المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

*‌ ‌ فائدتان: - خاطرة في قول الشاعر: (ولكنني من حبِّها لعميدُ): هذه - آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني - مقدمة ٢٠

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

الفصل: *‌ ‌ فائدتان: - خاطرة في قول الشاعر: (ولكنني من حبِّها لعميدُ): هذه

*‌

‌ فائدتان:

- خاطرة في قول الشاعر: (ولكنني من حبِّها لعميدُ):

هذه المقالة عبارة عن خاطرة خطرت في ذهن المؤلف حال الدرس، عندما مرَّ به قول الشاعر:

* ولكنني من حبِّها لعميدُ *

حيث إنَّ هذا الشطر شاهد للكوفيين في جواز دخول اللام على خبر (لكنَّ) ــ بالتشديد ــ، وردَّه البصريون بزيادة اللام.

بينما يرى المؤلف أنَّ الأمر مختلف عن قول الفريقين وأن حقيقة الكلام ترشد إلى أنَّ قوله: ولكننّي من حبّها

إلخ، أصله:(لكنْ ــ بالتخفيف ــ إنّني من حبِّها لعميد) ثم أوضح كيف آلت (لكن إنني) إلى (لكننّي).

وهذا الخاطر من المؤلف كان قد انقدح في ذهنه بادئ الأمر، ثم رأى الزمخشري قد قال ببعض ما ذهب إليه، وقد وجدتُ آخرين من النحاة قد قالوا بمثل هذا القول ــ كما تجده في الحاشية.

وعلى هذا القول الذي ذهب إليه المعلِّمي وغيره، تكون لام الابتداء داخلةً على خبر (إنَّ)، وليس داخلة على خبر (لكنَّ)؛ فعليه لا شذوذ ولا تأويلَ في البيت، والله أعلم.

- المعارف التي بعد اسم الإشارة:

هذه المسألة من آراء المؤلف التي لم يُسْبَقْ إليها، وهي مجيء الاسم المعرفة بعد اسم الإشارة ماذا يكون حكمه؟

ص: 53

اختلف النحاة قديمًا في موقع الاسم المعرفة بعد اسم الإشارة، فمنهم من جعله نعتًا ومنهم من جعله بدلاً، ومنهم مَن جعله عطف بيان ومنهم مَنْ فصَّل فقال: إن كان الاسم الواقع بعد اسم الإشارة مشتقًّا فهو نعت، وإن كان غير مشتق فهو عطف بيان، وهو اختيار جماعة من النحاة منهم الزجاج وابن جني وابن السِّيْد البَطَليوسيّ والسُّهَيلي وابن مالك

(1)

.

وأما الشيخ المعلِّمي رحمه الله فرأى رأيًا غير رأي هؤلاء؛ إذ إنه اعتبر مراتب الاسم المعرفة، وما ذهب إليه مبنيٌّ على القول بأن المعارف متفاوتة وهو قول الجمهور خلافًا لابن حزم الظاهري.

وصف المخطوط:

هذه الفائدة توجد في (ص 17) في الكشكول الذي تقدم وصفه وهي بخط المؤلف المعتاد، وعليها ضرب في بعض الكلمات وإصلاح وتصويب.

* * * *

القسم الثاني: (الرسائل اللغوية والأدبية):

الرسالة التاسعة: اختصار كتاب "درة الغواص في أوهام الخواص" للحريري.

ألَّف أبو محمد القاسم بن علي الحريري [446 هـ ــ 516 هـ] كتابًا في

(1)

انظر: ارتشاف الضرب (4/ 1934)، وإصلاح الخلل الواقع في الجمل لابن السيد (ص 71).

ص: 54

التصحيح اللغوي أسماه (دُرَّة الغواص في أوهام الخواص)، وتناوله علماء اللغة بالتحشية، والشرح، والنقد، والنظم والاستدراك، والتلخيص والاختصار، فمِنَ الحواشي الموضوعة عليه حاشية ابن برّي اللغوي (ت 582 هـ)، وحاشية ابن ظَفَرٍ الصقلّي (ت 565 هـ)، وحاشية ابن الخشَّاب (ت 567 هـ)، وأمَّا الشروح فمنها شرح أبي بكر الأنصاري، وشرح الخفاجي المصري (ت 1069 هـ)، وشرح الشيخ زين المرصفي الصيّاد (ت 1300 هـ) المسمَّى: عنوان المسرَّة لشرح محاسن الدرَّة، وكتاب كشف الطَرّة عن الدّرة لمحمد أفندي الآلوسي (ت 1270 هـ) وغيرها.

