المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الهاء 4008 - حديث عبد الله بن أبي أحمد بن - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٨

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف الهاء 4008 - حديث عبد الله بن أبي أحمد بن

‌حرف الهاء

4008 -

حديث عبد الله بن أبي أحمد بن جحش: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط فخرج أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة بن أي معيط حتى قدما المدينة فكلما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردها إليهم فنقض العهد بينه وبين المشركين في النساء خاصة فنزلت الآية.

قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه في "تفسيره"(1)

ضعيف جدًا

أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 171) من طريق ابن أبي عاصم (2) ثنا محمد بن يحيي الباهلي ثنا يعقوب بن محمد ثنا عبد العزيز بن عمران عن مجمع بن يعقوب عن حسين بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي أحمد قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة، فخرج أخواها عمارة والوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلماه فيها أن يردّها إليهما، فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء، ومنعهنّ أن يرددن إلى المشركين، فأنزل الله تعالى آية الإمتحان.

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف" المجمع 7/ 123

وقال السيوطي: أخرجه الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف" الدر المنثور 8/ 132

قلت: عبد العزيز بن عمران قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث.

ويعقوب بن محمد هو الزهري مختلف فيه.

(1) 8/ 460 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية)

(2)

وهو في "الوحدان" له كما في "الإصابة"(7/ 200) وانظر تفسير ابن كثير 4/ 350

ص: 5719

4009 -

عن أبي هالة عن أبيه أنّه دخل على النبي-صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ فضمه إلى صدره وقال "هالة هالة"

قال الحافظ: وروى الطبراني في "الأوسط" من طريق تميم بن زيد بن هالة عن أبي هالة عن أبيه: فذكره" (1)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3806) و"الصغير"(537) عن عليّ بن محمد بن عمرو بن تميم بن زيد بن هالة بن أبي هالة التميمي حدثني أبي محمد عن أبيه عمرو بن تميم عن أبيه تميم بن زيد عن أبيه زيد بن هالة عن أبيه هالة أنّه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد، فاستيقظ النبي-صلى الله عليه وسلم فضمّ هالة إلى صدره، فقال "هالة هالة هالة"

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 379)

قال الطبراني: لم نكتب هذا الحديث إلا عن هذا الشيخ، وكان من أهل الفضل"

وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 9/ 377

4010 -

عن زر بن حبيش قال: قلت لصفوان بن عسال: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهوى شيئًا؟ قال: نعم، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فناداه أعرابي بصوت له جهوري فقال: أيا محمد، فأجابه النبي-صلى الله عليه وسلم على قدر ذلك فقال "هاؤم" قال: أرأيت المرء يحب القوم، الحديث.

قال الحافظ: وقد وقع في حديث صفوان بن عسال الذي أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة من طريق عاصم بن بَهْدَلة عن زر بن حبيش قال: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة"

4011 -

"هدايا الأمراء غلول"

سكت عليه الحافظ (3).

انظر الحديث الذي بعده.

4012 -

"هدايا العمال غلول"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي حميد مرفوعا: فذكره، وفي

(1) 8/ 140 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب تزويج النبي-صلى الله عليه وسلم خديجة)

(2)

13/ 178 (كتاب الأدب- باب علامة الحب في الله)

(3)

9/ 30 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

ص: 5720

إسناده إسماعيل بن عياش، وروايته عن غير أهل مدينته ضعيفة، وهذا منها، وقيل: إنّه رواه بالمعنى من قصة ابن اللتبية المذكورة ثاني حديثي الباب، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وجابر ثلاثتها في الطبراني الأوسط بأسانيد ضعيفة" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وأبو عوانة من طريق يحيى بن سعيد عن عروة عن أبي حميد رفعه: فذكره، وهو من رواية إسماعيل بن عياش عن يحيى، وهو من رواية إسماعيل عن الحجازيين وهي ضعيفة، ويقال: إنّه اختصره من حديث الباب كما تقدم بيان ذلك في الهبة" (2)

روي من حديث أبي حميد الساعدي ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث حذيفة ومن حديث أنس

فأما حديث أبي حميد فأخرجه أحمد (5/ 424) والبزار (3723) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1896) وأبو عوانة (4/ 437) وابن عدي (1/ 295) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 118) وأبو نعيم في "الصحابة"(6743) والبيهقي (10/ 138) والقاضي التنوخي في "الفوائد العوالي"(ص120 - 121) وأبو سعيد النقاش في" الفرق بين القضاة العادلة والجائرة" كما في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 1095) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(585) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد به مرفوعا.

واللفظ لأحمد والبزار.

ولفظ الباقين "هدايا الأمراء غلول"

قال البزار: رواه ابن عياش فاختصره وأخطأ فيه، إنّما هو عن الزهري عن عروة عن أبي حميد أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على الصدقة"

وقال ابن عدي: لا يحدث هذا الحديث عن يحيى غير ابن عياش"

وقال القاضي التنوخي: هذا حديث غريب من حديث يحيى بن سعيد عن عروة، لا أعلم حدّث به عنه غير إسماعيل بن عياش بهذا اللفظ.

وقال أيضًا: لا أعلم لابن عياش متابعا على هذا اللفظ"

(1) 6/ 148 - 149 (كتاب الهبة- باب من لم يقبل الهدية لعلة)

(2)

16/ 286 (كتاب الأحكام- باب هدايا العمال)

ص: 5721

وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهي ضعيفة" المجمع 4/ 201 و 5/ 249

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 4/ 189

وأما حديث جابر فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبان بن أبي عياش عن أبي نَضْرة عن جابر مرفوعا "الهدايا للأمراء غلول"

أخرجه عبد الرزاق (14665) عن سفيان الثوري عن أبان به.

واختلف فيه على سفيان:

• فقال مصعب بن ماهان المروزي: عن سفيان عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن أبان عن أبي نضرة عن جابر.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(256) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 110) والخطيب في "السابق واللاحق"(ص 109)

ومن هذا الطريق أخرجه الخليلي في "الإرشاد"(ق 58/أ) ووقع عنده: عن أبي سعيد بدل جابر (1).

• وقال عبد الرزاق الصنعاني وعبد الملك بن الصَّبَّاح الِمسْمَعِي الصنعاني البصري: عن سفيان عن أبان عن أبي نضرة عن أبي سعيد.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 15 - 16)

وإسناده ضعيف جدًا، أبان بن أبي عياش قال ابن معين وجماعة: متروك الحديث.

وخالفه أبو قَزَعة سويد بن حجير الباهلي فرواه عن أبي نضرة عن أبي سعيد قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 546) عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي قزعة به.

وإسناده صحيح، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك.

الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن البصري عن جابر.

أخرجه سنيد بن داود في "تفسيره" كما في "التلخيص"(4/ 189) عن عبدة بن سليمان الكلابي عن إسماعيل به.

(1) وجاء في الهامش: في موضع آخر جابر بدل أبي سعيد.

ص: 5722

- ورواه عمرو بن أبي قيس الرازي عن إسماعيل واختلف عنه:

• فقال سلمة بن الفضل الأبرش: ثنا عمرو بن أبي قيس عن إسماعيل عن الحسن عن جابر.

أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 296)

• وقال عبد الله بن الجهم الرازي: عن عمرو بن أبي قيس عن مصرف عن إسماعيل عن عطاء عن جابر.

زاد فيه مطرفا وجعل عطاء مكان الحسن.

أخرجه ابن عدي (1/ 281)

وإسماعيل قال ابن المديني: أجمع أصحابنا على ترك حديثه.

الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم عن عطاء عن جابر مرفوعا "هدايا الأمراء غلول"

أخرجه البزار (كشف 1600) والطبراني في "الأوسط"(4966) من طريق قيس بن الربيع عن ليث به.

قال البزار: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا ليث، تفرد به قيس"

قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وليث ضعفوه.

ولم ينفرد به بل تابعه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن عطاء عن جابر مرفوعا "هدية الإمام غلول"

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند علي ص 208) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي عبد الله بن وهب أني ابن لهيعة وعمر بن مالك عن عبيد الله بن أبي جعفر به.

وأحمد بن عبد الرحمن صدوق اختلط بأخرة، وابن لهيعة ضعفه ابن معين وغيره، لكن تابعه عمر بن مالك الشرعبي وهو صدوق، والباقون ثقات.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7848) وابن عدي (1/ 177) من طرق عن أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي ثنا النضر بن شميل عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "هدايا الأمراء غلول"

قال الطبراني: لم يروه عن ابن عون إلا النضر، تفرد به أحمد بن معاوية"

ص: 5723

وقال ابن عدي: وهذا من حديث أحمد بن معاوية بهذا الإسناد باطل، ولم يرو هذا الحديث عن النضر غير أحمد هذا والنضر ثقة.

وقال: أحمد بن معاوية حدّث عن الثقات بالبواطيل ويسرق الحديث"

وقال الحافظ: إسناده أشد ضعفا من إسناد حديث أبي حميد" التلخيص 4/ 189

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11486) و"الأوسط"(6898) من طريق يمان بن سعيد المصيصي ثنا محمد بن حمير عن خالد بن حميد عن خير بن نعيم عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "الهدية إلى الإمام غلول"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن خير بن نعيم إلا خالد بن حميد، تفرد به محمد بن حمير"

وقال الهيثمي: وفيه يمان بن سعيد المصيصي وهو ضعيف" المجمع 3/ 151

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال الذهبي في "الميزان": ضعفه الدارقطني وغيره ولم يترك.

واختلف فيه على خير بن نعيم:

فقال ابن لهيعة: عن خير بن نعيم عن عطاء عن جابر مرفوعا "هدايا الإمام غلول"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9051) عن المقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة.

والمقدام وابن لهيعة ضعيفان.

وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 331)

وفي إسناده الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي كذبه السعدي وأبو حاتم وابن أبي الحواري.

