المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه - العقيدة الواسطية - ت ابن مانع

[ابن تيمية]

الفصل: ‌الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه

‌مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم (1)

الحمد لله الذي (2) أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه (3) وعلى آله وسلم تسليماً مزيدا.

أما بعد: فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، أهل السنة والجماعة، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره.

‌الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه

ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل (4)

بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

(1) قوله بسم الله، الجار والمجرور متعلقان بمحذوف والمختار كونه فعلاً خاصاً متأخراً والتقدير أؤلف حال كوني مستعيناً بذكر الله متبركاً به ولفظ الجلالة دال على الصفة القائمة به تعالى وهي الإلهية قال ابن عباس: الله ذو الإلهية والعبودية على خلقه أجمعين، قوله الرحمن الرحيم صفتان لله فالرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم يظهر ذلك بتأمل قوله تعالى (وكان بالمؤمنين رحيما).

(2)

قوله الحمد لله نقيض الذم وهو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية، والشكر لا يكون إلا على المتعدية ويكون باللسان والجنان والأركان كما قال الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجّبا

(3)

قوله: صلى الله عليه وسلم أصح ما قيل في صلاة الله على عبده هو ما ذكره البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال: صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة.

(4)

قوله: من غير تحريف ولا تعطيل، قال الراغب تحريف الشيء إمالته =

ص: 2

فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته (1) ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه (2) لأنه سبحانه لا سميّ (3) له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له (4) ولا يقاس

= كتحريف القلم. وتحريف الكلام: أن نجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين. قال الله عز وجل (يحرفون الكلم عن مواضعه) وصفات الله داله على معان قائمة بذات الرب جل جلاله لا تحتمل غير ذلك فيجب الإيمان والتصديق بها وإثباتها لله إثباتاً بلا تمثيل لأنه ليس كمثله شيء وتنزيهاً له تعالى عن مشابهة خلقه بلا تعطيل، والتعطيل جحد الصفات الإلهية وإنكار قيامها بذاته تعالى كما هو قول المعتزلة والجهمية، وكذلك لا تكيف صفاته كما لا تكيف ذاته ولا تمثل ولا تشبه بصفات المخلوقين لأنه ليس له كفء ولا مثيل، ولا نظير، ويرحم الله ابن القيم حيث قال:

لسنا نشبه وصفَه بصفاتنا

إن المشبِّه عابدُ الأوثان

كلاّ ولا نُخليه من أوصافنا

إن المعطِّل عابدُ البهتان

من شبَّه الله العظيم بخلقه

فهو الشبيه لمشْركٍ نصراني

أو عطَّل الرحمن من أوصافه

فهو الكفور وليس ذا الإيمان

(1)

الإلحاد إما يكون بجحدها وإنكارها، وإما بجحد معانيها وتعطيلها، وإما بتحريفها عن الصواب وإخراجها عن الحق بالتأويلات، وإما بجعلها اسماً لهذه المخلوقات كإلحاد أهل الإلحاد.

(2)

لأن الصفة تابعة للموصوف فكما أن الموصوف سبحانه لا تعلم كيفية ذاته فكذلك لا تعلم كيفية صفاته مع أنها ثابتة في نفس الأمر.

(3)

أي مثيلاً ونظيراً يستحق اسمه وموصوفاً يستحق صفته على التحقيق، وليس المعنى ما نجد من يتسمى باسمه إذ أن كثيراً من أسمائه قد يطلق على غيره لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كان معناه كما إذا استعمل في غيره.

(4)

الأنداد: الأمثال والنظراء، فكل من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله رغبة فيه أو رهبة منه فقد اتخذه نداً لله لأنه أشرك مع الله فيما لا يستحقه غيره وذلك كحال عباد الأموات الذين يستعينون بهم وينذرون لهم ويحلفون بأسمائهم.