ومن الأنظام: نظم ابن الوراق الفائزي، ونظم أبي الفتوح عبد القادر بن إبراهيم، وأمَّا الاختصارات فمن ذلك مختصر الدرة للشيخ عبد الرحيم بن الرضي الموصلي (ت 671 هـ)، وتهذيب الخواص من درّة الغواص لابن منظور صاحب لسان العرب (ت 711 هـ)، وغير ذلك من الأعمال التي قامت حول الدرة

(1)

.

ورسالتنا هذه تُعدُّ واحدةً من تلك السلسلة العلمية المباركة، فالمعلّمي رحمه الله لخَّصَ درة الغواص تلخيصًا بديعًا يدل دلالة واضحة على معرفته بفنِّ الاختصار معرفةً فائقة، فهو لم يحذف الزوائد فحسب، بل ربما أضاف أشياء كالمستدرك بها على الأصل.

(1)

ما ذكرته هنا على وجه الإيجاز ولم أستقصِ، وانظر كشف الظنون (1/ 741)، وإيضاح المكنون (3/ 459)، ومقدمة تحقيق تهذيب الخواص (ص 15).

ص: 55

طريقة التلخيص والاختصار:

كان اختصار المؤلف اختصارًا بديعًا ــ كما سبق ــ وربما يكون إشارةً ولمحًا قد لا يفهمه القارئ حتى يرجع إلى الأصل

(1)

، ومن أساليبه في الاختصار:

- أنه يترك التعليلات والأسباب التي يذكرها الحريري في تصويب الكلمة، وكثيرًا ما يستطرد ــ أعني الحريري ــ بذكر فوائد لغوية أو نحوية أو صرفية، أو يستشهد بشواهد شعرية، أو يورد قِصَّة من قصص العرب أو مثلاً من أمثالها أو غير ذلك فيختصر المعلّمي هذا كلّه بالاقتصار على تصويب الكلمة، وربما أشار إلى السبب كما في لفظ (مائدة).

وكثيرًا ما كان المعلِّمي يصوغ العبارة بنفسه دون الالتزام بعبارة الأصل كما في قوله: (لا أكلّمه قط) من الدرة

(2)

حيث أبدلها في المختصر بقوله: (لا أعلمه قط)

(3)

، وكذلك ما جاء في قوله:(اصفرَّ وجهُه من المرض)

(4)

أبدلها بكلمة الخوف

(5)

، وكذلك عبارة:(اجتمع فلان مع فلان) حيث قال الحريري: "والصواب: اجتمع فلان وفلان

" وذكر السبب وأطال

(6)

، بينما

(1)

انظر مثلاً (ص 8): لثفل ما يعصر: تجير، الوعل: تيتل.

(2)

(ص 16)، ط محمد أبو الفضل إبراهيم.

(3)

انظر (ص 2).

(4)

الدرة (ص 33).

(5)

انظر (ص 4).

(6)

انظر: الدرة (ص 34).

ص: 56

اكتفى المعلِّمي بقوله: الاتيان بالواو بدل (مع)

(1)

، وغير هذا مما تراه في الرسالة.

- ومن أساليبه في الاختصار أيضًا: حذف بعض الكلمات، وهذا الحذف تارةً يكون لأجل التكرار، فإذا ذكر الحريري ــ مثلًا ــ كلمات حكمُها في التصويب واحد اكتفى المعلِّمي ببعضها كما جاء في كلمة: الحواميم والطواسين

(2)

، اقتصر المعلِّمي على الحواميم، وحذف الأخرى

(3)

.

وكذلك فَعَل في (مدوَّد ومسوّس، ومكرّج، ومقارَب، وموسوس)

(4)

اقتصر على ثلاثة منها: (مدوّد ومسوس وموسوس)

(5)

، وكذا فعل في (سارر، وقاصص، وحاجج، وشاقق)

(6)

فإنه حذف الأولى والأخيرة

(7)

.

وربَّما حذف المعلِّمي بعض الكلمات برمَّتها عمدًا كما وقع في الألفاظ التالية:

1 -

(أوقية)

(8)

.

(1)

انظر (ص 4).

(2)

انظر الدرة (ص 20).

(3)

انظر (ص 3).

(4)

الدرة (ص 54).

(5)

انظر (ص 6).

(6)

الدرة (ص 113).

(7)

انظر (ص 10).

(8)

الدرة (ص 76).

ص: 57

2 -

(عيرته بالكذب)

(1)

.

3 -

(جرى الوادي فطم)

(2)

.

4 -

(النسبة إلى رَامَهُرْمُز)

(3)

.

5 -

الفرق بين مخوف ومخيف

(4)

.

6 -

القَيْنة بمعنى المغنية خاصة

(5)

.

7 -

البهيم نعت يختص بالأسود

(6)

.

8 -

معنى الفعل (هوى? )

(7)

.

وغير ذلك من الأمثلة، ولعل اختلاف نسخ الدرة، كان السبب في سقوط بعض الكلمات، فممَّا وقفتُ عليه كلمة (مؤونة) فهي مثبتة في طبعة عبد الحفيظ فرغلي (دار الجيل)(ص 708)، وساقطة من طبعة محمد أبو الفضل (دار نهضة مصر).

وقد أثبتها المعلِّمي في المختصر، وكذلك قاعدة: (وكل مقصور فحكمه إذا اتّصل به

إلخ) مثبتة في طبعة الفرغلي (ص 711) ساقطة من

(1)

الدرة (ص 168).

(2)

الدرة (ص 172).

(3)

الدرة (ص 208).

(4)

الدرة (ص 264).

(5)

الدرة (ص 267).

(6)

الدرة (ص 269).

(7)

الدرة (ص 270).

ص: 58

طبعة محمد أبو الفضل، وقد أوردها المعلِّمي أيضًا، وكذلك من اختلاف النسخ الاختلاف في ترتيب بعض المواد تقديمًا وتأخيرًا

(1)

.

- التعقّبات والزيادات:

لم يكتف المؤلف رحمه الله باختصار المواد التي بالأصل بل إنَّه ربّما استدرك، وتعقّب وأضاف، وغيَّر اللفظ بلفظٍ آخر أحسن منه ــ كما صنع في قول الحريري:"لعله ندم، ولعله قدم"

(2)

، أبدلها المعلِّمي بقوله:"لعله فعل أو لم يفعل" وهذه أعمُّ من عبارة الحريري، وكذلك ما جاء في الدرة: "ويقولون في الأمر للغائب والتوقيع إليه: يعتمدْ ذلك ــ بحذف لام الأمر

إلخ"

(3)

، أبدلها بقوله:"في أمر الغائب: يَفْعلْ فلانٌ كذا"

(4)

، هذا وإنَّ اختصار المعلمي للدرّة لا يؤخذ منه أنَّه تابعٌ للحريري في كل مسألةٍ ذكرها، إذْ إنَّ كثيرًا من تلك المسائل مختلفٌ فيها، وربما يكون الصواب مع غير الحريري، فالمعلمي أراد تهذيب الكتاب لنفسه وربما لغيره ليستفيد الجميع، فهو كابن منظور عندما اختصر الدرة في كتابه تهذيب الخواص حيث إنه استدرك قليلًا وترك الباقي، ولا يعني أنه موافق للأصل، فلسان العرب ملآن بما يخالف الدرة.

(1)

انظر (ص 684 ــ 686 ــ 687) من طبعة الفرغلي، و (ص 264 ــ 265) من طبعة محمد أبو الفضل.

(2)

الدرة (ص 37).

(3)

انظر (ص 155) من الدرة.

(4)

انظر (ص 16)، وستجد بقية النماذج فيما نبهت عليه في الهوامش.

ص: 59

وصف المخطوط:

كتب المؤلف بعد البسملة الكلمات عموديًّا، والتزم ترتيب الدرة إلا ما ندر، وحالة المخطوط ليست جيدة بسبب وجود تآكل في الأطراف، وهو بخط المؤلف وموجود ضمن رسائل متفرقة ومقالات مختلفة برقم (4708).