4013 -

"هدم المتعةَ: النكاحُ، والطلاقُ، والميراث"

قال الحافظ: أخرجه إسحاق بن راهويه وابن حبان من طريقه من حديث أبي هريرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-لما نزل بثنية الوداع رأى مصابيح، وسمع نساء يبكين فقال "ما هذا؟ " فقالوا: يا رسول الله، نساء كانوا تمتعوا منهن، فقال: فذكره.

وأخرجه الحازمي من حديث جابر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك، حتى إذا كنا عند العقبة مما يلي الشام جاءت نسوة قد كنا تمتعنا بهنّ يطفن برحالنا، فجاء

ص: 5724

رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، قال: فغضب وقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ونهى عن المتعة، فتوادعنا يومئذ فسميت ثَنِيَّة الوداع" (1)

حديث أبي هريرة أخرجه أبو يعلى (6625) وابن حبان (4149) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 26) والدارقطني (3/ 259) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(451) والبيهقي (7/ 207) ونصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة"(35) من طرق عن مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا عكرمة بن عمار ثنا سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-لما خرج، نزل ثنية الوداع، فرأى مصابيح، وسمع نساء يبكين، فقال "ما هذا؟ " قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نساء كانوا تمتعوا منهنّ أزواجهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"هدم- أو قال حرّم- المتعةَ: النكاحُ، والطلاق، والعدة، والميراث"

قال ابن القطان الفاسي والحافظ ابن حجر: إسناده حسن" نصب الراية 3/ 180 - الدراية 2/ 58 - التلخيص 3/ 154

وقال الذهبي: هذا حديث منكر، وعكرمة إنما غالب ضعفه من روايته عن يحيى بن أبي كثير" الميزان 4/ 229

قلت: عكرمة بن عمار ثقة إلا في روايته عن يحيى بن أبي كثير، ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ كما قال أبو حاتم والساجي والدارقطني.

وخالفه بشر بن عمر الزهراني فرواه عن عكرمة بن عمار ثني عبد الله بن سعيد المقبري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يهدم المتعة: النكاح، والطلاق، والعدة، والميراث"

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 478)

وبشر وثقه ابن سعد وغيره، وعبد الله قال أحمد وغيره: متروك الحديث.

وحديث جابر له عنه طريقان:

الأول: يرويه عباد بن كثير ثني عبد الله بن محمد بن عقيل: سمعت جابر بن عبد الله يقول: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك حتى إذا كنا عند العقبة مما يلي الشام جئن نسوة فذكرنا تمتعنا وهنّ يجلن في رحالنا أو قال: يطفن في رحالنا. فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليهنّ فقال "من هؤلاء النسوة؟ " فقلنا: يا رسول الله تمتعنا منهن، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم-حتى احمرت وجنتاه وتمّعر لونه واشتدّ غضبه وقام فينا خطيبا فحمد الله

(1) 11/ 73 (كتاب النكاح- باب نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرا)

ص: 5725

وأثنى عليه ثم نهى عن المتعة فتوادعنا يومئذ الرجال والنساء ولم نعد ولا نعود لها أبدا فبها سميت يومئذ ثنية الوداع.

قال الحازمي في "الإعتبار"(ص 179): ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن القزويني قال: ثنا أبو بكر محمد بن الفضل الطبري ثنا هناد بن السري ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عباد بن كثير به.

قال الحافظ: وهذا إسناد ضعيف" التلخيص 3/ 155

قلت: عباد بن كثير هو الثقفي البصري قال البخاري: تركوه، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه.

الثاني: يرويه إسماعيل بن أمية عن محمد بن المنكدر ثنا جابر قال: خرج مع النبي-صلى الله عليه وسلم النساء اللائي استمتعنا بهنّ حتى أتينا ثنية الركاب فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء النساء اللائي استمتعنا بهن؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"هنّ حرام إلى يوم القيامة" قال: فودعننا عند ذلك، قال: فسميت تلك الثنية ثنية الوداع وما كانت تسمى قبل ذلك إلا ثنية الركاب.

أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث"(453) من طريق أحمد بن عبد الرحيم البرقي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة عن عبد الله بن عمر

وأخرجه من طريق محمد بن مسلم بن واره أنا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة عن عبيد الله بن علي عن إسماعيل بن أمية به.

وإسناده ضعيف، صدقة هو ابن عبد الله السمين وهو ضعيف كما قال ابن معين والبخاري وأبو زرعة والنسائي وغيرهم.

وللحديث شاهد عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة، قال: وإنما كانت لمن لم يجد، فلما أنزل النكاح والطلاق والعدة والميراث بين الزوج والمرأة نسخت.

أخرجه الدارقطني (3/ 259 - 260) والبيهقي (7/ 207) والحازمي في "الاعتبار"(ص 178) ونصر المقدسي (34)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(438)

عن عثمان بن سعيد الحمصي

قالا: ثنا ابن لهيعة عن موسى بن أيوب عن عمه إياس بن عامر عن علي به.

