المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌الجزء الثاني عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

‌الجزء الثاني عشر

من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي إجازة، نا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب، أنا أبي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي القاضي:

ص: 417

1607 -

نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ الْهَمَذَانِيُّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْمَفْلُوجُ، نَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه:

⦗ص: 418⦘

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ فَضَّلَ مَوْضِعَ سُجُودِهِ بِمَاءٍ حَتَّى يُسِيلَهُ عَلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 417

1608 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 419⦘

دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ فِي مُدَرَّعَةِ صُوفٍ، فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: يُكَلِّمُكَ الأَمِيرُ وَلا تُجِيبُهُ؟ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ زَاهِدًا؛ فَأُزَكِّيَ نَفْسِي، أَوْ أَقُولَ فَقِيرًا؛ فَأَشْكُوَ رَبِّي.

ص: 418

1609 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ؛ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ شَدِيدًا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ، عَيَّابًا لَهُمْ وَلِكَلامِهِمْ، فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ، فَتَرَكَهَا وَلَمْ يَجْبُرْهَا، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ؛ فَقَالَ: يَكْسِرُهَا وَأُجَبْرُهَا! !

ص: 419

1610 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَسْكَرِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الْفُرَاتِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَسْمَعُ بِهِ فَيَفْهَمُهُ وَلا يَفْطُنُ لَهُ، وَإِنَّ لأَبِي جَادٍ حَدِيثًا عَجَبًا، أَمَّا أَبُو جَادٍ؛ فَأَبُونَا آدَمُ أَبَى الطَّاعَةَ، وَجَدَّ فِي الْمَعْصِيَةِ، يَعْنِي أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَأَمَّا هَوَّزُ؛ فَهَوَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَأَمَّا حُطِّي؛ فَحُطَّتْ عَنْهُ خَطِيئَتُهُ، وَأَمَّا كلمن (فَتَلقَّىءادَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) [البقرة: 37] ، وَأَمَّا سَعْفَصْ؛ فَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ، فَأُخْرِجَ مِنَ النَّعِيمِ إِلَى النَّكَدِ، وَأَمَّا قَرَشَتْ؛ فَأَقَرَّ مِنَ الذَّنْبِ، وَسَلِمَ مِنَ الْعُقُوبَةِ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 420

1611 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُطَيْرٍ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ:

⦗ص: 421⦘

كُلُّ نَخْلَةٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ؛ فَمَنْقُولَةٌ مِنَ الْحِجَازِ، نَقَلَهَا النَّمَارِدَةُ إِلَى الْمَشْرِقِ، وَنَقَلَهَا الْكَنْعَانِيُّونَ إِلَى الشَّامِ، وَنَقَلَهَا الْفَرَاعِنَةُ إِلَى بَابِ أَلْيُونَ وَفِي أَعْمَالِهَا، وَحَمَلَهَا التَّبَابِعَةُ فِي مَسِيرِهِمْ إِلَى الْيَمَنِ وَعُمَانَ والشحر وَغَيْرُهَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 420

1612 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْيَسَعَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عن المدائني، قال: قل رَجُلٌ لِرَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ: مَا أَكْثَرَكَ فِي كُلِّ طَرِيقٍ! فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ: ابْنَ أَخِي! تَسْتَكْثِرُ مِنِّي مَا تَسْتَقِلُّ مِنْ نَفْسِكَ؛ هَلْ لَقِيتَنِي فِي طَرِيقٍ إِلا وَأَنْتَ فِيهِ؟ !

ص: 421

1612 -

/ م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَالَةَ فِي نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

⦗ص: 422⦘

:

(سَحَابٌ عَلَى أَهْلِ الْفَرَادِيسِ يُشْرِفُ

وَرِيحٌ زَكِيُّ الْمِسْكِ يَهْفُو وَيَعْصِفُ)

(بِغَيْرِ رُعُودٍ لَهَا وَلا لَمْعِ بَارِقٍ

وَلا صَيِّبٍ فِيهِ الصَّوَاعِقُ تُرْجَفُ)

(وَلَكِنْ سَحَابٌ مِنْ سَحَائِبِ رَحْمَةٍ

تُدْلِلُ سُكَّانَ الْجَلِيلِ وَتُتْحِفُ)

(وَتِلْكَ سَحَابٌ لَيْسَ تكدى سِجَالُهَا

وَلا بِمَهَارِيقِ الْمَوَاعِيدِ تَخْلِفُ)

(تَدِرُّ عَلَيْهِمْ فَوْقَ غَايَةِ سُؤْلِهِمْ

فَهُمْ فِي نَعِيمٍ مَا لَهُمْ عَنْهُ مَصْرِفُ)

(تُنَادِي بِصَوْتٍ لا يَفُوتُ جَمِيعَهُمْ

سَلُونِي أُوَاتِيَكُمُ وَلا أَتَكَلَّفُ)

(سَلُوا وَاحْفَلُوا واستكثروا ولا تُقَصِّرُوا

فَإِنِّي عَلَيْكُمْ بِالسُّرُورِ سَأَعْطِفُ)

(فَمَا اقْتَرَحُوا شَيْئًا فَخَابَ اقْتِرَاحُهُمْ

وَلَكِنَّهُمْ زِيدُوا عَطَاءً وَأُتْحِفُوا)

(بِأَيَّةِ أَعْمَالٍ رَقَوْا دَرَجَاتِهِمْ

وَخُصُّوا بِفَضْلِ اللهِ وَاللهُ أَرْأَفُ)

(أُولَئِكَ كَانُوا يَنْصَحُونَ مَلِيكَهُمْ

وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مِنَ النَّفْسِ يُنْصِفُ)

ص: 421

1613 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: مَا ظَنُّكَ بِأَقْوَامٍ قَامُوا لِلَّهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، لَمْ يَأْكُلُوا فِيهَا أَكْلَةً، وَلَمْ يَشْرَبُوا فِيهَا شَرْبَةً؛ حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أَعْنَاقُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ وَاحْتَرَقَتْ أَجْوَافُهُمْ مِنَ الْجُوعِ؛ انْصُرِفَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ،

⦗ص: 423⦘

فَسُقُوا مِنَ عَيْنٍ آنِيَةٍ قد أَنَى حَرُّهَا وَاشْتَدَّ نَضْجُهَا.

ص: 422

1614 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلائِكَةِ: إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يُوقِفُ عَبْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُعْطِيهِ صَحِيفَتَهُ وَحَسَنَاتُهُ فِي ظَهْرِ صَحِيفَتِهِ، فَيَغْبِطُهُ أَهْلُ الْقِيَامَةِ، وَسَيِّئَاتُهُ فِي بَطْنِ صَحِيفَتِهِ، فَيَقُولُ لَهُ: عَبْدِي! أَنْتَ عَمِلْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَيْ رَبِّ. فَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَفْضَحْكَ بِهَا الْيَوْمَ، وَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ. فَيَقُولُ عِنْدَهَا:(هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20)) [الفاتحة: 19، 20] حِينَ نَجَا مِنْ فَضِيحَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 423

1615 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ كَعْبٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 424⦘

إِنَّ الرَّجُلَ لَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ؛ فَيَبْتَدِرُهُ مئة أَلْفِ مَلَكٍ

[إسناده ضعيف] .

ص: 423

1616 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، نَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ:

⦗ص: 425⦘

مَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِكَ! وَمَا أَكْثَرَ الأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِي! فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ قِيلَ: يَا فُلانُ! فَقَامَ الَّذِي يُدْعَى بِهِ لا يَقُومُ غَيْرُهُ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 424

1617 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ النِّسَائِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحَاتِمٍ الأَصَمِّ - وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ -: عَلَى ما بَنَيْتَ أَمْرَكَ؟ قَالَ: عَلَى التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ عز وجل. ثُمَّ قَالَ: بَنَيْتُ أَمْرِي عَلَى أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَلَى أَنَّ رِزْقِي لا يَأْكُلُهُ غَيْرِي؛ فَاطْمَأَنَّتْ بِهِ نَفْسِي، وَعَلِمْتُ أَنَّ عَمَلِي لا يَعْمَلُهُ أَحَدٌ غَيْرِي؛ فَلَمْ أَشْتَغِلْ بِغَيْرِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْمَوْتَ يَأْتِينِي بَغْتَةً؛ فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أَنِّي لا أَخْلُو مِنْ عَيْنِ اللهِ عز وجل حَيْثُ كُنْتُ؛ فَأَنَا مُسْتَحْيٍ مِنْهُ أَبَدًا.

ص: 425

1618 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 426⦘

مَرَّ عُتْبَةُ الْغُلامُ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ (يَعْنِي: الْبَصْرَةَ) مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَوَقَعَ عَلَيْهِ الرَّعْدَةُ، وَاخْضَرَّ لَوْنُهُ وَاصْفَرَّ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كُنْتُ عَصَيْتُ اللهَ عز وجل فِي هَذَا الْمَوْضِعِ

[إسناده واه] .

ص: 425

1619 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّ لِلْمَوْتِ تَقَحُّمًا عَلَى الشَّيْبِ كَتَقَحُّمِ الشَّيْبِ عَلَى الشَّبَابِ، وَمَنْ عَرَفَ الأَيَّامَ لَمْ يَفْرَحْ فيها، وَلَمْ يَحْزَنْ فِيهَا عَلَى بَلْوَى.

ص: 426

1620 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: قَالَ النِّبَاجِيُّ:

⦗ص: 427⦘

بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ لَيْلَةً؛ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: يَا مَنْ آنَسَنِي بِذِكْرِهِ، وَكَانَ لِي فِي بَعْضِ الآمَالِ عِنْدَ مَسَرَّتِي، ارْحَمِ الْيَوْمَ عَبْرَتِي، وَهَبْ لِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ مَا أَزْدَادُ بِهِ تَقَرُّبًا إِلَيْكَ، يَا عَظِيمَ الصَّنِيعَةِ إِلَى أَوْلِيَائِهِ، اجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ الْمُتَّقِينَ.

ص: 426

1621 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ هَارُونُ الرَّشِيدُ وَقَدْ زَخْرَفَ مَجَالِسَهُ وَبَالَغَ فيها وفي بنائها، [و] وَضَعَ فِيهَا طَعَامًا كَثِيرًا، ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى أَبِي الْعَتَاهِيَةِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: صِفْ لَنَا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ نَعِيمِ هَذِهِ الدُّنْيَا؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

(عِشْ مَا بَدَا لَكَ سَالِمًا

فِي ظِلِّ شَاهِقَةِ الْقُصُورِ)

فَقَالَ: أَحْسَنْتَ! ثُمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ:

(يُسْعَى عَلَيْكَ بِمَا اشْتَهَيْتُ

لَدَى الرَّوَاحِ وَفِي الْبُكُورِ)

⦗ص: 428⦘

فَقَالَ: أَحْسَنْتَ أَيْضًا! ثُمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ:

(فَإِذَا النُّفُوسُ تَقَعْقَعَتْ

فِي ضِيقِ حَشْرَجَةِ الصُّدُورِ)

(فَهُنَاكَ تَعْلَمُ مُوقِنًا

مَا كُنْتَ إِلا فِي غُرُورِ)

فَبَكَى هَارُونُ، فَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى: بَعَثَ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِتُسِرَّهُ فَأَحْزَنْتَهُ! فَقَالَ هَارُونُ: دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ رَآنَا فِي عَمًى فَكَرِهَ أَنْ يَزِيدَنَا عَمًى.

ص: 427

1622 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْهَمَدَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 429⦘

«مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَقَامَ مَا تَيَسَّرَ لَهُ؛ كَتَبَ الله له يَعْنِي: لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِهَا، وَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ دَرَجَةٌ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ دَرَجَةٌ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ شَفَاعَةٌ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ شَفَاعَةٌ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حُمْلانُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ حُمْلانُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقُ

⦗ص: 430⦘

رَقَبَةٍ»

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 428

1623 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيِّ، نَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 431⦘

صلى الله عليه وسلم: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَكَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَشِدَّةِ الْبَطْشِ»

[إسناده ضعيف وهو باطل] .

ص: 430

1624 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 432⦘

قَرَأْتُ فِي وَاحِدٍ وَسَبْعِينَ كِتَابًا؛ فَوَجَدْتُ فِي جَمِيعِهَا: أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أَرْجَحُ النَّاسِ عَقْلًا وَأَفْضَلُهُمْ رَأْيًا

[إسناده واه جداً] .

ص: 431

1625 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 433⦘

يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ، وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلائِقَ: سَعِدَ فُلانُ ابن فُلانٍ سَعَادَةً لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلائِقَ: شَقِيَ فُلانُ ابن فُلانٍ شَقَاءً لا يَسْعَدُ بَعْدَهُ أَبَدًا

[إسناده واه بمرة] ؟

ص: 432

1626 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِذَا اسْتَكْمَلَ الْعَبْدُ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ؛ ظَهَرَتِ الأَخْبَارُ مِنَ الْقُلُوبِ، وَبَانَتِ الأَفْعَالُ بِقُوَّةِ الْعَزْمِ.

ص: 433

1627 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: إِنَّ الآيَةَ الَّتِي مَاتَ مِنْهَا عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ هِيَ فِي الأَنْعَامِ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا على ربهم} [الأنعام: 30]، أَوْ قَالَ:{إِذْ وُقِفُوا على النار} [الأنعام: 27] ؛ فَفِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَاتَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ رحمه الله.

ص: 434

1628 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: التَّوَاضُعُ مَعَ الْبُخْلِ خَيْرٌ مِنَ السَّخَاءِ مَعَ الْكِبْرِ. وَقَالَ أَيْضًا: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ صَدَأً، وَصَدَأُ الْقُلُوبِ شَبَعُ الْبُطُونِ.

ص: 434

1629 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ الْعَابِدُ: كَانَ فِي هَمَذَانَ رَجُلٌ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، قَالَ: دُفِعَتْ إِلَيَّ رُقْعَةٌ فِي مَنَامِي، فَإِذَا فِيهَا: تَحَلَّ لِمَوْلاكَ بِالطَّاعَةِ، وَالْبَسْ لَهُ قِنَاعَ ذُلِّ الْمَخَافَةِ، لَعَلَّهُ يَرَى اهْتِمَامَكَ بِبُلُوغِ رِضَاهُ، فَيُبَوِّءكَ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ (أَوْ قَالَ: يُوَرِّثُكَ) .

ص: 435

1630 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا كَمَالُ الْحُمْقِ؟ قَالَ: طَلَبُ مَنَازِلِ الأَخْيَارِ بِأَعْمَالِ الأَشْرَارِ، وَبُغْضُ أَهْلِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةُ أَهْلِ الْبَاطِلِ. قِيلَ: فَمَا عَلامَةُ الْجَهْلِ؟ قَالَ: حُبُّ الْغِنَى، وَطُولُ الأَمَلِ، وَشِدَّةُ الْحِرْصِ. قِيلَ: فَمَا عَلامَةُ الْعَمَى؟ قَالَ: الرُّكُونُ إِلَى مَنْ لا تَأْمَنُ غِشَّهُ، وَالْمَنُّ مَعَ الصَّدَقَةِ، وَالْعِبَادَةُ مَعَ الْبُخْلِ.

ص: 435

1631 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّسَائِيُّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، نَا أَبُو شُعَيْبٍ الْخَيَّاطُ؛ قَالَ: قُلْتُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: أقعد إِلَى الْقَاصِّ؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: فَأُقِيمُهُ؟ قَالَ: إِنْ أَمِنْتَ النِّعَالَ؛ فَافْعَلْ.

ص: 436

1632 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الزُّهَّادِ: مَتَى يُدْرِكُ الْعَبْدُ أَمَلَهُ مِنَ اللهِ؟ قَالَ: إِذَا لَمْ تَنْظُرْ عَيْنُهُ فِي النَّوَائِبِ وَالنَّوَازِلِ إِلا إِلَيْهِ.

ص: 436

1632 -

/ 1 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ لِبَعْضِهِمْ:

(أَيَا نَفْسُ لا تَنْسِي كِتَابَكِ وَاذْكُرِي

لَكِ الْوَيْلُ إِنْ أُعْطِيتِهِ بِشِمَالِكِ)

(وَيَا نَفْسُ إِنَّ اليوم يوع تَفَرُّغٍ

فَبَادِرِيهِ يَا نَفْسُ قَبْلَ اشْتِغَالِكِ)

(وَمِسْكِينَةٌ يَا نَفْسُ أَنْتِ فَقِيرَةٌ

إِلَى خَيْرِ مَا قَدَّمْتِهِ مِنْ فعالك)

(ومسؤولة يَا نَفْسُ أَنْتِ فَاعْدُدِي

جَوَابًا لِيَوْمِ الْحَشْرِ قَبْلَ سؤالك)

ص: 436

1632 -

/ 2 - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ ابي الدُّنْيَا، أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ:

(تَلْقَى الْفَتَى حَذِرَ الْمَنِيَّةِ هَارِبًا

مِنْهَا وَقَدْ حَدَّقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ)

(نَصَبَتْ حَبَائِلَهَا لَهُ مِنْ حَوْلِهِ

فَإِذَا أَتَاهُ يَوْمُهُ لا يُنْظَرُ)

(إن امرءا أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ

تَحْتَ التُّرَابِ لَنَوْلِهِ يَتَفَكَّرُ)

(تُعْطَى صَحِيفَتَكَ الَّتِي أَمْلَيْتَهَا

فَتَرَى الَّذِي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ)

(حَسَنَاتُهَا مَحْسُوبَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ

وَالسَّيِّئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ)

ص: 437

1633 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ أَبُو خَالِدٍ الإِفْرِيقِيُّ - وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْمَغْرِبِ فِي إِفْرِيقِيَّةَ -، نَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ

⦗ص: 438⦘

: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»

[إسناده ضعيف، والحديث صحيح] .

ص: 437

1634 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ:

⦗ص: 439⦘

إِذَا أَكْرَمَكَ النَّاسُ لِمَالٍ أَوْ سُلْطَانٍ؛ فَلا يُعْجِبَنَّكَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ زَوَالَ الْكَرَامَةِ بِزَوَالِهَا، وَلَكِنْ لِيُعْجِبْكَ إِنْ أَكْرَمُوكَ لِعِلْمٍ أَوْ لأَدَبٍ أَوْ لِدِينٍ.

ص: 438

1635 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَلَلْتُ طَالِبًا لِطَلَبِ الْعِلْمِ، فَعَزَزْتُ مَطْلُوبًا

[إسناده ضعيف] .

ص: 439

1636 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَتَرَ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ بِالْحَيَاءِ؛ لَبِسَ الْجَهْلَ سِرْبَالًا؛ فَقَطِّعُوا سَرَابِيلَ الْحَيَاءِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْعِلْمَ بَيْنَ

⦗ص: 440⦘

الْحَيَاءِ وَالسِّتْرِ.

ص: 439

1637 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الدَّيْنَوَرِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ: يَا مَعْشَرَ النَّاسِ! لا يمنعكم سُوءُ مَا تَعْلَمُونَ مِنَّا أَنْ تَقْبَلُوا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ.

ص: 440

1637 -

/ م - ثُمَّ أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَوْلَ الْخَلِيلِ:

(اعْمَلْ بِعِلْمِي وَلا تَنْظُرْ إِلَى عَمَلِي

يَنْفَعْكَ عِلْمِي وَلا يَضْرُرْكَ تَقْصِيرِي)

ص: 440

1638 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ:

⦗ص: 441⦘

قَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ: لَئِنْ أَعْرَبْنَا فِي كَلامِنَا حَتَّى مَا نَلْحَنُ، لَقَدْ لَحَنَّا فِي أَعْمَالِنَا حَتَّى مَا نَعْرِبُ.

ص: 440

1639 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُلُوكِ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: لا تُخْرِجْهُمْ مِنْ عِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ حَتَّى يُحْكِمُوهُ؛ فَإِنَّ اصْطِكَاكَ الْعِلْمِ فِي السَّمْعِ وَازْدِحَامَهُ فِي الْوَهْمِ مَضَلَّةٌ لِلْفَهْمِ.

ص: 441

1640 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ لِرَجُلٍ: رَحِمَ اللهُ أَبَاكَ، كَانَ يَقُرُّ الْعَيْنَ جَمَالًا وَالأُذُنَ بَيَانًا.

ص: 441

1641 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: خَطَبَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى قَوْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَبْذُلُ مِنَ الصَّدَاقِ؟ فَرَفَعَ

⦗ص: 442⦘

السَّجْفَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَرَأَى شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا عِنْدِي نَقْدٌ، وَإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ عَلَيَّ دَيْنٌ.

ص: 441

1642 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ حَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ الْغُدَانِيُّ عَلَى زِيَادٍ وَبِوَجْهِهِ أَثَرٌ - وَكَانَ حَارِثَةُ صَاحِبَ شَرَابٍ -، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: مَا هَذَا الأَثَرُ بِوَجْهِكَ؟ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، رَكِبْتُ فَرَسًا أَشْقَرَ فَحَمَلَنِي حَتَّى صَدَمَ بِي الْحَائِطَ. فَقَالَ زِيَادٌ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ رَكِبْتَ الأَشْهَبَ لَمْ يُصِبْكَ مَكْرُوهٌ.

ص: 442

1643 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ الْوَلِيدِ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ تَقُولُ فِي سُجُودِهَا: سُبْحَانَكَ! مَا أَضْيَقَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ، سُبْحَانَكَ! مَا أَوْحَشَ الطَّرِيقَ عَلَى مَنْ لَمْ

⦗ص: 443⦘

تَكُنْ أَنِيسَهُ.

ص: 442

1644 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَدْعُونَ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَكَانَ يَدْعُو به بكاء بن إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! لا تُؤَاخِذْنِي بِتَقْصِيرِي عَنْ رِضَاكَ عَظِيمَ خَطِيئَتِي؛ فَاغْفِرْ لِي، وَيَسِّرْ عَمَلِي؛ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، كَمَا شِئْتَ تَكُونُ مَشِيئَتُكَ، وَإِذَا عَزَمْتَ يَمْضِي عَزْمُكَ، فَلا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْكَ وَعَنْ دَعْوَتِكَ، وَلا الَّذِي أَسَاءَ اسْتَبَدَّ بِشَيْءٍ يَخْرُجُ بِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ؛ فَكَيْفَ لِي بِالنَّجَاةِ؟ ! وَلا تُوجَدُ إِلا مِنْ قِبَلِكَ، إِلَهَ الأَنْبِيَاءِ، وَوَلِيَّ الأَتْقِيَاءِ، وَبَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَعِمَادَ الْوَاثِقِينَ، وعين الناظرين، وسراج قلوب النادمين، وموصل المنقطعين، وَوَسِيلَةَ الأَوَّابِينَ، وَحِجَّةَ الْمُحْسِنِينَ، جَدِيدٌ لا تُبْلَى، حَفِيظٌ لا تُنْسَى، دَائِمٌ لا تَبِيدُ، حَيٌّ لا تَمُوتُ، يَقْظَانُ لا تَنَامُ، بِكَ عَرَفْتُ، وَبِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِكَ أَحْيَا، وَبِكَ أَمُوتُ، وَبِكَ أُبْعَثُ، وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ؛ فَتَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ

[إسناده واه جدا] .

ص: 443

1645 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ، نَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلاتِهِ مِنَ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَكْثَرَ مَا تَتَعَوَّذُ مِنَ الْمَغْرَمِ! فَقَالَ: «إِنَّ الْغَارِمَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ»

[إسناده حسن] .

ص: 444

1646 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: كَانَ فِي زَمَنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ أَوْ مَلِكٌ، فَقَالَ: مَا أَرَى أَحَدًا أَعَزَّ مِنِّي. قَالَ: فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ أَضْعَفَ خَلْقِهِ (يَعْنِي: الْبَعُوضَةَ) ،

⦗ص: 445⦘

فَدَخَلَتْ فِي مِنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اضْرِبُوا هَا هُنَا، اضْرِبُوا هَا هُنَا. فَضَرَبُوا رَأْسَهُ بِالْفُئُوسِ حَتَّى هَشَّمُوا رَأْسَهُ.

ص: 444

1647 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: مَرَّ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بِقَبْرِ دَانِيَالَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنَ الْقَبْرِ يَقُولُ سُبْحَانَ مَنْ تَعَزَّزَ بِالْقُدْرَةِ وَقَهَرَ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ! وَمَضَى، فَإِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنَا الَّذِي تَعَزَّزْتُ بِالْقُدْرَةِ، وَقَهَرْتُ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ، مَنْ قَالَهُنَّ اسْتَغْفَرَتْ له السماوات السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ وَمَنْ فِيهِنَّ

[إسناده ضعيف] .

ص: 445

1648 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ سَلَّامٍ، عَنْ لَيْثٍ:

⦗ص: 446⦘

أَنَّ رَجُلًا وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ، فَقَالَ: مَنْ عِنْدَهُ ضِيَافَةٌ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ أَعَادَ، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْمَى: عِنْدِي. ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَعَشَّاهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ضَعْ لِي وُضُوءً. فَوَضَعَ لَهُ وُضُوءً، فَنَامَ الأَعْمَى، فَقَامَ الرَّجُلُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى مَا قَضَى اللهُ لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو، وَانْتَبَهَ الأَعْمَى، وَجَعَلَ يَسْمَعُ لِدُعَائِهِ؛ فَقَالَ: اللهُمَّ رَبَّ الأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ وَالأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ! أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَرْوَاحِ الرَّاجِعَةِ إِلَى أَجْسَادِهَا، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى عروقها، وبطاعة القبور المتشققة عَنْ أَهْلِهَا، وَبِدَعْوَتِكَ الصَّادِقَةِ فِيهِمْ، وَأَخْذِكَ الْحَقَّ مِنْهُمْ، وَتَبْرِيزِ الْخَلائِقِ كُلِّهِمْ مِنْ مَخَافَتِكَ، وَشِدَّةِ سُلْطَانِكَ، يَنْتَظِرُونَ قَضَاءَكَ، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ، وَيَخَافُونَ عَذَابَكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالإِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالشُّكْرَ فِي قَلْبِي، وَذِكْرَكَ عَلَى لِسَانِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي. قَالَ: فَحَفِظَ الأَعْمَى الدُّعَاءَ، ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، وَدَعَا بِهِنَّ؛ فَأَصْبَحَ وَقَدْ رَدَّ اللهُ عز وجل عَلَيْهِ بَصَرَهُ.

