهِ بسبيل الْمُؤمنِينَ ثمَّ دفن فِي تربة أَبِيه تجاه تربة ابْن تغري بردى بِالْقربِ من تربة كوكاي، وَكَانَ مَعَ صغر سنه اسْتَقر فِي الْوَظِيفَة بعد أَبِيه وَصَارَ ذَا وجاهة وبراعة فِي الْمُبَاشرَة وحذق وشهامة وانعام وعلو همة وللملك إِلَيْهِ ميل وَعَلِيهِ إقبال بِحَيْثُ كَانَ مِمَّن يُرْجَى وَيخَاف وخضع لَهُ الأكابر، وَقد قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْيَسِير من الْمِنْهَاج وَرُبمَا تردد إِلَيْهِ الْبكْرِيّ وَغَيره للْقِرَاءَة وَكَانَ الْخَطِيب الوزيري من عشرائه وأخصائه ومخالطيه القائمين بمآربه سامحه الله وَعَفا عَنهُ.

871 -

عبد الْكَرِيم بن قَاسم بن عبد الْمُعْطِي كريم الدّين الْأنْصَارِيّ أَخُو عبد الْمُعْطِي. / جرده ابْن فَهد فِي ذيله وكتبته تخمينا.

862 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الشهير بالصواف /. مِمَّن تردد لمَكَّة وسكنها وَعمر بهَا بعض الدّور وَكَانَ يُسَافر مِنْهَا إِلَى الْهِنْد فِي التِّجَارَة. مَاتَ سنة سبع وَخمسين بِبِلَاد كالكوط من الْهِنْد. أرخه ابْن فَهد.

863 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد كريم الدّين الاسنائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي شَقِيق أَحْمد / الْمَاضِي وَذَاكَ أكبر وَابْن أُخْت الشّرف الْأنْصَارِيّ واخوته وَيعرف بالاسنوي. مِمَّن حفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا، وَكَانَ ينْقل من الرسَالَة فَلَعَلَّهُ حفظهَا

ص: 316

وَسمع الأول والأخير من البُخَارِيّ على أم هاني الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا، وَتزَوج ابْنة الشَّمْس الْأنْصَارِيّ أحد أَخْوَاله واستولدها أَوْلَادًا وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وتكسب بِالتِّجَارَة وتمول وَأخذ دَار الشطنوفي كَانَت بزقاق الساقية المجاور للأزهر فعملها حواصل وَغَيرهَا، وتكسب بِالتِّجَارَة وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا وَتوجه لعدن فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين للخوف مِمَّا يتوقعه هُوَ وَأَمْثَاله سِيمَا وَفِي ظنهم أَنه اختلس من تَرِكَة خَاله مَا خف حمله فَكَانَ يتَرَدَّد بَين عدن وزبيد حَتَّى مَاتَ بزبيد فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقد ناهز الْخمسين وَخلف أَوْلَادًا، وَيذكر بِمَعْرُوف وَخير وتودد وَقَضَاء حَاجَة وَكَثْرَة تِلَاوَة رحمه الله وإيانا.

864 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن خضر بن أبي بكر النَّيْسَابُورِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النَّيْسَابُورِي. شَاب سمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ لَقِيَنِي بهَا أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على نَحْو النّصْف الأول من الشفا وَسمع بَاقِيه مَعَ أَشْيَاء بل سمع دروسا فِي شرح النخبة وَغَيرهَا وَهُوَ مِمَّن يشْتَغل على السَّيِّد عبد الله وَغَيره وَله فهم فِي الْفِقْه والعربية مَعَ سُكُون وَخير وَعدم طلاقة لِسَان، وَقد سَافر مَعَ السَّيِّد ركن الدّين الْهِنْدِيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين مَعَ الردادة إِلَى الْهِنْد رَجَاء الْخَيْر فدام بهَا إِلَى الْآن.

865 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير القطب ابْن الْمُحدث التقي بن الْحَافِظ القطب الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْحلَبِي. / ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأسمع على مَشَايِخ عصره بِمصْر بإفادة أَبِيه كَابْن غالي والأحمدين ابْن كشتغدي وَابْن عَليّ المستولي والميدومي وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد الاربلي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الايوبي والعز بن جمَاعَة وأحضر على الْبَدْر الفارقي ثَانِي الافراد للدارقطني وَغَيره وَخرج لَهُ حَمَّاد التركماني جُزْءا وَلَكِن ظن شَيخنَا أَنه لم يحدث بِهِ وَأَجَازَ لَهُ ابْن القماح وَابْن الصناج وَأَبُو حَيَّان والمزي والذهبي والشهاب الْجَزرِي وَغَيرهم من المصريين والشاميين وَحدث روى لنا عَنهُ شَيخنَا وَقَالَ نه كَانَ يتَصَرَّف عِنْد الْقُضَاة والزين الفاقوسي، وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن رَجَب سنة تسع رحمه الله.

866 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار / أحد الْخِيَار مِمَّن فِيهِ رقة وَخير. مَاتَ بِمَكَّة فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد وَأَعَادَهُ فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله وَالصَّوَاب أَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن مُوسَى بن عِيسَى.

ص: 317

867 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن عمرَان الزين الْمَكِّيّ التمار وَيعرف بِابْن دردبة بمهملات ثمَّ مُوَحدَة مفتوحات وَثَانِيها سَاكن. / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ النشاوري والابناسي والعراقي وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي والصدر الْمَنَاوِيّ والدميري وَالْمجد اللّغَوِيّ وَتَمام أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ نفسا، أجَاز لي وَكَانَ أُمِّيا خيارا سَاكِنا مجيدا لنقل الشطرنج تمارا. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها.

868 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله ابْن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْقسم النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /. بيض لَهُ الْعَفِيف.

869 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ التَّاجِر / المتردد فِيهَا لليمن. مَاتَ بِمَكَّة وَقد خلف دورا ونخيلا. جرده ابْن فَهد فِي ذيله.

870 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن صَالح بن شهَاب بن مُحَمَّد كريم الدّين بن الشَّمْس الهيثمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ ووالد الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بكريم الدّين الهيثمي. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض على جمَاعَة وَأخذ يَسِيرا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال الزيتوني وَزوج الْجمال وَلَده بابنته، واستفاد من وَالِده نظما ونثرا وَقَرَأَ بِأخرَة فِي الْأَنْوَار للأردبيلي على أبي السعادات البُلْقِينِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِيهَا وتدرب بِهِ فِيهَا غير وَاحِد. وناب فِي الْقَضَاء عَن جمَاعَة مِمَّن تَأَخّر بل اسْتَقل بِقَضَاء منوف وقتا وباشر النقابة عِنْد القاياتي والسفطي ثمَّ الْمَنَاوِيّ والخدمة بالخانقاه الجمالية برغبة ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين لَهُ عَنْهَا، وَقَرَأَ فِي التَّرْغِيب والترهيب والتذكرة وَشبههَا على الْعَامَّة بِجَامِع المغاربة، وَرُبمَا خطب بِهِ، وَحج مرَارًا وجاور وباشر حسبَة السُّوق هُنَاكَ وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ قد عين لقضائه فَلم يتم وَدخل دمياط وَغَيرهَا واشتهر بالمالية واستدان مِنْهُ غير وَاحِد مِمَّن ولي الْقَضَاء، وَضاع لَهُ بِسَبَب ذَلِك جملَة، وَقد كتبت عَنهُ عَن أَبِيه أَشْيَاء وَكَانَ سليم الْبَاطِن محبا فِي التَّحْصِيل رَاغِبًا فِي أقراض من يفهم عَنهُ جر نفع وَرُبمَا أقْرض لغير ذَلِك، مَعَ علو الهمة فِي الْمَشْي وَالْحَرَكَة إِلَى أَن عجز وتواتر عَلَيْهِ الاسهال، فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى نحل وانقطعت همته. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين بمدرسة ابْن الْحَاجِب تجاه مصلى بَاب النَّصْر وَصلى عَلَيْهِ بِالْقربِ من الأهناسية فِي محفل متوسط ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رحمه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

ص: 318

871 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عوض الجدي / أحد التُّجَّار المتمولين مِمَّن لَهُ عقار وَوَصفه ابْن عزم بكريم الدّين زعيم جدة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ أَنه أنشأ بمنى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين سَبِيلا.

872 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ النَّجْم بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي، وَيعرف بِابْن عبَادَة ولد فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْعَلَاء بن الشحام وَحفظ الْمُخْتَار وعقيدة الطَّحَاوِيّ والاخسيكتي وعرضها على الشَّمْس بن الديري بل حضر دروسه فِي الْفِقْه وَغَيرهَا وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج لَقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ، وَكَانَ شَيخا حسنا متواضعا رَئِيسا نَاب فِي الْقَضَاء. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون شَرْقي الرَّوْضَة رحمه الله وإيانا.

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله. /

873 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف الخواجا جلال الدّين أَو كريم الدّين الزبيرِي نِسْبَة للزبير بن الْعَوام الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بدليم بدال مُهْملَة ثمَّ لَام مُصَغرًا وَكَذَا بِجلَال. / مِمَّن سكن مَكَّة وجدد بهَا دَارا بل عمر أَمَاكِن كَثِيرَة من عين حنين سنة سِتّ وَأَرْبَعين. وَتردد إِلَى هرموز فِي التِّجَارَة، وَدخل الْيمن، وَكَانَ خيرا محسنا للْفُقَرَاء والأرامل. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد

874 -

. عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ ابْن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة امام الدّين أَبُو الْقَاسِم بن الْجلَال أبي السعادات بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْمُحب أَحْمد ووالد أبي المكارم مُحَمَّد، وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة، / ولقبه أَبوهُ بالرافعي تبركا وَهُوَ الَّذِي اشْتهر وَأمه أم الْخَيْر سَعَادَة ابْنة الشريف أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وألفية النَّحْو وَثَلَاثَة أَربَاع الْمِنْهَاج، وَعرض الْأَوَّلين على جمَاعَة كالتقي بن فَهد والبرهان والزمزمي والزين عبد الرَّحِيم الاميوطي والمحب الطَّبَرِيّ الامام والمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي المكيين والشوايطي وَأبي البركات الهيثمي وَابْن الْهمام والشرف يَعْقُوب بن عَليّ الصنهاجي المغربي وَمُحَمّد

ص: 319

ابْن سُلَيْمَان الْجُزُولِيّ وَأحمد بن يُونُس وَيحيى القبابي وَغَيرهم من الغرباء القاطنين والواردين وأجازوه وَأَجَازَ لَهُ أَيْضا شَيخنَا والعيني وَابْن الديري والمقريزي والزين الزَّرْكَشِيّ والمحب بن يحيى الْحَنْبَلِيّ والْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء وَالشَّمْس الصَّفَدِي والصفي والعفيف الأنجيين والزين رضوَان وَجَمِيع من فِي النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد ابْن عَمه، وَسمع على أَبِيه وَأبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والشوايطي وَآخَرين بِبَلَدِهِ والأمين الاقصرائي وَأم هاني الهورينية وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا البلدانيات للسلفي فِي الْقَاهِرَة، وَحضر فِي النَّحْو عِنْد ابْن قديد وَكَانَ نازلا بِمَكَّة عِنْدهم وَابْن يُونُس وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَحضر دروسا عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعبادي وَقَرَأَ عَلَيْهِ والكافياجي والاقصرائي والبقاعي، وَكَذَا دخل بَيت الْمُقَدّس وزار الْخَلِيل أَيْضا وناب عَن أَخِيه بجدة بل وبمكة أَيْضا وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم والشفا وَقطعَة من شرح الْمِنْهَاج للمحلي وَشهد مِنْهُ زَائِد الود زَاده الله من فَضله وَحفظ عَلَيْهِ وَلَده وَجَمِيع أَهله.

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله الدَّمِيرِيّ الْعَطَّار /. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى.

875 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر بن صديق بن عَليّ بن غَازِي بن ثَابت بن ثَابت بن بَرَكَات النَّجْم أَبُو الْجُود بن الشَّمْس بن الصَّدْر الربيعي المشرقي الأَصْل ثمَّ التدمري ثمَّ الْقَارِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن صفي الدّين / خطيب جَامع قارا كأبيه وجده، ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بقارا، ولقيه ابْن فَهد فَذكر لَهُ أَنه قَرَأَ على الْبَدْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن العصياتي نصف صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة عشْرين بِسَمَاعِهِ لَهُ من ابْن فِرْعَوْن وَغَيره عَن الحجار وَأَنه قَرَأَ جَمِيعه على النُّور بن خطيب الدهشة وَأَنه أجَاز لَهُ الشهب ابْن حجي والحسباني وَابْن نشوان والشرف بن الزفتاوي، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق ثلاثيات البُخَارِيّ بقارا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمَات.

876 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين النَّوَوِيّ الشَّافِعِي /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَدِيما ثمَّ ترك وَأَقْبل على السَّعْي فِي الْقَضَاء بالبلاد فولي نوا ثمَّ بَاشر قَضَاء أَذْرُعَات مُدَّة وَلم يكن مرضيا وَكَانَ جوادا بالقرى. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس.

877 -

عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن فرو / شيخ الأميرية ومستأجر منية خلفا وقف الصرغتمشية. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ أَلين من أَبِيه وأشبه عَفا الله عَنهُ.

ص: 320

878 -

عبد الْكَرِيم الملقب جاني بك بن ميلب الْمَكِّيّ / الصَّانِع بجدة. مَاتَ شبه الْفجأَة من نزلة نزلت فِي عُنُقه منعته الْأكل وَالشرب فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر رَمَضَان سنة وَتِسْعين بجدة وَحمل لمَكَّة فصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن على والدته بتربة بني فَهد من المعلاة، وَكَانَ بارا بِوَالِديهِ واخوته.

879 -

عبد الْكَرِيم كريم الدّين بن فخيرة بفاء ثمَّ مُعْجمَة وَرَاء ثمَّ هَاء مصغر. وَالِد عبد الرَّزَّاق الْمَاضِي / وَأحد الكتبة من الأقباط بل مُسْتَوْفِي الْخَاص. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين.

عبد الْكَرِيم بن مكانس الْوَزير. / فِي ابْن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم.)

880 -

عبد الْكَرِيم السُّلَيْمَانِي الشريف /، مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

881 -

عبد الْكَرِيم الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْخَطِيب ابْن الْخَطِيب / من بَيت كَبِير: مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين. أرخه الْمُنِير.

عبد اللَّطِيف الكتبي /. فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد.

882 -

عبد اللَّطِيف بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الزين الجبرتي الجواتري الطواشي / أحد خدام الْحرم النَّبَوِيّ، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. وَمَات بهَا سنة احدى وَتِسْعين.

883 -

عبد اللَّطِيف بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن حلفا الْكَمَال الْمصْرِيّ /. مَاتَ فِي صفر سنة خمسين بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد.

884 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن اقبال الحريري الْحَنَفِيّ. وَيعرف بِابْن اقبال. / أحد صوفية الأشرفية وقراء الصّفة بهَا. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي. وَكَذَا سمع على غَيره، وتكسب فِي حَانُوت بالوراقين، وَحج غير مرّة وجاور، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مَعَ اقبال على التَّحْصِيل وحرص، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين رحمه الله.

885 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. / وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. قَرَأَ على الزين بن أبي بكر المراغي المسلسل والختم من الصَّحِيحَيْنِ. مِمَّن سَافر فِي التِّجَارَة لبلاد كالهند واليمن. وَمَات فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بفوقة من أَعمال كنباية من الْهِنْد.

886 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن شهريار الكازروني / الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ويشتهر بالدب بِمَ الدَّال الْمُهْملَة بَاشر الْأَذَان بمنارة بَاب الْعمرَة كأبيه وجده، بل نَاب فِي رياسة المؤذنين

ص: 321

بقبة زَمْزَم عَن قَرِيبه مُحَمَّد بن حُسَيْن وَلَده عبد اللَّطِيف، وَمَات بِمَكَّة سنة سبع وَعشْرين وَأمه هِيَ رقية ابْنة مُحَمَّد بن عَليّ العجمي. وَمَاتَتْ وَهُوَ طِفْل فَبَاعَ أَبوهُ مَا وَرثهُ مِنْهَا لجده لأمه فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة. أرخهما ابْن فَهد.

887 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر الشرجي الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين أَو قَرِيبا مِنْهَا.

888 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النَّجْم أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو بكر بن أبي السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. شَقِيق التقي مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي وَقت صَلَاة)

الْجُمُعَة رَابِع عشري شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَكَانَت مُدَّة حمله سَبْعَة أشهر وانقلبت أمه بِهِ وبأخيه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة لكَون خالهما الْمُحب النويري كَانَ إِذْ ذَاك قاضيها فَلَمَّا انْتقل لقَضَاء مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ انْتَقَلت بهما مَعَه إِلَيْهِ، وجود هَذَا بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة احدى وَتِسْعين بالْمقَام الْحَنْبَلِيّ وخطب بِهِ لَيْلَة الْخَتْم خطْبَة حَسَنَة بل خطب بِهِ قبل ذَلِك لَيْلَة ختم من سنة تسع وَثَمَانِينَ وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وَغَيرهمَا، وارتحل مَعَ أَخِيه إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا مَعَ التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة وَمَرْيَم الأذرعية فِي آخَرين وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ وَالْفِقْه عَن ابْن الملقن وَسمع مِنْهُ كثيرا، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ واستفاد مِنْهُ وَمن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أَشْيَاء حَسَنَة، وَعَاد لمَكَّة وَقد تبصر كثيرا فِي فنون من الْعلم وَقَرَأَ فِي الرَّوْضَة وَغَيرهَا على الْجمال بن ظهيرة ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ وَكَذَا قَرَأَ الْفِقْه على الْبُرْهَان الابناسي بِمَكَّة وَدخل الْيمن مرَارًا وَأخذ بزبيد عَن مفتيها الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة ثَانِيًا فلازم الْوَلِيّ أَيْضا وَكَذَا الْجلَال البُلْقِينِيّ والنورين فَتِيلَة الْبكْرِيّ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَأذن لَهُ الْأَرْبَعَة فِي الافتاء والتدريس والابناسي فِي التدريس خَاصَّة، وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة وَقَرَأَ بهَا عَليّ الْعِزّ بن جمَاعَة فِي مُدَّة سِنِين وَأذن لَهُ أَيْضا فِي الافتاء والتدريس فِي فنون، وَدخل تونس فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَأخذ بهَا رِوَايَة عَن قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا عِيسَى الغبريني وَغَيره، ولازم بِمَكَّة فِي سنة خمس عشرَة الحسام الأبيوردي وَأَبا عبد الله الوانوغي فَكَانَ مِمَّا أَخذه عَن أَولهمَا تأليفه فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْأُصُول فِي الْعَضُد والمنطق فِي الشمسية وَكَانَ يثني على حسن فهمه وبحثه وَعَن ثَانِيهمَا التَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية وَكَانَ يثني عَلَيْهِ كثيرا ثمَّ غض مِنْهُ لكَونه انتصر لِأَخِيهِ فِي فتيا خَالفه فِيهَا، وَدخل اسكندرية

ص: 322

سنة عشْرين ثمَّ بعْدهَا، وقطن الْقَاهِرَة مُدَّة سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس سادس جُمَادَى الثَّانِيَة أَو الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بالطاعون شَهِيدا. وَدفن قبيل الْعَصْر بتربة شَيْخه الزين الْعِرَاقِيّ خَارج بَاب البرقية وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا، وَكَانَ فِيمَا قَالَه أَخُوهُ مليح الشكالة والخصال كثير الاحسان لمن ينتمي إِلَيْهِ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة والعلوم الَّتِي أَكثر الاعتناء بهَا كالأصلين وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق كثير النباهة فِيهَا مجيدا فِي الافتاء والتدريس والفهم وَالْكِتَابَة سريعها، كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره مجَّانا، ودرس بِالْحرم وَأفْتى وَولي الاعادة بالمجاهدية بِمَكَّة وَلم يُبَاشِرهَا لغيبته بِالْقَاهِرَةِ والاعادة بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ فِي القرافة. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ سمع مَعنا كثيرا من شُيُوخنَا، ولازم الِاشْتِغَال فِي عدَّة فنون، وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة بِسَبَب الذب عَن منصب أَخِيه إِلَى أَن مَاتَ مطعونا انْتهى. وَهُوَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ النخبة تأليفه فِي سنة خمس عشرَة، بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة الَّتِي بيضها من مكتبة عَليّ ابْن الصّلاح وكتبها بِخَطِّهِ.

