المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف اللام 2980 - حديث بريدة بن الحصيب قال: لما كان - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٦

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف اللام 2980 - حديث بريدة بن الحصيب قال: لما كان

‌حرف اللام

2980 -

حديث بريدة بن الحصيب قال: لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء فرجع ولم يفتح له، فلما كان الغد أخذه عمر فرجع ولم يفتح له، وقتل محمود بن سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لأدفعن لوائي غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله"

قال الحافظ: عند أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم من حديث بريدة بن الحصيب قال: فذكره، وعند ابن إسحاق نحوه من وجه آخر.

وقال: وفي حديث بريدة "إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله"

وقال: وفي حديث بريدة "لا يرجع حتى يفتح الله له"

وقال. وفي حديث بريدة: فما منا رجل له منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل حتى تطاولت أنا لها، فدعا عليا وهو يشتكي عينه فمسحها ثم دفع إليه اللواء.

وقال: وعن بريدة في "الدلائل" للبيهقي: فما وجعها عليّ حتى مضى لسبيله" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله"

2981 -

قوله صلى الله عليه وسلم في قصة العَسِيف "لأقضين بينكما بكتاب الله"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 15/ 148 - 152) من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد.

(1) 9/ 16 و 17 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

(2)

17/ 53 (كتاب الاعتصام- باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي)

ص: 4249

2982 -

"لَأنَ أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تفضي إليّ أحبّ إليّ من أن أجلس على قبر"

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (971) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (1)

ولفظه عنده "لأَن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر"

2983 -

"لَأَنْ أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2695) من حديث أبي هريرة" (2)

2984 -

"لَأَنْ يتصدق أحدكم في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق عند موته بمائة"

قال الحافظ: وروى أبو داود وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد الخدري: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه أبو داود (2866) وابن حبان (3334) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا ابن أبي ذئب عن شُرحبيل عن أبي سعيد مرفوعاً "لأن يتصدق المرء في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة درهم عند موته" لفظ ابن حبان.

وإسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد الخطمي المدني.

2985 -

"لَأَنْ يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده"

قال الحافظ: وردّ ابن حزم التأويل المتقدم بأنّ لفظ حديث أبي هريرة عند مسلم (971): فذكره" (4)

(1) 3/ 466 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر)

(2)

13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله عز وجل

(3)

6/ 304 (كتاب الوصايا- باب الصدقة عند الموت)

(4)

3/ 467 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر)

ص: 4250

2986 -

"لَأنْ يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزنى بامرأة جاره"

قال الحافظ: وقد روى أحمد من حديث المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرام. قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أحمد (6/ 8) والبخاري في "الأدب المفرد"(103) والبزار (2115) والطبراني في "الكبير"(20/ 256 - 257) و"الأوسط"(6329) والبيهقي في "الشعب"(9105) والأصبهاني في "الترغيب"(881) والمزي (25/ 261 - 262) من طرق عن محمد بن فضيل بن غزوان ثنا محمد بن سعد الأنصاري قال: سمعت أبا ظَبية الكَلَاعي يقول: سمعت المقداد بن الأسود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟ " قالوا: حرّمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه "لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر (2) عليه من أن يزني بامرأة جاره" قال: فقال "ما تقولون في السرقة؟ " قالوا: حرّمها الله ورسوله فهي حرام، قال "لأنْ يسرق الرجل من عشرة (3) أبيات أيسر عليه من أن يسرق من (4) جاره" اللفظ لأحمد.

قال البزار: وهذا الحديث لا نحفظ أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا المقداد"

وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن المقداد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن فضيل"

وقال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" الترغيب 3/ 352 - المجمع 8/ 168

قلت: وإسناده حسن، ابن فضيل وأبو ظبية ثقتان، ومحمد بن سعد قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

2987 -

"لَأنْ يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحا يتخضخض خير له من أن يمتلئ شعرا"

قال الحافظ: ووقع في حديث عوف بن مالك عند الطحاوي والطبراني: فذكره، وسنده حسن" (5)

(1) 10/ 110 (كتاب التفسير- سورة الفرقان- باب قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68])

(2)

ولفظ الطبراني "خير له"

(3)

زاد البخاري "أهل"

(4)

زاد البخاري والطبراني "بيت"

(5)

13/ 166 (كتاب الأدب- باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر)

ص: 4251

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 295) والطبراني في "الكبير"(18/ 78) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شِمَاسة عن عوف بن مالك به مرفوعا.

واللفظ للطبراني إلا أنّه قال "إلي لهامته" مكان "إلى لهاته"

ولفظ الطحاوي: لأن يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى لهاته قيحا يتمخض مثل السقاء خير له من أن يمتلئ شعرا"

قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 8/ 121

قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة.

قال الحافظ في "الفتح" في مواضع: ابن لهيعة ضعيف (تجريد أسماء الرواة ص 83)

وخالفه الليث بن سعد فرواه عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن عوف بن مالك موقوفاً.

أخرجه السرقسطي في "الغريب"(2/ 950) والخطابي في "الغريب"(2/ 503) من طريقين عن الليث به.

وهذا أصح.

وللحديث شاهد عن مالك بن عمير مرفوعاً "لأن يمتلئ ما بين لَبَّتِكَ إلى عانتك قيحا خير من أن يمتلئ شعرا"

أخرجه الحسن بن سفيان كما في "الإصابة"(9/ 62) وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(2069) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 44) والطبراني في "الكبير"(19/ 294 - 295) وأبو نعيم في "الصحابة"(6029) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر"(37 و 43) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا أبو صخر واصل بن يزيد بن واصل السلمي الناصري ثني أبي وعمومتي عن جدي مالك بن عمير به.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 120

قلت: ويعقوب بن محمد الزهري قال أبو زرعة: واهي الحديث.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد ثنا واصل بن يزيد به.

ص: 4252

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7474)

وله شواهد أخرى في الصحيحين وغيرهما لكن ليس في شيء منها قوله "من عانته إلى لهاته يتخضخض"(1)

2988 -

عن بريدة قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاءه رجل ومعه حمار، فقال: يا رسول الله، اركب، وتأخر الرجل، فقال:"لَأَنْتَ أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي" قال: قد جعلته لك، فركب.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد، وصححه ابن حبان والحاكم من طريق حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: فذكره.

وهذا الرجل هو معاذ بن جبل، بينه حبيب بن الشهيد في روايته عن عبد الله بن بريدة لكنّه أرسله، أخرجه ابن أبي شيبة من طريقه، وقد وجدت له شاهدا من حديث النعمان بن بشير أخرجه الطبراني وفيه زيادة الاستثناء، وأخرج أحمد من حديث قيس بن سعد بدون هذه الزيادة" (2)

يرويه عبد الله بن بريدة واختلف عنه:

- فقال حسين بن واقد المروزي: ثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: فذكره.

أخرجه أحمد (5/ 353) وابن حبان (4735)

عن زيد بن الحباب العُكْلي

وأبو داود (2572) والترمذي (2773) والسياق له والبيهقي (5/ 258) وفي "الآداب"(951)

عن علي بن حسين بن واقد

قالا: ثني حسين بن واقد به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

- وقال حبيب بن الشهيد البصري: عن عبد الله بن بريدة أنّ معاذ بن جبل أتى

(1) انظر "السلسة الصحيحة" للألباني حديث رقم 336

(2)

12/ 521 (كتاب اللباس- باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه)

ص: 4253

النبي صلى الله عليه وسلم بدابة ليركبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رب الدابة أحق بصدرها" فقال معاذ: فهي لك يا نبي الله، فركب النبي صلى الله عليه وسلم وأردف معاذا.

مرسل

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 561) عن معاذ بن معاذ العنبري ثنا حبيب بن الشهيد به.

وأخرجه البيهقي (5/ 258) من طريق سعدان بن نصر بن منصور البغدادي ثنا معاذ بن معاذ به.

وحديث النعمان بن بشير أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(180) من طريق موسى بن أيوب النصيبي ثنا محمد بن شعيب عن صدقة مولى عبد الرحمن بن الوليد عن محمد بن علي بن الحسين قال: خرجت أمشي مع جدي حسين بن علي إلى أرضه فأدركنا ابن النعمان بنّ بشير على بغلة له فنزل عنها وقال لحسين: اركب أبا عبد الله، فأبى. فلم يزل يقسم عليه حتى قال: أما إنك قد كلفتني ما أكره، ولكن أحدثك حديثا حدثتنيه أمي فاطمة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الرجل أحق بصدر دابته وفراشه والصلاة في بيته إلا إماما يجمع الناس" فاركب أنت على صدر الدابة وسأرتدف. فقال ابن النعمان: صدقت فاطمة، حدثني أبي وها هو ذا حي بالمدينة بمثل حديث فاطمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد فيه "إلا أن يأذن له" فلما حدثه ابن النعمان بهذا الحديث ركب حسين السرج وركب ابن النعمان خلفه.

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الإمتاع بالأربعين"(ص 53 - 54)

وقال: هذا حديث غريب، تفرد بسياقه هذا صدقة وهو ابن عبد الله السمين وهو ضعيف، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" من هذا الوجه في ترجمة محمد بن النعمان بن بشير عن أبيه، ووقع عنده غير مسمى في روايته فلعله عرف اسمه من موضع آخر، وقد رواه الحكم بن عبد الله الأيلي عن محمد بن علي بن الحسين إلا أنه خالف صدقة في بعض السياق"

قلت: أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 414) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن الحكم بن عبد الله الأيلي أنه سمع محمد بن علي بن حسين يقول: خرج الحسين وهو يريد أرضه التي بظاهر الحرة ونحن نمشي إذ أدركنا النعمان بن بشير على بغلة، فنزل فقربها إلى الحسين فقال: اركب أبا عبد الله، فكره ذلك، فلم يزل ذلك من أقسام النعمان حتى أطاع له الحسين بالركوب، قال: أما إذ أقسمت فقد كلفتني ما أكره فاركب على صدر دابتك فسأردفك فإني سمعت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه والصلاة في منزله إلا إماماً

ص: 4254

يجمع الناس عليه" فقال النعمان: صدقت بنت محمد رسول الله، سمعت أبي بشيرا يقول كما قالت فاطمة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إلا من أذن" فركب حسين على السرج وردفه الأنصاري.

قال الهيثمي: وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك" المجمع 8/ 108

وحديث قيس بن سعد له عنه طرق:

الأول: يرويه عبد العزيز بن عبد الملك بن مُليل البَلَوي القضاعي عن عبد الرحمن بن أبي أمية الضمري أنّ حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن عبادة في الفتنة الأولى وهو على فرس، فَأَخَّر عن السرج وقال: اركب، فأبى، فقال له قيس بن سعد: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "صاحب الدابة أولى بصدرها" فقال له حبيب: إني لست أجهل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أخشى عليك.

أخرجه أحمد (3/ 422) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(853) والطبراني في "الكبير"(3534) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(63)

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ

وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 180)

عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري

وعن أبي زرعة وهب الله بن راشد الحجري

والطبراني في "الأوسط"(1948)

عن عبد الله بن وهب

قالوا: ثنا حيوة بن شريح أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك به.

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن حبيب بن مسلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب"

كذا قال، وقد تابعه أبو عبد الرحمن المقرئ وغيره أيضاً كما تقدم.

ولم ينفرد حيوة به بل تابعه ابن لهيعة عن عبد العزيز بن عبد الملك به.

أخرجه ابن عبد الحكم (ص 180) والطبراني في "الكبير"(8/ 350 - 351)

وابن مليل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ص: 4255

وعبد الرحمن بن أبي أمية ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال أبو حاتم: لا يعرف.

الثاني: يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن قيس بن عبادة رفعه "صاحب الدابة أحق بصدرها"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 350) عن عليّ بن عبد العزيز البغوي ثنا القعنبي ثنا حسين بن عبد الله به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6546) من طريق أنس بن عياض المدني عن حسين بن عبد الله به.

وحسين بن عبد الله كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم.

وله طريق ثالثة تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة"

2989 -

عن عائشة قالت: أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فأرسل إلى كل امرأة من نسائه نصيبها، فلم ترض زينب بنت جحش نصيبها، فزادها مرّة أخرى فلم ترض، فقالت عائشة: لقد أقمأت وجهك تردّ عليك الهدية، فقال "لأنتنّ أهون على الله من أن تقمأنني، لا أدخل عليكنّ شهرا"

قال الحافظ: أخرج ابن سعد من طريق عمرة عن عائشة قالت: فذكرته، ومن طريق الزهري عن عروة عن عائشة نحوه وفيه: ذبح ذبحا فقسمه بين أزواجه، فأرسل إلى زينب بنصيبها فردته، فقال "زيدوها ثلاثا" كل ذلك ترده: فذكر نحوه" (1)

ضعيف جداً

أخرجه ابن سعد (8/ 188 - 189) عن الواقدي ثني أبو معشر ثني حارثة بن أبي الرجال قال: دخلت مع القاسم بن محمد على عمرة بنت عبد الرحمن، فقال القاسم: يا أم محمد في أي شيء هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه؟ فقالت عمرة: أخبرتني عائشة أنه أُهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية في بيتها، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه بنصيبها، وأرسل إلى زينب بنت جحش فلم ترض، ثم زادوها مرّة أخرى فلم ترض، فقالت عائشة: لقد أقمأت وجهك أن تردّ عليك الهدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأنتنّ أهون على الله من أن تقمئني، لا أدخل عليكن شهرا" قالت: فدخل في مشربة، وذكرت الحديث وفيه طول.

(1) 11/ 200 (كتاب النكاح - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها)

ص: 4256

وأخرج أيضاً (8/ 190) عن الواقدي ثني مالك وعبد الرحمن ابنا أبي الرجال عن أبيهما عن عمرة عن عائشة قالت: أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحم فقال "أهدي لزينب بنت جحش" قالت: فأهديت لها فردّته فقال "أقسمت عليك ألا زدتها" قالت: فزدتها حتى زدتها ثلاثاً، فقلت: لقد أقمأتك. فقال "لأنتنّ أهون على الله من أن تقمئنني، لا أدخل عليكن إلى تسع وعشرين، إنّ شهرنا هكذا، بيديه ثلاث مرات، ثم صنع في الثالثة مثله وقبض إحدى أصابعه"

وأخرج أيضاً (8/ 190 - 191) عن الواقدي ثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبحا فأمرني فقسمته بين أزواجه، فأرسل إلى زينب بنت جحش بنصيبها فردّته، فقال "زيدوها ثلاثا" كل ذلك تردّه. فقلت له: قد أقمأت وجهك حين ترد عليك الهدية، فقال "أنتن أهون على الله من أن تقمئنني، والله لا أدخل عليكن شهرا" وذكرت الحديث وفيه طول.

والواقدي قال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا.

2990 -

عن أنس قال: حسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر وقال: "لِأنَّه حديث عهد بربه"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (898) من طريق جعفر بن سليمان البصري عن ثابت عن أنس" (1)

2991 -

حديث عائشة قالت: لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الشهر تسع وعشرون، وإنّما والله أعلم بما قال في ذلك أنه قال حين هجرنا "لأهجرنكنَّ شهرا" ثم جاء لتسع وعشرين، فسألته فقال "إن شهرنا هذا كان تسعاً وعشرين"

قال الحافظ: أخرجه الطحاوي" (2)

له عن عائشة طرق:

الأول: يرويه عروة بن الزبير عن عائشة قالت: وقولهم، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ

الشهر تسع وعشرون، لا والله ما كذلك قال، أنا والله أعلم بما قال في ذلك، إنّما قال حين

(1) 3/ 173 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته)

(2)

14/ 378 (كتاب الإيمان والنذور - باب من حلف أن لا يدخل على أهله شهرا)

ص: 4257

هجرنا "لأهجركن شهرا" فجاء حتى ذهب تسع وعشرون ليلة. فقلت: يا نبي الله، إنك أقسمت شهرا، وإنما غبت عنا تسعا وعشرين ليلة، فقال "إن شهرنا هذا كان تسعا وعشرين ليلة"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 124) من طريق ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه به.

ورواته ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وأخرجه مسلم (2/ 763 و 1113) من طرق عن عبد الرزاق أنا مَعمر عن الزهري أني عروة عن عائشة قالت: لما مضى تسع وعشرون ليلة دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدأ بي، فقلت: يا رسول الله، إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدّهنّ، فقال "إنّ الشهر تسع وعشرون"

الثاني: ترويه عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهجرنا شهرا، فدخل علينا لتسع وعشرين، فقلنا: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تكلمنا شهرا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين، فقال "إنّ الشهر لا يتم"

أخرجه الطحاوي (3/ 124) من طريق أحمد بن خالد الوهبي ثنا ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة به.

وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، والباقون ثقات.

الثالث: يرويه عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لتسع وعشرين، فقلت له: إني ما خفيت عليّ منهن ليلة إنما مضت تسع وعشرون، فقال "إنّ الشهر تسع وعشرون"

أخرجه إسحاق في "مسند عاثشة"(1260) وأحمد (6/ 243) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا أبو عامر صالح بن رستم الخزاز عن ابن أبي مليكة به.

وإسناده حسن، صالح صدوق، وروح وعبد الله ثقتان.

2992 -

"لَئِن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"

قال الحافظ: رواه مسلم (2/ 798) أيضاً من وجه آخر عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم

قال: فذكره" (1)

(1) 5/ 148 (كتاب الصوم - باب صوم يوم عاشوراء)

ص: 4258

2993 -

حديث البراء قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، قال:"لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة أو فك الرقبة" قال: أوليستا بواحدة؟ قال "لا، إنّ عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، وصححه ابن حبان" (1)

صحيح

أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة"(277) والطيالسي (ص 100) عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي البجلي ثني طلحة بن مصرف اليامي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني عملا يدخلني الجنة؟ فقال "لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة وفك الرقبة" قال: أوليستا واحدا؟ قال "لا، عتق النسمة أن تفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها، والمنيحة الوَكوف والفَيءُ على ذي الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الصائم ومر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير".

ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(38) والخطابي في "الغريب"(1/ 704)

ومن طريق الطيالسي أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2743) والبيهقي (10/ 272 - 273) والخطيب في "الفقيه"(1/ 228 - 229)

وأخرجه أحمد (4/ 299) والدارقطني (2/ 135)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

وأحمد (4/ 299) والخرائطي في "المكارم"(1/ 432) وابن الجوزي في "البر والصلة"(391)

عن يحيى بن آدم الكوفي

وابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6807) والروياني (355) والطحاوي في "المشكل"(2744) والحاكم (2/ 217) والبيهقي (10/ 272 - 273) وفي "الشعب"(4026 و 4581) وفي "الآداب"(95) والواحدي في "الوسيط"(4/ 491) والبغوي في "شرح السنة"(2419)

(1) 10/ 332 - 333 (كتاب التفسير - سورة البلد)

ص: 4259

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

وابن حبان (374)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

والطحاوي (4/ 2 - 3)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

والدراقطني (2/ 135)

عن عَبيدة بن حُميد الكوفي

والبغوي في "شرح السنة"(2419)

عن محمد بن كثير العبدي

والخطابي في "الغريب"(1/ 67)

عن عاصم بن علي الواسطي

والشجري في "أماليه"(2/ 124) والمزي في "تهذيب الكمال"(22/ 632 - 633)

عن عبد الحميد بن صالح الكوفي

والبخاري في "الأدب المفرد"(69)

عن مالك بن إسماعيل النَّهْدي الكوفي

والروياني (354)

عن محمد بن سابق التميمي الكوفي

كلهم عن عيسى بن عبد الرحمن به.

وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن عيسى بن عبد الرحمن عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة مرسلاً.

أخرجه الطحاوي (4/ 3)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 240

ص: 4260

وقال الحافظ: حديث صحيح" الفتح 6/ 72

قلت: وهو كما قالوا.

2994 -

"لبثت مع صاحبي -يعني أبا بكر- في الغار بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا ثمر البرير"

قال الحافظ: وروى أحمد والحاكم من رواية طلحة البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بالمدينة عريف"

2995 -

حديث أبي هريرة: قلنا: يا رسول الله، حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال "لبنة من ذهب، ولبنة من فضة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان، وله شاهد عن ابن عمر أخرجه الطبراني وسنده حسن، وآخر عن أبي سعيد أخرجه البزار ولفظه "خلق الله الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة"، ووقع عند البيهقي في "البعث" في حديث أبي سعيد "إنّ الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة"(2)

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد.

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو مجاهد سعد بن عبيد الطائي ثني أبو المُدِلَّة عبيد الله بن عبد الله مولى أم المؤمنين عائشة أنّه سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول الله، إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا، وشممنا النساء والأولاد، قال "لو تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم" قال: قلنا: يا رسول الله، حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال "لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإِمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".

(1) 8/ 237 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة)

(2)

17/ 206 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22])

ص: 4261

أخرجه الطيالسي (ص 337) وأحمد (2/ 304 - 305 و 305) واللفظ له وهناد في "الزهد"(130) وعبد بن حميد (1420) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(4) والحارث (بغية الباحث 1071) وابن حبان (874 و 3428 و 7387) والطبراني في "الدعاء"(1315) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(100 و 136) والبيهقي (3/ 345 - 346 و 8/ 162 و 10/ 88) وفي "البعث"(258) وفي "الشعب"(6699) والخطيب في "الكفاية"(ص 367)

عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي

وابن أبي شيبة (3/ 6 - 7) وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(300) وأحمد (2/ 445) والبخاري في "الكنى"(ص 74) والدارمي (2824) وابن ماجه (1752) والترمذي (3598) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(5) وابن أبي حاتم في "تفسير"(2/ 544) والبغوي في "شرح السنة"(1395) والمزي (34/ 269 - 270)

عن سعدان الجهني القُبِّي

والحميدي (1150)

عن سفيان بن عيينة

وابن خزيمة (1901)

عن عمرو بن قيس الملائي

كلهم عن سعد الطائي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو مدلة إنما نعرفه بهذا الحديث"

وقال ابن حبان: أبو المدلة: اسمه عبيد الله بن عبد الله مدني ثقة"

وذكره في "الثقات"، وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير أبي مجاهد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف.

- ورواه حمزة الزيات واختلف عنه:

• فقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: ثنا حمزة الزيات عن سعد الطائي عن أبي المدلة عن أبي هريرة.

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(301)

• وقال ابن المبارك في "الزهد"(1075): أنا حمزة الزيات عن سعد الطائي عن رجل عن أبي هريرة.

ص: 4262

• وقال محمد بن فضيل: عن حمزة الزيات عن زياد الطائي عن أبي هريرة.

أخرجه الترمذي (2526) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 50)

وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل"

وقال الذهبي في "الميزان": زياد الطائي لا يعرف.

عن أبي مجاهد وأبي بدل عن أبي هريرة.

- ورواه عبد العزيز بن رفيع الأسدي عن أبي مجاهد وأبي بدل عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7107) عن محمد بن نوح بن حرب العسكري ثنا الحسن بن إسرائيل ثنا وكيع بن الجراح عن الحسن بن صالح عن عبد العزيز بن رفيع به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز بن رفيع إلا الحسن بن صالح، ولا عن الحسن إلا وكيع، تفرد به الحسن بن إسرائيل"

الثاني: يرويه مطر الوراق عن العلاء بن زياد العدوي عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ حائط الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة"

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(34) عن مطر به.

ومن طريقه أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(699) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(1/ 172 و 2/ 74) والبيهقي في "البعث"(256) وابن عساكر (7/ 348)

وإسناده حسن إن كان العلاء بن زياد سمع من أبي هريرة فإنه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

- ورواه قتادة واختلف عنه:

• فقال عمران بن داور القطان: عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 362) والبزار (كشف 3509)

عن أبي داود الطيالسي

والطبراني في "الأوسط"(2553) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 248) وفي "صفة الجنة"(137 و 236) والذهبي في "السير"(5/ 204 - 206)

عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري

قالا: ثنا عمران القطان به.

ص: 4263

قال الذهبي: إسناده قوي"

قلت: ولم ينفرد عمران القطان به بل تابعه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 249) والبيهقي في "البعث"(257)

• وقال معمر بن راشد: عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة قوله.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم 252) وعبد الرزاق (20875) وفي "تفسيره"(3/ 267) قالا: أنا معمر به.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(4391) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا ابن المبارك به.

• وقال سليمان التيمي: عن قتادة أن أبا هريرة قال: موقوف.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم 251)

والأول أصح لأنّ سعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس في قتادة.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 95 - 96) وفي "مسنده"(المطالب 4602) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 137/ ب) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(436) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(96 و 139 و 238)

عن معاوية بن هشام القصّار الكوفي

وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(12) وابن مردويه كما في "الفتن" لابن كثير (ص 443) وأبو نعيم (96 و 139)

عن عثمان بن سعيد المري

قالا: ثنا علي بن صالح بن حي عن عمر بن ربيعة عن الحسن عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة، كيف هي؟ فقال "من يدخل الجنة: يحيا لا يموت، وينعم لا يبأس، لا تَبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه" قال: قيل: يا رسول الله، كيف بناؤها؟ قال "لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، ملاطها مسك أذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران".

قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 10/ 642

قلت: الحسن وهو البصري مختلف في سماعه من ابن عمر فقال أحمد وأبو حاتم: سمع منه، وقال ابن المديني والحاكم: لم يسمع منه.

ص: 4264

وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من ابن عمر.

وعمر بن ربيعة هو الايادي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

وأما حديث أبي سعيد فيرويه سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد واختلف عنه.

- فقال عدي بن الفضل التيمي البصري: عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً "إنّ الله عز وجل بني جنات عدن بيده، وبناها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك الأذفر، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون. فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك".

أخرجه البزار (كشف 3508) وابن الأعرابي (ق 198/ أ) وابن بشران (1065) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(140 و 237) وفي "الحلية"(6/ 204) واللفظ له.

وقال: تفرد به الجريري عن أبي نضرة"

وقال البزار: لا نعلم أحدا رفعه إلا عدي وليس بالحافظ"

قلت: هو متروك الحديث كما قال أبو حاتم وغيره، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

- ورواه وهيب بن خالد البصري عن الجريري واختلف عنه:

• فقال محمد بن يونس الكديمي: ثنا سهل بن بكار ثنا وهيب عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً.

أخرجه البيهقي في "البعث"(261)

والكديمي اتهمه بوضع الحديث غير واحد.

• وقال مؤمل: ثنا وهيب ثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قوله.

أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(2/ 75)

- وقال حماد بن سلمة: عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قوله.

أخرجه البزار (كشف 3507) عن محمد بن المثنى ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة به.

ص: 4265

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحماد ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه.

قال الهيثمي: ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقيف" المجمع 10/ 397

2996 -

عن أبي هريرة قال: كان من تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبيك إله الحق لبيك.

قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة ص 192) وأحمد (2/ 341 و 476) وابن ماجه (2920) والنسائي (5/ 125) وفي "الكبرى"(3733) وابن خزيمة (2623 و 2624) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 125) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 275) وابن حبان (3800) والدارقطني (2/ 225) والحاكم (1/ 449 - 450) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 42) والبيهقي (5/ 45) وفي "معرفة السنن"(7/ 135) من طرق (2) عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: فذكره.

قال النسائي: لا أعلم أحدا أسند هذا الحديث غير عبد الله بن الفضل، وعبد الله بن الفضل ثقة"

وقال أيضاً: لا أعلم أحدا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل إلا عبد العزيز، ورواه إسماعيل بن أمية مرسلا"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: وهو كما قال، والماجشون ثقة ثبت، ولم ينفرد عبد الله بن الفضل به بل تابعه سعيد بن مسلم بن بانك سمع عبد الرحمن بن هُرمز الأعرج يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6251) عن محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا سعيد بن مسلم به.

(1) 4/ 153 (كتاب الحج - باب التلبية)

(2)

ورواه يزيد بن هارون عن الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 275)

وقال: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: لا أدري غير أنّ الناس على حديث الأعرج أكثر، ويزيد بن هارون ثقة".

ص: 4266

وخالد بن يزيد كذبه ابن معين وغيره.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(4341): ثنا عبد الله بن الحسن الحراني ثنا مروان بن عبيد ثنا بشر بن السري ثنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: كانت تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبيك إله الحق.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا زكريا بن إسحاق، ولا عن زكريا إلا بشر بن السري، تفرد به مروان بن عبيد"

2997 -

حديث محمد بن حاطب قال: انطلقت بي أمي إلى رجل جالس فقالت له: يا رسول الله، قال "لبيك وسعديك"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (1)

حسن

أخرجه ابن سعد (650) وابن أبي شيبة (8/ 48 و 10/ 315) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 5383) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(782 و 3204) والنسائي في "اليوم والليلة"(187 و 1025) والطبراني في "الكبير"(19/ 241 و 24/ 364) وفي "الأوسط"(1107)

عن زكريا بن أبي زائدة

والطيالسي (ص 165) ومسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5382) وابن سعد (652) وأحمد (3/ 481 و 4/ 259) والنسائي في "اليوم والليلة"(1024) وابن حبان (2976) والطبراني (19/ 240) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 174)

عن شعبة

وابن سعد (653) والنسائي في "اليوم والليلة"(1026) وفي "الكبرى"(7538) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5385) والطبراني (19/ 240 - 241) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 174)

عن مِسْعَر بن كِدام

وأحمد (4/ 259)

عن إسرائيل بن يونس

(1) 13/ 302 (كتاب الاستئذان - باب من أجاب بلبيك وسعديك)

ص: 4267

وابن سعد (651) وابن أبي شيبة (8/ 43) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 5384) وأحمد (3/ 418 و 4/ 259) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 306) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5387) والطبراني (19/ 240)

عن شريك بن عبد الله القاضي

كلهم عن سماك بن حرب عن (1) محمد بن حاطب قال: تناولت قِدرًا كانت لنا فاحترقت يدي، فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس في الجُبّانة، فقالت له: يا رسول الله، فقال "لبيك وسعديك" ثم أدنتني منه، فجعل ينفث (2) ويتكلم بكلام لا أدري ما هو، فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول؟ قالت: كان يقول "اذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت"

واللفظ لحديث زكريا بن أبي زائدة.

وإسناده حسن، سماك صدوق تغير بأخرة، وسماع شعبة منه قبل تغيره.

قال يعقوب بن شيبة: من سمع من سماك قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم.

وقد خولف فيه:

فقال عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب: عن أبيه عن جده محمد بن حاطب عن أمه أم جميل بنت المجلل قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبخا ففني الحطب، فخرجت أطلبه، فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك، فقدمت بك المدينة، فأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب وهو أول من سُمي بك، فمسح يده على رأسك ودعا لك بالبركة وتفل في فيك، ثم جعل يتفل على يدك ويقول "اذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاء لا يغادر سقما" فما قمت بك من عنده حتى برئت يدك.

أخرجه أحمد (3/ 418 و 6/ 437 - 438) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(783 و 3205) وفي "الأوائل"(31) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5386) وابن حبان (2977) والطبراني في "الكبير"(24/ 363) واللفظ له وفي "الدعاء"(1108) والحاكم (4/ 62 - 63) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 174 - 175) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 85 و 7/ 309 - 310) من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان به.

(1) وفي حديث شعبة عند ابن حبان وغيره "سمعت محمد بن حاطب"

(2)

وفي لفظ "يتفل"

ص: 4268

وعبد الرحمن بن عثمان قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند.

وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأبوه ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وقال: سألت أبي عنه فقال: روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة. قلت: فما حاله؟ قال: يكتب حديثه (1) وهو شيخ.

وذكره ابن حبان في "الثقات".

2998 -

"لَتُتْرَكنَّ المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الذئب فيعوي على بعض سواري المسجد أو على المنبر" قالوا: فلمن تكون ثمارها؟ قال "للعوافي، الطير والسباع"

قال الحافظ: روى مالك عن ابن حِماس -بمهملتين وتخفيف- عن عمه عن أبي هريرة رفعه: فذكره. أخرجه معن بن عيسى في "الموطأ" عن مالك. ورواه جماعة من الثقات خارج "الموطأ"(2)

أخرجه مالك في "الموطأ"(3)(2/ 888) عن ابن حِمَاس عن عمه عن أبي هريرة مرفوعاً "لتتركن المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذي على بعض سواري المسجد، أو على المنبر" فقالوا: يا رسول الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ قال "للعوافي، الطير والسباع"

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 374) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 276) وابن حبان (6773) والحاكم (4/ 426) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 122) والخطيب في "الموضح"(1/ 300 و 351) من طرق عن مالك به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"

قلت: عم ابن حماس لم يخرج له مسلم شيئاً، ولم أعرفه، ولم أره في المبهمات من "التهذيب" و"اللسان" و"التعجيل"، وذكر المزي في ترجمة ابن حماس أنّ النسائي أخرج له في مسند حديث مالك.

(1) قال الذهبي: قد علمتُ بالاستقراء التام أنّ أبا حاتم إذا قال في رجل: يكتب حديثه أنّه عنده ليس بحجة" سير الأعلام 6/ 360

(2)

4/ 462 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب من رغب عن المدينة)

(3)

برواية يحيى بن يحيى الليثي.

ص: 4269

وابن حماس اختلف في اسمه، فقيل: يونس بن يوسف بن حماس، وقيل: يوسف بن يونس (1). واحتج به مسلم، ووثقه النسائي وغيره.

وللحديث طرق (2) أخرى وشواهد (3) عن جماعة من الصحابة.

2999 -

"لتدخلن الجنة إلا من أبي وشرد على الله شراد البعير"

قال الحافظ: وأخرج أحمد والحاكم من طريق صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وسنده على شرط الشيخين، وله شاهد عن أبي أمامة عند الطبراني، وسنده جيد" (4)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي سعيد

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحاكم (1/ 55)

عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد

و (4/ 247)

عن إسماعيل بن أبي أويس

كلاهما عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعاً إلا أنّه قال "كشراد البعير"

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: وهو كما قال.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 258)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

والحاكم (1/ 55 - 56)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

(1) قال ابن عبد البر: واضطرب في اسمه رواة الموطأ اضطرابا كثيرا، وأظنّ ذلك من مالك" التمهيد 24/ 120

(2)

انظر: فتح الباري 4/ 461 - مسلم (1389) - تاريخ المدينة 1/ 277 و 278

(3)

انظر حديث عوف بن مالك "أما والله ليدعنها أهلها

" وحديث محجن بن الأدرع "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة

" وحديث أبي سعيد في "تاريخ المدينة" (1/ 280 - 281)

(4)

12/ 17 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

ص: 4270

كلاهما عن الليث بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن علي بن خالد أنّ أبا أمامة الباهلي مرّ على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله"

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد الدؤلي وهو ثقة" المجمع 10/ 71 و403

قلت: فرق البخاري وابن أبي حاتم بين علي بن خالد الدؤلي الذي يروي عن النضر بن سفيان وعنه بكير بن الأشج، وبين علي بن خالد الذي يروي عن أبي أمامة وعنه سعيد بن أبي هلال، وجمع المزي بينهما.

ولم يذكر البخاري وابن أبي حاتم في الثاني جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا له سماعا من أبي أمامة فالله أعلم.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(812) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعاً "والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير" قيل: يا رسول الله، ومن أبي أن يدخل الجنة؟ فقال "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار"

وقال: لم يرو هذا الحديث عن العلاء بن المسيب إلا خلف بن خليفة"

قلت: وهو صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرح بسماع سعيد بن سليمان الواسطي منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، والمسيب بن رافع لم يسمع من أبي سعيد.

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 70

3000 -

عن عبد الله بن الزبير قال: قدمت قُتَيلَة بنت عبد العزى بن سعد من بني مالك بن حِسْل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر في الهدنة، وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية بهدايا زبيب وسمن وقرظ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها أو تدخلها بيتها، وأرسلت إلى عائشة: سلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "لتدخلها"

قال الحافظ: أخرجه ابن سعد وأبو داود الطيالسي والحاكم" (1)

ضعيف

(1) 6/ 161 (كتاب الهبة - باب الهدية للمشركين)

ص: 4271

أخرجه ابن سعد (8/ 252) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثني عبد الله بن المبارك أنا مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: فذكره، وزاد "ولتقبل هديتها" قال: وأنزل الله تبارك وتعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [الممتحنة: 8] إلى قوله {أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [النُّور: 50].

وأخرجه الطيالسي (1)(ص 228) عن ابن المبارك به.

ومن طريقه أخرجه البزار (2)(2208)

وأخرجه أحمد (4/ 4)

عن عارم بن الفضل البصري

والطبري في "تفسيره"(28/ 66) والنحاس في "الناسخ"(878) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 241)

عن إبراهيم بن الحجاج

وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 496 - 497)

عن عتاب بن زياد الخراساني

قالوا: ثنا ابن المبارك به.

واختلف فيه على ابن المبارك، فرواه علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك أني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده به.

أخرجه الحاكم (2/ 485 - 486)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: الأول أصح، فقد رواه بشر (3) بن السري البصري عن مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به.

أخرجه الطبري (28/ 66) وابن عدي (6/ 2359) وابن عساكر (ترجمة أسماء بنت أبي بكر ص 17)

(1) قال البوصيري: رواه الطيالسي بسند ضعيف لضعف مصعب بن ثابت" مختصر الإتحاف 8/ 432

(2)

ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(88)

(3)

وتابعه محمد بن إسحاق الصاغاني أنا مصعب بن ثابت به.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 277)

ص: 4272

قال البزار: لا نعلم له طريقا عن ابن الزبير إلا هذا"

وقال الهيثمي: وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 123

وقال في موضع آخر: وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 144

قلت: مصعب بن ثابت ذكره ابن حبان أيضاً في "المجروحين" وقال: منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه.

وقال أبو حاتم والنسائي وأبو زرعة والدارقطني: ليس بالقوي.

3001 -

"لتركبنّ سنة من كان قبكم حلوها ومرها"

قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح: فذكره" (1)

موقوف صحيح

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(398) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت عمر بن الحكم يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد عبد الوهاب الثقفي به بل تابعه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن يحيى بن سعيد به.

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 102)

3002 -

"لتسونّ الصفوف أو لتطمسنّ الوجوه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث أبي أمامة وفي إسناده ضعف" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 258) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1765) والطبراني في "الكبير"(7859) من طريق عبيد الله بن زَحْر عن عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "لتسونّ الصفوف أو لتطمسنّ وجوهكم أو لتغمضنّ أبصاركم أو لتخطفنّ أبصاركم"

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني.

(1) 17/ 64 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم)

(2)

2/ 349 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها)

ص: 4273

3003 -

"أنّ عليّا ذكّر الزبير بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "لتقاتلن عليًّا وأنت ظالم له" فرجع لذلك.

قال الحافظ: وروى الحاكم من طرق متعددة: فذكره" (1)

له عن علي طرق:

الأول: يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:

- فقال محمد بن سليمان العابد: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتحبه" فقلت: وما يمنعني. قال "أما إنّك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم"

قال: فرجع الزبير.

أخرجه الحاكم (3/ 366) وسكت عليه.

وقال الذهبي في "التلخيص": قلت: العابد لا يعرف، والحديث فيه نظر"

- وقال يعلي بن عبيد الطنافسي: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام -رجل من بني حية- قال: خلا عليّ بالزبير يوم الجمل فقال: أنشدك بالله كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأنت لاوي يدي في سقيفة بني فلان "لتقاتلنه وأنت ظالم له ثم لينصرنّ عليك".

قال: قد سمعت لا جرم لا أقاتلك.

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 283) وإسحاق في "مسنده"(المطالب 4408) والبخاري في "الكنى"(ص 21)

وهذا أصح، وعبد السلام قال الحافظ في "التقريب": مقبول.

الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي ثني جدي عبد الملك بن مسلم عن أبي جرو المازني قال: سمعت عليا وهو يناشد الزبير فقال: أنشدك الله يا زبير أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنك تقاتلني وأنت ظالم"؟ قال: بلى، ولكني نسيت.

أخرجه البخاري (2) في "الكبير"(3/ 1/ 431) والعقيلي (3/ 35) والحاكم (3/ 367)

(1) 7/ 36 - 37 (كتاب فرض الخمس - باب بركة الغازي في ماله)

(2)

وقال: لم يصح حديث عبد الملك بن مسلم"

ص: 4274

عن جعفر بن سليمان الضُّبعي

والبخاري في "الكنى"(ص 21) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 200)

عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي

كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي به.

- ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن عبد الله بن محمد الرقاشي واختلف عنه:

• فقال أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدورقي: ثنا أبو عاصم عن عبد الله بن محمد الرقاشي عن جده عن أبي جرو المازني.

أخرجه أبو يعلى (666)

ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(16/ 71)(1)

وأبو جرو قال الذهبي في "الميزان": مجهول.

• وقال أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي: ثنا أبو عاصم ثنا عبد الله بن محمد الرقاشي عن جده عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال: شهدت الزبير خرج يريد عليا.

أخرجه الحاكم (3/ 366)

وقال: هذا حديث صحيح عن أبي حرب بن أبي الأسود فقد روى عنه يزيد بن صهيب الفقير وفضل بن فضالة في إسناد واحد.

ثم أخرجه عن أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل المأمون ثنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي ثنا منجاب بن الحارث ثنا عبد الله بن الأجلح ثني أبي عن يزيد الفقير.

قال منجاب: وسمعت فضل بن فضالة يحدث به جميعاً عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: فذكر الحديث.

قلت: اختلف فيه على أبي عمرو بن مطر:

فقال البيهقي في "الدلائل"(6/ 414 - 415): أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنا أبو عمرو بن مطر أنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي الكوفي ثنا منجاب بن الحارث ثنا عبد الله بن الأجلح ثنا أبي عن يزيد الفقير عن أبيه.

(1) وقال: أخرجه النسائي في "مسند علي"

ص: 4275

قال: وسمعت الفضل بن فضالة يحدث أبي عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: فذكره.

زاد فيه عن أبيه.

الثالث: يرويه شريك بن عبد الله النخعي عن الأسود بن قيس قال: حدثني من رأى الزبير يقعص الخيل بالرمح قعصا فثوب به عليّ: يا عبد الله يا عبد الله، قال: فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما، قال: فقال له عليّ: أنشدك بالله أتذكر يوم أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أناجيك فقال "أتناجيه فوالله ليقاتلنك يوما وهو لك ظالم" قال: فضرب الزبير وجه دابته فانصرف.

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 283 - 284) وفي "مسنده"(المطالب 4412/ 1)

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

وله شاهد عن قتادة قال: لما ولى زبير يوم الجمل بلغ عليا فقال: لو أنّ ابن صفية يعلم أنه على حق ما ولى وذاك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال "أتحبه يا زبير" فقال: وما يمنعني؟ فقال "فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له" قال: فيرون أنه إنما ولى لذلك.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 414)

وقال: هذا مرسل"

وله شاهد آخر عن الحكم بن عتيبة قال: لما كان يوم الجمل واصطفوا دعا عليّ الزبير فأتاه، فقال: أنشدك الله تعالى أما تذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لتقاتلنه وأنت ظالم له"؟ قال: اللهم نعم، فما ذكرته قبل مقامي هذا، فانطلق راجعا، فلما رآه صاحبه تبعه -يعني طلحة- فرماه مروان بسهم فشد فخذه بحدية السرج.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 4407/ 1) عن يحيى بن آدم الكوفي

وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 4407/ 2) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

قالا: ثنا أبو إسرائيل عن الحكم به.

وأبو إسرائيل واسمه إسماعيل بن خليفة مختلف فيه، وثقه يعقوب بن سفيان، وضعفه النسائي وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين.

والباقون ثقات.

ص: 4276

3004 -

عن عبد السلام -رجل من حية- قال: خلا عليّ بالزبير يوم الجمل فقال: أنشدك الله، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأنت لاوي يدي "لتقاتلنه وأنت ظالم له ثمَّ لينصرنّ عليك"؟ قال: قد سمعت، لا جرم لا أقاتلك.

قال الحافظ: وأخرج إسحاق (أي ابن راهويه) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام -رجل من حية- قال: فذكره" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

3005 -

"لعلك أخطأ سمعك، ولعلك شُبه عليك"

قال الحافظ: في مرسل الحسن عند عبد الرزاق: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال: وفي مرسل الحسن: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام فقال "وفت أذنك يا

غلاماً" مرتين

وقال: ووقع في مرسل الحسن: فقال قوم لعبد الله بن أبي: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

فاستغفر لك، فجعل يلوي رأسه، فنزلت" (2)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 294) عن معمر بن راشد قال: قال الحسن: جاء غلام للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سمعت عبد الله بن أبي يقول كذا وكذا، قال "فلعلك غضبت عليه" فقال: لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقوله، قال "فلعلك أخطأ سمعك" قال: لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقول ذاك، قال "فلعله شُبّه عليك" فأنزل الله تعالى تصديقا للغلام {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام وقال "وفت أذنك يا غلام"

قال معمر: قال قتادة: فقال له قومه: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك، فنزلت فيه

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [المنافقون: 5] الآية.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 114) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن الحسن به.

ورواته ثقات إلا أن معمر بن راشد لم يسمع من الحسن شيئاً.

(1) 16/ 165 (كتاب الفتن - باب حدثنا عثمان بن الهيثم)

(2)

10/ 270 و 271 و 273 (كتاب التفسير: سورة المنافقين -باب قوله- {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1])

ص: 4277

3006 -

حديث ابن مسعود مرفوعاً "لعلكم تدركون أقواما يصلون الصلاة لغير وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتكم في الوقت، ثم صلوا معهم واجعلوها سُبحة"

قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه النسائي وغيره" (1)

له عن ابن مسعود طرق:

الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود مرفوعاً "لعلكم ستدركون أقواما يصلون صلاة لغير وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتكم في الوقت الذي تعرفون، ثم صلوا معهم واجعلوها سُبحة"

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 330) وأحمد (1/ 379) عن أبي بكر بن عياش عن عاصم به.

وأخرجه ابن ماجه (1255) والنسائي (2/ 59) وفي "الكبرى"(1/ 145) والبزار (1812) وابن نصر في "الصلاة"(1014) وابن خزيمة (1640) والطبراني في "الأوسط"(1387) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 305) وابن بشران (537) والبيهقي (3/ 127 - 128) وفي "الدلائل"(6/ 396) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 57) من طرق عن أبي بكر بن عياش به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عاصم عن زر عن ابن مسعود إلا أبو بكر بن عياش"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عاصم لم يروه عنه إلا أبو بكر"

قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنه كثير الخطأ.

وخالفه زائدة بن قدامة الكوفي فرواه عن عاصم عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود قال: إنها ستكون عليكم أئمة يميتون الصلاة، فمن أدرك ذلك منكم فليصلها لوقتها، وليجعل صلاته معهم سبحة"

موقوف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(9495) عن محمد (2) بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة به.

(1) 2/ 329 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا لم يتم الإِمام)

(2)

ترجمه الخطيب في "التاريخ"(1/ 364) وقال: سمعت عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس يقولان: ثقة لا بأس به"

ص: 4278

وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير عاصم وهو حسن الحديث.

ومعاوية بن عمرو هو ابن المهلب الأزدي.

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن سابط المكي عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلينا، قال: فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجشّ الصوت، قال: فألقيت عليه محبتي، فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتا، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده، فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات، فقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها"؟ قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله؟ قال "صلّ الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سُبحة"

أخرجه أبو داود (432) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 234 و 2/ 465) عن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني حسان بن عطية عن عبد الرحمن بن سابط.

وأخرجه البيهقي (3/ 124 - 125) من طريق أبي داود ويعقوب بن سفيان.

وأخرجه ابن حذلم في "حديث الأوزاعي"(29) عن أبيه ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم به.

وأخرجه ابن حبان (1481) عن عبد الله بن محمد بن سَلْم ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم به.

وأخرجه ابن نصر (1017) من طريق محمد بن المبارك الصوري ثنا الوليد بن مسلم به.

قال يعقوب بن سفيان: وهذا أجود ما يكون من الإسناد وأوضحه"

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات.

لكن رواه أحمد (5/ 231 - 232) عن الوليد بن مسلم فأوقفه على ابن مسعود.

وهكذا رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن الأوزاعي موقوفاً.

أخرجه اللالكائي في "السنة"(160)

الثالث: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد النخعي عن ابن مسعود مرفوعاً "إنّها ستكون أمراء يسيئون الصلاة يخنقونها إلى شَرَقِ المَوْتَى، فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها، وليجعل صلاته معهم سبحة"

أخرجه ابن نصر (1015) وابن خزيمة (1636) وابن حبان (1558) من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم به.

ص: 4279

- ورواه علي بن مُسهر الكوفي عن الأعمش واختلف عنه:

• فقال إسماعيل بن الخليل الخزاز: ثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود مرفوعاً نحوه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10206)

• ورواه منجاب بن الحارث التميمي عن عليّ بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم (1) عن علقمة والأسود عن ابن مسعود قوله.

أخرجه مسلم (1/ 379)

وهكذا رواه غير واحد عن الأعمش فأوقفوه على ابن مسعود، منهم:

1 -

أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 329) وابن أبي شيبة (2/ 381) ومسلم (534) والبزار (1621) والبيهقي (2/ 83)

2 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه مسلم (1/ 379)

3 -

مفضل بن مهلهل الكوفي.

أخرجه مسلم (1/ 379)

4 -

محمد بن فضيل الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 245 - 246)

5 -

عبد الله بن نمير.

أخرجه الهيثم بن كليب (427)

ولم ينفرد إبراهيم النخعي به بل تابعه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه قال: دخلت أنا وعمي علقمة على ابن مسعود بالهاجرة فأقام الظهر ليصلي فقمنا خلفه، فأخذ بيدي ويد عمي ثم جعل أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره ثم قام بيننا فصففنا خلفه

(1) رواه أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفرعا.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1387)

وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز إلا أبو بكر"

ص: 4280

صفا واحدا ثم قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا كانوا ثلاثة. قال: فصلَّى بنا، فلما ركع طبق وألصق ذراعيه بفخذيه وأدخل كفيه بين ركبتيه. فلما سلم أقبل علينا فقال: إنها ستكون أئمة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها فإذا فعلوا ذلك فلا تنتظروهم بها واجعلوا الصلاة معهم سُبحة" موقوف

أخرجه أحمد (1/ 455)

عن محمد بن عبيد الطنافسي

و (1/ 459)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

كلاهما عن ابن إسحاق ثني عبد الرحمن بن الأسود به.

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون كلهم ثقات.

الرابع: يرويه معمر عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: إنكم في زمان قليل خطباؤه، كثير علماؤه، يطيلون الصلاة، ويقصرون الخطبة، وإنّه سيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، يطيلون الخطبة، ويؤخرون الصلاة، حتى يقال: هذا شرق الموتى، قال: قلت له: وما شرق الموتى؟ قال: إذا اصفرت الشمس جداً، فمن أدرك ذلك، فليصل الصلاة لوقتها، فإن احتبس، فليصل معهم، وليجعل صلاته وحده الفريضة، وليجعل صلاته معهم تطوعا" موقوف.

أخرجه عبد الرزاق (3787)

ورواته ثقات إلا أنّ أبا إسحاق كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أبي الأحوص، وكان قد اختلط أيضا ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر منه أهو قبل اختلاطه أم بعده.

3007 -

أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أُتي بالضب قال: "لعله من القرون التي مسخت"

قال الحافظ: ثبت أيضاً في صحيح مسلم (1949): فذكره" (1)

3008 -

"لُعِن المحلَّل والمحلَّل له"

سكت عليه الحافظ (2).

صحيح

(1) 8/ 160 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية)

(2)

5/ 359 (كتاب الحيل)

ص: 4281

ورد من حديث علي ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث عمير بن قتادة الليثي ومن حديث عطاء مرسلاً.

فأما حديث علي فسيأتي الكلام عليه عند حديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله

وأما حديث ابن مسعود فسيأتي الكلام عليه مع حديث علي.

وله طريق أخرى يرويها عبد الكريم بن مالك الجزري عن أبي واصل عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لُعن المحلل والمحلل له"

أخرجه إسحاق في "مسنده"(نصب الراية 3/ 239) وأحمد (1/ 450 - 451) وأبو يعلى (5054) والبغوي في "شرح السنة"(2293) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به.

وأبو واصل قال الحسيني: مجهول (تعجيل المنفعة)

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4384) وفي "مصنفه"(4/ 296) وإسحاق في "مسنده"(نصب الراية 3/ 240) وأحمد (2/ 323) والترمذي في "العلل"(1/ 437) والبزار (كشف 1442) وأبو يعلى (نصب الراية 3/ 240) وابن الجارود (684) والحاكم (إتحاف الخيرة 5/ 30) وتمام (815) والبيهقي (7/ 208) والخطيب في "المتفق"(1705) من طرق عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور المَخْرَمي عن عثمان بن محمد الأخنسي عن سعيد بن أبي سعيد المَقبري عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له.

قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن وعبد الله بن جعفر المخرمي صدوق ثقة، وعثمان بن محمد الأخنسي ثقة، وكنت أظن أنّ عثمان لم يسمع من سعيد المقبري"

وقال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد"

وقال الزيلعي: الحديث صحيح" نصب الراية 3/ 240

وقال الحافظ في "الدراية"(2/ 73): رواته موثقون"

قلت: عبد الله بن جعفر وثقه أحمد والعجلي وابن معين والترمذي والحاكم وغيرهم، وقال أبو حاتم وغيره: ليس به بأس.

ص: 4282

وضعفه ابن حبان.

وعثمان بن محمد وثقه البخاري كما تقدم وابن معين، وقال النسائي: ليس بذاك القوي.

والمقبري ثقة مشهور، فالحديث على أقل الأحوال أن يكون حسناً.

واختلف فيه على عبد الله بن جعفر، فرواه مروان بن معاوية الطاطري عنه قال: ثنا عبد الواحد بن أبي عون عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 413) وقال: سألت أبي عن حديث مروان هذا فقال: إنما هو عبد الله بن جعفر عن عثمان الأخنسي"

وهو كما قال، فإنه رواية الأكثر، رواه عن عبد الله بن جعفر عن عثمان الأخنسي: أبو عامر العَقدي والمعلي بن منصور الرازي ويحيى بن حسان التنيسي وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (1934) وأبو يعلى (مصباح الزجاجة 2/ 112) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهْرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ له.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح" المصباح 2/ 112

وقال الحافظ: في إسناده زمعة بن صالح وهو ضعيف" التلخيص 3/ 170

وأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (1119) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد الأيامي ثنا مُجالد عن الشعبي عن جابر قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المُحِل والمحلل له.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1073)

قال الترمذي: حديث جابر حديث معلول، وليس إسناده بالقائم؛ لأنّ مجالد بن سعيد ضعفه بعض أهل العلم، منهم أحمد بن حنبل"

وقال ابن الجوزي: قلت: قال أحمد: مجالد ليس بشيء، وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه"

وأما حديث عقبة فيرويه الليث بن سعد واختلف عنه:

- فقال عثمان بن صالح المصري: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت مِشْرَح بن

ص: 4283

هاعان أبا مصعب يقول: سمعت عقبة بن عامر رفعه "ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ "قالوا: بلى يا رسول الله، قال "هو المحلل، لعن الله المُحَلِّل والمُحَلَّل له"

أخرجه ابن ماجه (1936) والحاكم (2/ 198 - 199)

عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري

والروياني (226) والبيهقي (7/ 208) وفي "الصغرى"(2498)

عن محمد بن إسحاق الصاغاني

كلاهما عن عثمان بن صالح به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: إسناده حسن، عثمان ومشرح صدوقان، ويحيى تكلموا فيه، ومحمد والليث ثقتان.

ولم ينفرد عثمان بن صالح به بل تابعه أبو صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ثنا الليث به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 299) والدارقطني (3/ 251) والحاكم (2/ 199) والبيهقي (7/ 208) وابن الجوزي في "العلل"(1072) من طرق عن أبي صالح به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما مشرح فقال ابن حبان: لا يحتج به، وأما كاتب الليث فقال أحمد: ليس بشيء ضربنا على حديثه، وقال أبو علي الحافظ: كان يكذب"

قلت: من المؤاخذات على ابن الجوزي في كتابه "العلل المتناهية" أنه يذكر التجريح ولا يذكر التعديل، وهذا الحديث مثال واضح على ذلك، فمشرح وثقه ابن معين (سؤالات الدارمي ص 204) ويعقوب بن سفيان (المعرفة 2/ 487 و 500) والعجلي (الثقات ص 429) والذهبي (الكاشف 3/ 146)

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

وأما ابن حبان فاضطرب فيه، فذكره في "الثقات" (5/ 452) وقال: يخطئ ويخالف.

وذكره في "الضعفاء"(3/ 28) وقال: يروي عن عقبة أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات.

ص: 4284

فمثل هذا لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.

وأما أبو صالح فمختلف فيه، وثقه ابن معين وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وقال أبو زرعة: حسن الحديث، وضعفه غير واحد.

وقد توبع كما تقدم.

وقال الترمذي في "العلل"(1/ 438): سألت محمدا عن حديث عبد الله بن صالح هذا فقال: عبد الله بن صالح لم يكن أخرجه في أيامنا، ما أرى الليث سمعه من مشرح بن عاهان؛ لأنّ حيوة روى عن بكر بن عمرو عن مشرح"

كذا قال، وقد صرّح الليث بالسماع من مشرح كما تقدم.

وقال عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه": إسناده حسن" الوهم والإيهام 3/ 405، نصب الراية 3/ 239

وقال الحافظ في "الدراية"(2/ 73): رواته موثقون"

- وقال يحيى بن عبد الله بن بكير: ثني الليث عن سليمان بن عبد الرحمن مرسلاً.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 411)

وقال: سمعت أبا زرعة وذكر حديث أبي صالح وعثمان بن صالح فقال: ذكرت هذا الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير وأخبرته برواية أبي صالح وعثمان بن صالح فأنكر ذلك إنكارا شديدا وقال: لم يسمع الليث من مشرح شيئا ولا روى عنه شيئا وإنما حدثني الليث بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أبو زرعة: والصواب عندي حديث يحيى بن عبد الله بن بكير"

قلت: هما إسنادان، الليث عن مشرح عن عقبة، والليث عن سليمان بن عبد الرحمن مرسلاً، والله أعلم.

وأما حديث عمير بن قتادة فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 229) عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا يعلي بن الفضل ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن نافع بن سرجس عن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له.

قال الحافظ: إسناده ضعيفة" التلخيص 3/ 171

قلت: الكديمي متهم.

