المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌الجزء الثاني من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»   صلى الله - المجالسة وجواهر العلم - جـ ٢

[أحمد بن مروان الدينوري]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌الجزء الثاني من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»   صلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

‌الجزء الثاني

من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي في كتابهما؛ قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرّاء الموصلي؛ قال: قال البوصيري: قراءةً عليه وأنا أسمع، وقال ابن حمد: أجازني؛ قال: أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضرّاب الغساني سنة ست وخمسين وأربع مئة، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضرّاب قراءةً عليه في منزله؛ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع:

ص: 11

160 -

نَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نَا النُّفَيْلِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ:

⦗ص: 13⦘

لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: وَاللهِ، مَا نَدْرِي كَيْفَ نُغَسِّلُهُ؛ أَنُجَرِّدُهُ مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا، أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَلْقَى الله عَلَيْهِمُ النَّوْمَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ مِنْ رَجُلٍ إِلَّا وَذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ: اغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه فقاموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، يَصُبُّونَ الْمَاءَ مِنْ فَوْقِ الْقَمِيصِ وَيُدَلِّكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَقُولُ: لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ؛ مَا غَسَّلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ

[إسناده حسن] .

ص: 11

161 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبِي وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 14⦘

أَخَذَ أَهْلُ مَكَّةَ الصَّلَاةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخَذَهَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَأَخَذَهَا عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جِبْرِيلَ عليه السلام، وَأَخَذَهَا جِبْرِيلُ عَنِ اللهِ تبارك وتعالى.

ص: 13

162 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 16⦘

لَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثُغَامَةٌ بَيْضَاءُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلَّا أَقْرَرْتُمُ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى كُنَّا نَأْتِيهِ» تَكْرُمَةً لِأَبِي بَكْرٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُغَيِّرُوا شَعْرَهُ، وَبَايَعَهُ، وَأَتَى الْمَدِينَةَ وَبَقِيَ حَتَّى أَدْرَكَ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ قَبْلَهُ؛ فَوَرِثَهُ أَبُو قُحَافَةَ السُّدُسَ، فَرَدَّهُ عَلَى وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَلَهُ يَوْمَ قُبِضَ سَبْعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً، وَأُمُّ أَبِي بَكْرٍ سَلْمَى ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّ أَبِي قُحَافَةَ، وَتُكَنَّى أُمُّ الْخَيْرِ

[إسناده ضعيف لإرساله] .

ص: 14

163 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه وَصَفَتْهُ عَائِشَةُ رضي الله عنها، فَقَالَتْ:

⦗ص: 18⦘

كَانَ أَبْيَضَ نَحِيفًا، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَجْنَأَ، لَا يَسْتَمْسِكُ إِزَارَهُ، يَسْتَرْخِي عَنْ حِقْوَيْهِ، مَقْرُونَ الْحَاجِبِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئَ الْجَبْهَةِ، عَارِيَ الْأَشَاجِعِ، مَعْرُوقَ الْوَجْهِ، وَكَانَ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ؛ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.

ص: 16

164 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:

⦗ص: 20⦘

تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سنة ثلاثة عَشْرَةَ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَكَانَ أَوْصَى أَنْ تُغَسِّلَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ؛ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا مَاتَ حُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ الَّذِي كَانَ يَنَامُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَدُفِنَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رضي الله عنها مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم. وكان قَالَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: انْظُرِي يَا بُنَيَّةُ! فَمَا زَادَ مِنْ مَالِ أَبِي بَكْرٍ مُذْ وُلِّينَا هَذَا الْأَمْرَ فَرُدِّيهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَوَاللهِ مَا نِلْنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَا أَكَلْنَا فِي بُطُونِنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ، وَلَبِسْنَا عَلَى ظُهُورِنَا مِنْ أَخْشَنِ ثِيَابِهِمْ. فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا بَكْرٌ وَجَرَّدَ قَطِيفَةً لَا تُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَحَبَشِيَّةً، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَتَسْلِبُ هَذَا وَلَدَ أَبِي بَكْرٍ؟ . فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! لَا يَتَأَثَّمُ بِهَا أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاتِهِ وَأَتَحَمَّلُهَا بَعْدَ مَوْتِهِ، رَحِمَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ كَلَّفَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا طَوِيلًا.

ص: 18

165 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نَا شُبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ لَهُ

⦗ص: 23⦘

: «إِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا»

[إسناده صحيح] .

ص: 21

166 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ:

⦗ص: 24⦘

أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه أَعْتَقَ سَبْعَةً كُلُّهُمْ يُعَذَّبُ فِي اللهِ عز وجل: بِلَالٌ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَزِنِّيرَةُ، وَأُمُّ عُبَيْسٍ، وَجَارِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُؤَمَّلِ، وَالنَّهْدِيَّةُ، وَابْنَتُهَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 23

167 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 25⦘

مَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ: مَثَلُ أَبِي بَكْرٍ مَثَلُ الْقَطْرِ حَيْثُ وَقَعَ نَفَعَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 24

168 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه؛ أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَنْضَيْتُمُ الظَّهْرَ، وَأَرْمَلْتُمُ النِّسْوَانَ، وَلَيْسَ السَّابِقُ مَنْ سَبَقَ بَعِيرُهُ أَوْ فَرَسُهُ، وَلَكِنَّ السَّابِقَ مَنْ غُفِرَ لَهُ.

ص: 25

169 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ: قُلْتُ لِرَاهِبٍ؛ يَا رَاهِبُ! مَتَى عِيدُ هَذَا الدِّينُ؟ فَقَالَ: يَوْمَ يُغْفَرُ لِأَهْلِهِ.

ص: 26

170 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ! إِنَّهُ إِذَا جَنَّ اللَّيْلُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنِسَ كُلُّ خَلِيلٍ بِخَلِيلِهِ، وَافْتَرَشَ أَهْلُ الْمَحَبَّةِ أَقْدَامُهُمْ، وَجَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ؛ أَشْرَفَ عَلَيْهِمُ الْجَلِيلُ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ الَّذِي

⦗ص: 27⦘

أَرَاهُ مِنْكُمْ؟ هَلْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ أَنَّ حَبِيبًا يُعَذِّبُ أَحِبَّاءَهُ؟ أَمْ كَيْفَ أُبَيِّتُ قَوْمًا وَعِنْدَ الْبَيَاتِ أَجِدُهُمْ وُقُوفًا يَتَمَلَّقُونِي؟ فَبِي حَلَفْتُ أَنِّي أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيَّ.

ص: 26

171 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تبارك وتعالى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ: هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ، وَمِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ، وَمِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ، وَادْعُنِي؛ فَإِنِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 27

172 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدَةُ بْنُ هِلَالٍ:

⦗ص: 28⦘

وَاللهِ! لَا تَشْهَدُ عَلَيَّ شَمْسٌ بِأَكْلٍ أَبَدًا، وَلَا يَشْهَدُ عَلَيَّ لَيْلٌ بِنَوْمٍ أَبَدًا؛ فَأَقْسَمَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُفْطِرَ الْفِطْرَ وَالْأَضْحَى.

ص: 27

173 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاهِرٍ وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ. فَقَالَ: لَا تُسَمِّنِي أَمِيرًا، وَسَمِّنِي أَسِيرًا، وَلَكِنِ اكْتُبْ عَنِّي بَيْتَيْنِ عَرَضَتْ بِقَلْبِي مَا أَرَاهُمَا إِلَّا آخِرَ بَيْتَيْنِ أَقُولُهُمَا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: (بَادِرْ فَقَدْ أَسْمَعَكَ الصَّوْتُ

إِنْ لَمْ تُبَادِرْ فَهُوَ الْفَوْتُ)

(مَنْ لَمْ تَزُلْ نَعْمَتُهُ قَبْلَهُ

زَالَ عَنِ النِّعْمَةِ بِالْمَوْتِ)

ص: 28

174 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: اطَّلَعَ اللهُ تبارك وتعالى عَلَى قُلُوبِ الْآدَمِيِّينَ، فَلَمْ يَجِدْ قَلْبًا أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْ قَلْبِ مُوسَى عليه السلام؛ فَخَصَّهُ بِالْكَلَامِ لِتَوَاضُعِهِ

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 29

175 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِمَنْ تَحَمَّى مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مُخَافَةَ الدَّاءِ كَيْفَ لَا يَحْتَمِي مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ؟ !

ص: 29

176 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ خَلَفٍ يَقُولُ:

⦗ص: 30⦘

لَيْسَ الْخَائِفُ مَنْ بَكَى وَعَصَرَ عَيْنَيْهِ، وَلَكِنَّ الْخَائِفَ مَنْ تَرَكَ الْأَمْرَ الَّذِي يَخَافُ أَنْ يُعَذَّبَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: الْكَبَائِرُ أَرْبَعَةٌ، وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ عز وجل.

ص: 29

177 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هارون البزَّاز؛ قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَلَانِسِيُّ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بن أدهم يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ:

(رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ

وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ إِدْمَانُهَا

⦗ص: 31⦘

)

(وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ

وَالْخَيْرُ لِلنَّفْسِ عِصْيَانهَا)

(وَهَلْ أَهْلَكَ الدِّينَ إِلَّا الْمُلُوكُ

وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا)

(وَبَاعُوا النُّفُوسَ فَلَمْ يَزْرَعُوا

وَلَمْ تَغْلُ بالبيع أَثْمَانُهَا)

(لَقَدْ وَقَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ

يَبِينُ لِلْعاقل إِنْتَانُهَا)

ص: 30

178 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَحْسَسْتُ مِنْ قَلْبِي قَسْوَةً أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةً؛ قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ وَجْهَهُ رَأَيْتُ وَجْهَ ثَكْلَى؛ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخُوكَ مَنْ وَعَظَكَ بِرُؤْيَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَعِظَكَ بِكَلَامِهِ.