889 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ اليافعي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْعَدنِي الْيَمَانِيّ وَالِد عبد الله / الْآتِي. مَاتَ بعدن سنة أَربع.

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ /. صَوَاب جده عمر كَمَا بعده.

890 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عمر التقي أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس أبي الْعَبَّاس ابْن التقي أبي جَعْفَر الْأنْصَارِيّ الأسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الْجمال الأسنائي /. اشْتغل عَلَيْهِ قَلِيلا وناب عَنهُ فِي الْحِسْبَة وَعَن غَيره فِيهَا وَفِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وأعمال الأطفيحية، وَقد سمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ والمحب الخلاطي وَغَيرهمَا، وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره مِمَّن لقيناه كالصدر مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي السويفي فَإِنَّهُ سمع عَلَيْهِ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَجَازَ لكل من الْجلَال القمصي وَالشَّمْس ابْن الحفار فِي عرضه عَلَيْهِ وَكَانَ مشكورا فِي الْأَحْكَام. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين، ذكره شَيخنَا فِي الأنباء قَالَ وَلم آخذ عَنهُ شَيْئا وَسمي جده عليا وَهُوَ سَهْو، وأرخه غَيره كالمقريزي فِي عقوده فِي يَوْم السبت ثَالِث رَجَب بِالْقَاهِرَةِ وَكَأَنَّهُ أضبط.

891 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي السعودي أَخُو عَليّ / الْآتِي. كَانَ خيرا يتَكَلَّم فِي جباية وَنَحْوهَا.

891 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن

ص: 323

الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء بن قَاضِي الْقُضَاة الشهَاب أبي الْعَبَّاس السّلمِيّ الْمحلي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد الْمُحب عبد الله وَأبي بكر وَيعرف بِابْن الامام. / مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة سبع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة، أرخه التقي الفاسي، وَقَالَ شهِدت جنَازَته. قلت وَقد نَاب فِي الْقَضَاء بالمحلة وَوصف بالامام.

893 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد النَّجْم بن الشهَاب بن الضياء الْهِنْدِيّ الْمَكِّيّ أَخُو الْمجد بن أبي البقا وَأبي حَامِد /. سمع من ابْن صديق وَغَيره بِمَكَّة وَالشَّمْس بن السلعوس بِدِمَشْق، وَحفظ كتبا واشتغل فِي بَعْضهَا وَسكن مصر سِنِين وَبهَا مَاتَ فِي سنة ثَمَان عشرَة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الْأَرْبَعين، ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

894 -

عبد اللَّطِيف بن أَحْمد السراج الفوي القاهري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي /. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا واشتغل بالفقه عَليّ الأسنوي وَغير وَاحِد كالبلقيني، وَأخذ الْفَرَائِض عَن صَلَاح الدّين العلائي فمهر فِيهَا وَقَرَأَ عَليّ البُلْقِينِيّ بحلب فِي فروع ابْن الْحداد وَكَانَ قد قدمهَا وَولي بهَا قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ صرف وَولي تدريس الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة خَارج بَاب الْمقَام ثمَّ اسْتَقر لَهُ نصفهَا، وَكَانَ فَاضلا فِي الْفَرَائِض مشاركا فِي غَيره مواظبا على الِاشْتِغَال وَقِرَاءَة الميعاد على النَّاس صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة بالجامع الْكَبِير بحلب ذَا نظم كثير فَمِنْهُ فِي مدح النَّحْو والمنطق:

(إِن رمت ادراك الْعُلُوم بِسُرْعَة

فَعَلَيْك بالنحو القويم ومنطق)

(هَذَا لِمِيزَانٍ الْعُقُول مُرَجّح

والنحو اصلاح اللِّسَان بمنطق)

وَمِنْه فِي ذمّ الْمنطق:

(دع منطقا فِيهِ الفلاسفة الأولى

ضلت عُقُولهمْ ببحر مغرق)

(وأجنح إِلَى نَحْو البلاغة وَاعْتبر

إِن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق)

وَمِنْه:

(أخفيت عشق حَبِيبِي مظْهرا جلدا

فَقَالَ قولا يحاكي الدّرّ من فِيهِ)

(إِنِّي سكنت شغَاف الْقلب مُبْتَدأ

وَصَاحب الْبَيْت أَدْرِي بِالَّذِي فِيهِ)

وَله فِي فَاقِد الطهُورَيْنِ:

(وَمن لم يجد مَاء وَلَا متيمما

فَأَرْبَعَة الْأَقْوَال يحكين مذهبا)

(يُصَلِّي وَيَقْضِي عكس مَا قَالَ مَالك

وَأصبغ يقْضِي وَالْأَدَاء لأشهبا)

وَله فِيمَن يحيض:

(الْمَرْأَة الخفاش ثمَّ الأرنب

والضبع الرَّابِع ثمَّ الراب)

(وَفِي كتاب الْحَيَوَان يذكر

للجاحظ انقل عَنهُ مَا لَا يُنكر)

وَله فِي نظم عدَّة مسَائِل للحاوي وتخميس الْبردَة وَغير ذَلِك كأسئلة سَأَلَ عَنْهَا زَاده لما قدم حلب فَأَجَابَهُ عَنْهَا. قَالَ ابْن خطيب الناصرية قَرَأت عَلَيْهِ طرفا من

ص: 324

الْفَرَائِض وتخميسه للبردة وكتبت عَنهُ مَا تقدم من نظمه. مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه من حلب إِلَى الْقَاهِرَة اغتيل خَارج دمشق سنة / إِحْدَى وَذهب دَمه هدرا فَلم يعرف قَاتله رحمه الله. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.

895 -

عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر السراج أَبُو عبد الله الشرجي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء ثمَّ جِيم الزبيدِيّ بِفَتْح الزَّاي الْيَمَانِيّ الْمَالِكِي نسبا الْحَنَفِيّ مذهبا وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي. ولد فِي مستهل شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالشرجة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ ارتحل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ إِلَى زبيد فَأخذ عَن الشهَاب أَحْمد بن عُثْمَان بن بصيص فِي النَّحْو وَالْأَدب وَغَيرهمَا، وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ، ثمَّ أَخذ عَن مُحَمَّد بن أبي بكر الروكي فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَخلف شَيْخه ابْن بصيص فِي حلقته فعكف عَلَيْهِ الطّلبَة وَاسْتقر فِي تدريس النَّحْو بالصلاحية بزبيد فَأفَاد واستفاد وانتشر ذكره فِي الْبِلَاد وارتحل إِلَيْهِ النَّاس من سَائِر أنحاء الْيمن وَغَيرهَا ثمَّ أَخذ الْفِقْه على عَليّ بن عُثْمَان المتطبب وَعُثْمَان بن أبي الْقَاسِم القريني وَأبي يزِيد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج، والْحَدِيث وَالتَّفْسِير عَن عَليّ ابْن أبي بكر بن شَدَّاد، وَجمع كتبا نفيسة بِخَطِّهِ وَغَيره، واعتنى بضبطها واتقانها ودرس الْفِقْه بالرحمانية بزبيد أَيْضا ثمَّ استدعاه الْأَشْرَف فِي جملَة فُقَهَاء زبيد إِلَى مَجْلِسه فِي رَمَضَان وَالْتمس مِنْهُ شرح ملحة الْأَعْرَاب فشرحها ثمَّ أمره بنظم مُقَدّمَة ابْن بابشاد فنظمها أرجوزة فِي ألف بَيت ثمَّ نظم مُخْتَصر الْحسن بن أبي عباد وَاخْتصرَ الْمُحَرر فِي النَّحْو بل عمل مصنفا فِيهِ جيدا جعله على قسمَيْنِ فقسم فِي مُفْرَدَات الْكَلم وَالْآخر فِي المركبات وصنف الْأَعْلَام بمواضع اللَّام فِي الْكَلَام وَصَارَ شيخ النُّحَاة فِي عصره بقطره وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَشْرَف بعض تصانيفه وَغَيرهَا وَبَالغ فِي الاحسان إِلَيْهِ وَارْتَفَعت مكانته عِنْده وَكَذَا أَخذ عَنهُ ابْنه النَّاصِر تَرْجَمَة الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن، وَأما شَيخنَا فَقَالَ فِي مُعْجَمه أَبُو أَحْمد الشرجي الزبيدِيّ كَانَ أحد أَئِمَّة الْعَرَبيَّة اجْتمعت بِهِ بزبيد وَسَمعنَا من فَوَائده وَسمع عَليّ شَيْئا من الحَدِيث وَله نظم مُقَدّمَة ابْن بابشاد وَشرح ملحة الْأَعْرَاب ومقدمة فِي عُلُوم النَّحْو كَانَ الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ زَاد فِي أنبائه: وَله تصنيف فِي النَّحْو. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ رحمه الله.

