المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الجزء الثاني (1) بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشَّيخُ أبو الحُسين؛ محمدُ - القدر - ابن وهب - ت الحفيان

[ابن وهب]

الفصل: ‌ ‌الجزء الثاني (1) بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشَّيخُ أبو الحُسين؛ محمدُ

‌الجزء الثاني

(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشَّيخُ أبو الحُسين؛ محمدُ بن حسنون النَّرسي -قراءةً عليه- قال: أبنا أبو بكر؛ محمَّدُ بن إسماعيلَ الورَّاق -قراءةً عليه- في المُحرَّم؛ سنةَ خمسٍ وسبعينَ وثلاثِ مِئَة، قال: أبو بكر

(2)

؛ عبدُ الله بن سُليمان بن الأشعَث السِّجِسْتاني -قِراءةً علينا- سنةَ إحدى عشرة

(3)

وثلاثِ مِئَة.

(28)

- قال: أبنا أبو جعفر؛ أحمدُ بن سعيد الهَمْدانيُّ بمِصرَ، قال: أبنا عبدُ الله بن وَهْبٍ، قال: أخبرني ابنُ لَهِيْعَة، والليثُ بن سعد، عن قيس بن الحجَّاج، عن حَنَشِ بنِ عبد الله،

عن ابن عبَّاس، أنَّه قال: رَدِفْتُ* رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فأخلفَ

(4)

بيدِه خلفَ ظَهرِه

(5)

فقال: «يا غُلام، ألا أُعَلِّمُكَ

(1)

ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(2)

كذا في المخطوطات الثلاث، ولعلَّ الصواب:«قال: حدثنا أبو بكر» كما في بداية الجزء الأول.

(3)

كذا في الأصل، وهو الصواب قطعاً، وفي (ظ):«عشرين» وهو خطأ. انظر ص (31) تعليق (5).

[[* يقال: رَدِفْتُ الرَّجلَ: إذا ركِبتَ خلفَهُ. «اللسان» (ردف).]]

(4)

غير واضحة بالأصل؛ والمثبت من (ظ) و (هـ) و «شرح أصول الاعتقاد» للالكائي.

(5)

في «شرح أصول الاعتقاد» : فأخلف يده ورائي.

ص: 56

كَلِماتٍ

(1)

؟ احفَظِ اللهَ يحفَظْكَ، احفَظِ اللهَ تجِدْهُ أمامَك، إذا استعَنْتَ فاستَعِنْ بالله، وإذا سألتَ فاسألِ الله، جفَّتِ الأقلامُ ورُفعَتِ الصُّحُفُ.

والذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ، لو جَهَدَتِ* الأُمَّةُ على أن ينفَعوكَ؛ لم ينفَعوكَ إلَاّ بشَيءٍ كتبَهُ اللهُ لكَ، ولو جَهَدَتِ الأُمَّةُ على أن يضرُّوكَ؛ لم يضرُّوكَ إلَاّ بشَيءٍ قد كُتِبَ عليكَ»

(2)

.

(1)

زاد في «شرح أصول الاعتقاد» بعد كلماتٍ: ينفعك اللهُ بهنَّ.

[[* قال الفيُّومي: جَهَدَ في الأمرِ جَهداً من باب (نَفَع): إذا طلبَ حتَّى بلغَ غايتَهُ في الطَّلَب. «المصباح المنير» (جهد).

أي: جَدَّ في الأمر، وبالغَ في طلَبه. انظر «اللسان» (جهد).]]

(2)

رواه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» رقم (1095) من طريق يُونُس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ به. وفيه: «رُفِعت الأقلامُ وجفَّت الصُّحف» .

ورواه أحمد (1/ 293، 303، 307)، والترمذي رقم (2516)، والفِريابي في «القدر» رقم (153، 156، 157)، وابنُ أبي حاتِم في «تفسيره» [انظر «تفسير ابن كثير» (الزمر: 36)]، وأبو يعلى (2556)، وابن السُّنِّي (425)، والطبراني في «الكبير» رقم (12988)، وفي «الدُّعاء» (42)، وابن مَنْده في «التوحيد» رقم (251)، وابن أبي عاصم في «السُّنة» رقم (325)، وابن بطة في «الإبانة» رقم (1505)، واللالكائي (1094، 1095)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» رقم (126)، و «شُعب الإيمان» (195)، و «الاعتقاد» ص (156) ط/ الفضيلة، وابن النقاش في «فوائد العراقيين» رقم (9) بأسانيدهم عن قيس بن الحجّاج به.

وقيس بن الحجَّاج: قال أبو حاتم: صالح. «الجرح والتعديل» (7/ رقم 540).

وذكره ابن حِبان في «الثقات» (7/ 329). وقال ابن حجر: صدوق.

وباقي الإسناد رجاله ثقات.

وحنش قد تُوبعَ على هذا الحديث. انظر: تخريجنا لـ «شفاء العليل» ص (58). قال الترمذي: حسن صحيح.

قال ابنُ مَنْده: ولهذا الحديث طُرقٌ عن ابن عباس؛ هذا أصحُّها.

قال ابن رجب: وبكلِّ حال؛ فطريق حنش التي خَرَّجَها الترمذيُّ حسنةٌ جيِّدة. «جامع العلوم والِحكَم» شرح الحديث التاسع عشر.

ص: 57

(29)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمان، ثَنَا أحمدُ بنُ سعيدٍ الهَمْدانيُّ، أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عُمر بن محمَّد، أنَّ سُليمانَ بن مِهران حدَّثه، قال:

قال عبدُ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه: إنَّ أوَّل شيءٍ خَلَقَهُ [اللهُ]

(1)

عز وجل من خَلْقِهِ القَلَم، فقال له: اكْتُبْ. فكتَبَ كلَّ شيءٍ يكونُ في الدُّنيا إلى يومِ القيامة، فيُجمَعُ بين الكتابِ الأوَّلِ وبين أعمالِ العبادِ؛ فلا يُخالف ألف ولا واو ولا ميم

(2)

منها

(3)

.

(30)

- حَدَّثَنا أبو بكرٍ؛ عبدُ اللهِ بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني يُونُسُ، عن ابنِ شهابٍ، أنَّ عبدَ الرَّحمن بنَ هُنيدة حدَّثَهُم،

أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أرادَ اللهُ -عَزَّ

(1)

زيادة من «شفاء العليل» .

(2)

في «شفاء العليل» : فلا يخالف ألفاً ولا واواً ولا ميماً.

(3)

نقله ابنُ القيم في «شفاء العليل» ص (60) عن «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ بإسناده ومتنه.

