الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يس، وأن لا تعلوا على الله في الدخان، وأن لا يشركن في الممتحنة، وأن لا يدخلنها في ن. ثمّ أخبر أن المصاحف اختلفت في " أن لا إله إلا أنت " في الأنبياء فجاء في بعضها موصولا وفي بعضها مقطوعا وكلاهما صحيح. وقد تبع الناظم في هذا الاختيار الشمس ابن الجزري كما هو مدلول نظمه هنا ولكنه جنح أخيرا إلى إطلاق الحكم في الحالتين كما هو مذهب أكثر المتقدمين ونصر القول به بما تنبغي مراجعته من روضه فليعلم. ثمّ إن هذه الغنّة من حيث هي تمتنع على مد المتصل ثلاثا سواء مُدَ المنفصل كذلك أو قُصر، وعلى مده أربعا عند قصر المنفصل وقد نظمت ذلك فقلت:
دع غنة إن تقصُرن مُوَسِّطَا - أو إن تثلث ذا اتصال فاضبطَا
ولعل الناظم ترك التنبيه على ذلك اقتصارا على ما جرت به العادة من الاقتصار على توسط المتصل حالة الأخذ عن الشيوخ غالبا واعتمادا على ظاهر النشر عن غاية ابن مهران. ولا يخفى ما فيه من التساهل؛ ففي قوله تعالى: " أولئك على هدى من ربهم " خمسة أوجه: مد المتصل ثلاثا مع ترك الغنّة ثمّ مده أربعا مع تركها وإبقائها ثمّ مده ستا كذلك. وفي قوله تعالى: " وإذا قيل لهم آمنوا " الآية أحد عشر وجها: أربعة على قصر المنفصل وهي مد المتصل ثلاثا مع ترك الغنّة ومده أربعا كذلك ومده ستا مع تركها وإبقائها، وثلاثة على فويق قصره وهي مد المتصل ثلاثا مع عدم الغنّة وستا مع تركها وإبقائها، وأربعة على توسطه وهي مد المتصل أربعا وستا مع ترك الغنّة وإبقائها فيهما. قال:
القول في الفتح والإمالة وبين اللَّفظين
[قد أضجع التَّوراة ثمَّ قلَّلَا
…
في أحد الوجهين يس ولَا]
[إظهار فيه مع تقلِيلٍ جلَا
…
وباقِيَ الباب بِفتحٍ قد تلَا]
[لكنَّ ها يا الهذلي قلَّلَهُ
…
منفردًا بذلك الوجهِ لهُ]
يعني أنه روى التوراة حيث جاء بالإضجاع يعني الإمالة الكبرى
ثمّ أخبر أن أهل الأداء اختلفوا عنه في ياء " يس " بين الفتح وهو رواية جمهورهم عنه والتقليل وهو رواية الهذلي في كامله وأبو الكرم في مصباحه وأبو معشر في تلخيصه والمراد به الإمالة الصغرى. فيتعين التقليل على قصر المنفصل عند توسط المتصل، وعلى توسط المنفصل عند إشباع المتصل ويجوز الوجهان على مد المنفصل ثلاثا عند طول المتصل ويتعين الفتح على بقية أوجه المدين. وقد نظمت ذلك فقلت:
يس قلل إن توسط قاصرا - وعند توسيط بإشباع جرى
وافتح وقلل إن تثلث مشبعا - وافتح فقط مع غير ذي كي تسمعا
ويأتي كل من فتحه وتقليله مع إدغام النون في الواو ويأتي على إظهاره الفتح فقط دون التقليل لاختلاف الطرق. وقد مرَّ تحرير نون يس مع أوجه المدين وبين السورتين. ففي قوله تعالى: " فإذا جاء أجلهم " إلى قوله: " والقرآن الحكيم " ثمانية أوجه. وجه واحد على مد المتصل ثلاثا وهو الفتح مع الإدغام، وثلاثة على توسطه وهو التقليل مع الإدغام والفتح مع الإدغام والإظهار، وأربعة على إشباعه وهي الفتح والتقليل مع الإدغام فقط بلا تكبير وبه. فإذا فرأت من قوله تعالى:" أفلم يسيروا " كانت اثني عشر وجها: أربعة على قصر المنفصل وهي مد المتصل ثلاثا مع الفتح والإدغام، وأربعا مع التقليل والإدغام، وستا مع الفتح والإدغام بلا تكبير وبه، وأربعة على مده ثلاثا وهي مد المتصل ثلاثا مع الفتح والإدغام وستا بلا تكبير مع الفتح والتقليل والإدغام فيهما وبالتكبير مع الفتح فقط والإدغام، وأربعة على توسطه وهي توسط المتصل مع الفتح والإظهار والإدغام وإشباعه بلا تكبير وبه مع التقليل والإدغام فيهما. ثمّ أخبر أن الأصبهاني روى سائر باب الإمالة بالفتح قولا واحدا إلا أن الهذلي انفرد عنه بتقليل الهاء والياء من فاتحة مريم وكذا الهاء من طه وإن لم يظهر من النظم. وظاهره أن هذا الوجه غير مأخوذ به تبعا لما جرى عليه الشمس ابن الجزري من ترك كل ما ورد على الانفراد ولكن ليس كذلك هذا الموضع فقد حقق الأزميري أن أبا معشر ذكره في تلخيصه أيضا وحينئذ فلا انفراد ولا مانع من الأخذ به. ثمّ قال: