المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌الجزء الثالث من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» بسم الله - المجالسة وجواهر العلم - جـ ٢

[أحمد بن مروان الدينوري]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌الجزء الثالث من كتاب «المجالسة وجواهر العلم» بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

‌الجزء الثالث

من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذناً؛ قال: أنبأني الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي كتابةً؛ قال: أنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب الغساني، أنا أبي أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد بن مروان بن الغمر الغساني الضراب قراءةً عليه في منزله: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد بن مالك الدينوري المالكي القاضي قراءةً عليه وأنا أسمع.

ص: 203

325 -

نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، نَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 205⦘

صلى الله عليه وسلم: «ما من حاكم يحكم بَيْنَ النَّاسِ؛ إِلَّا حُشِرَ وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ حَتَّى يُوقِفَهُ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى اللهِ تبارك وتعالى، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: أَلْقِهِ؛ أَلْقَاهُ فِي مَهْوَى أَرْبَعِينَ خَرِيفًا»

[إسناده ضعيف] .

ص: 203

326 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ: إِذَا ابْتُلِيتَ بِالْقَضَاءِ؛ فَعَلَيْكَ بِالْأَثَرِ. قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيْتُ أَبَا حَمْزَةَ السُّكَّرِيَّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ: مَا الْأَثَرُ؟ قَالَ: أن تأتيني أُحَدِّثُكَ

⦗ص: 206⦘

عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا وَكَذَا، فَتَقْضِيَ بِهِ أَوْ تَعْمَلَ بِهِ، فَإِذَا سُئِلْتَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَحَلْتَ عَلَيَّ، وَأَحَلْتُ أَنَا عَلَى الْأَعْمَشِ، وَيُحِيلُ الْأَعْمَشُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَيُحِيلُ إِبْرَاهِيمُ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَيُحِيلُ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَيُحِيلُ عَبْدُ اللهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْتَهِي الْأَمْرُ مُنْتَهَاهُ، فَتَسْلَمُ.

ص: 205

327 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا عبيد اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادٌ الْأَبَحُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْقُضَاةُ.

ص: 206

328 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْقَاضِي إِذَا ابْتُلِيَ بِالْقَضَاءِ أَنْ يَكُونَ يَوْمًا فِي الْقَضَاءِ وَيَوْمًا فِي الْبُكَاءِ؛ فَإِنَّ لَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عز وجل مَوْقِفًا غَدًا.

ص: 206

329 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ شَرِيكٍ الْقَاضِي لَهُ سَجَّادَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: يَا هَذَا الرَّجلُ! إِنْ كَانَتْ هَذِهِ السَّجَّادَةُ

⦗ص: 207⦘

لِلَّهِ؛ فَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُكَلِّمَ شَرِيكًا، وَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَهَا مِنْ أَجْلِ شَرِيكٍ؛ فَلَا يَحِلُّ لِي كَلَامُكَ.

ص: 206

330 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ومئة، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ:

⦗ص: 208⦘

يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! تَرْجُو لِلنَّاسِ الْفَرَجَ؟ قَالَ: لَا؛ إِلَّا أَنْ يَتُوبُوا. ثُمَّ قَالَ: نَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيِّ؛ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيكُمْ زَمَانٌ إِلَّا وَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم

[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .

ص: 207

331 -

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: بَادِرُوا يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ بِالصِّحَّةِ قَبْلَ الْمَرَضِ؛ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ أَحْسُدُهُ إِلَّا رَجُلٌ أَرَاهُ يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَسُجُودَهُ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ.

ص: 208

332 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، نَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ الرَّجُلَ؛ فَانْظُرْ كَيْفَ تَحَنُّنُهُ إِلَى أَوْطَانِهِ،

⦗ص: 209⦘

وَتَشَوُّقُهُ إِلَى إِخْوَانِهِ، وَبُكَاؤُهُ عَلَى مَا قَضَى مِنْ زَمَانِهِ.

ص: 208

333 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَتِ الْهِنْدُ: الْحِنَّةُ فِي ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ مِنَ الْحَيَوَانِ: فِي الْإِبِلِ تَحِنُّ إِلَى أَعْطَانِهَا وَلَوْ كَانَ عَهْدُهَا بِهَا بَعِيدًا، وَالطَّيْرِ إِلَى وَكْرِهِ وَإِنْ كَانَ مَوْضِعُهُ مُجْدِباً، وَالْإِنْسَانِ إِلَى وَطَنِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَكْثَرَ لَهُ نَفْعًا.

ص: 209

334 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذَا رَأَى الرَّجُلَ يَتَلَجْلَجُ فِي كَلَامِهِ؛ قَالَ: خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَاحِدٌ!

[إسناده ضعيف] .

ص: 209

335 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ؛ نُزِعَتْ مِنْهُ الْعِصْمَةُ، وَوُكِلَ

⦗ص: 210⦘

إِلَى نَفْسِهِ.

ص: 209

336 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ: لِيَتَّقِ اللهَ رَجُلٌ، فَإِنْ كَانَ زَاهِدًا؛ فَلَا يَجْعَلْ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ.

ص: 210

337 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى؛ فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ كَانَ نَظَرُهُ فِي غَيْرِ اعْتِبَارٍ؛ فَقَدْ سَهَا، وَمَنْ كَانَ صَمْتُهُ فِي غَيْرِ فِكْرٍ؛ فَقَدْ لَهَى.

ص: 210

338 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛

⦗ص: 211⦘

قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْبَلَاغَةُ؟ قَالَ: مَا بَلَّغَكَ الْجَنَّةَ، وَعَدَلَ بِكَ عَنِ النَّارِ، وَبَصَّرَكَ مَوَاقِعَ رُشْدِكَ وَعَوَاقِبَ غَيِّكَ.

ص: 210

339 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا دُلِّيَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي قَبْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَرَى كَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ؛ فَهَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ.

ص: 211

340 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: أَكَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَيْلَةً حَتَّى شَبِعَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ زِيدَ فِي عَمَلِهِ. فَقَامَ فَصَلَّى إِلَى الصُّبْحِ.

ص: 212

341 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ مَاتَ ابْنُهُ؛ فَاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

(نُؤَمِّلُ جَنَّةً لَا مَوْتَ فِيهَا

وَدُنْيَا لَا يُكدِّرُهَا الْبَلَاءُ)

ص: 212

342 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 213⦘

وَجَّهَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَجَمَعَهُمْ فِي دَارِهِ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَامَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَهُ غَيْرَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَذَّلِ، فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ لِعُبَيْدِ اللهِ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَا يَرَى بَيْعَتَنَا؟ فَقَالَ لَهُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنْ فِي بَصَرِهِ سُوءٌ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا فِي بَصَرِي سُوءٌ، وَلَكِنْ نَزَّهْتُكَ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ الرِّجَالُ لَهُ قِيَامًا؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . فَجَاءَ الْمُتَوَكِّلُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ.

ص: 212

343 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ:

⦗ص: 214⦘

كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ الْوَفْدُ سَأَلَهُمْ عَنْ حَالِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ، وَعَنْ مَنْ يَعْرِفُ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، وَعَنْ أَمِيرِهِمْ: هَلْ يدخل عليه الضعيف، وهو يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ، فإن قَالُوا: نَعَمْ؛ حَمِدَ اللهَ، وَإِنْ قَالُوا: لَا؛ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ أَقْبِلْ.

ص: 213

344 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الْهَمَذَانِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 215⦘

قِيلَ لَهَرِمِ بْنِ حيان عِنْدَ مَوْتِهِ: أَوْصِ؟ قَالَ: قَدْ صَدَقَتْنِي نَفْسِي فِي الْحَيَاةِ، مَا لِي شَيْءٌ أُوصِي فِيهِ، وَلَكِنْ أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ.

ص: 214

345 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا خَلَفُ بْنُ خلفة، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ؛ قَالَ: كَانَ مِنْ دعاء هرم بن حيان: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ زَمَانٍ يَتَمَرَّدُ فِيهِ صَغِيرُهُمْ، وَيَأْمَلُ فِيهِ كَبِيرُهُمْ، وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ.

ص: 215

346 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: مَاتَ هَرِمُ بْنُ حيان فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَلَمَّا أَنْ دُفِنَ جَاءَتْ سَحَابَةٌ قَدْرَ قَبْرِهِ فَرَشَّتْ ثُمَّ انْصَرَفَتْ.

