المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الكاف 2639 - عن البراء قال: سمع النبي صلى الله - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٦

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف الكاف 2639 - عن البراء قال: سمع النبي صلى الله

‌حرف الكاف

2639 -

عن البراء قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى فقال "كأنّ صوت هذا من مزامير آل داود"

قال الحافظ: ولأبي يعلى، من طريق عبد الرحمن بن عَوْسجة؛ عن البراء: فذكره" (1)

حسن

أخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(245) وأبو يعلى (1670 و 1733) والطحاوي في "المشكل"(1162) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري ص 479 و479 - 480) من طرق عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن قَنَان بن عبد الله النَّهْمِي عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة عن البراء به.

قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 264

قلت: قنان وثقه ابن معين وغيره، ولينه النسائي، وعبد الرحيم وعبد الرحمن ثقتان فالإسناد حسن.

2640 -

حديث البراء: سمع النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى يقرأ فقال "كأنّ هذا من أصوات آل داود"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"(2).

انظر الحديث الذي قبله.

2641 -

حديث جابر لما أضاف النبي صلى الله عليه وسلم وذبح له الشاة، فلما قدمها إليه قال له "كأنك قد علمت حبنا للحم"

(1) 10/ 470 (كتاب فضائل القرآن - باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن)

(2)

17/ 302 (كتاب التوحيد - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة)

ص: 3863

قال الحافظ: أخرجه أحمد مطولاً من طريق نُبَيح العَنَزي عن جابر، وأصله في الصحيح بدون الزيادة" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صلى الله عليكِ وعلي زوجك"

2642 -

"كأني أراكم بالكَوْم جُثى من دون جهنم"

قال الحافظ: وقد أخرج البيهقي في "البعث" من مرسل عبد الله بن باباه بسند رجاله ثقات رفعه: فذكر" (2)

مرسل

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم 360) عن سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبد الله بن باباه رفعه "كأني أراكم بالكوم جاثين دون جهنم"

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(179) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 152) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 299) من طرق عن ابن عيينة به.

ورواته ثقات.

2643 -

عن عمرو بن أمية قال: كأني انظر الساعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر

وعليه عمامة قد أرخى طرفيها بين كتفيه"

قال الحافظ: وقد أخرج النسائي (8/ 187) من حديث جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: فذكره" (3)

قلت: ومن هذا الطريق أخرجه مسلم (1359) إلا أنه وقع عنده: عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه.

2644 -

حديث عمرو بن حريث قال: كأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1359")(4)

2645 -

عن ابن عباس قال: كان اسم جويرية بنت الحارث بَرَّة فحوّل النبي صلى الله عليه وسلم اسمها فسماه جويرية، كره أنْ يقال خرج من عند برة.

(1) 11/ 488 (كتاب الأطعمة - باب الأدم)

(2)

14/ 197 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب)

(3)

12/ 375 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء)

(4)

12/ 387 (كتاب اللباس - باب العمائم)

ص: 3864

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2140) والبخاري في "الأدب المفرد"(831")(1)

2646 -

عن زينب بنت أم سلمة قالت: كان اسمي برّة فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2142")(2)

2647 -

حديث جابر بن سَمُرة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتذاكرون الشعر وحديث الجاهلية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينهاهم وربما يتبسم.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي وصححه" (3)

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 105) وابن سعد (1/ 372) وابن أبي شيبة (8/ 712 - 713) وفي "الأدب"(410) وأحمد (5/ 86 و 88 و 91 و 105) ومسلم (670 و 2322) والترمذي (2850) وفي "الشمائل"(236) والنسائي (3/ 67 - 68) وفي "اليوم والليلة"(170) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2159 و 2755) وابن حبان (5781) والطبراني في "الكبير"(910 و 1933 و 1948 و 1990 و 1999 و 2014 و 2017) وابن بشران (319) والبيهقي (10/ 240) وفي "الدلائل"(1/ 323 و 323 - 324) والخطيب في "الفقيه"(2/ 111) والبغوي في "شرح السنة"(3411) وفي "الشمائل"(335 و 336) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر"(17 و 18) من طرق عن سِمَاك بن حرب عن جابر بن سمرة به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

قلت: سماك صدوق فالإسناد حسن.

2648 -

حديث طلحة بن عمرو: كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بالمدينة عريف نزل عليه، فإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة، وكنت فيمن نزل الصفة فوافقت رجلاً فكان يجري علينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم مُدّ من تمر بين كل رجلين"

قال الحافظ: وقد وقع في حديث طلحة بن عمرو عند أحمد وابن حبان والحاكم: فذكره.

(1) 13/ 197 (كتاب الأدب - باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه)

(2)

11/ 410 (كتاب الطلاق - باب تحد المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا)

(3)

13/ 157 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

ص: 3865

قال: وفي رواية أحمد: فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مدّ من تمر" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 487) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 58) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 277 - 278) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1434 و 1435) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد"(ص 33 - 34) والبزار (كشف 3673) والطبرني في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 707 و 708 - 710) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1350) والطحاوي في "المشكل"(4075) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 43) وابن حبان (6684) والطبراني في "الكبير"(8160 و 8161) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 339 و 274 و 275) وفي "الصحابة"(3929) والحاكم (3/ 14 - 15 و 4/ 548 - 549) وفي "علوم الحديث"(ص 225) والبيهقي في "الشعب"(1155 و 9842 و 9843) وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة"(158 و 159 و 160 و 161) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 90 - 91) من طرق عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدِّيلي ثني طلحة بن عمرو النصري قال: قدمت المدينة مهاجرا، وكان الرجل إذا قدم المدينة كان له عريف نزل عليه، وان لم يكن له عريف نزل (2) الصُّفة، فقدمتها وليس لي بها عريف، فنزلت الصفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرافق بين الرجلين، ويقسم بينهما (3) مدا من تمر (4)، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في صلاته (5) إذ ناداه رجل (6) فقال: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخُنُف. قال: وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) حمد الله وأثنى عليه، وذكر ما لقي من قومه (8)، ثم قال "لقد رأيتني وصاحبي مكثنا بضع عشرة ليلة ما لنا طعام غير البَرِيْر -والبرير ثمر الأراك- حتى أتينا إخواننا من الأنصار، فواسونا من طعامهم، وكان جل (9) طعامهم التمر، والله الذي لا إله إلا هو لو قدرت لكم على الخبز واللحم لأطعمتكموه، وسيأتي عليكم زمان أو من أدركه منكم يلبسون أمثال أستار الكعبة ويغدى ويراح عليكم

(1) 14/ 63 - 64 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

ولفظ الطبراني وأبى نعيم والطحاوي "نزل مع أصحاب الصفة"

(3)

زاد الحاكم وغيرها "كل يوم"

(4)

زاد الحاكم "ويكسونا الخنف"

(5)

ولفظ الحاكم "فصلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض صلاة النهار فلما سلم"

(6)

ولفظ الحاكم "ناداه أهل الصفة يمينا وشمالا" ولفظ ابن أبي عاصم "فهتف هاتف من خلفه"

(7)

ولفظ ابن حبان وغيره "فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منبره فصعد"

(8)

زاد الطحاوي "من البلاء والشدة"

(9)

ولفظ الطبراني وغيره "عظم"

ص: 3866

بالجفان" قالوا: يا رسول الله، أنحن يومئذ خير أم اليوم؟ قال "بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان (1)، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض (2) " اللفظ ليعقوب بن سفيان.

قال البزار: وطلحة هذا سكن البصرة وهو طلحة بن عمرو ولم يَرو إلا هذا الحديث"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: صحيح سمعه جماعة من داود"

قلت: وهو كما قالا.

2649 -

عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7] قال "كان الرجل يأتي الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكه"

قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه" (3)

ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 507) عن أبيه ثنا أبو صالح كاتب الليث ثني معاوية بن صالح عمن حدثه عن المقدام به.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

2650 -

حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا"

قال الحافظ: أخرجه أبو عبيد وغيره، قال ابن عبد البر: هذا حديث لا يثبت لأنّه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود ولم يلق ابن مسعود، وقد ردّه قوم من أهل النظر منهم أبو جعفر أحمد بن أبي عمران.

قلت: وقد صحح الحديث المذكور ابن حبان والحاكم، وفي تصحيحه نظر لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود.

(1) ولفظ الحاكم "متحابون"

(2)

زاد الحاكم "أراه قال متباغضون"

(3)

10/ 329 (كتاب التفسير: سورة والفجر)

ص: 3867

وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيد" (1)

ضعيف

وله عن ابن مسعود طريقان:

الأول: يرويه عُقيل بن خالد الأيلي واختلف عنه:

- فرواه حيوة بن شريح المصري عن عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعاً.

أخرجه أبو يعلى (المطالب 3493) والطبري في "تفسيره"(1/ 30) والطحاوي في "المشكل"(3102) وابن حبان (745) والآجري في "الأربعين"(ص 38 - 39) والحاكم (1/ 553 و 2/ 289 - 290) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 275) والهروي في "ذم الكلام"(ق 56/ ب)

- ورواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطحاوي (3103)

وعبد الله بن صالح مختلف فيه.

وخالفه عمار بن مطر الرهاوي فرواه عن الليث عن ابن شهاب عن سلمة بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8296)

وعمار بن مطر قال البيهقي: كان يقلب الأسانيد ويسرق الأحاديث حتى كثر ذلك في رواياته وسقط عن حد الاحتجاج به (السنن 8/ 30) وقال أبو حاتم: كان يكذب (الجرح)

وحديث حيوة أصح.

ولما أخرجه الحاكم قال: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: منقطع"

وقال الطحاوي: أهل العلم بالأسانيد يدفعون هذا الحديث لانقطاعه في إسناده ولأنّ أبا سلمة لا يتهيأ في سنه لقاء ابن مسعود، ولا أخذه إياه عنه"

(1) 10/ 404 - 405 (كتاب فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)

ص: 3868

وقال ابن عبد البر: وهذا حديث عند أهل العلم لا يثبت؛ لأنه يرويه حيوة عن عقيل عن سلمة هكذا، ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده"

الثاني: يرويه عثمان بن حسان العامري عن فُلْفُلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم، إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر، فقال: إنّ القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم من سبعة أبواب على سبعة أحرف أو قال: حروف، وإنّ الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد.

آخرجه أحمد (1/ 445) وفي "العلل"(2/ 89) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 219) وابن أبي داود في "المصاحف"(ص 25) والطحاوي في "المشكل"(3094) من طرق عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي ثنا أبو همام الوليد بن قيس اليشكري عن عثمان بن حسان به.

ورواه سفيان الثوري عن الوليد بن قيس عن القاسم بن حسان عن فلفلة الجعفي عن ابن مسعود.

أخرجه أحمد في "العلل"(2/ 88 و88 - 89) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 219) والنسائي في "الكبرى"(7984)

قال أبو حاتم: وهو بعثمان أشبه" الجرح 3/ 1/ 148

قلت: عثمان بن حسان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وفلفلة وثقه ابن حبان والعجلي.

2651 -

"كان الله لا شيء غيره"

قال الحافظ: ووقع في ترجمة نافع بن زيد الحميري المذكور: فذكره.

وقال أيضاً: وقد وقع في قصة نافع بن زيد الحميري بلفظ "كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال: اكتب ما هو كائن، ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن"(1)

وقال في ترجمة نافع بن زيد الحميري من "الإصابة"(10/ 129): ذكره ابن شاهين

(1) 7/ 98 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم: 27])

ص: 3869

في "الصحابة"، وأخرج من طريق زكريا بن يحيى بن سعيد الحميري عن إياس بن عمرو الحميري أنّ نافع بن زيد الحميري قدم وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من حمير، فقالوا: أتيناك لنتفقه في الدين، ونسأل عن أول هذا الأمر، قال "كان الله ليس شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم خلق القلم، فقال: اكتب ما هو كائن، ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن، واستوى على عرشه" فيه عدة مجاهيل"

2652 -

"كان الملك قبل قريش في حِمْير وسيعود إليهم"

قال الحافظ: وروى أحمد والطبراني من حديث ذي مِخْمَر الحبشي مرفوعاً: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (4/ 91) وأبو نعيم في "الصحابة"(2629)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 264) وابن أبي عاصم في "السنة"(1115) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(656) والطبراني في "الكبير"(4227) وفي "مسند الشاميين"(1057) وأبو نعيم في "الصحابة"(2628) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 666)

عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي

والجورقاني في "الأباطيل"(253)

عن إسماعيل بن عياش

و (254)

عن بقية بن الوليد

وأبو نعيم في "الصحابة"(2630)

عن شبابة بن سوّار المدائني

كلهم عن حَرِيز بن عثمان الرَّحَبي ثنا راشد بن سعد المِقْرائي عن أبي حي المؤذن عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي مرفوعاً "كان هذا الأمر في حمير، فنزعه الله عز وجل منهم فجعله (2) في قريش وسيعود إليهم"

(1) 7/ 345 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب قريش)

(2)

وفي لفظ "فصيره"

ص: 3870

قال ابن الجوزي: هذا حديث منكر، وإسماعيل قد ضعفوه وكذلك بقية، وكان بقية يدلس ويروي عن الضعفاء" العلل 2/ 281

وقال الجورقاني: هذا حديث منكر شبيه بالباطل، وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ضعيفان في الحديث"

قلت: إسماعيل وبقية مختلف فيهما، والصواب أنهما ثقتان إذا رويا عن أهل الشام وصرح بقية بالسماع.

وقد تابعهما أبو المغيرة وأبو اليمان وشبابة كما تقدم وهم ثقات.

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 193

وقال الحافظ: سنده جيد" الفتح 16/ 234

قلت: أبو حي المؤذن ترجمه البخاري وأبو أحمد الحكم وابن عبد البر في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان والعجلي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

ولم يذكر سماعا من ذي مخمر فلا أدري أسمع منه أم لا، وحريز بن عثمان وراشد بن سعد ثقتان.

2653 -

قال ابن عباس: كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّوا العتمة حَرُمَ عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

حسن

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] فكان الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلّوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله عز وجل أنْ يجعل ذلك يسرا لمن بقي ورخصة ومنفعة، فقال سبحانه {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 187] الآية. وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسر.

(1) 5/ 31 (كتاب الصوم-باب قول الله جل ذكره {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ..})

ص: 3871

أخرجه أبو داود (2313) عن أحمد بن محمد بن شبويه ثني علي بن حسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 201) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 464)

وإسناده حسن رواته ثقات غير علي بن حسين بن واقد عن أبيه وهما صدوقان، ويزيد هو ابن أبي سعيد النحوي.

الثاني: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية، قال: ذاك أنّ المسلمين في شهر رمضان كانوا إذا صلّوا العشاء حرم عليهم الطعام والنكاح إلا مثلها من القابلة، ثم إنّ ناسا من المسلمين أصابوا النساء والطعام بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 187] إلى قوله {مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

أخرجه أبو عبيد في "الناسخ"(52) عن عبد الله بن صالح المصري عن معاوية بن صالح به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 164 - 165) عن المثنى بن إبراهيم ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح به.

وإسناده منقطع بين علي بن أبي طلحة وبين ابن عباس فإنّه لم يسمع منه، وعبد الله بن صالح مختلف فيه.

الثالث: يرويه ابن جُريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله عز وجل {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] قال: كان كتابه على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنّ المرأة والرجل كان يأكل ويشرب وينكح ما بينه وبين أن يصلي العتمة أو يرقد فإذا صلّى العتمة أو رقد منع ذلك إلى مثلها من القابلة، فنسختها هذه الآية {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187] الآية.

أخرجه أبو عبيد في "الناسخ"(51) عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج وعثمان بن عطاء به.

وإسناده ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عطاء، وعثمان بن عطاء قال ابن معين وغيره: ضعيف، وعطاء لم يسمع من ابن عباس.

ص: 3872

الرابع: قال الطبري (2/ 165) ثني محمد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ} [البقرة: 187] الآية، كان الناس أول ما أسلموا إذا صام أحدهم يصوم يومه حتى إذا أمسى طعم من الطعام فيما بينه وبين العتمة حتى إذا صليت حرم عليهم الطعام حتى يمسي من الليلة القابلة

" الحديث.

وإسناده واه لأنّه من رواية محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العَوْفي عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي عن أبيه عن جده عن ابن عباس.

وسعد بن محمد قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أن يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك (تاريخ بغداد 9/ 126)

والحسين بن الحسن ضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد وأبو حاتم وغيرهم.

والحسن بن عطية قال البخاري: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقواه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات" و"الضعفاء".

وعطية بن سعد العوفي ضعيف مدلس.

2654 -

عن كعب بن مالك قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حَرُمَ عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمر عنده فأراد امرأته فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمت، ووقع عليها. وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فنزلت"

قال الحافظ: وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: فذكره، وروى ابن جرير من طريق ابن عباس نحوه" (1)

أخرجه أحمد (3/ 460)

عن عتاب بن زياد الخراساني

والطبري في "تفسيره"(2/ 165)

عن سويد بن نصر الخراساني

قالا: أنا عبد الله بن المبارك أنا ابن لَهيعة ثني موسى بن جبير مولى بني سلمة أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه قال: فذكره، وقال في آخره: فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله تعالى {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187].

(1) 9/ 248 (كتاب التفسير: سورة البقرة باب {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187])

ص: 3873

وأخرجه أبو عبيد (1) في "الناسخ"(57) عن سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة به.

قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وقد ضعف" المجمع 6/ 317

وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 1/ 475

قلت: ابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف، وموسى بن جبير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال ابن كثير: مستور الحال (التفسير 1/ 138) وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وأما حديث ابن عباس فهو الحديث الذي قبل هذا.

2655 -

عن المِسْور بن مخرمة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب خُطْبَة قال: أمَّا بعد.

قال الحافظ: أخرجه عبد القاهر الرهاوي في "الأربعين المتباينة" من طريق ابن جُريج عن محمد بن سيرين عن المسور بن مخرمة قال: فذكره، ورجاله ثقات" (2)

أخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع"(44) عن عليّ بن الحسن الهسنجاني أنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عبد الملك بن جريج عن محمد بن قيس عن المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، وكان إذا خطب خطبة قال: أمَّا بعد.

وروته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلساً.

وقد رواه علي بن الحسين عن المسور بغير هذا السياق.

قال المسورة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول: أمّا بعد.

أخرجه البخاري (فتح 3/ 56 و 8/ 87)

2656 -

عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع أخرى، فأنزل الله تعالى {طه (1)} [طه: 1] أي طإ الأرض.

(1) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 465)

واختلف فيه على سعيد بن أبي مريم، فقال محمد بن بإسحاق الصاغاني: ثنا سعيد بن أبي مريم أنا ابن

وهب ثنى ابن لهيعة به.

أخرجه الخطيب (ص 465)

(2)

3/ 56 - 57 (كتاب الجمعة - باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد)

ص: 3874

قال الحافظ: وعند عبد بن حميد من طريق الربيع بن أنس قال: فذكره، ولابن مردويه من حديث علي نحوه بزيادة: إنّ ذلك لطول قيام الليل" (1)

حديث الربيع بن أنس أخرجه القاضي عياض في "الشفا"(1/ 56 - 57) من طريق عبد بن حميد ثنا هاشم بن القاسم عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس قال: فذكره.

وهذا مرسل، الربيع بن أنس تابعي صدوق، وأبو جعفر هو الرازي مختلف فيه، وهاشم بن القاسم وثقه ابن معين وجماعة.

وأما حديث علي فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(5/ 549)

ولفظه: قال: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} قام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلا ويضع رجلاً، فهبط عليه جبريل، فقال {طه (1)} [طه: 1] يعني: الأرض بقدميك يا محمد {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)} [طه: 2] وأنزل {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20].

وأخرج البزار (926) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا كيسان أبو عمر عن يزيد بن بلال عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل حتى نزلت {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)} [طه: 2].

وقال: وأحاديث يزيد بن بلال عن عليّ لا نعلم لها طرقا إلا من حديث كيسان أبي عمر"

وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن بلال، قال البخاري: فيه نظر، وكيسان أبو عمر وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 56

وقال السيوطي: سنده حسن" الدر المنثور 5/ 549

قلت: بل ضعيف لضعف يزيد بن بلال، وكيسان أبو عمر مختلف فيه.

2657 -

عن أبي جعفر الباقر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعلي والحسن والحسين يتختمون في اليسار"

قال الحافظ: وأخرج البيهقي في "الأدب" من طريق أبي جعفر الباقر، وأخرجه الترمذي موقوفاً على الحسن والحسين حسب" (2)

مرسل

(1) 10/ 47 (كتاب التفسير: سورة طه)

(2)

12/ 446 (كتاب اللباس - باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)

ص: 3875

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 127) من طريق هشام بن عبيد الله ثني سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: فذكره.

وأخرجه ابن سعد (1/ 471) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس وخالد بن مخلد قالا: ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يساره بخاتم من ذهب فخرج على الناس فطفقوا ينظرون إليه فوضع يده اليمنى على خنصره اليسرى ثم رجع إلى أهله فرمى به.

وأخرجه البيهقي (4/ 143) وفي "الآداب"(809) وفي "الجامع في الخاتم"(11) وفي "الشعب"(5949) من طريق ابن وهب ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تختم خاتما من ذهب في يده اليمنى على خنصره حتى رجع إلى البيت فرماه فما لبسه، ثم تختم خاتم من وَرِق فجعله في يساره، وإنّ أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحسنا وحسينا كانوا يتختمون في يسارهم"

وقال: إسناده صحيح.

وقال: هذه رواية صحيحة لا يشك أهل العلم بالحديث في صحتها"

قلت: لكنها مرسلة.

ورواه ابن أبي شيبة (1)(8/ 472) عن معن بن عيسى القزاز عن سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه أنّ أبا بكر وعمر وعثمان تختموا في يسارهم.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 266) من طريق يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا سليمان بن بلال ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما.

ورواه ابن أبي شيبة (8/ 283) عن حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما.

ورواه ابن سعد (270) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا حاتم بن إسماعيل به.

ورواه الترمذي (2)(1743) وفي "الشمائل"(96) عن قتيبة (3) بن سعيد البلخي ثنا حاتم بن إسماعيل به.

(1) ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 112) لكن بلفظ "كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما"

(2)

ومن طريقه أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(645)

(3)

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5950) من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا قتيبة بن سعيد به.

ص: 3876

وقال: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: محمد بن علي بن الحسين أرسل عن جديه الحسن والحسين (جامع التحصيل ص 327)

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 266) من طريق محمد بن جعفر المدائني ثنا حاتم بن إسماعيل به.

2658 -

عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ينزلون الأبطح"

قال الحافظ: رواه مسلم من طريق عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (1310) من طريق عبد الرزاق عن مَعْمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح.

2659 -

عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم. وفي رواية "فإذا نزلت {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علموا أنّ السورة قد انقضت"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من طريق عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (2)

يرويه سعيد بن جبير واختلف عنه:

- فقال سالم بن عجلان الأفطس: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان جبريل إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، علم أنّ السورة قد انقضت.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1375) عن محمد بن سنان الشَّيْزَرِي ثنا عيسى بن سليمان ثنا مبشر بن عبد الله عن سالم الأفطس به.

وتابعه.

1 -

موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى ينزل (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).

(1) 4/ 340 (كتاب الحج - باب المحصب)

(2)

10/ 418 (كتاب فضائل القرآن - باب تأليف القرآن)

ص: 3877

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(779) عن محمد بن يحيى بن عيسى بن سليمان البصري ثنا أحمد بن عبدة ثنا سفيان بن عُيينة عن موسى بن أبي عائشة به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 256) عن أبي الشيخ به.

ومحمد بن يحيى بن عيسى هذا لم يذكر أبو الشيخ وأبو نعيم فيه جرحا ولا تعديلا، وقد خولف كما سيأتي.

2 -

عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12544)

عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم (1)

و (12545)

عن إبراهيم بن يزيد الخُوْزِي (2)

و (12546)

عن عمر بن قيس المكي (3)

والحاكم (1/ 231)

عن المثنى بن الصباح (4)

أربعتهم عن عمرو بن دينار به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: مثنى قال النسائي: متروك"

قلت: وعبد الغفار بن القاسم قال أبو داود وغيره: يضع الحديث، وإبراهيم الخوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وعمر بن قيس قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

(1) ولفظ حديثه "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف خاتمة السورة حتى ينزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .

(2)

ولفظ حديثه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علم أنّ السورة قد ختمت واستقبل الأخرى"

(3)

ولفظ حديثه "كان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فإذا قال {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} افتح سورة أخرى"

(4)

ولفظ حديثه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه جبريل فقرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علم أنها سورة"

ص: 3878

- ورواه ابن جُريج عن عمرو بن دينار واختلف عنه:

• فقال حجاج بن محمد المصيصي: عن ابن جريج أني عمرو بن دينار أنّ سعيد بن جبير أخبره أنّ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، فإذا نزلت علموا أنْ قد انقضت السورة ونزلت أخرى.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 217)

• ورواه الوليد بن مسلم عن ابن جريج واختلف عنه:

فقال محمد بن عمرو الغزي: ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج ثنا عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، فإذا نزلت {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} علموا أنّ السورة قد انقضت.

أخرجه الحاكم (1/ 231 - 232) والبيهقي (2/ 43)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج الشيخان رواية الوليد بن مسلم عن ابن جريج، ولم يخرجا لمحمد بن عمرو الغزي شيئاً.

ورواه رحيم بن اليتيم عن الوليد بن مسلم فلم يذكر سعيد بن جبير.

أخرجه الحاكم (1/ 231 - 232)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رحيم بن اليتيم لم أقف له على ترجمة، ومن فوقه كلهم ثقات.

- ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه:

• فقال غير واحد: ثنا سفيان عن عمرو عن سعيد عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم فصل السورة حتى تنزل عليه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .

منهم:

1 -

قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه أبو داود (788) والبيهقي (2/ 42)

2 -

أبو كُريب محمد بن العلاء الهمداني.

ص: 3879

أخرجه البزار (كشف 2187) والبيهقي في "المعرفة"(2/ 366) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 9)

3 -

يونس بن عبد الأعلى المصري.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1376)

4 -

معلي بن منصور الرازي.

أخرجه الحاكم (1/ 231)

5 -

الحسن بن الصباح البزار.

أخرجه الحاكم (1/ 231) والبيهقي في "المعرفة"(2/ 365 - 366)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الذهبي: قلت: أما هذا فثابت"

قلت: وهو كما قالا.

• ورواه أحمد بن محمد المروزي عن سفيان عن عمرو عن سعيد مرسلاً.

أخرجه أبو داود (788) والبيهقي (2/ 42)

وتابعه أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السَّرْح ثنا سفيان به.

أخرجه أبو داود (788) والبيهقي (2/ 42)

• ورواه البزار (كشف 2187) عن أحمد بن عبدة الضبي وشك في وصله وإرساله.

فقال: ثنا أحمد بن عبدة أنبأ سفيان عن عمرو عن سعيد -أشك في حديث ابن عبدة- قال: عن ابن عباس، أو قال: عن سعيد، ولم يقل: عن ابن عباس.

2660 -

عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا بمكة كل يوم مرتين بكرة - وعشية، فلما كان يوم من ذلك جاءنا في الظهيرة، فقلت: يا أبت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني: فذكره.

وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني: فقال "بثمنها يا أبا بكر" فقال: بثمنها إنْ شئت.

وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني: وخرجت قريش حين فقدوهما

ص: 3880

في بغائها وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة، وطافوا في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذا الرجل ليرانا وكان مواجهه، فقال "كلا إنّ ملائكة تسترنا بأجنحتها" فجلس ذلك الرجل يبول مواجهة الغار فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو كان يرانا ما فعل هذا"

وقال: وفي حديث أسماء. فقال سراقة: إنهما راكبان ممن بعثنا في طلب القوم.

وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر "فوقعت لمنخريها"

وقال: وفي حديث أسماء بنت أبي بكر عند الطبراني "وكان أبو بكر رجلاً معروفا في الناس فإذا لقيه لاق يقول لأبي بكر: من هذا معك؟ فيقول: هاد يهديني"(1)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 106 - 108) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: فذكرت حديث الهجرة بطوله.

قال الهيثمي: وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 54

قلت: أحمد بن عمرو الخلال ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، والماجشون واسمه يعقوب بن أبي سلمة لم يذكر سماعا من أسماء فلا أدري أسمع منها أم لا.

2661 -

حديث أبي هريرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول: اللهم رب السماوات والأرض. الحديث

وفي لفظ "اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان الرجيم وشِرْكِه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي" (2)

صحيح

والحديث باللفظ الأول أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 251) وأحمد (2/ 381 و 404 و536) والبخاري في "الأدب المفرد"(1212) ومسلم (2713) وأبو داود (5051) وابن

(1) 8/ 235 و 236 و 240 و 241 و 251 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

13/ 373 - 374 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)

ص: 3881

ماجه (3873) والترمذي (3400) والنسائي في "اليوم والليلة"(790) والطبراني في "الدعاء"(261 و 262) وابن المسني في "اليوم والليلة"(715) والحاكم (1/ 546) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(99) من طرق عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول: اللهم ربّ السماوات وربّ الأرضين (2)، وربّنا وربّ كل شيء، وفالق الحبّ والنّوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن (3)، أعوذ بك من شرّ كل (4) ذي شرّ أنت آخذ بناصيته (5)، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، والظاهر (6) فليس فوقك شيء، والباطن (7) فليس دونك شيء، اقض عني الدّين وأغنني من الفقر".

اللفظ للترمذي.

ورواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فقال لها "قولي: اللهم ربّ السموات السبع، ورب العرش العظيم

وذكر الحديث"

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 262) ومسلم (4/ 2084) وابن ماجه (3831) وابن حبان (966)

والحديث باللفظ الثاني أخرجه الطيالسي (ص 336) وابن أبي شيبة (9/ 72 و 10/ 237 - 238) وأحمد (1/ 9 و 10 - 11 و 2/ 297) والبخاري في "الأدب المفرد"(1202) وفي "خلق أفعال العباد"(138 و 139 و 583 و 584) وفي "الكبير"(3/ 2/ 361) والدارمي (2692) والترمذي (3392) والنسائي في "اليوم والليلة"(11 أو 795) وابن حبان (962) والطبراني في "الدعاء"(288) وابن السني (724 و 725 و 726 و 727) والبيهقي في "الأسماء"(ص 37) وفي "الدعوات"(29) والخطيب في "التاريخ"(11/ 167) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(87) والمزى في "تهذيب الكمال"(22/ 86) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 343)

عن شعبة

(1) ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال"

(2)

زاد مسلم وغيره "ورب العرش العظيم"

(3)

زاد ابن ماجه "العظيم" ولفظ مسلم وغيره "والفرقان"

(4)

وفي لفظ لمسلم وغيره "كل شيء" وفي لفظ له أيضا "كل دابة"

(5)

زاد مسلم "اللهم"

(6)

ولفظ مسلم وغيره "وأنت الظاهر"

(7)

ولفظ مسلم وغيره "وأنت الباطن"

ص: 3882

والبخاري في "الأدب المفرد"(1203) وفي "خلق الأفعال"(140 أو 141 أو 586 و587) وأبو داود (5067) والنسائي في "اليوم والليلة"(567) وأبو يعلى (77) وابن السني (45) والحاكم (1/ 513) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 343)

عن هشيم

كلاهما عن يعلي بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم الثقفي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال "قل: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه (1)، قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 73

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح"

قلت: وهو كما قالوا.

وللحديث شاهد من حديث ابن عمرو وآخر من حديث أبي مالك الأشعري

فأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحُبْراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو فقلت له: حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إليّ صحيفة فقال: هذا ما كتب لي النبي صلى الله عليه وسلم، فنظرت فيها، فإذا فيها: إنّ أبا بكر الصديق سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ فقال "يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم"

أخرجه الحسن بن عرفة (85) عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد به.

وأخرجه الترمذي (3529) عن الحسن بن عرفة به.

(1) زاد البخاري "وأن اقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم"

ص: 3883

وأخرجه البيهقي في "الدعوات"(30) من طريق إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(289) وفي "مسند الشاميين"(849) والمعمري في "اليوم والليلة" كما في "نتائج الأفكار"(2/ 346) والحافظ أيضا والبخاري في "الأدب المفرد"(1204) وأحمد (2/ 195) من طرق عن إسماعيل بن عياش به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح إلا إسماعيل بن عياش ففيه مقال، لكن روايته عن الشاميين قوية، وهذا منها، وإلا أبا راشد الحبراني وقد وثقه العجلي"

قلت: قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن إسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عن الثقات مثل محمد بن زياد فحديثه مستقيم، وأبو راشد الحبراني وثقه ابن حبان أيضاً.

الثاني: يرويه حيي بن عبد الله المصري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يريد أن ينام: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء وإله كل شيء، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنّ محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدورن اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن أقترت على نفسي إثما أو أجره إلى مسلم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 94) وفي "الدعاء"(263) عن إسماعيل بن الحسن الخفاف ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أني حيي بن عبد الله به.

وأخرجه أحمد (2/ 171) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا حيي بن عبد الله به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير حيي بن عبد الله، وقد وثقه جماعة وضعفه غيرهم" المجمع 10/ 122

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به.

أخرجه عبد بن حميد (338) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الرحمن بن زياد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(52) عن هارون بن ملول ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به.

ص: 3884

وعبد الرحمن بن زياد فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.

وأما حديث أي مالك الأشعري فأخرجه أبو داود (5083)

عن محمد بن عوف الحمصي

والطبراني في "الكبير"(3450) وفي "مسند الشاميين"(1672) ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 344 - 345)

عن هاشم بن مرثد الطبراني

قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي -قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل- قال: ثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال: قالوا: يا رسول الله، حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا ومن شر الشيطان الرجيم وشركه وأن نقترف سوءا على أنفسنا أو نجره إلى مسلم.

قال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورواته موثقون إلا محمد بن إسماعيل فضعفه أبو داود وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً. لكن أبو داود لما أخرجه استظهر بقول شيخه محمد بن عوف: قرأته في كتاب إسماعيل بن عياش"

قلت: وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل (المراسيل ص 90)

2662 -

عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند سودة، فذكر نحو حديث الباب وفي آخره: فأنزلت ({يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1]

قال الحافظ: وجدت في الطبراني وتفسير ابن مردويه من طريق أبي عامر الخزاز عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس قال: فذكره، ورواته موثقون إلا أنّ أبا عامر وهم في قوله سودة" (1)

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11226) عن معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى بن

(1) 15/ 377 (كتاب الحيل - باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج)

ص: 3885

سعيد عن أبي عامر الخزاز ثني ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عند سودة من العسل فيدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحا، فقال "إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه" فنزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1].

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 127

وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 8/ 213

قلت: بل حسن، أبو عامر واسمه صالح بن رستم مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، فهو حسن الحديث، والباقون ثقات.

وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 248) من طريق أبي داود الطيالسي أنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة أنّ سودة بنت زمعة، فذكر الحديث مطولاً وقال في آخره: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في هذا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} [التحريم: 1].

2663 -

عن زيد بن ثابت قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم تكن صلاة أشد على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم منها فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} [البقرة: 238] الآية.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وروى الطيالسي من طريق زُهرة بن معبد قال: كنا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة فسألوه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر. ورواه أحمد من وجه آخر وزاد "كان النبي (يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فنزلت"(1)

يرويه الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري واختلف عنه:

- فقال عمرو بن أبي حكيم الواسطي: سمعت الزبرقان يحدث عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] وقال: إنّ قبلها صلاتين وبعدها صلاتين.

أخرجه أحمد (5/ 183) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 434) وأبو داود (411)

(1) 9/ 262 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238])

ص: 3886

والنسائي في "الكبرى"(357) والطبري في "تفسيره"(2/ 562) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 167) والطبراني في "الكبير"(4821) والبغوي في "شرح السنة"(389) وفي "التفسير"(1/ 245) والمزي (21/ 590 - 591) من طرق عن شعبة ثني عمرو بن أبي حكيم به.

ورواته ثقات إلا أنّ ابن المديني ذكر عروة بن الزبير فيمن لم يثبت له لقاء زيد بن ثابت (جامع التحصيل ص 289)

- ورواه ابن أبي ذئب واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن ابن أبي ذئب عن الزبرقان أنّ رهطا من قريش مرّ بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر، ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه فقال: هي الظهر، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهجير ولا يكون وراءه إلا الصف والصفان، والناس في قائلتهم وتجارتهم فأنزل الله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} [البقرة: 238] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لينتهينّ رجال أو لأحرقنّ بيوتهم"

أخرجه أحمد (5/ 206) والطبري (2/ 562 - 563)

عن يزيد بن هارون

والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 434)

عن صدقة بن الفضل المروزي

وعن آدم بن أبي إياس

وعن يحيى بن أبي بكير الكرماني

والطحاوي (1/ 167)

عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني

والنسائي في "الكبرى"(356)

عن يحيى (1)

كلهم عن ابن أبي ذئب به.

(1) أظنه ابن سعيد القطان.

ص: 3887

قال ابن كثير: والزبرقان لم يدرك أحدا من الصحابة" التفسير 1/ 291

وقال المزي: روى عن أسامة بن زيد وزيد بن ثابت ولم يسمع منهما" التهذيب

• وقال الطيالسي (ص 87): ثنا ابن أبي ذئب عن الزبرقان عن زُهْرَة قال: كنا جلوسا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة بن زيد فسألوه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها بالهجير.

رواه ابن أبي شيبة كما في "مختصر الإتحاف"(2/ 299) و"إتحاف الخيرة"(1180) عن الطيالسي به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(361) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به.

وزهرة قال الدارقطني: مجهول (سؤالات البرقاني)

• وقال الوليد بن مسلم: عن ابن أبي ذئب عن الزبرقان عن أسامة مرفوعاً "لينتهينّ رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقنّ بيوتهم"

أخرجه ابن ماجه (795) عن عثمان بن إسماعيل الهذلي الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم به.

قال المنذري: رواه ابن ماجه من رواية الزبرقان بن عمرو الضمري عن أسامة ولم يسمع منه" الترغيب 1/ 278

وقال البوصيري: إسناده ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم، والزبرقان لم يسمع من أسامة، وعثمان لا يعرف حاله" المصباح 1/ 101

• وقال عثمان بن عثمان الغطفاني: أنبأ ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: كنت في قوم اختلفوا في صلاة الوسطى وأنا أصغر القوم، فبعثوني إلى زيد بن ثابت لأسأله عن صلاة الوسطى، فأتيته فسألته فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة والناس في قائلتهم وأسواقهم، فلم يكن يصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الصف والصفان فأنزل الله ({حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} [البقرة: 238] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لينتهين أقوام أو لأحرقنّ بيوتهم"

أخرجه النسائي في "الكبرى"(362) عن محمد بن المثنى ثني عثمان بن عثمان به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4808) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن المثنى به.

ص: 3888

قال النسائي: هذا خطأ، والصواب: ابن أبي ذئب عن الزبرقان بن عمرو بن أمية عن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد"

2664 -

حديث أم سلمة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاطيهم اللّبِن يوم الخندق وقد اغبرّ شعر صدره"

قال الحافظ: وفي حديث أم سلمة عند أحمد بسند صحيح: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تقتل عمارا الفئة الباغية"

2665 -

عن طاوس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها: أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ.

قال الحافظ: أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم أنه سمع طاوسا يقول: فذكره، وأخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق حنظلة بن أبي سفيان عن طاوس فزاد: وكان يثنى عليها خيرا، وزاد في آخره: فقال "إنْ يتبعها في الدنيا فلها في الآخرة خير"(2)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق كما في "الإصابة"(3/ 212) عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس أنه سمعه يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتي بمجنونة يقال لها: أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ ولم يخرج شيطانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هو يعيبها في الدنيا، ولها في الآخرة خير"

ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم أنه أخبره أنه سمع طاوسا يقول: فذكره. (الاستيعاب 13/ 226)

ورواته ثقات.

2666 -

عن الزهري قال: كان النساء يشهدن مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد ويسقين المقاتلة ويداوين الجرحى.

قال الحافظ: ووقع في حديث آخر مرسل أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: فذكره" (3)

مرسل

(1) 8/ 404 (كتاب المغازي - باب غزوة الأحزاب)

(2)

12/ 219 (كتاب المرضى - باب فضل من يصرع من الريح)

(3)

6/ 418 (كتاب الجهاد - باب غزو النساء)

ص: 3889

أخرجه عبد الرزاق (9673) عن مَعْمَر بن راشد عن إبراهيم وسئل عن جهاد النساء فقال: كُنّ يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيداوين الجرحى ويسقين المقاتلة، ولم أسمع معه بامرأة قتلت، وقد قاتلن نساء قريش يوم اليرموك حين رهقهم جموع الروم، حتى خالطوا عسكر المسلمين، فضرب النساء يومئذ بالسيوف في خلافة عمر رضي الله عنه.

ثم أخرجه (9674) عن ابن جريج عن ابن شهاب الزهري مثله.

ورواتهما ثقات.

2667 -

"كان الوحي يأتيني على نحوين: يأتيني به جبريل فيلقيه عليّ كما يلقي الرجل على الرجل فذاك يتفلت مني، ويأتيني في شيء مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي فذاك الذي لا يتفلت مني"

قال الحافظ: وروى ابن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون أنّه بلغه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: فذكره، وهذا مرسل مع ثقة رجاله" (1)

مرسل

أخرجه ابن سعد (1/ 197 - 198) عن حُجين بن المثنى اليمامي أنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه أنّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: فذكره.

رجاله ثقات.

2668 -

عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون بالمزدلفة، حتى إذا طلعت الشمس فكانت على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس الرجال دفعوا، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسفر كل شيء قبل أن تطلع الشمس.

قال الحافظ: ولابن خزيمة والطبري من طريق عكرمة عن ابن عباس: فذكره، وللبيهقي من حديث المسور بن مخرمة نحوه" (2)

حديث ابن عباس أخرجه أبو يعلى (المطالب 1270) وابن خزيمة (2838) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 885 - 886) من طرق عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي قال: ثنا زَمْعَة عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهليّة يقفون بعرفة حتى إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس

(1) 1/ 21 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

4/ 279 (كتاب الحج - باب متى يدفع من جمع)

ص: 3890

الرجال دفعوا، فيقفون بالمزدلفة، حتى إذا طلعت الشمس فكانت على رؤوس الجبال كأنها العمائم على رؤوس الرجال دفعوا، فأخّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدفعة من عرفة حتى غربت الشمس، ثم صلى الصبح بالمزدلفة حين طلع الفجر، ثم دفع حين أسفر كل شيء في الوقت الآخر قبل أنْ تطلع الشمس.

قال ابن خزيمة: أنا أبرأ من عهدة زمعة بن صالح"

قلت: هو ضعيف كما قال أحمد وأبو داود وغيرهما، وقال البخاري: ذاهب الحديث لا يدرى صحيح حديثه من سقيمه.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 292) وفي "تهذيب الآثار"(2/ 885) والطبراني في "الأوسط"(1665) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن سفيان الثوري عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان المشركون يفيضون من عرفة قبل غروب الشمس، ولا يفيضون من جمع حتى تزول الشمس، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفع من عرفة بعد غروب الشمس حين أفطر الصائم، ثم دفع من جَمْع قبل طلوع الشمس. السياق للطبراني.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.

وأخرجه أحمد (1/ 327) من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بجمع، فلما أضاء كل شيء قبل أنْ تطلع الشمس أفاض.

وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور.

وأما حديث المِسْور بن مخرمة فيرويه ابن جريج واختلف عنه:

- فقال عبد الوارث بن سعيد: عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة عن المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أمّا بعد فإنّ أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها، وإنا ندفع بعد أن تغيب" وكانوا يدفعون من المَشْعَر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 24 - 25) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي ثنا عبد الوارث بن سعيد به.

ص: 3891

وأخرجه الحاكم (1)(3/ 523 - 524) عن علي بن حمشاذ العدل ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي به.

وأخرجه البيهقي (5/ 125) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن المبارك به.

وأخرجه أبو موسى المديني في "حجة الوداع"(44) عن علي بن الحسن الهسنجاني عن عبد الرحمن بن المبارك مختصرا.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقد صحّ وثبت سماع المسور بن مخرمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كما يتوهمه رعاع أصحابنا أنّه ممن له رواية (2) بلا سماع"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 355

- ورواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة مرسلاً.

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 365)

وتابعه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن ابن جريج به.

أخرجه الشافعي كما في "نصب الراية"(3/ 66)

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(7/ 301)

قال ابن دقيق العيد: وهو مرسل، فإنّ محمد بن قيس بن مخرمة تابعي، وأظنّ أنّ ابن جريج عنه منقطع أيضاً" نصب الراية 3/ 66

قلت: وهو كما قال، فقد:

- رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن جريج قال: أُخبرت عن محمد بن قيس بن المطلب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعرفة.

أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 266)

وفي الباب عن ابن عمر قال: كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى تُعَمِّمَ

(1) ووقع عنده: عبد الوارث بن سعيد عن شعبة عن ابن جريج.

وذكره الزيلعي في "نصب الراية"(3/ 66) ونسبه للحاكم ولم يذكر فيه شعبة.

(2)

وفي "نصب الراية"(3/ 66): رؤية.

ص: 3892

الشمس في الجبال فتصيرَ في رؤوسها كعمائم الرجال في وجوههم، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفيض حتى تغرب الشمس، وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى يقولوا أشرق ثَبِير فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رؤوس الجبال كعمائم الرجال في وجوههم، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفيض قبل أنْ تطلع الشمس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4392) عن عبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه عن ابن عمر به.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به غسان بن الربيع"

وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن ميسرة الأشجعي وهو ضعيف" المجمع 3/ 255

2669 -

عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: كان أهل الصفة ناسا فقراء لا منازل لهم فكانوا ينامون في المسجد، لا مأوى لهم غيره.

قال الحافظ: وفي مرسل يزيد بن عبد الله بن قسيط عند ابن سعد: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن سعد (1/ 255) أنا محمد بن عمر الأسلمي قال حدثني واقد بن أبي ياسر التميمي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: كان أهل الصفة ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا منازل لهم فكانوا ينامون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ويظلون فيه ما لهم مأوى غيره، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه بالليل إذا تعشى فيفرقهم على أصحابه، وتتعشى طائفة منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء الله تعالى بالغنى.

محمد بن عمر الأسلمي هو الواقدي وهو متروك كما في "التقريب".

2670 -

عن ابن عمر قال: كان بنو أبي طلحة يزعمون أنه لا يستطيع أحد فتح الكعبة غيرهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح ففتحها بيده.

قال الحافظ: روى الفاكهي من طريق ضعيفة عن ابن عمر قال: فذكره" (2)

ذكره محقق كتاب "أخبار مكة" للفاكهي في الملحق رقم (1) نقلا عن فتح الباري وغيره (5/ 234)

(1) 14/ 64 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

4/ 209 - 210 (كتاب الحج - باب إغلاق البيت)

ص: 3893

2671 -

حديث جابر بن سَمُرة قال: كان بلال يؤذن ثم لا يقيم حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ: أخرجه مسلم (606)(1)

2672 -

عن الشعبي قال: كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فدعا اليهودي المنافق إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة، ودعا المنافق اليهودي إلى حكامهم لأنه علم أنهم يأخذونها، فأنزل الله هذه الآية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: 60] إلى قوله {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

قال الحافظ: روى إسحاق بن راهويه في "تفسيره" بإسناد صحيح عن الشعبي قال: فذكره، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد نحوه" (2)

مرسل

حديث الشعبي أخرجه الطبري في "تفسير"(5/ 152 و 153) عن طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فكان المنافق يدعو إلى اليهود لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة، فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة، فأنزل الله فيه هذه الآية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} إلى {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:60 - 65].

ورواته ثقات.

وحديث مجاهد يرويه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال: تنازع رجل من المنافقين ورجل من اليهود، فقال المنافق: اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف، وقال اليهودي: اذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الله تبارك وتعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} [النساء: 60] الآية والتي تليها فيهم أيضاً.

أخرجه الطبري (5/ 154) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عيسى بن ميمون الجُرَشي عن ابن أبي نجيح به.

ورواته ثقات.

وأخرجه الطبري أيضاً عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدِي ثنا شبل بن عباد المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.

والآملي لم أقف له على ترجمة، وأبو حذيفة مختلف فيه، والباقون ثقات.

(1) 2/ 949 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان - باب من انتظر الإقامة)

(2)

5/ 434 - 435 (كتاب الشرب - باب سكر الأنهار)

ص: 3894

2673 -

عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد، ثم ندم وأرسل إلى قومه فقالوا: يا رسول الله، هل له من توبة؟ فنزلت {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا} [آل عمران: 86] إلى قوله {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} [آل عمران: 89] فأسلم.

قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (1)

صحيح

يرويه داود بن أبي هند وخالد الحَذَّاء عن عكرمة واختلف عن داود:

- فقال غير واحد: عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتدّ ولحق بالشرك، ثم ندم، فأرسل إلى قومه: سلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّ فلانا قد ندم، وإنّه قد أمرنا أن نسألك: هل له من توبة؟ فنزلت {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} [آل عمران: 86] إلى {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 89]، فأرسل إليه، فأسلم.