ص: 31

179 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نا الحِناني، نَا عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ:

⦗ص: 32⦘

كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ تَقُولُ: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ دَلِيلُهُ! وَمَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ أَنِيسَهُ!

ص: 31

180 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قَالَ يُونُس النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ عليه السلام: دُلَّنِي عَلَى أَعْبَدِ أَهْلِ الْأَرْضِ. قَالَ: فَدَلَّهُ عَلَى رَجُلٍ قَدْ قَطَعَ الْجُذَامُ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَذَهَبَ بِبَصَرِهِ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: إِلَهِي! مَتَّعْتَنِي مَا شِئْتَ أَنْتَ، وَسَلَبْتَنِي مَا شِئْتَ أَنْتَ، وَأَبْقَيْتَ لي فيك الأمل، يَا بَارُّ يَا وَصُولُ

[إسناده واهٍ بمرةٍ] .

ص: 32

181 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى: عَبْدِي! مَا يَزَالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَصْعَدُ إِلَيَّ بِعَمَلٍ قَبِيحٍ، عَبْدِي! أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ وَتَتَمَقَّتُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي، عَبْدِي! خَيْرِي إِلَيْكَ نَازِلٌ وَشَرُّكَ إِلَيَّ صَاعِدٌ

[إسناده واهٍ بمرة] .

ص: 33

182 -

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، [حَدَّثَنَا دَاوُدُ] بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ الْعُبَّادِ بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ يَبْكِي. فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَبْكِي عَلَى مَا فَرَّطْتُ مِنْ عُمْرِي، وَعَلَى يَوْمٍ مَضَى مِنْ أَجَلِي لَمْ يَتَبَيَّنْ فِيهِ عَمَلِي.

ص: 33

183 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: مَا بَالُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لَا يَشْبَعُونَ مِنَ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: إِذَا أَخَذَ الرَّجُلُ اللُّقْمَةَ فَرَمَى بِهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ فَمَتَى يَشْبَعُ.

ص: 34

184 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وحدثنا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاوس؛ قال: قَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ! إِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ؛ فَجَالِسْ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، فَإِنَّ أُذُنَهُ كَانَتْ قِمَعاً لِلْعُلَمَاءِ.

ص: 34

185 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 35⦘

رَأَيْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ؛ فَرَأَيْتُهُ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ.

ص: 34

186 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَحِمَهُمَا اللهُ:

⦗ص: 36⦘

مَا السُّرُورُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: الْغَمَرَاتُ ثُمَّ يَنْجَلِينَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 35

187 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 37⦘

لَمَّا احْتُضِرَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ صَبَاحٍ إِلَى النَّارِ. ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْحَفَظَةِ. ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِحَفْرِ الْأَنْهَارِ وَلَا لِغَرْسِ الْأَشْجَارِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ الْبَقَاءَ لِمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ وَظَمَأِ الْهَوَاجِرِ فِي الحرّ الشديد

[إسناده ضعيف] .

ص: 36

188 -

حَدَّثَنَا زيد بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَبِيبٍ الْفَارِسِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: مَا هَذَا الْجَزَعُ الَّذِي مَا كُنَّا نَعْرِفُهُ مِنْكَ؟ فَقَالَ: سَفَرِي بَعِيدٌ بِلَا زَادٍ، وَيَنْزِلُ بِي فِي حُفْرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ مُوحِشَةٍ بِلَا مُؤْنِسٍ، وَأَقْدِمُ عَلَى مَلِكٍ جَبَّارٍ قَدْ قَدَّمَ إِلَيَّ الْعُذْرَ.

ص: 37

189 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نَا الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟

⦗ص: 39⦘

فَقَالَ: أَنْظِرُونِي حَتَّى أَتَفَكَّرَ. ثُمَّ تَفَكَّرَ، فَقَالَ: إن! (وَعَاداً وَثَمُوداً وَأَصْحَابَ الرَّسِ وَقُرُونًا بَيْنَ ذلك كثيراً)[الفرقان: 38] ، قَدْ كَانَتْ فِيهِمْ أَطِبَّاءُ؛ فَمَا أَرَى الْمُدَاوِيَ بَقِيَ وَلَا الْمُدَاوَى

ص: 38

189 -

/ م - وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ لِغَيْرِهِ:

(مَا أُنْزَلَ الْمَوْتَ حَقَّ مَنْزِلَتِهْ

مَنْ عَدَّ يَوْمًا لَمْ يَأْتِ مِنْ أَجَلِهْ)

ص: 39

190 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 45⦘

مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَفِي سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا

[إسناده ضعيف، وهو حسن بمجموع طرقه] .

ص: 39

190 -

/ م - وَأَنْشَدَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ لِغَيْرِهِ:

(وَعَظَتْكَ أَجْدَاثٌ صُمُتْ

ونَعَتْكَ أزمنة خُفٌ تْ)

(وَتَكَلَّمَتْ عَنْ أَوْجُهٍ

تَبْلَى وَعَنْ صُوَرٍ سُبُتْ)

(وَأَرَتْكَ قَبْرَكَ فِي الْقُبُورِ

وَأَنْتَ حَيٌّ لَمْ تَمُتْ)

ص: 45

191 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ كَانَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ:

(مُؤَمِّلُ دُنْيَا لتَبقى لَهُ

فَمَاتَ الْمُؤَمِّلُ قَبْلَ الْأَمَلْ)

(وَبَاتَ يُرْوِّي أُصولَ الْفَسِيلِ

فَعَاشَ الْفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ)

ص: 46

192 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِيُوسُفَ عليه السلام: مَا لَكَ تَجُوعُ وَأَنْتَ عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ أَشْبَعَ فَأَنْسَى الْجَائِعَ

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 46

193 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة التميمي، نَا عَبْدُ اللهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

[إسناده ضعيف، والأثر صحيح بطرقه] .

ص: 47

194 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، نَا الْوَاقِدِيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 48⦘

كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبْيَضَ، أَمْهَقَ، تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَكَانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا وَكَانَ أَصْلَعَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه شَدِيدَ الْبَيَاضِ، وَكَانَ يَأْكُلُ السَّمْنَ وَاللَّبَنَ، فَلَمَّا أَمْحَلَ الناس حرَّمهما عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَقَالَ: وَاللهِ! لَا آكُلْهُمَا حَتَّى يُخْصِبَ النَّاسُ، وَكَانَ يَأْكُلُ الزَّيْتَ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ رضي الله عنه.

ص: 47

195 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنِ ابْنِ فُلَيْح، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ:

⦗ص: 50⦘

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ يُدْعَى الْفَارُوقُ؛ لِأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَعْلَنَ بِالْإِسْلَامِ وَالنَّاسُ يُخْفُونَهُ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ أَسْلَمَ عُمَرُ تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا وامرأة بمكة؛ فكلَّمهم عُمَرُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ.

ص: 48

196 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا شُعْبَةُ؛ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ:

⦗ص: 52⦘

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ أَرْوَحَ، كَأَنَّهُ رَاكِبٌ وَالنَّاسُ يَمْشُونَ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِي سَدُوسٍ، وَالْأَرْوَحُ الذي تَتَدانا قَدَمَاهُ إِذَا مَشَى، وَعَهِدَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنهما وَاسْتَخْلَفَهُ بَعْدَهُ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ عَشْرَ سِنِينَ مُتَوَالِيَةٍ، ثُمَّ صَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَطَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ

⦗ص: 53⦘

وَعِشْرِينَ، وَمَكَثَ ثَلَاثًا ثُمَّ تُوُفِّيَ رحمه الله، وَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، وَقُبِرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما فِي حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَ لَيَالٍ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.

ص: 50

197 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَا: نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 56⦘

صلى الله عليه وسلم: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقِيلَ: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، ظَنَنْتُ أَنِّي هُوَ. فَقِيلَ لِي: هُوَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ» رضي الله عنه

[إسناده حسن] .

ص: 53

198 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ

⦗ص: 68⦘

: «إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»

[إسناده ضعيف جداً، وهو حسن بطرقه وشواهده] .

ص: 56

199 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، نَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 69⦘

صلى الله عليه وسلم: «ما من عبدٍ مؤمن يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، ثُمَّ يُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ؛ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ تبارك وتعالى عَلَى النَّارِ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 68

200 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا أَبُو عُمَرُ الضَّرِيرُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَصَمِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ الْأَعْمَالَ كُلَّهَا تُوزَنُ إِلَّا الدَّمْعَةَ تَخْرُجُ مِنْ عَيْنِ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَزْنٌ وَلَا قَدْرٌ، وَإِنَّهُ لَيُطْفَئُ بِالدَّمْعَةِ

⦗ص: 70⦘

الْوَاحِدَةِ الْبُحُورَ مِنَ النَّارِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 69

201 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا مُعَلَّى الْوَرَّاقُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَارٍ لِي أَعُودُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْ فُلَانُ! عَاهِدِ اللهَ أَنْ تَتُوبَ؛ فَعَسَى أَنْ يَشْفِيَكَ اللهُ عز وجل. فَقَالَ لِي: هَيْهَاتَ يَا أَبَا يَحْيَى! أَنَا مَيِّتٌ، ذَهَبْتُ أُعَاهِدُ كَمَا كُنْتُ أُعَاهِدُ أَبَدًا، فَسَمِعْتُ قَائِلًا مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ يَقُولُ: عَاهَدْتَنَا مِرَارًا، فَوَجَدْنَاكَ كَذَّابًا.

ص: 70

202 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. إِنَّمَا طَلَبَ الْعَابِدُونَ بِطُولِ النَّصَبِ دَوَامَ الرَّاحَةِ، وَطَلَبَ الزَّاهِدُونَ بِطُولِ الزُّهْدِ طُولَ الْغِنَى.

ص: 70

203 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ:

⦗ص: 71⦘

مَنْ قَالَ إِذَا أصبح: بسم اللهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ، ولا صاحبة ولا شريك، أشهد أَنَّ نُوحًا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ، وَأَنَّ مُوسَى نَجِيُّ اللهِ، وَأَنَّ دَاوُدَ خَلِيفَةُ اللهِ، وَأَنَّ عِيسَى رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ؛ لَمْ تَلْسَعْهُ حَيَّةٌ وَلَا عَقْرَبٌ، وَلَمْ يَخَفْ مِنْ سُلْطَانٍ وَلَا شَيْطَانٍ وَلَا كَاهِنٍ وَلَا سَاحِرٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا قَالَهَا إِذَا أَمْسَى؛ لَمْ يَخَفْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ، قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: فَفَاتَنِي يَوْمًا فَحُبِسْتُ أَيَّامًا.

ص: 70

204 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ الرَّاعِي - وَكَانَ يَرْعَى الْغَنَمَ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُيَيْنَةَ -؛ قَالَ:

⦗ص: 72⦘

كَانَ الْغَنَمُ وَالْأَسَدُ وَالْوَحْشُ تَرْعَى فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَوْضِعٍ وَاحَدٍ، فَعَرَضَ لِشَاةٍ مِنْهَا ذئبٌ. فقال: فقلت: إن لِلَّهِ، مَا أَرَى الرَّجُلَ الصَّالِحَ إِلَّا وَقَدْ هَلَكَ. قَالَ: فَحَسَبْنَا؛ فَوَجَدْنَاهُ قَدْ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ.

ص: 71

205 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى:{وجد عندها رزقا} [آل عمران: 37] ؛ قَالَ: فَاكِهَةُ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، وَفَاكِهَةُ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَالرُّمَّانُ فِي غَيْرِ حِينِهِ.

ص: 72

206 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْكَلَامِ يُضَاعَفُ مِثْلَ قَوْلِ الرَّجُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا شَيْءٌ أَقْطَعُ لِظَهْرِ إِبْلِيسَ مِنْ قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.

ص: 73

207 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: ابْنَ آدَمَ! اعْلَمْ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِلَ بِكَ لَمْ يَزَلْ يُخْلِفُكَ وَيَتَخَطَّى إِلَى غَيْرِكَ مُذْ أَنْتَ فِي الدُّنْيَا، وَكَأَنَّهُ قَدْ تَخَطَّى غَيْرَكَ إِلَيْكَ وَقَصَدَكَ؛ فَخُذْ حِذْرَكَ وَاسْتَعِدَّ لَهُ، وَلَا تَغْفَلْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفَلُ عَنْكَ، وَاعْلَمِ ابْنَ آدَمَ إِنْ غَفِلْتَ عَنْ

⦗ص: 74⦘

نَفْسِكَ وَلَمْ تَسْتَعِدَّ [لَهَا] ؛ لَمْ يَسْتَعِدَّ لَهَا غَيْرُكَ، وَلَا بُدَّ مِنْ لِقَاءِ اللهِ عز وجل؛ فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلَا تَكِلْهَا إِلَى غَيْرِكَ، وَالسَّلَامُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 73

208 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ الضَّبِّيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مِنْجَابٍ؛ قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ الْأَسَدِيُّ:

⦗ص: 75⦘

لَمَّا اراد الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يَعْبُرَ إِلَى أَهْلِ دَارِينَ الْبَحْرَ، عَبَرَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ: يَا حَلِيمُ! يَا حَكِيمُ! يا علي! يَا عَلِيمُ! (قَالَهَا ثَلَاثًا) . فَعَبَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْبَحْرَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 74

209 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ كُلَيْبٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 76⦘

كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي سَفْرَةٍ، فَعَرَضَ لَنَا السَّبْعُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: قُولُوا: اللهُمَّ احْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاحْفَظْنَا فِي كَنَفِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَارْحَمْنَا بِقُدْرَتِكَ عَلَيْنَا، وَلَا تُهْلِكْنَا، وَأَنْتَ رَجَاؤُنَا؛ يَا اللهُ يَا اللهُ. قَالَ: فَوَلَّى السَّبْعُ عَنَّا. قَالَ خَلَفٌ: فَأَنَا مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا أَدْعُو بِهِ عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ وَكَرْبٍ؛ فَمَا رَأَيْتُ إِلَّا خَيْرًا.

ص: 75

210 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُثْمَانَ: قَالَ الْمَنْصُورُ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ مَوْتِهِ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدِ ارْتَكَبْتُ مِنَ الْأُمُورِ الْعِظَامَ جُرْأَةً مِنِّي عَلَيْكَ، وَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ؛ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، مُخْلِصًا، مَناًّ مِنْكَ لَا مَنًّا عَلَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتْ نَفْسُهُ.

ص: 76

211 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكَرْمَانِيُّ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

⦗ص: 78⦘

لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ

قَالَ عَبَّاسٌ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ

[إسناده حسن] . قال عباس: هذا حديث غريب لم يروه إلا يحيى بن أبي بكير.

ص: 77

212 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا أَبُو هِلَالٍ، نَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه:

⦗ص: 81⦘

أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؛ فَقَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ»

[إسناده لين والحديث صحيح] .

ص: 78

213 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 82⦘

صلى الله عليه وسلم: «صَاحِبُ الدَّيْنِ مَأْسُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَشْكُو إِلَى اللهِ عز وجل وِحْدَتَهُ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 81

214 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:

⦗ص: 83⦘

كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَلْبَسُ وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جُبَّةً مِنْ صُوفٍ مَرْقُوعَةً بَعْضُهَا بَأَدَمٍ، وَيَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ عَلَى عَاتِقِهِ الدِّرَّةُ يُؤَدِّبُ النَّاسَ بِهَا، وَيَمُرُّ بِالنِّكْثِ وَالنَّوَى؛ فَيَلْتَقِطُهُ وَيُلْقِيهِ فِي مَنَازِلِ النَّاسِ لِيَنْتَفِعُوا بِذَلِكَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 82

215 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ هَزَّالٍ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: قَالَ مَالِكُ الدَّارِ: قَدِمَ بَرِيدُ مَلِكِ الرُّومِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَاسْتَقْرَضَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ دِينَارًا، فَاشْتَرَتْ بِهِ عِطْرًا، وَجَعَلَتْهُ فِي قَوَارِيرَ، وَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ الْبَرِيدِ إِلَى امْرَأَةِ مَلِكِ الرُّومِ، فَلَمَّا أَتَاهَا؛ فَرَّغَتْهُنَّ وَمَلَأَتْهُنَّ جَوَاهِرَ، وقالت: اذهب به إِلَى امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَلَمَّا أَتَاهَا

⦗ص: 84⦘

فَرَّغَتْهُنَّ عَلَى الْبُسَاطِ، فَدَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَأَخْبَرَتْهُ بِالْخَبَرِ، فَأَخَذَ عُمَرُ الْجَوَاهِرَ، وَبَاعَهُ، وَدَفَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ دِينَارًا، وَجَعَلَ مَا بَقِيَ مِنْ ذَلِكَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَالِكِيُّ: مَالِكُ الدَّارِ هَذَا هُوَ مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، وَسُمِّيَ مَالِكُ الدَّارِ، لِأَنَّ عُمَرَ وَلَّاهُ دَارَ الصَّدَقَةِ

[إسناده ضعيف] . قال أبو بكر المالكي: مالك الدار هذا هو مالك بن أوس بن الحدثان، وسمي مالك الدار؛ لأن عمر ولاه دار الصدقة.

ص: 83

216 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ:

⦗ص: 85⦘

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه طَافَ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ فِي جَوْفِ دَارٍ لَهَا، وَحَوْلَهَا صِبْيَانٌ يَبْكُونَ، وَإِذَا قِدْرٌ عَلَى النَّارِ قَدْ مَلَأَتْهَا مَاءً، فَدَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الْبَابِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أَمَةَ اللهِ! أَيْشَ بُكَاءُ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانِ؟ فَقَالَتْ: بُكَاؤُهُمْ مِنَ الْجُوعِ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ الْقِدْرُ الَّتِي عَلَى النَّارِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ جَعَلْتُ فِيهَا مَاءً هُوَ ذَا أُعَلِّلُهُمْ بِهِ حَتَّى يَنَامُوا، وَأُوهِمُهُمْ أَنَّ فِيهَا شَيْئًا. فَجَلَسَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَبَكَى، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ إِلَى دَارِ الصَّدَقَةِ، وَأَخَذَ غِرَارَةً، وَجَعَلَ فِيهَا شَيْئًا مِنْ دَقِيقٍ وَسَمْنٍ وَشَحْمٍ وَتَمْرٍ وَثِيَابٍ وَدَرَاهِمَ حَتَّى مَلَأَ الْغِرَارَةَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَسْلَمُ! احْمِلْ عَلَيَّ. قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنَا أَحْمِلُهُ عَنْكَ. فَقَالَ لِي: لَا أُمَّ لَكَ يَا أَسْلَمُ، بَلْ أَنَا أَحْمِلُهُ لِأَنِّي أَنَا المسؤول عنه فِي الْآخِرَةِ. قَالَ: فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ مَنْزِلَ الْمَرْأَةِ، قَالَ: وَأَخَذَ الْقِدْرَ فَجَعَلَ فِيهَا دَقِيقًا وَشَيْئًا مِنْ شَحْمٍ وتمر، وجعل يحركه بيديه، وَيَنْفُخُ تَحْتَ الْقِدْرِ، قَالَ أَسْلَمُ: وَكَانَتْ لِحْيَتُهُ عَظِيمَةً، فَرَأَيْتُ الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِ لِحْيَتِهِ، حَتَّى طَبَخَ لَهُمْ، ثُمَّ جَعَلَ يَغْرِفُ بِيَدِهِ وَيُطْعِمُهُمْ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجَ وَرَبَضَ بِحِذَائِهِمْ كَأَنَّهُ سَبُعٌ، وَخِفْتُ مِنْهُ أَنْ أُكَلِّمَهُ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى

⦗ص: 86⦘

لَعِبُوا وَضَحِكُوا الصِّبْيَانُ. ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: يَا أَسْلَمُ! تَدْرِي لِمَ ربضت بحذاهم؟ قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَبْكُونَ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَذْهَبَ وَأَدَعَهُمْ حَتَّى أَرَاهُمْ يَضْحَكُونَ، فَلَمَّا ضَحِكُوا؛ طَابَتْ نَفْسِي

[إسناده ضعيف] .