ورجال إسناده ثقات؛ إلَاّ أنه منقطع؛ لأنَّ سليمانَ بن مِهران الأعمش لم يُدرك ابنَ مسعود.

ص: 58

وجَلَّ- أنْ يَخْلقَ النَّسَمَةَ؛ قال مَلَكُ الأَرْحامِ معها

(1)

: يا رَبِّ، أذَكَرٌ أم أُنثى؟

فيقضي اللهُ إليه أمرَهُ. ثم يقولُ: يا رَبِّ، أشقِيٌّ أم سعيدٌ؟

فيقضي اللهُ إليه أمرَهُ. ثم يكتبُ بين عَينَيهِ ما هو لاقٍ، حتَّى النَّكْبَةُ* يُنْكَبُها»

(2)

.

(1)

«معها» : كذا في المخطوطات الثلاث، وفي الأصول الخطيَّة لـ «شفاء العليل» انظر المطبوعة ص (101)، وفي «تهذيب الكمال» (17/ 473) حيث روى الحديث من طريق ابنِ طَبَرْزَذ، ونَبَّه على أنَّها وقعت هكذا في الرِّواية.

ووقع في بقية روايات هذا الحديث عن ابنِ وَهْبٍ وغيره: «معرضاً» . والله أعلم.

(2)

[[* النَّكبَةُ: المُصيبَةُ من مَصائِب الدَّهْر. «اللسان» (نكب).]]

() رواه المِزِّيُّ في «تهذيب الكمال» (17/ 472) من طريق ابن طَبَرْزَذ بإسناد نسختنا هذه.

ونقله ابن القيم في «شفاء العليل» ص (101) عن «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ بإسناده ومتنه.

ورواه أبو داود في «القدر» [انظر «تهذيب الكمال» (17/ 472)]، ومن طريقه ابن بطة في «الإبانة» رقم (1410) من طريق الهَمْداني به.

ورواه الدارمي في «الرد على الجهمية» ص (80) ط/ المكتب الإسلامي. عن أحمد بن صالح المِصري.

ورواه الفِريابي في «القدر» رقم (142) عن أصبغ بن الفَرَج.

ورواه ابن حِبَّان في «صحيحه» (14/ رقم 6178) عن حَرمَلة بن يحيى.

ورواه الطحاوي في «بيان المشكل» (9/ رقم 3873)، واللالكائي رقم (1050) عن يُونُس بن عبد الأعلى.

كلهم (أحمدُ بن صالح المِصري، وأصبغُ بن الفَرَج، وحَرمَلة بن يحيى، ويُونُس بن عبد الأعلى) عن ابنِ وَهْبٍ به.

ورواه الفِريابي في «القدر» رقم (141)، وعنه الآجري في «الشريعة» =

ص: 59

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رقم (363)، واللالكائي رقم (1051) عن الليث بن سعد.

ورواه أبو يعلى (10/ رقم 5775) عن جَرير بن حَازم.

كلاهما (الليثُ بن سعد، وجريرُ بن حازم) عن يُونُس بن يزيد به.

عبد الرحمن بن هُنَيدة: ثقة كما في «التقريب» .

إلَاّ أنه اختُلف على ابن شِهاب الزُّهري في هذا الحديث:

فرواه يُونُسُ بن يزيد عنه مرفوعاً كما تقدَّم.

ورواه مَعْمَر عن الزُّهريِّ واختُلِفَ عليه بالرَّفع والوَقْف:

فرواه ابنُ أبي عاصم رقم (189) من طريق ابنِ كاسِب، عن عبيد الله بن معاذ، عن مَعْمَر، عن الزُّهريِّ، عن ابنِ هُنَيدة به مرفوعاً.

وابنُ كاسب: هو يعقوبُ بن حُمَيد بن كاسِب. قال الذَّهبيُّ في «الميزان» : كان من علماء الحديث؛ لكنَّه لم مناكير وغرائب.

وعُبيد الله بن معاذ: ثقة حافظ.

خالفه: عبد الرزاق الصَّنعاني؛ فيما رواه هو في «المصنَّف» رقم (20066) ومن طريقه ابنُ أبي عاصم في «السُّنة» (191)، والفِريابي (138) عن معمر، عن الزُّهريِّ، عن ابنِ هُنَيدة به موقوفاً.

ولعلَّ هذا أرجح؛ لِمَا رواه ابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (190): ثنا ابن أبي عُمر (هو العدني صاحب المسند)، ثنا سُفيان، عن عَمرو بن دينار ومَعْمَر، كلاهما عن الزُّهريِّ، عن ابنِ هُنَيدة به موقوفاً.

ورواه ابن بطة في «الإبانة» رقم (1605) عن سفيان، عن عَمرو بن دينار به.

وتابع مَعْمراً وعَمرَو بنَ دينار على الوقف:

1 -

عُمرُ بن سعيد -وحديثُه مُقارب كما قال الإمام أحمد- فيما رواه ابنُ أبي عاصم (188): ثنا أبو مسعود الجَحْدَرِي، ثنا الفُضَيل بن سُليمان، عن عُمَر بن سعيد.

الفضيل بن سُليمان: قال الحافظ: صدوق له خطأ كثير.

2 -

عقيلٌ؛ فيما رواه الفِريابي رقم (139) عن محمَّد بن عُزيز الأيلي، ثنا

ص: 60

(31)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أنا عَمرو بنُ الحارِث، عن أبي الزُّبير المَكِّي، أنَّ عامرَ بنَ واثِلَةَ -يعني أبا الطُّفَيل- أخبره،

أنَّه سَمِعَ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ يقولُ: الشَّقيُّ مَنْ شَقِيَ في بطنِ أُمِّهِ، والسَّعيدُ مَنْ وُعِظَ بغَيرِهِ.

فأتاهُ رَجُلٌ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يُقالُ له: حُذَيفةُ بنُ أَسِيد الغِفَاريُّ؛ فحَدَّثَهُ بذلك من قَوْلِ ابنِ مسعود. فقلتُ

(1)

: وكيفَ يشقى رَجُلٌ بغيرِ عَمَلٍ؟

(1)

= سلامة، عن عقيل.

محمَّد بن عُزيز: قال الحافظ: فيه ضعف؛ وقد تكلَّموا في صحَّة سماعه من عمِّه سلامة.

3 -

الأوزاعيُّ؛ فيما رواه الفِريابي رقم (137) من طريق الأوزاعي، حدَّثني الزُّهريُّ، عمَّن سَمِعَ ابنَ عُمَرَ. موقوفاً.

وروي من أوجهٍ أخرى -غيرِ هذا الوجه- عن ابنِ عُمر:

أ- فرواه ابن أبي عاصم في «السُّنة» (192)، والبزار في «مسنده» [انظر «مختصر زوائده» رقم (1598)] عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن ابنِ عُمر، مرفوعاً.

قال البزار: لا نعلمُ رواه عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن أبيه إلَاّ صالح.

قلتُ: وصالحٌ هذا ضعيف؛ فتفرُّدُه يُعَدُّ منكراً.

ب- ورواه ابنُ عدي في «الكامل» (5/ 473) ترجمة: عبد الرَّحمن بن يحيى المدني، والدارقطني في «الأفراد» (6/ ل 91 - أ) نسخة القسطلاني عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن ابنِ عُمر به.

قال ابنُ عدي: هذا منكر عن مالكٍ بهذا الإسناد.

قال الدارقُطني: هذا حديثٌ غريب من حديث عبدِ الله بن دينار عن ابنِ عُمر، وهو غريبٌ من حديث مالك بن أنس.

() في (ظ): قلت.

ص: 61

فقال له الرَّجُلُ: أتعجَبُ من ذلك؟ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إذا مَرَّ بالنُّطْفَةِ اثنانِ وأربعونَ ليلةً؛ بَعَثَ اللهُ عز وجل إليها مَلَكاً؛ فصَوَّرَها؛ وخَلَقَ سَمْعَها وبصَرَها وجِلْدَها ولَحْمَها وعَظْمَها

(1)

. ثمَّ قالَ:

يا رَبِّ، أذَكَرٌ أم أُنثى؟ فيقضي اللهُ في ذلك ما شاءَ

(2)

، ويكتبُ المَلَكُ.

ثمَّ يقولُ: يا رَبِّ، أجَلُها؟ فيقولُ ربُّكَ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثمَّ يقولُ: يا رَبِّ، رِزْقُهُ؟ فيقضي ربُّكَ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثمَّ يخرُجُ المَلَكُ بالصَّحيفَةِ في يدِهِ، فلا يزيدُ على أمرِهِ ولا يَنْقُصُ»

(3)

.

(1)

«عظمها» : ساقطة من (ظ) و (هـ).

(2)

زاد في الأصل بعد «شاء» لفظَ الجلالة «الله» ولا وجه لها.

(3)

رواه مسلم [3 - (2645)] عن أبي الطَّاهر؛ أحمد بن سرح.

ورواه الطبراني في «الكبير» رقم (3044)، وابن بطة في «الإبانة» رقم (1402) عن أحمد بن صالح المِصري.

ورواه أبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (4/ 214)]، والطَّحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» رقم (2664) عن يونس بن عبد الأعلى.

ورواه ابنُ حِبَّان في «صحيحه» رقم (6177) عن أحمد بن عيسى المِصري.

ورواه أبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (4/ 214)] عن عيسى بن أحمد البلخي.

كلُّهم (أبو الطاهر، وأحمد بن صالح المِصري، ويُونُس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عيسى المِصري، وعيسى بن أحمد البلخي) عن ابنِ وَهْبٍ به.

ص: 62

قال مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ: ورُوِيَ عن عبد الملكِ بنِ جُرَيجٍ، عن أبي الزُّبير، عن أبي الطُّفَيلِ عامرِ بنِ واثِلَة.

(32)

(ز) - أخبرناه أبو محمَّد؛ عبدُ الرَّحمن بنُ محمَّد بن عبد الرَّحمن

(1)

القُرشيُّ؛ ويُعرف بأبي صَخْرة، سَنة تسعٍ وثلاثِ مِئَة، قال: أنا

(2)

أبو الحَسَن؛ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جَعفرٍ المَديني، سنةَ أربعٍ وثلاثينَ ومِئَتَين، قال: ثَنَا رَوْحُ بن عُبادة، قال: ثَنَا ابنُ جُرَيْجٍ، قال: أبنا أبو الزُّبَير، أنَّ أبا الطُّفَيل، قال:

سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ رضي الله عنه، يقول: الشَّقيُّ مَنْ شَقِيَ في بَطْنِ أُمِّهِ، والسَّعيدُ مَنْ وُعِظَ بغَيرِه.

قال: فقلتُ: خِزْياً للشَّيطان، أيشقى الإنسانُ ويَسْعَدُ قبلَ أنْ يعمَلَ؟!

قال: فلقيتُ حُذيفةّ بنَ أَسِيدٍ فقال: ألا أُخبرُكَ بما سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ سَمعتُهُ يقولُ: «إذا استقرَّتِ النُّطفَةُ في الرَّحِمِ اثنَتينِ وأربعينَ ليلةً؛ نزَلَ مَلَكُ الأرحامِ، فقال: أي رَبِّ، أشَقِيٌّ أم سعيدٌ؟ فيقضي رَبُّكَ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثم يقولُ: أي رَبِّ، أذَكَرٌ أم أُنثى؟ فيقضي ربُّكَ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

(1)

كذا ورد في (ظ) و (هـ) في حين زادَ على هذا القَدْر في الأصل: «بن محمَّد عبد الرَّحمن» وهذا سَبْقُ قلمٍ من النَّاسخ. وانظر الحديثين (11، 33)، و «السير» (14/ 457) حيث وَرَدَ اسمُهُ صَواباً.

(2)

في (ظ) و (هـ): «أبنا» .

ص: 63

ثم يقولُ: أي رَبِّ، ما عَمَلُهُ؟ فيقضي رَبُّكَ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثم يقولُ: أي رَبِّ، ما أجَلُهُ؟ فيقضي رَبُّكَ ما شاءَ، ويَكتبُ المَلَكُ. ثم يَعرُجُ المَلَكُ بالصَّحيفَةِ ما زادَ فيها من الأخبارِ والقَدَرِ»

(1)

.

ورُوِىَ عن عَمرو بن دينارٍ، عن أبي الطُّفَيل.

(33)

(ز) - أخبرناه أبو محمَّد؛ عبدُ

(2)

الرَّحمن بن محمَّد القُرشيُّ

(3)

، قال: ثَنَا عليُّ بنُ المَديني، قال: ثَنَا سُفيانُ بنُ عُيَينَةَ، قال: ثَنَا عَمرو بنُ دينارٍ، سَمِعَ أبا الطُّفَيل يُحدِّثُ

عن حُذَيفةَ بنِ أَسيدٍ الغِفَاريِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يدخلُ المَلَكُ على النُّطْفَةِ بعدَ ما تستقِرُّ في الرَّحِمِ بأربعينَ أو بخَمسٍ وأربعينَ ليلةً.

فيقولُ: أي رَبِّ، أذَكَرٌ أم أُنثى؟ قال: فيقولُ اللهُ، ويكتبُ المَلَكُ.

(1)

رواه مسلم رقم [3 - (2645)] عن أبي عاصم.

ورواه الفِريابي في «القدر» رقم (140)، وعنه الآجري في «الشريعة» رقم (361) عن الوليد بن مسلم.

ورواه اللالكائي رقم (1047) عن ابن أبي عدي.

ثلاثتهم (أبو عاصم، والوليد بن مسلم، وابن أبي عَدي) عن ابنِ جُرَيج به.

(2)

في الأصل: «عن» ، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(3)

في حاشية (ظ) بخط الناسخ زين العابدين: «المعروف بأبي صخرة» .

ص: 64

قال: فيقولُ: أي رَبِّ، شَقِيٌّ أم سَعيدٌ؟ قال: فيقولُ له، ويكتبُ المَلَكُ.

قال: ثم يكتبُ عمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأجَلَهُ، وأثرَهُ، ثم تُطوى الصَّحيفَةُ، ولا يُزادُ على ما فيها ولا يُنقَصُ»

(1)

.

(34)

(ز) - حدَّثناه

(2)

أبي رحمه الله، قال: ثَنَا عليُّ بنُ حَربٍ الطَّائيُّ، قال: ثَنَا سُفيانُ بنُ عُيَينةَ،

فذكر بإسناده عن حُذيفَةَ بن أَسِيدٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه

(3)

.

ورواه عُبيد الله

(4)

بنُ أبي طَلحة المكِّي، عن أبي الطُّفَيل.

(1)

رواه الحميدي (826)، ومن طريقه الطبراني في «الكبير» رقم (3039).

ورواه أحمد (4/ 6).

ورواه مسلم رقم (2644) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب.

ورواه أبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» 4/ 214]، والطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» رقم (2663)، واللالكائي رقم (1045) عن يونُس بن عبد الأعلى.

ورواه أبو عَوانة أيضاً عن إبراهيم بن يسار.

ورواه ابن أبي عاصم في «السُّنة» رقم (186) ثنا ابن كاسِب.

كلُّهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، وزهير بن حرب، ويُونُس بن عبد الأعلى، وإبراهيم بن يسار، وابن كاسِب) عن سُفيان بن عُيينة به.

(2)

في (ظ) و (هـ): حدثنا.

(3)

رواه ابن بطة في «الإبانة» رقم (1403) عن عليِّ بن حرب الطَّائيِّ به.

(4)

كذا في المخطوطات الثلاث «عبيد الله» ، وفي مخطوط «أصول السُّنة» لابن أبي زَمَنين كذلك؛ حيثُ رواه من طريق ابن وَهْبٍ.

ووقع في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتِم (5/ رقم 1895): «عبيد» دون الإضافة، وكذلك في «التهذيب» وفروعه.

ص: 65

(35)

- حَدَّثَنا

(1)

أبو بكرٍ، عبدُ اللهِ بنُ سُليمانَ بنِ الأشعث، قال: ثَنَا أحمدُ بنُ سعيدٍ الهَمْدانيُّ، قال: أبنا عبدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني ابنُ لَهِيْعَة، عن يزيدَ بنِ أبي حَبيب، عن عُبيد الله

(2)

بن أبي طَلحة المكِّي، أنَّ أبا الطُّفيلِ البكريَّ أخبرَهُ،

أنَّهُ سَمِعَ ابنَ مسعودٍ يقولُ: إنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ في بطنِ أُمِّهَ، والسَّعيدُ مَنْ وُعِظَ بغيرِهِ.

فقلتُ: كيف يَشقى مَنْ لم يعمَلْ؟

فلقيتُ حُذيفَةَ بن أَسِيدٍ الغِفَاريَّ، فأخبرتُهُ بما قال ابنُ مسعودٍ، فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ اللهَ إذا أرادَ أنْ يخلُقَ العبدَ؛ قال المَلَكُ: يا رَبِّ، أذَكَرٌ أم أُنثى؟ فيقولُ الرَّبُّ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثم يقولُ المَلَكُ: يا رَبِّ، أشَقِيٌّ أم سَعيدٌ؟ فيقولُ الرَّبُّ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثم يقولُ: يا ربَّنا، ما هو لاقٍ؟ فيقولُ الرَّبُّ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثم يقولُ المَلَكُ: يا رَبَّنا، ما رِزْقُهُ؟ فيقولُ الرَّبُّ عز وجل ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ.

ثم يقولُ المَلَكُ: يا رَبَّنا، ما أجَلُهُ؟ فيقولُ الرَّبُّ ما شاءَ، ويكتبُ المَلَكُ»

(3)

.

(1)

في (ظ) و (هـ): حدثناه.

(2)

انظر الحاشية (4) الصفحة السابقة.

(3)

رواه ابن أبي زَمَنين في «أصول السُّنة» رقم (122) من طريق يُونُس بن عبد الأعلى، عن ابن وَهْبٍ به.

ورواه الطبراني في «الكبير» رقم (3043) عن النضر بن عبد الجبَّار، عن ابن لهيعة به.

ورواه أبو داود في «القدر» [انظر «تهذيب الكمال» (19/ 218)] عن يزيد بنِ أبي حبيب به.

وعبيدُ بنُ أبي طَلحة المكِّي: ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/ رقم 1895)، وسكتَ عنه. وقال ابن حجر في «التقريب»: مقبول.

وابنُ لَهيعة تقدَّم الكلامُ فيه عند الحديث رقم (27).

ص: 66

(36)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمانَ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عبدُ اللهِ بنُ لَهيعةَ، عن بَكرِ بنِ سَوادة الجُذاميِّ، عن أبي تميمٍ الجَيشَانيِّ،

عن أبي ذَرٍّ، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخلَتْ -يعني: النُّطفة- في الرَّحِمِ أربعينَ ليلةً؛ أتى مَلَكُ النَّفْسِ، فعَرَجَ إلى الرَّبِّ، فقالَ: يا رَبِّ، عبدُكَ أذَكَرٌ أم أُنثى؟ فيقضي اللهُ ما هو قَاضٍ

(1)

. أشَقِيٌّ أم سَعيدٌ؟ فيكتُبُ ما هو كائنٌ» وذكرَ بقيَّةَ الحديثِ

(2)

.

(1)

كذا في المخطوطات الثلاث، وفي الأصول الخطيَّة لـ «شفاء العليل» .

ووقع في بقية روايات الحديث بعد قاضٍ: «ثم يقولُ: يا رَبِّ» . والله أعلم.

(2)

نقله ابن القيم في «شفاء العليل» ص (101) عن «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ بإسناده ومتنه سواء.

ورواه الدارمي في «الردِّ على الجهمية» رقم (94) عن عمرو بن خالد الحراني، عن ابن لَهيعةَ به مرفوعاً أيضاً.

