الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند الانفراد أما إذا اجتمعت فيمتنع الإبدال على القصر في المنفصل مع توسط المتصل ويختص عند الغنة بتوسط المنفصل مع إشباع المتصل وقد نظمت ذلك فقلت:
لا تبدلن كالسوء إن إن تقصرن - لدى توسط كذاك إن تغن
مع غير توسيطٍ بإشباعٍ جرَى - خذه مقالا صافيًا محرَّرا
ففي قوله تعالى: " سيقول السفهاء " الآية، ستة أوجه: الوجهان في " يشاء إلى" على كل من الأوجه الثلاثة في المتصل. فإذا وصلت إلى قوله تعالى: " ويكون الرسول عليكم شهيدا " فترتقي إلى ثمانية عشر وجها: أربعة على ثلاث المتصل وهي قصر المنفصل وثلاثة على كل من وجهي " يشاء إلى " مع عدم الغنة. وأربعة على توسطه وهي التسهيل مع قصر المنفصل بلا غنة ومع توسطه بلا غنة وبها. والإبدال مع توسط المنفصل وعدم الغنة. وعشرة على إشباعه وهي التسهيل مع ثلاثة المنفصل وعلى كل منها ترك الغنة فيهما ومع توسطه مع ترك الغنة وإبقائها. وفي قوله تعالى: " فإن لم يكونا رجلين " إلى قوله: " إلى أجله "، ثمانية عشر وجها أيضا: ثلاثة عشر على ترك الغنة: أربعة منها على ثلاث المتصل وهي القصر وفويقه في المنفصل على كل من التسهيل والإبدال في " الشهداء إذا". وثلاثة على توسطه وهي تسهيل " الشهداء إذا " مع قصر المنفصل وتوسطه والإبدال مع توسطه لا غير. وستة على إشباعه وهي ثلاثة المنفصل على كل من وجهي " الشهداء إذا ". وخمسة على إبقاء الغنة وهي توسط المدين مع التسهيل وإشباع المتصل مع التسهيل وأوجه المنفصل الثلاثة ومع الإبدال وتوسط المنفصل. ثمّ قال:
القول في الهمز المفرد
[وكلَّ همزٍ ساكنٍ أبدله مدْ
…
لا خمسَ أسماءٍ وأفعالٍ تُعدْ]
[فأمَّا الأسماءُ فهُنَّ البأْسُ
…
ولُؤْلُؤًا كأْسًا ورِءْيًا رأْسُ]
[وأمَّا الأفعالُ فكيف اقرأ معاَ
…
هيئْ ونبئْ جئْتُ تُؤِوي قلْ معاَ]
أمر بإبدال كل همزة ساكنة سواء كانت فاء أو عينا أو لاما. نحو: يؤمنون، فأتوا، لقائنا ائت، بئس، بئر، الرؤيا، في السموات ائتوني، شئتما، تسؤكم، إن يشأ. ـ حرف مد من جنس حركة سابقها إن كان ضمة فواو أو كسرة فياء أو فتحة فألف. واستثنى من ذلك خمسة أسماء وخمسة أفعال فقرأها بتحقيق الهمزة. فأما الأسماء فهي: البأس والبأساء واللؤلؤ ولؤلؤ والكأس وبكأس وكأسا ورءيا بمريم والرأس ورأسه كيف وقعت. وأما الأفعال فهي اقرأ وما جاء من لفظه. نحو: قرأناه وقرأت. وهيئ ويهيئ. ونبئ وما جاء من لفظه. نحو: أنبئهم ونبئهم ونبئنا ونبأتكما. وجئت وما جاء من لفظه. نحو: جئتمونا وجئناكم وأجئتنا. وتؤوي وتؤويه. قال:
[وإن طَرَا تحرُّكٌ وصلاً فَقِفْ
…
على الأصول مُبدِلاً كماعرفْ]
يعني إذا كانت الهمزة محققة في الوصل لتحركها بحركة عارضة في قوله تعالى:" من يشأ الله يضلله " و " فإن يشأ الله يختم". ووقفت عليها فلا بد من إبدالها على الأصل المذكور لعودها إلى السكون. قال:
[وفي مؤذِّنٌ لِئَلَاّ الهمزُ لهْ
…
كذا النَّسيءُ والفؤادَ أبدلَهْ]
[وخاسئًا وملئَتْ وفبأيْ
…
ناشئة اللّيل وبالخلف بِأَيْ]
[وبعضهم قد خصَّ بالتَّحقيقِ
…
بأيِّكم فافهمه عن تحقيقِ]
[وامنع له الإبدال في هذا علَى
…
قصرٍ مع التكبير تتبع الملَا]
أخبر أن الأصبهاني قرأ " مؤذِّن " في الأعراف ويوسف، و" لئلا " في البقرة والنساء والحديد، و" النَّسيء " في التوبة بتحقيق الهمز. وقرأ " الفؤاد" في
الإسراء والنجم، و" فؤادك " في هود والفرقان، و" فؤاد أمِّ موسى " في القصص بإبدال الهمز واوًا. وقرأ " خاسئا " في الملك، و" ملئت " في الجن، و " فبأي آلاء " و " ناشئة الليل" في المزمل بإبدال الهمزة ياء بلا خلاف. واختلف عنه في " بأي" المجرد عن الفاء. نحو: بأي أرض، بأي ذنب، بأيكم المفتون. بين التحقيق والإبدال ياءً، فروى التحقيق للنهرواني عنه صاحب المستنير وأبو العز في كفايته وأبو العلاء في غايته وابن فارس في جامعه وللطبري عنه أبو معشر في تلخيصه والصفراوي في إعلانه وهو الذي في غاية ابن مهران، وروى الإبدال عنه الحمامي والمطوعي من جميع طرقهما إلا أبا العلاء في غايته على ما حرره الأزميري وإلا صاحب المبهج في قوله تعالى:" بأيِّكم المفتون " فإنه أخذ فيه بالوجهين. فيتعين تحقيق " بأي " مع مد المتصل ثلاثا وعند القصر مع الغنة وعند توسط النوعين معها أيضا. ويتعين إبداله مع توسط المنفصل عند إشباع المتصل مطلقا ومع قصر المنفصل عند توسط المتصل وعدم الغنة. ويجوز الإبدال وعدمه عند بقية الوجوه. وقد نظمت ذلك فقلت:
حقق بأي مع ثلاث المتصلْ - وعند غن إن تقصر ما انفصلْ
أو إن توسط فيهما وأبدلَا - لدى توسط بإشباع حلَا
وعند قصر مع توسط بلَا - غن ومع باقي الوجوه أسجلَا
قال:
[واقرأ بتسهيلٍ رأيتَ يوسفَا
…
كذا بها رأيتهم لي فاعرفَا]
[كذا رآه مستقرًّا عندهُ
…
كذا رأته حسبته بعدهُ]
[كذا رآها بالقصصْ رأيتَهمْ
…
تعجب ولا تبدل كقل أريْتَكُمْ]
أمر أن يقرأ له بتسهيل همزة " رأى " في ستة مواضع: وهي " رأيت أحد عشر كوكبا " و" رأيتهم لي ساجدين " كلاهما في يوسف.
و" رآه
مستقرا عنده " و" رأته حسبته " كلاهما في النمل. و " رآها تهتز " في القصص. و" رأيتهم تعجب " في المنافقين. ثمّ نهى عن إبدال الهمزة التي بعد الراء في نحو: " قل أرأيتكم " يعني جميع ما جاء من لفظ أرأيت المسروق بهمزة الاستفهام مع الفاء وعدمها. نحو: أرأيتم، أرأيتكم، أفرأيتم، أفرأيت، أرأيت؛ فليس له في ذلك إلا تسهيل الهمزة قولا واحدا. قال:
[تأذَّنَ الأعرافَ سهِّلْ ثمّ فِي
…
موضعِ إبراهيمَ خُلْفٌ اقْتُفِي]
أمر أن يقرأ له بتسهيل الهمزة في قوله تعالى: " تأذّن ربُّك ليبعثن " في سورة الأعراف خاصة من غير خلاف. ثمّ أخبر أنه اختلف عنه في " وإذ تأذن ربُّكم " في سورة إبراهيم فأخذ له بتسهيل همزته أبو العلاء في غايته وابن شيطا في تذكاره وابن خيرون في مفتاحه والخياط في جامعه والهذلي في كامله والصفراوي في إعلانه. وأخذ له فيه بالوجهين سبط الخياط في مبهجه وللمطوعي وغيره عنه أبو معشر في تلخيصه. وأخذ له بتحقيقه بقية أهل الأداء عنه إلا أن نسخ الكفاية اختلفت ففي بعضها التحقيق وفي بعضها التسهيل ولم يرجح في النشر أحد الوجهين على الآخر فيصح الأخذ بهما. فيتعين فيه التسهيل على مد المتصل ثلاثا وعلى توسط المنفصل عند إشباع المتصل. ويتعين تحقيقه على توسط المتصل وعلى مده مع القصر والغنة. ويجوز فيه الوجهان على بقية الوجوه وقد نظمت ذلك فقلت بعد بيت النظم:
تأذّن الأعراف سهِّل ثمّ فِي - موضع إبراهيم خلف اقتفِي
فسهلنه إن تثلث ما اتصلَ - أو إن توسط عند إشباع حصلَ
بدون غنّ أو به وحققَا - لدى توسط اتصال مطلقَا
وعند مده بغن قاصرَا - وعند غير ذي فأطلق تؤجرَا