ص: 4285

وأما حديث عطاء فأخرجه عبد الرزاق (10790) عن ابن جريج عن عطاء قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المحل والمحلل له، وآكل الربا، والشاهد، والكاتب، والواصلة والمستوصلة، والواشمة والمتوشمة والمستوشمة.

ورواته ثقات.

3009 -

"لَعْنُ المسلم كقتله"

قال الحافظ: رواه مسلم (110")(1)

قلت: وأخرجه البخاري (فتح 13/ 74 - 75) أيضاً من حديث ثابت بن الضحاك.

3010 -

"لَعَنَ الله آكل الربا وموكله" الحديث وفيه "والمرتد بعد هجرته أعرابيا"

قال الحافظ: وأخرج النسائي من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (2)

انظر حديث "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا"

3011 -

"لعن الله الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والمستوشمة من غير داء"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من رواية أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس، وسنده حسن" (3)

حسن

أخرجه أبو داود (4170) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح ثنا ابن وهب عن أسامة عن أبان بن صالح عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس قال: لُعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء.

وإسناده حسن، أسامة بن زيد الليثي صدوق، والباقون ثقات.

3012 -

"لعن الله زوَّارات القبور"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه من حديث أبي هريرة، وله شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث حسان بن ثابت" (4)

(1) 1/ 121 (كتاب الإيمان - باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر)

(2)

16/ 150 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة)

(3)

12/ 498 (كتاب اللباس - باب وصل الشعر)

(4)

3/ 391 (كتاب الجنائز - باب زيارة القبور)

ص: 4286

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث حسان بن ثابت ومن حديث ابن عباس ومن حديث عكرمة مولى ابن عباس مرسلاً

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطيالسي (ص 311) عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً.

وأخرجه أحمد (2/ 337 و 356) وابن ماجه (1576) والترمذي (1056) وأبو يعلى (5908) وابن حبان (3178) وابن عدي (5/ 1698) وابن شاهين في "الناسخ"(306) وابن بشران (910) والبيهقي (4/ 78) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 234 - 235) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 332) من طرق عن أبي عوانة به.

ولفظ ابن حبان "زائرات القبور"

ولفظ أحمد والترمذي وابن ماجه وابن عبد البر "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وصححه البغوي في "شرح السنة"(2/ 417)

قلت: عمر بن أبي سلمة مختلف فيه، وأبو عوانة وأبو سلمة ثقتان.

وأما حديث حسان فأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 345) وفي "مسنده"(617) وأحمد بن حنبل (3/ 442 - 443) وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(2/ 44) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 29) وابن ماجه (1574) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2071) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(515) وابن الأعرابي (ق 161/ ب) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 199) والطبراني في "الكبير"(3591 و 3592) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 201) وابن شاهين في "الناسخ"(308) وأبو عبد الله الحاكم في "المستدرك"(1/ 374) وأبو نعيم في "الصحابة"(2218) والبيهقي (4/ 78) وأبو زكريا يحيى بن منده في جزء "من عاش مائة وعشرين سنة"(ص 73) وابن عساكر (40/ 244 و 244 - 245) والمزي (17/ 65) من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن عبد الرحمن بن بَهْمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور.

وسقط من إسناد ابن الأعرابي ومن الموضع الأول عند ابن عساكر "عبد الرحمن بن بهمان"

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 44

ص: 4287

قلت: ابن خثيم مختلف فيه، وابن بهمان ما حدّث عنه سوى ابن خثيم كما في "الميزان"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (1)(ص 357) عن شعبة عن محمد بن جُحَادة قال: سمعت أبا صالح وقد كان كبر عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور والمتخذات عليها المساجد والسرج.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 78)

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 376 و 3/ 344) وأحمد (1/ 229 و 287 و 324 و 337) وأبو داود (3236) والطحاوي في "المشكل"(4741) وابن الأعرابي (ق 61 - 62) والطبراني في "الكبير"(12725) والحاكم (1/ 374) وابن عبد البر (3/ 231 - 232 و 232) وسمويه في "فوائده" وهلال الحفار في "جزئه" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 335 و 336 - 337) من طرق عن شعبة به (2).

وأخرجه يحيى بن يحيى النيسابوري في "جزئه"(الأجوبة المرضية 1/ 336) وابن ماجه (1575) والترمذي (320) والنسائي (4/ 77) وفي "الكبرى"(2170) والطحاوي (4742) وابن حبان (3179 و 3180) وابن شاهين (307) والبيهقي (4/ 78) وابن عبد البر (3/ 232) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(510)

عن عبد الوارث بن سعيد البصري

وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(52)

عن حصين بن نمير الواسطي

والبيهقي (4/ 78)

عن همام بن يحيى العَوْذي

(1) هذه رواية يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي، ورواه علي بن مسلم الطوسي عن الطيالسي عن شعبة عن محمد بن جحادة قال: سمعت أبا صالح مولى أم هانئ وكان قد كبر عن ابن عباس.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1550)

(2)

أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 265 - 266) عن أبي جعفر حمدان بن أحمد بن حمدان بن شداد ثنا الحسن بن السكين بن منصور ثنا يعلي بن عباد البصري ثنا شعبة والحسن بن أبي جعفر الجفري والحسن بن دينار وأبو الربيع السمان ومحمد بن طلحة بن مصرف عن محمد بن جحادة عن أبي صالح السمان عن ابن عباس.

ص: 4288

ثلاثتهم عن محمد بن جحادة عن أبي صالح عن ابن عباس به.

قال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن، وأبو صالح هذا: هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب، واسمه "باذان" ويقال "باذام" أيضاً"

وقال الحاكم: أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به إنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان"

وخالفهما ابن حبان فقال: أبو صالح هذا: اسمه ميزان: بصري ثقة، وليس بصاحب محمد بن السائب الكلبي، ذاك اسمه باذام"

وتعقبه الحافظ فقال: والجمهور على أنّ أبا صالح هو مولى أم هانئ وهو ضعيف، وأغرب ابن حبان فقال: أبو صالح راوي هذا الحديث اسمه ميزان وليس هو مولى أم هانئ" التلخيص 2/ 137

وقال المنذري: وأبو صالح هذا هو باذام، ويقال: باذان مكي مولى أم هانئ، وهو صاحب الكلبي قيل: لم يسمع من ابن عباس، وتكلم فيه البخاري والنسائي وغيرهما" الترغيب 4/ 358

قلت: أبو صالح هو مولى أم هانئ كما قالوا وقد جاء مصرحاً به في رواية أبي القاسم البغوي كما تقدم، وجزم به غير من تقدم: عبد الحق في "الأحكام" وابن القطان الفاسي وابن عساكر وابن دحية، وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره.

وأما حديث عكرمة فأخرجه عبد الرزاق (6704) عن مَعْمر بن راشد عن أيوب عن عكرمة رفعه "لعن الله زوارات القبور"

ورواته ثقات.

3013 -

"لعن الله من بَدَا بعد هجرته إلا في الفتنة، فإنّ البدو خير من المقام في الفتنة"

قال الحافظ: أخرج الطبراني من حديث جابر بن سَمُرة رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2074) ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعبدان بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن مالك الغبري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبو محمد

(1) 16/ 150 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة)

ص: 4289

السوائي من ولد جابر بن سمرة عن عمه حرب بن خالد عن ميسرة مولى جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة مرفوعاً "لعن الله من بدا بعد هجرة" ثلاثا "إلا في الفتنة، فإنّ البدو خير من المقام في الفتنة"

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 254

قلت: الغبري والسوائي لم أعرفهما، وحرب وميسرة ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3014 -

"لعن الله من ذبح لغير الله"

قال الحافظ: ولمسلم (1978) عن أبي الطفيل عن عليّ: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما في قراب سيفي هذا، وأخرج صحيفة مكتوب فيها: فذكره" (1)

3015 -

حديث جابر قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بحمار قد وُسِمَ في وجهه فقال: "لعن الله من فعل هذا، لا يَسِمُ أحد الوجه، ولا يضرب أحد الوجه"

قال الحافظ: وجاء في ذكر الوَسم في الوجه صريحا حديث جابر قال: فذكره، أخرجه عبد الرزاق (8451) ومسلم (2116 و 2117) والترمذي (1710")(2)

3016 -

حديث واثلة: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة، وأخرج عمر فلانا".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وتمام الرازي في "فوائده" من حديث واثلة" (3)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 85) وتمام في "الفوائد"(1209) من طريق عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح موله الوليد عن واثلة بن الأسقع قال: فذكره.

وإسناده ضعيف لضعف عنبسة بن سعيد القطان.

(1) 1/ 215 (كتاب العلم - باب كتابة العلم)

(2)

12/ 94 (كتاب الذبائح - باب الوسم والعلم في الصورة)

(3)

12/ 453 (كتاب اللباس - باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت)

ص: 4290

3017 -

حديث ابن مسعود: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه.

قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: فذكره، وفي رواية الترمذي بالتثنية، وفي رواية النسائي من وجه آخر عن ابن مسعود "آكل الربا وموكله وشاهداه وكاتبه ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم"(1)

صحيح

ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي جُحيفة ومن حديث سمرة بن جُندب ومن حديث علي.

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طرق:

الأول: يرويه سِماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: لعن (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه (3) وكاتبه.

أخرجه الطيالسي (ص 45) وأحمد (1/ 393) وابن ماجه (2277) والبزار (2012) والهيثم بن كليب (294 و 295) والبيهقي (5/ 275)

عن شعبة

والطيالسي (ص 45) والبيهقي (5/ 275)

عن حماد بن سلمة

وأحمد (1/ 394 و 453) والهيثم بن كليب (292) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(827)

عن إسرائيل بن يونس

وأحمد (1/ 402) وأبو يعلى (4981)

عن شريك بن عبد الله النخعي

وأبو داود (3333)

عن زهير بن معاوية الجعفي

وابن أبي شيبة في "المسند"(386) والترمذي (1206) وأبو يعلى (5344)

عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي

(1) 5/ 218 (كتاب البيوع)

(2)

وفي لفظ لأحمد وغيره "لعن الله" وفي لفظ لأبي يعلى "لُعن"

(3)

ولفظ أبي داود وغيره "وشاهده"

ص: 4291

والهيثم بن كليب (293)

عن أسباط بن نصر الهَمْداني

وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 61)

عن يزيد بن عطاء الواسطي

كلهم عن سماك به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال، سماك صدوق تغير قبل موته، وسماع شعبة منه قبل تغيره.

قال يعقوب بن شيبة: من سمع من سماك قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم.

وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه والصحيح أنه سمع منه كما قال البخاري وغيره (1).

الثاني: يرويه أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان عن هُزيل بن شُرحبيل عن ابن مسعود قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والموصولة، والمحل والمحلل له، والواشمة والموشومة، وآكل الربا ومطعمه (2).

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(288) وفي "مصنفه"(4/ 295 و 8/ 488 و 14/ 190) وأحمد (1/ 448 و 462) والدارمي (2263 و 2538) والترمذي (1120) والنسائي (6/ 121) وفي "الكبرى"(5536 و 5609) وأبو يعلى (5350) والطحاوي في "المشكل"(1128) والطبراني في "الكبير"(9878) والبيهقي (7/ 208) وفي "معرفة السنن"(10/ 180) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1406) من طرق (3) عن سفيان الثوري عن أبي قيس به.

وإسناده حسن رواته ثقات غير أبي قيس، وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو حاتم.

(1) انظر جامع التحصيل ص 52 - الجرح والتعديل 5/ 248 - فتح الباري 1/ 267 - تقريب التهذيب.

(2)

وفي لفظ "وموكله"

(3)

رواه معاوية بن هشام القصار الكوفي عن سفيان عن أبي إسحاق عن الهزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود. أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4013)

وقال: لم يرو هذا الحديث عن سفيان عن أبي إسحاق عن هزيل إلا معاوية بن هشام. ورواه الناس عن

سفيان عن أبي قيس عن هزيل"

ص: 4292

وقال الترمذي: حسن صحيح"

الثالث: يرويه إبراهيم النخعي قال: ثنا علقمة عن ابن مسعود قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله.

قال: قلت: وكاتبه وشاهديه؟ قال: إنما نحدث بما سمعنا.

أخرجه مسلم (1597) والبزار (1561) وأبو يعلى (5146) والبيهقي (5/ 285) من طريق مغيرة بن مقسم الضبي قال: سأل شِباكٌ إبراهيم فحدثنا عن علقمة عن ابن مسعود به.

هكذا رواه مغيرة عن إبراهيم فرفعه، وخالفه الأعمش فرواه عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود موقوفاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 558) وأحمد (1/ 409)

ولم ينفرد إبراهيم به بل تابعه عامر الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لعن الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده"

أخرجه البزار (1600) والطبراني في "الكبير"(10057) وابن عدي (5/ 1888) من طريق عيسى بن أبي عيسى الحناط عن الشعبي به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود إلا عيسي بن أبي عيسى"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال الفلاس وجماعة.

وخالفه مُجالد بن سعيد فرواه عن الشعبي عن ابن مسعود، ولم يذكر علقمة.

أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 559)

ومجالد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

الرابع: يرويه الأعمش واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الأعمش ثني عبد الله بن مرة عن الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور عن ابن مسعود قال: آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهداه إذا علموا به، والواشمة والمستوشمة للحسن (1)، ولاوي الصدقة (2)، والمرتد أعرابيا بعد هجرته، ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

(1) زاد الطيالسي "والمستحل له"

(2)

زاد عبد الرزاق "والمعتدي فيها، ومدمن الخمر"

ص: 4293

أخرجه الطيالسي (ص 53) وابن أبي شيبة في "المسند"(247)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي

وأحمد (1/ 464 - 465) والنسائي (8/ 126 - 127) وفي "الكبرى"(9389 و 5537) والطحاوي في "المشكل"(1729) والهيثم بن كليب (853)

عن شعبة

وابن أبي شيبة (6/ 558 - 559) وفي "المسند"(247) وأحمد (1/ 430)

عن وكيع (1)

وأحمد (1/ 430) وأبو يعلى (5241)

عن يحيى بن سعيد القطان

وعبد الرزاق (5100 و 10793 و 15350) والطبراني في "الدعاء"(2169)

عن مَعْمر بن راشد

والهيثم بن كليب (855)

عن عبد الواحد بن زياد العبدي

كلهم (2) عن الأعمش به.

- ورواه سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث الأعور عن ابن مسعود.

أخرجه أحمد (1/ 409)

عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني

والطحاوي في "المشكل"(1726)

(1) رواه عبد الله بن أبي عرابة عن وكيع ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث بن سويد عن الحارث الأعور عن ابن مسعود.

أخرجه الهيثم بن كليب (856)

(2)

زاد الدارقطني في "العلل"(5/ 45): حفص بن غياث وجرير بن عبد الحميد.

ص: 4294

عن حسين بن حفص الأصبهاني

و (1727)

عن عبيد الله بن موسى العبسي

و (1728)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

والدارقطني في "العلل"(5/ 47)

عن معاوية بن هشام القصار

والهيثم بن كليب (854)

عن محمد بن كثير العبدي (1)

كلهم عن سفيان به.

• وقال شعيب بن أيوب الصَّرِيفيني: ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله عن ابن مسعود.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(5/ 47)

وقال: ووهم فيه"

- وقال يحيى بن عيسى الرملي: عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن ابن مسعود.

أخرجه ابن خزيمة (2250) والحاكم (1/ 387) والبيهقي (9/ 19)

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بيحيى بن عيسى الرملي"

وقال البيهقي: تفرد به يحيى بن عيسى هكذا، ورواه الثوري وغيره عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث"

قلت: يحيى بن عيسى الرملي وإن احتج به مسلم إلا أنه إذا خالف جبال الحفظ سفيان وشعبة ووكيع ويحيى القطان لا يحتج به وقد ضعفه ابن معين وغيره.

(1) هذه رواية إسماعيل بن إسحاق القاضي عن محمد بن كثير، ورواه الفضل بن الحباب الجمحي عن

محمد بن كثير عن سفيان عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله عن ابن مسعود.

أخرجه ابن حبان (3252)

ص: 4295

- وقال عبد الله بن نُمير: عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن عبد الله بن الحارث قال: قال ابن مسعود.

أخرجه الهيثم بن كليب (857)

- وقال إسماعيل بن عياش: عن عبد العزيز بن عبيد الله عن الأعمش عن ابن مسعود.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1338)

وعبد العزيز بن عبيد الله هو ابن حمزة الحمصي قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

- وقال ابن إسحاق: عن الأعمش عن عبد الله بن سخبرة عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن مسعود.

قاله الدارقطني في "العلل"(5/ 46)

وقال: ووهم فيه وهما قبيحا"

- وقال عمرو بن ثابت: عن الأعمش عن إبراهيم عن مالك بن مالك عن ابن مسعود.

قاله الدارقطني.

- وقال المسعودي: عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود.

قاله الدارقطني.

وقال: والصواب قول أبي معاوية ووكيع ومن تابعهم عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث عن ابن مسعود"

قلت: وهو كما قال، وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور.

وللحديث طريق خامسة عند الطبراني في "الأوسط"(8299) وفيها سعد بن طريف وهو ضعيف الحديث كما قال أحمد وغيره.

وأما حديث جابر فأخرجه مسلم (1598)

ولفظه "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء"

وأما حديث أبي جحيفة فأخرجه البخاري (فتح 5/ 331)

ولفظه "نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب الأمة، ولَعَن الواشمة والمستوشمة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصور"

ص: 4296

وأما حديث سمرة فذكره الهيثمي في "المجمع"(4/ 118)

ولفظه "لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله"

وقال: رواه الطبراني في "الكبير"(1) وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل وهو ضعيف"

وأما حديث علي فيرويه عامر الشعبي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الشعبي عن الحارث الأعور عن عليّ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة، والمحل والمحلل له، وكان ينهى عن النوح.

أخرجه عبد الرزاق (10792)

عن شعيب بن الحَبْحَاب البصري

و (10791) وأحمد (1/ 150 و 107) والبزار (825)

عن جابر الجُعْفي

وسعيد بن منصور (2008) وأحمد (1/ 121) وأبو داود (2076) والبزار (823) والبيهقي (7/ 208) والخطيب في "السابق واللاحق"(ص 113)

عن إسماعيل بن أبي خالد

والبزار (822) والبيهقي (7/ 207 - 208)

عن قتادة

والبزار (824)

عن داود بن أبي هند

والبزار (826) والطبراني في "الأوسط"(7059)

عن ليث بن أبي سليم

والطبراني في "الدعاء"(2168)

عن عبد الله بن شُبْرُمة الكوفي

(1) لم أره في "المعجم الكبير"

ص: 4297

وابن أبي شيبة (1)(8/ 489 و 14/ 190 - 191) وأحمد (1/ 83) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(8) وابن ماجه (1935) والترمذي (1119) والبزار (819 و 820 و 821) وأبو يعلى (402 و 516) وابن عدي (6/ 2416) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1471) وابن الجوزي في "العلل"(1073)

عن مجالد بن سعيد

وأحمد (1/ 87) وأبو داود (2077) والبزار (827) والنسائي (8/ 127) وفي "الكبرى"(9390) والمحاملي في "أماليه"(132)

عن حصين بن عبد الرحمن السلمي

والبزار (827) والنسائي (8/ 127) وفي "الكبرى"(9390) والمحاملي (132)

عن مغيرة بن مِقْسم الضبي

وابن البختري في "الأمالي"(91)

عن أشعث بن سَوار الكندي

كلهم عن الشعبي به.

- ورواه عبد الله بن عون البصري عن الشعبي واختلف عنه:

• فقال هشيم (2): أنبأ ابن عون عن الشعبي عن الحارث عن عليّ.

أخرجه البزار (827) والنسائي (8/ 127) وفي "الكبرى"(9390) والمحاملي (132)

• وقال يزيد بن زُرَيع البصري: عن ابن عون عن الشعبي عن الحارث مرسلاً، ولم يذكر عليا.

أخرجه النسائي (8/ 127) وفي "الكبرى"(9391)

وتابعه محمد بن أبي عدي البصري عن ابن عون به.

أخرجه أحمد (1/ 133)

• وقال بحر بن كَنِيز السَّقاء: عن عبد الله بن عون عن عامر عن الحارث عن عبد الله.

(1) ووقع عنده: عن جابر بن عبد الله عن علي.

(2)

وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن ابن عون به.

أخرجه ابن ماجه (1935)

ص: 4298

أخرجه أبو سعد السمان في "مشيخته"(التدوين للرافعي 4/ 207 - 208)

- وقال خلف بن خليفة: عن عطاء بن السائب عن الشعبي مرسلاً، ولم يذكر الحارث ولا عليا.

أخرجه النسائي (8/ 127) وفي "الكبرى"(3392)

والأول أصح.

ولم ينفرد الشعبي به بل تابعه أبو إسحاق السبيعي عن الحارث عن عليّ به.

أخرجه أحمد (1/ 88 و 93) والبزار (859) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1408)

وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور.

3018 -

حديث جابر: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم في الأثم سواء"

قال الحافظ: فعند مسلم (1598) وغيره من حديث جابر: فذكره" (1)

3019 -

"لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 4/ 236 - 237) من حديث أنس.

3020 -

"لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة"

قال الحافظ: وفي مرسل الشعبي عند ابن أبي شيبة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، ولما غدا عليهم أخذ بيد حسن وحسين وفاطمة تمشي خلفه للملاعنة" (3)

يرويه الشعبي واختلف عنه:

- فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن مغيرة عن الشعبي قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاعن أهل نجران قبلوا الجزية أن يعطوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة حتى الطير على الشجر أو العصفور

(1) 5/ 218 (كتاب البيوع - باب آكل الربا وشاهده وكاتبه)

(2)

4/ 472 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب حدثنا مسدد)

(3)

9/ 157 (كتاب المغازي - باب قصة أهل نجران)

ص: 4299

على الشجر" ولما غدا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين، وكانت فاطمة تمشي خلفه.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 98 و14/ 549) عن جرير به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(3/ 299 - 300) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير به.

وتابعه شعبة عن مغيرة عن الشعبي مختصرا.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(678)

- وقال داود بن أبي هند: عن الشعبي عن جابر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا وأقرا له بالخراج، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي نار"، قال جابر: وفيهم نزلت ({نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] قال جابر: -أنفسنا وأنفسكم- رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب -وأبناءنا- الحسن والحسن -ونساءنا- فاطمة.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(1690) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 370 - 371) وأبو نعيم في "الدلائل"(244) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 58 - 59) من طريق محمد بن دينار الطاحي عن داود بن أبي هند به.

وأخرجه الحاكم (2/ 593 - 594) من طريق علي بن مُسْهر الكوفي عن داود بن أبي هند به.

وقال: صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن كثير: الأول أصح"

قلت: كلا الطريقين صحيح، ومغيرة بن مقسم الضبي وداود بن أبي هند ثقتان.

3021 -

"لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من يوم وليلة ما لي ولبلال طعام يأكله أحد إلا شيء يواريه إبط بلال"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه وكذا أخرجه ابن حبان بمعناه" (1)

انظر حديث "لقد أوذيت في الله"

(1) 14/ 71 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

ص: 4300

3022 -

"لقد أُشبع سلمان علماً"

قال الحافظ: زاد ابن سعد من وجه آخر مرسل: فقال له أبو الدرداء: أتمنعني أن أْصوم لربي وأصلي لربي؟.

قال: وفي رواية ابن سعد المذكورة: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن سعد (4/ 84 - 85) عن عبد الله بن نُمير ثنا الأعمش عن أبي صالح قال: نزل سلمان على أبي الدرداء، وكان أبو الدرداء إذا أراد أن يصلي منعه سلمان وإذا أراد أن يصوم منعه، فقال: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي لربي؟ فقال: إن لعينك عليك حقا، وإنّ لأهلك عليك حقا، فصم وأفطر وصلّ ونم. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لقد أشبع سلمان علما"

رواته ثقات.

وأخرجه وكيع في "نسخته"(38) عن الأعمش به.

وأخرجه ابن سعد (2/ 346) عن وكيع به.

واختلف فيه على الأعمش، فرواه سعد بن الصلت عن الأعمش عن شمس بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء قالت: فذكرت الحديث وفيه طول، وفي آخره: فذكر أمرهما للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "ما لسلمان ثكلته أمّه، لقد أشبع من العلم"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7633) عن محمد بن المرزبان الأدمي ثنا الحسن بن جبلة ثنا سعد بن الصلت به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا سعد بن الصلت، تفرد به الحسن بن جبلة"

وقال الهيثمي: وفيه الحسن بن جبلة ولم أعرفه" المجمع 9/ 344

قلت: وسعد بن الصلت ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب.

3023 -

حديث أبي أمامة بن سهل أنّ خالته أخبرته قالت: لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة"

(1) 5/ 114 و 115 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

ص: 4301

قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه الحاكم" (1)

ضعيف

يرويه الليث بن سعد واختلف عنه:

• فقال ابن وهب: أني الليث بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ خالته أخبرته به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7146) والحاكم (4/ 359 - 360)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: مروان بن عثمان قال أبو حاتم: ضعيف، وقال النسائي: ومن هو حتى يصدّق على الله عز وجل. وذكره ابن حبان في "الثقات"

• وقال سعيد بن أبي مريم: أنا الليث ثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل قال: حدثتني خالتي.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7147)

وتابعه يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث به. ووقع في حديثه: عن خالته العجماء.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 350) وأبو نعيم في "الصحابة"(7776)

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 265

وقال الحافظ: سنده حسن" تخريج أحاديث المختصر 2/ 304

كذا قالا، والبخاري ومسلم لم يخرجا لمروان بن عثمان شيئاً، وقال الحافظ في "التقريب": مروان بن عثمان ضعيف.

3024 -

"لقد أوتي سلمان من العلم"

قال الحافظ: وفي ترجمه سلمان من "الحلية" لأبي نعيم بإسناد آخر إلى أم الدرداء عن أبي الدرداء أنّ سلمان دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيئة، فذكر القصة مختصرة.

قال: وفي رواية أبي نعيم المذكورة آنفا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

(1) 15/ 156 (كتاب الحدود - باب الاعتراف بالزنا)

(2)

5/ 115 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

ص: 4302

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 187 - 188) عن عبد الله بن محمد بن عطاء ثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا السري بن محمد الكوفي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا عمار بن رُزيق عن أبي صالح عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أنّ سلمان دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيثة، فقال: مالك؟ قالت: إنّ أخاك لا يريد النساء، إنما يصوم النهار ويقوم الليل، فأقبل على أبي الدرداء فقال: إنّ لأهلك عليك حقا فصل ونم، وصم وأفطر. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لقد أوتي سلمان من العلم".

شيخ البزار لم أقف له على ترجمة، وأبو صالح لم أعرفه.

3025 -

"لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 10/ 470) من حديث أبي موسى.

3026 -

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لأبي موسى وكان حسن الصوت بالقرآن: "لقد أوتي هذا من مزامير آل داود"

قال الحافظ: وعند الدارمي من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: فذكره، وأصل هذا الحديث عند النسائي من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري موصولا بذكر أبي هريرة فيه ولفظه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى فقال "لقد أوتي من مزامير آل داود" وقد اختلف فيه على الزهري، فقال معمر وسفيان: عن الزهري عن عروة عن عائشة، أخرجه النسائي، وقال الليث: عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب مرسلا"(2)

صحيح

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، منهم:

1 -

عمرو بن الحارث المصري.

أخرجه النسائي (2/ 140) وفي "الكبرى"(1092) والطحاوي في "المشكل"(1160) وابن حبان (7196) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري ص 477 - 478) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

(1) 4/ 104 (كتاب الزكاة - باب صلاة الإِمام ودعائه لصاحب الصدقة)

(2)

10/ 470 (كتاب فضائل القرآن - باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن)

ص: 4303

2 -

محمد بن أبي حفصة البصري.

أخرجه أحمد (2/ 369) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا محمد بن أبي حفصة ثنا الزهري به.

وإسناده حسن.

3 -

إسحاق بن راشد الجَزَري.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2700) عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا يحيى بن يوسف الزَّمِن ثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن إسحاق إلا عبيد الله"

قلت: إسحاق قال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك.

4 -

محمد بن الوليد الزبيدي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1743) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي عن الزهري به.

وإسناده ضعيف، عمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه قال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وقال أبو داود: ليس هو بشيء، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقواه ابن معين وابن حبان.

وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة، وقال الحافظ: مقبول، أي حديث يتابع وإلا فلين الحديث.

والباقون ثقات.

- وقال يونس (1) بن يزيد الأيلي: عن الزهري أني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لأبي موسى وكان حسن الصوت بالقرآن "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود"

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 163) والدارمي (3495) عن عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني يونس بن يزيد به.

(1) وتابعه شعيب بن أبي حمزة وابن جريج عن الزهري به. (علل الدارقطني 9/ 288)

ص: 4304

وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والباقون ثقات.

- وقال معمر بن راشد: عن الزهري عن عروة عن عائشة.

أخرجه عبد الرزاق (4177) عن معمر به.

وأخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(624) وأحمد (6/ 167) وعبد بن حميد (1476) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه النسائي (2/ 141) وفي "الكبرى"(1094) عن إسحاق به.

وأخرجه ابن عساكر (ص 483) وفي "تبيين كذب المفتري"(ص 77 - 78) وفي "معجم الشيوخ"(1)(340) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق السراج ثا إسحاق به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8051)

عن محمد بن رافع النيسابوري

والطحاوي (1159)

عن حسين بن مهدي الأبُلي

قالا: ثنا عبد الرزاق به.

وإسناده صحيح.

ولم ينفرد معمر به بل تابعه سفيان بن عيينة به.

أخرجه عبد الرزاق (4177) والحميدي (282) وأحمد (6/ 37) عن سفيان به.

ومن طريق أحمد أخرجه ابن عساكر (ص 483)

وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(ص 121)

عن يحيى بن يحيى النيسابوري

والنسائي (2/ 140) وفي "الكبرى"(1093)

عن عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار البصري

والطحاوي في "المشكل"(1158)

(1) وقال: حسن صحيح"

ص: 4305

عن إبراهيم بن أبي الوزير المكي

وابن حبان (7195)

عن سريج بن يونس البغدادي

كلهم عن سفيان بن عيينة به.

• وقال ابن أبي شيبة (10/ 463 و 12/ 122): بلغني عن ابن عيينة به.

• ورواه غير واحد عن سفيان عن عروة أو عمرة عن عائشة -الشك من سفيان- منهم:

1 -

ابن سعد (2/ 344 و 4/ 107)

2 -

محمد بن أبي عمر العدني.

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1730)

3 -

محمد بن الصَّبَّاح الجَرْجَرائي.

أخرجه ابن عساكر (ص 484)

4 -

بشر بن مطر الواسطي.

أخرجه ابن عساكر (ص 484)

قال الحميدي: وكان سفيان ربما شك فيه فقال: عن عمرة أو عروة لا يذكر فيه الخبر، ثم ثبت على عروة وذكر الخبر فيه غير مرة وترك الشك"

قلت: وإسناده صحيح.

- ورواه الليث بن سعد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مرسلاً.

أخرجه أبو عبيد (ص 163) وابن سعد (4/ 107 - 108) وابن أبي شيبة (10/ 463) وابن عساكر (ص 484) من طرق عن الليث به.

وتابعه يونس بن يزيد عن الزهري به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 80) من طريق أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب أني يونس به.

ورواته ثقات.

قال الدارقطني: ويشبه أن يكون قول من قال: عن أبي هريرة، محفوظا لأنهم زادوا هم ثقات" العلل 9/ 288

ص: 4306

قلت: يظهر لي أنّ الزهري رواه عن غير واحد موصولا ومرسلا، والله أعلم.

وقد رواه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلاً.

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 8018) عن يحيى القطان عن محمد بن عمرو به.

قال البوصيري: هذا إسناد مرسل رجاله ثقات"

قلت: محمد بن عمرو صدوق، ويحيى وأبو سلمة ثقتان.

3027 -

"لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، وأخفت في الله وما يُخاف أحد"

قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي وابن حبان من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 464 و 4/ 300) وأحمد (3/ 120 و 286) وعبد بن حميد (1317) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 59) وابن ماجه (151) والترمذي (2472) وفي "الشمائل"(357) والبزار (3205) وأبو يعلى (3423) وابن الأعرابي (ق 57) وابن حبان (6560) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 150 و 252) والبغوي في "شرح السنة"(4080) وفي "الشمائل"(444) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، ولقد أخفت في الله وما يُخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثة (2) من بين يوم وليلة وما لي ولبلال (3) طعام يأكله ذو كبد إلا ما واراه إبط بلال".

لفظ ابن أبي شيبة وغيره.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

(1) 8/ 165 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة)

(2)

وعند الترمذي وغيره "ثلاثون" وعند ابن ماجه "ثالثة"

(3)

وفي لفظ لأحمد "ولعيالي" ولفظ البزار "وما لأهلي"

ص: 4307

3028 -

"لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 7/ 63) من حديث ابن مسعود.

3029 -

"لقد تابت توبة لو تابها صاحبُ مكسٍ لقبلت"

قال الحافظ: ففي الصحيح في المرأة التي اعترفت بالزنا: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (3/ 1323 - 1324)

3030 -

حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية التي زنت ورجمت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها، فقال له عمر: أتصلي عليها وقد زنت؟ فقال "لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين لوسعتهم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1696")(3)

3031 -

حديث جابر أنّ عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأ عليه فغضب وقال "لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والبزار، ورجاله موثقون إلا أنّ في مجالد ضعفا، وأخرج البزار أيضاً من طريق عبد الله بن ثابت الأنصاري أنّ عمر نسخ صحيفة من التوراة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء" وفي سنده جابر الجعفي وهو ضعيف" (4)

يرويه عامر الشعبي واختلف عنه:

- فقال مجالد بن سعيد الهمداني: عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أنّ عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض الكتب، فقال: يا رسول الله، إني أصبت كتابا حسناً من بعض أهل الكتاب، قال: فغضب وقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ فو الذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني".

(1) 8/ 210 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

(2)

1/ 43 (باب كيف كان بدء الوحي)

(3)

15/ 142 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى)

(4)

17/ 100 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء)

ص: 4308

وفي لفظ: أنّ عمر بن الخطاب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسخة من التوراة فقال: يا رسول الله هذه نسخة من التوراة، فسكت، فجعل يقرأ ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال أبو بكر: ثكلتك الثواكل ما ترى بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر عمر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، رضينا بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد نبيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده، لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني، لضللتم عن سواء السبيل، ولو كان حيا وأدرك نبوتي لاتبعني"

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 566) وأبو عبيد في "الغريب"(3/ 28) وابن أبي شيبة (9/ 47) واللفظ الأول له وأحمد (3/ 388 و 387) والدارمي (441) واللفظ الثاني له وابن أبي عاصم في "السنة"(50) والبزار (كشف 124) وأبو يعلى (2135) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1614) والبيهقي (2/ 10 - 11) وفي "الشعب"(175 و 176) وابن عبد البر في "الجامع"(1497) والهروي في "ذم الكلام"(ق 59/ ب) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(126) وفي "الشمائل"(1235) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 622) من طرق عن مجالد به.

وإسناده ضعيف لضعف مجالد.

قال البوصيري: رواه مسدد وأبو يعلى وأحمد بسند ضعيف لضعف مجالد" مختصر الإتحاف 1/ 174

- وقال جابر الجعفي: عن الشعبي عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال: جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني مررت بأخ لي من قريظة وكتب لي جوامع من التوراة، أفلا أعرضها عليك؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: فقلت: مسخ الله عقلك، ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: رضيت بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، قال: فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال "والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، أنتم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين"

أخرجه عبد الرزاق (10164 و 19213) واللفظ له وأحمد (3/ 470 - 471 و 4/ 265 - 266) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(90) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1613) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 92) وأبو نعيم في "الصحابة"(4030) والبيهقي في "الشعب"(4836) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 188 - 189) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 188)

عن سفيان الثوري

ص: 4309

والهروي في "ذم الكلام"(ق 58/ أ)

عن ورقاء بن عمر اليشكري

كلاهما عن جابر الجعفي به.

قال البخاري: ولم يصح" التاريخ الكبير 3/ 1/ 39

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ فيه جابرا الجعفي وهو ضعيف" المجمع 1/ 173

وله شاهد من حديث عمر ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أبي قلابة مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا

فأما حديث عمر فأخرجه العقيلي (2/ 21) من طريق علي بن مُسهر الكوفي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن خليفة بن قيس عن خالد بن عرفطة عن عمر بن الخطاب قال: انتسخت كتابا من أهل الكتاب، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في يدي، فقال "ما هذا الكتاب يا عمر؟ " فقلت: انتسخت كتابا من أهل الكتاب لنزداد به علماً إلى علمنا، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت عيناه، فقالت الأنصار: يا معشر الأنصار السلاح السلاح، غضب نبيكم صلى الله عليه وسلم، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "إني أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي الحديث اختصارا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تهيكوا ولا يغرنكم المُتَهيّكون" فقال عمر: رضيت بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبك رسولاً، ثم نزل.

وأخرجه الضياء في "الأحاديث المختارة" كما في "الإرواء"(6/ 36) من طريق أبي يعلى وهو في "مسنده"(المطالب 3049) ثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير ثنا علي بن مسهر به.

قال العقيلي: وفي هذا رواية أخرى من غير هذا المعنى بإسناد فيه أيضاً لين"

وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعفه أحمد وجماعة" المجمع 1/ 173 و 182

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف خليفة بن قيس" إتحاف الخيرة 1/ 318

قلت: خليفة بن قيس قال البخاري: لم يصح حديثه (التاريخ الكبير 2/ 1/ 192) وقال أبو حاتم: ليس بالمعروف (الجرح).

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(1/ 174)

ص: 4310

ولفظه: قال: جاء عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، جوامع من التوراة أخذتها من أخ لي من بني زريق، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن زيد الذي أري الأذان: أمسخ الله عقلك، ألا ترى الذي بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: رضينا بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما، فسرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال "والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالا بعيدا، أنتم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين"

قال الهيثمي: وفيه القاسم بن محمد الأسدي ولم أر من ترجمه، وبقية رجاله موثقون"

وأما حديث أبي قلابة فأخرجه عبد الرزاق (10163 و 20062) عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة أنّ عمر بن الخطاب مرّ برجل يقرأ كتابا سمعه ساعة فاستحسنه، فقال للرجل: أتكتب من هذا الكتاب؟ قال: نعم، فاشترى أديما لنفسه ثم جاء به إليه، فنسخه في بطنه وظهره، ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرأه عليه، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون، فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب، وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب ألا ترى إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ هذا الكتاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك "إنما بعثت فاتحا وخاتما، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارا، فلا يهلكنكم المُتَهوّكون"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(4837) والهروي في "ذم الكلام"(ق 58 - 59)

ورواته ثقات.

وأما حديث الحسن فله عنه طريقان:

الأول: يرويه موسى بن إسماعيل ثنا جرير عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا وقد هممنا أن نكتبها، فقال "يا ابن الخطاب، أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولكني أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الحديث اختصارا"

أخرجه ابن الضريس (89)

ورواته ثقات، وجرير هو ابن حازم.

الثاني: يرويه معاذ بن معاذ البصري عن عبد الله بن عون عن الحسن.

ص: 4311

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(3/ 29) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(1/ 481)

ورواته ثقات.

3032 -

"لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة"

قال الحافظ: وفي رواية ابن إسحاق من مرسل علقمة بن وقاص: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي"(سيرة ابن هشام 2/ 240) قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن علقمة بن وقاص الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد: فذكره.

وأخرجه الطبري في "تاريخه"(2/ 588) وفي "تفسيره"(21/ 153) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به.

وابن إسحاق صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات.

3033 -

عن إسماعيل مولى آل الزبير قال: فتر الوحي حتى شقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وأحزنه، فقال:"لقد خشيت أن يكون صاحبي قلاني" فجاء جبريل بسورة والضحى.

قال الحافظ: أخرجه الطبري. وهذه الرواية لا تثبت" (2)

قلت: هو قول ابن إسحاق ذكره في "المغازي"(ص 135 رواية يونس بن بكير - سيرة ابن هشام 1/ 241)

3034 -

حديث أنس: جاء رجل فدخل الصف وقد حَفَزَهُ النَّفَس فقال: الله أكبر، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه "الحديث وفيه "لقد رأيت اثْنَي عشر ملكا يَبتَدِرُونَها أَيُّهم يرفعها"

قال الحافظ: ولمسلم (600) وغيره من حديث أنس: فذكره، وأخرج الطبراني وابن السني من حديث عامر بن ربيعة نحوه بسند لا بأس به" (3)

حديث عامر بن ربيعة أخرجه أبو داود (774) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(325)

(1) 8/ 416 (كتاب المغازي - باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب)

(2)

10/ 339 (كتاب التفسير: سورة والضحى - باب قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 3])

(3)

13/ 223 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

ص: 4312

والبزار (3819) وابن السني في "اليوم والليلة"(263) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 180) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: عطس رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فقال: الحمد لله حمدا كثيرا طيِّبًا مباركا فيه حتى يرضى ربنا، وبعد ما يرضى، أو قال: بعد الرضا، فلما انصرف قال "من القائل الكلمة؟ " قال: أنا يا رسول الله، وما أردت إلا الخير، فقال "رأيت اثنى عشر ملكا يبتدرونها أيّهم يكتبها"

وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وشريك مختلف فيه.

3035 -

حديث عمارة بن رُوَيْبَة أنّه رأى بشر بن مروان يرفع يديه فأنكر ذلك وقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يزيد على هذا، يشير بالسبابة.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (874")(1)

3036 -

قال عليّ: لقد رأيتنا يوم بدر وما فينا إنسان إلا نام، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنّه كان يصلي إلى شجرة يدعو حتى أصبح.

قال الحافظ: رواه النسائي بإسناد حسن" (2)

صحيح

أخرجه النسائي في "الكبرى"(823) عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضرِّب عن عليّ به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

3037 -

عن ابن عمر قال: لقد رأيتنا يوم حنين وإنّ الناس لمولين وما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل.

قال الحافظ: وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال: فذكره" (3)

أخرجه الترمذي (1689) عن محمد بن عمر بن علي المُقدمي البصري ثني أبي عن سفيان بن حسين عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: لقد رأيتنا يوم حنين وإنّ الفئتين لموليتين وما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل.

(1) 13/ 392 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)

(2)

2/ 126 (كتاب الصلاة - باب الصلاة إلى الراحلة)

(3)

9/ 90 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

ص: 4313

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4973) عن القاسم بن زكريا المطرّز ثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث عبيد الله إلا من هذا الوجه"

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سفيان بن حسين، ولا عن سفيان إلا عمر بن علي المقدمي، تفرد به ابنه محمد"

قلت: سفيان بن حسين صدوق، والباقون ثقات إلا أنّ عمر بن علي المقدمي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من سفيان بن حسين.

3038 -

عن عتبة بن غزوان قال: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قَرِحَت أشداقنا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2967")(1)

3039 -

حديث أبي هريرة "لقد رأيته بين أنهار الجنة ينغمس" يعني ماعز بن مالك.

قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند النسائي: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كُلا من جيفة هذا الحمار

"

3040 -

أنّ النعمان بن قوقل قال يوم أحد: أقسمت عليك يا رب أن لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في الجنة. فاستشهد ذلك اليوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لقد رأيته في الجنة"

قال الحافظ: رواه البغوي في "الصحابة"(3)

ضعيف

وذكره في "الإصابة"(10/ 168) قال: وأخرج البغوي من طريق خالد بن مالك الجعدي قال: وجدت في كتاب أبي أنّ النعمان بن قوقل الأنصاري قال: أقسمت عليك يا رب أن لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج"

(1) 14/ 68 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

15/ 141 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى)

(3)

6/ 381 (كتاب الجهاد - باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم)

ص: 4314

وأخرج ابن قانع (1) وابن منده من طريق أبي إسحاق الفزاري عن جسر بن الحسن عن أبي ثابت بن شداد بن أوس قال: قال النعمان بن قوقل: فذكر نحوه.

قال ابن منده: يروى هذا الحديث لعمرو بن الجموح"

قلت: أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6362) من طريق أبي القاسم البغوي ثنا سويد بن سعيد ثنا مروان بن معاوية ثنا خالد بن أبي مالك الجعدي قال: فذكره.

وسويد قال ابن المديني: ليس بشيء، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.

3041 -

"لقد رأى ابن الأكوع فزعا"

قال الحافظ: ويحتمل أنّ البراء فهم من السائل أنّه اشتبه عليه حديث سلمة بن الأكوع الذي أخرجه مسلم (1777) بلفظ: ومررت برسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما، فلذلك حلف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يولّ، ودل ذلك على أنّ منهزما حال من سلمة، ولهذا وقع في طريق أخرى: ومررت برسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته فقال: فذكره" (2)

قلت: هو في صحيح مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه.

3042 -

حديث عمرو بن عوف أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في وادي الروحاء، وقال "لقد صلّى في هذا المسجد سبعون نبيا"

قال الحافظ: وفي الترمذي من حديث عمرو بن عوف: فذكره" (3)

ضعيف جداً

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 78 - 79 و 80) وابن عدي (6/ 2079) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني عن أبيه عن جده قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أول غزاة غزاها الأبواء حتى إذا كنا بالروحاء نزل بعرق الظبية فصلى، ثم قال:"هل تدرون ما اسم هذا الجبل؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا حمت جبل من جبال الجنة، اللهم بارك فيه وبارك لأهله فيه" ثم قال للروحاء "هذا سجاسج واد

(1) في "الصحابة"(3/ 146)

وجسر مختلف فيه، وأبو ثابت تابعي اسمه يعلى.

(2)

9/ 89 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى- {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

(3)

2/ 117 (كتاب الصلاة - باب المساجد التي على طرق المدينة)

ص: 4315

من أودية الجنة، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا، ولقد مرّ بها موسى عليه السلام عليه عباءتان قطوانيتان وعلى ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني إسرائيل حاجي البيت العتيق، ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى بن مريم عبد الله ورسوله حاجا أو معتمرا أو يجمع الله له ذلك".

وإسناده ضعيف جداً، كثير بن عبد الله قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه الشافعي وغيره (1).

وللحديث شاهد عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً "لقد مرّ بالروحاء سبعون نبيا عليهم العباء يؤمون البيت العتيق، فيهم موسى نبي الله"

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(38/ 132 - 133) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن صالح بن كيسان عن يزيد الرقاشي عن أبيه عن أبي موسى.

وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ويزيد الرقاشي.

وله شاهد آخر لكن موقوف أخرجه الحاكم (2/ 598) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن الحسن بن مسلم عن مِقسم عن ابن عباس قال: لقد سلك فج الروحاء سبعون نبيا حجاجا عليهم ثياب الصوف، ولقد صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا.

وإسناده ضعيف، أحمد بن عبد الجبار هو العُطاردي وهو مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

3043 -

عن أنس قال: لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّة حتى غشي عليه، فقام أبو بكر فجعل ينادي: ويلكم، أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله؟ فتركوه وأقبلوا على أبي بكر.

قال الحافظ: وقد أخرج أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح عن أنس قال: فذكره، وهذا من مراسيل الصحابة، وقد أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن مطولاً من حديث أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فذكر نحو سياق ابن إسحاق المتقدم قريبا وفيه: فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقال: أدرك صاحبك، قالت:

(1) قال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف عند الجمهور، وقد حسّن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 68

ص: 4316

فخرج من عندنا وله غدائر أربع وهو يقول: ويلكم، أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله، فلهوا عنه وأقبلوا إلى أبي بكر، فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا رجع معه" (1)

حديث أنس أخرجه البزار (كشف 2396) وأبو يعلى (3691) وابن عدي (4/ 1432 و 6/ 2238) وابن شاهين في "الأفراد"(73 و 74) والحاكم (3/ 67) من طرق عن محمد بن أبي عبيدة بن مَعْن الكوفي قال: ثني أبي (2) عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: فذكره، وزاد: فقالوا: من هذا؟ قال: ابن أبي قُحَافة المجنون (3).

قال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدّث به عن الأعمش إلا أبو عبيدة، ولا روى عن أبي عبيدة إلا ابنه محمد"

وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن الأعمش بهذا الإسناد غير أبي عبيدة، وعن أبي عبيدة ابنه محمد، ولابن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش غرائب وافرادات وهو عندي لا بأس به"

وقال ابن شاهين: وهذا حديث غريب فرد، بلغني أنه ما حدث به عن الأعمش أحد قط إلا أبو عبيدة بن معن وهو من نبلاء الناس ثقة حسن الحديث"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 17

وقال الحافظ: صحيح" المطالب 4/ 226

وقال الذهبي: حديث منكر" الميزان 3/ 639

قلت: رواته ثقات غير أبي سفيان واسمه طلحة بن نافع فهو مختلف فيه، ولم يخرج الشيخان روايته عن أنس.

وأما حديث أسماء فأخرجه الحميدي (324) عن سفيان بن عيينة ثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم، فبينما هم كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه، وكانوا إذا سألوا عن شيء صدقهم،

(1) 8/ 169 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة)

(2)

اسمه عبد الملك.

(3)

ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 3883/ 1) عن محمد بن أبي عبيدة به.

ص: 4317

فقالوا: ألست تقول كذا وكذا؟ فقال "بلى" فتشبثوا به بأجمعهم، فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له: أدرك صاحبك، فخرج من عندنا وإنّ له غدائر، فدخل المسجد وهو يقول: ويلكم، أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم، قال: فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على أبي بكر، فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا جاء معه وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 31 - 32) وفي "فضائل الخلفاء"(80)

وأخرجه أبو يعلى (52) عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي ثنا سفيان به.

وقال فيه: عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام.

وأخرجه ابن شاهين في "السنة"(136) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ومحمد بن حسان السمتي قالا: ثنا سفيان به.

قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 72

وقال الهيثمي: وفيه تدرس جد أبي الزبير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 17

قلت: وقع في "تهذيب الكمال" في ترجمة الوليد بن كثير القرشي المخزومي أنّه روى عن تدرس جد أبي الزبير المكي مولى حكيم بن حزام، ووقع هنا في سند هذا الحديث: عن ابن تدرس مولى حكيم بن حزام، وسواء أكان تدرس أو ابن تدرس فإني لم أقف له على ترجمة.

3044 -

"لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما أجبت حتى أشترط أن يخرجوني، ولقد عجبت منه حين أتاه الرسول يعني ليخرج إلى الملك فقال: ارجع إلى ربك، ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث لأسرعت الإجابة، ولبادرت الباب ولما ابتغيت العذر"

قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة رفعه: فذكره، وهذا مرسل، وقد وصله الطبري من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي بضم المعجمة والزاي عن عمرو بن دينار بذكر ابن عباس فيه فذكره وزاد "ولولا الكلمة التي قالها لما لبث في السجن ما لبث"(1).

مرسل

(1) 16/ 37 (كتاب التعبير - باب رؤيا أهل السجون)

ص: 4318

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 2/ 323) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة رفعه: فذكره.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(12/ 235 - 236) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(11686) من طريق محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به (1).

واختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه إبراهيم بن يزيد الخوزي عنه عن عكرمة عن ابن عباس.

فزاد فيه عن ابن عباس.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(160) والطبراني في "الكبير"(11640) والواحدي في "الوسيط"(2/ 614)

والمرسل أصح، والخوزي متروك الحديث كما قال أحمد وغيره.

3045 -

لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين"

قال الحافظ: روى البزار والطبرانى من حديث عمار بن ياسر رفعه فذكره: وهو حديث حسن الإسناد" (2)

ضعيف

أخرجه البزار (1427) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا عبد الغفار بن داود ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن الحارث عن أبي يزيد الحميري أنه سمع عمار بن ياسر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الهيثمي: وفيه أبو يزيد الحميري ولم أعرفه" المجمع 9/ 222

قلت: لم أقف لأبي يزيد الحميري على ترجمة، وابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين وجماعة.

(1) واختلف فيه على سفيان، فرواه محمود بن آدم المروزي عنه فزاد فيه ابن عباس.

أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 116)

(2)

8/ 134 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)

ص: 4319

3046 -

عن سلمة بن الأكوع قال: لقد قُدْتُ بنبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قدامه وهذا خلفه"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2423")(1)

3047 -

حديث ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الكراهية في وجهه، فقال للرجل: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل" فقال له عمر: يا رسول الله، لو اتخذت حجابا فإنّ نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فنزلت آية الحجاب.

قال الحافظ: أخرجه بن مردويه" (2)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5658) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ثنا بشر بن السري ثنا رباح بن أبي معروف المكي عن سالم بن عجلان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً كي يقوم فيتبعه فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الرجل وعرف في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الكراهية لمقعده فقال: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم، ففطن الرجل فقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قمت ثلاث مرار كي يتبعني فلم يفعل" فقال عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجابا، فإنّ نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} الآية -فأرسل إلى عمر فأخبره بذلك.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن سالم بن عجلان الأفطس إلا رباح بن أبي معروف، تفرد به بشر بن السري"

قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، ورباح مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه ابن عدي وغيره، وأبو عبيدة بن فضيل بن عياض وثقه الدارقطني وابن حبان، وضعفه الجورقاني وابن الجوزي ولينه الذهبي (اللسان)، والباقون ثقات.

3048 -

حديث وائل بن حُجر: لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده فأتعرفه بعد في يدي وإنه لأطيب رائحة من المسك.

(1) 12/ 520 (كتاب اللباس - باب الثلاثة على الدابة)

(2)

10/ 150 (كتاب التفسير - سورة الأحزاب - باب قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53])

ص: 4320

قال الحافظ: وفي حديث وائل بن حجر عند الطبراني والبيهقي: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 30 - 31) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا سعيد بن محمد الجَرمي ثنا أبو تُميلة عن أبي حمزة السكري عن جابر عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه به وزاد بعد قوله: يدي، "بعد ثالثة"

وإسناده ضعيف لضعف جابر الجُعفي، وعبد الجبار بن وائل قال ابن معين وأبو حاتم: لم يسمع من أبيه.

وأبو تميلة اسمه يحيى بن واضح، وأبو حمزة اسمه محمد بن ميمون.

3049 -

عن عطاء قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم التشهد إذ قال رجل: وأشهد أنّ محمدا رسوله وعبده، فقال عليه الصلاة والسلام "لقد كنت عبدا قبل أن أكون رسولاً، قل: عبده ورسوله"

قال الحافظ: روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه مرسل" (2)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (3076) عن ابن جريج عن عطاء قال: وبينا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم التشهد فقال رجل: وأشهد أنّ محمدا رسوله وعبده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قد كنت عبدا قبل أن أكون رسولاً، قل: وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله"

ورواته ثقات.

3050 -

عن ابن أم مكتوم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل الناس في صلاة العشاء فقال: "لقد هممت أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم"

قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وأحمد والحاكم من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد عن ابن أم مكتوم: فذكره، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله، قد علمت ما بي وليس لي قائد. زاد أحمد "وإنّ بيني وبين المسجد شجرا ونخلا ولا أقدر على قائد كل ساعة، قال "أتسمع الإقامة؟ " قال: نعم، قال "فاحضرها" ولم يرخص له.

(1) 7/ 382 - 383 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

2/ 459 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التشهد في الآخرة)

ص: 4321

ولابن حبان من حديث جابر قال "أتسمع الأذان؟ " قال: نعم، قال "فأتها ولو حبوا"(1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أتسمع النداء؟ "

3051 -

حديث عليّ: لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها: لا إله إلا الله الكريم العظيم، سبحان الله، تبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.

وفي لفظ "الحليم الكريم" في الأول.

وفي لفظ "لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم"

وفي لفظ "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه تبارك وتعالى رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين"

قال الحافظ: وفي حديث عليّ عند النسائي وصححه الحاكم: فذكره" (2)

صحيح

وله عن عليّ طرق:

الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلِمة عن عليّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك، مع أنه مغفور لك: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين"

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 269) وأحمد (1/ 92) وعبد بن حميد (74) وابن أبي عاصم في "السنة"(1315 و 1316) والبزار (705) والنسائي في "الكبرى"(7678) وفي "اليوم والليلة"(638) وفي "خصائص علي"(25 و 26) وابن حبان (6928) والطبراني في "الصغير"(1/ 127) وفي "الأوسط"(3445) وابن المقرئ في "المعجم"(692) والدارقطني في "العلل"(4/ 10) والشجري (1/ 245)

عن عليّ بن صالح بن حي الهمداني

(1) 2/ 269 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب وجوب صلاة الجماعة)

(2)

13/ 369 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الكرب)

ص: 4322

والنسائي في "اليوم والليلة"(639)

عن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق

وابن أبي عاصم في "السنة"(1317) والآجري في "الشريعة"(1560)

عن نصير بن أبي الأشعث القرادي

والخطيب في "التاريخ"(9/ 356 - 357)

عن أبي أيوب عبد الله بن علي الإفريقي

كلهم عن أبي إسحاق به.

- وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ مرفوعاً به.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(4/ 9 - 10) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا قبيصة عن سفيان به.

وقال: تفرد به أبو كريب عن قبيصة عن الثوري"

قلت: وقبيصة هو ابن عقبة الكوفي صدوق تكلموا في حديثه عن سفيان.

قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير.

وقال أيضاً: قبيصة ليس بحجة في سفيان.

- وقال حسين بن واقد المروزي: عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ مرفوعاً به.

أخرجه الترمذي (3504) والنسائي في "اليوم والليلة"(640) وفي "الخصائص"(30) والطبراني في "الصغير"(1/ 270) وفي "الأوسط"(4995) والقطيعي في "زوائد الفضائل"(1053) والخطيب في "التاريخ"(12/ 463) من طرق عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن حسين بن واقد به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ"

وقال النسائي: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها، وإنما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد لإسرائيل ولعلي بن صالح. والحارث الأعور ليس بذاك في الحديث"

ص: 4323

وقال الطبراني: لم يروه عن الحسين إلا الفضل بن موسى"

قلت: تابعه علي بن الحسين بن واقد عن أبيه به.

أخرجه الترمذي (5/ 529)

- ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي مرفوعا.

منهم:

1 -

أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم.

أخرجه أحمد (1/ 158) وفي "الفضائل"(1216)

2 -

يحيى بن آدم الكوفي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1314) والطبراني في "الأوسط"(3445)

3 -

عبد الله بن رجاء الغُدَاني.