وقد رواه ابن بطة في «الإبانة» رقم (1417) عن المَتُّوثي، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهَمْداني، قال: أخبرنا ابن وَهْب، عن ابن لهيعة به. موقوفاً على أبي ذر.

هكذا وردت هذه الرواية في مطبوعة «الإبانة» : موقوفة على أبي ذر؛ خلافاً للرواية عندنا فهي مرفوعة. فالله أعلم.

وقد توبع ابن وَهْب في هذه الرواية الموقوفة:

فرواه الفِريابي رقم (123) عن قتيبة بن سعيد.

ورواه ابنُ جرير الطَّبري في «تفسيره» رقم (34187)[التغابن: 2] عن حسن بن موسى الأشيَب.

كلاهما: (قتيبة بن سعيد، والحسن بن موسى الأشيب) عن ابن لَهيعَة به موقوفاً.

وهذا الاضطراب مردُّه إلى ضَعْفِ ابنِ لَهِيعَة نفسهِ. والله أعلم.

قال العلَاّمة عبد الرَّحمن بن يحيى المُعَلِّمي رحمه الله: «في سنده ابن لَهيعة، والمستنكر منه: فيعرج به إلى الجبَّار. ومعناه بدونها ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود» . تعليقه على «الفوائد المجموعة» ص (451)، وانظر الحديث رقم (45) من هذا الكتاب.

ص: 67

(37)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمان، ثَنَا أحمدُ بنُ سعيد الهَمْدانيُّ، قال: أبنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني جريرُ بنُ حازمٍ، عن سُليمان بنِ مِهرَان، عن زيد بن وَهْبٍ،

عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تكونُ النُّطْفَةُ في الرَّحِمِ أربعينَ ليلةً نُطْفَةً، وأربعينَ ليلةً عَلَقَةً، وأربعينَ ليلةً مُضْغَةً. ثم يبعثُ إليها مَلَكاً، فيُؤمَرُ بأربعِ كلماتٍ: برزقِهِ، وأجَلِهِ، وأثَرِهِ، وشَقِيٌّ أم سَعيدٌ» .

فوَالَّذي نفسُ ابنِ مسعودٍ بيدِهِ، إنَّ الرَّجُلَ ليَعْمَلُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ؛ حتى ما يكونُ بَيْنَهُ وبَيْنَها غيرُ ذِراعٍ؛ فيَسْبِقُ عليه الكتابُ؛ فيعملُ عملَ أهلِ النَّاِر فيدخُلُ النَّارَ. وإنَّ الرَّجُلَ ليعملُ عملَ أهلِ النَّارِ؛ حتى ما يكونُ بَيْنَهُ وبَيْنَها غيرُ ذِراعٍ، فيَسْبِقُ عليهِ الكتابُ، فيعملُ عملَ

(1)

أهلِ الجنَّةِ فيدخلُ الجنَّةَ

(2)

.

(1)

في (ظ) و (هـ): بعمل.

(2)

رواه الطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم» رقم (3870)، وأبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (10/ 208)] عن يُونُس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابنُ وَهْبٍ به.

ملاحظة:

في قوله: «إنَّ الرَّجُلَ ليعملُ بعملِ

» اختُلِفَ فيه، فرُوِيَ موقوفاً على ابن مسعود من قوله. ورُوِيَ مرفوعاً إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابنُ رَجَبٍ الحنبلي: «وقد قيل: إن قوله في آخر الحديث: والذي لا إله غيرُه، إنَّ أحدَكم ليعمَلُ بعمَلِ أهل الجنَّة، حتى ما يكونُ بينَه

إلى آخر الحديث، مُدرَج من كلام ابن مسعود. كذلك رواه سلمة بن كُهيل، عن زيد بن وَهْبٍ، عن ابن مسعود من قوله. وقد رُوِيَ هذا المعنى عن النَّبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة». «جامع العلوم والحِكم» شرح الحديث الرابع.

قال الطحاوي: «وعلى أيِّ معنًى كان هذا الكلام في الحقيقة، من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من كلام ابنِ مسعود؛ فإنه حقٌ؛ لأنَّ ابنَ مسعود المأمونُ على ما قال من ذلك إن كان قاله، ولأنا نعلمُ أنه لم يقُلْ ذلك رأياً؛ لأن مثلَه لا يُقال بالرَّأي، وأنَّه إنما قاله توقيفاً، والتوقيف لا يكون إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

ص: 68

وهذا إسنادٌ غريبٌ عن جرير بن حازِم، عن الأعمش.

وقد رَوى هذا الحديثَ عن الأعمشِ جماعةٌ منهم: شُعبةُ، والثَّوريُّ، والمَسعوديُّ، وزهيرُ بن معاوية، وخالدٌ الحذَّاء، وأبو شِهابٍ الحنَّاط، ويحيى بنُ زكريَّا بنِ أبي زائدة، وأبو معاوية الضَّرير، وجريرُ بن عبد الحميد، وموسى بنُ أعين، وعيسى بن يُونُس، وسُفيانُ بنُ عُيَيْنة، وعمَّارُ بنُ رُزَيق، وعَمرو بن أبي قيس، ووكيعُ بنُ الجرَّاح، وعبدُ الله بن داود، وعبدُ الواحد بن زياد، ومحمَّدُ بنُ جابرٍ السُّحَيمي، وسعدُ بنُ الصَّلت، وغيرُهم من الشُّيوخ.

وأتينا من ذلك بشيءٍ ما؛ ذكرناه ليكون تَبَعاً لجَريرِ بنِ حَازم.

ص: 69

(38)

(ز) - فأما حديثُ أبي شهابٍ الحنَّاط؛ فأخبرناه أبو القاسم؛ عبدُ الله بنُ محمد بن عبدِ العزيز البغويُّ -قِراءةً عليه- ثَنَا محمَّدُ بنُ زياد بن فَروةَ البلدي، قال: ثَنَا أبو شهابٍ الحَنَّاط، عن سُليمانَ الأعمش، عن زيد بن وَهْبٍ،

عن عبد الله بن مسعود، قال: حَدَّثَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصَّادقُ المَصدوقُ.

