المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم صلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ - القدر - ابن وهب - ت الحفيان

[ابن وهب]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم صلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ

بسم الله الرحمن الرحيم

صلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ وسَلَّم تسليماً كثيراً.

أخبرنا الشَّيخُ الأجلُّ المُسْنِدُ، شهابُ الدِّين، أبو الفَضل، عبدُ الرحيم

(1)

بنُ يوسف بنِ يحيى الدِّمشقيُّ إذْناً، قال: أنا أبو حفصٍ؛ عُمرُ بنُ محمَّد بنِ مُعَمَّر بن طَبَرْزَذ؛ الدَّارَقَزِّيُّ، قِراءةً عليه ونحن نسمع، أنا أبو غالبٍ، أحمدُ بنُ الحَسَنِ بنَ أحمد بنِ البنَّاء، الفقيه، أبنا [أبو]

(2)

الحُسين؛ محمَّدُ بنُ أحمد بنِ محمَّد بنِ حسنون، القُرشيُّ، قراءةً عليه في سنة خمسٍ وخمسينَ وأربعِ مئة، قال: قُرِئَ على أبي بكرٍ؛ محمَّد بنِ إسماعيل بنِ العباس بنِ محمَّد، الورَّاقِ، وأنا أسمع في جُمادى الأُولى من سنة اثنينِ وسبعينَ وثلاث مِئَة.

‌الجزء الأول

(3)

(1)

- حَدَّثَنا أبو بكر؛ عبدُ الله بن سُليمان بن

(4)

الأشْعَث بن إسحاق السِّجِسْتاني؛ قراءةً من أصل كتابه، سنة إحدى عشرة

(5)

وثلاث مِئَة، حَدَّثَنا

(1)

في (ظ): «عبد الرحمن بن يوسف» ، أما في الأصل فلم تظهر لعدم وضوح التَّصوير، في حين سقط إسناد النسخة كلُّه من (هـ)، وما أثبتناه هو الصواب، انظر ص (29) ودراسة إسناد النسخة ص (19).

(2)

ساقطة من المخطوطات الثلاث، واستُدركت من ص (29) و (56) حيث وَرَدَ اسمُهُ صواباً كما في مصادر ترجمته.

(3)

ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(4)

«بن» : ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(5)

في الأصل و (ظ): «وعشرين» وهذا خطأ قطعاً؛ لأن أبا بكر بن أبي داود، توفي سنة (316) كما تقدم في ترجمته ص (17). والتصويب من بداية الجزء الثاني من هذا الكتاب ص (56).

ص: 31

أبو جعفر، أحمدُ بن سعيد بن بِشْر الهَمْدانيُّ المِصريُّ، أبنا عبدُ الله بن وَهْب، أنا

(1)

أنسُ بن عياض، عن الحارث بن عبدِ الرحمن بن أبي ذُباب، عن يزيدَ بن هُرمز، قال:

سمعتُ أبا هُريرةَ رضي الله عنه يقول: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احْتَجَّ آدمُ ومُوسَى عليهما السلام عند ربِّهِما عز وجل، فحَجَّ* آدمُ مُوسَى، فقال مُوسَى: أنت آدمُ الذي خَلقَكَ اللهُ بيدهِ، ونفَخَ فيكَ من رُوحِهِ، وأسْجَدَ لك ملائِكَتَهُ، وأسْكَنَكَ في جَنَّتِهِ، ثم أهْبَطْتَ النَّاسَ بخَطيئَتِكَ إلى الأرضِ؟

قال آدمُ: أنت مُوسَى الذي اصْطَفاكَ اللهُ برسالَتِهِ وبكَلامِهِ، وأعطاكَ الألواحَ، فيها تِبْيانُ كُلِّ شيءٍ، وقَرَّبكَ نَجيًّا، فَبِكَمْ وجَدتَ اللهَ عز وجل كتبَ التَّوراةَ مِنْ قَبلِ أنْ يَخْلُقَني؟

قال مُوسى: بأربعينَ عاماً.

قال آدمُ: فهل وجدتَ فيها

(2)

{وعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} ؟

قالَ: نعم.

قال: أفَتَلُومُني على أنْ عَمِلتُ عَمَلاً كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قبلَ أنْ يَخْلُقَني بأربعينَ سنةً؟

قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فحَجَّ آدمُ مُوسَى»

(3)

.

(1)

في (ظ) و (هـ): أبنا.

* هذه النَّجمةُ علامةٌ على أن اللفظةَ قد شُرحت في ملحق «غريب الألفاظ» آخر الكتاب، وقد وُضِعت على كل لفظة لها شرح في الملحق المذكور.

[[وقد نقلنا في نسخة الشاملة تلك هذا الملحق في مواضعه من الكتاب ووضعناه بين معقوفات [[هكذا]] ليتميز]]

[[* حَجَّه: غَلَبَهُ بالحُجَّة؛ أي البُرهان. «لسان العرب» (حجج).]]

(2)

«فيها» : ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(3)

رواه ابن أبي حاتم في «تفسيره» [انظر «تفسير ابن كثير» (طه: 115)]، وأبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (15/ 729)] عن يُونُس بن عبد الأعلى، عن ابن وَهْب به.

ورواه مسلم رقم [15 - (2652)]، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» رقم (162) عن أنس بن عياض به.

ورواه ابنُ خُزيمة في «التوحيد» (1/ 123) عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب به.

ورواه البخاري رقم (3409، 4736، 4738، 6614، 7515) من طريق: حُميد بن عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين، وأبي سَلمة بن عبد الرحمن، وطاوُس. كلهم عن أبي هريرة به.

وانظر جوابَ شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا الحديث فيما نقله عنه تلميذه ابن القيِّم في تخريج الرواية رقم (7).

ص: 32

(2)

- قال الحارثُ: وثَنا عبدُ الرَّحمن بن هُرمز،

عن أبي هُريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بذلك

(1)

.

(3)

- وحَدَّثَنا أبو بكر؛ عبدُ الله بن سُليمان، قال: وحَدَّثَنا أحمدُ بن سعيد بن بِشْرٍ الهَمْداني، أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني هِشَامُ بنُ سَعْد، عن زيدِ بن أسْلِم، عن أبيه،

عن عُمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بذلك

(2)

.

(1)

رواه أبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (15/ 32)] عن يُونُسَ بن عبد الأعلى، عن ابنِ وَهْبٍ، عن أنس بن عياض، عن الحارث به.

ورواه مسلم رقم [15 - (2652)]، وابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (162)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» رقم (493) عن أنس بن عياض، عن الحارث به.

ورواه ابنُ خُزيمة في «التوحيد» (1/ 123) عن الحارث بن عبد الرحمن به.