أخرجه البزار (627)

4 -

أبو غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي.

أخرجه النسائي في "الخصائص"(28)

5 -

عبيد الله بن موسى العبسي.

أخرجه الحاكم (3/ 138)

6 -

أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي.

أخرجه الحاكم (3/ 138) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(5) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(160) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 662 - 663)

7 -

خلف بن تميم التميمي.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7677) وفي "اليوم والليلة"(637) وفي "الخصائص"(29)

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

ص: 4324

قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن.

• ورواه أحمد بن خالد الوهبي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي موقوفاً.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(636) وفي "الخصائص"(27)

- وقال هارون بن عنترة الشيباني: عن أبي إسحاق عن مهاجر المدني عن عطية بن عمر عن علي (العلل للدارقطني 4/ 9)

قال الدارقطني في "العلل"(4/ 9): وأشبهها بالصواب قول من قال: عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي. ولا يدفع قول إسرائيل عن أبي إسحاق عن ابن أبي ليلى عن علي. وحديث هارون بن عنترة وحديث الحسين بن واقد جميعا وهم"

الثاني: يرويه محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن عليّ قال: لقنني رسول الله- صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن: لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين".

أخرجه أحمد (1/ 94) والبزار (469) والنسائي في "الكبرى"(7673) وفي "اليوم والليلة"(630 و 631) وابن حبان (865) والطبراني في "الدعاء"(1011 و 1012) وابن السني في "اليوم والليلة"(341) والقطيعي (1124) وابن مندة في "التوحيد"(316) والحاكم (1/ 508 - 509) وأبو نعيم في "الصحابة"(353) والبيهقي في "الشعب"(9743) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1286) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(4)

عن محمد بن عجلان المدني (1)

(1) رواه يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندراني وعبد الوهاب بن بُخْت المكي والليث بن سعد وأنس بن عياض الليثي وسليمان بن بلال المدني عن ابن عجلان عن محمد بن كعب عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي.

وخالفهم الحسن بن الحر النخعي فرواه عن ابن عجلان عن محمد بن كعب عن عبد الله بن جعفر عن بعض أهله عن جعفر بن أبي طالب مرفوعاً.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(632) من طريق زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن ابن ثوبان ثني

الحسن بن الحر به.

وقال: هذا خطأ، وابن ثوبان ضعيف لا تقوم بمثله حجة، والصواب حديث يعقوب"

يعني: ابن عبد الرحمن عن ابن عجلان.

ص: 4325

والبزار (471) والنسائي في "اليوم والليلة"(629)

عن أبان بن صالح القرشي

وأحمد (1/ 91) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(49) والبزار (472) وبدر (1) بن الهيثم في "حديثه"(1) والطبراني في "الدعاء"(1013) وابن مندة (317 و 318) والحاكم (1/ 508) وأبو نعيم في "الصحابة"(352) والبيهقي في "الدعوات"(162) وفي "الشعب"(614) وفي "الأسماء"(ص 72) والضياء في "العدة"(5) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 276)

عن أسامة بن زيد الليثي

ثلاثتهم عن محمد بن كعب به.

قال البزار: وهذا الحديث يروى عن عبد الله بن جعفر عن عليّ من وجوه، وهذا أحسن إسنادا يروى في ذلك"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده صحيح، لكن لم يخرج مسلم رواية عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر، ولا رواية محمد بن كعب عن عبد الله بن شداد، ولا رواية ابن عجلان وأسامة بن زيد عن محمد بن كعب، ولم يخرج لأبان بن صالح شيئاً.

- ورواه منصور بن المعتمر عن رِبعي بن حِراش واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن منصور عن ربعي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي موقوفاً.

قال عبد الله بن جعفر: قال لي عليّ: إني مخبرك بكلمات لم أخبر بهن حسنا ولا حسينا: إذا سألت الله مسألة وأنت تحب أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم.

منهم:

1 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(633)

(1) سقط من إسناده: عن عبد الله بن شداد.

ص: 4326

2 -

أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 254) والطبراني في "الدعاء"(1014)

3 -

زائدة بن قدامة الكوفي.

قاله الدارقطني في "العلل"(3/ 111)

4 -

عمار بن رزيق الكوفي.

قاله الدارقطني.

5 -

سفيان بن عيينة.

قاله الدارقطني.

6 -

زياد بن عبد الله البكائي.

قاله الدارقطني.

• وقال شعبة: عن منصور عن ربعي عن عبد الله بن شداد عن عليّ قوله.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(635)

وتابعه سفيان الثوري عن منصور به.

أخرجه ابن سعد (488) والنسائي (634)

• وقال مِسعر بن كِدَام: عن منصور عن ربعي قال: قال علي لعبد الله بن جعفر، موقوف.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1015)

الثالث: يرويه علي بن الحسين بن أبي طالب واختلف عنه:

- فقال محمد بن عمرو بن علقمة: أخبرني علي بن الحسين أنّ عبد الله بن جعفر علمه هذا عن تعليم عليّ بن أبي طالب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقولهنّ عند السلطان وعند كل شيء: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، ويقول بعدهن: اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1018) من طريق ابن لهيعة عن مخلد بن مالك الدار عن محمد بن عمرو بن علقمة أخبرني علي بن الحسين به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

ص: 4327

- وقال زيد بن علي بن الحسين: عن أبيه عن أم البنين ابنة عبد الله بن جعفر قالت: سمعت أبي يقول: علمني عليّ بن أبي طالب كلمات أقولهن عند الكرب وقال: أي بني علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقولهن عند الكرب إذا نزل بي، ولقد خصصتك بهن دون حسن وحسين "لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، تبارك الله رب العرش العظيم"

أخرجه تمام (893) من طريق محمد بن زكريا الغلابي ثنا أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ثني عمي الحسين بن زيد بن علي وعبد الله بن حسن بن حسن عن زيد بن علي به.

والغلابي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات لأنّ في روايته عن المجاهيل بعض المناكير.

وذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: يضع الحديث.

وقال البيهقي في "الدلائل"(2/ 427): متروك.

- ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

• فرواه إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق قال: حدثني أبان بن صالح عن القعقاع بن حكيم عن علي بن الحسين عن بنت عبد الله بن جعفر عن أبيها قال: علمني علي بن أبي طالب كلمات أقولهن عند الكرب إذا كان، ويقول: أي بني علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقولهن عند الكرب إذا نزل بي: لا إله إلا الله الكريم الحليم، تبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(628) والطبراني في "الدعاء"(1021)

وتابعه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق به.

أخرجه النسائي (627)

• ورواه أبو زهير عبد الرحمن بن مَغراء الكوفي عن ابن إسحاق فلم يذكر أبان بن صالح.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1020)

- ورواه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبان بن صالح عن حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر عن أبيها عن عليّ مرفوعاً.

أخرجه الطبراني (1019)

ص: 4328

وإسحاق قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث.

- ورواه مِسعر بن كِدام واختلف عنه:

• فقال المعتمر بن سليمان التيمي: ثنا أبي أنا مسعر عن أبي بكر بن حفص عن عبد الله بن حسن عن عبد الله بن جعفر قال: أخبرني عمي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه هؤلاء الكلمات "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(641) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(192) والطبراني في "الدعاء"(1016) وابن مندة (319) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن الحسن الهاشمي ص 140 - 141)

•وقال محمد بن بشر العبدي: ثنا مسعر عن إسحاق بن راشد عن عبد الله بن حسن أن عبد الله بن جعفر عن عمه مرفوعاً به وزاد "فإنك عفو غفور"

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 270) والنسائي في "اليوم والليلة"(645) والطبراني في "الدعاء"(1017) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 230)

• وقال يحيى بن اليمان العجلي: ثنا مسعر عن أبي بكر بن حفص عن حسن بن حسن عن عبد الله بن جعفر مرفوعاً.

ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 168 و 187 - 188)

وقال عن أبيه: هذا خطأ، روى غير واحد عن مسعر لا يوصلونه"

• ورواه يحيى بن سعيد القطان عن مسعر قال: حدثني أبو بكر بن حفص ثنى حسن بن حسن عن امرأة عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر قوله.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(642)

• ورواه غير واحد عن مسعر عن أبي بكر بن حفص عن الحسن بن الحسن عن عبد الله بن جعفر قوله، منهم:

1 -

وكيع.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 204)

2 -

يزيد بن هارون.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(643)

ص: 4329

3 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه النسائي (644)

3052 -

"لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (917) من حديث أبي هريرة، وعن أبي سعيد كذلك (916")(1)

3053 -

قال صخر بن القعقاع: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بين عرفة ومزدلفة فأخذت بخطام

ناقته، فقلت: يا رسول الله: ما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ "

قال الحافظ: وقد وقع نحو هذا السؤال لصخر بن القعقاع الباهلي، ففي حديث الطبراني أيضاً من طريق قزعة بن سويد الباهلي: حدثني خالي واسمه صخر بن القعقاع قال: فذكره، وإسناده حسن" (2)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7284) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا قزعة بن سويد الباهلي حدثني أبي سويد بن حجير حدثني خالي قال: فذكره، وزاد: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما والله لئن كنت أوجزت المسألة لقد عظمت وأطولت، أقم الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة، وحج البيت، وما أحببت أن يفعله الناس بك فافعله بهم، وما كرهت أن يفعله الناس بك فدع الناس منه، خل خطام الناقة"

قال إبراهيم بن الحجاج: وخاله صخر بن القعقاع الباهلي.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3853) عن الطبراني به.

وإسناده ضعيف لضعف قزعة بن سويد.

3054 -

حديث البراء: لقيت خالي معه الراية فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وفي سنده اختلاف كثير، وله شاهد من طريق معاوية بن قرة عن أبيه أخرجه ابن ماجه والدارقطني" (3)

صحيح

(1) 3/ 352 (كتاب الجنائز - باب في الجنائز)

(2)

4/ 5 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة)

(3)

15/ 128 (كتاب الحدود - باب رجم المحصن)

ص: 4330

وحديث البراء له عنه طريقان:

الأول: يرويه عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، منهم:

1 -

إسماعيل بن عبد الرحمن السدي.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 104 - 105 و 12/ 513 و 14/ 178 - 179) وأحمد (4/ 290) والبزار (3795) والنسائي (6/ 90) وفي "الكبرى"(5488 و 7222) وفي "مجلسين من املاءه"(35) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 148) والخرائطي في "المساوئ"(569) وفي "اعتلال القلوب"(ص 112) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 88) وابن حبان (4112) والطبراني في "الكبير"(3407 و 22/ 194) والحاكم (2/ 191) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 469) وابن بشكوال في "الغوامض"(169) من طرق عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن السدي عن عدي عن البراء به.

زاد أحمد: أو أقتله وآخذ ماله.

وعند ابن حبان: لقيت خالي أبا بردة.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده حسن، السدي صدوق لا بأس به، والحسن وعدي ثقتان، ومسلم لم يخرج رواية السدي عن عدي، ولم ينفرد الحسن بن صالح به بل تابعه سفيان الثوري عن السدي به.

أخرجه البزار (3795)

2 -

الربيع بن الرُّكين بن الربيع بن عَمِيلة الكوفي.

أخرجه أحمد (4/ 292) والنسائي في "الكبرى"(7221) والروياني (376) والخرائطي (570) وفي "اعتلال القلوب"(ص 112 - 113) والحاكم (2/ 191 - 192) وابن حزم في "المحلى"(13/ 227) من طريق شعبة عن الربيع بن الركين قال: سمعت عدي بن ثابت يحدث عن البراء قال: مرّ بنا ناس ينطلقون، فقلنا لهم: أين تذهبون؟ قالوا: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يأتي امرأة أبيه أن نقتله.

الربيع بن الركين ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ص: 4331

3 -

حجاج بن أرطاة.

أخرجه الروياني (381) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري ثني حجاج ثني عدي بن ثابت قال: سمعت البراء يقول: مرّ بي عمي ومعه الرمح، فقلت: أين تريدون؟ قال: فلان، تزوج إمرأة أبيه، بعثني إليه أن أقتله وأضرب عنقه.

حجاج بن أرطأة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به.

4 -

حمزة بن حبيب الزيات.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4459) من طريق سيف بن محمد الثوري عن حمزة الزيات عن عدي بن ثابت عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالي إلى رجل من اليمن تزوّج إمرأة أبيه، فقال "إن أدركته فاضرب عنقه واستلب ماله"

وقال: لم يرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا سيف بن محمد"

قلت: كذبه ابن معين وغيره.

- ورواه أشعث بن سوّار الكندي الكوفي عن عدي بن ثابت واختلف عنه:

• فرواه حفص بن غياث الكوفي عن أشعث عن عدي عن البراء قال: مرّ بي خالي أبو بردة بن نيار ومعه لواء، فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه، أن آتيه برأسه.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 104 و 14/ 178) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(73) عن حفص بن غياث.

وأخرجه الترمذي (1362) والبزار (3794) وابن أبي حاتم في "العلل"(1207) عن الأشج به.

وأخرجه ابن بشكوال (170) من طريق محمد بن أحمد بن محبوب المروزي ثنا الترمذي به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 148) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا الأشج به.

وأخرجه ابن ماجه (2607) وأبو يعلى (1667) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 894) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 148) والخرائطي (572) والطبراني في "الكبير"(22/ 195) والدارقطني (3/ 196) والخطابي في "المعالم"(4/ 602) ومحمد بن

ص: 4332

مخلد في "حديث ابن السماك"(29) والبغوي في "شرح السنة"(2592) وفي "التفسير"(1/ 501) من طرق عن حفص بن غياث به.

وتابعه هشيم (1) عن أشعث عن عدي عن البراء قال: مرّ بي عمي (2) الحارث بن عمرو ومعه لواء قد عقده له النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أي عم، أين بعثك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: بعثني إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه.

أخرجه سعيد بن منصور (942) وأحمد (4/ 292) وابن ماجه (2607) وأبو يعلى (1666) والطبري (892) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(463) والطحاوي (3/ 148 و 149) والخرائطي (571) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 174) والدارقطني (3/ 196) وأبو نعيم في "الصحابة"(2046) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 247 - 248) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 469 - 470) وابن بشكوال في "الغوامض"(168) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 407)

قال الترمذي: حديث حسن غريب"

قلت: أشعث قال النسائي وغيره: ضعيف.

• ورواه معمر بن راشد عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء بن عازب عن أبيه قال: لقيت عمي ومعه راية، وذكر الحديث.

أخرجه عبد الرزاق (10804) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (4/ 297) عن عبد الرزاق.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2047) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7223) عن محمد بن رافع النيسابوري ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن بشكوال (167) من طريق محمد بن معاوية المرواني ثنا النسائي به.

(1) هكذا رواه أحمد وغير واحد عن هشيم، ورواه أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن هشيم عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء بن عازب عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3405)

(2)

وعند أبي يعلى وابن قانع "خالي"

ص: 4333

وأخرجه الطبراني (3404) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو نعيم (2047) عن الطبراني به.

وتابعه الفضل بن العلاء الكوفي عن أشعث به.

وسمى عم البراء: الحارث.

أخرجه الطبري (893) وأبو نعيم (2/ 769)

• ورواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء عن أبيه عن خاله أنّ رجلاً تزوج امرأة أبيه أو امرأة ابنه فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله.

أخرجه البيهقي (8/ 237) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد به.

ورواه ابن أبي حاتم في "العلل"(1207) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهو في "حديثه"(72) فلم يذكر عن البراء (1).

قال أبو حاتم: وهو وهم"

- ورواه محمد بن إسحاق المدني عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن البراء.

قاله الترمذي (3/ 634) والدارقطني في "العلل"(6/ 22)

- ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن عدي بن ثابت واختلف عنه:

• فرواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن عبيد الله بن عمرو عن زيد عن عدي عن يزيد بن البراء عن أبيه قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت: أين تريد؟ فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله.

أخرجه أبو داود (4457) والطبراني في "الأوسط"(6648) والبيهقي (6/ 253) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 469).

عن عمرو بن قسيط الرّقي

والدارمي (2245) والنسائي (6/ 90) وفي "الكبرى"(5489) والطبراني في "الأوسط"(1141) وابن حزم (11/ 154 - 155 و 13/ 226 - 227) والمزي (32/ 94)

(1) وهكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي عن أشعث (علل الدارقطني 6/ 21)

ص: 4334

عن عبد الله بن جعفر الرقي

وابن الجارود (681) والطبراني (3406) والحاكم (4/ 357) وأبو نعيم (2048) والبيهقي (7/ 162 و 8/ 208) وابن بشكوال (166)

عن عبيد بن جناد الحلبي

والبيهقي (6/ 253)

عن عليّ بن معبد الرقي

وابن حزم (13/ 226 - 227)

عن إبراهيم بن عبد الله الرقي

قالوا: ثنا عبيد الله بن عمرو به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زيد إلا عبيد الله بن عمرو"

وقال ابن حزم: وهذا الخبر من طريق الرقيين صحيح نقي الإسناد، وأما من طريق هشيم فليست بشيء؛ لأنّ أشعث بن سوار ضعيف.

وقال: هذه آثار صحاح تجب بها الحجة ولا يضرها أن يكون عدي بن ثابت حدّث به مرة عن البراء، ومرّة عن يزيد بن البراء عن أبيه، فقد يسمعه من البراء ويسمعه من يزيد بن البراء، فيحدث به مرّة عن هذا ومرّة عن هذا"

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن ما رواه أبو خالد الأحمر عن أشعث عن عدي عن يزيد بن البراء عن خاله، وعن ما رواه حفص عن أشعث عن عدي عن البراء، فقال: وَهِمَا جميعاً، إنما هو كما رواه زيد بن أبي أنيسة عن عدي عن يزيد بن البراء عن البراء" العلل 1/ 403

ورواه سليمان بن عبد الله الرقي عن عبيد الله بن عمرو فقال فيه: عن ابن البراء عن أبيه.

أخرجه الروياني (337)

وقال يوسف بن عدي الكوفي: ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جابر الجُعفي عن يزيد بن البراء عن أبيه.

أخرجه الطحاوي (3/ 150)

والأول أصح.

ص: 4335

• ورواه إسماعيل بن عياش عن أبي شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي عن زيد عن عدي عن أنس قال: لقيت عمي قد اعتقد راية

قاله المزي (تحفة الأشراف 11/ 129)

وقال: وهذا ليس بمحفوظ"

- ورواه عبد الغفار بن القاسم أبو مريم عن عدي بن ثابت عن يزيد بن البراء عن أبيه.

أخرجه أحمد (4/ 295)

وعبد الغفار قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

الثاني: يرويه مُطَرِّف بن طَرِيف الحارثي عن أبي الجهم مولى البراء بن عازب عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن يضرب عنقه.

وفي لفظ: قال: ضلت إبل لي، فخرجت في طلبها، فإذا الخيل قد أقبلت، فلما رأى أهل الماء الخيل انضموا إليّ وجاءوا إلى خباء من تلك الأخبية فاستخرجوا منها رجلاً فضربوا عنقه، قالوا: هذا رجل أعرس بامرأة أبيه، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله.

أخرجه سعيد بن منصور (943) وأحمد (4/ 295 و 297) وابنه (4/ 297) وأبو داود (4456) والنسائي في "الكبرى"(5490 و 7220) والروياني (405 و 406 و 407) والطبري (895) والطحاوي (3/ 149) واللفظ الثاني له والدارقطني (3/ 196) واللفظ الأول له والحاكم (2/ 192 و 4/ 356 - 357) والبيهقي (8/ 237) وفي "معرفة السنن"(12/ 320) وفي "الصغرى"(3335) من طرق عن مطرف به.

قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: إسناده مليح"

قلت: مطرف وثقه أحمد وجماعة، وأبو الجهم واسمه سليمان بن الجهم ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي والذهبي في "المجرد" والحافظ في "التقريب"، وذكره ابن خلفون في "الثقات" ونقل عن ابن نمير توثيقه.

فالإسناد صحيح.

وحديث معاوية بن قرة عن أبيه أخرجه ابن ماجه (2608) والنسائي في "الكبرى"(7224) والطبري (896 و 897) والطحاوي (3/ 150) والطبراني (1)(19/ 24) والدراقطني (3/ 200) وابن حزم (13/ 227) والبيهقي (8/ 208) وابن بشكوال (171) والمزي (8/ 158)

(1) سقط من إسناده: عن أبيه. ومن طريقه أخرجه المزي (32/ 462)

ص: 4336

من طرق عن عبد الله بن إدريس الأودي عن خالد بن أبي كريمة عن معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أباه -جد معاوية- إلى رجل عَرَّس بامرأة أبيه فأمره فضرب عنقه وخمس ماله.

قال ابن حزم: قال أحمد بن إبراهيم: قال يحيى بن معين: هذا الحديث صحيح، ومن رواه فأوقفه على معاوية فليس بشيء، قد كان ابن إدريس أرسله لقوم وأسنده لآخرين"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 116

قلت: وهو كما قال.

3055 -

حديث أبي سعيد في الذي تيمم ثم وجد الماء فأعاد الصلاة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لك الأجر مرتين"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

يرويه بكر بن سوادة المصري واختلف عنه:

- فرواه الليث بن سعد واختلف عنه:

• فقال عبد الله بن نافع الصائغ: عن الليث بن سعد عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدا طيبا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد "أصبت السنة وأجزأتك صلاتك" وقال للذي توضأ وأعاد "لك الأجر مرتين"

أخرجه الدارمي (750) وأبو داود (338) والنسائي (1/ 174) والطبراني في "الأوسط"(1863) والدراقطني (1/ 188 - 189) والحاكم (1/ 178 - 179) والبيهقي (1/ 231) من طرق عن عبد الله بن نافع به.

قال أبو داود: وذكر أبي سعيد في هذا الحديث ليس بمحفوظ، هو مرسل"

وقال موسى بن هارون: رفعه وهم من ابن نافع" التلخيص الحبير 1/ 156

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الليث متصل الإسناد إلا عبد الله"

وقال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن نافع عن الليث بهذا الإسناد متصلاً، وخالفه ابن المبارك وغيره"

(1) 11/ 28 (كتاب النكاح - باب اتخاذ السراري)

ص: 4337

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإنّ عبد الله بن نافع ثقة"

قلت: لم يخرج البخاري لعبد الله بن نافع شيئاً، واحتج مسلم بروايته عن مالك فقط، وقد تُكلم في حفظه.

فقال البخاري: في حفظه شيء، وقال أيضاً: يعرف حفظه وينكر.

وقال أبو حاتم: ليس بالحافظ، هو لين في حفظه.

• وقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا الليث بن سعد عن عمرو بن الحارث وعميرة بن أبي ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد.

أخرجه ابن السكن في "صحيحه"(نصب الراية 1/ 160 - التلخيص الحبير 1/ 156) عن أبي بكر محمد بن أحمد الواسطي ثنا عباس بن محمد ثنا أبو الوليد الطيالسي به.

• وقال عبد الله بن المبارك: عن ليث بن سعد ثني عميرة وغيره عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار مرسلاً.

أخرجه النسائي (1/ 174) عن سويد بن نصر المروزي ثنا ابن المبارك به (1).

وتابعه يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث عن عميرة بن أبي ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار مرسلاً.

أخرجه الحاكم (1/ 179) والبيهقي (1/ 231)

- وقال ابن لهيعة: عن بكر بن سوادة عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد عن عطاء بن يسار مرسلاً.

أخرجه أبو داود (339) والبيهقي (1/ 231)

وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.

- ورواه يحيى بن أيوب المصري عن بكر بن سوادة مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق (890) عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يحيى بن أيوب به.

والأسلمي قال ابن معين وغيره: كذاب.

(1) واختلف فيه على ابن المبارك، فرواه عبد الرزاق عن ابن المبارك عن ليث بن سعد عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار مرسلا.

أخرجه الدارقطني (1/ 189)

ص: 4338

3056 -

عن كنانة العدوي أنّ عثمان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد الملائكة الموكلة بالآدمي فقال "لكل آدمي عشرة بالليل وعشرة بالنهار، واحد عن يمينه وآخر عن شماله، واثنان من بين يديه ومن خلفه، واثنان عن جنبيه، وآخر قابض على ناصيته فإن تواضع رفعه وإن تكبر وضعه، واثنان على شفتيه ليس يحفظان عليه إلا الصلاة على محمد، والعاشر يحرسه من الحية تدخل فاه، يعني إذا نام"

قال الحافظ: أخرجه الطبري" (1)

مرسل

أخرجه الطبري في "تفسيره"(13/ 115) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري ثنا علي بن جرير عن حماد بن سلمة عن عبد الحميد بن جعفر عن كنانة العدوي قال: دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال "ملك على يمينك على حسناتك، وهو أمير على الذي على الشمال، فإذا عملت حسنة كتبت عشرا، وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين: أكتب، قال: لا لعله يستغفر الله ويتوب، فإذا قال ثلاثاً قال: نعم اكتب أراحنا الله منه، فبئس القرين، ما أقلّ مراقبته لله، وأقل استحياءه منا، يقول الله {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [ق: 18] وملكان من بين يديك ومن خلفك، يقول الله {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] وملك قابض على ناصيتك، فإذا تواضعت لله رفعك، وإذا تجبرت على الله قصمك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على محمد، وملك قائم على فيك لا يدع الحية تدخل في فيك، وملكان على عينيك، فهؤلاء عشرة أملاك على كل آدمي، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار، فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي، وإبليس بالنهار وولده بالليل".

الآملي والقشيري لم أر من ترجمهما، وعلي بن جرير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وحماد وكنانة ثقتان، وعبد الحميد بن جعفر أظنه الأنصاري قال أحمد وغير واحد: ثقة.

3057 -

"لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم عن جابر رفعه: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (2204)

(1) 9/ 442 - 443 (كتاب المسير: سورة الرعد)

(2)

12/ 240 (كتاب الطب - باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)

ص: 4339

3058 -

"لكل نبي وصي، وإنّ عليا وصيي وولدي"

قال الحافظ: أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه رفعه: فذكره" (1)

باطل

أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(544) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 376) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي في "الصحابة"(1820) ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا علي بن مجاهد ثنا محمد بن إسحاق عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "لكل نبي وصي، وإنّ عليا وصيي ووارثي"

وأخرجه ابن عدي (4/ 1330) من طريق علي بن سهل ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة ثني ابن إسحاق به.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، فيه محمد بن حميد وقد كذبه أبو زرعة وابن وارة"

وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات منها:

محمد بن إسحاق فإنّه ضعيف في الحديث، ومنها: علي بن مجاهد الرازي قال ابن معين: كان يضع الحديث، وقال أحمد بن علي الأبار: تركته ولم أرضه، ورماه يحيى بن الضريس وأحمد بن جعفر الجمال الرازيان بالكذب، ومنها: محمد بن حميد الرازي قال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: حديثه فيه نظر، وقال أبو حاتم وابن خراش: ضعيف في الحديث جداً، وإنه يحدث بما لم يسمع، وإنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال إسحاق بن منصور: كذاب، وقال النسائي: ليس بثقة"

ولم ينفرد ابن حميد الرازي به بل تابعه أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله الفرياناني ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به.

أخرجه ابن الجوزي

وقال: هذا حديث لا يصح، الفرياناني قال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وفيه سلمة قال ابن المديني: رمينا حديث سلمة بن الفضل"

(1) 9/ 216 (كتاب المغازي - باب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4340

3059 -

عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بنساء بني عبد الأشهل يبكين هلكاهنّ يوم أحد، فقال "لكنّ حمزة لا بواكي له" فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ويحهن! ما انقلبن بعد؟ مروهنّ فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من طريق أسامة بن زيد عن ابن عمر: فذكره، وله شاهد أخرجه عبد الرزاق من طريق عكرمة مرسلاً، ورجاله ثقات" (1)

صحيح

ورد من حديث ابن عمر ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عكرمة مرسلاً ومن حديث عطاء بن يسار مرسلاً ومن حديث الشعبي مرسلاً ومن حديث ابن المنكدر مرسلاً

فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن سعد (3/ 17) وابن أبي شيبة (3/ 394 و 14/ 392 - 393) والحاكم (3/ 194 - 195) والبيهقي (4/ 70)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

وأحمد (2/ 40)

عن زيد بن الحباب العُكْلي

و (2/ 84)

عن صفوان بن عيسى القرشي الزهري

وابن سعد (3/ 17)

عن روح بن عبادة البصري

وابن ماجه (1591) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 293)

عن عبد الله بن وهب

والطبراني في "الكبير"(2943) والحاكم (3/ 197)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

(1) 3/ 403 - 404 (كتاب الجنائز - باب ما يكره من النياحة على الميت)

ص: 4341

كلهم عن أسامة بن زيد الليثي ثني نافع عن ابن عمر قال: فذكره، واللفظ لحديث ابن وهب.

- ورواه عثمان بن عمر بن فارس العبدي واختلف عنه:

• فقال ابن سعد (3/ 17) وأحمد (2/ 92): عن عثمان بن عمر عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر.

• وقال الحسن بن مكرم البغدادي: عن عثمان بن عمر عن أسامة بن زيد ثني الزهري عن أنس.

أخرجه البيهقي (4/ 70)

والأول أصح.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن كثير: وهذا على شرط مسلم" البداية والنهاية 4/ 48

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف أسامة بن زيد، مصباح الزجاجة 2/ 48

قلت: أسامة بن زيد مختلف فيه، وثقه ابن معين وجماعة، وضعفه النسائي وغيره.

وقال ابن عدي: وهو حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به وهو كما قال ابن معين: ليس بحديثه ولا برواياته بأس وهو خير من أسامة بن زيد بن أسلم بكثير" الكامل 1/ 386

وأخرج له مسلم في الشواهد والمتابعات، والباقون ثقات، فالإسناد حسن.

وأما حديث عائشة فيرويه محمد بن عمرو بن علقمة واختلف عنه:

- فقال النضر بن شميل المازني: ثنا محمد بن عمرو ثني محمد بن إبراهيم عن عائشة قالت: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف على بني عبد الأشهل فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم، وكان استمر القتل فيهم يومئذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكن حمزة لا بواكي له" قال: فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة، فجعلت عائشة تبكي معهن، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ عند المغرب، فصلّى المغرب ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة، فصلّى العشاء ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نبكي، فقال "ألا أراهنّ يبكين حتى الآن، مروهن فليرجعن، ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهنّ"

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(631)

ص: 4342

ومحمد بن إبراهيم هو التيمي قال الدارقطني وأبو حاتم: لم يسمع من عائشة.

- وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: أنا محمد بن عمرو أنا محمد بن إبراهيم قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مرسل.

أخرجه ابن سعد (3/ 18)

وهذا أصح.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12096) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن مطيع الشيباني ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن أبيه عن الحكم عن مِقسم عن ابن عباس قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أُحد بكت نساء الأنصار على شهدائهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لكن حمزة لا بواكي له" فرجعت الأنصار فقالت لنسائهنّ: لا تبكين أحدا حتى تندبن حمزة، قال: فقال فيهم إلى اليوم لا تبكين إلا بدأن بحمزة.

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن مطيع الشيباني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 120 - 121

قلت: وشيخ الطبراني مختلف فيه، والباقون ثقات إلا أنّ أحمد قال: لم يسمع الحكم من مقسم إلا أربعة أحاديث. وليس هذا الحديث منها.

وأما حديث عكرمة فأخرجه عبد الرزاق (6694) عن معمر بن راشد عن أيوب عن عكرمة قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع لأهل المدينة نحيبا وبكاء، فقال:"ما هذا؟ " قيل: الأنصار تبكي على قتلاهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لكنّ حمزة لا بواكي له" فبلغ ذلك الأنصار فجمعوا نساءهم وأدخلوهم دار حمزة يبكين عليه، فسمعهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما هذا؟ " فقيل: إن الأنصار حين سمعوك تقول: لكنّ حمزة لا بواكي له جمعوا نساءهم يبكين عليه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار خيرا ونهاهم عن النياحة.

ورواته ثقات.

وأما حديث عطاء بن يسار فأخرجه ابن سعد (3/ 17) وسعيد بن منصور (2911) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على نساء بني الأشهل لما فرغ من أحد فسمعهن يبكين على من استشهد منهنّ بأحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ولكنّ حمزة لا بواكي له" فسمعه منه سعد بن معاذ فذهب

ص: 4343

إلى نساء بني عبد الأشهل فأمرهنّ أن يذهبن إلى بيت حمزة فليبكين عليه، فذهبن يبكين عليه، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهنّ فقال "من هؤلاء؟ " فقيل: نساء الأنصار يبكين على حمزة، فخرج إليهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "لا بكاء رضي الله عنكنّ وعن أولادكنّ وأولاد أولادكنّ".

ولم ينفرد الدراوردي به بل تابعه زهير بن محمد التميمي عن شريك به.

أخرجه ابن سعد.

ورجاله ثقات.

وأما حديث الشعبي فأخرجه سعيد بن منصور (2911) عن هشيم أنا مغيرة عن الشعبي قال: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد إذا هو بنساء الأنصار يبكين قتلاهنّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكنّ حمزة لا بواكي له" فسمع ذلك سيد الأنصار سعد بن معاذ فأتى نساء الأنصار فقال: عزمت عليكنّ أن لا تبكين امرأة منكنّ شجوا حتى تعبداً بشجو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلن يبكين على حمزة، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ما هذا؟ " فأخبروه بما كان من سعد فقال "ما أردت ذلك" ونهى عن النوح.

ورجاله ثقات إلا أنّ فيه عنعنة مغيرة بن مقسم الضبي فإنه كان مدلساً.

وأما حديث ابن المنكدر فأخرجه ابن سعد (3/ 18 - 19) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أنا محمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد فمَرّ على بني عبد الأشهل ونساء الأنصار يبكين على هلكاهن يندبنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكنّ حمزة لا بواكي له" فدخل رجل من الأنصار على نساءهم فقالوا: حولن بكاءكنّ وندبكنّ على حمزة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فطال قيامه يستمع، ثم انصرف، فقام على المنبر من الغد فنهى عن النياحة كأشد ما نهى عن شيء قط وقال "كل نادبة كاذبة إلا نادبة حمزة".

وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي حميد.

3060 -

"للشهيد ست خصال" الحديث وفيه "ويتزوج ثنتين وسبعين من الحور العين"

قال الحافظ: ومن حديث المقدام بن معد يكرب عنه (أي الترمذي): فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ للشهيد عند الله سبع خصال"

(1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

ص: 4344

3061 -

"للغلام عقيقتان، وللجارية عقيقة"

قال الحافظ: أخرجه البزار من طريق عطاء عن ابن عباس رفعه: فذكره، وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد" (1)

أخرجه البزار (كشف 1234) والطبراني في "الكبير"(11327)

عن عمران بن عيينة الكوفي

والطحاوي في "المشكل"(1047)

عن أبي بكر بن عياش

كلاهما عن يزيد بن أبي زياد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به مرفوعاً.

قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد"

قلت: ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

والحديث اختلف فيه على عطاء، وقد تقدم بيان هذا الاختلاف عند حديث "عن الغلام شاتان

"

3062 -

"للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلف من العمل ما لا يطيق"

قال الحافظ: وفي "الموطأ"(2/ 980) ومسلم (1662) عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (2)

3063 -

للمدينة عشرة أسماء: هى: المدينة، وطابة، وطيبة، والمطيبة، والمسكينة، والدار، وجابر، ومجبور، ومنيرة، ويثرب".

قال الحافظ: رواه عمر بن شبة في "أخبار المدينة" من رواية زيد بن أسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 162) عن محمد بن يحيى الكناني ثني عبد العزيز بن عمران عن أبي يسار عن زيد بن أسلم رفعه "للمدينة عشرة أسماء: هي: المدينة، وطيبة، وطابة، ومسكينة، وجبار، ومحبورة، ويندد، ويثرب".

(1) 12/ 3 (كتاب العقيقة)

(2)

6/ 100 (كتاب العتق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العبيد إخوانكم

)

(3)

4/ 460 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب المدينة طابة)

ص: 4345

هكذا ذكر ثمانية أسماء ولم يذكر التاسع والعاشر.

وإسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري المدني الأعرج.

3064 -

"لله أشد أَذَنًا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته"

قال الحافظ: وعند أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه من حديث فضالة بن عبيد: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج ابن ماجه والكجي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث فضالة بن عبيد مرفوعاً: فذكره" (2)

وذكره في موضع ثالث: وقال: أخرجه ابن ماجه من رواية ميسرة مولى فضالة عن فضالة بن عبيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وذكره البخاري في "خلق أفعال العباد" عن ميسرة" (3)

تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي فراجعه (ص 136 - 137 ط 1)

3065 -

"لم أره -يعني جبريل- على صورته التي خلق عليها إلا مرتين"

قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (177) من وجه آخر عن عائشة مرفوعاً: فذكره" (4)

3066 -

"لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه والبيهقي من حديث ابن عمر، وفي إسناده خالد بن يزيد بن أبي مالك وكان من فقهاء الشام لكنه ضعيف عند أحمد وابن معين وغيرهما، ووثقه أحمد بن صالح المصري وأبو زرعة الدمشقي، وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا. وله شاهد عن ابن عباس في "الموطأ" بلفظ "ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت" الحديث، وفيه انقطاع. وأخرجه الحاكم من وجه آخر موصولا بلفظ "إذا ظهر الزنا والربّا في

(1) 10/ 445 و 447 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن)

(2)

10/ 445 و 447 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن)

(3)

17/ 237 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سَبَإٍ: 23])

(4)

1/ 26 (باب كيف كان بدء الوحي)

ص: 4346

قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله" وللطبراني موصولا من وجه آخر عن ابن عباس نحو سياق مالك وفي سنده مقال"(1)

حسن

وحديث ابن عمر له عنه طرق:

الأول: يرويه أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهنّ، وأعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.

ولم يَنقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسِّنِين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم.

ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا.

ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم.

وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم"

أخرجه ابن ماجه (2)(4019) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 320 و 8/ 333 - 334) والداني في "الفتن"(327)

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن ابن عمر لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن خالد عن أبيه"

قلت: وخالد ضعيف كما قال أبو داود والدارقطني ويعقوب بن سفيان وغيرهم.

وأبوه ثقة، ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

أبو سهيل بن مالك عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعاً.

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 67) وابن عدي (3/ 1247) والدارقطني في "الغرائب"(اللسان 4/ 104) والبيهقي في "الشعب"(10066) وفي "الزهد"(453) من طريق عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ثني أبي ثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل به.

(1) 12/ 301 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون)

(2)

واللفظ له.

ص: 4347

وعبيد الله ضعفه ابن حبان، وقال ابن عدي: لعل البلاء منه.

2 -

أبو مُعَيْد حفص بن غيلان الدمشقي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1558) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي

والحاكم (4/ 540 - 541) عن عليّ بن حمشاذ العدل قالا: ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي ثني الهيثم بن حُميد أني أبو معيد به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل حسن فإنّ رجاله كلهم ثقات غير الهيثم بن حميد وحفص بن غيلان وهما صدوقان.

ولم ينفرد أبو الجماهر به بل تابعه محمد بن عائذ الدمشقي ثنا الهيثم بن حميد به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1558) عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي (1) ثنا محمد بن عائذ به.

3 -

فروة بن قيس المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر به مرفوعاً.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(11) من طريق نافع بن عبد الله عن فروة به.

ونافع وفروة لا يعرفان كما في "الميزان"

الثاني: يرويه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً.

أخرجه الروياني في "مسنده" كما في "الصحيحة"(1/ 2/ 8)

وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء.

الثالث: يرويه يعقوب بن عبد الله القُمِّي ثنا ليث عن أبي محمد الواسطي عن ابن عمر مرفوعا.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3043)

(1) رواه جعفر بن محمد الفريابي عن محمد بن عائذ الدمشقي عن الهيثم بن حميد ثنا أبو معيد وغيره عن عطاء أنه سمع ابن عمر.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3042)

ص: 4348

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وأبو محمد الواسطي لم أعرفه.

وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:

الأول: يرويه الضحاك بن مزاحم عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس مرفوعاً "خمس بخمس" قالوا: يا رسول الله، وما خمس بخمس؟ قال "ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10992) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كيسان ثني أبي عن الضحاك به.

وإسناده ضعيف جداً. قال البخاري: إسحاق بن عبد الله منكر الحديث، وقال ابن حبان في "الثقات" في ترجمة أبيه: يتقى حديثه من رواية ابنه عنه، وقال الصدر الياسوفي: فيه ضعف شديد.

الثاني: يرويه محمد بن سعيد بن سابق الرازي ثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله".

أخرجه الحاكم (2/ 37)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: سماك صدوق إلا أنّ ابن المديني وغيره تكلموا في روايته عن عكرمة.

الثالث: يرويه عبد الله بن بريدة واختلف عنه:

- فقال الحسين بن واقد المروزي: عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال: ما نقض قوم العهد قط إلا سلط الله عليهم عدوهم، ولا فشت الفاحشة في قوم إلا أخذهم الله بالموت، وما طفف قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين، وما منع قوم الزكاة إلا منعهم الله القطر من السماء، وما جار قوم في حكم إلا كان البأس بينهم -أظنه قال- والقتل"

أخرجه البيهقي (3/ 346) وفي "الشعب"(3039)

وقال: كذا قال: عن ابن عباس موقوفاً"

- وقال بشير بن المهاجر الكوفي: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "ما نقض قوم

ص: 4349

العهد قط إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلّط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر"

أخرجه ابن أبي شبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6027) والبزار (كشف 3299) وأبو يعلى كما في "بذل الماعون"(ص 212) و"المطالب"(973/ 3) والروياني (إتحاف الخيرة 6/ 346) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 326) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 422 - 423) والحاكم (2/ 126) والبيهقي (3/ 346 و 9/ 231) وفي "الشعب"(3040) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 191) والحافظ في "بذل الماعون"(ص 211 - 212) من طريق عبيد الله بن موسى ثنا بشير بن المهاجر به.

قال البزار: لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال البوصيري: إسناده حسن" إتحاف الخيرة 6/ 346

وقال الحافظ في "الفتح"(12/ 301): سنده جيد"

وقال في "المطالب": إسناده حسن"

وقال في "بذل الماعون": وبشير أخرج له مسلم، وبقية رجاله رجال الصحيح، وهو أصح طرق هذا الحديث، وله علة غير قادحة -فذكر حديث حسين بن واقد- قال: ويحتمل أن يكونا محفوظين وإلا فهذه الطريق أرجح لاحتمال أن يكون بشير بن المهاجر سلك الجادة"

وقال أبو حاتم: وهو وهم، عن ابن عباس أشبه" العلل 2/ 423

الرابع: يرويه مالك في "الموطأ"(2/ 460) عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنّه بلغه عن ابن عباس أنه قال: ما ظهر الغلول في قوم قط إلا ألقي في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط الله عليهم العدو"

وإسناده منقطع.

قال ابن عبد البر: قد رويناه متصلاً عنه ومثله لا يقال رأيا"

3067 -

عن أبي رافع قال: لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنزل الأبطح حين خرج من مني ولكن جئت فضربت قبته فجاء فنزل"

ص: 4350

قال الحافظ: وروى مسلم (1313) وأبو داود (2009) وغيرهما من طريق سليمان بن يسار عن أبي رافع قال: فذكره" (1)

3068 -

"لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا"

قال الحافظ: ولأحمد عن عائشة مرفوعاً: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أحمد وابنه (6/ 129) عن يحيى بن أيوب المَقَابري ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "لا يبقى بعدي من النبوة شيء إلا المبشرات" قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال "الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له"

وأخرجه البزار (كشف 2118) عن حميد ثنا يحيى بن أيوب به.

وإسناده حسن، سعيد الجمحي صدوق، والباقون ثقات.

قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا سعيد"

قلت: تابعه علي بن هاشم بن البريد عن هشام بن عروة به.

أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(1/ 177) عن عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا علي بن هاشم به.

وإسناده حسن، علي بن هاشم صدوق، والباقون ثقات.

واختلف فيه على هشام بن عروة، فرواه عصمة بن محمد بن فضالة الأنصاري عن هشام عن أبيه مرسلاً.

أخرجه البزار (كشف 2119)

وعصمة بن محمد قال ابن معين: كذاب. يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك.

وللحديث شواهد، منها:

1 -

عن ابن عباس مرفوعاً "أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له"

أخرجه مسلم (479)

(1) 4/ 340 (كتاب الحج - باب المحصب)

(2)

16/ 30 (كتاب التعبير - باب المبشرات)

ص: 4351

2 -

عن حذيفة بن أسيد مرفوعاً: "ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات" قيل: وما المبشرات؟ قال "الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له"

تقدم تخريجه في حرف الذال.

3 -

عن عطاء بن يسار مرفوعاً "لن يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات" فقالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال "الرؤبا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له"

أخرجه مالك (2/ 957) عن زيد بن أسلم عن عطاء به.

وهو مرسل رواته ثقات.

3069 -

عن طاوس قال: لم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة إلا محرما إلا يوم فتح مكة.

قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن طاوس قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 200) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن ابن جريج عن هشام بن حجير عن طاوس به.

وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من هشام بن حجير، وهشام مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

واختلف فيه على ابن جريج، فرواه سفيان الثوري عن ابن جريج عن رجل عن طاوس به.

أخرجه ابن سعد (2/ 140)

3070 -

قالت عائشة: لم ير محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته إلا مرَّتين، مرّة عن سدرة المنتهى، ومرّة في أجياد.

قال الحافظ: وللترمذي من طريق مسروق عن عائشة: فذكره، وهذا يقوي رواية ابن لهيعة" (2)

أخرجه الترمذي (3278) ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن مُجالد عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبّر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو

(1) 4/ 432 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام)

(2)

1/ 26 (باب كيف كان بدء الوحي)

ص: 4352

هاشم، فقال كعب: إنّ الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلم موسى مرتين، ورآه محمد مرتين.

قال مسروق: فدخلت على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء قف له شعري، قلت: رويدا ثم قرأتْ (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قالت: أين يُذهب بك؟ إنما هو جبريل، من أخبرك أنّ محمدا رأى ربه أو كتم شيئاً مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى -إنّ الله عنده علم الساعة وينزل الغيث- فقد أعظم الفرية، ولكنه رأى جبريل، لم يره في صورته إلا مرّتين، مرّة عند سدرة المنتهى ومرّة في جياد، له ستمائة جناح قد سدّ الأفق.

وقال: وقد روى داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث، وحديث داود أقصر من حديث مجالد"

قلت: حديث داود عن الشعبي أخرجه مسلم (177) وغيره ولكن ليس فيه ذكر للمكانين اللذين رأى فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام.

وإنما تفرد بذكر ذلك مجالد وهو ابن سعيد الهمداني ولم يكن بالقوي وقد تغير بأخرة وكان يلقن.

وفي ضعفاء العقيلي 4/ 233 عن الإِمام أحمد قال: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف.

3071 -

قال جابر: لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا.

قال الحافظ: وقد روى مسلم (1215) من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره" (1)

3072 -

عن ابن عمر قال: لم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا حتى بعث إليهم ضمرة يخيرهم بين إحدى ثلاث: أن يودوا قتيل خزاعة، وبين أن يبرءوا من حلف بكر، أو ينبذ إليهم على سواء.

فأتاهم ضمرة فخيرهم فقال قرظة بن عمرو: لا نودي ولا نبرأ ولكنّا ننبذ إليه على سواء، فانصرف ضمرة بذلك، فأرسلت قريش أبا سفيان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تجديد العهد.

قال الحافظ: وفي رواية ابن عائذ من حديث ابن عمر قال: فذكره، وكذلك أخرجه مسدد من مرسل محمد بن عباد بن جعفر" (2)

(1) 4/ 241 (كتاب الحج - باب طواف القارن)

(2)

9/ 65 - 66 (كتاب المغازي - باب أين ركّز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟)

ص: 4353

3073 -

حديث عائشة: لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسبا إلى الطول ونسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الربعة.

قال الحافظ: ووقع في حديث عائشة عند ابن أبي خيثمة: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 298 - 306) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 135) وابن عساكر في "تاريخه"(السيرة النبوية 1/ 301 - 307)

عن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب

وأبو نعيم في "الدلائل"(566) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 306) وابن عساكر (1/ 307) عن محمد بن عبدة المصيصي

قالا: ثنا أبو محمد صَبيح بن عبد الله الفرغاني ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ثنا جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قامته: أنه لم يكن بالطويل البائن، ولا المُشَذَّب الذاهب، والمشذب: الطول نفسه إلا أنّه المخفف. ولم يكن بالقصير المتردد. وكان ينسب إلى الربعة. إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الربعة وذكرت الحديث وفيه طول.

قال الخطيب: صبيح بن عبد الله صاحب مناكير"

وقال البيهقي: ليس بالمعروف"

وقال ابن كثير: ضعيف" الشمائل ص 55

3074 -

حديث زينب بنت أبي سلمة: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه.

قال الحافظ: وروى الترمذي ومحمد بن نصر من حديث زينب بنت أم سلمة: فذكره" (2)

ضعيف

(1) 7/ 380 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

5/ 174 (صلاة التراويح - باب العمل في العشر الأواخر من رمضان)

ص: 4354

ولم أره في سنن الترمذي، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف" وقد أخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(مختصره للمقريزي ص 228) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا ابن أبي مريم أنا ابن لهيعة ثني واهب بن عبد الله المعافري أنّه سأل زينب ابنة أم سلمة عن ليلة القدر، فقالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها ولو علمها لم تقم الناس غيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي من الشهر عشرة أيام لم يذر أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

3075 -

حديث أنس: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء.

قال الحافظ: وهو صحيح" (1)

أخرجه البخاري (فتح 3/ 170 - 171)

3076 -

حديث عائشة: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أن يجيء من مغيبه.

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (717)

3077 -

حديث عائشة: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير.

قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وغيره من طريق شريح بن هانئ أنّه سأل عائشة: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير والله يقول {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] فقالت: فذكرته" (3)

حسن

أخرجه أبو يعلى (المسند 4448 - المقصد العلي 342) عن ابن أبي شيبة (المطالب العالية 345/ 1) ثنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن جده أنه سأل عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير؟ فإني سمعت في كتاب الله {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8] قالت: لم يكن يصلي عليه.

(1) 13/ 391 (كتاب الدعوات - باب رفع الأيدي في الدعاء)

(2)

3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

(3)

2/ 37 (كتاب الصلاة - باب الصلاة على الخمرة)

و12/ 431 (كتاب اللباس - باب الجلوس على الحصير)

ص: 4355

قال الهيثمي: رجاله موثقون" المجمع 2/ 57

قلت: إسناده حسن، يزيد بن المقدام صدوق كما في "الكاشف" و"التقريب"، والمقدام وأبوه ثقتان.

3078 -

حديث سفينة: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل بيتا مزوقا.

قال الحافظ: وأورد ابن حبان عقب هذا الحديث حديث سفينة فقال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه إسحاق (2112)

عن النضر بن شميل المازني

وأحمد (5/ 220 - 221 و 222)

عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني

و (5/ 222)

عن بهز بن أسد العمّي

وفي "الزهد"(ص 12)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

و (5/ 221) وابن ماجه (3360) والروياني (670) والبيهقي في "الشعب"(10248) وابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 180 - 181)

عن عفان بن مسلم البصري

وأبو داود (3755) والبيهقي (7/ 267)

عن موسى بن إسماعيل البصري

وابن حبان (6354) والحاكم (2/ 186)

عن أسد بن موسى المصري

والطبراني في "الكبير"(6446)

(1) 6/ 157 (كتاب الهبة - باب هدية ما يكره لبسها)

ص: 4356

عن هُدبة بن خالد البصري

وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 369)

عن مسلم بن إبراهيم البصري

والروياني (664)

عن يونس بن محمد المؤدب

كلهم عن حماد بن سلمة عن سعيد بن جُمْهان ثني سفينة أنّ رجلاً أضاف علي بن أبي طالب، فصنع له طعاما، فقالت فاطمة: لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل معنا، فدعوه، فجاء، فوضع يده على عِضَادتي الباب فرأى القرام (1) قد ضرب به في ناحية البيت (2)، فرجع، فقالت فاطمة لعلي: الحقه فانظر ما رجعه، فتبعته، فقلت: يا رسول الله، ما ردّك؟ فقال "إنه ليس لي، أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا (3) " اللفظ لأبي داود

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال، وسعيد بن جمهان وثقه أحمد وابن معين وأبو داود ويعقوب بن سفيان وابن حبان.

واختلف فيه على حماد، فرواه قبيصة بن عقبة الكوفي عن حماد عن سعيد بن جمهان عن سفينة عن أم سلمة مرفوعاً "لا ينبغي لنبي أن يدخل بيتا مزوقا"

أخرجه البيهقي (7/ 267) وفي "الشعب"(10247)

والأول أصح.

3079 -

عن أنس قال: لم يكن (4) شخص أحبَّ إليهم (5) من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب" (6)

صحيح

(1) ولفظ الحاكم "فراشا"

(2)

زاد أحمد "فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(3)

ولفظ ابن حبان "مرقوما"

(4)

زاد أبو يعلى وغيره "في الدنيا"

(5)

زاد البخاري وغيره "رؤية"

(6)

13/ 292 (كتاب الدعوات - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)

ص: 4357

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 586) وأحمد (3/ 132 و 151 و 250 - 251) والبخاري في "الأدب المفرد"(946) والترمذي (2754) وفي "الشمائل"(318) وأبو يعلى (3784) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 564) والطحاوي في "المشكل"(1126) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 63) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 177 - 178) والبيهقي في "الشعب"(8537) وفي "المدخل"(718) والبغوي في "شرح السنة"(3329) وفي "الشمائل"(392) والنووي في "الترخيص بالقيام"(ص 64) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 395) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس قال: فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"

قلت: وهو كما قال، وقد سمعه حماد من ثابت أيضاً عن أنس.

قال أحمد (3/ 134): ثنا أبو كامل ثنا حماد مرّة عن ثابت عن أنس ومرّة عن حميد عن أنس قال: فذكره.

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(235) من طريق عفان بن مسلم البصري ثنا حماد عن ثابت عن أنس به.

وأخرجه الخطيب في "أخلاق الراوي"(939) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا حماد به.

واختلف فيه على حماد، فرواه أبو عباد قَطَن بن نُسير الغُبَري عن حماد عن يونس عن الحسن عن أنس.

أخرجه الخطيب في "أخلاق الراوي"(303)

والأول أصح.

3080 -

عن أنس قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل.

قال الحافظ: وفي النسائي عن أنس بن مالك: فذكره" (1)

أخرجه النسائي (6/ 181 و 7/ 60) وفي "الكبرى"(4404 و 8889) عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل.

(1) 6/ 396 (كتاب الجهاد - باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)

ص: 4358

وعنه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1729)

وقال: لم يروه عن سعيد إلا إبراهيم"

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 102 و 24/ 102) من طريق حمزة بن محمد الكناني عن النسائي به.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 149) عن عبد الله بن الحسين بن زهير النيسابوري ثنا أحمد بن حفص به.

ومن طريقه أخرجه البغوي في "الشمائل"(905)

ورجاله ثقات إلا أنّ سعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط ولم أر من صرّح بسماع إبراهيم بن طهمان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وقتادة مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من أنس.

وللحديث شاهد عن معقل بن يسار قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل اللهم عقرا الإبل النساء.

أخرجه أحمد (5/ 27) ثنا عبد الصمد وحسن قالا: ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن رجل هو الحسن إن شاء الله عن معقل به.

وإسناده منقطع. قال أبو حاتم: لم يسمع الحسن البصري من معقل بن يسار.

وفيه عنعنة قتادة كذلك.

واختلف فيه على أبي هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي، فرواه إسماعيل بن مسلمة بن قَعْنَب المدني عن أبي هلال عن قتادة عن معقل بن يسار.

أخرجه ابن عبد البر (24/ 103)

وقال: ليس بشيء"

3081 -

عن أبي عبد الله الجَدَلِي قال: سألت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق، ولا يجزئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.

قال الحافظ: ووقع عند الترمذي من طريق أبي عبد الله الجدلي قال: فذكره" (1)

صحيح

(1) 7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4359

أخرجه الطيالسي (ص 214) عن شعبة عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: فذكره، وزاد "أو قالت: يعفو ويغفر"

ومن طريقه أخرجه الترمذي (2016) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 315) وابن عساكر (السيرة النبوية - القسم الأول ص 322)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد، ويقال: عبد الرحمن بن عبد"

قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه غير واحد عن شعبة به، منهم:

1 -

محمد بن جعفر غُندر.

أخرجه أحمد (6/ 174) والترمذي في "الشمائل"(330) والبغوي في "شرح السنة"(3668) وفي "الشمائل"(205) وابن عساكر (ص 321)

2 -

روح بن عبادة البصري.

أخرجه أحمد (6/ 246) والطحاوي في "المشكل"(4433) وابن عساكر (ص 321)

3 -

أبو عمر حفص بن عمر النمري الحَوضي.

أخرجه الخطيب في "الجامع"(820)

وخالفهم بكر بن بكار القيسي فرواه عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن غالب قال: سألت عائشة.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 212)

وبكر بن بكار مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ورواية الطيالسي ومن تابعه أصح.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق ثني أبو عبد الله الجدلي به.

أخرجه ابن سعد (1/ 365) وابن أبي شيبة (8/ 518) وأحمد (6/ 236) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(318) والخرائطي في "المكارم"(1/ 84 و 390) وابن حبان (6443) وابن عساكر (ص 320 - 321 و 321 - 322)

ص: 4360

3082 -

عن ابن شهاب قال: لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم عمال يعملون بها نخل خيبر وزرعها، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر فدفعها إليهم.

قال الحافظ: روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن شهاب قال: فذكره" (1)

مرسل

ورواته ثقات.

3083 -

"لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال"

قال الحافظ: وفي حديث أبي عبيدة بن الجراح عند أبي داود والترمذي وحسنه: فذكره" (2)

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 135) وأحمد (1/ 195) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 97) وأبو داود (4756) والترمذي (2234) والبزار (1280) وأبو يعلى (875) والعقيلي (2/ 263 - 264) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 234) وابن حبان (6778) وابن عدي (4/ 1538 - 1539) والحاكم (4/ 542 - 543) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن سراقة ص 11) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال"(35 و 36) والمزي (15/ 9)

عن حماد بن سلمة

وأحمد (1/ 195) والبزار (1281) والحاكم (4/ 542) وابن عساكر (ص 10 - 11)

عن شعبة

كلاهما عن خالد الحَذَّاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سُراقة عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعاً "إنّه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدَّجَّالَ قَومَهُ وإني أنذركموه" فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي" قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال "مثلها -يعني اليوم- أو خير" اللفظ للترمذي.

وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح"

وقال البزار: وهذا الكلام لا نعلم له إسنادا عن أبي عبيدة إلا هذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

(1) 5/ 348 - 349 (كتاب الإجارة - باب استئجار المشركين عند الضرورة)

(2)

16/ 209 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال)

ص: 4361

وقال البخاري: لا يعرف لعبد الله بن سراقة سماع من أبي عبيدة"

قلت: رواه يعقوب بن شيبة عن علي بن عاصم أني خالد الحذاء ثني عبد الله بن شقيق العقيلي ثني عبد الله بن سراقة الأزدي قال: خطبنا أبو عبيدة بن الجراح بالجابية، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: فذكر الحديث.

أخرجه ابن عساكر (ص 11 - 12)

وعلي بن عاصم ضعفه ابن معين وجماعة.

وعبد الله بن سراقة ذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

وقال الذهبي في "الميزان": ولا روى عنه سوى عبد الله بن شقيق، وقال في "الديوان" و"المغني": لا يعرف.

3084 -

عن عائشة قالت: لم يمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته جالسا.

قال الحافظ: وفي رواية عثمان بن أبي سليمان عن أبي سلمة عن عائشة: فذكرته، أخرجه مسلم (1/ 506")(1)

3085 -

"لم ينزل على أهل النار آية أشدّ من هذه الآية {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)} [النبأ: 30] "

قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي برزة الأسلمي مرفوعاً، والطبري من حديث عبد الله بن عمرو موقوفاً: فذكره" (2)

ضعيف

وحديث أبي برزة أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 464) عن محمد بن محمد بن مصعب الصوري ثنا خالد بن عبد الرحمن ثنا جسر بن فرقد عن الحسن قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30] قال "هلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل"

(1) 3/ 243 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب إذا صلّى قاعدا ثم صح)

(2)

7/ 141 (كتاب بدء الخلق - باب صفة النار)

ص: 4362

وإسناده ضعيف لضعف جسر بن فرقد.

قال ابن كثير: جسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية"

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 17) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي أيوب الأزدي عن ابن عمرو قال: لم تنزل على أهل النار آية أشدّ من هذه {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ: 30] قال: فهم في مزيد من العذاب أبدا.

ثم أخرجه من طريق يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عبد الله بن عمرو كان يقول: فذكره.

وهذا أصح لأنّ سعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط، وسماع ابن أبي عدي منه بعد اختلاطه، وسماع يزيد بن زريع منه قبل اختلاطه.

3086 -

عن ابن عباس قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء فبايعهنّ أن لا يشركن بالله شيئاً، الآية، قالت خولة بنت حكيم: يا رسول الله، كان أبي وأخي ماتا في الجاهلية وإنّ فلانة أسعدتني، وقد مات أخوها، الحديث.

قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه" (1)

قلت: أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة مرسلاً.

وأخرجه ابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس موصولا (الدر المنثور 8/ 144)

3087 -

قال علي: "لما أراد الله أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبربل بدابة يقال لها البراق فركبها" فذكر الحديث وفيه "إذ خرج ملك من وراء الحجاب فقال: الله كبر الله أكبر" وفي آخره "ثم أخذ الملك بيده فأمّ بأهل السماء"

قال الحافظ: وللبزار وغيره من حديث علي قال: فذكره، وفي إسناده زياد بن المنذر أبو الجارود وهو متروك أيضاً" (2)

موضوع

أخرجه البزار (508) وابن شاهين (3) في "الناسخ"(178) وإسماعيل الأصبهاني في

(1) 10/ 263 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12])

(2)

2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان)

(3)

وأخرجه من طريق أخرى (179) عن زياد بن المنذر ووقع فيها: عن أبي رافع عن عليّ.

ص: 4363

"الترغيب"(276) من طريق زياد بن المنذر الكوفي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ قال: لما أراد الله أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل صلى الله عليهما بدابة يقال لها: البراق فذهب يركبها فاستصعبت، فقال لها جبريل: اسكني فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فركبها حتى انتهى إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك وتعالى، قال: فبينما هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا جبريل من هذا؟ " قال: والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانا وإنّ هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتي هذه، فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر، قال: فقيل له مِن وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر، ثم قال الملك: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا لا إله إلا أنا، قال، فقال الملك: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أرسلت محمدا، قال الملك: حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة، ثم قال الملك: الله أكبر، الله أكبر، قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي لا إله إلا أنا، قال: ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم فقدمه فأم أهل السماء فيهم آدم ونوح.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ عن عليّ إلا بهذا الإسناد"

وقال الأصبهاني: الحديث غريب لا أعرفه إلا من هذا الوجه"

وقال الهيثمي: وفيه زياد بن المنذر وهو مجمع على ضعفه" المجمع 1/ 329

قلت: كذبه ابن معين، وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: يضع الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

3088 -

"لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أمر الله الحوت أن لا يكسر له عظما ولا يخدش له لحما، فلما انتهى به إلى قعر البحر سبّح الله، فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفاً بأرض غريبة، قال: ذلك عبدي يونس، فشفعوا له فأمر الحوت فقذفه في الساحل"

قال الحافظ: وروى البزار وابن جرير من طريق عبد الله بن نافع عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

قال البزار (كشف 2254): ثنا بعض أصحابنا ثنا عبد الله بن سعيد أو غيره عن

(1) 7/ 263 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} [الصافات: 139])

ص: 4364

يعقوب بن إبراهيم ثني أبي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة رفعه "لما أراد الله تبارك وتعالى حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت: أن لا تخدش له لحما، ولا تكسرنّ له عظما، فأخذه ثم أهوى به إلى مسكنه في البحر، فلما انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حسا، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت: إنّ هذا تسبيح دواب الأرض، فسبّح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسبيحه، فقالوا: ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفاً بأرض غربة، فقال تبارك وتعالى: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، فقالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم عمل صالح؟ قال: نعم، فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في الساحل، كما قال الله تبارك وتعالى {وَهُوَ سَقِيمٌ} [الصافات: 145] ".

قال الهيثمي: رواه البزار عن بعض أصحابه ولم يسمه، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 98

قلت: ولم يذكر ابن إسحاق سماعا من عبد الله بن رافع فالإسناد ضعيف.

واختلف عنه:

قال الطبري في "تاريخه"(2/ 16) وفي "تفسيره"(17/ 81): ثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة به.

وهذا إسناد ضعيف أيضاً، ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه غير واحد. ولم يسم ابن إسحاق من حدّثه.

ولما خرجه البزار قال: لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد"

فتعقبه ابن كثير فقال: كذا قال، وقد قال ابن أبي حاتم في "تفسيره": ثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب ثنا عمي ثني أبو صخر أنّ يزيد الرقاشي حدثه: سمعت أنس بن مالك ولا أعلم إلا أنّ أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ يونس النبي - عليه وسلم - حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] فأقبلت الدعوة تحن بالعرش فقالت الملائكة: يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال: أما تعرفون ذاك. قالوا: يا رب ومن هو؟ قال: عبدي يونس. قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة، قالوا: يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء. قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه في العراء".

ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب به.

ص: 4365

زاد ابن أبي حاتم: قال أبو صخر حميد بن زياد: فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث أنه سمع أبا هريرة يقول: طرح بالعراء وأنبت عليه اليقطينة. قلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال: شجرة الدباء. قال أبو هريرة: وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض أو قال: هشاش الأرض. قال: فتنفشخ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت، وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره:

فأنبت يقطينا عليه برحمة من الله

لولا الله أصبح ضاويا

وهذا غريب أيضاً من هذا الوجه، ويزيد الرقاشي ضعيف، ولكن يتقوى بحديث أبي هريرة المتقدم كما يتقوى ذاك بهذا والله أعلم" البداية والنهاية 1/ 243

3089 -

عن أنس قال: لما أراد صلى الله عليه وسلم المسير إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم، فذكر الحديث إلا أن قال: فأنزل الله فيه القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] الآية.

قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس قال: فذكره" (1)

قلت: وسعيد بن بشير مختلف فيه، وثقه دحيم وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره.

وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس.

3090 -

عن ابن عمر قال: لَمَّا أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم أوحى الله إليه الأذان، فنزل به، فعلمه بلالاً.

قال الحافظ: للطبراني من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: فذكره، وفي إسناده طلحة بن زيد وهو متروك" (2)

موضوع

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9243) وابن شاهين في "الناسخ"(181) من طريق محمد بن ماهان ثنا طلحة بن زيد عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سالم عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به إلى السماء أوحي إليه بالأذان، فنزل به، فعلمه بلالاً.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا طلحة بن زيد، تفرد به محمد بن ماهان الواسطي"

(1) 10/ 260 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1])

(2)

2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان)

ص: 4366

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه طلحة بن زيد ونسب إلى الوضع" المجمع 1/ 329

قلت: قال أحمد وابن المديني وأبو داود: طلحة بن زيد يضع الحديث، وقال البخاري وأبو حاتم والنسائي وابن حبان والساجي: منكر الحديث.

3091 -

حديث ابن مسعود: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم قال "انتهى بي إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط فيقبض منها"

قال الحافظ: في حديث ابن مسعود عند مسلم (173) ولفظه: فذكره، وبقية حديث ابن مسعود المذكور "قال الله تعالى {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} [النجم: 16] قال: فَرَاش من ذهب.

وقال: وفي حديث ابن مسعود عند مسلم "وأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس وخواتم سورة البقرة وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته المُقحِمَات -يعني الكبائر-"(1).

3092 -

"لما أسري بي أذّن جبريل، فظنت الملائكة أنه يصلي بهم، فقدمني فصليت"

قال الحافظ: ولابن مردويه من حديث عائشة مرفوعاً: فذكره، وفيه من لا يعرف" (2)

ضعيف

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(180) عن جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا علي بن أحمد السواق ثنا محمد بن حماد بن زيد الحارثي ثنا عابد بن حبيب تباع الهروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "لما أسري بي إلى السماء أذّن جبريل، فظنت الملائكة أنه يصلي بهم، فقدمني فصليت بالملائكة"

وإسناده ضعيف، الحارثي قال الحافظ في "اللسان" (5/ 146): له مناكير، والسواق والهروي لم أر من ترجمهما، والباقون ثقات.

3093 -

عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر جمع يهود في سوق بني قينقاع، فقال اليهود: أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشا يوم بدر، فقالوا: إنهم كانوا لا يعرفون القتال ولو قاتلتنا لعرفت أنا الرجال فأنزل الله تعالى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} [آل عمران: 12]-إلى قوله- {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13].

(1) 8/ 212 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

(2)

2/ 218 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- بدء الأذان)

ص: 4367

قال الحافظ: روى ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(3/ 192) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر فقدم المدينة، جمع يهود في سوق قينقاع فقال "يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا" وذكر الحديث.

وأخرجه أبو داود (2)(3001) عن مصرف بن عمرو الأيامي ثنا يونس بن بكير به.

وأخرجه البيهقي في "الكبرى"(9/ 183) وفي "الدلائل"(3/ 173 - 174) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي أنا يونس بن بكير به.

وإسناده ضعيف، محمد بن أبي محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، تفرد عنه ابن إسحاق.

ورواه سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: فذكر نحوه.

أخرجه الطبري (3/ 192)

وهذا مرسل، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

3094 -

عن نافع بن جبير قال: لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم من الليلة التي أسري به لم يرعه إلا جبريل نزل حين زاغت الشمس، ولذلك سميت الأولى أي صلاة الظهر، فأمر فصيح بأصحابه: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلّى به جبريل وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، فذكر الحديث.

قال الحافظ: (قوله: أنّ جبريل نزل) بيّن ابن إسحاق في "المغازي" أنّ ذلك كان صبيحة الليلة التي فرضت فيها الصلاة وهي ليلة الإسراء، قال ابن إسحاق: حدثني عتبة بن مسلم عن نافع بن جبير. وقال عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قال نافع بن جبير وغيره: فذكره" (3)

(1) 8/ 334 (كتاب المغازي - حديث بني النضير)

(2)

ووقع عنده: عن سعيد بن جبير وعكرمة.

(3)

2/ 143 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب مواقيت الصلاة وفضلها)

ص: 4368

يرويه نافع بن جبير بن مطعم واختلف عنه:

- فقال ابن إسحاق في "المغازي"(سيرة ابن هشام 1/ 245): حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تميم عن نافع بن جبير بن مطعم -وكان نافع كثير الرواية عن ابن عباس- قال: لما افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، فصلّى به الظهر حين مالت الشمس، ثم صلّى به العصر حين كان ظله مثله، ثم صلّى به المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب الشفق، ثم صلى به الصبح حين طلع الفجر، ثم جاءه فصلّى به الظهر من غد حين كان ظله مثله، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثليه، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس لوقتها بالأمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل الأول، ثم صلى به الصبح مسفرا غير مشرق، ثم قال:- يا محمد، الصلاة فيما بين صلاتك اليوم وصلاتك بالأمس.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"(تلخيص الحبير 1/ 174) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 41 - 42)

- وقال عبد الرزاق (1773 و 2030): عن ابن جريج قال: قال نافع بن جبير وغيره: لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم من الليلة التي أسري به فيها لم يرعه إلا جبريل يتدلى حين زاغت الشمس ولذلك سميت الأولى فأمر فصيح في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلّى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، طول الركعتين الأوليين، ثم قصر الباقيتين، ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم نزل في العصر على مثل ذلك، ففعلوا كما فعلوا في الظهر، ثم نزل في أول الليل، فصيح: الصلاة جامعة، فصلّى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، طول في الأوليين وقصر في الثالثة، ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم لما ذهب ثلث الليل نزل، فصيح بالناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، فقرأ في الأوليين فطول وجهر، وقصر في الباقيتين، ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم لما طلع الفجر صبح جبريل، فصيح بالناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلّى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، فقرأ فيهما فجهر وطول ورفع صوته، ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس.

- ورواه غير واحد عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس.

منهم:

1 -

حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنَيف.

ص: 4369

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 62) وعبد الرزاق (2028) وابن أبي شيبة (1/ 317) وأحمد (1/ 333 و 354) وعبد بن حميد (703) والأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 350) وأبو داود (393) والترمذي (149) والفاكهي في "أخبار مكة"(271) وأبو يعلى (2750) وابن الجارود (149 و 150) وابن خزيمة (325) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(133 و 134) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 325) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 146 - 147) والطبراني في "الكبير"(10752 و 10753 و 10754) والدارقطني (1/ 258) والحاكم (1/ 193) وتمام (329) والبيهقي (1/ 364 و 365 - 366 و 367 و 368 و 372 و 373 - 374 و 377) وفي "معرفة السنن"(2/ 189 و 190) وفي "الصغرى"(264) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 25 - 26 و 27 و 27 - 28) والخطيب في "الفقيه"(1/ 119) والبغوي في "شرح السنة"(348) من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حكيم عن نافع بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً "أمّني جبريل عند البيت مرتين فصلّى بي الظهر حين زالت الشمس، وكانت بقدر الشراك، وصلّى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثله، وصلّى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلّى بي الفجر حين حَرُم الطعام والشراب على الصائم، وصلّى بي الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله، وصلّى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، وصلّى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلّى بي العشاء ثلث الليل، وصلّى بي الفجر فأسفر، ثم التفت إليّ فقال: يا محمد، هذا الوقت وقت النبيين قبلك، الوقت ما بين هذين الوقتين"

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

وقال البغوي: حديث حسن"

وقال ابن عبد البر: تكلم بعض الناس في إسناد حديث ابن عباس هذا بكلام لا وجه له، وهو والله كلهم معروفو النسب، مشهورون بالعلم"

وقال ابن العربي: ورواة حديث ابن عباس هذا كلهم ثقات مشاهير، لا سيما وأصل الحديث صحيح في صلاة جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هذه الرواية تفسير مجمل وإيضاح مشكل" العارضة 1/ 250 - 251

قلت: إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال النسائي: ليس بالقوي.

وحكيم بن حكيم وثقه العجلي والذهبي في "المغني"، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": حسن الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وقال ابن سعد: لا يحتجون بحديثه.

ص: 4370

ولم ينفرد عبد الرحمن بن الحارث به بل تابعه محمد بن عمرو عن حكيم بن حكيم عن نافع بن جبير عن ابن عباس أنّ جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصلّى به الصلوات وقتين إلا المغرب.

أخرجه الدارقطني (1/ 258) من طريق البخاري ثنا أيوب بن سليمان ثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن الحارث ومحمد بن عمرو عن حكيم بن حكيم به.

وأيوب بن سليمان بن بلال وثقه أبو داود وابن حبان، وقال الدارقطني: ليس به بأس، وأبو بكر واسمه عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي، وسليمان بن بلال ثقة مشهور، ومحمد بن عمرو ما عرفته.

2 -

عمر بن نافع بن جبير بن مطعم.

أخرجه عبد الرزاق (2029) عن عبد الله بن عمر العمري عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكر نحوه.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(10755)

والعمري مختلف فيه، وعمر بن نافع لم أر من ترجمه.

3 -

زياد بن أبي زياد المخزومي.

أخرجه الدارقطني (1/ 258) عن عبد الله بن الهيثم بن خالد الخياط الطيني ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا محمد بن حمير عن إسماعيل عن عبيد الله بن عمر عن زياد بن أبي زياد عن نافع بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً بطوله.

وإسناده ضعيف لأنّ إسماعيل وهو ابن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإن عبيد الله بن عمر هو العمري مدني.

وأحمد بن الفرج ومحمد بن حمير الحمصيان مختلف فيهما، والباقون ثقات.

4 -

عبيد الله بن مقسم المدني.

أخرجه الدارقطني (1/ 258 - 259) من طريق الواقدي ثنا إسحاق بن حازم عن عبيد الله بن مقسم عن نافع بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: فذكر نحوه.

والواقدي متروك الحديث.

3095 -

حديث مَخرمة بن نوفل قال: لما أظهر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام أسلم أهل مكة حتى

ص: 4371

إنّه كان ليقرأ السجدة فيسجدون فلا يقدر بعضهم أن يسجد من الزحام حتى قدم رؤساء قريش: الوليد بن المغيرة وأبو جهل وغيرهما وكانوا بالطائف فرجعوا وقالوا: تدعون دين آبائكم.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)

ضعيف

أخرجه العباس الدوري في "تاريخ ابن معين"(3/ 53) والطبراني في "الكبير"(20/ 5) والحاكم (3/ 490) وأبو نعيم في "الصحابة"(6157) وأبو زكريا بن مندة في "من عاش مائة وعشرين سنة"(ص 64) من طرق عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة عن أبيه قال: لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أسلم أهل مكة كلهم، وذلك قبل أن تفرض الصلاة، حتى إن كان ليقرأ السجدة فيسجدون ما يستطيع أحدهم أن يسجد من الزحام، حتى قدم رؤساء قريش: الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وغيرهما، وكانوا بالطائف في أرضهم فقالوا: تدعون دين آبائكم، فكفروا.

بإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

3096 -

عن أسماء مُقَينَّةَ عائشة قالت: لما أقعدنا عائشة لِنُجلِّيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا فقرّب إلينا تمرا ولبنا.

قال الحافظ: أخرج جعفر المستغفري من طريق يحيى بن أبي كثير عن كلاب بن تلاد عن أسماء مقينة عائشة قالت: فذكرته" (2)

قلت: ذكر ابن الأثير أسماء مقينة عائشة هذه في "أسد الغابة"(7/ 13) وقال: أوردها جعفر المستغفري وقال: إن ثبت إسناد حديثها.

روى الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن كلاب بن تلاد عن أسماء مقينة عائشة قالت: لما أقعدنا عائشة لنجليها برسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرّب إلينا لبنا وتمرا، فقال "كلن واشربن" فقلن: يا رسول الله، إنا صُوّم. فقال "كلن واشربن، ولا تجمعن جوعا وكذبا" قالت: فأكلنا وشربنا.

والوليد بن مسلم ويحيى بن أبي كثير مدلسان وقد عنعنا.

(1) 3/ 206 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن - باب ما جاء في سجود القرآن)

(2)

11/ 130 (كتاب النكاح - باب الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس)

ص: 4372

3097 -

قال عليّ: لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إلى مني حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب وتقدم أبو بكر وكان نسابة فقال: من القوم؟ فقالوا: من ربيعة، فقال: من أيّ ربيعة

أنتم؟ قالوا: من ذهل، فذكروا حديثا طويلاً في مراجعتهم وتوقفهم أخيرا عن الإجابة، قال: ثم دفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج وهم الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار لكونهم أجابوه إلى إيواءه ونصره، قال: فما نهضوا حتى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي في "الدلائل" بإسناد حسن عن ابن عباس: حدثني علي بن أبي طالب قال: فذكره" (1)

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(214) عن الطبراني ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا شعيب بن واقد الصفار ثنا أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: حدثني علي بن أبي طالب قال: فذكر الحديث بطوله.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 427) عن الحاكم ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العماني ثنا محمد بن زكريا الغلابي به.

وقال: الغلابي متروك"

قلت: وشعيب بن واقد لم أقف له على ترجمة.

وتابعه أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب به.

أخرجه العقيلي (1/ 37)

عن إسماعيل بن مهران الناقد

والبيهقي في "الدلائل"(2/ 427)

عن محمد بن الحسين القرشي

قالا: ثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر به.

قال العقيلي: ليس لهذا الحديث أصل، ولا يروى من وجه يثبته إلا شيء يروى في مغازي الواقدي وغيره مرسلا"

(1) 8/ 219 - 220 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار)

ص: 4373

وقال البيهقي: إسناد مجهول"

قلت: أحمد بن محمد بن أبي نصر ترجمه الذهبي في "الميزان" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا.

وأبان بن عثمان الأحمر ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم.

وتابعه أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن تغلب به.

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(214) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 422 - 427) من طريق عبد الجبار بن محمد بن كثير التميمي الرقي ثنا محمد بن بشر اليمانى ثنا أبان بن عبد الله به.

قال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً"

قلت: عبد الجبار ترجمه الحافظ في "اللسان" وحكى عن أبي عبد الله بن مندة أنه قال فيه: صاحب غرائب.

ومحمد بن بشر أظنه العبدي، وأبان بن عبد الله مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

3098 -

"لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بمكة: حرى، وثور، وثبير، وثلاثة بالمدينة: أحد، ورضوى، وورقان"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي مالك رفعه: فذكره، وهذا غريب مع إرساله" (1)

ضعيف جداً

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 79) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(8939) وابن الأعرابي في "معجمه"(1682) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 211) والخطيب في "التاريخ"(10/ 440 - 441) وابن الجوزي في "الموضوعات"(256)

عن عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز عن معاوية بن عبد الله الأودي

وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 314 - 315) والواحدي في "الوسيط"(2/ 407)

(1) 7/ 241 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142])

ص: 4374

عن محمد بن الحسن بن زَبَالة عن معاوية بن عبد الكريم الضال

كلاهما عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس به مرفوعاً.

قال ابن حبان: موضوع لا أصل له"

وقال الخطيب: هذا الحديث غريب جداً لم أكتبه إلا بهذا الإسناد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث معاوية بن قرة والجلد ومعاوية الضال، تفرد به عنه محمد بن الحسن بن زبَالة المخزومي"

وقال ابن كثير: وهذا حديث غريب بل منكر" التفسير 2/ 244 - 245

قلت: وإسناده ضعيف جداً، عبد العزيز بن عمران قال ابن معين ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.

وابن زبالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: يضع الحديث.

والجلد بن أيوب قال أحمد: ضعيف الحديث ليس يسوى حديثه شيئاً، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به.

3099 -

عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: لما توفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته، وكان ذلك لهم في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية (1).

قال الحافظ: رواه الطبري بإسناد حسن" (2)

أخرجه النسائي في "الكبرى"(11095) والطبري في "تفسيره"(4/ 305) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 465) من طريق محمد بن فضيل الكوفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: فذكره.

ورواته ثقات، وأبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف مختلف في صحبته.

3100 -

عن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع قام بأمرهم عبد الله بن أبي، فمشى عبادة بن الصامت وكان له من حلفهم مثل الذي لعبد الله بن أبي فتبرأ عبادة منهم، قال: فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة: 51] إلى قوله {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة: 52]

(1) يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19])

(2)

9/ 315 (كتاب التفسير: سورة النساء - باب {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19])

ص: 4375

وكان عبد الله بن أبي لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنّ عليهم قال: يا محمد، إنهم منعوني من الأسود والأحمر، وإني امرؤ أخشى الدوائر، فوهبهم له.

قال الحافظ: وروى ابن إسحاق في "المغازي" عن أبيه عن عبادة بن الصامت قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي"(سيرة ابن هشام 2/ 49 - 50) قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي بن سلول، وقام دونهم. قال: ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أحد بني عوف، لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث بطوله.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 275) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 174 - 175) وابن عساكر (ترجمه عبادة بن الصامت ص 20 - 21) من طريق يونس بن بكير الشيباني ثنا ابن إسحاق به.

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 600 - 601) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق به.

وابن إسحاق صدوق، وأبوه وعبادة ثقتان.

3101 -

عن الحكم بن عتيبة قال: لما خاض الناس في أمر عائشة، فذكر الحديث مختصرا وفي آخره: فأنزل الله تعالى خمس عشرة آية من سورة النور حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [النور: 26] "

قال الحافظ: وفي رواية الحكم بن عتيبة مرسلاً عند الطبري: فذكره" (2)

مرسل

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 160) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثنا سهل بين عثمان ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ثنا أبي عن الحكم بن عتيبة قال: لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، قالت: فجئت وأنا انتفض من غير حمى، فقال "يا عائشة ما يقول الناس؟ " فقلت: لا والذي بعثك بالحق لا أعتذر بشيء

(1) 8/ 334 (كتاب المغازي - حديث بني النضير)

(2)

10/ 94 (كتاب التفسير: سورة النور - باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} [النور: 12])

ص: 4376

إليك قالوه حتى ينزل عذري من السماء، فأنزل الله فيها خمسة عشر آية من سور النور، ثم قرأ الحكم حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26].

سهل بن عثمان العسكري صدوق، والباقون ثقات.

3102 -

عن ابن عباس قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} [الحج: 39] الآية.

قال الحافظ: وأخرج النسائي والترمذي وصححه الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه الحاكم (3/ 7 - 8) من طريق أبي داود الطيالسي ثنا شعبة عن الأعمش عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: إنا لله وإنا إليه راجعون، أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهلكن. قال: فنزلت هذه الآية {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} عرف أبو بكر أنه سيكون قتال.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو على شرط مسلم وحده.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه قيس بن الربيع عن الأعمش به.

أخرجه البزار (17) والطبري في "تفسيره"(7/ 172) والطبراني في "الكبير"(12336) من طرق عن محمد بن يوسف الفريابي عن قيس به.

وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

- ورواه سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه:

• فرواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه أحمد (1/ 216) والترمذي (3171) والبزار (16) والنسائي (6/ 3) وفي

(1) 8/ 282 (كتاب المغازي - باب غزوة العشيرة)

ص: 4377

"الكبرى"(11345) والطبري (17/ 172) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 225) وابن حبان (4710) والطبراني في "الأوائل"(30) والحاكم (2/ 66)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

وتابعه:

1 -

وكيع.

أخرجه الترمذي (3171) عن سفيان بن وكيع عن أبيه به.

2 -

عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي.

قاله الدارقطني في "العلل"(1/ 215)

3 -

أبو حذيفة سعيد بن مسعود النهدي.

أخرجه الحاكم (2/ 246)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

• ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان فلم يذكر ابن عباس.

أخرجه الترمذي (3172) والطبري (17/ 172)

والأول أصح.

قال الترمذي: حديث حسن"

قلت: بل صحيح.

3103 -

عن أم سلمة قالت: لما خطبني النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت قصة تزويجه بها، فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة فإذا جرّة فيها شيء من شعير، فأخذته فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت شيئاً من إهالة فأدمته فكان ذلك طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: أخرج ابن سعد عن شيخه الواقدي بسند له إلى أم سلمة قالت: فذكرته، وأخرج ابن سعد أيضا وأحمد بإسناد صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنّ أم سلمة أخبرته، فذكر قصة خطبتها وتزويجها وفيه، قالت: فأخذت ثفالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي، وأخرجت شحما فعصدته ثم بات ثم أصبح، الحديث. وأخرجه النسائي أيضاً لكن لم يذكر المقصود هنا، وأصله في مسلم من وجه آخر بدونه" (1)

(1) 11/ 148 (كتاب النكاح - باب من أولم بأقل من شاة)

ص: 4378

ذكره عن أم سلمة من طريقين:

الأول: يرويه عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أم سلمة قالت: لما خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: إني فيّ خلال لا ينبغي لي أن أتزوج رسول الله، إني امرأة مسنة، وإني أمّ أيتام، وإني شديدة الغيرة. قالت: فأرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما قولك: إني امرأة مسنة، فأنا أسن منك، ولا يعاب على المرأة أن تتزوج أسن منها، وأما قولك: إني أمّ أيتام، فإن كلهم على الله وعلى رسوله، وأما قولك: إني شديدة الغيرة، فإني أدعو الله أن يذهب ذلك عنك" قالت: فتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة أمّ المساكين بعد أن ماتت، فإذا جرّة، فاطلعت فيها فإذا فيها شيء من شعير وإذا رحى وبرمة وقدر، فنظرت فإذا فيها كعب من إهالة. قالت: فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة، وأخذت الكتب من الإهالة فأدّمته به، قالت: فكان ذلك طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أهله ليلة عرسه.

أخرجه ابن سعد (8/ 91 - 92) عن الواقدي ثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد به.

والواقدي متروك الحديث.

الثاني: يرويه حبيب بن أبي ثابت واختلف عنه:

- فقال ابن جُريج: أني حبيب بن أبي ثابت أنّ عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن يخبر أنّ أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها لما قدمت المدينة، أخبرتهم أنها ابنة أبي أمية بن المغيرة، قال: فكذبوها، ويقولون: ما أكذب الغرائب، حتى أنشأ ناس منهم إلى الحج، فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم، فرجعوا إلى المدينة يصدقونها، فازدادت عليهم كرامة، قالت: فلما وضعت زينب جاء النبي صلى الله عليه وسلم فخطبني، فقلت: ما مثلي تُنكح، أما أنا فلا ولد فيّ، وأنا غيور ذات عيال، قال، أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلي الله ورسوله، فتزوّجها، فجعل يأتيها فيقول "أين زناب؟ " حتى جاء عمار بن ياسر فاختلجها، وقال: هذه تمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ترضعها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أين زناب؟ " فقالت قريبة ابنة أبي أمية -ووافقها عندها-: أخذها عمار بن ياسر، قال النبي صلى الله عليه وسلم "أنا آتيكم الليلة" قالت: فقمت فوضعت ثفالي، وأخرجت حبّات من شعير كانت في جرّتي، وأخرجت شحما فعصدت له، قالت: فبات النبي صلى الله عليه وسلم ثم أصبح، فقال حين أصبح "إنّ بك على أهلك كرامة، فإن شئت سبّعت، وإن أسبّع أسبّع لنسائي"

ص: 4379

أخرجه عبد الرزاق (10644) عن ابن جريج به.

ورواه إسحاق (1828) وأحمد (6/ 307) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 243 - 244) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 273 - 274) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه المزي (16/ 447 - 448) من طريق أبى الحسين بن فاذشاه أنا الطبراني به.

وأخرجه ابن سعد (8/ 93 - 94) وأحمد (6/ 307 و 307 - 308) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 204) والنسائي في "الكبرى"(8926) وأبو يعلى (7006) وأبو نعيم في "الصحابة"(7818) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 463 - 464) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 243 - 244) من طرق عن ابن جريج به.

قال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 11/ 339

قلت: عبد الحميد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى حبيب بن أبي ثابت، وقال الحافظ: مقبول.

والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف، وقال الحافظ: مقبول.

والباقون ثقات (1).

- وقال أبو حيّان يحيى بن سعيد بن حيّان التيمي: عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: فذكرته.

أخرجه ابن سعد (8/ 90) عن عبد الله بن نمير ثنا أبو حيان به.

والأول أصح.

(1) رواه مسلم (1460) من طريقين عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة مختصرا.

ص: 4380

3104 -

حديث أنس رفعه "لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه فجعل إبليس يطيف به، فلما رآه أجوف عرف أنه لا يتمالك"

قال الحافظ: رواه أحمد (3/ 155) ومسلم (2611")(1)

3105 -

"لما خلق الله آدم عطس، فألهمه ربه أن قال: الحمد لله، فقال له ربه: يرحمك الله".

قال الحافظ: أخرج البيهقي في "الشعب" وصححه ابن حبان من طريق حفص بن عاصم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

حسن

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(205) وابن حبان (6164) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 483) وفي "الشعب"(8880) من طريق حَبّان بن هلال أبي حبيب البصري ثنا مبارك بن فضالة ثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "فلذلك سبقت رحمته غضبه"

وإسناده حسن رجاله ثقات غير مبارك بن فضالة، وهو صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث من عبيد الله بن عمر فانتفى التدليس.

قال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة.

وقال أبو داود: إذا قال حدثنا فهو ثبت.

وقال يحيى القطان: لم أقبل منه شيئاً إلا شيئاً يقول فيه حدثنا.

وقال الذهبي: هو حسن الحديث، ولم يذكره ابن حبان في "الضعفاء" واستشهد به البخاري في الصحيح" السير 7/ 284

وقد تقدم الكلام على الحديث أيضاً في حرف الهمزة فانظر "إن الله خلق آدم من تراب

"

3106 -

"لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره" (3)

انظر الحديث الذي بعده.

(1) 7/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب خلق آدم وذريته)

(2)

13/ 232 (كتاب الأدب - باب إذا عطس كيف يشمت؟)

(3)

7/ 127 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

ص: 4381

3107 -

"لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها، قال: فرجع إليه فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال: ارجع إليها، فرجع فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد، قال: اذهب إلى النار فانظر إليها، فرجع فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع إليها، فرجع فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد"

قال الحافظ: أخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

حسن

أخرجه عبد الملك بن حبيب في "وصف الفردوس"(1) وأحمد (2/ 332 - 333 و 373) وأبو داود (4744) والترمذي (2560) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(238) والنسائي (7/ 3 - 4) وفي "الكبرى"(4702) وأبو يعلى (5940) وابن حبان (7394) والآجري في "الشريعة"(ص 389 - 390 و 390) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 45) والحاكم (1/ 26 و 26 - 27) والبيهقي في "البعث"(166 و 167) وفي "الشعب"(379) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 9 - 10 و 19/ 113 - 114 و 114) والبغوي في "شرح السنة"(4115) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(317) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة مرفوعاً "لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فرجع فقال "وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال: اذهب إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره، فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد، قال: اذهب فانظر إلى النار وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فإذا هي يركب بعضها بعضا، فرجع فقال: وعزتك لا يدخلها أحد، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع فانظر إليها، فنظر إليها فإذا هي قد حفت بالشهوات، فرجع وقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها". اللفظ للنسائي.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: محمد بن عمرو صدوق أخرج له مسلم في المتابعات، وأبو سلمة ثقة، فالإسناد حسن.

(1) 14/ 102 - 103 (كتاب الرقاق - باب حجبت النار بالشهوات)

ص: 4382

3108 -

عن ابن عباس قال: لما رجع المشركون عن أحد قالوا: لا محمدا قتلتم، ولا الكواعب ردفتم، بئسما صنعتم، فرجعوا، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد، فبلغ المشركين فقالوا: نرجع من قابل، فأنزل الله تعالى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [آل عمران: 172] الآية.

قال الحافظ: وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، أخرجه النسائي وابن مردويه ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ المحفوظ إرساله عن عكرمة ليس فيه ابن عباس، ومن الطريق المرسلة أخرجه ابن أبي حاتم وغيره" (1)

يرويه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة واختلف عنه:

- فقال محمد بن منصور الجَوَّاز: عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال: قال ابن عباس: لما انصرف المشركون عن أحُد وبلغوا الروحاء قالوا: لا محمدا قتلتموه، ولا الكواعب أردفتم، وبئس ما صنعتم، ارجعوا. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فندب الناس، فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد وبئر أبي عتيبة، فأنزل الله تعالى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [آل عمران: 172] وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم: موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فلم يجدوا به أحدا وتسوّقوا، فأنزل الله تعالى {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] ".

أخرجه النسائي في "الكبرى"(11083) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 428)

وإسناده صحيح.

- ورواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن سفيان عن عمرو عن عكرمة مرسلاً.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(4510)

ورواته ثقات.

وهذا الاختلاف إنّما هو من سفيان نفسه.

قال الطبراني في "الكبير"(11632): ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن منصور الجواز ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس.

وقال سفيان مرة أخرى: أخبرني عكرمة قال: فذكره.

(1) 9/ 296 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب قوله: {أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران: 154])

ص: 4383

3109 -

عن عمر بن الحكم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا، فقالوا له: يا أبا الأعصم، أنت أسحرنا، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئاً، ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثة دنانير.

قال الحافظ: وقد بيّن الواقدي السنة التي وقع فيها السحر، أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال: فذكره.

وقال: وقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد: فقالت أخت لبيد بن الأعصم: إن يكن نبيا فسيخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله.

وقال: في مرسل عمر بن الحكم: فعمد إلى مشط وما مشط من الرأس من شعر فعقد بذلك عقدا.

وقال: وعند ابن سعد في مرسل عمر بن الحكم: فدعا جبير بن إياس الزرقي وهو ممن شهد بدرا فدله على موضعه في بئر ذروان فاستخرجه.

وقال: وعند ابن سعد أيضاً أنّ الحارث بن قيس قال: يا رسول الله، ألا يهور البئر؟.

وقال: عند ابن سعد في مرسل عبد الرحمن بن كعب أنّ الحارث بن قيس هَوّر البئر المذكورة، وكان يستعذب منها، وحفر بئرا أخرى فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرها.

وقال: وفي مرسل عمر بن الحكم: فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: حب الدنانير" (1)

أخرجه ابن سعد (2/ 197 - 198) عن الواقدي حدثني أبو مروان عن إسحاق بن عبد الله عن عمر بن الحكم قال: لما رجع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم، جاءت رؤساء يهود الذين بقوا بالمدينة ممن يظهر الإسلام وهو منافق إلى لبيد بن الأعصم اليهودي، وكان حليفا في بني زريق، وكان ساحرا قد علمت ذلك يهود أنه أعلمهم بالسحر وبالسموم، فقالوا له: يا أبا الأعصم أنت أسحر منا وقد سحرنا محمدا فسحره منا الرجال والنساء فلم نصنع شيئاً، وأنت ترى أثره فينا وخلافه ديننا ومن قتل منا وأجلى، ونحن نجعل لك على ذلك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثة

(1) 12/ 337 و 338 و 340 و 341 و 342 (كتاب الطب - باب السحر)

ص: 4384

دنانير على أن يسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمد إلى مشط وما يُمشط من الرأس من الشعر فعقد فيه عقدًا وتفل فيه تَفلًا وجعله في جُبّ طلعة ذكر، ثم انتهى به حتى جعله تحت أرْعوفة البئر، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا أنكره حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، وأنكر بصره حتى دلَّه الله عليه، فدعا جبير بن إياس الزُّرقي، وقد شهد بدرا، فدلّه على موضع في بئر ذَرْوان تحت أرعوفة البئر، فخرج جبير حتى استخرجه، ثم أرسل إلى لبيد بن الأعصم فقال: ما حملك على ما صنعت فقد دلني الله على سحرك وأخبرني ما صنعت؟ قال: حبّ الدنانير يا أبا القاسم".

قال إسحاق بن عبد الله: فأخبرت عبد الرحمن بن كعب بن مالك بهذا الحديث فقال: إنما سحره بنات أعصم أخوات لبيد، وكنّ أسحر من لبيد وأخبث، وكان لبيد هو الذي ذهب به فأدخله تحت أرعوفة البئر، فلما عقدوا تلك العقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلك الساعة بصره ودس بنات أعصم إحداهنّ فدخلت على عائشة فخبرتها عائشة أو سمعت عائشة تذكر ما أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بصره، ثم خرجت إلى أخواتها وإلي لبيد فأخبرتهم، فقالت إحداهنّ: إن يكن نبيا فسيُخبر، وإن يك غير ذلك فسوف يُدَلّهُه هذا السحر حتى يذهب عقلُه فيكون بما نال من قومنا وأهل ديننا، فَدلهُ الله عليه.

قال الحارث بن قيس: يا رسول الله، ألا نهور البئر؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهورها الحارث بن قيس وأصحابه وكان يستعذب منها.

قال: وحفروا بئرا أخرى فأعانهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفرها حين هوروا الأخرى التي سُحر فيها حتى أنبطوا ماءها ثم تهورت بعد. ويقال إنّ الذي استخرج السحر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيس بن محصن.

والواقدي كذبه أحمد والنسائي، وقال إسحاق بن راهويه وعلي بن المديني: يضع الحديث.

3110 -

عن أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة فنزلت (1).

قال الحافظ: في رواية معتمر عن أبيه عن أنس قال: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (1786)

(1) يعني قوله تعالي {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1])

(2)

10/ 204 (كتاب التفسير: سورة الفتح - باب قوله {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1])

ص: 4385

3111 -

عن عكرمة قال: لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل جاء أبو سفيان فقال: الحرب سجال، فذكر القصة. قال: فأنزل الله تعالى {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من مرسل عكرمة قال: فذكره" (1)

أخرجه ابن أبي حاتم (1507) عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني ثنا حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: وندم المسلمون كيف خلوا بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل، وجمع أبو سفيان جمعه، وكان من أمرهم مما كان، فلما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل جاء أبو سفيان فقال: يا محمد ألا تخرج؟ الحرب سجال يوم لنا ويوم لكم. فقال صلى الله عليه وسلم "أجيبوا، لأصحابه، وقولوا: لا سواء، لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" قال أبو سفيان: عزى لنا ولا عزى لكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم". قال أبو سفيان: أعل هبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أعلى وأجل" فقال أبو سفيان: موعدنا وموعدكم بدر الصغرى، ونام المسلمون وبهم الكلوم.

قال عكرمة: ففيهم نزلت {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ورواه المثنى بن إبراهيم الآملي عن إسحاق عن حفص بن عمر وزاد فيه: عن ابن عباس.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 105)

وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر.

3112 -

حديث أنس رفعه "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وله شاهد عن ابن عباس عند أحمد" (2)

أخرجه أحمد (3/ 224) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا صفوان بن عمرو ثني راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير عن أنس مرفوعاً "لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار

" الحديث

(1) 8/ 355 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)

(2)

13/ 80 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

ص: 4386

وأخرجه الخرائطي في "المساوئ"(195) عن صالح بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به.

وأخرجه أبو داود (4878 و 4879) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(572) والطبري في "صريح السنة"(39) والخرائطي في "المساوئ"(195) والطبراني في "مسند الشاميين"(932) وفي "الأوسط"(8) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(201) والبيهقي في "الشعب"(6290) و"الآداب"(153) والخطيب في "التاريخ"(5/ 116) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(587) من طرق عن أبي المغيرة به.

ورواه أبو بكر محمد بن أبي عتّاب البغدادي عن أبي المغيرة فلم يذكر راشد بن سعد.

أخرجه ابن أبي الدنيا (165)

قال الطبراني: لم يروه عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير إلا صفوان، تفرد به أبو المغيرة"

قلت: بل تابعه بقية بن الوليد ثنا صفوان بن عمرو به.

أخرجه أبو داود (4878) عن محمد بن المصفى الحمصي عن بقية به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(6290) وفي "الأدب"(153)

ورواه يحيى بن عثمان الحمصي عن بقية فلم يذكر أنسا.

أخرجه أبو داود (5/ 194)

والأول أصح.

ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير من أنس أم لا فإني لم أر أحدا صرح بسماعهما منه.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد وابنه (1/ 257) عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكر حديثا وفيه: فنظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف، فقال "من هؤلاء با جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس".

قال الهيثمي: وفيه قابوس وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 92

قلت: قابوس هو ابن أبي ظبيان حصين بن جندب وهو مختلف فيه، وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، والباقون ثقات.

ص: 4387

3113 -

عن جابر قال: لما قال سعد بن عبادة ذلك عارضت امرأة من قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:

يا نبي الهدى إليك لجاحي

قريش ولات حين لجائي

حين ضاقت عليهم سعة الأرض

وعاداهم إله السماء

إن سعدا يريد قاصمة الظهر

بأهل الحَجُون والبطحاء

فلما سمع هذا الشعر دخلته رأفة لهم ورحمة، فأمر بالراية فأخذت من سعد ودفعت إلى ابنه قيس.

قال الحافظ: وعند ابن عساكر من طريق أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (1)

3114 -

عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كَيلا، فأنزل الله ({وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} [المطففين: 1] فأحسنوا الكيل بعد ذلك.

قال الحافظ: اْخرج النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح من طريق يزيد النَّحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (2)

حسن

أخرجه ابن ماجه (2223) والنسائي في "الكبرى"(11654) والطبري في "تفسيره"(30/ 91) وابن حبان (4919) والطبراني في "الكبير"(12041) والحاكم (2/ 33) والبيهقي (6/ 32) وفي "الشعب"(4903) والواحدي في "الوسيط"(4/ 440) وفي "أسباب النزول"(ص 253) والبغوي في "معالم التنزيل"(7/ 218)

من طرق عن الحسين بن واقد المروزي عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 8/ 441

وقال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 3/ 23

قلت: وهو كما قال، الحسين بن واقد صدوق، ويزيد وعكرمة ثقتان.

(1) 9/ 68 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح)

(2)

10/ 323 (كتاب التفسير: سورة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} [المطففين: 1])

ص: 4388

3115 -

عن أنس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة فرحا بذلك، لعبوا بحرابهم.

قال الحافظ: رواه أبو داود" (1)

أخرجه عبد الرزّاق (19723) عن معمر بن راشد عن ثابت عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعب الحبش بحرابهم فرحا بقدومه.

وأخرجه أحمد (3/ 161) وعبد بن حميد (1239) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو داود (4923) وأبو يعلى (3459) والبيهقي (7/ 92) والبغوي في "شرح السنة"(3768) من طرق عن عبد الرّزاق به.

ورواته ثقات إلا أن ابن معين تكلم في رواية معمر عن ثابت، فقال: معمر عن ثابت ضعيف.

وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام.

وخالفه أحمد فقال لما سئل عن ما روى معمر عن ثابت: ما أحسن حديثه.

3116 -

عن الحكم بن عتيبة قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم فنزل بقباء قال عمار بن ياسر: ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدّ من أن يجعل له مكانا يستظل به إذا استيقظ ويصلي فيه، فجمع حجارة فبنى مسجد قباء فهو أول مسجد بني.

قال الحافظ: وروى يونس بن بكير في زيادات المغازي عن المسعودي عن الحكم بن عتيبة قال: فذكره" (2)

قلت: هذا مرسل، والمسعودي صدوق اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع يونس بن بكير منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

3117 -

حديث عائشة: لما قدم جعفر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه.

قال الحافظ: وأخرج البغوي في "معجم الصحابة" من حديث عائشة: فذكره، وسنده موصول لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف" (3)

انظر الحديث الذي بعده.

(1) 3/ 96 (كتاب العيدين - باب الحراب والدرق يوم العيد)

(2)

8/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

(3)

3/ 299 - 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

ص: 4389

3118 -

عن ابن عباس قال: لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: قال ابن بطال: اختلف الناس في المعانقة فكرهها مالك وأجازها ابن عيينة، ثم ساق قصتهما في ذلك من طريق سعيد بن إسحاق وهو مجهول عن علي بن يونس الليثي وهو كذلك. وأخرجها ابن عساكر في ترجمة جعفر من "تاريخه" من وجه آخر عن علي بن يونس قال: استأذن سفيان بن عيينة على مالك فأذن له فقال: السلام عليكم، فردوا عليه. ثم قال: السلام خاص وعام، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليك السلام يا أبا محمد ورحمة الله وبركاته، ثم قال: لولا أنها بدعة لعانقتك، قال: قد عانق من هو خير منك، قال: جعفر، قال: نعم، قال: ذاك خاص، قال: ما عمه يعمنا. ثم ساق سفيان الحديث عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: فذكره، الحديث. قال الذهبي في "الميزان": هذه الحكاية باطلة وإسنادها مظلم. قلت: والمحفوظ عن ابن عيينة بغير هذا الإسناد، فأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن الأجلح عن الشعبي أنّ جعفرا لما قدم تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل جعفرا بين عينيه" وأخرج البغوي في "معجم الصحابة" من حديث عائشة "لما قدم جعفر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه" وسنده موصول، لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف"(1)

روي من حديث ابن عباس ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي جحيفة ومن حديث عائشة ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الله بن جعفر ومن حديث الشعبي مرسلا ومن حديث أبي الهيثم بن التيهان.

فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن بطال في "شرح البخاري" وابن عساكر في ترجمة جعفر بن أبي طالب من "تاريخه" وأبو الغنائم النرسي في "مشيخته" والحافظ في "اللسان"(2) من طريق سعيد بن إسحاق صاحب سحنون ثنا علي بن يونس الليثي المدني قال: كنت جالسا عند مالك بن أنس إذ جاء سفيان بن عيينة يستأذن الباب، فقال مالك: رجل صاحب سنة أدخلوه، فدخل فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردوا عليه السلام، فقال: سلامنا عام وخاص، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، فقال مالك: وعليك السلام يا أبا محمد ورحمة الله وبركاته، فصافحه ثم قال: يا أبا محمد لولا أنها بدعة لعانقتك، فقال سفيان: عانق من هو خير منك، فقال مالك: جعفر، قال: نعم، قال: ذاك حديث خاص يا أبا محمد، قال: ما يعم جعفرا يعمنا وما يخص جعفرا يخصنا

(1) 13/ 299 - 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

(2)

لسان الميزان (4/ 269 - 270)

ص: 4390

إذا كنا صالحين أفتأذن لي أن أحدث في مجلسك؟ قال: نعم حدث يا أبا محمد، قال: حدثني عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنّه قال: لما قدم جعفر من أرض الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بين عينيه وقال: "جعفر أشبه الناس بي خلقا وخلقا".

قال الذهبي: حكايته باطلة وإسناده مظلم" الميزان

وقال الحافظ: قلت: وليس في الإسناد من ينظر في أمره سوى علي هذا، والراوي عنه سعيد بن إسحاق ليس هو الراوي عن الليث الذي تقدم أنّ أبا حاتم قال فيه: مجهول، بل هو غيره وهو صاحب سحنون، وهذا السند من سفيان فصاعدا على شرط الصحيح لو كان الراوي عن سفيان موثوقا به فلهذا قال الذهبي: إنّ السند مظلم، يعني من دون ابن عيينة، والمحفوظ عن سفيان بهذه القصة روايته عن الأجلح عن الشعبي مرسلاً، وقيل: عنه عن الأجلح عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر عن أبيه"

وأما حديث عليّ فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي قال: قدم جعفر من أرض الحبشة في يوم فتح خيبر فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال "ما أدري بأيهما أنا أشدّ فرحا أبفتح خيبر أو بقدوم جعفر".

أخرجه ابن عدي (5/ 1884)

وقال: عامة ما يرويه عيسى بن عبد الله لا يتابع عليه"

قلت: ذكره أبو نعيم في "الضعفاء" وقال: روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير لا يكتب حديثه لا شيء، وقال الدارقطني: متروك الحديث.

الثاني: يرويه علي بن الحسين عن أبيه عن عليّ قال: لما قدم جعفر تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل بين عينيه.

أخرجه الواحدي في "الدعوات" كما في "صلاة التسبيح" لابن ناصر الدين (ص 52 - 53) من طريق أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا الحسين عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين به.

قال ابن ناصر الدين: تفرد به ابن الأشعث عن موسى العلوي فيما أعلم"

قلت: وهو متهم بالوضع كما في "اللسان"(5/ 362)

وأما حديث جابر فيرويه سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر قال: لما قدم جعفر

ص: 4391

من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أن نظر جعفر إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم حجل، فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال له "يا ابن أخي أنت أشبه الناس بخلقي وخلقي".

أخرجه العقيلي (4/ 257) عن أبي علاثة الفرض محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة التجيبي ثنا مكي بن عبد الله الرُّعَيني ثنا سفيان بن عيينة به.

وقال: مكي بن عبد الله حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به"

ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(962)

وقال: هذا حديث لا يصح ولا يعرف إلا بمكي"

وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 170 - 171) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن مكحول البيروتي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو ثنا مكي بن عبد الله الرعيني به.

هكذا قال: ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو، وإنما هو محمد بن أبي طيبة.

واختلف فيه على أحمد بن محمد البيروتي، فرواه أبو الحسن بن أبي إسماعيل العلوي قال: ثنا أحمد بن محمد البيروتي ثنا محمد بن أحمد بن أبي طيبة ثنا مكي بن إبراهيم الرعيني ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر به.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 246)

وقال: في إسناده إلى الثوري من لا يعرف"

قلت: هكذا قال في هذا الإسناد: ثنا مكي بن إبراهيم الرعيني ثنا سفيان الثوري.

وإنما هو مكي بن عبد الله الرعيني ثنا سفيان بن عيينة.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مكي بن عبد الله الرعيني وهذا من مناكيره" المجمع 9/ 272

وأما حديث أبي جحيفة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1470 و 22/ 100) و"الأوسط"(2024) و"الصغير"(1/ 19) عن أحمد بن خالد بن مسرح الحرّاني ثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح أبو وهب ثنا مخلد بن يزيد ثنا مِسعر بن كِدام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة، فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه، وقال "ما أدري أنا بقدوم جعفر أسرُّ أو بفتح خيبر"

وقال: لم يروه عن مسعر إلا مخلد بن يزيد، تفرد به الوليد بن عبد الملك"

ص: 4392

قلت: وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن خالد الحراني، قال الدارقطني: ضعيف ليس بشيء ما رأيت أحدا أثنى عليه (سؤالات حمزة السهمي ص 148) وقال الذهبي في "المغني": واه.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه (1) عثمان بن محمد بن عثمان الحراني ثنا الوليد بن عبد الملك به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 292) في ترجمة عثمان هذا، ولم يذكر في عثمان هذا جرحا ولا تعديلا.

والوليد بن عبد الملك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق.

ولم ينفرد به بل تابعه أحمد بن عبد المطلب الحراني عن مخلد بن يزيد به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(364) عن الحسن بن علي الحلواني ثنا أحمد بن عبد المطلب به.

وأحمد بن عبد المطلب لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث عائشة فأخرجه ابن عدي (4/ 1511) من طريق محمد بن يحيى بن كثير ثنا عبد الله بن واقد عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة أراه ذكر عن عائشة قالت: قدم جعفر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يتلقاه فالتزمه أو قالت فقبّله.

وقال: وهذا الحديث من حديث الثوري عن يحيى يرويه أبو قتادة ويروي هذا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة"

قلت: ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(123 و 142) وأبو يعلى في "معجمه"(166) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(277) وابن عدي (6/ 2225) وابن المقري في "تقبيل اليد"(21) والرافقي في "جزئه"(ق 29/ أ) وابن السكن كما في "الإصابة"(2/ 86) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(1009) والآجري في "الشريعة"(1716) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(390) والبيهقي في "الشعب"(8562)(2)

قال الدارقطني في "العلل": هذا حديث يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختلف عنه، فرواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة، رواه أبو قتادة الحراني عنه،

(1) وتابعه أيضاً أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني ثنا الوليد بن عبد الملك به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 100)

(2)

ولفظه "لما قدم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقبّل بين عينيه"

ص: 4393

وخالفه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، فرواه عن يحيى عن القاسم عن عائشة، وكلاهما غير محفوظ، وهما ضعيفان" (1) نصب الراية 4/ 255

قلت: عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني قال النسائي ومسلم وغيرهما: متروك الحديث.

ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

وأما حديث جرير بن عبد الله فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 119) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن همام ابن أخي عبد الرزاق عن عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: لما قدم جعفر من أرض الحبشة تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله بين عينيه.

وقال: إبراهيم بن عبد الله يروي عن عبد الرزاق المقلوبات الكثيرة التي لا يجوز الاحتجاج لمن يرويها لكثرتها"

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم (1/ 319) عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ ثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار ثنا إسحاق بن كامل ثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه.

وأخرجه البيهقي في "الدعوات"(394) عن الحاكم به.

وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه"

وقال ابن ناصر الدين: كأنّ الحاكم خفي عليه أمر أحمد بن داود بن عبد الغفار الحراني ثم المصري فقد كذبه الدارقطني وغيره" الترجيح ص 65

قلت: وقال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة عن أمره ليتنكب حديثه" المجروحين (2) 1/ 146

وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه البزار (2249) عن عبد الله بن شبيب الربعي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا عبد الرحمن بن أبي مليكة

(1) وانظر "الوهم والإيهام"(2/ 252)

(2)

وانظر لسان الميزان 1/ 168

ص: 4394

عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: لما قدم جعفر من الحبشة أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقبل بين عينيه وقال "ما أنا بفتح خيبر أشدّ مني فرحا بقدوم جعفر"

وقال: لا نعلمه يروى عن عبد الله بن جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه"

قلت: وعبد الله بن شبيب وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة ضعيفان.

وأما حديث الشعبي فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 621 و 12/ 106 و 535 و 14/ 349) وأبو داود (5220) وفي "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 242) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(363) وابن الأعرابي في "القبل"(37)

والطبراني في "الكبير"(1469)

عن عليّ بن مُسهر الكوفي

وابن سعد (4/ 34 - 35)

عن عبد الله بن نُمير

وابن سعد (4/ 35) والبيهقي (7/ 101) وفي "الآداب"(297)

عن سفيان الثوري (1)

وابن الأعرابي (38)

عن سفيان بن عيينة

والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 119)

عن قيس بن الربيع

والبزار (1329)

عن خالد بن عبد الله الواسطي

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 281)

عن أبي عَوانة الوَضاح بن عبد الله الواسطي

(1) رواه الفضل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي وقبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان عن الأجلح عن الشعبي.