(39)

(ز) - وأخبرنا أبو محمَّدٍ؛ عبدُ الرَّحمن بن محمَّدٍ القُرشيُّ، يُعرفُ بأبي صَخرةَ، قال: ثَنَا عليُّ بنُ المديني، قال: ثَنَا يحيى بنُ زكريَّا بن أبي زائِدة، قال: ثَنَا الأعمشُ، عن زيد بن وَهْبٍ،

عن ابنِ مسعودٍ، قال: ثَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصَّادق المَصدوقُ: «إنَّ خَلْقَ أحَدِكُمْ يُجمَعُ في بطنِ أُمِّهِ في أربعينَ ليلةً، ثم يكونُ عَلَقَةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مُضغَةً مثلَ ذلك، ثم يُبْعَثُ إليه المَلَكُ بأربع كلماتٍ، فيكتبُ: رزقَهُ، وعملَهُ، وأجلَهُ، وشَقيٌّ أم سعيدٌ. فإنَّ

(1)

أحدَكُم ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجَنَّةِ؛ حتى ما يكونُ بَيْنَهُ وبَيْنَها إلَاّ ذِراعٌ، فيَسْبِقُ عليه الكتابُ؛ فيَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ، فيُخْتَمُ له؛ فيكونُ مِنْ أهلِها. وإنَّ أحدَكُم ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ؛ حتى ما يكونُ بَيْنَهُ وبَيْنَها إلَاّ ذِراعٌ، فيَسْبِقُ عليه الكتابُ؛ فيَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ؛ فيُخْتَمُ له؛ فيكونُ مِنْ أهلِها»

(2)

. لفظُ عليِّ بنِ المديني.

(1)

في (ظ): وإنَّ.

(2)

رواه أبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (10/ 207)] من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة به.

ص: 70

(40)

(ز) - أخبرنا عبدُ الرَّحمن بن محمَّد القُرشيُّ، قال: أبنا عليُّ بنُ المديني، قال: ثَنَا جريرُ بنُ عبد الحَميد -فذكر جمعاً-

(1)

عن الأعمش، عن زيدِ بنِ وَهْبٍ،

عن عبدِ الله، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوِه

(2)

.

(41)

(ز) - أخبرنا عبدُ الرَّحمن بن محمَّد القُرشيُّ، قال: ثَنَا عليُّ بنُ المديني، قال: ثَنَا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ قال: ثَنَا شُعبةُ، عن سُليمانَ الأعمش، عن زيدِ بنِ وَهْبٍ،

عن عبدِ اللهِ، عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بنحوه

(3)

.

(42)

(ز) - حَدَّثَني أبي رحمه الله، ثَنَا أبو عُبيدة؛ السَّرِيُّ بن يحيى السَّرِي بالكوفة، قال: ثَنَا قَبيصةُ بنُ عُقبةَ، قال: ثَنَا عمَّارُ بنُ رُزَيق، عنِ الأعمشِ، عن زيدِ بنِ وَهْبٍ،

(1)

في (ظ): جميعاً.

(2)

رواه مسلم رقم (2643) حدثنا عُثمان بن أبي شيبة، وإسحاقُ بن إبراهيم، كلاهما عن جرير به.

(3)

رواه البخاري رقم (6594) عن أبي الوليد. ورقم (7454) عن آدم.

ورواه مسلم رقم (2643) عن عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي.

ورواه أبو داود رقم (4708) عن حفص بن عمر.

ورواه الطحاوي في «بيان المشكل» رقم (3861) عن عثمان بن عمر بن فارس، ومحمدِ بن كثير العبدي، وأبي عامر العقدي. ورقم (3862) عن وَهْب بن جرير. ورقم (3863) عن آدم بن أبي إياس.

كلهم (أبو الوليد، وآدم، ومعاذ، وحفص بن عمر، وعثمان بن عُمر، ومحمد بن كثير، وأبو عامر العقدي، ووَهْب بن جَرير) عن شُعبة به.

ص: 71

عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ الحديثَ نحوَه.

(43)

(ز) - حَدَّثَنا القاضي أبو عُمر؛ محمَّدُ بن يوسف بن يعقوب الأزديُّ، قال: ثَنَا الحسنُ بنُ محمَّد بن الصبَّاح الزعفرانيُّ، قال: ثَنَا عبدُ الوهَّاب الثَّقفي، قال: ثَنَا سُفيانُ الثَّوريُّ، عنِ الأعمشِ، عن زيدِ بنِ وَهْبٍ،

عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، قال: ثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصَّادقُ المصدوقُ، فذَكَرَ الحديثَ نحوَه

(1)

.

وباقي طُرُقِ هذا الحديثِ عنِ الأعمشِ؛ تأتي في حديثِ الأعمشِ عن زيدِ بنِ وَهْبٍ.

(44)

(ز) - أبنا أبو محمَّد؛ عبدُ الرَّحمن بن محمَّد القُرشيُّ، قال: قال عليُّ بنُ المديني: وكُنَّا نرى هذا الحديثَ لم يروِهِ إلَاّ سُليمانُ الأعمش.

فحَدَّثَنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الأسديُّ، قال: حَدَّثَنا فِطرُ بنُ خليفة، عن سَلَمةَ بنِ كُهَيل، عن زيدِ بنِ وَهْبٍ، قال:

سمعتُ عبدَ الله بنَ مسعودٍ يقولُ: حَدَّثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصَّادقُ المصدوقُ.

وقال عليٌّ: فذَكَرَ نحواً من حديثِ الأعمش

(2)

.

(1)

رواه عبد الرزاق رقم (20093)، وأبو داود رقم (4708)، والبزار في «مسنده» رقم (1765)، والطحاوي في «بيان المشكل» رقم (3864) عن الثَّوري به.

(2)

رواه أحمد (1/ 414) عن حسين بن محمد.

ورواه النسائي في «السُّنن الكبرى» كتاب التفسير: باب فمنهم شقي وسعيد، رقم (11246) عن علي بن حجر، عن يزيدَ بن هارون.

ورواه أبو عَوانة [انظر «إتحاف المهرة» (10/ 208)] عن أبي أميَّة، عن حسين بن محمَّد.

ورواه البزار في «مسنده» رقم (1767) عن محمد بن المثنى، عن أبي أحمد (محمد بن عبد الله بن الزُّبير).

ورواه الهيثم بن كُلَيب في «مسنده» (683) عن أبي نُعيم.

ورواه الطحاوي في «بيان المشكل» رقم (3867) عن بكار بن قتيبة، عن أبي أحمد. ورقم (3868) عن أبي نُعيم. ورقم (3869) عن يزيدَ بن هارون.

كلُّهم (حسين بن محمد، ويزيد بن هارون، وأبو أحمد، وأبو نُعيم) عن فِطر به.