ص: 84

217 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، نَا حَيْوَةُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

⦗ص: 90⦘

: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ؛ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» رضي الله عنه

[إسناده حسن] .

ص: 86

218 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: وَجَدْنَا أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً.

ص: 90

219 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَزَّازُ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي اللهِ، ثُمَّ أَحْدَثَ حَدَثًا؛ فلم يُبْغِضْهُ عَلَيْهِ؛ فَلَمْ يُحِبَّهُ لِلَّهِ.

ص: 90

220 -

حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: حَجَّ حُذَيْفَةُ بْنُ قَتَادَةَ الْمَرْعَشِيُّ مِنْ مَرْعَشٍ بَعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا جَالَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَّا تَرَكْتُهُ.

ص: 91

221 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَعْرِفَةِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 91

222 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نَا أَبِي، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 92⦘

خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟ قَالَ: مَعْرِفَةُ اللهِ عز وجل.

ص: 91

223 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصِّيصِيُّ، نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يهد قلبه} [التغابن: 11] ؛ قَالَ: مَنْ أَصَابَ مِنَ الْإِيمَانِ مَا يَعْرِفُ بِهِ رَبَّهُ؛ فَهُوَ مُهْتَدِ الْقَلْبِ.

ص: 92

224 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْحَدَّادُ إِمَامُ مَسْجِدِ طَرَسُوسَ، نَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم القاري؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا أَرَادُوا بِالْخَلْوَةِ وَالْعُزْلَةِ؟ قَالَ: لِيَسْتَدْعُوا بِذَلِكَ دَوَامَ الْفِكْرَةِ، وَتَثْبُتُ فِي قُلُوبِهِمْ لِيَحْيَوْا حَيَاةً طَيِّبَةً، وَيَذُوقُوا لَذَاذَةَ حلاوة الْمَعْرِفَةِ.

ص: 92

225 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: نَا يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ تبارك وتعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] ؛ قَالَ: لِيَعْرِفُونِ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 93

225 -

/ م - قَالَ يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ:

⦗ص: 94⦘

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ النَّاسَ سَمِعُوا بِاللهِ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّمَا لَكَ مِنْ عُمْرِكَ مَا أَطَعْتَ اللهَ فِيهِ، فَأَمَّا مَا عَصَيْتَهُ لَا تَعُدَّهُ عُمْرًا.

ص: 93

226 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سمعت أبا سليمان الداراني يَقُولُ: إِنَّمَا رَجَعَ الْقَوْمُ مِنَ الطَّرِيقِ قَبْلَ الْوُصُولِ، وَلَوْ وَصَلُوا إِلَى اللهِ تبارك وتعالى مَا رَجَعُوا.

ص: 94

227 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا الْحِمَّانِيُّ، ذَكَرَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شُمَيْطٍ الْعَجْلَانِيِّ، عَنِ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ؛ قَالَ: وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ فِي أَرْبَعٍ: أَوَّلُهُ: أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ، وَالثَّانِي: أَنْ تَعْرِفَ مَا يَصْنَعُ بِكَ، وَالثَّالِثُ: أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ، وَالرَّابِعُ: أَنْ تَعْرِفَ مَا مَخْرَجُكَ مِنْ ذُنُوبِكَ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 94

228 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله، نا عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، نَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو مُعَاذٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَا عُرِفَ مِنْ حِكْمَةِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ أَنَّهُ لَمَّا سُبِيَ خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ، فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ عَبْدَ سُوءٍ. فَقَالَ لُقْمَانُ: إِنَّ الْعَبْدَ السيء لَا يَعْرِفُ رَبَّهُ عز وجل.

ص: 95

229 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَاشِمِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْقَاضِي يَقُولُ:

(إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا أَقُولُ وَتَعْقِلُ

فَارْحَلْ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ بِكَ يُرْحَلُ)

(وَدَعِ التَّشَاغُلَ بِالذُّنُوبِ وَخَلِّهَا

حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى تَتَعَلَّلُ)

(أَنْسَاكَ جَانِبَ حِلْمِهِ فَعَصَيْتَهُ

إِذْ لَمْ يَخَفْ فَوْتاً عَلَيْكَ فَيُعَجِّلُ)

ص: 95

230 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدَّيْنَوَرِيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 96⦘

أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ:

(رُبَّ قَوْمٍ غَبَرُوا مِنْ عَيْشِهِمْ

فِي نَعِيمٍ وَسُرُورٍ وَغَدَقْ)

(سَكَتَ الدَّهْرُ زَمَانًا عَنْهُمُ

ثُمَّ أَبْكَاهُمْ دَمًا حِينَ نَطَقْ)

ص: 95

230 -

/ م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ:

(بِاللهِ رَبِّكَ كَمْ بَيْتٍ مَرَرْتَ بِهِ

قَدْ كَانَ يُعَمَّرُ بِاللَّذَّاتِ وَالطَّرَبِ)

(طَارَتْ عُقَابُ الْمَنَايَا فِي سَقَائِفِهِ

فَصَارَ مِنْ بَعْدِهَا لِلْوَيْلِ وَالْحَرْبِ)

ص: 96

231 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يونس الشِّيعِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: لَزِمْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ عِشْرِينَ سَنَةً؛ فَكَانَ يُنْشِدُنِي فِي كُلِّ يَوْمٍ

⦗ص: 97⦘

بَيْتَيْنِ، أَحَدُهُمَا:

(إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بالذي

تُسَائِلُ مَنْ يَدْرِي فَكَيْفَ إِذًا تدري)

والآخر:

(وإن امرءاً فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ عُمْرُهُ

وَإِنْ كَانَ أَمْسَى سَالِمًا لَعَلِيلُ)

ص: 96

232 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، نَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الخليل بن أحمد؛ إذا دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ

⦗ص: 98⦘

لَهُ: لَوِ اشْتَغَلْتَ بِمَعَاشِكَ كَانَ أَعْوَدَ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا، فَأَنْشَأَ الْخَلِيلُ يَقُولُ:

(لَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ مَا أَقُولُ عَذَرْتَنِي

أَوْ كُنْتُ أَعْقِلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكَا)

(لَكِنْ جَهِلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي

وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلٌ فَعَذَرْتُكَا)

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا؛ فَقَالَ: الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ: رَجُلٌ يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي، فَذَاكَ غَافِلٌ فَنَبِّهُوهُ، وَرَجُلٌ يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي؛ فَذَاكَ عَاقِلٌ فَاعْرِفُوهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي؛ فَذَاكَ جَاهِلٌ فَعَلِّمُوهُ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي، فَذَاكَ مَائِقٌ فَاحْذَرُوهُ.

ص: 97

233 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَإِنَّهُمْ أَسْلَمُوا خَوْفًا مِنَ اللهِ، وَأَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ خَوْفًا مِنْ سُيُوفِهِمْ؛ فَانْظُرُوا كَمْ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ؟ !

ص: 98

234 -

حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ ابن هُبيرة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

⦗ص: 101⦘

صلى الله عليه وسلم: «مَا اسْتَرْعَى الله عَبْدًا رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهَا بِنَصِيحَةٍ؛ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»

[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .

ص: 99

235 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْآجُرِّيُّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 103⦘

لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لَهُ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ

[إسناده رجاله ثقات وهو صحيح بطرقه] .

ص: 101

236 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نَا الْحِمَّانِيُّ، نَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه؛ قَالَ: قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ عَلَيْكَ سَوَاءٌ

[إسناده هالك] .

ص: 103

237 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ؛ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه كُنْيَتُهُ أَبَا عَمْرٍو

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 104

238 -

حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ؛ وَزَادَ فِيهِ:

⦗ص: 105⦘

وَأَبَا لَيْلَى، وَكَانَ أَبُو عُثْمَانَ عَفَّانُ خَرَجَ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ؛ فَهَلَكَ هُنَاكَ، وَيُقَالُ: إنه قُتِلَ بِالْغُمَيْصَاءِ مَعَ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأُمُّ عُثْمَانَ أَرْوَى ابْنَةُ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهَا الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ فَأُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

ص: 104

239 -

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ: فَحَدَّثَنِي الْبَجَلِيُّ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ؛ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عُثْمَانُ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَكَانَ حَسَنَ الْوَجْهِ، رَقِيقَ الْبَشْرَةِ، كَثِيرَ الشَّعْرِ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، وَكَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ.

ص: 105

240 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ وَزَادَ فِيهِ:

⦗ص: 109⦘

وَكَانَ أَصْلَعَ، أَقْنَى، لَهُ جُمَّةٌ أَسْفَلُ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَيْهِ رُقَيَّةُ وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَكَانَ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ رُقَيَّةُ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّهُمَا لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ» ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَهُ هِجْرَتَانِ، وَاشْتَرَى بِئْرَ رُومَةَ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَزِيدُ فِي

⦗ص: 110⦘

مَسْجِدِنَا؟» . فَاشْتَرَى عُثْمَانُ مَوْضِعَ خَمْسِ سَوَارِي؛ فَزَادَهُ فِي الْمَسْجِدِ. وَجَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ بِتِسْعِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ بَعِيرًا، وَأَتَمَّهَا أَلْفًا بِخَمْسِينَ فَرَسًا، وَبُويِعَ عُثْمَانُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ.

ص: 105

240 -

/ م - قَالَ أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ: فَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سنة إلا اثنتا عَشْرَةَ لَيْلَةٍ.