وخالفهم محمد بن عمرو اليافعي فرواه عن سفيان عن رجل عن الشعبي.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(178)

ص: 4395

كلهم عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن الشعبي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فقيل له: قدم جعفر من عند النجاشي، فقال "ما أدري بأيهما أنما أفرح بقدوم جعفر أو بفتح خيبر" ثم تلقاه والتزمه وقبل ما بين عينيه.

وخالفهم الحسن بن الحسين العُرَني فرواه عن الأجلح بن عبد الله عن الشعبي عن جابر بن عبد الله.

أخرجه الحاكم (3/ 211) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 246)

والأول أصح، والحسن بن الحسين العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير، ولا يشبه حديثه حديث الثقات، وذكره ابن حبان في "المجروحين"

ولم ينفرد به الأجلح بن عبد الله بل تابعه إسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة عن الشعبي مرسلاً (1).

أخرجه الحاكم (3/ 211) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان بن عيينة عنهما به.

- ورواه مُجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي واختلف عنه:

• فرواه زياد بن عبد الله البكائي عن مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر.

أخرجه البيهقي (7/ 101) وفي "الشعب"(8561)

• ورواه إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله.

أخرجه أبو يعلى (1876) وأبو طاهر المخلص في "حديثه"(60 - منسوختي) والآجري في "الشريعة"(1715) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(391)

• ورواه أسد بن عمرو البجلي عن مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه.

أخرجه البزار (1328) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 281) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 152) والطبراني في "الكبير"(1478) وأبو نعيم في "الصحابة"(1446) من طرق عن أسد بن عمرو به.

(1) وأخرجه ابن وهب في "الجامع"(200) عن أشهل بن حاتم البصري عن من حدثه عن الشعبي.

ص: 4396

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم روي عن جعفر متصلاً إلا من حديث أسد بن عمرو عن مجالد بهذا السند"

وقال البيهقي: والمحفوظ هو الأول مرسل"

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: وهو الصواب"

قلت: وهو كما قالا، ومجالد بن سعيد ليس بالقوي.

وأما حديث أبي الهيثم فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 34) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الشاذكوني ثنا عبد الحكيم عن عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي الهيثم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم جعفر لقيه فقبله واعتنقه.

والشاذكوني واسمه سليمان بن داود قال ابن معين: يضع الحديث.

3119 -

عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة انجفل الناس إليه، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجهه عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب.

قال الحافظ: وقع عند أحمد والترمذي وصححه هو والحاكم من طريق زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أطعموا الطعام وأفشوا السلام"

3120 -

عن ابن مسعود قال: لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا الساعة، فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم، ثم سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم، فردّ الحديث إلى عيسى فقال: قد عهد إليّ فيما دون وجبتها، فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله، فذكر خروج الدجال، قال: فأنزل إليه فاقتله، ثم ذكر خروج يأجوج ومأجوج ثم دعاءه بموتهم ثم بإرسال المطر فيلقى جيفهم في البحر، ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم، فعهد إليّ إذا كان ذلك كانت الساعة من الناس كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلاً كان أو نهارا.

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم" (2)

(1) 8/ 253 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

16/ 203 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)

ص: 4397

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 157 - 158) وفي "مسنده"(303) وابن ماجه (4081) وأبو يعلى (5294) والهيثم بن كليب (845 و 847 و 848) والحاكم (4/ 488 - 489 و 545 - 546) والداني في "الفتن"(529 و 671) والواحدي في "الوسيط"(3/ 252)

عن يزيد بن هارون

وأحمد (3556 - شاكر) والطبري في "تفسيره"(17/ 91) والهيثم (846)

عن هشيم بن بشير

والطبري (17/ 91)

عن أصبغ بن زيد بن علي الجهني

ثلاثتهم عن العوام بن حوشب ثني جَبَلَة بن سُحَيم عن مُؤْثِر بن عَفَازة عن ابن مسعود به.

وفي حديث هشيم: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى، قال: فتذاكروا الساعة، وذكر الحديث.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، مؤثر بن عفازة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات" المصباح 4/ 202

قلت: مؤثر ذكره العجلي أيضاً في "الثقات" وقال: من أصحاب عبد الله، ثقة.

3121 -

"لما كان ليلة أسري بي فأتى جبريل الصخرة التي ببيت المقدس فوضع أصبعه فيها فخرقها فشدّ بها البراق"

قال الحافظ: ووقع في رواية بريدة عند البزار: فذكره، ونحوه للترمذي" (1)

صحيح

أخرجه الترمذي (3132) والبزار (تفسير ابن كثير 3/ 10) وابن حبان (47) والحاكم (2/ 360) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(50) والمزي (9/ 300 - 301) من طرق عن أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي عن الزبير بن جُنادة الهَجَري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به مرفوعاً.

(1) 8/ 206 - 207 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

ص: 4398

قال البزار: لا نعلم رواه عن الزبير بن جُنادة إلا أبو تميلة، ولا نعلم هذا الحديث إلا عن بريدة"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو تميلة والزبير مروزيان ثقتان"

قلت: وهو كما قال، والزبير وثقه أيضاً ابن معين وابن حبان.

3122 -

"لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة مرّ بي عدو الله أبو جهل فقال: هل كان من شيء؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني أسري بي الليلة إلى بيت المقدس" قال: ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال: "نعم" قال: فإن دعوت قومك أتحدثهم بذلك؟ قال: "نعم" قال: يا معشر بني كعب بن لؤي. قال: فانفضت إليه المجالس حتى جاءوا إليهما فقال: حدّث قومك بما حدثتني، فحدثهم قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا قالوا: وتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ الحديث"

قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد والبزار بإسناد حسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج النسائي من طريق زرارة بن أوفى عن ابن عباس هذه القصة مطولة، وقد ذكرت طرفا منها في أول شرح حديث الإسراء معزوا إلى أحمد والبزار، ولفظ النسائي: فذكره، وقال في آخره: قال النبي صلى الله عليه وسلم "فذهبت أنعت لهم، فما زلت أنعت حتى التبس عليّ بعض النعت فجيء بالمسجد حتى وضع فنعته وأنا انظر إليه" فقال القوم: أما النعت فقد أصاب" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 461 - 462 و 14/ 305 - 306) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 237) وأحمد (1/ 309) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 21) والبزار (كشف 56) والفاكهي في "أخبار مكة"(2100) والنسائي في "الكبرى"(11285) والآجري في "الشريعة"(1029) والطبراني في "الكبير"(12782) وفي "الأوسط"(2468) والبيهقي في

(1) 8/ 199 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قصة أبى طالب)

(2)

10/ 7 (كتاب التفسير: سورة الإسراء - باب قوله {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1])

ص: 4399

"الدلائل"(2/ 363 - 364 و 364) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(45) من طرق عن عوف عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس به مرفوعاً.

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عوف"

وقال البزار: وهذا لا نعلم أحدا حدّث به إلا عوف عن زرارة"

وقال البوصيري: سنده ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 102 - 103

وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 1/ 65

قلت: وإسناده صحيح رجاله ثقات، وعوف هو ابن أبي جميلة، وزرارة سمع ابن عباس. قاله أبو حاتم (المراسيل ص 63)

3123 -

عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى فسقط أيضاً عقدي حتى حبس الناس على التماسه، فقال لي أبو بكر: يا بنية في كل سفرة تكونين عناء وبلاء على الناس، فأنزل الله عز وجل الرخصة في التيمم. فقال أبو بكر: إنك لمباركة، ثلاثاً"

قال الحافظ: رواه الطبراني من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: فذكرته، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي وفيه مقال" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 121 - 122) عن القاسم بن عباد الخطابي ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل وإبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان، وقال أهل الإفك ما قالوا، فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى فسقط أيضاً عقدي حتى حبس التماسه الناس واطلع الفجر، فلقيت من أبي بكر ما شاء الله، وقال لي: يا بنية في سفر تكونين عناء وبلاء وليس مع الناس ماء، فأنزل الله الرخصة بالتيمم، فقال أبو بكر: أما والله يا بنية إنك لما علمت مباركة.

وإسناده ضعيف، القاسم بن عباد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن حميد مختلف فيه، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

(1) 1/ 451 (كتاب التيمم وقول الله تعالى {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النِّساء: 43])

ص: 4400

3124 -

عن عمر قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فاستقبل القبلة ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه"

قال الحافظ: ولمسلم (1763) والترمذي (3081) من حديث ابن عباس عن عمر: فذكره" (1)

3125 -

عن عمر قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر فاستقبل القبلة ثم مد يديه فلم يزل يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه"

قال الحافظ: ففي مسلم (1763) من طريق أبي زُمَيْل سماك بن الوليد عن ابن عباس قال: حدثني عمر: فذكره.

وقال: في حديث عمر "اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض"(2).

3126 -

عن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة، فذكر نحو هذه القصة.

قال الحافظ: وأخرج أحمد وابن سعد بسند فيه علي بن زيد بن جُدْعان وفيه ضعف من حديث ابن عباس قال: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 351) عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما توفي عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك يا ابن مظعون الجنة، قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها نظرة غضبان، قالت: يا رسول الله، فارسك وصاحبك، قال "ما أدري ما يفعل به" فشقّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعد من خيارهم حتى توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون" قال: وبكت النساء على رقية فجعل عمر ينهاهنّ أو يضربهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مه يا عمر" ثم قال "إياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكون من العين والقلب فمن الرحمة، وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان" قال: وجعلت فاطمة رضي الله عنها

(1) 13/ 394 (كتاب الدعوات - باب الدعاء مستقبل القبلة)

(2)

8/ 290 و 291 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال: 9])

(3)

16/ 68 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام)

ص: 4401

تبكى على شفير قبر رقية، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع عن وجهها باليد أو قال بالثوب.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 105) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به.

وأخرجه ابن سعد (3/ 398 - 399) وأحمد (1/ 237 - 238 و 335) والسراج (الإستيعاب 8/ 65 - 66) والطبراني في "الكبير"(8317) والحاكم (3/ 190) وأبو نعيم في "الصحابة"(4922) من طرق عن حماد به.

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: سنده صالح"

وقال البوصري: مدار طرق هذا الحديث على عليّ بن زيد بن جدعان وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 3/ 152

قلت: وهو كما قال.

3127 -

"لما نزل جبريل بالوحي فزع أهل السماء لانحطاطه وسمعوا صوت الوحي كأشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فيقولون: يا جبريل بم أمرت؟ "

قال الحافظ: وعند ابن مردويه من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: فذكره" (1)

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(111) من طريق الطبراني ثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ثنا هاشم بن محمد الربعي ثنا عنبسة بن خالد ثنا عبد الله بن المبارك عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً "إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع أهل السماوات لذلك صلصلة كصلصلة الحديد على الصفا فيصعقون، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير"

يحيى بن عثمان وشيخه مختلف فيهما، وعنبسة وبهز صدوقان، وحكيم بن معاوية

وثقه العجلي وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وابن المبارك الإِمام المشهور.

3128 -

عن صفية بنت شيبة قالت: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتح له فدخلها، ثم وقف على باب الكعبة فخطب.

قال الحافظ: وعند ابن إسحاق بإسناد حسن عن صفية بنت شيبة قالت: فذكرته. قال

(1) 17/ 236 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23])

ص: 4402

ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم أنّه صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة، فذكر الحديث وفيه: ثم قال: "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ " قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ثم جلس فقام علي فقال: اجمع لنا الحجابة والسقاية" (1)

أخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 411 - 412) قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مكة، واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت، فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمِحْجَن في يده، فلما قضى طوافه، دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف له الناس في المسجد.

وأخرجه أبو داود (1878) وابن ماجه (2947) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3191 و 3192) والطبراني في "الكبير"(24/ 322 - 323 و 323) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 74) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 172) والمزي (19/ 70) من طرق عن ابن إسحاق به.

وزادوا جميعاً: وأنا انظر.

قال المزي: هذا الحديث يضعف قول من أنكر أن تكون لها رؤية، فإنه إسناد حسن" تحفة الأشراف 11/ 343

قلت: صفية بنت شيبة مختلف في صحبتها، وهذا الحديث يدل على صحبتها.

وفي صحيح البخاري معلقا (فتح 3/ 457) قال البخاري: وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

ووصله في "الكبير"(1/ 1/ 451 - 452) عن عبيد بن يعيش الكوفي ثنا يونس بن بكير أنا محمد بن إسحاق ثني أبان بن صالح به.

وأخرجه ابن ماجه (3109) عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا يونس بن بكير به.

وإسناده حسن.

3129 -

عن ابن عباس قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ عنه جبريل أياما فعُيِّرَ بذلك فقالوا: وَدَعه ربه وقلاه، فأنزل الله تعالى {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 3].

(1) 9/ 79 (كتاب المغازي - باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة)

ص: 4403

قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق العَوفي عن ابن عباس قال: فذكره، وهذه الرواية لا تثبت" (1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 231 - 232) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس به.

وإسناده ضعيف (2).

3130 -

عن قتادة قال: لما نزلت ({اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] قال النبي صلى الله عليه وسلم "لأزيدن على السبعين" فأنزل الله تعالى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6].

قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن مَعْمر عن قتادة قال: فذكره، ورجاله ثقات مع إرساله" (3)

تقدم الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قد خيرني ربي فوالله لأزيدن على السبعين"

3131 -

حديث جابر وغيره: لما نزلت {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعراف: 199] سأل جبريل فقال: لا أعلم حتى أسأله، ثم رجع فقال: إنّ ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك"

قال الحافظ: وروى الطبري مرسلاً وابن مردويه موصولا من حديث جابر وغيره: فذكره" (4)

المرسل يرويه سفيان بن عيينة واختلف عنه:

- فقال يونس بن عبد الأعلى المصري: أنا سفيان عن أُمَي قال: لما أنزل الله على

(1) 10/ 339 (كتاب التفسير: سورة والضحى - باب قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 3])

(2)

انظر حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل"

(3)

9/ 406 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم

})

(4)

9/ 375 (كتاب التفسير - سورة الأعراف - باب {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199])

ص: 4404

نبيه صلى الله عليه وسلم ({خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199] قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما هذا يا جبريل؟ " قال: إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك"

أخرجه الطبري في "تفسيره"(9/ 155) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 2/ 277) عن يونس به.

وتابعه إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثنا سفيان ثنا أمي الصيرفي به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(25)

وهذا مرسل رواته ثقات، وأمي هو ابن ربيعة المرادي الصيرفي.

- وقال حسين بن علي الجُعفي: عن سفيان عن رجل قد سماه قال: فذكره.

أخرجه الطبري (9/ 155)

- وقال أصبغ بن الفرج المصري: عن سفيان عن أمي عن الشعبي قال: فذكره.

أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 2/ 277) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي عن أصبغ به.

وهذا مرسل أيضاً.

وأما الموصول فورد من حديث جابر ومن حديث قيس بن سعد بن عبادة

فأما حديث جابر فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(3/ 628)

ولفظه "لما نزلت هذه الآية {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199] قال النبي صلى الله عليه وسلم "يا جبريل ما تأويل هذه الآية؟ " قال: حتى أسأل. فصعد ثم نزل فقال: يا محمد إنّ الله يأمرك أن تصفح عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة؟ " قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال "تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك"

وأما حديث قيس بن سعد فأخرجه ابن مردويه أيضاً

ولفظه "لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال "والله لأمثلنّ بسبعين منهم" فجاءه جبريل بهذه الآية {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} [الأعراف: 199] فقال "يا جبريل ما هذا" قال: لا أدري. ثم عاد فقال: إنّ الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك"

ص: 4405

3132 -

عن عكرمة أنّ عمر قال: لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] جعلت أقول: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} [القمر: 45] الآية"

قال الحافظ: روى عبد الرزاق عن مَعمر عن أيوب عن عكرمة أن عمر قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق في "تفسير"(3/ 259) عن معمر بن راشد عن قتادة

وعن معمر عن أيوب عن عكرمة أنّ عمر قال: فذكره.

ورواه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3747) عن عبد الرزاق به.

قال البوصيري: ورواته ثقات إلا أنه منقطع" مختصر الإتحاف 8/ 427

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(27/ 108) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أيوب قال: لا أعلمه إلا عن عكرمة أنّ عمر قال: فذكره.

ورواته ثقات.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 266) عن أبيه ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد عن أيوب عن عكرمة قال: لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] قال عمر: أي جمع يهزم؟ أي جمع يغلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45] فعرفت تأويلها يومئذ.

ورواته ثقات.

ورواه إسماعيل بن عُلية عن أيوب عن عكرمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يثب في الدرع يوم بدر ويقول "هزم الجمع هزم الجمع"

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 357) عن ابن علية به.

وأخرجه الطبري (27/ 109) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية به.

ورواته ثقات.

(1) 10/ 243 (كتاب التفسير - سورة اقتربت الساعة - باب قوله: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)} [القمر: 46])

ص: 4406

3133 -

عن ابن عباس قال: لما نزلت (1) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ "

قال الحافظ: أخرج الطبراني وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، وإسناده ضعيف.

وقال أيضاً: وإسناده واه، فيه ضعيف ورافضي" (2)

ضعيف

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 112) عن عليّ بن الحسين بن الجنيد ثنا رجل سماه ثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال "فاطمة وولدها"

قال ابن كثير: وهذا إسناد ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي محترق وهو حسين الأشقر، ولا يقبل خبره في هذا المحل، وذكر نزول الآية في المدينة بعيد فإنها مكية، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية فإنها لم تتزوج بعليّ إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة"

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2641 و 12259) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع به. وقال فيه "عليّ وفاطمة وولداها"

وأخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 51 - 52) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا حسين الأشقر به.

قال الهيثمي: وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا" المجمع 9/ 168

وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 7/ 348

قلت: وهو كما قال لضعف حسين الأشقر، وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

(1) يعني قوله تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23])

(2)

10/ 184 (كتاب التفسير: سورة الشورى - باب قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23])

ص: 4407

3134 -

عن الحسن البصري قال: لما نزلت {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} [الأنعام: 65] الآية، سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه، فهبط جبريل فقال: يا محمد إنك سألت ربك أربعاً فأعطاك اثنتين، ومنعك اثنتين: أن يأتيهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم فيستأصلهم كما استأصل الأمم الذين كذبوا أنبياءهم ولكنه يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض.

وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتاب والتصديق بالأنبياء.

قال الحافظ: روى الطبري من مرسل الحسن قال: فذكره، وكأنّ من قوله: وهذان إلخ من كلام الحسن" (1)

مرسل

أخرجه الطبري في "تفسيره"(7/ 224 - 225) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين -هو ابن داود الملقب بسنيد- ثني حجاج -هو ابن محمد المصيصي- عن أبي بكر عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية، قوله {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قال الحسن: ثم قال لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يشهده عليهم {انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)} [الأنعام: 65] فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ، فسأل ربه أن لا يرسل عليهم عذابا من فوقهم، أو من تحت أرجلهم، ولا يلبس أمته شيعا، ويذيق بعضهم بأس بعض، كما أذاق بني إسرائيل، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إنك سألت ربك أربعا، فأعطاك اثنتين، ومنعك اثنتين: لن يأتيهم عذاب من فوقهم ولا من تحت أرجلهم يستأصلهم فإنهما عذابان لكل أمة اجتمعت على تكذيب نبيها، وردّ كتاب ربها، ولكنهم يلبسهم شيعا، ويذيق بعضهم بأس بعض، وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتاب، والتصديق بالأنبياء، ولكن يعذبون بذنوبهم

"

القاسم بن الحسن لم أقف له على ترجمة، وسنيد مختلف فيه، وحجاج والحسن ثقتان، وأبو بكر أظنه الهذلي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.

وأنا أظنّ أنّ في هذا الإسناد سقط بين حجاج وأبي بكر ولعله ابن جريج، والله أعلم.

3135 -

عن أبي هريرة قال: لما نزلت {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] الآية، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر القصة مطولاً وفيها: فلما فعلوا نسخها الله، فأنزل الله {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] إلى آخر السورة"

قال الحافظ: رواه مسلم (125")(2)

(1) 9/ 362 (كتاب التفسير - سورة الأنعام - باب {قل هو القادر على أن يبعث عليكم

})

(2)

9/ 273 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284])

ص: 4408

3136 -

عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الأية {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152] و {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10] اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه، فشق ذلك عليهم، فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فنزلت {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} [البقرة: 220] الآية.

قال الحافظ: وروى الثوري في "تفسيره" عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير أنّ سبب نزول الآية المذكورة لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 10] عزلوا أموالهم عن أموالهم، فنزلت {قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220] قال: فخلطوا أموالهم بأموالهم، وهذا هو المحفوظ مع إرساله، وقد وصله عطاء بن السائب بذكر ابن عباس فيه، أخرجه أبو داود والنسائي واللفظ له، وصححه الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، ورواه النسائي من وجه آخر عن عطاء بن السائب موصولا أيضا وزاد فيه: وأحل لهم خلطهم" (1)

أخرجه أبو داود (2871) والطبري في "تفسيره"(2/ 369 - 370) والحاكم (2/ 303 و 318) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 38 - 39)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

والنسائي (6/ 215) وفي "الكبرى"(6496) والطبري (12/ 37)

عن أبي كُدينة يحيى بن المهلب الكوفي

والنسائي (6/ 215) وفي "الكبرى"(6497) والطبري (2/ 370 - 371)

عن عمران بن عُيينة الكوفي

والطبري (2/ 369) والحاكم (2/ 278 - 279) والبيهقي (5/ 258 - 259 و 6/ 5)

عن إسرائيل بن يونس الكوفي

كلهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، واللفظ للنسائي.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عطاء بن السائب كان قد اختلط وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه، ولم يُذكر الباقون في الرواة عن عطاء قبل اختلاطه.

(1) 6/ 323 - 324 (كتاب الوصايا - باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} [البقرة: 220])

ص: 4409

وخالفه سالم بن عجلان الأفطس فرواه عن سعيد بن جبير مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس.

أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 91) عن سالم الأفطس به.

وأخرجه الواحدي (ص 38) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي ثنا سفيان الثوري به.

وأبو حذيفة مختلف فيه، وقال ابن معين: أبو حذيفة ليس بحجة في سفيان.

3137 -

عن الشعبي قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] الآية، قال عاصم بن عدي: إن أنا رأيت فتكلمت جلدت، وإن سكت سكت على غيظ، الحديث.

قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق الشعبي مرسلاً قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه الطبري في "تفسيره"(18/ 84) عن محمد بن المثنى ثنا ابن أبي عدي عن داود عن عامر قال: لما أنزل {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [النور: 4] قال عاصم بن عدي: إن أنا رأيت فتكلمت جلدت ثمانين، وإن أنا سكت، سكت على الغيظ، قال: فكأنّ ذلك شقّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأنزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [النور: 6] قال: فما لبثوا إلا جمعة حتى كان بين رجل من قومه وبين امرأته، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما.

ورواته ثقات، وابن أبي عدي اسمه محمد بن إبراهيم، وداود هو ابن أبي هند، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي.

3138 -

عن أبي أمامة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] الآية، كنا قد اتقينا أن نسأله صلى الله عليه وسلم، فأتينا أعرابيا فرشوناه بردا وقلنا: سل النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خذوا العلم قبل أن يقبض"

(1) 10/ 66 (كتاب التفسير: سورة النور - باب {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} [النور: 8])

(2)

17/ 24 - 25 (كتاب الاعتصام - باب ما يكره من كثرة السؤال)

ص: 4410

3139 -

عن ابن عباس قال: لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واليهود أكثر أهلها يستقبلون بيت المقدس، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، فكان يدعو وينظر إلى السماء، فنزلت.

قال الحافظ: أخرجه الطبري وغيره من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

أخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 502 و 2/ 4 - 5 و 13 و 20 و 21) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1329 و 1355) والنحاس في "الناسخ"(22) والبيهقي (2/ 3 و 12 - 13) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 53 - 54) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: كان أول ما نسخ الله من القرآن القبلة، وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود بذلك، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعو الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144] إلى قوله {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] يعني: نحوه، فارتاب من ذلك اليهود وقالوا {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142] فأنزل الله {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [البقرة: 142] وقال {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] وقال الله {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} [البقرة: 143] قال ابن عباس: ليتميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة.

قال النحاس: وهو صحيح عن ابن عباس، والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة. وهذا القول لا يوجب طعنا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقة صدوق"

وقال السيوطي: إسناده قوي" لباب النقول ص 25 - 26

قلت: علي بن أبي طلحة مختلف فيه، وروايته عن ابن عباس منقطعة لأنّه لم يسمع منه كما قال ابن معين وغيره.

وقال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير.

وقال صالح جزرة: لم يسمع التفسير من أحد.

(1) 2/ 48 (كتاب الصلاة - باب التوجه نحو القبلة حيث كان)

ص: 4411

وقال ابن حبان: روى عن ابن عباس الناسخ والمنسوخ ولم يره.

لكن ذكر المزي (التهذيب) والذهبي (الميزان) أنّ بينه وبين ابن عباس: مجاهد.

وأضاف الطحاوي أيضاً: عكرمة (المشكل 6/ 283)

فإن ثبت ذلك فالإسناد متصل، ومجاهد وعكرمة ثقتان.

ومعاوية بن صالح وثقه أحمد وجماعة، وعبد الله بن صالح مختلف فيه.

3140 -

عن عكرمة قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة وكانت خزاعة في صلحه وبنو بكر في صلح قريش فكان بينهم قتال فأمدتهم قريش بسلاح وطعام فظهروا على خزاعة وقتلوا منهم، وجاء وفد خزاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى النصر وذكر الشعر.

قال الحافظ: وقد روى البزار من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة بعض الأبيات المذكورة في هذه القصة، وهو إسناد حسن موصول، ولكن رواه ابن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً، وأخرجه أيضاً من رواية أيوب عن عكرمة مرسلاً مطولاً، قال فيه: فذكره. وأخرجه عبد الرزاق من طريق مقسم عن ابن عباس مطولاً وليس فيه الشعر، وأخرجه الطبراني من حديث ميمونة بنت الحارث مطولاً وفيه أيضاً أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلا وهو في متوضئه "نصرت نصرت" فسألته فقال "هذا راجز بني كعب يستصرخني وزعم أنّ قريشا أعانت عليهم بني بكر" قالت: فأقمنا ثلاثاً ثم صلى الصبح بالناس ثم سمعت الراجز ينشده.

وقال: وفي مرسل أبي سلمة المذكور عند ابن أبي شيبة: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة "جهزيني ولا تعلمي بذلك أحدا" فدخل عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها فقال: ما هذا؟ فقالت له، فقال: والله ما انقضت الهدنة بيننا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكر له أنهم أول من غدر، ثم أمر بالطرق فحبست فعمي على أهل مكة لا يأتهم خبر" (1)

حديث أبي هريرة أخرجه البزار (كشف 1817) والبلاذري في "فتوح البلدان"(ص 30) عن عبد الواحد بن غياث البصري أنبا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ قائل خزاعة قال:

اللهم إني ناشد محمدا

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

(1) 9/ 61 (كتاب المغازي - باب غزوة الفتح)

ص: 4412

انصر هداك الله نصرا أعتدا

وادع عباد الله يأتوا مددا

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 13) من طريق علي بن عثمان بن عبد الحميد البصري (1) ثنا حماد بن سلمة به.

قال البزار: لا نعلم رواه إلا حماد بهذا الإسناد"

قلت: وإسناده حسن كما قال الحافظ.

لكن رواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب مرسلاً مطولاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 473 - 480)

وحديث عكرمة أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 480 - 485) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة، فذكر الحديث وفيه طول.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(شفاء الغرام 2/ 127) عن محمد بن إدريس بن عمر المكي ثنا سليمان بن حرب به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 291 و 312 - 315) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا سليمان بن حرب به.

وأخرجه البلاذري (ص 29 - 30) عن عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد بن سلمة أنا أيوب عن عكرمة به.

ورواته ثقات.

وحديث ابن عباس أخرجه عبد الرزاق (9739) عن مَعمر بن راشد عن عثمان الجَزَري عن مِقسم مولى ابن عباس قال: لما كانت المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش زمن الحديبية وكانت سنين، ذكر أنها كانت حرب بين بني بكر وهم حلفاء قريش وبين خزاعة وهم حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعانت قريش حلفاءه على خزاعة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "والذي نفسي بيده لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي وأهل بيتي" فذكر الحديث وفيه طول.

(1) أظنه الرقاشي اللاحقي البصري.

ص: 4413

وعثمان الجزري قال أحمد: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه (الجرح والتعديل) 3/ 1/ 174)

وحديث ميمونة بنت الحارث أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 433 - 435) عن سعيد بن عبد الرحمن التستري

وفي "الصغير"(968) عن محمد بن عبد الله القرمطي

قالا: ثنا يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي المديني ثنا عمي محمد بن نضلة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات عندها في ليلتها، ثم قام يتوضأ للصلاة فسمعته يقول في متوضئه "لبيك لبيك لبيك" ثلاثاً "ونصرت ونصرت" ثلاثاً

وذكرت الحديث وفيه طول.

وقال: لم يروه عن جعفر إلا محمد بن نضلة، تفرد به يحيى بن سليمان، ولا يروى عن ميمونة إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن سليمان بن نضلة وهو ضعيف" المجمع 6/ 164

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم، وقال ابن عدي: يروي عن مالك وأهل المدينة أحاديث عامتها مستقيمة، وقال ابن خراش: لا يسوى فلسا.

ومحمد بن نضلة لم أقف له على ترجمة.

3141 -

عن جابر قال: لما ولّى الناس يوم أحد كان النبي صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر رجلاً من الأنصار وفيهم طلحة.

قال الحافظ: وروى النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر قال: فذكره" (1)

أخرجه النسائي (6/ 25 - 26) وفي "الكبرى"(4357) وفي "اليوم والليلة"(619) عن عمرو بن سَوّاد بن الأسود بن عمرو أنبا ابن وهب أني يحيى بن أيوب وذكر آخر قبله (2) عن عُمارة بن غَزيَّة عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره، وزاد: فأدركهم المشركون فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كما أنت" فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال "أنت" فقاتل حتى قتل. ثم التفت فإذا المشركون فقال "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا. قال "كما أنت" فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال "أنت" فقاتل حتى قتل.

(1) 8/ 354 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)

(2)

قال المزي: الآخر "عبد الله بن لهيعة" سماه محمد بن الحسن بن قتيبة عن عمرو بن سواد" تحفة الأشراف 2/ 335

ص: 4414

ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه فقال: حس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون" ثم ردّ الله المشركين.

قال الذهبي: رواته ثقات" السير 1/ 27

وقال الحافظ: إسناده جيد" الفتح 8/ 363

قلت: يحيى بن أيوب مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، لكن أبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(370) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 236 - 237) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية به.

3142 -

عن إياس بن مالك بن الأوس الأسلمي قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجُحفة فقالا "لمن هذه؟ " قال: لرجل من أسلم، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سلمت" قال:"ما اسمك؟ " قال: مسعود، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سعدت"

قال الحافظ: رواه أبو سعيد في "شرف المصطفى"، ووصله ابن السكن والطبراني عن إياس عن أبيه عن جده أوس بن عبد الله بن حجر فذكر نحوه مطولا" (1)

ضعيف

أخرجه محمد بن إسحاق الثقفي أبو العباس السراج في "تاريخه" كما في "الإصابة"(1/ 138) ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(953) قال: ثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي ثني أخي موسى بن عباد ثني عبد الله بن يسار (2) ثني إياس بن مالك بن أوس عن أبيه قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لمن هذه الإبل؟ " قال: رجل من أسلم، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سلمت إن شاء الله" فقال "ما اسمك؟ " فقال: مسعود، فالتفت إلى أبي بكر فقال "سعدت إن شاء الله" فأتاه أبي فحمله على جمل يقال له ابن الردي.

موسى بن عباد وعبد الله بن يسار لم أر من ذكرهما.

(1) 8/ 252 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة)

(2)

كذا في "الإصابة" و"أسد الغابة"، وفي كتاب أبي نعيم "سيار".

ص: 4415

واختلف فيه على إياس بن مالك بن أوس:

فرواه الفيض بن وثيق الثقفي عن صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي شيخ من أهل العرج قال: أخبرني أبي مالك بن إياس أنّ أباه إياس بن مالك أخبره أنّ أباه مالك بن أوس أخبره أنّ أباه أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي قال: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر بقحذوات بين الجحفة وهرشي وهما على جمل واحد وهما متوجهان إلى المدينة فحملهما على فحل إبله ابن الرداء وبعث معهما غلاما له يقال له: مسعود، فقال له: اسلك بهما حيث تعلم من مخازم الطرق ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك، فسلك بهما ثنية الدمجاء، ثم سلك بهما ثنية الكوبة، ثم أقبل بهما أحياء، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم أتى بهما من شعبة ذات كشط، ثم سلك بهما المدلجة، ثم سلك بهما الغيثانة، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم أدخلهما المدينة وقد قضى حاجتهما منه ومن جمله، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مسعودا إلى سيده أوس بن عبد الله وكان مغفلا لا يسم الإبل فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر أوسا أن يسمها في أعناقها قيد الفرس.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 36 - 37) والطبراني في "الكبير"(611) والبغوي وابن السكن وابن منده كما في "الإصابة"(1/ 138) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(954 و 979) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 68 - 69)

قال ابن عبد البر: وهو حديث حسن" الاستيعاب 1/ 228

وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 6/ 55

قلت: فيض بن وثيق له ترجمة في "اللسان" قال ابن معين: كذاب خبيث، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وصخر بن مالك ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا فيض بن وثيق فهو مجهول.

ومالك بن إياس لم أر من ذكره.

وإياس بن مالك بن أوس ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 331) وقال: ذكره بعض الواهمين في الصحابة وهو تابعي ولجده أوس صحبة. وانظر الإصابة 1/ 138 وأسد الغابة 1/ 185

ومالك بن أوس قال الحافظ: له ولأبيه صحبة (الإصابة 9/ 34)

ص: 4416

3143 -

حديث أبي سعيد الخدري أنّ عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم السفلى وجرح شفته السفلى، وأنّ عبد الله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في جبهته، وأنّ عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وأنّ مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده فقال:"لن تمسك النار"

قال الحافظ: وذكر ابن هشام في حديث أبي سعيد الخدري: فذكره" (1)

ضعيف

قال ابن هشام في "السيرة"(2/ 80): وذكر رُبَيْح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنّ عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، فكسر رباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى، وأنّ عبد الله بن شهاب الزهري شجّه في جبهته، وأنّ ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما، ومصّ مالك بن سنان أبو أبي سعيد الخدري الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مسّ دمي دمه لم تصبه النار"

قلت: أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة"(9/ 51) وأبو نعيم في "الصحابة"(5994) من طريق موسى بن يعقوب الزَّمعي عن مصعب بن الأسقع عن ربيح به.

ومصعب ذكره ابن حبان في "الثقات" والبخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكروا عنه راويا إلا موسى بن يعقوب الزمعي فهو مجهول.

وربيح مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال أحمد: ليس بمعروف، وقال البخاري: منكر الحديث.

3144 -

حديث ابن مسعود رفعه "لن تؤمنوا حتى ترحموا" قالوا: كلنا رحيم يا رسول الله، قال:"إنّه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة الناس، رحمة العامة"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني ورجاله ثقات" (2)

(1) 8/ 368 (كتاب المغازي - باب ليس لك من الأمر شيء)

(2)

13/ 44 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم)

ص: 4417

ذكره الهيثمي في "المجمع"(8/ 186 - 187) من حديث أبي موسى الأشعري وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح"

وأخرج عبد بن حميد (1454) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة عن أخيه عن أبي هريرة رفعه "والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم" قلنا: كلنا رحيم يا رسول الله، قال "ليست الرحمة أن يرحم أحدكم خاصته حتى يرحم العامة ويتوجع للعامة"

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

وأخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(1589) من طريق يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة رفعه "لن يلج الجنة إلا رحيم" فقال بعض أصحابه: كلنا يا رسول الله رحيم، قال "ليس رحمة أحدكم خاصة حتى يرحم الناس عامة"

وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله.

وفي الباب عن الحسن البصري مرسلاً.

أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 296 - 297)

3145 -

عن السُّدِّي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للرماة: "لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم"

وكان أول من برز طلحة بن عثمان فقتل ثم حمل المسلمون على المشركين فهزموهم، وحمل خالد بن الوليد وكان في خيل المشركين على الرماة فرموه بالنبل فانقمع، ثم ترك الرماة مكانهم ودخلوا العسكر في طلب الغنيمة، فصاح خالد في خيله فقتل من بقي من الرماة منهم أميرهم عبد الله بن جبير، ولما رأى المشركون خيلهم ظاهرة تراجعوا فشدوا على المسلمين فهزموهم وأثخنوا فيهم في القتل.

قال الحافظ: أخرجه الطبري" (1)

مرسل

أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 125) وفي "تاريخه"(2/ 509 - 510 و 519 - 521) عن محمد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال: لما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين بأُحُد أمر الرماة فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل

(1) 8/ 351 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)

ص: 4418

المشركين، وقال لهم "لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا قد هزمناهم، فإنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم" وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير. وذكر الحديث بطوله.

والحنيني وثقه الدارقطني (تاريخ بغداد) وأحمد بن المفضل قال أبو حاتم وغيره: صدوق، وأسباط بن نصر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي صدوقان كذلك.

3146 -

"لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة"

قال الحافظ: وقد وقع عند مسلم (1922) من حديث جابر بن سَمُرة: فذكره" (1)

3147 -

"لن يدخل أحدكم الجنة بعمله"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 12/ 234) من حديث أبي هريرة.

3148 -

"لن يدخل النار أحد شهد بدرا"

قال الحافظ: وعند أحمد بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعاً: فذكره" (3)

له عن جابر طريقان:

الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر مرفوعاً "لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية"

أخرجه أحمد (3/ 396) عن سليمان بن داود ثنا أبو بكر بن عياش ثني الأعمش به.

وسليمان بن داود هو الطيالسي وهو ثقة حافظ، وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وأخرج له مسلم في مقدمة كتابه، والأعمش مدلس وقد عنعن، قال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عن أبي سفيان.

وأبو سفيان مختلف فيه: قواه أحمد وغير واحد، وضعفه ابن معين وغيره.

وذكر شعبة وغيره أنه لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث وإنما كان يحدث من صحيفة سليمان اليشكري.

(1) 17/ 56 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين)

(2)

1/ 84 (كتاب الإيمان - باب من قال إنّ الإيمان هو العمل)

(3)

8/ 307 (كتاب المغازي - باب فضل من شهد بدرا)

ص: 4419

قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يرى أنّ أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري" مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 144 - 145

وقال أبو حاتم: روى أبو سفيان عن جابر وهو قد سمع منه وأكثره من صحيفة سليمان اليشكري" الجرح والتعديل 2/ 1/ 136

الثاني: يرويه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أنّ عبدا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا. فقال: يا رسول الله، ليدخلنّ حاطب النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية"

أخرجه مسلم (2195)

وله شاهد عن سعد مولى حاطب قال: قلت: يا رسول الله، حاطب من أهل النار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لن يلج النار أحد شهد بدرا وشهد بيعة الرضوان"

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 259) وأبو نعيم في "الصحابة"(2323 ب) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا علي بن مجاهد عن محمد بن مسلم عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعد مولى حاطب به.

قال أبو نعيم: لا أرى إسماعيل أدرك سعدا"

قلت: ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه إسحاق بن منصور وغيره.

وعلي بن مجاهد كذبه يحيى بن الضريس، وقال ابن معين: كان يضع الحديث.

3149 -

حديث أبي ثعلبة رفعه "لن يعجز هذه الأمة أن يؤخرها الله نصف يوم"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها

"

3150 -

لن يلج النار أحد صلّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها"

قال الحافظ: وحديث عمارة أخرجه مسلم (634) وغيره من طرق عن أبي بكر بن عمارة عن أبيه لكن لفظه: فذكره" (2)

(1) 10/ 133 (كتاب التفسير - سورة لقمان)

(2)

2/ 193 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب فضل صلاة الفجر)

ص: 4420

3151 -

"لن ينال الدرجات العُلَى من تكَهَّن أو استقْسَم أو رجع من سفر تطيرا"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنني أظن أنّ فيه انقطاعا، وله شاهد عن عمران بن حصين أخرجه البزار في أثناء حديث بسند جيد" (1)

حديث أبي الدرداء أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2104) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يحيى بن داود الواسطي ثنا إبراهيم بن يزيد بن مَرْدَانْبَه عن رقبة بن مَصْقَلَة عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعاً "لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو ردّه من سفر تطير"

وأخرجه تمام في "فوائده"(1444) عن أبي سعيد عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري ومحمد بن هارون بن شعيب قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي به (2).

وقال فيه "من تكهن أو تُكُهّن له أو رجع من سفر تطيرا".

ورواته ثقات غير إبراهيم بن يزيد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: لا يحتجون بحديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

واختلف في هذا الحديث على عبد الملك بن عمير، فرواه شريك بن عبد الله النخعي عن عبد الملك عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء موقوفاً.

أخرجه ابن أبي شيبة في "الأدب"(175)

وحديث عمران بن حصين أخرجه البزار (3578) والدولابي في "الكنى"(2/ 166) والطبراني في "الكبير"(18/ 162) من طريق أبي حمزة إسحاق بن الربيع العطار عن الحسن عن عمران مرفوعاً "ليس منا من تطير أو تُطُيِّر له، أو تكهن أو تُكُهِّن له، أو سحر أو سُحِر له"

قال البزار: لا نعلم له طريقا عن عمران إلا هذا الطريق، وأبو حمزة العطار بصري لا بأس به" (3)

قلت: ضعفه الفلاس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وكان حسن الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه.

(1) 12/ 323 (كتاب الطب - باب الطيرة)

(2)

وسقط من إسناده "عن عبد الملك بن عمير"

(3)

وقال المنذري في "الترغيب"(4/ 33): سنده جيد"

ص: 4421

والحسن هو البصري واختلف في سماعه من عمران، فقال ابن المديني وأبو حاتم والبيهقي: لم يسمع منه، وقال بهز بن أسد والحاكم: سمع منه.

وعلى فرض صحة سماعه من عمران فإنه كان مدلسا وقد عنعن.

3152 -

"له جُؤار إلى الله بالتلبية"

قال الحافظ: وفي قصة موسى: فذكره، أي صوت عال، وهو عند مسلم (166) من طريق داود بن أبي هند عن ابن عباس" (1)

3153 -

عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لها السُّكنى والنفقة"

قال الحافظ: أورد الطحاوي من طريق إبراهيم النخعي عن عمر قال: فذكره، وهذا منقطع لا تقوم به حجة" (2)

موقوف صحيح

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 68) عن نصر بن مرزوق أبي الفتح المصري وسليمان بن شعيب بن سليمان الكيساني قالا: ثنا الخَصيب بن ناصح ثنا حماد بن سلمة عن حماد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أنّ زوجها طلقها ثلاثاً، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لا نفقة لك ولا سكنى"

قال: فأخبرت بذلك النخعي، فقال: قال عمر بن الخطاب وأخبر بذلك: لسنا بتاركي آية من كتاب الله تعالى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول امرأة، لعلها أوهمت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لها السكنى والنفقة"

هكذا رواه حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن عمر مرفوعا.

وخالفه الأشعث بن سوّار الكندي فرواه عن الحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عمر قوله، قال: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبيه بقول امرأة، المطلقة ثلاثاً لها السكنى والنفقة.

وأخرجه الدارمي (2281) عن أبي غريب محمد بن العلاء الهَمداني ثنا حفص بن غياث عن الأشعث به.

(1) 16/ 290 (كتاب الأحكام - باب هدايا العمال)

(2)

11/ 407 (كتاب الطلاق- قصة فاطمة بنت قيس)

ص: 4422

وأخرجه الدارقطني (4/ 27) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي ثنا أبو غريب به.

وقال: أشعث بن سوار ضعيف"

قلت: والموقوف أصح، فقد رواه سلمة بن كُهيل عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن زوجها طلقها ثلاثاً فلم يجعل لها النبي صلى الله عليه وسلم نفقة ولا سكنى.

قال سلمة: ذكرت ذلك لإبراهيم فقال: قال عمر بن الخطاب: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبيه بقول امرأة، فجعل لها السكنى والنفقة.

أخرجه الدارمي (2279) عن محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن سلمة به.

وأخرجه الطحاوي (3/ 67) من طريق محمد بن كثير العبدي أنا سفيان عن سلمة به.

وتابعه المغيرة بن مقسم عن الشعبي قال: فذكر حديث فاطمة.

قال المغيرة: فأتيت إبراهيم فذكرت ذلك له، فقال: لها السكنى والنفقة، فذكرت له ما قال الشعبي، قال: كان عمر يجعل لها ذلك، فقال عمر: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم بقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أم نسيت.

أخرجه إسحاق (2366) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن المغيرة به.

وأخرجه الترمذي (1180) عن هناد بن السري ثنا جرير به.

- ورواه الأعمش عن إبراهيم واختلف عنه:

• فقال أبو عَوانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي: ثنا الأعمش عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد الله يجعلان للمطلقة ثلاثاً السكنى والنفقة، قال: وكان عمر إذا ذكر عنده حديث فاطمة بنت قيس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تعتد في غير بيت زوجها قال: ما كنا نجيز في ديننا شهادة امرأة.

أخرجه سعيد بن منصور (1361)

وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش به.

أخرجه أحمد في "العلل"(1/ 419)

• وقال محمد بن فضيل الكوفي: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر أنّه لما بلغه قول فاطمة بنت قيس قال: لا ندع كتاب الله لقول امرأة لعلها نسيت.

ص: 4423

أخرجه الدارقطني (4/ 24 و 27)

وتابعه أسباط بن محمد القرشي ثنا الأعمش به.

أخرجه الدارقطني (4/ 27)

• ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش واختلف عنه:

فرواه عمر بن حفص بن غياث عن أبيه أنا الأعمش عن إبراهيم عن عمر وعبد الله أنهما كانا يقولان: المطلقة ثلاثاً لها النفقة والسكنى.

أخرجه الطحاوي (3/ 67)

ورواه طلق بن غنام الكوفي عن حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر.

أخرجه الدارمي (2282)

وتابعه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا حفص به.

أخرجه الدارمي (3/ 228)

وهذا أصح.

ولم ينفرد إبراهيم به بل تابعه أبو إسحاق السبيعي قال: كنت مع الأسود بن يزيد جالسا في المسجد الأعظم ومعنا الشعبي، فحدّث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة. ثم أخذ الأسود كفًا من حصى فحصبه به، فقال: ويلك تحدث بمثل هذا. قال عمر: لا نترك كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت، لها السكنى والنفقة، قال الله عز وجل {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1].

أخرجه مسلم (2/ 1118 - 1119 و 1119)

3154 -

"لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (1218) من حديث جابر بلفظ "لم أسق الهدي"

(1) 16/ 355 (كتاب التمني - باب ما يجوز من اللو)

ص: 4424

3155 -

"لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما صليتم إلا قعودا، فصلوا صلاة إمامكم ما كان، إن صلّى قائما فصلوا قياما، وإن صلّى قاعدا فصلوا قعودا"

قال الحافظ: ووراء ذلك كله أنه أمر محتمل لا يترك لأجله الخبر الصريح بأنهم صلوا قياما كما تقدم في مرسل عطاء وغيره، بل في مرسل عطاء أنهم استمروا قياما إلى أن انقضت الصلاة. نعم وقع في مرسل عطاء المذكور متصلاً به بعد قوله "صلّى الناس وراءه قياما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال قبل ذلك: ثم وجدته مصرحاً به أيضاً في مصنف عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني عطاء فذكر الحديث ولفظه: فصلّى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا وجعل أبو بكر وراءه بينه وبين الناس، وصلّى الناس وراءه قياما. وهذا مرسل" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (4074) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس قاعدا وجعل أبا بكر وراءه بينه وبين الناس، قال: وصلّى الناس وراءه قياما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما صليتم إلا قعودا بصلاة إمامكم، ما كان يصلي قائما فصلوا قياما، وإن صلّى قاعدا فصلوا قعودا".

ورواته ثقات.

3156 -

"لو اعترض بنو إسرائيل أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم"

قال الحافظ: أخرج البزار وابن أبي حاتم في "تفسيره" من طريق أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره، وفي السند عباد بن منصور وحديثه من قبيل الحسن، وأورده الطبري عن ابن عباس موقوفاً، وعن أبي العالية مقطوعا" (2)

أخرجه البزار (كشف 2188) ثنا بشر بن آدم ثنا أبو سعيد الحداد أحمد بن داود ثنا سرور بن المغيرة الواسطي أبو عامر عن عباد بن منصور عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً "إن بني إسرائيل لو أخذوا أدنى بقرة لأجزأتهم أو لأجازت عنهم"

وقال: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد"

(1) 2/ 318 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إنما جعل الإِمام ليؤتم به)

(2)

17/ 20 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

ص: 4425

وقال الهيثمي: وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 314

قلت: ومع ضعفه فإنه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من الحسن وهو البصري، والحسن كذلك كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أبي رافع.

وله شاهد عن قتادة مرسلاً أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(1/ 348) ورجاله ثقات.

وأما قول ابن عباس فأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(1/ 348) ثني موسى ثنا عمرو ثنا أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال: فذكر نحو حديث أبي هريرة.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(698) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي قال: قال لي ابن عباس: فذكره.

وأما قول أبي العالية فأخرجه آدم بن أبي إياس في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 1/ 108) أنبا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال: فذكر نحو حديث أبي هريرة.

ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 348)

3157 -

"لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث بريدة ومن حديث أنس ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث زيد بن أرقم ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث صهيب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث قيس بن سعد بن عبادة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث غيلان بن سلمة الثقفي ومن حديث ثعلبة بن أبي مالك ومن حديث يعلي بن مرة ومن حديث سراقة بن مالك ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عصمة بن مالك الخطمي.

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (1159) والبيهقي (7/ 291) والواحدي في "الوسيط"(1/ 334 - 335 و 2/ 45 - 46) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1521)

عن النضر بن شميل المازني

(1) 1/ 90 (كتاب الإيمان - باب كفران العشير)

ص: 4426

والبزار (كشف 2451) وابن حبان (4162)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

وابن أبي الدنيا في "العيال"(534)

عن النضر بن إسماعيل (1)

ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" لفظ الترمذي والبيهقي.

ولفظ البزار "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا فجاء بعير فسجد له، فقالوا: نحن أحق أن نسجد لك، فقال: فذكر الحديث"

ولفظ ابن حبان "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حوائط الأنصار، فإذا فيه جملان يضربان ويرعدان، فاقترب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما، فوضعا جرانهما بالأرض، فقال من معه: نسجد لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث وزاد: "لما عَظّم الله عليها من حقه"

ونحوه لابن أبي الدنيا.

قال الترمذي: حديث حسن غريب"

وقال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 9/ 7

قلت: وهو كما قالا، ومحمد بن عمرو قال الذهبي في "الميزان": حسن الحديث.

ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد وخالفه في سياق القصة.

قال أبو هريرة: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أنا فلانة بنت فلان، قال "قولي فما حاجتك؟ " قالت: حاجتي أنّ فلانا يخطبني، فأخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ فإن كان شيئاً أطيقه تزوجته، وإن لم أطقه لا أتزوج، قال "إن من حق الزوج على زوجته أن لو سال منخراه دماً أو قيحا فلحسته ما أدت حقه، ولو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها" قالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت في الدنيا.

أخرجه البزار (كشف 1466) والسياق له وابن عدي (3/ 1126) والحاكم (4/ 171 - 172) من طريق سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.

(1) هكذا وقع في المطبوع وأظنه: النضر بن شميل، والله أعلم.

ص: 4427

قال البزار: سليمان بن داود لين، ولم يتابع على هذا"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل سليمان هو اليمامي ضعفوه"

وقال المنذري: سليمان واه" الترغيب 3/ 54

وقال الهيثمي: سليمان بن داود اليمامي ضعيف" المجمع 4/ 307

وللحديث طريق أخرى عند ابن بشران في "أماليه"(913) وفيها يحيى بن عبيد الله التيمي وهو ضعيف.

وأما حديث بريدة فأخرجه الدارمي (1472) والروياني (38) وابن الأعرابي في "القبل"(42) وابن عدي (4/ 1372) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 405 - 406) وأبو بكر بن المقرئ في "تقبيل اليد"(5) والحاكم (4/ 172) وأبو نعيم في "الدلائل"(291)

عن حبان بن علي العَنَزي

والروياني (37)

عن تميم بن عبد المؤمن المروزي

وابن عدي (4/ 1372 - 1373)

عن أبي بكر بن عياش

ثلاثتهم عن صالح بن حيان القرشي الكوفي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت فأرني شيئاً أزدد به يقينا. قال "ما تريد؟ " قال: أدع تلك الشجرة فلتأتك؟، قال "اذهب إليها فادعها" قال: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمالت فقطعت عروقها ثم أقبلت تجر عروقها وفروعها حتى أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: حسبي فمرها فلترجع، فرجعت فدلت عروقها في ذلك المكان ثم استوت كما كانت، فقال: ائذن لي أن أقبل رأسك ورجليك، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل رأسه ورجليه، قال: ائذن لي أن أسجد لك، قال "لا يسجد أحد لأحد، ولو كلنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيما لحقه" السياق لابن الأعرابي.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل واه، وفي إسناده صالح بن حيان متروك"

ص: 4428

قلت: قال ابن معين وأبو داود: صالح بن حيان ضعيف، وقال أبو حاتم والعجلي والدارقطني: ليس بالقوي، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.

وأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 158 - 159) عن خلف بن خليفة عن حفص عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وإنّ الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وإنّ الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّه كان لنا جمل نسني عليه وإنّه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه "قوموا" فقاموا، فدخل الحائط والجمل في ناحية، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقالت الأنصار: يا نبي الله إنّه قد صار مثل الكلب الكَلِب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال "ليس عليّ منه بأس" فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه ثم خرّ ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا رسول الله، هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك، فقال "لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه".

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(527)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

والبزار (كشف 2454)

عن محمد بن معاوية بن مالج البغدادي الأنماطي (1)

كلاهما عن خلف بن خليفة به.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وحفص بن أخي أنس لا نعلم حدث عنه إلا خليفة"

وقال المنذري: إسناده جيد رواته ثقات مشهورون" الترغيب 3/ 55

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حفص بن أخي أنس وهو ثقة" المجمع 9/ 4

(1) رواه النسائي في "الكبرى"(9147) عن ابن مالج ووقع عنده: عن بعض بني أخي أنس بن مالك.

ورواه ابن صاعد عن ابن مالج فقال: عن حفص بن أخي أنس وهو حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة.

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(287) قال: أُخبرنا عن ابن صاعد به.

ص: 4429

قلت: حفص بن أخي أنس روى عنه غير واحد سوى خلف بن خليفة كما في "التهذيب"، وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره.

وخلف بن خليفة صدوق إلا أنه اختلط بأخرة.

طريق أخرى: يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم حائطا للأنصار ومعه أبو بكر وعمر في رجال من الأنصار، قال: وفي الحائط غنم فسجدت له، فقال أبو بكر: يا رسول الله، كنا نحن أحق بالسجود لك من هذه الغنم، فقال "إنه لا ينبغي في أمتي أن يسجد أحد لأحد، ولو كان ينبغي لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

أخرجه الآجري في "الشريعة"(1072) وأبو نعيم في "الدلائل"(276) من طريق إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ثنا أبو عثمان عباد بن يوسف الكندي ثنا أبو جعفر الرازي به.

وإسناده حسن.

وأما حديث ابن أبي أوفى فله عنه طريقان:

الأول: يرويه فائد أبو الورقاء عن ابن أبي أوفى قال: بينما نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه آت قال: إنّ ناضح آل فلان قد أبق عليهم، قال؛ فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه، فقلنا: يا رسول الله لا تقربه فإنا نخافه عليك، فدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعير، فلما رآه البعير سجد، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأس البعير فقال "هاتوا السفار" قال: فجيء بالسفار فوضعه في رأسه، وقال "أدعوا لي صاحب البعير" قال: فدعي له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألك البعير؟ " قال: نعم، قال "فأحسن علفه ولا تشق عليه في العمل" قال: أفعل، قال: فقال له أصحابه: يا رسول الله، بهيمة من البهائم تسجد لك لعظيم حقك فنحن أحق أن نسجد لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمرا أحدا من أمتي يسجد بعضهم لبعض لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(541) وأبو نعيم في "الدلائل"(286) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 29)

وفائد قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

الثاني: يرويه القاسم بن عوف الشيباني واختلف عنه:

- فرواه أيوب السَّخْتياني عن القاسم الشيباني واختلف عنه:

ص: 4430

• قال إسماعيل بن عُلية: ثنا أيوب عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى قال: قدم معاذ اليمن أو قال الشام فرأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروّأ في نفسه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم، فلما قدم، قال: يا رسول الله، رأيت النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروّأت في نفسي أنك أحق أن تعظم، فقال "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إياه".

أخرجه أحمد (4/ 381) عن ابن علية به.

وأخرجه ابن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى"(4) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وزياد بن أيوب عن ابن علية به.

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 528) من طريق أبي صالح عباس بن عمرو ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية به.

• وقال مَعمر بن راشد: عن أيوب عن عوف بن القاسم أو القاسم بن عوف أنّ معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، وذكر الحديث.

أخرجه عبد الرزاق (20596)

• ورواه حماد بن زيد عن أيوب واختلف عنه:

فرواه غير واحد عن حماد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى.

منهم:

1 -

أزهر بن مروان الرقاشي.

أخرجه ابن ماجه (1853)

2 -

سليمان بن حرب البصري.

أخرجه ابن صاعد (5 و 6) والبيهقي (7/ 292)

3 -

محمد بن أبي بكر المقدمي.

أخرجه ابن صاعد (6) وابن حبان (4171)

ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى عن معاذ.

أخرجه أحمد بن الفرات في "جزئه"(23)

ص: 4431

وتابعه عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب بن خالد وحماد بن زيد قالا: ثنا أيوب به.