ص: 72

(45)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمان، قال: وثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني ابنُ لَهيعةَ، عن كعبِ بن عَلقَمة، عن سعيد

(1)

بن هلال،

عن عبدِ اللهِ بن عَمرو بنِ العاص، أنَّه قال: إذا مكثَتِ النُّطْفَةُ في رَحِمِ المرأةِ أربعينَ ليلةً، جاءَها مَلَكٌ فاختَلجَها*، ثم عَرَجَ بها إلى اللهِ عز وجل فقال: اخْلُقْ يا أحسَنَ الخالقينَ، فيقضي اللهُ فيها بما يشاءُ من أمرِهِ، ثم يُدْفَعُ

(2)

إلى المَلَكِ، فيسألُ المَلَكُ عند ذلك، فيقولُ: يا رَبِّ، أسِقْط* أم يَتِمُّ؟ فيتبين

(3)

له. ثم يقولُ:

(1)

كذا في المخطوطات الثلاث: «سعيد» ؛ والصواب: «عيسى بن هلال» كما في «شفاء العليل» -حيث نقل الحديث عن «كتاب القدر» لابن وهب بإسناده ومتنه- ومصادر التخريج، وكتب الرجال.

[[* اخْتَلَجَها: جَذَبها وانْتَزَعَها. «اللسان» (خلج).]]

(2)

في «شفاء العليل» ومصادر التخريج: «تُدفَعُ» .

[[* السِّقْطُ: الولدُ الذي يسقُطُ من بطنِ أمِّه قبلَ تمامِه، الذَّكرُ والأُنثى فيه سَواء. (السِّقْط: بتثليث السين وسكون القاف، والكسر في سينها أكثر). «اللسان» (سقط).]]

(3)

كذا في (ظ) و (هـ) في حين لم تُعْجم بالأصل في المواضع الأربعة.

وفي «شفاء العليل» ومصادر التخريج: «فيبين» والله أعلم.

ص: 73

يا رَبِّ، أواحدٌ أم تَوءَمٌ؟ فيتبيَّنُ له. ثم يقولُ: يا رَبِّ، أذَكَرٌ أم أُنثى؟ فيتبيَّنُ له. ثم يقولُ: يا رَبِّ، أناقِصُ الأجَلِ أم تامُّ الأجَلِ؟ فيتبيَّنُ له. ثم يقولُ: يا رَبِّ، اقطَعْ رزقَهُ مع خَلْقِهِ

(1)

، فيقضيهِما جميعاً. فَوَالَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه

(2)

لا يَنالُ إلَاّ ما قُسِمَ له يومئذٍ، إذا أكَلَ رِزْقَهُ قُبِضَ

(3)

.

(46)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أنا

(4)

ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني مالكُ بنُ أنسٍ، عن زيادِ بنِ سعدٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، قال:

(1)

كذا وردت العبارة مختصرة في المخطوطات الثلاث، و «شفاء العليل» ، و «الإبانة» لابن بطة، حيثُ رواه من طريق ابنِ وَهْبٍ.

في حين وردت في «القدر» للفِريابي، و «شرح أصول الاعتقاد» للالكائي أتمَّ من هنا، ونصُّها:«ثم يقولُ: يا رَبِّ، اقطَعْ رزقَهُ، فيقطعُ له رزقَهُ مع خَلْقِهِ» .

(2)

في بقية الروايات: «فوالذي نفسي بيده» .

(3)

رواه ابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1418) من طريق الهَمْداني، عن ابنِ وَهْبٍ به.

ونقَلَهُ ابنُ القيم في «شفاء العليل» ص (101، 102) عن «كتاب القدر» لابنِ وَهْبٍ بإسناده ومتنه.

ورواه الفِريابي في «القدر» رقم (146)، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» رقم (1236) عن سعيد بن أبي مريم، عن ابن لَهيعة به.

ابن لَهيعة تقدم الكلامُ فيه عند التعليق على الحديث (27). كما أنه لم يُصرِّحْ بالتحديث، وقد ذُكِرَ في المدلِّسين.

وذكر ابن حجر في «الفتح» (11/ 479) شرح حديث رقم (6594) أنَّ الطبرانيَّ أخرجه في «المعجم الكبير» بسندٍ حسنٍ. والله أعلم.

(4)

في (ظ) و (هـ): أبنا.

ص: 74

سمعتُ عبدَ الله بنَ الزُّبَير يقولُ في خُطْبَتِهِ: إنَّ اللهَ عز وجل هو الهادي والفاتنُ

(1)

.

(47)

(ز) - حَدَّثَنَاهُ الحسينُ بنُ إسماعيلَ بنِ محمَّدٍ؛ أبو عبدِ

(2)

الله الضَّبِّي، قال: ثَنَا أحمدُ بنُ إسماعيلَ المدني، قال: ثَنَا مالكُ بنُ أنسٍ، عن زيادِ بنِ سعدٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، أنَّه قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ الزُّبَير يقولُ في خُطْبَتِهِ: إنَّ اللهَ هو الهادي والفاتنُ.

(48)

- حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمان بنِ الأشعث، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عبدُ الله بنُ عَمرو

(3)

، عن

(4)

خُبيبِ بنِ عبدِ الرَّحمن، عن حفصِ بنِ عاصِم،

عن أبي هُريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ العبدَ ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ سبعينَ سنةً، ثم يَخْتِمُ اللهُ لهُ بعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ، وإنَّ العبدَ ليَعْمَلُ بعملِ أهلِ

(5)

الجنَّةِ سبعينَ سنةً، ثم يَخْتِمُ اللهُ له بعَمَلِ أهلِ النَّارِ»

(6)

.

(1)

رواه مالك في «الموطأ» كتاب الجامع، باب النهي عن القول بالقدر (2620)، ومن طريقه: البيهقي في «القدر» له (496)، واللالكائي (1201)، وابن بطة في «الإبانة» (1659).

(2)

في الأصل: «عُبَيد» ، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(3)

كذا في المخطوطات الثلاث «عَمرو» . والصواب: «عُمر» ولعلَّ هذا التصحيف من النَّاسخ. والله أعلم.

(4)

في المخطوطات الثلاث: «بن» وهو تصحيف ظاهر.

(5)

«أهل» : ليست في الأصل و (هـ)، والمثبت من (ظ).

(6)

رواه البزار في «مسنده» [انظر «كشف الأستار» رقم (2158)، و «مختصر زوائد البزار» رقم (1614)]، والطبراني في «المعجم الأوسط» رقم (2448) من طريق عبد الله بن عُمر، عن خُبيب بن عبد الرَّحمن به.

قال الهيثمي: رواه الطبرانيُّ في «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح. «المجمع» (7/ 212).

ونقل الحافظ ابن حجر في «مختصر الزوائد» عنه: صحيح!

قال الطبرانيُّ: لم يروِ هذا الحديث عن خُبيب إلَاّ عبد الله.

قلتُ: وعبد الله هذا: هو ابنُ عُمر بن حفص بن عاصم بن عُمر بن الخطَّاب المدني. ضعيف كما في «التقريب» . وانظر: «تهذيب الكمال» (15/ 327).

