الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخٌ آخر [الثالث والعشرين]
أَخْبَرَنَا
[عُبَيْدُ] اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَجَا بْنِ شَاتِيلَ، أَبُو الْفَتْحُ الدَّبَّاسُ
فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ، مِنْ كِتَابِهِ سَنَةَ تسع وخمسين وخمس مئة، أَخْبَرَنَا أَبُو غالبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، فِي يَوْمِ الأَحَدِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ جمادى الآخرة، سنة خمسٍ وعشرين وأربع مئة، أَخْبَرَنَا أَبُو سهلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الكريم بن الهيثم بن زياد الدير عاقولي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابتٍ، قَالَ:
قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَكُنِ الْقُرْآنُ جُمِعَ فِي شيءٍ، إِنَّمَا كَانَ فِي الْعَصْبِ، أَوِ الْعَسْبِ، وَالْكَرَانِيفِ، وَجَرَائِدِ النَّخْلِ، فَلَمَّا قُتِلَ سالمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ؛ قَالَ سُفْيَانُ: خَشِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَذْهَبَ الْقُرْآنُ، وَكَانَ سالمٌ أَحَدَ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خُذُوا الْقُرْآنَ
مِنْهُمْ. فَجَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ الْقُرْآنِ، وَقَدْ قُتِلَ سالمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ لا يَلْقَى الْمُسْلِمُونَ زَحْفًا آخَرَ، إِلا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الْقُرْآنِ؛ فَاجْمَعِ الْقُرْآنَ فِي شيءٍ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَذْهَبَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرٍ: وَكَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بكرٍ لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرٍ رحمه الله: أَمَا إِذْ عَزَمْتَ عَلَى هَذَا، فَأَرْسِلْ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثابتٍ فَادْعُهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ شَابًّا حَدَثًا ثَقِفًا يَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ؛ حَتَّى يَجْمَعَهُ مَعَنَا، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثابتٍ: فَأَرْسَلا إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُمَا، فَقَالا لِي: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَجْمَعَ الْقُرْآنَ فِي شيءٍ، فَاجْمَعْهُ مَعَنَا؛ فَإِنَّكَ قارئٌ كُنْت شَابًّا ثَقِفًا تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لَهُمَا: وَكَيْفَ تَفْعَلانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قَالَ أَبُو بكرٍ: قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ لِهَذَا. قَالَ زيدٌ: فَلَمْ يَزَالا بِي حَتَّى شَرَحَ الله صدري للذي شرح له صدورهما، فتتبعاه فَجَمَعْنَاهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَ زَيْدَ بْنَ ثابتٍ كَاتِبَ الْوَحْيِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بلفظٍ أتم من هذا وأطول في التفسير والجهاد، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحَكَمِ بْنِ نافعٍ، عَنْ شعيبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثابتٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بكرٍ مقتل أهل اليمامة.
وعن يحي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكيرٍ، وَتَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَاللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وفي الأحكام، عن محمد بن عبيد الله أَبِي ثابتٍ، وَمُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهِ.
وَفِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ، عَنِ ابْنِ بكيرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ.
وَفِي التَّوْحِيدِ مُعَلَّقًا، قَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَتَابَعَهُ يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ.
وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْجُرْجُسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، قَالَ:
إِنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلاهُمْ عُمَرُ، اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوفٍ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ هَذَا الأَمْرَ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمُ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ، فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوفٍ، قَالَ: فَوَاللَّهِ، مَا رَأَيْتُ رَجُلا بَدَّ قَوْمًا أَشَدَّ مِمَّا بَدَّهُمْ بِهِ حِينَ وَلَّوْهُ أَمْرَهُمْ، حَتَّى مَا مِنْ رجلٍ مِنَ النَّاسِ يَبْتَغِي شَيْئًا عِنْدَ أحدٍ مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ رَأْيًا، وَلا يَطَأُ عُقَيْبَهُ، وَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوفٍ يُشَاوِرُونَهُ، ويناجونه
فِي تِلْكَ اللَّيَالِي، لا يَخْلُو بِهِ رجلٌ ذُو رأيٍ فَيَعْدِلُ بِعْثَمانَ أَحَدًا.
حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِي أَصْبَحَ مِنْهَا، فَبَايَعَ عُثْمَانَ رحمه الله. قَالَ الْمِسْوُرَ: طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوفٍ بَعْدَ هجعٍ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَضَرَبَ الْبَابَ؛ حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَقَالَ: أَلا أَرَاكَ نَائِمًا، وَاللَّهِ مَا اكْتَحَلْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَثِيرَ نومٍ، انْطَلِقْ فَادْعُ لِي رِجَالا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَشَاوِرْهُمْ، ثُمَّ أَرْسِلْنِي بَعْدمَا ابْهَارَّ اللَّيْلُ، فَدَعَوْتُ لَهُ عَلِيًّا عليه السلام، فَنَاجَاهُ طَوِيلا، ثُمَّ قَامَ مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ دَعَانِي، فَقَالَ: ادْعُ لِي عُثْمَانَ، آخِرُ مَنْ نَاجَاهُ وَآخِرُ مَنْ دَعَاهُ، فَتَنَاجَى هُوَ وَعُثْمَانُ، حَتَّى بَرِقَ الْمُنَادِينَ لِلْفَجْرِ، فَلَمَّا صَلَّوْا صَلاةَ الْفَجْرِ، جَمَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الرَّهْطَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قريشٍ، فَدَعَاهُمْ، وَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ السَّابِقَةِ مِنَ الأَنْصَارِ، ثُمَّ أَرْسَلَ أُمَرَاءَ الأَجْنَادِ، -وَكَانُوا قَدْ وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ رحمه الله فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا عَلِيُّ فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي النَّاسِ فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَلا تجَعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلا، ثُمَّ أَخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِيَدِ عُثمَانَ، فَقَالَ: نُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ عز وجل، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَسُنَّةِ الْخَلِيفَتَيْنِ بَعْدَهُ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ وَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ.
هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبُسْرِيَّ، وَأَبَا
الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ الرَّبَعِيَّ، وَالْحَاجِبَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَلافَ، وَأَبَا الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ، وغيرهم. مولده سنة إحدى وتسعين وأربع مئة، وتوفي سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.