قال الحازمي: هذا حديث غريب من هذا الوجة"

ص: 5726

وضعفه ابن القطان كما قال الزيلعي (نصب الراية 3/ 180)

قلت: وعلته ابن لهيعة فإنّه ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

4014 -

حديث سفيان بن عبد الله الثقفي: قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليّ؟ قال "هذا" وأخذ لسانه.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح" (1)

له عن سفيان بن عبد الله طرق:

الأول: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به، قال "قل: ربي الله، ثم استقم" قال: قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليّ؟ قال: فأخذ بلسان نفسه ثم قال "هذا"

منهم:

1 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه أحمد (3/ 413) والترمذي (2410) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(7) وابن حبان (5699) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 4/ 20) والبيهقي في "الشعب"(4575) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(418 و 1714) والمزي (17/ 378) من طرق عن عبد الله بن المبارك أنا معمر به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

• ورواه عبد الرزاق عن معمر واختلف عنه:

فرواه حسين بن مهدي الأُبُلِي عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(5)

ورواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (المصنف 20111) فلم يذكر عبد الرحمن بن ماعز (2).

(1) 14/ 89 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان)

(2)

قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف السلمي عن عبد الرزاق مرسلًا"

الشعب 9/ 201

ص: 5727

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(4576)

2 -

عثمان بن عمر التيمي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(4)

3 -

النعمان بن سعد.

قاله البيهقي في "الشعب"(9/ 200)

- وقال محمد بن الوليد الزبيدي: عن الزهري عن ماعز بن عبد الرحمن أنّ سفيان بن عبد الله قال.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 309) وابن حبان (5702) والطبراني في "مسند الشاميين"(1792)

وقال ابن حبان: ماعز بن عبد الرحمن، قاله الزبيدي، وهو متقن"

- وقال إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع المدني: عن الزهري عن عبد الرحمن بن معاذ عن سفيان بن عبد الله.

أخرجه الدارمي (2714) والدينوري في "المجالسة"(1388)

وإبراهيم بن إسماعيل قال الذهبي في "الديوان": ضعفوه.

- ورواه أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري واختلف عنه:

• فقال علي بن محمد بن عيسى الهروي: ثنا أبو اليمان أني شعيب ثني عبد الرحمن بن ماعز أنّ سفيان بن عبد الله قال.

أخرجه البيهقي في "الآداب"(395) وفي "الشعب"(4574)

وقال: وهو أصح"

• وقال عبد الكريم بن الهيثم القطان: ثنا أبو اليمان أني شعيب عن الزهري ثني محمد بن عبد الرحمن بن ماعز أنّ سفيان بن عبد الله قال.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 78)

- ورواه إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله.

ص: 5728

منهم:

1 -

أبو كامل مظفر بن مدرك البغدادي.

أخرجه أحمد (3/ 413)

2 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أحمد (3/ 413) والبيهقي في "الآداب"(394) وفي "الشعب"(4572)

3 -

أبو مروان محمد بن عثمان العثماني.

أخرجه ابن ماجه (3972)

4 -

يحيى بن يحيى النيسابوري.

أخرجه الحاكم (4/ 313)

5 -

يعقوب بن حميد بن كاسب المدني.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1585) وفي "السنة"(22)

6 -

الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه"(33)

ومن طريقه ابن قانع (1/ 308 - 309)

7 -

عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 459) والطبراني في "الكبير"(6396) وأبو الشيخ في "الطبقات"(516)

8 -

عاصم بن علي الواسطي.

أخرجه الطبراني (6396)

9 -

نعيم بن حماد المروزي.

أخرجه الطبراني (6396)

10 -

أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.

أخرجه الطبراني (6396)

11 -

أحمد بن أبان القرشي.

أخرجه ابن حبان (5700)

ص: 5729

12 -

محمد بن جعفر الوركاني (1).

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1123) والمزي (25/ 629)

• وقال أبو داود الطيالسي (2)(ص171): ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4573) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا أبو داود الطيالسي به.

وقال: والمحفوظ عن إبراهيم رواية الجماعة"

- وقال معاوية بن يحيى الصَّدَفي: عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6397)

ومعاوية قال أبو داود وجماعة: ضعيف.

- وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن الزهري عن محمد بن أبي سويد أنّ جده سفيان بن عبد الله قال.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(300)

ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5698) والبيهقي في "الشعب"(4577)

وقال ابن حبان: والقلب إلى رواية يونس أميل" الثقات 5/ 363 - 364

وقال البيهقي: المحفوظ رواية من رواه عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز"

وقال: بلغني عن محمد بن يحيى الذهلي أنّه قال: المحفوظ عندنا ما رواه معمر

(1) أخرجه المزي من طريق أبي القاسم البغوي عن الوركاني، ومن هذا الطريق أخرجه الواحدي في

"الوسيط"(4/ 33) لكن وقع عنده: عن عبد الرحمن بن ماعز.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3498) من طريق الحارث بن أبي أسامة عن الوركاني وقال فيه: عن

محمد بن عبد الرحمن ثنا ماعز العامري عن سفيان بن عبد الله.

(2)

أخرجه ابن منده في "الإيمان"(141) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي عن الطيالسي ووقع عنده: عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله.