896 -

عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان ابْن عماد الْمعِين أَبُو اللطائف بن الشّرف بن الْعلم الْحلَبِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط بني العجمي / أحد الْبيُوت الْمَشْهُورين بحلب ووالد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي هُوَ

ص: 325

وجده. وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر، ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة أَربع وَعشْرين وَحفظ عدَّة مختصرات واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَغَيره، وَقَرَأَ فِي كثير من الْفُنُون عَليّ الشمني وَالشَّمْس الرُّومِي وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وشارك فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا من الْفَضَائِل، وَسمع الْكثير على ابْن الْجَزرِي ولازم حَافظ بَلَده الْبُرْهَان الْحلَبِي وَوَصفه بِالْقَاضِي الْفَاضِل النَّبِيل وبرع فِي صناعَة الانشاء وتدرب فِيهَا بِأَبِيهِ وَغَيره وباشر التوقيع بِالْقَاهِرَةِ وخدم عِنْد تمراز القرمشي ثمَّ ولي كِتَابَة سر حلب فَأحْسن فِي مباشرتها وحظي عِنْد نائبنا تغري برمش ثمَّ صرف عَنْهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة على التوقيع فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين اسْتَقر مَكَانَهُ فِي نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ وَغَيرهَا من وظائفه فَأحْسن التَّصَرُّف وَصَارَ هُوَ الْقَائِم بأعباء الدِّيوَان مَعَ مزِيد حشمته ورياسته إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رحمه الله.

897 -

عبد اللَّطِيف بن الْحسن بن عبد الْملك بن يُوسُف بن أبي بكر بن يُوسُف السراج الحسني القليصي / من بَيت صَلَاح وَكَانَ هُوَ أَيْضا على قدم مبارك وحظ كَامِل من لُزُوم طَريقَة الْقَوْم وَالْمَشْي على منهجهم، وَله فِي السماع حَرَكَة مزعجة تشهد بصدقه مَعَ سَلامَة صَدره وارتفاع قدره وشأنه. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين. ذكره صَاحب صلحاء الْيمن فِي تَرْجَمَة جده يُوسُف الثَّانِي رحمه الله.

898 -

عبد اللَّطِيف بن حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد علم الدّين وسراج الدّين أَبُو الْخَيْر ابْن الْعَلامَة تَقِيّ الدّين الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة احدى وَسبعين بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل فِي قطر الندى ومقدمة ابْن عباد واللمع لِأَبْنِ جني ثلاثتها فِي الْعَرَبيَّة على جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب العوسمي التعزي وَفِي الْهِنْدِيّ الْفَرَائِض عَليّ الطّيب الْمَدْعُو بالمنار وَفِي الْفِقْه قَلِيلا على أَبِيه ولقيني فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين فَسمع على أَشْيَاء وَمن لَفْظِي المسلسل بل قَرَأَ على الابتهاج فِي اذكار الْمُسَافِر الْحَاج من نسخته بِخَطِّهِ وكتبت لَهُ كراسة وَعَاد بعد الْحَج فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة لبلده وَمثله الله سالما.

عبد اللَّطِيف بن أبي سرُور /، فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.

899 -

عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب التَّاج ابْن الْعلم القبطي الْمصْرِيّ أَخُو عبد الْملك ووالد الْمجد عبد الْملك، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان / مِمَّن ولي اسْتِيفَاء الْخَاص وَكَانَ متمولا عَارِفًا بِأُمُور الدِّيوَان وبالمتجر كثير السّكُون وَفِي لِسَانه لثغة، عمر دَارا هائلة)

بِالْقربِ من الْجَامِع أَخذ فِيهَا أَمْلَاك النَّاس

ص: 326

فَقدر أَن آل نظرها إِلَى بنت زَوجته الَّتِي كَانَت زوجا لأزبك الدوادار فباعتها فِي سنة احدى وَأَرْبَعين بأبخس ثمن وَهُوَ ألف دِينَار على العر مِمَّا أخبر بِهِ الْكَمَال كَاتب السِّرّ إِنَّه مصروفها، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وَمَات فِي رَجَب سنة احدى وَثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي تَارِيخه لكنه سَمَّاهُ عبد الْغَنِيّ وأرخه فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَالصَّوَاب مَا ذكرته.

900 -

عبد اللَّطِيف بن شمس، / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد.

901 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم الْبَدْر السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الخزرجي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الرّحال، وَيعرف بِابْن بنانة بِالْمُوَحَّدَةِ وَبَين النونين ألف وبابن غَانِم وَهُوَ أَكثر /، وَرُبمَا نسب نَفسه الغانمي، ولد فِي الْعشْرين من رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقدس وَقَرَأَ بِهِ الْقُرْآن وَبحث النَّحْو وَالصرْف على أَبِيه وَكَذَا بحث عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَفِي المعقولات على عبد الْعَزِيز الفرنوي وتسلك فِي طَرِيق الْقَوْم ولازمه نَحْو عشر سِنِين وعَلى نصر التّونسِيّ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ، وارتحل إِلَى الْمغرب فِي حُدُود سنة خمس عشرَة وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن حج من تونس سنة سبع عشرَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد وطوف بهَا وَلَقي مَشَايِخ من أَجلهم إِبْرَاهِيم المسراتي فِي مسراتا بِضَم الْمِيم بعْدهَا مُهْملَة وَآخره تَاء مثناة قَرْيَة بِبِلَاد طرابلس وَمُحَمّد المغربي الأسمر فِي تونس وَعبد الرَّحْمَن بن الْبناء والشريف أَبُو يحيى كِلَاهُمَا فِي تلمسان وَكَذَا الشَّيْخ الْحسن الْمَعْرُوف بِأبي الركاب بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف وَأحمد ابْن زاغو والفقيه يَعْقُوب العقباني قَاضِي الْأَحْكَام بتلمسان وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَرْزُوق، وَأَطْنَبَ فِي وصف عُلَمَاء الْمغرب الجميلة من الدّين وَالْكَرم والأوصاف الْحَسَنَة وَكذب الشَّائِع بَين النَّاس، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس بعد سنة عشْرين فَاجْتمع بِنور الدّين الخافي وَصَحبه وساك على يَده ورحل مَعَه إِلَى بِلَاد الشرق ولازمه ثَلَاث سِنِين وطوف مَا بَين هراة وَهَذِه الْبِلَاد وَاجْتمعَ فِي تِلْكَ الْبِلَاد بأكابر الْعلمَاء مِنْهُم بهراة الْجمال الْوَاعِظ والجلال القابني وَولد سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ، ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة، ثمَّ رَحل إِلَى الرّوم فَأَقَامَ بِهِ ثَلَاث سِنِين يسْلك طَرِيق التصوف غير مُتَرَدّد إِلَى أحد بل الأكابر فَمن دونهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ بِحَيْثُ طلبه السُّلْطَان مُرَاد باك بن عُثْمَان فَامْتنعَ فَجَاءَهُ خُفْيَة وَمَعَ ذَلِك لم يجْتَمع بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ إِلَى بعد سنة أَرْبَعِينَ فَقدم الْقَاهِرَة فقطنها)

وَكَانَ بَينه وَبَين الظَّاهِر

ص: 327

جقمق صُحْبَة أكيدة فِي حَال إمرته وبشره حِينَئِذٍ بِالْملكِ فوعده إِن ولي بِبِنَاء زَاوِيَة لَهُ بالقدس فَلم يوف لَهُ فَانْقَطع عَن النَّاس جملَة بِجَامِع ميدان الْقَمْح ظَاهر بَاب القنطرة وَكَانَ شَيخا حسنا منورا عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَالصَّلَاح سليم الْفطْرَة تقع لَهُ مكاشفات ومرائي عَجِيبَة، وَله نظم كثير وقفت لَهُ على منظومة فِي الْعَرَبيَّة قَالَ إِنَّه عَملهَا لوَلَده وسماها بِالْعقدِ وَشَرحهَا فِي كراريس سَمَّاهُ الدّرّ الْيَتِيم فِي حل العقد النظيم فرغه فِي بَيت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَمِنْه:

(إِنَّمَا النَّحْو كملح فِي الطَّعَام

إِذْ بِهِ كل تَسَاوِي فِي القوام)

(من درى النَّحْو ترَاهُ قَارِئًا

يعرف اللَّفْظ على أصل الْكَلَام)

(يتقيه كل من جالسه

من فَقِيه حاذق حبر همام)

(هاب أَن ينْطق من لم يدره

خوف لحن ولخزي فِي الملام)

(يرفع النصب كجزم دَائِما

ينصب الرّفْع إِذا جافى السَّلَام)

(يقْرَأ الْقُرْآن لَا يعرف مَا

صرف النَّحْو باعراب الْمقَام)

(وَالَّذِي يعرفهُ يرجع مَا

شكّ فِي لفظ رَوَاهُ بالسقام)

(يعرف اللَّفْظ فيبري سقمه

يعرف اللّحن بتغيير النظام)

(مَا هما فِيهِ سَوَاء عندنَا

لَيْسَ أعمى كبصير فِي الْقيام)

(كم وضيع رفع النَّحْو وَكم

وضع اللّحن رؤسا فِي الْعَوام)

(عبد اللَّطِيف الغانمي ناظمها

شهد الْأَمر عيَانًا وَالسَّلَام)

وَمِنْه مِمَّا امتدح بِهِ الزين الخافي:

(فَقُمْ واغتنم حبرًا يعز بعصرنا

وَسلم لَهُ الْأَحْوَال فِي السِّرّ والجهر)

(فقد جلت فِي الأقطار ثمَّ بِسِتَّة

كَمثل لزين الدّين لم ألق فِي الغر)

يَعْنِي إِنَّه مَا سمع بِمثلِهِ فِي الزَّمن الْمَاضِي قبل نَبينَا صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِيمَا يُقَال سِتَّة آلَاف سنة وَلَا فِيمَا بعد ذَلِك فِي أقطار الأَرْض الْأَرْبَعَة، وَمِمَّنْ ضبط أَشْيَاء من مآثره القطب الشيشيني ثمَّ حفيده نور الدّين القَاضِي ولقيه البقاعي فَكتب عَنهُ وَمَات فِيمَا أَظن مزاحما للأربعين رحمه الله.