ص: 110

241 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ:

⦗ص: 113⦘

أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةِ رَجُلٍ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عُثْمَانَ، أَبْغَضَهُ اللهُ»

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 110

242 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ آلِ حَاطِبٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه؛

⦗ص: 114⦘

فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي آتِي الْمَدِينَةَ غَدًا، وَالنَّاسُ سَائِلِيَّ عَنْ عُثْمَانَ؛ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: أَخْبِرْهُمْ أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ مِنَ الذين (وءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَءامنُوا ثُمِّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِّبُ المُحْسِنينَ)[المائدة: 93]

[صحيح] .

ص: 113

243 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْ كَانَ قَتْلِ عُثْمَانَ هُدًى لَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ لبناً، ولكنه كان ضلالاً فَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ دَمًا.

ص: 114

244 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سُئِلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي الْإِنْسَانِ؟ فَقَالَ: مَا أَقُولُ فِيمَنْ كَانَ أَبُوهُ أَصْلَهُ وَابْنُهُ فَرْعَهُ، فَمَا بَقَاءُ شَيْءٍ لَمْ يَبْقَ فَرْعُهُ وَمَاتَ أَصْلُهُ؟ !

ص: 115

245 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ بُزْرُجَمْهِرُ الحكيم:

⦗ص: 116⦘

احذورا صَوْلَةَ اللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ، وَصَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ.

ص: 115

246 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌّ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ كِتْمَانُكَ السِّرَّ؟ فَقَالَ: أَنَا لَحْدُهَا.

ص: 116

247 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ: عَجَبًا لِمَنْ يَنْقَطِعُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَيَدَعُ أَنْ يَنْقَطِعَ إِلَى مَنْ له السماوات وَالْأَرْضُ.

ص: 116

248 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ مُوسَى عليه السلام: مَنْ أَعْبَدُكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَقِيلَ لَهُ: فُلَانٌ، مَا يُعْرَفُ فِينَا أَعْبَدُ مِنْهُ. فَقَالَ مُوسَى: وَأَيُّ شَيْءٍ بَلَغَ مِنْ عِبَادَتِهِ؟

⦗ص: 117⦘

قَالُوا: يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى تَجْرِي دُمُوعُهُ، فَتُنْصَبُ عَلَيْهَا الْأَشْجَارُ وَتُطْعَمُ الثِّمَارُ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَأَتَاهُ مُوسَى عليه السلام وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: يَا رَبِّ! اقْبِضْ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَأَهْمِلْ جَسَدِي فِي التُّرَابِ، وَاتْرُكْنِي مُهْمَلًا، لَا تَبْعَثْنِي إِلَى الْحِسَابِ، لَا لِي وَلَا عَلَيَّ.

ص: 116

249 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى مَلَائِكَةً يَتَرَجَّحُونَ مِنْ خَوْفِ اللهِ مُنْذُ خَلَقَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا! اغْفِرْ لَنَا مَا لَمْ يَبْلُغْنَا مِنْ عَظَمَتِكَ.

ص: 117

250 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا أَبِي، نَا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ:

⦗ص: 118⦘

بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَمْ يَقُلِ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُسْتَمِعَةِ الْمُسْتَجَابِ لَهَا، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَزَوِّجْنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ؛ قُلْنَ حُورُ الْعِينِ: مَا كَانَ أَزْهَدَكَ فِينَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 117

251 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ:

⦗ص: 119⦘

رَأَيْتُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتَ فِي النَّوْمِ وَفِي يَدِهِ سُكُرُّجَةٌ فِيهَا خَرْدَلٌ، وَهُوَ يَلْعَقُ مِنْهُ كَأَنَّهُ شَبِيهٌ بِالْمُتَوَجِّعِ، قَالَ يُوسُفُ: فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ: شِدَّةُ أَخْذِهِ عَلَى النَّاسِ وَدِرَايَتُهُ.

ص: 118

252 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا أَصَابَ إِبْلِيسُ مِنْ أَيُّوبَ عليه السلام شَيْئًا إِلَّا الْأَنِينَ فِي مَرَضِهِ.

ص: 119

253 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 120⦘

لَمَّا مَرِضَ أَبِي وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ مَا أَنَّ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَغَنِي عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنِينُ الْمَرِيضِ شَكْوَى اللهِ عز وجل، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَمَا أَنَّ حَتَّى مَاتَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا أَنْ كَانَ قُرْبَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ، أَخْرَجَ مِنْ جَيْبِهِ صَرَيْرَةً فِيهَا مِقْدَارُ دِرْهَمَيْنِ فِضَّةً، فَقَالَ: كَفِّرُوا عَنِّي كَفَّارَةَ يَمِينٍ وَاحِدَةٍ؛ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنِّي قَدْ حَنَثْتُ فِي دَهْرِي فِي يَمِينٍ وَاحِدَةٍ.

ص: 119

254 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَذَبْتُ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ فَإِنَّ أَبِي قَالَ لِي: قَرَأْتَ عَلَى

⦗ص: 121⦘

الْمُعَلِّمِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا كُنْتُ قَرَأْتُ عَلَيْهِ.

ص: 120

255 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: بَلَغَنِي عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَّهُ ما تكلم في شَيْءٍ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا كَلِمَتَيْنِ، قَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ وَقَالَ لِآخَرَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ: قَالَ: فَبِرَّهَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ. قَالَ: فَمَا سَمِعَ مِنْهُ غَيْرَهَا.

ص: 121

256 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيُّ يَقُولُ: كَلَامُ الرَّجُلِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ مَقْتٌ مِنَ اللهِ عز وجل.

ص: 121

257 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ؛ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ابْنَ آدَمَ! انْظُرْ مَا بخلتَ بِهِ إِلَى مَا صَارَ [رجاله ثقات] .

ص: 122

258 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ ثُمَّ أَخَذَتْهُ الْعَبْرَةُ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ! إِنَّ أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ وَعَشِيرَتَهُ قَدْ تبرؤوا مِنْهُ، وَقَدْ سَلَّمُوهُ إِلَيْكَ، اللهُمَّ! إِنَّهُ فَقِيرٌ إِلَى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ، اللهُمَّ! إِنَّهُ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَرْحَمُهُ غَيْرَكَ وَأَنْتَ تَجِدُ غَيْرَهُ تُعَذِّبُهُ، اللهُمَّ! إِنَّ رَحْمَتَكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَهَذَا شَيْءٌ، اللهُمَّ! إِنْ لَمْ يَسْتَحِقَّ أَنْ تَنَالَهُ رَحْمَتُكَ؛ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ تَسْتَحِقُّ أَنْ تَنَالَهُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 122

259 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ مَعْبَدٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 123⦘

ثَلَاثَةُ أَعْيُنٍ لَا تَمَسُّهَا النَّارُ: عَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَيْنٌ سَهِرَتْ بِكِتَابِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَكَتْ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ تَعَالَى.

ص: 122

260 -

حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ ضَمْرَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 124⦘

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رحمه الله لِبَعْضِ وَلَدِ الحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ: لَا تَقِفْ عَلَى بَابِي سَاعَةً وَاحِدَةً إِلَّا سَاعَةَ تَعْلَمُ أَنِّي جَالِسٌ، فَيُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِكَ؛ فَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَقِفَ عَلَى بَابِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ عَلَيَّ مِنْ سَاعَتِهِ.

ص: 123

261 -

حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، نَا أَبِي، نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ؛ قَالَ: قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ يُحْبِطُ عَمَلَ سَبْعِينَ سَنَةً.

ص: 124

262 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 126⦘

أَنَّهُ تَلَا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حَتَّى بَلَغَ: {أيكم أحسن عملا} [الملك: 1، 2]، ثُمَّ قَالَ:«أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عقلاً، وأورع عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللهِ عز وجل؟»

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 125

263 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، نَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ

⦗ص: 127⦘

: «لَقَدْ عَلِمْتُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ؛ رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ، فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ سيئاته، وتُخَبَّىء عَلَيْهِ كَبَائِرُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ عَرْضِ السَّيِّئَاتِ؛ قِيلَ له: اذهب؛ فإن لك بِكُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فَيَقُولُ: قَدْ كَانَتْ لِي ذُنُوبٌ لَا أَرَاهَا!» . قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ يَضْحَكُ حَتَّى تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ

[صحيح] .

ص: 126

264 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 128⦘

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ: كَمْ كَانَ سِنُّ عَلِيٍّ رضي الله عنه يَوْمَ قُتِلَ؟ قَالَ: ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ. قُلْتُ: مَا كَانَتْ صِفَتُهُ؟ فَقَالَ: كَانَ آدَمَ شَدِيدَ الْأَدَمَةِ، عَظِيمَ الْبَطْنِ وَالْعَيْنَيْنِ، أَصْلَعَ إِلَى الْقَصْرِ مَا هُوَ، دَقِيقَ الذِّرَاعَيْنِ، لَمْ يُصَارِعْ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا صَرَعَهُ؛ رضي الله عنه

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 127

265 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ؛ قَالَ:

⦗ص: 130⦘

اخْتُلِفَ فِي قَتْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَدُفِنَ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَامِعِ فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَسْلَمَتْ قَدِيمًا، وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وُلِدَتْ لِهَاشِمِيٍّ، وَهِيَ رَبَّتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَيَوْمَ مَاتَتْ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا وَتَمَرَّغَ فِي قَبْرِهَا وَبَكَى، وَقَالَ:«جَزَاكِ اللهُ مِنْ أُمٍّ خَيْرًا؛ فَقَدْ كُنْتِ خَيْرَ أُمٍّ» ، وَوَلَدَتْ لِأَبِي طَالِبٍ عُقَيْلًا وَجَعْفَرًا وَعَلِيًّا وَأُمَّ هَانِئٍ - وَاسْمُهَا فَاخِتَةُ - وَجُمَانَةَ، وَكَانَ عُقَيْلٌ أَسَنَّ مِنْ جَعْفَرٍ بَعَشْرِ سِنِينَ، وَجَعْفَرٌ أَسَنَّ مِنْ عَلِيٍّ بَعَشْرِ سِنِينَ، وَجَعْفَرٌ هُوَ ذُو الْهِجْرَتَيْنِ وَذُو الْجَنَاحَيْنِ.