ص: 445

1649 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُونَ صَاحِبُ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 447⦘

قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: مَنْ لَمْ يَسْتَحِ مِنْ طَلَبِ الْحَلالِ خَفَّتْ مُؤْنَتُهُ وَقَلَّ كِبْرِيَاؤُهُ.

ص: 446

1650 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْرَمِيُّ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. فِي التَّوْرَاةِ: طُوبَى لِمَنْ أَكَلَ مِنْ ثَمَرَةِ يَدِهِ.

ص: 447

1651 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ يَقُولُ لِيُوسُفَ: مَنْ أَحَبَّ اكْتِسَابَ مَحْمُودِ الذِّكْرِ؛ فَعَلَيْهِ بِاجْتِنَابِ أَذَى النَّاسِ، وَتَرْكِ الذُّنُوبِ، وَإِصْلاحِ الْمَعِيشَةِ.

ص: 447

1652 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الرَّجُلَ يَقُولُ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: مَنْ مَلَكَ الْمَالَ، فَلَمْ يُمْضِهِ فِي مَعْرُوفِ سَبِيلِهِ؛ فَهُوَ الْوَاجِدُ غَيْرَ الْعَائِدَةِ عَلَيْهِ جَدَّتُهُ.

ص: 448

1652 -

/ م - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنْشَدَنَا سُلَيْمَانُ:

(الْمَالُ يَرْفَعُ بَيْتًا لا عِمَادَ لَهُ

وَالْفَقْرُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْفَخْرِ وَالنَّسَبِ)

ص: 448

1653 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: أَوْحَى اللهُ تبارك وتعالى إِلَى مُوسَى عليه السلام: إِنِّي رَزَقْتُ الأَحْمَقَ ليعلم العاقل أن الزرق لَيْسَ بِاحْتِيَالٍ

[إسناده واه جدا] .

ص: 448

1654 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ:

⦗ص: 449⦘

لَمَّا حَضَرَتْ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ الْوَفَاةُ؛ قِيلَ لَهُ: أَلا تُوصِي؟ قَالَ: بِمَ أُوصِي؟ ! لَمْ أَدَعْ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلًا وَلا كَثِيرًا؛ إِلا دانِقٌ وَنِصْفُ فُلُوسٍ تَحْتَ رَأْسِي؛ فَاشْتَرُوا بِهَا رَاوِيَةً من ماء؛ فاغلسوا بِهَا أَطْمَارِي هَذِهِ الَّتِي عَلَيَّ، وَاغْسِلُونِي بِالْبَاقِي، وَأَسْلِمُونِي إِلَى رَبِّي، وَلا تَدَعُوا أَحَدًا يُشْرِكُنِي فِي كَفَنِي، وَدَعُونِي؛ فَلْيَكُنْ غِنَائِي بِاللهِ بَعْدَ مَوْتِي كَمَا كَانَ غِنَائِي بِهِ فِي حَيَاتِي.

ص: 448

1655 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنِ الأَحْزَانِ فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ: الأَحْزَانُ ثَلاثَةٌ: خَلِيلٌ فَارَقَ خَلِيلَهُ، أَوْ وَالِدٌ ثَكَلَ وَلَدَهُ، أَوْ رَجُلٌ افْتَقَرَ بَعْدَ الْغِنَى.

ص: 449

1655 -

/ م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا

⦗ص: 450⦘

:

(يَا عَائِبَ الْفَقْرِ أَمَا تَزْدَجِرْ

عَيْبُ الْغِنَى أَكْبَرُ لَوْ تَعْتَبِرْ)

(مِنْ شَرَفِ الْفَقْرِ وَمِنْ فَضْلِهِ

عَلَى الْغِنَى لَوْ صَحَّ مِنْكَ النَّظَرْ)

(أنك تَعْصِي لِتَنَالَ الْغِنَى

وَلَيْسَ تَعْصِي اللهَ كَي تَفْتَقِرْ)

ص: 449

1656 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ؛ فَقَالَ: إِنِّي قَدِ امْتَدَحْتُكَ بِبَيْتَيْنِ، فَاسْمَعْهُمَا. قَالَ: هَاتِ. فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

(أَخَالِدٌ إِنِّي لَمْ أَزُرْكَ لِحَاجَةٍ

سِوَى أَنَّنِي عَافٍ وَأنْتَ جَوَادُ

⦗ص: 451⦘

)

(أَخَالِدٌ بَيْنَ الْحَمْدِ وَالأَجْرِ حَاجَتِي

فَأَيُّهُمَا تَأْتِي فَأَنْتَ عِمَادُ)

فَقَالَ خَالِدٌ: سَلْنِي يَا أَعْرَابِيُّ: قَالَ: وَجَعَلْتَ إِلَيَّ الْمَسْأَلَةَ؟ قال: نعم. قال: مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: أَسْرَفْتَ يَا أَعْرَابِيُّ. قَالَ: أَفَأَحُطَّكَ أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ حَطَطْتُكَ تِسْعِينَ أَلْفًا. فَقَالَ: مَا أَدْرِي يَا أَعْرَابِيُّ أَيُّ أَمْرَيْكَ أَعْجَبُ: حَطِيطُتكَ، أَمْ سُؤَالُكَ؟ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، إِنِّي سَأَلْتُكَ عَلَى قَدْرِكَ، وَحَطَطْتُكَ عَلَى قَدْرِي وَمَا أَسْتَأْهِلُ فِي نَفْسِي. فَقَالَ خَالِدٌ: إِذًا وَاللهِ لا تَغْلِبَنِّي، أَعْطِهِ يَا غلام مئة أَلْفٍ.

ص: 450

1657 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجَزَرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: يُقَالُ: الْحُرُّ مَنْ أَعْتَقَتْهُ الْمَحَاسِنُ، وَالْعَبْدُ مَنِ اسْتَعْبَدَتْهُ الْمَقَابِحُ.

ص: 451

1658 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُصْعَبٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: الْكَرِيمُ يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ، وَاللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا أُلْطِفَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 451

1659 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: مَا وَجَدْتُ لَئِيمًا قَطُّ إِلا وَجَدْتُهُ رَقِيقَ الْمُرُوءَةِ

[إسناده ضعيف جدا] .

ص: 452

1660 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْمَلْعَنَةَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الْمَلْعَنَةُ؟ قَالَ: «أَنْ تُلْقُوا أَذَاكُمْ عَلَى الطُّرُقَاتِ»

[إسناده ضعيف جدا] .

ص: 452

1661 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ:

⦗ص: 453⦘

أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى [صلى الله عليه وسلم] : يَا مُوسَى! إِذَا رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلًا؛ فَقُلْ: ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا؛ فَقُلْ: مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ.

ص: 452

1662 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَبْطَرَهُ الْغِنَى أَذَلَّهُ الْفَقْرُ، وَمَنْ أَمْرَحَتْهُ الْعَافِيَةُ هَدَّهُ السَّقَمُ، وَمَنْ ضَيَّعَ شُكْرَ النِّعَمِ حَلَّتْ بِهِ النِّقَمُ، وَمَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَلَّ بِهِ النَّدَمُ.

ص: 453

1663 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: دَعَا أَعْرَابِيٌّ بِعَرَفَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ إِلا إِلَيْكَ، وَمِنَ الذُّلِّ إِلا لَكَ؛ فَأَعْطِنِي الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنِي لَهُ أَهْلًا،

⦗ص: 454⦘

وَجَنِّبْنِي الشَّرَّ وَلا تَجْعَلْنِي لَهُ مَثَلًا.

ص: 453

1664 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِلأَمِيرِ سِتَّةُ أَشْيَاءَ: وَزِيرٌ يَثِقُ بِهِ وَيُفْضِي إِلَيْهِ سِرَّهُ، وَحِصْنٌ يَلْجَأُ إِلَيْهِ إِذَا فَزِعَ أَنْجَاهُ (يَعْنِي فَرَسًا) ، وَسَيْفًا إِذَا نَازَلَ الأَقْرَانَ لَمْ يَخَفْ أَنْ يَخُونَهُ، وَذَخِيرَةٌ خَفِيفَةُ الْمَحْمَلِ إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ حَمَلَهَا، وَامْرَأَةٌ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا أَذْهَبَتْ غَمَّهُ، وَطَبَّاخٌ عَاقِلٌ إِذَا لَمْ يَشْتَهِ الطَّعَامَ صَنَعَ لَهُ شَيْئًا يَشْتَهِيهِ.

ص: 454

1665 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بن منبه؛ قل:

⦗ص: 455⦘

لَقِيَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: كَمْ آكُلُ؟ قَالَ: دُونَ الشَّبَعِ. قَالَ: فَكَمْ أَضْحَكُ؟ قَالَ: مَا يُبْسِطُ وَجْهَكَ وَيَنْفِي عَنْكَ الْعُبُوسَ. قَالَ: فَكَمْ أَبْكِي؟ قَالَ: مَا قَدِرْتَ عَلَى الْبُكَاءِ؛ فَابْكِ؛ فَإِنَّ الْحُزْنَ أَمَامَكَ.

ص: 454

1666 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام: لا يَكُونُ الرَّجُلُ قَيِّمَ أَهْلِهِ حَتَّى لا يُبَالِي أَيَّ ثَوْبَيْهِ لَبِسَ، وَلا مَا سَدَّ بِهِ فَوْرَةَ الْجُوعِ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 455

1667 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ داود الزَّنْبَرِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: الْعِلْمُ نُورٌ لِصَاحِبِهِ، وَدَلِيلٌ لِحَظِّهِ، وَوَسِيلَةٌ تَنْبَرِي إِلَى دَرَجَاتِ السُّعَدَاءِ، وَصَاحِبٌ مُؤْنِسٌ فِي السَّفَرِ

[إسناده ضعيف]

ص: 455

1668 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: لَبِسَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه رِدَاءً نَفِيسًا، فَبَيْنَا [هُوَ] يَسِيرُ؛ إِذَا رَجُلٌ قَدِ اسْتَلَبَهُ، فَقَامَ النَّاسُ، فَأَخَذُوهُ منه، فقال طلحة: رُدُّوهُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ، خَجَلَ وَرَمَى بِهِ إِلَى طَلْحَةَ. فَقَالَ طَلْحَةُ: خُذْهُ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهِ؛ فَإِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ عز وجل أَنْ يُؤَمِّلَ أَحَدٌ فِيَّ أَمَلًا فَأُخَيِّبَ أَمَلَهُ.

ص: 456

1669 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الأَزْدِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ضَحْوَةً وَحْدِي، قَالَ: إِذْ أَتَانِي آتٍ يَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ! فَالْتَفَتُّ يَمِينًا وَشِمَالًا؛ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي رَدَدْتُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي. فَقَالَ: لا رَوْعَ عَلَيْكَ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، مِنَ الْخَافِيَةِ، أَتَيْتُكَ أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ

⦗ص: 457⦘

وَأَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ. قَالَ: مَا الَّذِي تَسْأَلُنِي عَنْهُ، وَمَا الَّذِي تُخْبِرُنِي بِهِ؟ ! قَالَ: الَّذِي أُخْبِرُكَ بِهِ أَنِّي شَهِدْتُ إِبْلِيسَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَأَيْتُ شَيْطَانًا مُسْوَدًّا وَجْهُهُ، مُزْرَقَّةً عَيْنَاهُ، يَقُولُ لَهُ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْمَسَاءِ: مَا صَنَعْتَ بالرجل؟ فيقول له الشَّيْطَانُ: لَمْ أَطِقْهُ لِلْكَلامِ الَّذِي يَقُولُ إِذَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ؛ قُلْتُ لِلشَّيْطَانِ: عَنْ مَنْ يَسْأَلُكَ إِبْلِيسُ اللَّعِينُ؟ قَالَ: يَسْأَلُنِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنْ أَغْوِيَهُ؛ فَمَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ لِكَلامٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ ما تَتَكَلَّمُ بِهِ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَقُولُ: آمَنْتُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، وَاعْتَصَمْتُ بِهِ، وَكَفَرْتُ بِالطَّاغُوتِ، وَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لا انْفِصَامَ لَهَا، وَأَنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَإِذَا أَصْبَحْتُ أَقُولُ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ! جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا؛ فَقَدِ اسْتَفَدْتَ خَيْرًا وَأَفَدْتَهُ.