ص: 3

بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه. ثم رسله صادقون مصدوقون، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون، ولهذا قال (سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين) فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمىَّ به نفسه بين النفي والإثبات، فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول: (قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد) وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسِيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما - أي لا يَكْرِثه ولا يُثْقِلُه (1) - وهو العلي العظيم) ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وقوله سبحانه: (هو الأول والآخِر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) وقوله سبحانه: (وتوكل على الحي الذي لا يموت) وقوله (وهو العليم الحكيم)، (وهو الحكيم الخبير)، (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها) - (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر

(1) قال في القاموس وشرحه: كرثة الأمر والغم يكرثه بالكسر ويكرثه بالضم اشتد عليه وبلغ منه المشقة، قال وكل ما أثقلك فقد كرثك، قال الأصمعي لا يقال كرثة وإنما يقال أكرثه.

ص: 4

وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) وقوله: (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) وقوله: (لتعلموا أنَّ الله على كل شيء قدير وأنَّ الله قد أحاط بكل شيء علماً) وقوله: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) وقوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقوله:(إن الله نِعِمَّا يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً) وقوله: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله) - (ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) وقوله: (أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يُتلى عليكم غير محلىِّ الصيدِ وأنتم حُرُم.

إن الله يحكم ما يريد)، وقوله:(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء) وقوله: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) - (وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) - (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين) - (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وقوله: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وقوله: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) وقوله: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص) وقوله: (وهو الغفور الودود) وقوله: (بسم الله الرحمن الرحيم) - (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما) - (وكان بالمؤمنين رحيما) - (ورحمتي وسعت كل شيء) - (كتب ربكم على نفسه الرحمة) - (وهو الغفور الرحيم) - (فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين) وقوله: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقوله: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه) وقوله: (ذلك بأنهم اتَّبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه)، وقوله:(فلما آسفونا انتقمنا منهم) وقوله: (ولكن كرهَ الله انبعاثهم فثبطهم) وقوله: (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) وقوله: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر)، وقوله: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم

ص: 5

الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) - (كلا إذا دُكَّت الأرض دكاً دكا وجاء ربك والملك صفاً صفا) - (ويوم تَشَقَّقُ السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا) وقوله: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) - (كل شيء هالك إلا وجهه) وقوله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) - (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) وقوله: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) - (وحملناه على ذات ألواح ودسر، تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر) - (وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني) وقوله: (قد سمع

الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) وقوله:(لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) - (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، بلى ورسلنا لديهم يكتبون) وقوله: (إنني معكما أسمع (1) وأرى) وقوله: (ألم يعلم بأن الله يرى) - (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم) - (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقوله: (وهو شديد المحال)(2)

وقوله: (ومكروا ومكر الله (3) والله خير الماكرين)،

(1) قوله إنني معكما أسمع وأرى، قال شيخ الإسلام بعد كلام سبق، وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه لو قال في قوله إنني معكما أسمع وأرى كيف يسمع وكيف يرى، لقلنا السمع والرؤية معلوم والكيف مجهول، ولو قال كيف كلم موسى تكليماً لقلنا التكليم معلوم والكيف غير معلوم اهـ

(2)

وهو شديد المحال أي الأخذ بالعقوبة.

وقال ابن عباس شديد الحول، وقال مجاهد شديد القوة.

(3)

قوله، والله خير الماكرين: قال بعض السلف في تفسير المكر يستدرجهم بالنعم إذا عصوه ويملي لهم، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. قال الحسن من وسَّع الله عليه فلم يَرَ أنه يمكر به فلا رأي له، وقد جاء في الحديث إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج والله جل وعلا وصف نفسه بالمكر والكيد، كما وصف عبده بهما لكن ليس المكر كالمكر ولا الكيد كالكيد، ولله المثل الأعلى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

ص: 6

وقوله: (ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون)، وقوله:(إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً) وقوله: (إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديرا) - (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)، وقوله:(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، وقوله عن إبليس:(فبعزتك لأغوينهم أجمعين)، وقوله:(تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)، وقوله:(فاعبده واصطبر لعبادته، هل تعلم له سميا (1)) - (ولم يكن له

كفواً أحد)، (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) - (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله) - (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا) - (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) - (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً) - (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون، عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون) - (فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون) - (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله

(1) قال شيخ الإسلام قال أهل اللغة هل تعلم له سمياً أي نظيراً استحق مثل اسمه ويقال مساميا يساميه وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس هل تعلم له سميا مثيلاً أو شبيهاً اهـ. وقد سبق ذكر حاشيته بهذا المعنى مفيدة فلتراجع.

