الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا في صدره، وهذا ما فعله الشاعر هنا.
وصف المخطوط:
هذا التقرير يوجد ضمن الكشكول الذي تقدم وصفه، ويقع في (ص 153)، وهو بخط المؤلف، وأنهاه بقوله:"تمت" ولم يضع له عنوانًا.
* * * *
*
أنظام لغوية:
نظم المؤلف أنظامًا مختلفة في مسائل عدة وهنا لدينا ثلاثة أنظام:
الأول: في الأسماء المؤنّثة السماعية، وقد أورد فيها الكلمات الواجبة التأنيث، والكلمات الجائزة في أربعة عشر بيتًا من الرجز، وقد رقَّم الكلمات بأرقام جعلها فوق كل كلمة فبلغت في القسم الأول ستين كلمة، وفي الثاني بلغت ست عشرة كلمة، والأبيات موجودة بالكشكول الذي سبق وصفه، وتقع في صفحة (222) منه، وفيها ضرب وتصويب على بعض الكلمات.
الثاني: نظم جموع كلمة (عبد):
العبد: الإنسان حرًا كان أو رقيقًا، وكذلك المملوك، وقد ذكر له المجد في القاموس خمسة عشر جمعًا، وزاد عليه شارحه بما أوصلها إلى خمسة وعشرين، ونظمها هنا المؤلف بنظمين بلغت جموع (عبد) فيهما عشرين، والأمر في هذه الجموع كما قال العلَّامة محمد الفاسي فيما نقله عنه تلميذه الزبيدي في التاج (8/ 330):"وللنظر مَجَالٌ في بعض الألفاظ: هل هي جموع لعبد أو جموع لبعض جموعه كأعابد ومعابد" اهـ.
فهذه الألفاظ فيها ما هو عزيز وقليل جدًّا كعبيد، وفيها ما هو اسم جمع كمعبدة، ومن أراد التوسع فعليه بالتاج للزبيدي (8/ 327) وقد أفاد أنَّ ابن مالك جمع بعض هذه الألفاظ في قوله:
عباد عبيد جمع عبد وأعبُدٌ
…
أعابد مَعْبوداء مَعْبدة عُبُدْ
كذلك عُبْدان وعِبْدانٌ اثْبِتَنْ
…
كذاكَ العِبِدَّى وامددِ انْ شئتَ أنْ تَمدْ
واستدرك عليه الجلال السيوطي في أول شرحه لعقود الجمان فقال:
وقد زيد أعباد عُبُودٌ عِبِدَّةٌ
…
وخَفِّفْ بفتحٍ والعِبِدّان إنْ تشدْ
وأعبدة عبدون ثُمَّت بعدها
…
عبيدون معبودى? بقصر فَخُذْ تَسُدْ
وزاد الشيخ سيِّدي المهدي الفاسي شارح الدلائل قوله:
وما نَدُسًا وازى? كذاك معابد
…
بذين تفي عشرين واثنين إنْ تَعُدْ
قال شيخ الزبيدي محمد الفاسي: "وأجْمَعُ ما رَأَيتُ في ذلك لبعض الفضلاء في أبيات:
جموع عَبْدٍ عُبُود أعبُد عُبُد
…
أَعابِدٌ عَبُدٌ عَبْدون عُبْدان
عُبْدٌ عِبدَّى? ومعبودا ومدّهما
…
عِبِدَّة عُبَّدٌ عُبَّاد عِبْدان
عَبِيدٌ اعْبِدة عَبَّاد مَعْبدة
…
معابد وعبيدون العِبِدَّان
وأبيات المؤلف موجودة بالكشكول الذي تقدم وصفه، وتقع في (40) منه، وهي بخطه وقد ختمها باسمه مع توقيعه، ممَّا يؤكد أنها له إذْ هي عادته في نسبة الشيء إليه، وقد وضع فوق كل كلمة رقمًا.
الثالث: جموع (شيخ):
ذكر المجد الفيروزآبادي في قاموسه المحيط كلمة (شيخ) وأورد في جمعها إحدى عشرة لفظةً، جمعها الشيخ المعلِّمي رحمه الله في أربعة أبيات من وزن الرجز.
وفي هذه الجموع خلاف ستأتي الإشارة إليه باختصار، واعلم أنَّ أول مَن نظم جموع (شيخ) هو الإمام ابن مالك صاحب الألفية، المتوفى سنة (672 هـ) في كتابه نظم الفوائد
(1)
حيث قال (ص 65): فَصْل في جمع شيخ:
شَيخٌ شُيُوخٌ ومَشْيُوخاءُ مَشْيَخةٌ
…
شِيَخةٌ شِيْخَةٌ شِيخان أَشْيَاخُ اهـ.
فهذه سبعة جموع.
وممن نظم جمع (شيخ) أيضًا العلامة أحمد السجاعي المتوفى سنة (1197 هـ) صاحب الحواشي ومنها حاشيته على شرح القطر لابن هشام الأنصاري حيث قال فيها (ص 2): "وللشيخ جموع ذكرها في المختار، وقد نظمتها فقلتُ:
مشايخُ مَشْيُوخاء مَشْيَخةٌ كذا
…
شُيُوخٌ وأَشْياخٌ وشِيخانُ فاعلما
ومَعْ شِيخةٍ جَمْعٌ لشيخٍ وصُغِّرا
…
بضمٍّ وكسرٍ في شييخ لتفهما" اهـ
فهذه أيضًا سبعة جموع كما في مختار الصحاح (ص 352).
(1)
نشر الكتاب في مجلة جامعة أم القرى السنة الأولى العدد الثاني عام 1409 هـ، بتحقيق د/ سليمان العايد.
واتفق هنا السجاعي وصاحب المختار مع ابن مالك في الجموع ما عدا لفظة (مشايخ) فإن ابن مالك لم يذكرها، ولفظة (شِيخة) بوزن صِبْية فإنَّ ابن مالك ذكرها، ولم يذكراها.
واعلم أنَّ بعض هذه الجموع قياسي كشُيوخ ــ بضمِّ الشين ــ وأشياخ كبيت وأبيات، وبعضها الآخر ليس قياسًا، بل ربَّما أنكره بعض الأئمة كما جاء في مشايخ فإنه قيل فيه: إنه جمع الجمع، وابن دريد والقزاز أنكراه، وكذا مشيوخاء فإنه من الأوزان النادرة القليلة فهو بوزن (مفعولاء) ولم يأتِ منه إلا معلوجاء، ومعبوداء، ومعيوراء، ومسلوماء، ومشيوخاء، ومتيوساء
(1)
.
هذا وقد استدرك الزبيدي في التاج (2/ 265)، وفي كتابه التكملة (2/ 113) على صاحب القاموس جمعًا غير ما ذكره وهو (أشاييخ) وقال إنه جمع أشياخ، وأشياخ جمع شيخ وهذا مثل أناييب وأنياب وناب.
فتصير الجموع حينئذٍ اثني عشر جمعًا، وأفاد الزبيدي أيضًا أنَّ لفظة (مَشْيخة) تضبط بكسر الميم وفتحها مع سكون الشين وفتح الياء وهذا مذكور في نظم الشيخ المعلِّمي لكنَّ الغريب أنه زاد على هذا أنَّ الياء قد تُضم، وهذا نقله عن اللحياني في نوادره، إذْ قال الزبيدي:"والمشيخة في جموعه ضبطه اللحياني في نوارده بالوجهين: فتح الميم وكسرها وسكون الشين وفتح التحتية وضمّها". اهـ
(2)
.
(1)
انظر كتاب ليس في كلام العرب لابن خالويه ص (330)، والتاج للزبيدي (2/ 75، 265).
(2)
انظر التكملة للزبيدي (2/ 113) والتاج له (2/ 265).
وعلى هذا يصلح أن يكمل به الجمع الثالث عشر، ولعل اختلاف العلماء في عدِّ جموع شيخ يرجع إلى أنَّ بعض الجموع يندرج تحت بعض فمثلًا:(شُيُوخ) بضمتين على القياس قيل فيه: (شِيوخ) بكسر الشين لمناسبة الياء كما حصل في بيوت وبابه وهي لغة لبعض العرب وقرئ بها في القرآن فمنهم مَنْ جعلها لفظةً واحدة، وكذلك (مشيخاء) قال الزبيدي في التاج (2/ 265): بحذف الواو منها ولم يذكره ابن منظور. اهـ. ولعل عدم ذكره لها أنَّ العرب حذفت منها الواو تخفيفًا فإنَّ أصلها: (مشيوخاء) على وزن مفعولاء وهو جمع من جموع (شيخ) كما تراه في النظم، ويؤيّد هذا أنَّ الصغاني في التكملة والذيل والصلة على الصحاح (2/ 155) جَعَلهما جمعًا واحدًا فقال:"والمشْيُخَاء: المشيوخاء". اهـ.
وكذلك يمكن أن يقال في: (مَشْيخة) بفتح الميم وسكون الشين، و (مِشْيخة) ــ بكسر الميم وسكون الشين ــ أنهما لغتان في هذا الوزن، وليسا جمعين مختلفين لكلمة (شيخ). والله تعالى أعلم وأحكم.
والأبيات موجودة بالكشكول الذي تقدم وصفه، وتقع في (ص 38) منه، وقد كتبها المؤلف بخطه وشكل الكلمات ثم ختمها باسمه وتوقيعه.
* * * *
القسم الثالث: (الرسائل العروضية):
الرسالة الثانية عشرة: مختصر متن الكافي في العروض والقوافي:
ألَّف أحمد بن عباد بن شعيب القنائي ثم القاهري المعروف بالخواص المتوفى سنة (858 هـ) كتابًا في العروض أسماه بالكافي في علمي العروض
والقوافي، وهو متن متين شرحه العلَّامة محمد الدمنهوري المصري الشافعي المتوفى سنة (1288 هـ) بشرحين: كبير وسماه الإرشاد الشافي، وصغير وسماه المختصر الشافي.
وقد لخَّص المؤلف من الشرح الصغير مع متن الكافي هذه الرسالة المفيدة، وأضاف إليها إضافات مثل أبيات الصفي الحلّي في بحور الشعر، وكنظم حروف القافية، وكبيتي الحلي في حركات القافية، وكبيتيْ أقسام القافية الخمسة.
وربما تصرّف في المتن وصوّب بما ينبه عليه المحشي أحيانًا كعنوان الباب الثاني حيث في الأصل: "الباب الثاني في أسماء البحور وأعاريضها وأضربها"، وغَيَّرها إلى "الباب الثاني في البحور وموازنها وعروضها"، وكما في تعريف الردف قال هو: حرف لين قبل الروي، وفي الأصل:"هو حرف مدٍّ قبل الروي" وغيَّرها بناءً على تنبيه الدمنهوري، وغير ذلك ممَّا تجده في الهامش.
الأصل المخطوط:
المخطوط كُتب بخط المؤلف وهو خط نسخي جميل، استخدم فيه المدادين الأحمر والأسود، كتب على أول صفحة العنوان:(متن الكافي في العروض والقوافي للعلامة أبي العباس أحمد بن شعيب القنائي الشافعي مشوبًا ببعض تقريراتٍ مِنْ شرحه المختصر الشافي لشيخ المشايخ السيد محمد الدمنهوري رحمهما الله تعالى، وأسقطت منه غالب الشواهد ليكون أحث على حفظه وأبحث على دقائقه والله الموفق).
وقد كتب هذه العبارة بشكل هرمي مقلوب يشبه رقم (7) ثم كَتَبَ تحتها هذين البيتين وصدَّرها بقوله "كاتبُهُ:
ولكن لي نفسٌ عصام أبية
…
عن الذل تأبى أن تضام وتظلما
فإنْ تظلموني كنت لا شك ظالمًا
…
وإن تكرموني كنت لا شك أكرما"
والمخطوط ليس عليه تاريخ نسخ، ويقع في الكشكول الذي تقدم وصفه من (ص 9) إلى (ص 16). وقد عَنْونتُ له بـ (مختصر متن الكافي في العروض والقوافي).
* نظم بحور العروض:
نظم المؤلف رحمه الله بحور العروض ــ وهي ستة عشر بحرًا ــ في خمسة أبيات، وقد وضع بعد كل بيت دائرة من دوائر العروض الخمسة، وهذه الأبيات ضرب من ضروب تسهيل المسائل العلمية وضبطها، وقد نظم هذه البحور كثير من العلماء منهم الحِلّي كما في ديوانه (ص 621)، وهذه الأبيات ثابتةٌ للناظم فهي مكتوبة بخطه، وعليها ضرب في بعض الكلمات وإبدالها بأخرى، وتقع في ذلك الكشكول (ص 154) منه.
* * * *
هذا وفي الختام أسأل الله أن يتقبل مني جهدي وطاقتي، وأن يغفر لي إفراطي وتفريطي، وأن يكون هذا العمل مقبولا لدى كل منصف متواضع صاحب عين راضية، يقبل الحق وينصح الخلق، لا يطلب الزلَّات ولا يلتمس العثرات، يقيس الأمور بميزان العدل، فهو أقرب للتقوى،
وأسأله ــ جل وعلا ــ أنْ يرفع قَدرْ كلِّ مَنْ أبدى لي ملاحظةً أو تصويبًا أو قدَّم لي عونًا أو رأيًا وأرجو من العليم الخبير أن يجعل لي أجرين إن أصبت، وأجرًا واحدًا إنْ أخطأت، والخطأ نعت الإنسان، وصلى الله وسلم وبارك على أشرف أنبيائه ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه إلى يوم يبعثون.
وكتب
أبو صفوان أسامة بن مُسلَّم الحازمي
في مكة المكرمة صانها الله من كل سوء
22/ 5/ 1432 هـ