902 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة السراج أَبُو السعادات الْقرشِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الْكَرِيم. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْيمن وَأمه زبيدية، وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم مَعَ أَبِيه لمَكَّة وَسمع من المقريزي وَأبي شعر وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمَات فِي سنة خمسين بِمَكَّة. ذكره ابْن فَهد فِي الظهيريين.

ص: 328

903 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن أَمِين الدّين بن فرشتا الْحَنَفِيّ /، وفرشتا هُوَ الْملك وَكَذَا كَانَ يكْتب بِخَطِّهِ الْمَعْرُوف بِابْن الْملك. مُتَأَخّر لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة وَله تصانيف مِنْهَا شرح الْمَشَارِق للصغاني وَشرح الْمجمع والمنار والوقاية، وكتبته هُنَا بالحدس فَالله أعلم.

904 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر التَّاج ابْن الزين بن الْعلم بن الجيعان / الْمَاضِي أَبوهُ وجده، وَهُوَ بلقبه أشهر. شَاب تدرب بِأَبِيهِ وَغَيره فِي الْمُبَاشرَة وَتصرف بأماكن وَفِي جِهَات نِيَابَة عَن أَبِيه وَغَيره مَعَ ميله لما يمِيل أَبوهُ إِلَيْهِ وَإِن كَانَ قد قَرَأَ عِنْد الشهَاب المنهلي وَغَيره، وَحج وتزايد ارتقاؤه وتموله، وَصَارَ هُوَ المستبد بِمَا كَانَ أَبوهُ يقوم بِهِ بل أَبوهُ كالمحجور مَعَه وَلم يحمد من كثيرين وَقد تزوج ابْنة عبد الرَّحِيم ابْن عَم أَبِيه الزيني عبد الرَّحْمَن وَابْنَة البدري أبي الْبَقَاء بن يحيى بن الجيعان سوى سراري حججن بخصوصهن فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين فِي أبهة زَائِدَة، وَكَانَ تحرّك ليَكُون مَعَهُنَّ فَمَا مكن، وَلما رجعن دَامَ قَلِيلا ثمَّ ابْتَدَأَ بِهِ التوعك فَمَكثَ أسبوعا ثمَّ استعجل بالحمام وطلع الْخدمَة فَلم يلبث بعد ذَلِك سوى أُسْبُوع ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الأثنين ثَانِي عشري ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ، وَدفن بتربة بني عَمه تجاه التربة الأشرفية برسباي، وَلم يلبث إِن مَاتَ بنوه فِي الطَّاعُون مِنْهَا وصولح الْملك أَولا وَثَانِيا بِمَال يبلغ مائَة ألف وَخمسين ألف دِينَار عوضهم الله الْجنَّة وَعَفا عَنْهُم.

905 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الْوَلَد السراج بن قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده، وَأمه أم ولد. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَمَات وَهُوَ ابْن تسع فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وتأسف عَلَيْهِ أَبَوَاهُ جدا عوضهم الله الْجنَّة.

906 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن زايد الْمَكِّيّ أَخُو أبي سعد / الْآتِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا وزار الْمَدِينَة وَهُوَ مبارك.)

907 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن الْمُوفق بن المحيوي الشارعي القاهري الْحَنَفِيّ الصُّوفِي / أحد مَشَايِخ الزوايا بالقرافتين، وَيعرف بِابْن عُثْمَان، ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، أرخه ابْن الْمُنِير.

908 -

عبد اللَّطِيف بن الْعَفِيف عبد الله بن إِسْمَاعِيل الْمدنِي /، مَاتَ شَابًّا بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين، أرخه ابْن فَهد.

909 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْمجِيد الجناني الأَصْل الصحراوي القاهري الْحَنَفِيّ /

ص: 329

سبط الشَّيْخ سليم، ولد بِجَامِع طشتمر حمص أَخْضَر من الصَّحرَاء، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والكنز، واشتغل عِنْد القَاضِي سعد الدّين بن الديري، والكافياجي، وناب فِي الْقَضَاء مَعَ كَونه لم يتَمَيَّز، كَانَ إِمَام تربة الْأَشْرَف قايتباي وَأحد قراء الْمُصحف بهَا، مِمَّن يزاحم عِنْد الْأُمَرَاء وَنَحْوهم. مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الْخمسين بعد أَن صَارَت لَهُ حِصَّة فِي نظر تربة طشتمر الْمَذْكُور وَيُقَال إِنَّه كَانَ لين الْجَانِب متواضعا فَالله أعلم.

910 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف التَّاج بن الجيعان أَخُو الْمُحب أبي الْبَقَاء مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما، ولد فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بدرب ابْن ميالة من بركَة الرطلي وَحفظ بعض الْقُرْآن، وَاسْتقر فِي الْمُبَاشرَة بأوقاف الظَّاهِر برقوق والناصر، وَفِي الِاسْتِيفَاء بأوقاف الزِّمَام فِيمَا تَلقاهُ شَرِيكا لِأَخِيهِ عَن أَبِيه، وبرع فِي الْمُبَاشرَة خطا وحذقا، وَحج صُحْبَة أبي الْبَقَاء بن الشرفي حِين توجه لأصلاح الْمَدِينَة وَله المام بكتب الْأَدَب وَهُوَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ لأوقاف الزِّمَام ثمَّ خلص هُوَ وَأَخُوهُ، فسافر أَخُوهُ لمَكَّة فحج ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن، فَلم يلبث أَن مَاتَ وَأما هَذَا فَمَاتَ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين فَكَانَا فِي سنة وَاحِدَة عَفا الله عَنْهُمَا وسافر فِي أثْنَاء ذَلِك بحرا مَعَ نَائِب جدة فجاور بَقِيَّة سنته وَرجع بعد الِانْفِصَال عَن الْمَوْسِم سنة سِتّ وَتِسْعين لبلاد الْيمن فَمَاتَ بهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا رحمه الله.

911 -

عبد اللَّطِيف بن عبد الْوَهَّاب بن عفيف بن وهيبة بن يوحنا تَقِيّ الدّين الملكي الْأَسْلَمِيّ الْحَكِيم ابْن أخي الشَّمْس أبي البركات بن عفيف / الَّذِي وَسطه الْأَشْرَف برسباي قبيل مَوته وَأحد رُؤَسَاء الطِّبّ والكحل ويلقب قوالح، مَاتَ.

912 -

عبد اللَّطِيف بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي الشرواتي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد وَإِخْوَته، وَيعرف بِابْن عبيد الله. / حفظ الْكَنْز والمنار وعمدة النَّسَفِيّ والحاجبية ودرس. مَاتَ سنة أَربع وَخمسين.

913 -

عبد اللَّطِيف بن عبيد بن أَحْمد العقبي الطلخاوي ثمَّ الصحراوي القاهري الشَّافِعِي، / كَانَ أَبوهُ بواب التربة الناصرية فرج بن الظَّاهِر بالصحراء فأحضر مَعَه فِي الرَّابِعَة على الْجمال الْحَنْبَلِيّ الْبَعْض من ثمانيات النجيب، وَمن فَوَائِد تَمام واستمع عَليّ الفوي ختم الدَّارَقُطْنِيّ، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَمن فِي الاستدعاء، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِرَأْس حارة زويلة وَغَيرهَا، وَحدث باليسير لقِيه الطّلبَة وَأَجَازَ، مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

ص: 330

914 -

عبد اللَّطِيف بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان الزين الدنجيهي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي البولاقي الشَّافِعِي / اشْتغل بالفرائض والحساب عِنْد بلديه عبد الْقَادِر بن عَليّ الْمَاضِي والشهاب السجيني، وبرع فيهمَا وَفِي المخاصمات وَصَارَ يقوم بمهمات مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الأتابك من ذَلِك لأختصاصه بالزيني سَالم وخدمته لَهُ بأقراء أَوْلَاده أَولا ثمَّ بِغَيْر ذَلِك وترقى وتمقته الْملك لِكَثْرَة الْمُلَازمَة فَلم يَنْفَكّ، بل استرسل حَتَّى استنزل مُحَمَّد بن الشَّمْس بن المرخم عَن مشيخة الفخرية تصوفا وتدريسا وباشرهما والبدر بن الْغَرْس عَن مشيخة الزينية ببولاق، وَكَاد أَن يَأْخُذ وظائف جَامع ابْن البازري بعد ولد النَّجْم بن حجي، وَقرر فِي التصدير بالفرائض بالأزبكية إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات، وَلم يحْتَملهُ نَاظر الفخرية فتوسل حَتَّى أرضوه وَنزل عَنْهَا وَهُوَ مِمَّن سَافر ابْن مخدومه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين، وَبَلغنِي أَنه الْتفت لمرافعة بني الزيني سَالم عِنْده.

عبد اللَّطِيف بن عُثْمَان شيخ الزوار /. مضى فِي أَبِيه عبد الْقَادِر قَرِيبا.

915 -

عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْكَمَال بن الْعَلَاء بن نَاصِر الدّين الحسني المنفلوطي ثمَّ القاهري الْموقع، وَيعرف بِابْن أخي المحروق / ولد فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنفلوط، وَسمع عَليّ ابْن الْجَزرِي والشرف الواحي والمقريزي وَشَيخنَا فِي آخَرين، وخالط ابْن الْبَارِزِيّ فَمن دونه، وَكتب التوقيع وَاقْتصر عَلَيْهِ بِأخرَة عَن المتَوَكل عَن الله الْعِزّ عبد الْعَزِيز. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين رحمه الله وإيانا.