أخرجه أحمد بن حنبل (2218 - شاكر) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 7607) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(914) والبيهقي (8/ 197) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 64 - 65)

عن علي بن عاصم الواسطي

والنسائي (7/ 98) وفي "الكبرى"(11065) والطبري في "تفسيره"(3/ 340) وابن حبان (4477)

عن يزيد بن زُرَيع البصري

والطبري (3/ 340) وابن أبي حاتم (924)

عن عليّ بن مُسْهر الكوفي

والحاكم (2/ 142 و 4/ 366)

عن حفص بن غياث الكوفي

والواحدي (ص 65)

عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة

(1) 15/ 293 - 294 (كتاب استتابة المرتدين - باب حكم المرتد والمرتدة)

ص: 3895

كلهم عن داود به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد رواته ثقات" إتحاف الخيرة 8/ 53

قلت: وهو كما قالا.

- ورواه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن داود عن عكرمة مرسلاً ولم يذكر ابن عباس.

أخرجه الطبري (3/ 340)

والأول أصح.

وأما حديث خالد الحذاء عن عكرمة فيرويه علي بن عاصم الواسطي عن خالد واختلف عنه:

- فرواه سهل بن عثمان العسكري عن علي بن عاصم عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس. أخرجه الواحدي (ص 64 - 65)

- ورواه أحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 7608) عن علي بن عاصم فلم يذكر ابن عباس.

وعلي بن عاصم وثقه أحمد، وضعفه ابن معين والجمهور.

2674 -

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى عند البيت رفع صوته بالدعاء فنزلت (1).

قال الحافظ: روى ابن مردويه من حديث أبي هريرة قال: فذكره" (2)

2675 -

حديث عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل الوحي يُسمع عند وجهه كدوي النحل، فأنزل الله عليه يوما ثم سُرِّي عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه ودعا.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي واللفظ له، والنسائي والحاكم" (3)

سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يسمع عنده كدوي النحل"

(1) يعني قوله تعالى {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] الآية.

(2)

10/ 20 (كتاب التفسير: سورة الإسراء - باب {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110])

(3)

13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)

ص: 3896

2676 -

عن ابن أبزى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأنزل الله تعالى؛ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] ثم خرج إلى المدينة فأنزل الله {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] وكان من بقي من المسلمين بمكة يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الأنفال: 34] الآية، فأذن الله في فتح مكة، فهو العذاب الذي وعدهم الله تعالى.

قال الحافظ: أخرجه الطبري" (1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(9/ 234) عن محمد بن حميد الرازي ثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، ويعقوب هو ابن عبد الله القُمِّي، وابن أبزى أظنه عبد الرحمن، ويحتمل أنّه ابنه سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى.

2677 -

قالت عائشة؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقه. الحديث. وفيه: فلما استأذن عثمان جلس.

قال الحافظ: رواه مسلم (2401)، وهو عند أحمد (6/ 62) بلفظ "كاشفا عن فخذه" من غير تردد. وله من حديث حفصة مثله، وأخرجه الطحاوي والبيهقي من طريق ابن جُريج قال: أخبرني أبو خالد عن عبد الله بن سعيد المدني حدثتني حفصة بنت عمر قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي يوما وقد وضع ثوبه بين فخذيه، فدخل أبو بكر، الحديث" (2)

حديث حفصة يرويه ابن جريج أني أبو خالد عن عبد الله بن أبي سعيد (3) المدني قال: حدثتني حفصة بنت عمر بن الخطاب قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا، قد وضع ثوبا بين فخذيه، فجاء أبو بكر فاستأذن، فأذن له، والنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم عمر بمثل هذه القصة، ثم عليّ، ثم ناس من أصحابه والنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فأذن له، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ثوبه فتجلله، فتحدثوا ثم خرجوا، فقلت: يا رسول الله جاء أبو بكر وعمر وعلي وسائر أصحابك وأنت على هيئتك، فلما جاء عثمان تجللت بثوبك! فقال "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة"

(1) 9/ 379 (كتاب التفسير: سورة الأنفال - باب قوله {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ} [الأنفال: 32] الآية)

(2)

2/ 25 (كتاب الصلاة - باب ما يذكر في الفخذ)

(3)

وسمي في بعض الروايات: عبد الله بن سعيد.

ص: 3897

أخرجه أحمد (6/ 288) وفي "فضائل الصحابة"(749) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 104) والحسن بن عرفة (75) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 972) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 259) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(279) والبيهقي (2/ 231) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(586) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة عثمان بن عفان ص 82 - 83 و 84 و 84 - 85)

عن رَوح بن عبادة البصري

والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 104) وعبد بن حميد (1547) وابن أبي عاصم في "السنة"(1284) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 473) وفي "المشكل"(1719) والطبراني في "الكبير"(23/ 217 - 218) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 259) وابن عساكر (ص 83 - 84 و 84)

عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد

والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 104)

عن مكي بن إبراهيم البلخي

والطبراني في "الأوسط"(8927)

عن سعيد بن سالم القداح

أربعتهم عن ابن جريج به.

واللفظ لحديث روح بن عبادة.

قال ابن جريج: وسمعت أبي وغيره يحدثون نحوا من هذا"

وقال الطحاوي: أبو خالد مجهول"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 82

قلت: أبو خالد سماه عبد بن حميد في روايته: عثمان، وسماه أبو أحمد الحاكم في روايته: يزيد، ولم يُسَمّ في باقي الروايات، ولم يذكر فيه أبو أحمد جرحا ولا تعديلا، وكذا الحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التعجيل".

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو يَعْفور العبدي عن عبد الله بن أبي سعيد المدني عن حفصة به.

ص: 3898

أخرجه أحمد (6/ 288) وفي "فضائل الصحابة"(748) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 105) وأبو يعلى (7038) والطبراني في "الكبير"(23/ 205) والبيهقي (2/ 231 - 232) وابن عساكر (ص 83 و 85)

عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي

والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 105)

عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري

كلاهما عن أبي يعفور به.

وأبو يعفور ثقة، لكن عبد الله بن أبي سعيد قال الحسيني في "الإكمال": مجهول.

وقال الحافظ في "التعجيل": لم يجرح، ولم يأت بمتن منكر، فهو على قاعدة ثقات ابن حبان، لكن لم أر ذكره في النسخة التي عندي.

2678 -

عن أبي جعفر الخَطْمِي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد وعبد الله بن رواحة يقول: أفلح من يعالج المسجد، فيقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول ابن رواحة: ويتلو القرآن قائما وقاعدا، فيقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: وأخرج (أي ابن أبي شيبة) أيضاً من مرسل أبي جعفر الخطمي قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 707 - 708) عن يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخَطْمِي به.

ورواته ثقات، وأبو جعفر الخطمي اسمه عُمير بن يزيد.

2679 -

قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان، فأوحي إليه أن أعط السواك الأكبر.

قال الحافظ: رواه أبو داود بإسناد حسن" (2)

صحيح

(1) 13/ 158 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

(2)

1/ 370 (كتاب الوضوء - باب دفع السواك إلى الأكبر)

ص: 3899

أخرجه أبو داود (50) ثنا محمد بن عيسى ثنا عنبسة بن عبد الواحد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فأوحى الله إليه في فضل السواك "أن كَبِّرْ" أعط السواك أكبرهما.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، ومحمد بن عيسى هو ابن الطباع، وعنبسة بن عبد الواحد هو ابن أمية الأعور.

2680 -

قال أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي بنا العصر والشمس بيضاء محلقة ثم أرجع إلى قومي في ناحية المدينة فأقول لهم: قوموا فصلّوا فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلّى.

قال الحافظ: وروى النسائي والطحاوي واللفظ له من طريق أبي الأبيض عن أنس قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 284) والبخاري في "الكنى"(ص 8) والنسائي (1/ 202) وأبو يعلى (4318) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 190) والدارقطني (1/ 253 - 254 و 254) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 93) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 297 و 298) والمزي في "تهذيب الكمال"(33/ 11 و 11 - 12) من طرق عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حِراش ثنا أبو الأبيض ثنا أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي بنا العصر والشمس بيضاء (2)، ثم (3) أرجع إلى قومي وهم جلوس في ناحية المدينة، فأقول لهم (4): قوموا فصلوا، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلّى.

اللفظ للطحاوي.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وأبو الأبيض وثقه العجلي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب".

2681 -

عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان، فجئت فقمت إلى جنبه، فجاء رجل فقام حتى كنا رهطا، فلما أحس بنا تجوز ثم دخل رحله.

(1) 2/ 168 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت - باب وقت العصر)

(2)

زاد الباقون "محلقة" وفي رواية لابن عبد البر "نقية محلقة"

(3)

ولفظ البخاري وغيره "ثم آتي عشيرتي"

(4)

زاد الدارقطني وغيره "ما يجلسكم"

ص: 3900

قال الحافظ: وقع عند مسلم (1104) من حديث أنس: فذكره" (1)

2682 -

قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله ثم أدفعه إليه.

قال الحافظ: وفيه حديث عائشة في سنن أبي داود قالت: فذكرته" (2)

أخرجه أبو داود (52) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا عنبسة بن سعيد الكوفي الحاسب ثني كثير عن عائشة أنها قالت: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك فيعطيني السواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثم أغسله وأدفعه إليه.

ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(204)

وكثير هو ابن عبيد التيمي رضيع عائشة ذكره ابن حبان في "الثقات" وحده، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات.

2683 -

قال جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا هرقنا الماء. قال: ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة.

قال الحافظ: وقد جاء عن جابر فيما رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة وغيرهم تأييد ذلك ولفظه عند أحمد: فذكره" (3)

حسن

أخرجه أحمد (3/ 360) وابن الجارود (31) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 234) وابن حبان (1420) والدارقطني (1/ 58 - 59) وابن شاهين في "الناسخ"(82) والحاكم (1/ 154) والبيهقي (1/ 92) والحازمي في "الاعتبار"(ص 39)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

وأبو داود (13) وابن ماجه (325) والترمذي (9) وفي "العلل"(1/ 86 - 87) وابن خزيمة (58) والحازمي (ص 39)

عن جرير بن حازم البصري

(1) 3/ 254 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد - باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل)

(2)

1/ 370 (كتاب الوضوء - باب دفع السواك إلى الأكبر)

(3)

1/ 256 (كتاب الوضوء - باب لا تستقبل القبلة ببول ولا غائط إلا عند البناء)

ص: 3901

كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني ثني أبان بن صالح عن مجاهد بن جبر عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء. قال: ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة.

قال الترمذي: حديث جابر في هذا الباب حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن أبي قتادة أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل القبلة. حدثنا بذلك قتيبة حدثنا ابن لهيعة (1).

وحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح من حديث ابن لهيعة. وابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث. ضعفه يحيى القطان وغيره من قبل حفظه"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الدارقطني: كلهم ثقات"

وقال ابن حزم: أبان ليس بالمشهور" المحلى 1/ 26

وقال ابن عبد البر في "التمهيد": حديث جابر ليس صحيحا لأنّ أبان بن صالح ضعيف"

وتعقبهما الحافظ فقال: وهذه غفلة منهما وخطأ تواردا عليه فلم يضعف أبان هذا أحد قبلهما ويكفي فيه قول ابن معين ومن تقدم معه" التهذيب 1/ 95

وقال في "التلخيص"(1/ 104): وتوقف فيه النووي لعنعنة ابن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث في رواية أحمد وغيره، وضعفه ابن عبد البر بأبان بن صالح، ووهم في ذلك، فإنّه ثقة باتفاق، وادعى ابن حزم أنه مجهول، فغلط"

قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من أبان بن صالح فانتفى التدليس، وأخرج له مسلم في المتابعات.

2684 -

عن الشعبي قال: كان صنم بالصفا يدعى إساف، ووثن بالمروة يدعى نائلة، فكان أهل الجاهلية يسعون بينهما، فلما جاء الإسلام رمى بهما، وقالوا: إنما كان ذلك يصنعه أهل الجاهلية من أجل أوثانهم فأمسكوا عن السعي بينهما، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآية.

(1) وأخرجه في "العلل"(1/ 85 - 86) عن قتيبة به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 234) من طريق أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة به.

ص: 3902

قال الحافظ: وروى الفاكهي وإسماعيل القاضي في "الأحكام" بإسناد صحيح عن الشعبي قال: فذكره، وذكر الواحدي في أسبابه عن ابن عباس نحو هذا وزاد فيه "يزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا" والباقي نحوه. وروى الفاكهي بإسناد صحيح إلى أبي مجلز نحوه. وفي كتاب مكة لعمر بن شبة بإسناد قوي عن مجاهد في هذه الآية قال: قالت الأنصار: إنّ السعي بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية فنزلت. ومن طريق الكلبي قال: كان الناس أول ما أسلموا كرهوا الطواف بينهما لأنه كان على كل واحد منهما صنم، فنزلت" (1)

حديث الشعبي أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1438) والطبري في "تفسيره"(2/ 46) والواحدي في "الوسيط"(1/ 242 - 243) من طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: فذكره وزاد: فَذُكِّرَ الصفا من أجل أنّ الوثن الذي كان عليه مذكّر، وأنِّثَت المروة من أجل أنّ الوثن الذي كان عليها مؤنث.

ورواته ثقات لولا إرساله.

وحديث ابن عباس ذكره الواحدي في "أسباب النزول"(ص 25) قال: وقال عمرو بن حبشي: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس فسله فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته، فقال: كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، فزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين، ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا الوثنين، فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف لأجل الصنمين، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وأخرجه الطبري (2/ 46) من طريق جابرْ الجُعْفي عن عمرو بن حبشي مختصرا.

وجابر الجعفي ضعيف.

وحديث أبي مِجْلَز أخرجه الفاكهي (1436) عن حسين بن حسن المروزي أنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مِجْلَز قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة، فقال المسلمون: إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآية.

(1) 4/ 246 (كتاب الحج - باب وجوب الصفا والمروة)

ص: 3903

وإسناده إلى أبي مجلز صحيح.

وحديث مجاهد أخرجه الطبري (2/ 4) من طريقين عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: فذكره.

ورواته ثقات.

وحديث الكلبي لم أقف عليه، والكلبي واسمه محمد بن السائب قال مسلم وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد.

2685 -

عن ابن عمر قال: كان في نساء النبي صلى الله عليه وسلم سنا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا أسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من بني عامر يقال لها: عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر.

قال الحافظ: وقد ذكر ابن سعد بسند فيه العَرْزَمِي الضعيف عن ابن عمر قال: فذكره" (1)

ضعيف جداً

أخرجه ابن سعد (8/ 142 - 143) عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي ثني العرزمي عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره، وزاد: فتزوجها، فبلغه أنّ بها بياضا فطلقها.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 189)

والكلبي والعرزمي واسمه محمد بن عبيد الله متروكان.

2686 -

عن امرأة من المبايعات قال: كان فيما أخذ علينا أن لا نعصيه في شيء من المعروف، ولا نخمش وجهاً، ولا ننشر شعرا، ولا نشق جيبا، ولا ندعو ويلا.

قال الحافظ: ومن طريق أَسِيْد بن أبي أَسِيْد البَرَّاد عن امرأة من المبايعات قالت: فذكرته" (2)

أخرجه ابن سعد (8/ 7) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي أنا الحجاج بن صفوان المديني عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن امرأة من المبايعات قالت: فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) 11/ 273 - 274 (كتاب الطلاق - باب من طلق)

(2)

10/ 264 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب إذا جاءك المؤمنات يبايعنك)

ص: 3904

أن لا نعصيه فيه من المعروف: أن لا نخمش وجهاً، ولا نشق جيبا، ولا ننشر شعرا، ولا ندعو ويلا.

وأخرجه أبو داود (3131) عن مسدد ثنا حميد بن الأسود، ثنا الحجاج عامل لعمر بن عبد العزيز عن الرَّبَذَة ثني أسيد بن أبي أسيد به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 434)

ورواته ثقات غير أسيد بن أبي أسيد البراد وحميد بن الأسود، فأما أسيد فقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق.

وقال المزي: روايته عن المرأة منقطعة.

وأما حميد بن الأسود فهو مختلف فيه، وثقه أبو حاتم وغيره، وقال أبو زرعة: في حديثه شيء ربما وهم، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

2687 -

عن أبي المليح بن أسامة بن عمير الهذلي عن أبيه قال: كان فينا رجل يقال له: حَمَل بن مالك له امرأتان إحداهما هذلية والأخرى عامرية، فضربت الهذلية بطن العامرية بعمود فسطاط أو خباء.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق أبي المليح عن أبيه، وأخرجه الحارث من طريق أبي المليح فأرسله، لم يقل: عن أبيه، ولفظه: أن حَمَل بن النابغة كانت له امرأتان: مليكة وأم عفيف.

وقال: وعند البيهقي من حديث أسامة بن عمير: فقال أبوها: إنما يعقلها بنوها، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "الدية على العصبة، وفي الجنين غُرَّة" فقال: ما وضع فحل ولا صاح فاستهل فأبطله، فمثله يطل؟.

وقال: ووقع في رواية أسامة: فقال "دعني من أراجيز الأعراب" وفي لفظ "أسجاعة بك؟ " وفي آخر "أسجع كسجع الجاهلية؟ " قيل: يا رسول الله، إنه شاعر. وفي لفظ "لسنا من أساجيع الجاهلية في شيء" وفيه: فقال: إنّ لها ولدا هم سادة الحي، وهم أحق أن يعقلوا عن أمهم، قال "بل أنت أحق أن تعقل عن أختك من ولدها" فقال: ما لي شيء، قال حمل وهو يومئذ على صدقات هذيل، وهو زوج المرأة وأبو الجنين: اقبض من صدقات هذيل. أخرجه البيهقي، وفي رواية ابن أبي عاصم: ما له عبد ولا أمة، قال "عشر من الإبل" قالوا: ما له من شيء إلا أن تعينه من صدقة بني لحيان، فأعانه بها، فسعى حمل عليها حتى استوفاها.

ص: 3905

وفي حديثه عند الحارث بن أبي أسامة: فقضى أنّ الدية على عاقلة القاتلة، وفي الجنين غرة عبد أو أمة وعشر من الإبل أو مائة شاة" (1)

يرويه أبو المليح بن أسامة بن عمير الهذلي واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن أبي المليح عن أبيه، منهم:

1 -

أيوب السَّخْتِياني.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 75) وفي "الآحاد"(1067) والطحاوي في "المشكل"(4527) والطبراني في "الكبير"(513) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 511) من طرق عن سفيان بن عُيينة عن أيوب عن أبي المليح عن أبيه -وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم- قال: ذلك فينا -يعني في هذيل- قال: فرمت امرأة من هذيل أخرى بعمود فقتلتها وقتلت ما في بطنها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة بالدية، وقضى بدية الغُرَّة لزوجها، وقضى بالعقل على عصبة القاتلة، وقضى في الجنين بِغُرَّةٍ عبد أو أمة، فقال رجل من عصبة القاتلة: كيف يدي يا رسول الله من لا أكل ولا شرب ولا نطق فاستهل؟ فمثل ذلك يطل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أسجّاعة أنت؟ "

هذه رواية ابن أبي عمر العدني ويعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان عند ابن أبي عاصم، ونحوها رواية أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عند الخطيب.

وفي حديث أسد بن موسى عن سفيان عند الطحاوي: فقضى النبي صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة: عبد أو أمة أو بفرس، أو عشر من الإبل، أو كذا وكذا من الغنم.

وفيه: فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ ميراث المقتولة لزوجها ولولدها.

وفي حديثه عند الطبراني: أو بعيرين من الإبل.

2 -

أبو عبد الله سلمة بن تمام الشقري.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 76 - 77 و 117) والبزار (2339) وابن منده (المطالب 1915/ 3) والبيهقي (8/ 108)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

والطحاوي (4528) والطبراني (514) وأبو نعيم في "الصحابة"(5308)

(1) 15/ 271 و 272 (كتاب الديات - باب جنين المرأة)

ص: 3906

عن عثمان بن سعيد بن مرة القرشي المري

كلاهما عن المنهال بن خليفة عن سلمة بن تمام عن أبي المليح عن أبيه قال: كان فينا رجل يقال له: حمل بن مالك، له امرأتان إحداهما هذلية، والأخرى عامرية، فضربت الهذلية بطن العامرية بعمود خباء أو فسطاط، فألقت جنينا ميتا، فانطلق بالضاربة إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعها أخ لها يقال له: عمران بن عويمر، فلما قصوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة قال "دوه" فقال عمران: يا نبي الله أندي من لا أكل ولا شرب ولا صاح فاستهل، مثل هذا يُطل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعني من رجز الأعراب، فيه غُرَّة: عبد أو أمة، أو خمسمائة، أو فرس، أو عشرون ومائة شاة" فقال: يا نبي الله، إن لها ابنان هما سادة الحي وهم أحق أن يعقلوا عن أمهم، قال "أنت أحق أن تعقل عن أختك من ولدها" قال: ما لي شيء أعقل فيه، قال "يا حمل بن مالك" وهو يومئذ على صدقات هذيل، وهو زوج المرأتين وأبو الجنين المقتول "اقبض من تحت يدك من صدقات هذيل عشرين ومائة شاة" ففعل.

السياق للطبراني.

قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، ولا نعلم يُروى عن أبي المليح عن أبيه إلا من هذا الوجه، وقد رواه أبو المليح عن حمل بن مالك. وحديث أبي المليح عن أبيه إسناد حسن لأن المنهال مشهور وسلمة بن تمام فذكرناه لعزة حديث أبي المليح عن أبيه"

وقال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف"

قلت: المنهال قال ابن معين والنسائي: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

واختلف عنه:

قال نعيم بن حماد: ثنا ابن المبارك أنا المنهال بن خليفة ثني سلمة بن تمام عن عبد الرحمن بن أبي مليح الهذلي عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بامرأتين، الحديث.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4532)

ونعيم مختلف فيه.

3 -

أبو بكر بن عبد الله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(515) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا سلمة بن صالح عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي المليح عن أبيه قال: فذكر نحوه.

ص: 3907

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو.

- ورواه عباد بن منصور عن أبي المليح واختلف عنه:

• فقال قيس بن الربيع: عن عباد عن أبي المليح عن أبيه.

أخرجه البيهقي (8/ 108)

وقيس مختلف فيه، وضعفه الجمهور.

• وقال أبو بكر الحنفي: ثنا عباد ثنا أبو المليح عن حمل بن النابغة.

أخرجه الطبراني (3484)

وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور.

- ورواه قتادة عن أبي المليح واختلف عنه:

• فرواه أبو عبيد مُجَّاعة بن الزبير عن قتادة عن أبي المليح مرسلاً.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 513)

• ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه:

فرواه عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن سعيد عن قتادة عن أبي المليح مرسلاً.

أخرجه الحارث (523) وأبو نعيم في "الصحابة"(2305) وابن بشكوال في "الغوامض"(199)

وتابعه يزيد بن زُرَيع البصري عن سعيد به.

أخرجه الطبراني (3485)

ورواه محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي عن أبيه عن سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن حمل بن مالك بن النابغة.

أخرجه الطحاوي (4526)

والأول أصح، ومحمد بن خالد كذبه ابن معين، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال الخليلي: ضعيف جداً.

2688 -

عن ابن عباس قال: كان قريظة والنضير، وكان النضير أشرف من قريظة، فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلاً من النضير قتل به، وإذا قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة يودى بمائة وسق من التمر. فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قتل

ص: 3908

رجل من النضير رجلاً من قريظة فقالوا: ادفعوه لنا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم، فأتوه فنزلت {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة: 42] والقسط النفس بالنفس. ثم نزلت {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: 50].

قال الحافظ: وأخرج أبو داود من طريق علي بن صالح بن حي عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

حسن

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 432 - 433) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن علي بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 96 - 97) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو داود (4494) والنسائي (8/ 17) وفي "الكبرى"(6934) وابن الجارود (772) والطبري في "التفسير"(6/ 243) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(6391) وابن حبان (5057) والدارقطني (3/ 198) والحاكم (4/ 366 - 367) والبيهقي (8/ 24) من طرق عن عبيد الله بن موسى به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: رواته ثقات غير سماك بن حرب وهو مختلف فيه، وقد تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة.

وقد خولف في لفظه: قال داود بن الحصين: عن عكرمة عن ابن عباس في قوله عز وجل {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 42] قال: كان بنو النضير إذا قتلوا قتيلا من بني قريظة أدوا إليهم نصف الدية، وإذا قتل بنو قريظة من بني النضير قتيلا أدوا إليهم الدية كاملة فسوّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم الدية.

أخرجه أحمد (1/ 363) وأبو داود (3591) والنسائي (8/ 17) وفي "الكبرى"(6935) والطبري (6/ 243) والطبراني في "الكبير"(11573) من طرق عن ابن إسحاق ثني داود بن الحصين به.

(1) 15/ 230 (كتاب الديات - باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين)

ص: 3909

وداود مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو زرعة وغيره، وتكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة.

وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة.

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: إن الله عز وجل أنزل {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]- و {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البَقَرَة: 229]- و {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عِمرَان: 82]، أنزلها الله في الطائفتين من اليهود، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا أو اصطلحوا على أنّ كل قتيل قتله العزيزة من الذليلة فديته خمسون وسقا، وكل قتيل قتله الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق، فكانوا على ذلك حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فذلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويومئذ لم يظهر ولم يوطئهما عليه وهو في الصلح فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا فأرسلت العزيزة إلى الذليلة أن ابعثوا إلينا بمائة وسق، فقالت الذليلة: وهل كان هذا في حيين قط دينهما واحد، ونسبهما واحد، وبلدهما واحد، دية بعضهم نصف دية بعض، إنا إنما أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا وفرقا منكم فأما إذ قدم محمد فلا نعطيكم ذلك، فكادت الحرب تهيج بينهما، ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، ثم ذكرت العزيزة فقالت: والله ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم ولقد صدقوا ما أعطونا هذا إلا ضيما منا وقهرا لهم فدسوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه، فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الله رسوله بأمرهم كله وما أرادوا، فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا} [المائدة: 41] إلى قوله {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] ثم قال: فيهما والله نزلت وإياهما عني الله عز وجل.

أخرجه أحمد (1/ 246) عن إبراهيم بن أبي العباس السامري ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به. وأخرجه أبو داود (3576) من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن ابن أبي الزناد مختصرا، قال:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] إلى قوله {الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47] هؤلاء الآيات الثلاث نزلت في اليهود خاصة في قريظة والنضير.

وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والباقون ثقات.

ص: 3910

2689 -

عن أنس قال: كان قيس في مقدمة النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، فكلم سعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرفه عن الموضع الذي فيه مخافة أن يقدم على شيء، فصرفه عن ذلك.

قال الحافظ: ذكره البزار من حديث أنس بإسناد على شرط البخاري ولفظه: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه البزار (كشف 181) عن محمد بن المثنى ثنا محمد بن عبد الله ثني أبي عن ثمامة عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، كان قيس في مقدمته

الحديث.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 175

قلت: وإسناده صحيح على شرط البخاري، ومحمد بن عبد الله هو ابن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك، وثمامة هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك.

2690 -

عن السُّدِّي قال: كان لجابر بنت عم دميمة ولها مال ورثته عن أبيها وكان جابر يرغب عن نكاحها ولا يُنكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت (2).

قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: فذكره" (3)

مرسل

أخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 300 - 301) عن محمد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي قوله {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127] إلى قوله {بِالْقِسْطِ} [النساء: 127] قال: كان جابر بن عبد الله الأنصاري ثم السلمي له ابنة عم عمياء، وكانت دميمة، وكانت قد ورثت عن أبيها مالاً، فكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها رهبة أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وكان ناس في حجورهم جوار أيضاً مثل ذلك، فجعل جابر يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، أترث الجارية إذا كانت قبيحة عمياء؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول "نعم" فأنزل الله فيهن هذا.

(1) 9/ 69 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟)

(2)

يعني قوله تعالى {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

}

(3)

9/ 332 (كتاب التفسير: سورة النساء - باب قوله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

})

ص: 3911

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(6027) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا أحمد بن مفضل به.

وإسناده إلى السدي حسن.

2691 -

حديث سلمة بن الأكوع: كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يقال له يسار.

قال الحافظ: رواه الطبراني موصولا من حديث سلمة بن الأكوع بإسناد صالح، زاد ابن إسحاق "أصابه في غزوة بني ثعلبة" قال سلمة: فرآه يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة فكان بها" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6223) وأبو نعيم في "الصحابة"(6657) من طريقين عن محمد بن طلحة التيمي عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن الأكوع قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يقال له يسار، فنظر إليه يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة وكان بها، فأظهر قوم الإسلام من عرينة من اليمن وجاءوا وهم مرضى موعوكون وقد عظمت بطونهم، فبعث بهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى يسار، وكانوا يشربون من ألبان الإبل حتى انطوت بطونهم، ثم عدوا على يسار فذبحوه وجعلوا الشوك في عينيه، ثم طردوا الإبل، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين أميرهم كرز بن جابر الفهري فلحقهم فجاء بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم.

وموسى بن محمد ضعيف الحديث. قاله ابن معين وأبو حاتم.

ورواه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام"(ص 640 - المجلد الثاني) عن بعض أهل العلم عمن حدثه عن محمد بن طلحة عن عثمان بن عبد الرحمن قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة محارب وبني ثعلبة عبدا يقال له يسار فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في لقاح له

ثم ذكر الحديث.

2692 -

عن نعيم بن هَزَّال قال: كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك، يرجاء أن يكون له مخرج، فذكر الحديث.

قال الحافظ: وعند أبي داود من طريق نعيم بن هزال قال: فذكره.

(1) 1/ 352 (كتاب الوضوء - باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها)

ص: 3912

وقال: وفي حديث نعيم: فقال "هل ضاجعتها؟ " قال: نعم، قال "فهل باشرتها؟ " قال: نعم، قال "هل جامعتها؟ " قال: نعم.

وقال: وعند أبي داود والنسائي من رواية يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه في هذه القصة: فوجد مسّ الحجارة فخرج يشتد فلقيه عبد الله بن أنيس وقد عجز أصحابه فنزع له بوظيف بعير فرماه فقتله.

وقال: أخرجه أبو داود وغيره من رواية يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه، وفي القصة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لهزال "لو سترته بثوبك لكان خيرا لك"

وفي "الموطأ" عن يحيى بن سعيد: ذكرت هذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم فقال: هزال جدي، جدي. وهذا الحديث حق.

وقال: وقد وقع في حديث نعيم بن هزال "هلا تركتموه لعله يتوب فيتوب الله عليه؟ " أخرجه أبو داود وصححه الحاكم" (1)

يرويه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي واختلف عنه:

- فقال هشام بن سعد المدني: حدثني يزيد بن نعيم عن أبيه قال: كان ماعز بن مالك في حجر أبي فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك، وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرج، فأتاه فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، فأعرض عنه، ثم أتاه الثانية فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، ثم أتاه الثالثة فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، ثم أتاه الرابعة فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم عليّ كتاب الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنك قد قلتها أربع مرات فبمن؟ " قال: بفلانة، قال "هل ضاجعتها؟ " قال: نعم، قال "هل باشرتها؟ " قال: نعم، قال "هل جامعتها؟ " قال: نعم، قال: فأمر به أن يرجم، قال: فأخرج به إلى الحرّة، فلما رجم فوجد مسّ الحجارة جزع، فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد أعجز أصحابه، فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال "هلا تركتموه لعله يتوب فيتوب الله عليه"

قال هشام: فحدثني يزيد بن نعيم عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي حين رآه "والله يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خيرا مما صنعت به".

أخرجه وكيع في "الزهد"(452) عن هشام بن سعد به.

(1) 15/ 134 و 135 و 136 و 138 (كتاب الحدود - باب لا يرجم المجنون والمجنونة)

ص: 3913

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 71) وأحمد (5/ 216 - 217 و 217) وهناد في "الزهد"(1408) عن وكيع به.

وأخرجه أبو داود (4419) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 349)

عن محمد بن سليمان الأنباري

وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 126)

عن موسى بن معاوية

قالا: ثنا وكيع به.

وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم عن أبيه به مختصرا.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 78 - 79) وأحمد (5/ 217) وأبو داود (4377) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2393) والنسائي في "الكبرى"(7205 و 7274) والطحاوي في "المشكل"(435) وابن قانع (3/ 150) والحاكم (4/ 363) وأبو نعيم في "الصحابة"(6390) والبيهقي (8/ 219 و 228 و 330) وفي "معرفة السنن"(12/ 305 - 306) وفي "الشعب"(9209) من طرق عن سفيان الثوري عن زيد بن أسلم به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: نعيم بن هزال مختلف في صحبته، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: له صحبة.

وذكره غير واحد في الصحابة.

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": وقد قيل: إنه لا صحبة لنعيم هذا وإنما الصحبة لأبيه هزال وهو أولى بالصواب"

والباقون ثقات.

- ورواه عكرمة بن عمار اليمامي عن يزيد بن نعيم بن هزال واختلف عنه:

• فرواه أبو أسامة بشر بن الفضل -بصري سكن مصر- عن عكرمة بن عمار ثنا يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي عن جده هزال أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "يا هزال أما إنك لو سترته بردائك لكان خيرا لك" قالها مرتين أو ثلاثاً، يعني ماعزا.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 105)

ص: 3914

وبشر بن الفضل ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وعكرمة ويزيد ثقتان.

• ورواه عبادة بن عمر السلولي عن عكرمة بن عمار قال: سمعت يزيد بن نعيم بن هزال يحدث عن أبيه أنّ هزالا حدّثه.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7279)

• ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن عكرمة بن عمار واختلف عنه:

فرواه أبو خليفة الفضل بن الحباب عن أبي الوليد الطيالسي ثنا عكرمة بن عمار ثني يزيد بن نعيم بن هزال عن جده هزال قال: فذكر الحديث بطوله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 202)

ورواه علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن أبي الوليد الطيالسي ثنا عكرمة بن عمار ثنا يزيد بن نعيم بن هزال قال: كان لجدي جارية، وذكر الحديث مرسلاً.

أخرجه ابن قانع (3/ 208)

- ورواه أبان بن يزيد العطار واختلف عنه:

• فقال أبو الوليد الطيالسي: ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة عن يزيد بن نعيم بن هزال قال: كان في أهله جارية ترعى غنما، وذكر الحديث مرسلاً.

أخرجه الطحاوي (93 و 4944)

وتابعه:

1 -

حَبَّان بن هلال البصري ثنا أبان به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7280)

2 -

هُدبة بن خالد البصري.

أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ"(121)

• وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا أبان بن يزيد ثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن نعيم بن هزال أنّ هزالا كان استرجم لماعز بن مالك، وكانت لهم جارية ترعى لهم، وذكر الحديث.

أخرجه أحمد (5/ 217) والخرائطي في "المكارم"(487) وأبو نعيم في "الصحابة"(6573) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 496)

ص: 3915

- ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:

• فرواه الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن نعيم عن جده هزال.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7278) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا الليث به.

• ورواه عبد الله بن صالح المصري عن الليث بن سعد واختلف عنه:

فقال أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد ثني يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن يزيد بن نعيم بن هزال عن جده.

أخرجه الطبراني (22/ 201) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(624)

وقال مطلب بن شعيب: ثني عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد عن يزيد بن نعيم عن جده هزال.

وعن محمد بن المنكدر عن هزال.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 125)

• ورواه سفيان بن عُيينة عن يحيى بن سعيد عن نعيم بن عبد الله بن هزال أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لهزال.

أخرجه عبد الرزاق (13342)

• ورواه شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن ابن هزال عن أبيه.

قال شعبة: قال يحيى بن سعيد: فذكرت هذا الحديث بمجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال، فقال يزيد: هذا الحديث حق وهو حديث جدي.

أخرجه أحمد (5/ 217) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 9/ 70) والروياني (1468) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(163) والخرائطي في "المكارم"(486) وابن قانع (3/ 208) والحاكم (4/ 363) وأبو نعيم في "الصحابة"(6572) والبيهقي (8/ 330 - 331) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 126) من طرق عن شعبة به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

• ورواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر مرسلاً.

أخرجه أبو داود (4378) والبيهقي (8/ 331) من طريق محمد بن عبيد ثنا حماد (1) به.

(1) رواه أبو الربيع الزهراني عن حماد ثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن نعيم عن جده.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(9208)

ص: 3916

وتابعه:

1 -

سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن ابن المنكدر مرسلاً.

قال يحيى: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي فقال: هزال جدي، وهذا الحديث حق.

أخرجه البيهقي (8/ 331)

وقال: هذا أصح من حديث شعبة"

2 -

عبد الله بن المبارك.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7276)

• ورواه مالك (21/ 821) عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب مرسلاً.

قال يحيى: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي فقال يزيد: هزال جدي، وهذا الحديث حق.

ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(7277)

- ورواه هشام بن عاصم عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن سعد (4/ 324) عن الواقدي ثني هشام بن عاصم به.

والواقدي متروك.

2693 -

أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فقال: "كان من الروم فأعطي ملكا فصار إلى مصر وبنى الإسكندرية فلما فرغ أتاه ملك فعرج به فقال: انظر ما تحتك، فقال: أرى مدينة واحدة، قال: تلك الأرض كلها وإنما أراد الله أن يريك وقد جعل لك في الأرض سلطانا فسر فيها وعلم الجاهل وثبت العالم"

قال الحافظ: أخرجه الطبري ومحمد بن ربيع الجيزي في كتاب الصحابة الذين نزلوا مصر بإسناد فيه ابن لهيعة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فقال: فذكره، وهذا لو صح لرفع النزاع ولكنه ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 8)

(1) 7/ 191 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى -ويسألونك عن ذي القرنين-)

ص: 3917

عن عبد الله بن لَهيعة

والبيهقي في "الدلائل"(6/ 295 - 296) وابن عساكر (البداية والنهاية 2/ 107 والضعيفة 3/ 343 - 344)

عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم القرشي العدوي

وأبو الشيخ في "العظمة"(967)

عن عبد الله بن يزيد المقرئ

ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم ثني سعد بن مسعود عن شيخين من شيوخ تجيب (1) قالا: كنا بالإسكندرية، فقلنا: لو انطلقنا إلى عقبة بن عامر فتحدثنا عنده، فانطلقنا، فوجدناه جالسا في ظل داره، فأخبرنا الخبر، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي" ثم قال "اذهب، فمن وجدت بالباب من أصحابي فأدخلهم" فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم "إن شئتم أخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه قبل أن تكلموا، وإن شئتم تكلمتم، فأخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه" قالوا: بل أخبرنا، قال "جئتم تسألوني عن ذي القرنين، فسوف أخبركم كما تجدونه مكتوبا في كتبكم: إنّ أول أمره كان غلاما من الروم أعطي ملكا، فسار حتى أتى أرض مصر، فابتنى عندها مدينة يقال لها: الإسكندرية، فلما فرغ من بنائها أتاه ملك فعرج به فقال: انظر ما تحتك

وذكر الحديث. واللفظ لأبي الشيخ.

ولفظ الطبري: عن عقبة قال: كنت يوما أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت من عنده، فلقيني قوم من أهل الكتاب، فقالوا: نريد أن نسأل رسول الله (، فاستأذن لنا عليه، فدخلت عليه فأخبرته، فقال "ما لي وما لهم، ما لي علم إلا ما علمني الله" ثم قال "اسكب لي ماء" فتوضأ ثم صلّى، قال: فما فرغ حتى عرفت السرور في وجهه، ثم قال "أدخلهم عليّ، ومن رأيت من أصحابي

وذكر الحديث.

ولفظ البيهقي وابن عساكر نحوه.

وسقط من إسناد ابن جرير "عن سعد بن مسعود"

قال ابن كثير: الحديث ضعيف ورفعه لا يصح، وأكثر ما فيه أنّه من أخبار بني إسرائيل والعجب أنّ أبا زرعة الرازي مع جلالة قدره ساقه بتمامه في كتاب "دللائل النبوة" وذلك غريب منه" التفسير 3/ 100

(1) هكذا قال ابن لهيعة والمقرئ، وقال عبد الله بن عمر بن حفص: عن رجلين من كندة من قومه.

وتجيب اسم قبيلة من كندة.

ص: 3918

وقال في "البداية"(2/ 107): وهو منكر جداً"

قلت: وعلته عبد الرحمن بن زياد بن أنعم فإنّه ضعيف. قال ابن عدي: عامة حديثه لا يتابع عليه، وقال ابن القطان الفاسي: والحق فيه أنّه ضعيف لكثرة روايته المنكرات.

وسعد بن مسعود ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووقع عند الألباني في "الضعيفة": سعيد بن مسعود، فقال: لم أعرفه. والصواب أنّه سعد لا سعيد.

2694 -

حديث سلمان الفارسي: "كان نوح إذا طعم أو لبس حمد الله فسمي عبدا شكورا"

قال الحافظ: وقد صحح ابن حبان من حديث سلمان الفارسي: فذكره، وله شاهد عند ابن مردويه من حديث معاذ بن أنس، وآخر من حديث أبي فاطمة" (1)

موقوف صحيح

أخرجه الطبري في "تفسيره"(15/ 19)

عن يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي

والحاكم (2/ 360) والبيهقي في "الشعب"(4156)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

قالوا: ثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال: كان نوح إذا طعم طعاما أو لبس ثوبا حمد الله فسمي عبدا شكورا.

ورواه المعتمر بن سليمان التيمي عن سفيان ثني أيوب عن النّهدي عن سلمان به.

أخرجه الطبري (15/ 19)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

ققلت: وهو كما قال، والاختلاف على سفيان لا يضر بصحة الحديث لأنّ سليمان وأيوب ثقتان ولا يمنع أن يكون سفيان قد سمع الحديث منهما.

ثم تبّين لي أنّ في الإسناد تحريفا فقد قال المحاملي في "أماليه"(68): ثنا أبو الأشعث ثنا المعتمر ثنا سفيان ثني أبوك (2) به.

(1) 10/ 10 - 11 (كتاب التفسير - سورة الإسراء -باب ذرية من حملنا من نوح إنه كان عبدا شكورا-)

(2)

فتحرفت أبوك إلى أيوب عند الطبري.

ص: 3919

وحديث معاذ بن أنس أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(5/ 237 - 238) عنه مرفوعاً "إنما سمى الله نوحا عبدا شكورا لأنّه كان إذا أمسى وأصبح قال: سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون".

وأما حديث أبي فاطمة فأخرجه ابن مردويه كذلك كما في "الدر"(5/ 236) عنه مرفوعاً "كان نوح عليه السلام لا يحمل شيئا صغيرا ولا كبيرا إلا قال: بسم الله والحمد لله، فسماه الله عبدا شكورا".

2695 -

"كان هذا الأمر في حِمْيَر فنزعه الله منهم وصيره في قريش وسيعود إليهم"

قال الحافظ: وأخرج أحمد من حديث ذي مخبر -بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة بعدها راء- وهو ابن أخي النجاشي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وسنده جيد" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "كان الملك قبل قريش

"

2696 -

حديث العرباض بن سارية "كان يخرج علينا في الصُّفة وعليه حوتكية"

سكت عليه الحافظ (2).

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 128) والطبراني في "مسند الشاميين"(1647) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 14) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(882 و 883) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضَمْضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن العرباض بن سارية قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج علينا في الصفة وعلينا الحوتكية فيقول "لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم، وليفتحن لكم فارس والروم"

ضمضم بن زرعة صدوق، وإسماعيل وشريح ثقتان، وأظنّ أنّ فيه انقطاعا، فإنّ شريحا لم يذكر سماعا من العرباض، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، بل سئل محمد بن عوف الحمصي: هل سمع شريح من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أظنّ ذلك، وذلك أنّه لا يقول في شيء من ذلك سمعت.

2697 -

عن عائشة قالت: كان يُؤمر العائن أن يتوضأ ثم يغتسل منه المَعِين.

(1) 16/ 234 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش)

(2)

12/ 396 (كتاب اللباس - باب الخميصة السوداء)

ص: 3920

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من رواية الأسود عن عائشة" (1)

يرويه الأعمش واختلف عنه:

• فرواه عثمان بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين.

أخرجه أبو داود (3880) والبيهقي (9/ 351)

• ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عائشة أنها كانت تأمر العائن أن يتوضأ فيغسل الذي أصابته العين. لم يذكر الأسود.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 59)

والأول أصح.

2698 -

عن عويم قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حَمَل بن النابغة، فضربت أم عفيف مليكة.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني.

وقال: وفي حديث عويم عند الطبراني: فقال أخوها العلاء بن مسروح: يا رسول الله، أنغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل، فمثل هذا يطل؟ فقال "أسجع كسجع الجاهلية؟ " ونحوه عند أبي يعلى من حديث جابر لكن قال: فقالت عاقلة القاتلة" (2)

حديث عويم تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أسجع كسجع الجاهلية"

وحديث جابر أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 252 و 254 - 255) وفي "مسنده"(المطالب 1914) وأبو داود (4575) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 75) وأبو يعلى (1823)

عن يونس بن محمد المؤدب

وابن ماجه (2648) والبيهقي (8/ 107)

عن معلي بن أسد البصري

قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد عن مُجالد عن الشعبي عن جابر أنّ امرأتين من هذيل

(1) 12/ 310 (كتاب الطب - باب رقية العين)

(2)

15/ 271 و 272 (كتاب الديات - باب جنين المرأة)

ص: 3921

قتلت إحداهما الأخرى، ولكلّ واحدة منهما زوج وولد، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المقتول على عاقلة القاتلة وبرّأ زوجها وولدها، فقال عاقلة المقتول: ميراثها لنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا، ميراثها لزوجها وولدها" قال: وكانت حبلى فقالت عاقلة المقتولة: إنها كانت حبلى، وألقت جنينا. قال: فخاف عاقلة القاتلة أن يضمّنهم فقالوا: يا رسول الله، لا شرب ولا أكل، ولا صاح فاستهل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسَجْعَ الجاهلية؟ " فقضى في الجنين غُرَّةً: عبد أو أمة.

وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.

2699 -

حديث أنس: كانت الصلاة تقام فيعرض الرجل فيحدّث النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ربما نعس بعض القوم، ثم يدخل في الصلاة.

سكت عليه الحافظ (1).

له عن أنس طرق:

الأول: يرويه خالد بن يوسف بن خالد السمتي ثنا أبي عن الأعمش عن أنس قال: كانت الصلاة تقام فيعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل فيكلمه في الحاجة فيحبسه حتى ينعس بعض القوم.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1210)

ويوسف السمتي كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود.

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني أنّ أنس بن مالك قال: أقيمت صلاة العشاء فقام رجل فقال: يا رسول الله إنّ لي حاجة، فقام يناجيه حتى نعس القوم أو بعض القوم ثم صلّى بهم ولم يذكر وضوءا.

أخرجه مسلم (1/ 284) وأبو داود (201) وأبو يعلى (3309 و 3310) والبيهقي (3/ 224) من طرق عن حماد بن سلمة به.

ولم ينفرد به حماد بل تابعه غير واحد عن ثابت به، منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه الترمذي (518) ثنا الحسن بن علي الخلال ثنا عبد الرزاق (2) أنا معمر عن

(1) 1/ 151 (كتاب العلم - باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه)

(2)

وأخرجه عبد بن حميد (1249) عن عبد الرزاق به.

ص: 3922

ثابت عن أنس قال: لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما تقام الصلاة يكلمه الرجل يقوم بينه وبين القبلة فما يزال يكلمه فلقد رأيت بعضنا ينعس من طول قيام النبي صلى الله عليه وسلم له.

وقال: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: قال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف.

2 -

عُمارة بن زاذان البصري.

أخرجه أحمد (3/ 238 - 239)

عن حسن بن موسى الأشيب

وأبو يعلى (3401) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 31)

عن شيبان بن فروخ الأبُلي

قالا: ثنا عمارة بن زاذان ثنا ثابت عن أنس أنّ المؤذن أو بلال كان يقيم فيدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستقبله الرجل فيقوم معه حتى يخفق عامتهم برؤوسهم.

وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير عمارة بن زاذان وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون فهو حسن الحديث.

3 -

حميد الطويل. قال: سألت ثابتا البناني عن الرجل يتكلم بعد ما تقام الصلاة فحدثني عن أنس قال: أقيمت الصلاة فعرض للنبي صلى الله عليه وسلم رجل فحبسه بعد ما أقيمت الصلاة.

أخرجه البخاري (فتح 2/ 265) وأبو داود (542) والبيهقي (3/ 224) من طريق عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي ثنا حميد به.