(2)

رواه أبو داود رقم (4702)، وابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (143)، والفِريابيُّ في «القدر» رقم (117)، وأبو يعلى رقم (243)، وابنُ خُزيمة في «التوحيد» رقم (205)، والآجريُّ في «الشَّريعة» رقم (352، 353)، وابنُ مَنْده في «الردَّ على الجهمية» رقم (294)، وفي «التوحيد» له أيضاً رقم (476)، واللالكائي رقم (551)، والبيهقيُّ في «الأسماء والصفات» رقم (421)، وفي «القدر» له أيضاً رقم (27)، والنجَّاد في «الردِّ على من يقول بخلق القرآن» رقم (30)، وابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1378). كلُّهم من طريق ابن وهب به.

زيد بن أسلم وأبوه ثقتان. وهشام بن سَعد ضعَّفه الجمهور، وقال أبو داود فيه: أثبتُ الناسِ في زيد بن أسلم. «تهذيب الكمال» (30/ 208).

قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: إسنادٌ حسن «مجموع الفتاوى» (8/ 304).

ص: 33

(4)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بن سُليمان، ثَنَا الهَمْداني، قال: أبنا ابنُ وَهْب، قال: أخبرني أسامةُ بن زيدٍ الليثيُّ، عن عُمرَ بن الحكَم بن ثَوبان،

أنه سَمِعَ أبا هُريرة رضي الله عنه يُحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو ذلك

(1)

.

(5)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بن سُليمان، قال: وثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني يُونُسُ، عن ابنِ شهابٍ، عن حُميدِ بنِ عبدِ الرَّحمن؛

أنَّه سَمِعَ أبا هُريرةَ يُحَدِّثُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بنحوِ ذلك

(2)

.

(1)

رواه ابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (166) ثنا الحسنُ بن علي، ثنا أحمدُ بن صالح، ثنا ابنُ وهب، عن يونس، عن الزُّهري، عن عمر بن الحكم به.

(2)

رواه أبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (14/ 456)] عن يُونُس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابنُ وَهْبٍ به.

ورواه البخاري رقم (3409) من طريق إبراهيم بن سَعد، عن ابنِ شهابٍ به.

ص: 34

(6)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بن سُليمان، قال: أبنا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أبنا مالكُ بن أنسٍ وابنُ أبي الزِّناد، عن الأعرج

(1)

،

عن

(2)

أبي هُريرةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوِ ذلك

(3)

.

(7)

ز- قال أبو بَكْرٍ؛ محمَّدُ بن إسماعيل: وثَنَا الحُسين بن [إسماعيل بن]

(4)

محمَّد بن إسماعيل الضَّبِّي القاضي؛ أبو عبد الله

(5)

، قال: ثَنَا أحمدُ بن إسماعيل المدني، قال: ثَنَا مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج،

(1)

كذا ورد في المخطوطات الثلاث: «مالك بن أنس وابن أبي الزِّناد، عن الأعرج» والذي في «المستخرج» لأبي عوانة:

«ابن وهب، عن مالك وابن أبي الزِّناد، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج

» فإمَّا أنُ تكون عبارة «عن أبي الزناد» قد سقطت من هذه الرواية، أو سقطت من النّاسخِ، وهو الأقربُ عندي. والله أعلم.

(2)

في الأصل: «في» ، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(3)

رواه أبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (15/ 232)] عن يُونُس بن عبد الأعلى، عن ابنِ وَهْبٍ، عن مالكٍ وابنِ أبي الزِّناد، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج به.

ورواه مالك في «الموطأ» رقم (2616) ومن طريقه مسلم رقم [14 - (2652)]، ورواه البخاري رقم (6614) عن أبي الزِّناد، عن الأعرج به.

(4)

ساقطة من المخطوطات الثلاث، واستُدركَتْ من حديث رقم (10)، ورقم (47) حيث ورَدَ اسمُه صواباً كما في مصادر ترجمته.

(5)

هو: أبو عبد الله؛ الحُسين بن إسماعيلَ بن محمَّد بن إسماعيلَ بن سعيد ين أبَان، الضَّبيُّ البغداديُّ المَحَامِليُّ.

قال الذَّهبيُّ: القاضي، الإمام، العلامة، المحدِّث، الثقة، مُسنِدُ الوقت.

انظر: «تاريخ بغداد» (8/ 19)، و «سير أعلام النبلاء» (15/ 258).

ص: 35

عن أبي هُريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بذلك

(1)

.

(8)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بنُ سُليمان بنِ الأشعثِ، قال: ثَنَا أحمدُ بنُ سعيدٍ الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني هشامُ بنُ سعدٍ، عن زيدِ بنِ أسلم، عن عطاء بنِ يَسار،

عن أبي هُريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَمَّا أنْ خَلَقَ اللهُ عز وجل آدمَ مَسَحَ على ظَهْرِهِ، فسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ (*) يكون

(2)

إلى يوم القيامة، فعَرضَهم على آدمَ، فرأى

(3)

في وَجْهِ رَجُلٍ

(4)

منهم وَبِيصاً

(5)

من نُور، ورأى رَجُلاً منهم له وَبيصٌ* فأعجَبَهُ، فقال: مَنْ هذا يا رَبِّ؟

(1)

قال ابنُ القيم: «فموسى -صلوات الله وسلامه عليه- أعرفُ بالله وأسمائه وصفاتِه من أن يلومَ على ذَنْبٍ قد تاب منه فاعِلُه؛ واجتباه ربُّهُ بعده وهداه واصطفاه.

وآدم -صلوات الله عليه وسلامه- أعرفُ بربِّهِ من أن يحتجَّ بقضائِه وقدره على معصيتِه، بل إنما لامَ موسى آدمَ على المُصيبة التي نالت الذُّرِّية بخروجهم من الجنَّة، ونزولهم إلى دار الابتلاء والمِحنة، بسبب خَطيئة أبيهم، فذَكَرَ الخَطيئةَ تنبيهاً على سببِ المُصيبة والمِحنة التي نالت الذُّرِّية، ولهذا قال له: أخرجتَنا ونفسَكَ من الجنَّة. وفي لفظٍ: خَيَّبتنا. فاحتجَّ آدمُ بالقَدَر على المُصيبة، وقال: إنَّ هذه المُصيبةَ التي نالت الذُّرِّية بسببِ خطيئتي؛ كانت مكتوبةً مقدَّرة قبل خَلْقي. والقَدرُ يُحتجُّ به في المَصائب دون المَعائب، أي: أتلومُني على مصيبةٍ قُدِّرت عليَّ وعليكم قبلَ خلقي بكذا وكذا سَنة؟ هذا جواب شيخِنا رحمه الله». «شفاء العليل» ص (94).

[[* النَّسَمَةُ: الإنسانُ والنَّفسُ والرُّوحُ. وكلُّ دابَّةٍ في جَوفها رُوحٌ فهي نسَمَةٌ. «لسان العرب» (نسم).]]

(2)

كذا في (ظ) و (هـ)، ولم تُعجم بالأصل.