* * * *

الرسالة العاشرة: فوائد لغوية منتقاة من كتاب: "الكنز المدفون والفُلْك المشحون":

استخلص المؤلف غالب الفوائد اللغوية التي تتعلق بفقه اللغة كالمترادفات والأضداد والمثلثات، وما فيه لغتان، وما يهمز وما لا يهمز، وما فيه لغة فأكثر، والفرق بين المكسور والمفتوح أو المضموم والمفتوح وغير ذلك من كتابٍ جَمَع مختلف المعارف، وهو من كتب الأدب والمسامرات والمحاضرات يقال له:"الكنز المدفون والفُلْك المشحون"

(1)

وقد طبع قديمًا في بولاق سنة (1288 هـ)

(2)

منسوبًا لجلال الدين السيوطي، والصحيح أنه ليس للسيوطي بل هو ليونس المالكي شرف الدين المتوفي سنة (750 هـ) وهو أحد تلاميذ الذهبي، وذلك لأدلة عديدة أَقْتصِرُ هنا على بعضها:

(1)

والمؤلف لم ينصَّ على اعتماده واستفادته من هذا الكتاب، لكنني بعد بحث كثير تبيَّن لي أنَّه المصدر الوحيد لهذه الرسالة.

(2)

وهي الطبعة التي اعتمدت عليها هنا في الإحالات، وبها بعض الأخطاء المطبعية والتصحيفات ممَّا جعل المؤلف يتابع الأصل في بعضها.

ص: 60

1 -

صرَّح باسمه عندما ذكر قصيدةً يمدح بها النبي عليه الصلاة والسلام كما في (ص 115) حيث قال: "الحمد لله، من كلام كاتبه جامع هذا الكتاب: ي ون س ال م ال ك ي" واستخدم هنا الحروف المقطعة كما هو ظاهر.

2 -

تصريحه باسم الحافظ الذهبي معبرًا عنه بقوله: "شيخنا" كما في (ص 123) و (132).

3 -

في (ص 172) أخبر أنَّه حدَّثه شيخه بالحرم المكي سنة (764 هـ).

فالحاصل أنَّ المعلِّمي اختصر هذه الفوائد اللغوية من هذا الكتاب ولم يلتزم ترتيبه، وزاد عليه كما تجده في تفسير أسماء الخمر حيث إنَّه استدرك بعض التعليلات، وإن كان ترك بياضًا في بعضها وقد أكملتُها، وكذا نَظَمَ أسماء الجناس وأنواعه

(1)

، وسأذكر الكلمات هنا باختصار عازيًا لها برقم الصفحة ملتزمًا ترتيب الأصل المأخوذ منه:

1 -

الفرق بين اللدغ واللسع

(ص 37).

2 -

أولاد البهائم (ص 40).

3 -

لغات الأصبع (ص 42).

4 -

لغات الأنملة (ص 42).

5 -

الدائرة المحيطة بالقمر والمحيطة بالشمس (ص 42).

6 -

كلمات التأوه (ص 42).

(1)

يقال هنا ما قيل قبلُ في اختصار "درة الغواص"، فالمعلمي في انتقائه لهذه الفوائد ليس مقلدًا في كل ما ذكره، فالعهدة تلحق صاحب الأصل لا المخْتَصِر.

ص: 61

7 -

لغات الشهد والرغوة

إلخ (ص 42).

8 -

المثلثات ولغات الخاتم، وتنور، والحي واللي، والفرق بين الأعيان والأضياف وغيرها (ص 42).

9 -

لغات الأرز (ص 42).

10 -

لغات التراب (ص 44).

11 -

الفرق بين بيض النمل وغيره (ص 67).

12 -

السمك لا رئة له

إلخ (ص 68).

13 -

تعريف بعض المصطلحات كالتقوى والتوكل

إلخ (ص 69).

14 -

الفرق بين الفِرية والمِرية (ص 70).

15 -

الحبة بالكسر والفتح (ص 70).

16 -

كلام النيسابوري في الفرق بين السخي والكريم، والبخيل واللئيم (ص 74).

17 -

أسماء الذئب (ص 82).

18 -

الفرق بين قسط وأقسط (ص 83).

19 -

أصوات البهائم (ص 89).

20 -

حِكْمةٌ (ص 91).

21 -

المقلة: شحمة العين

إلخ (ص 95).

22 -

أسماء المطر (ص 131).

23 -

تعريف المراء (ص 132).

ص: 62

24 -

الفرق بين جلس الإنسان وقعد الرجل

إلخ (ص 132).

25 -

الفأر كله مهموز

إلخ (ص 141).

26 -

الفرق بين الظل والفيء (ص 141).

27 -

الفرق بين السدى? والندى? (ص 147).

28 -

تعريف الشك واليقين (ص 149).

29 -

الفرق بين الأُف والتُّف (ص 152).