أخرجه الهيثم بن كليب (1332)

ورواه إسحاق بن محمد بن هشام التمار أبو يعقوب عن حماد بن زيد عن أيوب وابن عون عن القاسم الشيباني عن ابن أبي أوفى عن معاذ.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1518)

قال الدارقطني: أغرب إسحاق بن محمد بذكر ابن عون ولم يتابع عليه" العلل 6/ 38

ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم.

قال الدارقطني: ولم يتابع مؤمل على هذه الرواية عن حماد بن زيد" العلل 6/ 38

- ورواه قتادة عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى الشام، فلما قدم قال: يا رسول الله، إني رأيت أهل الكتاب يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ألا نسجد لك؟ قال "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق زوجها حتى لو سألها نفسها على ظهر قَتب أعطته".

أخرجه البزار (كشف 1468 و 1469) والطبراني في "الكبير"(5117) وابن عدي (4/ 1393) من طريق صدقة بن عبد الله السمين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.

قال البزار: لا يروي حديث زيد عن ابن أبي عروبة إلا صدقة وليس بالقوي"

قلت: وضعفه أحمد وابن معين والبخاري وأبو زرعة والنسائي وغيرهم.

وتابعه محمد بن سواء السدوسي ثنا سعيد بن أبي عروبة به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(540)

ولم ينفرد ابن أبي عروبة به بل تابعه الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5116) من طريق إبراهيم بن طهمان عن الحجاج به.

- ورواه هشام الدَّسْتُوَائي عن القاسم الشيباني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن معاذ أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ورهبانهم، ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم وعلمائهم وفقهائهم، فقال: لأي شيء تفعلون هذا؟ قالوا: هذه تحية الأنبياء، قلنا: فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه وسلم، فلما قدم على نبي الله صلى الله عليه وسلم سجد له، فقال "ما هذا يا معاذ! " فقال: إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لأساقفتهم

ص: 4432

وقسيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم، ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم، فقلت: لأي شيء تصنعون هذا؟ أو تفعلون هذا؟ قالوا: هذه تحية الأنبياء، قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه وسلم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه، ولا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على ظهر قَتَب".

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(535) والبزار (كشف 1461) والطبراني في "الكبير"(20/ 52 - 53) والحاكم (4/ 172) من طرق عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: القاسم بن عوف الشيباني لم يخرج له البخاري شيئاً، وفي "التهذيب": له عند مسلم حديث صلاة الأوابين" ثم هو مختلف فيه كما سيأتي، واختلف عليه في هذا الحديث.

- ورواه النَّهاس بن قَهْم عن القاسم الشيباني عن ابن أبي ليلى عن أبيه عن صهيب أنّ معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى اليهود يسجدون لعلمائهم وأحبارهم فذكر نحو حديث معاذ المتقدم.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(536) والبزار (كشف 1470) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4329) والطبراني في "الكبير"(7294)

قال الهيثمي: وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف" المجمع 4/ 310

قلت: وهذا الاختلاف على القاسم الشيباني نسبه البزار والدارقطني إلى القاسم نفسه.

قال البزار: وأحسب الاختلاف من جهة القاسم لأنّ كل من رواه عنه ثقة"

وقال الدارقطني: والاضطراب فيه من القاسم بن عوف" العلل 6/ 39

قلت: والقاسم مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: يكتب حديثه، وقال النسائي: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.

وأما حديث معاذ فيرويه الأعمش عن أبي ظبيان حصين بن جندب واختلف عنه:

- فقال عبد الله بن نمير: ثنا الأعمش قال: سمعت أبا ظبيان يحدث عن رجل من الأنصار قال: لما قدم معاذ من اليمن قال: يا رسول الله، رأينا قوما يسجد بعضهم لبعض

ص: 4433

أفلا نسجد لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا، إنّه لا يسجد أحد لأحد دون الله، ولو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد لأمرت النساء يسجدن لأزواجهن".

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 305) وأحمد (5/ 228)

وتابعه أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا الأعمش به.

أخرجه الحارث (بغية 498)

ورواته ثقات.

- وقال وكيع: ثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن معاذ أنه لما رجع من اليمن قال: فذكر الحديث.

أخرجه أحمد (5/ 227 - 228)

وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 174 - 175)

وإسناده منقطع، قال الدارقطني: وأبو ظبيان لم يسمع من معاذ (العلل 6/ 40)

وقال ابن حزم: أبو ظبيان لم يلق معاذا ولا أدركه" تهذيب التهذيب

ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي ظبيان مرسلاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 305)

وتابعه سفيان عن الأعمش به.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(2329)

وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 306) وإسحاق في "مسنده"(المطالب 3809) وعبد بن حميد (1053) والدارمي (17) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(36) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُّفير عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء، ولو كان ذلك لكان النساء يسجدن لأزواجهن"

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 223 - 224) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الذهبي في "تاريخ الإسلام"(2/ 241 - 242) من طريق عيسى بن عمر السمرقندي ثنا الدارمي به.

ص: 4434

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 18 - 19) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن إسماعيل بن عبد الملك به.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه سفيان الثوري والعرزمي عن أبي الزبير عن جابر به.

أخرجه ابن عدي (4/ 1624) من طريق عبد الرحمن بن هانئ النخعي عن الثوري والعرزمي به.

والنخعي مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: لا بأس به يكتب حديثه.

وقال ابن معين: ليس بثقة كان يكذب يروي عن سفيان الثوري أحاديث موضوعة.

وقال أحمد: ليس بشيء، وقال أبو داود والنسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك.

وأما حديث قيس بن سعد فأخرجه الدارمي (1471) وأبو داود (2140) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2023) والبزار (3747) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 230) والطحاوي في "المشكل"(1487) والطبراني في "الكبير"(18/ 351 - 352) والحاكم (2/ 187) والنعال البغدادي في "مشيخته"(ص 102) من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن شَريك بن عبد الله القاضي عن حصين بن عبد الرحمن عن عامر الشعبي عن قيس بن سعد بن عبادة قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لِمَرْزُبان لهم، فقلت: رسول الله أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك، قال "أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟ " قال: قلت: لا، قال "فلا تفعلوا، لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهنّ من الحق"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: شريك مختلف فيه، ولكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو بكر النخعي ثنا حصين بن عبد الرحمن السلمي به.

أخرجه البيهقي (7/ 291) من طريق أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر النخعي ثني أبي به.

وعبد الرحمن وأبوه لم أعرفهما.

ص: 4435

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 1467)

عن بشر بن آدم بن يزيد البصري

والطبراني في "الكبير"(12003)

عن العباس بن الفضل الأسفاطي

وابن بشران (255)

عن سعيد بن عثمان الأهوازي

قالوا: ثنا أبو عون محمد بن عون الزيادي ثنا أبو عزة الدباغ عن أبي يزيد المديني عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رجلاً من الأنصار كان له فحلان فاغتلما، فأدخلهما حائطا فسدّ عليهما الباب، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يدعو له والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد ومعه نفر من الأنصار، فقال: يا نبي الله، إني جئت في حاجة وإنّ فحلين لي اغتلما فأدخلتهما حائطا وسددت الباب عليهما فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي، فقال لأصحابه "قوموا معنا" فذهب حتى أتى الباب، فقال "افتح" ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريب من الباب، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سجد له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ائتني بشيء أشد به رأسه وأمكنك منه" فجاء بخطام فشدّ به رأسه وأمكنه منه، ثم مشيا إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر، فلما رآه وقع له ساجدا، فقال للرجل "ائتني بشيء أشدّ به رأسه" فشدّ رأسه وأمكنه منه، فقال "اذهب فإنهما لا يعصيانك" فلما رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قالوا: يا رسول الله، هذين فحلين لا يعقلان سجدا لك أفلا نسجد لك؟ قال "لا آمر أحدا أن يسجد لأحد، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"

اللفظ للطبراني، واقتصر البزار على الفقرة الأخيرة منه.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(539) عن أبي عون الزيادي به واقتصر على الفقرة الأخيرة منه.

قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه الحكم بن طهمان أبو عزة الدباغ وهو ضعيف" المجمع 4/ 310

وقال في موضع آخر: رواه الطبراني وفيه أبو عزة الدباغ وثقه ابن حبان واسمه الحكم بن طهمان، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 4 - 5

قلت: كلا الإسنادين رجالهما ثقات إلا شيخي الطبراني والبزار، فشيخ الطبراني قال

ص: 4436

الهيثمي: لم أعرفه (المجمع 5/ 66) وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" وابن الأثير في "اللباب" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وشيخ البزار مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال مسلمة: صالح، وقال أبو حاتم والدارقطني: ليس بقوي. واختلف فيه قول النسائي فمرة قال: لا بأس به، ومرة قال: ليس بالقوي.

وأما حديث عائشة فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 306) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 4319) وأحمد (6/ 76) وابن ماجه (1852) وابن أبي الدنيا في "العيال"(538) والآجري في "الشريعة"(1073) وابن بشران (1378) من طرق عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله، تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك، فقال "اعبدوا ربكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله" السياق لأحمد.

قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 9/ 9

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان" المصباح 2/ 95

قلت: وهو كما قال.

وأما حديث غيلان بن سلمة فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 320) والطبراني في "الكبير"(18/ 263) وأبو نعيم في "الدلائل"(285) وفي "الصحابة"(5632) من طريق معلي بن منصور الرازي ثني شبيب بن شيبة ثني بشر بن عاصم الثقفي عن غيلان بن سلمة الثقفي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فرأينا منه عجبا من ذلك، إنا مضينا فنزلنا منزلا فجاء رجل فقال: يا نبي الله، إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما علي فمنعاني أنفسهما وحائطي وما فيه ولا يقدر أحد أن يدنو منهما، فنهض نبي الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه حتى أتى الحائط، فقال لصاحبه "افتح" فقال: يا نبي الله أمرهما أعظم من ذلك، قال "افتح" فلما حرّك الباب أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح، فلما انفرج الباب ونظرا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم بركا ثم سجدا، فأخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم برؤوسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال "استعملهما وأحسن علفهما" فقال القوم: يا نبي الله، تسجد لك البهائم فبلاء الله عندنا بك أحسن حين هدانا الله من الضلالة واستنقذنا بك من المهالك أفلا تأذن لنا في السجود لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن السجود ليس لي إلا للحي الذي لا يموت ولو أني آمر أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

ص: 4437

هذا لفظ أبي نعيم، واقتصر الطبراني على الفقرة الأخيرة منه.

قال الهيثمي: وفيه شبيب بن شيبة والأكثرون على تضعيفه، وقد وثقه صالح جزرة وغيره" المجمع 4/ 311

وأما حديث ثعلبة بن أبي مالك فأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(282) ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثني الليث بن سعد عن ابن الهاد عن ثعلبة قال: اشترى إنسان من بني سلمة جملا ينضح عليه فأدخله في مربد فجرد كيما يحمل فلم يقدر أحد أن يدخل عليه إلا تخبطه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال "افتحوا عنه" فقالوا: إنا نخشى عليك يا رسول الله، قال "افتحوا عنه" ففتحوا، فلما رآه الجمل خر ساجدا، فسبح القوم وقالوا: يا رسول الله، نحن كنا أحق بالسجود من هذه البهيمة، قال "لو ينبغي لشيء من الخلق أن يسجد لشيء دون الله ينبغي للمرأة أن تسجد لزوجها".

وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1074) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن يزيد بن الهاد به.

وثعلبة مختلف في صحبته، قال ابن معين: قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال المزي: له رؤية.

وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال أبو حاتم: هو من التابعين ليست له صحبة.

وأما حديث يعلي بن مرة فذكره أبو نعيم في "الدلائل"(284) من طريق عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة عن حكيمة عن يعلي بن مرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما فجاء بعير يرغو حتى سجد له، فقال المسلمون: نحن أحق أن نسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، تدرون ما يقول هذا؟ زعم أنه خدم مواليه أربعين سنة حتى إذا كبر نقصوا من علفه وزادوا في عمله حتى إذا كان لهم عرس أخذوا الشفار لينحروه"، فأرسل إلى مواليه فقصّ عليهم قالوا: صدق والله يا رسول الله، قال:"إني أحب أن تدعوه لي" فتركوه.

عمر بن عبد الله متروك.

وأما حديث سراقة بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(6590) ثنا محمد بن الفضل السقطي وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطي قالا: ثنا إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا وهب بن جرير ثنا موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن سراقة مرفوعاً "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".

ص: 4438

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(537) عن إبراهيم بن المستمر به.

وإسناده حسن إن كان علي بن رباح سمع من سراقة.

وأما حديث ابن مسعود فذكره الهيثمي في "المجمع"(9/ 9) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" والبزار وفي إسناد "الأوسط" زمعة بن صالح وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله حدثهم حسن وأسانيد الطريقين ضعيفة"

وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 183) ثنا أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة قال: شرد علينا بعير ليتيم من الأنصار فلم نقدر على أخذه فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقام معنا حتى جئنا الحائط الذي فيه البعير، فلما رأى البعير رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل حتى سجد له، قلنا: يا رسول الله، لو أمرتنا أن نسجد لك كما يسجد للملوك، قال "ليس ذلك في أمتي، لو كنت فاعلا لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن"

قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيفة" المجمع 4/ 311

3158 -

عن أنس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة، فكره ذلك وقلّما كان يواجه أحدا بشيء يكرهه، فلما قام قال:"لو أمرتم هذا أن يترك هذه الصفرة"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي في "الكبرى" من طريق سَلم العلوي عن أنس: فذكره، وسلم بفتح المهملة وسكون اللام فيه لين" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه"

3159 -

حديث أنس أنّ رجلاً سأل عن العزل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"لو أنّ الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج الله منها ولدا"

قال الحافظ: أخرج أحمد والبزار وصححه ابن حبان من حديث أنس: فذكره، وله شاهدان في "الكبير" للطبراني عن ابن عباس، وفي "الأوسط" له عن ابن مسعود" (2)

أخرجه أحمد (3/ 140) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد أنا أبو عمرو مبارك الخياط

(1) 12/ 421 (كتاب اللباس - باب النهي عن التزعفر للرجال)

(2)

11/ 219 (كتاب النكاح - باب العزل)

ص: 4439

جد ولد عباد بن كثير قال: سألت ثمامة بن عبد الله بن أنس عن العزل فقال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأل عن العزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو أنّ الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج الله عز وجل منها أو لخرج منها ولد "الشك منه" وليخلقنّ الله نفسا هو خالقها"

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(366) والبزار (كشف 2163) وابن حبان في "الثقات"(7/ 502) وابن بطة في "الإبانة"(1433) من طرق عن أبي عاصم به.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار وإسنادهما حسن" المجمع 4/ 296

قلت: مبارك الخياط ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والضحاك وثمامة ثقتان.

ولم ينفرد مبارك الخياط به بل تابعه مبارك بن فَضالة عن ثمامة عن أنس به.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(15273) عن إبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر ثنا أبو عامر ثنا مبارك به.

ومبارك صدوق يدلس وقد عنعن، وأبو عامر اسمه عبد الملك بن عمرو العَقدي.

وله شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن مسعود موقوفا.

فأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6880) عن محمد بن إبراهيم الرازي الطرسوسي ثنا محمد بن مهران الجمال ثنا يحيى بن أبي الدنيا النصيبي وعبد الملك بن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "والذي بعثني بالحق لو أنّ النطفة التي أخذ الله عليها الميثاق ألقيت على صخرة لخلق الله منها انسانا"

وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا يحيى بن أبي الدنيا، تفرد به محمد بن مهران"

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 296

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه سعيد بن منصور (2220) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي ثنا ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسئل عن العزل، فقال "لا عليكم ألا تفعلوا إن يكن مما أخذ الله عليه الميثاق فكانت على هذه الصخرة أخرجها الله"

ص: 4440

وإسناده حسن رواته ثقات غير الدراوردي وهو صدوق.

وأما حديث ابن مسعود فيرويه إبراهيم النخعي واختلف عنه:

- فقال أبو حنيفة: عن حماد عن إبراهيم عن علقمة قال: سئل ابن مسعود عن العزل، فقال: لو أخذ الله ميثاق نسمة من صلب آدم ثم أفرغه على صفا لأخرجه من ذلك الصفا فاعزل وإن شئت فلا تعزل.

أخرجه عبد الرزاق (12568) عن أبي حنيفة به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(9664)

قال الهيثمي: وفيه رجل ضعيف لم أسمه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 297

قلت: يريد بالرجل الضعيف أبو حنيفة رحمه الله تعالى.

- وقال الحارث العكلي: عن إبراهيم قال: سئل ابن مسعود عن العزل قال: فذكر نحوه.

أخرجه سعيد بن منصور (2221) عن هشيم ثنا منصور عن الحارث العكلي به.

وإبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.

3160 -

"لو أن دلوا من غساق يهراق إلى الدنيا لأنتن أهل الدنيا"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم من حديث أبي سعيد مرفوعا" (1)

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم ص 90) وأسد بن موسى في "الزهد"(30) وأحمد (3/ 28 و 83) والترمذي (4/ 706) وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(77) وأبو يعلى (1381) وابن جرير في "تفسيره"(23/ 178 و 30/ 14) والحاكم (2/ 501 و 4/ 601 - 602) وابن بشران (1444) والبيهقي في "البعث"(514) والبغوي في "شرح السنة"(15/ 245) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(100) من طريق درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: دراج مختلف فيه، واختلف في أحاديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد

(1) 7/ 139 (كتاب بدء الخلق- باب صفة النار)

ص: 4441

فقال الدوري: سألت يحيى بن معين عن أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فقال: هذا إسناد صحيح" المستدرك 2/ 246 - 247

وقال أحمد: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف" الكامل 3/ 979

وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد.

3161 -

عن عبد الرحمن بن غَنْم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر "لو أنّكما تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا"

قال الحافظ: في "فضائل الصحابة" لأسد بن موسى و"المعرفة" ليعقوب بن سفيان بسند لا بأس به عن عبد الرحمن بن غنم -بفتح المعجمة وسكون النون -وهو مختلف في صحبته: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (الفتح الرباني 22/ 182) عن وكيع ثنا عبد الحميد بن بهرام قال: سمعنا شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر "لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما"

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أنّ ابن غنم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم" الفتح الرباني 22/ 182

قلت: عبد الحميد وشهر صدوقان، وعبد الرحمن مختلف في صحبته.

3162 -

"لو أهدي إلى كُراع لقبلت، ولو دعيت لمثله لأجبت"

قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث أنس وصححه مرفوعا: فذكره" (2)

حسن

وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "لو أهدي إلى كراع لقبلت، ولو دعيت عليه (3) لأجبت"

(1) 17/ 103 (كتاب الاعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38])

(2)

6/ 126 (كتاب الهبة- باب القليل من الهبة)

و11/ 155 (كتاب النكاح- باب من أجاب إلى كراع)

(3)

وفي لفظ "إليه" وفي لفظ "يعنى إلى ذراع"

ص: 4442

أخرجه ابن سعد (1/ 389) وأحمد (3/ 209) والترمذي (1338) وفي "الشمائل"(320) وابن المقرئ في "المعجم"(755) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة به.

وسقط من إسناد أحمد "عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، وقد توبع كما سيأتي.

ولم ينفرد ابن أبي عروبة به بل تابعه سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا "لو أهدي إلى كراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت" وكان يأمر بالهدية صلة بين الناس، وقال "لو أسلم الناس لتهادوا من غير جوع"

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 234) وتمام في "الفوائد"(1002) والبيهقي (6/ 169) من طرق عن أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا سعيد بن بشير به.

وسعيد بن بشير فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.

الثاني: يرويه شعبة بن الحجاج عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد على الأرض، ويأكل على الأرض، ويجيب دعوة المملوك ويقول "لو دعيت إلى ذراع لأجبت، ولو أهدي إلى كراع لقبلت" وكان يعقل شاته.

أخرجه ابن سعد (1/ 371) عن عمر بن حبيب العدوي أنا شعبة به.

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن حبيب.

الثالث: يرويه عائذ بن شريح الحضرمي قال: سمعت أنسا رفعه "يا معشر الأنصار تهادوا فإنّ الهدية تسل السخيمة، لو أهدي إلى كراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت"

أخرجه البزار (كشف 1937) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 194) والطبراني في "الأوسط"(1549) وابن عدي (2/ 693 - 694) وأبو الشيخ في "الأمثال"(244) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 91 و 187) والبيهقي في "الشعب"(8569 و 8570) من طرق عن عائذ به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا عائذ"

قلت: وهو ضعيف.

الرابع: يرويه أبو عصام رواد بن الجراح العسقلاني عن الحسن بن عمارة عن ثابت البناني عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار العري، ويجيب دعوة المملوك،

ص: 4443

وينام على الأرض، ويجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويقول "لو دعيت إلى كراع جئت، ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت"

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3674)

ورواد بن الجراح مختلف فيه، والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إليّ ذراع أو كراع لقبلت"

أخرجه البخاري (فتح 6/ 127)

وآخر من حديث أم حكيم الخزاعية سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر "ما أقبح رد الهدية"

3163 -

حديث أبي برزة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى قوم فسبوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لو أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2544")(1)

3164 -

"لو بعت من أخيك ثمرا فأصابته عاهة فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق"

قال الحافظ: وقد روى مسلم (1554) من طريق أبي الزبير عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

3165 -

عن جابر أنّ أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم فتعمد إلى العكة فتجد فيها سمنا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لو تركتها ما زال قائما"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2280) من طريق أبي الزبير عن جابر" (3)

(1) 9/ 158 (كتاب المغازي- قصة عمان والبحرين)

و15/ 93 (كتاب الحدود- باب إقامة الحدود على الشريف والوضيع)

(2)

5/ 303 (كتاب البيوع- باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها)

(3)

14/ 59 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)

ص: 4444

3166 -

حديث أبي هريرة قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه وهم يضحكون، فقال "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا"

فأتاه جبريل فقال: إنّ ربك يقول لك: لا تقنط عبادي، فرجع إليهم فقال "سددوا وقاربوا"

قال الحافظ: عند ابن حبان من حديث أبي هريرة قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(254)

عن موسى بن إسماعيل التبوذكي

وابن حبان (113 و 358)

عن عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم

ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي"(17) والبيهقي في "الشعب"(1027)

عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

ثلاثتهم عن الربيع بن مسلم قال: سمعت محمدا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره، وزاد "وأبشروا" اللفظ لابن حبان.

وإسناده صحيح رواته ثقات، ومحمد هو ابن زياد القرشي.

ولم ينفرد الربيع بن مسلم به بل تابعه حماد بن سلمة عن محمد بن زياد: سمعت أبا هريرة رفعه "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولكن سددوا وقاربوا وأبشروا"

أخرجه وكيع في "الزهد"(19) وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(509) وأحمد (2/ 467 و 477) والبيهقي (7/ 52)

وإسناده صحيح.

3167 -

"لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم وصححاه" (2)

حسن

(1) 14/ 80 (كتاب الرقاق- باب القصد والمداومة على العمل)

(2)

14/ 87 (كتاب الرقاق- باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)

ص: 4445

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(559) عن حَيْوة بن شريح المصري ثني بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وأخرجه الطيالسي (ص 11) عن ابن المبارك به.

وأخرجه الترمذي (2344) وابن أبي الدنيا في "التوكل"(1) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 8/ 79) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 69) والقضاعى (1444) والخطيب في "المتفق"(1710) والبغوي في "شرح السنة"(4108) من طرق عن ابن المبارك به.

وتابعه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حيوة بن شريح به.

أخرجه أحمد (1/ 30) وفي "الزهد"(ص 25) وعبد بن حميد (10) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 488) وابن أبي الدنيا في "التوكل"(1) والبزار (340) وأبو يعلى (247) وابن حبان (730) والحاكم (4/ 318) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 69) والبيهقي في "الآداب"(1089) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(652)

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر بن الخطاب بهذا

الإسناد"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو تميم الجيشاني اسمه عبد الله بن مالك"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بكر بن عمرو المعافري صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن.

ولم ينفرد بكر بن عمرو به بل تابعه ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة به.

أخرجه أحمد (1/ 52) وابن ماجه (4164) والقضاعي (1445) والمزي (15/ 505) من طريقين عن ابن لهيعة به.

وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات.

3168 -

حديث أبي هريرة نحوه دون قصة عمر لكن قال: عند نزول آية البقرة فقال الناس: ما حرّم علينا، فكانوا يشربون حتى أمّ رجل أصحابه في المغرب فخلط في قراءته، فنزلت الآية التي في النساء، فكانوا يشربون ولا يقرب الرجل الصلاة حتى يفيق، ثم نزلت آية المائدة فقالوا: يا رسول الله، ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم وكانوا يشربونها، فأنزل الله تعالى {لَيْسَ

ص: 4446

عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} [المائدة: 93] الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو حرّم عليهم لتركوه كما تركتموه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد. وفي مسند الطيالسي من حديث ابن عمر نحوه، وقال في الآية الأولى: قيل: حرمت الخمر، فقالوا: دعنا يا رسول الله ننتفع بها. وفي الثانية: فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: لا، إنا لا نشربها قرب الصلاة، وقال في الثالثة: فقالوا: يا رسول الله حرمت الخمر؟ " (1)

حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (2/ 351 - 352) عن سُريج بن النعمان البغدادي ثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال: حُرِّمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219] إلى آخر الآية، فقال الناس: ما حرّم علينا إنما قال: فيهما إثم كبير، وكانوا يشربون الخمر حتى إذا كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أمّ أصحابه في المغرب خلط في قراءته فأنزل الله فيها آية أغلظ منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مغبق، ثم أنزلت آية أغلظ من ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} [المائدة: 90] فقالوا: انتهينا ربنا، فقال الناس: يا رسول الله، ناس قتلوا في سبيل الله أو ماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا ومن عمل الشيطان، فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] إلى آخر الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو حرّمت عليهم لتركوها كما تركتم"

قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو وهب مولى أبي هريرة لم يجرحه أحد ولم يوثقه، وأبو معشر نجيح ضعيف لسوء حفظه وقد وثقه غير واحد، وسريج ثقة" المجمع 5/ 51

قلت: أبو وهب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو معشر قال ابن معين وغير واحد: ضعيف.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطيالسي (ص 264) عن محمد بن أبي حميد المدني عن أبي توبة المصري قال: سمعت ابن عمر يقول: نزلت في الخمر ثلاث آيات، فأول

(1) 9/ 349 (كتاب التفسير: سورة المائدة- باب {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93])

ص: 4447

شيء نزل {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية، فقيل: حرّمت الخمر، فقيل: يا رسول الله، دعنا ننتفع بها كما قال الله عز وجل، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فقيل: حرمت، فقالوا: لا يا رسول الله إنا لا نشربها قرب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة: 90] الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حرّمت الخمر"

قال: وقدمت لرجل راوية من الشام أو روايا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ولا أعلم عثمان إلا معهم فانتهوا إلى الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلّ عنا نشقها" فقال: يا رسول الله، أفلا نبيعها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله لعن الخمر، ولعن غارسها، ولعن شاربها، ولعن عاصرها، ولعن موكلها، ولعن مديرها، ولعن ساقيها، ولعن حاملها، ولعن آكل ثمنها، ولعن بائعها"

ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "الشعب"(5181)

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 361) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا محمد بن أبي حميد به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد.

وأبو توبة المصري قال ابن عساكر: لم أجد له ذكرا في شيء من الكتب.

قال الحافظ: وفي حديثه هذا زيادة منكرة، قال فيه: ولعن غارسها" اللسان 7/ 23

3169 -

"لو خشع هذا خشعت جوارحه"

سكت عليه الحافظ (1).

موضوع

قال المناوي في "الفيض"(5/ 319): رواه الحكيم الترمذي في "النوادر" عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: فذكره.

قال الزين العراقي في شرح الترمذي: وسليمان بن عمرو هو أبو داود النخعى متفق على ضعفه، وإنما يعرف هذا عن ابن المسيب.

وقال في "المغني": سنده ضعيف، والمعروف أنه من قول سعيد، ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" وفيه رجل لم يسم.

(1) 2/ 367 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الخشوع في الصلاة)

ص: 4448

وقال ولده: فيه سليمان بن عمرو مجمع علي ضعفه.

وقال الزيلعي: قال ابن عدي: أجمعوا على أنه يضع الحديث" انتهى من الفيض.

قلت: هذا الحديث موضوع، قال أحمد وابن معين وابن حبان والحاكم: سليمان بن عمرو يضع الحديث.

وقال الحافظ في "اللسان": الكلام فيه لا يحصر فقد كذبه ونسبه إلى الوضع من المتقدمين والمتأخرين ممن نقل كلامهم في الجرح والعدالة فوق الثلاثين نفسا.

3170 -

عن أبي هريرة نحو حديث ابن عباس وزاد في آخره: فلم يفجأهم منه إلا وهو أي أبو جهل ينكص على عقبيه ويتقي بيده، فقيل له: مالك؟ فقال: إنّ بيني وبينه لخندقا من نار وهولًا وأجنحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو دنا لاختطفته الملائكة عضوا عضوا"

قال الحافظ: وأخرج النسائي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة: فذكره" (1)

قلت: أخرجه مسلم (2797)

3171 -

عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟ " قال: كنت فاعلا به شرا. قال "فأنت يا عمر؟ " قال: كنت أقول: لعن الله الأبعد.

قال الحافظ: وروى البزار من طريق زيد بن يُثَيْع عن حذيفة قال: فذكره" (2)

ضعيف

يرويه أبو إسحاق السبيعي عن زيد بن يثيع واختلف عنه:

- فقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبيه عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر، أرأيت لو وجدت مع أم رومان رجلا، ما كنت صانعا؟ " قال: كنت فاعلا به شرا. ثم قال "يا عمر: أرأيت لو وجدت رجلا ما كنت صانعا؟ " قال: كنت والله قاتله. قال "فأنت يا سهيل بن بيضاء؟ " فقال: لعن الله الأبعد، فهو خبيث، ولعن الله البُعْدَي، فهي خبيثة، ولعن الله أول الثلاثة ذكره. فقال "يا ابن بيضاء تأولت القرآن {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] إلى آخر الآية"

(1) 10/ 353 (كتاب التفسير: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العَلق: 1]- باب قوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15)} [العَلق: 15])

(2)

10/ 66 (كتاب التفسير- سورة النور- {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} [النُّور: 8])

ص: 4449

أخرجه البزار (2940) والطبراني في "الأوسط"(8107) واللفظ له من طريق النضر بن شميل المازني ثنا يونس بن أبي إسحاق به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده إلا النضر بن شميل عن يونس"

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا ابنه يونس"

قلت: وهو صدوق سمع من أبيه بعد اختلاطه.

- وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ولم يذكر حذيفة.

أخرجه عبد الرزاق (12364) عن سفيان به.

وأخرجه البزار (2941) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن سفيان به.

وهذا أصح لأنّ الثوري روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه.

وأبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من زيد بن يثيع.

3172 -

حديث الرُّبيع بنتُ معوذ "لو رأيته لرأيت الشمس طالعة"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني والدارمي" (1)

أخرجه الدارمي (61) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 12 - 13) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3335) والعقيلي (2/ 307) والطبراني في "الكبير"(24/ 274) و "الأوسط"(4455) وأبو نعيم في "الصحابة"(7639) وفي "الدلائل"(551) والبيهقي في "الشعب"(1354) وفي "الدلائل"(1/ 200) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 268)

عن إبراهيم بن المنذر الحزامي (2)

والعقيلي (2/ 307) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(259) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 200)

(1) 7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

رواه الدارمي ويعقوب بن سفيان والبخاري وابن أبي عاصم وجعفر بن محمد الصائغ وعبد الله بن الصقر السكري والحسين بن حميد عن الحزامي عن عبد الله بن موسى عن أسامة بن زيد عن أبي عبيدة عن الربيع به.

ورواه محمد بن حاتم عن الحزامي عن عبد الله بن وهب عن أبي أسامة عن أبي عبيدة عن الربيع.

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 614)

والأول أصح.

ص: 4450

عن يعقوب بن محمد الزهري

قالا: ثنا عبد الله بن موسى التيمي ثنا أسامة بن زيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء: صِفي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة.

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن الربيع إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن موسى التيمي"

وقال العقيلي: ولا يتابع عليه من هذا الوجه"

قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: في أحاديثه رفع الموقوف وإسناد المرسل كثيرا حتى يخطر ببال من الحديث صناعته أنها معمولة من كثرتها، لا يجوز الاحتجاج به عند الانفراد ولا الإعتبار عند الوفاق.

وقال أحمد: كل بلية منه، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بحجة، وقال في "المجرد": لين.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ما أرى بحديثه بأسا. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: ليس محله ذاك.

وقال ابن معين: صدوق وهو كثير الخطأ، وقال العجلي: ثقة.

وأسامة بن زيد الليثي حسن الحديث، وأبو عبيدة وثقه أحمد وابن معين.

3173 -

حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده عصا وقد علق رجل قنا حشف فجعل يطعن في ذلك القنو ويقول: "لو شاء ربّ هذه الصدقة تصدق بأطيب من هذا"

قال الحافظ: رواه النسائي، وليس هو على شرطه (أي البخاري) وإن كان إسناده قويا" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أما والله ليدعنها أهلها"

3174 -

عن أبي العُشَرَاء الدارمي عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة، قال "لو طعنت في فخذها لأجزاك"

(1) 2/ 62 (كتاب الصلاة- باب القسمة وتعليق القنو في المسجد)

ص: 4451

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من رواية حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 169) وابن أبي شيبة في "مسنده"(606) وفي "مصنفه"(5/ 393 - 394) وأحمد (4/ 334) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 22) وعبد بن حميد (474) والدارمي (1978) وأبو داود (2825) وابن ماجه (3184) والترمذي (1481) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1200) والنسائي (7/ 200) وفي "الكبرى"(4497) وأبو يعلى (1503 و 6943) وفي "المفاريد"(16) وابن الجارود (901) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3444) وفي "الصحابة"(227 و 228 و 2081) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 53) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 158 و 161 و 2/ 293) وفي "الثقات"(3/ 3 و 5/ 56) والطبراني في "الكبير"(6719 و 6720 و 6721) وابن عدي (2/ 675 و 676) وأبو الشيخ في "الأقران"(152 و 251) والاسماعيلي في "معجمه"(ص 755 - 756) ومؤمل الشيباني في "الفوائد"(1 و 2) وتمام في "حديث أبي العشراء"(من حديث رقم 1 إلى حديث رقم 26) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(66) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 257 و 341) وفي "الصحابهّ"(3680 و 3681 و 6022) والخليلي في "الإرشاد"(ق 75) والبيهقي (9/ 246) وفي "معرفة السنن"(13/ 459) والخطيب في "التاريخ"(12/ 377) وفي "الموضح"(2/ 63) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته"(92) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(113) والسلفي في "معجم السفر"(1389 و 1522) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(595) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 45) والمزي في "تهذيب الكمال"(34/ 85 - 86) والذهبي في "الميزان"(4/ 552) وفي "السير"(11/ 110 - 111) وفي "تذكرة الحفاظ"(1/ 400)

عن حماد بن سلمة

وتمام (27 و 28)

عن زياد بن أبي زياد

و (29)

عن عبد الله بن مُحَرَّر

(1) 12/ 61 (كتاب الذبائح- باب النحر والذبح)

ص: 4452

ثلاثتهم عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه به.

قال البخاري: أبو العشراء الدارمي في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر"

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة"

وقال ابن عدي: أبو العشراء لم يحدث عنه غير حماد"

وقال الخطابي: ضعف أهل العلم هذا الحديث لأنّ راويه مجهول، وأبو العشراء الدارمي لا يدرى من أبوه ولم يرو عنه غير حماد بن سلمة" معالم السنن 3/ 251

وقال ابن سعد والمزي والحافظ في "التقريب": أبو العشراء مجهول.

وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، ولا يعرف روى عنه إلا حماد بن سلمة" الوهم والإيهام 3/ 582 - 583

وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو ولا من أبوه (1).

وقال الحافظ في "التلخيص"(4/ 134): لا يعرف حاله.

وذكره ابن حبان في "الثقات".

وللحديث شاهد عن أنس مثله.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4864) عن عبد العزيز بن الحسين بن بكر بن الشرود ثني أبي عن جدي عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن جعفر بن سليمان إلا بكر بن الشرود، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد"

قلت: بكر بن الشرود قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

3175 -

"لو علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءتي لحبرتها تحبيرا"

قال الحافظ: وللروياني من طريق مالك بن مِغْوَل عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه نحو سياق سعيد بن أبي بُردة وقال فيه: فذكره، وأصلها عند أحمد" (2)

صحيح

(1) وقال في "السير": هذا حديث صالح الإسناد غريبه"

(2)

10/ 470 (كتاب فضائل القرآن- باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن)

ص: 4453

أخرجه عبد الرزاق (4178) وفي "الأمالي"(89) عن ابن عُيينة عن مالك بن مغول قال: سمعت عبد الله بن بريدة يحدث عن أبيه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت الأشعري أبي موسى وهو يقرأ فقال "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود" فحدثه ذلك، فقال: الآن أنت لي صديق حين أخبرتني هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لو علمت أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم يستمع لقراءتي حَبَّرْتُها تحبيرا، قال: وسمع النبي--صلي الله عليه وسلم- صوتا آخر فقال "أتقوله مرائيا؟ " فلم أجب النبي صلى الله عليه وسلم بشيء حتى رددها عليّ مرة أو مرتين أو ثلاثا، فقلت بعد اثنين أو ثلاثا أتقوله مرائيا: بل هو منيب. قال: وسمع آخر يدعو: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله غيرك، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال "لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى"

وأخرجه الروياني (16) والخطابي في "الغريب"(1/ 318 و 335) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 257 - 258) والبيهقي في "الشعب"(1962) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري ص 474) وفي "تبيين كذب المفتري"(ص 77) من طرق عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن سعد (2/ 344 و 4/ 107) وابن أبي شيبة (10/ 463 و 12/ 122) وأحمد (5/ 349 و 351 و 359) والدارمي (3501) ومسلم (793) ومحمد بن عاصم في "جزئه"(33) والفاكهي في "أخبار مكة"(1731) والنسائي في "الكبرى"(8058) والطحاوي في "المشكل"(1161) وابن حبان (892) والإسماعيلي في "المعجم"(2/ 577 - 579) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 145) وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"(1802) والبيهقي (10/ 230) وفي "الشعب"(2366) وفي "الدعوات"(195) والخطيب في "التاريخ"(8/ 442 - 443) وابن عساكر (ص 470 - 471 و 471 - 472 و 472 - 473 و 473 - 474 و 475) وفي "معجم الشيوخ"(691) والبغوي في "شرح السنة"(1259) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف"(660) والذهبي في "سير الأعلام"(2/ 386) من طرق عن مالك بن مغول به (1).

(1) وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة (10/ 271 - 272) وأحمد (5/ 350) وأبو داود (1493و 1494) وابن ماجه (3857) والترمذي (3475) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(279) والنسائي في "الكبرى"(7666) والطحاوي في "المشكل"(173) وابن حبان (891) والطبراني في "الدعاء"(114) وابن منده في "التوحيد"(3) والحاكم (1/ 504) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 10) والبغوي في "شرح السنة"(1260) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(53) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(17) من طرق عن مالك بن مِغول.

إلا أنهم لم يذكروا قصة أبي موسى.

ص: 4454

ولم ينفرد مالك به بل تابعه الحسين بن واقد المروزي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه به.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(805 و 1087) عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ثنا الحسين به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الجامع"(235)

وأخرجه الحاكم (4/ 282) وابن عساكر (ص 474 و 474 - 475) من طرق عن علي بن الحسن بن شقيق به.

وإسناده حسن، الحسين بن واقد صدوق، وعلي بن الحسن وعبد الله بن بريدة ثقتان.

وأخرجه ابن عساكر (ص 475 - 476) من طريق الروياني ثنا ابن حميد ثنا أبو تُميلة عن حسين بن واقد به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي، وأبو تميلة اسمه يحيى بن واضح.

واختلف فيه على عبد الله بن بريدة، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة ثني حنظلة بن علي أنّ محجن بن الأدرع حدثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد

أخرجه أحمد وغيره.

وقد تقدم (1) الكلام عليه في كتاب الجهاد- باب التحريض على الرمي- حديث رقم 672

وأضيف هنا أنّ أبا حاتم رجح رواية عبد الوارث على رواية مالك، فقال: وحديث عبد الوارث أشبه (العلل 2/ 198)

3176 -

"لو علمت ذلك ما صليت عليه"

قال الحافظ: وقواه السبكي واحتج له بحديث عمران بن حصين في الذي أعتق ستة أعبد فإنّ فيه عند مسلم (1668) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قولا شديدا، وفسر القول الشديد في رواية أخرى بأنّه قال: فذكره" (2)

الرواية الثانية يرويها الحسن البصري عن عمران بن حصين أنّه مات رجل وترك ستة رجال فأعتقهم عند موته، فجاء ورثته فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لو علمنا ما صلينا عليه" وقال "أدعهم لي" فدعاهم فأقرع بينهم، فأعتق اثنين وردّ أربعة في الرق.

(1) وسيأتي أيضا في المجموعة الثانية- كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة

(2)

6/ 302 (كتاب الوصايا- باب لا وصية لوارث)

ص: 4455

أخرجه أحمد (4/ 446) والطبراني في "الكبير"(18/ 176) والبيهقي) (10/ 286) والسياق له من طرق عن سماك بن حرب عن الحسن عن عمران به.

ورواه سعيد بن منصور (408) وأحمد (4/ 430 - 431) عن هُشيم أنا منصور بن زاذان عن الحسن عن عمران أنّ رجلا من الأنصار أعتق ستة مملوكين له عند موته وليس له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لقد هممت أن لا أصلي عليه" قال: ثم دعا بالرقيق فجزأهم ثلاثة أجزاء فأعتق اثنين وأرق أربعة.

ومن طريق سعيد أخرجه الطحاوي في "المشكل"(741)

وأخرجه النسائي (4/ 51 - 52) وفي "الكبرى"(2085 و 4975) والطحاوي (742) والطبراني (18/ 178 - 179) من طرق عن هشيم به.

والحسن لم يسمع من عمران، قاله بهز بن أسد وابن المديني وأبو حاتم وغيرهم.

3177 -

عن رجل من أسلم: جاء رجل فقال: لدغت الليلة فلم أنم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق لم يضرك شيء"

قال الحافظ: وعند أبي داود والنسائي بسند صحيح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن رجل من أسلم: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: حديث أبي صالح عن رجل من أسلم رفعه: فذكره، وفيه قصة، ومنهم من قال: عن أبي صالح عن أبي هريرة، أخرجه أبو داود وصححه الحاكم" (2)

يرويه أبو صالح ذكوان السمان واختلف عنه:

- فرواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سهيل عن أبيه قال: سمعت رجلا من أسلم قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله، لدغت الليلة فلم أنم حتى أصبحت، قال "ماذا؟ " قال: عقرب، قال "أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق، لم تضرك إن شاء الله"

(1) 12/ 305 (كتاب الطب- باب الرقى بالقرآن والمعوذات)

(2)

13/ 373 (كتاب الدعوات- باب التعوذ والقراءة عند النوم)

ص: 4456

أخرجه عبد الرزاق (19834) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 105)

عن مَعْمر بن راشد

وأبو داود (3898) واللفظ له والنسائي في "اليوم والليلة"(594) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 378)

عن زهير بن معاوية الجعفي (1)

والنسائي (593)

عن وهيب بن خالد البصري

و (595)

عن سفيان بن عُيينة

وأحمد (3/ 448 و 5/ 430) وأبو نعيم في "الصحابة"(7169)

عن شعبة (2)

كلهم عن سهيل به.

وزاد الدارقطني غير من تقدم: خالد بن عبد الله الواسطي وأبو عوانة وجرير (3) بن عبد الحميد (العلل 10/ 177)

• وقال غير واحد: عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، منهم:

(1) هذه رواية أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي وأبي نعيم الفضل بن دكين وعلي بن الجعد الجوهري عن زهير، ورواه عمرو بن مرزوق البصري عن زهير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

قاله الدارقطني في "العلل"(10/ 178 - 179)

(2)

هذه رواية محمد بن جعفر البصري عن شعبة، ورواه علي بن الجعد عن شعبة عن سهيل وأخيه عن أبيهما عن رجل من أسلم.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1645) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة"(7169)

وتابعه أسد بن موسى المصري ثنا شعبة به.

أخرجه النسائي (596)

ورواه أبو المسيب سَلْم بن سلام الواسطي عن شعبة عن سهيل وأخيه صالح عن أبيهما عن رجل من

أسلم.

أخرجه ابن البختري في "أماليه"(9) وأبو نعيم (7170)

وخالفهم عبد الصمد بن عبد الوارث البصري فرواه عن شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

قاله الدارقطني (10/ 178)

(3)

أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 1/ 260) من طريقه لكنّه لم يذكر أبا صالح.

ص: 4457

1 -

مالك في "الموطأ"(2/ 951)

ومن طريقه أحمد (2/ 375) والبخاري في "خلق أفعال العباد"(445) والنسائي (589) وابن حبان (1021) والطبراني في "الدعاء"(346) والبيهقي في "الأسماء"(ص 219) والأصبهاني في "الحجة"(175) وشرف الدين المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء"(ص 181 - 182 و 182 - 183 و 183) والبغوي في "شرح السنة"(93 و 1348)

وقالا: هذا حديث صحيح"

2 -

حماد بن زيد (1).

أخرجه النسائي (588) والطبراني في "الأوسط"(6035) وابن السني (712)

3 -

عبيد الله بن عمر العمري.

أخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(446) والنسائي (591) وأبو يعلى (6688) وابن حبان (1036)

4 -

جرير بن حازم البصري (2).

أخرجه البخاري (447) وابن حبان (1022) والطبراني في "الدعاء"(349) والحاكم (4/ 415 - 416) وأبو سعد السمان في "مشيخته"(التدوين للرافعي 2/ 244)

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

5 -

سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي.

أخرجه البخاري (448 و 449)

6 -

محمد بن رفاعة القرظي.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(348) وفي "الأوسط"(2665)

7 -

روح بن القاسم البصري.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(347)

(1) هذه رواية محمد بن سليمان لوين عن حماد، ورواه المقدمي وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن حماد عن سهيل عن أبيه أنّ رجلا من أسلم لدغ، مرسل.

قاله الدارقطني (10/ 179)

(2)

ولفظ حديثه "من قال حين يمسي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات، لم تضره حية إلى الصباح"

ولفظ حديث هشام نحوه إلا أنه قال "لم يضره حُمَّةٌ تلك الليلة" وفي لفظ "لسعة"

ص: 4458

8 -

هشام بن حسان البصري.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 418) وأحمد (2/ 290) والترمذي (تحفة الأحوذي 3675) والنسائي (590) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 339)

9 -

عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(582) والشجري في "أماليه"(1/ 237)

زاد الدارقطني غير من تقدم: عبد الله بن عمر أخو عبيد الله وعبيدة بن حميد (10/ 176)

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح"

• ورواه سفيان الثوري عن سهيل واختلف عنه:

فقال محمد بن يوسف الفِريابي: عن سفيان عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم.

أخرجه البيهقي في "الدعوات"(36) والحافظ في "النتائج"(2/ 340)

وتابعه محمد بن كثير عن سفيان به.

قاله الدارقطني (10/ 178)

وقال عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي: عن سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي (592) والخطيب في "التاريخ"(1/ 380) والحافظ (2/ 341)

عن إبراهيم بن يوسف الكوفي

وابن ماجه (3518) والطبراني في "الدعاء"(349) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 143)

عن إسماعيل بن بهرام الهَمْداني

كلاهما عن الأشجعي به.

قال أبو نعيم: تفرد به الأشجعي عن الثوري"

وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عن الثوري هكذا مجودا الأشجعي، ورواه غير واحد عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم أنه لدغته عقرب من غير ذكر لأبي هريرة ونرى أنّ سهيلا كان يضطرب فيه ويرويه على الوجهين"

ص: 4459

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 72

وقال عصام بن يوسف البلخي: عن الثوري عن سهيل عن أبيه عن هريرة عن رجل من أسلم.

قاله الدارقطني (10/ 178)

• ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل واختلف عنه:

فقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: عن الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم.

قاله الدارقطني (10/ 179)

وقال أحمد بن أبان القرشي: عن الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه البزار.

• ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن سهيل عن أبيه عن عبد الرحمن بن عياش.

قاله البزار.

قال الدارقطني: والمحفوظ: عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم، وأما قول من قال: عن أبي هريرة، فيشبه أن يكون سهيل حدّث به مرّة هكذا فحفظه عنه من حفظه كذلك، لأنهم حفاظ ثقات، ثم رجع سهيل إلى ارساله" العلل 10/ 179

وقال الحافظ: والذي يظهر لي أنه كان عند سهيل على الوجهين، فإنّ له أصلا من رواية أبي صالح عن أبي هريرة عند مسلم" نتائج الأفكار 2/ 341

- ورواه القعقاع بن حكيم المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة. قال "أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك"

أخرجه مسلم (4/ 2081)

عن هارون بن معروف المروزي

و (4/ 2081) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 337 - 338)

عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري

ص: 4460

والنسائي (587)

عن وهب بن بيان الواسطي

وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 399 - 401)

عن بحر بن نصر بن سابق الخولاني

وابن حبان (1020) والحافظ (2/ 337 - 338)

عن حرملة بن يحيى المصري

كلهم عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث بن يعقوب عن أبيه الحارث بن يعقوب ويزيد بن أبي حبيب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله الأشج عن القعقاع به.

• ورواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

فقال عيسى بن حماد المصري: عن الليث عن يزيد عن جعفر بن ربيعة عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج أنه ذَكَرَ له أنّ أبا صالح أخبره أنه سمع أبا هريرة. ولم يذكر القعقاع.

أخرجه مسلم (4/ 2081) والنسائي (585) والبيهقي في "الأسماء"(ص 240)

وتابعه يحيى بن عبد الله بن بكير ثني الليث به.

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 240)

وقال ابن وهب: عن الليث عن يزيد عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي صالح عن أبي هريرة.

ولم يذكر جعفر بن ربيعة ولا القعقاع بن حكيم.

أخرجه النسائي (586)

وتابعه عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(349 ب)

- ورواه عبد العزيز بن رفيع المكي عن أبي صالح واختلف عنه:

• فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 417 - 418)

وتابعه اسرائيل بن يونس عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح مرسلا.

ص: 4461

أخرجه النسائي (597)

• وقال صالح بن موسى الطلحي: عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة.

قاله الدارقطني (10/ 180)

وقال: والصحيح عن عبد العزيز عن أبي صالح مرسلا"

قلت: والطلحي قال ابن معين: ليس بثقة.

- ورواه أبو حنيفة عن الهيثم بن حبيب الصيرفي عن أبي صالح عن أبي هريرة.

أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 342)

طريق أخرى:

أخرج ابن أبي شيبة (8/ 41 و 10/ 418) والطبراني في "الدعاء"(351)

عن حجاج بن أرطاة

وأبو داود (3899) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(313) والنسائي (599) والطبراني في "الدعاء"(350) والمزي (13/ 350)

عن محمد بن الوليد الزبيدي

والنسائي (598) والطبراني في "الدعاء"(352) والبيهقي في "الأسماء"(ص 240 - 241)

عن محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري

ثلاثتهم عن الزهري عن طارق بن مُخاشن عن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلديغ لدغته عقرب فقال "لو قال: أعوذ بكلمات الله التامة من شرّ ما خلق لم يلدغ أو لم يضره".

- ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري واختلف عنه:

• فقال عبد الله بن المبارك: عن يونس بن يزيد عن الزهري عن طارق بن مخاشن عن أبي هريرة.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 412) وعثمان الدارمي (312)

• وقال ابن وهب: عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: بلغنا أنّ أبا هريرة.

أخرجه النسائي (600)

ص: 4462

3178 -

عن أبي هريرة أنّه صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله عن الحج أفي كل عام؟ "لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لضللتم"

قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة، وله من طريق أبي عياض عن أبي هريرة "ولو تركتموه لكفرتم" وبسند حسن عن أبي أمامة مثله، وأصله في مسلم عن أبي هريرة بدون الزيادة" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا، ولو قلت نعم لوجبت"

3179 -

حديث ابن عباس "لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم، فاتركوني ما تركتكم" الحديث، وفيه: فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ} [المَائدة: 101] الآية.

قال الحافظ: أخرجه الطبري في "التفسير"(2).

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا، ولو قلت نعم لوجبت"

3180 -

"لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه، ولن يغلب عسر يسرين" ثم قال "إنّ مع العسر يسرا، إنّ مع العسر يسرا"

قال الحافظ: وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وإسناده ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق والطبري من طريق الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعود بإسناد جيد، ومن طريق قتادة قال: ذكر لنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه بهذه الآية فقال "لن يغلب عسر يسرين إن شاء الله"(3)

روي من حديث ابن مسعود ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث قتادة مرسلا.

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ميمون أبو حمزة واختلف عنه:

- فقال أبو مالك النخعي الواسطي: عن أبي حمزة عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا "لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} [الشّرح: 6] "

(1) 17/ 27 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

(2)

17/ 20 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

(3)

10/ 341 (كتاب التفسير- سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشّرح: 1])

ص: 4463

أخرجه الطبراني في "الكبير"(9977)

وأبو مالك النخعي قال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

- وقال جعفر بن سليمان البصري: عن أبي حمزة قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر، موقوف.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 380 - 381)

وإسناده ضعيف لضعف ميمون أبي حمزة، وإبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.

الثاني: يرويه شعبة واختلف عنه:

- فقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن معاوية بن قرة أبي إياس عن رجل عن ابن مسعود قال: لو دخل العسر في جحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه، لأنّ الله يقول {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} " موقوف.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 236)

وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري أنا شعبة عن معاوية بن قرة عمن حدثه عن ابن مسعود.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(30) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1134) والبيهقي في "الشعب"(9539)

- وقال وكيع: عن شعبة عن رجل عن ابن مسعود بنحوه.

أخرجه الطبري (30/ 236)

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

وأما حديث الحسن فله عنه طرق:

الأول: يرويه مَعْمَر بن راشد عن أيوب عن الحسن قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول "لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين، إنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا"

أخرجه عبد الرزاق (2/ 380) عن معمر به.

ومن طريقه أخرجه الحاكم (2/ 528) والبيهقي في "الشعب"(9541) والواحدي في "الوسيط"(4/ 517 - 518)

ص: 4464

وأخرجه الطبري (30/ 236) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا ابن ثور من معمر به.

ورواته ثقات.

الثاني: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)} [الشرح: 5] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبشروا أتاكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين"

أخرجه الطبري (30/ 235 - 236)

عن المعتمر بن سليمان

و (30/ 236)

عن إسماعيل بن عُلية

كلاهما عن يونس به.

ورواته ثقات.

الثالث: يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن الحسن مرفوعا بنحوه.

أخرجه الطبري (30/ 236)

وأما حديث قتادة فأخرجه الطبري (30/ 236) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه بهذه الآية فقال "لن يغلب عسر يسرين"

رواته ثقات.

3181 -

"لو كان بعدي نبي لكان عمر"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وحسنه وابن حبان والحاكم من حديث عقبة بن عامر، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد" (1)

حسن

ورد من حديث عقبة بن عامر ومن حديث عصمة بن مالك الخطمي ومن حديث أبي سعيد الخدري.

(1) 8/ 51 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمر)

ص: 4465

فأما حديث عقبة فأخرجه أحمد (4/ 154) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 193) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 462 و 2/ 500) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حَيوة بن شريح ثنا بكر بن عمرو المَعَافري أنّ مِشْرَح بن هاعان المعافري أخبره أنّه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي في "المدخل"(65)

وأخرجه الترمذي (3686) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 161)

عن سلمة بن شبيب النيسابوري

وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(85)

عن الحارث بن أبي أسامة

والآجري في "الشريعة"(1372)

عن الحسن بن الصّبّاح بن محمد البزار

والطبراني في "الكبير"(17/ 298) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(35)

عن هارون بن ملول المصري

والحاكم (3/ 85)

عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مَسَرَّة المكي

والآجري في "الشريعة"(1203 و 1371) والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة"(519)

عن محمد بن عبد الله بن نُمير

والدينوري في "المجالسة"(21) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(199) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1168) والضياء المقدسي (35)

عن بشر بن موسى الأسدي

والبيهقي في "المدخل"(65) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(341)

عن محمد بن إسحاق الصاغاني

والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 282)

ص: 4466

عن عبد الصمد بن الفضل

والآجري (1373)

عن محمد بن يحيى بن فياض الزماني

والخطب في "الموضح"(2/ 414)

عن إبراهيم بن منقذ الخولاني

والروياني (213)

عن أبي عبد الله العسقلاني

و (223)

عن محمد بن مهدي

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1765) واللالكائي (2491) وأبو القاسم الأصبهاني (341)

عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ

وأبو القاسم الأصبهاني (341)

عن محمد بن الجنيد

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1765)

عن هارون بن عبد الله الحمّال

قالوا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به.

ورواه محمد بن عبيد الكوفي عن أبي عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة بن شريح عن مشرح بن هاعان عن رجل عن عقبة مرفوعا بلفظ "لو لم أبعث فيكم لبعث عمر بن الخطاب"

أخرجه القطيعي في "الزيادات"(676)

والأول أصح.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان"

ص: 4467

قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان والعجلي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف.

وذكره في "المجروحين" وقال: يروي عن عقبة أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات.

وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال عثمان الدارمي: ليس بذاك وهو صدوق.

وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان": صدوق.

فهو حسن الحديث.

وبكر بن عمرو احتج به الشيخان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والمقرئ وحيوة ثقتان، فالإسناد حسن.

ولم ينفرد المقرئ به بل تابعه وهب الله بن راشد الحجري ثنا حيوة به.

أخرجه القطيعي في "الزيادات"(694)

ورواه عبد الله بن واقد الحراني عن حيوة بلفظ "لو لم أبعث فيكم لبعث عمر"

أخرجه ابن عدي (4/ 1511) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 320)

وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد وابن معين: عبد الله بن واقد ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث"

- ورواه ابن لَهيعة واختلف عنه:

• فقال يحيى بن كثير الناجي: ثنا ابن لهيعة عن مشرح عن عقبة به مرفوعا.

أخرجه الطبراني (1) في "الكبير"(17/ 310) والقطيعي في "الزيادات"(498) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا يحيى بن كثير به.