(3)

في الأصل: «فرات» ، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(4)

كذا في المخطوطات الثلاث. وجاء في «كتاب القدر» للفِريابي ومسند أبي يعلى: «في وجه كلِّ رَجُلٍ» وقد روياه من طريق ابن وهبٍ كما سيأتي.

(5)

في الأصل: «وبيص» ، والمثبت من (ظ) و (هـ).

[[* الوَبيصُ: البَريقُ، وَبَصَ الشَّيءُ يَبِصُ وَبْصاً ووَبِيصاً وبِصَةً: بَرَقَ ولَمَعَ. «غريب الحديث» لأبي عبيد 4/ 333، و «اللسان» (وبص).]]

ص: 36

قال: هذا من وَلَدِكَ اسمُهُ داوُد.

قال: كم عُمرُه يا رَبِّ؟

قال: ستُّون سَنةً.

قال: زِدْهُ من عُمري أربعين سَنةً.

قال: إذنْ؛ تُكتبُ وتُخبأُ ولا تُبَدَّلُ.

قال: فلما نَفِدَ عُمرُ آدمَ؛ إلا أربعينَ سنةً التي وَهَبَها لداود؛ أتاه مَلَكُ الموت، فقال آدمُ: إنه بقيَ من عُمري أربعون سنةً، قال: ألمْ تُعطِها ابنَكَ داود؟

قال: فجَحَدَ؛ فجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وخَطِئَ؛ فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ، ونَسِيَ؛ فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ. فرأى فيهم القويَّ والضعيفَ، والغنيَّ والفقيرَ، والصحيحَ والمُبتلى.

قال: يا رَبِّ، ألا سوَّيتَ بينهم؟

قال: أردتُ أنْ أُشكرَ»

(1)

.

(1)

رواه الفِريابي في «القدر» رقم (20)، وأبو يعلى رقم (6377) من طريق أصبغ بن الفَرَج؛ والوليد بن شجاع، عن ابن وَهْبٍ به.

إلا أنَّ ابنَ وَهْبٍ قد خُولِفَ في إسناد هذا الحديث:

فرواه ابنُ سعد في «الطبقات» (1/ 27)، والترمذيُّ رقم (3076)، والفِريابي في «القدر» رقم (19)، وأبو يعلى رقم (6654)، والطبري في «التاريخ» (1/ 96)، والحاكم (2/ 325، 585، 586)، وابن مَنْده في «التوحيد» رقم (455) عن أبي نُعَيم؛ الفضلِ بن دُكين، وخَلَّادِ بن يحيى، والقاسم بن الحَكم العُرني (ثلاثتهم) عن هشام بن سَعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح؛ ذَكوان السَّمَّان، عن أبي هُريرة به.

قال أبو زُرعة الرازي: حديثُ أبي نُعيم أصحُّ، وَهِمَ ابنُ وَهْبٍ في حديثه «العلل» لابن أبي حاتِم (2/ 88) رقم (1757).

ورواه ابنُ أبي حاتِم في «تفسيره» (3/ ل 207/ أ) نسخة المكتبة المحمودية في المدينة المنورة، يقابلها في المطبوعة (5/ 1614) وتجدر الإشارة أن هذه المطبوعة -تحقيق أسعد محمد الطيب- حافلة بالتصحيف والتحريف والسقط، فتنبَّه.

وابنُ مَنْدَه في «الرد على الجهمية» ص (50) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة نحوه.

وهذه المتابعة لا أظنُّها تنفع؛ لأنَّ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متفقٌ على ضعفه. والله أعلم.

ص: 37

(9)

- حَدَّثَنا عبدُ الله، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني مالكُ بن أنس، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عبد الحَميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطَّاب، عن رَجُلٍ من جُهينة،

أنَّ عمرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه سُئِلَ عن هذه الآية: {وَإذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ} الآية كلها.

قال عُمرُ: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ اللهَ عز وجل خلقَ آدَمَ؛ ومَسَحَ على ظهرِهِ بيَمينه، فاستخرجَ منه ذُرِّيَّهً، فقال: خلقتُ هؤلاء للجنَّةِ؛ وبعملِ أهل الجنَّةِ يعمَلون. ثم مَسَحَ على ظهرِهِ فاستخرجَ منه ذُرِّيَّةً، وقال: خَلقتُ هؤلاء للنَّارِ؛ وبعملِ أهلِ النَّارِ يعملون» .

فقال رَجُلٌ: يا

(1)

رسول الله، ففيمَ العملُ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عز وجل إذا خَلَقَ العبدَ للجَنَّةِ

(2)

، استعمَلَه بعملِ أهل الجنَّة، حتى يموتَ على عملٍ من أعمالِ أهل الجَنَّةِ، فيدخلَ به الجنَّة. وإذا خلقَ العبدَ للنَّارِ،

(1)

«يا» : ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(2)

«للجنة» : ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

ص: 38

استعمَلَه بعمل أهلِ النَّارِ، حتى يموتَ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النَّارِ، فيدخلَ به النَّارَ»

(1)

.

(1)

رواه ابنُ أبي حاتِم في «تفسيره» (3/ ل 206/ أ) نسخة المكتبة المحمودية، ويقابلها في المطبوعة (المحققة!)(5/ 1612)، والطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» رقم (3886) عن يُونُسَ بنِ عبد الأعلى، أخبرنا عبد الله بن وَهْبٍ به.

ورواه مالك في «الموطأ» رقم (2617)، ومن طريقه أحمد (1/ 44)، وأبو داود رقم (4703)، والنسائي في «السُّنن الكُبرى» رقم (11190)، والترمذي رقم (3075)، وابنُ أبي حاتِم في «تفسيره» الإحالة المتقدمة، وابنُ جرير الطبري في «تفسيره» (9/ 113) ط/ البابي (الأعراف: 172)، والفِريابي في «القدر» رقم (27، 28)، وابن حبان رقم (6166)، والحاكم (2/ 324، 544)، وابن منده في «التوحيد» رقم (453)، والآجري في «الشريعة» رقم (324)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» رقم (710)، وفي «القدر» له رقم (60، 61، 62) وغيرهم.

عن ابن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مُسلم بن يَسار الجُهَني، عن عمر بن الخطاب به.

وهذا إسناد رجاله ثقات؛ خلا مسلم بن يَسار الجهني.

قال ابنُ معين: لا يُعرف.

قال ابنُ عبد البَرِّ: رَجُلٌ مدني مجهول. «التمهيد» (6/ 4).

قال العِجلي: ثقة. وذكره ابن حبان في «الثقات» . «تهذيب الكمال» (27/ 557).

قال أبو زُرعة الرازي: مُسلم بن يَسار عن عمر: مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتِم (165).