قال العراقيُّ: متَّفق عليه من حديث سهل بن سعد دون قوله: «سبعينَ سنةً» . المُغني عن حَمْل الأسفار» رقم (3647).

قلتُ: رواه مسلم رقم (2651) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة

فذكره. إلا أنه قال: «الزمن الطَّويل» مكان «سبعين سنة» . والله أعلم.

ص: 75

(49)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عبدُ الله بن عُمر، عن عاصم بن عُبَيد

(1)

الله، وسالم أبي النَّضْر،

أنَّ عُمر بنَ الخطَّابِ رضي الله عنه قال: يا رسولَ الله، أنعملُ لما قد جَرَتْ به الأقلامُ، وجَفَّتْ به المقاديرُ، أم

(2)

لأمرٍ نأتَنِفُهُ ائتِنافاً؟ قال: «بل لما جرَتْ بهِ الأقلامُ، وجَفَّتْ به المَقاديرُ» .

قال: ففيمَ العملُ؟ قال: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له» .

قال: الآنَ الاجتهادُ

(3)

.

(1)

في (ظ): «عَبد» .

(2)

في الأصل: «أمر» ، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(3)

علَّقه الدارقُطني -من هذا الوجه- في «العلل» له رقم (108) فقال: رواه عبدُ الله العُمري، عن عاصم بن عُبيد الله، وسالم أبي النَّضر، أنَّ عُمر قال: يا رسول الله

مرسلاً.

ورواه أبو داود الطيالسي (11)، وأحمد (1/ 29)، (2/ 52، 77)، والبخاريُّ في «خلق أفعال العباد» (36)، والترمذي (2135)، وابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (169، 170)، والبزار في «مسنده» رقم (121)، وأبو يعلى رقم (5463، 5571)، والآجري في «الشريعة» رقم (326)، والبيهقي في «القدر» له رقم (38)، وابن بطة في «الإبانة» رقم (1325) عن (محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مَهدي، وعبد الله بن المبارك، وأبي داود الطيالسي، وآدم، وحجَّاج، وأبي جابر، وشَبابة بن سَوَّار، وحفص بن عمر) كلُّهم عن شُعبة، عن عَاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، عن عُمر بن الخطَّاب به.

وظاهرٌ جداً لكلِّ متأمِّلٍ أنَّ هذا الوجه أرجحُ من الوجه الأول؛ لأنَّ عبد الله العُمري ضعيف. لذلك صحَّحَ الدارقطنيُّ في «علله» هذا الوجه دون الأول. «العلل» رقم (108).

قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.

قلتُ: عاصم بن عبيد الله: ضعيف في قول عامة أهل العلم.

ولعلَّ الترمذيَّ رحمه الله صحَّحَه لمتابعاته وشواهده.

وانظر الحديثين (19، 20) من هذا الكتاب.

ص: 76

(50)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: سمعتُ طلحةَ بنَ عَمرٍو، قال:

سمعتُ عطاءَ بنَ أبي رَباحٍ يُحدِّثُ أنَّ في التَّوراةِ مكتوباً: أنا اللهُ، لا إلهَ إلَاّ أنا، قدَّرْتُ الخيرَ والشَّرَّ، وطُوبَى لمَنْ قَدَّرْتُ على يدَيهِ خَيراً، ووَيْلٌ لمَنْ قَدَّرْتُ على يدَيهِ شَرًّا

(1)

.

(1)

في إسناده طلحةُ بن عَمرو الحضرمي المكي:

قال أحمد بن حنبل: لا شيء؛ متروك الحديث.

قال النسائيُّ: متروك الحديث. «تهذيب الكمال» (13/ 427). والأثرُ؛ رواه الفِريابي في «القدر» رقم (337)، والبيهقيُّ في «القدر» له رقم (155) من طريقين عن وَهْبِ بنِ مُنبِّه أنه وجدَ في التوراة نحوَه.

وروى عبد الرزاق الصنعاني في «مصنفه» (11/ 114) رقم (20071) ومن طريقه ابنُ بطة في «الإبانة» رقم (1905) عن معمر، عن الزُّهريِّ قال: بلغني أنهم وجدوا في مقام إبراهيم ثلاثةَ أصفح

وفي الصفح الثالث: أنا الله ذو بكة؛

فذكر نحوه.

ورواه الفِريابي في «القدر» رقم (338)، وعنه الآجري في «الشريعة» ، والبيهقي في «القدر» له رقم (156) عن عُقيل، عن الزُّهريِّ، عن مُسافع بن الحاجِب، فذكر نحوه.

ورُوِيَ مرفوعاً عن عَددٍ من الصَّحابة:

روى الطبرانيُّ في «الكبير» رقم (12797)، والبيهقيُّ في «القدر» رقم (152، 153) من طريق عَمرو بن مالك النكري، عن أبي الجَوزاء، عن ابن عبَّاس به مرفوعاً.

قال البيهقيُّ: إسناده غيرُ قويٍّ.

قلتُ: وفي إسناده اختلاف.

ورواه أحمد بن منيع في «مسنده» [انظر «إتحاف الخيرة المهرة» 1/ ل 40/ أ] عن محمد بن علي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ في بعضِ ما أنزلَ الله من الكُتبِ: أنا الله؛ لا إلهَ إلا أنا، قدَّرتُ الخيرَ والشَّر» .

ورواه ابن بطة في «الإبانة» رقم (1909) عن أحمد بن أبي العوَّام، عن أبيه، عن يحيى بن سابق، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى

فذكره.

ورواه البيهقي في «الاعتقاد» ص (164) -تحقيق/ أبي العينين- عن أبي فَروة الرهاوي، عن أبي يحيى الكلاعي، عن أبي أمامة به. وسنده ضعيف.

ص: 77

(51)

- حَدَّثَنا عبدُ الله بنُ سُليمان، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني ابنُ لَهِيعةَ، عن يزيدَ بنِ أبي حَبيبٍ،

ص: 78

أنَّ رجُلاً قال: يا

(1)

رسولَ الله، اللهُ

(2)

يُقَدِّرُ عَليَّ الشَّقاءَ ويُعَذِّبُني عليه؟! قال: «نعم»

(3)

.

آخرُ الجُزءِ الثَّاني، وهو تَمامُ الكتابِ،

والحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ.

* * *

(1)

«يا» : ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).

(2)

لفظ الجلالة «الله» ليس في الأصل و (هـ)، والمثبت من (ظ).

(3)

رواه ابن بطة في «الإبانة» رقم (1435)، (1896) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يونُس بن بلال، عن يزيد بن أبي حبيب به.

ص: 79