المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الجمع والقصر للمسافر إذا مكث في مكان ما - اللقاء الشهري - جـ ٣٢

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌اللقاء الشهري [32]

- ‌بعض أحكام المطر وما يتعلق به

- ‌نزول الأمطار رحمة من الله بعباده

- ‌الجمع بين الصلاتين في المطر

- ‌حكم من أدرك جماعة يصلون العشاء قبل أن يصلي المغرب

- ‌الأسئلة

- ‌مسئولية أداء الحقوق إلى أهلها وإن كانت يسيرة

- ‌حكم مسابقات المحلات التجارية

- ‌كيفية شكر الله على نعمة المطر

- ‌حكم جمع الصلاة لغير عذر شرعي

- ‌حكم الجمع والقصر للمسافر إذا مكث في مكان ما

- ‌حكم إقامة جماعتين في مسجد واحد

- ‌حكم القراءة خارج الحمام لغرض إسماع من هو داخل الحمام

- ‌حكم صلاة الجمعة لرعاة الأغنام

- ‌أنواع من المسابقات المحرمة

- ‌حكم أعمال النائم

- ‌توبة شاب ونسيانه القرآن

- ‌الكناية في الطلاق وخطر التهاون به

- ‌فضائل رجب في ميزان الشرع

- ‌حكم جمع الصلاة في السفر

- ‌حكم المسح على الجوارب

- ‌متى يبدأ جواز القصر للمسافر

- ‌أمور تعين على أداء صلاة الفجر

- ‌حكم الجمع والقصر للمريض

- ‌حكم الهدايا ممن يعمل في بنك ربوي

- ‌مدة مسح الخفين للمقيم إذا سافر والعكس

الفصل: ‌حكم الجمع والقصر للمسافر إذا مكث في مكان ما

‌حكم الجمع والقصر للمسافر إذا مكث في مكان ما

‌السؤال

ما حكم الجمع مع المكث في المكان، كرجل مسافر لكنه ماكث في موضع ما، وسيستمر في هذا المكان أكثر من يوم، فهل يشرع له الجمع أم لا؟

‌الجواب

هذه المسألة مما اختلف فيها العلماء: فمن العلماء من قال: إن الجمع في السفر لا يجوز إلا لمن جدَّ به السير، فإذا سار قبل دخول وقت الأولى أخرها إلى الثانية، وإن سار بعد دخول وقت الأولى قدم الثانية، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى العصر، وإن زاغت الشمس قدم العصر مع الظهر، هذا إذا كان قد جد به السير، أما النازل فلا يجمع، واحتجوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع إذا جدَّ به السير) وبأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع وهو نازل في منى أيام الحج، بل كان يصلي كل صلاة في وقتها، لأنه كان نازلاً، وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام رحمه الله.

وقال بعض العلماء: للمسافر أن يجمع ولو كان نازلاً ماكثاً في مكانه؛ لأن السفر عذر، واحتج هؤلاء القوم بأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في تبوك وهو نازل، وبأن أبا جحيفة ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان نازلاً في الأبطح في مكة في عام حجة الوداع، وأنه خرج صلوات الله وسلامه عليه من قبة حمراء من أدم قال: وكأني أنظر إلى بياض ساقيه، فركزت له عنزة، ثم تقدم فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين) ، وهذا يدل على أنه جمع مع أنه نازل، لكننا مع ذلك لا نحبذ للنازل المسافر أن يجمع إلا إذا كان هناك سبب، مثل: أن يكون الماء قليلاً، ولا يتمكن من أن يتوضأ مرتين، أو يكون الجو بارداً لا يتمكن من الوضوء مرتين إلا بمشقة، أو يكون على تعب فينام ويجمع من أجل أن يطول نومه وما أشبه ذلك، وإلا فالأفضل ألا يجمع، هذا إذا كان في البر، أما إذا كان في البلد فإن الواجب على المسافر أن يصلي مع الجماعة، وحينئذٍ لا بد أن يتم الصلاة، ولا بد أن يصلي كل صلاة في وقتها.

السائل: القصر هل يجوز؟ الشيخ: القصر يجوز ما دمت مسافراً ولو كنت نازلاً، ليس كالجمع.

وهنا ننبه: الجمع أوسع من القصر من وجه، والقصر أوسع من الجمع من وجه، فمثلاً: الجمع يجوز لكل عذر يشق معه ترك الجمع، حتى في البلد، حتى في المرض، ومن هذه الناحية يكون أوسع من القصر، القصر لا يجوز إلا في السفر خاصة، سواء كنت نازلاً أم سائراً، لكن في غير السفر لا يجوز، فلو سألني سائل: مريض في المستشفى يجمع ويقصر لأنه يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها، هل جمعه صحيح؟ صحيح، هل قصره صحيح؟ الجواب: إن كان في بلده فإنه لا يقصر، وإن كان في غير بلده فإنه يقصر.

ص: 11