ومالك بن أنس قد خُولِفَ في إسناد هذا الحديث أيضاً:

خالفه كُلٌّ من:

1 -

خالد بن أبي يزيد -وهو ثقة- عند الطحاوي في «بيان المشكل» رقم (3888)، وابن منده في «التوحيد» (454)، وابن عبد البَرِّ في «التمهيد» (6/ 4 - 5).

2 -

يزيد بن سنان -وهو ضعيف- عند البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 97)، وابن أبي عاصم في «السُّنة» (201)، والطحاوي في «بيان المشكل» (3887).

3 -

عمر بن جُعثم -وهو مقبول كما في «التقريب» - عند أبي داود رقم (4704)، والطبري رقم (15369).

ثلاثتهم (خالد بن أبي يزيد، ويزيد بن سنان، وعمر بن جُعثم) عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد، عن مُسلم بن يَسار، عن نُعيم بن ربيعة، عن عُمر بن الخطاب به.

ورجَّحَ هذه الرواية المتَّصلة بذكر نُعيم بن ربيعة على رواية مالك: الطحاويُّ، والدارقطنيُّ، والمِزِّيُّ.

وزعمُ ابن كثير رحمه الله أن الإمام مالكاً قد أسقط نُعيم بن ربيعة عَمْداً لمَّا جَهِلَ حاله.

انظر: «العلل» للدارقطني (2/ 222)، «الأحاديث التي خُولِفَ فيها مالك» له أيضا ص (156)، «تهذيب الكمال» (27/ 556)، «تفسير ابن كثير» (الأعراف: 172).

في حين رجَّحَ روايةَ مالك المرسلة: ابنُ عبد البَرِّ، وابن القيم. «شفاء العليل» ص (69).

قال الترمذي: هذا حديث حَسَنٌ، ومُسلمُ بن يَسار لم يسمَعْ من عُمر.

قال ابنُ عبد البر: هذا الحديث -وإن كان عليلَ الإسناد- فإنَّ معناه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قد رُوِيَ من وجوهٍ كثيرةٍ.

ص: 39

(10)

(ز) - قال محمَّدُ بن إسماعيل الوَرَّاق: وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بنُ إسماعيل بنِ محمَّد الضَّبِّي، قال: ثَنا أحمدُ بن إسماعيل المدنيُّ، قال: ثَنَا مالكُ بنُ أنس، عن زيد بن أبي أُنيسة، أنَّ عبدَ الحميد بنَ عبد الرَّحمن بنِ زيد بنِ الخطَّاب أخبره، عن مسلم بن يَسار الجُهني أخبره،

أنَّ عُمرَ بنَ الخطَّاب رضي الله عنه سُئِلَ عن هذه الآية فذَكَرَ الحديثَ نحوه.

ص: 40

(11)

(ز) - حَدَّثَنا أبو محمَّد؛ عبدُ الرَّحمن بن محمَّد بن عبد الرَّحمن القُرشيُّ المعروف بأبي صَخْرة؛ سَنَة تسع وثلاث مِئَة، قال: ثَنَا أبو موسى؛ إسحاقُ بن موسى الأنصاريُّ ح

(1)

قال: وحَدَّثَنا معنُ بن عيسى القَزَّاز، قال: أبنا مالكُ بن أنس، عن زيد بن أبي أُنيسة،

فذكر بإسناده عن عُمرَ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوَه.

(12)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بنُ سُليمان بن الأشعَث، قال

(2)

: أبنا أحمدُ بنُ سعيد الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني جريرُ بنُ حَازمٍ، عن أيوبَ السَّخْتِياني،

عن أبي قِلابة، قال: إنَّ الله عز وجل لمَّا خَلَقَ آدَمَ

(3)

عليه السلام أخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ، ثم نثَرَهُم في كَفِّهِ، ثم أفَاضَهُم، فألقى التي في يمينِهِ عن يمينِهِ، والتي في يدِهِ الأُخرى عن شِمالِهِ، ثم قال: هؤلاءِ لهذه ولا أُبالي، وهؤلاءِ لهذه ولا أُبالي، وكتبَ أهلَ النَّارِ وما هُم عامِلون، وأهلَ الجَنَّةِ وما هُم عامِلون، وطَوى الكتابَ، ورَفَعَ القلمَ

(4)

.

(1)

في (ظ): ح به.

(2)

«قال» : ساقطة من (ظ).

(3)

في الأصل: «خلق الله آدم» ، والمثبت من (ظ) و (هـ) و «شفاء العليل» .

(4)

رواه ابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1344) من طريق أحمدَ بنِ سعيد الهَمْدَانيِّ، قال: أخبرني ابنُ وَهْبٍ به.

ونقله ابنُ القيم عن «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ بإسناده ومتنه سواء. «شفاء العليل» ص (76).

ورواه مسدَّد بن مُسَرهَد في «مسنده» [انظر «المطالب العالية» رقم (2983)]، وعنه أبو داود في «القدر» [انظر «شفاء العليل» ص (76)]، ومن طريقه ابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1343) عن حَمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي صالح روايةً. فذكره.

قال البوصيري: رجاله ثقات. «مختصر الإتحاف» (1/ 120).

وانظر: «إتحاف الخيرة المهرة» (1/ ل 35).

ص: 41

(13)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أبنا ابنُ لهيعة، والليثُ بنُ سعد، وعَمرو بنُ الحارث، عن أبي قَبيل المَعَافِريِّ، عن شُفَيِّ الأصبَحي،

عن رَجُلٍ من أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: خَرَجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي يَدِهِ كتابان، فقال:«هل تَدرونَ ما هذا؟» .

قال: فقلنا: لا؛ إلا أن تُخْبِرَنا يا رسولَ الله.

فقال: «هذا كتابٌ مِنْ رَبِّ العالمينَ، فيه أسماءُ أهلِ الجنَّة، وأسماءُ آبائِهم وقبائلِهِم، وأُجمِلَ* على آخرِهم، فلا يُزادُ فيهم، ولا يُنقَصُ منهُم أبداً، وهذا كِتابُ أهلِ النَّارِ بأسمائِهم، وأسماءِ آبائِهم وقبائلِهِم، وأُجمِلَ على آخرِهم، فلا يُزادُ فيهم ولا يُنقَصُ منهُم أبداً» .

فقال أصحابُ

(1)

النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: فَفِيمَ العملُ؛ إذا كان الأمرُ قد فُرِغَ منه؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَدَّدوا وقارِبوا، فإنَّ صاحِبَ الجنَّةِ يُختَمُ

(2)

له بعملِ أهلِ الجنَّةِ، وإنْ عَمِلَ أيَّ عَمَلٍ، وإنَّ صاحِبَ النَّارِ يُختَمُ للنار

(3)

، وإنْ عَمِلَ أيَّ عَمَلٍ، فَرَغَ ربُّكم عز وجل من الكتاب

(4)

».