ص: 456

1670 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ بَشِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ:

⦗ص: 458⦘

لَوْلا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ؛ لَجَعَلَنِي الْيَهُودُ كَلْبًا نَبَّاحًا أَوْ حِمَارًا نَهَّاقًا مِنْ سِحْرِهِمْ؛ فَأَدْعُو بِهِنَّ أَسْلَمُ مِنْ سِحْرِهِمْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِ اللهِ الْعَظِيمِ الْجَلِيلِ الَّذِي لا يُحْقَرُ جَارُهُ، الَّذِي يَمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ؛ مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ وَالْهَامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

ص: 457

1671 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: كَفَاكَ مِنَ الْعَقْلِ مَا أَوْضَحَ لَكَ غَيَّكَ مِنْ رُشْدِكَ.

ص: 459

1672 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ الْجَفْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ: أَحْسَنُ الْعُلَمَاءِ عِلْمًا مَنْ أَحْسَنَ تَقْدِيرَ مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ تَقْدِيرًا لا يُفْسِدُ عَلَيْهِ واحدا مِنْهُمَا بِصَلاحِ الآخَرِ، فَإِنْ أَعْيَاهُ ذَلِكَ رَفَضَ الأَدْنَى، وَآثَرَ الأَعْظَمَ.

ص: 459

1673 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِئُ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْهِنْدِ: مَا أَقَلَّ مَنْفَعَةَ كَثْرَةِ الْمَعْرِفَةِ مَعَ سَرَفِ الطَّبِيعَةِ وَغَلَبَةِ الشَّهْوَةِ! وَمَا أَكْثَرَ منفعة قلة العلم من اعْتِدَالِ الطَّبِيعَةِ وَاقْتِصَادِ الشَّهْوَةِ!

ص: 459

1674 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ ، وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَةٌ، وَلِكُلِّ عَالِمٍ هَفْوَةٌ.

ص: 460

1675 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ»

[صحيح] .

ص: 460

1676 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا خَالِدٌ [يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ اللهِ) ، عَنْ بَيَانِ، عَنْ عَامِرٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 462⦘

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! مَا الأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ. قَالَ: فَمَا الْقَانِتُ؟ قَالَ: الَّذِي يُطِيعُ اللهَ عز وجل. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِلرَّجُلِ: إِنَّمَا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ [صلى الله عليه وسلم]

[إسناده ضعيف] .

ص: 460

1677 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. زِينَةُ الْكَهْلِ الْعِلْمُ، وَحَسْبُهُ الْحِلْمُ.

ص: 462

1677 -

/ م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْمُهَلَّبِ: بِمَ بَلَغْتَ؟ قَالَ: بِالْعِلْمِ. قَالَ: قَدْ رَأَيْنَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ لَمْ يَبْلُغْ مَا بَلَغْتَ. قَالَ: ذَاكَ عِلْمُ صِفَةٍ، وَهَذَا عِلْمٌ وُضِعَ مَوَاضِعَهُ، وَأُصِيبَ بِهِ فُرَصُهُ، وَأُخْرَى لَمْ أُخْبِرْكَ بِهَا؛ إِيثَارِي فِعْلًا أُحْمَدُ عَلَيْهِ دُونَ الْقَوْلِ بِهِ.

ص: 462

1678 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ؛ قَالَ: قَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَجْمَعُ الْعُلَمَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أَضِعْ حِكْمَتِي في صدروكم إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْفِرَ لَكُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْكُمْ، اذْهَبُوا، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ.

ص: 463

1678 -

/ م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا

⦗ص: 464⦘

:

(كَمْ مِنْ حَسِيبٍ أَخِي عِزٍّ وَطَمْطَمَةٍ

فَدْمٍ لَدَى الْقَوْمِ مَعْرُوفًا إِذَا انْتَسَبَا)

(فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ آباؤه نجب

كانوا الرؤوس فَأَمْسَى بَعْدَهُمْ ذَنَبَا)

(وَخَامِلٍ مُقْرِفِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ

نَالَ الْمَكَارِمَ وَالأَمْوَالَ وَالنَّسَبَا)

(الْعِلْمُ زَيْنٌ وَذَخْرٌ لا نَفَادَ لَهُ

نِعْمَ الضَّجِيعُ إِذَا مَا عَاقِلٌ صَحِبَا)

(قَدْ يَجْمَعُ الْمَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ

عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالْحَرْبَا)

(وَجَامِعُ الْعِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا

فَلا تُحَاذِرْ مِنْهُ الْفَوْتَ وَالسَّلْبَا)

ص: 463

1679 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، نَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 465⦘

صلى الله عليه وسلم: «لا يَرَى امْرِئٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ؛ إِلا أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ»

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 464

1680 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ النُّهَاوَنْدِيُّ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، نَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: تَذَاكَرْنَا التَّوَاضُعَ أَنَا وَأَيُّوبُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَقَالَ لَنَا الشَّيْخُ: وَتَدْرِيَانِ مَا التَّوَاضُعُ؟ قُلْنَا: مَا هُوَ؟ قَالَ: تَخْرُجُ مِنْ بَابِكَ؛ فَلا تَلْقَى مُسْلِمًا إِلا رَأَيْتَ لَهُ عَلَيْكَ فَضْلًا.

ص: 465

1681 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ؛ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَخِي مُطَرِّفٍ حَبَسَهُ السُّلْطَانُ فِي شَيْءٍ؛ فَكَانَ يَخَافُ عَلَيْهِ، فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانِ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عَصًا بِيَدِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا هَذَا؟ قَالَ: أَسْتَكِينُ لِرَبِّي عَسَى أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي.

ص: 466

1682 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ، نَا أَبِي، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَادَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِالصَّلاةِ جَامِعَةً، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ وَكَثُرُوا؛ صَعِدَ الْمِنْبَرَ؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرْعَى

⦗ص: 467⦘

عَلَى خَالاتٍ لِي مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ. فَيَقْبِضْنَ لِي الْقَبْضَةَ مِنَ التَّمْرِ أَوِ الزَّبِيبِ، فَأَظَلُّ يَوْمِي وَأَيُّ يَوْمٍ. ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا زدت على أن قئمت نَفْسَكَ - يَعْنِي: عِبْتَ -. قَالَ: فَقَالَ: وَيْحُكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ! إِنِّي خَلَوْتُ؛ فَحَدَّثَتْنِي نفسي؛ قال: أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَمَنْ ذَا أَفْضَلُ مِنْكَ؟ فَأَرَدْتُ أَنْ أُعَرِّفَهَا نَفْسَهَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 466

1683 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: كَانَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ يَدْعُو؛ فَيَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقًا لا يُفْقِرُ إِلَى سِوَاهُ، وَتَزِدْنِي بِهِ شُكْرًا، وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْرًا، وَبِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًى وَتَعَفُّفًا

[إسناده واه جداً] .

ص: 467

1684 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَرِّزٍ الْهَرَوِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: أَشْرَفُ الْعُلَمَاءِ مَنْ هَرَبَ بِدِينِهِ مِنَ الدُّنْيَا،

⦗ص: 468⦘

وَاسْتُصْعِبَ قِيَادُهُ عَلَى الْهَوَى.

ص: 467

1685 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: كَانَ مما حفظ على أَرْدَشِيرَ مِنْ حِكْمَتِهِ قَالَ يَوْمًا لِوُزَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ: بِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عُلُوِّ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ، وَبِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عَيْبِ الْجَهْلِ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَنْتَفِي مِنْهُ، وَيَغْضَبُ أَنْ يُسَمَّى بِهِ.

ص: 468

1686 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السِّيرَوَانِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

⦗ص: 470⦘

صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ؛ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 468

1687 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ اللهَ تبارك وتعالى قَالَ لِلْعَزِيزِ: بِرَّ وَالِدَيْكَ؛ فَإِنَّ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ رَضِيتُ عَنْهُ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ، وَإِذَا بَارَكْتُ بَلَغْتُ الرَّابِعَةَ

⦗ص: 471⦘

مِنَ النَّسْلِ

[إسناده واه بمرة] .

ص: 470

1688 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْمَوْتُ؛ قَالَ لأَهْلِهِ: لا تَبْكُوا عَلَيَّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 471

1689 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ الْبَصْرِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، نَا عَمَّارُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبَانَ؛ قَالَ:

⦗ص: 472⦘

خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ النَّوَّارِ بِنْتِ أَعْيُنٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ الْفَرَزْدَقِ، وَفِيهَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، فَلَمَّا كُنَّا فِي الطَّرِيقِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! تَدْرِي مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: وَمَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: فِي هَذِهِ الْجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ. قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ، وَإِنِّي شَرُّ النَّاسِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَسْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ وَلا أَنْتَ بِشَرِّ النَّاسِ. فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَبَّانِ تَقَدَّمَ الْحَسَنُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ؛ قَامَ الْحَسَنُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَا فِرَاسٍ! مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْمَضْجَعِ. قَالَ: شَهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُذْ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. فَقَالَ

⦗ص: 473⦘

الْحَسَنُ: خُذْهَا مِنْ غَيْرِ فَقِيهٍ. ثُمَّ تَنَحَّى الْحَسَنُ وَجَلَسَ وَاحْتَبَى وَأَحْدَقَ النَّاسُ بِهِ، فَجَاءَ الْفَرَزْدَقُ وَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الْحَسَنِ؛ فَأَنْشَدَهُ شِعْرًا؛ فَقَالَ:

(أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي

أَشَدَّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا)

(إِذَا جَاءَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ

عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الْفَرَزْدَقَا)

(لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلادِ آدَمَ مَنْ مَشَى

إِلَى النَّارِ مُحَمَّرَ الْقِلادَةِ أَزْرَقَا)

(يُسَاقُ إِلَى دَارِ الْجَحِيمِ مُسَرْبَلًا

سَرَابِيلَ قَطْرَانٍ لِبَاسًا مُحْرِقَا)

(إِذَا شَرِبُوا فِيهَا الصَّدِيدَ رَأَيْتَهُمْ

يَذُوبُونَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيدِ تَمَزُّقَا)

[إسناده واهٍ] .

ص: 471

1690 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 474⦘

قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَعْظَمُ النَّاسِ خَطِيئَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ الْمُثَلِّثُ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: الْمُثَلِّثُ هُوَ الرَّجُلُ يَسْعَى بِأَخِيهِ إِلَى الْإِمَامِ؛ فَيُهْلِكُ نَفْسَهُ وَأَخَاهُ وَالإِمَامَ.

ص: 473

1691 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إِلَى شَابٍّ قَدْ نَكَّسَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! ارْفَعْ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّ الْخُشُوعَ لا يَزِيدُ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ، فَمَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ خُشُوعًا فَوْقَ مَا فِي قَلْبِهِ؛ فَإِنَّمَا أَظْهَرَ نِفَاقًا عَلَى نِفَاقٍ

[إسناده ضعيف] .

ص: 474

1692 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ إِذَا رَاءَى الْعَبْدُ يَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي يَتَهَزَّأُ بِي.

ص: 474

1693 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا لِسَابِقٍ الْبَرْبَرِيِّ:

(إِنْ كُنْتَ مُتَّخِذًا خَلِيلًا

فَتَنَقَّ وَانْتَقِدِ الْخَلِيلا)

(مَنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ مُنْصِفًا

فِي الْوُدِّ فَأَبْغِ بِهِ بَدِيلا)

(وَعَلَيْكَ نَفْسَكَ فَارْعَهَا

وَاكْسَبْ لَهَا عَمَلًا جَمِيلا)

(وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِنَفْسِهِ

زُرِعَتْ لَهُ قَالًا وَقِيلا)

(وَأَقَلُّ مَا تَجِدُ اللَّئِيمَ

عَلَيْكَ إِلا مُسْتَطِيلا)

(وَالْمَرْءُ إِنْ عَرَفَ الْجَمِيلَ

وَجَدْتَهُ يَأْتِي الْجَمِيلا)

(وَلَرُبَّمَا سُئِلَ الْبَخِيلُ

الشَّيْءَ لا يَسْوَى فَتِيلا)

(فيقول لا أجد السبيل

إليه يكره أن ينيلا)

(فَكَذَاكَ لا جَعَلَ الإِلَهُ لَهُ

إِلَى خَيْرٍ سَبِيلا)

(يَا مُبْتَنِي الدَّارِ الَّتِي هِيَ

مُسْرِعٌ عَنْهَا الرَّحِيلا)

(إِنْ لَمْ تُنِلْ خَيْرًا أَخَاكَ

فَكُنْ لَهُ عَبْدًا ذَلِيلًا)

(وَتَجَنَّبَ الشَّهَوَاتِ وَاحْذَرْ

أَنْ تَكُونَ لَهَا قَتِيلا

⦗ص: 476⦘

)

(فَلَرُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ

قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلا)

ص: 475

1694 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ دَأْبٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ أُضَيِّعَهُ وَلا أَعْمَلُ بِهِ. قَالَ: إِنَّكَ إِنْ تُوَسَّدَ الْعِلْمَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُوَسَّدَ الْجَهْلَ. ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رحمه الله، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ عَلَى مَا مَاتُوا عَلَيْهِ، فَيُبْعَثُ الْعَالِمُ عَالِمًا وَالْجَاهِلُ جَاهِلًا. ثُمَّ جَاءَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رحمه الله، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ؛ فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا أَنْتَ بِوَاجِدٍ شَيْئًا أَضْيَعَ لَكَ مِنْ تَرْكِهِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 476

1695 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ:

⦗ص: 477⦘

الْعَالِمُ مِثْلُ السِّرَاجِ، مَنْ مَرَّ بِهِ اقْتَبَسَ مِنْهُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 476

1696 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: كُلُّ إِنَاءٍ يُفَرَّغُ فِيهِ يَضِيقُ وَيَمْتَلِئُ إِلا الْقَلْبَ؛ فَإِنَّهُ كُلَّمَا أُفْرِغَ فِيهِ اتَّسَعَ، وَهَذَا مِنْ أَدَلِّ الدَّلائِلِ عَلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ.

ص: 477

1697 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. الْعَاقِلُ أَحْرَصُ عَلَى إِقَامَةِ لِسَانِهِ مِنْهُ عَلَى طَلَبِ مَعَاشِهِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 477

1698 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! احْتَفِظْ مِنَ النَّزَقِ عِنْدَ سَوْرَةِ الْغَضَبِ؛ فَإِنَّكَ مَتَى افْتَتَحْتَ بَدْوَ غَضَبِكَ بِكَظْمٍ خُتِمَتْ عَاقِبَتُهُ بِالْحِلْمِ،

⦗ص: 478⦘

وَمَتَى افْتَتَحْتَهُ بِالْقَلَقِ وَالضَّجَرِ خَتَمْتَهُ بِالسَّفَهِ، وَإِذَا حَاجَجْتَ؛ فَلا تَغْضَبْ؛ فَإِنَّ الْغَضَبَ يَقْطَعُ الْحُجَّةَ، وَيُظْهِرُ عَلَيْكَ الْخَصْمَ.

ص: 477

1698 -

/ م - ثُمَّ أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ:

(صَفُوحٌ عَنِ الإِجْرَامِ حَتَّى كَأَنَّهُ

مِنَ الْعَفْوِ لَمْ يَعْرِفْ مِنَ النَّاسِ مُجْرِمَا)

(وَلَيْسَ يُبَالِي أَنْ يَكُونَ بِهِ الأَذَى

إِذَا مَا الأَذَى بِالْكُرْهِ لَمْ يَغْشَ مُسْلِمَا)

ص: 478

1699 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدٌ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ مؤرق الْعِجْلِيُّ: مَا تَكَلَّمْتُ فِي الْغَضَبِ بِكَلِمَةٍ نَدِمْتُ عَلَيْهَا فِي الرِّضَا، وَمَا دَعَوْتُ عَلَى أَحَدٍ لِي فِي مَوْتِهِ رَاحَةٌ.

ص: 478

1700 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 480⦘

كَانَ يَقُولُ: «يَا عَائِشَةُ! إِيَّاكِ وَمُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبًا»

[إسناده حسن] .

ص: 478

1701 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نَا أَبِي، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه؛ قَالَ:

⦗ص: 482⦘

إِنَّ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الأَمَانَةِ، يُؤْتَى بِهِ وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ. قَالَ: رَبِّ! كَيْفَ أُؤَدِّيهَا وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ؛ مُثِّلَتْ لَهُ أَمَانَتُهُ كَيَوْمِ دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا زَلَّتْ عَنْ عَاتِقِهِ؛ فَهَوَتْ وَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ. ثُمَّ تَلَا ابْنُ مَسْعُودٍ:{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58] ؛ قَالَ زَاذَانُ: فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ؛ فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلى أهلها} [النساء: 58]

[إسناده حسن] .

ص: 480

1702 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَفَّانَ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، نَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَنْتَقِصُ مِنْ أَمَانَتِهِ إِلا انْتُقِصَ إِيمَانُهُ.

ص: 482

1703 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ: رَأَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ آتٍ أَتَاكَ وَمَعَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، فَقَالَ: اشْرَبْ مِنَ الرَّحِيقِ. فَقَالَ يُوسُفُ: الْحَمِيمُ أَشْبَهُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 482

1704 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما: مَا الْمُرُوءَةُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فِقْهُ الرجل في دينه، وإصلاح مَعِيشَتِهِ، وَحُسْنُ مُخَالَقَتِهِ. قَالَ: فَمَا النَّجْدَةُ؟ قَالَ: الذَّبُّ عَنِ الْجَارِ، وَالإِقْدَامُ عَلَى الْكَرِيهَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ. قَالَ: فَمَا الْجُودُ؟ قَالَ:

⦗ص: 484⦘

التَّبَرُّعُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالإِعْطَاءُ قَبْلَ السُّؤَالِ، وَالإِطْعَامُ فِي الْمَحْلِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 483

1705 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: إِنْصَافُ مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَالسُّمُوُّ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، وَالْجَزَاءُ بِمَا أُوتِيَ إِلَيْكَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ.

ص: 484

1706 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يُسَوِّدُونَ إِلا مَنْ كَانَتْ فِيهِ سِتُّ خِصَالٍ: السَّخَاءُ، وَالنَّجْدَةُ، وَالصَّبْرُ، وَالْحِلْمُ، وَالْبَيَانُ، وَالْمَوْضِعُ، وَصَارَ الْإِسْلامُ بِالْعَفَافِ لَهُ سَبْعًا.

ص: 484

1707 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ:

⦗ص: 485⦘

الصَّبْرُ اعْتِرَافُ الْعَبْدِ إِلَى اللهِ بِمَا أَصَابَهُ، وَإِحْسَانُهُ إِلَيْهِ، وَرَجَاءُ جَزَائِهِ، وَقَدْ يَجْزَعُ الرَّجُلُ وَهُوَ لا يُرَى مِنْهُ إِلا الصَّبْرُ.

ص: 484

1708 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: اعْرِفِ الْحَقَّ لِمَنْ عَرَّفَهُ لَكَ شَرِيفًا أَوْ وَضِيعًا، وَاطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 485

1709 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: سَأَلَ الْحَجَّاجُ ابن الْقِرِّيَّةِ عَنِ الصَّبْرِ، قال: كَظْمُ مَا يَغِيظُكَ، وَاحْتِمَالُ مَا يَنُوبُكَ.

ص: 485

1710 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ رَجُلًا؛ فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَيُّ الصَّبْرَيْنِ أَشَدُّ؛ صَبْرٌ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الضِّيقِ، أَمْ صَبْرٌ عَلَى مَا

⦗ص: 486⦘

كَانَ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالسِّعَةِ! !

ص: 485

1711 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ صَبْرُهُ عَلَى حَادِثَاتِ الرَّزِيَّةِ كَشُكْرِهِ عَلَى مُتَدَاوَمِ الْعَطِيَّةِ؛ اسْتَوْجَبَ مِنَ اللهِ عز وجل مَا أَعَدَّ لِلصَّابِرِينَ مِنْ ثَوَابِهِ.

ص: 486

1712 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ فَازَ بِالإِيمَانِ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُ، وَمَنْ سَعِدَ بِالتَّقْوَى امْتَنَعَتْ مِنْهُ الأَسْوَاءُ.

ص: 486

1713 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: مَنِ اتَّخَذَ الصَّبْرَ جُنَّةً؛ وَقَاهُ اللهُ عز وجل مِنْ عَثَرَاتِ الزَّلَلِ.

ص: 486

1714 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:

⦗ص: 487⦘

مَاتَ أَبِي؛ فَمَا سَأَلْتُ اللهَ عز وجل حَوْلًا كَامِلًا؛ إِلا الْعَفْوَ عَنْهُ

ص: 486

1715 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، نَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ؛ قَالَ: كُنْ إِلَى الاستماع مِنْكَ إِلَى الْقَوْلِ، وَكُنْ مِنَ خطإ الْكَلامِ أَشَدَّ حَذَرًا مِنْ خطإ السُّكُوتِ.

ص: 487

1716 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَبُو زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: مَا اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ اجْتِمَاعَهَا عَلَى السُّؤْدُدِ، وَالإِفْضَالِ فِي الْعُسْرِ، وَالصَّوَابِ فِي الْغَضَبِ، وَالرَّحْمَةِ مَعَ الْقُدْرَةِ، وَالرِّضَا لِلْعَامَّةِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الْحِقْدِ، وَالتَّوَدُّدِ إِلَى النَّاسِ، وَالْمُسَارَعَةِ إِلَى الْمَعُونَةِ.

ص: 487

1717 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

⦗ص: 488⦘

مَنْ عَلِمَ أَنَّ لِلْكَلامِ ثَوَابًا وَعِقَابًا قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ.

ص: 487

1718 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما:

⦗ص: 489⦘

مَا الْبَلاغَةُ؟ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الْفُضُولَ وَاقْتَصَرَ عَلَى الإِيجَازِ. قَالَ: فَمَنْ أَصْبَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ رَأْيُهُ رَادًّا لِهَوَاهُ. قَالَ: فَمَنْ أَسْخَى النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ بَذَلَ دُنْيَاهُ فِي صَلاحِ دِينِهِ. قَالَ: فَمَنْ أَشْجَعُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ رَدَّ جَهْلَهُ بِحِلْمِهِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 488

1719 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: لِسَانُ الْمَرْءِ تُرْجُمَانُ عقله.

ص: 489

1719 -

/ م - حدثنا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: الصِّدْقُ يُزَيِّنُ صَاحِبَهُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ إِلا مَوْطِنَيْنِ: إِذَا سَعَى، أَوْ مَدَحَ نَفْسَهُ؛ فَإِنَّهُ فِي هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ نَقْصٌ

[إسناده ضعيف] .

ص: 489

1720 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ اللِّحْيَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ:

⦗ص: 490⦘

مَا أَتَيْتُ عَالِمًا قَطُّ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ صَبَرْتُ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيَّ، وَتَأَوَّلْتُ قَوْلَ اللهِ عز وجل:(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ)[الحجرات: 5] .

ص: 489

1721 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ الأَزْدِيُّ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 491⦘

أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مُرْ لِي فِي الْإِسْلامِ بِأَمْرٍ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» . قُلْتُ: فَمَاذَا أَتَّقِي؟ قَالَ: «هَذَا» وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ

[إسناده صحيح] .

ص: 490

1722 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ:

⦗ص: 492⦘

طَلَبْنَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ عز وجل النِّيَّةَ بَعْدُ

[إسناده ضعيف] .

ص: 491

1723 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: كَفَاكَ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ أَنْ تَعْرِفَ مَا لا يَسَعُ جَهْلُهُ، وَكَفَاكَ مِنْ عِلْمِ الأَدَبِ أَنْ تَرْوِيَ الشَّاهِدَ وَالْمَثَلَ. وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى:

(أَلا إِنَّ خَيْرَ الْعَقْلِ مَا حَضَّ أَهْلَهُ

عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى بَدْءًا وَعَاقِبَهْ)

(وَلا خَيْرَ فِي عَقْلٍ يَزِيغُ عَنِ التُّقَى

وَيُشْغَلُ بِالدُّنْيَا الَّتِي هِيَ ذَاهِبَهْ)

ص: 492

1724 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجُمْهِرُ الْحَكِيمُ: آخِ ذَا الْعَقْلِ وَالْكَرَمِ، وَاسْتَرْسِلْ إِلَيْهِ، وَإِيَّاكَ وَمُفَارَقَتَهُ، وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَصْحَبَ الْعَاقِلَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَرِيمًا لِتَنْتَفِعَ بِعَقْلِهِ وَتَنْفَعَهُ أَنْتَ

⦗ص: 493⦘

بِكَرَمِكَ، وَاهْرَبْ كُلَّ الْهَرَبِ مِنَ اللئيم الأحمق.

ص: 492

1724 -

/ م - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: لا تُسَارِينِي، وَلا تُسَاعِينِي، وَلا تُمَارِينِي: لا تُخَالِفْنِي. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لا تُسَارِينِي، وَلا تُمَارِينِي: لا تُجَادِلْنِي.

ص: 493

1725 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَفْضَلُ الْعَقْلِ مَعْرِفَةُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ، وَأَفْضَلُ الْعِلْمِ وُقُوفُ الرَّجُلِ عِنْدَ عِلْمِهِ.

ص: 493

1726 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: عُقُولُ كُلِّ قَوْمٍ عَلَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ.

ص: 493

1727 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: لَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَدُومَ ذِكْرُهُ لِمَا بَعْدَ هَذِهِ

⦗ص: 494⦘

الدَّارِ، وَمَا يُنْسِيهِ بشْرَةِ نَفْسِهِ مِنْ هَذِهِ الْعَاجِلَةِ، وأن يستحي مِنْ مُشَارَكَةِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ فِي حُبِّ هَذِهِ الْفَانِيَةِ الَّتِي لا بَقَاءَ لَهَا، وَلا يَنْخَدِعُ لَهَا إِلا الْمُفْتَرُونَ، وَالْعَقْلُ نَوْعَانِ: عَقْلُ غَرِيزَةٍ، وَعَقْلُ أَدَبٍ.

ص: 493

1728 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ. قَالَ: إِنْ شِئْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرْتُكْ عَنْهُ فِي ثَلاثٍ، وَإِنْ شِئْتَ بِاثْنَتَيْنِ، وَإِنْ شِئْتَ بِوَاحِدَةٍ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْهُ بِثَلاثٍ. قَالَ: كَانَ لا يَحْرِصُ وَلا يَجْهَلُ وَلا يَدْفَعُ الْحَقَّ إِذَا نَزَلَ بِهِ، وَخَضَعَ لِذَلِكَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ بِاثْنَتَيْنِ. قَالَ: كَانَ يَأْتِي الْخَيْرَ وَيَتَوَقَّى الشَّرَّ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ بِوَاحِدَةٍ. قَالَ: كَانَ أَعْظَمُ النَّاسِ سُلْطَانًا عَلَى نَفْسِهِ.

ص: 494

1729 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَا أَعَانَ عَلَى نَظْمِ مُرُوءَاتِ الرِّجَالِ كَالنِّسَاءِ الصَّوَالِحِ.

ص: 495

1729 -

/ م - قَالَ: وَقَالَ أَيْضًا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: الدُّنْيَا الْعَافِيَةُ، وَالشَّبَابُ الصِّحَّةُ، وَالْمُرُوءَةُ الصَّبْرُ عَلَى الرِّجَالِ، وَلا خَيْرَ فِي الْمَعْرُوفِ إِذَا أُحْصِيَ، وَمِنَ الْمُرُوءَةِ أَيْضًا أَنْ تَصُونَ ثَوْبَي جُمُعَتِكَ، وَتُكْثِرَ تَعَاهُدَ ضَيْفِكَ، وتَعْرِفَ فِي الْمَسْجِدَ مَجْلِسَكَ.

ص: 495

1730 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا الأَصْمَعِيُّ:

⦗ص: 496⦘

سُئِلَ الأَحْنَفُ عَنِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: الْفِقْهُ فِي الدِّينِ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّوَائِبِ، وَالْحِلْمُ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَالْعَفْوُ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالسَّيِّدُ مَنْ حَمُقَ فِي مَالِهِ، وَذَلَّ فِي عِرْضِهِ، وَكَاسَ فِي دِينِهِ، وَاطَّرَّحَ حِقْدَهُ، وعنى بِأَمْرِ عَشِيرَتِهِ.

ص: 495

1731 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِحُصَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الرِّقَاشِيِّ: بِأَيِّ شَيْءٍ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: بِحَسَبٍ لا يُطْعَنُ فِيهِ، وَرَأْيٍ لا يُسْتَغْنَى عَنْهُ، وَمِنْ تَمَامِ السُّؤْدُدِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ ثَقِيلَ السَّمْعِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ.

ص: 496

1732 -

حَدَّثَنَا أحمد، نا إسماعيل بْنُ يُونُسَ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الْعُتْبِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِعَرَابَةَ الأَوْسِيِّ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: أَعْفُو عَنْ جَاهِلِهِمْ، وَأُعْطِي سَائِلَهُمْ، وَأَسْعَى فِي حَوَائِجِهِمْ؛ فَمَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ؛ فَهُوَ مِثْلِي، وَمَنْ قَصَرَ عَنْهُ؛ فَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ، وَمَنْ زَادَ عَلَيْهِ؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي.

ص: 496

1733 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ رَحِمَهُمَا اللهُ: يَا أَهْلَ الْيَمَنِ! إِنَّ فِيكُمْ خِلالًا مَا تُخْطِئُكُمْ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: الْجُودُ، وَالْحِدَّةُ، وَكَثْرَةُ الأَوْلادِ. قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْجُودِ؛ فَذَلِكَ لِمَعْرِفَتِنَا مِنَ اللهِ تبارك وتعالى بِحُسْنِ الْخَلَفِ، وَأَمَّا الْحِدَّةُ؛ فَإِنَّ قُلُوبَنَا مُلِئَتْ خَيْرًا؛ فَلَيْسَ فِيهَا لِلشَّرِّ مَوْضِعٌ، وَأَمَّا كَثْرَةُ الأَوْلادِ؛ فَإِنَّا لَسْنَا نُعْزَلُ عَنْ نِسَائِنَا. قَالَ: صَدَقْتَ، لا يُفَضِضُ اللهُ فَاكَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 497

1734 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: لا أَعْتَذِرُ مِنَ الْعِيِّ فِي حَالَيْنِ: إِذَا خَاطَبْتُ سَفِيهًا، أَوْ طَلَبْتُ حَاجَةً لِنَفْسِي

[إسناده ضعيف] .

ص: 497

1735 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ سلم بْنُ نَوْفَلٍ الدِّيلِيُّ سَيِّدَ بَنِي كِنَانَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ رَجُلٌ مِنَ قَوْمِهِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَأُخِذَ بَعْدَ أَيَّامٍ، فَأُتِيَ بِهِ سَلْمُ بْنُ نَوْفَلٍ، فَقَالَ: مَا الَّذِي فَعَلْتَ؟ أَمَا خَشِيتَ انْتِقَامِي؟ ! قَالَ: لَهُ: فَلِمَ سَوَّدْنَاكَ إِلَّا أَنْ تَكْظِمَ الْغَيْظَ، وَتَعْفُوَ عَنِ الْجَانِي، وَتَحْلُمَ عَنِ الْجَاهِلِ، وَتَحْتَمِلَ الْمَكْرُوهَ فِي النَّفْسِ وَالْمَالِ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. فَقَالَ فيه الشَّاعِرُ:

(يُسَوَّدُ أَقْوَامٌ وَلَيْسُوا بِقَادَةٍ

بَلِ السَّيِّدُ الْمَعْرُوفُ سَلْمُ بْنُ نَوْفَلٍ)

ص: 498

1736 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَيُّ النِّسَاءِ أَشْهَى إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْمُوَاتِيَةُ لِمَا نَهْوَى. قَالَ: أَيُّ النِّسَاءِ أَسْوَأُ؟ قَالَ: الْمُتَجَانِبَةُ لِمَا نَرْضَى. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا النَّقْدُ الْعَاجِلُ. فَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ: بِالْمِيزَانِ الْعَادِلِ.

ص: 498

1737 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ، نَا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: سَمِعَ الْحَسَنُ رَجُلًا يَعِيبُ الْفَالُوذَجَ؛ فَقَالَ الْحَسَنُ: لُبَابُ الْبُرِّ بِلُعَابِ النَّحْلِ بِخَالِصِ السَّمْنِ، مَا عَابَ هَذَا مُسْلِمٌ.

ص: 499

1738 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكُمْ تَتَذَاكَرُونَ الأَخْبَارَ وَتَتَدَارَسُونَ الآثَارَ وَتَتَنَاشَدُونَ الأَشْعَارَ؛ وَقَعَ عَلَيَّ النُّعَاسُ. قَالَ: لأَنَّكَ حِمَارٌ فِي مِثَالِ إِنْسَانٍ.

ص: 499

1739 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ؛ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ:

⦗ص: 500⦘

طُولُ بَقَاءِ الْبَخِيلِ أَثْقَلُ شَيْءٍ عَلَى الأَبْرَارِ.

ص: 499

1740 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ الْعَابِدِ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ: إِنِّي لأَعْلَمُ رَجُلًا إِنْ صَلُحَ صَلُحَتِ الأُمَّةُ. قَالَ: وَمَنْ؟ قَالَ: أَنْتَ

ص: 500

1741 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بنان الطُّفَيْلِيَّ يَقُولُ: أَشَدُّ مَا يَمُرُّ بِالضَّيْفِ إِذَا كَانَ صاحب المنزل شبعان أو غضبان.

ص: 500

1742 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ مِنَ الْعَجَبِ: عَمْيَاءُ مُخْتَضِبَةٌ، وَسَوْدَاءُ مُنْتَقِبَةٌ،

⦗ص: 501⦘

وَكِنْدِيٌّ شِيعِيٌّ، وَلَخْمِيٌّ مُرْجِئٌ.

ص: 500

1743 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي؛ قَالَ: يُقَالُ: لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ، وَحِلْيَةُ الْمَنْطِقِ الصِّدْقُ.

ص: 501

1744 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ؛ قال: سمعت صالحا

⦗ص: 502⦘

قَالَ بَعْضُ الزُّهَّادِ: رَحِمَ الله امرءا كَانَ ذَا حَسَبٍ، فَصَانَ حَسَبَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا دِينٍ فَطَهَّرَ دِينَهُ عَنِ الْكَذِبِ، أَوْ كَانَ ذَا مُرُوءَةٍ وَأَدَبٍ فَنَزَّهَهُمَا عَنِ الْكَذِبِ؛ فَإِنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ دَنَسِ الأَخْلاقِ إِلا وَالْكَذِبُ أَوْضَعُ مِنْهُ. قَالَ صَالِحٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه؛ أَنَّهُ قَالَ: مَا النَّارُ فِي يَبَسِ الْعَرْفَجِ بِأَسْرَعَ مِنَ الْكَذِبِ فِي فَسَادِ مُرُوءَةِ أَحَدِكُمْ؛ فَاتَّقُوا الْكَذِبَ، وَاتْرُكُوهُ فِي جَدٍّ وَهَزَلٍ

[إسناده واه بمرة] .

ص: 501

1745 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رحمه الله: الْحَرِيصُ الْجَاهِدُ، وَالْقَانِعُ الزَّاهِدُ، وَكِلاهُمَا مُسْتَوْفٍ مَا قُدِّرَ لَهُ وَرِزْقُهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ شَيْئًا؛ فَعَلامَ التَّهَافُتُ فِي النَّارِ؟ !

[إسناده ضعيف] .

ص: 502

1746 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ:

⦗ص: 503⦘

أَنَّ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ لَمَّا قَرَّبَهُ اللهُ نَجِيًّا رَأَى عَبْدًا جَالِسًا تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ، فَأَعْجَبَهُ مَكَانَهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! مَنْ هَذَا؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ: هَذَا عَبْدٌ لا يَحْسِدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ

[إسناده واه جداً] .

ص: 502

1747 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رحمه الله؛ قَالَ:

⦗ص: 504⦘

سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ، فَقَالَ:«اصْرِفْ بَصَرَكَ»

[إسناده صحيح] .

ص: 503

1748 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ الْمَرْعَشِيَّ يَقُولُ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: هُوَ ذَا، أَجْمَعُ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي كَلِمَتَيْنِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: الْخُبْزُ مِنْ حِلِّهِ، وَإِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عز وجل. قَالَ لَهُ: حَسْبُكَ.

ص: 505

1749 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 506⦘

أَوْحَى اللهُ تبارك وتعالى إِلَى دَاوُدَ صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي وَالْحَقُّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّهُ مَنْ ذَكَرَ ذُنُوبَهُ فِي الْخَلاءِ، فَاسْتَحْيَى عِنْدَ ذِكْرِهَا؛ سَتَرْتُهَا عَنِ الْحَفَظَةِ، وَغَفَرْتُهَا لَهُ، يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي وَالْحَقُّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنَ الذُّنُوبِ حَشْوَ الأَرْضِ مِنَ شَرْقِهَا إِلَى غَرْبِهَا، ثُمَّ نَدِمَ عَلَيْهَا حَلْبَ شَاةٍ؛ سَتَرْتُهَا عَنِ الْحَفَظَةِ، وَغَفَرْتُهَا لَهُ، يَا دَاوُدُ! اسْمَعْ مِنِّي الْحَقَّ وَالْحَقُّ أَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً وَاحِدَةً؛ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي. قَالَ لَهُ دَاوُدُ: إِلَهِي! وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ؟ قَالَ: يَكْشِفُ عَنْ مَكْرُوبٍ كَرْبًا وَلَوُ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.

ص: 505

1750 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، نَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ صَلَّى الله عَلَيْهِ لِرَجُلٍ: كُنْ لِرَبِّكَ كَالْحَمَامِ الأَلُوفِ لأَهْلِهِ، تُذْبَحُ فِرَاخُهُ وَلا يَطِيرُ عَنْهُمْ

[إسناده مظلم] .

ص: 506

1751 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَخْزُومِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ هُرْمُزُ بْنُ كِسْرَى: كُلُّ شَيْءٍ وَكُلُّ إِنْسَانٍ فِي طَلَبِ شَيْءٍ، وَهَذَا الأَمْرُ مَصِيرُهُ إِلَى لا شَيْءٍ، إِلا مَا كَانَ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل.

ص: 506

1752 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ؛ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا رَبِّ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: آثِرْ هَوَايَ عَلَى هَوَاكَ.

ص: 507

1753 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قِلابَةَ، نَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، نَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 508⦘

اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةُ الْحَصْرِ، والعمرة الثانية حين تواطؤوا عَلَى عُمْرَةِ قَابِلُ، وَالثَّالِثَةُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، وَالرَّابِعَةُ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ

[إسناده حسن] .

ص: 507

1754 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُبَّادِ: لا تُغْضِبْهُ فَيُعَادِيَكَ، وَيَنْتَصِبَ لَكَ فَلا تَقُومُ لِمَكْرِهِ.

ص: 508

1755 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ:

⦗ص: 509⦘

مَا أَطْوَلَ خَجْلَةَ الْمَرْءِ غَدًا إِذَا خَرَجَ اسْمُهُ مَعَ اسْمِ أَهْلِ الْعَارِ وَالرَّدَى فِي مَجْلِسِ الْمَلَأِ حِينَ لا عُذْرَ يُقْبَلُ مِنْهُ، مَاذَا يَعُودُ عَلَى جِسْمِكَ مِنَ اسْمِهِ، وَمَاذَا يُحْصَى عَلَيْكَ مِنْ فِعْلِكَ، وَمَا جَرَتْ بِهِ الأَيَّامُ مِنْ رَسْمِكَ؟ فَيَا لِعَيْنِكَ تَرَى مَا لا تَرَى حِينَ اجْتَمَعَ الْمَلَأُ وَحَضَرَ الْوَرَى لفصل القضاء؛ (هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوآ إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الحَقِّ) [يونس: 30]

[إسناده ضعيف] .

ص: 508

1756 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ خَفِيٌّ مَاتَ فَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَلَقَدْ عَاشَ قَوْمٌ أَخْفِيَاءُ وَمَاتُوا غُرَبَاءَ، وَقَدَّمُوا الآخِرَةَ نُجُبًا؛ فَطُوبَى لَهُ مِنْ رَجُلٍ عَرَفَ وَلَمْ يُعْرَفْ، وَوَصَفَ وَلَمْ يُوصَفْ، يَصِفُ الْقُدْرَةَ وَيَنْطِقُ بِالْحِكْمَةِ، عَلِيمٌ بِالْخَيْرِ، مَخْصُوصٌ بِالذَّخْرِ وَالْحُظْوَةِ

[إسناده صحيح] .

ص: 509

1757 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا محمد بن موس بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ:

⦗ص: 510⦘

لَوْ حَدَّثْتُ النَّاسَ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ؛ لَقَالُوا: رَحِمَ اللهُ قَاتِلَ سَلْمَانَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 509

1757 -

/ م - قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لا تقلّ فِيمَا لا تَعْلَمُ؛ فَتُتَّهَمَ فِيمَا تَعْلَمُ.

ص: 510

1758 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا أَبُو مُصْعَبٍ، نَا أَبِي؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ! اسْتَعِنْ عَلَى الْكَلامِ بِطُولِ الْفِكْرِ فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَدْعُوكَ فِيهَا نَفْسُكَ إِلَى الْقَوْلِ؛ فَإِنَّ لِلْقَوْلِ سَاعَاتٍ يَضُرُّ فِيهَا الْخَطَأُ، وَلا يَنْفَعُ فِيهَا الصَّوَابُ.

ص: 510

1759 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السَّعْدِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالا:

⦗ص: 511⦘

قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: سَلِ الأَرْضَ، فَقُلْ لَهَا: مَنْ شَقَّ أَنْهَارَكِ وَغَرَسَ أَشْجَارَكِ وَجَنَى ثِمَارَكِ؟ فَإِنْ لَمْ تُجِبْكَ حِوَارًا أَجَابَتْكَ اعْتِبَارًا. ثُمَّ أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يَذْكُرُ مَيِّتًا:

(أَتَيْنَاهُ زُوَّارًا فَأَمْجَدْنَا قِرًى

مِنَ الْبَثِّ وَالدَّاءِ الدَّخِيلِ الْمُخَامِرِ)

(وَأَوْسَعْنَا عِلْمًا بِرَدِّ جَوَابَنَا

فَيَا عَجَبًا مِنْ نَاطِقٍ لَمْ يُحَاوِرِ)

ص: 510

1760 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: النِّسْنَاسُ خَلْقٌ بِالْيَمَنِ لأَحَدِهِمْ عَيْنٌ وَيَدٌ وَرِجْلٌ يَنْقُزُ بِهَا، وَأَهْلُ الْيَمَنِ يَصْطَادُونَهُمْ، فَخَرَجَ قَوْمٌ فِي صَيْدِهِمْ، فَرَأَوْا ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنْهُمْ، فَأَدْرَكُوا وَاحِدًا، فَعَقَرُوهُ وَتَوَارَى اثْنَانِ فِي الشَّجَرِ، فَذُبِحَ الَّذِي عُقِرَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: إِنَّهُ لَسَمِينٍ، فَقَالَ أَحَدُ الاثْنَيْنِ: إِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ الضَّرْوَ، فَأَخَذُوهُ فَذَبَحُوهُ، فَقَالَ الَّذِي ذَبَحَهُ: مَا أَنْفَعَ الصَّمْتَ فَقَالَ

⦗ص: 512⦘

الثَّالِثُ: فَأَنَا الصَّمِّيتُ. فَأَخَذُوهُ فَذَبَحُوهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الضَّرْوُ: الْحَبَّةُ الْخَضْرَاءُ.

ص: 511

1761 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِطَاوُسٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْرَأَ عَلَى اللهِ مِنْ فُلانٍ. قَالَ: لَمْ تَرَ قَاتِلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه!

ص: 512

1762 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 514⦘

صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَّاتُ مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ؛ فَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ خِيفَتِهِنَّ؛ فَلَيْسَ مِنَّا»

[إسناده ضعيف، والحديث صحيح بشواهده] .

ص: 512

1763 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: مَنْ ذَكَرَ اللهَ عز وجل عَلَى دَنَسٍ عَادَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَاتُ أَدْنَاسِهِ، وَقُبْحُ أَسْرَارِهِ، وَلا يَجِدُ لِذِكْرِهِ فِي قَلْبِهِ نُورًا وَلا لَذَّةً، إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا ذَكَرُوهُ بِأَلْسِنَةٍ دَنِسَةٍ، وَحَضَرُوا بَيْنَ يَدَيْهِ بِقُلُوبٍ مُعْرِضَةٍ، وَرَفَعُوا إِلَيْهِ أَكُفًّا خَاطِئَةً، وَلَحَظُوا السَّمَاءَ بِأَعْيُنٍ خَائِنَةٍ؛ فَمِثْلُ هَؤُلاءِ يَسْأَلُونَهُ مَقَامَاتِ الْمُطَهِّرِينَ وَمَنَازِلَ الْمُتَّقِينَ؟ ! هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! خَابَتْ ظُنُونُ الْمُغْتَرِّينَ بِاللهِ وَالْمُؤْثِرِينَ بِالْعَرَضِ الأَدْنَى عَلَيْهِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عز وجل عِبَادًا ذَكَرُوهُ؛ فَخَرَجَتْ نُفُوسُهُمْ إِعْظَامًا وَاشْتِيَاقًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَوَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فَرْقًا وَهَيْبَةً لَهُ، فَلَوْ أُحْرِقُوا بِالنَّارِ؛ لَمْ يَجِدُوا لَمْسَ النَّارِ، وَآخَرِينَ ذَكَرُوهُ فِي الشِّتَاءِ وَبَرْدِهِ؛ فَارْفَضُّوا عَرَقًا مِنْ خَوْفِهِ، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَحَالَتْ أَلْوَانُهُمْ غَيْرًا، وَقَوْمًا ذَكَرُوهُ؛ فَجَفَّتْ أَعْيُنُهُمْ سَهَرًا.

ص: 514

1764 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَيْسَ غِنًى أَغْنَى مِنْ سُكُونِ الْقَلْبِ، وَلَيْسَ فَقْرٌ أَفْقَرَ مِنَ اضْطِرَابِ الْقَلْبِ، وَلَيْسَ عِزٌّ أَعَزَّ مِنَ الزُّهْدِ، وَلَيْسَ ذُلٌّ أَذَلَّ مِنَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالطَّمَعِ، وَلَيْسَ شَرَفٌ أَشْرَفَ مِنَ الْيَقِينِ، وَلَيْسَ دَرَجَةٌ أَعْلَى مِنَ الصَّبْرِ، وَلَيْسَ حَلاوَةٌ أَحْلَى مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عز وجل، وَلَيْسَ مَرَارَةٌ أَمَرَّ مِنْ سَخْطِهِ، وَلَيْسَ زَيْنٌ أَزْيَنَ مِنَ التَّوَاضُعِ، وَلَيْسَ جَهْلٌ أَجْهَلَ مِنَ الْكِبْرِ، وَلَيْسَ قُوَّةٌ أَقْوَى مِنَ الْجُوعِ، وَلَيْسَ دَاءٌ أَدْوَى مِنَ التَّعَرُّضِ لِسَخْطِ اللهِ، وَلَيْسَ كَلامٌ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلا اللهُ.

ص: 515

1765 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: دَعَا رَجُلٌ رَجُلًا إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا بِكْرًا، وَلَمْ نَسْتَعْدِدْ لَكَ؛ فَلَعَلَّ تَقْصِيرًا يَقَعُ فِيمَا أُحِبُّ بُلُوغَهُ مِنْ بِرِّكَ. فَقَالَ الآخَرُ: حِرْصُكَ عَلَى كَرَامَتِي يَكْفِيكَ مُؤْنَةَ التَّكَلُّفِ لِي.

ص: 515

1766 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى؛ قَالا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 516⦘

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِمُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: عَلِّمْهُمُ الصِّدْقَ كَمَا تُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ، وَجَنِّبْهُمُ السفلة؛ فإنهم أسوأ النَّاسِ دِعَةً وَأَقَلُّهُمْ أَدَبًا، وَجَنِّبْهُمُ الْحَشَمَ؛ فَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَفْسَدَةٌ، وَأَخْفِ شُعُورَهُمْ تَغْلُظْ رِقَابُهُمْ، وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ يَقْوَوْا، وَعَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يُمَجَّدُوا وَيَنْجِدُوا، وَمُرْهُمْ أَنْ يَسْتَاكُوا عَرْضًا، وَيَمُصُّوا الْمَاءَ مَصًّا، وَلا يَعُبُّوا عَبًّا، وَإِذَا احْتَجْتَ أَنْ تَتَنَاوَلَهُمْ بِأَدَبٍ، فَلْيَكُنْ ذَلِكَ فِي سِرٍّ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْغَاشِيَةِ فَيَهُونُوا عَلَيْهِمْ.

ص: 515

1767 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ؛ قَالا: نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ:

⦗ص: 517⦘

مَا سَمِعَ النَّاسُ بِمِثْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي بَابِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، كَانَ مُنَوَّرَ الْقَلْبِ، فَطِنًا بِجَمِيعِ الأمور، بينا هو يَطُوفُ ذَاتَ لَيْلَةٍ سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ فِي الطَّوَافِ وَهِيَ تُنْشِدُ:

(فَمِنْهُنَّ مَنْ تُسْقَى بِعَذْبٍ مُبَرَّدٍ

نُقَاخٍ فَتِلْكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَرَّتِ)

(وَمِنْهُنَّ مَنْ تُسْقَى بَأَخْضَرَ آجِنٍ

أُجَاجٍ وَلَوْلا خَشْيَةُ اللهِ فَرَّتِ)

فَفَطِنَ رحمه الله مَا تَشْكُو، فَبَعَثَ إِلَى زَوْجِهَا، فَقَالَ لِرَجُلٍ: اسْتَنْكِهْهُ. فَوَجَدَهُ مُتَغَيِّرَ الْفَمِ، فخيره بين خمس مئة دِرْهَمٍ وَجَارِيَةٍ مِنَ الْفَيْءِ عَلَى أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَاخْتَارَ خمس مئة دِرْهَمٍ وَالْجَارِيَةَ، فَأَعْطَاهُ، فَطَلَّقَهَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 516

1767 -

/ م - أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: أَنْشَدَنَا مَحْمُودٌ:

(مَا أَفْضَحَ الْمَوْتِ لِلدُّنْيَا وَزِينَتِهَا

جِدًّا وَمَا أَفْضَحَ الدُّنْيَا لأَهْلِيهَا

⦗ص: 518⦘

)

(لا تَرْجِعَنَّ عَلَى الدُّنْيَا بِلائِمَةٍ

فَعُذْرُهَا لَكَ بَادٍ فِي مَسَاوِيهَا)

(لَمْ تُبْقِ مِنْ عَيْبِهَا شَيْئًا لِصَاحِبِهَا

إِلا وَقَدْ بَيَّنَتْهُ فِي مَعَانِيهَا)

(تُفْنِي الْبَنِينَ وَتُفْنِي الأَهْلَ دَائِبَةً

وَتَسْتَلِيمُ إِلَى مَنْ لا يُعَادِيهَا)

(فَمَا يَزِيدُهُمْ قَتْلُ الَّذِي قَتَلَتْ

وَلا الْعَدَاوَةُ إِلا رَغْبَةً فِيهَا)

[إسناده ضعيف] .

ص: 517

1768 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ:

(خَطْبُ يَوْمَ الْحِسَابِ خَطْبٌ جَلِيلٌ

لأَهَاوِيلِهِ تَطِيشُ الْعُقُولُ)

(فِيهِ نَارٌ تَفُورُ مِنْ طَفَحِ الْغَيْظِ

الَّذِي يَسْتَطِيلُهَا وَيَصُولُ)

(وَيَطِيرُ الشرار منها ويستعلي

دُخَانٌ لَهُ قَتَامٌ يَحُولُ)

ص: 518

1769 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نَا حَيْوَةُ، نَا أَبُو صَخْرٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهم؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رحمه الله: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَيْهِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:«يَا جِبْرِيلُ! مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ» ؟ قَالَ جِبْرِيلُ: «هَذَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم» . فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: «مُرْ أُمَّتَكَ؛ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ؛ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ، وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ» . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ»

[حسن بشواهده] .

ص: 518

1770 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ مُطَرِّفٌ الْمَازِنِيُّ: مَا تَلَذَّذْتُ لَذَاذَةً قَطُّ وَلا تَنَعَّمْتُ نَعِيمًا أَكْبَرَ عِنْدِي مِنْ بُكَاءٍ فِي حُرْقَةٍ.

ص: 519

1771 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: قَالَ حَكِيمٌ لِحَكِيمٍ: أَوْصِنِي. قَالَ: اجْعَلِ اللهَ هِمَّتَكَ، وَاجْعَلِ الْحُزْنَ عَلَى قَدْرِ ذَنْبِكَ؛ فَكَمْ مِنْ حَزِينٍ وَفَدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الأَبَدِ! وَكَمْ مِنْ فَرِحٍ نَقَلَهُ فَرَحُهُ إِلَى طُولِ الشَّقَاءِ!

ص: 519

1772 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: مَا مِنَ الْعَمَلِ شَيْءٌ أَشَدُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ طُولِ الْكَمَدِ؛ الْكَمَدُ جُرْحٌ لا

⦗ص: 520⦘

يَنْدَمِلُ أَبَدًا دُونَ الْمَوْتِ.

ص: 519

1773 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ؛ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَوْمًا جَالِسًا فِي حَدَاثَتِهِ مَعَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، فَقَالَ مَالِكٌ: يَا عَطَاءُ! إِنَّ فِي الجنة حوراء يتباهى بها أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ حُسْنِهَا، لَوْلا أَنَّ اللهَ عز وجل قَضَى عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ لا يَمُوتُوا؛ لَمَاتُوا مِنْ حُسْنِهَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَطَاءٌ كَمِدًا مِنْ قَوْلِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى مَاتَ.

ص: 520

1774 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ؛ قَالَ: عُزِّيَ السَّائِبُ بْنُ الأَقْرَعِ عَنِ ابْنٍ لَهُ، فَقَالَ السَّائِبُ: هَكَذَا الدُّنْيَا، تُصْبِحُ لَكَ مَسَرَّةً وَتُمْسِي عَلَيْكَ مُتَنَكِّرَةً؛ ثُمَّ أَنْشَأَ:

(أَلا قَدْ أَرَى أَلَّا خُلُودَ وَأَنَّهُ

سَيَنْعِقُ فِي دَارِي غُرَابُ وَيَحْجِلُ)

(وَيَقْسِمُ مِيرَاثِي رِجَالٌ أَعِزَّةٌ

وَتَذْهَلُ عَنِّي الْوَالِدَاتُ وَتَشْغَلُ)

ص: 520

1775 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ خَازِمٍ يُعَزِّيهِ بِابْنِهِ حِينَ قُتِلَ؛ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

(أَبَا صَالحٍ صَبْرًا فَكُلُّ مُعَمَّرٍ

يَصِيرُ إِلَى مَا صَارَ فِيهِ مُحَمَّدُ)

فَأَجَابَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِمٍ؛ فَقَالَ:

(أُعَزَّى عَلَيْهِ وَالْعَزَاءُ سَجِيَّتِي

وَمَا أَنَا بِالآسِي عَلَى حَدَثِ الدَّهْرِ)

ص: 521

1776 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 522⦘

أَوْحَى اللهُ تبارك وتعالى إِلَى مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ! إِنَّ الَّذِي لَكَ عِنْدِي عَلَى قَدْرِ مَا لِي عِنْدَكَ

[إسناده واه جداً] .

ص: 521

1777 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، نَا أَبِي؛ قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ يَقُولُ _ وَكَانَ مِنَ الْخَاشِعِينَ -: يَا ابْنَ آدَمَ! أَمَرَكَ رَبُّكَ أَنْ تَكُونَ كَرِيمًا وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَنَهَاكَ أَنْ تَكُونَ لَئِيمًا وَتَدْخُلَ النَّارَ.

ص: 522

1778 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: الْحُزْنُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالمَلِكُ لا يَحِلُّ بِدَارٍ حَتَّى تُفْرَغَ لَهُ الدَّارُ.

ص: 522

1779 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبراهيم بن دازيل الهمذاني؛ قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ يَقُولُ:

⦗ص: 523⦘

جَرَّبْتُ الدُّنْيَا مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً؛ فَمَا وَجَدْتُ أَحَدًا غَفَرَ لِي ذَنْبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلا سَتَرَ عَلَيَّ عَوْرَةً، وَلا وَصَلَنِي إِنْ قَطَعْتُهُ، وَلا أَمِنْتُهُ إِذَا غَضِبَ؛ فَالاشْتِغَالُ بِهَؤُلاءِ حُمْقٌ كَبِيرٌ، فَانْقَطِعْ إِلَى مَنْ يَغْفِرُ لَكَ سَرِيرَتَكَ وَعَلانِيَّتَكَ، وَيَسْتُرُ عَلَيْكَ عَوْرَتَكَ وَلا يَمْقُتُكَ بِذَلِكَ.

ص: 522

1780 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

⦗ص: 524⦘

صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ عز وجل: إِذَا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ»

[إسناده ضعيف، والحديث حسن] .

ص: 523

1781 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ

⦗ص: 525⦘

: «يَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى: مَا أُصِيبَ ابْنُ آدَمَ بَعْدَ ذَهَابِ دِينِهِ أَشَدُّ مِنْ ذَهَابِ عَيْنَيْهِ، فَمَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدِي ثَوَابٌ إِلا الْجَنَّةُ»

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 524

1782 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ:

⦗ص: 526⦘

أَنَّ رَجُلًا أَتَى الْبَرَاثِيَّ، فَقَالَ: مَا حاجتك؟ قال: جئت أَكُونُ مَعَكَ. فَقَالَ: يَا أَخِي! إِنَّ الْعِبَادَةَ لا تَكُونُ بِالشِّرْكَةِ، إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَأْنَسْ بِاللهِ لَمْ يَأْنَسْ بِشَيْءٍ.

ص: 525

1783 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ: أَنَّ الْخَضِرَ عليه السلام قَالَ لِمُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ: يَا مُوسَى! إِنَّ النَّاسَ مُعَذَّبُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى قَدْرِ هُمُومِهِمْ بِهَا

[إسناده واه جداً] .

ص: 526

1784 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: بَذْلُ الْحِيلَةِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَقِلَّةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ؛ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ.

ص: 526

1785 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ:

⦗ص: 527⦘

ادْعُ اللهَ فِي الرَّخَاءِ يَسْتَجِبْ لَكَ فِي الْبَلاءِ، أَلا تَرَى أَنَّهُ حَبَسَ يُونُسَ مَحْبَسًا لَمْ يَحْبِسْ بِهِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ:(فَلَوْلَآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)) [الصافات: 143، 144] .

ص: 526

1786 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ لأَبِي ذَرٍّ رحمه الله: يَا أَبَا ذَرٍّ! مَنْ أَنْعَمُ النَّاسِ بَالًا؟ فَقَالَ: بَدَنٌ فِي التُّرَابِ قَدْ أَمِنَ الْعِقَابَ يَنْتَظِرُ الثَّوَابَ. قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ

[إسناده ضعيف] .

ص: 527

1787 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا تَشْغَلْكَ ذُنُوبُ النَّاسِ عَنْ ذَنْبِكَ، وَلا تَشْغَلْكَ نِعَمُ النَّاسِ عَنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيْكَ، وَلا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَأَنْتَ تَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ.

ص: 527

1788 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 528⦘

قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ أَرْدَشِيرَ قَالَ يَوْمًا لِوُزَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ: بِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى فَضِيلَةِ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَمْدُوحٌ بِكُلِّ لِسَانٍ، يَتَزَيَّنُ بِهِ غَيْرُ أَهْلِهِ، وَبِحَسْبِكُمْ دَلالَةً عَلَى عَيْبِ الْجَهْلِ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ يَنْتَفِي مِنْهُ، وَيَغْضَبُ إِنْ سُمِّيَ بِهِ.

ص: 527

1789 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: اسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عِلْمِ غَيْرِهِ.

ص: 528

1790 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: صَدْرُكَ أَوْسَعُ لِسِرِّكَ؛ فَإِنَّ سِرَّكَ مِنْ دَمِكَ.

ص: 528

1791 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: عُنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُسْلِمِ حُسْنُ خُلُقِهِ.

ص: 528

1792 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: الْتَمِسْ لِحَوَائِجِكَ صِبَاحَ الْوُجُوهِ؛ فَإِنَّ حُسْنَ الصُّورَةِ أَوَّلُ نِعْمَةٍ تَلْقَاكَ مِنَ الرَّجُلِ.

ص: 529

1793 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ التَّمِيمِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: مَا أَصْبَحْتُ صَبَاحًا قَطُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا بِبَابِي طَالِبَ حَاجَةً؛ إِلا عَدَدْتُهَا مُصِيبَةً أَرْجُو ثَوَابَهَا مِنَ اللهِ عز وجل.

ص: 529

1794 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ؛ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ:

⦗ص: 530⦘

لا تَطْلُبُوا مَا لا تَسْتَحِقُّونَ؛ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ مَا لا يَسْتَحِقُّ اسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ.

ص: 529

1795 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّبَعِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى لَيِمْتَحِنُ قَلْبَ الْعَبْدِ بِالدُّعَاءِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 530

1796 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا أَبِي؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: مَا سَايَرْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلا كَانَ أَوَّلَ مَا يَبْدَأُ بِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ يَذْكُرُ حَاجَتَهُ.

ص: 530

1797 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؛ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ رضي الله عنهما؛ قَالَ: إِذَا جَاءَكَ مَا تُحِبُّ؛ فَأَكْثِرْ مِنَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» ، وَإِذَا جَاءَكَ مَا تَكْرَهُ؛ فَأَكْثِرْ مِنْ:«لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ» ، وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزْقَ؛

⦗ص: 531⦘

فَأَكْثِرْ مِنَ «الاسْتِغْفَارِ» . قَالَ سُفْيَانُ رحمه الله: فَانْتَفَعْتُ بِهَذِهِ الْمَوْعِظَةِ.

ص: 530

1798 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العزيز، نَا الْمَضَاءُ بْنُ الْجَارُودِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رحمه الله: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا أَصْبَحَ إِلا اجْتَمَعَ هَوَاهُ وَعِلْمُهُ، فَإِنْ كَانَ هَوَاهُ تَابِعًا لِعِلْمِهِ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمٌ صَالِحٌ، وَإِنْ كَانَ عِلْمُهُ تَابِعًا لِهَوَاهُ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمُ سُوءٍ

[إسناده ضعيف] .

ص: 531

1799 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ؛ قَالَ: نَظَرَ شُرَيْحٌ إِلَى رَجُلٍ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، وَهُوَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ شُرَيْحٌ، فَقَالَ: تَضْحَكُ وَأَنْتَ تَرَانِي أَتَقَلَّبُ

⦗ص: 532⦘

بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؟ !

ص: 531

1800 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ - وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ - فقال: بلغ مع كَرَمِهِ أَنَّهُ لا يَسْأَلُ أَحَدًا عَنْ عُذْرِهِ مَخَافَةَ أَنْ لا يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ مِنْ ذَنْبِهِ.

ص: 532

1801 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ،، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النَّضْرِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْبَرَاثِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: يُعْرَضُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ عَلَى إِبْلِيسَ اللَّعِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَلا تُسَمَّى لَهُ مِلَّةٌ، وَلا تُعْرَضُ عَلَيْهِ طَبَقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ؛ إِلا قَالَ فِيهِمْ: كَانُوا وَكَانُوا؛ حَتَّى تَمُرَّ بِهِ الرَّافِضَةُ، فَيُسْأَلُ عَنْهُمْ؛ فَيُنَكِّسُ رَأْسَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ لِهَؤُلاءِ رَأْيًا قَطُّ، إِنِّي لَمْ أَرَ رَأْيًا قَطُّ، وَلَمْ أَهْوَ هَوًى قَطُّ؛

⦗ص: 533⦘

إِلا سَبَقُونِي إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ آمُرَهُمْ بِذَلِكَ، وَإِنِّي لأَسْتَحِي مِنْهُمْ

آخر الجزء الثاني عشر، ويتلوه الثالث عشر إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

ص: 532