ص: 216

347 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ

⦗ص: 218⦘

: «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»

[صحيح] .

ص: 216

348 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؛ فَقَالَ

⦗ص: 222⦘

: «اللهُمَّ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، وَسَدِّدْ رَمْيَتَهُ» . قَالَ سُفْيَانُ: فَوَلِيَ أَمْرَ النَّاسِ بِالْقَادِسِيَّةِ وَأَصَابَهُ خُرَّاجٌ، فَلَمْ يَشْهَدْ يَوْمَ الْفَتْحِ (يَعْنِي: فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ) ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيْلَةَ:

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَظْهَرَ دِينَهُ

وَسَعْدٌ بِبَابِ القادسية مُعْصَمُ)

(فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ

وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أَيِّمُ)

فَقَالَ سَعْدٌ «: اللهُمَّ اكْفِنَا يَدَهُ وَلِسَانَهُ. فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَأَصَابَهُ، فَخَرِسَ، وَيَبِسَتْ يَدَاهُ جَمِيعًا

[إسناده ضعيف] .

ص: 218

349 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَمَعَ لِي أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ؛ فَقَالَ

⦗ص: 229⦘

: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي!» . قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ

[إسناده صحيح] .

ص: 222

350 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، نَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ؛ قَالَ:

⦗ص: 230⦘

كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بَيْنَ يَدَيْهِ لَحْمٌ، فَجَاءَتْ حَدَأَةٌ، فَأَخَذَتْ بَعْضَ اللحم، فدعا عليها سعد فَاعْتَرَضَ عَظْمٌ فِي حَلْقِهَا، فَوَقَعَتْ مَيِّتَةً

[إسناده ضعيف] .

ص: 229

351 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: نَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ؛ قَالَ: أَكَلُوا صَفْوَهَا وَتَرَكُوا كَدَرَهَا (يَعْنِي أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم .

ص: 230

352 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى قَوْمٍ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يَغْفَلُونَ وَهُمْ لَا يَغْفَلُونَ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْنَا.

ص: 231

353 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْعُلَمَاءُ إِذَا عَلِمُوا عَمِلُوا، فإن عَمِلُوا شُغِلُوا، فَإِذَا شُغِلُوا فُقِدُوا، فَإِذَا فُقِدُوا طُلِبُوا، وَإِذَا طُلِبُوا هَرَبُوا.

ص: 231

354 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ، نَا ضَمْرَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ:

⦗ص: 232⦘

كَانَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ فَخَرَجَ مِنْهُ أَعْتَقَ رَقَبَةً.

ص: 231

355 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ؛ قَالَ: كَانَ هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ لَا يُطْفِئُ سِرَاجَهُ بِاللَّيْلِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ، إِنَّ هَذَا السِّرَاجَ يَضُرُّ بِنَا إِلَى الصُّبْحِ. فَقَالَ لَهَا: وَيْحَكِ! إِنَّكِ إِذَا أطفئتيه ذَكَرْتُ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ؛ فَلَمْ أَتَقَارَّ.

ص: 232

356 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ رَوْحاً: أَسَمِعْتَ هِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُولُ - إِذَا سُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ -: كَمْ مِمَّنْ كَانَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَدْ أَكَلَ التُّرَابُ لِسَانَهُ؟ فَقَالَ رَوْحٌ: إِنَّ ذَاكَ لَيُقَالُ عَنْ هِشَامٍ.

ص: 232

357 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ:

⦗ص: 233⦘

لَوْ كَانَتِ الصُّحُفُ مِنْ عِنْدِنَا؛ لَأَقْلَلْنَا الْكَلَامَ.

ص: 232

358 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الصَّفَّارُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ وَعَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولَانِ: كُنَّا بِمَكَّةَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ فَإِذَا بِقَاتِلِ خَالِهِ قَدْ لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وأهدى إليه هدية، فَقِيلَ لَهُ: قَتَلَ خَالَكَ وَتُهْدِي إِلَيْهِ وَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ؟ ! فَقَالَ: تَخَوَّفْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ رَوَّعْتُهُ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَأْمَنَهُ عَدُوُّهُ.

ص: 233

359 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 234⦘

كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بِلَادِ الرُّومِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ فَرْوَةٌ، فَنَزَعَهَا وَجَعَلَهَا تَحْتَ إِبِطِهِ، وَالدَّغَلُ قَدْ عَمِلَ فِي جَنْبَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: يَكُونُ بِجَنْبِي وَلَا يَكُونُ بِفَرْوَتِي. ثُمَّ قَالَ: مَتَى أَجِدُ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ اشتري بِهَا فَرْواً؟

ص: 233

360 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ؛ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْجَبَلَ وَمَعَهُ فأس رُومِيٌّ، فَاحْتَطَبَ حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ؛ فَبَاعَهُ وَاشْتَرَى بِهِ نَاطِفًا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ؛ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ فِي رَهْنٍ.

ص: 234

361 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا مَضَاءُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ:

⦗ص: 235⦘

مرّ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بَعْضِ قُرَى الشَّامِ وَقَدْ أَضَافُوهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! نِعْمَ الشَّيْءُ هَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ تَكْرُمَةً عَلَى دِينٍ.

ص: 234

362 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: نَقَصَ النَّاسُ فِي حِفْظِهِمْ كَمَا نَقَصُوا فِي نِيَّاتِهِمْ

[إسناده ليّن] .

ص: 235

363 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ: الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ.

ص: 235

364 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمٌ الْخَوَّاصُ:

⦗ص: 236⦘

بَيْنَمَا أَنَا بِبَلَدِ الرُّومِ أَسِيرُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ؛ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ وَهُوَ يَقُولُ: الْقُوتُ كَثِيرٌ لِمَنْ يَمُوتُ، طُوبَى لِمَنْ سَكَنَ الثُّغُورَ.

ص: 235

365 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ لِلشَّعْبِيِّ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي أَعَزَّ مَفْقُودٍ وَأَهْوَنَ مَوْجُودٍ. فَقَالَ: يَا غُلَامُ! اسْقِهِ الْمَاءَ.

ص: 236

366 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ؛ فَقَدْ رَكِبَ الْبَحْرَ، وَإِذَا وُلِدَ لَهُ؛ فَقَدْ كُسِرَ بِهِ.

ص: 237

367 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سلام} [الأحزاب: 44] ؛ قَالَ:

⦗ص: 238⦘

يَلْقَوْنَ مَلَكَ الْمَوْتِ، لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٌ يَقْبِضُ رُوحَهُ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 237

368 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، نَا أَبِي، نَا بَكْرٌ الْعَابِدُ؛ قَالَ: خَرَجَ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى أَبِي حَبِيبٍ الْبَدَوِيِّ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ، فَرَآهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا أَنْ فَطِنَ بِهِ؛ خَفَّفَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَقُولُ أَهْلُ هَذِهِ الْقَرْيَةِ: إِنَّكَ خَيْرُهُمْ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: نَعَمْ، وَنَسْأَلُ اللهَ بَرَكَةَ مَا يَقُولُونَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا سُفْيَانُ! فَقَالَ: إِنَّ مَنْعَ اللهِ كُلَّهُ عَطَاءٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يَمْنَعُ مِنْ بُخْلٍ، وَلَكِنْ نَظَرًا وَاخْتِبَارًا. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا سُفْيَانُ! إِنْ حَدِيثَكَ لَطَيِّبٌ، وَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا عَنْ حَدِيثِكَ. ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ وَرَجَعَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْكُوفَةِ

[إسناده مظلم] .

ص: 239

369 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ الْبُنْدَارِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ السَّقَّاءَ رَفِيقَ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ يَقُولُ:

⦗ص: 240⦘

رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ فِي النَّوْمِ كأنهما جاثيان فِي قُبَّةٍ (أَوْ كَمَا قَالَ) . قَالَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَا: مِنْ جَنَّةِ الفردوس، وقد زُرنا موسى كَلِيمَ الرَّحْمَنِ.

ص: 239

370 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا بِشْرُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الْكُوفِيُّ؛ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، فَمَاتَ، فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا صَنَعَ اللهُ عز وجل بِكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي. قَالَ: فَأَخَذْتُ بِتَلَابِيبِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ! أَيُّ شَيْءٍ وَجَدْتَهُ خَيْرَ عَمَلِكَ؟ فَقَالَ لِي: سَأَلْتَنِي بِاللهِ! فَمَا وَجَدْتُ فِي عَمَلِي شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ؛ وَلَوْ رَكْعَةٌ، وَالْكَفِّ عَنِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

ص: 240

371 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ: نَا أَبُو حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 241⦘

النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الظَّالِمِ خطيئة.

ص: 240

372 -

حَدَّثَنَا يحيى بن الْمُخْتَارُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الظَّالِمِ خطيئة، والنظر إلى وجه الأحمق سخنة عين، والنظر إلى وجه البخيل يقسِّي القلب.

ص: 241

373 -

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 242⦘

لَقَدْ وَارَتِ الْأَرْضُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْنِي مَعَكُمْ؛ لَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُمْ.

ص: 241

374 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ:

⦗ص: 243⦘

لَمَّا أُتِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِتَاجِ كِسْرَى وَسِوَارَيْهِ؛ جَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَيَقُولُ وَاللهِ! إِنَّ هَذَا الَّذِي أَدَّى هَذَا لَأَمِينٌ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْتَ أَمِينُ اللهِ عز وجل، يُؤَدُّونَ: إِلَيْكَ مَا أَدَّيْتَ إِلَى اللهِ عز وجل، فَإِذَا خُنْتَ؛ خَانُوا

[إسناده ضعيف] .

ص: 242

375 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: أَقْبَلْنَا قَافِلِينَ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ نُرِيدُ الْبَصْرَةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بَيْنَ الرُّصَافَةِ وَحِمْصَ؛ سَمِعْنَا صَائِحًا يَصِيحُ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الرِّمَالِ - تَسْمَعُهُ الْآذَانُ، وَلَمْ تَرَهُ الْأَعْيُنُ - يَقُولُ: يَا مَسْتُورُ! يَا مَحْفُوظُ! اعْقِلْ فِي سِتْرِ مَنْ أَنْتَ، وَاتَّقِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَعْقِلُ كَيْفَ تَتَّقِيهَا؛ فَصَيِّرْهَا شَوْكًا، ثُمَّ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ قَدَمَيْكَ مِنْهَا.

ص: 243

376 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُسَيْنٍ الْكُوفِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ قَالَتْ:

⦗ص: 245⦘

مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَتَابِعَةٍ حَتَّى تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم

[صحيح] .

ص: 244

377 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 246⦘

كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَأْتِي أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ،

⦗ص: 247⦘

فَيَقُولُ لَهَا: قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَزَوَّجِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ؛ فَإِنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ؟» فَتَقُولُ: نَعَمْ

[إسناده ضعيف] .

ص: 245

378 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَّلِ - قَالَتْ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّ نَفْسَهُ قَدْ خَرَجَتْ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَتَانِي مَلَكَانِ فِي غَشْيَتِي هَذِهِ، فَقَالَا: انْطَلِقْ إِلَى أَنْ نُحَاكِمَكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. قَالَ: فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ،

⦗ص: 248⦘

فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟ فَقَالَا: إِلَى الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. فَقَالَ: ارْجِعَا؛ فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كُتِبَ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَسَيُمْتِعُ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم

[إسناده ضعيف، وهو صحيح من طريق أخرى] .

ص: 247

379 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: إِنَّ نِسَاءَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ اقْتَسَمْنَ ثُمُنَهُنَّ عِشْرِينَ وثلاث مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ، فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ ثَمَانِينَ أَلْفًا.

ص: 248

380 -

حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 249⦘

لَمَّا مَاتَ ذَرُّ بْنُ عمر وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا ذَرُّ! مَا عَلَيْنَا بَعْدَكَ مِنْ خَصَاصَةٍ، وَمَا بِنَا إِلَى أَحَدٍ مَعَ اللهِ حَاجَةٍ، وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي كُنْتُ الْمُقَدَّمُ قَبْلَكَ، وَلَوْلَا هَوْلُ الْمَطْلَعِ؛ لَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ مَكَانَكَ، وَقَدْ شَغَلَنِي الْحُزْنُ لَكَ عَنِ الْحُزْنِ عَلَيْكَ؛ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَاذَا قُلْتَ وَمَاذَا قِيلَ لَكَ؟ َ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللهُمَّ! إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ [لَهُ] حَقِّي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ؛ فَاغْفِرْ لَهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؛ فَأَنْتَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدِينَ، وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: فَارَقْنَاكَ، وَلَوْ أَقَمْنَا؛ مَا نَفَعْنَاكَ.

ص: 248

381 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِابْنِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: فِي الْمَوْتِ؟ قَالَ لَهُ: لَأَنْ تَكُونَ فِي مِيزَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِيزَانِكَ. فَقَالَ لَهُ: وَاللهِ يَا أَبَتِي! لَأَنْ يَكُونَ مَا تُحِبُّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا أُحِبُّ.

ص: 250

382 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ:

⦗ص: 251⦘

لَمَّا احْتُضِرَ ضَيْغَمٌ؛ قِيلَ لَهُ: أَلَا تُوصِي؟ قَالَ: بَلَى، أُوصِيكُمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَبِحُسْنِ الْجِوَارِ، وَفِعْلِ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَادْفِنُونِي مَعَ الْمَسَاكِينِ.

ص: 250

383 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نُصَيْرٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ طَارِقٍ؛ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ الْبَصْرِيُّ:

⦗ص: 252⦘

كُنْتُ بِالشَّامِ، فَسَمِعْتُ رَجُلًا قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ عِنْدَ الْمَوْتِ. فَقَالَ: اشْرَبْ وَاسْقِنِي.

ص: 251

384 -

قَالَ: وَرَأَيْتُ رَجُلًا بِالْأَهْوَازِ قِيلَ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَقَالَ: دَهْ يَازْدَهْ، وَدَهْ دَوَازْدَهْ.

ص: 252

385 -

وَقِيلَ لِآخَرَ بِالْبَصْرَةِ:

⦗ص: 253⦘

قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ:

(يَا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًا وَقَدْ لَغِبَتْ

كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ)

ص: 252

386 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: لَقِّنْ مَيِّتَكَ، فَإِذَا قَالَهَا؛ فَدَعْهُ وَلَا تُضْجِرْهُ.

ص: 253

387 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْهَرَوِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى؛ قَالَ:

⦗ص: 254⦘

لَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ الْمُبَارَكِ الْوَفَاةُ قَالَ لِنَصْرٍ مَوْلَاهُ: اجْعَلْ رَأْسِي عَلَى التُّرَابِ. قَالَ: فَبَكَى نَصْرٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ مَا كُنْتَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَأَنْتَ هُوَ ذَا تَمُوتُ فَقِيرًا غَرِيبًا. فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ عز وجل أَنْ يُحْيِيَنِي حَيَاةَ الْأَغْنِيَاءِ، وَأَنْ يُمِيتَنِي مِيتَةَ الْفُقَرَاءِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: لَقِّنِّي وَلَا تُعِدْ عَلَيَّ، إِلَّا أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ ثَانٍ.

ص: 253

388 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: احْتُضِرَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ كَانَ فِيهِ زَهْوٌ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ؛ وَإِذَا أَبَوَاهُ يَبْكِيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَا بُكَاؤُكُمَا؟ قَالَا: الْخَوْفُ عَلَيْكَ بِإِسْرَافِكَ عَلَى نَفْسِكَ. فَقَالَ: لَا تَبْكِيَا عَلَيَّ، فَوَاللهِ! مَا يَسُرُّنِي أَنَّ الَّذِي بِيَدِ اللهِ

⦗ص: 255⦘

بِأَيْدِيكُمَا، وإن الَّذِي أَصِيرُ إِلَيْهِ وَأُقْدِمُ عَلَيْهِ لَأَرْحَمُ وَأَرْأَفُ مِنْكُمَا.

ص: 254

389 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّ قَوْمًا دَخَلُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه يَعُودُونَهُ فِي مَرَضِهِ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ ذَابِلٌ نَاحِلُ الْجِسْمِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا فَتَى! مَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَمْرَاضٌ وَأَسْقَامٌ. فَقَالَ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ إِلَّا صَدَقْتَنِي. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! ذُقْتُ حَلَاوَةَ الدُّنْيَا، فَوَجَدْتُهَا مُرَّةً، فَصَغُرَ فِي عَيْنِي زَهْرَتُهَا وَحَلَاوَتُهَا، وَاسْتَوَى عِنْدِي حَجَرُهَا وَذَهَبُهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي وَالنَّاسُ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؛ فَأَظْمَأْتُ لِذَلِكَ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَهُ لَيْلِي، وَقَلِيلٌ حَقِيرٌ كُلُّ مَا أَنَا فِيهِ فِي جَنْبِ ثَوَابِ اللهِ تبارك وتعالى وَعِقَابِهِ.

ص: 255

390 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ زِيَادٍ التَّمِيمِيَّ يَذْكُرُ:

⦗ص: 256⦘

أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَزْدِ بَكَى حَتَّى أَظْلَمَ بَصَرُهُ، فعُوقِب فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:

(أَلَمْ يَرْثِ الْبُكَاءَ أُنَاسُ صِدْقٍ

فَقَادَهُمُ الْبُكَاءُ خَيْرَ الْمَقَادِ)

(أَلَمْ يَقُلِ الْإِلَهُ إِلَيَّ عَبْدِي

فَكُلُّ الْخَيْرِ عِنْدِي فِي الْمَعَادِ)

وَاللهِ لَأَبْكِيَنَّ أَيَّامَ الدُّنْيَا، فَإِذَا جَاءَتِ الْآخِرَةُ؛ فَعِنْدَ اللهِ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فِي تَقْصِيرِي.

ص: 255

391 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا رَكْبٌ يَسِيرُونَ؛ إِذْ هَتَفَ بِهِمْ هَاتِفٌ:

(أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا مَقِيلٌ لِرَائِحٍ

قَضَى وَطَراً مِنْ حَاجَةٍ ثُمَّ هَجَّرَا)

(ألَا لا ولا يَدْرِي عَلَى مَا قُدُومُهُ

أَلَا كُلُّ مَا قَدَّمْتَ تَلْقَى مُوَفَّرَا)

ص: 256

392 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ؛

⦗ص: 257⦘

قَالَ: أَنْشَدَ ابْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ:

(وَكَمْ نائمٍ نام فِي غِبْطَةٍ

أَتَتْهُ الْمَنِيَّةُ فِي نَوْمَتِهِ)

(وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ عَلَى لَذَّةٍ

دَهَتْهُ الْحَوَادِثُ فِي لَذَّتِهِ)

(وَكُلُّ جديدٍ على ظهرها

سيأتي الزَّمَانُ عَلَى جِدَّتِهِ)

ص: 256

393 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَتَمَثَّلُ:

(هِيَ الدُّنْيَا تُعَذِّبُ مَنْ هَوَاهَا

وَتُورِثُ قَلْبَهُ حُزْنًا وَدَاءَ)

ص: 257

394 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَحْبُوبٍ يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ:

⦗ص: 258⦘

دَخَلْتُ حِصْنًا مِنْ حُصُونِ السَّاحِلِ مِنْ قُرَى الشَّامِ وَأَنَا مُجْتَازٌ، وَقَدْ أَخَذَتْنِي السَّمَاءُ بِاللَّيْلِ، فَدَخَلْتُ إِلَى أَتُونٍ، وَقُلْتُ: أَقْعُدُ سَاعَةً حَتَّى يَهْدَأَ الْمَطَرُ؛ فَإِذَا أَسْوَدُ يُوقِدُ فِيهِ، فَسَلَّمْتُ، فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي إِلَى أَنْ يَسْكُنَ الْمَطَرُ؟ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ ادْخُلْ، فَدَخَلْتُ، فَجَلَسْتُ حِذَاءَهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَا أُكَلِّمُهُ، وَهُوَ يُوقِدُ وَلَا يُكَلِّمُنِي، وَهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ وَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَا يَفْتُرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَا تَلُمْنِي إِنْ لَمْ أُحْسِنْ ضِيَافَتَكَ وَأُقْبِلْ عَلَيْكَ، إِنِّي عَبْدٌ مَمْلُوكٌ قَدْ وُكِّلْتُ بِمَا تَرَى، فَكَرِهْتُ أَنْ أَشْتَغِلَ عَمَّا وُكِّلْتُ بِهِ. فَقُلْتُ: فَمَا كَانَ التفاتك يميناً وشمالاً لَا تَفْتُرُ؟ قَالَ: خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ نَازِلٌ بِي، وَلَكِنْ لم أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ يَأْتِينِي وَلَا مَتَى يَأْتِينِي. فَقُلْتُ: فَمَا الَّذِي تُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَيْكَ؟ قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ، وَأُهَلِّلُهُ، وَأُسَبِّحُهُ؛ لِأَنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:«اعْمَلْ، لَا يَأْتِيكَ الْمَوْتُ إِلَّا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عز وجل» . قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَبَكَيْتُ وَصِحْتُ صَيْحَةً وَقُلْتُ: بَرَزَ عَلَيْكَ الْأَسْوَدُ يَا إِبْرَاهِيمُ.

ص: 257

395 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ؛ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا؛ قَالَ: ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؛ فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ سُفْيَانَ! هَذَا مِنْ مُخَبَّآتِ سُفْيَانَ.

ص: 259

396 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، نَا أَبُو عِمْرَانَ التَّمَّارُ؛ قَالَ: غَدَوْتُ يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إلى مجلس الحسن الْجَعْدِيِّ؛ وَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ مُغْلَقٌ، وَرَجُلٌ يَدْعُو، وَقَوْمٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ. قَالَ: فَجَلَسْتُ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ، فأذّن وفتح باب الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْتُ؛ فَإِذَا الْحَسَنُ جَالِسٌ وَحْدَهُ وَجْهُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَجَلَسْتُ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ وَتَفَرَّقَ

⦗ص: 260⦘

النَّاسُ عَنْهُ، فقلت لَهُ: رَأَيْتُ عَجَبًا الْيَوْمَ! فَقَالَ: وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ قَبْلَ الْفَجْرِ وَأَنْتَ تَدْعُو وَقَوْمٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِكَ، ثُمَّ دَخَلْتُ؛ فَمَا رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَكَ. فَقَالَ: أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ يَشْهَدُونَ مَعِي خَتْمَةَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ.

ص: 259

397 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، نَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ؛ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ؛ إِذْ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: قُمْ يَا زِيَادُ إِلَى عِبَادَتِكَ مِنَ التَّهَجُّدِ، وَخُذْ حَظَّكَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ؛ فَهُوَ وَاللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ نَوْمَةٍ تُوهِنُ بَدَنَكَ، وَيَنْكَسِرُ لَهَا قَلْبُكَ، قُمْ يَا زِيَادُ؛ فَلَا رَاحَةَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِلْعَابِدِينَ. قَالَ: فَوَثَبْتُ فَزِعًا

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 260

398 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ؛ قَالَ:

⦗ص: 261⦘

لَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْمَيْضَأَةِ، فَرَأَيْتُهُ ثَقِيلَ اللِّسَانِ، فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَاكَ ثَقِيلَ اللِّسَانِ؟ فَقَالَ: قَرَأْتُ البارحة القرآن مرتين ونصف؛ فَثَقُلَ لِسَانِي

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 260

399 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَبِي، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُغِيرَةِ؛ قَالَ:

⦗ص: 262⦘

حَدَّثَنِي بَعْضُ سَدَنَةِ الْكَعْبَةِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ رحمه الله قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْكَعْبَةِ، وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِ {قُلْ هُوَ اللهُ أحد} [الإخلاص: 1] .

ص: 261

400 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ بِهِ قِيَامَ اللَّيْلِ.

ص: 262

401 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، نَا سَلْمٌ الْخَوَّاصُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُسْلِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 263⦘

كُلْ مَا شِئْتَ، وَلَا تَشْرَبِ الْمَاءَ؛ فَإِنَّكَ إِذَا لَمْ تَشْرَبْ؛ لَمْ يَجِئْكَ النَّوْمُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 262

402 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: اجْتَمَعَ رَأْيُ أَكْثَرَ مِنَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ صِدِّيقًا أَنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ الْمَاءِ.

ص: 263

403 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ أَوَّلُ اللَّيْلِ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَلَا لِيَقُمْ

⦗ص: 264⦘

الْعَابِدُونَ. قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُصَلُّونَ مَا شَاءَ اللهُ عز وجل، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَا لِيَقُمِ الْقَانِتُونَ. فَيَقُومُونَ، فَيُصَلُّونَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُسْتَغْفِرُونَ؟ فَيَسْتَغْفِرُونَ أُولَئِكَ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَسْفَرَ؛ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمِ الْغَافِلُونَ. قَالَ: فَيَقُومُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ كَالْمَوْتَى يُنْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ كُسَالَى ضُجُراً، قَدْ بَاتَ لَيْلَهُ جِيفَةً عَلَى فِرَاشِهِ، وَأَصْبَحَ نَهَارَهُ يَخْطِبُ عَلَى نَفْسِهِ لَعِبًا وَلَهْوًا. قَالَ: وَيُصْبِحُ صَاحِبُ اللَّيْلِ مُنْكَسِرَ الطَّرْفِ فَرِحَ الْقَلْبِ.

ص: 263

404 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ:

⦗ص: 265⦘

أَنَّ الْأَنْصَارَ اجْتَمَعَتْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدِ اجْتَمَعَتْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَاصِبًا رَأْسَهُ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ تَرِكَةً

⦗ص: 266⦘

وَضَيْعَةً، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ كَرِشِي وَضَيْعَتِي، وَإِنَّهُمْ سَيَقِلُّونَ وَيَكْثُرُ النَّاسُ؛ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ

[إسناده صحيح] .

ص: 264

405 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، نَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ حَكِيمًا، وَحَكِيمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو الدَّرْدَاءِ»

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 266

406 -

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، نَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 267⦘

بَلَغَنِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ فِي الْمَوْقِفِ يَنْظُرُ إِلَى مَنَازِلِهِ فِي الْجَنَّةِ وَمَا أَعدَّ اللهُ عز وجل لَهُ فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ؛ فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ، لِمَا يَرَى مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا هُوَ فِيهِ.

ص: 266

407 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ؛ أَنَّ الْحُوتَ فِي الْمَاءِ مَكْتُوبٌ عَلَى رَأْسِهِ مَنْ يَأْكُلُهُ.

ص: 267

408 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا أُبَيٌّ، نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نَا عَاصِمٌ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 268⦘

دَخَلْنَا عَلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا، قُلْنَا لَهُ: مَا أَبْكَاكَ؟ فَقَالَ: أَبْكَانِي اللَّيْلَةُ الَّتِي صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ. فَقُلْتُ: إِنَّهَا لَتَمَخَّضُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ. فَكَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَغْدُو، فَيَقْعُدُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ وَالنَّاسُ مُنْصَرِفُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ، فَإِذَا رَآهُمْ ذَاهِبِينَ يَمِينًا وَشِمَالًا؛ قَالَ: يَا رَبِّ! غَدَا الْغَادُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ، وَغَدَوْتُ إِلَيْكَ أَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ.

ص: 267

409 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ بَدْءُ إِنَابَتِكَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ ضَرْبَ غُلَامٍ لِي، فَقَالَ لِي: يَا عُمَرُ! اذْكُرْ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ.

ص: 268

410 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ إِذَا بَكَى مَسَحَ وَجْهَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنْ دُمُوعِهِ، وَيَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ لَا تَأْكُلُ مَوْضِعًا مَسَّتْهُ الدُّمُوعُ.

ص: 269

411 -

وَقَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ اللهُ تبارك وتعالى: (نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7)) [الهمزة: 6، 7] ؛ قَالَ: تَأْكُلُهُ النَّارُ حَتَّى تَبْلُغَ فُؤَادَهُ وَهُوَ حَيٌّ.

ص: 269

412 -

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: وَمَا لِأَهْلِ النَّارِ رَاحَةٌ غَيْرُ الْعَوِيلِ وَالْبُكَاءِ.

ص: 269

413 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عباد، نَا أَبِي، نَا مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 270⦘

كَانَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ عِنْدَ الْحَجَّامِ وَقَدْ وَضَعَ الْمَحَاجِمَ عَلَى عُنُقِهِ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ مُنْصَرَفُ الْخَاشِعِينَ غَدًا مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللهِ؟ ! فَصَعِقَ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، وَانْكَسَرَتِ الْمَحَاجِمُ، قَالَ: وَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ الْبُكَاءِ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَبْكِي مِنَ الْعَطَشِ الْأَكْبَرِ؛ عَطَشِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ص: 269

414 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؛ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِثَابِتٍ: مَا أَشْبَهَ عَيْنَيْكَ بَعَيْنَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! قَالَ: فَبَكَى ثَابِتٌ حَتَّى عَمَشَتْ عَيْنَاهُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 270

414 -

/ م - قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بن هاشم، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ؛ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ رَجُلًا أُخِذَ أَسِيرًا، فَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِ الْجُبِّ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ، فَلُقِّنَ فِيهَا: قُلْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الْحَقِّ

⦗ص: 271⦘

الْقُدُّوسِ! سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ! قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْرِجَهُ إِنْسَانٌ.

ص: 270

415 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ؛ نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي - وَكَانَ رَفِيقَ طَاوُسٍ -؛ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: إِنِّي لَفِي الْحِجْرِ لَيْلَةً، إِذْ دَخَلَ الْحِجْرَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم، فَقُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، لَأَسْمَعَنَّ إِلَى دُعَائِهِ اللَّيْلَةَ. قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي إِلَى السَّحَرِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً؛ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: عبدك يا رب نَزَلَ بِفِنَائِكَ، مِسْكِينُكَ

⦗ص: 272⦘

يَا رَبِّ بِفِنَائِكَ، فَقِيرُكَ يَا رَبِّ بِفِنَائِكَ. قَالَ طَاوُسٌ: فَحَفِظْتُهُنَّ؛ فَمَا دَعَوْتُ بِهِنَّ فِي كَرْبٍ إِلَّا فُرِّجَ عَنِّي.

ص: 271

416 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ؛ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل:{وبشر المخبتين} [الحج: 34] ؛ قَالَ: الَّذِينَ لَا يَظْلِمُونَ، وَإِذَا ظُلِمُوا لَا يَنْتَصِرُونَ.

ص: 272

417 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه حَمَلَ قِرْبَةً عَلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ نَفْسِي أَعْجَبَتْنِي؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أُذِلَّهَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 272

418 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَا: نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ؛ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الشَّامَ؛ لَقِيَهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، وَقَدْ خَلَعَ خُفَّيْهِ وَجَعَلَهُمَا تَحْتَ إِبْطَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! الْآنَ تَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةُ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ! فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ؛ فَلَنْ نَلْتَمِسَ الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ

[صحيح] .

ص: 273

419 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ عَنْ عَمَّتِهِ؛ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَهُوَ جالس على برذعة حِمَارٍ مُبْتَلَّةٍ

[إسناده حسن] .

ص: 274

420 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا الْمُقْرِئُ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 275⦘

اسْتِقْبَالُ الشَّمْسِ دَاءٌ، وَاسْتِدْبَارُهَا دَوَاءٌ.

ص: 274

421 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمِسْوَرِ، نَا أَبِي؛ قَالَ:

⦗ص: 276⦘

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: أُطِيلُ أَمْ أُقْصِرُ؟ فَقَالُوا: أَقْصِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَالَ: حَلَالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ؛ فَدَعُوا الْحَلَالَ لِطُولِ الْحِسَابِ، وَدَعُوا الْحَرَامَ لِطُولِ الْعَذَابِ

[إسناده منقطع] .

ص: 275

422 -

نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 277⦘

كَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَذَّلِ إِذَا حَجَّ لَا يَسْتَظِلُّ، قَالَ: فَلَقِيَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، وَلَيْسَ لَهُ مَظَلَّةٌ، وَقَدْ أَحْرَقَتْهُ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ مِنَ الْحَرِّ! قَالَ: فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

(ضَحَّيْتُ لَهُ كَيْ أَسْتَظِلَّ بِظِلِّهِ

إِذَا الظِّلُّ أَضْحَى فِي الْقِيَامَةِ قَالِصَا)

(وَغَارَتْ نُفُوسُ النَّاسِ عِنْدَ حُلُوقِهِمْ

يُرِيقُونَ زَيْفًا غَايِرَ الْمَاءِ شَاخِصَا)

(هُنَالِكَ قَالَ الْمَرْءُ يَا لَيْتَ أَنَّنِي

أُرَدُّ وَأُضْحِي قِيلَ قَدْ كُنْتَ قَامِصَا)

(وَمَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَنَالَكَ حَرُّهَا

وَقَدْ كُنْتَ مِنْ حَرِّ الظَّهِيرَةِ حَائِصَا)

(لَعَمْرِي لَئِنْ ضَاعَتْ أُمُورٌ بِأَهْلِهَا

لَيَغْتَبِطَنَّ بِالسَّبْقِ مَنْ كَانَ خَالِصَا)

ص: 276

423 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ:

⦗ص: 278⦘

أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ لِمَعْبَدِ بْنِ طَوْقٍ الْعَنْبَرِيِّ:

(تَلْقَى الْفَتَى حَذِرَ الْمَنِيَّةِ هَارِبًا

مِنْهَا وَقَدْ حَدَقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ)

(نُصَبَتْ حَبَائِلَهَا مِنْ حَوْلِهِ

فَإِذَا أَتَاهُ يَوْمُهُ لا يُنْظَرُ)

(إن امرءاً أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ

تَحْتَ التُّرَابِ لِنَوْلِهِ يَتَفَكَّرُ)

(تُعْطَى صَحِيفَتُكَ الَّتِي أَمْلَيْتَهَا

فَتَرَى الَّذِي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ)

(حَسَنَاتُهَا مَحْسُوبَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ

وَالسَّيِّئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ؟)

ص: 277

424 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بن هارون، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 279⦘

شَرُّ الْأَيَّامِ وَالسِّنِينَ وَالشُّهُورِ وَالْأَزْمِنَةِ أَقْرَبُهَا إِلَى الساعة

[إسناده ضعيف] .

ص: 278

424 -

/ م - قَالَ: نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: نَا يَزِيدُ بن هارون؛ قال: أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى أَغْضَبُ مَا يَكُونُ قُرْبَ السَّاعَةِ.

ص: 279

425 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، نَا عَنْبَسَةُ الْخَوَّاصُ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 280⦘

قَالَ مُوسَى عليه السلام: يَا رَبِّ! أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَنَحْنُ فِي الْأَرْضِ؛ فَمَا عَلَامَةُ غَضَبِكَ مِنْ رِضَاكَ؟ قَالَ: إِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ خِيَارَكُمْ؛ فَهُوَ عَلَامَةُ رِضَايَ، وَإِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ؛ فَهُوَ عَلَامَةُ سَخَطِي عَلَيْكُمْ.

ص: 279

426 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نَا حَفْصُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ السَّلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: لَمْ يَنْزِلْ عَذَابٌ قَطُّ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَوْمٍ؛ إِلَّا عِنْدَ انْسِلَاخِ الشِّتَاءِ.

ص: 280

427 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيُّ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العمي، نا مالك بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: رَأَيْتُ لَكَ رُؤْيَا الْبَارِحَةَ، كَأَنَّهُ سَقَطَ شَعْرُ يَدَيْكَ. فَجَعَلَ ابْنُ سِيرِينَ يُقَلِّبُ يَدَيْهِ وَيَقُولُ: مَا ذَهَبَ بِعَمَلِ يَدِي؟ فَلَمْ يَقُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: ذَهَبَ بِزَرْعِكَ الْمَاءُ.

ص: 280

428 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. فَقَالَ: عَلْقَمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَالرَّبِيعُ، وَكَانَ الرَّبِيعُ أَشَدَّ الْقَوْمِ اجْتِهَادًا، وَكَانَ عَبيدة السَّلْمَانِيُّ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَاءِ.

ص: 281

429 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُنَخَّلٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 282⦘

سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ؟ فقال: كان الأسود صوّاماً، قواماً، كثير الحج، وكان علقمة مع البطيء به (يعني ويُدرك السَّريع) .

ص: 281

430 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ سُرُجَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ (يَعْنِي: الْكُوفَةَ) .

ص: 282

431 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 283⦘

كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ؛ فَأَكْرِمْ وُجُوهَ النَّاسِ، فَبِحَسْبِ الْمُسْلِمِ الضَّعِيفِ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنْصَفَ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 282

432 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: لَقِيَ رَجُلٌ رَاهِبًا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاهِبُ! كَيْفَ تَرَى الدَّهْرَ؟ قَالَ: يُخْلِقُ الْأَبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الْآمَالَ، وَيُبَاعِدُ الْأُمْنِيَّةَ، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ. فَقَالَ لَهُ: فَكَيْفَ تَرَى أَهْلَهُ؟ قَالَ: مَنْ ظَفِرَ بِهَا نَصَبَ. وَمَنْ فَاتَتْهُ تَعِبَ. قَالَ: فَمَا الْغِنَى عنه؟ قَالَ: قَطْعُ الرَّجَاءِ مِنْهَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيُّ الْأَصْحَابِ أَبَرُّ وَأَوْفَى؟ قَالَ: العمل الصالح والتقى،

⦗ص: 284⦘

قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ؟ قَالَ: فِي سُلُوكِ الْمَنْهَجِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: بَذْلُ الْمَجْهُودِ، وَخَلْعُ الرَّاحَةِ. قال: قلت: فَأَوْصِنِي. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.

ص: 283

433 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: مَرَرْتُ بِدَيْرٍ؛ فَإِذَا رَاهِبٌ يُنَادِي، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! هَبْ أَنَّ الْمُسِيءَ قَدْ عُفِيَ عَنْهُ؛ أَلَيْسَ قَدْ فَاتَهُ ثَوَابُ الصَّالِحِينَ؟ !

ص: 284

434 -

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ حَازِمٍ؛ قَالَ: قَالَ الْعَتَّابِيُّ: مَرَرْتُ بِدَيْرٍ، فَصِحْتُ: يَا رَاهِبُ! فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ؛ حَتَّى قُلْتُ: يَا صَاحِبَ الدَّيْرِ! فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ

⦗ص: 285⦘

تُجِيبَنِي؟ فَقَالَ: لِأَنَّكَ سَمَّيْتَنِي بِغَيْرِ اسْمِي. قُلْتُ: وَمَا اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي الْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَإِنَّمَا حَبَسْتُ نَفْسِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِكَيْ لَا أَعْقُرَ النَّاسَ.

ص: 284

435 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ

⦗ص: 286⦘

: «كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إلا الله رب السماوات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»

[إسناده صحيح] .

ص: 285

436 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ، عن الحسين بن علي:

⦗ص: 287⦘

أنّه زوَّج ابنته من عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَخَلَا بِهَا، فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ! انْظُرِي مَا يَدْعُو بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ إِذَا خَلَا. قَالَ: فَكَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَأَتَيْتُ الْحَجَّاجَ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ دَعَا بِالسَّيْفِ وَالنَّطْعِ لِيَضْرِبَ عُنُقِي، فَقُلْتُهُنَّ، فَقَالَ لِي: قد جئتني أنا أُرِيدُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَكَ؛ فَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ؛ فَسَلْنِي مَا شِئْتَ

[إسناده صحيح] .

ص: 286

437 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ، نَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ:

⦗ص: 288⦘

أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى أَبِيهِ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ خَلَا فِي بَيْتٍ يَدْعُو إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: فَأَدْنِنِي مِنَ الْبَابِ حَتَّى أَسْمَعَ كَلَامَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا (كهيعص (1)) [مريم: 1] ! يَا نُورَ النُّورِ! يَا قُدَّوسُ! يَا اللهُ! يَا رَحْمَنُ! (رَدَّدَهَا ثَلَاثًا)، ثُمَّ قَالَ: اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُحِلُّ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الْقِسَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُدِيْلُ الْأَعْدَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطَاءَ

[إسناده مظلم] .

ص: 287

438 -

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 289⦘

سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: دُلَّنِي عَلَى جَلِيسٍ أَجْلِسُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: تِلْكَ ضَالَّةٌ لَا تُوجَدُ.

ص: 288

439 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْحُمَيْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَا كُتِبَ فِي الزَّبُورِ: وَيْلٌ لِلظَّلَمَةِ.

ص: 289

440 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: الصَّلَاةُ تُبَلِّغُكَ نِصْفَ الطَّرِيقِ، وَالْوُضُوءُ يُبَلِّغُكَ بَابَ الْمَلِكِ، وَالصَّدَقَةُ تُدْخِلُكَ عَلَيْهِ.

ص: 289

441 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 290⦘

لَمَّا وُلِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ الْمَدِينَةَ؛ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! لَنْ تُعْدَمُوا مِنِّي ثَلَاثَ خِلَالٍ: أَنْ لَا أُجَمِّرَ لَكُمْ جَيْشًا، وَإِنْ أُمِرْتُ فِيكُمْ بِخَيْرٍ عَجَّلْتُهُ لَكُمْ، وَإِنْ أُمِرْتُ فِيكُمْ بِشَرٍّ أَخَّرْتُهُ عَنْكُمْ، وَلَا يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حِجَابٌ. فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ كَذَلِكَ، فَلَمَّا عُزِلَ؛ صَعَدَ الْمِنْبَرَ؛ فَبَكَى وَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِ، وَقَالَ: وَاللهِ؛ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْعَزْلِ وَلَا ضَنّاً بِالْوِلَايَةِ، وَلَكِنْ أَرْبَأُ بِهَذِهِ الْوُجُوهِ أَنْ يَتَبَذَّلَهَا بَعْدِي مَنْ لَا يَرَى لَهَا مِنَ الْحَقِّ مَا كُنْتُ أَرَاهُ، وَإِنِّي وَإِيَّاكُمْ يَا مَعْشَرَ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَكَمَا قَالَ أَخُو كِنَانَةَ:

(فَمَا الْقَيْدُ أَبْكَانِي وَلَا السِّجْنُ شَفَّنِي

وَلَكِنَّنِي مِنْ خَشْيَةِ النَّارِ أَجْزَعُ)

(بَلَى إِنَّ أَقْوَامًا أَخَافُ عَلَيْهِمُ

إِذَا مُتُّ أَنْ يُعْطُوا الَّذِي كُنْتُ أَمْنَعُ)

ص: 289

442 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: إنه بَلَغَنِي أَنَّكَ تَأْذَنُ لِلنَّاسِ جَمًّا غفيراً، فإذا جاءك كِتَابِي هَذَا؛ فَابْدَأْ بِأَهْلِ الْفَضْلِ وَالشَّرَفِ وَالْوُجُوهِ، فَإِذَا أَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ؛ فَأْذَنْ لِلنَّاسِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 291

443 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ - وَوَصَفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه؛ فَقَالَ: كَانَ وَاللهِ عُمَرُ أَعْقَلَ مِنْ أَنْ يَخْدَعَ، وَأَفْطَنَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ

[إسناده معضل] .

ص: 291

444 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى:{وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الذين ظلموا أنفسهم} [إبراهيم: 45] ؛ قَالَ:

⦗ص: 292⦘

عَمِلْتُمْ بِأَعْمَالِهِمْ.

ص: 291

445 -

حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 293⦘

بَلَغَنِي أَنَّ عَامَّةَ النَّفَرِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه جُنُّوا كُلُّهُمْ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الْجُنُونُ لَهُمْ قَلِيلٌ

[إسناده ضعيف] .

ص: 292

446 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْرِزٍ، نَا الْحِمَّانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ: أَحْدَثَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما؛ فَأَبْرَصَ مِنْ سَاعَتِهِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 293

447 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 294⦘

قَضَى سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه حَاجَةً لِلْحَرْقَةِ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ؛ فَكَانَ مِنْ دُعَائِهَا لَهُ أَنْ قَالَتْ لَهُ: لَا جَعَلَ اللهُ لَكَ إِلَى لَئِيمٍ حَاجَةً، وَلَا أَزَالَ عَنْ كَرِيمٍ نِعْمَةً، وَلَا زَالَتْ عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ نِعْمَةٌ؛ إِلَّا جَعَلَكَ اللهُ سَبِيلًا إِلَى رَدِّهَا.

ص: 293

448 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّاهِدُ رَفِيقُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: رَأَى صَاحِبٌ لَنَا رَبَّ الْعِزَّةِ عز وجل! فِي النَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِ بِشْرِ بْنِ

⦗ص: 295⦘

الْحَارِثِ بِقَلِيلٍ، فَقَالَ: قُلْ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: لَوْ سَجَدْتَ لِي عَلَى الْجَمْرِ؛ مَا كُنْتَ تُكَافِئُنِي بِمَا نَوَّهْتُ بِاسْمِكَ فِي النَّاسِ.

ص: 294

449 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ؛ قَالَ: بَعَثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ بِشَيْءٍ مِنْ زَكَاتِهِ؛ فَرَدَّتْهُ، وَقَالَتْ: يَا حَمَّادُ! أَنَا وَاللهِ لَمْ أسأل قَطُّ مَنْ يَمْلِكُهَا؛ فَكَيْفَ آخُذُهَا مِمَّنْ لَا يَمْلِكُهَا؟ ! قَالَ: وَكَانَتْ رَابِعَةُ إِذَا جَالَسَتْنَا لَبِسَتْ ثَوْبًا رَقِيقًا حَتَّى يَمْنَعَهَا الْبَرْدُ مِنَ النَّوْمِ.

ص: 295

450 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّيَاشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 296⦘

كَانَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ؛ فَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ، وَكَانَ فِي دَارِهِ بِرْكَةُ مَاءٍ، فَيَجِيءُ، فَيَطْرَحُ نَفْسَهُ مَعَ ثِيَابِهِ فِي الْمَاءِ حَتَّى يَنْفُرَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَاءُ الْبِرْكَةِ فِي الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ جَهَنَّمَ.

ص: 295

451 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فقلتُ له: أوصِني؟ فَقَالَ: اعْمَلْ لِهَذَا الْمَضْجَعِ.

ص: 296

452 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا أَبُو الْأَحْوَصُ، نَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 298⦘

جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: لَيَدْخُلُ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»

[إسناده حسن] .

ص: 296

453 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:

⦗ص: 300⦘

نَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ؛ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ؛ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي حَوَارياً، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ

[إسناده صحيح] .

ص: 298

453 -

/ م - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:

⦗ص: 301⦘

سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ:

ص: 300

454 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْهُمْ: عُثْمَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِهِ، وَيَحْفَظُ عَلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ.

ص: 301

455 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير؛ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه محى الزُّبَيْرُ اسْمَهُ مِنَ الدِّيوَانِ.

ص: 301

456 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: اقْتُسِمَ مَالُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ يَضْرِبُ فِي الْمَغْنَمِ بَأَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٍ لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ، وَسَهْمٍ لِذِي الْقُرْبَى.

ص: 302

457 -

حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ الْغُدَانِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي جَسْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ:

⦗ص: 303⦘

مَا تَمَنَّيْتُ شَيْئًا قَطُّ. فَقُلْنَا لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ ! قَالَ: إِذَا عَرَضَ لِي شَيْءٌ مِنْ ذلك سألك رَبِّي عز وجل. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ؛ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا أَشَدَّ الْوَرَعَ! فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا أَهْوَنَ الْوَرَعَ! قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: إِذَا رَابَنِي شَيْءٌ تَرَكْتُهُ لِلَّهِ عز وجل.

ص: 302

458 -

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَجَاءٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ قَالَ: جَالَسْتُ الْفُقَهَاءَ؛ فَوَجَدْتُ دِينِي عِنْدَهُمْ، وَجَالَسْتُ أَصْحَابَ الْمَوَاعِظِ؛ فَوَجَدْتُ الرِّقَّةَ فِي قَلْبِي؛ وَجَالَسْتُ كِبَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ الْمُرُوءَةَ فِيهِمْ، وَجَالَسْتُ شِرَارَ النَّاسِ؛ فَوَجَدْتُ أَحَدَهُمْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ عَلَى شَيْءٍ لَا يُسَاوِي شَعِيرَةً.

ص: 303

459 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ الْحَرَّانِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ:

⦗ص: 304⦘

أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مَلِكٌ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَإِذَا رآه غضباناً؛ كَتَبَ لَهُ صَحَائِفَ، فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ: ارْحَمِ الْمُسْلِمِينَ، وَاخْشَ الْمَوْتَ، وَاذْكُرِ الْآخِرَةَ. قَالَ فَكُلَّمَا أَخَذَ الْمَلِكُ صَحِيفَةً، قَطَعَهَا حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُهُ.

ص: 303

460 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: لَمَّا مَاتَ ذُو الْقَرْنَيْنِ وَحُمِلَ عَلَى النَّعْشِ؛ اجْتَمَعَتِ الْحُكَمَاءُ حَوَالَيْهِ، فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ؛ حَتَّى كَانَ آخِرَهُمْ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْحُكَمَاءِ، فَقَالَ: يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ! كُنَّا نَفْخَرُ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ؛ فَقَدْ صِرْنَا السَّاعَةَ نَتَقَذَّرُ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، فَقَدْ أَمِنَ مَنْ كَانَ يَخَافُكَ؛ فَلَيْتَ شِعْرِي! قَدْ أَمِنْتَ مِمَّنْ كُنْتَ تَخَافُهُ؟ !

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 304

461 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 305⦘

خَرَجَ الْحَسَنُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَإِذَا هُوَ بِالْقُرَّاءِ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: ما أجلسكم ها هنا؛ تُرِيدُونَ الدُّخُولَ عَلَى هَؤُلَاءِ؟ أَمَا وَاللهِ مَا مُخَالَطَتُهُمْ بِمُخَالَطَةِ الْأَبْرَارِ، تَفَرَّقُوا فَرَّقَ اللهُ بَيْنَ أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ، خَصَفْتُمْ نِعَالَكُمْ، وَشَمَّرْتُمْ ثِيَابَكُمْ، وجززتم رؤوسكم، فَضَحْتُمُ الْقُرَّاءَ فَضَحَكُمُ اللهُ تَعَالَى، أَمَا وَاللهِ لَوْ زَهِدْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ لَرَغِبُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ رَغِبْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ، فَزَهِدُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ؛ فَأَبْعَدَ اللهُ مَنْ أَبْعَدَ.

ص: 304

462 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 306⦘

إِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ يَلْزَمُ بَابَ السُّلْطَانِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ.

ص: 305

463 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا قُبَيْصَةُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى قَارِئٍ حَاجَةٌ؛ فَاضْرِبْهُ بِقَارِئٍ مِثْلَهُ.

ص: 306

464 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرًا الْعَابِدَ يَقُولُ: سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا التَّوَاضُعُ؟ قَالَ: التَّكَبُّرُ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ.

ص: 306

465 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا قَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نَا سَلَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ فِي قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ: الْحِقْدُ، وَالْحَسَدُ، وَالْحِدَّةُ.

ص: 307

466 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه: مَا وَعَظَنِي أَحَدٌ أَحْسَنُ مِمَّا وَعَظَنِي طَاوُسٌ، كَتَبَ إِلَيَّ: اسْتَعِنْ بَأَهْلِ الْخَيْرِ يَكُنْ عَمَلُكَ خَيْرًا كُلُّهُ، وَلَا تَسْتَعِنْ بَأَهْلِ الشَّرِّ فَيَكُنْ عَمَلُكَ شَرًّا كُلُّهُ.

ص: 307

467 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ الْقَصِيرَ، فَأَعْطَاهُ وَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ وَقَدْ قَضَيْتَ حَاجَتَهُ؟ قَالَ: حَيْثُ أَحْوَجْتُهُ إِلَى مَسْأَلَتِي.

ص: 307

468 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أبي، نَا عَبْدُ الرزاق، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ؛ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ الْحَدِيثَ فِي مَجْلِسٍ مِرَارًا؛ ذَهَبَ ضَوْءُهُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: إِذَا حَدَّثْتَ بالليل، فاخفض من صَوْتَكَ، وَإِذَا حَدَّثْتَ بِالنَّهَارِ؛ فَالْتَفِتْ عَنْ يَمِينِكَ وَشِمَالِكَ.

ص: 308

469 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسُوحِيُّ، نَا عَلِيٌّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلُحَا صَلَحَ النَّاسُ: الْقُرَّاءُ، وَالْأُمَرَاءُ.

ص: 308

470 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنِ الزَّنْجِيِّ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الزُّهْرِيِّ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَقَالَ لَنَا: اطْلُبُوا الْعِلْمَ؛ فَإِنْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا نِلْتُمْ، وَإِنْ أَرَدْتُمُ الْآخِرَةَ نِلْتُمْ.

ص: 309

471 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - وَهُوَ جَدُّ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ -؛ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا مِنْ سَفَرٍ يُقَالُ لَهُ هِنْدُ بْنُ عَوْفٍ، فَلَمَّا قَدِمَ؛ مَهَّدَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فِرَاشًا، فَنَامَ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ لَهُ سَاعَةٌ يُصَلِّي فِيهَا مِنَ اللَّيْلِ، فَنَامَ عَنْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ؛ حَلَفَ أَنْ لَا يَنَامَ عَلَى فِرَاشٍ أَبَدًا.

ص: 309

472 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو حُذَيْفَةَ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ زِيَادٍ الْمُصَفَّرِ - وَهُوَ مَوْلَى مُصْعَبٍ -، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ ركزا} [مريم: 98] ؛ قَالَ:

⦗ص: 310⦘

ذَهَبَ النَّاسُ؛ فَلَا صَوْتٌ، وَلَا عَيْنٌ.

ص: 309

473 -

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: لِمَ لَا تَغْسِلُ قَمِيصَكَ؟ قَالَ: الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ.

ص: 310

474 -

حَدَّثَنَا محمد بن الفرج، نَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَوْحَشَتِ الْبِلَادُ وَاسْتَوْحَشَتْ، وَلَا أَرَاهَا تَزْدَادُ إِلَّا وَحْشَةً.

ص: 310

475 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ بُرَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ عز وجل:(يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)[الفجر: 27] ؛ قَالَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رحمه الله.

ص: 311

476 -

حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ:

⦗ص: 312⦘

لَمَّا ثَقُلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! لأَيِّ شَيْءٍ تَجْزَعُ؟ ! تَقَدَّمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُمَا أَبَوَاكَ، وَعَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَعَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ محمد صلى الله عليه وسلم وَهُمَا أُمَّاكَ، وَعَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُمَا عَمَّاكَ! فَقَالَ: يَا أَخِي! إِنِّي أُقْدِمُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ أُقْدِمْ عَلَى مِثْلِهِ.

ص: 311

477 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَابْنَ خُبَيْقٍ يَقُولَانِ: نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْبَابِيُّ: أَوْصِنِي! قَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَاللهِ؛ لَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي وَزْنُ هَذِهِ الأسطوانة ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ

⦗ص: 313⦘

وَجَلَّ، وَوَاللهِ! لَوَدِدْتُ أَنَّ جِسْمِي قُرِضَ بِالْمَقَارِيضِ وَأَنَّ هَذَا الْخَلْقَ أَطَاعُوا اللهَ عز وجل.

ص: 312

478 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، نَا يُوسُفُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَأَلَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ: كَمَا تُحِبُّ. قَالَ لَهُ: لَا تَقُلْ كَمَا تُحِبُّ؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّ لِمَنْ أُحِبُّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا.

ص: 313

479 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ

⦗ص: 314⦘

:

(إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا

نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ فِي زَمَنِ الْبَذْرِ)

(فَمَا لَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ شَيْءٌ سِوَى الَّذِي

تَزَوَّدْتَهُ يَوْمَ الْحِسَابِ إِلَى الْحَشْرِ)

أَرَادَ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ قَدِمْتَ الْآخِرَةَ فَنَظَرْتَ إِلَى ثَوَابِ الْعَامِلِينَ؛ نَدِمْتَ عَلَى تَفْرِيطِكَ فِي الدُّنْيَا.

ص: 313

480 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أنّ رجلاً كان فِيمَا خَلَا مِنَ الزَّمَانِ وَكَانَ عَاقِلًا لَبِيبًا، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ؛ جَمَعَ بَنِيهِ وَقَوْمَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وَإِذَا اطَّلَعْتُمْ مِنَ الرَّجُلِ عَلَى رِيبَةٍ؛ فَاحْذَرُوهَا؛ فَإِنَّ لَهَا إِخْوَانً.

ص: 314

481 -

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ، عَنْ مُكْرَمِ بْنِ يُوسُفَ الْعَابِدِ؛ قَالَ:

⦗ص: 315⦘

أُوحِيَ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ قِفْ عَلَى الْمَدَائِنِ وَالْحُصُونِ، فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي حَرْفَيْنِ، قُلْ لَهُمْ: لَا تَأْكُلُونَ إِلَّا حَلَالًا، وَلَا تَتَكَلَّمُونَ إِلَّا الْحَقَّ.

آخر الجزء الثالث يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الرابع والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

ص: 314