(1)

[[* قال ابن منظور: أي: أُحصُوا وجُمِعوا فلا يُزادُ فيهم ولا يُنقَص. «اللسان» (جمل).]]

() في الأصل «صاحب» ، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(2)

«يُختَم» : ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(3)

«للنار» غير واضحة في الأصل بسبب التصوير، والمثبت من (ظ) و (هـ)، وفي «تفسير الطبري»:«يختم له بعمل النار» ، وقد رواه من طريق ابن وهب كما سيأتي.

(4)

في «تفسير الطبري» : العباد.

ص: 42

(1)

في «تفسير الطبري» : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما: فرغ

رواه ابنُ جرير الطبري في «تفسيره» (الشورى: 7)(25/ 7) ط/ بولاق، (25/ 9) ط/ البابي الحلبي. عن يُونُسَ بنِ عبد الأعلى، أخبرنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ به.

ورواه أحمد (2/ 167)، والترمذيُّ رقم (2141)، والنسائيُّ في «السُّنن الكبرى» رقم (11473)، والدارميُّ في «الرد على الجهمية» رقم (263)، وابنُ أبي حاتِم في «تفسيره» [انظر «تفسير ابن كثير» (الشورى: 7)]، والفِريابيُّ في «القدر» رقم (45)، والآجريُّ في «الشريعة» رقم (333، 334)، وابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (348)، وابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1327)، وأبو نُعيم في «الحلية» (5/ 168)، والبيهقي في «القدر» رقم (56، 57)، والبغوي في «التفسير» (7/ 185) بأسانيدهم عن أبي قَبيل المَعَافِري، عن شُفَيّ الأصبَحي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص به.

شُفَيُّ: هو ابن ماتع الحِميَري: ثقة.

وأبو قَبيل المَعَافِري اسمه: حُيي بن هانئ، وثَّقه: أحمدُ بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو زُرعة الرازي، والفسوي، وأحمد بن صالح المصري، وابنُ عبد البر وقال: ولا خلاف علمته فيه.

قال الساجيُّ: ضعَّفه ابن معين.

قلت: هذا مردودٌ على الساجيِّ لأمرين:

1 -

لأنه مخالفٌ لما نقل الدارميُّ عن ابن معين أنه وثَّقه.

2 -

لأنه مخالفٌ لأقوال الأئمة كافَّة، والتوثيق موافق لأقوالهم فهو أولى، بل إن ابنَ عبد البر قد نفى علمه لأيِّ جَرْحٍ فيه.

وأبو قَبيل هذا قد تُوبع؛ فيما رواه البيهقي في «القدر» رقم (58)، والبغوي في «تفسيره» (7/ 185) عن بشر بن زكريا، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن عبد الله بن عَمرو به.

بشر: ثقة. وأبو الزاهرية اسمه: حُدير بن كُريب: صَدُوق. وسعيد بن سنان: متروك.

وقد تحرَّف إسناده في مطبوع «تفسير البغوي» تحريفاً قبيحاً منكراً فليُتَنبَّه.

وللحديث شواهد كثيرة؛ من حديث عبد الله بن عُمر، والبراء بن عازِب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن بُسر، وعلي بن أبي طالب.

انظرها في تخريجنا لأحاديث «شفاء العليل» ص (66).

[[* العَزْلُ: عَزْلُ الرَّجل الماءَ عن جاريته إذا جامَعَها لئلَاّ تحمِل. «اللسان» (عزل).

قال الفَيُّومي: عَزَلَ المُجامِعُ: إذا قاربَ الإنزالَ فنَزَعَ وأمْنَى خارجَ الفَرْج. «المصباح المنير» (عزل).]]

ص: 43

وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «العملُ بخواتِمِهِ» .

إلا أنَّ عَمْراً قال في الحديث: قالوا: سُبحان الله! فَلِمَ نَعْمَلُ ونَنْصَبُ؟

وقال في الحديث: فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فالعملُ إلى خاتِمَة» .

(14)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني هِشامُ بن سَعد، عن يحيى بن حَسَّان البكري، قال:

قدمتُ المدينةَ حَاجًّا، فلقيتُ ابنَ المسيب، فقلتُ: يا أبا محمَّد، كيف تقول في العَزْلِ*؟

فقال: إنْ شئتَ حَدَّثْتُكَ حديثاً مُوجزاً، إنَّ اللهَ لمَّا خَلَقَ آدَمَ، أراهُ كرامةً، لم يَرها أحدٌ من خَلْقِهِ، أراهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هو خَالِقُها بينَ يدَيهِ إلى يومِ القيامة، فمَنْ حَدَّثَكَ أنَّه يزيدُ فيهم، أو ينقصُ منهم، فقد كَذَبَ، ولو كانَ لي سبعونَ ما بالَيْتُ.

(15)

- حَدَّثَنا عبدُ الله، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عَمرو بنُ الحارث، وحَيوةُ بن شُريح، عن ابنِ أبي أسيد -هكذا قال-، عن أبي فِراس حَدَّثَهُ

(1)

،

(1)

في «شفاء العليل» لابن القيم ص (76): أنه حدَّثه.

ص: 44

أنَّه سَمِعَ عبدَ اللهِ بن عَمرو يقول: إنَّ اللهَ عز وجل لمَّا خَلَقَ آدَمَ عليه السلام نَفَضَهُ نَفْضَ المِزْوَدِ*، فأخْرَجَ من ظهرهِ ذُرِّيَّتَهُ أمثالَ النَّغَفِ*، فقَبضَهُم قَبضَتين، ثم ألقاهُما، ثم قَبَضَهُما، فقال:{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}

(1)

[الشورى: 7].

(16)

- حَدَّثَنا عبدُ الله، قال: ثَنَا الهَمْداني، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني يُونُسُ بنُ يزيد، عن ابنِ شِهابٍ، عن أبي سَلمةَ بن عبدِ الرحمن،

عن أبي هُريرة رضي الله عنه، قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ فقلتُ: يا رسولَ الله، إنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وإنِّي أخافُ على نفسي العَنَتَ*، ولا أجِدُ ما أتزوَّجُ به النِّساءَ، فَأْذَنْ لي أن أخْتَصِيَ؟ قال: فسَكَتَ عَنِّي. ثم قلتُ مثلَ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هُريرةَ، قد جَفَّ القلمُ بما

(2)

أنتَ لاقٍ، فاخْتَصِ على ذلك أو ذَرْ»

(3)

.

(1)

[[* المِزْوَد: وِعاءٌ يُجعَلُ فيه الزَّاد. «اللسان» (زود)]].

[[* النَّغَفُ: قال الأصمعيُّ: هو الدُّود الذي يكونُ في أنوف الإبل والغَنَم]].

قال: وهو أيضاً الدُّود الأبيض الذي يكونُ في النَّوى إذا أُنقِع.

الواحدة: نَغَفَة.

قال: وما سِوى ذلك من الدُّود ليس بنَغَف. «غريب الحديث» 4/ 203.]]

() رواه ابن جرير الطبري في «تفسيره» (الشورى: 7)(25/ 7) ط/ بولاق، (25/ 9) ط/ البابي الحلبي. من طريق يُونُس بن عبد الأعلى، عن ابن وَهْبٍ به.

ونقله ابنُ القيم في «شفاء العليل» ص (76) عن «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ بإسناده ومتنه سواء.

ورواه البيهقي في «الأسماء والصفات» عن يحيى بن أبي أسيد المِصري به.

أبو فراس: هو يزيدُ بن رباح السَّهمي؛ مولى ابن عَمرو: ثقة.

ويحيى بن أبي أسيد؛ ذكره البخاريُّ في «التاريخ الكبير» (8/ 161)، وابن أبي حاتِم في «الجرح والتعديل» (9/ 129) وسكتا عنه. وأورده ابن حبان في «الثقات» (9/ 251).

[[* العَنَتُ: الفَساد والإثم والفُجور والزِّنا. «اللسان» (عنت).]]

(2)

في (ظ) و (هـ): «فيما» .

(3)

رواه البخاريُّ رقم (5076) تعليقاً بصيغة الجزم؛ فقال: قال أصبغ بن الفَرَجِ: حدثني ابنُ وَهْبٍ.

ورواه الفِريابي في «القدر» رقم (437)، وعنه الآجريُّ في «الشريعة» رقم (570)، وابن بطة في «الإبانة» رقم (2010) عن أصبغ بن الفَرَجِ.

ورواه ابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (114) عن أحمدَ بن صالح المِصري (مختصراً).

ورواه البيهقي في «القدر» رقم (214) عن خالد بن خِداش.

ورواه أيضاً في «السُّنن الكبرى» (7/ 97) عن حَرمَلة.

ورواه القُضاعيُّ في «مسند الشهاب» رقم (604) عن يُونُس بن عبد الأعلى.

كلُّهم (أصبغ بن الفَرَجِ، وأحمد بن صالح المصري، وخالد بن خِداش، وحَرمَلة، ويونسُ بن عبد الأعلى) عن ابنِ وَهْبٍ به.

ص: 45

(17)

- حَدَّثَنا عبدُ الله، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْب، قال: أخبرني أبو هانئٍ الخَولانيُّ، عن أبي عبد الرَّحمن الحُبُلِّيِّ،

عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو بنِ العاص رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كَتَبَ اللهُ عز وجل مقاديرَ الخَلائِقَ كُلِّها قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ والأرضَ بخَمْسينَ ألفَ سنةٍ، قال: وعَرْشُهُ على الماءِ»

(1)

.

(1)

رواه ابنُ وَهْبٍ في كتابه «الجامع» رقم (580) بلفظ: «خلقَ الله مقاديرَ الخَلقِ

».

ورواه مسلم رقم (2653) عن أحمدَ بن عَمرو بن عبد الله بن سَرْح.

ورواه الفِريابيُّ في «القدر» رقم (85)، وعنه الآجري في «الشريعة» رقم (341) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي.

ورواه الآجري في «الشريعة» رقم (342)، وابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1345)، وابن أبي زَمَنين في «أصول السُّنة» له رقم (120) عن يُونُس بن عبد الأعلى.

كلُّهم (أحمدُ بن عَمرو، وعبدُ الرحمن بن إبراهيمَ الدمشقيُّ، ويونسُ بن عبد الأعلى) عن ابنِ وَهْبٍ به.

ورواه اللالكائي رقم (1025، 1026) عن يُونُس بن عبد الأعلى، عن ابنِ وَهْبٍ، عن حَيوة بن شُريح، عن أبي هانئ الخَولانيِّ به.

ص: 46

(18)

- حَدَّثَنا عبدُ الله، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عَمرو بنُ الحارث، عن أبي الزُّبير،

عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ أنَّهُ قال: يا رسولَ الله، أنَعْمَلُ لأَمْرٍ قد فُرِغَ منه، أو أمْرٍ نأْتَنِفُهُ*؟ فقال:«لأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ منه» .

فقال سُرَاقَةُ -يعني ابنَ مالك-: فَفيمَ العملُ إذاً؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَاملٍ مُيَسَّرٌ لِعَمَلِهِ»

(1)

.

(19)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني

(2)

أُسامةُ بنُ زيدٍ، عن عَمرو بن شُعيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّهِ،

(1)

[[* نأتَنِفُه: نأخذُ أوَّلَه ونَبتَدِئُه. «اللسان» (أنف).]]

() رواه أحمد (3/ 335) عن هارون بن معروف.

ومسلم رقم (2648) عن أبي الطَّاهر بن السَّرح.

والبخاري في «خَلْق أفعال العباد» رقم (214) عن أصبغ بن الفَرَج.

وأبو يعلى في «مسنده» رقم (2054) عن أبي همام (الوليد بن شجاع).

وأبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» 3/ 493] عن يُونُس بن عبد الأعلى وأبي ثابت (محمد بن عُبَيد الله).

وابن حِبان رقم (336) عن حَرمَلة بن يحيى.

كلُّهم (أبو الطاهر، وهارون بن معروف، وأصبغ بن الفَرَج، وأبو همام، ويُونُس بن عبد الأعلى، وأبو ثابت، وحَرمَلة بن يحيى) عن ابنِ وَهْبٍ به.

(2)

كرر ناسخ الأصل هنا الحديث رقم (15)، وأشار إلى أن ذلك وقع سهواً بوضع «لا» أوله، و «إلى» آخره.

ص: 47

أنَّ عمرَ بنَ الخطَّاب سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَرْجِعَهُ من بَدْرٍ عن ذلك؛ فقال له مثلَ ذلك؛ إلَاّ أنَّه قال: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا كَتَبَ اللهُ عز وجل له»

(1)

.

(20)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني يُونُسُ، عن ابنِ شهابٍ، عن ابنِ المُسيِّبِ،

أنَّ عُمرَ بنَ الخطَّابِ سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

(2)

: «بل

(3)

لا يُنالُ إلَاّ بالعملِ». فقال عُمرُ: إذاً نجتهد

(4)

.

(1)

رواه ابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1353) عن الربيع بن سُليمان، عن ابنِ وَهْبٍ به تاماً.

(2)

هكذا وردت العبارة مختصرة في المخطوطات الثلاث، وانظر الحديث بتمامه في مصادر التخريج.

(3)

في (ظ) و (هـ): كُلٌّ.

(4)

رواه الفِريابي في «القدر» رقم (30) عن أصبغ بن الفَرَجِ، عن يُونُس بن يزيد به.

ورواه عبد الرزاق الصنعاني (11/ 111) ومن طريقه اللالكائي رقم (1556)، وابن بطة رقم (1323) عن مَعْمَر.