30 -

أسماء الذهب (ص 153).

31 -

أسماء الهلال والقمر (ص 159).

32 -

المثلثات والمثنيات (ص 161).

33 -

تعريف السمر (ص 163).

34 -

الأضداد (ص 163).

35 -

الفرق بين الفصم والقضم

(ص 164).

36 -

تعريف الشك

(ص 164).

37 -

الظآبان (ص 164).

38 -

الفنيكان (ص 165).

39 -

أسماء الأسد (ص 171).

40 -

أسماء القمر (ص 177).

41 -

أسماء الخمر (ص 180).

42 -

أنواع الجناس غير منظومة (ص 182).

ص: 63

وصف المخطوط:

الأصل كُتب بخط المؤلف، وقد بدأه بالبسملة ثم بقوله: فائدة، وهو في الكشكول الذي تقدم وصفه ويقع من (ص 19) إلى (ص 27).

* * * *

الرسالة الحادية عشرة: مناظرة أدبية بين المعلِّمي والسنوسي:

في يوم من أيام عيد الفطر سنة (1337 هـ) جرت مذاكرة أدبية وشعرية بين المؤلف وبين الشاعر علي بن محمد بن يوسف السنوسي المتوفى سنة (1363 هـ) في مجلس مؤسس دولة الإدارسة ــ وقتئذٍ ــ في صبيا وعسير وهو محمد بن علي الإدريسي المتوفى سنة (1341 هـ) إذْ كانت له عادة مع الشعراء والأدباء والخطباء حيث يهنئونه بالعيد، فكان السنوسي قد ألقى قصيدةً من بحر المديد تكررت تفعيلاتها أربع مرات، فاعترض المؤلف بأن المديد لا يستعمل إلا مجزوءًا، وأنَّ التربيع هو من صنيع المتأخرين، وأتى بالشواهد في هذا، ثم إنَّ المؤلف بعد هذا تصدَّى لنقد قصيدة السنوسي نقدًا فيه شيء من الشدة حيث عاب عليه تكرار والتزام لفظ (علي) و (ابن علي) في آخر كل بيت، ثم أطال في مسألة الفعل (عدا) من حيث معناه وتعدّيه بحرف الجرّ، وصارت بينه وبين السنوسي مكاتبات في هذه المسألة وطال النقاش بينهما وأدخلوا طرفًا ثالثًا وهو العلَّامة السيد صالح بن محسن الصيلمي، فكأنه رأى أن الحقَّ مع المعلِّمي، واعتذر له السنوسي في آخر المطاف بقصيدة بعثها إليه وطلب منه إصلاح خللها، فأجابه المعلِّمي بعشرة أبيات.

وهذا دليل على سعة صدورهما وسرعة قبولهما الحق، ورجوعهما إلى

ص: 64

الصواب إذا تبيَّن مع وجود موجب التنافس بينهما وطلب الحظوة لدى أمير المؤمنين الإدريسي ــ كما كان يُسمى في ذاك الوقت ــ.

وصف الأصل:

اعتمدت في إخراج هذه المذاكرة على ما نشره د/ عبد الله أبو داهش في مجلة عالم الكتب في العدد الثاني من المجلد الثاني عشر سنة (1411 هـ) من (ص 183) إلى (ص 203)، وكان ــ كما ذكر في وصف المخطوط ــ اعتمد على نسخة خطية واحدة موجودة في قسم المخطوطات بمكتبة الحرم المكي، وهي بدون رقم، وبقلم المؤلف، وليس عليها تاريخ، وتقع في عشر صفحات إلى آخر ما قال

(1)

.

وقد وقفت على نسخة خطية أخرى ناقصة تقع في المجموع رقم (4708) وهي بخط المؤلف، والنقصُ فيها كثير وبينها وبين المنشورة فروق يسيرة في تقديم بعض كلمات وتأخيرها، وزيادة بعض الأبيات والكلمات كما تجده في الهوامش.

العنوان:

ليس هناك عنوان للرسالة، واجتهدت بتسميتها (مناظرة أدبية بين المعلِّمي والشاعر الأديب محمد بن علي السنوسي)، ونشرها أبو داهش باسم (المعلِّمي والسنوسي في مجلس الإدريسي صُوَرٌ من المجالس الأدبية في تهامة).

* * * *

(1)

لم أقف على هذه النسخة الخطية.

ص: 65