وقال: مشهور عن الزهري مختلف في اسم ابن ماعز"

وهكذا رواه محمد بن المثنى عن الطيالسي فقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 4/ 20)

ص: 5730

وشعيب والنعمان بن راشد (1)، ولا أظن حديث يونس محفوظا لاجتماع معمر وشعيب والنعمان على خلافه، وفي حديث إبراهيم بن سعد دلالة أنّه بروايتهم أشبه منه برواية يونس"

وقال الحافظ في "التقريب": عبد الرحمن بن ماعز ويقال: محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، ويقال: ماعز بن عبد الرحمن، اختلف على الزهري في ذلك والأول أقوى، مقبول"

وأما أبو القاسم البغوي فقال: والصواب- زعموا- قول إبراهيم بن سعد" تهذيب الكمال 25/ 629 - 630

الثاني: يرويه يعلي بن عطاء العامري عن عبد الله بن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه قال: يا رسول الله، أخبرني أمرًا في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك؟ قال "قل: آمنت بالله، ثم استقم" قال: يا رسول الله فأيّ شيء أتقي؟ قال: فأشار بيده إلى لسانه.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 66) وأحمد (3/ 413) والبخاري في "الكبير"(13/ 100) والدارمي (2713) وابن أبي عاصم في "الزهد"(6) والنسائي في "الكبرى"(11490) والدينوري في "المجالسة"(1721) وابن قانع (2)(1/ 309) والطبراني في "الكبير"(6398) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 202) وفي "الأربعين على مذهب المتحققين"(41) والخطيب في "التاريخ"(9/ 334 و 454)

عن شعبة (3)

وأحمد (4/ 384 - 385) وفي "العلل"(2083) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(1) وأبو القاسم البغوي (1122) والبيهقي في "الشعب"(4578) والخطيب في "التاريخ"(2/ 370) والمزي (15/ 43)

عن هُشيم

كلاهما عن يعلي بن عطاء به.

ورواته ثقات، يعلي بن عطاء وثقه ابن سعد وابن معين وغيرهما، وعبد الله بن سفيان

(1) يعني روايتهم عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز.

(2)

وقع عنده: يعلي بن عطاء ثني أبي.

(3)

أخرجه النسائي في "الكبرى"(11489) من طريق بشر بن المفضل البصري عن شعبة، وقال في روايته: عن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه.

قال المزي: وهو غلط ووهم" تهذيب الكمال 15/ 43 و 44

ص: 5731

وثقه النسائي والعجلي وابن حبان وغيرهم، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى يعلي بن عطاء، وقال في "الكاشف": مجهول.

وأخرجه ابن الجوزي في "مشيخته"(ص 147 - 148) من طريق ابن أبي الدنيا ثني أبي ثنا قاسم عن يعلي بن عطاء به.

الثالث: يرويه عروة بن الزبير عن سفيان بن عبد الله بالمقطع الأول منه فقط.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(679) وأحمد (3/ 413) ومسلم (38) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1584) وفي "السنة"(21) وأبو القاسم البغوي (1124) والمحاملي (392) وابن قانع (1/ 309) وابن حبان (942) وابن بطة في "الإبانة"(154 و 155) وابن مندة (1) في "الإيمان"(140 و 165) والبيهقي في "الأربعين الصغرى"(27 و 28) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(16) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 406) والمزي (11/ 170 - 171)

4015 -

عن أبي رافع أنّه صلى الله عليه وسلم طاف ذات يوم على نسائه يغتسل عند هذه وعند هذه، قال: فقلت: يا رسول الله ألا تجعله غسلا واحدا؟ قال "هذا أزكى وأطيب وأطهر"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (2)

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 147) وأحمد (6/ 8 و 9 - 10 و 391) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 280) وأبو داود (219) وابن ماجه (590) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 101) والنسائي في "الكبرى"(9035) والروياني (702 و710و 711) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 129) والطبراني في "الكبير"(973) والبيهقي (1/ 204 و 7/ 192) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(893) والمزي (17/ 86 - 87) من طرق عن حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن أبي رافع عن عمته سلمى عن أبي رافع به.

ووقع عند أحمد "عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع"

ووقع عند النسائي "عبد الرحمن بن فلان بن أبي رافع"

وهو صالح كما قال ابن معين، وقال الذهبي في "المجرد": صويلح.

(1) وزاد في الموضع الثاني "قلت: ما أكثر ما تخاف عليّ؟ فأشار بيده إلى لسانه"

(2)

1/ 391 (كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد)

ص: 5732

وقال في "الكاشف": عنه حماد بن سلمة فقط.

وسلمى ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو الحسن بن القطان: لا تعرف.

وقال البوصيري: رواه الحارث بسند حسن" مختصر الاتحاف 1/ 255

4016 -

عن أبي سعيد أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم غرز عودا بين يديه، ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده، ثم قال "هذا الإنسان، وهذا أمله، وهذا أجله"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من رواية علي بن علي عن أبي المتوكل عنه -أي أبي سعيد" (1)

حسن

أخرجه أحمد (3/ 18)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 114) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 311) والبغوي في "شرح السنة"(4091)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(11) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(174)

عن حَرَمي بن عمارة البصري

قالوا: ثنا علي بن علي الرفاعي ثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم غرز بين يديه غرزا، ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعده، ثم قال "هل تدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هذا الإنسان، وهذا أجله، وهذا أمله، يتعاطى الأمل يختلجه دون ذلك".

قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي المتوكل لم يروه فيما أعلم إلا ابن علي الرفاعي"

قلت: واختلف عليه فيه، فرواه ابن المبارك في "الزهد"(254) عنه عن أبي المتوكل مرسلًا.

وتابعه علي بن الجَعْد البغدادي أخبرني علي بن علي عن أبي المتوكل به.

(1) 14/ 13 (كتاب الرقاق- باب في الأمل وطوله)

ص: 5733

أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(10)

ورواه وكيع في "الزهد"(189) عنه عن أبي المتوكل وعبد ربه بن أبي راشد عن جابر بن زيد مرسلًا.

والأول أصح. قال العراقي: إسناده حسن" تخريج الإحياء للحداد 6/ 2482

وهو كما قال للخلاف في علي بن علي الرفاعي، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود.

4017 -

عن بلال قال: كان عندي تمر دون فابتعت منه تمرا أجود منه، الحديث وفيه: فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "هذا الربا بعينه، انطلق فرده على صاحبه وخذ تمرك وبعه بحنطة أو شعير ثم اشتر به من هذا التمر ثم جئني به"

قال الحافظ: وعند الطبري من طريق سعيد بن المسيب عن بلال قال: فذكره" (1)

له عن بلال طرق:

الأول: يرويه ميمون أبو حمزة الأعور القصاب عن سعيد بن المسيب واختلف عنه:

- فرواه منصور بن المعتمر عن أبي حمزة واختلف عنه:

• فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن أبي حمزة عن سعيد عن بلال قال: كان عندي تمر دون فابتعت به السوق تمرا أجود منه بنصف كيله فقدمته إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فقال "ما رأيت اليوم تمرا أجود من هذا، من اين لك هذا يا بلال؟ " قال: فحدثته بما صنعت، قال "انطلق فرده على صاحبه وخذ تمرك فبعه بحنطة أو شعير ثم اشتر به هذا التمر ثم ائتني به" قال: ففعلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التمر بالتمر مثلا بمثل، والحنطة بالحنطة مثلا بمثل، والشعير بالشعير مثلا بمثل، والملح بالملح مثلا بمثل، والذهب بالذهب مثلا بمثل وزنا بوزن، والفضة بالفضة مثلا بمثل وزنا بوزن، فما كان من فضل فهو ربا"

أخرجه إسحاق (2) في "مسنده"(إتحاف الخيرة 3765 - المطالب 1390/ 1) والبزار (1362) والروياني (755) والهيثم بن كليب (982) والطبراني في "الكبير"(1018)

• وقال سيف بن محمد الكوفي: عن منصور والثوري (3) عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر.

(1) 5/ 395 (كتاب الكفالة- باب إذا باع الوكيل شيئا فاسدا)

(2)

ووقع عنده: عن أبي وجزة السعدي مكان أبي حمزة.

(3)

رواه عبد الرزاق (14189) عن الثوري عن إبراهيم ورجل عن سعيد بن المسيب مرسلًا.

ص: 5734

قاله الدارقطني في "العلل"(2/ 158)

وسيف كذبه أحمد وابن معين.

- ورواه قيس بن الربيع عن أبي حمزة واختلف عنه:

• فقال أبو غسان مالك بن إسماعيل النّهدي: ثنا قيس عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر.

أخرجه البزار (1363)

• وقال أبو بلال الأشعري: ثنا قيس عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر عن بلال.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1017)

وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

- ورواه عمرو بن أبي قيس وخلاد الصفار عن أبي حمزة عن سعيد عن عمر.

قاله الدارقطني (2/ 158 - 159)

وقال: وأبو حمزة مضطرب الحديث، والاضطراب في الإسناد من قبله"

قلت: وضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي وابن حبان وغيرهم.

الثاني: يرويه فضيل بن غزوان الكوفي ثنا أبو دهقانه قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فذكر ابن عمر أنّ بلالا حدّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه ضيف فأمره أن يأتيه بطعام، فأتاه بتمر، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التمر، فقال "من أين لك هذا التمر؟ " فقال: أبدلت صاعا بصاعين، فقال "رد علينا تمرنا" فرده.

أخرجه الطبراني (1028) من طريق الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني ثنا فضيل بن غزوان به (1).

والوليد بن القاسم مختلف فيه.

وخالفه عبد الله بن نمير رواه عن فضيل بن غزوان فلم يذكر بلالا.

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 102 - 103) وأحمد (2/ 21) وأبو يعلى (5710)

(1) رواه الفضل بن موسى المروزي عن فضيل بن غزوان عن رجل قال: كنت جالسا مع ابن عمر.

أخرجه الروياني (751)

ص: 5735

وتابعه وكيع عن فضيل بن غزوان به.