ورواه ابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (167)، والفِريابي في «القدر» رقم (29) عن الزُّبيدي.

ورواه ابن أبي عاصم في «السُّنة» أيضاً رقم (162) عن بقية، عن الأوزاعي.

وعلَّقه الدارقطني في «العلل» رقم (134) عن يحيى القطان، عن الأوزاعي.

كلُّهم (معمَر، والزُّبيدي، والأوزاعي) عن ابنِ شِهابٍ الزُّهريِّ، عن ابنِ المسيِّب، عن عُمر بن الخطَّاب به.

واختُلِفَ على الأوزاعي في إسناده:

فرواه الفِريابي في «القدر» رقم (31)، وابن أبي عاصم في «السُّنة» رقم (165)، والبزار [«مختصر زوائده» لابن حجر رقم (1601)]، وابن حبان في «صحيحه» رقم (108) عن أنس بن عياض، عن الأوزاعي، عن ابنِ شِهابٍ، عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هُريرة، أن عُمر بن الخطَّاب

قال البزار: رواه غيرُ واحدٍ عن الزُّهري، عن سعيد، أنَّ عُمرَ قال

ولا نعلمُ أحداً يسنده عن أبي هريرة إلا أنس.

قال الدارقطني: المرسل أصحُّ. «العلل» رقم (134).

قلت: فالوجه الأول هو المحفوظ. وهو حديث ابن المسيب عن عمر.

وانظر حديث رقم (49) من هذا الكتاب.

ص: 48

(21)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني جريرُ بنُ حازمٍ، نا

(1)

الحسنُ بن عمارة

(2)

وغيرُه مثلَ ذلك.

ثم تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5 - 10].

(22)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني يُونُسُ بنُ يزيد، عن عبدِ الرَّحمن بنِ عَمرو الأوزاعيِّ،

أنَّ عُمرَ بنَ الخطَّاب رضي الله عنه قَدِمَ الشَّامَ، فخَطَبَ النَّاسَ

(1)

في (ظ) و (هـ): «و» ، وصُحِّحت في حاشية (ظ) إلى «عن» .

(2)

الحسن بن عمارة، أبو محمد، قاضي بغداد: متروك. انظر «تهذيب الكمال» (6/ 268).

ص: 49

بالجَابِيَةِ

(1)

، وكان الجَاثَلِيقُ

(2)

قريباً منه، فقال عُمَرُ في خُطبَتِهِ: مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فلا هَاديَ له.

فقالَ الجَاثَلِيقُ: إنَّ اللهَ لا يُضِلُّ أحداً!

فقال عُمَرُ: ماذا يقولُ؟ فأخبروه.

فقال عُمَرُ: كَذَبْتَ يا عَدوَّ اللهِ، بلِ اللهُ خَلَقَكَ، وهو يُضِلُّكَ، ثم يُميتُكَ، ثم يَبعثُكَ، ثم يُدْخِلُكَ النَّارَ إنْ شاءَ الله

(3)

. أما والله؛ لولا عَقْدي لضَرَبْتُ عُنُقَكَ. إنَّ اللهَ لمَّا خَلَقَ آدَمَ أخَذَ ذُرِّيَّتَهُ، فكَتَبَ أهلَ الجنَّةِ وما هُم عَامِلون، وكَتَبَ أهلَ النَّارِ وما هُم عَامِلون.

فافترقَ هؤلاءِ؛ وما يختَلِفُ اثنانِ في القَدَرِ

(4)

.

(23)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عَمرو

(5)

بن محمَّد،

(1)

قرية تقع في شمالي حَوران، من بلاد الشام، بناحية الجَولان، قُرب مرج الصُّفَّر، إذا وقف الإنسان في «الصَّنمَين» واستقبل الشمال ظهرت له، وتظهر من «نَوى» أيضاً. «معجم البلدان» (2/ 91).

(2)

رئيس النَّصارى في بلاد الإسلام، ويكون تحت بِطْريق أنطاكية، ثم المَطْرانُ تحت يده، ثم الأُسْقُفُّ. «القاموس المحيط» (الجاثَليق)(1125)، «تاج العروس» (25/ 123).

(3)

لفظ الجلالة «الله» ليس في (ظ) و (هـ).

(4)

رجال إسناده ثقات؛ إلا أنَّ الأوزاعي لم يدرك عُمرَ. وانظر تخريجه في التعليق على الأثر التالي.

(5)

كذا في المخطوطات الثلاث، ولعلَّ الصواب:«عُمر» كما في الحديث (25) وهو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني، ثقة كما في «التقريب» .

ص: 50

أنَّ ابنَ عَبَّاس رضي الله عنهما، قال: بينَا

(1)

أنا مع عُمرَ بنِ الخطَّاب بالشَّام؛ إذ قال لي: يا عبدَ الله بنَ عبَّاس، ائذَنْ لي النَّاسَ، فقلتُ: يا أميرَ المُؤمنين، ههُنا النَّصارى وعظيمُ عُظَمائِهم. قال: ائذَنْ لهم، فجَلَسَ في ناحيةٍ، فأَذِنْتُ له فجَلَسَ. فذكَرَ نحوَ هذا الحديث

(2)

.

(1)

كذا في الأصل، وفي (ظ) و (هـ): بينما.

(2)

رجال إسناده ثقات أيضاً؛ إلا أنَّ العُمري لم يدرك ابنَ عباس. هذا إن كانت «عَمرو» مصحَّفة من «عُمر» .

لكنه رُوي موصولاً من وجه آخر:

فرواه أبو داود في «القدر» [انظر «شفاء العليل» ص (275)]، والدارمي في «الرد على الجهمية» رقم (257)، وعبد الله بن أحمد في «السُّنة» رقم (929)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (3/ ل 212/ أ) نسخة المكتبة المحمودية، ويقابلها في المطبوعة (المحققة!)(5/ 1625)، والفِريابي في «القدر» رقم (54، 55)، وعنه الآجري في «الشريعة» رقم (417)، وابن بطة في «الإبانة» رقم (1560، 1561)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السُّنة» رقم (1197)، والأصبهاني في «الحجَّة» (2/ 61)، والبيهقي في «القدر» رقم (361).

بأسانيدهم عن خالد الحذَّاء، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن الحارث، عن عُمر بن الخطَّاب به.

وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا عبد الأعلى بن عبد الله.

ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 71)، وابن أبي حاتِم في «الجرح والتعديل» (6/ 27) وسكتا عنه.

وذكره ابن حِبان في «الثقات» وعدَّه في تابعي أهل البصرة.

وقال ابن حَجر: مقبول.