قال الحافظ في "الفتح"(2/ 265): وقول حميد: سألت ثابتا، ظاهر في كونه أخذه عن أنس بواسطة وقد قال البزار: إنّ عبد الأعلي بن عبد الأعلى تفرد عن حميد بذلك، ورواه عامة أصحاب حميد عنه عن أنس بغير واسطة. قلت: كذا أخرجه أحمد عن يحيى القطان وجماعة عن حميد، وكذلك أخرجه ابن حبان من طريق هشيم عن حميد، لكن لم أقف على شيء من طرقه على تصريح بسماعه له من أنس وهو مدلس فالظاهر أنّ رواية عبد الأعلى هي المتصلة. انتهى

قلت: وحديث حميد عن أنس أخرجه أحمد (3/ 114 و 182 و 199 و 205 و 232) وأبو يعلى (3733 و 3885) والبغوي في "شرح السنة"(443) من طرق عن حميد به.

ص: 3923

وخالف جريرُ بن حازم حمادَ بن سلمة فرواه عن ثابت عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض له الرجل يوم الجمعة بعد ما ينزل من المنبر فيكلمه ثم يدخل في الصلاة.

فقال فيه "يوم الجمعة بعد ما ينزل من المنبر" أي قبل صلاة الجمعة، وقال حماد "قبل صلاة العشاء" والقول قول حماد فإنّه من أثبت الناس في ثابت البناني كما قال ابن المديني وابن معين وأحمد.

وحديث جرير أخرجه الطيالسي (ص 272) وأحمد (3/ 213) وعبد بن حميد (1260) وأبو داود (1120) وابن ماجه (1117) والترمذي (517) وفي "العلل"(1/ 276) والنسائي (3/ 90 - 91) وفي "الكبرى"(1732) وأبو يعلى (3452) وابن خزيمة (1838) وأبو الشيخ (ص 31) والبيهقي (3/ 224)

قال أبو داود: الحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما تفرد به جرير بن حازم"

وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم، وسمعت محمدا يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما روى ثابت عن أنس قال: أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي صلى الله عليه وسلم، فما زال يكلمه حتى نعس بعض القوم.

قال محمد: والحديث هو هذا، وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء وهو صدوق"

وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث خطأ، أخطأ فيه جرير بن حازم، والصحيح عن ثابت عن أنس قال: فذكر الحديث"

الثالث: يرويه عبد العزيز بن صهيب البصري عن أنس قال: أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يناجي رجلاً في جانب المسجد فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم.

وفي رواية "حتى نعس بعض القوم"

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "الفتح"(2/ 264) والبخاري (فتح 2/ 264 و 3/ 328) ومسلم (376) وأبو داود (544) وابن خزيمة (1527) من طرق عن عبد العزيز به.

2700 -

حديث أبي الطفيل قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيها مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، وكانت ثيابها توضع عليها تسدل سدلا، وكانت ذات ركنين كهيئة هذه الحلقة C فأقبلت سفينة من الروم، حتى إذا كانوا قريبا من جُدة انكسرت، فخرجت قريش لتأخذ خشبها، فوجدوا الرومي الذي فيها نجارا، فقدموا به وبالخشب ليبنوا به البيت، فكانوا كلما أرادوا

ص: 3924

القرب منه لهدمه بدت لهم حية فاتحة فاها، فبعث الله طيرا أعظم من النسر فغرز مخالبه فيها فألقاها نحو أجياد، فهدمت قريش الكعبة وبنوها بحجارة الوادي فرفعوها في السماء عشرين ذراعا، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يحمل الحجارة من أجياد وعليه نمرة، فضاقت عليه النمرة، فذهب يضعها على عاتقه فبدت عورته من صغرها، فنودي: يا محمد خمّر عورتك، فلم يُرَ عريانا بعد ذلك.

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق ومن طريقه الحاكم والطبراني" (1)

أخرجه عبد الرزاق (9106) عن مَعْمر بن راشد عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن أبي الطفيل به.

وأخرجه إسحاق (المطالب 4216/ 1) وأحمد (5/ 455) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن خزيمة (3022) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه الطبراني ومن طريقه الذهبي في "تاريخ الإسلام"(2/ 39 - 40 القدسي) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الحاكم (4/ 179) عن محمد بن عبد الحميد الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري به.

وقال: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي في "التاريخ": هذا حديث صحيح"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" بطوله، وروى أحمد طرفا منه، ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 3/ 289

قلت: معمر ثقة، وابن خثيم صدوق، وأبو الطفيل واسمه عامر بن واثلة ولد بعد الهجرة فلم يدرك هذه القصة فهو مرسل صحابي.

والحديث أخرجه أيضاً الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 157 - 158) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي عن داود بن عبد الرحمن العطار ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل به.

وأحمد بن محمد وداود بن عبد الرحمن ثقتان.

(1) 4/ 185 (كتاب الحج - باب فضل مكة وبنيانها)

ص: 3925

2701 -

عن أبي موسى الأشعري قال: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول: يرحمكم الله، فكان يقول: يهديكم الله ويصلح بالكلم.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الحاكم" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 400 و 411) والبخاري في "الأدب المفرد"(940) وأبو داود (5038) والترمذي (2739) والبزار (3145) والنسائي في "اليوم والليلة"(ص 243 - 244) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(74) والروياني (443) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 302) والطبراني في "الدعاء"(1986) وابن السني في "اليوم والليلة"(262) والحاكم (4/ 268) والبيهقي في "الشعب"(8908) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 332 - 333) من طرق عن سفيان الثوري ثني حكيم بن الديلم ثني أبو بُردة عن أبي موسى قال: فذكره.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث متصل الإسناد"

وقال ابن عبد البر: انفرد به حكيم بن الديلمي، وهو عندهم ثقة مأمون"

قلت: وهو كما قالوا.

ورواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي عن سفيان عن حكيم بن الديلمي عن الضحاك عن أبي بردة عن أبي موسى.

أخرجه الطحاوي (4/ 302)

والأول أصح.

2702 -

عن عائشة: كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء تُوْكي أعلاه فيشربه عشاء، وتنبذه عشاء فيشربه غدوة.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1590)، وعند أبي داود (3712) من وجه آخر عن عائشة أنها كانت تنبذ للنبي صلى الله عليه وسلم غدوة، فإذا كان من العشي تعشى فشرب على عشائه فإن

(1) 13/ 227 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله)

ص: 3926

فضل شيء صببته، ثم ننبذ له بالليل فإذا أصبح وتغدى شرب على غدائه: قالت: نغسل السقاء غدوة وعشية" (1)

2703 -

"كانت خطبته قصدا"

قال الحافظ: في حديث جابر بن سَمُرة عند مسلم (866): فذكره" (2)

2704 -

عن محمد بن كعب القرظي قال: كانت خولة بنت ثعلبة تحت أوس بن الصامت فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي.

قال الحافظ: ففي مرسل محمد بن كعب القرظي عند الطبري: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 4) عن محمد بن حميد الرازي ثنا مهران عن أبي معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي قال: فذكره، وزاد: ثم ندم على ما قال، فقال لها: ما أظنك إلا قد حرمت عليّ، قالت: لا تقل ذلك، فوالله ما أحب الله طلاقا، قالت: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله، فقال: إني أجدني أستحي منه أن أسأله عن هذا، فقالت: فدعني أن أسأله، فقال لها: سليه، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبي الله، إنّ أوس بن الصامت أبو ولدي، وأحبّ الناس إليّ، قد قال كلمة والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا، قال: أنت عليّ كظهر أمي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما أراكِ إلا قد حَرُمْت عليه" قالت: لا تقل ذلك يا نبي الله، والله ما ذكر طلاقا، فرادّت النبي صلى الله عليه وسلم مرارا، ثم قالت: اللهم إني أشكو اليوم شدّة حالي ووحدتي، وما يشق عليّ من فراقه، اللهم فأنزل على لسان نبيك، فلم ترم مكانها حتى أنزل الله {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1] إلى أن ذكر الكفارات، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أعتق رقبة" فقال: لا أجد، فقال "صم شهرين متتابعين" قال: لا أستطيع، إني لأصوم اليوم الواحد فيشقّ عليّ، قال "أطعم ستين مسكينا" قال: أما هذا فنعم.

وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد وأبي معشر نجيح.

2705 -

عن أبي العالية قال: كانت خولة بنت دليح تحت رجل من الأنصار سيئ الخلق فنازعته في شيء فقال: أنت علي كظهر أمي.

(1) 12/ 156 (كتاب الأشربة - باب الانتباذ في الأوعية)

(2)

14/ 77 (كتاب الرقاق - باب القصد والمداومة على العمل)

(3)

17/ 144 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: وكان الله سميعا بصيرا)

ص: 3927

قال الحافظ: وعند ابن مردويه من مرسل أبي العالية: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 1 - 2) عن محمد بن المثنى ثنا عبد الأعلى ثنا داود قال: سمعت أبا العالية يقول: إنّ خويلة ابنة الدليج أتت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة تغسل شقّ رأسه، فقالت: يا رسول الله، طالت صحبتي مع زوجي، ونفضت له بطني، وظاهر مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حَرُمْتِ عليه" فقالت: أشكو إلى الله فاقتي، ثم قالت: يا رسول الله، طالت صحبتي، ونفضت له بطني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حرمت عليه" فجعل إذا قال لها: حرمت عليه، هتفت وقالت: أشكو إلا الله فاقتي، قال: فنزل الوحي، وقد قامت عائشة تغسل شقّ رأسه الآخر، فأومأت إليها عائشة أن اسكتي، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي أخذه مثل السبات، فلما قضى الوحي، قال "ادعي زوجك" فتلاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} إلى قوله {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} [المجادلة: 3] أي يرجع فيه فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا- "أتستطيع رقبة؟ " قال: لا، قال -فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين- قال: يا رسول الله، إني إذا لم آكل في اليوم ثلاث مرات خشيت أن يعشو بصري، قال -فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا- قال "أتستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ " قال: لا يا رسول الله إلا أن تعينني، فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعم.

ورواته ثقات، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري، وداود هو ابن أبي هند.

وأخرجه البيهقي (7/ 384 - 385) من طريق علي بن عاصم الواسطي ثنا داود بن أبي هند ثني أبو العالية الرياحي قال: كانت خولة بنت دليج تحت رجل من الأنصار وكان سيئ الخلق ضرير البصر فقيرا، وكانت الجاهلية إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال لها: أنت عليّ كظهر أمي، فنازعته في بعض الشيء فقال: أنت عليّ كظهر أمي، وكان له عيل أو عيلان، فلما سمعته يقول ما قال: احتملت صبيانها، فانطلقت تسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.

وعلي بن عاصم قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه.

2706 -

حديث ابن عباس: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض.

قال الحافظ: روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس: فذكره، ومثله عند

(1) 17/ 144 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: وكان الله سميعا بصيرا)

ص: 3928

الطبراني عن بريدة، وعند ابن عدي عن أبي هريرة وزاد "مكتوبا فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء"

2707 -

"كانت عائشة تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد هو الفَرَق"

قال الحافظ: وقد روى مسلم (319) من حديث عائشة رضي الله عنها: فذكره" (2)

2708 -

حديث أنس: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم"

قال الحافظ: وفي حديث أنس عنه عند النسائي وأحمد وابن سعد واللفظ له: فذكره، وله شاهد من حديث عليّ عند أبي داود وابن ماجه، وآخر من رواية نعيم بن يزيد عن عليّ "وأدوا الزكاة" بعد الصلاة، أخرجه أحمد. ولحديث أنس شاهد آخر من حديث أم سلمة عند النسائي بسند جيد" (3)

ورد من حديث أنس ومن حديث عليّ ومن حديث أم سلمة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي رافع

فأما حديث أنس فيرويه سليمان التيمي واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس قال: كانت عامة (4) وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم (5)، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها في صدره وما كاد يفيض بها لسانه.

أخرجه ابن سعد (2/ 253) وأحمد (3/ 117) والطحاوي في "المشكل"(3202)

عن أسباط بن محمد القرشي

وابن أبي الدنيا في "المحتضرين"(34) وابن نصر في "الصلاة"(324) والنسائي في "الكبرى"(7095) وابن حبان (6605) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 204 - 205) وفي "الشعب"(9193) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2015)

(1) 9/ 16 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)

(2)

1/ 317 (كتاب الوضوء - باب الوضوء بالمد)

(3)

6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا)

(4)

وفي لفظ "آخر"

(5)

وفي لفظ "الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم"

ص: 3929

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

والخطيب في "التاريخ"(4/ 239 - 240)

عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط

والبيهقي في "الدلائل"(7/ 204 - 205)

عن عيسى بن يونس

وأبو سليمان الربعي في "وصايا العلماء"(ص 26) وأبو الفضل الرازي في "حديثه"(518)

عن شجاع بن الوليد الكوفي

كلهم عن سليمان التيمي به.

واللفظ لابن سعد وغيره.

- ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس.

أخرجه ابن ماجه (2697) وأبو يعلى (2990)

عن أحمد بن المقدام العجلي

والخطابي في "الغريب"(1/ 565)

عن خليفة بن خياط

وأبو يعلى (2933) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 158)

عن أبي حمزة هريم بن عبد الأعلى الأسدي

وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 214)

عن أبي جعفر محمد بن صدقة بن عمران

قالوا: ثنا معتمر بن سليمان به.

• ورواه عبد الله بن عمر الخطابي عن معتمر عن أبيه عن قتادة عن صاحب له عن أنس.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7096)

ص: 3930

- ورواه زهير بن معاوية الكوفي عن سليمان التيمي عن أنس، ولم يذكر قتادة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3200) والحاكم (3/ 57)

- ورواه سفيان الثوري عن سليمان التيمي واختلف عنه:

• فقيل: عن سفيان عن سليمان التيمي عن أنس.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7094)

عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري

وعبد بن حميد (1214) والطحاوي في "المشكل"(3199) والدينوري في "المجالسة"(2391)

عن قبيصة بن عقبة الكوفي

كلاهما عن سفيان به.

• ورواه وكيع عن سفيان عن سليمان التيمي عمن سمع أنس بن مالك.

أخرجه ابن سعد (2/ 253) والطحاوي (3201)

قال البزار: لا أعلم أحدا تابع التيمي، وإنما رواه غيره عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة" النكت الظراف 1/ 320

وسيأتي.

وللحديث طريق أخرى عند البيهقي في "الشعب"(10542) وفيها من لا يعرف.

وأما حديث علي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن فضيل الكوفي ثنا المغيرة عن أم موسى عن علي قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم"

أخرجه أحمد (1/ 78) عن ابن فضيل به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(158) وأبو داود (5156) وابن ماجه (2698) وابن أبي الدنيا في "المحتضرين"(29) وابن نصر في "الصلاة"(325) وأبو يعلى (596) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 166) والمحاملي في "أماليه"(140) والبيهقي (8/ 11) وفي "الآداب"(67) وفي "الشعب"(8195) من طرق عن ابن فضيل به.

والمغيرة هو ابن مِقسم الضبي وهو ثقة إلا أنه يدلس، ولم يذكر سماعا من أم

ص: 3931

موسى، وأم موسى وثقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثها مستقيم يخرج حديثها اعتبارا، وقال الطبري: مجهولة لم يرو عنها إلا المغيرة بن مقسم، وذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات وقال: تفرد عنها مغيرة بن مقسم.

الثاني: يرويه عمر بن الفضل العبدي عن نعيم بن يزيد عن علي قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده. قال: فخشيت أن تفوتني نفسه. قال: قلت: إني أحفظ وأعي، قال "أوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم"

أخرجه أحمد (1/ 90) واللفظ له ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(21/ 482)

عن بكر بن عيسى الرَّاسِبي

وابن سعد (2/ 243) والبخاري في "الأدب المفرد"(156) والنسائي في "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال"(21/ 482)

عن حفص بن عمر الحَوْضي

قالا: ثنا عمر بن الفضل به.

وإسناده ضعيف، نعيم بن يزيد مجهول ما روى عنه سوى عمر بن الفضل (ميزان الاعتدال 4/ 271 - تهذيب التهذيب 10/ 468 - تقريب التهذيب)

وأما حديث أم سلمة فيرويه قتادة واختلف عنه:

- فرواه (1) سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت: كان (2) من آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم، حتى جعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه.

أخرجه أحمد (6/ 290 و 315) والحربي في "الغريب"(1/ 131) والنسائي في "الكبرى"(7098)

- ورواه أبو عَوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن قتادة واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن أبي عوانة مثل رواية سعيد بن أبي عروبة.

(1) هكذا رواه محمد بن أبي عدي وروح بن عبادة ويزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة به.

وخالفهم عبد الوهاب بن عطاء الخفاف فرواه عن سعيد ولم يذكر أم سلمة.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 553)

(2)

وفي لفظ "كان عامة وصية"

ص: 3932

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 357) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 205)

عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري

والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 166) والطحاوي في "المشكل"(3203)

عن أسد بن موسى المصري

وأبو يعلى (6936)

عن عبد الواحد بن غياث البصري

قالوا: ثنا أبو عوانة به.

• ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن أبي عوانة عن قتادة عن سفينة، ولم يذكر أم سلمة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7097)

وتابعه خالد بن خداش البصري ثنا أبو عوانة به (1).

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين"(30)

- ورواه همام بن يحيى البصري عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة.

أخرجه ابن سعد (2/ 253 - 254) وإسحاق في "مسند أم سلمة"(1893) وأحمد (6/ 311 و 321) وعبد بن حميد (1542) وابن ماجه (1625) والنسائي في "الكبرى"(7100) وأبو يعلى (6979) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 205) وفي "الآداب"(68) والبغوي في "شرح السنة"(2415) وفي "الشمائل"(1190) والخطيب في "المتفق والمفترق"(845)

وصحح البيهقي هذه الرواية.

قلت: وإسناد هذه الرواية منقطع.

قال المزي في "التهذيب": صالح أبو الخليل عن سفينة مرسل.

(1) وهذا الاختلاف إنما هو من أبي عوانة فقد قال خلف بن هشام البزار البغدادي: ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سفينة -لا أدري هو عن أم سلمة أو لا، شك أبو عوانة-

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين"(33)

ص: 3933

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة عن سفينة ولم يذكر أم سلمة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7099)

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني

قال الهيثمي: وفيه عبيد الله أبو الوليد الوصافي وهو متروك" المجمع 4/ 237

وأما حديث أبي رافع فأخرجه البزار (3886) عن غسان بن عبيد الله ثنا يوسف بن نافع ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجر علي بن أبي طالب وهو يقول لعلي "الله الله وما ملكت أيمانكم، الله الله والصلاة" فكان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الهيثمي: وفيه غسان بن عبيد الله لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 293

قلت: ويوسف بن نافع هو ابن عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير لم أقف له على ترجمة.

2709 -

عن ابن عباس قال: كانت قريش تطوف بالبيت عراة يصفرون ويصفقون فأنزل الله تعالى {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ} [الأعراف: 32] الآية.

قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وسنده صحيح" (1)

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12324) عن أبي الحصين محمد بن الحسين القاضي ثنا يحيى الحِمَّاني ثنا يعقوب القُمِّي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به وزاد: فأمروا بالثياب.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(8391) عن أبيه ثنا يحيى الحماني به. وزاد: أن يلبسوها.

قال الهيثمي: وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف" المجمع 7/ 23

قلت: ويعقوب بن عبد الله القمي صدوق، والباقون ثقات.

(1) 12/ 365 (كتاب اللباس وقول الله تعالى: قل من حرم زينة الله)

ص: 3934

ولم ينفرد الحماني به بل تابعه عامر بن إبراهيم الأصبهاني عن يعقوب عن جعفر عن سعيد عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة فأنزل الله تعالى فيهم {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32].

أخرجه ابن أبي حاتم (8390) عن محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني ثنا عامر بن إبراهيم به.

وإسناده حسن.

2710 -

حديث ابن عباس: كانت لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَالان، مَثْنِيٌّ شِرَاكُهُمَا.

قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي في "الشمائل" وابن ماجه بسند قوي من حديث ابن عباس: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه الترمذي في "الشمائل"(72) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 376) والبغوي في "شرح السنة"(3154) وفي "الشمائل"(820)

عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني

وابن ماجه (3614)

عن علي بن محمد (2)

قالا: ثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحَذَّاء عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس به.

قال أبو نعيم: تفرد به وكيع عن سفيان"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 91

قلت: وهو كما قال، وإسناده على شرط مسلم، وعبد الله بن الحارث هو الأنصاري نسيب ابن سيرين.

2711 -

عن البراء بن عازب قال: كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا فأفسدت فيه، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ حفظ الحوائط بالنهار على أهلها، وأنّ حفظ الماشية بالليل على أهلها، وأنّ على أهل المواشي ما أصابت ماشيتهم بالليل.

(1) 12/ 430 (كتاب اللباس - باب قبالان في نعل)

(2)

أظنه الطنافسي.

ص: 3935

قال الحافظ: أخرجه الشافعي وأبو داود والنسائي وابن ماجه كلهم من رواية الأوزاعي، والنسائي أيضا وابن ماجه من رواية عبد الله بن عيسى، والنسائي أيضاً من رواية محمد بن ميسرة وإسماعيل بن أمية كلهم عن الزهري عن حرام بن مُحَيِّصة الأنصاري عن البراء بن عازب قال: فذكره.

وأخرج ابن ماجه أيضاً من رواية الليث عن الزهري عن ابن محيصة أنّ ناقة للبراء ولم يسم حراما.

وأخرج أبو داود من رواية مَعْمر عن الزهري فزاد فيه رجلاً قال: عن حرام بن محيصة عن أبيه، وكذا أخرجه مالك والشافعي عنه عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة أنّ ناقة.

وأخرجه الشافعي في رواية المزني في المختصر عنه عن سفيان عن الزهري فزاد مع حرام سعيد بن المسيب قالا: إنّ ناقة للبراء.

وفيه اختلاف آخر أخرجه البيهقي من رواية ابن جُريج عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل.

فاختلف فيه على الزهري على ألوان، والمسند منها طريق حرام بن البراء، وحرام اختلف هل هو ابن محيصة نفسه أو ابن سعد بن محيصة؟ قال ابن حزم: وهو مع ذلك مجهول لم يرو عنه إلا الزهري ولم يوثقه (1).

قلت: وقد وثقه ابن سعد وابن حبان لكن قال: إنّه لم يسمع من البراء، انتهى.

وعلى هذا فيحتمل أن يكون قول من قال فيه: عن البراء، أي عن قصة ناقة البراء فتجتمع الروايات، ولا يمتنع أن يكون للزهري فيه ثلاثة أشياخ، وقد قال ابن عبد البر: هذا الحديث وإن كان مرسلاً فهو مشهور حدّث به الثقات وتلقاه فقهاء الحجاز بالقبول

وقال الشافعي: أخذنا بحديث البراء لثبوته ومعرفة رجاله" (2)

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فرواه الأوزاعي عن الزهري واختلف عنه:

(1) المحلى 12/ 335

(2)

15/ 282 - 283 (كتاب الديات - باب العجماء جبار)

ص: 3936

• فقال غير واحد: عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب، منهم:

1 -

الوليد بن مسلم.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 80) والنسائي في "الكبرى"(5785)

2 -

أيوب بن سويد الرملي.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 203) وابن عدي (1/ 353) والعسكري في "التصحيفات"(2/ 559) والدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 341)

3 -

محمد بن يوسف الفريابي.

أخرجه أبو داود (3570) والحاكم (2/ 47 - 48) والبيهقي (8/ 341) وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 89)

وقال: صحيح الإسناد"

4 -

محمد بن مصعب القَرْقَساني.

أخرجه أحمد (4/ 295) والدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 341)

• ورواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي واختلف عنه:

فرواه العباس بن عبد الله الأنطاكي عن محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(5784 وتحفة الأشراف 8/ 366)

ورواه أبو الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي عن محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء.

أخرجه الحاكم (2/ 47 - 48).

• وقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري مرسلاً.

أخرجه البيهقي (8/ 341)

- ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء.

ص: 3937

أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 80)

عن ابن أبي شيبة وهو في "مصنفه"(14/ 220 - 221)

وابن ماجه (2/ 781) وابن الأعرابي (1382) والبيهقي (8/ 341 - 342)

عن الحسن بن علي بن عفان العامري

والدارقطني (3/ 155)

عن محمد بن علي بن محرز البغدادي

قالوا: ثنا معاوية بن هشام عن سفيان به.

ورواه القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي عن معاوية بن هشام فقال فيه: عن سفيان عن إسماعيل بن أمية وعبد الله بن عيسى

أخرجه النسائي في "الكبرى"(5786)

ولم ينفرد معاوية بن هشام به بل تابعه مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا سفيان به، إلا أنه لم يذكر إسماعيل بن أمية.

أخرجه الدارقطني (3/ 155) والبيهقي (8/ 342)

- ورواه غير واحد عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة مرسلاً، منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه ابن المبارك في "المسند"(139) والشافعي في "السنن المأثورة"(525) وابن أبي شيبة (9/ 435 - 436 و 10/ 161 - 162 أو 14/ 220) وأحمد (5/ 436) وابن الجارود (796) والبيهقي (8/ 342) وابن عبد البر (11/ 89)

2 -

زَمْعَة بن صالح اليماني.

أخرجه الروياني (418)

3 -

سفيان بن حسين الواسطي.

قاله الدارقطني (السنن 3/ 156)

- ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:

ص: 3938

• فقال عبد الرزاق (1)(18437): عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه.

أخرجه أحمد (5/ 436) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو داود (3569) وابن أبي عاصم (ص 80) وابن حبان (6008) والطبراني في "الكبير"(5469) والدارقطني (3/ 154 - 155) وأبو نعيم في "الصحابة"(3200) والبيهقي (8/ 342) وابن عبد البر (1/ 88) والواحدي في "الوسيط"(3/ 246) من طرق عن عبد الرزاق به.

• وقال وهيب بن خالد البصري: عن معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة مرسلاً.

أخرجه الطبراني (5470)

- ورواه غير واحد عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة مرسلاً، منهم:

1 -

مالك (2/ 747 - 748)

ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(526) وأحمد (5/ 435 - 436) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 203) والطبراني (5470) والدارقطني (3/ 156) والبيهقي (8/ 341) والبغوي في "شرح السنة"(2169)

2 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه الدارقطني (3/ 156)

3 -

النعمان بن راشد الجزري.

أخرجه الطبراني (5470)

4 -

الليث بن سعد.

أخرجه ابن ماجه (2332)

وقال في روايته: أنّ ابن محيصة.

5 -

صالح بن كيسان المدني.

قاله الدارقطني (السنن 3/ 156)

6 -

محمد بن إسحاق المدني.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(292)

(1) ورواه في التفسير 3/ 26 عن مَعمر عن الزهري عن ابن محيصة أنّ ناقة للبراء.

ص: 3939

7 -

عُقيل بن خالد الأيلي.

قاله الدارقطني.

8 -

شعيب بن أبي حمزة.

قاله الدارقطني.

9 -

عبد الرحمن بن إسحاق القرشي.

أخرجه ابن البختري (292)

- ورواه ابن جُريج قال: قال ابن شهاب: حدثني أبو أمامة بن سهل أنّ ناقة دخلت حائط قوم

أخرجه عبد الرزاق (18438) عن ابن جريج به.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر (11/ 88)

- ورواه إبراهيم بن طهمان الخراساني في "المشيخة"(198) عن محمد بن ميسرة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن البراء.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(5787) من طريقه.

وقال: محمد بن ميسرة هو ابن أبي حفصة وهو ضعيف"

- ورواه قتادة عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلاً.

قاله الدارقطني (3/ 156)

- ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري أنّه بلغه أنّ ناقة للبراء.

قاله ابن عبد البر (11/ 81)

وقال: ولم يصنع ابن أبي ذئب شيئاً لأنّه أفسد إسناده"

2712 -

عن أنس قال: كانت لي ذُؤَابة فقالت أمي: لا أجزها فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمدها ويأخذ بها.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

ضعيف

(1) 12/ 487 - 488 (كتاب اللباس - باب القزع)

ص: 3940

أخرجه أبو داود (4196) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا زيد بن الحباب عن ميمون بن عبد الله عن ثابت البُنَاني عن أنس به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(6066)

ورواته ثقات غير ميمون بن عبد الله قال المزي: أظنّ أنّه ميمون بن أبان أبو عبد الله الجشمي المقدم ذكره، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول ولعله ميمون بن أبان.

2713 -

حديث أسماء بنت يزيد: كانت يد كُمّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرُّسْغ.

ذكر الحافظ أنّه في السنن (1).

حسن

ورد من حديث أسماء بنت يزيد ومن حديث أنس

فأما حديث أسماء بنت يزيد فأخرجه إسحاق في "مسنده"(2284) وأبو داود (4027) والترمذي (1765) وفي "الشمائل"(56) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(155) والنسائي في "الكبرى"(9666) ومحمد بن هارون الحضرمي يف "الفوائد"(37 - منتقاه للمزي) والطبراني في "الكبير"(24/ 163) وابن عدي (6/ 2427) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 102) والبيهقي في "الآداب"(736) وفي "الشعب"(5756) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 116 - 117) والبغوي في "الشمائل"(746 و 747) وفي "شرح السنة"(3072 و 3073) من طريق معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي ثني أبي عن بديل بن ميسرة العقيلي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: كان كُمُّ يد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرُّسْغ.

وفي لفظ "كان يد قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل من الرُّصْغ"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

قلت: وهو كما قال فإنّ رواته كلهم ثقات غير شهر بن حوشب وهو حسن الحديث.

واختلف فيه على بديل العقيلي، فرواه موسى بن سروان المعلم عن بديل العقيلي مرسلاً.

أخرجه ابن سعد (1/ 458) وابن أبي شيبة (8/ 399) وإسحاق في "مسنده"(2285) وأحمد في "الزهد"(ص 11) وهناد في "الزهد"(715) والنسائي في "الكبرى"(9667)

(1) 12/ 380 (كتاب اللباس - باب لبس القميص)

ص: 3941

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 2946) عن محمد بن ثعلبة بن سواء البصري ثنا عمي محمد بن سواء ثنا همام عن قتادة عن أنس قال: كان يد كُمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرصغ.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 101)

عن عبد الله بن محمد بن ناجية البربري

والبيهقي في "الشعب"(5758)

عن محمد بن بشر بن مطر

قالا: ثنا محمد بن ثعلبة به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلا قتادة، ولا عنه إلا همام، ولا عنه إلا ابن سواء، ولا عنه إلا محمد بن ثعلبة"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 121

قلت: محمد بن ثعلبة قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أنس.

2714 -

حديث رفاعة بن عوانة: كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يحلف بها: أشهد عند الله، والذي نفسي بيده.

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث رفاعة بن عوانة: فذكره، وفي سنده ضعيف وهو عبد الملك بن محمد الصنعاني" (1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده"

2715 -

حديث أنس: كانوا إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.

قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس: فذكره" (2)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(97) ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا

(1) 14/ 351 (كتاب الإيمان والنذور - باب إذا قال: أشهد بالله، أو شهدت بالله)

(2)

13/ 299 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

ص: 3942

يحيى بن سليمان الجعفي ثنا عبد السلام بن حرب عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا".

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا عبد السلام بن حرب، تفرد به يحيى الجعفي"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 36

قلت: شيخ الطبراني ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويحيى بن سليمان الجعفي مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وقال النسائي: ليس بثقة. والصواب أنّه حسن الحديث فقد احتج به البخاري في صحيحه، والباقون كلهم ثقات.

2716 -

عن ابن سيرين قال: كانوا يلتفتون في صلاتهم حتى نزلت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} فأقبلوا على صلاتهم ونظروا أمامهم، وكانوا يستحبون أن لا يجاوز بصر أحدهم موضع سجوده.

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من رواية هشام بن حسان عن محمد بن سيرين: فذكره، وصله الحاكم بذكر أبي هريرة فيه، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال في آخره "فطأطأ رأسه"(1)

مرسل

وله عن ابن سيرين طرق:

الأول: يرويه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن ابن عون عن ابن سيرين مرسلاً، منهم:

1 -

هشيم بن بشير.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 240) عن هشيم عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ينظر إلى الشيء في الصلاة فيرفع بصره حتى نزلت آية إن لم تكن هذه فلا أدري ما هي {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(18/ 2) من طريق الحسين بن داود المصيصي ثنا هشيم به.

وهشيم مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عون.

(1) 2/ 376 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة)

ص: 3943

2 -

أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط.

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 357) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن أبي شهاب عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة نظر هكذا وهكذا فلما نزل {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}

الحديث.

أبو شهاب صدوق، والباقون ثقات.

3 -

يونس بن بكير الشيباني.

أخرجه البيهقي (2/ 283) عن الحاكم ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى رفع رأسه إلى السماء تدور عيناه ينظر ها هنا وهاهنا، فأنزل الله {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} .

فطأطأ ابن عون رأسه ونكس في الأرض.

أحمد بن عبد الجبار هو العُطاردي مختلف فيه، ويونس بن بكير صدوق، والباقون ثقات.

- ورواه أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت في الصلاة حتى نزلت هذه الآية {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} فنكس رأسه.

أخرجه البيهقي (2/ 283) عن أبي سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني وأبي نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة قالا: ثنا أبو علي حامد بن الرفاء الهروي ثنا محمد بن يونس ثنا سعيد أبو زيد الأنصاري به.

وقال: والصحيح هو المرسل"

وتعقبه ابن التركماني فقال: قلت: ابن أوس ثقة وقد زاد الرفع"

قلت: هو مختلف فيه، والراوي عنه محمد بن يونس هو الكديمي وهو متهم.

الثاني: يرويه خالد الحَذَّاء عن ابن سيرين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره إلى

السماء، فأُمر بالخشوع فرفع بصره نحو مسجده.

أخرجه عبد الرزاق (3261) عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء به.

ورواته ثقات.

ص: 3944

وأخرجه الطبري (18/ 2) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت خالدا عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت هذه الآية {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] قال: فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد.

رواته ثقات.

الثالث: يرويه مَعْمر بن راشد عن أيوب السَّخْتِياني عن ابن سيرين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه إلى السماء وهو يصلي حتى أنزل الله {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] أو غيرها، فإن لم تكن تلك فلا أدري ما هي، فضرب برأسه.

أخرجه عبد الرزاق (3262)

ورواته ثقات.

- ورواه إسماعيل بن عُلية عن أيوب واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن إسماعيل عن أيوب عن ابن سيرين مرسلاً، منهم:

1 -

سعيد بن منصور.

أخرجه البيهقي (2/ 283)

وقال: هذا هو المحفوظ مرسل"

2 -

يعقوب بن إبراهيم الدورقي.

أخرجه الطبري (18/ 2)

3 -

حماد بن زيد.

قال البيهقي: ورواه حماد بن زيد عن أيوب مرسلاً، وهذا هو المحفوظ"

• وقال أبو شعيب الحرّاني: ثني أبي ثنا إسماعيل عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] فطأطأ رأسه.

أخرجه الحاكم (2/ 393) وعنه البيهقي (2/ 283) قال: حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا أبو شعيب الحراني به.

وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 178) من طريق محمد بن عبد الله بن نعيم ثني أحمد بن يعقوب الثقفي به.

ص: 3945

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لولا خلاف فيه على محمد فقد قيل: عنه مرسلاً، ولم يخرجاه"

وقال الذهبي: قلت: الصحيح مرسل"

قلت: أحمد بن يعقوب الثقفي لم أقف له على ترجمة، ومن فوقه كلهم ثقات. وأبو شعيب اسمه عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب لم يخرج له الشيخان شيئاً، وأبوه لم يخرج له البخاري شيئاً.

الرابع: يرويه أبو جعفر الرازي عن الحجاج الصواف عن ابن سيرين قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} فقالوا بعد ذلك برؤوسهم هكذا.

أخرجه الطبري (18/ 2) عن محمد بن حميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة عن أبي جعفر به.

ومحمد بن حميد مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وكذبه إسحاق بن منصور وغيره، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه كذلك: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول أحمد وغيره.

والباقون ثقات.

2717 -

حديث عطاء بن يسار: كبّر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة من الصلوات ثم أشار بيده أن امكثوا.

قال الحافظ: ولمالك من طريق عطاء بن يسار مرسلاً: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه مالك (1/ 48) عن إسماعيل بن أبي حكيم أنّ عطاء بن يسار أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كبّر في صلاة من الصلوات ثم أشار إليهم بيده أن امكثوا فذهب ثم رجع وعلى جلده أثر الماء.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 397)

ورواته ثقات.

(1) 2/ 262 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب هل يخرج من المسجد لعلة)

ص: 3946

2718 -

حديث ابن عباس "كُتب عليّ النحر ولم يكتب عليكم"

قال الحافظ: وهو حديث ضعيف أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني والدارقطني وصححه الحاكم فذهل، وقد استوعبت طرقه ورجاله في الخصائص من تخريج أحاديث الرافعي" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد بن حنبل (1/ 231) وأحمد بن منيع في "مسنده"(تخريج أحاديث المختصر 2/ 47) والبزار (كشف 2433) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(430) وابن عدي (7/ 2670) والدارقطني (2/ 21) والحاكم (1/ 300) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 232) والبيهقي (2/ 468 و 9/ 264) وفي "معرفة السنن"(14/ 18) وفي "الصغرى"(1810 و 1811) والخطيب في "المتفق والمفترق"(743) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 55 و 2/ 47) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي ثنا أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "ثلاث هُن عليّ فرائض، وهنّ لكم تطوع: الوتر، والنحر (2)، وصلاة الضحى (3) " اللفظ لأحمد والبيهقي.

قال البزار: أبو جناب لم يكن بالقوي"

وقال البيهقي: أبو جناب ضعيف، وكان يزيد بن هارون يصدقه ويرميه بالتدليس"

وقال الذهبي: ما تكلم الحاكم عليه وهو غريب منكر" تلخيص المستدرك

وقال الحافظ: هذا حديث غريب ليس بثابت، وأبو جناب ضعيف الحديث لكثرة تدليسه"

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي جناب الكلبي" إتحاف الخيرة 3/ 141

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

جابر بن يزيد الجُعْفي.

أخرجه أحمد (1/ 232 و 234 و 317) والبزار (كشف 2434) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 252 - 253)

(1) 12/ 99 (كتاب الأضاحي - باب سنة الأضحية)

(2)

وفي لفظ للحافظ "والأضحى"

(3)

ولفظ البزار وغيره "وركعتا الفجر"

ص: 3947

عن إسرائيل بن يونس الكوفي

وعبد بن حميد (58) والدارقطني (4/ 282) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 56)

عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي

والطبراني في "الكبير"(11802) والدارقطني (4/ 282)

عن قيس بن الربيع الكوفي

والدارقطني (4/ 282)

عن يحيى بن أبي أنيسة الجزري

كلهم عن جابر الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "كتب عليّ الأضحى (1) ولم يكتب عليكم، وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها" لفظ حديث الحسن بن صالح.

ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن جابر الجعفي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن شريك عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس، منهم:

• لوين المصيصي في "حديثه"(97) ومن طريقه أخرجه الحافظ (1/ 56)

• أسود بن عامر الشامي.

أخرجه أحمد (1/ 317)

• زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11803) والشجري في "أماليه"(2/ 78)

• أبو الوليد بشر بن الوليد القاضي.

أخرجه الشجري (2/ 76)

- ورواه إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي عن شريك واختلف عنه:

• فرواه عبد الله بن محمد بن ناجية البربري عن إسماعيل بن موسى ثنا شريك عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه ابن عدي (2/ 543) والبيهقي (9/ 264)

(1) وفي لفظ "النحر"

ص: 3948

• ورواه تَمْتَام محمد بن غالب بن حرب البصري وأبو يعلى عن إسماعيل بن موسى ثنا شريك عن سِماك عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه البيهقي (9/ 264)

• ورواه زكريا بن يحيى زحمويه عن شريك عن جابر عن عكرمة مرسلاً.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11803)

وشريك سيئ الحفظ، وجابر الجعفي ضعفه جماعة، ومنهم من كذبه.

وقال الحافظ: وهذا أيضاً ضعيف لضعف جابر الجعفي.

2 -

يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(201) من طريق وضاح بن يحيى النهشلي ثنا مِنْدل عن يحيى بن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "ثلاث عليّ فريضة وهي لكم تطوع: الوتر، وركعتا الفجر، وركعتا الضحى"

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(770)

وقال: هذا حديث لا يثبت، فيه وضاح بن يحيى قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات الأحاديث المقلوبات التي كأنها معمولة فلا يحتج به. قال أحمد: ومندل ضعيف"

قلت: واختلف فيه على مندل، فرواه عبد العزيز بن الخطاب الكوفي ثنا مندل عن أبي جناب عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11674) و"الأوسط"(2508) والشجري (2/ 79)

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عكرمة إلا أبو جناب"

كذا قال.

3 -

المبارك بن أبي حمزة الزبيدي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12044) من طريق حماد بن عبد الرحمن الكلبي ثنا المبارك بن أبي حمزة الزبيدي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "كتب عليّ الأضحى ولم يكتب عليكم، وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا"

وإسناده ضعيف، حماد بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: شيخ مجهول منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: يروي أحاديث مناكير.

والمبارك بن أبي حمزة قال أبو حاتم: مجهول ضعيف.

ص: 3949

وخالف الجميع أبان بن أبي عياش فرواه عن عكرمة مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق (4573) عن مَعْمر بن راشد عن أبان به.

وأبان متروك.

واختلف عنه:

قال ابن عبد البر: وقد روى أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن أبان بن أبي عياش عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "الوتر عليّ فريضة، وهو لكم تطوع، والأضحى عليّ فريضة، وهو لكم تطوع، والغسل يوم الجمعة عليّ فريضة، وهو لكم تطوع"

وهذا حديث منكر لا أصل له، ونوح بن أبي مريم ضعيف متروك مجتمع على ضعفه، وكذلك أبان بن أبي عياش مجتمع على ضعفه وترك حديثه" التمهيد 23/ 290

2719 -

"كَتَبَ الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة"

قال الحافظ: في صحيح مسلم (2653) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً: فذكره" (1)

2720 -

عن أنس قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل جبار يدعوهم إلى الله، وسمى منهم

كسرى وقيصر والنجاشي، قال: وليس بالنجاشي الذي أسلم.

قال الحافظ: وقد روى مسلم (1774) من حديث أنس قال: فذكره" (2)

2721 -

عن أبي هريرة قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن أن يؤخذ من العسل العشر.

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق، وفي إسناده عبد الله بن مُحَرَّر وهو بمهملات وزن محمد، قال البخاري في "تاريخه": عبد الله متروك ولا يصح في زكاة العسل شيء. قال الترمذي: لا يصح في هذا الباب شيء. قال الشافعي في القديم: حديث إنّ في العسل العشر ضعيف وفي أن لا يؤخذ منه العشر ضعيف إلا عن عمر بن عبد العزيز" (3)

ضعيف جداً

أخرجه عبد الرزاق (6972) عن عبد الله بن محرر الجزري عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن أن يؤخذ من أهل العسل العشور.

(1) 14/ 289 (كتاب القدر - باب رقم 1)

(2)

9/ 193 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر)

(3)

4/ 90 (كتاب الزكاة - باب العشر فيما يسقى من ماء السماء)

ص: 3950

ومن طريقه أخرجه العقيلي (2/ 310) والبيهقي (4/ 126)

وقال العقيلي: منكر لا يتابع عبد الله بن محرر عليه، ولا يثبت في زكاة العسل عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء"

وقال الترمذي: قال البخاري: ليس في زكاة العسل شيء يصح" العلل 1/ 312

قلت: وعبد الله بن محرر قال النسائي وجماعة: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.

2722 -

قال سعيد بن المسيب: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر. الحديث وفيه "فلما قرأ قيصر الكتاب قال: هذا كتاب لم أسمع بمثله ودعا أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وكانا تاجرين هناك فسأل عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: وقد وقع ذكره أيضاً (أي المغيرة بن شعبة) في أثر آخر في "كتاب السير" لأبي إسحاق الفزاري و"كتاب الأموال" لأبي عبيد من طريق سعيد بن المسيب قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(59) عن يحيى بن سعيد القطان

وابن أبي شيبة (2) في "المصنف"(14/ 337 - 338) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي كتابا واحدا "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي: أمَّا بعد {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} [آل عمران: 64] فأمّا كسرى فمزق كتابه ولم ينظر فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مُزِّق ومزقت أمته" وأما قيصر فقال: إنّ هذا كتاب لم أره بعد سليمان، "بسم الله الرحمن الرحيم" فأرسل إلى أبي سفيان بن حرب وإلى المغيرة بن شعبة -وكانا تاجرين بالشام- فسألهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: بأبي، لو كنت عنده لغسلت قدميه، ليملكن ما تحت قدمي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ له مدة" وأمّا النجاشي فآمن -أو قال: فأسلم- وآمن من كان

(1) 1/ 35 - 36 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

ومن طريقه أخرجه ابن طولون في "إعلام السائلين"(ص 61 و 71)

ص: 3951

عنده من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكسوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتركوه ما ترككم" السياق لأبي عبيد.

وعبد الرحمن بن حرملة هو ابن عمرو بن سَنَّةَ الأسلمي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، والباقون ثقات.

2723 -

عن عمرو بن حزم قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الفرائض والديات والسنن وبعث به مع عمرو بن حزم إلى اليمن، الحديث بطوله، وفيه: وكان في الكتاب: وإنّ أكبر الكبائر الشرك.

قال الحافظ: وقد وافقه كتاب عمرو بن حزم الذي أخرجه النسائي وابن حبان في "صحيحه" والطبراني من طريق سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده قال: فذكره" (1)

هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تبيعا .. "

2724 -

"كثرة الكلام بغير ذكر الله تقسي القلب"

قال الحافظ: وللترمذي من حديث ابن عمر: فذكره" (2)

أخرجه الترمذي (2411) والبيهقي في "الشعب"(4600 و 4601) والواحدي في "الوسيط"(1/ 158 - 159) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن حاطب الجُمحي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإنّ أبعد الناس من الله القلب القاسي".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب"

قلت: إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 14 و 125)، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت فيه جرحاً، ومن غرائبه: فذكر له هذا الحديث.

وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

(1) 15/ 198 (كتاب الحدود - باب رمي المحصنات)

(2)

13/ 54 (كتاب الأدب - باب من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فلا يؤذ جاره)

ص: 3952

2725 -

"كذب أبو السنابل"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه الشافعي في "الأم"(5/ 206) وفي "الرسالة"(ص 574 - 575) عن سفيان بن عُيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه أنّ سُبيعة الأسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بليال، فمرّ بها أبو السنابل بن بعكك، فقال: قد تصنعت للأزواج إنها أربعة أشهر وعشرا، فذكرت ذلك سبيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "كذب أبو السنابل أو ليس كما قال أبو السنابل، قد حللت فتزوجي"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 429) وفي "معرفة السنن"(11/ 205) والبغوي في "شرح السنة"(2388)

وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 299) عن ابن عيينة فلم يذكر قوله "كذب أبو السنابل أو ليس كما قال أبو السنابل"

وكذا أخرجه البيهقي (7/ 429) من طريق سعدان بن نصر البغدادي عن ابن عيينة فلم يذكره.

وقال: وهذه الرواية مرسلة"

وقال الشيخ أحمد شاكر في "شرح الرسالة": وهذا الإسناد ظاهره الإرسال لأنّ عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يدرك القصة، لكن روى البخاري من طريق الليث عن يزيد أنّ ابن شهاب كتب إليه أنّ عبيد الله بن عبد الله أخبره عن أبيه أنّه كتب إلى ابن الأرقم أن يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها النبي صلى الله عليه وسلم" إلخ، وروى مسلم من طريق يونس عن ابن شهاب ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنّ أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة الأسلمية" إلخ، قال الحافظ في "الفتح": قد سلف في تفسير الطلاق أنّ ابن سيرين حدّث به عن عبد الله بن عتبة عن سبيعة فيحتمل أن يكون عبد الله لقي سبيعة بعد أن كان بلغه عنها ممن سيذكر من الوسائط" وهذا الاحتمال الذي ذكره الحافظ هو الواقع الصحيح فقد روى أحمد في "المسند" (6/ 432) عن عبد الرزاق عن مَعْمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها

فذكر الحديث، قال: وهذا إسناد صحيح متصل ليست له علة، ويظهر أنّ عبد الله بن عتبة حدث مروان القصة وذكر له أنّه لم يسمعها من سبيعة نفسها فأمره أن يذهب إليها ويسألها حتى يتوثق من صحة الرواية. انتهى

قلت: وليس في هذه الروايات قوله "كذب أبو السنابل"

(1) 1/ 229 (كتاب العلم - باب ما يستحب للعالم إذا سئل: أي الناس أعلم؟)

ص: 3953

2726 -

كتب هرقل من تبوك إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إني مسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كذب، بل هو على نصرانيته"

قال الحافظ: في "مسند أحمد" أنّه (أي هرقل): فذكره. وفي كتاب "الأموال" لأبي عبيد بسند صحيح من مرسل بكر بن عبد الله المزني نحوه ولفظه "فقال: كذب عدو الله ليس بمسلم"(1)

لم أره في مسند أحمد، وقد أخرجه ابن حبان (4504) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة ثنا علي بن بحر ثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا حميد عن أنس مرفوعاً "من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر، وله الجنة؟ " فقال رجل من القوم: وإن لم أقتل؟ قال "وإن لم تقتل". فانطلق الرجل به، فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس، قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب، أخذه، ثم دعا رأس الجاثَلِيق، فأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك، فنادى قيصر: من صاحب الكتاب فهو آمن، فجاء الرجل، فقال: إذا أنا قدمت فأتني، فلما قدم أتاه، فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت، ثم أمر مناديا ينادي: ألا إنّ قيصر قد اتبع محمدا، وترك النصرانية، فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره. فقال لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد ترى أني خائف على مملكتي، ثم أمر مناديا فنادى: ألا إنّ قيصر قد رضي عنكم، وإنما خَبَركم لينظر كيف صبركم على دينكم، فارجعوا، فانصرفوا، وكتب قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني مسلم، وبعث إليه بدنانير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ الكتاب "كذب عدو الله، ليس بمسلم، وهو على النصرانية" وقَسّم الدنانير.