ص: 128

266 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ:

⦗ص: 133⦘

رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَقَدْ روى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه.

ص: 130

267 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ [أَنَّهُ قَالَ

⦗ص: 136⦘

] : «الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَسَلْمَانَ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 133

268 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: اشْتَرَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَقَطَعَ كُمَّهُ مِنْ مَوْضِعِ الرُّسْغَيْنِ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَذَا مِنْ رِيَاشِهِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 136

269 -

حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الْأَنْطَاكِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَلِيمَةَ زَوْجَةَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ تَقُولُ: غَمَزْتُ رِجْلَ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ: غَمِّزِي يَا سَلِيمَةُ؛ فَإِنَّهُمَا مَا مَشَيَا إِلَى حَرَامٍ قَطُّ.

ص: 137

270 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَبِيبًا يَقُولُ:

⦗ص: 138⦘

كُنَّا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فجاء أعرابي في ويوم صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ، وَصَحِيفَةٌ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ كَاتِبٌ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، وَحَضَرَ غَدَاؤُنَا، فَقُلْنَا له: لو أصبت طَعَامِنَا. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقُلْنَا: أَفِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ وَجَفَاءِ الْبَادِيَةِ تَصُومُ؟ ! فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا كَانَتْ وَلَمْ أَكُنْ فِيهَا، وَتَكُونُ وَلَا أَكُونُ فِيهَا، وَإِنِّمَا لِي مِنْهَا أَيَّامٌ قَلَائِلُ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَغْبِنَ أَيَّامِي. ثُمَّ نَبَذَ إِلَيْنَا الصَّحِيفَةَ، فَقَالَ: اكْتُبْ وَلَا تَزِيدَنَّ عَلَى مَا أَقُولُ لَكَ حَرْفًا: هَذَا مَا أَعْتَقَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُقَيْلٍ الْكِلَابِيُّ، أَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ سَوْدَاءَ يُقَالُ لَهَا: لُؤلُؤةُ. ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَجَوَازِ الْعَقَبَةِ الْعُظْمَى؛ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لِي عَلَيْهَا إِلَّا سَبِيلَ الْوَلَاءِ، وَالْمِنَّةُ لله الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فحدثت بها الرَّشِيدَ؛ فَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لَهُ أَلْفُ نَسَمَةٍ وَيُعْتَقُونَ، ويُكتب لهم هَذَا الْكِتَابُ.

ص: 137

271 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَبِي حَازِمٍ:

⦗ص: 139⦘

مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: لِأَنَّكُمْ عَمَّرْتُمُ الدُّنْيَا وَخَرَّبْتُمُ الْآخِرَةَ؛ فَإِنَّكُمْ تَكْرَهُونَ أَنْ تُنْقَلُوا مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ.

ص: 138

272 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُنَقِّرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أُخْتِ بِلَالِ بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ أُدَيَّةَ؛ قَالَتْ: رَأَيْتُ بِلَالًا فِي النَّوْمِ كَلْبًا تَذْرِفُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّا حُوِّلْنَا بَعْدَكُمْ مِنْ كِلَابِ أَهْلِ النَّارِ.

ص: 139

273 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ:

⦗ص: 140⦘

رَأَيْتُ الْكِسَائِيَّ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: إِلَى مَاذَا صِرْتَ؟ قَالَ: إِلَى الْجَنَّةِ. قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: رَحِمَنِي رَبِّي بِالْقُرْآنِ. قَالَ: فَأَنَا مُنْذُ رَأَيْتُ هَذِهِ الرُّؤْيَا أَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَأَدْعُو لَهُ.

ص: 139

274 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن حبيب الهمذاني، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ؛ قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي حَازِمٍ لِأَبِي حَازِمٍ: هَذَا الشِّتَاءُ قَدْ هَجَمَ عَلَيْنَا وَلَا بُدَّ لَنَا مِنَ الثياب والطعام والحطب. فَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: مِنْ هَذَا كُلِّهِ بُدَّ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ لَنَا مِنَ الْمَوْتِ ثُمَّ الْبَعْثِ ثُمَّ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عز وجل ثُمَّ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ.

ص: 140

275 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 141⦘

قَالَ الْمَسِيحُ عليه السلام: أَنَا الَّذِي كَفَأْتُ الدُّنْيَا عَلَى وَجْهِهَا؛ فَلَيْسَ لِي زَوْجَةٌ تَمُوتُ، وَلَا بَيْتٌ يَخْرُبُ

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 140

275 -

/ م - وَأَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا لِغَيْرِهِ:

(لَا تَبْكِ لِلدُّنْيَا وَلَا أَهْلِهَا

وَابْكِ لِيَوْمٍ تَسْكُنُ الحافِرَةْ)

(وَابْكِ إِذَا أَصْبَحَ أَهْلُ الثَّرَى

وَاجْتَمَعُوا فِي سَاحَةِ السَّاهرةْ

⦗ص: 142⦘

)

(وَيْلُكِ يَا دُنْيَا لَقَدْ قَصَّرْتِ

آمَالَ مَنْ يَسْكُنُ الآخِرةْ)

ص: 141

276 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 143⦘

أَبْدَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ بَيْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: (النَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا

وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ)

وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الْكِبْرِ:

(أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ

وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَصِحَّ وَتَسْلَمَا)

وَأَحْسَنُ مَرْثِيَّةٍ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ الْكِنْدِيِّ:

(أَيَّتُهَا النَّفْسُ اجْمِلي جَزَعاً

إِنَّ الَّذِي تَحْذَرِينَ قَدْ وَقَعَا)

ص: 142

277 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه؛ أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 147⦘

تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ يُنْكَرُ فِيهِ الْحَقُّ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِ، وَأَنَّهُ لَا يَنْجُو مِنْهُ إِلَّا كُلُّ نَؤُمَةٍ مَيِّتُ الدَّاءِ، أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ، لَيْسُوا بِالْعُجُلِ الْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، وَإِنَّ الْآخِرَةَ مُقْبِلَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ

⦗ص: 148⦘

الدُّنْيَا، أَلَّا وَإِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطًا وَالتُّرَابَ فِرَاشًا وَالْمَاءَ طِيبًا؛ أَلَا مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ شَارِدٌ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ؛ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا كَمَنْ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ، وَأَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبِينَ، شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَقُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ، وَحَوائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ، صَبَرُوا أَيَّامًا لِعُقْبَى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ، أَمَّا اللَّيْلُ؛ فصافون أَقْدَامَهُمْ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، يَجْأَرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ، رَبَّنَا رَبَّنَا! يَطْلُبُونَ فِكَاكَ رِقَابِهِمْ، وَأَمَّا النَّهَارُ؛ فَعُلَمَاءُ حُلَمَاءُ، بَرَرَةٌ، أَتْقِيَاءُ، كَأَنَّهُمُ الْقِدَاحُ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَقُولُ: مَرْضَى، مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَقَدْ خُولِطُوا، وَلَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمُ أَمْرًا عَظِيمًا

[إسناده ضعيف] .

ص: 144

278 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْبَغْدَادِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، نَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَمْرٍو الفُقَيْميّ، عن رُشَيْد أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 150⦘

خَرَجْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْجَبَّانِ الْتَفَتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ؛ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ! يَا أَهْلَ الْبَلَاءِ! يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ! مَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخَبَرَ عِنْدَنَا: قَدْ قُسِّمت الأموال، وأُيْتِمَتْ الْأَوْلَادُ، وَاسْتُبْدِلَ بِالْأَزْوَاجِ؛ فَهَذَا الْخَبَرُ عِنْدَنَا؛ فَمَا الْخَبَرُ عِنْدَكُمْ؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا كُمَيْلُ! لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْجَوَابِ لقالوا: {وتزودوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ لِي: يَا كُمَيْلُ! الْقَبْرُ صُنْدُوقُ الْعَمَلِ، وَعِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَبَرُ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 148

279 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَاعِدَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 153⦘

كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! إِنْ أَدْخَلَكَ اللهُ الْجَنَّةَ كَانَ لَكَ فِيهَا فَرَسٌ من يَاقُوتٌ لَهُ جَنَاحَانِ، تَطِيرُ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 150

280 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو يَعْقُوبَ الْأَثْرَمُ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ رضي الله عنهما، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ:«مَا مِنْ أَحَدٍ أَسْدَى إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَدًا فَلَمْ يُكَافِئْهُ؛ إِلَّا كُنْتُ أَنَا مُكَافِئَهُ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 153

281 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، نَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 155⦘

أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 153

282 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ قَالَتْ:

⦗ص: 160⦘

رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُخْتَلِيًا بِعُثْمَانَ رضي الله عنه وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: «إِنَّ اللهَ عز وجل مُقَمِّصُكَ قَمِيصًا أَوْ مُسَرْبِلُكَ سِرْبَالًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ؛ فَلَا تَخْلَعْهُ، وَلَا كَرَامَةَ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 155

283 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيِّ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، نَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 161⦘

أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه يَوْمًا الدَّارَ، فَقُلْتُ: جِئْتُ أُقَاتِلُ مَعَكَ، قَالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَقْتُلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَ نَفْسًا وَاحِدَةً كَأَنَّكَ قَتَلْتَ النَّاسَ كُلَّهُمْ. فَقَالَ: انْصَرِفْ مَأْذُونًا غَيْرَ مَأْزُورٍ. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ، فقال: جئت يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُقَاتِلُ مَعَكَ، فَأْمُرْنِي بِأَمْرِكَ. فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: انْصَرِفْ مَأْذُونًا لَكَ، مَأْجُورًا غَيْرَ مَأْزُورٍ، جَزَاكُمُ اللهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا

[صحيح] .

ص: 160

284 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ؛ قَالَ:

⦗ص: 162⦘

لَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه بِهَذَا الحَرِيز، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه؛ قَالَ: لَقَدْ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ

[إسناده لا بأس به] .

ص: 161

285 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ:

⦗ص: 164⦘

مَا تَغَنِّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَلَا مَسَسْتُ فَرْجِي بِيَمِينِي مُذْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

[إسناده ضعيف] .

ص: 162

286 -

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نَا حَفْصُ بْنُ مُوَرِّقٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: أَوَّلُ الْفِتَنِ قَتْلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، وَآخِرُ الْفِتَنِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يَمُوتُ رَجُلٌ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حُبِّ قَتْلِ عُثْمَانَ إِلَّا تَبِعَ الدَّجَّالَ إِنْ أَدْرَكَهُ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ.

ص: 164

287 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي مُنَاجَاةِ دَاوُدَ عليه السلام: إِلَهِي! مَا جَزَاءُ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَتِكَ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: جَزَاؤُهُ أَنْ أُحَرِّمَ وجهه على النار، وأئمنه مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 165

288 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ؛ قَالَ:

⦗ص: 166⦘

كَانَ دَاوُدُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ: إِلَهِي! إِذَا ذَكَرْتُ خَطِيئَتِي ضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرَحْبِهَا، وَإِذَا ذَكَرْتُ رَحْمَتَكَ ارْتَدَّتْ إِلَيَّ رُوحِي، سُبْحَانَكَ! إِلَهِي! أَتَيْتُ أَطِبَّاءَ عِبَادِكَ لِيُدَاوُوا خَطِيئَتِي؛ فَكُلُّهُمْ عَلَيْكَ دَلَّنِي.

ص: 165

289 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي بِلَادِ الشَّامِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَرَكْتَ خُرَاسَانَ وَخَرَجْتَ مِنْ نِعْمَتِكَ؟ فَقَالَ: قَدْ تَهَنَّيْتُ بِالْعَيْشِ هَاهُنَا، أَفِرُّ بِدِينِي مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، فَمَنْ يَرَانِي يَقُولُ: هُوَ مُوَسْوَسٌ أَوْ حَمَّالٌ أَوْ مَلَّاحٌ. ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يُؤْتَى بِالْفَقِيرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عز وجل، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! مَا لَكَ لَمْ تَحُجَّ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا أَعْطَيْتَنِي شَيْئًا أَحُجُّ بِهِ. فَيَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى: صَدَقَ عَبْدِي، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ.

ص: 166

290 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ رَفِيقُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: لَوْ غَسَلْتُ وَجْهِي لِلنَّاسِ مَا كُنْتُ إِلَّا مُرَائِيًا.

ص: 167

291 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: «نَفِدَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ؛ فَبَقِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَسْتَفُّ الرَّمْلَ.

ص: 167

292 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: أَهْدَى رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عِنَبًا وَتِينًا عَلَى طَبَقٍ؛ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُكَافِئُهُ، فَنَزَعَ فَرْوَهُ، فَوَضَعَهُ عَلَى الطَّبَقِ وَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ.

ص: 168

293 -

حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: حَضَرَ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ أَصْمَعَ الْوَفَاةُ، فَجَمَعَ بَنِيهِ، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ! عَاشِرُوا النَّاسَ مُعَاشَرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ، وَإِنْ مِتُّمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ.

ص: 168

294 -

حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

⦗ص: 169⦘

حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، فَشَيَّعَهُ الْمَهْدِيُّ، فَلَمَّا أَنْ وَدَّعَهُ قَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ! اسْتَهْدِنِي، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَسْتَهْدِيكَ رَجُلًا عَالِمًا، قَالَ: فَأَهْدَى إِلَيْهِ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ.

ص: 168

295 -

حَدَّثَنَا إسماعيل بن يونس الشيعي، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ بِنْتِ سُرَيَّةٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عَنْ أُمِّهَا؛ قَالَتْ: اغْتَسَلْتُ، فَأُقْعِدْتُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَقُومَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، فَجَاءَ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي؛ فَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ عَلَى رَأْسِي يَدْعُو حَتَّى قُمْتُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا تَغْتَسِلِي فِي الْحَشِّ، وَلَا فِي مَكَانٍ يُبَالُ فِيهِ، وَلَا فِي قَمْرَاءَ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 169

296 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّزَّازُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 170⦘

إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا نَصَبُوا أَشْجَارَ الْخَطَايَا نَصْبَ رَوَاتِقِ الْقُلُوبِ، وَسَقَوْهَا بِمَاءِ التَّوْبَةِ، فَأَثْمَرَتْ نَدَمًا وَأَحْزَانًا؛ فَجُنُّوا مِنْ غَيْرِ جُنُونٍ، وَتَبَلَّدُوا مِنْ غَيْرِ عِيٍّ وَلَا بُكْمٍ، وَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْفُصَحَاءُ الْبُلَغَاءُ الرُّزَنَاءُ الْعَارِفُونَ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمْرِ اللهِ، ثُمَّ شَرِبُوا بِكَأْسِ الصَّفَا؛ فَوَرِثُوا الصَّبْرَ عَلَى طُولِ الْبَلَاءِ؛ حَتَّى تَوَلَّهَتْ قُلُوبُهُمْ فِي الْمَلَكُوتِ، وَجَالَتْ بَيْنَ سَرَايَا حُجُبِ الْجَبَرُوتِ، فَاسْتَظَلُوا تَحْتَ رِوَاقِ الندم، فقرؤوا صَحِيفَةَ الْخَطَايَا؛ فَأَوْرَثُوا أَنْفُسَهُمُ الْجَزَعَ حَتَّى وَصَلُوا عُلْوَ عُلُوِّ الزُّهْدِ بِسُلَّمِ الْوَرِعِ؛ فَاسْتَعْذَبُوا مَرَارَةَ التَّرْكِ لِلدُّنْيَا، وَاسْتَلَانُوا خُشُونَةَ الْمَضْجَعِ حَتَّى ظَفَرُوا بِحَبْلِ النَّجَاةِ وَعُرْوَةِ السَّلَامَةِ، وَسَرَحَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي الْعُلَا، وَجُعِلَتْ قُلُوبُهُمْ فِي خَفِيِّ خَفِيَاتِ الْهَوَى؛ حَتَّى أَنَاخُوا فِي رِيَاضِ النَّعِيمِ، وَجَنَوْا مِنْ ثِمَارِ التَّسْنِيمِ، وَخَاضُوا فِي بَحْرِ الْحَيَاةِ، وَأَرْدَمُوا خَنَادِقَ الْجَزَعِ، وَعَبَرُوا جُسُورَ الْهَوَى حَتَّى أَنَاخُوا بفناء العلم، فاستقوا من غَدِيرَ الْحِكْمَةِ، وَرَكِبُوا سَفِينَةَ الْفِطْنَةِ؛ فَأَقْلَعُوا بِرِيحِ النَّجَاةِ فِي بَحْرِ السَّلَامَةِ، حَتَّى وَصَلُوا إِلَى رِيَاضِ الرَّاحَةِ وَمَعْدِنِ الْعِزِّ وَالْكَرَامَةِ.

ص: 169

297 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا سَهْلُ بْنُ تَمَّامٍ الطُّفَاوِيُّ، نَا الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ النُّعْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 173⦘

صلى الله عليه وسلم: «الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ، وَزَمْزَمُ خَطْفَةُ مَقَامِ جِبْرِيلَ عليه السلام، وَسَيَكُونُ لِوَلَدِ الْعَبَّاسِ رَايَةٌ، فَمَنْ تَبِعَهَا رَشَدَ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ، وَلَنْ يَخْرُجَ الْأَمْرُ مِنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ»

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 171

298 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:

⦗ص: 177⦘

قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ:» هَذَا جِبْرِيلُ عليه السلام يُقْرِئُكِ السَّلَامَ «. قَالَتْ: قُلْتُ: وَعَلَيْهِ - جَزَاهُ اللهُ مِنْ دَخِيلٍ خَيْرًا - السَّلَامُ.

[إسناده ضعيف، والحديث صحيح دون آخره] .

ص: 173

299 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَالَ

⦗ص: 181⦘

: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ السُّحُورِ بَرَكَةً]

[إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه] .

ص: 177

300 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقِيلَ لَهُ: مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الْمُلُوكُ؟ قَالَ: الزُّهَّادُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ السِّفَلَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَأْكُلُ بِدَيْنِهِ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الْغَوْغَاءُ. قَالَ: خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ وَأَصْحَابُهُ. قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الدَّنِيءُ؟ قَالَ: الَّذِي يَذْكُرُ غَلَاءَ السِّعْرِ عِنْدَ الضَّيْفِ.

ص: 181

301 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا صَالِحٌ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ شَيْخٌ لَهُ؛ قَالَ: لَا تُحَقِّرُوا حَمَلَةَ الْعِلْمِ؛ فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يُحَقِّرْهُمْ حَيْثُ وَضَعَ عِلْمَهُ عِنْدَهُمْ

[إسناده ضعيف] .

ص: 182

302 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقِيلَ لَهُ: مَنِ الْأَبْدَالُ؟ قَالَ: أَهْلُ الْعِلْمِ.

ص: 182

303 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيُّ، نَا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي خُلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ؛ قَالَ:

⦗ص: 183⦘

كُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَقُرَيْشٌ حَوْلَهُ، فَيَأْخُذُ بِيَدِي، فَيُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَتَغَامَزَتْ بِي قُرَيْشٌ، فَفَطِنَ لَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَكَذَا هَذَا الْعِلْمُ، يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا وَيُجْلِسُ الْمَمْلُوكَ عَلَى الْأَسِرَّةِ. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ فِي أَثَرِهِ:

(رَأَيْتُ رَفِيعَ النَّاسِ مَنْ كَانَ عَالِمًا

وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْمِهِ بِحَسِيبِ)

(إِذَا حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعِلْمِهِ

وَمَا عَالِمٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ)

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 182

304 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 184⦘

كُنْتُ عِنْدَ هَارُونَ الرَّشِيدِ وَعِنْدَهُ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، فَذَكَرَ أَبُو يُوسُفَ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ مِنَ الْغَايَةِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ هُوَ الْغَايَّةَ، إِنَّمَا هُوَ الْغَابَةُ. قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، مَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَجْلِسَ إِلَيَّ عَاقِلٌ مِثْلُكَ.

ص: 183

305 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 185⦘

دَخَلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ وَحَوَالَيْهِ الْأَشْرَافُ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ، وَذَلِكَ بِمَكَّةَ فِي وَقْتِ حَجِّهِ فِي خِلَافَتِهِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ قَامَ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! اتَّقِ اللهَ فِي حَرَمِ اللهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ؛ فَتَعَاهَدَهُ بِالْعِمَارَةِ، وَاتَّقِ اللهَ فِي أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ؛ فَإِنَّكَ بِهِمْ جَلَسْتَ هَذَا الْمَجْلِسَ، وَاتَّقِ اللهَ فِي أَهْلِ الثُّغُورِ؛ فَإِنَّهُمْ حِصْنٌ لِلْمُسْلِمِينَ، وَتَفَقَّدْ أُمُورَ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّكَ وحدك المسؤول عَنْهُمْ، وَاتَّقِ اللهَ فِيمَنْ عَلَى بَابِكَ؛ فَلَا تَغْفُلْ عَنْهُمْ وَلَا تُغْلِقْ دُونَهُمْ بَابَكَ. فَقَالَ لَهُ: أَفْعَلُ. ثُمَّ نَهَضَ وَقَامَ؛ فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّمَا سَأَلْتَ حَوَائِجَ غَيْرِكَ وَقَدْ قَضَيْنَاهَا؛ فَمَا حَاجَتُكَ؟ فَقَالَ: ما لي إِلَى مَخْلُوقٍ حَاجَةٌ. ثُمَّ خَرَجَ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: هَذَا وَأَبِيكَ الشَّرَفُ، هَذَا وَأَبِيكَ السُّؤْدُدُ.

ص: 184

306 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 186⦘

قِيلَ لِدَغْفَلِ النَّسَّابَةِ: بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قال: بلسانٍ سؤولٍ، وَقَلْبٍ عَقُولٍ، وَكُنْتُ إِذَا لَقِيتُ عَالِمًا أَخَذْتُ مِنْهُ وَأَعْطَيْتُهُ.

ص: 185

307 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِمَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ كَيْفَ تَدْعُوهُ نَفْسُهُ إِلَى مَكْرُمَةٍ؟ !

ص: 186

308 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا يَزَالُ الْمَرْءُ عَالِمًا مَا طَلَبَ الْعِلْمَ، فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ عَلَمَ؛ فَقَدْ جَهِلَ.

ص: 186

309 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: كَلِمَاتٌ لَوْ رَحَّلْتُمْ فِيهِنَّ الْمَطِيَّ لأنْضَيْتُمُوهنَّ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُوا مِثْلَهُنَّ: لَا يَرْجُو عَبْدٌ إِلَّا رَبَّهُ، وَلَا يَخَافَنَّ إِلَّا ذنبه، ولا يستحيي مَنْ لَا يَعْلَمُ أَنْ يتعلَّم، ولا يستحيي إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: اللهُ أَعْلَمُ. وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْزِلَةَ الصَّبْرِ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ؛ فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ، وَإِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْإِيمَانُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 187

310 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِبُزْرُجَمْهِرَ الْحَكِيمِ: بِمَ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعِلْمِ؟ قَالَ: بِبُكُورٍ كَبُكُورِ الْغُرَابِ، وَحِرْصٍ كَحِرْصِ الْخِنْزِيرِ، وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الْحِمَارِ.

ص: 188

311 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: قَالَ الْمَسِيحُ عليه السلام.

⦗ص: 189⦘

لَا تُلْقُوا اللُّؤْلُؤَ إِلَى الْخَنَازِيرِ؛ فَإِنَّهَا لَا تَصْنَعُ بِهِ شَيْئًا، وَلَا تُعْطُوا الْحِكْمَةَ مَنْ لَا يُرِيدُهَا؛ فَإِنَّ الْحِكْمَةَ أَفْضَلُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَمَنْ لَا يُرِيدُهَا شَرٌّ مِنَ الْخَنَازِيرِ

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 188

312 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ يَقُولُ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ: يَا أَخِي! إِنَّكَ قَدْ أُوتِيتَ عِلْمًا؛ فَلَا تُطْفِئَنَّ نُورَ عِلْمِكَ بِظُلْمَةِ الذُّنوبِ، فَتبقى فِي الظُّلْمَةِ يَوْمَ يَسْعَى أَهْلُ الْعِلْمِ بِنُورِ عِلْمِهِمْ.

ص: 189

313 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ، نَا ضَمْرَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ بُجَيْرٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 190⦘

أَوْحَى اللهُ تبارك وتعالى إِلَى دَاوُدَ عليه السلام: يَا دَاوُدَ! اتَّخِذْ نعلين من حديد وعصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَاطْلُبِ الْعِلْمَ حَتَّى تَتَخَرَّقَ نَعْلَاكَ وَتَتَكَسَّرَ عَصَاكَ.

ص: 189

314 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ رضي الله عنه: مَنْ ضَحِكَ ضِحْكَةً مَجَّ مَجَّةً مِنَ الْعِلْمِ.

ص: 190

315 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ:

⦗ص: 191⦘

مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللهَ فِي شَبِيبَتِهِ؛ لَقَّاهُ اللهُ تبارك وتعالى الْحِكْمَةَ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل:(وَاسْتَوَىءاتَيْنَهُ حُكْمًا وَعِلْمًا) الآية [القصص: 14] .

ص: 190

316 -

حدثنا عمران بن موسى الجزري، نا عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني، عن روّاد؛ قال: سمعت الثوري يقول: ما استودعت قلبي شَيْئًا قطٌّ فخانني.

ص: 191

317 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 192⦘

مَا كَتَبْتُ سَوَادًا فِي بَيَاضٍ قَطُّ، وَلَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ إِلَّا حَفِظْتُهُ، وَمَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ.

ص: 191

318 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا شَاذَانُ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 193⦘

مُثِّلَتِ الدُّنْيَا عَلَى طَائِرٍ، فَمِصْرُ وَالْبَصْرَةُ الْجَنَاحَانِ، وَالْجَزِيرَةُ الْجُؤْجُؤُ، وَالشَّامُ الرَّأْسُ، وَالذَّنَبُ الْيَمَنُ.

ص: 192

319 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ صَائِمًا، فَدَخَلْتُ بَيْتَ أَبِي، فَأَكَلْتُ وَأَنَا نَاسٍ، قَالَ: اللهُ أَطْعَمَكَ فَتِمَّ صَوْمَكَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتًا آخَرَ، فَشَرِبْتُ مَاءً وَأَنَا نَاسٍ، قَالَ: اللهُ سَقَاكَ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتًا آخَرَ فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رحمه الله: يَا ابْنَ أَخِي! أَنْتَ لَمْ تَتَعَوَّدِ الصِّيَامَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 193

320 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ - بَصْرِيٌّ -، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْكَلْبِيِّ، [عَنْ] رَوْحِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن سلميان التَّيْمِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: الظَّالِمُ أَعْذَرُ مِنَ الشَّحِيحِ، الظَّالِمُ يُغْفَرُ لَهُ ظُلْمُهُ، وَالشَّحِيحُ يُدْخِلُهُ اللهُ بِشُحِّهِ النَّارَ.

ص: 194

321 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ أَبُو فِرَاسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ:

⦗ص: 195⦘

لِلسَّفَرِ مُرُوءَةٌ، وَلِلْحَضَرِ مُرُوءَةٌ، فَأَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ؛ فَبَذْلُ الزَّادِ، وَقِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى أَصْحَابِكَ، وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَسَاخِطِ اللهِ عز وجل، وَأَمَّا مُرُوءَةُ الْحَضَرِ؛ فَإِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَكَثْرَةُ الْإِخْوَانِ فِي اللهِ تَعَالَى، وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ.

ص: 194

322 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ضِمَامٌ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ

⦗ص: 196⦘

أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْأَعْرَابِ يُفَقِّهُهُمْ وَيُعْطِيهِمْ. قَالَ عُقَيْلُ: فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ وَقَدْ نَفَدَ مَا فِي يَدِهِ؛ فَمَدَّ الزُّهْرِيُّ يَدَهُ إِلَى عِمَامَتِي؛ فَأَخَذَهَا مِنْ رَأْسِي، فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ، وَقَالَ: يَا عُقَيْلُ! أُعْطِيكَ خَيْرًا مِنْهَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 195

323 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ نَفَعَنِي اللهُ بِهِنَّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتَ مِنْهُمْ بِمَعْزِلٍ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا يَسْتَقِيمُ طَلَبُ الْآخِرَةِ إِلَّا بِالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّمَا تَنْتَظِرُونَ ثَلَاثًا فَمَا يُجْلِسُكُمْ عَنِ الْعَمَلِ: إِمَّا نِعْمَةٌ تَزُولُ، وَإِمَّا مُصِيبَةٌ تَنْزِلُ، وَإِمَّا مَنِيَّةٌ تُقْضَى

[إسناده ضعيف] .

ص: 196

324 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: كَانَ بِالْكُوفَةِ ثَلَاثَةٌ لَوْ قِيَل لِأَحَدِهِمْ إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَزِيدَ فِي عَمَلِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقَة، وَأَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، وعمرو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقَة لَا يُحْسِنُ يَعْصِي اللهَ عز وجل.

آخر الجزء الثاني يتلوه إن شاء الله تعالى الثالث. والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

ص: 197