ورواه الثوري، عن خالد الحذَّاء، عن عبد الله بن الحارث بن نَوفل، عن عمرَ بن الخطاب به. فيما رواه اللالكائي رقم (1198). أي: أسقطَ عبدَ الأعلى. والظاهر: أن خالداً الحذَّاء أرسله أحياناً؛ كما في رواية اللالكائي المتقدمة آنفاً، وأسنده في الأكثر؛ كما في رواية أبي داود والدارمي؛ حيث رواه الثوري عن خالد الحذَّاء مُسْنَداً فوافق الجماعة.

وتابع خالداً الحذَّاء: عُبيدُ الله بنُ عبد الأعلى، عن أبيه. فيما رواه اللالكائي رقم (1199).

فمداره على عبد الأعلى بن عبد الله.

ورواه الإمام أبو حنيفةَ، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمةَ، عن ابن مسعود، أنَّ عمر بن الخطَّاب

قال ابن كثير: وقد رُوِيَ هذا من طُرُقٍ كثيرة عن عُمر. «مسند الفاروق» (2/ 640).

[[* أدحَضَ حُجَّتَهُ: أبطَلَها. «اللسان» (دحض).]]

ص: 51

(24)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني يُونُسُ بنُ يزيد، عن الأوزاعيِّ،

عن عبدِ الله بن عَمرو بنِ العاصِ رضي الله عنهما، قال: مَنْ كان يَزْعُمُ أنَّ مع اللهِ قَاضِياً أو رَازقاً، أو يَملِكُ لنفسِهِ ضَرًّا أو نَفعا، أو مَوتاً أو حَياةً أو نُشُوراً، لَقِيَ اللهَ فأَدْحَضَ* حُجَّتَهُ، وأحرَقَ

(1)

لِسانَهُ، وجعَلَ صَلاتَهُ وصِيامَهُ هَباءً

(2)

، وقَطَعَ به الأسبابَ، وأكَبَّهُ على وَجهِهِ في النَّارِ.

وقال: إنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ، فأخَذَ منهُمُ الميثاقَ، وكانَ عرشُهُ على الماءِ

(3)

.

(1)

كذا في المخطوطات الثلاث و «شفاء العليل» بالحاء المهملة، وقد صُحِّحتْ في حاشية (ظ) إلى:«أخرق» بالخاء المعجمة. وفي «الإبانة» و «شرح أصول الاعتقاد» : «أخرس» وانظر -للإحالات- تخريج الحديث.

(2)

في «شفاء العليل» هَباءً منثوراً.

(3)

رواه ابن بطة في «الإبانة» رقم (1642) عن الهَمْداني، عن ابن وَهْبٍ به.

ونقله ابن القيم في «شفاء العليل» ص (77) عن «كتاب القدر» لابن وَهْب بإسناده ومتنه. ورجال إسناده ثقات؛ إلا أنه منقطع بين الأوزاعي وابن عَمرو.

ص: 52

(25)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عُمَرُ بنُ محمَّدٍ العُمَري، عن عبد الله بن عَمرو بنحو ذلك.

وقال في الحديث: قَادراً

(1)

.

(26)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عُمر بن محمَّد، أنَّ سُليمانَ بنَ مِهْرَان حدَّثَهُ، قال:

قال عُبادةُ بنُ الصَّامتِ: ادعُوا لي ابني -وهُو يَموتُ- لعَلِّي أُخبِرُهُ بما سمِعتُ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ أوَّلَ شيءٍ خَلَقَهُ اللهُ من خَلْقِهِ القلم، فقال له: اكْتُبْ.

فقال: يا رَبِّ، أكتُبُ ماذا

(2)

؟

(1)

رجال إسناده ثقات؛ إلا أنه منقطع بين عُمر بن محمد العمري وعبد الله بن عَمرو.

واختُلف فيه على عُمر بن محمد العُمري:

فرواه ابنُ وَهْبٍ كما تقدَّم.

ورواه مُؤَمَّل بنُ إسماعيل -وهو صدوقٌ سيِّئُ الحفظ كما في «التقريب» - عنه، عن سالم، عن عبد الله بن عُمرَ بن الخطَّاب. فيما رواه ابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1643).

ورواه عبدُ المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد -وهو صدوقٌ يخطِئ كما في «التقريب» - عنه، عن نافع، عن عبد الله بن عُمرَ بن الخطَّاب. فيما رواه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» رقم (1292). والله أعلم.

(2)

في «شفاء العليل» ص (57): ماذا أكتبُ؟.

ص: 53

قال

(1)

: القَدَرَ».

قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فمَنْ لم يُؤمِن بالقَدَرِ خَيرِه وشَرِّه أحرَقَهُ اللهُ عز وجل بالنَّارِ»

(2)

.

(27)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني ابنُ لَهِيْعَةَ، عن يزيدَ بن أبي حَبيب، عن عُبادةَ بن الصَّامت نحو ذلك. إلَاّ أنه قال:«اكتُبْ. قال: فكَتَبَ ما كانَ وما هو كائِن»

(3)

.

آخر الجُزء الأوَّل، والله الموفِّق بكرَمِه

(1)

كذا في الأصل، وفي (ظ) و (هـ): فقال.

(2)

نقله ابن القيم في «شفاء العليل» ص (57) عن «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ بإسناده ومتنه. وسندُه منقطع؛ لأن سليمانَ بن مِهران الأعمش لم يُدرك عُبادة.

(3)

إسناده منقطع؛ لأن يزيد بن أبي حبيب لم يُدرك عُبادة.

لكنه رُوي موصولاً -من هذا الوجه- بذكر الواسطة بين يزيد وعُبادة:

فرواه أحمد (5/ 317)، وابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (107) عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الوليد بن عُبادة، عن عُبادة به.

عبد الله بن لهيعة: ضعيف الحديث في قول عامة أهل العلم؛ سواءٌ قبل الاختلاط أم بعده؛ بقطع النظر عن سبب اختلاطه، إلا أن حديث عبد الله بن وَهْبٍ، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد (وبعضُهم يزيد غيرَهم)، أعدلُ من غيره. وحديثُه صالح للاعتبار بالجملة.

تابعه عن الوليد: عطاء بن أبي رباح؛ فيما رواه أبو داود الطيالسي (577)، ومن طريقه الترمذي (2155)، واللالكائي (357) عن عبد الواحد بن سُليم، عن عطاء به. =

ص: 54

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عبد الواحد بن سُليم: ضعيف؛ لكنه توبع.

فرواه الفِريابي في «القدر» (425)، وابن أبي عاصم في «السُّنة» رقم (108) من طريق بقية بن الوليد، حدثني معاوية بن سعيد، حدثني عبد الله بن السَّائب، عن عطاء بن أبي رباح، عن الوليد بن عبادة به.

معاوية بن سعيد: ذكره ابن حبان في «الثقات» (9/ 166) وقال: يروي المقاطيع.

ملاحظة: للحديث متابعات كثيرة، ولكنني اقتصرتُ على ما ورد بلفظ المصنف.

انظر: «شفاء العليل» ص (55، 56، 57).

ص: 55