وإسناده صحيح رواته ثقات لكن رواه أبو عبيد في "الأموال"(ص 324) وعنه ابن زنجويه في "الأموال"(959) عن مروان بن معاوية الفزاري ويزيد بن هارون الواسطي عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني مرسلاً.

وهكذا رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله مرسلاً.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الحارث 640)

2727 -

عن جابر قال: كانت لنا جواري وكنا نعزل، فقالت اليهود: إنّ تلك الموءودة الصغرى، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:"كذبت اليهود، لو أراد الله خلقه لم تستطع رده"

(1) 1/ 41 (باب كيف كان بدء الوحي)

ص: 3954

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه من طريق مَعْمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال: فذكره. وأخرجه النسائي من طريق هشام وعلي بن المبارك وغيرهما عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي مطيع بن رفاعة عن أبي سعيد نحوه، ومن طريق أبي عامر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه، ومن طريق سليمان الأحول أنّه سمع عمرو بن دينار يسأل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن العزل، فقال: زعم أبو سعيد فذكر نحوه، قال: فسألت أبا سلمة: أسمعته من أبي سعيد؟ قال: لا، ولكن أخبرني رجل عنه، وفي النسائي من وجه آخر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهذه طرق يقوى بعضها ببعض" (1)

صحيح

ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أبي هريرة فأما حديث جابر فيرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

- فرواه معمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال: جاء ناس من المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنّها تكون لنا الإماء فنعزل عنهنّ، وزعمت اليهود أنّها الموءودة الصغرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كذبت يهود، كذبت يهود، وكذبت لو أراد الله أن يخلقه لم يرده"

أخرجه عبد الرزاق (12550) عن معمر به.

وأخرجه الترمذي (1136)

عن يزيد بن زُرَيع البصري

والنسائي في "الكبرى"(9078)

عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري

كلاهما عن معمر به.

- ورواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير أنّ محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان حدثه أنّ رفاعة حدثه عن أبي سعيد الخدري.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 31) وأبو داود (2171) والعِيسوي (2) في "الفوائد"(17) والبيهقي (7/ 230)

(1) 11/ 220 - 221 (كتاب النكاح - باب العزل)

(2)

ووقع عنده: عن أبي رفاعة.

ص: 3955

ورفاعة هذا مجهول.

- ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ثني أبو رفاعة أنّ أبا سعيد.

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4338) وأحمد (3/ 51 و 53) والنسائي في "الكبرى"(9079) والطحاوي في "المشكل"(1916) وفي "شرح المعاني"(3/ 31)

وتابعه معاذ بن فضالة البصري عن يحيى بن أبي كثير به.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 31)

قال أبو حاتم: حديث هشام الدستوائي أشبه من حديث معمر" العلل 1/ 437

- ورواه علي بن المبارك الهُنَائى عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي مطيع بن رفاعة عن أبي سعيد.

أخرجه أحمد (3/ 33) والبخاري في "الكنى"(ص 31) والنسائي في "الكبرى"(9081) والطحاوي في "المشكل"(1917) وفي "شرح المعاني"(3/ 31) من طرق عن علي بن المبارك به.

• ورواه عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن علي بن المبارك فقال: عن أبي مطيع بن عوف أحد بني رفاعة بن الحارث.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9080)

- ورواه أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك القناد عن يحيى بن أبي كثير فقال: عن أبي مطيع.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(368) والنسائي في "الكبرى"(9082)

- وهكذا رواه معاوية بن سلام الدمشقي (1) وحرب بن شداد البصري عن يحيى بن أبي كثير فقالا: عن أبي مطيع.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 31)

وقال: وهذا أصح"

- ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبي عامر صالح بن رستم البصري عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

(1) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2853) ووقع عنده: عن أبي مطيع بن رفاعة.

ص: 3956

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(359) والبزار (كشف 1452) والنسائي في "الكبرى"(9083) وأبو يعلى (6011)

قال الدارقطني: ووهم فيه" العلل 8/ 41 - 42

وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق:

الأول: يرويه عياش بن عقبة الحضرمي عن موسى بن وَردان عن أبي سعيد قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ اليهود يقولون: إنّ العزل هي الموءودة الصغرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذبت اليهود، لو أفضيت لم يكن إلا بقدر"

أخرجه البزار (كشف 1453)

عن زيد بن الحباب

والطحاوي في "المشكل"(1918) وفي "شرح المعاني"(3/ 31) واللفظ له

عن عبد الله بن وهب

كلاهما عن عياش بن عقبة به.

قال البزار: لا نعلم روى موسى عن أبي سعيد إلا هذا، وهو صالح الحديث، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد ولا بأس به"

قلت: هو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وقال الدارقطني وغيره: لا بأس به، فهو حسن الحديث، وقد سمع من أبي سعيد كما قال البخاري في "الكبير"، وعياش بن عقبة قال النسائي وغيره: ليس به بأس، فالإسناد حسن.

الثاني: يرويه سليمان بن أبي مسلم المكي الأحول أنه سمع عمرو بن دينار يسأل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن عزل النساء، فقال: زعم أبو سعيد الخدري أنّ رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إنّ لي أَمَة تَسْنو عليّ -أو تنضح عليّ- وإني أعزلها، ولا أعزلها إلا خشية الولد، وزعمت يهود أنّها الموءودة الصغرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كذبت يهود، كذبت يهود"

قال: فسألنا أبا سلمة: أسمعه من أبي سعيد؟ فقال: لا، ولكن أخبرنيه رجل عنه.

أخرجه عبد الرزاق (12549) عن سليمان الأحول به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(9084) من طريق ابن جُريج أخبرني سليمان الأحول عن عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن رجل عن أبي سعيد.

ص: 3957

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

ولم ينفرد سليمان الأحول به بل تابعه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: أوقفت جارية لي أبيعها في سوق بني قينقاع فجاءني رجل من اليهود فقال: يا أبا سعيد ما هذه الجارية؟ قلت: جارية لي أبيعها، قال: فلعلك أن تبيعها وفي بطنها منك سخلة. قلت: إني كنت أعزل عنها، قال: فإنّ تلك الموءودة الصغرى، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال "كذبت يهود، ولا عليكم ألا تفعلوا"

أخرجه الحميدي (746) عن سفيان بن عُيينة ثني محمد بن إسحاق عن التيمي به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 221 - 222) وعنه ابن أبي عاصم في "السنة"(360)

عن عبد الله بن نمير

والطحاوي في "المشكل"(1919) وفي "شرح المعاني"(3/ 32)

عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري

كلاهما عن ابن إسحاق عن التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد قال: لما أصبنا سبي بني المصطلق استمتعنا وعزلنا عنهن، قال: وقفت على جارية في سوق بني قينقاع فذكر نحوه.

وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلساً.

الثالث: يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني عن عبد الله بن مُحَيريز قال: دخلت أنا وأبو صرمة المازني فوجدنا أبا سعيد يحدث كما يحدث أبو سلمة وأبو أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "كذبت يهود"

وقال في آخر الحديث "وما عليكم أن لا تفعلوا وقد قدر الله ما هو خالق من خلقه إلى يوم القيامة"

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 222) وعنه ابن أبي عاصم (361) عن عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان به.

وفيه عنعنة ابن إسحاق أيضاً.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه:

1 -

ربيعة بن أبي عبد الرحمن المدني عن محمد بن يحيى عن ابن محيريز أنّه قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد فسأله أبو صرمة فقال: يا أبا سعيد هل

ص: 3958

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل؟ فقال: نعم، غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة المصطلق فسبينا كرائم العرب فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا: نفعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا لا نسأله، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لا عليكم أن لا تفعلوا، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون"

أخرجه مالك (2/ 594) والبخاري (فتح 6/ 97 و 8/ 435) ومسلم (1438)

2 -

موسى بن عقبة.

ولفظه "ما عليكم أن لا تفعلوا فإنّ الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة"

أخرجه البخاري (فتح 17/ 163) ومسلم (2/ 1062)

ولم ينفرد محمد بن يحيى به بل تابعه ابن شهاب الزهري عن ابن محيريز به.

أخرجه البخاري (فتح 11/ 218 - 219) ومسلم (2/ 1062)

الرابع: يرويه خارجة بن مصعب الخراساني عن يحيى بن سعيد ثنا أبو رفاعة أنّ أبا سعيد قال: وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7678)

وقال: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا خارجة بن مصعب"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1451) والنسائي في "الكبرى"(9091)

عن عمر بن أبي خليفة البصري

والبيهقي (7/ 230)

عن أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي

قالا: ثنا محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقيل: إنّ اليهود تزعم أنّها الموءودة الصغرى فقال "كذبت يهود"

وإسناده حسن.

2728 -

عن عائشة أنّ يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة شيئاً من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر. قالت: فقلت: يا رسول الله، هل

ص: 3959

للقبر عذاب؟ قال "كذبت يهود، لا عذاب دون يوم القيامة" ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، فخرج ذات يوم نصف النهار وهو ينادي بأعلى صوته "أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذاب القبر حق".

قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري عن سعيد بن عمرو بن سعيد الأموي عن عائشة" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (6/ 81) ثنا هاشم ثنا إسحاق بن سعيد ثنا سعيد عن عائشة أنّ يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئاً من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر، قالت: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ فقلت: يا رسول الله، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟ قال "لا، وعَمّ ذلك" قالت: هذه اليهودية لا نصنع إليها من المعروف شيئاً إلا قالت: وقاك الله عذاب القبر، قال "كذبت يهود، وهم على الله عز وجل كذب، لا عذاب دون يوم القيامة" قالت: ثم مكث بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه محمرة عيناه وهو ينادي بأعلى صوته "أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلاً، أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذاب القبر حق"

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، هاشم هو ابن القاسم البغدادي وإسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي وسعيد هو أبوه، وقد سمع من عائشة كما قال البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 499)

2729 -

حديث ابن مسعود: فعبّرها أبو بكر، قال: إليّ الأمر بعدك، ويليه بعدي عمر، قال "كذلك عبّرها الملك"

قال الحافظ: وأخرج أبو ذر الهروي في "كتاب الرؤيا" من حديث ابن مسعود نحو حديث الباب لكن قال في آخره: فذكره، وفي سنده أيوب بن جابر وهو ضعيف، وهذه الزيادة منكرة" (2)

سيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية: كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:

لو كنت متخذا خليلا.

(1) 3/ 479 (كتاب الجنائز - باب ما جاء في عذاب القبر)

(2)

16/ 72 (كتاب التعبير - باب نزع الماء من البئر)

ص: 3960

2730 -

عن أبي قرفاصة قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم برنسا فقال "إلبسه"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث أبي قرفاصة قال: فذكره، وفي سنده من لا يعرف" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2520) ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا أيوب بن علي بن الهيصم ثنا زياد بن سيار عن عزة بنت عياض بن أبي قرصافة قالت: سمعت جدي أبا قرصافة قال: فذكره.

قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 5/ 127

قلت: أيوب بن علي بن هيصم قال أبو حاتم: شيخ (الجرح 1/ 1/ 252)

وزياد بن سيار الكناني ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 534) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وعزة ذكرها ابن حبان في "الثقات"(5/ 289) وحده.

وابن قتيبة وثقه الدارقطني وغيره.

2731 -

"كسر عظم المؤمن ميتا ككسره حيا"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان" (2)

صحيح

يرد من حديث عائشة ومن حديث أم سلمة

فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: ترويه عَمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة.

وعن عمرة غير واحد، منهم:

1 -

يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخرجه ابن حبان (3167)

(1) 12/ 386 (كتاب اللباس - باب البرانس)

(2)

11/ 13 (كتاب النكاح - باب كثرة النساء)

ص: 3961

عن محمود بن غيلان المروزي

والبيهقي (4/ 58) وفي "المعرفة"(5/ 335)

عن محمد بن يحيى الذهلي

قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة مرفوعاً "كسر عظم الميت ككسره حيا"

وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو أحمد اسمه محمد بن عبد الله، وسفيان هو الثوري.

2 -

محمد بن عُمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1273) عن بكار بن قتيبة البكراوي ثنا صفوان بن عيسى ثنا محمد بن عمارة به.

وأخرجه تمام (1659) عن أبي الميمون بن راشد ثنا بكار بن قتيبة به.

وإسناده حسن إن كان محمد بن عمارة سمع من عمرة فإنه لم يذكر سماعا منها.

3 -

حارثة بن محمد وهو ابن أبي الرِّجَال المدني.

أخرجه عبد الرزاق (6257) عن سفيان الثوري عن حارثة بن محمد به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1276) والخطيب في "التاريخ"(13/ 119 - 120)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 66)

عن عبد الله بن الوليد العدني

كلاهما عن سفيان به.

وتابعه عبدة بن سليمان الكلابي عن حارثة به.

أخرجه هناد في "الزهد"(1171)

وحارثة بن محمد قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.

4 -

سعيد بن عبد الرحمن الجحشي.

أخرجه عبد الرزاق (6258) عن مَعْمر بن راشد عن سعيد بن عبد الرحمن به.

وإسناده حسن.

ص: 3962

5 -

سعد بن سعيد الأنصاري.

أخرجه عبد الرزاق (6256 و 17732 و 17733) وإسحاق في "مسند عائشة"(1006) وأحمد (6/ 58 و 168 - 169 و 200 و 264) وهناد في "الزهد"(1169) وأبو داود (3207) وابن ماجه (1616) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 66) وابن الجارود (551) والطحاوي في "المشكل"(1274 و 1275) وابن عدي (3/ 1189) والدارقطني (3/ 188) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 186) والبيهقي (4/ 58) والخطيب في "التاريخ"(13/ 120) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 143) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(124) من طرق عن سعد بن سعيد به.

زاد الدارقطني وحده "في الإثم"

قال ابن القطان الفاسي: حسن" الوهم والإيهام 4/ 212

وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 1035

قلت: إسناده على شرط مسلم.

6 -

أيوب بن خالد.

أخرجه الخطيب في "السابق واللاحق"(ص 99 - 100) من طريق إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبيه عن أيوب بن خالد عن عمرة عن عائشة مرفوعاً "من أخذ عظما من ميت فكسره فكأنما كسره من حي"

إبراهيم بن أبي يحيى هو الأسلمي كذبه ابن معين وغير واحد.

7 -

بكير بن عبد الله بن الأشج المدني.

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(486)

8 -

الحارث بن عبد الرحمن.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(706) من طريق الحسن بن الربيع البجلي ثنا عمار بن سيف عن الحارث به.

وعمر بن سيف أظنه الضبي الكوفي وثقه العجلي، وضعفه أبو زرعة والجمهور.

- ورواه أبو الرِّجَال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن أمه عمرة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن أبي الرجال عن أمه عمرة عن عائشة مرفوعاً، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال.

ص: 3963

أخرجه أحمد (6/ 105) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عبد الرحمن بن محمد به.

وإسناده صحيح.

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 95) من طريق أبي صالح الفَرَّاء ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان به.

وقال: غريب من حديث الثوري تفرد به الفراء عن الفزاري"

قلت: الفراء اسمه محبوب بن موسى وثقه أبو داود وغيره، والفزاري اسمه إبراهيم بن محمد ثقة مشهور.

3 -

محمد بن إسحاق المدني.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 106) من طريق علي بن مجاهد الرازي ثنا ابن إسحاق عن أبي الرجال عن أمه عن عائشة به.

وعلي بن مجاهد مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وكذبه يحيى بن الضريس وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

• وقال شعبة: عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال: قالت لي عمرة: أعطني قطعة من أرضك أدفن فيها، فإني سمعت عائشة تقول: كسر عظم الميت ككسر عظم الحي" موقوف

أخرجه إسحاق (1171) عن وهب بن جرير بن حازم البصري

وأحمد (6/ 100) عن محمد بن جعفر البصري

قالا: ثنا شعبة به.

وأخرجه ابن عبد البر (3/ 143 - 144) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به.

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً به.

ص: 3964

أخرجه الدارقطني (3/ 188 - 189) وابن عبد البر (13/ 144) من طريق محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي الحنيني ثنا أبو حذيفة ثنا زهير بن محمد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم به.

وإسناده حسن، أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي وزهير بن محمد التميمي صدوقان، والباقون ثقات.

وأما حديث أم سلمة فأخرجه ابن ماجه (1617) عن محمد بن معمر القيسي ثنا محمد بن بكر ثنا عبد الله بن زياد أني أبو عبيدة بن عبد الله بن زَمْعَة عن أمه عن أم سلمة مرفوعاً "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الأثم"

قال البوصيري: هذا إسناد فيه عبد الله بن زياد مجهول، ولعله عبد الله بن زياد بن سمعان المدني أحد المتروكين" المصباح 2/ 55

وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، روى عنه محمد بن بكر البرساني فقط.

2732 -

عن النعمان بن بشير قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسأل عنها حتى انجلت.

قال الحافظ: وقع عند النسائي من حديث النعمان بن بشير قال: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد

"

2733 -

حديث أسماء: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى أُدرك بردائه.

قال الحافظ: ولمسلم (906) من حديث أسماء: فذكرته" (2)

2734 -

حديث أبي سعيد في قوله تعالى {كَالْمُهْلِ} [الكهف: 29] قال: "كَعَكَرِ الزَّيت، إذا قَرَّبه إليه سقطت فروة وجهه فيه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (3)

أخرجه أسد بن موسى في "الزهد"(27) وأحمد (3/ 70 - 71) وأبو يعلى (1375)

عن ابن لَهيعة

(1) 3/ 180 (كتاب الصلاة - أبواب الكسوف - باب الصلاة في كسوف الشمس)

(2)

3/ 179 (كتاب الصلاة - أبواب الكسوف - باب الصلاة في كسوف الشمس)

(3)

10/ 191 (كتاب التفسير: سورة الدخان)

ص: 3965

وابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم 316) وفي "المسند"(130) وعبد بن حميد (930) والترمذي (2581 و 2584 و 3322) وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(76) والطبري في "تفسيره"(5/ 239 و 25/ 132) وابن حبان (7473) والطبراني في "الأوسط"(3161) والحاكم (2/ 501 و 4/ 604) والبيهقي في "البعث"(550) والواحدي في "الوسيط"(3/ 146) والبغوي في "شرح السنة"(4407) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(100)

عن عمرو بن الحارث المصري

كلاهما عن دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: دراج مختلف فيه، واختلف في ما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وضعفه أحمد وأبو داود.

2735 -

حديث عقبة بن عامر "كفارة النذر كفارة اليمين"

قال الحافظ: أخرجه مسلم، لكن أخرج الترمذي وابن ماجه حديث عقبة بلفظ "كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين" ولفظ ابن ماجه "من نذر نذرا لم يسمه"(1)

أخرجه مسلم (1645) والبيهقي في "معرفة السنن"(14/ 192) وفي "الصغرى"(4/ 110)

عن هارون بن سعيد الأيلي

ومسلم (1645) والبيهقي (10/ 67)

عن أحمد بن عيسى بن حسان المصري

ومسلم (1645) والطحاوي في "شرح المعاني"(1303) والبيهقي (10/ 67)

عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري

والبيهقي (10/ 67)

عن أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد الكوفي

كلهم عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن شِمَاسة عن أبي الخير عن عقبة بن عامر به مرفوعاً.

(1) 14/ 389 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك)

ص: 3966

وعن يونس بن عبد الأعلى أخرجه الطحاوي في "المشكل"(403) لكنّه لم يذكر أبا الخير.

وقال عقبه: قال يونس: وقد كان ابن وهب حدثناه أيضاً فقال: عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي الخير عن عقبة.

قلت: رواه غير واحد عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن شماسة عن عقبة، ولم يذكروا أبا الخير، منهم:

1 -

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري.

أخرجه البيهقي (10/ 67) وفي "معرفة السنن"(14/ 192) وفي "الصغرى"(4/ 110)

2 -

أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان المصري.

أخرجه النسائي (7/ 24) وفي "الكبرى"(4773)

3 -

الحارث بن مسكين المصري.

أخرجه النسائي (7/ 24) وفي "الكبرى"(4773) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 94)

4 -

رشدين بن سعد المصري.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 273)

وكلام يونس بن عبد الأعلى الذي تقدم يدل على أنّ هذا الاختلاف إنما هو من ابن وهب وأنّه كان يحدث به على الوجهين.

والأول أصح فقد رواه يحيى بن أيوب المصري عن كعب بن علقمة عن ابن شماسة عن أبي الخير عن عقبة.

أخرجه أحمد (1)(4/ 147) وأبو داود (3324) والروياني (199)

وتابعه ابن لَهيعة (2) عن كعب بن علقمة به.

(1) رواه عن عتاب بن زياد المروزي عن ابن المبارك عن يحيى بن أيوب، ورواه سويد بن نصر وحبان بن موسى المروزيان عن ابن المبارك فلم يذكرا أبا الخير.

أخرجه الطبراني (17/ 313)

(2)

رواه حسن بن موسى الأشيب وأبو سعيد مولى بني هاشم وإسحاق بن عيسى البغدادي وعبد الله بن عبد الحكم المصري وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وكامل بن طلحة البصري عن ابن لهيعة هكذا، وخالفهم يحيى بن يحيى النيسابوري فرواه عن ابن لهيعة ولم يذكر أبا الخير.=

ص: 3967

أخرجه أحمد (4/ 146 و 148 - 149 و 156) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 193) وأبو يعلى (1744) والطبراني في "الكبير"(17/ 272)

ولم ينفرد كعب بن علقمة به بل تابعه عبد الله بن بشر عن ابن شماسة عن أبي الخير عن عقبة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 273)

ورواه بعضهم عن كعب بن علقمة مع زيادة في المتن

فأخرج أحمد (4/ 144) وأبو داود (3323) والترمذي (1528) والروياني (182) والطحاوي في "المشكل"(3/ 40 و 40 - 41) والطبراني في "الكبير"(17/ 273) والمزي في "التهذيب"(27/ 19) من طريق أبي بكر بن عياش ثني محمد مولى المغيرة بن شعبة ثني كعب بن علقمة عن أبي الخير عن عقبة مرفوعاً "كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين" اللفظ للترمذي (1).

وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب"

قلت: محمد مولى المغيرة هو ابن يزيد بن أبي زياد قال أبو حاتم والدارقطني: مجهول.

طريق أخرى: قال ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 5): ثنا وكيع عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن يزيد عن عقبة مرفوعاً "من نذر نذرا فلم يسمه، فعليه كفارة يمين"

وأخرجه ابن ماجه (2127) عن عليّ بن محمد ثنا وكيع به.

واختلف فيه على إسماعيل بن رافع، فرواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن سعيد عن عقبة.

أخرجه الروياني (256) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 130) والبيهقي (10/ 45)

وقال: كذا قال: خالد بن سعيد، وأظنه خالد بن زيد الذي يروي عن عقبة حديث الرمي"

= أخرجه الروياني (254)

وتابعه عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني ثنا ابن لهيعة به.

أخرجه الطبراني (17/ 313)

ورواه يحيى بن إسحاق السَّيلحيني عن ابن لهيعة فلم يذكر ابن شماسة.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5390)

(1)

والزيادة له وحده.

ص: 3968

قلت: وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع.

وله شاهد من حديث ابن عباس وآخر من حديث عائشة

فأما حديث ابن عباس فيرويه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن كُريب مولى ابن عباس عن ابن عباس واختلف عنه:

- فرواه عبد الله بن سعيد بن أبي هند المدني عن بكير واختلف عنه:

• فقال محمد بن عبد الله بن عمران البياضي ثنا طلحة بن يحيى الأنصاري عن الضحاك بن عثمان عن عبد الله بن سعيد عن بكير عن كريب عن ابن عباس مرفوعاً "من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لله فأطاقه فَلْيَفِ به".

أخرجه الدارقطني (4/ 158 - 159 و 160) والبيهقي (10/ 45)

والبياضي لم أر من ترجمه.

• وقال محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: ثنا طلحة بن يحيى عن عبد الله بن سعيد عن بكير عن كريب عن ابن عباس. ولم يذكر الضحاك بن عثمان.

أخرجه أبو داود (3322) والدارقطني (14/ 158 - 159) والبيهقي (10/ 45)

قال الحافظ في "التلخيص"(4/ 176): رواه أبو داود وإسناده حسن فيه طلحة بن يحيى وهو مختلف فيه، وقال أبو داود: روي موقوفاً -يعني وهو أصح-.

قلت: رواه وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند فأوقفه على ابن عباس.

أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 6)

ورواه وكيع أيضاً عن مغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند موقوفاً (1).

وخالفه يعقوب بن حميد بن كاسب فرواه عن مغيرة بن عبد الرحمن مرفوعاً (2).

ويعقوب بن حميد مختلف فيه.

قال أبو حاتم وأبو زرعة: والموقوف الصحيح" علل الحديث 1/ 441

وقال الحافظ: وهو أشبه" الفتح 14/ 398

(1) علل الحديث 1/ 441

(2)

علل الحديث 1/ 441

ص: 3969

- ورواه خارجة بن مصعب السَّرَخْسي عن بكير بن عبد الله عن غريب عن ابن عباس مرفوعا.

أخرجه ابن ماجه (2128)

وخارجة قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وتابعه داود بن الحصين المدني عن ثور بن خالد الديلي أو عن خاله موسى بن ميسرة عن بكير بن عبد الله به.

أخرجه الدارقطني (4/ 158 - 159) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن داود بن الحصين به.

وإسماعيل وأبوه وداود مختلف فيهم، وثور أظنه ابن زيد وهو ومن فوقه ثقات (1).

وأما حديث عائشة فأخرجه الدارقطني (4/ 159 - 160) من طريق غالب بن عبيد الله العقيلي عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة مرفوعاً "من جعل عليه نذرا في معصية الله فكفارة يمين، ومن جعل عليه نذرا لم يسمه فكفارة يمين

"

وقال: غالب ضعيف الحديث"

وقال الحافظ في "التلخيص"(4/ 176): وغالب متروك"

2736 -

عن ابن عباس قال: كَفَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر، وأمر الناس بذلك، فمن لم يجد فنصف صاع من بُرٍّ.

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، وهو من رواية عمر بن عبد الله بن يعلى وهو ضعيف جدا" (2)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (2112) والطبراني في "الكبير"(12270) وابن عدي (5/ 1692) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى.

(1) انظر حديث "لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين"

(2)

14/ 407 (كتاب الإيمان والنذور - باب كفارات الإيمان)

ص: 3970

2736 أ - "كُفْرٌ بالله تبرؤ من نسب وإن دق"

قال الحافظ: وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه عند أحمد: فذكره، وله شاهد عن أبي بكر الصديق" (1)

انظر الحديث الذي بعده.

2737 -

حديث أبي بكر الصديق "كُفْرٌ بالله من انتفى من نسب وإن دَقّ"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (2)

له عن أبي بكر طريقان:

الأول: يرويه السري بن إسماعيل الهمداني عن قيس بن أبي حازم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه، فجئت وقد قبض، وأبو بكر قائم في مقامه، فأطال (3) الثناء وأكثر البكاء (4)، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كفر بالله انتفاء (5) من نسب وإن دق، وادعاء نسب لا يعرف"

أخرجه الدارمي (2866) واللفظ له والبزار (1/ 139) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(90)

عن جعفر بن زياد الأحمر

والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 30) وابن بطة في "الإبانة"(983)

عن عبد العزيز بن أبان الأموي

كلاهما عن السري بن إسماعيل به.

قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أبي بكر عنه، ورواه عن أبي بكر قيس بن أبي حازم بهذا الإسناد، والسري بن إسماعيل ليس بالقوي وقد حدّث عنه الزهري وجماعة كثيرة واحتملوا حديثه"

وقال الهيثمي: وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك" المجمع 1/ 97

(1) 15/ 43 (كتاب الفرائض - باب إثم من تبرأ من مواليه)

(2)

15/ 57 (كتاب الفرائض - باب من ادعى إلى غير أبيه)

(3)

وفي لفظ "فأطاب"

(4)

وفي لفظ "الدعاء"

(5)

وفي لفظ "تبرئ"

ص: 3971

واختلف فيه على السري بن إسماعيل، فقال سليمان بن داود الشاذكوني: ثنا يونس بن أرقم ثنا السري بن إسماعيل عن بيان عن قيس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2839)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بيان إلا السري"

قلت: والشاذكوني قال ابن معين: كذاب يضع الحديث، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: ليس بشيء متروك الحديث.

الثاني: يرويه (1) عمر بن موسى الحادي ثنا حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطأة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة (2) عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرة عن أبي بكر مرفوعاً "كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف، وكفر بالله انتفاء من نسب وإن دق"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(2143) و"الأوسط"(8570) وابن عدي (5/ 1710) والخطيب في "التاريخ"(3/ 144)

وقال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن الأعمش إلا الحجاج، ولا رفعه عن الحجاج إلا حماد بن سلمة، تفرد به عمر بن موسى"

وقال ابن عدي: وهذا حديث موقوف لم يرفعه إلا عمر بن موسى هذا"

وقال الخطيب: غريب جداً، تفرد برفعه حجاج بن أرطأة عن الأعمش، وتفرد به عمر بن موسى عن حماد بن سلمة عن حجاج، ورواه شعبة عن الأعمش فوقفه كذلك"

وقال البزار: رفعه بعض أصحاب حماد عن الحجاج عن الأعمش، وأما الثقات الحفاظ فيوقفونه، ولم يصح عندنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"

وقال أيضاً: أسنده بعضهم والذي أسنده فليس بحجة في الحديث" البحر الزخار 1/ 140 و 168 - 169

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف" المجمع 1/ 97

وقال الدارقطني في "العلل"(1/ 262 و 263): لم يسنده غير عمر بن موسى، والصواب قول من رواه عن الأعمش موقوفاً"

(1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 104) لكنه لم يذكر أبا بكر.

(2)

ووقع عند الطبراني في "الدعاء": عن عمارة بن عمير مكان عبد الله بن مرة.

ص: 3972

قلت: وهو كما قال، فقد رواه جماعة من الثقات عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر عن أبي بكر قوله، منهم:

1 -

شعبة.

أخرجه الخرائطي في "المساؤئ"(85) وابن بطة في "الإبانة"(985) والخطيب في "التاريخ"(3/ 144)

2 -

زهير بن معاوية الكوفي.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2785)

3 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الرزاق (16315) والدارمي (2864)

4 -

عبد الله بن نمير.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 726)

5 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (16316)

6 -

هشيم بن بشير.

أخرجه الخلال في "السنة"(1466)

7 -

عمار بن رُزَيْق الكوفي.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(604)

ولم ينفرد عبد الله بن مرة به بل تابعه:

1 -

طلحة بن مصرف اليامي عن أبي معمر عن أبي بكر قوله.

أخرجه أحمد في "السنة"(750) عن حجاج بن محمد المصيصي ثنا محمد بن طلحة عن أبيه به.

وأخرجه الخلال في "السنة"(1255) عن أبي بكر أحمد بن محمد المروذي عن أحمد به.

وإسناده منقطع.

2 -

مجاهد عن أبي معمر عن أبي بكر قوله.

ص: 3973

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(20) عن جرير بن حازم البصري عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عُتيبة عن مجاهد به.

والحسن بن عمارة قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.

قال البزار: ولا أحسب أبو معمر هذا سمع من أبي بكر" البحر الزخار 1/ 167 - 168

وقال أبو حاتم: روى عن أبي بكر مرسل" الجرح والتعديل 2/ 2/ 68

وله شاهد عن ابن عمرو مرفوعاً "كفر تبرؤ من نسب وإن دق أو إدعاء إلى نسب لا يعرف"

أخرجه أحمد (2/ 215) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.

والمثنى بن الصباح قال الدارقطني وجماعة: ضعيف.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 108) و"الأوسط"(7915) وابن عدي (5/ 1767) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 316) من طريق أنس بن عياض الليثي عن يحيى بن سعيد به.

قال الطبراني: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا أنس بن عياض"

قلت: بل رواه سليمان بن بلال المدني أيضاً عن يحيى بن سعيد.

أخرجه ابن ماجه (2744) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا سليمان بن بلال به.

قال البوصيري: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 3/ 150

قلت: بل حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون كلهم ثقات.

وله شاهد آخر موقوف أخرجه الدارمي (2865) عن محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن زكريا بن يحيى سمعت أبا وائل يحدث عن ابن مسعود نحوا من حديث أبي بكر.

ورواته ثقات غير زكريا بن يحيى الرازي ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا سفيان الثوري، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا ولم يذكرا عنه راويا إلا سفيان.

ص: 3974

2738 -

حديث ابن مسعود في ذكر الفتنة: قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال "كفّ يدك ولسانك وادخل دارك" قلت: يا رسول الله: أرأيت إن دخل رجل عليّ داري؟ قال "فأدخل بيتك" قلت: أفرأيت إن دخل عليّ بيتي؟ قال "فادخل مسجدك - وقبض بيمينه على الكوع- وقيل: ربّي الله حتى تموت على ذلك"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

يرويه إسحاق بن راشد الجزري واختلف عنه:

- فقال مَعْمر بن راشد: عن إسحاق بن راشد عن عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه سمع ابن مسعود رفعه "تكون فتنة، النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجري، قتلاها كلها في النار" قلت: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال "ذلك أيام الهرج" قلت: ومتى أيام الهرج؟ قال "حين لا يأمن الرجل جليسه" قلت: فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان؟ قال "اكفف نفسك ويدك، وادخل دارك" قلت: يا رسول الله، أرأيت إن دخل عليّ داري؟ الحديث.

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(279 - تحقيق (2) مصطفى عثمان محمد) وعبد الرزاق (20727) عن معمر به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 120) وفي "مسنده"(402) عن يَعْمَر بن بشر الخراساني وأحمد (1/ 449) عن عليّ بن إسحاق المروزي كلاهما عن ابن المبارك به.

وأخرجه أحمد (1/ 448 - 449) عن عبد الرزاق به إلا أنه لم يسم إسحاق بن راشد وإنما قال: عن رجل.

وأخرجه البزار (1444) والطبراني في "الكبير"(9774) والخطابي في "العزلة"(ص 10) والحاكم (3/ 320 و 4/ 426 - 427) من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن إسحاق بن راشد به.

(1) 16/ 137 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفارا)

(2)

وقع الإسناد في مسند ابن المبارك بتحقيق صبحي السامرائي (262) هكذا، معمر عن سالم عن إسحاق بن راشد

ص: 3975

قال البزار: لا نعلم روى وابصة بن معبد عن ابن مسعود إلا هذا الحديث بهذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عمرو بن وابصة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وأبوه له صحبة، ومعمر ثقة، وإسحاق صالح الحديث.

- وقال القاسم بن غزوان: عن إسحاق بن راشد الجزري عن سالم ثني عمرو بن وابصة عن أبيه عن ابن مسعود.

أخرجه أبو داود (4258)

عن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي

والمزي (23/ 406 - 408)

عن محمد بن عبد العزيز الرملي

قالا: ثنا شهاب بن خراش الحوشبي أبو الصلت عن القاسم بن غزوان به.

والقاسم بن غزوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وسالم قال الحافظ أيضاً: هو ابن أبي الجعد أو ابن أبي المهاجر أو ابن عجلان وإلا فمجهول.

ومحمد بن عبد العزيز صدوق، وعثمان بن سعيد وشهاب بن خراش ثقتان.

2739 -

حديث جابر: كُفّن عليه الصلاة والسلام في ثوبين وبُرْد حبرة.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث جابر وإسناده حسن" (1)

لم أره من حديث جابر وإنما يروى من حديث ابن عباس ومن حديث علي بن الحسين مرسلاً ومن حديث محمد بن علي بن الحسين مرسلاً

فأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد الرزاق (6166) وابن سعد (2/ 285) والطبراني في "الكبير"(12056) والبيهقي (3/ 400) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس قال: كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثوبين أبيضين وبرد حبرة.

(1) 3/ 377 - 378 (كتاب الجنائز - باب الثياب البيض للكفن)

ص: 3976

وفي لفظ "في بردين أبيضين وبُرْد أحمر"

بإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه زهير بن معاوية الكوفي عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين أبيضين وبرد أحمر.

أخرجه ابن سعد (2/ 285) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن زهير به.

ورواته ثقات إلا أنّ الحكم وهو ابن عتيبة لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث فيما قاله شعبة وغيره، وليس هذا الحديث منها.

ورواه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن مقسم عن ابن عباس بلفظ "كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب نجرانية: الحلة ثوبان، وقميصه الذي مات فيه"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 258) وأبو داود (3153) واللفظ له وابن ماجه (1471) والطبراني في "الكبير"(12146) والبيهقي (3/ 400) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 163)

ويزيد بن أبي زياد ليس بالقوي.

وأما حديث علي بن الحسين فأخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 663) عن ابن شهاب الزهري عن علي بن الحسين قال: كُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب، ثوبين صُحارِيين وبرد حبرة، أدرج فيها ادراجا.

ومن طريقه أخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 212) والبيهقي (3/ 400)

وأخرجه عبد الرزاق (6163 و 6164) وابن سعد (2/ 284) وابن أبي شيبة (3/ 261) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(56) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 248) من طرق عن الزهري عن علي بن الحسين قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب أحدها برد حبرة (1).

ورواه سفيان بن حسين الواسطي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب: ثوبين أبيضين، وبردة حبرة.

أخرجه ابن سعد (2/ 284)

(1) ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري عن علي بن حسين بلفظ "كفن في ثلاثة أثواب برد يمنة"

أخرجه أبو بكر الشافعي (53)

ص: 3977

وسفيان بن حسين حديثه عن الزهري ليس بذاك. قاله أحمد وابن معين وغيرهما.

وأما حديث محمد بن علي بن الحسين فأخرجه عبد الرزاق (6167)

عن سفيان الثوري

وابن أبي شيبة (3/ 258)

عن حفص بن غياث الكوفي

وابن سعد (2/ 284 - 285)

عن أنس بن عياض المدني

ثلاثتهم عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين، وثوب (1) حبرة.

وخالفهم محمد بن إسحاق المدني فرواه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده.

أخرجه في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 663)

ومن طريقه أخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 212)

طريق أخرى: يرويها جابر الجعفي عن محمد بن علي قال: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في

ثلاثة أثواب أحدها حبرة.

أخرجه ابن سعد (2/ 285) من طريق زهير بن معاوية الكوفي وإسرائيل بن يونس كلاهما عن جابر به.

وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي.

2740 -

حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: لما فتحت مكة قال: "كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر" فأذن لهم حتى صلى العصر، ثم قال "كفوا السلاح" فلقي رجل من خزاعة رجلاً من بني بكر من غد بالمزدلفة فقتله، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام خطيبا فقال: ورأيته مسندا ظهره إلى الكعبة، فذكر الحديث.

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "الولد للفراش، وبقي العاهر الأثلب"

(1) وفي لفظ "وبرد"

(2)

4/ 415 - 416 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب لا يعضد شجر الحرم)

ص: 3978

2741 -

حديث أبي بن كعب قال: مَثَّلَ المشركون بقتلى المسلمين، فقال الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما من الدهر لنزيدنّ عليهم، فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل: لا قريش بعد اليوم، فأنزل الله {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفوا عن القوم"

قال الحافظ: وعند عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" والطبراني من حديث أبي بن كعب قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه الترمذي (3129) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 135) والنسائي في "الكبرى"(11279) وابن حبان (487) والحاكم (2/ 358 - 359) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 289) من طرق عن عيسى بن عبيد الكندي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: ثني أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون (2) رجلاً ومن المهاجرين ستة فيهم حمزة فمثلوا بهم، فقالت الأنصار (3): لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا (4) لَنُرْبِيَنَّ عليهم، قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)} [النحل: 126] فقال رجل (5): لا قريش بعد اليوم (6)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفوا (7) عن القوم إلا أربعة"

اللفظ للترمذي

وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبى بن كعب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: إسناده حسن، عيسى بن عبيد والربيع بن أنس صدوقان، وأبو العالية ثقة.

2742 -

"كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (5")(8)

قلت: هو عند مسلم بلفظ "كذبا" مكان "إثما".

(1) 8/ 374 (كتاب المغازي - باب ذكر أم سليط)

(2)

وعند ابن حبان "أربعة وسبعون"

(3)

وفي لفظ لعبد الله بن أحمد "فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(4)

وفي لفظ "يوما من الدهر"

(5)

زاد عبد الله والبيهقي "لا يعرف"

(6)

زاد البيهقي "مرتين"

(7)

وفي لفظ لعبد الله "نصبر ولا نعاقب"

(8)

13/ 11 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

ص: 3979

2743 -

عن يحيى بن جَعْدة قال: جاء ناس من المسلمين بكتب وقد كتبوا منها بعض ما سمعوه من اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كفى بقوم ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم" فنزل {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت: 51]

قال الحافظ: وقد أخرج الطبري وغيره من طريق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: فذكره" (1)

مرسل

يرويه عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة بن هبيرة المخزومي واختلف عنه:

- فرواه ابن جُريج عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أنّ ناسا من المسلمين أتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم بكتب قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود، فلما أن نظر فيها ألقاها، ثم قال "كفى بها حماقة قوم، أو ضلالة قوم أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم إلى قوم غيرهم" فنزلت {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)} [العنكبوت: 51] "

أخرجه الطبري في "تفسيره"(21/ 7)

وتابعه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بكتف فيه كتاب، فقال "كفى بقوم ضلالا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم، أو كتاب غير كتابهم" فأنزل الله {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} [العنكبوت: 51]. الآية.

أخرجه الدارمي (484) وأبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 415)

وهو مرسل رواته ثقات.

- ورواه إبراهيم بن يزيد الخُوزِي عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن أبي هريرة.

أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 772 - 773)

والأول أصح، وإبراهيم الخوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

(1) 10/ 444 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن)

ص: 3980

2744 -

"كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن أبي أمامة بسند صحيح" (1)

ضعيف

لم أره من حديث أبي أمامة، وقد وقفت عليه من حديث ابن عباس

أخرجه الترمذي (1994) عن فضالة بن الفضل الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن ابن وهب بن منبه عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعاً.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11032) من طريق عبد الحميد بن صالح الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن إدريس ابن بنت وهب بن منبه عن وهب بن منبه عن ابن عباس.

قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

وقال الحافظ: سنده ضعيف" الفيض 5/ 5

قلت: وعلته إدريس ابن بنت وهب بن منبه وهو إدريس بن سنان الصنعاني قال ابن عدي: هو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم، وقال الدارقطني: متروك، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وللحديث شاهد عن عمرو البكالي مرفوعاً "كفى بك ظلما أن لا تزال مخاصما"

أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(646) من طريق حفص بن واقد العلاف ثنا نصر بن طريف عن عمران عن البكالي به.

ونصر بن طريف قال أحمد وغيره: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

2745 -

قال أبو هريرة: أتت عليّ ثلاثة أيام لم أطعم، فجئت أريد الصفة، فجعلت أسقط، فجعل الصبيان يقولون: جُنَّ أبو هريرة. حتى انتهيت إلى الصفة فوافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني، حتى قاموا وليس في القصعة إلا شيء من نواحيها، فجمعه رسول الله، صلى الله عليه وسلم فصار لقمة، فوضعها على أصابعه فقال لي "كُلْ بسم الله" فوالذي نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت.

(1) 16/ 305 (كتاب الأحكام - باب الألد الخصم)

ص: 3981

قال الحافظ: أخرج ابن حبان من طريق سَليم بن حيان عن أبيه عن أبي هريرة قال: فذكره" (1)

أخرجه ابن حبان (6533) عن عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني ثنا روح بن حاتم المقرئ ثنا محمد بن سنان العَوَقي ثنا سَليم بن حيان قال: سمعت أبي يقول: قال أبو هريرة: أتت عليّ ثلاثة أيام لم أطْعَم فيها طعاما، فجئت أريد الصفة، فجعلت أسقط، فجعل الصبيان ينادون: جُنَّ أبو هريرة. قال: فجعلت أناديهم وأقول: بل أنتم المجانين، حتى انتهينا إلى الصفة، فوافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل الصفة وهم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني، حتى قام القوم وليس في القصعة إلا شيء في نواحي القصعة، فجمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصارت لقمة، فوضعها على أصابعه، ثم قال لي "كُلْ بسم الله" فوالذي نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت.

الطهراني لم أقف له على ترجمة، وروح بن حاتم قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والعوقي وثقه ابن معين وجماعة، وسليم بن حيان بن بسطام الهذلي البصري وثقه أحمد وجماعة، وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا ابنه، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه ابنه وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

2746 -

"كُلْ بيمينك" فقال: لا أستطيع، فقال "لا استطعت"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (2021) من حديث سلمة بن الأكوع.

2747 -

حديث سلمة بن الأكوع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يأكل بشماله فقال "كُلْ بيمينك" قال: لا أستطيع. قال "لا استطعت" فما رفعها إلى فِيْهِ بعد.

قال الحافظ: أخرجه مسلم" (3)

2748 -

حديث جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فوضعها في القصعة وقال: "كُلْ، ثقة بالله، وتوكلا عليه"

(1) 14/ 67 - 68 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

15/ 81 (كتاب الحدود - باب ما يكره من لعن شارب الخمر)

(3)

11/ 451 (كتاب الأطعمة - باب التسمية على الطعام والأكل باليمين)

ص: 3982

قال الحافظ: قالوا: أما حديث جابر: فذكره، ففيه نظر، وقد أخرجه الترمذي وبين الاختلاف فيه على راويه ورجّح وقفه على عمر، وعلى تقدير ثبوته فليس فيه أنّه صلى الله عليه وسلم أكل معه وإنما فيه أنّه وضع يده في القصعة، قاله الكلاباذي في "معاني الأخبار"(1).

ضعيف

وله عن جابر طريقان:

الأول: يرويه حبيب بن الشهيد البصري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة وقال "كُل بسم الله، ثقة بالله، وتوكلا عليه".

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 317 - 318) وفي "الأدب"(165) وعبد بن حميد (1092) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا المفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد به.

وأخرجه ابن ماجه (3542) وأبو يعلى (1822) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(463) عن أبي يعلى به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 309) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو داود (3925) وابن ماجه (3542) والترمذي (1817) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(83) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 31) والعقيلي (4/ 242) وابن حبان (6120) وابن شاهين في "الناسخ"(541) والحاكم (4/ 136 - 137) والبيهقي (7/ 219) وفي "الآداب"(577) وفي "الشعب"(1294) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه"(16) وابن الجوزي في "العلل"(1456) وابن بشكوال في "الغوامض"(556) من طرق عن يونس بن محمد المؤدب به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل بن فضالة، والمفضل بن فضالة هذا شيخ بصري، والمفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا وأشهر، وقد روى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة أنّ عمر أخذ بيد مجذوم، وحديث شعبة أثبت عندي وأصح"

وقال ابن حبان: مفضل بن فضالة هذا هو أخو مبارك بن فضالة، ليس بالمفضل بن فضالة القِتباني، وهما جميعاً ثقتان"

(1) 12/ 266 (كتاب الطب - باب الجذام)

ص: 3983

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه غير حبيب، ولم أر في حديث مفضل بن فضالة أنكر من هذا الحديث، وباقي حديثه مستقيم"

قلت: المفضل بن فضالة هو ابن أبي أمية القرشي أخو المبارك بن فضالة، قال ابن معين: ليس بذاك، وقال أيضًا: شيخ وإيش عنده، وذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بالقوي، وقال أبو داود: بلغني عن علي أنه قال: في حديثه نكارة، وقال العقيلي: ليس بمشهور بالنقل، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.

وخالفه شعبة فرواه عن حبيب بن الشهيد قال: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: كان سلمان يعمل بيديه ثم يشتري طعاما ثم يبعث إلى المجذمين فيأكلون معه.

أخرجه العقيلي (4/ 242)

وتابعه سفيان بن حبيب البصري عن حبيب بن الشهيد به.

أخرجه الطبري (ص 29)

قال العقيلي: هذا أصل الحديث وهذه الرواية أولى"

الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن أبي الزبير عن جابر.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 310) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا إسماعيل بن مسلم به.

ورواه عبيد الله بن تمام البصري عن إسماعيل بن مسلم عن محمد بن المنكدر عن جابر.

