المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

و‌ ‌الرواية الثانية ما كان من علي بن الحسين رضي الله - أطواق الحمامة في حمل الصحابة على السلامة

[المؤيد العلوي]

الفصل: و‌ ‌الرواية الثانية ما كان من علي بن الحسين رضي الله

و‌

‌الرواية الثانية

ما كان من علي بن الحسين رضي الله عنهم. والمعلوم من حاله الذكر الحسن في حقهما والمحبة والمودة. وقد روى عنه زيد بن علي رضي الله عنه أنه قال: كذب من ادعى أن أبي كان تبرأ من الشيخين. ثم قال للرواي الذي روى عن أبيه: يا راوي، إن أبي كان يحميني من كل شر وآفة حتى اللقمة الحارة، أفترى أن إسلامك ودينك لا يتم إلا بالتبري منهما وأهملني من غير تعريف ذلك إياي، لا تكذب على أبي.

‌الرواية الثالثة

حال زيد بن علي رضي الله عنه. والمعلوم من حاله أنه كان شديد المحبة لهما والموالاة وأنه كان ينهى عن سبهما ويعاقب عليه.

روي

ص: 33

أنه لما بايعه أهل الكوفة ثم دعاهم إلى نصرته قالوا: إنا لا نبايعك ولا ننصرك حتى تتبرأ من الصحابة، فقال: كيف أتبرأ منهما وهما صهرا جدي ووزيراه -لأن عائشة وحفصة كانتا تحت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوجتيه، ويعني بالوزيرين لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:«هما وزيراي» - فلما أنكر

ص: 34

التبرؤ منهما رفضوه، فمن أجل ذلك سُمّوا روافض.

وروي عن زيد رضي الله عنه أنه كان يترحم عليهما. وروي أيضا أنه قال: كان أبي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه منزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلة هارون من موسى عليهما السلام والصلاة إذ قال له: {وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} فألزق كلكله [بالأرض] ما رأى صلاحا، فلما رأى الفساد بسط يده وشهر سيفه ودعا إلى ربه، وتبين أنه كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أن هارون خليفة موسى.

ص: 35