• وقال عبد الغفار بن داود الحرّاني: عن ابن لهيعة عن بكر بن عمرو عن مشرح عن عقبة.

أخرجه ابن عبد الحكم (ص 193)

• وقال رشدين بن سعد: عن ابن لهيعة عن مشرح عن عقبة مرفوعا بلفظ "لو لم أبعث فيكم نبيا لبعث عمر بن الخطاب نبيا"

(1) وقع عنده: عن أبي عشانة عن عقبة.

ص: 4468

أخرجه ابن عدي (3/ 1014)

وقال: وهذا الحديث قلب رشدين متنه وإنما متن هذا: لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب"

قلت: وابن لهيعة قال الدارقطني وجماعة: لا يحتج به.

وأما حديث عصمة بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 180) عن أحمد بن رشدين المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصَدَفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن وهب عن عصمة مرفوعا به.

قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف" المجمع

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "الأوسط"

قال الهيثمي: وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف" المجمع 9/ 68

قلت: ذكره ابن عدي فقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الخليلي: هو وضاع على الأئمة.

3182 -

"لو كان جريج عالما لعلم أنّ إجابته أمه أولى من عبادة ربه"

قال الحافظ: وقد روى الحسن بن سفيان وغيره من طريق الليث عن يزيد بن حوشب عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، ويزيد هذا مجهول، وحوشب بمهملة ثم معجمة وزن جعفر، ووهم الدمياطي فزعم أنه ذو ظليم، والصواب أنه غيره لأنّ ذا ظليم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا وقع التصريح بسماعه" (1)

ضعيف

قال الحافظ في "الإصابة"(2/ 302) روى الحسن بن سفيان في "مسنده" والترمذي في "النوادر" من طريق الليث عن يزيد بن حوشب عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر الحديث.

قال ابن مندة: غريب تفرد به الحكم بن الريان عن الليث" انتهى

ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2283) وقال: حوشب أبو يزيد الفهري مجهول"

(1) 3/ 321 (كتاب الصلاة- أبواب العمل في الصلاة- باب إذا دعت الأم ولدها في الصلاة)

و7/ 289 و 291 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريَم: 16])

ص: 4469

قلت: ويزيد بن حوشب لم أقف له على ترجمة، وقد ذكرته في كتابي "تجريد أسماء الرواة"، وأبوه قال ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 72): مجهول.

ورواه الحكم بن أبان اليشكري عن الليث فقال: حدثني يزيد بن يوسف الفهري عن أبيه.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6672)

3183 -

عن محمد بن سيرين أنّ أبا بكر ليلة انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار كان يمشي بين يديه ساعة ومن خلفه ساعة، فسأله فقال: أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي أمامك، قال "لو كان شيء أحببت أن تقتل دوني" قال: أي والذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله حتى استبرأ لك الغار، فاستبرأه"

قال الحافظ: وفي "دلائل النبوة" للبيهقى من مرسل محمد بن سيرين: فذكره.

وذكر أبو القاسم البغوي من مرسل ابن أبي مليكة نحوه، وذكر ابن هشام من زياداته عن الحسن البصري بلاغا نحوه" (1)

أخرجه البيهقى في "الدلائل"(2/ 476) عن الحاكم (3/ 6) قال: ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق أنا موسى بن الحسن بن عباد ثنا عفان بن مسلم ثنا السري بن يحيى ثنا محمد بن سيرين قال: ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر، فلما بلغ ذلك عمر، قال: والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة انطلق إلى الغار ومعه أبو بكر، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "يا أبا بكر مالك تمشي في ساعة بين يدي وساعة خلفي؟ " فقال: يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك، فقال "يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون لك دوني؟ " قال: نعم، والذي بعثك بالحق ما كانت لتكن من ملمة إلا أحببت أن تكون لي دونك، فلما انتهينا من الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ لك الغار، فدخل فاستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الجحرة، فقال: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة، فدخل فاستبرأ، ثم قال: أنزل يا رسول الله، فنزل، فقال عمر: والذي نفسى بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لولا إرسال فيه"

ثم قال البيهقي: أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ثنا

(1) 8/ 238 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4470

أحمد بن سلمان النجاد الفقيه قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال: أنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي عن عمر بن الخطاب في قصة ذكرها قال: فذكر نحوه.

وإسناده ضعيف لضعف فرات بن السائب.

3184 -

أنّ زينب بنت جحش قالت: يا رسول الله اسمي برّة فلو غيّرته فإنّ البرّة صغيرة، فقال "لو كان مسلما لسميته باسم من أسمائها، ولكن هو جحش، فالجحش أكبر من البرة"

قال الحافظ: وقد أخرج الدارقطني في "المؤتلف" بسند فيه ضعف: فذكره" (1)

3185 -

عن الحسن بن محمد بن علي قال: سرقت امرأة، فذكر الحديث وفيه: فجاء عمر بن أبي سلمة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أي أبه، إنها عمتي، فقال "لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها"

قال عمرو بن دينار الراوي عن الحسن: فلم أشك أنها بنت الأسود بن عبد الأسد.

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق" (2)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (18831) عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أني حسن بن محمد بن علي قال: سرقت امرأة- قال عمرو: حسبت أنه قال: من بنات الكعبة- فأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء عمر بن أبي سلمة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنها عمتي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها"

قال عمرو: فلم أشك حين قال حسن: قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: إنها عمتي، أنها بنت الأسود بن عبد الأسد ابنة أخي سفيان بن عبد الأسد.

ورواته ثقات.

3186 -

"لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة"

قال الحافظ: في حديث ابن عباس عند الدارمي بلفظ: فذكره" (3)

صحيح

(1) 13/ 197 (كتاب الأدب- باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه)

(2)

15/ 101 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلي السلطان)

(3)

7/ 414 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

ص: 4471

أخرجه ابن سعد (1/ 252) وأحمد بن حنبل (1/ 249 و 267 و 363) وأحمد بن منيع في "مسنده"(مصباح الزجاجة 2/ 16) والدارمي (39 و 1571) وابن ماجه (1415) والطحاوي في "المشكل"(4177) والطبراني في "الكبير"(12841) واللالكائي في "السنة"(1471) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 558) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(123) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(740) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 469) وابن النجار في "تاريخ المدينة"(ص 155 - 156) من طرق عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حنَّ الجذع فاحتضنه فسكن، وقال "لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة"

قال اللالكائي: إسناده صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن كثير: وهذا الإسناد على شرط مسلم" البداية 6/ 129

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 16

قلت: وهو كما قالوا.

- ورواه الحسن بن موسى الأشيب عن حماد بن سلمة واختلف عنه:

• فقال عبد بن حميد (1336): أنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة أنا عمار بن أبي عمار عن ابن عباس.

• وقال ابن أبي شيبة (11/ 484 - 485): ثنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

3187 -

عن جرير أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كَالَهُ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لو لم تَكِلْهُ لأكلتم منه ولقام لكم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2281) من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جرير" (1)

3188 -

عن الأوزاعي قال: بلغنا أنّه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخذ شيئا فجعل ينشف به دمه وقال "لو وقع منه شيء على الأرض لنزل عليكم العذاب من السماء" ثم قال "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"

(1) 14/ 59 - 60 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)

ص: 4472

قال الحافظ: ولابن عائذ من طريق الأوزاعي: فذكره" (1)

3189 -

قوله صلى الله عليه وسلم في قصة المتلاعنين لما وضعت التي لوعنت ولدا يشبه الذي رُمِيَتْ به "لولا الإيمان لكان لي ولها شأن"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 10/ 65 - 66) من حديث ابن عباس بلفظ "لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن"

3190 -

"لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه"

قال الحافظ: وللترمذي وصححه من حديث أبي هريرة: فذكره" (3)

صحيح

وله عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري واختلف عنه:

- فقال عبيد الله بن عمر العُمَري: عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء، ولأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل (4)، فإنّ الله عز وجل كل ليلة إذا ذهب ثلث الليل أو نصف الليل نزل إلى السماء الدنيا فينادي: هل من داع فيستجاب له، أو مستغفر فيغفر له، أو سائل يعطى حتى يطلع الفجر".

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 168 - 169 و 331) وأحمد (2/ 433) وابن ماجه (287 و 691) والدارقطني في "النزول (41) واللفظ له

عن عبد الله بن نُمير

والترمذي (167)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

والدارقطني (39)

(1) 8/ 375 (كتاب المغازي- باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد)

(2)

16/ 298 (كتاب الأحكام- باب من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه)

(3)

2/ 188 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب فضل العشاء)

(4)

زاد أحمد وغيره "أو نصف الليل" ولفظ الطوسي" إلى نصف الليل"

ص: 4473

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

و (40) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 44)

عن حماد بن سلمة

والنسائي في "الكبري"(3037)

عن خالد بن الحارث البصري

والدارقطني في "العلل"(10/ 354)

عن أبان بن يزيد العطار

وابن حبان (1540)

عن داود بن عبد الرحمن العطار

والدارقطني (42) والخطيب في "التاريخ"(9/ 346)

عن المعتمر بن سليمان التيمي

و (43)

عن روح بن القاسم البصري

وابن أبي شيبة (1/ 168 - 169 و 331) وابن ماجه (287 و 691)

عن أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي

والبيهقي (1/ 36)

عن حماد بن مَسْعَدة البصري

وأحمد (2/ 250) والنسائي فى "الكبرى"(3035) وابن حبان (1531 و 1538 و 1539) والدارقطنى (38) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(438)

عن يحيى القطان (1)

والنسائي في "الكبرى"(3036) وأبو على الطوسي في "مختصر الأحكام"(151) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1525)

(1) رواه أحمد في موضع آخر (2/ 433) عن يحيى القطان فلم يذكر عبيد الله بن عمر.

وهكذا رواه مسدد عن يحيى القطان فلم يذكر عبيد الله بن عمر.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(975)

ص: 4474

عن هشام بن حسان

والنسائي في "اليوم والليلة"(483) وفي "الكبرى"(3034)

عن عبد الله بن المبارك

والنسائي في "الكبرى"(3033)

عن حماد بن زيد

كلهم عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

وخالفهم بقية بن الوليد فرواه عن عبيد الله بن عمر عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(484) وفي "الكبرى"(3038) والدارقطني (44)

والأول أصح لأنّ بقية عن عبيد الله بن عمر ضعيف جدا. قاله ابن المديني.

ولما أخرجه الترمذي من طريق عبدة بن سليمان: قال: حديث حسن صحيح"

وقال ابن عساكر: حديث صحيح"

وهو كما قالا.

ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه:

1 -

عبد الرحمن بن عبد الله السراج.

أخرجه الحاكم (1/ 146) وعنه البيهقي (1/ 36) من طريق أبي النعمان عارم بن الفضل البصري وعبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي قالا: ثنا حماد بن زيد ثنا عبد الرحمن السراج عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء، ولأخرت العشاء إلى نصف الليل"

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3032) من طريق أبي النعمان عن حماد مختصرا في ذكر السواك.

قال الحاكم: صحيح على شرطهما وليس له علة"

قلت: السراج لم يخرج له البخاري شيئا، ولم يخرج له مسلم عن المقبري شيئا.

2 -

عبد الله بن عمر العُمري.

أخرجه عبد الرزاق (2106) عنه عن المقبري عن أبي هريرة.

ص: 4475

والعمري مختلف فيه لكن لا بأس به في المتابعات.

- ورواه أبو معشر نجيح السندي عن المقبري واختلف عنه:

• فرواه الطيالسي (ص 306) عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة.

• ورواه الليث بن سعد عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3039)

وأبو معشر ضعيف.

- وقال محمد بن إسحاق المدني: ثني سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء الآخرة إلى ثلث الليل، فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله إلى السماء الدنيا فلم يزل هنالك حتى يطلع الفجر، يقول قائل: ألا سائل يُعطى، ألا داع يُجاب، ألا سقيم يستشفي فيشفى، ألا مذنب يستغفر فيغفر له"

أخرجه أحمد (1/ 120 و 2/ 509) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 462) وعبد الله الدارمي (1492) واللفظ له وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(131 و 132) والنسائي في "اليوم والليلة"(485) وفي "الكبرى"(3040) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 43) والدارقطني (45 و 46 و 47 و 48) وابن منده في "التوحيد"(877) والبيهقي (1/ 36) من طرق (1) عن ابن إسحاق به.

ووقع عند أحمد وعثمان الدارمي والبخاري: قال ابن إسحاق: وحدثني عمي عبد الرحمن بن يسار عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن علي مرفوعا نحوه (2).

ولم يذكر البخاري: عن أبيه.

(1) رواه إبراهيم بن سعد المدني ومحمد بن سلمة الحراني وأحمد بن خالد الوهبي وابن أبي عدي البصري عن ابن إسحاق.

ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق فلم يذكر عطاء مولى أم صبية.

أخرجه أبو يعلى (6576)

(2)

ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1260) والدارقطني في "النزول"(1 و 2) وابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 170) وغيرهم.

وسيأتي الكلام عليه في المجموعة الثانية: كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب الدعاء والصلاة من آخر الليل.

ص: 4476

وعطاء مولى أم صبية (1) ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه المقبري.

- وقال محمد بن عبد الرحمن بن مهران المدني: أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3030 و 3031)

قال أبو حاتم: هذا خطأ، رواه الثقات عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم"

العلل 1/ 21

والأول أصح لأنّ عبيد الله بن عمر أثبت من ابن إسحاق ومن محمد بن عبد الرحمن بن مهران، وقد توبع كما تقدم.

الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، أو مع كل وضوء سواك، ولأخرت عشاء الآخرة إلى ثلث الليل"

أخرجه أحمد (2/ 258 - 259) ثنا أبو عبيدة الحداد- كوفي ثقة- عن محمد بن عمرو به.

وإسناده حسن.

الثالث: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وتأخير العشاء"

أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 13) وعبد الرزاق (2107) وأحمد (2/ 245) عن سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به.

ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي (1/ 35)

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1036)

وأخرجه ابن ماجه (690) عن هشام بن عمار الدمشقي ثنا ابن عيينة به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

(1) سماه ابن أبي عدي في روايته عن ابن إسحاق: عطاء مولى أم صفية.

قال الدارقطني: وصحف في ذلك، والصواب مولى أم صبية" النزول ص 128 - العلل 10/ 354

ص: 4477

وهو في الصحيحين وغيرهما من طرق عن ابن عيينة لكن ليس فيه ذكر العشاء،

الرابع: يرويه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن صفوان بن سليم عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لولا أن أشقّ على أمتي لجعلت وقت العشاء إلى نصف الليل"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6707)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم إلا إسحاق بن عبد الله"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

3191 -

عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي قد مُثِّلَ به، فقال:"لولا أن تحزن صفية -يعني بنت عبد المطلب- وتكون سنة بعدي لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير"

قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: فذكره،

زاد ابن هشام، قال:"وقال: لن أصاب بمثلك أبدا، ونزل جبريل فقال: إنّ حمزة مكتوب في السماء أسد الله وأسد رسوله"(1)

مرسل

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 285 - 286) من طريق ابن إسحاق ثني محمد بن جعفر بن الزبير وحدثنيه بُريدة بن سفيان عن محمد بن كعب قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بحمزة من المثل جُدع أنفه ولُعب به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا أن تجزع صفية وتكون سنة من بعدي ما غيب حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير"

وفي سيرة ابن هشام (3/ 95 - 96) قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني يلتمس حمزة بن عبد المطلب فوجده ببطن الوادي قد بُقِرَ بطنه عن كبده ومُثل به فجدع أنفه وأذناه.

فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى ما رأى "لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله علي قريش في موطن من المواطن لأمثلنّ بثلاثين رجلا منهم" فلما رأى

(1) 8/ 374 (كتاب المغازي- باب قتل حمزة بن عبد المطلب)

ص: 4478

المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب.

قال ابن هشام: ولما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة قال "لن أصاب بمثلك أبدا، ما وقفت موقفا قط أغيظ إليّ من هذا" ثم قال "جاءني جبريل فأخبرني أنّ حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله"

3192 -

"لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودمائهم، ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر"

قال الحافظ: أخرجه البيهقي من طريق عبد الله بن إدريس عن ابن جريج وعثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة قال: كنت قاضيا لابن الزبير على الطائف، فذكر قصة المرأتين، فكتبت إلى ابن عباس، فكتب إليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وهذه الزيادة: ليست في الصحيحين وإسنادها حسن" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "البينة على المدعي"

3193 -

"لو يعلمون ما في الصبح والعَتَمة لأتوهما ولو حَبْوًا"

قال الحافظ: رواه مالك في "الموطأ"(1/ 68 و 131")(2)

قلت: ومن طريقه أخرجه البخاري (فتح 2/ 236 - 237)

3194 -

"ليأتينّ على أهل المدينة زمان ينطلق الناس منها إلى الأرياف يلتمسون الرخاء فيجدون رخاء ثم يأتون فيتحملون بأهليهم إلى الرخاه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون"

قال الحافظ: روى أحمد من حديث جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره،

وفي إسناده ابن لَهيعة ولا بأس به في المتابعات" (3)

أخرجه أحمد (3/ 341 - 342) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير أني جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

(1) 6/ 211 (كتاب الشهادات- باب اليمين على المدعى عليه)

(2)

1/ 360 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم)

(3)

4/ 464 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب من رغب عن المدينة)

ص: 4479

3195 -

عن جهجاه الغفاري أنّه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام، فحضروا مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- المغرب، فلما سلم قال "ليأخذ كل رجل بيد جليسه" فلم يبق غيري فكنت رجلا عظيما طويلا لا يقدم عليّ أحد، فذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فحلب لي عنزا فأتيت عليه، ثم حلب لي آخر حتى حلب لي سبعة أعنز فأتيت عليها، ثم أتيت بصنيع برمة فأتيت عليها، فقالت أم أيمن: أجاع الله من أجاع رسول الله، فقال "مه يا أم أيمن أكل رزقه ورزقنا على الله" فلما كانت الليلة الثانية وصلينا المغرب صنع ما صنع في التي قبلها فحلب لي عنزا ورويت وشبعت فقالت أم أيمن: أليس هذا ضيفنا؟ قال "إنّه أكل في مِعيّ واحد الليلة وهو مؤمن وأكل قبل ذلك في سبعة أمعاء، الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في مِعيَ واحد"

قال الحافظ: أخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزار والطبراني من طريق جهجاه الغفاري: فذكره، وفي إسناد الجميع موسى بن عبيدة وهو ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 321 - 322) وفي "مسنده"(المطالب 2462) والحربي في "إكرام الضيف"(73) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(998) والبزار (كشف 2891) وأبو يعلى (916) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(336 و 337) والطحاوي في "المشكل"(2021) والطبراني في "الكبير"(2152) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 54 - 55 و 21/ 264 - 265) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 366) من طريق موسى بن عبيدة ثني عبيد بن سلمان الأغر القرشي عن عطاء بن يسار عن جهجاه الغفاري أنّه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام وذكر الحديث.

قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذي وهو ضعيف" المجمع 5/ 32

وقال الحافظ: غريب تفرد به موسى بن عبيدة عن عبيد" الإصابة 2/ 112

وقال البوصيري: مداره على موسى بن عبيدة وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 209 - 210

3196 -

عن عبيد الحميري قال: أشرف عثمان فقال: يا طلحة أنشدك الله، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه" فأخذ بيدي فقال "هذا جليسي في الدنيا والآخرة" قال: نعم.

(1) 11/ 468 (كتاب الأطعمة- باب المؤمن يأكل في معى واحد)

ص: 4480

قال الحافظ: أخرجه ابن مندة" (1)

ضعيف جدا

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة عثمان بن عفان ص 347) من طريق أبي عبد الله بن مندة قال: أنبا ابن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا شبابة بن سَوّار ثنا خارجة بن مصعب عن عبد الله بن عبيد الحميري عن أبيه قال: كنت فيمن حصر عثمان بن عفان، فأشرف عليهم، فسلم عليهم فلم يردوا عليه. فقال: ها هنا طلحة بن عبيد الله؟ قالوا: نعم. قال: أنشدك الله، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم ونحن جلوس "ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه ووليه في الدنيا والآخرة"، فأخذتَ أنت بيد فلان، وأخذ فلان بيد فلان، حتى إذا أخذ كل رجل منهم بيد جليسه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال "هذا جليسي ووليي في الدنيا والآخرة"؟ قال طلحة: اللهم نعم. فقال الحميري: كيف نقاتل رجلا قد قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم- هذا فيه؟ وانصرف في سبعمائة من قومه.

وأخرجه ابن عساكر أيضا (ص 346) من طريق الهيثم بن كليب ثنا أبو الفضل عباس بن محمد ثنا شبابة بن سوار به.

إلا أنه سمى الحميري عبيد الله.

وإسناده ضعيف جدا، خارجة بن مصعب هو ابن خارجة الضبعي الخراساني قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

3197 -

"ليبلغ الشاهد الغائب"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 1/ 168) من حديث أبي بكرة.

3198 -

"ليتق أحدكم وجهه بالنار ولو بشق تمرة"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث ابن مسعود مرفوعا بإسناد صحيح: فذكره" (3)

حسن

أخرجه أحمد (1/ 388 و 446) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 214) من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به مرفوعا.

(1) 6/ 337 (كتاب الوصايا- باب إذا وقف أرضا أو بئرا)

(2)

17/ 161 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39])

(3)

4/ 26 (كتاب الزكاة- باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)

ص: 4481

قال المنذري: إسناده صحيح الترغيب 2/ 10

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 105

قلت: إبراهيم بن مسلم لم يخرج له البخاري ومسلم شيئا، وهو ضعيف كما قال ابن معين وجماعة.

وللحديث شواهد فيتقوى بها، منها:

1 -

حديث عدي بن حاتم مرفوعا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"

أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن عدي.

2 -

حديث فَضَالة بن عبيد مرفوعا "اجعلوا بينكم وبين النار حجابا ولو بشق تمرة"

وقد تقدم في حرف الهمزة.

3 -

حديث عائشة مرفوعا "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة"

وسيأتي في حرف الياء.

3199 -

حديث أبي سعيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا وقال: "ليخرج من كل رجلين رجل والأجر بينهما"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1896)، وفي رواية له: ثم قال للقاعد: وأيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج" (1)

3200 -

"ليدركنّ المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير- ثلاثا- ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها"

قال الحافظ: وقد روى ابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير أحد التابعين بإسناد حسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

مرسل

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 298 - 299 و 14/ 517) عن عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو السكسكي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال: لما اشتدّ حزن أصحاب

(1) 6/ 390 (كتاب الجهاد- باب فضل من جهز غازيا)

(2)

8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4482

رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أصيب منهم مع زيد يوم مؤتة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليدركنّ المسيح من هذه الأمة أقواما إنهم لمثلكم أو خير- ثلاث مرات- ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها"

ورواته ثقات.

طريق أخرى: قال نعيم بن حماد في "الفتن"(1597): ثنا أبو حيوة وأبو أيوب عن أرطاة عن عبد الرحمن بن جبير رفعه "ليدركنّ ابن مريم رجال من أمتي هم مثلكم، أو خيرهم مثلكم، أو خير"

أبو أيوب ما عرفته، وأبو حيوة اسمه شريح بن يزيد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأرطاة هو ابن المنذر وثقه أحمد وغيره.

3201 -

"لَيُذَادَنَّ رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم"

قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (249): فذكره" (1)

3202 -

"ليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم"

قال الحافظ: وفي حديث سهل: فذكره" (2)

أخرجه البخاري (فتح 14/ 271)

3203 -

"ليردنّ عليّ الحوض رجال ممن صحبني ورآنى"

قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث أبي بكرة رفعه: فذكره، وسنده حسن، وللطبراني من حديث أبي الدرداء نحوه وزاد: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن لا يجعلني منهم، قال "لست منهم" وسنده حسن" (3)

حديث أبي بكرة له عنه طريقان:

الأول: يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعَان واختلف عن حماد:

- فقال عفان بن مسلم البصري: ثنا حماد عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا به، وزاد "حتى إذا رُفعوا إليّ ورأيتهم اخْتُلِجوا دوني فلأقولنّ: رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

(1) 14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

(2)

14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

(3)

14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

ص: 4483

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 443 - 444) وأحمد (5/ 48) وابن أبي عاصم في "السنة"(784) والهروي في "ذم الكلام"(1369)

- وقال هَوذة بن خليفة البصري: ثنا حماد عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه.

أخرجه أحمد (5/ 50) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 292 - 293)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

الثاني: يرويه قتادة واختلف عنه:

- فقال سعيد بن بشير: عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "ليردنّ عليَّ الحوض ناس من أصحابي، حتى إذا رُفعوا إليّ اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

أخرجه ابن أبي عاصم (785)

عن محمد بن بكار بن بلال العامري

والطبراني في "مسند الشاميين"(2660)

عن أبي الجُماهر محمد بن عثمان التَّنُوخي

كلاهما عن سعيد بن بشير به.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا.

- وقال سعيد بن أبي عُروبة: عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "والذي نفس محمد بيده ليردنّ عليّ الحوض ممّن صحبني أقوام، حتى إذا رّفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني، فلأقولنّ: ربّ أصحابي أصحابي، فليقالنّ: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 40) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به.

ورواته ثقات.

وهذا أصح.

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 329) وابن أبى عاصم (754 و 786) عن هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثني يزيد بن أبي مريم أنّ

ص: 4484

أبا عبيد الله مسلم بن مِشْكَم حدثنا عن أبي الدرداء رفعه "أنا فرطكم على الحوض فألفين ما نوزعت أحدكم فأقول: هذا من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

فقلت: يا رسول الله، ادع الله عز وجل أن لا يجعلني منهم، قال "لست منهم"

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1405) عن محمد بن أبي زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار به.

وأخرجه الهروي (1367) من طريق جعفر بن محمد الفريابي ثنا هشام بن عمار به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 304) من طريق أبى مُسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي ثنا يحيى بن حمزة به.

وإسناده صحيح.

ولم ينفرد يحيى بن حمزة به بل تابعه محمد بن مهاجر الشامي قال: سمعت يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله عن أبي الدرداء به.

أخرجه البزار (كشف 2727) والطبراني في "الأوسط"(399) وفي "مسند الشاميين"(1405 و 1413)

عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي

وابن أبي عاصم (787) والهروي (1367)

عن عثمان بن سعيد الحمصي

قالا: ثنا محمد بن مهاجر به.

قال البزار: قد روي نحوه من وجوه، وليس فيه قول أبي الدرداء، ومحمد بن مهاجر ويزيد ثقتان، وأبو عبيد الله شامي مشهور"

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مسلم بن مشكم إلا يزيد بن أبي مريم"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 367

قلت: وإسناده صحيح.

وله طريق أخرى عند البيهقي في "الدلائل"(6/ 403)

وفيه راوٍ لم يسم.

ص: 4485

3204 -

حديث أنس "ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 14/ 270 - 271)

3205 -

"ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شِسْع نعله"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أنس" (2)

- يرويه جعفر بن سليمان الضَّبَعِي عن ثابت البناني واختلف عنه:

• فقال قَطَن بن نُسَير البصري أبو عباد الغُبَرِي الذارع: ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس مرفوعا به وزاد "إذا انقطع"

أخرجه أبو يعلى (3403) وفي "معجمه"(284) عن قطن بن نسير به.

وأخرجه ابن حبان (866 و 894 و 895) وابن السني في "اليوم والليلة"(354) عن أبي يعلى به.

وأخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3682) والطبراني في "الدعاء"(25) و"الأوسط"(5591) وابن عدي (6/ 2076) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان (2/ 289) وأبو طالب العشاري في "جزء فيه ثلاثة وثلاثون حديثا" (7) والبيهقي في "الشعب" (1079) والمزي (23/ 620) من طرق عن قطن بن نسير به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال ابن حبان: خبر غريب"

قلت: قطن بن نسير مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم، واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث، لكن تعقبه الذهبي في "الميزان" بأنه ظن وتوهم منه وإلا فقطن مكثر عن جعفر بن سليمان.

وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه، ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه.

(1) 14/ 174 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

(2)

2/ 444 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب التسبيح والدعاء في السجود)

ص: 4486

ولم ينفرد به بل تابعه سيار بن حاتم البصري ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مرفوعا به وزاد "وحتى يسأله الملح"

أخرجه البزار (كشف 3135) عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني ثنا سيار به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة" المجمع 10/ 150

قلت: هو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره.

• وقال صالح بن عبد الله الباهلي: أنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني مرسلا.

أخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3683)

وتابعه عبيد الله بن عمر القواريري ثنا جعفر بن سليمان به.

أخرجه ابن عدي (6/ 2076) عن عبد الله بن محمد البغوي ثنا القواريري به.

فقال رجل للقواريري: إنّ لي شيخا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن أنس.

فقال القواريري: باطل.

قال ابن عدي: وهذا كما قال"

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3/ 316) عن أبي سعد أحمد بن محمد الماليني أنا ابن عدي به.

قال الترمذي: وهذا أصح من حديث قطن عن جعفر بن سليمان"

وله شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "سلوا الله ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل فإنه إن لم ييسره لم يتيسر"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(1080) من طريق هلال بن العلاء ثنا أبو همام ثنا مُعارك عن أبي عباد عن جده أبي سعيد عن أبي هريرة به.

وقال: إسناده غير قوي"

قلت: معارك هو ابن عباد قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث جدا ولاسيما إذا حدّث عن عبد الله بن سعيد المقبرى فيقع ضعف على ضعف.

وأبو عباد هو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال أحمد والفلاس: منكر الحديث متروك الحديث، وقال ابن معين والنسائي: متروك الحديث.

طريق أخرى: يرويها يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب عن أبيه عن أبي هريرة

ص: 4487

مرفوعا "إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع، فإنها من المصائب، وسلوا الله عز وجل الشسع، فإنه إن لم ييسره لم يكن"

أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 3374) من طرق عن يحيى بن عبيد الله به.

قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله" مختصر الإتحاف 8/ 334

3206 -

"ليس البر أن تصوموا في السفر، عليكم برخصة الله التي رخصها لكم"

قال الحافظ: ساق الطبري من رواية كعب بن عاصم الأشعري قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في حرّ شديد، فإذا رجل من القوم قد دخل تحت ظل شجرة وهو مضطجع كضجعة الوجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما لصاحبكم؟ أي وجع به؟ " فقالوا: ليس به وجع، ولكنه صائم، وقد اشتدّ عليه الحرَّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ: فذكره" (1)

له عن كعب بن عاصم طريقان:

الأول: يرويه ضمضم بن زرعة الحمصي عن شريح بن عبيد عن كعب بن عاصم قال: قفلنا مرّة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في حرّ شديد، وذكر الحديث.

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند ابن عباس 1/ 158) عن محمد بن عوف الطائي قال: حدثني محمد بن إسماعيل ثني أبي ثني ضمضم بن زرعة به.

وإسناده ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا حملوه على أن يحدث عنه فحدث.

وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وسألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه، وقال الزركشي: ليس بصدوق (المعتبر ص 58) وقال الهيثمي: ضعيف (المجمع 1/ 45)

وشريح بن عبيد لم يسمع من كعب بن عاصم (تخريج أحاديث المختصر 1/ 107 - تهذيب الكمال 12/ 447)

الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم مرفوعا "ليس من البر الصيام في السفر"

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(310 و 312) والطيالسي (ص 191) وعبد الرزاق (4467 و 4469) والحميدي (864) وابن أبي شيبة (3/ 14) وأحمد (5/ 434) والدارمي (1717 و 1718) وابن ماجه (1664) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2505 و 2506)

(1) 5/ 87 (كتاب الصوم- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر)

ص: 4488

والفريابي في "الصيام"(70 و 71 و 72 و 73 و 74) والنسائي (4/ 146) وفي "الكبرى"(2563) والروياني (1531) والطبري (1/ 125 - 126) وابن خزيمة (2016) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 63) وابن الأعرابي (ق 236/ أ) والطبراني في "الكبير"(19/ 171 و 172 و 173 و 173 - 174 و 175) وفي "الأوسط"(3272) وفي "مسند الشاميين"(1813) والحاكم (1/ 433) والبيهقي (4/ 242) وفي "معرفة السنن"(6/ 292) والخطيب في "التاريخ"(12/ 399) وفي "تلخيص المتشابه"(2/ 860) وفي "الموضح"(2/ 61 و 328) وفي "الكفاية"(ص 280 - 281) والمزي (13/ 199) من طرق عن الزهري به (1).

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ أم الدرداء لم تذكر سماعا من كعب بن عاصم فلا أدري أسمعت منه أم لا.

3207 -

"ليس المسكين بالطواف"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 4/ 85) ومسلم (1039) من حديث أبي هريرة.

3208 -

عن قتادة قال: أخذ عليهنّ أن لا ينحن ولا يحدثن الرجال، فقال عبد الرحمن بن عوف: إنّ لنا أضيافا وإنا نغيب عن نساءنا، فقال "ليس أولئك عنيت"

قال الحافظ: أخرجه الطبري" (3)

مرسل

وله عن قتادة طريقان:

الأول: يرويه مَعْمَر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قال: هو النوح أخذ عليهنّ ألا ينحن ولا يخلين بحديث الرجال إلا مع ذي محرم معهن، فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، إنا نغيب ويكون لنا أضياف، قال "ليس أولئك عنيت"

(1) رواه بحر بن كنيز السقاء عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7622)

وبحر قال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف.

(2)

5/ 88 (كتاب الصوم- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر)

(3)

10/ 264 (كتاب التفسير- سورة الممتحنة- باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [المُمتَحنَة: 12])

ص: 4489

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 289) عن معمر به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 79) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به.

ورواته ثقات.

الثاني: يرويه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في هذه الآية قال: ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ عليهن يومئذ النياحة، ولا تحدثن الرجال إلا رجلا منكن مَحرما، فقال عبد الرحمن بن عوف: يا نبي الله، إنّ لنا أضيافا، وإنا نغيب عن نساءنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس أولئك عنيت".

أخرجه الطبري (28/ 78 - 79) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد به.

ورواته ثقات.

3209 -

حديث فَروة بن مُسَيْك قال: أنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ أرض أو امرأة؟ قال "ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن ستة وتشاءم أربعة"

قال الحافظ: ووقع عند الترمذي وحسنه من حديث فروة بن مسيك قال: فذكره، الحديث قال: وفي الباب عن ابن عباس. قلت: وحديث ابن عباس وفروة صححهما الحاكم، وأخرج ابن أبي حاتم في حديث فروة زيادة أنه قال: يا رسول الله، إنّ سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية وإني أخشى أن يرتدوا فأقاتلهم، قال "ما أمرت فيهم بشيء" فنزلت {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ} [سبأ: 15] الآيات، فقال له رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ فذكره. وأخرج ابن عبد البر في "الأنساب" له شاهدا من حديث تميم الداري" (1)

حسن

وله عن فروة بن مسيك طرق:

الأول: يرويه الحسن بن الحكم النخعي واختلف عنه:

- فقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: أنا الحسن بن الحكم النخعي أنا أبو سَبْرَة النخعي عن فَرْوة بن مُسَيك الغُطَيفي المرادي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فقال "بلى" ثم بدا لي، فقلت:

(1) 10/ 154 (كتاب التفسير- سورة سبأ)

ص: 4490

يا رسول الله، لا بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن لي في قتال سبأ، فسلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما فعل الغطيفي؟ " فأرسل إلى منزلي فوجدني قد سرت، فردني، فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته قاعدا وحوله أصحابه، فقال "ادع القوم، فمن أجابك منهم فاقبل، ومن أبى فلا تعجل عليه حتى تحدث إلي" فقال رجل من القوم: يا رسول الله، وما سبأ؟ أرض هى أو امرأة؟ قال "ليست بأرض ولا بامرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فأما ستة فتيامنوا، وأما أربعة فتشاءموا، فأما الذين تشاءموا: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان، وأما الذين تيامنوا: فالأزد، وكندة، وحمير، والأشعريون، وأنمار، ومذحج" فقال رجل: يا رسول الله، وما أنمار؟ قال "هم الذين منهم خثعم وبجيلة"

أخرجه ابن سعد (1/ 45) وابن أبي شيبة (1) في "مسنده"(713) عن أبي أسامة به.

وأخرجه أبو داود (3988) والترمذي (3222) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 328) وأبو يعلى (6852) والطبرى في "تفسيره"(22/ 76 - 77) والطحاوي في "المشكل"(3379) والطبراني في "الكبير"(18/ 324 - 325) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 361) والمزي (23/ 175 - 177) من طرق عن أبي أسامة به.

واللفظ لابن أبي شيبة وغيره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

قلت: أبو سبرة النخعي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

أي حيث يتابع، وقد توبع كما سيأتي.

- وقال سفيان الثوري: عن الحسن بن الحكم عن عبد الله بن عباس عن فروة بن مسيكة.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(2283)

وقوله: عن عبد الله بن عباس، أظنه تصحيف، وإنما هو عبد الله بن عابس، والله أعلم.

(1) رواه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 550 - 551) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1699) عن ابن أبي شيبة به.

ورواه الطبراني في "الكبير"(18/ 324 - 325) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

ص: 4491

قال المزي: أبو سبرة النخعي، كوفي يقال: اسمه عبد الله بن عابس" التهذيب 33/ 340

الثاني: يرويه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المازني ثني عم أبي ثابت بن سعيد بن أبيض عن أبيه أنّ فروة بن مسيك حدّثه أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ فقال: يا رسول الله، سبأ رجل أو جبل أم واد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل رجل ولد عشرة فتشاءم أربعة وتيامن ستة" الحديث.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 126 - 127) والحاكم (2/ 424)

عن الحميدي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1700 و 2469) والطبراني في "الكبير"(18/ 326)

عن محمد بن أبي عمر العدني

قالا: ثنا فرج بن سعيد به.

وثابت بن سعيد بن أبيض وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات".

وقال الذهبي في "الميزان": ثابت لا يعرف، وقال في "المغني": لا يكاد يعرف، وقال في "الديوان" و"المجرد": مجهول.

وقال عن الأب: فيه جهالة.

الثالث: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن البراء بن عبد الرحمن عن فروة بن مسيك أنّه أتى النبي -صلي الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنّ لنا جيرة من سبأ أهل عز وملك وجبروت فائذن لي أن أدعوهم إلى الإسلام، فإن أبوا فائذن لي أن أقاتلهم بقومي ومن أطاعني، فأذن له، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا له فقال "إنك ذكرت من أمر سبأ ما ذكرت فادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم واكفف عنهم، وإن أبوا فلا تعرض لهم حتى يأتيك أمري" فقال: يا رسول الله، أرأيت سبأ أرض أو امرأة؟ فقال" ليس بأرض ولا امرأة ولكن رجل ولد عشرة قبائل تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 324) عن جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا عباد بن كثير الرملي عن ثور بن يزيد به.

وأخرجه في "مسند الشاميين"(448) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحرّاني وجعفر بن محمد الفريابي قالا: ثنا أبو جعفر النفيلي به.

ص: 4492

وعباد بن كثير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والبراء بن عبد الرحمن لم أقف له على ترجمة، وأحمد بن عبد الرحمن فيه ضعف وقد توبع، والباقون ثقات.

الرابع: يرويه توبة بن نمر الحضرمي المصري عن عبد العزيز بن يحيى أنّه أخبره قال: كنا عند عبيدة بن عبد الرحمن بأفريقية فقال يوما: ما أظن قوما بأرض إلا وهم من أهلها، فقال علي بن أبي رباح: كلا قد حدثني فلان أنّ فروة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية وإني أخشى أن يرتدوا عن الإسلام أفأقاتلهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"ما أمرت فيهم بشيء بعد" فأنزلت هذه الآية {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} [سبأ: 15] الآيات. فقال له رجل: يا رسول الله، ما سبأ؟ وذكر الحديث.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 531) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا ابن وهب (1) ثني ابن لهيعة عن توبة بن نمر به.

قال ابن كثير: فيه غرابة من حيث ذكر نزول الآية بالمدينة والسورة مكية كلها"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وللذي لم يسم.

الخامس: يرويه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن يحيى بن هانئ بن عروة عن فروة بن مسيك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقاتل بمن أقبل من قومي من أدبر منهم؟ قال "نعم" فلما أدبر دعاه فقال "ادعهم إلى الإسلام فإن أبوا فقاتلهم" فقلت: يا رسول الله، فأخبرني عن سبأ أرجل هو أم امرأة هي؟ قال "هو رجل من العرب ولد عشرة تيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة"

أخرجه عبد بن حميد كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 530 - 531) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(2282) والطبري (22/ 76) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 336 - 337) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 111 - 112) والطبراني في "الكبير"(18/ 323 - 324) واللفظ له وأبو نعيم في "الصحابة"(5656) والواحدي في "الوسيط"(3/ 490) من طرق عن أبي جناب به.

وأبو جناب ضعيف عند الأكثر، وهو مدلس ولم يذكر سماعا من يحيى بن هانئ.

وخالفه أسباط بن نصر الهَمْداني فرواه عن يحيى بن هانئ عن أبيه أو عن عمه- شك أسباط- قال: قدم فروة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال، مرسل.

أخرجه الطبري (22/ 77)

(1) وهو في "جامعه"(22)

ص: 4493

وأسباط بن نصر مختلف فيه.

وبالجملة فالحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن، وقد حسنه الترمذي كما تقدم والحافظ ابن كثير في "تفسيره".

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(9/ 117): حديث فروة بن مسيك في سبأ حديث حسن"

وله شاهد من حديث ابن عباس ومن حديث تميم الداري ومن حديث ابن عمر

فأما حديث ابن عباس فيرويه ابن لهيعة واختلف عنه:

- فرواه عبد الله بن يزيد المقرئ واختلف عنه:

• قال أحمد (1/ 316) وفي "الفضائل"(1616): ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الله بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال: سمعت ابن عباس يقول: إنّ رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو: أرجل أم امرأة أم أرض؟ فقال "بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة، وبالشام منهم أربعة، فأما اليمانيون: فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير عربا كلهم، وأما الشامية: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان"

وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 608) عن زهير بن حرب النسائي ثنا عبد الله بن يزيد به.

• وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أنس القرشي: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الله بن عياش عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن وعلة قال: سمعت ابن عباس يقول.

أخرجه الحاكم (2/ 423)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: محمد بن أحمد بن أنس مختلف فيه: وثقه الخطيب، وضعفه الدارقطني (اللسان 5/ 33)

والأول أصح فقد أخرجه ابن عدي (4/ 1470)

عن ابن وهب (1)

(1) وهو في "جامعه"(21) لكن وقع عنده: عن علقمة بن وعلة.

ص: 4494

وعبد بن حميد كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 530)

عن الحسن بن موسى الأشيب

كلاهما عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن وعلة عن ابن عباس.

- ورواه عمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن علقمة بن وعلة عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12992)

وتابعه أسد بن موسى المصري ثنا ابن لهيعة به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3378)

- ورواه عثمان بن كثير عن ابن لهيعة عن علقمة بن وعلة عن ابن عباس ولم يذكر ابن هبيرة.

أخرجه ابن عبد البر في "القصد والأمم"(ص 20)

ورواية المقرئ وابن وهب أصح، وابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين وجماعة.

قال البوصيري: رواه أحمد بن منيع وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف لضعف ابن لهيعة" مختصر الإتحاف 1/ 182 - 183

وأما حديث تميم الداري فيرويه موسى بن عُلَي بن رباح واختلف عنه:

- فقال الليث بن سعد: عن موسى بن علي عن يزيد بن حصين عن تميم قال: إنّ رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن سبأ فذكر الحديث.

أخرجه ابن عبد البر في "القصد والأمم" كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 531) عن عبد الوارث بن سفيان القرطبي ثنا قاسم بن أصبغ ثنا أحمد بن زهير ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي ثنا عثمان بن كثير عن الليث بن سعد به.

- وقال ابن وهب: أخبرني موسى بن علي عن أبيه عن يزيد بن حصين بن نمير أنّ رجلا قال: يا رسول الله أرأيت سبأ، رجل أو امرأة؟، مرسل.

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 551) عن أحمد بن عيسى بن حسان المصري وهارون بن معروف المروزي قالا: ثنا ابن وهب به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6633) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب به.

ص: 4495

وتابعه زيد بن الحباب العُكْلي قال: أخبرني موسى بن علي به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 245)

ويزيد بن حصين ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره أبو نعيم وغيره في "الصحابة".

وأما حديث ابن عمر فأخرجه عمر بن شبة (2/ 549 - 550) عن محمد بن الحارث بن زياد الحارثي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفروة بن مسيك المرادي "اذهب فقاتل بقومك من أدبر بمن أقبل" فلما أدبر قال "ردوه علي" فلما أتاه قال "إنه قد نزل القرآن بعدك" قال: ما هو يا رسول الله؟ قال {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)} [سبأ: 15] فقال ناس من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ما سبأ؟ أرض أو امرأة؟ قال "لا أرض ولا امرأة ولكن رجل من العرب، وله عشرة أبطن فتيامنت ستة وتشاءمت أربعة"

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن الحارث ومحمد بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن البيلماني.

3210 -

"ليس ذاك أعني إنما أعني أصنعكنّ يدا"

قال الحافظ: وأما ما رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق يزيد بن الأصم عن ميمونة أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم- قال لهن: فذكره، فهو ضعيف جدا" (1)

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2318) عن إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني ثنا فديك بن سليمان ثنا مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن الزهري عن يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس، فقال "أولكنّ ترد عليّ الحوض أطولكنّ يدا" فجعلنا نقدر أذرعنا أيتنا أطول يدا، فقال "ليس ذاك أعني، إنما أعني أصنعكنّ يدا"

وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا مسلمة، تفرد به فديك بن سليمان"

قلت: ومسلمة بن علي هو الخُشَني وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

(1) 4/ 31 (كتاب الزكاة- باب حدثنا موسي بن إسماعيل)

ص: 4496

3211 -

عن عبيد الله بن العباس -أي ابن عبد المطلب- أنّ الغميصاء أو الرميصاء أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو من زوجها أنه لا يصل إليها، فلم يلبث أن جاء، فقال: إنها كاذبة ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال:"ليس ذلك لها حتى تذوق عسيلته"

قال الحافظ: أخرج النسائي من طريق سليمان بن يسار عن عبيد الله بن العباس -أي ابن عبد المطلب- فذكره، ورجاله ثقات لكن اختلف فيه على سليمان بن يسار. ووقع عند شيخنا في شرح الترمذي عبد الله بن عباس مكبر، وتعقب على ابن عساكر والمزي أنهما لم يذكرا هذا الحديث في الأطراف، ولا تعقب عليهما فإنهما ذكراه في مسند عبيد الله بالتصغير، وهو الصواب.

وقد اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه ولد في عصره فذكر كذلك في الصحابة" (1)

أخرجه سعيد بن منصور (1984) وأحمد (1/ 214) عن هُشيم أخبرني يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن العباس قال: جاءت الغميصاء أو الرميصاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها وتزعم أنّه لا يصل إليها، فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره"

ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4714 و 7643) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 526) والمزي (19/ 64)

وأخرجه النسائي (6/ 121) وفي "الكبرى"(5606)

عن علي بن حُجر المروزي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(402)

عن إسماعيل بن سالم الصائغ

وابن أبي حاتم في "المراسيل"(ص 117)

عن الحسن بن عرفة

والطبري في "تفسيره"(2/ 477)

عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي

(1) 11/ 389 (كتاب الطلاق- باب إذا طلقها ثلاثا ثم تزوجت بعد العدة)

ص: 4497

ويعقوب بن ماهان البغدادي

وابن قانع في "الصحابة"(2/ 177 - 178)

عن عبد الله بن محمد عن جده

كلهم عن هشيم به.

ورواه زكريا بن يحيى الواسطي المعروف بزحمويه عن هشيم فقال فيه: عن عبيد الله والفضل بن عباس.

أخرجه أبو يعلى (6718)

قال الهيثمي: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 340

قلت: زحمويه وعبيد الله بن العباس لم يخرجا لهما شيئا، وسليمان بن يسار لم يسمع من الفضل بن عباس (تهذيب الكمال 12/ 102)، وعبيد الله بن العباس مختلف في صحبته، وصحح الحافظ في "التهذيب" أنّ عمره حين مات النبي صلى الله عليه وسلم كان اثنتي عشرة سنة (1). فعلى هذا لا يبعد أن يكون قد سمع النبي صلى الله عليه وسلم.

وممن أثبت له السماع من النبي صلى الله عليه وسلم: ابن سعد وابن عبد البر.

وقال ابن حبان وغيره، له صحبة (2).

3212 -

حديث أبي هريرة رفعه "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم" (3)

أخرجه الطيالسي (ص 337) عن أبي العوام عمران بن داود القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة به مرفوعا.

وأخرجه أحمد (2/ 362) عن الطيالسي به.

وأخرجه ابن ماجه (3829) والترمذي (3370) وابن البختري في "الأمالي"(225)

(1) وسبقه إلى ذلك ابن سعد قال: وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه" الطبقات (سلسلة الناقص 1/ 214) وتهذيب الكمال 19/ 61

(2)

وخالف أبو حاتم فقال: عبيد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وليس لعبيد الله صحبة" المراسيل ص 116 و 117

وقال الذهبي: له حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن النسائي، حكمه أنه مرسل" السير 3/ 513

(3)

13/ 339 (كتاب الدعوات)

ص: 4498

والحاكم (1/ 490) والبيهقي في "الدعوات"(3) وفي "الشعب"(1071) والمزي (10/ 389) من طرق عن الطيالسي به.

ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه:

1 -

عمرو بن مرزوق الباهلي البصري.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(712) عن عمرو بن مرزوق به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2544) وفي "الدعاء"(28) والحاكم (1/ 490)

عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي

والعقيلي (3/ 301)

عن محمد بن إبراهيم

وابن حبان (870) والطبراني في "الدعاء"(28) وابن عدي (5/ 1742) والشاموخي في "حديثه"(13)

عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي

والطبراني في "الدعاء"(28) والحاكم (1/ 490) والبغوي في "شرح السنة"(1388)

عن يوسف بن يعقوب القاضي

والطبراني في "الدعاء"(28)

عن علي بن عبد العزيز البغوي

والحاكم (1/ 490)

عن محمد بن أيوب

وابن الأعرابي (ق 213/ أ) والقضاعي (1213)

عن أبي خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي العتابي

وأبو سعيد النقاش (1) في "فوائد العراقيين"(42)

(1) رواه عن أبي عمرو عبد الملك بن الحسن بن الفضل ثنا إبراهيم بن عبد الله الليثي.

ورواه أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز عن عبد الملك بن الحسن بن الفضل عن

إبراهيم بن عبد الله عن عمران القطان عن قتادة عن زرارة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة.

أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(1)

ص: 4499

عن إبراهيم بن عبد الله الليثي

والطبراني في "الأوسط"(3718)

عن عثمان بن عمر الضبي

قالوا: ثنا عمرو بن مرزوق به.

2 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه الترمذي (5/ 455)

عن محمد بن بشار

والحاكم (1/ 490)

عن أحمد بن حنبل

والشجري في "أماليه"(1/ 223)

عن عثمان بن أبي شيبة

قالوا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي (1) عن عمران القطان به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، أما مسلم فإنّه لم يخرج في كتابه عن عمران القطان إلا أنّه صدوق في روايته، وقد احتج به البخاري في الجامع الصحيح"

وقال الذهبي: صحيح"

وقال العقيلي: لا يتابع عمران القطان عليه ولا يعرف بهذا اللفظ إلا عن عمران"

قلت: عمران مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من سعيد بن أبي الحسن، وسعيد لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرح بشيء من ذلك.

(1) رواه بشار بن موسي الخفاف عن عبد الرحمن بن مهدي عن أبان العطار عن قتادة عن سعيد عن أبي هريرة.

أخرجه القضاعي (1214)

وبشار الخفاف قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

ص: 4500

3213 -

"ليس على الأمة حد حتى تحصن"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس، وسنده حسن لكن اختلف في رفعه ووقفه وبذلك جزم ابن خزيمة وغيره" (1)

موقوف صحيح

أخرجه أبو الطاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه"(83 - بترقيمي) وابن شاهين في "الناسخ"(673) وابن الجوزي في "العلل"(1327)

عن يحيى بن محمد بن صاعد

والبيهقي في "المعرفة"(12/ 335)

عن محمد بن إسحاق الصفار

و (12/ 336)

عن محمد بن إسحاق بن خزيمة

والطبراني في "الأوسط"(481 و 482)

عن أحمد بن عمرو الخلال المكي

و (3846)

عن علي بن سعيد الرازي

قالوا: ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا سفيان بن عُيينة عن مِسعر عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "ليس على الأمة حد حتى تحصن بزوج، فإذا أحصنت فعليها نصف ما على المحصنات"

قال الطبراني: لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن عمران العابدي"

وقال ابن خزيمة: هذا خطأ، ليس هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هو من قول ابن عباس"

وقال ابن شاهين: لم أعلم أحدا أسنده إلا عبد الله بن عمران العابدي"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين غير عبد الله بن عمران وهو ثقة" المجمع 6/ 270

قلت: العابدي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: صدوق.

(1) 15/ 175 (كتاب الحدود- باب قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا} [النساء: 25])

ص: 4501

ومن فوقه كلهم ثقات.

واختلف فيه على ابن عيينة، فرواه ابن أبي شيبة (9/ 518 - 519) عنه عن عمرو عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا.

وتابعه سعيد بن منصور ثنا سفيان به.

أخرجه البيهقي (8/ 243)

ورواه عبد الرزاق (13619) عن ابن عيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا.

طريق أخرى: قال عبد الرزاق (13618): عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن ابن عباس قال: فذكر نحوه.

إسناده صحيح.

3214 -

"ليس على النساء حلق، وإنما على النساء التقصير"

قال الحافظ: فيه حديث لابن عباس عند أبي داود ولفظه: فذكره" (1)

انظر حديث "نهى أن تحلق المرأة رأسها"

3215 -

"ليس على خائن ولا مختلس ولا منتهب قطع"

قال الحافظ: قال القرطبي: وهو حديث قوي. قلت: أخرجه الأربعة وصححه أبو عوانة والترمذي من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رفعه، وصرّح ابن جريج في رواية النسائي بقوله: أخبرني أبو الزبير، وَوَهّم بعضهم هذه الرواية، فقد صرّح أبو داود بأنّ ابن جريج لم يسمعه من أبي الزبير، قال: وبلغني عن أحمد: إنما سمعه ابن جريج من ياسين الزيات. ونقل ابن عدي في "الكامل" عن أهل المدينة أنهم قالوا: لم يسمع ابن جريج من أبي الزبير، وقال النسائي: رواه الحفاظ من أصحاب ابن جريج عنه عن أبي الزبير فلم يقل أحد منهم: أخبرني، ولا أحسبه سمعه. قلت: لكن وجد له متابع عن أبي الزبير، أخرجه النسائي أيضا من طريق المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير، لكن أبو الزبير مدلس أيضا وقد عنعنه عن جابر، لكن أخرجه ابن حبان من وجه آخر عن جابر بمتابعة أبي الزبير فقوي الحديث" (2)

(1) 4/ 312 - 313 (كتاب الحج- باب الحلق والتقصير عند الاحلال)

(2)

15/ 98 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

ص: 4502

أخرجه عبد الرزاق (18844) عن ابن جريج قال: قال لي أبو الزبير: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس على المنتهب قطع، ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا"

وأخرجه أيضا (18858) بلفظ "ليس على المختلس قطع"

و (18860) بلفظ "ليس على الخائن قطع"

ولم يذكر في هذين الموضعين سماع ابن جريج من أبي الزبير.

ولم ينفرد به بل تابعه جماعة عن ابن جريج، منهم:

1 -

أبو عاصم الضحاك بن مخلد.

أخرجه الدارمي (2315) عن أبي عاصم عن ابن جريج قال: أنا أبو الزبير: قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس على المنتهب ولا على المختلس ولا على الخائن قطع"

وأخرجه ابن أبي شيبة (1)(10/ 45 و 47) عن أبي عاصم به.

وأخرجه ابن ماجه (2)(2591) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف 308) عن محمد بن بشار ثنا أبو عاصم به.

وأخرجه الطبري (308) عن يزيد بن سنان القزاز ثنا أبو عاصم به.

2 -

عبد الله بن المبارك في "مسنده (148) عن ابن جريج أني أبو الزبير عن جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم درأ عن المنتهب والمختلس والخائن قطع"

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7463) عن محمد بن حاتم بن نعيم المروزي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن جابر به.

ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى"(13/ 346)

قال ابن التركماني: وهذا سند صحيح" الجوهر النقي 8/ 280

3 -

مكي بن إبراهيم البلخي.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 171)

عن إبراهيم بن مرزوق البصري

(1) لم يذكر سماع ابن جريج من أبي الزبير.

(2)

أخرجه في موضع آخر (3935) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: ثنا أبو عاصم به بلفظ "من انتهب نهبة مشهورة فليس منا"

ص: 4503

والخطيب في "التاريخ"(1/ 256) وابن الجوزي في "العلل"(1326)

عن أحمد بن الحباب بن حمزة بن غيلان الحميري

قالا: ثنا مكي بن إبراهيم ثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير عن جابر مرفوعا "ليس على الخائن ولا على المختلس ولا على المنتهب قطع".

4 -

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.

أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(40) ثني عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ليس على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن قطع"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 279) وفي "المعرفة"(12/ 428) وفى "الصغرى"(3310) والخطيب في "التاريخ"(11/ 153)

وأخرجه أبو داود (4393)

عن نصر بن علي الجَهْضمي

والترمذي (1448) وفي "العلل"(2/ 610)

عن علي بن خشرم المروزي

كلاهما عن عيسى بن يونس به.

ورواه ابن أبي شيبة (10/ 45) عن عيسى بن يونس فأوقفه على جابر ولم يرفعه.

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة فوجب قبولها.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

5 -

عبد الله بن وهب.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 171) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب قال: سمعت ابن جريج يحدث عن أبي الزبير عن جابر رفعه "ليس على الخائن ولا على المختلس ولا على المنتهب قطع"

وأخرجه الدارقطني (3/ 187) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى به.

وأخرجه ابن حزم في "المحلى"(13/ 408) من طريق سحنون ثنا ابن وهب به.

ص: 4504

6 -

محمد بن بكر بن عثمان البُرْساني.