ص: 7

ما لا تعلمون) وقوله: (الرحمن (1) على العرش استوى) (2) في سبعة مواضع: في سورة الأعراف قوله: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)، وقال في سورة يونس عليه السلام:(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)، وقال في سورة الرعد (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها

(1) قوله الرحمن على العرش استوى: الاستواء هو العلو والارتفاع

فهو سبحانه كما أخبر عن نفسه فوق مخلوقاته مستو على عرشه وقد عبر أهل السنة عن ذلك بأربع عبارات ومعناها واحد وقد ذكرها ابن القيم في النونية حيث قال:

فلهم عبارات عليها أربع

قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك ار

تفع الذي ما فيه من نكران

وكذاك قد صعد الذي هو رابع

وأبو عبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره

أدرى من الجهمي بالقرآن

والأشعري يقول تفسير استوى

بحقيقة استولى من البهتان

(تنبيه) وقع في بعض الكتب التي زعم مؤلفوها أنها على مذهب السلف عبارة باطلة وهي كما في رسالة نجاة الخلف في اعتقاد السلف قال: فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان قبل خلق المكان اهـ

وهذا إنما يقوله من لم يؤمن باستواء الرب على عرشه من المعطلة، والحق أن يقال: إن الله تعالى كان وليس معه غيره ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وكان عرشه على الماء ثم استوى على العرش، وثم هنا للترتيب لا لمجرد العطف. قال ابن القيم في النونية:

والله كان وليس شيء غيره ويرى البرية وهي ذو حدثان

وقال غيره:

قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه

ومن علمه لم يخل في الأرض موضع

(2)

قوله: في سبعة مواضع: وقد بينها ابن عدوان في نظمه لهذه العقيدة فقال:

وذكر استواء الله في كلماته

على العرش في سبع مواضع فاعدد

ففي سورة الأعراف ثمت يونس

وفي الرعد مع طه فللعد أكد

وفي سورة الفرقان ثمت سجدة

كذا في الحديد افهمه فهم مؤيد

ص: 8

ثم استوى على العرش) وقال في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) وقال في سورة الفرقان: (ثم استوى على العرش الرحمن) وقال في سورة ألم السجدة: (الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش) وقال في سورة الحديد: (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) وقوله: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) - (بل رفعه الله إليه) - (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) - (يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً) - (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير) وقوله: (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم إينما كنتم والله بما تعملون بصير) - (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) وقوله: (لا تحزن إن الله معنا) - (إنني معكما أسمع وأرى) - (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) - (واصبروا إن الله

مع الصابرين) - (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) وقوله: (وَمَنْ أصدق من الله حديثاً) - (ومن أصدق من الله قيلا) - (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم) - (وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلا) - (وكلم الله موسى تكليما) - (منهم من كلم الله) - (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلَّمه ربه) - (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) - (وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين) - (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة) - (ويوم يناديهم فيقول: ماذا أجبتم المرسلين) - (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) -

ص: 9

(وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) - (يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل) - (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) - (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) - (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) - (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) - (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون) - (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين، ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) وقوله: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) - (على الأرائك ينظرون) - (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)(1)

- (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) وهذا الباب في كتاب الله كثير، من تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق.

(1) قال ابن رجب في شرح حديث جبريل وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى في الجنة قال: وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه، وينظر إليه في حال عبادته فكان جزاؤه ذلك النظر إلى وجه الله عياناً في الآخرة اهـ ..

ص: 10