916 -

عبد اللَّطِيف بن عَليّ الزين الشارمساحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، / كَانَ أَبوهُ من مدركي بَلَده ففارقه وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْأَرْبَعين فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْحَاوِي ثمَّ لَازم فِيهِ الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَابْن حسان والعبادي وَغَيرهم كالبدر أبي السعادات وَفِي الْفَرَائِض الزين)

البوتيجي وبرع فيهمَا وَأذن لَهُ فِي التدريس والافتاء، وتصدى لذَلِك قبل حفظه الْقُرْآن ثمَّ أقبل عَلَيْهِ حَتَّى حفظه وانتفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر الطلخاوي والأمين بن النجار، وتنزل فِي الخانقاة الصلاحية وَكَانَ ذَا إقدام وَكَلَام، وناب فِي الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَجمع فِي آدابه شَيْئا، وتحول إِلَى بولاق فسكنه وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ الخطة تدريسا وافتاء حَتَّى مَاتَ، وَقد زَاد على السّبْعين فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد مرض طَوِيل، وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الخطيري وَدفن بالقرافة رحمه الله وإيانا.

917 -

عبد اللَّطِيف بن عَليّ الْمحلي البلتاجي الأحمدي الشَّافِعِي / أَخذ عَن

ص: 331

أَبِيه وَحج وجاور سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وَسمع من إِبْرَاهِيم الزهْرَانِي شَيْئا من مَنَاقِب سَيِّدي أَحْمد، وَكَانَ يحفظ كثيرا من مناقبه وأحواله أَخذ عَنهُ ابْن الْمُنِير، وَقَالَ انه مَاتَ بعد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

918 -

عبد اللَّطِيف بن عِيسَى بن الحصباي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، / أَكثر من الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي والجوجري فِي تقسيمهما، وَكَذَا اشْتغل فِي النَّحْو وتميز فِي الألمام بالفقه، وَقد قَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ كثيرا وَحمل عني غَالب بحث الألفية وتنزل فِي الباسطية وَغَيرهَا، وَحج فِي سنة تسعين فِي ركب نَائِب جدة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا، ثمَّ عمله زَكَرِيَّا قَاضِيا وَلَا بَأْس بِهِ.

عبد اللَّطِيف بن غَانِم الْمَقْدِسِي /، فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم.

عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح، / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.

919 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْبَدْر بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري أَخُو عبد الله الْآتِي وَيعرف بِابْن الرُّومِي، / مِمَّن بَاشر النقابة عِنْد الْبَدْر بن التنسي قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَكَانَ متميزا فِي الصِّنَاعَة ضَعِيف الْخط حَسْبَمَا رَأَيْته فِي أسجال عَدَالَته خَالِي.

920 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عَليّ بن سُلَيْمَان ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ النجار أَخُو عَليّ / الْآتِي وَيعرف بالغنومي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون نِسْبَة بعض السّنَن لأبي دَاوُد، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ وعَلى أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْمَالِكِي وَالْفَخْر القاياتي الشفا بِفَوَات لم يعين، وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الأبارهيم ابْن عبد الله بن عمر الصنهاجي وَبَان عَليّ فَرِحُونَ والابناسي وَابْن صديق وَكَذَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والصردي وَابْن عَرَفَة وَابْن حَاتِم والمليجي، أجَاز لي، وَكَانَ أُمِّيا يتكسب بِالتِّجَارَة ماهرا فِيهَا. مَاتَ فِي)

الْمحرم سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة رحمه الله.

921 -

عبد اللَّطِيف بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز التقي أَبُو الْفَتْح الْأَنْبَارِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / أحد الاخوة وَيعرف بِابْن الْأَمَانَة، درس بعد موت وَالِده بعناية الْعَلَاء القلقشندي فِي الحَدِيث بالمنصورية وَفِي الْفِقْه بالهكارية فَكَانَ الْعَلَاء يكْتب لَهُ عَلَيْهِمَا فيحفظه ثمَّ يلقيه، وَكَانَ كثير الْحيَاء سَاكن الْحَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَإنَّهُ كَانَ مشكور السِّيرَة على صغر سنه. مَاتَ وَهُوَ شَاب يَعْنِي عَن ثَلَاث وَعشْرين تَقْرِيبًا فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشري ذِي

ص: 332

الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد أَن أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد خلق.

922 -

عبد اللَّطِيف بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الزين الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي الْعَطَّار أَبوهُمَا / وَرَأَيْت من نسبه الشريفي وَيعرف بالحجازي، ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَده ياسين فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة وَثَمَانمِائَة وَرَأَيْت من يَقُول بل قبلهَا بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وَسمع الحَدِيث على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا قريب الْخمسين وَآخِرهَا فِي سنة ثَمَانِينَ، وَسمع بهَا على شَيخنَا وَغَيره، بل دخل الشَّام والصعيد وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل بر سواكن، وَتزَوج هُنَاكَ وَهُوَ مِمَّن أعرفهُ قَدِيما، وَحضر مجالسي بِالْقَاهِرَةِ بل قَرَأَ عَليّ بِأخرَة فِي لطائف المنن وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ وَلَا بَأْس بِهِ فِيهَا، وَآل أمره إِلَى أَن كف وَانْقطع بمنزله مديما للتلاوة لما يحفظه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد. ثمَّ دفن رحمه الله وإيانا.

923 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن السراج أَبُو المكارم بن الولوي أبي الْفَتْح بن أبي المكارم بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / وَالِد المحيوي عبد الْقَادِر الْمَاضِي، وحفيد عَم وَالِد التقي الفاسي، ولد فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتفقه وَسمع من النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي والشهاب بن ظهيرة وَأحمد بن حسن ابْن الزين وَالْفَخْر القاياتي وَابْن صديق والابناسي وَابْن الناصح فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه على الأول البلدانيات للسلفي وجزء ابْن بجيد، وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ والتنوخي وَابْن الملقن وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيتمي وَأحمد بن)

أقبرص والسويداوي والحلاوي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَمَرْيَم الأذرعية وَخلق، وَخرج لَهُ التقي بن فَهد مشيخة وَكَانَ أَبوهُ مالكيا فتحول هُوَ حنبليا وَولي امامة مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة بعد موت ابْن عَمه النُّور عَليّ ابْن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد الْآتِي، ثمَّ قضاءها فِي سنة تسع فَكَانَ أول حنبلي ولي قَضَاء مَكَّة، وَاسْتمرّ فِيهِ حَتَّى مَاتَ مَعَ كَثْرَة أَسْفَاره وغيبته عَن مَكَّة، بل كَانَ يسْتَخْلف هُوَ من يختاره من أقربائه، غير أَنه عزل سنة وَلَكِن لم يل فِيهَا عوضه ثمَّ أُعِيد وأضيف إِلَيْهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين مَعَ قَضَائهَا الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَصَارَ قَاضِي الْحَرَمَيْنِ، وسافر إِلَى بِلَاد الشرق غير مرّة وَاجْتمعَ بالقان معِين الدّين

ص: 333

شاه رخ بن تيمورلنك فِيهَا وَكَانَ يُكرمهُ غَايَة الاكرام ويسعفه بالعطايا والانعام، لحسن اعْتِقَاده فِيهِ ومزيد محبته لَهُ، واقتفى وَلَده الوغ بك وَغَيره من قُضَاة تِلْكَ بِحَيْثُ سَمِعت وَصفه بمزيد الْكَرم والاطعام من غير وَاحِد من ثِقَات شُيُوخنَا فَمن دونهم، وَيُقَال إِنَّه رَجَعَ من بعض سفراته بِنَحْوِ عشْرين ألف دِينَار فَمَا استوفى سنته حَتَّى أنفدها، وَكَانَ شَيخا خيرا دينا مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ، بَعيدا عَن الرِّشْوَة بل رُبمَا كَانَ لفرط كرمه يهب لمن يَأْتِي إِلَيْهِ فِي محاكمة أَو حَاجَة، سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس، متواضعا متوددا ذَا شيبَة نيرة ووقار، ضخما محببا للخاصة والعامة مُفِيدا من أَحْوَال مُلُوك الشرق وَنَحْوهم مَا امتاز على غَيره فِيهِ بمشاهدته مَعَ نقص بضاعته حدث باليسر، أجَاز لي، وَتزَوج بِأخرَة بابنة للعلاء حفيد الْجلَال البُلْقِينِيّ واستولدها، لَكِن انْقَطع نَسْله مِنْهَا وَله حِكَايَة فِي عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز، وَذكره المقريزي فِي عقوده، وَقَالَ: لم يزل سلفه فُقَهَاء مالكية، فَلَمَّا أَحْدَثُوا بِمَكَّة قَاض للحنفية وقاض للمالكية وَصَارَ بهَا ثَلَاثَة قُضَاة أحب أَن يكون رَابِع الثَّلَاثَة، فَقَالَ أَنا حنبلي، وسعى فِي أَن يكون بِمَكَّة، مَاتَ بعد تعلله مُدَّة بالاسهال وَرمى الدَّم فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر وَدفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.

924 -

عبد اللَّطِيف أَخ للَّذي قبله أكبر مِنْهُ، / مَاتَ فِي.

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد /. يَأْتِي فِيمَن جده عبد الله.

925 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الزين ابْن أبي الْفضل بن الزين بن نَاصِر الدّين أبي الْفتُوح بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.)

926 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن ذَاكر بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر السراج الكازروني الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمُؤَذّن بهَا. ذكره الفاسي فِي تاريخها وَقَالَ إِنَّه كَانَ بعد موت بعد الله بن عَليّ رَئِيس المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام قرر مُؤذنًا عوضا بمنارة بَاب بني شيبَة بِبَعْض معلومه فباشر الْأَذَان بهَا فِي وَظِيفَة الرياسة حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يعاني السّفر إِلَى سواكن للسبب فِي الْمَعيشَة معتنيا بِحِفْظ الْوَقْت مَنْسُوبا لخير وعفاف، مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَلم يبلغ الْأَرْبَعين فِيمَا أَحسب وَتُوفِّي قبله وَبعده جمَاعَة من أَوْلَاده وَزَوجته فِي الطَّاعُون الَّذِي كَانَ بِمَكَّة فِيهَا قَالَ ابْن فَهد وَكَانَ

ص: 334

خيرا سَاكِنا مُبَارَكًا وَخلف ولدا بَالغا يُسمى أَبَا بكر ولي بعده الْأَذَان ثمَّ دخل الْمغرب والتكرور بعد الثَّلَاثِينَ صُحْبَة امام الْمَالِكِيَّة عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ النويري فَمَاتَ هُنَاكَ.

