الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخٌ آخَرُ [الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ]
أَخْبَرَنَا
أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ الْهِيتِيُّ
، مِنْ بَغْدَادَ كِتَابَةً، أَنْشَدَنِي سُلْطَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْشَدَنِي ابْنُ عَمِّي، أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ السِّنْبِسِيِّ الْهِيتِيُّ النِّيلِيُّ لِنَفْسِهِ:
عُجْ بِالْمَطِيِّ عَنِ الْمَحَلِّ الدارس
…
ما بين رامة إذا مَرَرْتُ وَرَاكِسِ
وَاقْرِ السَّلامَ عَلَى الْبُرَيْكِ
…
وَقُلْ لها: يا ضرة القمر الغريز الآنِسِ
أَمْطَلْتِنِي وِتْرًا وَهَذَا رابعٌ
…
وَزَعَمْتِ أَنَّ لقاءنا في الخامس
فتصدقي بالوصل يابنة مَالِكٍ
…
قَبْلَ الْمَمَاتِ عَلَى الضَّعِيفِ الْبَائِسِ
وَمِنْ شِعْرِهِ مِمَّا أَذِنَ لِي فِي رِوَايَتِهِ:
حَرَّمْتُ طِيبَ الْعَيْشِ يَوْمَ سَرَتْ
…
بِهِمْ خَيْلُ الصُّدُودِ بِنِيَّةِ الْهَجْرِ
وَلَبِسْتُ ثَوْبَ تَجَلُّدِي زَمَنًا
…
خَوْفَ الْوُشَاةِ، فَخَانَنِي صَبْرِي
وَمِمَّا بَلَغَنِي مِنْ شِعْرِهِ بَعْدَ الإِذْنِ لِي فِي رِوَايَتِهِ:
يَا رَاقِدًا أَسْهَرَ لِي مُقْلَةً
…
عَزِيزَةً عِنْدِي وَأَبْكَاهَا
مَا آنَ لِلْهِجْرَانِ أَنْ يَنْقَضِي
…
مِنْ مهجةٍ هجرك أصناها
إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُنِي، فَارْتَقِبْ
…
يَا قَاتِلِي [فِي قَتْلِيَ] اللَّهَ
وَمِنْ قِيلِهِ أَيْضًا:
إِذَنْ عَوِّضِي حُسْنَ الثَّنَاءِ وَأَجْمِلِي
…
فَذَاكَ لِعَمْرِي فُرْصَةُ الْمُتَعَوِّضِ
وَجُودِي بموجودٍ، فَإِنَّ قُصَارَهُ
…
إِلَى أجلٍ يُفْضِي إِلَيْهِ وَيَنْقَضِي
وَشِعْرُهُ وَنَثْرُهُ كثيرٌ.
فَمِنْ نَثْرِهِ:
تَكَلَّفْ مَا لا يُسْتَطَاعُ مِمَّا لا تُؤْثِرُهُ الطِّبَاعُ.
وَمَنْ كَانَتِ الصَّمْتُ شَجَرَتَهُ؛ كَانَتِ السَّلامَةُ ثَمَرَتَهُ.
وَمَنْ كَانَ الصَّمْتُ أُولاهُ؛ كَانَتِ السَّلامَةُ عُقْبَاهُ.
وَفِي تَيَقُّظِ اللَّبِيبِ مَا يُغْنِيهِ عَنِ الطَّبِيبِ.
وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَا اسْتَمَالَ الْوَرَى.
وَمَنْ أَحَبَّ الْعَاجِلَ كَرِهَ الآجِلَ.
وَمَنْ أَرَادَ الصُّحْبَةَ دَاوَمَ الْمَحَبَّةَ.
هَذَا الشَّيْخُ مِنْ أَهْلِ هِيتَ، بلدةٌ عَلَى الْفُرَاتِ، وَرَدَ بَغْدَادَ وَسَكَنَ بَابَ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ شَابًّا فَاضِلا وَقْتَ وُرُودِهِ بغداد، ومولده سنة خمس
وتسعين وأربع مئة، تَخْمِينًا وَتَقْدِيرًا، لا قَطْعًا وَيَقِينًا، وَكَانَ تَامَّ الْمَعْرِفَةِ، وَلَهُ يَدٌ باسطةٌ فِي سُرْعَةِ النَّظْمِ، وباعٌ طويلٌ فِي النَّثْرِ.
وَكَانَ يَقُولُ: جَرَّبْتُ خَاطِرِي يَوْمًا وَنَظَمْتُ فِي يومٍ واحدٍ ثَمَانَ مئة بيتٍ وَأَرْبَعِينَ بَيْتًا، فِيهَا الْغَثُّ وَالسَّمِينُ، وَالْعَالِي وَالنَّازِلُ.
وَلَهُ خطبٌ أَنْشَأَهَا، ومقاماتٍ اخْتَرَعَهَا.
وَمِمَّنْ أجاز لي من النسوة: (1)
(1) من الصفحة التالية (305) إلى (310) سماعات، وفي الصفحة (311) بقية المشيخة.