أخرجه ابن عدي (1/ 281 و 4/ 1638) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1457)

وقال ابن عدي: وهذا قد روي من غير هذا الطريق عن ابن المنكدر"

قلت: وهذا إسناده ضعيف لضعف عبيد الله بن تمام وإسماعيل بن مسلم.

2749 -

حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ أعرابيا يقال له: أبو ثعلبة قال: يا رسول الله، إنّ لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها، قال:"كُلْ مما أمسكن عليك" قال: وإن أكل منه؟ قال "وإنْ أكل منه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود ولا بأس بسنده.

ص: 3984

وقال: وقوله "فكل" وقع مفسرا في رواية أبي داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ أعرابيا يقال له: أبو ثعلبة قال: يا رسول الله، إنّ لي كلابا مكلبة. الحديث، وفيه "وأفتني في قوسي" قال "كل ما ردت عليك قوسك ذكيا وغير ذكي" قال: وإن تغيب عني؟ قال "وإنْ تغيب عنك ما لم يَصِلَّ أو تجد فيه أثرا غير سهمك"(1)

حسن

أخرجه أحمد (2/ 184) وأبو داود (2857) والدارقطني (4/ 293 - 294) والبيهقي (9/ 237 - 238)

عن حبيب المعلم

والنسائي (7/ 168) وفي "الكبرى"(4807 و 4808)

عن أبي مالك عبيد الله بن الأخنس النخعي

كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ (2) أبا ثعلبة الخُشَني أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها، فقال "إنّ كانت لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكت عليك" فقال (3): يا رسول الله، ذكي وغير ذكي؟ قال "ذكي وغير ذكي" قال: وإن أكل منه، قال "وإن كل منه" قال: يا رسول الله، أفتني في قوسي، قال "كل ما أمسكت (4) عليك قوسك" قال: ذكي وغير ذكي، قال "ذكي وغير ذكي" قال: وإن تغيب عني، قال "وإن تغيب عنك ما لم يَصِل -يعني يتغير (5) - أو تجد فيه أثرا غير (6) سهمك" قال: يا رسول الله، أفتنا في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها، قال "إذا اضطررتم إليها فاغسلوها بالماء واطبخوا فيها (7) ".

اللفظ لأحمد.

قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": إسناده صحيح" نصب الراية 4/ 313

وحسنه النووي كما في "الفتح الرباني"(17/ 143)

(1) 12/ 20 و 25 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الصيد، باب صيد القوس)

(2)

ولفظ أبي داود "أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة"

(3)

ولفظ النسائي "قلت: وإن قتلن؟ قال: وإن قتلن"

(4)

ولفظ أبي داود وغيره "ردت"

(5)

ولفظ النسائي "يعني قد أنتن"

(6)

ولفظ الدارقطني "غير أثر سهمك"

(7)

ولفظ أبي داود "اغسلها وكل فيها"

ص: 3985

وهو كما قال، فحبيب المعلم وعبيد الله بن الأخنس ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

2750 -

"كُلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"

قال الحافظ: وعند مسلم (2564) من حديث أبي هريرة: فذكره" (1)

2751 -

"كُلُّ أمتي معافى إلا المجاهرون"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 13/ 97 - 98) عن أبي هريرة.

2752 -

"كُلُّ امرئ مهيأ لما خلق له"

قال الحافظ: حديث أبي الدرداء عند أحمد بسند حسن بلفظ: فذكره" (3)

تقدم الكلام عليه في حرف الفاء فانظر حديث "فيما قد فرغ منه"

2753 -

"كُلُّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة وفيه مقال" (4)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" وصححه ابن حبان أيضا وفي سنده مقال، وعلى تقدير صحته فالرواية المشهورة فيه بلفظ "حمد الله" وما عدا ذلك من الألفاظ التي ذكرها النووي (5) وردت في بعض طرق الحديث بأسانيد واهية" (6)

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فرواه الأوزاعي واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعاً.

(1) 13/ 73 (كتاب الأدب - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات: 11])

(2)

4/ 400 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب لا يشير المحرم إلى الصيد)

(3)

14/ 294 (كتاب القدر - باب جف القلم)

(4)

1/ 8 (باب كيف كان بدء الوحي)

(5)

وهي "بذكر الله، ببسم الله"

(6)

9/ 286 - 287 (كتاب التفسير - سورة آل عمران - باب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [آل عمران: 64])

ص: 3986

وفي لفظ "كُلُّ كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع".

وفي لفظ "فهو أجذم"

أخرجه أحمد (2/ 359) ومن طريقه السبكي في "الطبقات"(1/ 15 - 16)

عن عبد الله بن المبارك

وأبو داود (4840) والنسائي في "اليوم والليلة"(494) والدارقطني (1/ 229) والرهاوي في "الأربعين"(الأجوبة المرضية 1/ 193) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1373) والسبكي (1/ 6 - 7) والسخاوي في "الأجوبة المرضية"(1/ 192)

عن الوليد بن مسلم

وابن ماجه (1894) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 36/ أ) وابن أبي شيبة في "مصنفه" وفي "مسنده" وأبو عوانة والرهاوي كما في "الأجوبة المرضية"(1/ 196) والبيهقي في "الشعب"(4062) وفي "الدعوات"(1) والخطيب في "الجامع"(2/ 70) وفي "الفقيه"(2/ 123) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 52) والسبكي (1/ 5 - 7)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

وابن حبان (2)

عن شعيب بن إسحاق الأموي

والخرائطي في "الشكر"(17) وابن الأعرابي في "الزهد"(1) والبيهقي (3/ 208 - 209) والسبكي (1/ 6) وأبو الحجاج يوسف بن خليل في "عشرة الحداد"(الأجوبة المرضية 1/ 197)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

والدارقطني (1/ 229)

عن موسى بن أعين الجَزَري

وابن حبان (1) والخليلي في "الإرشاد"(1/ 448) وأبو عوانة والرهاوي كما في "الأجوبة المرضية"(1/ 195)

عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الدمشقي

كلهم عن الأوزاعي عن قرة به.

ص: 3987

قال الدارقطني: تفرد به قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأرسله غيره عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقرة ليس بقوي في الحديث، والمرسل هو الصواب"

وقال الخليلي: هذا حديث لم يروه عن الزهري إلا قرة"

وقال النووي: وهو حديث حسن وقد روي موصولا وروي مرسلاً، ورواية الموصول جيدة الإسناد، وإذا روي الحديث موصولا ومرسلا فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء لأنها زيادة ثقة وهي مقبولة عند الجماهير" الأذكار ص 103

وقال السبكي: وقضى ابن الصلاح بأنّ الحديث حسن دون الصحيح وفوق الضعيف، محتجا بأنّ رجاله رجال الصحيحين سوى قرة، قال: فإنّه ممن انفرد مسلم عن البخاري بالتخريج له. وأنا أقول: لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد مقرونا بغيره. وليس لها حكم الأصول، وادعى مع ذلك أنّ الحديث صحيح"

وقال السخاوي: حديث غريب"

قلت: قرة بن عبد الرحمن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، وقال أحمد: منكر الحديث جداً، ووثقه يعقوب بن سفيان وغيره.

• ورواه مبشر بن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً "كُلُّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع" ولم يذكر قرة.

أخرجه الخطيب في "الجامع"(1210) ومن طريقه الرهاوي في "الأربعين"(الأجوبة المرضية 1/ 189) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 51) والسبكي (1/ 12) والسخاوي في "الأجوبة المرضية"(1/ 189) من طريق أحمد بن محمد بن عمران أبي الحسن النهشلي ثنا محمد بن صالح البصري ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ثنا مبشر بن إسماعيل به.

قال السخاوي: هذا حديث غريب ورواته ثقات لكن قال ابن معين: الأوزاعي في الزهري ليس بذلك"

قلت: إسناده ضعيف لضعف أحمد بن محمد بن عمران، قال الخطيب: كان يضعف في روايته، وسألت الأزهري عنه فقال: ليس بشيء (تاريخ بغداد 5/ 77)

ولم ينفرد مبشر بن إسماعيل به بل تابعه خارجة بن مصعب عن الأوزاعي به ولفظه "كُلُّ كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع"

ص: 3988

أخرجه الخليلي (3/ 966) ومن طريقه السبكي (1/ 11 - 12) والرهاوي في "الأربعين" من طريق عيسى بن موسى غنجار عن خارجة بن مصعب به.

قال الخليلي: هذا لم يسمعه الأوزاعي عن الزهري، وإنما سمعه من قرة بن عبد الرحمن. هكذا رواه عن الأوزاعي: ابن المبارك وأبو المغيرة وابن أبي العشرين وعبيد الله بن موسى. ولم يروه عن خارجة إلا غنجار"

قلت: وهو كما قال، لأنّ الثقات رووه عن الأوزاعي عن قرة عن الزهري، وأما خارجة بن مصعب فقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

• ورواه محمد بن كثير المِصيصي عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً "كُلُّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع"

أخرجه السبكي (1/ 14 - 15) والرهاوي

ومحمد بن كثير مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره.

- ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفاً بلفظ "كُلُّ أمر لم يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع، أبتر، ممحوق من كل بركة"

أخرجه الخليلي (1/ 449) من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن يونس بن يزيد به.

ومن طريقه أخرجه الرهاوي (الأجوبة المرضية 1/ 202) والسبكي (1/ 15) إلا أنّهما ذكراه عن أبي هريرة مرفوعاً.

ومن هذا الطريق أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" والسخاوي (1/ 202 و 202 - 203) مرفوعا.

قال الخليلي: إسماعيل بن أبي زياد ضعيف ولا يعتمد على روايته عن يونس"

وقال في موضع آخر: ليس بالمشهور"

وأخرجه عبد القادر الرهاوي في "الأربعين البلدانية" وقال: غريب، تفرد بذكر الصلاة فيه إسماعيل بن أبي زياد وهو ضعيف جداً لا يعتبر بروايته ولا بزيادته" الفيض 5/ 14

- ورواه محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعاً "كُلُّ أمر ذي بالٍ لا يبدأ فيه بالحمد أقطع أو أجذم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 72) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي ثنا صدقة بن عبد الله عن الزبيدي به.

ص: 3989

ومن طريقه أخرجه السبكي (1/ 14) والرهاوي والسخاوي (الأجوبة المرضية 1/ 199)

وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين.

- ورواه غير واحد عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، منهم:

1 -

عُقَيل بن خالد الأيلي.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(496)

2 -

سعيد بن عبد العزيز الدمشقي.

أخرجه النسائي كذلك (495)

3 -

الحسن بن عمر (1).

أخرجه النسائي كذلك (497)

4 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(الأجوية المرضية 1/ 199)

قال النسائي: والمرسل أولى بالصواب" تحفة الأشراف 13/ 368

وقال الدارقطني: والصحيح عن الزهري المرسل" العلل 8/ 30

قلت: وهو كما قالا.

وله شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق (10455 و20208) عن مَعْمر بن راشد قال: حدثني رجل من الأنصار رفع الحديث قال: كُلُّ كلام ذي بال لا يُبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر"

2754 -

"كُلُّ خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة وفيه مقال" (2)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (3).

صحيح

(1) قال المزي: أراه أبا المليح الرقي" تحفة الأشراف 13/ 368

وقال السخاوي: وهو أبو المليح" الأجوبة المرضية 1/ 200

(2)

1/ 8 (باب كيف كان بدء الوحي)

(3)

9/ 287 (كتاب التفسير - سورة آل عمران - باب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ} [آل عمران: 64])

ص: 3990

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(265) وأحمد (2/ 302 و 343) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 229) وأبو داود (4841) والحربي في "الغريب"(2/ 429) والدينوري في "المجالسة"(1068) وابن حبان (2796 و 2797) والخطابي في "الغريب"(1/ 310 - 311) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 43) والبيهقي (3/ 209) وفي "الدعوات"(2) والهروي في "ذم الكلام"(ق 2/ ب) والسبكي في "الطبقات"(1/ 26) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري عن عاصم بن كليب ثني أبي قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وفي لفظ "ليس فيها تشهد"

وأخرجه الترمذي (1106) ومن طريقه السبكي (1/ 25 - 26) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا محمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة به.

وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب"

وأسند البيهقي عن أحمد بن سلمة قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لم يرو هذا الحديث عن عاصم عن كليب إلا عبد الواحد بن زياد. فقلت له: حدثنا أبو هشام الرفاعي ثنا ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة: فذكر الحديث، فقال مسلم: إنما تكلم يحيى بن معين في أبي هشام بهذا الذي رواه عن ابن فضيل"

قال البيهقي: عبد الواحد بن زياد من الثقات الذي يقبل منهم ما تفردوا به"

ولما أخرجه السبكي من طريق عبد الواحد بن زياد قال: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم بن الحجاج"

قلت: إسناده صحيح كما قال لكن لم يخرج مسلم لكليب بن شهاب والد عاصم شيئا.

2755 -

"كُلُّ ذنب عسى الله أنْ يغفره إلا الرجل يموت كافرا، والرجل يقتل مؤمنا متعمدا"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي من طريق أبي إدريس الخولاني عن معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

صحيح

(1) 10/ 112 - 113 (كتاب التفسير - سورة الفرقان - باب {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} [الفرقان: 70])

ص: 3991

ورد من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث عبادة بن الصامت

فأمَّا حديث معاوية فأخرجه أحمد (4/ 99) وفي "السنة"(567) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 28 - 29) والنسائي (7/ 75) وفي "الكبرى"(3446) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4644) والخلال في "السنة"(1244) والطبراني في "الكبير"(19/ 365) وفي "الأوسط"(5131) وفي "مسند الشاميين"(497) والحاكم (4/ 351) وتمام (ق 48/ أ) والخطيب في "المتفق والمفترق"(809) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(2331) والمزي في "التهذيب"(34/ 155)

عن ثور بن يزيد الحمصي (1)

وابن أبي عاصم (ص 29) والطبراني في "الكبير"(19/ 364)

عن عيسى بن أبي رزين الحمصي

والطبراني (9/ 364) وفي "مسند الشاميين"(1892)

عن محمد بن الوليد الزبيدي

ثلاثتهم عن أبي عون الأنصاري عن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت معاوية رفعه: فذكره.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن أبي عاصم: هذا إسناد حسن وضيئ"

قلت: أبو عون ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أبو داود (4270) والطبراني في "مسند الشاميين"(1308) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 153)

(1) هكذا رواه صفوان بن عيسى البصري وعيسى بن يونس الكوفي والمعافى بن عمران الموصلي عن ثور بن يزيد عن أبي عون عن أبي إدريس عن معاوية، ورواه طلحة بن زيد القرشي عن الأوزاعي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن أبي إدريس عن معاوية.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 99)

وطلحة بن زيد قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.

ص: 3992

عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي

وأبو عبيد في "الناسخ"(495) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 28) والبزار (2729) وابن حبان (5980) والطبراني في "الأوسط"(9224) وفي "مسند الشاميين"(1308) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 603 - 604) والحاكم (4/ 351) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 536) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 153) والبيهقي (8/ 21)

عن صدقة بن خالد الدمشقي

قالا: ثنا خالد بن دهقان ثنا عبد الله بن أبي زكريا قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو (1) قتل مؤمنا متعمدا"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

- وأما حديث عبادة فأخرجه البزار (2730) عن سلمة بن شبيب النيسابوري أنا مروان بن محمد أنا صدقة بن خالد أنا خالد بن دهقان ثني هاني بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة مرفوعاً "كل ذنب عسى الله أن يغفره يوم القيامة إلا من مات مشركا أو قتل مؤمنا متعمدا"

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 296

2756 -

"كُلُّ ذي ناب من السباع فأكله حرام"

قال الحافظ: وكأنّ الزهري لم يبلغه حديث عبيدة بن سفيان وهو مدني عن أبي هريرة وهو صحيح أخرجه مسلم (1933) من طريقه ولفظه: فذكره" (2)

2757 -

"كُلُّ شيء بقدر حتى العَجز والكَيْس"

قال الحافظ: وأخرج مسلم (2655) من طريق طاوس: أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر. وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره " (3)

(1) ولفظ أبي داود وأبي عبيد "أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا"

(2)

12/ 78 (كتاب الذبائح - باب أكل كل ذي ناب من السباع)

(3)

14/ 277 (كتاب القدر - باب رقم 1)

ص: 3993

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (1).

2758 -

"كُلُّ شيء جاوز الكعبين من الإزار فهو في النار"

قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (2)

حسن

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه سعيد بن سليمان الواسطي ثنا اليمان بن المغيرة عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11878)

وإسناده ضعيف لضعف اليمان بن المغيرة البصري.

الثاني: يرويه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري عن جابر الجُعْفي عن شبل بن علي عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مِقْسم عن ابن عباس مرفوعا "كل ما تحت الكعبين من الأزار والقميص ففي النار"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12064)

عن أحمد بن أيوب الضبي

والخطيب في "الجامع"(889)

عن عبد الله بن عثمان بن جَبَلة المروزي المعروف بعَبْدان

كلاهما عن أبي حمزة به.

وإسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي، وشبل بن علي لم أر من ترجمه.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار"

أخرجه البخاري (فتح 12/ 369 - 370)

وله شواهد أخرى تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة عند حديث "إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين

"

(1) 11/ 257 (كتاب النكاح - باب طلب الولد)

(2)

12/ 370 (كتاب اللباس - باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار)

ص: 3994

2759 -

عن أبي موسى الأشعري رفعه "كُلُّ عين زانية"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره" (1)

حسن

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4146) وأحمد (4/ 394 و 400 و 407 و 414 و 418) وعبد بن حميد (557) وأبو داود (4173) والترمذي (2786) والبزار (3033) والنسائي (8/ 132) وفي "الكبرى"(9422) والروياني (550 و 551) وابن خزيمة (1681) والطحاوي في "المشكل"(2716 و 4553) وابن حبان (4424) والحاكم (2/ 396) والقضاعي (203) والبيهقي (3/ 246) وفي "الآداب"(897) وفي "الشعب"(7430) والخطيب في "الموضح"(2/ 316) والمزي (23/ 124) من طرق (2) عن ثابت بن عُمارة الحنفي قال: سمعت غنيم بن قيس الكعبي يقول: سمعت أبا موسى رفعه "أَيُّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية"

ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ثابت بن عمارة عن غنيم بن قيس عن أبي موسى موقوفاً.

أخرجه الدارمي (2649)

وتابعه وكيع عن ثابت إلا أنه ساقه بلفظ: أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 26)

والأول أصح.

قال البزار: لا نعلم روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا أبو موسى، وثابت بن عمارة مشهور، روى عنه يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومروان بن معاوية وغيرهم"

وقال الترمذي: حسن صحيح"

(1) 15/ 147 (كتاب الحدود - باب هل يقول الإِمام للمقر: لعلك لمست)

(2)

رواه مروان بن معاوية الفزاري ويحيى القطان وروح بن عبادة البصري وعبد الواحد بن واصل الحداد ومحمد بن أبي عدي البصري وخالد بن الحارث البصري والنضر بن شميل المازني وعثمان بن عمر بن فارس العبدي عن ثابت بن عمارة به.

ص: 3995

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" إتحاف الخيرة 4/ 444

قلت: ثابت بن عمارة صدوق، وغنيم بن قيس ثقة، فالإسناد حسن.

2760 -

"كُلُّ لحم أنبته السُّحت فالنار أولى به" قيل: يا رسول الله، وما السحت؟ قال:"الرشوة في الحكم"

قال الحافظ: رواه ابن جرير مرفوعا ورجاله ثقات ولكنّه مرسل" (1)

ضعيف

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 241) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني عبد الرحمن بن أبي الموال عن عمر بن حمزة عن (2) عبد الله بن عمر به مرفوعاً.

وعمر بن حمزة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ولم يدرك عبد الله بن عمر، والباقون كلهم ثقات.

2761 -

"كُلُّ ما أديت زكاته وإنْ كان تحت سبع أرضين فليس بكنز، وكُلُّ ما لا تؤدى زكاته فهو كنز وإنْ كان ظاهرا على وجه الأرض"

قال الحافظ: روي مرفوعا وموقوفاً عن ابن عمر، أخرجه مالك عن عبد الله بن دينار عنه موقوفاً. وكذا أخرجه الشافعي عنه، ووصله البيهقي والطبراني من طريق الثوري عن عبد الله بن دينار، وقال: إنّه ليس بمحفوظ. وأخرجه البيهقي أيضاً من رواية عبد الله بن نُمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بلفظ: فذكره، أورده مرفوعاً ثم قال: ليس بمحفوظ والمشهور وقفه" (3)

موقوف صحيح

وله عن ابن عمر طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن دينار المدني عن ابن عمر واختلف عنه:

- فرواه هارون بن زياد المصيصي ثنا محمد بن كثير عن سمان عن عبد الله بن دينار

(1) 5/ 360 (كتاب الإجارة - باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب)

(2)

في "تفسير الطبري": ابن، وفي "الدر المنثور" بعد أن نسبه لعبد بن حميد والطبري وابن مردويه "عن" ولعله الصواب.

(3)

4/ 13 (كتاب الزكاة - باب ما أُدّي زكاته فليس بكنز)

ص: 3996

عن ابن عمر مرفوعاً "كُلُّ ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا تحت الأرض، وكل ما لا يؤدى زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا"

أخرجه البيهقي (4/ 83)

وقال: ليس هذا بمحفوظ وإنّما المشهور عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر موقوفا"

قلت: وهارون بن زياد أظنّه ابن بشير الحنائي ترجمه ابن حبان في "الثقات"(9/ 242) وقال: يغرب. ومحمد بن كثير هو المِصيصي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره، وقال النسائي وصالح جزرة: كثير الخطأ، وقال الساجي: كثير الغلط.

- ورواه مالك (1/ 256) عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر موقوفاً.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 83)

وهذا أصح.

الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر واختلف عنه:

- فرواه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر واختلف عنه:

• فقال سويد بن عبد العزيز: ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.

أخرجه البيهقي (4/ 82 - 83)

وقال: سويد بن عبد العزيز الدمشقي ليس بالقوي"

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8275)

وقال: لم يرفع هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سويد بن عبد العزيز"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف" المجمع 3/ 64

وقال المنذري: رواه الطبراني في "الأوسط" مرفوعاً، ورواه غيره موقوفاً على ابن عمر وهو الصحيح" الترغيب 1/ 520 - 521

قلت: وهو كما قال، فقد رواه عبد الرزاق (7141) عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفاً.

ص: 3997

وتابعه عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر به.

أخرجه البيهقي (4/ 82)

وقال: هذا هو الصحيح موقوف، وكذلك رواه جماعة عن نافع وجماعة عن عبيد الله بن عمر.

قلت: ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه غير واحد عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، منهم:

1 -

أيوب السَّخْتِيَاني.

أخرجه عبد الرزاق (7140) والطبري في "تفسيره"(10/ 118)

2 -

إسماعيل بن أمية الأموي.

أخرجه الطبري (10/ 118)

3 -

محمد بن عجلان المدني.

أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 87)

4 -

يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخرجه الطبري (10/ 118)

5 -

الليث بن سعد.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "حديث أبي الجهم"(ق 4/ ب)

2762 -

"كُلُّ ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن خزيمة والحاكم من حديث عقبة بن عامر" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد

"

2763 -

حديث عمر "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: عند أبي يعلى وفيه الأفريقي" (2)

حسن

(1) 13/ 335 (كتاب الاستئذان - باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله)

(2)

12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل وهو البتع)

ص: 3998

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 1829) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 487 - 488) وأبو يعلى (248) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 215) والدينوري في "المجالسة"(1633) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ص 303) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الأفريقي عن مسلم بن يسار عن سفيان بن وهب الخولاني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد الإفريقي.

لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة فيتقوى بها.

فمنها: حديث أبي موسى عند البخاري (فتح 13/ 140 - 141) ومسلم (1733)

وحديث بُريدة عند مسلم (3/ 1585)

وحديث جابر عند مسلم (2002)

وحديث ابن عمر عند مسلم (2003)

وانظر "فتح الباري"(12/ 142) و"صحيح الجامع الصغير"(4/ 179) والأحاديث التي تلي هذا الحديث.

2764 -

حديث قرة بن إياس المزني "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه البزار بسند لين" (1)

أخرجه البزار (3316) عن عمرو بن مالك الراسبي أنا محمد بن الحسن الواسطي أنا زياد بن أبي زياد الجصاص عن معاوية بن قرة عن أبيه به مرفوعاً.

وقال: لا نعلم رواه إلا محمد عن زياد، وزياد صالح الحديث"

قلت: بل ضعيف جداً، قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك.

والراسبي قال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث، سمعت أبا يعلى يقول: عمرو بن مالك كان ضعيفاً. وقال: له أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات.

(1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 3999

2765 -

حديث أبي هريرة "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند حسن" (1)

حسن

وله عن أبي هريرة طريقان:

الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ ينتبذ في المزفت والمُقَيَّر والنَّقِير والدُّبَّاء والحَنْتَم وقال "كل مسكر حرام"

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 103 و 115) وأحمد (2/ 429 و 501) وفي "الأشربة"(116 و 196 و 197) وابن ماجه (3401) والنسائي (8/ 264 و 264 - 265) وفي "الكبرى"(5098 و 5099) وابن الجارود (858) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 215 - 216) وابن حبان (5408) من طرق عن محمد بن عمرو به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 42

قلت: إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق، وأبو سلمة ثقة.

الثاني: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقبري عن أبيه عن أبي هريرة أنّ نفرا من أهل اليمن قدموا عليه، فسألوه عن المِزْر، وقالوا: إنّ أرضنا باردة عَشْمَة، ونحن قوم نحترث، ولا نقوى على أعمالنا إلا به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مسكر حرام"

أخرجه الخطابي في "الغريب"(1/ 589 - 590) من طريق الهيثم بن كليب ثنا عباس الدوري ثنا عبد الله بن نافع الزبيري ثني عبد الملك بن قدامة الجُمَحي عن عبد الله بن دينار وعن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد المقبري به.

وعبد الملك بن قدامة مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره.

وعبد الله بن نافع صدوق، وإسحاق بن بكر مجهول، والباقون ثقات.

2766 -

حديث معاوية بن أبي سفيان "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بسند حسن" (2)

حسن بشواهده

(1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

(2)

12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 4000

أخرجه ابن ماجه (3389) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(22) وأبو يعلى (7355) وابن حبان (5374) والطبراني في "الكبير"(19/ 388) وفي "مسند الشاميين"(2156) والمزي (12/ 16) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 406) من طرق عن أبي يزيد خالد بن حبان الخَرَّاز ثنا سليمان بن عبد الله بن الزبرقان عن يعلي بن شداد بن أوس قال: سمعت معاوية رفعه "كل مسكر حرام على كل مؤمن"

قال الحافظ: هذا حديث حسن، ورجاله موثقون، لكن لم أر في سليمان تعديلا ولا تجريحا. نعم تخريج ابن حبان له في صحيحه يقتضي توثيقه عنده، ومع ذلك لم أره في كتاب الثقات له"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 41

قلت: خالد بن حيان صدوق، وسليمان بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 382)، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، ويعلي بن شداد وثقه ابن سعد وابن حبان.

2767 -

حديث وائل بن حُجْر "كُل مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي عاصم" (1)

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 547) عن يعقوب بن محمد الزهري ثنا محمد بن حجر عن سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه عن وائل بن حجر مرفوعاً "لا جَلَب ولا جَنَب، ولا وراط، ولا شغار في الإسلام، وكل مسكر حرام"

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1366) من طريق أبي قِلابة ثنا محمد بن حجر به.

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 181) قال: ثنا أبو هند الحضرمي بالكوفة ثنا عمي محمد بن حجر عن عمه سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه عبد الجبار بن وائل عن وائل بن حجر مرفوعاً "كل مسكر حرام"

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حجر وسعيد بن عبد الجبار، وعبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه.

لكن رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري عن محمد بن حجر فقال: عن سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر.

أخرجه ابن عَدي (6/ 2166)

(1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 4001

2768 -

حديث بريدة "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (977 و 3/ 1584) في أثناء حديث" (1)

2769 -

حديث ابن عباس "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق جيد بهذا اللفظ، والبزار من طريق لين بلفظ "اجتنبوا كل مسكر"(2).

صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه قيس بن حَبْتَر النهشلي قال: سألت ابن عباس عن الجرّ الأبيض والجرّ الأخضر والجرّ الأحمر؟ فقال: إنّ أول من سأل النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس، فقالوا: إنا نصيب من الثَّقَل، فأيّ الأسقية؟ فقال "لا تشربوا في الدُّبَّاء والمزفَّت والنَّقِير والحَنْتَم، واشربوا في الأسقية" ثم قال "إنّ الله حرَّم عليّ، أو حرّم الخمر والميسر والكُوبة، وكل مسكر حرام"

أخرجه أحمد (1/ 274) وفي "الأشربة"(192 و 193 و 194) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري ثنا سفيان عن عليّ بن بَذِيمة ثني قيس بن حبتر به.

ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "الثقات"(5/ 308) والدارقطنى في "المؤتلف"(1/ 367) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(910) والمزي في "التهذيب"(24/ 18)

وأخرجه أبو داود (3696) وأبو يعلى (2729) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 221 و 223) وابن حبان (5365) والبيهقي (10/ 221) من طرق عن أبي أحمد الزبيري (3) به.

قال ابن التركماني: سنده جيد" الجوهر النقي 8/ 303

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد سفيان به بل تابعه:

(1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

(2)

12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

(3)

تابعه قبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان به.

أخرجه محمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(39) وابن المقرئ في "المعجم"(1257)

ص: 4002

1 -

إسرائيل بن يونس عن علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر عن ابن عباس أنّه سئل عن الجر، فقال: إنّ أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ عبد القيس أتوه فقالوا: يا رسول الله، إنا بأرض ريف، وإنا نصيب من البقل فأمرنا بشراب، فقال "انتبذوا في الأسقية ولا تنبذوا في الجر ولا الدباء ولا المزفت ولا النقير فإني نهيت عن الخمر والميسر والكوبة -وهي الطبل- وكل مسكر حرام" قالوا: يا رسول الله فإذا اشتد، قال "صبوا عليه الماء" قالوا: يا رسول الله فإذا اشتد، قال "صبوا عليه الماء" قال في الثالثة أو في الرابعة "فإذا اشتد فأهرقوه"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12598) عن عثمان بن عمر الضبي ثنا عبد الله بن رجاء أنا إسرائيل به.

وأخرجه البيهقي (8/ 303) من طريق أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 221) عن ابن خزيمة ثنا عبد الله بن رجاء به.

وإسناده صحيح.

وقال ابن التركماني: سنده جيد"

2 -

قيس بن الربيع عن علي بذيمة عن قيس بن حبتر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث إسرائيل.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12599)

وقيس بن الربيع فيه ضعف ولا بأس به في المتابعات (1).

ولم ينفرد علي بن بذيمة به بل تابعه عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن قيس بن حبتر عن ابن عباس مرفوعاً "إنّ الله حرّم عليكم الخمر والميسر والكوبة" وقال "كل مسكر حرام"

(1) ورواه موسى بن أعين الجزري عن علي بن بذيمة واختلف عنه:

• فرواه علي بن معبد الرقي عن موسى بن أعين عن علي بن بذيمة عن سعيد بن جبير عن قيس بن حبتر عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني (12600)

وتابعه أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني عن موسى بن أعين به.

• ورواه عبد السلام بن عبد الحميد الحراني عن موسى بن أعين فلم يذكر قيس بن حبتر.

قال الخطب البغدادي: كان موسى بن أعين يخلط في هذا الحديث، والصحيح عن علي بن بذيمة ما

رواه الثوري عنه عن قيس بن حبتر عن ابن عباس.

انظر "تحفة الأشراف" 5/ 198

ص: 4003

أخرجه أحمد (1/ 289)

عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني وعبد الجبار بن محمد الخطابي

و (1/ 350) وفي "الأشربة"(14)

عن زكريا بن عدي التيمي

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 216)

عن علي بن معبد بن شداد الرقي

والبيهقي (10/ 221) وفي "الآداب"(923)

عن يحيى بن يوسف الزمي

ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(214)

عن عبد الجبار بن عاصم النسائي

كلهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به.

وإسناده صحيح.

ورواه معقل بن عبيد الله الجزري عن عبد الكريم الجزري بلفظ "ثمن الخمر حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الكلب حرام، وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه، فاملأ يديه ترابا، والكوبة حرام، والخمر والميسر، وكل مسكر حرام"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12601) والدارقطني (3/ 7)

ومعقل وثقه أحمد وغيره، واختلف فيه قول ابن معين والنسائي.

ورواه سفيان الثوري عن عبد الكريم عن قيس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

حرّم الميتة والميسر والكوبة -يعني الطبل- وقال ابن عباس: كل مسكر حرام. موقوف

أخرجه البزار (كشف 2913) عن محمد بن عمارة بن صبيح الكوفي ثنا قبيصة عن سفيان به.

قال الهيثمي: وفيه محمد بن عمارة بن صبيح ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 52

قلت: محمد بن عمارة بن صبيح ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 112)،

ص: 4004

وقبيصة بن عقبة قال ابن معين: ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير.

الثاني: يرويه النعمان بن أبي شيبة الصنعاني عن طاوس عن ابن عباس مرفوعاً "كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا، فإنْ تاب تاب الله عليه، فإنْ عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال" قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال "صديد أهل النار، ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أنْ يسقيه من طينة الخبال"

أخرجه أبو داود (3680) عن محمد بن رافع النيسابوري ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال: سمعت النعمان به.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 255)

وإبراهيم بن عمر مستور كما في "التقريب"، والباقون ثقات.

الثالث: يرويه النضر بن عبد الرحمن الخَزَّاز عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "كل مسكر حرام" فقال عمر: يا رسول الله، قولك كل مسكر حرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اشرب فإذا نَشَّ فَدَع"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7095) والخطيب في "التاريخ"(13/ 251 - 252) من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ثنا المشمعل بن ملحان عن النضر به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن النضر أبي عمر إلا المشمعل"

قلت: والنضر بن عبد الرحمن قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

وأما حديث البزار الذي أشار إليه الحافظ بلفظ "اجتنبوا كل مسكر" فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث"

2770 -

حديث أبي سعيد "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه البزار بسند صحيح" (1)

تقدبم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث

(1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 4005

2771 -

حديث أبي وهب الجيشاني "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: عند الشافعي وأبو داود من حديث أبي وهب الجيشانى أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المزر فأجاب بقوله: فذكره" (1)

أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 282) عن سفيان بن عُيينة عن ابن طاوس عن أبيه أن أبا وهب الجيشاني سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع، فقال "كل مسكر حرام"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7044) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي وهب الجيشاني أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المِزْر، فقال "كل مسكر حرام"

وأخرجه البيهقي (8/ 292) من طريق ابن الأعرابي ثنا سعدان ثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه قال: تلا النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، يعني آية ذكر فيها الخمر، فقام إليه أبو وهب الجيشاني فسأله عن المزر، قال "وما المزر؟ " قال: شيء يصنع من الحب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كل مسكر حرام"

ومن هذا الطريق أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2/ 299)

ورواته ثقات، وسعدان هو ابن نصر المخرمي.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(647) عن أحمد بن حنبل ثنا عبد الرزاق أنا معمر وابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه: فذكره، وقال فيه: فقام رجل، ولم يسمه.

وله شاهد من حديث ابن عمرو أنّ أبا وهب الجيشاني سأل النبي صلى الله عليه وسلم: إنا نتخذ شرابا من هذا المزر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مسكر حرام"

ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 329) من طريق محمد بن عجلان المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

واختلف فيه على عمرو بن شعيب:

قال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(12/ 182 - 183): وروى الأوزاعي عن عمرو بن شعيب قال: قدم أبو وهب الجيشاني على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه فسألوه عن الشراب. وذكر الحديث، ذكره سنيد عن محمد بن كثير عن الأوزاعي.

(1) 12/ 140 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 4006

2772 -

حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "كُلُّ مسكر حرام"

ذكر الحافظ أنه عند النسائي (1).

صحيح

وله عن ابن عمرو طريقان:

الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

وعن عمرو بن شعيب غير واحد، منهم:

1 -

أبان بن عبد الله البجلي.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 103) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 5113) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن أبان به.

قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 6/ 315

قلت: وهو كما قال.

2 -

أبو يونس الحسن بن يزيد بن فروخ العجلي القوي.

أخرجه الدارقطني (4/ 254) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 327) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا سعيد بن سالم القداح عن أبي يونس العجلي القوى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به وزاد "وما أسكر كثيره فقليله حرام"

وسعيد بن سالم مختلف فيه، وعلي بن حرب والحسن بن يزيد ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

3 -

الأوزاعي.

أخرجه الدارقطني (4/ 257) عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا الفضل بن يعقوب ثنا سعيد بن مسلمة ثنا الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاه قوم، فقالوا: يا نبي الله إنا ننبذ النبيذ، فنشربه على غدائنا وعشائنا، قال "اشربوا، وكل مسكر حرام" فقالوا: يا رسول الله إنا نكسره بالماء، فقال "حرام قليل ما أسكر كثيره".

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك الأموي.

الثاني: يرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

(1) 12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 4007

- فقال محمد بن إسحاق المدني: عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة قال: سمعت ابن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وقال: كل مسكر حرام"

أخرجه أبو داود (3685) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 518) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 217) والبيهقي (10/ 221) والمزي (31/ 45 - 46)

عن حماد بن سلمة

والبزار (2454)

عن محمد بن سلمة الحرّاني

كلاهما عن ابن إسحاق به (1).

وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

- وقال عبد الحميد بن جعفر الأنصاري: ثنا يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن ابن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من جهنم" قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله عز وجل حرّم الخمر والميسر والكُوبة والغُبَيْراء، وكل مسكر حرام"

أخرجه أحمد (6591) وفي "الأشربة"(207 و 208) عن أبي عاصم (2) الضحاك بن مخلد النبيل ثنا عبد الحميد بن جعفر به.

ومن طريقه أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(25)

وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 519) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سعدان عن عبد الحميد بن جعفر به.

وسعدان هو سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي صدوق، والباقون كلهم ثقات.

- ورواه ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

• فقال يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني: أني ابن لهيعة عن يزيد عن عمرو بن الوليد عن ابن عمرو.

(1) رواه إبراهيم بن سعد المدني عن ابن إسحاق فقال فيه: عن عمرو بن الوليد.

قال الحافظ: وهو الراجح" النكت الظراف 6/ 386 - 387

(2)

رواه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي عن أبي عاصم فلم يذكر قوله "وكل مسكر حرام"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 20) والبيهقي (10/ 221 - 222)

ص: 4008

أخرجه أحمد (6478) عن يحيى بن إسحاق به.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 72)

• وقال عبد الله بن عبد الحكم المصري: عن ابن لهيعة عن يزيد عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن قيس بن سعد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم ذات يوم وهم في المسجد فقال "إنّ ربي حرّم عليّ الخمر والميسر والكوبة والقنين، وكل مسكر حرام"

قال ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 180): حدثناه أبي عبد الله بن عبد الحكم. وربما أدخل فيما بين عمرو بن الوليد وبين قيس أنّه بلغه.

• وقال ابن وهب في "الموطأ"(75): أني الليث بن سعد وابن لهيعة عن يزيد عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن قيس بن سعد.

قال عمرو بن الوليد: وبلغني عن عبد الله بن عمرو بن العاص مثله (1).

وأخرجه البيهقي (10/ 222) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا ابن وهب به.

2773 -

حديث الأشج العصري "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى بسند جيد، وصححه ابن حبان" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت"

2774 -

حديث ابن مسعود "كُلُّ مسكر حرام"

قال الحافظ: هو عند ابن ماجه من طريق لين، وأخرجه أحمد من وجه آخر لين أيضاً بلفظ (3) عليّ" (4)

أخرجه ابن ماجه (3388) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا ابن وهب أنا ابن جُريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعاً "كل مسكر حرام"

وهو مختصر من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي"

(1) انظر حديث قيس بن سعد "كل مسكر خمر"

(2)

12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

(3)

يعني "اجتنبوا ما أسكر"

(4)

12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 4009

وأخرجه أحمد (1/ 452) عن يزيد بن هارون أنا حماد بن زيد ثنا فَرْقد السَّبْخي ثنا جابر بن يزيد أنه سمع مسروقا يحدث عن ابن مسعود رفعه "إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم أن تحبسوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث فاحبسوا، ونهيتكم عن الظروف فانبذوا فيها واجتنبوا كل مسكر"

وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي

"

2775 -

"كل مسكر حرام، وما أسكر منه الفَرَقُ فملء الكف منه حرام"

قال الحافظ: ولأبي داود من حديث عائشة مرفوعاً: فذكره" (1)

صحيح

وله عن عائشة طرق:

الأول: يرويه أبو عثمان الأنصاري قال: سمعت القاسم بن محمد بن أبي بكر يحدث عن عائشة مرفوعاً به.

أخرجه أحمد (6/ 72 و 131) وفي "الأشربة"(97) وأبو داود (3687) وابن قتيبة في "الأشربة"(ص 32) والترمذي (1866) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(19) وأبو يعلى (4360) وابن الجارود (861) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 216) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(1/ 600) وابن حبان (5383) والدارقطني (4/ 255) والبيهقي (8/ 296) وفي "معرفة السنن"(13/ 27) وفي "الشعب"(5186) وفي "الصغرى"(3358) والجورقاني في "الأباطيل"(631) من طرق عن مهدي بن ميمون الأزدي ثنا أبو عثمان الأنصاري به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو عثمان الأنصاري اسمه عمرو بن سالم، ويقال عمر بن سالم أيضاً"

وقال أبو القاسم البغوي: اسم أبي عثمان عمرو بن سالم" سنن الدارقطني 4/ 255 - الأباطيل 2/ 238

وقال ابن حبان: أبو عثمان هذا اسمه عمرو بن سالم الأنصاري"

وقال أبو جعفر النحاس: فمن عجيب ما عارضوا به أن قالوا: أبو عثمان الأنصاري مجهول، والمجهول لا تقوم به حجة، فقيل لهم: ليس بمجهول، والدليل على ذلك أنّه قد

(1) 12/ 141 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل وهو البتع)

ص: 4010

روى عنه الربيع بن صَبيح، وليث بن أبي سليم، ومهدي بن ميمون، ومن روى عنه اثنان فليس بمجهول"

وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح"

قلت: وهو كما قال، وأبو عثمان الأنصاري وثقه أبو داود وابن حبان.

ولم ينفرد مهدي بن ميمون به بل تابعه:

1 -

الربيع بن صبيح البصري عن أبي عثمان الأنصاري ثني القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق منه إذا شربته فملء الكف منه حرام"

وفي لفظ "ما أسكر الفرق فالحسوة منه حرام"

أخرجه أحمد (6/ 71) والدولابي في "الكنى"(2/ 27) وابن عدي (3/ 994) والدارقطني 4/ 255)

والربيع بن صبيح مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكن لا بأس به في المتابعات.

2 -

ليث (1) بن أبي سليم عن أبي عثمان عن القاسم عن عائشة مرفوعاً "كُلُّ مسكر حرام، وما أسكر منه الفرق فالحسوة منه حرام"

وفي لفظ "فالأوقية منه حرام"

أخرجه ابن وهب (2) في "الموطأ"(40) وابن أبي شيبة (8/ 101) وأحمد في "الأشربة"(6 و 43) والحسن بن عرفة في "جزئه"(71) والطبراني في "الأوسط"(9323) والدارقطني (4/ 254 و 255) والبيهقي (8/ 296) والخطيب في "التاريخ"(6/ 229) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(496)

وليث قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

قال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن أبي عثمان الأنصاري غير ثلاثة أنفس: الربيع بن صبيح، ومهدي بن ميمون، وليث بن أبي سليم"

(1) رواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ليث عن الحكم عن القاسم بن محمد عن عائشة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3964) عن علي بن سعيد الرازي ثنا علي بن سعيد الكندي ثنا عبد الله بن إدريس به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم إلا ليث، ولا عن ليث إلا ابن إدريس، تفرد به علي بن سعيد،

ورواه الناس عن ليث عن أبي عثمان واسمه عمرو بن سالم عن القاسم عن عائشة"

(2)

سقط من إسناده "عن أبي عثمان"

ص: 4011

قلت: ولم ينفرد أبو عثمان به بل تابعه عبيد الله بن عمر العدوي عن القاسم عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالأوقية منه حرام"

أخرجه الدارقطني (4/ 255) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا يحيى بن الورد ثنا أبي عن عدي بن الفضل عن عبيد الله بن عمر به.

قال ابن صاعد: هذا إنما يروى عن أبي عثمان عن القاسم"

قلت: وعدي بن الفضل قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

الثاني: يرويه حميد عن أنس عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالجرعة منه حرام"

أخرجه الدارقطني (4/ 255) عن محمد بن مخلد الدوري البغدادي ثنا يحيى بن الورد ثنا أبي عن محمد بن طلحة عن حميد به.

وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير محمد بن طلحة بن مصرف وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، ولينه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، واحتج به الشيخان.

الثالث: يرويه عروة عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالحسوة منه حرام"

أخرجه الدارقطني (4/ 255) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم وعبد الرحمن بن عبد العزيز سمعا الزهري يحدث عن عروة عن عائشة به.

والواقدي قال البخاري وغيره: متروك الحديث، وقال ابن المديني وغيره: يضع الحديث.

الرابع: يرويه أيوب السَّخْتِياني عن ابن أبي مُليكة عن عائشة مرفوعاً "ما أسكر الفرق فالأوقية منه حرام"

وفي لفظ "فالحسوة منه حرام"

أخرجه أبو عوانة الاسفرائيني في "العلل ومعرفة الرجال"(ص 253) والطبراني في "الأوسط"(4120) والدارقطني (4/ 255) من طريق سلمة بن الفضل عن أبي جعفر الرازي عن أيوب به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا أبو جعفر الرازي، تفرد به سلمة بن الفضل"

وقال أبو عوانة: هذا حديث غريب من حديث أيوب لا أظنّ أنّ أحدا رواه عن أيوب غيره، وهو المعروف من حديث أبي عثمان عن القاسم عن عائشة"

ص: 4012

قلت: وسلمة بن الفضل هو الأبرش وهو مختلف فيه.

وخالفه خلف بن الوليد العتكي فرواه عن أبي جعفر الرازي عن ليث عن ابن أبي مليكة عن عائشة موقوفاً.

أخرجه الدارقطني (4/ 255)

2776 -

"كُلُّ مسكر خمر"

أشار الحافظ إلى ثبوته (1).

أخرجه مسلم (2003) من حديث ابن عمر.

2777 -

حديث قيس بن سعد "كُلُّ مسكر خمر"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بلفظ حديث ابن عمر، وأخرجه أحمد من وجه آخر بلفظ حديث عمر" (2)

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(76) وأحمد بن حنبل (3/ 422) وأحمد بن منيع (المطالب 3123) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 180 - 181) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 299) وأبو يعلى (1436) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 217) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 346 - 347) والطبراني في "الكبير"(18/ 352) وفي "طرق حديث من كذب علي"(154) وابن الجوزي في "الموضوعات"(167 و 168) من طرق عن ابن لهيعة ثني عبد الله بن هُبيرة قال: سمعت شيخا من حمير يحدث أبا تميم الجيشاني يقول: خطبنا قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام"

لفظ ابن قانع والطبراني في "الكبير"

ولفظ ابن وهب وأحمد وابن عبد الحكم وأبي يعلى ويعقوب "من كذب عليّ كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو بيتا في جهنم، ألا ومن شرب الخمر أتى عطشانا يوم القيامة، ألا فكل (3) مسكر خمر، وإياكم والغُبيرَاء"

قال هذا الشيخ: ثم سمعت عبد الله بن عمرو بعد ذلك يقول مثله فلم يختلفا إلا في بيت أو مضجع.

(1) 12/ 137 (كتاب الأشربة - باب نزل تحريم الخمر وهي من البسر والتمر)

(2)

12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

(3)

ولفظ ابن وهب وابن عبد الحكم "كل مسكر حرام"

ص: 4013

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وللشيخ الذي لم يسم (1).

2778 -

"كُلُّ معروف صدقة"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1005) من حديث حذيفة" (2)

2779 -

"كُلُّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 3/ 464 و 465) ومسلم (2658)

2780 -

"كُلُّ ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنّه يُنَمَّى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن من فتنة القبر"

قال الحافظ: ثبت في السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من حديث فَضالة بن عبيد رفعه: فذكره، وله شاهد عند مسلم (1913) والنسائي والبزار من حديث سلمان رفعه "رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإنْ مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأمن الفتان" وله شواهد أخرى" (4)

صحيح

أخرجه سعيد بن منصور (2414) وأبو داود (2500) والبزار (3753) وأبو عوانة (5/ 91) والطحاوي في "المشكل"(2316) والطبراني في "الكبير"(18/ 311 - 312) والحاكم (2/ 79) والبيهقي في "الشعب"(3982) وفي "إثبات عذاب القبر"(143) وابن عساكر في "الأربعين في الجهاد"(ص 85 - 86) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم"(97)

عن عبد الله بن وهب

وأحمد (6/ 20) والترمذي (1621) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(317) وابن حبان (4624) والطبراني في "الكبير"(18/ 311) والحاكم (2/ 144)

(1) انظر حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "كل مسكر حرام"

و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (1/ 280)

(2)

13/ 55 (كتاب الأدب - باب كل معروف صدقة)

(3)

1/ 77 (كتاب الإيمان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "أنا أعلمكم بالله")

و12/ 459 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

(4)

16/ 69 - 70 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام)

ص: 4014

عن حيوة بن شريح المصري

وأحمد (6/ 20)

عن رشدين بن سعد المصري

ثلاثتهم عن أبي هانئ الخولاني أنّ عمرو بن مالك الجَنْبِي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد رفعه "كُلُّ ميت يختم على عمله، إلا (1) الذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنّه ينمو (2) له عمله إلى يوم القيامة، ويَأمَن (3) فتنة القبر"

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: إسناده صحيح لكن لا على شرطهما لأنّهما لم يخرجا لعمرو بن مالك شيئاً، ولم يخرج البخاري لأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني شيئاً.