927 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن شاه رخ بن تيمورلنك /. قتل وَالِده وَاسْتقر عوضه فعاجله عَمه قبل تَمام شهر وَقَتله وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَخمسين كَمَا أَشرت لَهُ فِي أَبِيه.

928 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج بن أبي السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد الرَّحْمَن وَأبي الْخَيْر / الْمَذْكُورين وأبوهما وَقَرِيب عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَاضِي، ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وأحضر عَليّ ابْن صديق سَجدَات الْقُرْآن للحزي وَغَيرهَا واسمع عَليّ الزينين المراغي والطبري وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك والفرسيسي وَأَبُو الطّيب السحولي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وَولي امامة الْمقَام الْمَالِكِي بِمَكَّة فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ صرف وَكَانَ قد حضر فِي الْفِقْه دروس وَالِده وَعَمه أبي حَامِد وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة، مِنْهَا فِي سنة سبع وَعشْرين مَعَ أَبِيه وأخيه وسمعوا عَليّ الفوي من لفظ الكلوتاتي فِي الدَّارَقُطْنِيّ وَآخِرهَا فِي أول سنة سبع وَخمسين وَمِنْهَا توجه إِلَى دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل ثمَّ توجه لبلاد الْمغرب فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَرجع وَكَانَ يكثر الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة بِحَيْثُ تَتَكَرَّر لَهُ فِي السّنة الْوَاحِدَة، وَرُبمَا كَانَ يتَوَجَّه فِي درب الْمَاشِي مَاشِيا إِلَى أَن كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَتوجه اليها مَعَ الْحَاج ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا دون شهر ثمَّ عَاد اليها فاستمر بهَا أشهرا وَمَات فِي / لَيْلَة السبت تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة الشَّرِيفَة وَدفن بِالبَقِيعِ رحمه الله وإيانا وَهُوَ مِمَّن أجَاز لنا.

929 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير الزين بن التقي بن الْحَافِظ القطب الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي وَهَذَا أَصْغَر وَيعرف بالحلبي، / ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عبد الْهَادِي وأسمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ المسلسل ومشيخة النجيب الْكُبْرَى وَحدث قرأهما عَلَيْهِ شَيخنَا، قَالَ وَكَانَ وقورا خيرا حسن السمت، مَاتَ فِي وسط صفر سنة أَربع وبخط الكلوتاتي إِنَّه فِي ربيع الآخر وعَلى الأول اقْتصر المقريزي فِي عقوده تبعا لشَيْخِنَا.

ص: 335

930 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْوَلَد سراج الدّين بن القطب أبي الْخَيْر الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه، عرض على الْأَرْبَعين النووية والجرومية فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل فِي سنة سبع وَتِسْعين وكتبت لَهُ.

931 -

عبد اللَّطِيف بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو واشتغل يَسِيرا وَسمع عَليّ الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح وَأبي الْفرج ابْني المراغي وتلا بالسبع على السَّيِّد الطباطبي، وَمَات مقتولا فِي اللجون بدرب الشَّام بعد الْخمسين تَقْرِيبًا.

932 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْيَمَانِيّ المحالبي، / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

933 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد التقي أَبُو الطّيب الزفناوي القاهري الشَّافِعِي، أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد / الْآتِي، نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض على ابْن الملقن والعراقي وَولده والهيتمي والبرماوي والزين الفارسكوري والشهاب الْحُسَيْنِي، وأجازوه وتكب بِالشَّهَادَةِ، بل بَاشَرَهَا فِي ديوَان تمرباي رَأس نوبَة النوب وَتقدم عِنْده. وَكَذَا بَاشر بِأخرَة عمَارَة الْجَامِع الزيني ببولاق. وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ رحمه الله.

934 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عبد الْملك الزين بن الشَّمْس بن الْجمال المغربي الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي ابْن عَم جد عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن عُثْمَان بن عبد الله / الْآتِي، فعثمان ووالد هَذَا اخوان وسلفه كلهم فُقَهَاء، وجده الْأَعْلَى عبد الله كَانَ مغربيا من أنَاس يعْرفُونَ ببني البخشور، فَقدم إِلَى دميرة فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ يعرف فِيهَا بالشيخ عبد الله ابْن البحشور المغربي وَله هُنَاكَ مَسْجِد مَشْهُور بِهِ، وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء لَهُ كرامات شهيرة فِي تِلْكَ الْبِلَاد مِنْهَا إِنَّه كَانَ كثير الْكِتَابَة للمصاحف وَلَا يُوجد فِي شَيْء مِنْهَا شَيْء من الْغَلَط وَذكر إِنَّه كَانَ إِذا وضع الْقَلَم ليكتب الْغَلَط جف حبره وَلم يُؤثر فِي الْوَرق فَيرجع إِلَى نَفسه فيتذكر وَيكْتب الصَّحِيح، وأنجب وَلَده عبد الله وَاسْتمرّ هُوَ وَذريته بدميرة إِلَى أَن انْتقل جده الْجمال مُحَمَّد إِلَى جوجر فأنجب بهَا وَلَده الْجمال عبد الله فاشتغل بالفقه والقراءات فَتلا بِالسَّمْعِ على الشَّيْخ الْوَلِيّ مُحَمَّد

ص: 336

المرشدي واستمروا بجوجر إِلَى أَن ولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا رَآهُ بِخَط أَبِيه وتلا بهَا الْقُرْآن لأبي عَمْرو عَليّ الْفَقِيه شُعَيْب وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج أَظُنهُ الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والمفصل للزمخشري والملحة والجمل للزجاجي والمقامات الحريرية والبردة وَشَرحهَا لِأَبْنِ الخشاب والشقراطسية وَشَرحهَا لبَعض الأندلسيين وَعرض بَعْضهَا على السراج البُلْقِينِيّ وَغَيره وَأخذ الْفِقْه والنحو فِي جوجر عَن الْبَدْر النابتي، وَكَانَ مُتَمَكنًا فِي الْعلم مُعظما جدا عِنْد السراج البُلْقِينِيّ وَعَن الزين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد الكرميني قَاضِي الْمحلة وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَأخذ الْفِقْه فَقَط عَن الْبُرْهَان البيجوري والنحو عَن غير الْمَذْكُورين وَبحث المقامات عَليّ الشَّمْس الحبتي الْحَنْبَلِيّ شيخ الخروبية وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين فقطنها إِلَى بعد الثَّلَاثِينَ ومدح شَيخنَا بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر، وَكتب عَنهُ البقاعي مَا زعم أَنه مدحه بِهِ:

(وَلما إِن بدا برهَان شَيْخي

وَقد وضح الدَّلِيل بِلَا نزاع)

(تمثل كعبة تجلي لفكري

وَكم شرفت بقاع بالبقاعي)

مَاتَ قريب الْأَرْبَعين تَقْرِيبًا.

935 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله وَيُقَال أَحْمد الْحِمصِي الأَصْل الْمَقْدِسِي البلان. / ولد بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَسمع على أمه غزال عتيقة القلقشندي منتقى فِيهِ خَمْسَة عشر حَدِيثا من نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بسماعها لجَمِيع النُّسْخَة عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَحدث بِهِ قرأته عَلَيْهِ بِبَاب الصلاحية من بَيت الْمُقَدّس، وَكَانَ خيرا متكسبا بِالْخدمَةِ فِي الْحمام وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا.)

936 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن يفتح الله سراج الدّين أَو زين الدّين بن الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي عَم عَليّ بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن يفتح الله. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة باسكندرية، وَمَات بِمَنْزِلَة خليص رَاجعا من الْحَج سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رحمه الله، لقِيه البقاعي.

937 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود السنباطي ثمَّ القاهري الْعَطَّار أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي أول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْيَسِير وَقدم مَعَ أَبِيه وأخيه الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَكَانَ مَعَ أَبِيه فِي التَّسَبُّب بحانوت من بَاب الزهومة فِي الْعطر وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ خلق، وَحج مرَارًا وجاور غير مرّة وارتفق بِهِ الطّلبَة وَنَحْوهم

ص: 337

فِي الاستجرار مِنْهُ مَعَ صدق اللهجة والسكون والمداومة على معيشته والتوجه لسَعِيد السُّعَدَاء ثمَّ بعد موت أَبِيه صاهر الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي على ابْنَته وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد وأثرى وَلزِمَ بعد موت أَخِيه أَيْضا طَرِيقَته فِي الانهماك وَلكنه مَا كَانَ بأسرع من انْقِطَاعه بالفالج وَخَلفه وَلَده الْكَبِير فِي الْحَانُوت.

938 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أوحد الدّين بن أبي الْفضل ابْن الشّحْنَة أَخُو الْمُحب مُحَمَّد والوليد / الآتيين، ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ والبدر بن سَلامَة، وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن قَارِئ الْهِدَايَة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأذن لَهُ وَولي قَضَاء صفد مرَارًا وناب فِي الْقَاهِرَة عَن التفهني وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، أَفَادَهُ أَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد.

939 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب القاهري الكتبي وَيعرف بالسكري / شيخ مسن لَهُ طلب وَفِيه فَضِيلَة يَحْكِي عَن البُلْقِينِيّ وطبقته وَكَانَ من أَكثر الكتبيين كتبا وفيهَا الْكثير من الكراريس الملفقة والأجزاء المخرومة الَّتِي كَانَ يَأْخُذهَا من التّرْك ثمَّ يسهر اللَّيَالِي المتوالية على الشمع وَنَحْوه ليكمل بَعْضهَا من بعض وَقل أَن يتَحَصَّل مِنْهُ كَبِير أَمر وأذهب فِي ذَلِك مَالا كثيرا كل هَذَا مَعَ يبسه فِي البيع. مَاتَ ظنا بعد الْخمسين عَفا الله عَنهُ.