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 103)

ورواته ثقات غير أبي دهقانه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الثالث: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي إسحاق عن مسروق عن بلال قال: كان عندي تمر فبعته بما هو أجود منه بنصف كيله أو ببعض كيله، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته بما صنعت فقال "انطلق فرده على صاحبه وخذ تمرك، التمر بالتمر مثلا بمثل" ففعلت.

أخرجه البزار (1367) واللفظ له

عن عمرو بن محمد بن أبي رزين البصري

وأبو يعلى (اتحاف الخيرة 3768) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 68) والطبراني (1097) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 134)

عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي

قالا: ثنا إسرائيل به.

وأبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس ولم يذكر سماعا من مسروق، ومسروق ما أظنه سمع بلالا.

4018 -

"هذا الربا فردوه"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1216) من طريق أبي نَضْرة عن أبي سعيد" (1)

4019 -

حديث عليّ قال: لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة غدا فوقف على قُزَح، وأردف الفضل، ثم قال "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف" حتى إذا أسفر دفع.

قال الحافظ: وروى الطبري من حديث عليّ قال: فذكره.

وأصله في الترمذي دون قوله "حتى إذا أسفر"(2)

(1) 5/ 305 (كتاب البيوع- باب إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه)

(2)

4/ 279 (كتاب الحج- باب متى يدفع من جمع)

ص: 5736

يرويه عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن زيد بن علي بن الحسين واختلف عنه:

- فرواه إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع المدني عن عبد الرحمن بن الحارث واختلف عنه:

• فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن عليّ قال: فذكره.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 290) وفي "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 883 - مسند ابن عباس 1/ 225)

• وقال يونس بن بكير الشيباني: أنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

أخرجه الطبري (2/ 290) وفي "تهذيب الآثار"(2/ 884)

• وقيل: عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع عن علي.

قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 17)

وقال: زاد فيه أبا رافع ووهم"

قلت: وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع قال الذهبي في "الكاشف" و"الديوان": ضعفوه.

- ورواه غير واحد مطولا ومختصرا عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن عليّ، منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 417 و 14/ 177 - 178) وإسحاق في "مسنده"(النكت الظراف 7/ 428) وأحمد (1/ 75 - 76 و 156 - 157) وأبو داود (1922 و 1935) وابن ماجه (3010) والترمذي (885) والبزار (531) وأبو يعلى (312 و 544) وابن الجارود (471) وابن خزيمة (2837) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(810) والطحاوي في "المشكل"(1196 و 9016) وفي "شرح المعاني"(2/ 235) والبيهقي (5/ 122)

ص: 5737

2 -

المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي.

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2707 و 2791) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 76) والبزار (532) والطبري في "التهذيب"(مسند ابن عباس 1/ 224)

3 -

عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي.

أخرجه الفاكهي (2708) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 237)

4 -

مسلم بن خالد الزَّنْجي.

أخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 81)

5 -

محمد بن فليح بن سليمان الخزاعي.

قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 16)

وقال: والقول قول الثوري ومن تابعه"

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عليّ بهذا الإسناد"

قلت: وهو إسناد حسن.

- ورواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن علي، ولم يذكر ابن أبي رافع.

قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 17 - 18)

وقال: والصواب ما ذكرنا من قول الثوري ومن تابعه"

4020 -

وصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم الطيلسان فقال: "هذا ثوب لا يؤدى شكره"

قال الحافظ: أخرجه ابن سعد بسند مرسل" (1)

وقال في موضع آخر: وفي طبقات ابن سعد: ذكر الطيلسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره" (2)

مرسل

(1) 12/ 389 (كتاب اللباس- باب التقنع)

(2)

8/ 235 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 5738

أخرجه ابن سعد (1/ 461) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن عبد السلام بن حرب ثني موسى الحارثي في زمن بني أمية قال: فذكره.

4021 -

قوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص "هذا خالي"

سكت عليه الحافظ (1).

ضعيف

وهو من حديث جابر، وله عن جابر طريقان:

الأول: يرويه مُجالد بن سعيد الهمداني عن عامر الشعبي عن جابر قال: أقبل سعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فقال "هذا خالي فليرني امرؤ خاله"

أخرجه ابن سعد (3/ 137) وأحمد في "الفضائل"(1312)

عن يحيى القطان

وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(130) والترمذي (3752) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(211 و 213) والطبراني في "الكبير"(323) وابن شاهين في "السنة"(164) وأبو نعيم في "الصحابة"(527) وفي "فضائل الخلفاء"(115) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 366 - 367)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي (2)

وأبو يعلى (2049 و2101)

عن علي بن مُسهر الكوفي

ثلاثتهم عن مجالد به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد"

(1) 13/ 320 (كتاب الاستئذان- باب من زار قوما فقال عندهم)

(2)

رواه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وبشر بن خالد العسكري وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي وسعيد بن سليمان الواسطي وحيدرة بن إبراهيم العمري وعباس بن الحسين القنطري عن أبي أسامة بهذا الإسناد.

وخالفهم علي بن سعيد الكندي فرواه عن أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن جابر.