وللحديث شاهد عن العرباض بن سارية وعن عقبة بن عامر وعن سلمان الفارسي وعن أبي هريرة

فأما حديث العرباض فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 348) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(296) وابن الأعرابي (ق 200/ أ) والطبراني في "الكبير"(18/ 256 - 257) وابن عدي (4)(6/ 2398) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 156 - 157) والقاسم بن علي الدمشقي (98) من طرق عن أبي مُطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي ثنا بَحير بن سعد عين خالد بن معدان عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود عن العرباض مرفوعاً "كُلُّ عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يُنَمَّي له عمله، ويُجرى عليه رزقه إلى يوم الحساب"

قال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" بإسنادين رواة أحدهما ثقات" الترغيب 2/ 244 - المجمع 5/ 290

(1) وفي لفظ "إلا المرابط في سبيل الله"

(2)

ولفظ الترمذي "ينمى" ولفظ حديث رشدين "يجري عليه أجره"

(3)

وفي لفظ "وُيؤَمَّن من فَتّان القبر"

(4)

لم يذكر في روايته "جبير بن نفير"

ص: 4015

قلت: وإسناده حسن رواته ثقات غير معاوية بن يحيى وهو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وجماعة، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

وأما حديث عقبة بن عامر فأخرجه أحمد (4/ 150 و 157) والدارمي (2430) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(22) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 194) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 628) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5968) وابن عساكر في "الأربعين في الجهاد"(ص 86 - 87) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين"(ص 85) من طرق (1) عن ابن لهيعة ثنا مِشْرَح بن هاعان سمعت عقبة رفعه "كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يجرى له أجر عمله حتى يبعث (2) "

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 307 - 308) من طرق (3) عن ابن لهيعة عن أبي عُشّانة -واسمه حي بن يُؤْمن- عن عقبة به.

قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن" المجمع 5/ 289

قلت: بل ضعيف.

قال الذهبي في "الكاشف": العمل على تضعيف حديثه.

وكذا ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم.

وأما حديث سلمان فأخرجه مسلم (1913)

وأما حديث أبي هريرة فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من مات مرابطا مات شهيدا"

2781 -

حديث أنس مرفوعاً "كلّكم راع، وكلّكم مسئول عن رعيته، فالأمير راع على الناس، ومسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله ومسئول عن زوجته وما ملكت يمينه، والمرأة راعية لحق زوجها ومسئولة عن بيتها وولدها، والمملوك راع على مولاه ومسئول عن ماله، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فأعدوا للمسائل جوابا. قالوا: يا رسول الله، وما جوابها؟ قال: أعمال البر"

قال الحافظ: أخرجه ابن عدي والطبراني في "الأوسط" وسنده حسن" (4)

(1) رواه عبد الله بن يزيد المقرئ وقتيبة بن سعيد البلخي وعبد الله بن عبد الحكم المصري والنضر بن عبد الجبار المرادي عن ابن لهيعة.

(2)

وفي لفظ "ويؤمن من فتان القبر"

(3)

رواه يحيى بن إسحاق وسعيد بن عفير وسعيد بن يحيى عن ابن لهيعة.

(4)

16/ 230 (كتاب الأحكام - باب قول الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ})

ص: 4016

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله سائل كل راع عما استرعاه

"

2782 -

حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه "كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمحين"

قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الطب" بسند واه (1)

ضعيف جداً

أخرجه ابن عدي (2/ 703) من طريق معاوية بن هشام الكوفي ثنا الحسن بن عُمارة عن أبيه عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً "كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمح أو رمحين"

وإسناده ضعيف جداً، الحسن بن عمارة قال أحمد وابن معين والنسائي وصالح جزرة: لا يكتب حديثه.

وقال أحمد أيضا وأبو حاتم ومسلم والنسائي والدارقطني والفلاس ويعقوب بن شيبة: متروك الحديث.

وقال الساجي: أجمع أهل الحديث على ترك حديثه.

وقال السهيلي: ضعيف بإجماع منهم.

2783 -

"كُلُوا جميعا ولا تفرقوا فإنّ طعام الواحد يكفي الاثنين"

قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث ابن عمر: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13236) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ثنا أبو الربيع السمان عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه مرفوعاً "طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا عنه"

وإسناده ضعيف جداً، أبو الربيع السمان واسمه أشعث بن سعيد البصري قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث.

ولم ينفرد به بل تابعه بحر السقاء عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه مرفوعاً "كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإنّ طعام الواحد يكفي الاثنين"

(1) 12/ 266 (كتاب الطب - باب الجذام)

(2)

11/ 465 (كتاب الأطعمة - باب طعام الواحد يكفي الاثنين)

ص: 4017

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7440)

وبحر ضعفوه، وعمرو بن دينار هو المكي.

وأخرجه العقيلي (3/ 185) من طريق جعفر بن حميد الكوفي ثنا عبد الصمد بن سليمان عن عمر بن فرقد عن سالم عن ابن عمر مرفوعاً "طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، كلوا جميعا ولا تفرقوا"

وقال: وهذا الكلام يروى بغير هذا الإسناد بإسناد أصلح من هذا"

قلت: وإسناده ضعيف جداً، عبد الصمد بن سليمان هو الأزرق قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وكذا قال ابن حبان وزاد "جداً"، وذكره أبو زرعة وجماعة في الضعفاء.

وعمر بن فرقد هو الباهلي قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن عدي: في حديثه نظر، ووثقه ابن حبان وحده.

واختلف فيه على سالم بن عبد الله، فرواه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر سمعت أبى يقول: سمعت عمر بن الخطاب رفعه "كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإنّ البركة مع الجماعة"

وقال أيضاً "إنّ طعام الواحد يكفي الاثنين، وإنّ طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإنّ طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة"

أخرجه ابن ماجه (3255 و 3287) والبزار (127)

قال المنذري: وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير واهي الحديث" الترغيب 3/ 133

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 4/ 12

وقد تقدم الكلام على هذا الحديث أيضاً في حرف الطاء فانظر حديث "طعام الواحد يكفي الاثنين

"

2784 -

حديث أم أيوب قالت: نزل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلفنا له طعاما فيه بعض البقول، فذكر الحديث وقال فيه:"كلوا فإني لست كأحد منكم، إني أخاف أؤذي صاحبي"

قال الحافظ: ولهما (أي ابن خزيمة وابن حبان) من حديث أم أيوب قالت: فذكرته" (1)

(1) 2/ 487 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب ما جاء في الثوم النيء)

ص: 4018

أخرجه الحميدي (339) وابن أبي شيبة (2/ 511 و 8/ 301 - 302) وأحمد (6/ 433 و 462) عن سفيان بن عُيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن أم أيوب به.

وأخرجه ابن ماجه (3364) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 136) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الترمذي (1810) وابن خزيمة (1671) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 239) وابن حبان (2093) والطبراني في "الكبير"(25/ 136) من طرق عن سفيان به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"

قلت: سفيان وعبيد الله ثقتان مشهوران، وأبو يزيد وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي: ما روى عنه سوى ابنه عبيد الله.

2785 -

كلوا واشربوا ولا يَهِيْدَنَّكُمُ السَّاطعُ المُصْعِدُ، وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر"

قال الحافظ: وله (أي الترمذي) من حديث طَلق بن علي: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 26 - 27) عن ملازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق قال: حدثني أبي طلق بن علي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كلوا واشربوا ولا يصدنكم الساطع المصعد، كلوا واشربوا حتى يتعرض لكم الأحمر" وقال هكذا بيده.

وأخرجه أبو داود (2348)

عن محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي

والترمذي (705)

عن هناد بن السري

وابن خزيمة (1930) والدارقطني (2/ 166)

عن أحمد بن المقدام العجلي

(1) 5/ 38 (كتاب الصوم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال)

ص: 4019

والطبراني في "الكبير"(8257)

عن محمد بن يحيى بن سهل بن محمد العسكري

والمزي في "تهذيب الكمال"(16/ 222 - 223)

عن محمد بن أبي بكر المُقَدمي

وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(648)

عن عليّ بن المديني

قالوا: ثنا ملازم بن عمرو ثني عبد الله بن النعمان السُّحَيمي عن قيس بن طلق بن علي ثني أبي به مرفوعاً.

ولفظ أبي داود وغيره "ولا يهيدنكم"

ولفظ ابن خزيمة وغيره "ولا يغرنكم".

قال أبو داود: هذا مما تفرد به أهل اليمامة"

وقال الترمذي: حسن غريب"

وقال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإني لا أعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح، ولا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو"

وقال الدارقطني: قيس بن طلق ليس بالقوي"

قلت: اختلف في هذا الحديث على ملازم بن عمرو:

فقال أبو نعيم والخضر بن محمد بن شجاع: ثنا ملازم بن عمرو ثنا عبد الله بن بدر السحيمي ثني جدي قيس بن طلق ثني أبي به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 54)

ورواية الأكثر أولى بالصواب، ويحتمل أن يكون لملازم بن عمرو في هذا الحديث شيخان والله أعلم.

وإسناده حسن، ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر وثقهما ابن معين وجماعة، وعبد الله بن النعمان وإن لم يعرفه ابن خزيمة فقد عرفه غيره، قال عثمان الدارمي: سألت ابن معين: قلت: عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق؟ قال: شيوخ يمامية ثقات.

ووثقه العجلي وابن حبان.

ص: 4020

وقيس بن طلق مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، وقال ابن القطان الفاسي: يقتضي أن يكون خبره حسناً لا صحيحا (ميزان).

ولم ينفرد ملازم بن عمرو به بل تابعه محمد بن جابر اليمامي عن عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعاً "ليس الفجر المستطيل في الأفق ولكنه المعترض الأحمر".

أخرجه أحمد (4/ 23) عن موسى بن داود الضبي ثنا محمد بن جابر به.

واختلف فيه على محمد بن جابر، فرواه يحيى بن إسحاق السَّيْلَحينى عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه، ولم يذكر عبد الله بن النعمان.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8236)

ومحمد بن جابر قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

2786 -

حديث أبي هريرة: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا رِجْلٌ من جراد فجعلنا نضرب بنعالنا وأسواطنا فقال "كلوه، فإنّه من صيد البحر"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وسنده ضعيف" (1)

ضعيف

وله عن أبي هريرة طريقان:

الأول: يرويه أبو المُهَزِّم عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا رِجْلٌ من جراد، فجعلنا نضربه بسياطنا وعصينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كلوه، فإنّه من صيد البحر".

وفي لفظ "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا رجل من جراد فجعلنا نضربهنّ بعصينا وسياطنا فسقط في أيدينا وقلنا: ما صنعنا ونحن محرمون، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال "لا بأس بصيد البحر"

أخرجه أحمد (2/ 306 و 364 و 374 و 407) وابن ماجه (3222) والترمذي (850) وأبو الشيخ في "الأقران"(250) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 302) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم به.

وأخرجه أبو داود (1854) والبيهقي (5/ 207) من طريق حبيب المعلم عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال: أصبنا صِرْما من جراد فكان رجل منا يضرب بسوطه وهو محرم، فقيل له: إنّ هذا لا يصلح، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "إنّما هو من صيد البحر"

(1) 12/ 40 (كتاب الذبائح - باب أكل الجراد)

ص: 4021

قال أبو داود: أبو المهزم ضعيف، والحديث وهم"

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم عن أبي هريرة، وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان وقد تكلم فيه شعبة"

وقال البيهقي: أبو المهزم ضعيف"

قلت: وضعفه ابن معين وابن المديني وأبو حاتم وغيرهم.

الثاني: يرويه ميمون بن جابان البصري عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً "الجراد من صيد البحر"

أخرجه أبو داود (1853) عن محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي ثنا حماد بن زيد عن ميمون بن جابان به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 207)

قال أبو داود: الحديث وهم"

وقال البيهقي: ميمون بن جابان غير معروف"

وصححه ابن القطان الفاسي (النكت الظراف 10/ 393)

قلت: اختلف فيه علي ميمون بن جابان، فرواه موسى بن إسماعيل التبوذكي البصري عن حماد بن سلمة عن ميمون بن جابان عن أبي رافع عن كعب قوله.

أخرجه أبو داود (1855)

وميمون بن جابان وثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حزم: مجهول، وقال الحافظ: في "التقريب": مقبول.

2787 -

"كما تدين تدان"

قال الحافظ: ورد هذا في حديث مرفوع أخرجه عبد الرزاق عن مَعْمر عن أبي أيوب عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، وهو مرسل رجاله ثقات، ورواه عبد الرزاق بهذا الإسناد أيضاً عن أبي قلابة عن أبي الدرداء موقوفا، وأبو قلابة لم يدرك أبا الدرداء، وله شاهد موصول من حديث ابن عمر، أخرجه ابن عدي وضعفه" (1)

ضعيف

(1) 9/ 222 (كتاب التفسير - باب ما جاء في فاتحة الكتاب)

ص: 4022

روي من حديث أبي قِلابة مرسلاً ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أبي قلابة فأخرجه عبد الرزاق (20262) عن معمر بن راشد عن أيوب عن أبي قلابة رفعه "البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت كما تدين تدان"

وأخرجه البيهقي في "الزهد"(704) وفي "الأسماء"(ص 100) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق به.

ورواته ثقات.

ورواه أحمد في "الزهد"(ص 176) عن عبد الرزاق فقال فيه: عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: فذكره موقوفاً.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (6/ 2168) وأبو نعيم والديلمي كما في "المقاصد"(ص 519) من طريق مكرم بن عبد الرحمن الجوزجاني عن محمد بن عبد الملك الأنصاري المدني عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "الذنب لا ينسى، والبر لا يبلى، والديان لا يموت، فكن كما شئت فكما تدين تدان"

قال ابن عدي: محمد بن عبد الملك كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه وهو ضعيف جدا"

قلت: وقال أحمد: يضع الحديث ويكذب، وقال الحاكم: روى عن نافع الموضوعات.

وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(696) عن أبي أيوب سليمان بن سلمة الخَبَائري ثنا سعيد بن موسى ثنا رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر حديثا وفيه: يا موسى كما تدين تدان"

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 375 - 376) وشمس الدين الصالحين في "الأربعين في فضل الرحمة"(ص 48 - 50)

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من حديث رباح عن معمر، ورباح فمن فوقه عدول، والخبائري في حديثه لين ونكارة"

وقال السخاوي: وهو موضوع، والمتهم بوضعه سعيد بن موسى" المقاصد ص 519

وقال الذهبي: حديث موضوع" الميزان 2/ 160

ص: 4023

قلت: سليمان بن سلمة وسعيد بن موسى اتهمهما ابن حبان بالوضع (المجروحين 1/ 326)

وقال أبو حاتم: سليمان بن سلمة متروك الحديث لا يشتغل به، وقال ابن الجنيد: كان يكذب.

وقال الخطيب: سعيد بن موسى مجهول، والخبائري مشهور بالضعف.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4911) عن الطبراني ثنا علي بن المبارك ثنا زيد بن المبارك ثنا سلام بن وهب أبو وهب الجندي عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنّ عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبجد هوز حطي كلمن صعفص قرشت، فقال "الألف آلاء الله، والباء بهاء الله، والجيم جمال الله، والدال دين الله، وأما هوز فأهوال جهنم، وأما حطي فهي لا إله إلا الله تحط الخطايا، وأما كلمن فكاف من كريم، ولام من الله، وميم من منان، ونون من المهيمن، وأما صعفص فصاع بصاع كما تدين تدان، وأما قرشت فقرفصة الناس للحاسب"

وسلام بن وهب ذكره العقيلي في "الضعفاء" وأخرج له حديثا قال عنه الذهبي في "الميزان": منكر، بل كذب.

2788 -

حديث عبد الله بن أنيس أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين فقال "كم الليلة؟ " قلت: ليلة اثنين وعشرين، فقال "هي الليلة، أو القابلة".

قال الحافظ: رواه أحمد" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "التمسوها الليلة"

2789 -

حديث أبي خيثمة واسمه سعد بن خيثمة: تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت حائطا فرأيت عريشا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت: ما هذا بإنصاف. رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحرور وأنا في الظل والنعيم؟ فقمت إلى ناضح لي وتمرات فخرجت فلما طلعت على العسكر فرآني الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم "كن أبا خيثمة" فجئت فدعا لي.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وذكره ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم مرسلاً. وذكر الواقدي أنّ اسمه عبد الله بن خيثمة، وقال ابن شهاب: اسمه مالك بن قيس" (2)

(1) 5/ 168 (كتاب التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(2)

9/ 180 (كتاب المغازي- حديث كعب بن مالك)

ص: 4024

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5419) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن سنان ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سعد بن خيثمة ثنا أبي عن أبيه قال: تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حتى مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت حائطا فرأيت عريشا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت: ما هذا بالإنصاف، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم، فقمت إلى ناضح فاحتقبته، وإلى تميرات فتزودتها، فنادت زوجتي: إلى أين يا أبا خيثمة؟ فخرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنت ببعض الطريق لحقني عمير بن وهب الجمحي فقلت: إنك رجل جريء وإني أعرف حيث النبي صلى الله عليه وسلم وإني رجل مذنب فتخلف عني عمير، فلما اطلعت على العسكر فرأى الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كن أبا خيثمة" فجئت فقلت: كدت أهلك يا رسول الله، فحدثته حديثي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا لي.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3148) عن الطبراني به.

قال الهيثمي: وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف" المجمع 6/ 193

قلت: وإبراهيم بن عبد الله بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، والبخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكروا عنه راويا إلا يعقوب بن محمد الزهري فهو مجهول.

وللحديث شاهد عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم نحوه مرسلاً.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 222 - 223) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 46) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي بكر به.

2790 -

قال زيد بن أرقم: كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته"

قال الحافظ: وأخرج البيهقي في "الشعب" بسند ضعيف من حديث زيد بن أرقم: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 330) والطبراني في "الكبير"(5015) وابن عدي (7/ 2588) والبيهقي في "الشعب"(8491) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار عن شعبة عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم به.

(1) 13/ 242 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام)

ص: 4025

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد.

وإبراهيم بن المختار الرازي مختلف فيه، قواه أبو داود وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وهارون بن سعد صدوق، وشعبة وثمامة ثقتان.

2791 -

عن البراء قال: كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه.

قال الحافظ: أخرجه النسائي بإسناد صحيح" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

قلت: أخرجه مسلم (709)

2792 -

قال أنس: كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر.

قال الحافظ: رواه أبو عوانة في "صحيحه"(1/ 346) بهذا اللفظ وأصله في مسلم (620")(3)

2793 -

عن البراء قال: كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي بالقِنْو فيعلقه في المسجد، وكان بعض من لا يرغب في الخير يأتي بالقنو من الحشف والشيص فيعلقه، فنزلت هذه الآية {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] فكنا بعد ذلك يجيء الرجل بصالح ما عنده.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث البراء، ولأبي داود من حديث سهل بن حنيف: فكان الناس يتيممون شرار ثمارهم ثم يخرجونها في الصدقة، فنزلت هذه الآية" (4)

حديث البراء يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي واختلف عنه:

- فقال إسرائيل بن يونس: عن السدي عن أبي مالك عن البراء في قوله تعالى {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} [البقرة: 267] قال: نزلت فينا، كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله بقدر قلته وكثرته، فكان الرجل يأتي بالقنو والرجل يأتي بالقنوين فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاء إلى القنو فيضربه بعصا فيسقط منه التمر والبُسْر فيأكل، وكان أناس ممن لا يرغب في الخير فيأتي أحدهم بالقنو فيه الحَشَف وفيه

(1) 2/ 355 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب ميمنة المسجد والإمام)

(2)

1/ 33 (باب كيف كان بدء الوحي)

(3)

2/ 156 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب الإبراد بالظهر في شدة الحر)

(4)

11/ 447 (كتاب الأطعمة وقول الله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57])

ص: 4026

الشِّيْص، ويأتي بالقنو قد انكسر فيعلقه، فأنزل الله:{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}

قال: لو أنّ أحدكم أُهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إلا على إغماض وحياء، قال: فكان بعد ذلك يأتي الرجل بصالح ما عنده.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 226) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل به.

وأخرجه الترمذي (2987) عن الدارمي أنا عبيد الله بن موسى به.

وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وأبو مالك هو الغفاري ويقال اسمه غزوان"

قلت؛ وهو ثقة كما قال ابن معين، لكنه لم يذكر سماعا من البراء فلا أدري أسمع منه أم لا.

ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه سفيان الثوري عن السدي به.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(3/ 82 و 84)

عن مؤمل بن إسماعيل البصري

والبيهقي (4/ 136)

عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي

كلاهما عن سفيان به.

- وقال أسباط بن نصر الهَمْداني: عن السدي عن عدي بن ثابت عن البراء في قول الله عز وجل {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} قال: نزلت في الأنصار، كانت الأنصار تخرج إذا كان جذاذ النخل من حيطانها اقناء البسر، فيعلقونه على حد رأس اسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل منه فقراء المهاجرين، فيعمد أحدهم فيدخل قنو الحشف يظن أنه في كثرة ما يوضع من الإقناء، فنزل فيمن فعل ذلك {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267] يقول: لو أهدي لكم لم تقبلوه إلا على استحياء من صاحبه عطاء أنه بعث إليك بما لم يكن له فيه حاجة، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} عن صدقاتكم {حَمِيدٌ} [البقرة: 267].

أخرجه الروياني (384) والطبري (3/ 82 و 85) والحاكم (2/ 285) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 48)

عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد

ص: 4027

والطبري (3/ 82 و 85)

عن عمرو بن محمد العَنْقَزِي

كلاهما عن أسباط به.

قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده حسن، ومسلم لم يخرج رواية أسباط عن السدي، ولا رواية السدي عن عدي بن ثابت.

وأما حديث سهل بن حُنيف فيرويه ابن شهاب الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف واختلف عنه:

- فقال سفيان بن حسين الواسطي: عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة، فجاء رجل من هذا السُخَل بكبائس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جاء بهذا؟ " وكان لا يجيئ أحد بشيء إلا نسب إلى الذي جاء به، فنزلت {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267].

قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجعرور ولون الحُبَيق أن يؤخذا في الصدقة.

أخرجه أبو داود (1607) وابن خزيمة (2313) والطبراني في "الكبير"(5567) والدارقطني (2/ 130 - 131 و 131) والحاكم (1/ 402 و 2/ 284) والبيهقي (4/ 136)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

والطبراني (5567)

عن جعفر بن محمد بن جعفر المدائني

قالا: ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به.

وسفيان بن حسين قال ابن معين وغيره: ضعيف في الزهري.

- ورواه سليمان بن كثير البصري عن الزهري واختلف عنه:

• فقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا سليمان بن كثير ثنا الزهري عن أبي أمامة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لونين من التمر: الجعرور ولون الحبيق، وكان أناس يتيممون شرار ثمارهم فيخرجونها في الصدقة، فنزلت {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} .

ص: 4028

أخرجه يعقوب به سفيان (1/ 376) عن أبي الوليد الطيالسي به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 136)

وأخرجه الطبراني (5566) والدارقطني (2/ 131) والحاكم (1/ 402 و 2/ 284) والبيهقي (4/ 136) وفي "معرفة السنن"(6/ 107) من طرق عن أبي الوليد الطيالسي به.

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط البخاري"

وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي الوليد الطيالسي عن سليمان بن كثير، وسليمان ضعيف في الزهري أيضاً.

• ورواه غير واحد عن سليمان بن كثير عن الزهري عن أبي أمامة ولم يذكروا عن أبيه، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1539)

2 -

مسلم بن إبراهيم البصري.

أخرجه الدارقطني (2/ 131)

3 -

محمد بن كثير العبدي.

أخرجه الدارقطني (2/ 131)

- ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري عن أبي أمامة ولم يقل: عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 226) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن محمد بن أبي حفصة به.

• ورواه ابن المبارك عن محمد بن أبي حفصة واختلف عنه:

فرواه عبد الله بن عثمان عبدان المروزي عن ابن المبارك عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه.

أخرجه الحاكم (1/ 402)

ورواه محمد بن عيسى الدامغاني عن ابن المبارك فلم يقل: عن أبيه.

أخرجه ابن خزيمة (2311)

ص: 4029

وتابعه علي بن الحسن بن شقيق المروزي ثنا ابن المبارك به.

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1943)

ومحمد بن أبي حفصة مختلف فيه، وثقه أبو داود، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين.

- ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال: بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ الجعرور

ولون حبيق، فأبى أنْ يقبلهما في الصدقة.

أخرجه ابن زنجويه (1944) عن عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني يونس به.

وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والباقون ثقات.

2794 -

عن أسلم أبي عمران قال: كنا بالقسطنطينية فخرج صف عظيم من الروم، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ثم رجع مقبلا، فصاح الناس: سبحان الله، ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: أيها الناس إنكم تؤولون هذه الآية على هذا التأويل وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قلنا بيننا سرّا: إنّ أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله هذه الآية فكانت التهلكة الإقامة التي أردناها.

قال الحافظ: في حديث أبي أيوب الذي أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من طريق أسلم أبي عمران قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 81 - 82) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 177 - 178) وأبو داود (2512) والترمذي (2972) والنسائي في "الكبرى"(11028 و 11029) والطبري في "تفسيره"(2/ 204) وابن حبان (4711) والطبراني في "الكبير"(4060) والحاكم (2/ 275) والبيهقي (9/ 99) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 30 - 31) من طرق عن يزيد بن أبي حبيب قال: حدثني أسلم أبو عمران التُّجِيبي قال: فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

(1) 9/ 251 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب قوله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195])

ص: 4030

قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج الشيخان لأسلم أبى عمران شيئاً.

2795 -

عن عبد الله بن الحارث: كنا عند عائشة فقالت: يا كعب، أخبرني عن إسرافيل. فذكر الحديث وفيه: وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه، وقد نصب الأخرى يلتقم الصور محنيا ظهره، شاخصا ببصره إلى إسرافيل، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور. فقالت عائشة: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات إلا علي بن زيد بن جُدْعان ففيه ضعف" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9279) عن الوليد بن أبان الأصبهاني ثنا محمد بن عمار الرازي ثنا مؤمل بن إسماعيل أنا حماد بن زيد عن عليّ بن زيد عن عبد الله بن الحارث قال: كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر فذكر إسرافيل، فقالت عائشة: يا كعب، أخبرني عن إسرافيل، فقال كعب: عندكم العلم، فقالت: أجل أخبرني. قال: له أربعة أجنحة: جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والعرش على كاهله، والقلم على أُذُنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم، ثم درست الملائكة، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه، وذكر الحديث.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن زيد إلا مؤمل"

وقال الهيثمي والسيوطي: إسناده حسن" المجمع 10/ 331 - الدر المنثور 7/ 253

قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد خولف في شيخه كما سيأتي.

واختلف فيه على مؤمل، فقال نوح بن حبيب القُوْمَسي: ثنا مؤمل ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الله بن الحارث به.

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(286)

ولم ينفرد مؤمل به بل تابعه عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 47 - 48)

وقال: غريب من حديث كعب لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث"

(1) 14/ 156 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور)

ص: 4031

- ورواه الوليد بن مسلم أبو بشر البصري عن عبد الله بن رباح عن كعب أنه قال لعائشة: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في إسرافيل شيئاً؟ قالت: كيف تجدونه في التوراة؟ قال: نجد له أربعة أجنحة، جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ولوح على جبهته، فإذا أراد الله عز وجل أمرًا أثبته في اللوح.

أخرجه أبو الشيخ (290) عن شباب الواسطي ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن خالد الحذاء عن الوليد بن مسلم به.

ورواته ثقات غير شباب الواسطي فلم أعرفه، وخالد هو ابن عبد الله الطحان الواسطي.

واختلف عنه، فرواه أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني عنه قال: حدثنا خالد الخزاعي عن الوليد أبي بشر عن عبد الله بن رباح عن عائشة أنّ كعبا قال لها: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في إسرافيل شيئاً؟ قالت: نعم، سمعته يقول "له أربعة أجنحة

"

أخرجه أبو الشيخ (385)

والشاذكوني كذبه صالح جزرة وغيره.

2796 -

عن ابن مسعود قال: كنا ليلة جمعة في المسجد إذ جاء رجل من الأنصار، فذكر القصة في اللعان باختصار فعين اليوم لكن لم يعين الشهر ولا السنة.

قال الحافظ: ووقع عند مسلم (1495) من حديث ابن مسعود: فذكره.

وقال: وفي حديث ابن مسعود عنده أيضًا: إن تكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه، وإن سكت سكت على غيظ، قال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم افتح" وجعل يدعو فنزلت آية اللعان.

وقال: وحديث ابن مسعود نحو حديث ابن عمر لكن زاد فيه: فذهبت لتلتعن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "مه" فأبت فالتعنت.

وقال: وعند مسلم من حديث ابن مسعود: فجاء يعني الرجل هو وامرأته فتلاعنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لعلها أن تجيء به أسود جعدا"(1)

2797 -

عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعُسْفَان فصلى بنا الظهر، وعلى المشركين يومئذ خالد بن الوليد، فقالوا: لقد أصبنا منهم غفلة، ثم قالوا: إنّ لهم صلاة بعد هذه هي أحبّ إليهم من أموالهم وأبنائهم، فنزلت صلاة الخوف بين الظهر والعصر، فصلى بنا العصر ففرقنا فرقتين، الحديث.

(1) 11/ 370 و 372 و 374 و 387 (كتاب الطلاق - باب اللعان، باب قول الإِمام: اللهم بيّن)

ص: 4032

قال الحافظ: وروى أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان من حديث أبي عياش الزرقي قال: فذكره" (1)

أخرجه الطيالسي (ص 191 - 192) وعبد الرزاق (4237) وابن أبي شيبة (2/ 463 و 465 - 466) وأحمد (4/ 59 - 60 و 60) وأبو داود (1236) والنسائي (3/ 144 و 144 - 145) وفي "الكبرى"(1937 و 1938) وابن الجارود (232) والدولابي في "الكنى"(1/ 47) والطبري في "تفسيره"(5/ 246 و 257) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 30) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 318 - 319) وابن أبي حاتم في "التفسير"(5899 و5901) وابن حبان (2875 و 2876) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(338) والطبراني في "الكبير"(5132 و5133 و5134 و5135 و5136 و5137 و5138 و5139 و5140) والدارقطني (2/ 59 - 60 و 60) وأبو القاسم الحنائي في "الفوائد"(ق 69 و 89) والحاكم (1/ 337 - 338) والبيهقي (3/ 254 - 255 و 256 - 257) وفي "معرفة السنن"(5/ 28 - 29 و 29) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 102) وفي "الوسيط"(2/ 109) والبغوي في "شرح السنة"(1096) والمزي (34/ 161 - 162) من طرق عن منصور بن المعتمر عن مجاهد بن جبر عن (2) أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فحضرت الصلاة صلاة الظهر، وعلى خيل المشركين خالد بن الوليد، قال: فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر فقال المشركون: إنّ لهم صلاة بعد هذا أحبّ إليهم من أبنائهم وأموالهم وأنفسهم -يعنون صلاة العصر- فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر فأخبره ونزلت هذه الآية {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: 102] الآية، فحضرت العصر فصفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه صفين وعليهم السلاح فكبّر والعدو بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فكبروا جميعا وركعوا جميعاً، ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الأول الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إلى الركعة الثانية وسجد الآخرون، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وتأخر هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة أخرى فركعوا جميعاً، ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم، فلما فرغوا سجد هؤلاء ثم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عياش: فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة مرتين: مرّة بعسفان ومرّة في أرض بني سليم.

(1) 8/ 427 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات الرقاع)

(2)

وفي رواية عند الطبراني (5135) وابن حبان (2876) والبيهقي في "المعرفة"(5/ 29) والواحدي في "الوسيط": ثنا أبو عياش.

وفي رواية الحنائي في الموضع الثاني: حدثني أبو عياش.

ص: 4033

السياق للطيالسي.

قال الترمذي: سألت محمدا فقلت: أيّ الروايات في صلاة الخوف أصح؟ فقال: كل الروايات عندي صحيح، وكل يستعمل، وإنما هو على قدر الخوف، إلا حديث مجاهد عن أبي عياش الزرقي فإني أراه مرسلا" العلل 1/ 301

وقال الدارقطني: صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (1)

وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح"

وقال النووي: إسناده صحيح على شرط الشيخين إلى أبي عياش" الخلاصة 2/ 749

وقال الحافظ: سنده جيد" الإصابة 11/ 273

قلت: وهو كما قالوا إلا أنّ جماعة رووه عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ولم

يذكروا أبا عياش الزرقي، منهم:

1 -

أيوب السَّخْتياني.

أخرجه عبد الرزاق (4234) عن مَعْمر عن أيوب عن مجاهد به.

ورواته ثقات.

2 -

خلاد بن عبد الرحمن الصنعاني.

أخرجه عبد الرزاق (4235) عن معمر بن راشد عن خلاد بن عبد الرحمن عن مجاهد به.

ورواته ثقات.

3 -

ابن جُريج.

أخرجه عبد الرزاق (4236) عن ابن جريج عن مجاهد به.

ورواته ثقات.

4 -

عمر بن ذر الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 462 - 463) عن وكيع ثنا عمر بن ذر سمعه من مجاهد قال: فذكره.

(1) قلت: لم يخرج الشيخان لأبي عياش الزرقي شيئا.

ص: 4034

ورواته ثقات.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 257) عن محمد بن حميد الرازي ثنا الحكم بن بشير ثنا عمر بن ذر ثني مجاهد قال: فذكره.

5 -

عبد الله بن أبي نَجيح.

أخرجه الطبري (5/ 245 و 245 - 246) من طريقين عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.

6 -

أيوب بن موسى المكي.

ذكره الحنائي (ق 89)

وقال: وهو الصواب إن شاء الله"

2798 -

حديث جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى على قبرين. فذكر فيه نحو حديث الباب وقال فيه "أمّا أحدهما فكان يغتاب الناس"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث جابر قال: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّهما يعذبان وما يعذبان في كبير"

2799 -

قال عمارة بن رُوَيْبة: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي حين صرفت القبلة، فدار ودرنا معه في ركعتين.

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي داود بسند ضعيف عن عمارة بن رويبة قال: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صلّينا إحدى صلاتي العشي"

2800 -

حديث ابن عباس: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فحضر الأضحى فاشتركنا في البقرة تسعة وفي البدنة عشرة.

قال الحافظ: حسنه الترمذي وصححه ابن حبان" (3)

حسن

أخرجه أحمد (1/ 275) وابن ماجه (3131) والترمذي (905) والنسائي (7/ 195)

(1) 13/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

(2)

2/ 49 (كتاب الصلاة - باب التوجه نحو القبلة)

(3)

12/ 46 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الذبيحة)

ص: 4035

وفي "الكبرى"(4123) والطحاوي في "المشكل"(2593) وابن حبان (4007) والطبراني في "الكبير"(11929) و"الأوسط"(8128) والبيهقي (5/ 235 - 236) والبغوي في "شرح السنة"(1132)

عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني

والحاكم (4/ 230)

عن عليّ بن الحسن بن شقيق المروزي

قالا: ثنا الحسين بن واقد عن عِلْبَاء بن أحمد اليَشْكُرِي عن عكرمة عن ابن عباس قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضر النّحر، فاشتركنا في البعير عن عشرة، والبقرة عن سبعة"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب" (1)

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علباء بن أحمر إلا الحسين بن واقد"

وقال البيهقي: تفرد به الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر"

قلت: وإسناده حسن، الحسين بن واقد صدوق، والباقون ثقات، لكن لم يخرج البخاري لعلباء بن أحمر شيئاً.

2801 -

عن سنان بن وبرة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة المُرَيْسيع غزوة بني المصطلق.

قال الحافظ: وقد روى الطبراني من حديث سنان بن وبرة قال: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6496) و"الأوسط"(6012) وأبو نعيم في "الصحابة"(3622) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 463) من طريق محمد بن الحسن الشيباني عن خارجة بن الحارث بن رافع بن مَكِيْث الجهني عن أبيه قال: سمعت سنان بن وبرة الجهني يقول: فذكره، وزاد: فكان شعارهم: يا منصور أَمِتْ.

(1) قال ابن القطان الفاسي: كذا قال، وهو عندي صحيح، فإنّ رجاله ثقات، علباء بن أحمر ثقة، وسائرهم لا يسأل عنهم" الوهم والإيهام 5/ 410

(2)

8/ 434 (كتاب المغازي - باب غزوة بني المصطلق)

ص: 4036

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سنان بن وبرة إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وإسناد الكبير حسن" المجمع 6/ 142

قلت: محمد بن الحسن الشيباني قال أحمد: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال الفلاس: ضعيف، وقال ابن معين: كذاب.

2802 -

عن عائشة قالت: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرّ بنا رَكبٌ سَدَلنا الثوب على وجوهنا ونحن محرمات فإذا جاوزنا رفعناه.

قال الحافظ: وهذا الحديث أخرجه هو (أي ابن المنذر) من طريق مجاهد عنها، وفي إسناده ضعف" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (6/ 30) وأبو داود (1833) وفي "مسائل أحمد"(ص 110) وابن خزيمة (2691) وابن عدي (7/ 2597) والبيهقي (5/ 48) وفي "المعرفة"(7/ 142)

عن هُشيم بن بشير

وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 307) وابن ماجه (2935) والدارقطني (2/ 295)

عن محمد بن فضيل الكوفي

وابن ماجه (2/ 979) وابن خزيمة (2691)

عن عبد الله بن إدريس الكوفي

وابن الجارود (418) وابن خزيمة (2691)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

والدراقطني (2/ 294)

عن عليّ بن عاصم الواسطي

كلهم عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عائشة قالت: كان الرُّكبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه. اللفظ لأحمد

(1) 4/ 149 (كتاب الحج - باب ما يلبس المحرم من الثياب)

ص: 4037

واختلف فيه على يزيد بن أبي زياد، فرواه سفيان بن عُيينة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أم سلمة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 280 و 391) والدارقطني (2/ 295)

والأول أصح لأنه رواية الأكثر.

قال ابن خزيمة: وقد روى يزيد بن أبي زياد -وفي القلب منه- عن مجاهد عن عائشة قالت: فذكره"

قلت: يزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي الكوفي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

قال البرديجي: روى عن مجاهد وفي سماعه عنه نظر وليس هو بالقوي.

2803 -

عن يزيد بن ثابت قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلعت جنازة، فلما رآها قام وقام أصحابه حتى بعدت، والله ما أدري من شأنها أو من تضايق المكان، وما سألناه عن قيامه.

قال الحافظ: وقد روى ابن أبي شيبة من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت قال: فذكره" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 357) وأحمد (4/ 388) عن عبد الله بن نُمير ثنا عثمان بن حكيم عن خارجة بن زيد عن عمه يزيد بن ثابت أنه كان جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه فطلعت جنازة، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثار وثار أصحابه معه فلم يزالوا قياما حتى نفذت، والله ما أدري من تأذيها أو من تضايق المكان، وما أحسبها إلا جنازة يهودي أو يهودية وما سألناه عن قيامه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1971) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 240 - 241) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الحاكم (3/ 591) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبد الله بن نمير به.

وأخرجه النسائي (4/ 37) وفي "الكبرى"(2047) من طريق مروان بن معاوية الكوفي ثنا عثمان بن حكيم به.

(1) 3/ 424 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي)

ص: 4038

ورواته ثقات، وفي سماع خارجة بن زيد بن ثابت من عمه يزيد بن ثابت نظر.

قال البخاري: إن صح قول موسى بن عقبة: إنّ يزيد بن ثابت قتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر، فإنّ خارجة لم يدرك يزيد" التاريخ الأوسط 1/ 122

وقال ابن عبد البر: لا أحسبه سمع منه" الاستيعاب 11/ 63

وقال الحافظ: وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة" الإصابة 10/ 341

2804 -

حديث جابر: كنا نبيع سرارينا أمهات الأولاد والنبي صلى الله عليه وسلم حي لا يرى بذلك بأسا.

وفي لفظ "بعنا أمهات الأولاد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

وله عن جابر طريقان:

الأول: يرويه ابن جُريج قال: أني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا نبيع أمهات الأولاد والنبي صلى الله عليه وسلم حي لا يرى بذلك بأسا.

أخرجه عبد الرزاق (13211) عن ابن جريج به.

وأخرجه أحمد (3/ 321) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن ماجه (2517) والدارقطني (4/ 135) والبيهقي (10/ 348) من طرق عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(286) والنسائي في "الكبرى"(5039 و 5040) وأبو يعلى (2229) وابن حبان (4323) من طرق عن ابن جريج به.

قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 98

قلت: وهو كما قال.

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال: بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا.

(1) 6/ 90 - 91 (كتاب العتق - باب أم الولد)

ص: 4039

أخرجه أبو داود (3954) وابن حبان (4324) والحاكم (2/ 18 - 19) والبيهقي (10/ 347) من طرق عن حماد به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يخرج رواية حماد بن سلمة عن قيس بن سعد المكي.

وللحديث شاهد عن أبي سعيد قال: كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطيالسي (ص 292) عن شعبة عن زيد العَمِّي عن أبي الصدِّيق الناجي عن أبي سعيد به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 348)

وأخرجه أحمد (3/ 22) والنسائي في "الكبرى"(5041) والعقيلي (2/ 74) والدارقطني (4/ 135 - 136 و 136) والحاكم (2/ 19) من طرق عن شعبة به.

قال النسائي: زيد العمي ليس بالقوي"

وقال الحاكم: صحيح"

وقال العقيلي: وهذا المتن يرويه غير زيد بإسناد جيد"

قلت: إسناده ضعيف لضعف زيد العمي.

2805 -

قال جابر: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نهى عنها عمر.

قال الحافظ: حديث جابر عند مسلم (2/ 1023): فذكره" (1)

2806 -

حديث البراء: كنا نصلّي خلف النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فنسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان والذاريات.

قال الحافظ: وللنسائي من حديث البراء: فذكره، ولابن خزيمة من حديث أنس نحوه، لكن قال "بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1] و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} [الغاشية: 1] " (2)

(1) 11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

(2)

2/ 387 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب القراءة في الظهر)

ص: 4040

حديث البراء يرويه سلم بن قتيبة الخراساني واختلف عنه:

- فقال محمد بن إبراهيم بن صُدْرَان البصري: ثنا سَلْم بن قتيبة ثنا هاشم بن البريد عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فنسمع منه الآية بعد الآيات من سورة لقمان والذاريات.

أخرجه النسائي (2/ 126) وفي "الكبرى"(1043 و 11525)

وتابعه عُقبة بن مُكْرم البصري ثنا سلم بن قتيبة به.

أخرجه ابن ماجه (830)

- ورواه محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي عن سلم بن قتيبة عن أبي عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن البراء.

أخرجه أبو يعلى (تحفة الأشراف 2/ 58) ولم أره في مسنده المطبوع.

وأبو عبد الرحمن هذا لم أعرفه، ويحتمل أن يكون لسلم بن قتيبة في هذا الحديث شيخان والله أعلم.

وأبو إسحاق هو السبيعي مدلس مشهور ولم يذكر سماعا من البراء.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه عبد الله بن عبيد الحميري البصري قال: سمعت أبا بكر بن النضر قال: كنا بالطَّفِّ عند أنس فصلى بهم الظهر، فلما فرغ قال: إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، فقرأ لنا بهاتين السورتين في الركعتين: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى:1] و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} [الغَاشِيَة: 1].

أخرجه النسائي (2/ 126 - 127) وفي "الكبرى"(1044) عن محمد بن شجاع المروزي ثنا أبو عبيدة عن عبد الله بن عبيد به.

وأبو بكر بن النضر هو ابن أنس بن مالك قال الحافظ في "التقريب": مستور. والباقون كلهم ثقات، وأبو عبيدة هو عبد الواحد بن واصل السدوسي الحداد.

الثاني: يرويه حماد بن سلمة ثنا قتادة وثابت وحميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسمعون منه النغمة في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية.

أخرجه ابن خزيمة (512) عن محمد بن مَعْمر بن ربعي القيسي ثنا رَوح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة به.

ص: 4041

وأخرجه ابن حبان (1824) عن عبد الله بن قحطبة ثنا محمد بن معمر به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

الثالث: يرويه سفيان بن حسين الواسطي أني أبو عبيدة وهو حميد الطويل عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 208) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به.

وإسناده حسن رواته ثقات غير سفيان بن حسين وهو صدوق ليس به بأس.

2807 -

عن ناس من الأنصار قالوا: كنا نصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم نرجع فنترامي حتى نأتي ديارنا فما يخفى علينا مواقع سهامنا.

قال الحافظ: وروى أحمد في "مسنده" من طريق علي بن بلال عن ناس من الأنصار قالوا: فذكره، إسناده حسن" (1)

يرويه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية واختلف عنه:

- فرواه هُشيم عن أبي بشر عن عليّ بن بلال عن ناس من الأنصار قالوا: فذكره.

أخرجه أحمد (4/ 36) ثنا هشيم به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 384)

وتابعه أبو عَوَانة ثنا أبو بشر عن عليّ بن بلال الليثي قال: صلّيت مع (2) نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثوني أنّهم كانوا يصلّون المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينطلقون يترامون لا يخفى عليهم مواقع سهامهم حتى يأتون ديارهم في أقصى المدينة.

أخرجه أحمد (4/ 36) واللفظ له

عن عفان بن مسلم

والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 263)

عن مسدد

كلاهما عن أبي عوانة به.

(1) 2/ 180 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب وقت المغرب)

(2)

وفي رواية البخاري "مع نفر من الأنصار"

ص: 4042

- ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة ثنا أبو بشر قال: سمعت حسان بن بلال يحدث عن رجل من أسلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يصلّون مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم يرجعون إلى أهليهم أقصى المدينة يرتمون يبصرون وقع سهامهم.

أخرجه أحمد (الفتح الرباني 2/ 266) ثنا محمد بن جعفر به.

ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(6/ 15 - 16)

وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 263) والنسائي (1/ 207 - 208) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر به.

قال البخاري: والأول أشبه"

قلت: وعلي بن بلال ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول.

وأما حسان بن بلال فوثقه ابن المديني وابن حبان والذهبي في "الكاشف".

وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.

2808 -

حديث سعد قال: كنا نضح اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين.

قال الحافظ: وادعى ابن خزيمة أنّ حديث أبي هريرة منسوخ بحديث سعد قال: فذكره، وهذا لو صح لكان قاطعا للنزاع لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل عن أبيه وهما ضعيفان" (1)

ضعيف جداً

أخرجه ابن خزيمة (628) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 167) عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ثني أبي عن أبيه عن سلمة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: فذكره.

وإسناده ضعيف جداً، إسماعيل بن يحيى قال الدارقطني: متروك الحديث، وابنه مختلف فيه، وأبوه قال أبو زرعة وغيره: ضعيف جداً، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.

(1) 2/ 434 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب يهوي بالتكبير حين يسجد)

ص: 4043

قال النووي في "الخلاصة"(1/ 404): الحديث ضعيف ظاهر الضعف، بيّن البيهقي وغيره ضعفه، وهو من رواية يحيى بن سلمة، وهو ضعيف باتفاقهم. قال البخاري: في حديثه مناكير، وقال أبو حاتم: منكر الحديث"

2809 -

عن عائشة قالت: كنا نُضَمّخ وجوهنا بالمسك المطيب قبل أن نُحْرم ثم نحرم فنعرق فيسيل على وجوهنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا.

قال الحافظ: وقد روى أبو داود وابن أبي شيبة من طريق عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: فذكرته" (1)

صحيح

أخرجه أبو داود (1830) عن الحسين بن الجنيد الدامغاني ثنا أبو أسامة أني عمر بن سويد الثقفي حدثتني عائشة بنت طلحة أنّ عائشة حدثتها قالت: كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فَنُضَمِّد جباهنا بالسُّكِّ المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 48)

وإسناده صحيح رواته ثقات.

2810 -

عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب من آنية المشركين فنستمتع بها فلا يعيب ذلك علينا.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والبزار، وهذا لفظ أبي داود، وفي رواية البزار "فنغسلها ونأكل فيها"(2)

صحيح

وله عن جابر طريقان:

الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن جابر.

