الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37 -
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ، حَدَّثَنَا السَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ مَا حَدَّثَنَا عَنِ الدَّجَّالِ وَيُحَذِّرُنَاهُ فَكَانَ مِمَّا قَالَ: " لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا حَذَّرَهُ أُمَّتَهُ ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ
⦗ص: 142⦘
. إِنَّهُ
يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةِ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالًا ، عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا ، يَا عِبَادِ اللَّهِ
اثْبُتُوا إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي ، ثُمَّ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وَلَيْسَ رَبُّكُمْ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ يَقْرَأَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنَّ مَعَهُ نَارًا وَجَنَّةً ، فَنَارُهُ جُنَّةٌ ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَلْيَسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، حَتَّى تَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ تَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ نَاسٍ ، فَيَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولُ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ ، فَيُمَثِّلُ شَيَاطِينَهُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبَّكَ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا ، ثُمَّ يُحْيِيهَا ، وَلَنْ يَعُودَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَلَا يَصْنَعُ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا ، وَيَقُولُ: انْظُرُوا عَبْدِي هَذَا ، فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ ، وَيَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ الدَّجَّالُ عَدُوُّ اللَّهِ
⦗ص: 143⦘
. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ: إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ ، فَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ. وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرُ ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتُ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ ، فَلَا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ ، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ، وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا. وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، فَيَوْمٌ كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالشَّهْرِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالْجُمُعَةِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالْأَيَّامِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ فِي الْحَرِيرَةِ " ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ الْجَرِيدَةِ - حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ ، لَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ: «تُقَدِّرُونَ فِيهَا كَمَا تُقَدِّرُونَ فِي الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ
⦗ص: 144⦘
. وَإِنَّهُ لَا يَبْقَى شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهِمَا إِلَّا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الظَّرِبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطِعِ السَّبَخَةِ مُجْتَمِعِ السُّيُولِ ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، لَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ ، فَتَنْفِي يَوْمَئِذٍ الْخَبَثَ ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، وَيُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَلَاصِ» . قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ شَرِيكٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " بِأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ وَإِمَامُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ يُقَالُ لَهُ: صَلِّ الصُّبْحَ ، فَإِذَا كَبَّرَ وَدَخَلَ فِي الصَّلَاةِ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام فَإِذَا رَآهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَرَفَهُ ، فَيَرْجِعُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى ، لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى ، فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، فَيَقُولُ لَهُ:«صَلِّ فَإِنَّهَا أُقِيمَتْ لَكَ» ، فَيُصَلِّي عِيسَى وَرَائِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ:«افْتَحِ الْبَابَ» ، فَيُفْتَحُ
⦗ص: 145⦘
الْبَابُ مَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ ، وَكُلُّهُمْ ذُو سَاجٍ وَسَيْفٍ مُحَلًّى ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ ، وَالْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا فَيَقُولُ عِيسَى:«إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً وَلَنْ تَفُوتَنِي بِهَا» ، فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ ، فَلَا شَيْءَ مِمَّا خَلْقَهُ اللَّهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، لَا شَجَرَةٌ وَلَا حَجَرٌ ، وَلَا دَابَّةٌ إِلَّا قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ. قَالَ: وَيَكُونُ عِيسَى فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ ، وَلَا يَسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ
⦗ص: 146⦘
. وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ دَابَّةٍ ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي الْحَنَشِ فَلَا تَضُرُّهُ، وَتَلْقَى الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا ، وَيَكُونُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا. تَمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَيُسَلِّمُ الْكُفَّارُ مُلْكَهَا ، وَلَا يَكُونُ مُلْكٌ إِلَّا الْإِسْلَامُ. وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ آدَمَ ، فَيَجْتَمِعُ النَّفْرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنَ الْعِنَبِ فَيُشْبِعُهُمْ ، وَيَجْتَمِعُ النَّفْرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، وَيَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