ففي قوله تعالى: " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور " إلى قوله تعالى: " إن عذابي لشديد " أربعة عشر وجها: خمسة على قصر المنفصل وهي، عدم الغنة مع مد المتصل ثلاثا والتسهيل ومع مده أربعا والتحقيق ومع مده ستا والتحقيق والتسهيل. والغنة مع إشباع المتصل والتحقيق. وخمسة على مده ثلاثا، وهي عدم الغنة مع مد المتصل ثلاثا والتسهيل ومع مده ستا والتحقيق والتسهيل والغنة مع مد المتصل ستا ووجهي " تأذّن ". وأربعة على توسطه، وهي عدم الغنة مع توسط المتصل والتحقيق ومع إشباعه والتسهيل. والغنة كذلك. قال:
[وفي اطْمأَنَّ معْ كَأَنْ فسهِّلنْ
…
كذاكَ مَا شدِّد نحوُ ويْكَأَنْ]
أمر بتسهيل الهمزة في قوله تعالى: " اطمأنّوا بها " في يونس وقوله:" اطمأنّ به" في الحج. وكأنْ بإسكان النون. نحو: " كأن لم تغن "،" كأن لم يلبثوا ". وكأنّ بتشديدها. نحو:" كأنّهم يوم يرون "،" كأنّما أغشيت "،" كأنّهن "،" ووكأنّ "، " وويكأنّ "،" وويكأنّه " كلاهما في القصص. قال:
[وأفأنتَ أفأصفَا أملأنْ
…
أفأَمِنْ همزًا أخيرًا سهِّلنْ]
أمر أن يقرأ له بتسهيل الهمزة الثانية في نحو: أفأنت، أفأنتم، أفأصفاكم ربكم، ولأملأنّ، ووقعت في الأعراف وهود والسجدة وص. وأفأمن أهل القرى في الأعراف. وأفأمنوا مكر الله، وأفأمنوا أن تأتيهم، وأفأمن الذين، وأفأمنتم أن يخسف. قال:
[هَاأنتُمُ فسهِّلاً بِلَا ألفْ
…
ومُدَّ واقصرْ إن تسهِّل بالألِفْ]
[ومدَّهُ امنع مع قصر المنفصلْ
…
وما له إبدالُ همزِهِ نُقِلْ]
يعني أنه ورد عنه في " هاأنتم " موضعي آل عمران وفي النساء والقتال تسهيل الهمزة فقط أي من غير خلاف ولم يرد عنه إبدالها لكنه اختلف عنه في حذف الألف وإثباتها بعد الهاء فأثبتها بعض
أهل الأداء عنه وهو الذي في المبهج والإعلان والتجريد والجامع والروضتين وللنهرواني في كفاية أبي العز وغاية أبي العلاء وللحمامي في المستنير وأحد الوجهين في التلخيص وغاية ابن مهران وحَذَفَهَا بقيتهم. ويجوز على إثباتها المد والقصر لأنها حينئذ من باب حرف المد الواقع قبل همز مغير، قال في الحرز:
وإن حرف مد قبل همز مغير - يجز قصره والمد ما زال أعدلا.اهـ.
ويأتي كل منهما مع مد المنفصل ثلاثا وأربعا. ويأتي القصر فقط مع قصره. ويأتي الحذف مع كل من قصر المنفصل ومده ثلاثا وأربعا. وأما المد المتصل فيجوز الإثبات مع أوجهه الثلاثة سوى طوله عند توسط المنفصل. ويجوز الحذف مع توسطه وطوله دون مده ثلاثا وقد أشرت إلى ذلك نظما فقلت:
هاأنتم مع ألف فسهِّلَا - لدى ثلاث ذي اتصال يا فلَا
وسهلنه بدون ذي الألفْ - لدى توسط مع الطويل صِفْ
أو إن توسط قاصرا يا ذا التقَى - وعند سائر الوجوه أطلقَا
ففي قوله تعالى: " هاأنتم هؤلاء " أربعة عشر وجها: خمسة على الحذف وهي: قصر المنفصل مع توسط المتصل وإشباعه ومد المنفصل ثلاثا مع إشباع المتصل، وتوسط المنفصل مع توسط المتصل وإشباعه، ووجهان على إثبات الألف مع مدها ثلاثا وهما مد المنفصل ثلاثا مع مد المتصل ثلاثا وستا، وواحد على إثبات الألف مع توسيطها وهو توسط المدين، وستة على إثباتها مع قصرها للتسهيل وهي قصر المنفصل مع أوجه المتصل الثلاثة، ومد المنفصل ثلاثا مع مد المتصل ثلاثا وستا، وتوسيطهما. قال:
[ورُمْ مسهِّلاً بوقفِ اللَاّءِي
…
كما روَوْا أو بسكون الياءِ]
يعني أنّك إذا وقفت على اللاءي حيث وقع وهو في الأحزاب والمجادلة والطلاق فقف عليه بتسهيل الهمزة مع رومها مع المد والقصر