المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سفره الى الشام مع عمه ابي طالب ورجوعه الى مكة عند وصوله بصرى - القصيدة الوردية في سيرة خير البرية

[عبد الكريم بيارة]

الفصل: ‌سفره الى الشام مع عمه ابي طالب ورجوعه الى مكة عند وصوله بصرى

(شق جبريل لصدره في الرابعة من عمره)

ودام في البيت للرابع من حوله

كأنه بين اهليه على كرم

وبينما كان مع أخيه في طلعة

أتاه جبريل بالامر على حكم

وشق صدره للتنظيف من كدر

وملأ القلب من نور ومن كرم

بدون ما قد يرى في الجرح من تعب

سكينة الغيب جراح بلا الم

فاخبر الولد الأم بما قد جرى

على أخيه من الملك بالسلم

فأرجعته الى جده تعتذر

بخوفها من عروض البؤس والسقم

فدام في دار جدّ ماجد مكرم

والمجد يزداد في بيت أولي الكرم

في حضن أم الى أن قد أتاها الوفا

وبعدها كان عند الجد في النعم

لما أتى الجدّ وقت الموت أوصى به

إلى ابي طالب خلفه الأكرم

فصار في روضة الراحة والنعمة

مع على على خير بلا ألم

وقد نشا نشأة طيبة بالعلا

يزداد يوما فيوما شيمة الكرم

‌سفره الى الشام مع عمه ابي طالب ورجوعه الى مكة عند وصوله بصرى

صادف أن سار مع عمه بالفرح

للشام حتى يرى الدنيا على نعم

وعندما قاربوا بصرى رأوا فوقه

مظلة كالسحاب دافع الألم

وأسقف كان في بصرى درى ما جرى

فأمر العم بالرجوع للسلم

يخاف من أن تصيبه محنة

من اليهود اذا رأوه في المقدم

وبعد ذا سار لليمن مع عمه

زبير العارف بالبيع والسلم

ص: 8

ففتح العين للدنيا ومكسبه

حرا شريفا يريد النيل بالنعم

وبعد أن وصل الرسول موطنه

رغب في الكسب للعيش بلا نقم

ومن أمانته والاشتهار بها

قد رغبت مرأة من خيرة الحرم

في أن يؤازرها على التجارة في

أموالها لاكتساب المال والنّعم

وهى خديجة بنت للخويلد من

قبيلة الأسد المعروف بالكرم

فوافق السيد الأمين في العمل

على أمانة رب البيت والحرم

فصار كاسب خير في تجارتها

عند خديجة ذات المال والحشم

فزادت أموالها وطابت أحوالها

وصار ميل لها في العقد بالكرم

من أجل ذا قد بدا ميله في عقدها

وأخبر العمّ في العزم لملتزم

فجاء في أهل مجد من عشيرته

خطبها في بلاغات من الكلم

وتم عقد عليها حسب عادتهم

معتاد قوم كرام ثابتي الكرم

هذا ولله في أقداره حكم

مملوءة بمزايا الخير والنعم

والامر في الخمس والعشرين من عمره

وعمرها أربعون قمة القيم

فطاب عيش القرينين على قدر

من احترام وودّ في اولي الكرم

عاشا معا عيشة مرضية كثرت

فيها مواد من الاحسان والنعم

وازداد يوما فيوما حسن عشرته

وطار صوت مزاياه على الأمم

فصار بحرا محيطا من فضائله

يفيض بالجزر والمد على الامم

وجزره وقره تواضعا ادبا

ومده بسطه بالبذل والكرم

وقد مضى كل يوم في سعادته

يزداد نورا على نور على الأمم

توالدا في سجال الخير والادب

وصار نسل اصيل من اولي الشمم

قاسم زينب عبد الله كالدرر

رقية أم كلثوم على شيم

فاطمة وصفها الزهراء مشرقة

على الأنام كمصباح على علم

وله ابنه ابراهيم قد ولدا

من أمة قد علت قبطية النسم

ص: 9