أخرجه أحمد (3/ 379) وأبو داود (3838) والطبراني في "مسند الشاميين"(374 و375) والبيهقي (1/ 32 و 10/ 11) من طرق عن أبي العلاء بُرْد بن سنان الدمشقي عن عطاء عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم فنستمتع بها فلا يعاب علينا.

(1) 4/ 142 (كتاب الحج - باب الطيب عند الإحرام)

(2)

12/ 42 (كتاب الذبائح - باب آنية المجوس)

ص: 4044

وفي لفظ "فلا نمتنع أن نأكل في أوعيتهم، ونشرب في أسقيتهم".

وإسناده حسن، برد صدوق، وعطاء ثقة مشهور.

ولم ينفرد برد به بل تابعه سليمان بن موسى الأشدق عن عطاء عن جابر قال: كنا نصيب مع النبي صلى الله عليه وسلم في مغانمنا من المشركين الأسقية والأوعية فنقتسمها وكلها ميتة.

أخرجه أحمد (3/ 327 و 343 و 389) والطحاوي في "شرح المعانى"(1/ 473) والطبراني في "مسند الشاميين"(747) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 396) من طرق عن محمد بن راشد المكحولي عن سليمان بن موسى به.

وإسناده حسن، محمد بن راشد وسليمان بن موسى صدوقان.

الثاني: يرويه مكحول عن جابر.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3474) عن أحمد بن الجعد الوشاء ثنا محمد بن بكار ثنا محمد بن الفضل عن سالم الأفطس عن مكحول عن جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب السمن والعسل في أوعية المشركين فنأكله فلا ينهانا عنه ولا يحرمه علينا.

ومحمد بن الفضل هو ابن عطية كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني وغيرهم.

2811 -

حديث أبي سعيد: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجد الصائم على المفطر، والمفطر على الصائم، يرون أنّ من وجد قوة فصام فإنّ ذلك حسن، ومن وجد ضعفا فأفطر أن ذلك حسن.

قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند مسلم (2/ 787): فذكره" (1)

2812 -

قال زيد بن أرقم: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث.

قال الحافظ: وقوله "من مال" فسره في حديث ابن الزبير بقوله "من ذهب" ومثله في حديث أنس في الباب، وفي حديث زيد بن أرقم عند أحمد وزاد "وفضة" وأوله مثل لفظ رواية ابن عباس الأولى، ولفظه عند أبي عبيد في "فضائل القرآن: فذكره، وله من حديث جابر بلفظ "لو كان لابن آدم وادي نخل"(2)

صحيح

(1) 5/ 89 (كتاب الصوم - باب لم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضا في الصوم والإفطار)

(2)

14/ 30 - 31 (كتاب الرقاق - باب ما يتقى من فتنة المال)

ص: 4045

وحديث ابن الزبير وحديث ابن عباس أخرجهما البخاري في الباب المذكور.

وحديث زيد بن أرقم أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 323) وأحمد (4/ 368) والبزار (كشف 3639) والطبراني في "الكبير"(5032) من طرق عن يوسف بن صهيب الكندي ثني حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم قال: فذكره، وزاد: ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 243

قلت: وإسناده صحيح كما قال البوصيري في "مختصر الإتحاف"(10/ 383)

وحديث جابر له عنه طريقان:

الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر مرفوعاً "لو أنّ لابن آدم وادي نخل لطلب مثله، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب"

أخرجه البزار (3636) وأبو يعلى (1899 و 2303) وابن حبان (3232 و 3233) من طرق عن الأعمش به.

قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد"

وقال ابن حبان: تفرد الأعمش بقوله "من نخل".

قلت: لم يتفرد به كما سيأتي.

الثاني: يرويه أبو الزبير المكي أنه سمع جابرا يقول: كنا نقرأ: لو أنّ لابن آدم ملءَ وادٍ مالاً لأحبّ إليه مثله. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب.

أخرجه أبو عبيد (ص 323) عن حجاج بن محمد المِصيصي عن ابن جريج أني أبو الزبير به.

وأخرجه ابن حبان (3234) عن محمد بن المنذر بن سعيد بن مسلم ثنا حجاج به.

وإسناده صحيح.

ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه ابن لهيعة ثنا أبو الزبير أنه سأل جابرا: أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان لابن آدم واد تمنى آخر؟ فقال جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لو كان لابن آدم واد من نخل تمنى مثله، ثم تمنى مثله، حتى يتمنى أودية، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب"

أخرجه أحمد (3/ 340 و341)

وإسناده لا بأس به في المتابعات.

ص: 4046

2813 -

عن ابن عمر قال: كنا نقول في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أُعطي علي بن أبي طالب ثلاثَ خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حُمْر النِّعَم: زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وإسناده حسن" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 9 و 70 - 71) وأحمد (2/ 26) وفي "الفضائل"(59 و 955) عن وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أَسِيد عن ابن عمر قال: فذكره.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1198) عن ابن أبي شيبة به.

ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 364) مختصرا.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1199) وأبو يعلى (5601) وأبو نعيم في "الإمامة"(60) وفي "فضائل الخلفاء"(160) من طريق عبد الله بن داود الخُرَيْبِي عن هشام بن سعد به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(3560) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي قالا: ثنا هشام بن سعد عن عمرو بن أسيد عن ابن عمر به.

وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(160) من طريق الحسين بن حفص الأصبهاني ثنا هشام بن سعد به.

وأخرجه علي الحميري في "جزئه"(28) من طريق جعفر بن عون الكوفي وأبي نعيم الفضل بن دُكين عن هشام بن سعد به.

قال ابن الجوزي: فيه هشام بن سعد قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: ليس هو محكم الحديث.

قال: وهذا الحديث من وضع الرافضة قابلوا به الحديث المتفق على صحته في "سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر".

وتعقبه الحافظ في "القول المسدد"(ص 19 - 20) فقال: وهذه دعوى لم يستدل عليها إلا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين، وهذا إقدام على ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلا عند عدم إمكان الجمع، ولا يلزم

(1) 8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب علي)

ص: 4047

من تعذر الجمع في الحال أنْ لا يمكن بعد ذلك إذ فوق كل ذي علم عليم. وطريق الورع في مثل هذا أنْ لا يحكم على الحديث بالبطلان بل يتوقف فيه إلى أنْ يظهر لغيره ما لم يظهر له، وهذا الحديث من هذا الباب، هو حديث مشهور له طرق متعددة، كل طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث. وأما كونه معارضا لما في الصحيحين فغير مسلم، ليس بينهما معارضة"

وقال في ص 25 - 26: وعمر بن أسِيد -بفتح الألف وكسر السين -وهو ثقة من رجال الصحيحين وقيل فيه عَمرو -بفتح العين- وهشام بن سعد من رجال مسلم صدوق تكلموا في حفظه وحديثه يقوى بالشواهد"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 120

قلت: هشام بن سعد وإن أخرج له مسلم فهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والباقون ثقات.

لكن للحديث طرق وشواهد فيتقوى بها، فلأوله انظر مسند أبي يعلى (9/ 454 - 456)(1)، وأما الخصال الثلاث التي أُعطيها علي فكلها ثابتة له، فأما زواجه من ابنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمر معلوم، وأما سد الأبواب إلا بابه في المسجد فقد تكلمت على طرقه في حرف السين، وانظر "مشكل الآثار"(9/ 184 - 190) و"القول المسدد"(ص 19 - 26)

وأما إعطاءه الراية يوم خيبر فقد أخرجه البخاري وغيره.

2814 -

قال أنس: كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء.

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (12)

2815 -

قال عمرو بن خارجة: كنت آخذ بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: وقد وقع في "السنن" من حديث عمرو بن خارجة قال: فذكره" (3)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه

"

(1) و"فتح الباري"(8/ 16 - 17)

(2)

1/ 207 (كتاب العلم - باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه)

(3)

1/ 167 (كتاب العلم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: رب مبلغ أوعى من سامع)

ص: 4048

2816 -

عن أبي حُرَّة الرقاشي عن عمه قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس.

قال الحافظ: عند أحمد من طريق أبي حرة الرقاشي عن عمه قال: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس"

2817 -

عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيسا في قعب فمرّ عمر، فدعاه فأكل، فأصاب أُصبعه أُصبعي، فقال: حس، أَؤ أَوْه، لو أُطاع فيكن ما رأتكنّ عين، فنزل الحجاب.

قال الحافظ: وقد وقع في رواية مجاهد عن عائشة لنزول آية الحجاب سبب آخر أخرجه النسائي بلفظ: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بينا النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ومعه بعض أصحابه"

2818 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً "كنت أرعى غنما لأهل مكة بالقراريط"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 348)

2819 -

عن أم هانئ قالت: كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على

فراشي يُرَجِّع القرآن.

قال الحافظ: أخرج الترمذي في "الشمائل" والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود واللفظ له من حديث أم هانئ: فذكرته" (4)

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 344) والطبراني في "الكبير"(24/ 411) والبيهقي في "الشعب"(1945) من طرق عن قيس بن الربيع عن هلال بن خباب عن يحيى بن جَعْدة عن جدته أم هانئ قالت: كنت أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل وأنا نائمة على عريشي وهو يصلي يُرَجِّع بالقرآن.

(1) 4/ 322 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام مني)

(2)

10/ 150 (كتاب التفسير: سورة الاحزاب - باب قوله: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الأحزاب: 53])

(3)

3/ 437 - 438 (كتاب الجنائز - باب فضل اتباع الجنائز)

(4)

10/ 469 (كتاب فضائل القرآن - باب الترجيع)

ص: 4049

وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

• ورواه مِسْعَر بن كِدَام عن هلال بن خباب فلم يذكر الترجيع.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 365) وإسحاق في "مسند"(2117) وأحمد (6/ 343) وابن ماجه (1349) والترمذي في "الشمائل"(301) والنسائي (2/ 139) وفي "الكبرى"(1086) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 183) والبغوي في "شرح السنة"(918) وفي "الشمائل"(589)

عن وكيع

وإسحاق (2119) وأبو الشيخ (ص 183)

عن محمد بن بشر العبدي

وأحمد (6/ 424)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

والطحاوي (1/ 344) والطبراني في "الكبير"(24/ 410 - 411) والحاكم (4/ 54)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 171)

عن بعض أهل العلم -ولم يسمه-

كلهم عن مسعر عن أبي العلاء العبدي وهو هلال بن خباب عن يحيى بن جعدة بن هُبيرة عن جدته أم هانئ قالت: كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عريشي.

• ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن رجل عن يحيى بن جعدة عن أم هانئ.

أخرجه إسحاق (2118) والفاكهي في "أخبار مكة"(2515) والطبراني في "الكبير"(24/ 411)

والرجل هو هلال بن خباب كما تقدم في رواية وكيع ومن تابعه.

قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 159

قلت: هلال بن خباب كان ممن اختلط في آخر عمره كما قال ابن حبان وغيره، ولم أر أحدا صرّح بسماع مسعر منه أهو قبل اختلاطه أم بعده.

ولم ينفرد مسعر به بل تابعه أبو زيد ثابت بن يزيد الأحول ثنا هلال بن خباب قال:

ص: 4050

نزلت أنا ومجاهد على يحيى بن جعدة بن أم هانئ فحدثنا عن أم هانئ قالت: أنا أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الليل وأنا على عريشي هذا وهو عند الكعبة.

أخرجه أحمد (6/ 341 - 342) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا ثابت بن يزيد به.

ورواته ثقات، ل كن لم أر أحدا صرّح بسماع ثابت بن يزيد من هلال بن خباب أهو قبل الاختلاط أم بعده.

2820 -

عن ابن عمر أنّه قال لأبي هريرة: كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفنا بحديثه.

قال الحافظ: وأخرج أحمد والترمذي عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة: فذكره، قال الترمذي: حسن" (1)

أخرجه أحمد (2/ 2 - 3) عن هُشيم عن يعلي بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي عن ابن عمر أنّه مَرَّ بأبي هريرة وهو يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من تبع جنازة فصلَّى عليها فله قيراط، فإنْ شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد" فقال له ابن عمر: أبا هر انظر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة فقال لها: يا أم المؤمنين أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من تبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط، فإنْ شهد دفنها فله قيراطان"؟ فقالت: اللهم نعم. فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس الودى ولا صفق بالأسواق، إني إنما كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة يعلمنيها وأكلة يطعمنيها. فقال له ابن عمر: أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 271) عن إسحاق بن إبراهيم أني هشيم أنبا يعلى بن عطاء به.

وأخرجه الترمذي (3836) عن أحمد بن منيع ثنا هشيم أنا يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة: يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا

مختصر.

وقال: هذا حديث حسن"

قلت: رواته كلهم ثقات لكن لا أدري أسمع الوليد بن عبد الرحمن من ابن عمر أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

(1) 1/ 225 (كتاب العلم - باب حفظ العلم)

ص: 4051

2821 -

حديث أسامة: كنت رِدْف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى.

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند جيد" (1)

يرويه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء بن أبي رباح واختلف عنه:

- فقال هُشيم: ثنا عبد الملك ثنا عطاء قال. قال أسامة بن زيد: فذكره.

أخرجه أحمد (5/ 209) عن هشيم به.

وأخرجه النسائي (5/ 205) وفي "الكبرى"(4007) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن هشيم به.

ورواته ثقات إلا أنّ أبا حاتم قال: لم يسمع عطاء من أسامة (المراسيل ص 156)

- وقال ابن المبارك: عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات وردفه أسامة بن زيد، فجالت به الناقة وهو رافع يديه لا تجاوزان رأسه، فما زال يسير على هِيْئَتِهِ حتى انتهى إلى جمع.

أخرجه النسائي (5/ 206 - 207) عن محمد بن حاتم المروزي ثنا حبان قال: أنبأنا عبد الله -هو ابن المبارك- به.

وإسناده صحيح، وحبان هو ابن موسى المروزي.

2822 -

عن الفضل بن عباس قال: كنت رِدْف النبي صلى الله عليه وسلم وأعرابي معه بنت له حسناء، فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها، وجعلت التفت إليها ويأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأسي فيلْويه. فكان يلبي حتى رمى جمرة العقبة.

قال الحافظ: رواه أبو يعلى بإسناد قوي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل" (2)

أخرجه أبو يعلى (6731) عن ابن أبي شيبة (3) ثنا قبيصة بن عقبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرابي معه ابنة له حسناء، فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)

(2)

4/ 440 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب حج المرأة عن الرجل)

(3)

وهو في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(2/ 17 و 28)

ص: 4052

رجاء أن يتزوجها. قال: فجعلت ألتفت إليها وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ برأسي فيلويه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 288) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 277

قلت: وهو كما قال إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنه كان مدلساً، وقد أنكر بعضهم سماعه من سعيد بن جبير.

قال البخاري: لا أعرف لأبي إسحاق سماعا من سعيد بن جبير" علل الترمذي 2/ 965

وكان قد اختلط أيضاً، وسماع يونس بن أبي إسحاق منه بعد اختلاطه كما ذكر ابن رجب في "شرح علل الترمذي"(1)

وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد وذُكر يونس بن أبي إسحاق فضعف حديثه عن أبيه. وقال: حديث إسرائيل أحبّ إليّ منه" تهذيب الكمال 32/ 491

وقال الفضل بن زياد: قال أحمد: يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على الناس. قلت له: يقولون إنما سمعوا من أبي إسحاق حفظا ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم. قال: من أين قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحاق وكتب وهو وحده فلم تكن فيه زيادة مثل يونس. قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل. قلت: إسرائيل أحب إليك من يونس؟ قال: نعم إسرائيل صاحب كتاب" المعرفة ليعقوب 2/ 173 - 174

قلت: رواه إسرائيل عن أبي إسحاق فلم يذكر فيه "فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أنْ يتزوجها"

أخرجه أحمد (1/ 213) والطبراني في "الكبير"(18/ 288)

2823 -

عن امرأة من بني أسد قالت: كنت عند زينب أم المؤمنين ونحن نصبغ ثيابا لها بِمَغرَة إذ طلع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المغرة رجع، فلما رأت ذلك زينب غسلت ثيابها ووارت كل حمرة، فجاء فدخل.

(1) انظر "الكواكب النيرات" لابن الكيال ص 356 بتحقيق عبد القيوم عبد رب النبي.

ص: 4053

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وفي سنده ضعف" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (4071) عن محمد بن عوف الطائي ثنا محمد بن إسماعيل ثني أبي ثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن حبيب بن عبيد عن حريث بن الأَبَح السَّلِيْحِي أنّ امرأة من بني أسد قالت: كنت يوما عند زينب امرأهّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصبغ ثيابا لها بِمَغْرَة، فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المغرة رجع، فلما رأت ذلك زينب علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كره ما فعلت، فأخذت فغسلت ثيابها ووارت كل حمرة، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع، فأطلع، فلما لم ير شيئاً دخل.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 432) من طريق البزار ثنا محمد بن عوف به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 185 - 186) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء زبريق الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7438) عن الطبراني به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن إسماعيل بن عياش، وحريث بن الأبح قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول.

2824 -

عن أبي هريرة قال: كنت في أصحاب الصفة فبعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر عجوة فَكُبَّ بيننا فكنا نأكل الثنتين من الجوع، فجعل أصحابنا إذا قرن أحدهم قال لصاحبه: إني قد قرنت فاقرنوا.

قال الحافظ: أخرجه إسحاق في "مسنده" ومن طريقه ابن حبان من طريق الشعبي عن أبي هريرة قال: فذكره، وأخرجه البزار من هذا الوجه بلفظ: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا بين أصحابه فكان بعضهم يقرن فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يقرن إلا بإذن أصحابه" (2)

ضعيف

يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه:

- فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن عطاء عن الشعبي عن أبي هريرة قال: كنت في أصحاب الصفة فبعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر عجوة فَكُبَّ بيننا فجعلنا نأكل الثنتين من الجوع، وجعل أصحابنا إذا قرن أحدهم قال لصاحبه: إني قرنت فاقرنوا.

(1) 12/ 423 (كتاب اللباس - باب الثوب الأحمر)

(2)

11/ 504 (كتاب الأطعمة - باب القران في التمر)

ص: 4054

أخرجه إسحاق (157) عن جرير به.

ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5233)

ورواه يوسف بن موسى القطان عن جرير بلفظ: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا بين أصحابه، فكان بعضهم يقرن، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يقرن إلا بإذن صاحبه.

أخرجه البزار (كشف 2883)

وقال: لا نعلم رواه عن عطاء عن الشعبى إلا جرير"

قلت: وعطاء اختلط في آخر عمره، وسماع جرير منه بعد اختلاطه.

- وقال محمد بن فضيل الكوفي: عن عطاء عن أبي جحش عن أبي هريرة أنه أكل مع أصحابه تمرا فقال: إني قد قارنت فقارنوا.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 306)

وابن فضيل سمع من عطاء بعد الاختلاط.

وتابعه عمرو بن أبي قيس الرازي عن عطاء به إلا أنه قال: عن أبي جحش.

وساقه بلفظ: كنت من أصحاب الصفة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالتمر أو العجوة فأكلنا فقال "يا هؤلاء إني قد قارنت فاقرنوا"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5485)

وعمرو لم أر أحدا صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده، والظاهر أنّه سمع منه بعد الاختلاط.

- وقال عبد السلام بين حرب المُلائي: عن عطاء عن ابن جبير عن أبي هريرة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ينبذ إلينا بالتمر تمر العجوة وكنا غراثا، وكان إذا قرن قال "إني قد قرنت فاقرنوا".

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 205) والبغوي في "شرح السنة"(2892) وفي "الشمائل"(985)

وعبد السلام لم يُذكر في الرواة عن عطاء قبل الاختلاط.

- وقال عمران بن عيينة الكوفي: عن عطاء عن عجلان عن أبي هريرة.

قاله البزار (كشف 3/ 336)

وعمران كعبد السلام أيضاً.

ص: 4055

2825 -

عن أبي خَيْرَة الصُّبَاحي قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وفد عبد القيس وكنا أربعين رجلاً فنهانا عن الدُّبَّاء والنَّقِير. الحديث

قال الحافظ: رواه الدولابي وغيره من طريق أبي خَيْرَة الصُّبَاحي قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن سعد (7/ 87 - 88) والبخاري في "الكنى"(ص 28) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1625) والطبراني في "الكبير"(22/ 368 - 369) وأبو نعيم في "الصحابة"(6765)

عن عون بن كَهْمَس بن الحسن البصري

والدولابي في "الكنى"(1/ 27) والطبراني في "الكبير"(22/ 368) والدارقطني في "المؤتلف"(1/ 179)

عن محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي

قالا: ثنا داود بن مساور العبدي عن مقاتل بن همام عن أبي خيرة الصباحي قال: كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس فكنا أربعين رجلاً، قال: فنهانا عن الدباء والحَنْتَم والنقير والمُزَفَّت، ثم لما أردنا أنْ نرتحل أمر لنا بأراك وقال "استاكوا بهذا" قلنا: يا رسول الله، إنّ عندنا العشب ونحن نجتزئ به. قال: فرفع يده وقال "اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين"

لفظ حديث محمد بن حمران.

ولفظ حديث عون بن كهمس "كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس، فزودنا الأراك نستاك به، فقلنا: يا رسول الله، عندنا الجريد، ولكنا نقبل كرامتك وعطيتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير مكرهين إذ قعد قومي لم يسلموا إلا خزايا موتورين"

قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 5/ 62

قلت: داود بن مساور ومقاتل بن همام ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عن مقاتل بن همام راويا إلا داود بن مساور فهو مجهول.

(1) 1/ 139 (كتاب الإيمان - باب أداء الخمس من الإيمان)

ص: 4056

2826 -

عن أهبان بن أوس قال: كنت في غنم فشدّ الذئب على شاة منها فصحت عليه فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال: من لها يوم تشتغل عنها؟ تمنعني رزقا رزقنيه الله تعالى، فصفقت بيدي وقلت: والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا؟ فقال: أعجب من هذا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات يدعو إلى الله. فأتى أهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم.

قال الحافظ: فروى أبو نعيم في "الدلائل" من طريق ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس قال: فذكره" (1)

أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(934) عن أحمد بن سليمان بن حذلم ثنا أحمد بن المعلى ثنا حمزة بن مالك ثني عمي سفيان بن حمزة قال: سمعت عبد الله بن عامر الأسلمي يحدث عن ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو.

قال: وحدثنا عمر بن محمد بن جعفر المعدل ثنا إبراهيم بن السندي ثنا النضر بن سلمة ثني أبو غزية الأنصاري ومحمد بن إسماعيل بن جعفر قالا: ثنا سفيان بن حمزة الأسلمي ثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن ربيعة بن أنيس عن أبيه أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس الأسلمي أنّه في غنم له فشدّ الذئب على شاة منها فصاح عليه فأقعى على ذنبه فخاطبني فقال: من لها يوم تشغل عنها؟ أتنزع مني رزقا رزقنيه الله. قال: فصفقت بيدي وقلت: والله ما رأيت شيئاً أعجب من هذا، فقال: تعجب ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات وهو يومئ بيده إلى المدينة يحدث الناس أنباء ما قد سبق وأنباء ما يكون وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته. فأتى أهبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأمر الذئب وأسلم.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 45) عن محمد بن إسماعيل الهاشمي ثني أبو طلحة سفيان بن حمزة الأسلمي سمع عبد الله بن عامر الأسلمي عن ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس: كنت في غنم لي فكلمه الذئب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 43 - 44)

قال البخاري: وإسناده ليس بالقوي"

قال الحافظ: قلت: لأنّ فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف" الإصابة 1/ 125

وله شاهد من حديث أبي سعيد وآخر من حديث أبي هريرة

(1) 8/ 23 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

ص: 4057

فأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان:

الأول: يرويه القاسم بن الفضل الحُدَّاني عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: بينما راع يرعى بالحرّة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه، فُحال الراعي بين الذئب والشاة، فأقعى الذئب على ذنبه، ثم قال للراعي: ألا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليّ، فقال الراعي: العجب من ذئب مقعٍ على ذنبه يتكلم بكلام الإنس، فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب مني: رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي شاءه حتى أتى المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثه بحديث الذئب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس، فقال للراعي "قم فأخبرهم" قال: فأخبر الناس بما قال الذئب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق الراعي ألا إنّه من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تُكَلمَ السِّبَاعُ الإنسَ، ويكلم الرجلَ شراكُ نعلهِ، وعَذَبَةُ سوطه، ويخبرهُ فخذهُ بما أحدث أهلُهُ بعده.

أخرجه أحمد (3/ 83 - 84)

عن يزيد بن هارون

والترمذي (2181) والحاكم (4/ 467 و 467 - 468)

عن وكيع

والبزَّار (كشف 2431) والطحاوي في "المشكل"(6178) والعقيلي (3/ 477 - 478)

عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

والبيهقي في "الدلائل"(6/ 41 - 42) واللفظ له وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(116)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

والبيهقي أيضاً (6/ 42)

عن يونس بن بكير الشيباني

وأبو القاسم الأصبهاني (234)

عن موسى بن إسماعيل البصري

وأبو نعيم في "الدلائل"(270)

ص: 4058

عن هريم بن عثمان الطُفَاوي

وأبي عمر حفص بن عمر الحَوْضي

وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

وابن بشران (975)

عن عاصم بن علي بن عاصم الواسطي

وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب"(15)

عن شيبان بن فَرُّوخ الحَبَطي

كلهم عن القاسم بن الفضل الحداني به.

- ورواه هُدبة بن خالد القيسي عن القاسم بن الفضل واختلف عنه:

• فرواه هشام بن علي السيرافي عن هدبة بن خالد ثنا القاسم بن الفضل عن أبي نضرة عن أبي سعيد.

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(270)

• ورواه أبو يعلى عن هدبة بن خالد ثنا القاسم بن الفضل ثنا الجُرَيْري ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد.

أخرجه ابن حبان (6494)

والأول أصح. قال العقيلي (3/ 478): ثنا محمد بن أحمد المطرز ثنا نصر بن علي ثنا مسلم قال: كنت عند القاسم بن الفضل الحداني فأتاه شعبة فسأله عن حديث أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: بينما راع يسوق غنمه عدا الذئب

قال: فقال شعبة: لعلك سمعته من شهر بن حوشب، قال: لا (1)، حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد، فما سكت حتى سكت شعبة.

وصرح القاسم بن الفضل بالتحديث من أبي نضرة أيضاً عند الترمذي والحاكم والبيهقي.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والفاسم ثقة مأمون عند أهل الحديث وثقه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي"

(1) كذا في نسخة الظاهرية (ق 363) وتهذيب ابن حجر (8/ 330) ووقع في نسخة الضعفاء المطبوعة بتحقيق قلعجي "بلى" وهو خطأ.

ص: 4059

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح"

وقال ابن كثير: هذا إسناد على شرط الصحيح" الشمائل ص 274

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 291

قلت: وهو كما قالوا.

الثاني: يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن شهر أنّ أبا سعيد حدّثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا عليه الذئب فأخذ شاة من غنمه فأدركه الأعرابي فاستنقذها منه وهجهجه فعانده الذئب يمشي ثم أقعى مستذفرا بذنبه يخاطبه فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله، قال: واعجبا من ذئب مُقْع مستذفر بذنبه يخاطبني، فقال: والله إنّك لتترك أعجب من ذلك، قال: وما أعجب من ذَلك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في النخلتين بين الحرّتين يحدث الناس عن نبأ ما قد سبق وما يكون بعد ذلك، قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة ثم مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى ضرب عليه بابه، فلما صلّى النبي صلى الله عليه وسلم قال "أين الأعرابي صاحب الغنم؟ " فقام الأعرابي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "حدّث الناس بما سمعت وما رأيت" فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وسمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك "صدق، آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده"

أخرجه أحمد (3/ 88 - 89) واللفظ له والطبراني في "مسند الشاميين"(2944)

عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي

وابن سعد (1/ 173) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 43)

عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري

والبيهقي في "الدلائل"(6/ 42 - 43)

عن مَعْقل بن عبيد الله الجزري

ثلاثتهم عن شهر عن أبي سعيد به.

- ورواه أشعث بن عبد الله الحُداني عن شهر عن أبي هريرة.

أخرجه عبد الرزاق (20808) عن مَعْمَر بن راشد عن أشعث به.

ص: 4060

وأخرجه إسحاق في مسند أبي هريرة (360) وأحمد (2/ 306) عن عبد الرزاق به.

ومن طريق إسحاق أخرجه أبو سعيد النقاش في "فنون العجائب"(14)

ومن طريق أحمد أخرجه أبو سعيد النقاش أيضاً (9)

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(271) والبغوي في "شرح السنة"(4282) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 292

وقال ابن كثير: لعل شهر بن حوشب قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة أيضاً" الشمائل ص 276

قلت: فإن ثبت ذلك فهو إسناد حسن.

2827 -

عن عليّ قال: كنت كاتب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية فكتبت: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال سهيل: لو علمنا أنه رسول الله ما قاتلناه، امحها، فقلت: هو والله رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنْ رغم أنفك، لا والله لا أمحوها.

قال الحافظ: وللنسائي من طريق علقمة بن قيس عن عليّ قال: فذكره.

وقال. وفي حديث عليّ عند النسائي وزاد "أما إنّ لك مثلها وستأتيها وأنت مضطر"(1)

ضعيف

يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

- فقال عمرو بن هاشم الجَنْبِي: عن ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي عن علقمة بن قيس قال: قلت لعليّ: تجعل بينك وبين ابن أكلة الأكباد حكماً! قال: إني كنت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فكتب "هذا ما صالح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو" فقال سهيل: لو علمنا أنه رسول الله ما قاتلناه، امحها. فقلت: هو والله رسول الله وإن رغم أنفك، لا والله لا أمحها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرني مكانها" فأريته فمحاها، وقال "أما إنّ لك مثلها ستأتيها وأنت مضطر"

أخرجه النسائي في "خصائص علي"(191) عن معاوية بن صالح الأشعري ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا عمرو بن هاشم به.

(1) 9/ 43 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

ص: 4061

وإسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وعمرو بن هاشم مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه مسلم وغيره، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي وثقه أحمد وغيره إلا أنه كان شيعيا محترقا، قال موسى بن هارون: خَرَّقت عامة ما سمعت منه.

- وقال يونس بن بكير الشيباني: عن ابن إسحاق ثنا بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب أنّ كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الصلح كان عليّ بن أبي طالب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو" فجعل علي يتلكأ ويأبى أنْ يكتب إلا محمد رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اكتب فإنّ لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد" فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 147)

- ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن علقمة بن قيس النخعي عن عليّ.

أخرجه الطبري في "التاريخ"(2/ 634 - 636)

وإسناده ضعيف لضعف بريدة بن سفيان (1).

2828 -

عن ابن مسعود قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فولّى عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار فكنا على أقدامنا ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة"

قال الحافظ: وروى أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: فذكره" (2)

أخرجه أحمد (1/ 453 - 454) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحارث بن حَصِيْرَة ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال ابن مسعود: فذكره، وزاد: ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته يمضي قدما فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت له: ارتفع رفعك الله، فقال "ناولني كفا من تراب" فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا ثم قال "أين المهاجرون والأنصار؟ " قلت: هم أولاء، قال "اهتف بهم" فهتفت بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم.

وأخرجه البزار (1998) والطبراني في "الكبير"(10351) والحاكم (2/ 117) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 142) ص طرق عن عفان بن مسلم به.

(1) سيأتي الكلام على الحديث أيضاً في المجموعة الثانية: كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد.

(2)

9/ 90 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى" {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم})

ص: 4062

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحارث وعبد الله (1) ذوا مناكير هذا منها، ثم فيه إرسال"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة" المجمع 6/ 180

قلت: خالفه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي رواه عن القاسم عن ابن مسعود مختصرا ولم يذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.

أخرجه ابن سعد (2/ 157) عن عتاب بن زياد المروزي أنا عبد الله بن المبارك أني عبد الرحمن المسعودي به.

والمسعودي ثقة اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع ابن المبارك منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

2829 -

قال صَبيح: كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى فسألته الكتابة فأبى، فنزلت {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} [النور: 33] "

قال الحافظ: وروى ابن إسحاق عن خاله عبد الله بن صبيح -بفتح المهملة- عن أبيه قال: فذكره، أخرجه ابن السكن وغيره في ترجمة صبيح في الصحابة" (2)

وقال في "الإصابة"(5/ 122): وروى ابن السكن والباوردي من طريق ابن إسحاق عن خاله عبد الله بن صبيح عن أبيه -وكان جد ابن إسحاق أبا أمّه- قال: فذكره.

قال ابن السكن: لم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث"

ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3882)

وعبد الله بن صبيح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

2830 -

"كنت نهيتكم عن القِرَان في التمر وإنّ الله وسع عليكم فاقرنوا"

قال الحافظ: وقد أخرج ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" وهو في "مسند البزار" من طريق ابن يُريدة عن أبيه رفعه: فذكره، فلعل النووي أشار إلى هذا الحديث فإنّ في إسناده ضعفا" (3)

ضعيف

(1) قلت: ليس في الإسناد من اسمه عبد الله.

(2)

6/ 111 (كتاب المكاتب - باب المكاتب ونجومه)

(3)

11/ 504 (كتاب الأطعمة - باب القران في التمر)

ص: 4063

أخرجه البزار (كشف 2884) من طريق آدم بن أبي إياس ثنا يزيد بن بزيع عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "إنا كنا نهيناكم عن قران التمر فاقرنوا فقد وسّع الله الخير"

وقال: لا نعلم له طريقا عن بريدة إلا هذا، ولا نعلم رواه إلا آدم عن يزيد"

قلت: رواه أيضاً محبوب بن محرز القواريري عن يزيد بن بزيع به.

أخرجه الروياني (64) وابن البختري في "الأمالي"(116) والطبراني في "الأوسط"(7064) وابن شاهين في "الناسخ"(579)

وقال: الحديث ليس بذلك القوي لأنّ في سنده اضطرابا"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء الخراساني إلا يزيد بن بزيع"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" والبزار وفي إسنادهما يزيد بن بزيع وهو ضعيف" المجمع 5/ 42

قلت: وضعفه ابن معين، وذكره العقيلي وابن الجارود وابن شاهين في "الضعفاء".

2831 -

"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1564) من حديث بريدة، وفيه نسخ النهي عن ذلك، ولفظه: فذكره، وزاد أبو داود والنسائي من حديث أنس "فإنها تذكرة للآخرة" وللحاكم من حديثه فيه "وترق القلب، وتدمع العين، فلا تقولا هُجْرا" وله من حديث ابن مسعود "فإنها تزهد في الدنيا"(1)

قلت: لم أر حديث أنس عند أبي داود والنسائي، وإنما أخرجاه من حديث بريدة (2).

وحديث أنس يرويه إبراهيم بن طهمان ويحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر التيمي:

واختلف عن إبراهيم بن طهمان:

- فقال عامر بن عبد الله بن يَسَاف اليمامي: ثنا إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن عباد عن أنس مرفوعاً "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها، فإنّه يرق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرا"

(1) 3/ 390 (كتاب الجنائز - باب زيارة القبور)

(2)

انظر أحكام الجنائز للألباني ص 227

ص: 4064

أخرجه الحاكم (1/ 376)

وعامر بن عبد الله مختلف فيه: وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو داود: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح، وقال العجلي: يكتب حديثه وفيه ضعف، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال الذهبي: له مناكير.

- وقال أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي: ثنا إبراهيم بن طهمان عن عمرو بن عامر وعبد الوارث عن أنس.

أخرجه البيهقي (4/ 77) وفي "الآداب"(378) وفي "الشعب"(8849)

وأبو حذيفة مختلف فيه كذلك: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه بندار وغيره.

- وقال حفص بن عبد الله بن راشد النيسابوري: ثنا إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد الكوفي عن عمر بن عامر وعبد الوهاب عن أنس.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(698) عن أحمد بن محمد بن عبيدة النيسابوري ثنا أحمد بن حفص النيسابوري ثني أبي به.

وحفص بن عبد الله وثقه ابن حبان والحاكم، وقال النسائي: ليس به بأس.

وأحمد بن محمد وأحمد بن حفص ثقتان.

وأما حديث يحيى بن عبد الله الجابر فأخرجه أحمد (3/ 237) وأبو يعلى (3707) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني يحيى بن عبد الله عن عبد الوارث مولى أنس وعمرو بن عامر عن أنس.

ورواه غير واحد عن يحيى الجابر عن عمرو بن عامر عن أنس ولم يذكروا عبد الوارث، منهم:

1 -

عبد الرحيم بن سليمان الكناني.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 342) وأبو يعلى (3705 و 3706)

2 -

أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.

أخرجه أحمد (3/ 250) والحاكم (1/ 375)

3 -

عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي.

أخرجه الحاكم (1/ 376) وابن بشران (351)

ص: 4065

وسكت عليه الحاكم.

وقال الذهبي: قلت: الجابر ضعيف"

قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وللحديث طريق أخرى ذكرتها عند الكلام على حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي

" فلتراجع

وأما حديث ابن مسعود فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ القبر الذي جلست عنده قبر أمي

"

2832 -

عن يزيد بن شيبان قال: كنا وقوفا بعرفة فأتانا ابن مِرْبع فقال: إني رسول رسول الله إليكم، يقول لكم "كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم"

قال الحافظ: روى الترمذي وغيره من طريق يزيد بن شيبان قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه الحميدي (577) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 251) وأحمد (4/ 137) عن سفيان بن عُيينة قال: ثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني عمرو بن عبد الله بن صفوان الجُمَحي أنّه سمع رجلاً من أخواله من الأزد يقال له: يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن (2) بعرفة في مكان يباعده عمرو من موقف الإِمام قال: فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول "كونوا على مشاعركم هذه فإنكم على إرث من إرث إبراهيم"

السياق للحميدي.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 210) عن الحميدي (3) به.

وأخرجه ابن ماجه (3011) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2149) عن ابن أبي شيبة (4) به.

(1) 4/ 264 (كتاب الحج - باب الوقوف بعرفة)

(2)

ولفظ أحمد "ونحن في مكان من الموقف بعيد"

(3)

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 230) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2992 و 4533 و 6609) عن محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى به.

(4)

وأخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(602) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4533) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ابن أبي شيبة به.

ص: 4066

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 446) وأبو داود (1919) والترمذي (883) والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 195) والحربي في "الغريب"(1/ 144) والفاكهي في "أخبار مكة"(2790) والنسائي (5/ 206) وفي "الكبرى"(4010) وابن خزيمة (2818 و 2819) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(809) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(872 و 1611) والطحاوي في "المشكل"(1204) والمحاملي (345) وابن قانع (1/ 230) والحاكم (1/ 462) وأبو نعيم في "الصحابة"(4533) والبيهقي (5/ 115) وفي "معرفة السنن"(3/ 289 - 290) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(465) والذهبي في "معجم الشيوخ "(1/ 151) من طرق عن سفيان بن عيينة به.

ورواه الشافعي في "السنن المأثورة"(488) وفي "الرسالة"(1132) عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن صفوان عن خال له قال: كنا في موقف لنا بعرفة فأتانا ابن مربع، وذكر الحديث.

ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1205)

ورواه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن خاله يزيد بن شهاب.

أخرجه ابن خزيمة (2819)

والأول أصح.

قال الترمذي: حديث ابن مربع الأنصاري حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار. وابن مربع اسمه يزيد (1) بن مربع الأنصاري، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عمرو بن عبد الله بن صفوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: قليل الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وسفيان وعمرو بن دينار ثقتان، فالإسناد حسن.

2833 -

حديث عمر: لما كان يوم خيبر قالوا: فلان شهيد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كَلَّا إني رأيته في النار في بردة غلَّها أو عباءة"

(1) وقيل: زيد، وقيل: عبد الله.

ص: 4067

قال الحافظ: عند مسلم (114) من حديث عمر: فذكره" (1)

2834 -

"كُلَّا، فإنني يحضرني من الله حاضرة"

قال الحافظ: وقد ورد لذلك سبب آخر أخرجه مالك من مرسل سليمان بن يسار: فذكر معنى حديث ابن عباس، وفي آخره: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

يرويه سليمان بن يسار واختلف عنه:

- فقال مالك (2/ 967 - 968): عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة عن سليمان بن يسار أنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة بنت الحارث فإذا ضِبَاب فيها بَيْض، ومعه عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد، فقال "من أين لكم هذا؟ " فقالت: أهدته لي أختي هُزْيَلَة بنت الحارث، فقال لعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد "كُلا" فقالا: أَوَلا تأكل أنت يا رسول الله، فقال "إني تحضرني من الله حاضرة" قالت ميمونة: أنسقيك يا رسول الله من لبن عندنا؟ فقال "نعم" فلما شرب قال "من أين لكم هذا؟ " فقالت: أهدته لي أختي هزيلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيتك جاريتك التي كنت استأمرتيني في عتقها، أعطيها أختك وصِلِي بها رَحِمَك تَرْعَى عليها فإنه خير لك"

ورواته ثقات.

- وقال محمد بن إسحاق المدني: عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أهدت لي أختي أم حفيد أضبا، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يظن أنها دجاجات، فقلت: يا رسول الله، أتدري ما هذا؟ قال "لا" ثم أمسك يده، فقلت: هذا ضب، فقال "ذاك طعام الأعراب" فقال خالد: أحرام هو؟ قال "لا" فأكل منه خالد بين يديه وهو ينظر صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 439 - 440) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به.

• ورواه محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق فقال: عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج.

أخرجه الطبراني (23/ 440)

(1) 9/ 30 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)

(2)

12/ 87 (كتاب الذبائح - باب الضب)

ص: 4068

• ورواه غير واحد عن ابن إسحاق عن بكير عن سليمان عن ميمونة قالت: كانت لي جارية فأعتقتها فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال "لو كنت أعطيتيها أخوالك كان أعظم لأجرك"

أخرجه إسحاق (2029) وأبو داود (1690) والنسائي في "الكبرى"(4932) والحاكم (1/ 414 - 415)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

وأحمد (6/ 332) وعبد بن حميد (1548) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 237)

عن يعلي بن عبيد الطنافسي

والطبراني في "الكبير"(23/ 440)

عن أحمد بن خالد الوهبي

والحاكم (1/ 414 - 415)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

كلهم عن ابن إسحاق عن بكير به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: ابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من بكير، وقد أخرج مسلم لابن إسحاق في المتابعات.

2835 -

حديث أبي هريرة في قصة ماعز ورجمه في الزنا وأنّ رجلاً قال لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رُجم رَجم الكلب، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم "كُلا من جيفة هذا الحمار، لحمار ميت، فما نلتما من عرض هذا الرجل أشدّ من أكل هذه الجيفة"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان" (1)

ضعيف

يرويه أبو الزبير المكي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي الزبير عن عبد الرحمن بن الهضهاض عن أبي هريرة قال: جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ الأبعد قد زنى. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ويلك،

(1) 3/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

ص: 4069

وما يدريك ما الزنا؟ ثم أُمر به فطرد، وأخرج، ثم أتاه الثانية، فقال: يا رسول الله، إنّ الأبعد قد زنى، فقال "ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ " فطرد وأخرج، ثم أتاه الثالثة فقال: يا رسول الله، إنّ الأبعد قد زنى. قال "ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ " قال: أتيت امرأة حراما، مثل ما يأتي الرجل من امرأته. فأُمر به فطرد، وأخرج، ثم أتاه الرابعة، فقال: يا رسول الله، إنْ الأبعد قد زنى. قال "ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ " قال "أَدخلتَ وأخرجتَ؟ " قال: نعم. فأمر به أنْ يرجم، فلما وجد مسْ الحجارة تحمّل إلى شجرة فرُجم عندها حتى مات.

فمرّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم بعد ذلك معه نفر من أصحابه، فقال رجل منهم لصاحبه: وأبيك إنّ هذا لهو الخائب، أتى النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كلّ ذلك يردّه حتى قتل كما يقتل الكلب. فسكت عنهما النبي صلى الله عليه وسلم حتى مرّ بجيفة حمار شائلةٍ رجلها، فقال "كُلا من هذا" قالا: من جيفة حمار يا رسول الله؟ قال "فالذي نلتما من عرض أخيكما أكثر، والذي نفس محمد بيده إنّه لفي نهر من أنهار الجنة يتقمّص"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(737) وفي "التاريخ الكبير"(3/ 1/ 361) وابن حبان (4400) واللفظ له

عن زيد بن أبي أنيسة

وابن المبارك في "مسنده"(153) والنسائي في "الكبرى"(7166) والطحاوي (1) في "المشكل"(438 و 439) وفي "شرح المعاني"(3/ 143) والبيهقي في "الشعب"(9210)

عن حماد بن سلمة

وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر"(144)

عن الحجاج بن الحجاج البصري

ثلاثتهم عن أبي الزبير به.

قال النسائي: عبد الرحمن بن هضهاض ليس بمشهور، وقد اختلف على أبي الزبير في اسم أبيه"

- وقال الحسين بن واقد: ثني أبو الزبير ثني عبد الرحمن بن الهضاب ابن أخي أبى هريرة قال: سمعت أبا هريرة به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7200)

(1) ووقع عنده وعند البيهقي: عبد الرحمن بن هضاض.

ص: 4070

- ورواه ابن جريج عن أبي الزبير واختلف عنه:

• فقال عبد الرزاق (13340): عن ابن جريج أني أبو الزبير عن عبد الرحمن بن الصامت عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: فذكره.

وأخرجه أبو داود (4428) والنسائي في "الكبرى"(7165) وابن الجارود (814) وابن حبان (4399) والدارقطني (3/ 196 - 197) والبيهقي في "الشعب"(6286) من طرق عن عبد الرزاق به.

ووقع عند أبي داود والنسائي وابن حبان والدارقطني: أخبرني عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة.

ووقع عند ابن الجارود: ابن أخي أبي هريرة.

قال ابن القطان الفاسي: وهذا لا يصح؛ لأن عبد الرحمن بن الصامت مجهول" الوهم والإيهام 4/ 525

وقال الذهبي: تفرد عنه أبو الزبير، وعنه ابن جريج، فلا يدرى من هذا" الميزان 2/ 570

• وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: ثنا ابن جريج أنا أبو الزبير عن ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة.

أخرجه أبو داود (4429) والنسائي في "الكبرى"(7164) وأبو يعلى (6140) والبيهقي (8/ 227 - 228)

2836 -

"كلام أهل النار بالفارسية"

سكت عليه الحافظ (1).

2837 -

حديث محمود بن لبيد أنّ سعد بن معاذ لما أصيب أكْحَله كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرّ به يقول: "كيف أصبحت؟ "

قال الحافظ: وقد أورد البخاري في "الأدب المفرد" في باب "كيف أصبحت" حديث محمود بن لبيد: فذكره" (2)

أخرجه ابن سعد (3/ 427 - 428) والبخاري في "الأدب المفرد"(1129) وفي

(1) 6/ 524 (كتاب الجهاد- باب من تكلم بالفارسية)

(2)

13/ 298 (كتاب الاستئذان- باب المعانقة)

ص: 4071

"الكبير"(4/ 1/ 402) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين أنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: لما أصيب أكْحَل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرّ به يقول:"كيف أمسيت؟ " وإذا أصبح قال "كيف أصبحت؟ " فيخبره، حتى كان الليلة التي نقله قومه فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان يسأل عنه، وقالوا قد انطلقوا به، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجنا معه فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا، فشكا ذلك إليه أصحابه: يا رسول الله، أتعبتنا في المشي، فقال "إني أخاف أنْ تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة" فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت وهو يغسل وأمه تبكيه وهي تقول:

ويلُ أم سعدٍ سعدا حزامةً وَجِدّا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل نائحة تكذب إلا أم سعد" ثم خرج به، قال يقول له القوم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله، ما حملنا ميتا أخف علينا من سعد فقال "ما يمنعكم من أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا" قد سمى عدة كثِرة لم أحفظها "لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم".

قال الحافظ في "الإصابة"(12/ 255): سنده صحيح"

قلت: هذا إذا ثبتت الصحبة لمحمود بن لبيد فإنهم قد اختلفوا في إثباتها له.

فقال جماعة من أهل الحديث: إنّه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، منهم أحمد بن حنبل وابن أبي خيثمة وإبراهيم بن المنذر ويحيى بن عبد الله بن بكير وابن سعد وابن عبد البر وغيرهم.

وقال ابن حبان: له رؤية، وقال الترمذي: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير.

وذكره ابن حبان في الصحابة من كتابه "الثقات" وقال: له صحبة" 3/ 397

ثم ذكره في التابعين وقال: يروي المراسيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرناه في

كتاب الصحابة لأن له رؤية" 5/ 434 و 435

وممن أثبت له الصحبة ابن عبد البر، وقال الحافظ في "التقريب": صحابي صغير.

وقال جماعة منهم مسلم والعجلي ويعقوب بن سفيان: هو تابعي.

وقال أبو حاتم: لا يعرف له صحبة.

ص: 4072

2838 -

عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "كيف أنتم، كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ " قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال "يا عائشة، إنّها كانت تأتينا زمان خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم والبيهقي في "الشعب" من طريق صالح بن رُسْتم عن ابن أبي مُليكة عن عائشة.