قال أحمد (3/ 380): ثنا محمد بكر أنا ابن جريج قال: قال أبو الزبير: قال جابر رفعه "ليس على المنتهب قطع، ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا. وقال: ليس على الخائن قطع".

وأخرجه أبو داود (4391 و 4392) عن نصر بن علي الجهضمي أنا محمد بن بكر به.

7 -

حجاج بن محمد المصيصي.

قال النسائي (8/ 82) وفي "الكبرى"(7464 و 7465 و 7466): أخبرني إبراهيم بن الحسن عن حجاج قال: قال ابن جريج: قال أبو الزبير عن جابر رفعه "ليس على المختلس قطع، وليس على المنتهب قطع، وليس على الخائن قطع"

8 -

محمد بن ربيعة الكلابي.

أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(339)

9 -

سفيان الثوري.

أخرجه النسائي (8/ 82) وفي "الكبرى"(7462) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو داود الحَفَري عن سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع".

أبو داود الحفري (1) هو عمر بن سعد بن عبيد وهو ثقة ثبت، وقد خالفه غير واحد رووه عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر، ولم يذكروا ابن جريج، منهم:

أ - مخلد بن يزيد الحرّاني.

أخرجه النسائي (8/ 81) وفي "الكبرى"(7461) وابن حزم في "المحلى"(13/ 346)

ب- مؤمل بن إسماعيل البصري.

أخرجه ابن حبان (4458) والطبري (309)

(1) وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر.

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم"(60) عن أبا بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي ثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا أبو نعيم به.

وتابعه محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان به.

أخرجه أبو الفضل الزهرى في "حديثه"(333)

ص: 4505

ت - خالد بن يزيد العمري.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(9/ 135)

قال النسائي: لم يسمعه سفيان من أبي الزبير"

قلت: ورواية الحفري عندي أصح لأنّه أثبت ممن خالفه، وقد احتج مسلم بروايته عن الثوري، ومخلد بن يزيد ثقة إلا أنّ الشيخين لم يحتجا بروايته عن سفيان، ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ كثير الخطأ، قال ابن معين: مؤمل ليس بحجة في سفيان، والعمري كذبه ابن معين وأبو حاتم.

وقد أنكر غير واحد من أهل العلم سماع ابن جريج لهذا الحديث من أبي الزبير.

فقال أبو داود: هذا الحديث لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير، وبلغني عن أحمد بن حنبل أنّه قال: إنما سمعه ابن جريج من ياسين الزيات"

وقال النسائي: لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير"

وقال أيضًا: وقد روى هذا الحديث عن ابن جريج: عيسى بن يونس والفضل بن موسى وابن وهب ومحمد بن ربيعة ومخلد بن يزيد وسلمة بن سعيد بصري ثقة فلم يقل أحد منهم: حدثني أبو الزبير، ولا أحسبه سمعه من أبي الزبير"

وقال عبد الرزاق: أهل مكة يقولون: إنّ ابن جريج لم يسمع من أبي الزبير إنما سمع من ياسين" الكامل لابن عدي 7/ 2642

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير يقال: إنّه سمعه من ياسين أنا حدثت به ابن جريج عن أبي الزبير. وياسين ليس بقوي" العلل 1/ 450

قلت: قد صرّح ابن جريج بالإخبار من أبي الزبير في رواية عبد الرزاق وأبي عاصم وابن المبارك ومكي بن إبراهيم عن ابن جريج فانتفى ما قاله هؤلاء الحفاظ.

ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه:

1 -

المغيرة بن مسلم القَسْمَلي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به.

أخرجه النسائي (8/ 82) وفي "الكبرى"(7468) والطحاوي (3/ 171) والبيهقي (8/ 279) وفي "الصغرى"(3311) من طرق عن شبابة بن سَوَّار المدائني ثنا المغيرة بن مسلم به.

ص: 4506

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7467) من طريق ورقاء بن عمر الخراساني ثنا المغيرة بن مسلم به.

وقال: المغيرة بن مسلم ليس بالقوي في أبي الزبير وعنده غير حديث منكر"

2 -

ياسين الزيات أنه سمع أبا الزبير يحدث عن جابر به.

أخرجه عبد الرزاق (18845 و 18859) عن ياسين به.

ومن طريقه أخرجه ابن عدي (7/ 2641 - 2642)

وأخرجه ابن بشران (1247) من طريق إبراهيم بن طهمان عن ياسين به.

وياسين الزيات قال أبو زرعة: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي: متروك الحديث. وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر عند كل من أخرج الحديث ممن ذكرتهم (1)، لكنه لم ينفرد به.

فقد أخرج ابن حبان (4457)

عن محمد بن عبيد الله بن الفضل الكَلاعي

و (4456)

عن عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي

قالا: ثنا مؤمل بن إهاب ثنا عبد الرزاق ثنا ابن جريج عن أبي الزبير وعمرو بن دينار عن جابر به.

واختلف فيه على أبي الزبير، فرواه أشعث بن سَوّار الكندي عن أبي الزبير عن جابر قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 47) والنسائي (8/ 82) وفي "الكبرى"(7469)

وقال: أشعث بن سوار ضعيف لا يحتج بحديثه"

وللحديث شاهد عن أنس وعن ابن عباس وعن عبد الرحمن بن عوف

فأما حديث أنس فأخرجه ابن الأعرابي (ق 94/ ب) والطبراني في "الأوسط"(513) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم قال: أملى عليّ

(1) وبه أعل ابن حزم الحديث (المحلى 13/ 348 - 349)

ص: 4507

عبد الله بن وهب من حفظه عن يونس عن الزهري عن أنس مرفوعا "ليس على منتهب ولا مختلس ولا خائن قطع"

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا ابن وهب، تفرد به أبو معمر"

قلت: وهو ثقة، وكذا باقي رواته ثقات، فالإسناد صحيح.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(4/ 243) وابن الجوزي في "العلل"(1325) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "ليس على الخائن قطع"

قال ابن الجوزي: زمعة بن صالح ضعفه أحمد وابن معين والفلاس"

وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه ابن ماجه (2592) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمد بن عاصم بن جعفر المصري ثنا المفضل بن فضالة بن يزيد عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه مرفوعا "ليس على المختلس قطع"

وأخرجه الطبري (307) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ثنا محمد بن عاصم به.

وقال: وهذا خبر عندنا صحيح سنده"

وقال الحافظ: إسناده صحيح" التلخيص الحبير 4/ 66

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 113

قلت: وهو كما قالوا.

3216 -

"ليس في الصيام رياء"

قال الحافظ: قال أبو عبيد في "غريبه": حدثنيه شَبابة عن عُقيل عن الزهري: فذكره، يعني مرسلا.

وقد روى الحديث المذكور البيهقي في "الشعب" من طريق عقيل، وأورده من وجه آخر عن الزهري موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، ولفظه "الصيام لا رياء فيه، قال الله عز وجل: "هو لي وأنا أجزي به" (1)

مرسل

(1) 5/ 8 (كتاب الصوم- باب فضل الصوم)

ص: 4508

أخرجه أبو عبيد كما في "الشعب" للبيهقي (7/ 190)

عن الليث بن سعد

وهناد في "الزهد"(680)

عن حيوة بن شريح المصري

والبيهقي في "الشعب"(3321)

عن الليث بن سعد وحيوة بن شريح وجابر بن إسماعيل المصري

ثلاثتهم عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب به مرفوعا.

ورواه سهل مولى المغيرة بن أبي الصلت عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "الصيام لا رياء فيه. قال الله: هو لي وأنا أجزي به. يدع طعامه وشرابه من أجلي"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3322)

وسهل مولى المغيرة ضعفه ابن حبان وابن عدي، ومنصور بن عمار أظنه أبو السري قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يقيم الحديث.

3217 -

حديث أبي هريرة مرفوعا "ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (982) وفي رواية له "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة إلا صدقة الفطر والرقيق"(1)

3218 -

"ليس فيها كفارة: يمين صبر يقتطع بها مالا بغير حق"

قال الحافظ: وقد أخرج ابن الجوزي في "التحقيق" من طريق ابن شاهين بسنده إلى خالد بن معدان عن أبي المتوكل عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وظاهر سنده الصحة لكنه معلول لأنّ فيه عنعنة بقية فقد أخرجه أحمد من هذا الوجه فقال في هذا السند: عن المتوكل أو أبي المتوكل، فظهر أنه ليس هو الناجي الثقة بل آخر مجهول، وأيضا فالمتن مختصر ولفظه عند أحمد "من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة" الحديث، وفيه "وخمس ليس لها كفارة: الشرك بالله" وذكر في آخرها "ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق" (2).

ضعيف

(1) 4/ 111 (كتاب الزكاة- باب صدقة الفطر)

(2)

14/ 365 (كتاب الإيمان والنذور- باب إذا حنث ناسيا في الإيمان)

ص: 4509

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(336) عن بقية بن الوليد ثني بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المتوكل عن أبي هريرة مرفوعا "من أتى الله بثلاث أدخله الله الجنة، يعبد الله وحده ولا يشرك به، وسمع وأطاع"

ورواه غير واحد عن بقية فقالوا: عن أبي المتوكل عن أبي هريرة، منهم:

1 -

محمد بن مصفى الحمصي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(278) وفي "الديات"(ص 42) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 339) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(211)

2 -

عمرو بن عثمان الحمصي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(278) وفي "الديات"(ص 42) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 339) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(211)

3 -

أبو طالب عبد الجبار بن عاصم النسائي.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 339)

4 -

داود بن رشيد الهاشمي.

أخرجه ابن شاهين في "الأفراد"(17)

5 -

زكريا بن عدي التيمي.

أخرجه أحمد (2/ 361 - 362)

- ورواه هشام بن عمار عن بقية واختلف عنه في شيخ خالد بن معدان:

• فرواه أحمد بن المعلى الدمشقي عن هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد فقال: عن المتوكل.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1183 و 1184)

• ورواه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن هشام بن عمار عن بقية فقال: عن أبي المتوكل.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 339)

وقال: قال أبو زرعة: أبو المتوكل أصح"

قلت: ذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان والعجلي في "الثقات" في الأسماء.

ص: 4510

وقال ابن حبان: لا أدري من هو.

وقال العجلي: شامي تابعي ثقة.

وقال الحافظ في "التعجيل": وقال أبو حاتم: هو مجهول، وهذا هو المعتمد.

والحديث مختصر وتمامه كما عند أحمد وغيره "من لقي الله لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبا بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة، وخمس ليس لهنّ كفارة: الشرك بالله عز وجل، وقتل النفس بغير حق، أو نهب مؤمن، أو الفرار يوم الزحف، أو يمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق".

3219 -

حديث فاطمة بنت قيس "ليس لك سكنى ولا نفقة"

قال الحافظ: أخرج مسلم (1480) قصة فاطمة بنت قيس من طرق متعددة عنها، ولم أرها في البخاري وإنما ترجم لها كما ترى، وأورد أشياء من قصتها بطريق الإشارة إليها.

وقال: المتفق عليه في جميع طرقه أنّ الإختلاف كان في النفقة ثم اختلفت الروايات، ففي بعضها قال "لا نفقة لك ولا سكنى" وفي بعضها أنه لما قال لها "لا نفقة لك" استأذنته في الإنتقال فأذن لها. وكلها في صحيح مسلم" (1)

3220 -

"ليس لك من مالك إلا ما لبست فأبليت"

قال الحافظ: وقد ثبت في الحديث: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (2958) من طريق مطرف عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم -وهو يقرأ: ألهكم التكاثر. قال" يقول ابن آدم: مالي. مالي (قال) وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت"

3221 -

حديث أبي المليح عن أبيه أنّ رجلا أعتق شقصا له من غلام فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "ليس لله شريك" وفي رواية "فأجاز عتقه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد قوي، وأخرجه أحمد بإسناد حسن من حديث سَمُرة أنّ رجلا أعتق شقصا في مملوك فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هو كله فليس لله شريك"(3)

(1) 11/ 402 و 405 (كتاب الطلاق- قصة فاطمة بنت قيس)

(2)

4/ 203 (كتاب الحج- باب كسوة الكعبة)

(3)

6/ 85 (كتاب العتق- باب إذا أعتق نصيبا في عبد)

ص: 4511

يرويه قتادة عن أبي المليح بن أسامة الهذلي واختلف عنه:

- فرواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن همام عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أنّ رجلا من هذيل أعتق شَقِيصا (1) له من مملوك (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هو حر كله، ليس لله تبارك وتعالى شريك"

أخرجه أحمد (5/ 75) واللفظ له ومن طريقه ابن حزم في "المحلى"(10/ 253)

عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم

وأبو داود (3933) والنسائي في "الكبرى"(4970) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 107) وفي "المشكل"(5381) وابن حزم (3) في "المحلى"(10/ 200) والبيهقي (10/ 273) وفي "الصغرى"(4375)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والنسائي في "الكبرى"(4970)

عن حَبّان بن هلال البصري

والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 107) وفي "المشكل"(5382) والطبراني في "الكبير"(507)

عن أبي عمر حفص بن عمر الحَوْضي

والطبراني (507)

عن هانئ بن يحيى

وابن أبي شيبة في "مسنده"(901)

عن عبيد الله بن موسى العبسي

(1) ولفظ أبي داود وغيره "شقصا"

(2)

ولفظ أبي داود "من غلام" وزاد "فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم"

وزاد الطبراني "فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم عتقه"

وزد الطحاوي "فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم كله عليه"

(3)

وقال: وهذا إسناد صحيح"

ص: 4512

كلهم عن همام به.

• وقال محمد بن كثير العبدي: أنا همام عن قتادة عن أبي المليح مرسلا.

أخرجه أبو داود (3933) والبيهقي (10/ 273) وفي "الصغرى"(4375)

والأول أصح، ومحمد بن كثير وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واحتج به الشيخان لكن لا في روايته عن همام.

- ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة واختلف عنه:

• فقال عبد الله بن بكر السهمي: ثنا سعيد (1) عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه.

أخرجه أحمد (5/ 74) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 473)

• وقال إسماعيل بن علية: عن سعيد عن قتادة عن أبي المليح مرسلا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(4971) والطحاوي في "المشكل"(5383)

وتابعه عباد بن العوام الواسطي عن سعيد به.

أخرجه البيهقي (10/ 274) وفي "الصغرى"(4373 و 4374)

قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: أجد في حديث سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أنّ رجلا أعتق شقصا، قال فيه أحد:"عن أبيه"؟ فقال: قاله السهمي، وما أراه محفوظا، روى عدة منهم إسماعيل وغيره، ليس فيه "عن أبيه"، وأظنّ هذا من خطأ سعيد" تاريخ بغداد 9/ 422

- ورواه هشام الدَّسْتوائي عن قتادة عن أبي المليح مرسلا.

أخرجه أحمد (5/ 75) والنسائي في "الكبرى"(4972) والطحاوي في "المشكل"(5384)

قال النسائي: هشام وسعيد أثبت في قتادة من همام، وحديثهما أولى بالصواب" تحفة الأشراف 1/ 65

قلت: وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي المليح.

ورواه قتادة أيضا عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

(1) وقع عن الحارث "شعبة" بدل سعيد والظاهر أنه تصحيف.

ص: 4513

أخرجه أحمد (5/ 75) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا همام عن قتادة به.

ولم يذكر قتادة سماعا من الحسن، وسماع الحسن من سمرة مختلف فيه، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من سمرة.

3222 -

"ليس من اللهو إلا تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوصه ونبله"

قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث عقبة بن عامر مرفوعا: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله يدخل بالسهم الواحد

"

3223 -

"ليس منا من تشبه بغيرنا"

قال الحافظ: وعند الترمذي من حديث أنس: فذكره" (2)

أخرجه الترمذي (2695) والقضاعي (1191)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

وابن حبان في "المجروحين"(2/ 74)

عن كامل بن طلحة الجَحْدري

قالا: ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإنّ تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف"

قال الترمذي: هذا حديث إسناده ضعيف. وروى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة فلم يرفعه"

وقال ابن حبان: لا ينكر من هذا الشأن صناعته أنّ هذا الحديث موضوع أو مقلوب، وابن لهيعة قد تبرأنا من عهدته في موضعه من هذا الكتاب"

وقال الحافظ: وفي سنده ضعف" الفتح 13/ 250

قلت: ابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني وغيره: لا يحتج به.

(1) 6/ 433 (كتاب الجهاد- باب اللهو بالحراب)

(2)

12/ 389 (كتاب اللباس- باب التقنع)

ص: 4514

لكنه لم ينفرد به بل تابعه:

1 -

يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده- أظنه مرفوعا- قال: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7376) من طريق أبي المسيب سلام بن مسلم ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن ليث بن سعد إلا أبو المسيب"

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 8/ 39

قلت: سلام بن مسلم لم أقف له على ترجمة، ومن فوقه كلهم من رجال التهذيب.

2 -

عثمان بن عبد الرحمن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإشارة بالأيدي والرؤوس في السلام، وقال "إنّ اليهود تشير بأكفها والنصارى برؤوسها"

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(397)

وعثمان بن عبد الرحمن ما عرفته.

وللحديث شاهد عن جابر مرفوعا نحوه إلا أنه جعل الأكف لليهود والاشارة للنصارى.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(503) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري ثنا محمد بن حميد ثنا محمد بن عبس المروزي عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر به.

والحسين بن إسحاق ترجمه الذهبي في "السير"(14/ 57) وقال: كان من الحفاظ الرحالة.

ومحمد بن حميد أظنه الرازي قال البخاري: فيه نظر. وكذبه غير واحد.

ومحمد بن عبس ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلا.

وثور بن يزيد ثقة، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر.

والحديث سيأتي الكلام عليه أيضا في حرف اللام ألف عند حديث "لا تسلموا تسليم اليهود"

ص: 4515

3224 -

"ليس منا من حَلَق"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (1/ 100 - 101) من حديث أبي موسى.

وزاد: "وسَلق وخَرق"

3225 -

"ليس منا من خَصَى أو اخْتصَى"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس قال: شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العزوبة فقال: ألا أختصي؟ قال: فذكره" (2)

موضوع

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11304) من طريق معلى الجُعْفي عن ليث عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس قال: شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم العزوبة فقال: ألا أختصي؟ فقال "لا، ليس منا من خصي أو اختصى، ولكن صم ووفر شعر جسدك"

ومعلى هو ابن هلال الجعفي قال الحافظ في "التقريب": اتفق النقاد على تكذيبه.

فحديثه موضوع.

وله شاهد مرسل أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(845) عن رشدين بن سعد ثني ابن أنْعُم عن سعد بن مسعود أنّ عثمان بن مظعون أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ائذن لنا بالاختصاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من خصي ولا اختصى، إنّ إخصاء أمتي الصيام"

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 226) والبغوي في "شرح السنة"(484)

وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي.

ولم ينفرد رشدين به بل تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعد بن مسعود به.

أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1106)

وله شاهد آخر أخرجه ابن سعد (3/ 394) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن

(1) 12/ 469 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

(2)

11/ 21 (كتاب النكاح- باب ما يكره من التبتل والخصاء)

ص: 4516

ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنّ عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أليس لك فِيَّ أسوة حسنة؟ فأنا آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر، إنّ خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من خصي أو اختصى"

ورواته ثقات لولا ارساله.

3226 -

"ليس منا من ضرب الخدود وشقّ الجيوب"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 3/ 409) من حديث ابن مسعود.

3227 -

"ليس منا من لم يتغن بالقرآن"

قال الحافظ: وهو في السنن من حديث سعد بن أبي وقاص" (2)

وقال أيضًا: أخرجه أبو داود وابن الضريس وصححه أبو عوانة عن ابن أبي مُليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك قال: لقيني سعد بن أبي وقاص وأنا في السوق فقال: تجار كسبة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (3)

يرويه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله (4) بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص.

أخرجه عبد الرزاق (4171) وابن أبي شيبة (2/ 522 و 10/ 464) والحميدي (76) وأحمد (1/ 179) والدارمي (1498) وأبو داود (1470) والبزار (1234) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 123) وأبو يعلى (748) والخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 46) والطحاوي في "المشكل"(1303) والحاكم (1/ 569) والقضاعي (1194) والبيهقي (10/ 230) وفي "الشعب"(2375)

عن عمرو بن دينار

والحميدي (77) والفاكهي في "أخبار مكة"(2154) والخلال (ص 113) والحاكم (1/ 569)

(1) 16/ 131 (كتاب الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا)

(2)

10/ 444 (كتاب فضائل القرآن- باب من لم يتغن بالقرآن)

(3)

10/ 446 (كتاب فضائل القرآن- باب من لم يتغن بالقرآن)

(4)

اختلفوا فيه فقيل: عبيد الله، وقيل: عبد الله، وقيل: عبيد الله أو عبد الله- على الشك- وقيل: ابن أبي نهيك ولم يسم.

ص: 4517

عن ابن جريج

والطيالسي (ص 28) وابن أبي شيبة (2/ 522) وأحمد (1/ 172) والدورقي في "مسند سعد"(127) والقضاعي (1195)

عن سعيد بن حسان المخزومي المكي

وأبو عبيد في "الغريب"(2/ 170) وفي "فضائل القرآن"(ص 109) والقضاعي (1196)

عن حسام بن مِصَك

كلهم عن ابن أبي مليكة به.

قال البزار: وهذا الحديث عن سعد لا نعلم له إسنادا أحسن من هذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد جيد، وفي إسناده خلاف لا يضر" التبيان ص 145

قلت: ابن أبي نهيك ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه النسائي والعجلي فيما ذكره الحافظ في "التهذيب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

ومن ترجمه لم يذكر عنه راويا إلا ابن أبي مليكة، وقد روى عنه أيضا حسام بن مصك:

قال أبو عبيد في "الغريب"(2/ 170): حدثني شبابة عن حسام بن مصك عن ابن أبي مليكة عن عبد الله (1) بن نهيك أو ابن أبي نهيك أنّه دخل على سعد وعنده متاع رث ومثال رث فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"

قال حسام: فلقيت عبد الله بن نهيك أو ابن أبي نهيك فحدثني.

- ورواه الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص.

أخرجه أحمد (1/ 175)

(1) وأخرجه في "فضائل القرآن"(ص 109) ووقع فيه "عن عبد الله بن أبي نهيك"

ص: 4518

عن حجاج بن محمد المصيصي

وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 109) وأحمد (1/ 175) والقضاعي (2/ 207)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

وعبد بن حميد (151) والدارمي (3491) وأبو داود (1469) والطحاوي في "المشكل"(1307) والبيهقي (10/ 230)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والحاكم (1/ 569)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

والقضاعي (1202)

عن عاصم بن علي الواسطي

وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 109) والقضاعي (2/ 207)

عن شبابة بن سوّار المدائني

كلهم عن الليث به.

• ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الليث واختلف عنه:

فقال قيس بن أنيف: ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد.

أخرجه الحاكم (1/ 569)

وقال أبو داود (1469): ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد مرفوعا.

• ورواه يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب الرملي عن الليث واختلف عنه:

فقال محمد بن الحسن بن قتيبة: ثنا يزيد بن خالد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص (1).

أخرجه ابن حبان (120)

(1) ومن هذا الطريق أخرجه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن"(29) ووقع عنده: عن سعيد أو سعد.

ص: 4519

وقال أبو داود (1469): ثنا يزيد بن خالد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن سعيد بن أبي سعيد.

وقال جعفر بن محمد الفريابي: ثنا يزيد بن خالد ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد أو سعد.

أخرجه المزي (16/ 230 - 231)

وقال عبد الله بن عبد الحكم المصري: ثنا الليث ثنا ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1305)

وتابعه عبد الله بن صالح المصري ثنا الليث به.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 109) والطحاوي (1304) والقضاعى (1197)

قال عبد الله بن صالح: قال لنا الليث بالعراق: عن سعد بن أبي وقاص.

• ورواه شعيب بن الليث بن سعد عن الليث واختلف عنه:

فقال الربيع بن سليمان المرادي: ثنا شعيب بن الليث ثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد أو سعد.

أخرجه الطحاوي (1306)

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن نصر المصريان: عن شعيب بن الليث ثنا الليث ثنا ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد.

أخرجه الطحاوي (1305)

• ورواه عيسى بن حماد المصري زُغبة عن الليث واختلف عنه:

فقال أحمد بن عيسى الوشاء: ثنا زغبة ثنا الليث ثنا ابن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة.

أخرجه القضاعي (1193)

ورواه محمد بن الحسن بن قتيبة عن زغبة فقال: عن سعيد أو سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن"(29)

ص: 4520

قال أبو زرعة: في كتاب الليث في أصله سعيد بن أبي سعيد ولكن لقن بالعراق عن سعد" علل الحديث 1/ 188

- وقال نافع بن عمر الجُمَحي: عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير.

أخرجه البزار (2192) والدولابي في "الكنى"(1/ 64 - 65 و 160) عن أبي جعفر محمد بن عبد الملك الواسطي الدقيقي ثنا أبو حنيفة محمد بن ماهان الواسطي ثنا نافع بن عمر به.

ومحمد بن ماهان ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

- وقال عبيد الله بن الأخنس النخعي: عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس.

أخرجه البزار (كشف 2332) والطبراني في "الكبير"(11239) والحاكم (1/ 570) والقضاعي (1200) والشجري في "أماليه"(1/ 87 و 109) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 492)

وتابعه عِسْل بن سفيان عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس.

أخرجه الحاكم (1/ 570)

وقال: إسنادهما شاذ"

- ورواه عسل (1) بن سفيان البصري أيضا عن ابن أبي مليكة عن عائشة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 401) والبزار (كشف 2333 و 2334) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 8022) وابن عدي (5/ 2012)

قال البخاري: الأول أصح"

يعني حديث عمرو بن دينار ومن تابعه.

وقال أحمد بن حنبل: ليس من هذا شيء، من قال: عن عائشة، فقد أخطأ، وضعّف عسل بن سفيان" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 113

- ورواه عبد الجبار بن الورد المكي عن ابن أبي مليكة واختلف عنه:

• فرواه عبد الأعلى بن حماد النرسي عن عبد الجبار بن الورد واختلف عنه:

(1) قال ابن معين: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر.

ص: 4521

فقال أبو داود (1471) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1903) وأبو القاسم البغوي (1) في "الصحابة"(187): ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال عبيد الله بن أبي يزيد: مرّ بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته، فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت رث الهيئة، فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (2/ 54)

وأخرجه الطحاوي (1308)

عن إبراهيم بن أبي الوزير المكي

والبيهقي (10/ 230)

عن يوسف بن يعقوب القاضي

قالا: ثنا عبد الأعلى بن حماد به.

ورواه موسى بن هارون البزاز عن عبد الأعلى بن حماد فقال فيه: عبيد الله بن أبي نهيك بدل عبيد الله بن أبي يزيد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4514)

• وقال يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي: ثنا عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي نهيك قال: دخلنا على أبي لبابة

أخرجه أبو القاسم البغوي (703) والطحاوي في "المشكل"(1309)

• وقال محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي: ثنا عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبي لبابة.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 97 - 98)

وتابعه داود بن مهران ثنا عبد الجبار به.

أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 491 - 492)

قال الدارقطني: وهم فيه عبد الجبار بن الورد" العلل 4/ 390 - 391

(1) وأخرجه في موضع آخر (702) عن عبد الأعلى بن حماد فقال فيه: عن عبيد الله بن أبي نهيك.

ص: 4522

وقال أحمد بن حنبل: حديث عمرو بن دينار هو الصحيح" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 113

- وقال أبو رافع إسماعيل بن رافع الأنصاري: عن ابن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن السائب قال: قدم علينا سعد بن أبي وقاص وقد كُفَّ بصره، فسلمت عليه، فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: مرحبا بابن أخي، بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لم يتغن به فليس منا"

أخرجه ابن ماجه (1337) وابن أبي الدنيا في "الهم والحزن"(87) وأبو يعلى (689) والآجري في "أخلاق أهل القرآن"(85) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(90) والبيهقي (10/ 231) وفي "الشعب"(1891 و 1960)

وإسماعيل بن رافع قال أحمد وابن معين وجماعة: ضعيف.

وقال أحمد أيضًا: ليس حديث إسماعيل هذا بشيء، وضعّفه" المنتخب من العلل ص 114

- وقال عمرو بن الحارث المصري: عن ابن أبي مليكة أنّه حدثه عن ناس دخلوا على سعد.

أخرجه الحاكم (1/ 570)

- وقال عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المليكي: عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب بن أبي نهيك عن سعد.

أخرجه الدورقي (128 و 129) والقضاعي (1198) والخطيب في "المتفق والمفترق"(888)

وعبد الرحمن بن أبي بكر قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث.

- وقال سلمة بن الفضل الأبرش: ثنا ابن أبي مليكة قال: سمعت القاسم بن محمد يقول: حدثني السائد قال: قال لي سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تغنوا بالقرآن، ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وابكوا، فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا"

أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 491) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل به.

ومحمد بن حميد قال النسائي: ليس بثقة.

ص: 4523

طريق أخرى:

قال عبد الرزاق (4170): عن ابن جُريج عن عطاء قال: دخل عبد الله بن عمر (1) القاري والمتوكل بن أبي نهيك على سعد بن أبي وقاص، فقال سعد لعبد الله: من هذا؟ قال: المتوكل بن أبي نهيك، قال: نعم، تجار كَسَبة، تجار كسبة يؤخرون، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"

وأخرجه الدورقي (130) عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج به.

3228 -

"ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليها حتى يَبِيْن عنها لسانها"

قال الحافظ: وقد وجدت الحديث في تفسير ابن مردويه من طريق الأسود بن سريع بلفظ: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(550) وعبد الرزاق (20090) ومسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6091) وابن أبي شيبة (12/ 386 - 387) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 6092) وأحمد (3/ 435 و 4/ 24) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 445) و"الأوسط"(1/ 89) ولوين في "حديثه"(30) والدارمي (2466) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1162) والنسائي في "الكبرى"(8616) وأبو يعلى (942) والخلال في "السنة"(883) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(123) والطحاوي في "المشكل"(1394 و 1395 و 1396 و 1397) وابن البختري في "حديثه"(612) وابن حبان (132) والطبراني في "الكبير"(826 و 827 و 828 و 829 و 830 و 831 و 832 و 834 و 835) و"الأوسط"(2005 و 4938) وفي "منتقى ابن مردويه"(3) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(49) وابن بطة في "الإبانة"(1480) والحاكم (2/ 123) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 263) والبيهقي (9/ 77 و 130) وفي "القضاء والقدر"(598 و 599 و 600 و 601) والخطيب في "التاريخ"(8/ 480) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 67 - 68) والحازمي في "الاعتبار"(ص 213) وابن عساكر في "حديث المزاحمي"(19) وفي "معجم الشيوخ"(17) من طرق عن الحسن البصري ثنا (3) الأسود بن سريع قال: غزوت (4) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع غزوات، قال: فتناول قوم الذرية

(1) وعند الدورقي "عمرو"

(2)

3/ 494 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)

(3)

وفي رواية للطحاوي: أنّ الأسود حدثهم.

(4)

وفي رواية لأحمد "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية يوم حنين فقاتلوا المشركين فأفضى بهم القتل إلى الذرية"

وفي رواية للحاكم "يوم خيبر" وفي رواية للطحاوي "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا"

ص: 4524

بعد ما قتلوا المقاتلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فقال "ألا (2) ما بال أقوام قتلوا المقاتلة حتى تناولوا الذرية؟ " قال: فقال رجل: يا رسول الله، أو ليس أبناء المشركين؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ خياركم أبناء المشركين (3)، إنها (4) ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة (5)، فما تزال حتى يَبِين عنها لسانها، فأبواها يهودانها أو ينصرانها".

وفي سياق آخر: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت معه فأصبت (6) ظفرا، فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الذرية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وقال فيه "لا تقتلوا الذرية" ثلاثا. وقال في آخره "حتى يُغرِبَ عنها لسانها" كلاهما لأحمد.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: إسناده صحيح إلا أن الشيخين لم يخرجا رواية الحسن عن الأسود بن سريع، وقد قال ابن المديني: لم يسمع الحسن من الأسود بن سريع.

وهذا الحديث يردّ عليه فقد صرّح الحسن فيه بالتحديث من الأسود عند البخاري والنسائي والطحاوي والحاكم والبيهقي.

وقال أبو نعيم: حديث الأسود مشهور ثابت"

وقال ابن عبد البر: حديث بصري صحيح"

وروي عن الحسن مرسلا.

قال عبد الرزاق (9386): عن معمر عمن سمع الحسن يقول: فذكره.

والأول أصح.

3229 -

"ليشربنّ ناس الخمر يسمونها بغير اسمها"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق مالك بن أبي مريم عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصححه ابن حبان، وله شواهد كثيرة" (7)

حسن

(1) زاد الطحاوي في رواية "فاشتد ذلك عليه"

(2)

ولفظ عبد الرزاق وغيره "ما حملكم على قتل الذرية؟ "

(3)

زاد الحاكم وغيره "والذي نفس محمد بيده"

(4)

ولفظ ابن أبي شيبة "إنّه ليس مولود يولد إلا على الفطرة حتى يبلغ فيعبر عن نفسه أو يهوده أبواه أو ينصرانه "زاد ابن حبان" أو يمجسانه"

(5)

ولفظ ابن حبان "فطرة الإسلام"

(6)

ولفظ الدارمي "فظفرنا بالمشركين"

(7)

12/ 150 (كتاب الأشربة- باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه)

ص: 4525

ورد من حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث نافع بن كيسان فأما حديث أبي مالك فأخرجه ابن وهب في "الموطأ"(46) وابن أبي شيبة (8/ 107) وأحمد (5/ 342) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 305 و 4/ 1/ 222) وأبو داود (3688) وابن ماجه (4020) والمحاملي في "أماليه"(61) وابن الأعرابي (ق 162/ أ) وابن حبان (6758) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 583) والطبراني في "الكبير"(3419) وفي "مسند الشاميين"(2061) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 115 - 116) والبيهقي (8/ 295 و 10/ 221) وفي "الشعب"(5227) وفي "الآداب"(922) والمزي (27/ 156 - 157) من طريق معاوية بن صالح الحمصي ثنا حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم الحَكَمي قال: تذاكرنا الطلاء فدخل علينا عبد الرحمن بن غَنْم فتذاكرناه فقال: حدثني أبو مالك الأشعري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يشرب أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير" اللفظ لابن أبي شيبة.

وحاتم بن حريث قال ابن معين: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: شيخ.

وقال عثمان الدارمي: ثقة، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال ابن سعد: كان معروفا.

ومالك بن أبي مريم قال ابن حزم: لا يدرى من هو، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 245)، وقال الذهبي في "الميزان" لا يعرف.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا حاتم بن حريث.

وكذا ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر عنه راويا إلا حاتم بن حريث فهو مجهول.

وأما حديث عبادة فيرويه أبو بكر بن حفص وهو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص واختلف عنه:

- فرواه بلال بن يحيى العبسي عن أبي بكر بن حفص واختلف عنه:

• فقال سعد بن أوس العبسي: عن بلال بن يحيى عن أبي بكر بن حفص عن ابن مُحيريز عن ثابت بن السِّمط عن عبادة مرفوعا "ليستحلنّ (1) طائفة (2) من أمتي الخمر باسم يسمونها اياه"

(1) ولفظ ابن ماجه "يشرب ناس"

(2)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "آخر أمتي"

ص: 4526

أخرجه أحمد (5/ 318) واللفظ له وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(8) والبزار (2689 و 2720 و 2721) والهيثم بن كليب (1308)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري

وابن أبي شيبة (8/ 108) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 5069) وابن ماجه (3385)

عن عبيد الله بن موسى العبسي

قالا: ثنا سعد بن أوس به.

• وقال ليث بن أبي سليم: عن بلال العبسي عن شُرَحبيل بن السِّمْط عن عبادة.

أخرجه الهيثم بن كليب (1307)

وليث قال النسائي وجماعة: ضعيف.

- وقال شعبة: أخبرني أبو بكر بن حفص قال: سمعت عبد الله بن محيريز يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه -

أخرجه الطيالسي (ص 80) عن شعبة به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (38/ 394)

وأخرجه أحمد (4/ 237) والنسائي (8/ 280) وفي "الكبرى"(5168) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(177) وأبو نعيم في "الصحابة"(7192 و 7242) من طرق عن شعبة به.

- وقال عتبة بن أبي حكيم الهمداني: ثنى أبو بكر بن حفص قال: حدثني عبد الله بن عمر رفعه "إنّ أناسا من أمتي يستحلون الخمر يشربونها ويدعونها بغير اسمها".

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 120) من طريق سليمان بن عبيد الله أبي أيوب الرقي عن بقية بن الوليد عن عتبة به.

وأبو أيوب الرقي مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

وبقية مدلس ولم يذكر سماعا من عتبة.

وعتبة مختلف فيه: وثقه الطبراني وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية بقية عنه.

- ورواه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن أبي بكر بن حفص واختلف عنه:

ص: 4527

• فقال أبو شهاب محمد بن عبد الواهب: عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن عمر.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 205)

• وقال علي بن مُسْهر الكوفي: عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن محيريز مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 112)

- ورواه سفيان الثوري واختلف عنه:

• فقال عبد الرزاق (17055): عن سفيان عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن محيريز مرسلا.

• وقال الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني: عن سفيان عن سليمان التيمي عن أبي بكر بن حفص عن عبد الرحمن بن محيريز مرسلا.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 548)

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (3384) عن العباس بن الوليد بن صُبْح الخلال الدمشقي ثنا عبد السلام بن عبد القدوس ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا "لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها"

وأخرجه الطبراني (1) في "الكبير"(7474) والمزي (18/ 88 - 89)

عن محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي

وابن عدي (5/ 1967)

عن عمر بن سنان المنبجي

وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 97)

عن الحسن بن سفيان النسوي

قالوا: ثنا العباس بن الوليد به.

(1) وأخرجه في "مسند الشاميين"(430) بهذا الإسناد ووقع عنده "عن أبي هريرة" مكان "أبي أمامة".

ص: 4528

قال ابن عدي: هذا ليس بمحفوظ عن ثور إلا من رواية عبد السلام عنه، وعبد السلام عامة ما يرويه غير محفوظ"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد السلام" المصباح 4/ 40

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11228) عن الحسن بن العباس الرازي ثنا إسماعيل بن توبة القزويني ثنا عفان بن سيار ثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعا "إنّ أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها"

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 57

قلت: عفان بن سيار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال البرذعي: قال أبو زرعة: ربما أنكر، وذكر غير حديث منكر من روايته، ورأيته يسيء الرأي فيه، وقال البخاري: لا يعرف بكبير حديث، وذكره العقيلي في:"الضعفاء"، وقال الذهبي في "الديوان": ليس بحجة.

وأبو عامر الخزاز واسمه صالح بن رستم مختلف فيه، والباقون ثقات.

وأما حديث عائشة فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أول ما يكفأ الإسلام"

وأما حديث نافع بن كيسان فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6408) من طريق أبي الفتح نصر بن مرزوق المصري ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة ثني سليمان بن داود عن أيوب بن نافع بن كيسان عن أبيه مرفوعا "ستشرب من بعدي أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يكون عونهم على شربها أمراؤهم".

وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين.

3230 -

حديث جابر قال: خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال "لِيُصَلِّ من شاء منكم في رَحْلِهِ"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (698")(1)

3231 -

"ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة"

قال الحافظ: ولابن خزيمة من حديثه (أي ابن عباس) مرفوعا: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنها صافية بلجة"

(1) 2/ 253 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة)

(2)

5/ 163 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

ص: 4529

3232 -

"ليلة القدر ليلة أربع وعشرين"

قال الحافظ: وروى الطيالسي من طريق أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (1)

صحيح

ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث بلال بن رباح ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطيالسي (ص 288) عن حماد عن الجُرَيْري عن أبي نضرة عن أبي سعيد به مرفوعا.

وإسناده صحيح رواته ثقات، وحماد إما هو ابن زيد وأما ابن سلمة وكلاهما سمع من الجريري قبل اختلاطه.

وأما حديث بلال فيرويه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

- فقال ابن لهيعة: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن الصُّنَابحي عن بلال به مرفوعا.

أخرجه أحمد (6/ 12) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 222) والبزار (1376) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 237) والطبراني في "الكبير"(1102) والهيثم بن كليب (971) والروياني (742) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 92) من طرق عن ابن لهيعة به.

قال البزار: لا نعلم روى الصنابحي عن بلال إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 176

قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة (2).

- وقال محمد بن إسحاق المدني: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي قال: سألت بلالا عن ليلة القدر فقال: ليلة ثلاث وعشرين.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 513 و 3/ 75)

وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من يزيد بن أبي حبيب.

(1) 5/ 169 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(2)

قال الحافظ: أخطأ ابن لهيعة في رفعه، فقد رواه عمرو بن الحارث عن يزيد بهذا الإسناد موقوفا بغير لفظه كما سيأتي في أواخر المغازي بلفظ "ليلة القدر أول السبع من العشر الأواخر" الفتح 5/ 169

ص: 4530

- وقال عمرو بن الحارث المصري: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن بلال قال: ليلة القدر في السبع في العشر الأواخر.

أخرجه البخاري (فتح 9/ 219)

وهذا أصح.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن نصر (ص 237) عن إسحاق بن راهويه أنا الثقفي ثنا خالد الحَذّاء عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين"

وإسناده صحيح رواته ثقات، والثقفي هو عبد الوهاب بن عبد المجيد.

3233 -

"ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين"

قال الحافظ: رواه إسحاق في "مسنده" من طريق أبي حازم عن رجل من بني بياضة له صحبة مرفوعا: فذكره" (1)

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 1140) عن عبدة بن سليمان الكلابي ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي حازم مولى هذيل قال: جاورت في مسجد المدينة مع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، في قُبّة له يُستر على بابها بقطعة حصير، فبينما نحن في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له إذ رُفع الحصير عن الباب، وأشار إلى من في المسجد أن اجتمعوا، فاجتمعوا، فوعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة لم أسمع واعظا مثلها، فقال "إنّ أحدكم إذا قام يصلي فإنه يناجي ربه تبارك وتعالى فلينظر بم يناجيه، ولا يظهر بعضكم على بعض بالقرآن" ثم ردّ الحصير ورجع كل واحد منا إلى موضعه، فقال بعضنا لبعض: إنّ لهذه الليلة شأنا، وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين.

وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(563) وابن نصر في "الصلاة"(132) عن إسحاق به.

وأخرجه في "الكبير"(2/ 1/ 244 - 245) من طريق يونس بن بكير الشيباني ثنا ابن إسحاق به.

واختلف عن ابن إسحاق:

فقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم أن

(1) 5/ 168 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

ص: 4531

أبا حازم مولى هذيل حدثه أنّ رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من بني بَيَاضة قال: جاورت فذكر الحديث ولم يقل فيه: ثم رد الحصير إلى آخره. وفي روايته أنّ البياضي حدث أبا حازم بالحديث.

أخرجه ابن نصر (135)

وهذا أصح.

واختلف فيه على محمد بن إبراهيم التيمي:

- فرواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم واختلف عنه:

• فقال مالك (الموطأ 1/ 80): عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم التمار عن البياضي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال "إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم بعض بالقرآن"

وأخرجه أحمد (4/ 344) والبخاري في "الكبير"(1)(2/ 1/ 245) وفي "خلق الأفعال"(562) وابن نصر (131) والنسائي في "الكبرى"(3364 و 8091) وأبو نعيم في "الصحابة"(7140) والبيهقي (3/ 11 - 12) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(608) من طرق عن مالك به.

قال ابن عبد البر: حديث ثابت صحيح" التمهيد 23/ 319

قلت: إسناده صحيح، وأبو حازم وثقه أحمد (العلل 2/ 72) وابن عبد البر (الكنى 1/ 556 - 557)

• ورواه غير واحد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم مرسلا، منهم:

1 -

عبد الله بن المبارك.

أخرجه ابن نصر (130) والنسائي (3365)

2 -

الليث بن سعد.

أخرجه النسائي (7366)

(1) رواه عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك وقال في روايته: عن أبي حازم التمار البياضي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو وهم، أو أنّ (عن) البياضي، سقطت من النسخة المطبوعة، والله أعلم.

ص: 4532

3 -

يزيد بن هارون.

أخرجه النسائي (تحفة الأشراف 11/ 145)

4 -

حماد بن زيد (1).

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 316 - 317) والمزي (33/ 218)

• ورواه عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن رجل من قومه، ولم يذكر أبا حازم.

أخرجه النسائي (3368)

• ورواه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد واختلف عنه:

فرواه عبد الرزاق (4217) عن سفيان كرواية ابن المبارك ومن تابعه.

• ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان فقال فيه: عن أبي حازم عن أبي عمرة الأنصاري.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2006)

والأول أصح.

- ورواه الوليد بن كثير المدني عن محمد بن إبراهيم أنّ أبا حازم مولى بياضة حدثه أنّ رجلا من بني بياضة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه.

أخرجه المزي (33/ 217 - 218)

وتابعه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3362 - تحفة الأشراف 11/ 145) وابن عبد البر (23/ 318)

عن الليث بن سعد (2)

(1) قال الليث ويزيد وحماد في روايتهم: عن أبي حازم مولى الأنصار.

(2)

ورواه الليث أيضا عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني بياضة من الأنصار أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه النسائي (3361) وابن عبد البر (23/ 317) من طريقين عن الليث به.

وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(564) والنسائي (3360) وابن عبد البر (23/ 318) من طرق عن ابن الهاد به.

وإسناده صحيح.

ص: 4533

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2007)

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي (1)

كلاهما عن ابن الهاد به.

وإسناده صحيح أيضا.

- ورواه شعبة عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري واختلف عن شعبة:

• فقال النضر بن شميل: ثنا شعبة ثنا عبد ربه عن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني بياضة.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1633)

• وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شعبة أنا عبد ربه قال: سمعت محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن رجل من بني بياضة.

أخرجه النسائي (3363) وأبو القاسم البغوي (1634)

• وقال محمد بن جعفر غُندر: ثنا شعبة قال: سمعت عبد ربه يحدث عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم- قال شعبة: ثم قال عبد ربه بعد: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- عن رجل من بني بياضة.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1635)

ورواية من روى الحديث عن محمد بن إبراهيم عن أبي حازم عن البياضي أصح، والله أعلم.

3234 -

"ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"

قال الحافظ: وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2/ 823): رأى رجل ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. ولأحمد من حديثه مرفوعا: فذكره، ولابن المنذر:"من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، وعن جابر بن سَمُرة نحوه، أخرجه الطبراني في "أوسطه"، وعن معاوية نحوه، أخرجه أبو داود" (2)

حديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 27 و157 - 158) وفي "المسائل" لابنه صالح (713)

(1) وقال في روايته، عن أبي حازم مولى الغفاريين.

(2)

5/ 169 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

ص: 4534

وعبد بن حميد (793) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 91) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(62) من طرق عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال "من كان متحريها فليتحرها في ليلة سبع وعشرين"

قال شعبة: وذكر لي رجل ثقة عن سفيان أنّه كان يقول: إنما قال "من كان متحريها فليتحرها في السبع البواقي"

قال شعبة: فلا أدري قال ذا أو ذا. شك شعبة.

وقال أحمد بن حنبل: الرجل الثقة يحيى بن سعيد القطان"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 176

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنّ الرواة عن عبد الله بن دينار اختلفوا في لفظه فالأكثر رووه عنه كما ذكر يحيى القطان، وانفرد شعبة عنه بلفظ "سبع وعشرين"

وأما حديث جابر بن سمرة فذكره الهيثمي في "المجمع"(3/ 177) بلفظ "التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"

وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" عن أبي بكر بن أبي شيبة وجادة عن خط أبيه، ورجاله ثقات"

قلت: رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(3/ 76) عن عمرو بن حماد بن طلحة القنّاد عن أسباط بن نصر عن سِماك عن جابر بن سمرة مرفوعا بلفظ "التمسوها- يعني ليلة القدر- في العشر الأواخر"

وإسناده حسن.

وأما حديث معاوية فيرويه شعبة عن قتادة سمع مُطَرِّف بن عبد الله عن معاوية واختلف عنه:

- فرواه عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري عن أبيه عن شعبة مرفوعا بلفظ "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"

أخرجه أبو داود (1386) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 234) عن عبيد الله بن معاذ به.

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (4/ 312) وفي "فضائل الأوقات"(102)

ص: 4535

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 93) وابن حبان (3680) والطبراني في "الكبير"(19/ 349) من طرق عن عبيد الله بن معاذ به.

- ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة موقوفا.

أخرجه البيهقي (4/ 312)

- وهكذا رواه عفان بن مسلم البصري عن شعبة موقوفا إلا أنه ساقه بلفظ "ليلة ثلاث وعشرين"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 76)

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة ثبت وهي مقبولة.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد قتادة به بل تابعه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن أخيه مطرف عن معاوية مرفوعا "التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 349 - 350) عن محمود بن محمد الواسطي ثنا وهب بن بقية أنا خالد بن عبد الله عن سعيد الجُرَيْري عن يزيد بن عبد الله به.

ومحمود بن محمد ترجمه الذهبي في "السير"(14/ 242) وقال: الحافظ المفيد العالم.

والباقون كلهم ثقات.

ورواه أبو يعلى (1076) عن وهب بن بقية بلفظ "التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة والثالثة"

ورواه ابن حبان (3661) عن أبي يعلى به.

واختلف فيه على خالد بن عبد الله الواسطي، فرواه أبو بشر إسحاق بن شاهين الواسطي عن خالد بن عبد الله فجعله عن أبي هريرة.

أخرجه ابن خزيمة (2177)

3235 -

"ليلة القدر ليلة مطر وريح"

قال الحافظ: وله (أي ابن أبي شيبة) من حديث جابر بن سَمْرة مرفوعا: فذكره" (1)

(1) 5/ 163 (كتاب الصوم- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

ص: 4536

أخرجه البزار (كشف 1031) ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رفعه "التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإني قد رأيتها فنسيتها وهي ليلة مطر وريح أو قال: قطر وريح"

وقال: لا نعلم أحدا رواه هكذا إلا عبد الرحمن بن شريك"

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 57)

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 98) عن محمد بن أبي غالب القُوْمَسي ثنا عبد الرحمن بن شريك به، وزاد "في وتر"

وأخرجه البزار أيضا (كشف 1033) عن محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن سماك عن جابر بن سمرة مرفوعا: فذكر نحوه.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر (23/ 57)

وعبد الرحمن بن شريك مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: واهي الحديث.

وتابعه أبو داود الطيالسي عن شريك إلا أنه اقتصر على أوله "التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر"

أخرجه أحمد (5/ 86) والبزار (كشف 1032)

وهكذا رواه أسباط بن نمر الهَمْداني عن سماك عن جابر مختصرا.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 76) عن عمرو بن حماد بن طلحة عن أسباط بن نصر به.

وشريك وأسباط مختلف فيهما.

3236 -

"لينتهينّ أقوام عن وَدْعِهِمُ الجُمُعَات"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (865) من حديث ابن عمر وأبي هريرة.

3237 -

"لينتهينّ رجال عن تركهم الجماعات أو لأحرقنّ بيوتهم"

قال الحافظ: وفي حديث أسامة بن زيد عند ابن ماجه مرفوعا: فذكره" (2)

تكلمت عليه في كتابي "أربح البضاعة فى صلاة الجماعة"(ص 70) فراجعه.

(1) 13/ 63 (كتاب الأدب- باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا)

(2)

2/ 267 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب وجوب صلاة الجماعة)

ص: 4537

3238 -

عن زاذان أنّه رأى ثلاثة على بغل فقال: لينزل أحدكم فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الثالث.

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل زاذان: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 36) وفي "الأدب"(151) عن وكيع عن أبي العَنْبَس عن زاذان به.

ومن طريقه أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(673) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1179)

وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وإسناده منقطع"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث ليس بصحيح، وإسناده منقطع، وقد صح أنّ رسول الله صلي الله عليه وسلم دخل المدينة راكبا فتلقي بالصبيان فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه فدخلوا المدينة ثلاثة على دابة"

قلت: رواته ثقات، وأبو العنبس اسمه سعيد بن كثير بن عبيد المُلائي.

3239 -

"لَيُهِلَّنَّ ابن مريم بِفَجِّ الرَّوْحَاء"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (1252) من حديث أبي هريرة رفعه "والذي نفسي بيده ليهلنّ ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما"

3240 -

"اللبن في المنام فطرة"

قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (3)

موقوف صحيح

يرويه هشام بن حسان واختلف عنه:

- فقال جميل بن الحسن العتكي: ثنا محمد بن مروان ثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة به مرفوعا.

(1) 12/ 520 (كتاب اللباس- باب الثلاثة على الدابة)

(2)

4/ 158 (كتاب الحج- باب التلبية إذا انحدر في الوادي)

(3)

16/ 50 (كتاب التعبير- باب اللبن)

ص: 4538

أخرجه البزار (كشف 2127)

وقال: لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد وعون بن عمارة، وعون لين الحديث"

قلت: ومحمد بن مروان هو العقيلي وهو مختلف فيه.

- وقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 77)

وهذا أصح لأنّ حماد بن أسامة ثقة ثبت.

وإسناده صحيح، ومحمد هو ابن سيرين.

3241 -

"اللحد لنا والشَّق لغيرنا"

قال الحافظ: وفي "السنن" لأبي داود وغيره من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره" (1)

ضعيف

روي من حديث ابن عباس ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث جابر بن عبد الله

فأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود (3208) وابن ماجه (1554) والترمذي (1045) والنسائي (4/ 66) وفي "الكبرى"(2136) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 531) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 450 - 451) والطحاوي في "المشكل"(2844) والطبراني في "الكبير"(12396) والبيهقي (3/ 408) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 297) والبغوي في "شرح السنة"(1511)

عن حَكّام بن سَلْم الرازي

والطبري (2/ 532)

عن هارون بن المغيرة الرازي

ومهران بن أبي عمر الرازي

ثلاثتهم عن علي بن عبد الأعلى الثعلبي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

(1) 3/ 461 (كتاب الجنائز- باب اللحد والشق في القبر)

ص: 4539

وقال الحافظ: وفي إسناده عبد الأعلي بن عامر وهو ضعيف، وصححه ابن السكن" التلخيص 2/ 127

وقال في "التقريب": عبد الأعلى بن عامر صدوق يهم.

قلت: بل هو ضعيف، قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث، وقال النسائي وغيره: ليس بذاك القوي، وذكره البخاري وجماعة في الضعفاء.

وقال ابن القطان الفاسي: الحديث لا يصح من أجل عبد الأعلى بن عامر" الوهم والإيهام 4/ 211

وقال النووي: إسناده ضعيف، مداره على عبد الأعلى بن عامر وهو ضعيف" الخلاصة 2/ 1013

وأما حديث جرير فأخرجه ابن سعد (2/ 294) وأحمد (4/ 362 - 363) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(186) والطحاوي في "المشكل"(2828) والمحاملي (383) والطبري (2/ 530) والطبراني في "الكبير"(2320 و 2321) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(25) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 297) والخطيب في "الموضح"(2/ 263 - 264) والبغوي في "شرح السنة"(1512)

عن سفيان الثوري (1)

والطيالسي (ص 92) وابن أبي شيبة (3/ 322) وابن ماجه (1555) والطبراني في "الكبير"(2324) وابن عدي (4/ 1329 و 5/ 1814) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 203)

عن شريك بن عبد الله القاضي

والطيالسي (ص 92) والطحاوي في "المشكل"(2831)

عن قيس بن الربيع

(1) هذه رواية وكيع وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وأبي نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن كثير العبدي وزائدة بن قدامة الكوفي ومؤمل بن إسماعيل البصري وأبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي وعبد الله بن نمير عن الثوري.

ورواه عبد الرزاق (6385) عن الثوري عن سالم بن عبد الرحمن عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير.

فزاد "سالم بن عبد الرحمن"

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(2319) والبيهقي (3/ 408)

والأول أصح.

ص: 4540

والطبراني في "الكبير"(2322 و 2323) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه"(72)

عن عمرو بن قيس

وأحمد (4/ 357 - 358) والطحاوي (2830) والطبراني (2325 و 2326)

عن الحجاج بن أرطأة

والطبري (2/ 530)

عن عنبسة بن سعيد بن الضُّرَيس الكوفي

كلهم عن أبي اليقظان عثمان بن عمير البجلي عن زاذان عن جرير به مرفوعا.

وفي لفظ "والشق لأهل الكتاب"

- ورواه أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثُّمالي عن أبي اليقظان واختلف عنه:

• فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: عن أبي حمزة عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2329) والبيهقي في "الشعب"(4009)

• وقال غير واحد: عن أبي حمزة عن زاذان عن جرير، ولم يذكروا أبا اليقظان.

أخرجه الحميدي (808)

عن سفيان بن عُيينة

وأحمد (4/ 359)

عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء

والطحاوي في "المشكل"(2829) والمحاملي (384)

عن عبد الله بن نُمير

ثلاثتهم عن أبي حمزة به.

• ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي حمزة واختلف عنه:

فقال يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني: عن أبي بكر بن عياش عن أبي حمزة عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير.

أخرجه الطبراني (2328)

ص: 4541

وقال محمد بن يزيد الرفاعي: عن أبي بكر بن عياش عن أبي حمزة عن زاذان عن جرير.

أخرجه الطبري (2/ 531)

وأبو حمزة الثمالي ضعفوه.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو اليقظان متفق على ضعفه" المصباح 2/ 39

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

عمرو بن مرة المرادي الكوفي.

أخرجه أحمد (4/ 357) والطبراني (2330) من طريق الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن مرة به.

والحجاج قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني وغيره: لا يحتج بحديثه.

2 -

أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي.

أخرجه أحمد (4/ 359) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 203) وفي "الصحابة"(7194)

وأبو جناب ضعفه جماعة وقواه بعضهم، وهو مدلس ولم يذكر سماعا من زاذان.

وأما حديث جابر فأخرجه ابن شاهين في "كتاب الجنائز" كما في "نصب الراية"(2/ 297) من طريق محمد بن الصلت عن محمد بن عبد الملك عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا.

ومحمد بن عبد الملك هو الأنصاري المدني كذبه أحمد وأبو حاتم، وقال الحاكم: روي عن ابن المنكدر الموضوعات.

قال أحمد: "الشق لغيرنا" ليس يقوم فيه حديث يثبت" المسائل لابنه عبد الله ص 145

***

ص: 4542