940 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الزين الصَّفَدِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بصفد وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والكافية فِي النَّحْو لِأَبْنِ مَالك وألفيه الحَدِيث وتفقه بِبَلَدِهِ على الشَّمْس بن حَامِد وَأخذ عَنهُ فِي الْأُصُول والعربية وَغَيرهَا وصاهره على ابْنَته وَأخذ بِدِمَشْق عَن الزين خطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والبلاطنسي فِي آخَرين وَلَكِن جلّ انتفاعه انما هُوَ بصهره وَحج مَعَه فِي سنة ثَمَانِينَ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي الْجَامِع الظَّاهِرِيّ الْمَعْرُوف بالأحمر نِيَابَة عَن صهره ثمَّ اسْتَقر فِيهِ بعده وَكَذَا خَلفه فِي الافتاء والتدريس، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسعين وَقَرَأَ عَليّ فِي أول الَّتِي بعْدهَا فِي البُخَارِيّ وَسمع مني المسلسل وأجزت لَهُ ولأولاده وَهُوَ إِنْسَان فَاضل متواضع أَرْجُو تنزهه عَن مُعْتَقد صهره.

941 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد زين الدّين بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين الفارسكوري الشَّافِعِي / أحد شهودها وَيعرف بِابْن قويمة بِضَم الْقَاف ثمَّ وَاو وَمِيم ثمَّ هَاء، ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بفارسكور وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والميقات وتميز وتكسب

ص: 338

بِالشَّهَادَةِ وَمن شُيُوخه الشهَاب البيجوري وَهُوَ مِمَّن سمع مني بالفاهرة.

942 -

عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأسيوطي القاهري الْبَزَّاز أَخُو عَليّ وَالِد أَهلِي / الْآتِي. مَاتَ بعد أَن افْتقر جدا عدي عَلَيْهِ بِالْقربِ من انبابة فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بالوراق رحمه الله.

943 -

عبد اللَّطِيف بن منقورة أحد الكتبة من الأقباط وَعم عبد الباسط ابْن يَعْقُوب / الْمَاضِي.

944 -

عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْيَمَانِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالمشرع / أَيْضا.

945 -

عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بِفَتْح أَوله ابْن مُوسَى بن صَالح السراج الْقرشِي المَخْزُومِي / فِيمَا كتبه الْمزي لِأَبِيهِ حِين أثبت لَهُ بعض الأسمعة الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف باليبناوي، ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وكتبا واشتغل قَلِيلا فِي الْعَرَبيَّة وجود الْكِتَابَة وَسمع من ابْن صديق والشهاب بن ظهيرة وَبِه تفقه ولازم دروسه كثيرا وَكَانَ بِأخرَة أَكثر النَّاس تسجيلا عَلَيْهِ لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ بل كَانَ يسجل على غَيره من حكام مَكَّة وناله اهانة زَائِدَة من بَعضهم لعدم تلطفه فِي مخاطبتهم، وناب عَن الْجمال بن ظهيرة فِي الْعُقُود بوادي نَخْلَة وَفِي الاصلاح بَين النَّاس هُنَاكَ وَأم بقرية بشرا من وَادي نَخْلَة أَيْضا وأصابه بهَا مرض تعلل بِهِ أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي النّصْف الثَّانِي من رَجَب سنة ثَمَان عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ دينا عَارِفًا بالوثائق وَالْفِقْه ذكيا كيس الْعشْرَة لطيفا، تَرْجمهُ الفاسي.

946 -

عبد اللَّطِيف بن مُوسَى الكجراتي /، لَهُ ذكر فِي عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد البطايني.

947 -

عبد اللَّطِيف بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد النُّور المغربي الأَصْل الطويلي الْمَالِكِي الشَّاعِر /، ولد سنة احدى وَثَمَانمِائَة بالطويلة من الغربية بشاطئ النّيل من عمل الدمار وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل فِي سنة خمس وَعشْرين إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي ابْن الْجلاب على الزين عبَادَة واشتغل يَسِيرا وتدرب بالسراج عمر الأسواني ثمَّ بالبدر البشتكي فِي النّظم وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا بل نَاب فِي الْمحبَّة عَن قضاتها وتعاني نظم الشّعْر وَخمْس الْبردَة فِي ثَلَاثَة تخاميس واستحذى بِشعرِهِ الأكابر وَغَيرهم وَكتب إِلَيّ بِأَبْيَات سَمعتهَا مَعَ غَيرهَا مِنْهُ وَأكْثر نظمه لَيْسَ بالطائل وَلَا كَانَ بالثبت. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان

ص: 339

وَسبعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.

948 -

عبد اللَّطِيف بن هبة الله بن مُحَمَّد ظهير الدّين بن أرشد الدّين بن نور الدّين الْبكْرِيّ الكتكي الشِّيرَازِيّ نزيل مَكَّة /، قَالَ الطاووسي قَرَأت عَلَيْهِ قبل الثَّمَانمِائَة الْقُرْآن ومقدمات الْعُلُوم وَأَجَازَ لي وانتقل من شيراز إِلَى مَكَّة فجاور بهَا حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وعظمه.

949 -

عبد اللَّطِيف افتخار الدّين الْكرْمَانِي الْحَنَفِيّ، / قدم الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأنزل بقاعة الشَّافِعِيَّة من الصالحية وتصدى للاقراء وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين قَاسم وَالشَّمْس الأمشاطي وَحكى لي عَنهُ أَنه سَمعه يَقُول طالعت الْمُحِيط للبرهاني مائَة مرّة، وَكَانَ فصيحا مستحضرا لفروع الْمَذْهَب مَعَ الْخِبْرَة التَّامَّة بالمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ يَقُول فِي تلامذتي من هُوَ أفضل من الشرواني، وَبحث مَعَ الْعَلَاء البُخَارِيّ فِي دلَالَة التمانع وألزمه أمرا شَدِيدا وأفرد فِي ذَلِك تصنيفا وَوَافَقَهُ على بَحثه النظام الصيرامي وتعصب جمَاعَة كالقاياتي حمية لشيخهم وَقَالَ للبدر بن الْأَمَانَة أحفظ ألوفا من الأسئلة التفسيرية وَله على كتبه الْعَقْلِيَّة والنقلية حواش متقنة كَثِيرَة الْفَوَائِد وسافر مِنْهَا فحج ثمَّ عَاد وَنزل بزاوية تَقِيّ الدّين عِنْد المصنع تَحت القلعة وَاسْتمرّ إِلَى أول ولَايَة الظَّاهِر جقمق فَرجع إِلَى بِلَاده، وَيُقَال إِنَّه توفّي يَوْم وُصُوله وَحصل لَهُ بِعَيْنِه خلل، وَالثنَاء عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَالصَّلَاح كثير، وَكَانَ لَهُ خَال يَقُول عَنهُ إِنَّه شرح الْبَيَان للطيبي وَيَقُول عَن الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ إِنَّه عَالم رحمه الله.

950 -

عبد اللَّطِيف زين الدّين الطواشي الرُّومِي المنجكي العثماني الطنبغا / مِمَّن خدم بعد موت سَيّده فَاطِمَة ابْنة منجك فَعرف بِهِ ثمَّ انْتقل لخدمة جقمق الأرغون شاوي نَائِب الشَّام فَلَمَّا قَتله الظَّاهِر ططر استخدمه وَجعله من خَاص جمداريته فدام سِنِين مَعَ ملازمته خدمَة الطَّائِفَة القادرية إِلَى أَن وَقع بَينهَا وَبَين الرفاعية تنَازع فِي أَوَاخِر الْأَيَّام الأشرفية برسباي فَشَكَاهُ حسن نديمه إِلَيْهِ فَطَلَبه وَقَالَ لَهُ أَنْت جمدار أم نقيب وضربه وَأخرجه من الجمدارية فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر ولاه مقدم المماليك بعد الْقَبْض على خشقدم اليشبكي فدام مقدما سِنِين وَحج أَمِير الركب الأول مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ انْفَصل بجوهر النوروزي نَائِبه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأقَام بطالا يتَرَدَّد لثغر دمياط لعمارة لَهُ هُنَاكَ فِيهَا مآثر إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشري صفر سنة احدى وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وَكَانَ دينا خيرا صَالحا متواضعا كَرِيمًا محبا فِي الْفُقَرَاء رحمه الله وإيانا.

ص: 340

عبد اللَّطِيف الدنجيهي. / فِي ابْن عُثْمَان بن سُلَيْمَان.

951 -

عبد اللَّطِيف الرُّومِي الاينالي الطواشي. / مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَخمسين عَن نَحْو الْمِائَة وَورثه حفيدا مُعْتقه أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا أَمِير عَليّ بن إينال.

952 -

عبد اللَّطِيف الشَّامي الْعَطَّار بِمَكَّة /. مَاتَ بهَا فِي صفر وَتِسْعين وَكَانَ يُوجد عِنْده من الأعشاب والعطر مَا ينْفَرد بِهِ وَلذَا يجْتَهد فِي التغالي فِي بيعهَا بغلظة ويبس عَفا الله عَنهُ.

953 -

عبد اللَّطِيف القجاجقي الْأَشْرَف برسباي / أحد الْخَواص من السقاة دَامَ كَذَلِك إِلَى أَن أبْطلهُ الظَّاهِر جقمق فِي أَوَائِل أَيَّامه وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ مَذْكُورا بِالْكَرمِ ومحبة أهل الْعلم وَالْفضل وَهُوَ صَاحب الْجَامِع المشرف على بركَة الفهادة بِالْقربِ من حدرة الكماجيين رحمه الله.

954 -

عبد اللَّطِيف الناصري الساقي /، مَاتَ سنة سبع.

955 -

عبد اللَّطِيف النشيلي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي صهر الزين زَكَرِيَّا، / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.

انْتهى الْجُزْء الرَّابِع، ويليه الْجُزْء الْخَامِس وأوله: عبد الله

ص: 341