المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجزء الخامس عشر - المجالسة وجواهر العلم - جـ ٥

[أحمد بن مروان الدينوري]

الفصل: ‌الجزء الخامس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

‌الجزء الخامس عشر

من كتاب «المجالسة وجواهر العلم»

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي إذنا؛ قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي إجازة، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب قراءة، أنا أبي، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي القاضي:

ص: 259

2094 -

/ م - نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرْقِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 261⦘

صلى الله عليه وسلم: «لا يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»

[إسناده حسن] .

ص: 259

2095 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا سَلامُ بْنُ سَلْمٍ، نَا ثَوْرٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 263⦘

صلى الله عليه وسلم: «تُعْرَضُ عَلَى الأَمْوَاتِ أَعْمَالَكُمْ؛ فَإِنْ رَأَوْا حَسَنَةً اسْتَبْشَرُوا، وَقَالُوا: اللهُمَّ! هَذِهِ نِعْمَتُكَ؛ فَأَتِمَّهَا عَلَى عَبْدِكَ، وَإِذَا رَأَوْا سَيِّئَةً؛ اكْتَأَبُوا وَقَالُوا: اللهُمَّ! رَاجِعْ بِعَبْدِكَ» . قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَلا تُخْزُوا مَوْتَاكُمْ بِالْعَمَلِ السيء»

[إسناده واهٍ جداً] .

ص: 261

2096 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ، نَا سَلامُ بْنُ أَبِي خُبْزَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: وَاللهِ! لَوْ وَلِيتُ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا مَا كَانَ فِيكُمْ أَحَدٌ أَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ. قَالَ: فَكَأَنِّي غَضِبْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَفْسُ! لَوْ كَانَ فِيكِ خَيْرٌ مَا أَسَاءَ

⦗ص: 264⦘

الْحَسَنُ بِكِ الظَّنَّ

[إسناده واه جداً] .

ص: 263

2097 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ: قَالَ وَهْبِ بْنُ مُنَبِّهٍ: يُقَالَ: الدَّاءُ الَّذِي لا دَوَاءَ لَهُ إِلا رِضْوَانَ اللهِ عز وجل، وَرِضْوَانُ اللهِ عز وجل الدَّوَاءَ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَهُ دَاءٌ، فَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُرْضِي رَبَّهُ يُسْخِطْ نَفْسَهُ، وَمَنْ لا يُسْخِطْ نَفْسَهُ لا يُرْضِي رَبَّهُ، إِنْ كَانَ كُلَّمَا ثَقُلَ عَلَى الإِنْسَانِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ تَرَكَهُ؛ أَوْشَكَ أَنْ لا يَبْقَى مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ.

ص: 264

2098 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبِي، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةُ؛ قَالَ: كَانَ الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ يَقُولُ: لِيُنْزِلْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ لَوْ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَاسْتَقَالَ رَبَّهُ، فَأَقَالَهُ؛ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللهِ عز وجل.

ص: 264

2099 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ بنُ محمد مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَخْيَارِ الْمُسْلِمِينَ: مَا غِنَى مِنْ لا يَمْلُكُ نَفْسَهُ! وَمَا شِدَّةُ رَجُلٍ لا يَغْلِبُ حِلْمُهُ غَضَبَهُ! وَمَا عَقْلُ مِنْ لا يَعْرِفُ مَا يَضُرُّهُ وَمَا يَنْفَعُهُ! وَمَا بَصَرُ مِنْ لا يُبْصِرُ سَبِيلَ رُشْدِهِ! وَمَا حِكْمَةُ مِنْ لا يَعْرِفُ الضَّلالَةَ مِنَ الْهُدَى! وَمَا بَيَانُ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ! وَمَا خَيْرُ قُوَّةٍ لا تُبْتَذَلُ فِي طَاعَةِ اللهِ! وما منفعة من لا ينفعه كتاب الله! وما خير مال لا ينفق في سبيل الله! إِنَّ الْجَاهِلَ لا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ كَمَا لا يَنْفَعُ السِّرَاجُ الأَعْمَى، أَصْبَحْتُمْ فِي آجَالٍ مَنْقُوضَةٍ وَأَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ، وَالْمَوْتُ فِي رِقَابِكُمْ، وَالنَّارُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، وَكَأَنَّ مَا مَضَى لَمْ يَكُنْ ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.

ص: 265

2100 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: أَيُّهَا الْعَالِمُ! صُمْ قَبْلَ أَنْ لا تَقْدِرَ عَلَى صَوْمِ يَوْمٍ تَصُومُهُ، كَأَنَّكَ إِذَا ظَمِئْتَ لَمْ تَكُنْ رُوِيتَ، وَكَأَنَّكَ إِذَا رُوِيتَ لَمْ تَكُنْ ظَمِئْتَ

[إسناده صحيح] .

ص: 265

2101 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا إِسْحَاقُ، نَا سُفْيَانُ؛ قَالَ: قُلْتُ لإِسْرَائِيلَ أَبِي مُوسَى: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ رَجُلٌ فَرَحَّلَكُمْ. قَالَ: إِنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَرَحَّلَهَا ثُمَّ رَحَّلَنَا. يَعْنِي الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ رحمه الله.

ص: 266

2102 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: بَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِفَرَسٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِفَرَسٍ يَسْبِقُ الطَّرْفَ، وَيَسْتَغْرِقُ الْوَصْفَ.

ص: 266

2103 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 267⦘

قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَكْرَمُ الصَّفَايَا أَشَدُّهَا وَلَهًا إِلَى أَوْلادِهَا، وَأَكْرَمُ الإِبِلِ أَحَنُّهَا إِلَى أَوْطَانِهَا، وَأَكْرَمُ الأَفْلاءِ أَشَدُّهَا مُلَازَمَةً لأَمْهَاتِهَا، وَخَيْرُ النَّاسِ آلَفُ النَّاسِ لِلنَّاسِ.

ص: 266

2104 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ؛ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ وَاقِفًا فِي الشَّمْسِ عَلَى بَابِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ طَالَ وُقُوفُكَ فِي الشَّمْسِ. فَقَالَ رَوْحٌ: لِيَطُولَ مُقَامِي فِي الظِّلِّ.

ص: 267

2105 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 268⦘

دَخَلَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ التَّيْمِيُّ عَلَى أَبِيهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَلا أُوصِي بِكَ الأَمِيرَ. فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللهِ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْحَيِّ إِلا وَصَيَّةُ الْمَيِّتِ؛ فَالْحَيُّ هُوَ الْمَيِّتُ. ثم أنشد مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ لِبَعْضِهِمْ:

(إِذَا مَا الْحَيُّ عَاشَ بِعَظْمِ مَيِّتٍ

فَذَاكَ الْعَظْمُ حَيُّ وَهُوَ مَيِّتُ)

ص: 267

2106 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ عَنْ رَجُلٍ، فَقَالُوا لَهُ: أَحْمَقٌ مَرْزُوقٌ. فَقَالَ: ذَاكَ وَاللهِ الْكَامِلُ.

ص: 268

2107 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: يُقَالَ: مَا سَبَقَ عِيَالٌ مَالا قَطُّ إِلا كَانَ صَاحِبُهُ فَقِيرًا. وَقِيلَ لِرَجُلٍ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ: مَا لَكَ لا يَنْمَى مَالُكَ؟ قَالَ: لأَنِّي اتَّخَذْتُ الْعِيَالَ قَبْلَ الْمَالِ، وَاتَّخَذَ النَّاسُ الْمَالَ قَبْلَ الْعِيَالِ.

ص: 268

2108 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ:

⦗ص: 269⦘

قِيلَ لِمَدَنِيٍّ: كَيْفَ حَالُكَ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ ذَهَبَتْ نِعْمَتُهُ وَبَقِيَتْ عَادَتُهُ؟ ! قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: يُقَالُ: الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الوطن غربة.

ص: 268

2108 -

/ م - وَسَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي كُتُبِ الْهِنْدِ: ذُو الْمُرُوءَةِ يُكْرَمُ مُعْدَمًا؛ كَالأَسَدِ يُهَابُ وَإِنْ كَانَ رَابِضًا، وَمَنْ لا مُرُوءَةٌ لَهُ يُهَانُ وَلا يُهَابُ وَإِنْ كَانَ مُوسِرًا؛ كَالْكَلْبِ وَإِنْ طُوِّقَ وَحُلِّيَ.

ص: 269

2109 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَازِنِيَّ: قَالَ بَعْضُ الأَشْرَافِ: الصَّبْرُ عَلَى حُقُوقِ الْمُرُوءَةِ أَشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى أَلَمِ الْحَاجَةِ، وَذِلَّةُ الْفَقْرِ مَانِعَةٌ مِنْ عِزِّ الصَّبْرِ، كَمَا أَنَّ عِزَّ الْغِنَى مَانِعٌ مِنَ الإِنْصَافِ.

ص: 269

2110 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ:

⦗ص: 270⦘

قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الأَهْتَمِ: مَا السُّرُورُ؟ قَالَ: رَفْعُ الأَوْلِيَاءِ، وَخَفْضُ الأَعْدَاءِ، وَطُولُ الْبَقَاءِ مَعَ الْقُدْرَةِ وَالنَّمَاءِ.

ص: 269

2111 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ رَجُلا هَرَبَ مِنَ الْحَجَّاجِ، فَمَرَّ بِسَابَاطٍ فِيهِ كَلْبٌ بَيْنَ حُبَّيْنِ يَقْطُرُ عَلَيْهِ مَاؤُهُمَا، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مِثْلَ هَذَا الْكَلْبِ! فَمَا لَبِثَ أَنْ مَرَّ بِالْكَلْبِ فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: جَاءَ كِتَابُ الْحَجَّاجِ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلابِ، [فَأُمْسِكَ] .

ص: 270

2112 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ:

⦗ص: 271⦘

مِنَ الدَّنَاءَةِ أَنْ يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَدِيقِهِ: ادْخُلْ مَعِي إِلَى الْحَمَّامِ، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِي يُدْفَعُ إِلَى صَاحِبِ الْحَمَّامِ شَيْءٌ دَنِيءٌ؛ فَكَأَنَّهُ يُوهِمُ صَدِيقَهُ أَنَّ قَدْرَهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ الدَّنِيءُ.

ص: 270

2113 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: إِلَى اللهِ أَشْكُو حَمْدَ مَا لا أُوتِيَ وَذَمَّ مَا لا أَتْرُكُ.

ص: 271

2114 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، نَا الأَصْمَعِيُّ، نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: قُلْتُ لِجَارِ عَطَاءِ السُّلَمِيِّ: مَنْ كَانَ يَخْدِمُ عَطَاءً؟ قَالَ: مُخَنَّثُونَ كَانُوا فِي الدَّارِ مَعَهُ يَسْتَقُونَ لَهُ الْمَاءَ لِوُضُوئِهِ. [فَقُلْتُ: أَيُوَضِّئُهُ مُخَنَّثُونَ] ؟ ! قَالَ: وَهُوَ [كَانَ] يَظُنُّهُمْ خَيْرًا مِنْهُ.

ص: 271

2115 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: ثَلاثَةٌ مِنْ أَحْسَنِ شَيْءٍ: جُودٌ لِغَيْرِ ثَوَابٍ، وَنَصَبٌ لِغَيْرِ الدُّنْيَا، وَتَوَاضُعٌ لِغَيْرِ ذُلٍّ.

ص: 272

2116 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ: إِذَا رَأَيْتَ أَكْبَرَ مِنْكَ؛ فَقُلْ: سَبَقَنِي بِالإِسْلامِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِذَا رَأَيْتَ أَصْغَرَ مِنْكَ؛ فَقُلْ: سَبَقْتُهُ بِالذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي؛ فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِذَا رَأَيْتَ إِخْوَانَكَ يُكْرِمُونَكَ؛ فَقُلْ: نِعْمَةٌ أُحْدِثَ

⦗ص: 273⦘

ثَوَابُهَا، وَإِذَا رَأَيْتَ مِنْهُمْ تَقْصِيرًا؛ فَقُلْ: بِذَنْبٍ أَحْدَثْتُهُ.

ص: 272

2117 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ؛ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: تَعَاشَرَ النَّاسُ زَمَانًا بِالدِّينِ وَالتَّقْوَى ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ، فَتَعَاشَرُوا

⦗ص: 274⦘

بِالْحَيَاءِ وَالتَّذَمُّمِ ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ؛ فَمَا يَتَعَاشَرُ النَّاسُ إِلا بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، وَأَظُنُّهُ سَيَجِيءُ مَا هُوَ شَرٌّ مِنْ هَذَا

[إسناده ضعيف] .

ص: 273

2118 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: لا يَقُولُ رَجُلٌ فِي رَجُلٍ مِنَ الْخَيْرِ مَا لا يَعْلَمُ؛ إِلا أَوْشَكَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ مَا لا يَعْلَمُ، وَلا اصْطَحَبَ اثْنَانِ عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ عز وجل، إِلا أَوْشَكَ أَنْ يَتَفَرَّقَا عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ عز وجل.

ص: 274

2119 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ، نَا الزِّيَادِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا، فَقَالَ: وَاللهِ! مَا نَالُوا بِأَطْرَافِ أَنَامِلِهِمْ شَيْئًا إِلا

⦗ص: 275⦘

وَقَدْ وَطِئْنَاهُ بَأَخْمَاصِ أَقْدَامِنَا، وَإِنَّ أَقْصَى مَثَلِهِمْ لأَدْنَى فِعَالِنَا.

ص: 274

2120 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ: لِلْعَادَةِ سُلْطَانٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَمَا اسْتُنْبِطَ الصَّوَابُ بِمِثْلِ الْمُشَاوَرَةِ، وَلا حُصِّنَتِ النِّعَمُ بِمِثْلِ الْمُوَاسَاةِ، وَلا اكْتُسِبَتِ الْبَغْضَاءُ بِمِثْلِ الْكِبْرِ.

ص: 275

2121 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ فُلانًا مَوْلَى بَاهِلَةَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ عَلَى بَغْلَةٍ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَفَرٍ رَاجِلا، فَقُلْتُ: أَرَاجِلٌ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَرَاكِبٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ؟ ! فَقَالَ: رَكِبْتُ حَيْثُ يَمْشِي النَّاسُ؛ فَكَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرَجِّلَنِي حَيْثُ يَرْكَبُ النَّاسُ.

ص: 275

2122 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 276⦘

قَالَ رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: مَا رَأَيْتُ ذَا كِبْرٍ قَطُّ إِلا تَحَوَّلَ دَاؤُهُ فِيَّ - يُرِيدُ أَنِّي أَتَكَبَّرُ عَلَيْهِ -. وَقَالَ آخَرُ: مَا تَاهَ عَلَيَّ أَحَدٌ قَطُّ مَرَّتَيْنِ - يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا تَاهَ عَلَيَّ مَرَّةً لَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ -.

ص: 275

2123 -

حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ: عَلامَةُ الأَحْرَارِ إِنْ يُلْقَوْا بِمَا يُحِبُّونَ وَيُحْرَمُوا مَا أَمِلُوا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ أَنْ يُلْقَوْا بِمَا يَكْرَهُونَ وَيُعْطَوْا فَوْقَ مَا أَمِلُوا؛ فَانْظُرْ إِلَى خِلَّةٍ أَفْسَدَتْ مِثْلَ الْجُودِ فَاجْتَنِبْهَا، وَانْظُرْ إِلَى خِلَّةٍ عَفَّتْ عَلَى مِثْلِ الْبُخْلِ فَالْزَمْهَا.

ص: 276

2124 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: سَمِعَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ رَجُلا يُنَازِعُ رَجُلا فِي أَمْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي مَا أَظُنُّكَ إِلا ضعيفا فيما تُحَاوِلُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا عَلَى ظَنِّكَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَهْلِي. فَقَالَ الأَحْنَفُ: لأَمْرِ مَا قِيلَ: احْذَرِ الْجَوَابَ.

ص: 276

2125 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ وَابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَا: سَمِعْنَا الزِّيَادِيَّ قَالَ: قَالَ موبذانُ لِكِسْرَى: لا يَنْبَغِي لِلْمَلِكِ أَنْ يَغْضَبَ؛ لأَنَّ الْقُدْرَةَ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِ، وَلا يَكْذِبَ؛ لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ، وَلا يَبْخَلَ؛ لأَنَّهُ لا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَلا يَحْقِدَ؛ لأَنَّ خَطَرَهُ قَدْ جَلَّ عَنِ الْمُجَازَاةِ، وَلا يَجْهَلَ؛ لأَنَّهُ لا يَكُونُ ذَنْبٌ أَوْزَنَ مِنْ حِلْمِهِ.

ص: 277

2126 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ؛ قَالَ: قَالَتْ لِي أُمِّي: يَا بُنَيَّ! قَدْ خُلِقْتَ خِلْقَةً لا تَصْلُحُ مَعَهَا لِمُجَامَعَةِ النَّاسِ، وَلا تَكُونُ فِي مَجْلِسٍ إِلا لَحَظَتْكَ الْعُيُونُ؛ فَعَلَيْكَ بِالدِّينِ؛ فَإِنَّهُ يَرْفَعُ الْخَسِيسَةِ وَيُتِمُّ النَّقِيصَةِ. قَالَ: فَنَفَعَنِي اللهُ بِكَلامِهَا الَّذِي قَالَتْ لي مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَتَعَلَّمْتُ الْفِقْهَ وَالْعِلْمَ وَالأَدَبَ حَتَّى وُلِّيتُ الْقَضَاءَ.

ص: 277

2127 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ، نَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 279⦘

صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فِي أُمَّتِي؛ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ أَجْمَعِينَ» . قُلْتُ: وَفِي النَّاسِ إِذْ ذَاكَ قَوْمٌ صَالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 278

2128 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، نَا شُعْبَةُ، نَا الأعمش، عن إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:

⦗ص: 281⦘

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى خَلَفَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه

[إسناده صحيح] .

ص: 279

2129 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ هِلالٍ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي صُحُفِ إبْرَاهِيمَ [صلى الله عليه وسلم] : طُوبَى لِلأَبْرَارِ الَّذِينَ أَطْلَعُونِي مِنْ قُلُوبِهِمْ عَلَى الرِّضَا، وَأَطْلَعُونِي مِنْ ضَمِيرِهِمْ عَلَى الصِّدْقِ وَالاسْتِقَامَةِ، طُوبَى لَهُمْ مَا لَهُمْ عِنْدِي مِنَ الْجَزَاءِ إِذَا وُفِدُوا إِلَيَّ مِنْ قُبُورِهِمْ وَالنُّورُ يَسْعَى أَمَامَهُمْ، وَالْمَلائِكَةُ حَافُّونَ بِهِمْ، حَتَّى أَبْلُغَ بِهِمْ مَا يَرْجُونَ مِنْ رَحْمَتِي.

ص: 281

2130 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو قُبَيْصَةَ، نَا سَعِيدٌ الْجَرْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ:

⦗ص: 282⦘

خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه يَوْمًا؛ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: عِبَادَ اللهّ! لا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهَا دَارٌ بِالْبَلاءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْفَنَاءِ مَعْرُوفَةٌ، وَبِالْغَدْرِ مَوْصُوفَةٌ، وَكُلُّ مَا فِيهَا إِلَى زَوَالٍ، وَهِيَ بَيْنَ أَهْلِهَا دُوَلٌ وَسِجَالٌ، لَنْ يَسْلَمَ مِنْ شَرِّهَا نُزَّالُهَا، بَيْنَمَا أَهْلُهَا فِي رَخَاءٍ وَسُرُورٍ؛ إِذْ هُمْ مِنْهَا فِي بَلاءٍ وَغُرُورٍ، الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالرَّخَاءُ فِيهَا لا يَدُومُ، وَإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا وَتَقْضِمُهُمْ بِحِمَامِهَا. عِبَادَ اللهِ! وَإِنَّكُمْ وَمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا عَنْ سَبِيلِ مَنْ قَدْ مَضَى مِمَّنْ كَانَ أَطْوَلَ مِنْكُمْ أَعْمَارًا، وَأَشَدَّ مِنْكُمْ بَطْشًا، وَأَعْمَرَ دِيَارًا، وَأَبْعَدَ آثَارًا؛ فَأَصْبَحَتْ أَصْوَاتُهُمْ هَامِدَةً خَامِدَةً، مِنْ بَعْدِ طُولِ تَقَلُّبِهَا، وَأَجْسَادُهُمْ بَالِيَةً، وَدِيَارُهُمْ خَالِيَةً، وَآثَارُهُمْ عَافِيَةً، وَاسْتُبْدِلُوا بِالْقُصُورِ الْمُشَيَّدَةِ، وَالسُّرُرِ وَالنَّمَارِقِ الْمُمَهَّدَةِ، الصُّخُورَ وَالأَحْجَارَ الْمُسْنَدَةِ فِي الْقُبُورِ، الْمِلاطِيَّةِ الْمُلْحَدَةِ الَّتِي قَدْ بَيَّنَ الْخَرَابُ قِبَاؤُهَا، وَشُيِّدَ بِالتُّرَابِ بناؤها، فمحلها مُقْتَرِبٌ، وَسَاكِنُهَا مُغْتَرِبٌ بَيْنَ أَهْلِ عُمَارَةٍ مُوحِشِينَ وَأَهْلِ مَحِلَّةٍ مُتَشَاغِلِينَ، لا يَسْتَأْنِسُونَ بِالْعُمْرَانِ، وَلا يَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِيرَانِ، عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ، وَدُنُوِّ الدَّارِ، وَكَيْفَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ تَوَاصُلٌ، وَقَدْ طَحَنَهُمْ بِكَلْكَلِهِ الْبِلَى، وَأَكَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ وَالثَّرَى؛ فَأَصْبَحُوا بَعْدَ الْحَيَاةِ أَمْوَاتًا، وَبَعْدَ غَضَارَةِ الْعَيْشِ رُفَاتًا، فُجِعَ بِهِمُ الأَحْبَابُ، وَسَكَنُوا التُّرَابَ، وَظَعِنُوا فَلَيْسَ لَهُمْ إِيَابٌ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! ! {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يوم يبعثون} [المؤمنون: 100] ، وَكَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ

⦗ص: 283⦘

الْوِحْدَةِ وَالْبِلَى فِي دَارِ الْمَوْتَى، وَارْتَهَنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، وَضَمَّكُمْ ذَلِكَ الْمُسْتَوْدَعِ؛ فَكَيْفَ بِكُمْ لَوْ قَدْ تَنَاهَتِ الأُمُورُ، وَبُعْثِرَتِ الْقُبُورُ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ، أَوَقَفْتُمْ لِلتَّحْصِيلِ بَيْنَ يَدَيْ مَلِكٍ جَلِيلٍ، فَطَارَتِ الْقُلُوبُ لإِشْفَاقِهَا مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ، وَهُتِكَتْ عَنْكُمُ الْحُجُبُ وَالأَسْتَارُ، وَظَهَرَتْ مِنْكُمُ الْعُيُوبُ وَالأَسْرَارَ، هُنَالِكَ:{تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17]، (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَؤُا بِمَا عِمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) [النجم: 31] (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)) [الكهف: 49] . جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ عَامِلِينَ بِكِتَابِهِ، مُتَّبِعِينَ لأَوْلِيَائِهِ، حَتَّى يُحِلَّنَا وَإِيَّاكُمْ دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فضلة؛ إِنَّهُ حُمَيْدٌ مَجِيدٌ

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 281

2131 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الدُّنْيَا وَقْتُكَ الَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْكَ فِيهِ طَرْفُكَ؛ لأَنَّ مَا مَضَى عَنْكَ فَقَدْ فَاتَكَ إدراكه، وما لم يأت لا عِلْمَ لَكَ بِهِ.

ص: 283

2132 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: يُحْشَرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ عُرَاةً مَا خَلا أهل الزهد.

ص: 284

2133 -

حدثنا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَيْسَ مِنِ الْحَيَوَانِ شَيْءٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَدِيمِ السَّمَاءِ غَيْرَ الإِنْسَانِ، وَذَلِكَ لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللهِ عز وجل.

ص: 284

2134 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قال: قالت الْحُكَمَاءُ: الإِنْسَانُ يَعِيشُ حَيْثُ تَحْيَا النَّارُ، وَيُتْلَفُ حَيْثُ لا تَبْقَى النَّارُ. قَالَ: وَأَصْحَابُ الْمَعَادِنِ وَالْحَفَائِرِ إِذَا هَجَمُوا عَلَى فَتْقٍ مِنَ الأَرْضِ أَوْ مَغَارَةٍ؛ قَدَّمُوا شَمْعَةً فِي طَرَفِ قَنَاةٍ، فَإِنْ ثَبَتَتِ النَّارُ وَعَاشَتْ؛ دَخَلُوا فِي طَلَبِ مَا يُرِيدُونَ، وَإِلا؛ أَمْسَكُوا.

ص: 284

2135 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةُ، نَا ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّ أَسْمَاءَ كَنَائِنِ نُوحٍ إِذَا كُتِبْنَ فِي زَوَايَا بَيْتِ حَمَامٍ؛ نَمَتِ الْفِرَاخُ وَسَلِمَتْ مِنَ الآفَاتِ. قَالَ أَبِي: قَدْ جَرَّبْتُهُ أَنَا وَغَيْرِي فَوَجَدْنَاهُ كَمَا قَالَ. قَالَ أَبِي: وَاسْمُ امْرَأَةِ سام بن نوح «مَحْلَث مَحْوا» ، واسم امرأة حام «أذْنَفْ نشا» ، واسم امرأة يَافِثَ «زِرْقَتْ تَيْثُ»

[إسناده واه جداً] .

ص: 285

2136 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ:

⦗ص: 286⦘

قَالَ بَعْضُ الْعُمَّالِ لأعرابي: ما أحسبك تدري كَمْ تُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ! قَالَ: أَرَأَيْتُكَ إِنْ أَنْبَأْتُكَ ذَلِكَ؛ أَتَجْعَلُ لِي عَلَيْكَ مَسْأَلَةً؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ:

(إِنَّ الصَّلاةَ أَرْبَعٌ أَرْبَعُ

ثُمَّ ثَلاثٌ بَعْدَهُنَّ أَرْبَعُ)

(ثُمَّ صَلاةُ الْفَجْرِ لا تُضَيَّعُ

)

قَالَ: صَدَقْتَ، فَاسْأَلْ! قَالَ: أَخْبِرْنِي كَمْ فَقَارُ ظَهْرِكَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي. قَالَ: أَفَتَحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ وَأَنْتَ تَجْهَلُ هَذَا مِنْ نَفْسِكَ؟ !

ص: 285

2137 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا الْعَلاءُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ؛ قَالَ:

⦗ص: 287⦘

خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَاجًّا، فَلَمَّا دَخَلَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ فَبَكَى حَتَّى عَلا صَوْتُهُ، فَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ قَلِيلا. فَقَالَ لَهُمْ: أَبْكِي لَعَلَّ اللهَ يَنْظُرُ إِلَيَّ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ فَأَفُوزُ بِهَا غَدًا. قَالَ: ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ حَتَّى جَاءَ فَرَكَعَ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ؛ فَإِذَا مَوْضِعُ سُجُودِهِ مُبْتَلا كُلِّهُ مِنْ دُمُوعِهِ.

ص: 286

2138 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ:

⦗ص: 288⦘

لَمَّا حَضَرَتِ الْحُطَيْئَةَ الْوَفَاةُ؛ قَالَ: احْمِلُونِي عَلَى حِمَارٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ عَلَيْهِ كَرِيمٌ قَطُّ؛ فَلَعَلِّي أَنْ أَبْقَى. ثُمَّ تَمَثَّلَ:

(لِكُلِّ جَدِيدٍ لَذَّةٌ غَيْرَ أَنَّنِي

وَجَدْتُ جَدِيدَ الْمَوْتِ غَيْرَ لَذِيذِ)

ص: 287

2139 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: خَوَّفَ رَجُلٌ رَجُلا جَوَّادًا بِالْفَقْرِ [وَأَمَرَهُ بِالإِبْقَاءِ عَلَى نَفْسِهِ] ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَتْرُكَ أَمْرًا قَدْ وَقَعَ لأَمْرٍ لَعَلَّهُ لا يَقَعُ.

ص: 288

2140 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: نَظَرَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِهِ وَهُوَ يَضْرِبُ غُلامًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَتُفْسِدُ أَدَبَكَ بِأَدَبِهِ؟ ! فَلَمْ يُرَ ضَارِبًا غُلامًا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 288

2141 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ؛ قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: إِنَّكَ لا تُؤدَّبُ غِلْمَانَكَ وَلا تَضْرِبُهُمْ. قَالَ: هُمْ أُمَنَاؤُنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، فَإِذَا نَحْنُ أَخَفْنَاهُمْ؛ فَكَيْفَ نَأْمَنُهُمْ؟ !

ص: 288

2142 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بُزُرْجَمْهَرُ الْحَكِيمُ لِبَعْضِ مُلُوكِ الْفُرْسِ: إِيَّاكَ وَعِزَّةَ الْغَضَبِ؛ فَإِنَّهَا مُصَيِّرَتُكَ إِلَى ذُلِّ الاعْتِذَارِ.

ص: 289

2143 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةُ؛ قَالَ: كَتَبَ أَبْرَوِيزُ إِلَى ابْنِهِ شِيرَوَيْهِ: إِنَّ كَلِمَةً مِنْكَ تَسْفِكُ دَمًا، وَإِنَّ أُخْرَى مِنْكَ تَحْقِنُ دَمًا، وَإِنَّ سَخَطَكَ سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ عَلَى مَنْ سَخِطْتَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ رِضَاكَ بَرَكَةٌ مُسْتَفِيضَةٌ عَلَى مَنْ رَضِيتَ عَنْهُ، (وَإِنَّ نَفَاذَ أَمْرِكَ

⦗ص: 290⦘

مَعَ ظهور كلامك) ؛ فاحترس من غَضَبِكَ مِنْ قَوْلِكَ أَنْ تُخْطِئ، وَمِنْ لَؤْمِكَ أَنْ تَتَغَيَّرَ؛ فَإِنَّ الْمُلُوكَ تُعَاقِبُ قُدْرَةً (وَحَزْمًا) ، وَتَعْفُو (تَفَضُّلا و) حلما، وَمَا يَنْبَغِي لِلْقَادِرِ أَنْ يَسْتَخِفَّ وَلا لِلْحَلِيمِ أَنْ يَزْهُو، فَإِذَا رَضِيتَ؛ فَأَبْلِغْ لِمَنْ رَضِيتَ عَنْهُ يَحْرِصُ مَنْ سِوَاهُ عَلَى رِضَاكَ، وَإِذَا سَخِطْتَ؛ فَاعْفُ، فَإِنَّ سَخَطَكَ يَصْغُرُ عَنْ مُلْكِكَ؛ فَقَدِّرْ لِسَخْطِكَ مِنَ الْعِقَابِ كَمَا تُقَدِّرُ لِرِضَاكَ مِنَ الثَّوَابِ.

ص: 289

2144 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: لَسْتَ تَرَى أَحَدًا تَكَبَّرَ فِي الإِمَارَةِ؛ إِلا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْءَ الَّذِي نَالَ فَوْقَ قَدْرِهِ، وَلَسْتَ تَرَى أَحَدًا يَضَعُ نَفْسَهُ فِي الإِمَارَةِ؛ إِلا وَهُوَ فِي نَفْسِهِ أَكْبَرُ مِمَّا نَالَ فِي سُلْطَانِهِ. وَقِيلَ لِرَجُلٍ: فُلانٌ غَيَّرَتْهُ الْوَلايَةُ؛ فَقَالَ: إِذَا وُلِّيَ الرَّجُلُ وَلايَةً يَرَى أَنَّهَا أَكْبَرُ مِنْهُ؛ فَقَدْ تَغَيَّرَ، وَإِذَا وُلِّيَ وَلايَةً يَرَى أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْهَا؛ لَمْ يَتَغَيَّرْ.

ص: 290

2145 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا ابْنُ الأَعْرَابِيُّ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الأَعْرَابُ: إِيَّاكَ وَصَدْرَ الْمَجْلِسِ؛ فَإِنَّهُ مَجْلِسُ قُلْعَةَ.

ص: 290

2146 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِصَدِيقٍ لَهُ وَمَعَهُ رَجُلٌ ثَقِيلٌ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَى حَالَكَ؟ فَقَالَ: (وَقَائِلٌ كَيْفَ أَنْتَ قُلْتُ لَهُ

هَذَا جَلِيسِي فَمَا تَرَى حَالِي)

ص: 291

2147 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو مَيْسَرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ زَاجِرِ بْنِ الصَّلْتِ الطَّلْحِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ؛ قَالَ: مَرَّ عَلَى الشَّعْبِيِّ حَمَّالٌ عَلَى ظَهْرِهِ دَنٌّ يَحْمِلُهُ، فَلَمَّا رَأَى الشَّعْبِيَّ وَضَعَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا كَانَ اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَلِكَ نِكَاحٌ لَمْ نَشْهَدْهُ.

ص: 291

2148 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ دَازِيلَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ نَافِعٍ يَقُولُ:

⦗ص: 292⦘

سَمِعْتُ مِنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ حَرْفًا فِي الْوَرَعِ مَا سَمِعْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ، قُلْتُ لَهُ يَوْمًا وَقَدِ اتَّخَذَ كَوَائِرَ نَحْلٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! لَوِ اتَّخَذْتَ حَمَامًا. فَقَالَ: النَّحْلُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْحَمَامِ، الْحَمَامُ يُدْخِلُ الْغَرِيبَ، وَالنَّحْلِ لا يَدَعُ الْغَرِيبَ يَدْخُلَ فِيهَا، فَمِنْهَا اتَّخَذْتُ النَّحْلَ.

ص: 291

2149 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ لِأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: أَنَا أريد الغزو منذ ثَلاثِينَ سَنَةً؛ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْهُ إِلا شِرَاءُ خُفٍّ لَيْسَ يُمْكِنُنِي مِنْ وَجْهِهِ.

ص: 292

2150 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُولُ: مَا وُصِفَ لِي رَجُلٌ بِفَضْلٍ فَلَقِيتُهُ إِلا وَكَانَ دُونَ مَا وُصِفَ لِي؛ إِلا يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ؛ فَإِنَّهُ وُصِفَ لِي، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ؛ فَإِذَا هُوَ أَكْبَرُ مِمَّا وُصِفَ لِي.

ص: 292

2151 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّرْجُمَانِيُّ، نَا عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عبد الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ يُطِيقُ يَنْظُرُ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ إِلا بَكَى عِنْدَ رُؤْيَتِهِ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.

ص: 293

2152 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجَزَرِيُّ، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: لَوْلا ثَلاثٌ مَا اسْتُطِيعَ ابْنُ آدَمَ، إِنَّكَ لَتَجِدَهُنَّ فِيهِ وَهُوَ مَعَهُنَّ: الْفَقْرُ، وَالْمَرَضُ، وَالْمَوْتُ.

ص: 293

2153 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا الرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَبْدَعُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ بَيْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ

⦗ص: 294⦘

:

(وَالنَّفْسُ رَاغِبَةٌ إِذَا رَغَّبْتَهَا

وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيلٍ تَقْنَعُ)

وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الاسْتِعْفَافِ:

(مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ

وَسَائِلِ اللهِ لا يَخِيبُ)

وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي حِفْظِ الْمَالِ قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ:

(قَلِيلُ الْمَالِ تُصْلِحُهُ فَيَبْقَى

وَلا يَبْقَى الْكَثِيرُ مَعَ الْفَسَادِ)

ص: 293

2154 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ شُعَيْبٍ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ بِالْبَصْرَةِ، فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الْمَلائِكَةِ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ» ، وَفِي الْمَجْلِسِ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ؛ فَجَعَلَ يَسْتَهْزِئُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ: وَاللهِ! لأَقَطِّرَنَّ غَدًا نَعْلِي

⦗ص: 295⦘

فَأَطَأُ بِهِمَا أَجْنِحَةَ الْمَلائِكَةِ. قَالَ: فَفَعَلَ وَمَشَى فِي النَّعْلَيْنِ، فَجَفَّتْ رِجْلاهُ جَمِيعًا، وَوَقَعَتْ فِي رِجْلَيْهِ جَمِيعًا الآكلة.

ص: 294

2155 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

⦗ص: 296⦘

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:«أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟» ، قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ؛ «رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟» . قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «امْرِؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤَدِّي الزَّكَاةَ وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلا يُعْطِي بِهِ»

[إسناده ضعيف والحديث صحيح] .

ص: 295

2156 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو بَكْرٍ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، نَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 298⦘

صلى الله عليه وسلم: «خُرُوجُ الآيَاتِ بعضها عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ يَتَتَابَعْنَ كَمَا تَتَتَابَعُ الْخَرَزُ فِي النِّظَامِ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 297

2157 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، نَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوَانَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ دَخَلَ السُّوقَ فَكَبَّرَ النَّاسُ.

ص: 298

2158 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ فِي هَذِهِ الأية:{ففتقناهما} [الأنبياء: 30] ؛ قَالَ: كَانَتِ السَّمَاءُ لا تُمْطِرُ، وَالأَرْضُ لا تُنْبِتُ، فَفَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ وَفَتَقَ الأَرْضَ بِالنَّبَاتِ.

ص: 298

2159 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ، نَا يَزِيدُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ:{أَوَلَمْ يَرَ الذين كفروا أن السماوات وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] ؛ قَالَ: كَانَتِ السَّمَاءُ مَخْلُوقَةً وَحْدَهَا، وَالأَرْضُ مَخْلُوقَةً وَحْدَهَا؛ فَفَتَقَ مِنْ هَذِهِ سَبْعَ سماوات، وَفَتَقَ مِنْ هَذِهِ سَبْعَ أَرَضِينَ.

ص: 299

2160 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بن حسان:

⦗ص: 300⦘

سيئة تسوؤك خَيْرٌ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ.

ص: 299

2161 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لأَنْ أَبِيتَ نَائِمًا وَأُصْبِحَ نَادِمًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيتَ قَائِمًا وَأُصْبِحَ مُعْجِبًا.

ص: 300

2162 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا خَالِدٌ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ:

⦗ص: 301⦘

إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ مَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا

[إسناده ضعيف ومنقطع] .

ص: 300

2163 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ؟ !

ص: 301

2164 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، نَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، نَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 302⦘

لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ خَيْرٌ إِلا أَنْ يَرَى أَنَّ فِيهِ خَيْرًا.

ص: 301

2165 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو صَادِقٍ لا يَتَطَوَّعُ مِنَ السُّنَّةِ وَلا يُصَلِّي غَيْرَ الْفَرِيضَةِ وَلا يَصُومُ يَوْمًا واحد غَيْرَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانَ بِهِ مِنَ الْوَرَعِ شَيْءٌ عَجِيبٌ.

ص: 302

2166 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: انْظُرُوا إِلَى أَقْوَامٍ إِذَا ذُكِرُوا بِالْقُرْآنِ؛ فَلا تَكُونُوا مِنْهُمْ، وَإِذَا ذُكِرُوا بِالْفُجُورِ؛ فَلا تَكُونُوا مِنْهُمْ، كُونُوا بَيْنَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ.

ص: 302

2167 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ شَاذَ بْنَ فَيَّاضٍ يَقُولُ: قَالَتِ الْحُكَمَاءُ: فَضْلُ الأَدَبِ فِي غَيْرِ الدِّينِ مَهْلَكَةٌ، وَفَضْلُ الرَّأْيِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُسْتَعْمَلُ فِي رِضْوَانِ اللهِ وَمَنْفَعَةِ النَّاسِ قَائِدٌ إِلَى الذُّنُوبِ،

⦗ص: 303⦘

وَالْحِفْظُ الزاكي الْوَاعِي بِغَيْرِ الْعَقْلِ مُضِرٌّ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ،وَالْعَمَلُ غَيْرُ الْوَرَعِ عَنِ الذُّنُوبِ خَازٍ الشَّيْطَانَ، وَإِفْرَاطُ الْعَقْلِ مُضِرٌّ بِالْجِدِّ.

ص: 302

2168 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ: اجْتَمَعَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَابْنُ الْمُقَفَّعِ بِالْمِرْبَدِ فَتَفَاوَضَا، ثُمَّ تَفَرَّقَا، فَسُئِلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَنِ الْخَلِيلِ، فَقَالَ: هُوَ نِهَايَةٌ فِي الْعِلْمِ، لا تَلِدُ النِّسَاءُ مِثْلَهُ أَبَدًا فِي زَمَانِنَا هَذَا، وَفِيهِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ عِلْمِهِ؛ عَقْلُهُ أَكْثَرُ مِنْ عِلْمِهِ. وَسُئِلَ الْخَلِيلُ عَنِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ، فَقَالَ: لا تَلِدُ النِّسَاءُ إِلَى أَلْفِ سَنَةٍ مثْلَهُ؛ غَيْرَ أَنَّ فِيهِ عَيْبًا. قِيلَ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ، وَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ أَكْثَرَ مِنَ الْعَقْلِ؛ فَهُوَ مُضِرٌّ بِصَاحِبِهِ.

ص: 303

2169 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ سُؤْدُدٌ خَالِدُ بْنُ عبد اللهِ الْقَسْرِيُّ أَنَّهُ مَرَّ فِي سُوقِ دِمَشْقٍ وَهُوَ غُلامٌ، فَأَوْطَأَ فَرَسُهُ صَبِيًّا، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ لا يَتَحَرَّكُ؛ أَمَرَ غُلامَهُ فَحَمَلَهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ إِلَى مَجْلِسِ قَوْمٍ، فَقَالَ: إِنْ حَدَثَ

⦗ص: 304⦘

بِهَذَا الْغُلامِ حَدَثٌ؛ فَأَنَا صَاحِبُهُ، أَوْطَأْتُهُ فَرَسِي وَلَمْ أعلم.

ص: 303

2169 -

/ م - وَبِإِسْنَادِهِ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ لابْنٍ لَهُ حَدَثٍ: قُمْ بِالْبَابِ؛ فَامْنَعْ مَنْ لا تَعْرِفُ، وَائْذَنْ لِمَنْ تَعْرِفُ. فَقَالَ: لا يَكُونُ أَوَّلُ شَيْءٍ وَلِيتُهُ مِنَ الدُّنْيَا مَنْعَ قَوْمٍ مِنَ الطَّعَامِ.

ص: 304

2170 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا تَهَاوَنَنَّ بِإِرْسَالِ الْكِذْبَةِ فِي الْهَزْلِ؛ فَإِنَّهَا تُسْرِعُ فِي إِبْطَالِ الْحَقِّ.

ص: 304

2171 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلامٍ يَقُولُ: ذَمَّ رَجُلٌ رَجُلا، فَقَالَ: اجْتَمَعَ فِيهِ ثَلاثَةُ أَشْيَاءٍ: طَبِيعَةُ الْعَقْعَقِ - يَعْنِي: السَّرِقَ -، وَرَوَغَانَ الثَّعْلَبِ - يَعْنِي: الْخُبْثَ -، وَلَمَعَانَ الْبَرْقِ

⦗ص: 305⦘

يَعْنِي: الْكَذِبَ -.

ص: 304

2172 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا الزِّيَادِيُّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: اغْتَابَ رَجُلٌ رَجُلا عِنْدَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَقَالَ لَهُ قُتَيْبَةُ: أَمْسِكْ أَيُّهَا الرَّجُلُ! فَوَاللهِ، لَقَدْ تَلَمَّظْتَ بِمُضْغَةٍ طَالَمَا لَفَظَهَا الْكِرَامُ.

ص: 305

2173 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا هَارُونُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِجَارَيْنِ لَهُ وَمَعَهُ رَيْبَةٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: فَهِمْتُ مَا مَعَهُ مِنَ الرَّيْبَةِ. فَقَالَ الآخَرُ: غُلامِي حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ شَكِرًا لَهُ إِذْ لَمْ يُعَرِّفْنِي مِنَ الشَّرِّ مَا عَرَّفَكَ.

ص: 305

2174 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

⦗ص: 306⦘

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى بَعْضِ الْعُبَّادِ، فَقَالَ لَهُ: بِمَ أَسْتَعِينُ عَلَى كَثْرَةِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: بِتَرْكِ مَا يُبْكَى مِنْهُ.

ص: 305

2175 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَبَايَنُوا، فَإِذَا تَسَاوَوْا؛ فَقَدْ هَلَكُوا.

ص: 306

2176 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ؛ قَالَ: قَالَ بُزْرُجَمْهَرُ الْحَكِيمُ: كُلُّ عَزِيزٍ دَخَلَ تَحْتَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ ذَلِيلٌ، وَكُلُّ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ مَمْلُوكٌ مَحْقُورٌ.

ص: 306

2177 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا سَهْلٌ، نَا الأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ:

⦗ص: 307⦘

لَوْ قَسَّمْتُ فِي الناس مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ كَانَ أَكْثَرُ لِلائِمِي لَوْ أَخَذْتُهَا مِنْهُمْ.

ص: 306

2178 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَا: نَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، أنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ قَالَ:

⦗ص: 308⦘

كَانَ فِدْيُ أُسَارَى بَدْرٍ أَرْبَعَةَ آلافٍ إِلَى مَا دُونَ ذَلِكَ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ؛ أُمِرَ أَنْ يُعَلِّمَ صِبْيَانَ الأَنْصَارِ الْكِتَابَ

[إسناده ضعيف] .

ص: 307

2179 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو الرَّبِيعِ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 309⦘

أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 308

2180 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: مَنْ ضَمِنَ لِي وَاحِدًا ضَمِنْتُ لَهُ أَرْبَعًا: مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ؛ طَالَ عُمْرُهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ، ووسع عليه رِزْقِهِ، وَدَخَلَ جَنَّةَ رَبِّهِ عز وجل

[إسناده ضعيف جداً] .

ص: 309

2181 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الله بن محمد بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نَا أَبُو مُسْهِرٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ:

⦗ص: 310⦘

مَا ضُرِبَ النَّاسُ بِسَوْطٍ أَشَدُّ مِنَ الْفَقْرِ.

ص: 309

2182 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؛ قَالَ: قَالَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: مَا يَسُرُّنِي بِذُلِّ نَفْسِي كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ كَلِمَةٍ فِي مَذَلَّةٍ.

ص: 310

2183 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ؛ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ هَارُونَ الرَّشِيدَ الْوَفَاةُ، فَكَانَ رُبَّمَا غُشِيَ عَلَيْهِ، فَيَفْتَحُ

⦗ص: 311⦘

عَيْنَيْهِ فَيُغْشَى عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ؛ فَنَظَرَ إِلَى الرَّبِيعِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا رَبِيعُ!

(أَحِينَ دَنَا مَا كُنْتُ أَرْجُو دُنُوَّهُ

رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ)

(فَأَصْبَحْتُ مَرْحُومًا وَكُنْتُ مُحَسَّدًا

صبرا عَلَى مَكْرُوهِ مُرِّ الْعَوَاقِبِ)

(سَأَبْكِي عَلَى الْوَصْلِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا

وَأَنْدِبُ أَيَّامَ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ)

(وَأَعْتَقِلُ الأَيَّامَ بِالصَّبْرِ وَالْعَزَاءْ

عَلَيْكَ وأن جَانَبْتَ غَيْرَ مُجَانِبِ)

ص: 310

2184 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: وَقَفَ الْمَأْمُونُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَهُوَ قَافِلٌ إِلَى طَرْسُوسَ فِي قَدْمَتِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا؛ فَوَقَفَ عَلَى شَرَفٍ عَالٍ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

(حَتَّى مَتَى أَنَا فِي حَطٍّ وَتَرْحَالِ

وَطُولِ سَعْيٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ)

(وَنَازِحُ الدَّارِ لَا يَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا

عَنِ الأَحِبَّةِ لا يَدْرُونَ مَا حَالِي)

(بِمَشْرِقِ الأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا

لا يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَى بَالِي

⦗ص: 312⦘

)

(وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِيَ الرِّزْقُ فِي دِعَةٍ

إِنَّ الْقُنُوعَ الْغِنَى لا كَثْرَةَ المال)

ص: 311

2184 -

/ م - أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ النَّحْوِيُّ:

(يُعَمَّرُ وَاحِدٌ وَيُغَرُّ أَلْفٌ

وَيُنْسَى مَنْ يَمُوتُ مِنَ الصِّغَارِ)

(وَيُسَلَّمُ وَاحِدٌ وَيُغَرُّ أَلْفٌ

وَيُنْسَى مَنْ يَغْرَقُ فِي الْبِحَارِ)

وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ الأَحْنَفِ:

(وَمَا مَرَّ يَوْمٌ أَرْتَجِي فِيهِ رَاحَةً

فَأَخْبُرُهُ إِلا بَكَيْتُ عَلَى أَمْسِ)

وَقَالَ نَهَارُ بْنُ تَوْسِعَةَ:

(عَتَبْتُ عَلَى سَلْمٍ فَلَمَّا فَقَدْتُهُ

وَجَرَّبْتُ أَقْوَامًا بَكَيْتُ عَلَى سَلَمٍ)

قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ:

(وَمَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَنٍ إِلَّا بَكَيْتُ عَلَيْهِ

)

ص: 312

2185 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، أَنْشَدَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ

⦗ص: 313⦘

:

(ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا

فَإِذَا انْتَهَتْ فَأَنْتَ حَكِيمُ)

(فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى

بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيُقْبَلُ التَّعْلِيمُ)

ص: 312

2186 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ؛ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: الْحَاسِدُ عَدُوٌّ مَهِينٌ لَا يُدْرِكُ وَتْرَهُ إِلَّا بِالتَّمَنِّي.

ص: 313

2187 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا حَوْثَرَةُ؛ قَالَ:

⦗ص: 314⦘

قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كُلُّ عَدُوٍّ أَحَبُّ أَنْ يَعُودَ لِي صَدِيقًا إِلَّا مَنْ كَانَ سَبَبُ عَدَاوَتِهِ النِّعْمَةَ.

ص: 313

2188 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو عَبْدِ اللهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ عَابَ سِفْلَةً؛ فَقَدْ رَفَعَهُ، وَمَنْ عَابَ شَرِيفًا فَقَدْ وَضَعَ نَفْسَهُ.

ص: 314

2189 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

⦗ص: 317⦘

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الْقُرْآنَ وَصَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَقَالَ: «يُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ»

[إسناده ضعيف] .

ص: 314

2190 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ

⦗ص: 319⦘

: «يَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ أَحْمِلْكَ عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ وَتَدْسَعُ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ:

⦗ص: 320⦘

فَأَيْنَ شُكْرُكَ ذَلِكَ؟ !»

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَالِكِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ، يَقُولُ: قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " تَرْبَعُ ": هُوَ الْمِرْبَاعُ، وَهُوَ رُبْعُ الْغَنِيمَةِ، وَكَانَ الرَّئِيسُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا غَزَا، أَخَذَ الْمِرْبَاعَ لِنَفْسِهِ وَقَوْلُهُ تَدْسَعُ، أَيْ: تُعْطِي وَتُجْزِلُ، وَمِنْهُ يُقَالَ: ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ، أَيْ عَظِيمُهُ

[إسناده صحيح] . قال أبو بكر المالكي: سمعت ابن قتيبة يقول: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «تربع» : هو المرباع، وهو ربع الغنيمة، وكان الرئيس في الجاهلية إذا غزا؛ أخذ المرباع لنفسه. وقوله:«تدسع» : أي: تعطي وتجزل، ومنه يقال: ضخم الدسيعة؛ أي: عظيمه.

ص: 317

2191 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نَا هِشَامٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَسَنِ: أن سلمان الْفَارِسِيَّ أَتَى إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؛ فَبَكَى عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ! أَوْصِنِي. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، فَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْهَا إِلَّا بَلَاغًا، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ؛ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ؛ فَلَا تَخْفِرَنَّ اللهَ عز وجل فِي ذِمَّتِهِ فَيَكُبُّكَ اللهُ عَلَى وَجْهِكَ فِي النَّارِ.

ص: 320

2192 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: رَأَيْتُ عَابِدًا مِنَ الْعُبَّادِ وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَهُوَ يَقُولُ: عَجِبْتُ مِنَ النَّاسَ أَنَّهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى الْمَوْتَى فِي كُلِّ يَوْمٍ يُنْقَلُونَ، وَهُمْ فِي الدُّنْيَا

⦗ص: 321⦘

فِي غَفْلَةٍ يَلْعَبُونَ! ! فَهَبْكَ يَا ابْنَ آدَمَ تَصِحُّ مِنَ الْأَسْقَامِ وَتَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرَاضِ؛ هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَنْجُوَ مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: فَارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ.

ص: 320

2193 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَوْذَبٍ؛ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ فَقَالَ: كَمْ مِنْ عَامِرٍ مُوَثَّقٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَخْرَبُ! وَكَمْ مِنْ مُقِيمٍ مُغْتَبِطٍ عَمَّا قَلِيلٍ يَظْعَنُ! فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللهُ مِنْها الرِّحْلَةُ بِأَحْسِنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ النُّقْلَةِ، بَيْنَمَا ابْنُ آدَمَ فِي الدُّنْيَا يُنَافِسُ فِيهَا قَرِيرَ الْعَيْنِ قانع؛ إِذْ دَعَاهُ اللهُ بِقَدَرِهِ، وَرَمَاهُ بِيَوْمِ حَتْفِهِ، فَسَلَبَهُ آثَارَهُ وَدُنْيَاهُ، وَصَيَّرَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ مَصَانِعُهُ وَمَغْنَاهُ، إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَسُرُّ بِقَدْرِ مَا تَضُرُّ، تَسَرُّ قَلِيلًا وَتُحْزِنُ طَوِيلًا.

ص: 321

2194 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ:

⦗ص: 322⦘

ابْنَ آدَمَ! فَرِحْتَ بِبُلُوغِ أَمَلِكَ وَإِنَّمَا تَبْلُغُهُ بِانْقِضَاءِ مُدَّةِ أجلك، ثم سوفت بِعَمَلِكَ كَأَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِغَيْرِكَ! !

ص: 321

2195 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: إِنَّ مِنْ فِتْنَةِ الرَّجُلِ إِذَا كَانَ فَقِيهًا أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الصَّمْتِ.

ص: 322

2196 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: رَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجلا صَامَ الدَّهْرَ لَا يُفْطِرُ، وَقَامَ اللَّيْلَ لَا يَفْتُرُ، وَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاجْتَنَبَ مَحَارِمَ اللهِ عز وجل،

⦗ص: 323⦘

غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْتَى به يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رؤوس الْخَلَائِقِ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ الْأَعْظَمِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيُقَالُ: إِنَّ هَذَا عَظُمَ فِي عَيْنَيْهِ مَا صَغَّرَ اللهُ، وَصَغُرَ فِي عَيْنَيْهِ مَا عَظَّمَ اللهُ، كَيْفَ تَرَى يَكُونُ حَالُهُ؟ ! فَمَنْ مِنَّا لَيْسَ هَكَذَا؛ الدُّنْيَا عَظِيمَةٌ عِنْدَهُ، مَعَ مَا اقْتَرَفْنَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟ !

ص: 322

2197 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نَا الْأَصْمَعِيُّ؛ قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مَوْفُورًا بِالنِّعَمِ، وَرَبٌّ يَتَحَبَّبُ إِلَيْنَا بِالنِّعَمِ وهو هنا غَنِيٌّ، وَنَتَبَغَّضُ إِلَيْهِ بِالْمَعَاصِي وَنَحْنُ إِلَيْهِ فُقَرَاءُ.

ص: 323

2198 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ شَعْرَةٍ تَبْيَضُّ؛ إِلَّا تَقُولُ لِلسَّوْدَاءِ: يَا أُخْتَاهُ! قَدْ أَتَاكِ الْمَوْتُ؛ فَاسْتَعِدِّي.

ص: 323

2199 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ:

⦗ص: 324⦘

أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِمَنْ بَقِيَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا أَرْبَعَ مِئَةِ دِينَارٍ لِكُلِّ رَجُلٍ، وَكَانُوا مِئَةً، فَأَخَذُوهَا، وَأَخَذَ عُثْمَانُ فِيمَنْ أَخَذَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، وَأَوْصَى بِأَلْفِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل.

ص: 323

2200 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 329⦘

أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ تَرَكَ مِنَ الْعَرُوضِ قِيمَةَ خَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمِنَ الْعَيْنِ خَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ.

ص: 324

2201 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نَا الرِّيَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ مِنَ الْعَجَمِ - وَكَانَ عَالِمًا -؛ قَالَ: كَانَ أَنُوشِرْوَانُ إِذَا وَلَّى رَجُلًا أَمْرَ الْكَاتِبِ أَنْ يَدَعَ فِي الْعَهْدِ مَوْضِعَ أَرْبَعَةِ أَسْطُرٍ لِيُوَقِّعَ فِيهِ بِخَطِّهِ، فَإِذَا أتى بِالْعَهْدِ؛ وَقَّعَ فِيهِ: سُسْ خِيَارَ النَّاسِ بِالْمَحَبَّةِ، وَامْزُجْ لِلْعَامَّةِ الرَّغْبَةَ بِالرَّهْبَةِ، وَسُسْ سِفْلَةَ النَّاسِ بِالْإِخَافَةِ.

ص: 330

2202 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: انْتَهِزُوا فُرَصَ الْقَوْلِ؛ فَإِنَّ لِلْقَوْلِ سَاعَاتٍ يَضُرُّ فِيهَا الْخَطَأُ وَلَا يَنْفَعُ فِيهَا الصَّوَابُ. قَالَ: وَرُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ: دَعْنِي.

ص: 330

2203 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ، نَا أَبُو نَصْرٍ؛ قَالَ: ذَكَرَ أَعْرَابِيٌّ أَمِيرًا، فَقَالَ: كَانَ إِذَا وَلِيَ لَمْ يُطَابِقْ بَيْنَ جُفُونِهِ، وَأَرْسَلَ الْعُيُونَ عَلَى عُيُونِهِ؛ فَهُوَ غَائِبٌ عَنْهُمْ شَاهِدٌ مَعَهُمْ؛ فَالْمُحْسِنُ رَاجٍ

⦗ص: 331⦘

وَالْمُسِيءُ خَائِفٌ.

ص: 330

2204 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رحمه الله: إِنِّي لَأَجْمِعُ أنْ أُخْرِجَ لِلنَّاسِ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ الْعَدْلِ، فَأَخَافُ أَنْ لَا تَحْمِلَهُ قُلُوبُهُمْ، فَأُخْرِجُ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَإِنْ نَفَرَتِ الْقُلُوبُ إِلَى هَذِهِ سَكَنَتْ إِلَى هَذَا.

ص: 331

2205 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الْأَزْدِيِّ، نَا مُعَلَّى بْنُ أَيُّوبَ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ لِنُعَيْمِ بْنِ حَازِمٍ وَقَدِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبٍ عَظِيمَةٍ: عَلَى رَسْلِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ! تَقَدَّمَتْ مِنْكَ طَاعَةٌ وَتَأَخَّرَتْ لَكَ تَوْبَةٌ، وَلَيْسَ لِذَنْبٍ بَيْنَهُمَا مَكَانٌ، وَمَا ذَنْبُكَ فِي الذُّنُوبِ بِأَعْظَمَ مِنْ عَفْوِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْعَفْوِ.

ص: 332

2206 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، نَا الزيادي؛ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: مَرَّ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ بِبِلَادِ غَطْفَانَ، فَرَأَى ثَرْوَةً وَجَمَاعَةً وَعَدَدًا فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ بْنُ زياد: إنه يسوؤك مَا يَسُرُّ النَّاسُ! فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي! إِنَّكَ لَا تَدْرِي أَنَّ مَعَ الثَّرْوَةِ وَالنِّعْمَةِ التَّحَاسُدَ وَالتَّخَاذُلَ، وَأَنَّ مَعَ الْقِلَّةِ التَّحَاشُدَ وَالتَّنَاصُرَ.

ص: 332

2207 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنَ التَّوَقِّي تَرْكُ الْإِفْرَاطِ فِي التَّوَقِّي.

ص: 332

2208 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: أَقَلُّ مَا لِتَارِكِ الْحَسَدِ فِي تَرْكِهِ أَنْ يَصْرِفَ عَنْ نَفْسِهِ عَذَابًا لَيْسَ بِمُدْرِكٍ بِهِ حَظًّا وَلَا غَائِظًا بِهِ عَدُوًّا، فَإِنَّا لَمْ نَرَ ظَالِمًا قَطُّ أَشْبَهُ بِمَظْلُومٍ مِنَ الْحَاسِدِ: طُولُ الْأَسَفِ، وَمُحَالَفَةُ كَآبَةٍ، وَلَا يَبْرَحُ زَارِيًا نِعَمَ اللهِ لَا يجد له مَزَالًا، وَيُكَدِّرُ عَلَى نَفْسِهِ مَا بِهِ مِنَ النِّعْمَةِ؛ فَلَا يَجِدُ لَهَا طَعْمًا، وَلَا يَزَالُ سَاخِطًا عَلَى مَنْ لَا يَتَرَضَّاهُ، وَمُتْسَخِّطًا لِمَا لَا يَنَالُ؛ فَهُوَ مُنَغَّصُ الْمَعِيشَةِ، دَائِمُ السَّخَطِ، مَحْرُومُ الطَّلِبَةِ، لَا بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ يَقْنَعُ، وَلَا عَلَى مَا لَمْ يُقْسَمْ لَهُ يَغْلِبُ، وَالْمَحْسُودُ يَتَقَلَّبُ فِي فَضْلِ اللهِ، مُبَاشِرٌ لِلسُّرُورِ مُنْتَفِعٌ بِهِ، مُمَهَّلٌ فِيهِ إِلَى مُدَّةٍ لَا يَقْدِرُ النَّاسُ لَهَا عَلَى قَطْعٍ وَانْتِقَاصٍ.

ص: 333

2209 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمُؤَدَّبُ، نَا ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ:

⦗ص: 334⦘

خَطَبَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا، ثُمَّ أَنْشَدَ قَوْلَ سُوَيْدِ بْنِ أَبِي كَاهِلٍ:

(كَيْفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ مَا

جَلَّلَ الرَّأْسَ بَيَاضٌ وَصَلَعْ)

(رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظًا صَدْرَهُ

لَوْ تَمَنَّى لِي مَوْتًا لَمْ يُطَعْ

⦗ص: 335⦘

)

(وَيَرَانِي كَالشَّجَا فِي صَدْرِهِ

عَسِرًا مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ)

(مُزْبِدٌ يَخْطِرُ مَا لَمْ يَرَنِي

فَإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ)

(لَمْ يَصِيرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسِدَنِي

فَهُوَ يَزْقُوا مِثْلَ مَا يَزْقُوا الضُّوَعْ)

(ويُحيِّينِي إِذَا لَاقَيْتُهُ

وَإِذَا يَخْلُو لَهُ لَحْمِي رَتَعْ)

(قَدْ كَفَانِي اللهُ مَا فِي نَفْسِهِ

وَإِذَا مَا يَكْفِ شَيْئًا لَا يُضَعْ)

ص: 333

2210 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي الدُّنْيَا، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَقُولُ:

⦗ص: 336⦘

اللهُمَّ! هَبْ لِي حَمْدًا وَمَجْدًا، لَا مَجْدَ إِلَّا بِفِعَالٍ وَلَا فِعَالَ إِلَّا بِمَالٍ. اللهُمَّ! لَا يُصْلِحُنِي الْقَلِيلُ وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ.

ص: 335

2211 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ أَنَّهُ قَالَ:

⦗ص: 337⦘

لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ فَيَقْضِي دَيْنَهُ وَيَصِلُ رَحِمَهُ وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ. قَالَ: وَتَرَكَ دَنَانِيرَ، وَكَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ! إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْمَعْهَا إِلَّا لِأَصُونَ بِهَا حَسَبِي وَدِينِي.

ص: 336

2212 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ؛ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الزِّنَادِ: لِمَ تُحِبُّ الدَّرَاهِمَ وَهِيَ تُدْنِيكَ مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: إِنَّهَا وَإِنْ أَدْنَتْنِي مِنْهَا صَانَتْنِي عَنْهَا.

ص: 337

2213 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ؛ قَالَ: خَرَجَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي غِبِّ سَمَاءٍ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ جَالِسٍ عَلَى غَدِيرٍ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَتَعْرِفُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ؟ فَقَالَ

⦗ص: 338⦘

الْيَشْكُرِيُّ: ابْنَ سَلْمَى؟ قَالَ: نَعَمْ. [قَالَ] : الْفَاعِلُ ابْنُ الْفَاعِلَةِ فَقَالَ: وَيْحَكَ! النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: قَدْ خَبَّرْتُكَ. فَلَمْ يَنْقَضِ كَلَامُهُ حَتَّى لَحِقَتْهُ الْخَيْلُ وَحَيَّوْهُ بِتَحِيَّةِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ قُلْتَ؟ ! فَقَالَ لَهُ: أَبَيْتُ اللَّعْنَ، إِنَّكَ وَاللهِ مَا رَأَيْتَ شَيْخًا أَكْذَبَ وَلَا أَخَسَّ وَلَا أَحْمَقَ وَلَا أَلْأَمَ وَلَا أَوْضَعَ مِنْ شَيْخٍ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقَالَ النُّعْمَانُ: دَعُوهُ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

(تَعْفُو الْمُلُوكُ عَنِ الْعَظِيمِ

مِنَ الذُّنُوبِ لِفَضْلِهَا)

(وَلَقَدْ تُعَاقِبُ فِي الْيَسِيرِ

وَلَيْسَ ذَاكَ لِجَهْلِهَا)

(إِلَّا لِيُعْرَفَ فَضْلُهَا

وَيُخَافُ شِدَّةُ نَكْلِهَا)

ص: 337

2214 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ؛ قَالَ: قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ أَنَّ بَعْضَ مُلُوكِ الْفُرْسِ قَالَ لِحَاجِبِهِ: إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ عَيْنًا أَنْظُرُ بِهَا وَجُنَّةً أَسْتَتِرُ بِهَا، وَقَدْ وَلَّيْتُكَ بَابِي؛ فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِرَعِيَّتِي؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَأَحْمِلُهُمْ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَكَ، وَأَضَعُهُمْ فِي إِبْطَائِهِمْ عَنْ بَابِكَ وَلُزُومِهِمْ خِدْمَتِكَ مَوَاضِعَ اسْتِحْقَاقِهِمْ، وَأُرَتِّبُهُمْ حَيْثُ وَضَعَهُمْ تَرْتِيبُكَ، وَأُحْسِنُ إِبْلَاغَهُمْ عَنْكَ وَإِبْلَاغَكَ عَنْهُمْ. فقال له: وفيت ما لك وَعَلَيْكَ إِنْ صَدَّقْتَهُ بِفِعْلٍ.

ص: 338

2214 -

/ 1 - وَأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ لِغَيْرِهِ

⦗ص: 339⦘

:

(يَا جَامِعَ الْمَالِ الْكَثِيرِ لِغَيْرِهِ

إِنَّ الصَّغيرَ مِنَ الذُّنُوبِ كَبِيرُ)

(هَلْ فِي يَدَيْكَ مِنَ الْحَوَادِثِ قُوَّةٌ

أَمْ هَلْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَنُونِ خَفِيرُ)

ص: 338

2214 -

/ 2 - وَأَنْشَدَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ:

(الْمَرْءُ دنيا نفسه

فإذا انْقَضَى فَقَدِ انْقَضَتْ)

(تَفْنَى لَهُ بِفَنَائِهِ

وَيَعُودُ فِيمَنْ حُصِّلَتْ)

(مَا خَيْرُ مُرْضِعَةٍ بِكَأْسِ

الْمَوْتِ تَفْطِمُ مَنْ غَدَتْ)

ص: 339

2215 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحُلْوَانِيُّ، نَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ:

⦗ص: 344⦘

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعُ الرَّأْسِ، فَقَالَ:«هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ» . فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا» . وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه

[إسناده ضعيف] .

ص: 339

2216 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، نَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ، ناعتبة بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ النَّهْشَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ

⦗ص: 346⦘

صلى الله عليه وسلم: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَدَدُ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» . قِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ «

[إسناده ضعيف] .

ص: 344

2216 -

/ 1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا عَارِمُ أَبُو النُّعْمَانِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ لِبَنِيهِ:

⦗ص: 347⦘

أَيْ بَنِيَّ! اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ. ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ يَتَعَبَّدُ - أُرَاهُ ذَكَرَ سَبْعِينَ سَنَةً، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ؛ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً - لا يَنْزِلُ إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ نَزَلَ يَوْمًا وَاحِدًا. قَالَ: فَشَبَّ الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ امْرَأَةً أَوْ شَبَّةً، وَكَانَ مَعَ الْمَرْأَةِ سَبْعَ لَيَالٍ - أَوْ قَالَ: سَبْعَةَ أَيَّامٍ -، ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ، فَانْطَلَقَ تَائِبًا،

⦗ص: 348⦘

فَجَعَلَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً سَجَدَ وَصَلَّى، فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا مُنْضَجِعِيَنَ، فَأَدْرَكَهُ الْعَيَاءُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ، عَلَى كُلِّ مِسْكِينٍ بِرَغِيفٍ، فَجَاءَ الَّذِي يُعْطِيهِمْ، فَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رَغِيفًا، فَمَرَّ عَلَى الَّذِي أَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا، فَتَرَكَ أَحَدَهُمْ وَهُوَ لا يَشْعُرُ، فَقَالَ الْمَتْرُوكُ: مَا شَأْنُكَ لَمْ تُعْطِنِي؟ قَالَ: هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ؟ قَالُوا: لا وَاللهِ. فَقَالَ: وَاللهِ! لَا أُعْطِيكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا - أَوْ كَمَا قَالَ -. فَذَكَرَ الرَّجُلَ فاعطاه الآخَرُ الرَّغِيفَ؛ فَأَصْبَحَ الرَّجُلُ مَيِّتًا، فَوُزِنَتِ السَّبْعُ لَيَالٍ بِالسَّبْعِينَ سَنَةً؛ فَرَجَحَتِ السَّبْعُ لَيَالٍ، ثُمَّ وُزِنَ الرَّغِيفُ بِالسَّبْعِ لَيَالٍ؛ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ عَلَى السَّبْعِ لَيَالٍ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَيْ بَنِيَّ! أُذَكِّرُكُمْ صَاحِبَ الرَّغِيفِ

[صحيح] .

ص: 346

2217 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، نَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ؛ قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ: يَا ابْنَ آدَمَ! كُلْ فِي ثُلُثِ بَطْنِكَ، وَاشْرَبْ فِي ثُلُثِ بَطْنِكَ، وَدَعِ الثُّلُثَ لِلتَّفَكُّرِ

[إسناده ضعيف] .

ص: 348

2218 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا يُوسُفُ بْنُ الضَّحَّاكِ، نَا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ؛ قَالَ:

⦗ص: 349⦘

قَالَ بَعْضُ الْعِبَادِ: لَمْ أَجِدْ طَعْمَ الْعَيْشِ حَتَّى اسْتَبْدَلْتَ الْخَمَصَ بِالْكِظَّةِ، وَحَتَّى أَلْبَسَ مِنْ ثِيَابِي مَا يَسْتَجِدُّ مِنِّي، وَحَتَّى لَمْ آكُلْ إِلا مَا لَمْ أَغْسِلْ يَدَيَّ مِنْهُ.

ص: 348

2219 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ طَبِيبٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا عَلَيْكَ بَأْسٌ. فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي تَخَافُ عَلَيَّ كَانَ السَّاعَةَ.

آخر الجزء الخامس عشر، ويتلوه السادس عشر إن شاء الله والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم.

ص: 349