وأخرجه البيهقي أيضاً من طريق سلم بن جنادة عن حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثله بمعنى القصة وقال: غريب. ومن طريق أبي سلمة عن عائشة نحوه، وإسناده ضعيف" (1)

صحيح

وله عن عائشة طرق:

الأول: يرويه أبو عاصم الضحاك بن مخلد ثنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنت؟ " فقالت: أنا جثامة المزنية، فقال "بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ " قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت، قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال "إنّها كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان".

أخرجه ابن الأعرابي (ق 76 /ب) والحاكم (1/ 15 - 16) والقضاعي (971) والبيهقي في "الآداب"(240) وفي "الشعب"(8701) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(12/ 255 - 256) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 47 - 48) وابن بشكوال في "الغوامض"(274) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 47)

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة وليس له علة"

قلت: الحديث إسناده حسن، صالح بن رستم مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، فهو حسن الحديث، قال ابن عدي: هو عندي لا بأس به ولم أر له حديثا منكرا جداً.

(1) 13/ 42 - 43 (كتاب الأدب- باب حسن العهد من الإيمان)

ص: 4073

وقد أخرج له البخاري تعليقا كما في "التهذيب" ومسلم متابعة كما في "الكاشف".

وفي "السير"(7/ 28): احتج به مسلم.

والضحاك وابن أبي مليكة ثقتان.

الثاني: يرويه محمد بن يمان (1) الصنعاني ثنا عبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان عجوز تأتي النبي صلى الله عليه وسلم فَيُسَرّ بها ويكرمها، فقلت: بأبي أنت وأمي، إنّك لتصنع بهذه العجوز شيئاً ما تصنعه بأحد؟ قال "إنّها كانت تأتينا عند خديجة، أما علمت أنّ كرم الود من الإيمان".

أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة"(ص 66 - 67) والقضاعي (972) والبيهقي في "الشعب"(8700)

ومحمد بن يمان الصنعاني لم أقف له على ترجمة، وعبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 417)، ويحيى وأبو سلمة ثقتان.

الثالث: يرويه عبد الواحد بن أيمن المكي عن ابن أبي نَجيح عن عائشة قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام، فجعل يأكل من الطعام ويضع بين يديها، فقلت: يا رسول الله، لا تغمر يدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن هذه كانت تأتينا أيام خديجة، وإنّ حسن العهد، أو حفظ العهد من الإيمان"

أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(273) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن عبد الواحد بن أيمن به.

وأخرجه القاسم السرقسطي في "غريب الحديث"(9/ 712 - 720) من طريق الحميدي ثنا سفيان ثنا عبد الواحد بن أيمن وغيره عن ابن أبي نجيح عن عائشة.

ورواته ثقات إلا أنّ ابن أبي نجيح لم يسمع من عائشة.

الرابع: يرويه إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن محمد بن زيد التيمي عن عائشة مرفوعاً "حسن العهد من الإيمان"

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 319) قال: وقال يعقوب بن محمد: ثنا إسحاق بن جعفر سمع إبراهيم به.

وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن محمد ترجمه

(1) عند السلمي: ثمال.

ص: 4074

البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن زيد لم يسمع من عائشة.

الخامس: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فيكرمها، فقلت له، فقال "إنّ هذه كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8702) من طريق أبي بكر أحمد بن إسحاق بن الفضل العطار المروزي

والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 771) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(161) من طريق الحسين بن إسماعيل المحاملي قالا: ثنا سلم بن جنادة ثنا حفص بن غياث عن هشام به.

وإسناده صحيح.

2839 -

"كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القَرْن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ"

قال الحافظ: وللترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعاً: فذكره، وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، ولأحمد والبيهقي من حديث ابن عباس وفيه "جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور" يعني إسرافيل. وفي أسانيد كل منها مقال" (1)

صحيح

ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن عبد الله

فأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عطية العَوْفي واختلف عنه:

- فرواه غمِر واحد عن عطية عن أبي سعيد، منهم:

1 -

الأعمش.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 175) عن سفيان الثوري عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر".

(1) 14/ 155 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

ص: 4075

وأخرجه أحمد (3/ 73) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 130 - 131) والبغوي في "شرح السنة"(4299) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي ثنا سفيان به.

وزاد "فقالوا: يا رسول الله، فكيف تأمرنا؟ قال "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل".

قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري لا أعلمه رواه غير أبي حذيفة"

كذا قال، وقد رواه عبد الرزاق أيضاً كما تقدم.

ولم ينفرد سفيان به بل تابعه موسى بن أَعْيَن الجزري عن الأعمش به.

أخرجه ابن بشران (1048)

2 -

عمار بن معاوية الدُّهني.

أخرجه ابن أبي داود في "البعث"(18) والطحاوي في "المشكل"(5346) والطبراني في "الأوسط"(2021) و"الصغير"(45) وأبو الشيخ في "العظمة"(397) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 427 - 428) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(50) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 553 - 554)

3 -

عمرو بن قيس المُلائي الكوفي.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 105)

4 -

حجاج بن أرطاة.

أخرجه ابن ماجه (4273) والطبري في "تفسيره"(16/ 29)

5 -

مالك بن مِغْول.

أخرجه الطبري (16/ 29)

6 -

عمران البارقي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5345) وأبو الشيخ في "العظمة"(396) واللالكائي في "السنة"(2182) والبيهقي في "الشعب"(346)

- ورواه مُطَرِّف بن طَريف الحارثي عن عطية واختلف عنه:

• فرواه سفيان بن عُيينة عن مطرف عن عطية عن أبي سعيد.

ص: 4076

أخرجه الحميدي (754) وسعيد بن منصور (544) وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(540) أحمد (3/ 7) وعبد بن حميد (886) والترمذي (2431) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 312) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(11)

• ورواه غير واحد عن مطرف عن عطية عن ابن عباس، منهم:

1 -

أسباط بن محمد القرشي.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 352) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 7881) وأحمد بن حنبل (1/ 326) وأحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 7881) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(53) والطبري في "تفسيره"(16/ 30 و 29/ 150 - 151) والطحاوي في "المشكل"(5347) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 441) وابن الأعرابي (ق 50/ أ) والطبراني في "الكبير"(12671) وعبد الغني المقدسي (12)

2 -

أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12670)

3 -

ذواد بن علبة الحارثي.

أخرجه عبد الغني المقدسي (13)

4 -

محمد بن فضيل في "الدعاء"(58)

ومن طريقه أخرجه الطبري (29/ 150 - 151 و 16/ 29)

وأخرجه الحاكم (4/ 559) لكن سقط من إسناده بعض رواته.

وقال: مدار هذا الحديث على أبي سعيد"

وقال الذهبي: قلت: عطية ضعيف"

- ورواه خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي عن عطية واختلف عنه:

• فرواه ابن المبارك في "الزهد"(1597) وفي "المسند"(90) عن خالد بن طهمان عن عطية عن أبي سعيد.

ومن طريقه أخرجه الترمذي (2431) والدولابي في "الكنى"(2/ 50) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 138) والبغوي في "شرح السنة"(4298)

ص: 4077

وتابعه:

1 -

أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا خالد بن طهمان به.

أخرجه أحمد (4/ 374)

2 -

شعيب بن حرب المدائني ثنا خالد أبو العلاء به.

أخرجه الطبري (16/ 30)

• ورواه محمد بن ربيعة الكوفي عن خالد بن طهمان عن عطية عن زيد بن أرقم.

أخرجه أحمد (4/ 374) والطبراني في "الكبير"(5072) وابن عدي (3/ 891) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(719) وعبد الغني المقدسي (14)

قال ابن عدي: وهذا يرويه خالد بن طهمان عن عطية عن زيد بن أرقم، ويرويه مطرف ومن تابعه عليه عن عطية عن ابن عباس، رواه جماعة كثيرة عن عطية عن أبي سعيد وهذا أصحها"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن"

قلت: عطية ضعيف مدلس.

- ورواه غير واحد عن عطية عن ابن عباس، منهم:

1 -

إدريس بن يزيد الأودي.

أخرجه ابن الأعرايي في "معجمه"(ق 126/ ب) والطبراني في "الأوسط"(3676) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 619) وابن بشران (703 و 1587)

2 -

ليث بن أبي سليم.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 35/أ)

3 -

الحسن بن عطية العوفي.

أخرجه الطبري (29/ 151)

4 -

ذواد بن علبة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5348)

ص: 4078

الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح واختلف عنه:

- فرواه عثمان (1) بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(50) وأبو يعلى (1084) وابن حبان (823)

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، ورواية الأعمش عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على السماع كما في "الميزان".

ولم ينفرد جرير به بل تابعه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله أبو يحيى التيمي عن الأعمش به.

أخرجه الحاكم (4/ 559)

وقال: لم نكتبه من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، ولولا أنّ أبا يحيى التيمي على الطريق لحكمت للحديث بالصحة على شرط الشيخين"

وقال الذهبي: قلت: أبو يحيى واه"

- ورواه موسى بن أعْيَن الحرّاني عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(538) والنسائي في "الكبرى"(11082) وأبو يعلى (الفتن لابن كثير ص 163) والطحاوي في "المشكل"(5344) وأبو الشيخ في "العظمة"(396) وابن بشران (1048) واللالكائي (2181) والبيهقي في "الشعب"(346)

- ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح مرسلاً.

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(539)

وأما حديث البراء فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 39) من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور عن عدي بن ثابت عن البراء مرفوعا "صاحب الصور واضع الصور على فيه مذ خلق ينتظر متى يؤمر أنْ ينفخ فينفخ"

وإسناده واه، عبد الأعلى قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف جداً، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

(1) تابعه إسحاق بن أبي إسرائيل ومحمد بن جعفر الوركاني قالا: ثنا جرير بن عبد الحميد به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5342 و 5343)

ص: 4079

وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ طرف صاحب الصور

"

وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 189) عن الطبراني ثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي ثنا الفريابي ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنى جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ" قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل"

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(720) من طريق عبد العزيز بن عبد الخالق ثنا مطلب بن شعيب به.

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الثوري عن جعفر، تفرد به الرملي عن الفريابي، ومشهوره ما رواه أبو نعيم وغيره عن الثوري عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد"

2840 -

"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أنْ يؤذن له"

قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

2841 -

عن قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أيّ ماء هذا؟ قالوا: الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة. فقال لها بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، فقالت: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: "كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحَوْأَب"

قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في كتاب "أخبار البصرة"، وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح، وعند أحمد: فقال لها الزبير: تقدمين، فذكره" (2)

صحيح

(1) 7/ 114 - 115 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الملائكة)

(2)

16/ 165 (كتاب الفتن- باب حدثنا عثمان بن الهيثم)

ص: 4080

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 259 - 260) وأحمد (6/ 52 و 97) وإسحاق في "مسند عائشة"(1027) والحربي في "الغريب"(2/ 403) والبزار (كشف 3275) وأبو يعلى (4868) وابن حبان (6732) وابن عدي (4/ 1627) والحاكم (3/ 120) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 410 و410 - 411) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: لما بلغت عائشة بعض (1) مياه (2) بني عامر (3) ليلا نبحت الكلاب عليها، فقال: أيّ ماء هذا؟ قالوا: ماء (4) الحوأب، فوقفت فقالت: ما (5) أظنني إلا راجعة، فقال (6) لها طلحة والزبير: مهلا رحمك الله، بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح (7) الله ذات بينهم، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم "كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب". السياق لابن أبي شيبة

ولفظ البزار "لما خرجت عائشة تريد البصرة فقربت سمعت أصوات كلاب، قالت: ما هذا الموضع؟ أو ما اسم هذا الموضع؟ قالوا: الحوأب، قالت: ما أراني إلا راجعة، قالوا: لا تفعلي، قالت: ما أراني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه "أيتكنّ تنبح عليها كلاب حوأب" فأتاها أقوام، فما زالوا يكلمونها، حتى مضت يعني البصرة.

قال ابن كثير: وهذا إسناد على شرط الصحيحين" البداية والنهاية 6/ 212

وقال الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد" سير الأعلام 2/ 177 - 178

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 234

قلت: وهو كما قالوا (8).

وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن طاوس مرسلاً.

فأما حديث ابن عباس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أيتكن صاحبة الجمل الأدبب

"

(1) وفي لفظ "لما أقبلت عائشة مرّت ببعض"

(2)

ولفظ الحاكم "ديار"

(3)

زاد ابن حبان "طرقتهم"

(4)

ولفظ أبي يعلى "ماء لبني عامر"

(5)

ولفظ أبي يعلى "ردوني ردوني"

(6)

وفي لفظ لأحمد "فقال لها بعض من كان معها" ولفظ إسحاق "فقالوا لها"

(7)

ولفظ ابن حبان "فيصلح الله بك"

(8)

وله طريق أخرى عند الطبراني في "الأوسط"(6272) وفيها مجالد بن سعيد الهمداني ليس بالقوي.

ص: 4081

وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق (20753) عن مَعْمَر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه "أيتكنّ تنبحها كلاب ماء كذا وكذا" -يعني الحوأب- فلما خرجت عائشة إلى البصرة نبحتها الكلاب، فقالت: ما اسم هذا الماء؟ فأخبروها، فقالت: ردوني، فأبى عليها ابن الزبير.

ورواته ثقات.

2842 -

"كيف بك يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حُثَالة من الناس قد مَرَجَت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا؟ - وشبك بين أصابعه-" قال: فما تأمرني؟ قال "عليك بخاصتك ودع عنك عوامهم"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وصححه ابن حبان من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وأخرج الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نفسه من طرق بعضها صحيح الإسناد، وفيه " قالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على خاصتكم وتدعون عوامهم (1) "

تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عليك بخويصة نفسك"

2843 -

عن عبد الله بن يزيد الخَطمِي أنه رأى بيتا مستورا فقعد وبكى وذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه "كيف بكم إذا سترتم بيوتكم"

قال الحافظ: وأخرج الحاكم والبيهقي من حديث محمد بن كعب عن عبد الله بن يزيد الخطمي: فذكره، الحديث وأصله في النسائي" (2)

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2242) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب قال: دعي عبد الله بن يزيدّ إلى طعام، فلما جاء رأى البيت مُنَجَّدا، فقعد خارجا وبكى، فقيل له: وما يبكيك؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شيع جيشا فبلغ عقبة الوداع قال "أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم" قال: فرأى رجلاً ذات يوم وقد رقع بُردة له بقطعة فرو، فاستقبل مطلع الشمس، وقال: هكذا بيده- وصف حماد بيديه بباطن كفيه، ومدّ يديه-: تطالعت عليكم الدنيا، تطالعت عليكم الدنيا -أي: أقبلت- حتى ظننا أن تقع علينا- ويغدو أحدكم حلة، ويروح في أخرى، وتسترون بيوتكم كما تسترون الكعبة"

(1) 16/ 147 (كتاب الفتن- باب إذا بقي في حثالة من الناس)

(2)

11/ 160 (كتاب النكاح- باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)

ص: 4082

قال عبد الله بن يزيد: كيف لا أبكي وقد رأيتكم تسترون بيوتكم كما تسترون الكعبة.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(507) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 114) وابن السني (504) والحاكم (2/ 97 - 98) والبيهقي (7/ 272) من طرق عن عفان به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 13)

عن محمد بن عبد الله الخزاعي

وأبو داود (2601) والمحاملي في "الدعاء"(6)

عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني

قالا: ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن يزيد الخطمي رفعه "أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم قَصْعَة وراحت أخرى وغدوتم في حلة ورحتم في أخرى، ولتسترن بيوتكم كما تستر الكعبة؟ " قال رجل: بل نحن يومئذ خير، قال النبي صلى الله عليه وسلم "بل أنتم اليوم خير"

اللفظ للبخاري، واقتصر أبو داود والمحاملي على القول عند تشيع الجيش.

ورواته ثقات، وعبد الله بن يزيد قال ابن معين: له رؤية، واختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو جعفر الخطمي اسمه عُمير بن يزيد.

2844 -

عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عماراً فعذبوه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له "كيف تجد قلبك؟ " قال: مطمئنا بالإيمان، قال "فإن عادوا فعد"

قال الحافظ: جاء من طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: فذكره، وهو مرسل ورجاله ثقات، أخرجه الطبري وقبله عبد الرزاق وعنه عبد بن حميد، وأخرجه البيهقي من هذا الوجه فزاد في السند فقال: عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه، وهو مرسل أيضاً، وأخرج الطبري أيضاً من طريق عطية العَوْفي عن ابن عباس نحوه مطولا وفي سنده ضعف، وفي رواية مجاهد عن ابن عباس عند ابن المنذر "إنّ الصحابة لما هاجروا أخذ المشركون خبابا وبلالا وعمارا فأطاعهم عمار وأبى الآخران فضربوهما" وأخرجه الفاكهي من مرسل زيد بن أسلم وفي سنده ضعف أيضاً، وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن سيرين "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عمار بن ياسر وهو يبكي فجعل يمسح الدموع عنه ويقول: أخذك المشركون فغطوك في الماء حتى قلت لهم كذا؟ إن عادوا فعد" ورجاله ثقات مع إرساله أيضاً، وهذه المراسيل تقوى بعضها ببعض، وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق مسلم

ص: 4083

الأعور وهو ضعيف عن مجاهد عن ابن عباس قال: عذب المشركون عمارا حتى قال لهم كلاما تقية فاشتد عليه" (1)

روي من حديث أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ومن حديث ابن عباس ومن حديث محمد بن سيرين

فأما حديث أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 2/ 360) وفي "مصنفه" كما في "نصب الراية"(4/ 158) عن مَعْمر بن راشد عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه، حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كيف تجد قلبك؟ " قال: مطمئن بالإيمان، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "فإنْ عادوا فعد".

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"(4/ 158 - 159) و "المطالب"(2919) وعبد بن حميد كما قال الحافظ عن عبد الرزاق به.

ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(14/ 182)

ولم ينفرد معمر به بل تابعه عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به.

أخرجه ابن سعد (3/ 249)

عن عبد الله بن جعفر الرقي

وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 140)

عن حكيم بن سيف الرقي

كلاهما عن عبيد الله بن عمرو به.

واختلف فيه على عبيد الله بن عمرو، فرواه هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: فذكر الحديث.

فزاد فيه عن أبيه.

(1) 15/ 343 - 344 (كتاب الإكراه وقول الله تعالى {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106])

ص: 4084

أخرجه الحاكم (2/ 357) والبيهقي (8/ 208 - 209)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: أبو عبيدة وأبوه ليسا على شرط الشيخين، والحديث مرسل لأنّ محمد بن عمار بن ياسر تابعي.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تفسيره"(14/ 181) ثني محمد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس، قوله {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] إلى آخر الآية، وذلك أنّ المشركين أصابوا عمار بن ياسر فعذبوه، ثم تركوه، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدثه بالذي لقي من قريش، والذي قال: فأنزل الله تعالى ذكره عذره {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ} [النحل: 106] إلى قوله {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 7].

وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء. سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي وعمه الحسين بن الحسن بن عطية العوفي والحسن بن عطية العوفي وعطية العوفي كلهم ضعفاء.

وأما حديث ابن سيرين فأخرجه ابن سعد (3/ 249) عن إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم البصري عن ابن عون عن محمد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح عن عينيه وهو يقول: "أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا، فإنْ عادوا فقل ذاك لهم".

وهو مرسل رجاله ثقات.

2845 -

عن أبي ذر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "كيف ترى جعيلا؟ " قلت: كشكله من الناس -يعني المهاجرين-، قال "فكيف ترى فلانا؟ " قلت: سيد من سادات الناس، قال "فجعيل خير من ملء الأرض من فلان" قلت: ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع؟ قال "إنه رأس قومه، فأنا أتألفهم به"

قال الحافظ: وروينا في مسند محمد بن هارون الروياني بإسناد صحيح إلى أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وفي رواية أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر فيما أخرجه محمد بن هارون الروياني في "مسنده" وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ومحمد بن الربيع

(1) 1/ 87 (كتاب الإيمان- باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة)

ص: 4085

الجيزي في "مسند الصحابة الذين نزلوا مصر" ما يؤخد منه تسمية المار الثاني ولفظه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "كيف ترى جعيلا؟ " قلت: مسكينا كشكله من الناس. قال "فكيف ترى فلانا؟ " قلت: سيدا من السادات. قال "فجعيل خير من ملء الأرض مثل هذا" فقلت: يا رسول الله، ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع، قال "إنه رأس قومه فأتألفهم"(1)

صحيح

أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 190 - 191) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 353) وفي "الصحابة"(1686) من طريق عبد الله بن وهب (2) أني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أنّ أبا سالم الجيشاني حدثه عن أبي ذر به.

قال الحافظ: إسناده صحيح" الإصابة 2/ 89

قلت: وهو كما قال، بل هو على شرط مسلم.

وله شاهد أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أنّ قائلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه: أعطيت يا رسول الله عيينة والأقرع مائة مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمري؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع، ولكني تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيلا إلى إسلامه"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 353)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 338)

عن يونس بن بكير الشيباني

كلاهما عن ابن إسحاق به.

قال الحافظ: هذا مرسل حسن" الإصابة 2/ 89

2846 -

عن أبي ذر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "كيف تصنع إذا خرجت منه؟ " أي المسجد النبوي، قال: آتي الشام، قال "كيف تصنع إذا خرجت منها؟ " قال: أعود إليه، أي المسجد، قال "كيف تصنع إذا خرجت منه؟ " قال: أضرب بسيفي،

(1) 14/ 55 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)

(2)

وهو في "جامعه"(34)

ص: 4086

قال "أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا؟ قال: تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك"

قال الحافظ: ولأحمد وأبي يعلى من طريق أبي حرب بن أبي الأسود عن عمه عن أبي ذر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: فذكره، وعند أحمد أيضاً من طريق شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن أبي ذر نحوه" (1)

له عن أبي ذر طرق:

الأول: يرويه معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عمه عن أبي ذر قال: أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله، فقال "ألا أراك نائما فيه؟ " قلت: يا نبي الله غلبتني عيني، قال "كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ " قال: آتي الشام الأرض المقدسة المباركة، قال "كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ " قال: ما أصنع يا نبي الله، أضرب بسيفي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا، تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك"

أخرجه أحمد (5/ 156) والدارمي (1406) وابن أبي عاصم في "السنة"(1074) وأبو يعلى (مختصر إتحاف السادة 6/ 445) وابن حبان (6668) من طرق عن معتمر بن سليمان به.

ورواته ثقات غير عم أبي حرب ترجمه الحسيني في "الإكمال"(ص 611) والحافظ في "التعجيل"(2/ 638) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا ابن أخيه أبو حرب فهو مجهول.

الثاني: يرويه كَهْمَس بن الحسن التميمي ثنا أبو السَّلِيْل ضُرَيْب بن نُقَيْر القيسي عن أبي ذر قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو عليّ هذه الآية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] حتى فرغ من الآية، ثم قال "يا أبا ذر، لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم" قال: فجعل يتلو بها ويرددها عليّ حتى نعست، ثم قال "يا أبا ذر، كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ " قلت: إلى السعة والدعة انطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة، قال "كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟ " قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة، قال "وكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟ " قلت: إذاً والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي، قال "أو خير من ذلك" قلت: أو خير من ذلك، قال "تسمع وتطيع وإنْ كان عبدا حبشيا".

(1) 4/ 16 - 17 (كتاب الزكاة- باب ما أدي زكاته فليس بكنز)

ص: 4087

أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 178 - 189) وأحمد بن منيع في "مسنده"(مصباح الزجاجة 4/ 241) وابن ماجه (4220) والنسائي في "الكبرى"(11603) وابن حبان (6669) وفي "الثقات"(4/ 390) والطبراني في "الأوسط"(2495) والحاكم (2/ 492) من طرق عن كهمس به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا إنه منقطع، أبو السليل لم يدرك أبا ذر، قاله في التهذيب" مصباح الزجاجة 4/ 241

الثالث: يرويه شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي ذر قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فاضطجع فيه، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا مضطجع فغمزني برجله، فاستويت جالسا، فقال لي "يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت منها؟ " فقلت: أرجع إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بيتي، قال "فكيف تصنع إذا أخرجت؟ " فقلت: إذاً آخذ بسيفي فأضرب به من يخرجني، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يده على منكبي، فقال "غفراً يا أبا ذر، ثلاثا، بل تنقاد معهم حيث قادوك، وتنساق معهم حيث ساقوك ولو عبدا أسود"

أخرجه أحمد (5/ 144) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي أنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر به.

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مكي.

والحديث اختلف فيه على شهر بن حوشب، فقال عبد الحميد بن بهرام: ثنا شهر حدثتني أسماء بنت يزيد أنّ أبا ذر كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت الحديث.

أخرجه أحمد (6/ 457) عن هاشم بن القاسم البغدادي ثنا عبد الحميد به.

قال الهيثمي: وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق" المجمع 5/ 223

قلت: شهر مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون فهو حسن الحديث.

وأخرجه أيضاً أبو نعيم في "الحلية"(1/ 352) من طريق جُبارة بن المغلس ثنا عبد الحميد بن بهرام به.

2847 -

حديث البراء: "كيف تقولون في رجل انفلتت منه راحلته بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب وعليها له طعام وشراب فطلبها حتى شقّ عليه"

ص: 4088

قال الحافظ: ذكر مسلم (2746) من حديث البراء لهذا الحديث المرفوع سببا، وأوله: فذكره: فذكر معناه، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي هريرة مختصرا: ذكروا الفرح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجل يجد ضالته فقال "لله أشد فرحا" الحديث" (1)

صحيح

وحديث أبي هريرة له عنه طرق:

الأول: يرويه عجلان مولى المُشْمَعِل عن أبي هريرة قال: ذكروا الفرح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا الضالة يجدها الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أشد فرحا بتوبة أحدكم من الضالة يجدها الرجل بأرض الفلاة"

أخرجه ابن حبان (621) عن عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عثمان بن عمر ثنا ابن أبي ذئب عن عجلان به.

وإسناده حسن، عجلان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس به بأس، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه أبو صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة مرفوعاً "والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة"

أخرجه مسلم (2675)

الثالث: يرويه عبد الرحمن بن هُرمز الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً "لله أشد فرحا بتوبة أحدكم، من أحدكم بضالته، إذا وجدها"

أخرجه مسلم (4/ 2102)

الرابع: يرويه همام بن منبه عن أبي هريرة

أخرجه مسلم (4/ 2102)

الخامس: يرويه موسى بن يسار المدني عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 500) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا محمد بن إسحاق عن موسى بن يسار به.

وابن إسحاق صدوق يدلس، ويزيد وموسى ثقتان.

(1) 13/ 353 - 354 (كتاب الدعوات- باب التوبة)

ص: 4089

2848 -

عن ابن عباس قال: طلق رُكانة بن عبد يزيد امرأته ثلاثاً في مجلس واحد فحزن عليها حزنا شديدا، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم "كيف طلقتها؟ " قال: ثلاثاً في مجلس واحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما تلك واحدة فارتجعها إنّ شئت" فارتجعها.

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّما تلك واحدة فارتجعها"

2849 -

قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "كيف قال حسان؟ "

فأنشده: عدمت بنيتي إنْ لم تروها تثير النقع مطلعها كداء

فتبسم وقال "ادخلوها من حيث قال حسان"

قال الحافظ: وللبيهقي من حديث ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا أبا بكر كيف قال حسان؟ ".

2850 -

عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "كيف لك بلا إله إلا الله غدا؟ " وأنزل الله هذه الآية (2).

قال الحافظ: روى البزار من طريق حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (3)

هو طرف من حديث علق البخاري طرفا منه في أول كتاب الديات (15/ 208) وتكلم عليه الحافظ هناك وفي "تغليق التعليق"(5/ 242) فراجعه.

2851 -

"كيف يفلح قوم دموا وجه نبيهم؟ "

ذكر الحافظ أنه عند مسلم (1791")(4)

2852 -

حديث أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أُحُد وشُجَّ وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال "كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ " فأنزل الله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128].

(1) 4/ 182 (كتاب الحج- باب من أين يخرج من مكة؟)

(2)

يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94]

(3)

9/ 327 (كتاب التفسير: سورة النساء- باب {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94])

(4)

7/ 330 (كتاب أحادث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

ص: 4090

قال الحافظ: فعند أحمد (3/ 99 و 206 و 253 و288) ومسلم (1791) من حديث أنس: فذكره" (1)

2853 -

حديث ابن عمر "الكبائر تسع" فذكر السبع المذكورة وزاد "الإلحاد في الحرم، وعقوق الوالدين"

قال الحافظ: ولابن عمر فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد، والطبري في "التفسير" وعبد الرزاق والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" وإسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" مرفوعاً وموقوفاً قال: فذكره"(2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أولياء الله المصلون"

2854 -

"الكبائر كل ذنب أدخل صاحبه النار"

قال الحافظ: وقد أخرج إسماعيل القاضي بسند فيه ابن لَهيعة عن أبي سعيد مرفوعاً: فذكره" (3)

2855 -

حديث ابن عباس رفعه: "الكبر السفه عن الحق وغمص الناس" فقال: يا نبي الله وما هو؟ قال "السفه أن يكون لك على رجل مال فينكره فيأمره رجل بتقوى الله فيأبى، والغمص أن يجيئ شامخا بأنفه، وإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم لم يسلم عليهم ولم يجلس إليهم محقرة لهم"

قال الحافظ: وأخرج عبد بن حميد من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (4)

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(673) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا سالم بن عبيد عن أبي عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّه سمع ابن عباس رفعه "ما على الأرض رجل يموت وفي قلبه من الكبر مثقال حبَّة من خردل إلا جعله الله في النار" فلما سمع بذلك عبد الله بن قيس الأنصاري بكى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا عبد الله بن قيس لم تبكي؟ " قال: من كلمتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أبشر فإنك في الجنة" قال: فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فغزا فقتل فيهم شهيدا. فأعادها ثلاث مرات فقال رجل من الأنصار: يا نبي الله إني أحبّ أن أتجمل بحمالة سيفي وبغسل ثيابي من الدرن وبحسن الشراك والنعلين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ليس ذاك أعني، إنما الكبر من سفه عن الحق وغمص الناس" فقال: يا نبي الله، وما السفه عن الحق وغمص

(1) 9/ 295 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128])

(2)

15/ 199 (كتاب الحدود- باب قذف المحصنات)

(3)

15/ 201 (كتاب الحدود- باب رمي المحصنات)

(4)

13/ 102 (كتاب الأدب- باب الكبر)

ص: 4091

الناس؟ قال "السفه عن الحق أن يكون لك على رجل مال فينكر ذلك ويزعم أنه ليس عليه شيء فيأمره رجل بتقوى الله عز وجل فيقول: اتق الله يعني فيقول لئن لم اتق الله حتى تأمرني لقد هلكت فذلك الذي سفه عن الحق" وسأله عن غمص الناس فقال "هو الذي يجيء شامخا بأنفه فإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم لم يسلم عليهم ولم يجلس إليهم محقرة لهم فذلك الذي يغمص الناس" فقال عند ذلك النبي صلى الله عليه وسلم "من رفع ثوبه وخصف النعل وركب الحمار وعاد المملوك إذا مرض وحلب الشاة فقد برء من العظمة"

وأخرجه ابن منده في "الصحابة"(الإصابة 6/ 198) وأبو نعيم في "الصحابة"(4451) من طريق الحسن بن علي الحُلواني ثنا يزيد بن هارون به.

قال الحلواني: أبو عبد الله هو موسى الجهني.

وقال الحافظ: رجاله ثقات" الإصابة 6/ 198

قلت: سالم بن عبيد لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات.

2856 -

"الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(552) عن عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ثنا الأعمش ثنا أبو إسحاق عن أبي مسلم الأغر حدثه عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعاً "قال الله عز وجل: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني بشيء منهما عذبته"

وأخرجه مسلم (2620) والطبراني في "الأوسط"(4692) وأبو الشيخ في "الأقران"(98) وتمام (1392) والبيهقي في "الشعب"(7808) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(37) من طرق عن عمر بن حفص به.

وأخرجه الخرائطي في "المساوئ"(581) عن أحمد بن بديل الأيامي ثنا حفص بن غياث به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9249) من طريق يوسف بن ميمون القرشي عن الأغر به.

- ورواه عطاء بن السائب واختلف عنه:

(1) 17/ 207 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22])

ص: 4092

• فقال غير واحد: عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعاً "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما أدخلته جهنم"

منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه أحمد (2/ 376)

2 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (1149) وإسحاق (285) وأحمد (2/ 248) والقضاعي (1465)

3 -

إسماعيل بن عُلية.

أخرجه أحمد (2/ 427) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(195) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(38) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 10)

4 -

عمار بن محمد الثوري.

أخرجه أحمد (2/ 442) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(195)

5 -

أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله اليشكري.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1047)

6 -

إبراهيم بن طهمان الخراساني.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3592)

7 -

عمرو بن عبيد.

أخرجه الخرائطي (581)

8 -

موسى بن أعين الجزري.

أخرجه أبو طاهر السلفي في "معجم السفر"(651)

• ورواه محمد بن فضيل الكوفي عن عطاء واختلف عنه:

فقال غير واحد: ثنا ابن فضيل عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة، منهم:

1 -

ابن أبي شيبة (9/ 89)

2 -

أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني.

أخرجه القضاعي (1464)

ص: 4093

3 -

محمد بن المثنى.

أخرجه القضاعي (1464)

وقال عبد الله بن سعيد الكندي: ثنا ابن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه ابن حبان (5672)

• ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء واختلف عنه:

فقال إسحاق بن راهويه (285): أنا جرير عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة.

وقال محمد بن قدامة: عن جرير عن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه القضاعي (1463)

• ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن عطاء واختلف عنه:

فقال هناد بن السري في "الزهد"(825): ثنا أبو الأحوص عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة.

وأخرجه أبو داود (4090) وابن ماجه (4174) عن هناد به.

وتابعه الطيالسي (ص 314) عن أبي الأحوص به.

وقال أبو الجوّاب أحوص بن جوّاب الكوفي: ثنا أبو الأحوص عن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن عمرو مرفوعاً.

أخرجه ابن عدي (5/ 2001)

وقال: وهذه الرواية عن عطاء غير محفوظة"

• ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه ابن ماجه (4175) وابن عدي (5/ 2000) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 310) وابن بشران (1547) والواحدي في "الوسيط"(4/ 101)

• ورواه عمار بن رزيق الضَّبِّي التميمي الكوفي عن عطاء عن الأغر عن أبي سعيد وأبي هريرة.

ص: 4094

أخرجه ابن عدي (5/ 2001) والخطيب في "التاريخ"(13/ 290)

• ورواه حماد بن سلمة واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن حماد عن عطاء عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة، منهم:

1 -

الطيالسي (ص 314)

2 -

هُدبة بن خالد القيسي البصري.

أخرجه ابن حبان (328)

3 -

الهيثم بن جميل البغدادي.

أخرجه الخرائطي (581)

وقال عفان بن مسلم الصفار البصري: ثنا حماد عن سهيل عن عطاء عن الأغر عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 414)

وقال غير واحد: ثنا حماد عن عطاء عن سلمان الأغر عن أبي هريرة، منهم:

1 -

موسى بن إسماعيل التبوذكي.

أخرجه أبو داود (4090)

2 -

إبراهيم بن الحجاج السامي.

أخرجه ابن حبان (5671)

3 -

سليمان بن حرب البصري.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7809)

وقال سهل بن بكار بن بشر الدارمي: ثنا حماد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.

أخرجه الحاكم (1/ 61)

وحديث الثوري ومن تابعه أصح.

وإسناده حسن.

ص: 4095

2857 -

"الكذب يجانب الإيمان"

قال الحافظ: أخرج البيهقي في "الشعب" بسند صحيح عن أبي بكر الصديق قال: فذكره، وأخرجه عنه مرفوعا وقال: الصحيح موقوف" (1)

موقوف صحيح

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(736) ووكيع في "الزهد"(399) عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر يقول: إياكم والكذب، فإنّ الكذب مجانب للإيمان"

وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 592) وهناد في "الزهد"(1368) عن وكيع به.

وأخرجه اللالكائي في "السنة"(1873) من طريق سفيان بن عُيينة عن ابن المبارك به.

وأخرجه أحمد (1/ 5)

عن زهير بن معاوية الكوفي

وابن أبي عمر العدني في "الإيمان"(56)

عن مروان بن معاوية الفزاري

و (57)

عن المرزبان بن مسروق الكندي

والواحدي في "الوسيط"(3/ 86)

عن موسى بن أعْيَن الجَزَري

وابن عدي (1/ 43)

عن معتمر بن سليمان

وعن سفيان الثوري

والخلال في "السنة"(1467) والدارقطني في "العلل"(1/ 258 - 259)

عن يحيى القطان

(1) 13/ 121 (كتاب الأدب - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 119])

ص: 4096

وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 40)

عن نعيم بن حماد

والبيهقي في "الكبرى"(10/ 196 - 197)

عن جعفر بن عون الكوفي

وفي "الشعب"(4468)

عن يعلي بن عبيد الطنافسي

وعن علي بن عاصم الواسطي

والعدني (54) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(475) وفي "المكارم"(121)

عن سفيان بن عيينة

كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي بكر قوله.

قال البيهقي: هذا موقوف، وهو الصحيح، وقد روي مرفوعاً"

واختلف فيه على إسماعيل بن أبي خالد:

فرواه غير واحد عن إسماعيل عن قيس عن أبي بكر مرفوعاً، منهم:

1 -

يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية.

أخرجه ابن عدي (1/ 43) والبيهقي في "الشعب"(4466) من طريق هارون بن حاتم الكوفي ثنا ابن أبي غنية به.

2 -

جعفر بن زياد الأحمر.

أخرجه ابن عدي (1/ 43) والبيهقي في "الشعب"(4467)

وقال: هذا إسناد ضعيف والصحيح أنه موقوف"

3 -

عمرو بن ثابت بن أبي المقدام.

قاله الدارقطني في "العلل"

4 -

أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

قاله الدارقطني.

وقال: لا يثبت رفعه عنه"

ص: 4097

5 -

يزيد بن هارون الواسطي.

قاله الدارقطني.

وقال: لا يثبت رفعه عنه"

وقال: لم يرفعه إلا إسماعيل، فإنه اختلف عنه فيه، فرفعه عنه يحيى بن عبد الملك بن أبي كنية وجعفر بن زياد الأحمر وعمرو بن ثابت بن أبي المقدام، ووقفه غيرهم عن إسماعيل، والصحيح منه قول من وقفه"

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد إسماعيل به بل تابعه:

1 -

بيان بن بشر الكوفي.

أخرجه العدني (54 و 55) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(475) وفي "المكارم"(121) واللالكائي (1872) من طرق عن بيان به.

وإسناده صحيح.

2 -

أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.

أخرجه الخلال (1470)

3 -

مُجَالد بن سعيد الهَمْداني.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(544) والخلال (1467)

2858 -

"الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 416) وأبو يعلى (5932) والطحاوي في "المشكل"(2053) وابن حبان (5776)

(1) 9/ 432 (كتاب التفسير: سورة يوسف- باب قوله {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} [يوسف: 6])

ص: 4098

عن حماد بن سلمة (1)

وأحمد (2/ 332)

عن محمد بن بشر العبدي

والبخاري في "الأدب المفرد"(605) والترمذي (5/ 293)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

والترمذي (3116)

عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني

و (5/ 293)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

والطحاوي (2052)

عن سليمان بن بلال المدني

والحاكم (2/ 346 - 347)

عن يزيد بن هارون

و (2/ 570 - 571)

عن سعيد بن عامر الضُّبَعي

وتمام (547)

عن محمد بن خالد الوهبي

كلهم عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعا.

(1) هكذا رواه عفان بن مسلم البصري وهدبة بن خالد القيسي وعاصم بن علي الواسطي وأبو نصر

عبد الملك بن عبد العزيز التمار عن حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

وخالفهم مؤمل بن إسماعيل البصري فرواه عن حماد عن عطاء بن السائب عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2678)

والأول أصح، ومؤمل كثير الخطأ.

قال الدارقطني: وهم فيه مؤمل، والصحيح الأول" العلل 8/ 22

ص: 4099

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده حسن، ومحمد بن عمرو أخرج له مسلم في المتابعات، وللحديث شاهد من حديث ابن عمر أخرجه البخاري فهو به صحيح.

2859 -

"الكفن من جميع المال"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث علي، وإسناده ضعيف. وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" من حديث جابر وحكى عن أبيه أنه منكر" (1)

ضعيف جداً

وحديث علي يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي واختلف عنه:

- فرواه يحيى بن محمد البخاري عن محمد بن صدقة الفروي عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي مرفوعاً.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7397)

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى البخاري"

- ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي موقوفاً.

أخرجه البيهقي (4/ 7)

وحسين بن عبد الله بن ضميرة قال أحمد: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب، وقال البخاري: منكر الحديث.

وأما حديث جابر فذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 370) قال: سألت أبي عن حديث رواه ثمامة البصري عن أبي الزبير عن جابر قال: الكفن من جميع المال. قال أبي: هذا حديث منكر"

2860 -

"الكلب الأسود شيطان"

قال الحافظ: في حديث أبي ذر: فما يقطع الصلاة؟ قال: فذكره، أخرجه مسلم (510")(2)

(1) 3/ 383 (كتاب الجنائز- باب الكفن من جميع المال)

(2)

7/ 149 (كتاب بدء الخلق- باب صفة إبليس)

ص: 4100

2861 -

"الكمأة من المن"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنّ أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: الكمأة جدري الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "العجوة من الجنة

"

2862 -

"الكنود الذي يأكل وحده، ويمنع رِفدَه، ويضرب عبده"

قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره" (2)

له عن أبي أمامة طريقان:

الأول: يرويه جعفر بن الزبير الدمشقي عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعاً.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 278) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 542) الطبراني في "الكبير"(7958) والواحدي في "الوسيط"(4/ 544 - 545)

قال ابن حبان: روى جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة نسخة موضوعة أكثر من مائة حديث منها: فذكر هذا الحديث" المجروحين 1/ 212

وقال ابن كثير: هذا إسناد ضعيف، جعفر بن الزبير متروك"

وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف" المجمع 7/ 142

وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 8/ 603

قلت: بل ضعيف جداً، قال البخاري وجماعة: جعفر بن الزبير متروك الحديث. وكذبه شعبة.

ولم ينفرد به بل تابعه أبو عمرو عن القاسم عن أبي أمامة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7778) عن عبدان بن أحمد ثنا محمد بن مسمع الصفار البصري ثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو به.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 7/ 142

قلت: أبو عمرو لم أعرفه (3)، والوليد بن مسلم مدلس ولم يذكر سماعا من أبي عمرو.

(1) 12/ 270 (كتاب الطب- باب المن شفاء للعين)

(2)

10/ 357 (كتاب التفسير- سورة والعاديات)

(3)

ويحتمل أنّه الأوزاعي، والله أعلم.

ص: 4101

الثاني: يرويه حَرِيْز بن عثمان ثني حمزة بن هانئ عن أبي أمامة قال: الكنود الذي يمنع رفده، وينزل وحده، ويضرب عبده.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(160) والعباس الدوري في "التاريخ"(4/ 485) والطبري في "تفسيره"(30/ 278) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 78) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 595 و 596) من طرق عن حريز بن عثمان به.

وحمزة بن هانئ قال أبو حاتم (العلل 2/ 78): لم يرو عنه غير حريز بن عثمان، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 608): مجهول. وقال في موضع آخر: لا يعرف. لكن شيوخ حريز وثقوا (الميزان 4/ 597). وقال الحافظ في "التقريب"(ص 702): لا يعرف.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات.

2863 -

"الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت"

قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من طريق ابن عمر رفعه: فذكره. قال: إنّه حسن صحيح" (1)

صحيح

وله عن ابن عمر طريقان:

الأول: يرويه عطاء بن السائب عن محارب بن دِثار عن ابن عمر واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن عطاء عن محارب عن ابن عمر مرفوعا.

أخرجه أحمد (2/ 112) والحاكم (3/ 543) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(326) من طرق عن حماد بن زيد ثنا عطاء بن السائب قال: قال لي محارب بن دثار: ما سمعت سعيد بن جبير يذكر عن ابن عباس في الكوثر؟ فقلت: سمعته يقول: قال ابن عباس: هذا الخير الكثير. فقال محارب: وسبحان الله ما أقل ما يسقط لابن عباس قول، سمعت ابن عمر يقول: لما أنزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هو نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على جنادل الدر والياقوت، شرابه أحلى من العسل، وأشد بياضا من اللبن، وأبرد من الثلج، وأطيب من ريح المسك"

قال: صدق ابن عباس هذا والله الخير الكثير.

وأخرجه أحمد (2/ 67 و 158)

(1) 10/ 363 (كتاب التفسير- سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} [الكوثر: 1])

ص: 4102

عن ورقاء بن عمر اليشكري

وابن أبي شيبة (11/ 440 و13/ 144) وهناد في "الزهد"(132) وابن ماجه (4334) والترمذي (3361) والطبري في "تفسيره"(30/ 324) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 558) والآجري في "الشريعة"(1085) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(326) والبغوي في "شرح السنة"(4341) وفي "معالم التنزيل"(7/ 302) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(710) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(904)

عن محمد بن فضيل الكوفي

والطيالسي (ص 261) والدارمى (2840) والبيهقي في "البعث"(ص 116)

عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي

والطبري (30/ 425) والآجري في "الشريعة"(1084)

عن إسماعيل بن عُلية

وأبو نعيم في "صفة الجنة"(326)

عن سيد بن زيد البصري

كلهم عن عطاء عن محارب عن ابن عمر مرفوعاً.

- ورواه هشيم عن عطاء عن محارب عن ابن عمر موقوفاً.

أخرجه الطبري (30/ 320)

وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(66) والطبري (30/ 320)

والأول أصح لأنّ عطاء بن السائب كان قد اختلط، وسماع حماد بن زيد منه قبل اختلاطه، وسماع الباقين من عطاء كان بعد اختلاطه إلا أبا عوانة فإنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده، وإلا سعيد بن زيد فإني لم أر من صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وقال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قالا.

ص: 4103

الثاني: يرويه السري بن عاصم ثنا إسماعيل بن علية عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة أراه عن ابن عمر مرفوعاً "الكوثر نهر في الجنة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13306) و"الأوسط"(9242)

وقال: لم يَرو هذا الحديث موصولا عن عمارة بن أبي حفصة إلا ابن علية، تفرد به السري بن عاصم"

قلت: السري بن عاصم هو ابن سهل الهمداني قال ابن عدي: يسرق الحديث.

وكذبه ابن خراش.

2864 -

"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها"

سكت عليه الحافظ (1).

ضعيف

وهو من حديث شداد بن أوس وله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن ضَمْرة بن حبيب عن شداد بن أوس به مرفوعاً إلا أنه قال "والعاجز" مكان "والأحمق" وزاد "وتمنى على الله عز وجل"

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(171) عن أبي بكر بن أبي مريم به.

وأخرجه الطيالسي (ص 153) عن ابن المبارك به.

ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 267 و 8/ 174) والبيهقي في "الشعب"(10062) وفي "السنن"(3/ 369)

وأخرجه أحمد (4/ 124) وفي "الزهد"(ص 472) وابنه في "زيادات الزهد"(1/ 69) والترمذي (2459) والبزار (3489) والطبراني في "الكبير"(7143) وفي "مسند الشاميين"(1485) وابن عدي (2/ 472) والحاكم (1/ 57 و 4/ 251) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 267 و 8/ 174) والسكن بن جميع في "حديثه"(ص 418) والقضاعي (185) والبيهقي (3/ 369) والخطيب في "التاريخ"(12/ 50) والبغوي في "شرح السنة"(4116) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(354) من طرق عن ابن المبارك به.

(1) 11/ 257 (كتاب النكاح- باب طلب الولد)

ص: 4104

ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه:

1 -

بقية بن الوليد الحمصي.

أخرجه ابن ماجه (4260) وابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس"(1) وابن عدي (2/ 472) والبغوي في "شرح السنة"(4117)

2 -

عيسى بن يونس الكوفي.

أخرجه الترمذي (2459)

3 -

محمد بن حمير الحمصي.

أخرجه البيهقي في "الآداب"(1130) وفي "السنن"(3/ 369)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط البخاري"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا والله أبو بكر واه"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

ولم يتعقبه الذهبي بشيء.

بإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

الثاني: قال الطبراني في "الكبير"(7141) وفي "مسند الشاميين"(463): ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي مكحول ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي قال: سمعت أبي يحدث عن ثور بن يزيد وغالب بن عبد الله عن مكحول عن عبد الرحمن بن غَنْم عن شداد به مرفوعا.

وأخرجه في "الصغير"(863) عن البيروتي به إلا أنه أسقط منه "غالب بن عبد الله".

وعنه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 267 - 268)

وإسناده ضعيف جداً، قال الذهبي في "الميزان": عمرو بن بكر السكسكي واه أحاديثه شبه موضوعة.

***

ص: 4105