الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29 -
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ أَبُو أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ، قَالَ:
ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ
النَّخْلِ
⦗ص: 128⦘
ثُمَّ انْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ، ثُمَّ رَجَعْنَا ، فَعَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ:«مَا شَأْنُكُمْ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ ، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. قَالَ:«غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَأَمْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ ، عَيْنُهُ قَائِمَةٌ ، كَأَنْ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ خَوَاتِمَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ» ،
⦗ص: 129⦘
ثُمَّ قَالَ: «خَرَجَ خَلَّتَهَا بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا ، يَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا» قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ: وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: يَا عِبَادَ اللَّهِ الْبَثُوا. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لُبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ:«أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، فَيَوْمٌ كَسَنَةٍ ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الْيَوْمَ الَّذِي كَالسَّنَةِ تَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟
⦗ص: 130⦘
. قَالَ: «لَا ، وَلَكِنِ اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ» . قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا سُرْعَتُهُ فِي الْأَرْضِ؟ . قَالَ: " كَالْغَيْثِ ، اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ ، فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيُكَذِّبُونَهُ ، وَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ وَتَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ ، فَيُصْبِحُوا مُمْلِحِينَ ، لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ ، وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ ، وَيُصَدِّقُونَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرُ ، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتُ ، حَتَّى تَرُوحَ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَطْوَلَهُ ذُرًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْخَرْبَةَ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ عَنْهَا فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا شَابًّا مُمْتَلِئًا
⦗ص: 131⦘
شَبَابًا ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ مُمْتَلِئًا ضَحِكًا ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذْ هَبَطَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى جَنَاحِ مَلَكٍ ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ مِثْلُ اللُّؤْلُؤِ ، لَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفْسِهِ إِلَّا مَاتَ ، وَرِيحُ نَفْسِهِ مُنْتَهَى طَرَفِهِ
⦗ص: 132⦘
قَالَ: فَيُوحِي اللَّهُ إِلَى عِيسَى عليه السلام: أَنْ حَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَهُوَ كَمَا قَضَى: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَّلُهُمْ بِبُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا ، ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُ: قَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءً ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ
⦗ص: 133⦘
الْخَمَرِ ، وَهُوَ جَبَلُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ ، فَهَلُمُّوا نَقْتُلُ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرُدُّهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَخْضُوبَةً دَمًا ، فَيُحَاصَرُ عِيسَى عليه السلام وَأَصْحَابُهُ ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ خَيْرًا يَوْمَئِذٍ مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ ، فَيَرْغَبُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ ، فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ فَرَسَى مَوْتَ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَيَهْبِطُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ ، فَلَا يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا قَدْ مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ وَدِمَائُهُمْ ، فَيَرْغَبُ عِيسَى إِلَى
⦗ص: 134⦘
اللَّهِ تَعَالَى وَأَصْحَابُهُ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ بِالْمَهْبِلِ وَيَسْتَوْقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ جِعَابِهِمْ وَنُشَّابِهِمْ وَقِسِيِّهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يُكَنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍّ فَيَغْسِلَهَا حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَخْرِجِي بَرَكَتَكَ وَرُدِّي ثَمَرَتَكِ ، فَيَوْمَئِذٍ تَخْضَارُّ فَلَا تَيْبَسُ ، وَتَيْنَعُ فَلَا تَذْهَبُ ثَمَرَتُهَا حَتَّى إِنَّ الْعِصَابَةَ لَتُشْبِعُهُمُ الرُّمَّانَةُ ، وَيَسْتَظِلُّونَ فِي
⦗ص: 135⦘
قِحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ ، حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ ، وَحَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَرْسَلَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَقَبَضَتْ نَفْسَ كُلِّ مُؤْمِنٍ ، أَوْ رَوْحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ ، وَيَبْقَى سَائِرُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَتَهَارَجُ الْحُمُرُ ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ "