الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للإنتاج الزراعي، كما اتضح أن رقعة زراعة الحشيش في ازدياد مستمر، ولما كان مردود دوار الشمس لا يقارن بمردود الحشيش، كما أن للمهربين وسائلهم الشيطانية في إغراء المزارعين، فقد أصبحت هذه المشكلة تهدد التنمية في لبنان وفي الشرق الأوسط بوجه عام1.
ولذلك يجب على العالم العربي أن يتعاون بسرعة لإيقاف زراعة الحشيش في لبنان، ومساعدة البلاد على التنمية الزراعية، ودعم الزراعات المفيدة، وتطبيق قوانين إتلاف الزراعات المحظورة.
مشاكل القات والتنمية:
لقد حظيت مشكلة القات باهتمام اللجنة الاستشارية بعصبة الأمم سنة 1935 ونوقشت بدوراتها المختلفة ثم أحيلت إلى منطقة الصحة العالمية حيث أصدرت لجنة من خبرائها تقريرها الثالث عشر الذي نشر سنة 1964 وتضمن " أن القات يشبه المواد من فضيلة الأمفيتامينات وأن الأعراض التسممية الناجمة عن الإسراف في المضغ تشبه تلك التي يسببها سوء استعمال الأمفيتامينات ".
وقد خرج ممثل الأمم المتحدة من الدراسات الميدانية التي أجراها بكل من صنعاء وعدن وزيارته لبعض الأراضي المزروعة بالقات وتفقده للأسواق التي يباع فيها والتي يقبل عليها المواطنون إقبالاً منقطع النظير، أن زراعة القات قد عادت على اليمن الشمالية بأضرار صحية واقتصادية ينبغي أن تكون موضع الاعتبار عند النظر في معالجة المشكلة المتعمقة الجذور.
وتتمثل بعض الأضرار الصحية لنبات القات في فقدان الشهية وسوء التغذية والتعرض للأمراض المعدية كالسل وإضعاف القدرة الجنسية لدى الرجال والتفكك الأسري وغير ذلك.
غير أن ما يسترعى النظر ما أبلغت به جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سكرتارية الأمم المتحدة من أنها لاحظت أن القات يستهلك مخلوطاً بمواد مخدرة أو منشطة أخرى - وأنها ضبطت ثلاث حالات كان القات فيها مخلوطاً بالمورفين، واثنتي عشرة حالة مخلوطا بالأفيون، وإحدى وعشرين حالة مخلوطاً بالموباريتال، وثلاث حالات بالمسكرات، وهذه ظاهرة جديدة لاستهلاك القات مخلوطاً بمواد مخدرة أكثر خطورة.
1 التقرير السابق _ ص17.
وتتضح خطورة المخدرات على التنمية إذا ما عرفنا أن اليمن كانت من أشهر مصدري البن الممتاز في العالم، ولكن طغت شجرة القات على شجرة البن بسبب إقبال المواطنين على " تخزين " أوراق القات ومضغها.
وشجرة القات تعمر عشرين عاماً، ولا تحتاج إلى أرض خصبة، وتصمد للآفات وفضلاً عن ذلك فهي تدر ألف ريال في العام، وتصدر أوراقها من صنعاء إلى عدن بما قيمته ثمانون ألف جنيه إسترليني شهرياً. إنه إغراء الشيطان الذي يلعب بالعقول! فشجرة البن موسمية لا تدر على صاحبها سوى ستين ريالاً سنوياً، ولا تنبت إلا في أرض خصبة، ولا تقاوم الآفات، واستيلاء الحكومة على جزء من المحصول كضريبة، يقابله إعراض اليمنيين عن تعاطي البن واستهلاك قشرته، مما أدى إلى انخفاض صادرات اليمن من البن إلى ثلاثة آلاف طن بعد أن كانت تصدر ستة عشر ألف طن سنوياً.
والنتيجة أن الجمهورية العربية اليمنية تخسر سنوياً ما يزيد على ثلاثة آلاف وخمسمائة مليون ساعة هو الوقت الهائل الذي يضيع على أبناء اليمن بسبب مضغ أوراق القات وتخزينه وهو وقت تتبين قيمته في التنمية المطلوبة لهذا البلد الإسلامي، فيصيب اقتصادها بخسائر فادحة، فضلاً عن ألف مليون ريال ثمناً للقات الذي يستهلكه المواطنون 1.
والعجيب أن تأتي قوائم الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لعام 1961، وقوائم اتفاقية المواد النفسية لعام 1971 خالية من إدراج القات الذي ثبتت أضراره الصحية والاقتصادية والاجتماعية على شعوب بأكملها. ولعل السبب في ذلك أن الهيئات الدولية تعتبر القات مشكلة إقليمية مقصورة على جنوب الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، وأن القات تمضغ أوراقه طازجة ولا يتحمل التصدير إلى مناطق أخرى بعيدة عن مناطق إنتاجه خشية ذبوله وضياع تأثيره الفعال.
ولقد وافق المشتركون في ندوة القادة الإداريين التي عقدت بصنعاء من 15 - 21 مايو 1972 على قرار ينص: " على اعتبار القات كارثة وطنية وتحريم القات بين كافة العاملين في
1 نفس التقرير _ ص _ 29 _ 30.