أخرجه الحاكم (3/ 498) وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج الشيخان لعلي بن سعيد الكندي شيئا، ولم يخرج البخاري رواية أبي أسامة عن إسماعيل.

وحديث أبي كريب ومن تابعه أصح.

ص: 5739

قلت: وهو ضعيف كما قال أحمد وغيره.

الثاني: يرويه صفوان بن عمرو بن هرم الحمصي عن ماعز التميمي عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل سعد بن مالك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا خالي"

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(528) عن الطبراني (1) ثنا الحسين بن إسحاق ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو به.

وإسناده ساقط، عبد الوهاب بن الضحاك قال الدارقطني وغير واحد: متروك، وقال أبو داود: يضع الحديث، وقال أبو حاتم: كان يكذب.

4022 -

عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم شبر لفاطمة من عقبها شبرا وقال: "هذا ذيل المرأة"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق معتمر عن حميد عن أنس، وأخرجه أبو يعلى بلفظ: شبر من ذيلها شبرا أو شبرين وقال "لا تزدن على هذا" ولم يسمّ فاطمة. قال الطبراني: تفرد به معتمر عن حميد. قلت: و"أو" شك من الراوي، والذي جزم بالشبر هو المعتمد، ويؤيده ما أخرجه الترمذي من حديث أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم شبر لفاطمة شبرا" (2)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5932) من طريق أبي نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي ثنا معتمر بن سليمان عن حميد الطويل عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شبر لفاطمة شبرا من عقبها شبرا وقال "هذا ذيل المرأة"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا معتمر، تفرد به ضرار بن صرد"

وقال الهيثمي: وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف" المجمع 5/ 127

قلت: كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث.

وتابعه سويد بن سعيد الحَدَثاني ثنا معتمر بن سليمان عن حميد عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقام بعض نسائه وشبر من ذيلها شبرا أو شبرين وقال "لا تزدن على هذا"

أخرجه أبو يعلى (3796)

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 127

قلت: سويد بن سعيد وإن أخرج له مسلم فهو مختلف فيه، وثقه أحمد والعجلي، وضعفه البخاري والنسائي وابن المديني وابن حبان وغيرهم.

(1) وهو في "مسند الشاميين"(1018)

(2)

12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جر ثوبه من الخيلاء)

ص: 5740

وللحديث شاهد عن أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم شبر لفاطمة شبرا من نطاقها.

أخرجه الترمذي (1732) من طريق عفان بن مسلم الصفار البصري ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أم الحسن عن أم سلمة به.

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.

4023 -

"هذا شيء كتبه الله على بنات آدم"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 1/ 416) من حديث عائشة.

4024 -

حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنّه قال لعمر: يا غلق الفتنة، فسأله عن ذلك فقال: مررتَ ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال "هذا غلق الفتنة، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش"

قال الحافظ: رواه البزار" (2)

ضعيف

أخرجه البزار (كشف 2506) وأسلم (3) في "تاريخ واسط"(ص 244 - 245) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 258) والطبراني في "الكبير"(8321) وأبو نعيم في "الصحابة"(4925) من طريق محمد بن بكار بن الريان الهاشمي البغدادي ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل ثنا حفص بن عثمان بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن قدامة بن موسى بن قدامة بن مظعون عن أبيه عن جده عن عمه عثمان بن مظعون أنّ عمر بن الخطاب أدرك عثمان بن مظعون على راحلته على ثنية الأثاية من العرج، فزحمت راحلته في عمرة اعتموها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تقدمت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الركب، فقال عثمان بن مظعون لعمر: أوجعتني يا غلق الفتنة، قال: فلما أسهلت الرواحل بهما دنا منه عمر بن الخطاب وقال: يغفر الله لك أبا السائب، فما هذا الإسم الذي سميتني به، قال: لا والله ما سميتكه ولكنه سماكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو أمام الركب تقدم القوم، مررتَ بنا يوما ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "هذا غلق الفتنة، وأشار بيده، لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين أظهركم".

(1) 4/ 338 (كتاب الحج- باب إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت)

(2)

7/ 418 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

(3)

وسقط من إسناده: عن أبيه عن جده.

ص: 5741

قال البزار: لا نعلم روى عثمان بن مظعون إلا هذا الحديث"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم، ويحيى بن المتوكل ضعيف" المجمع 9/ 72

وقال ابن عبد البر: هو عند جميعهم ضعيف" التهذيب 11/ 271

قلت: واختلف عنه:

فقال محمد بن سليمان لُوَين: ثنا أبو عقيل عن حفص بن عمر عن قدامة بن موسى عن عمه عثمان بن مظعون أنّه اعتمر وعمر بن الخطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحوه.

أخرجه ابن قانع (2/ 259)

4025 -

عن أسماء بنت عميس قالت: إنّ أول ما اشتكى كان في بيت ميمونة، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه، فتشاورن في لَدّه فلدوه، فلما أفاق قال "هذا فعل نساء جئن من هنا" وأشار إلى الحبشة وكانت أسماء منهن، فقالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب، فقال "ما كان الله ليعذبني به، لا يبقى أحد في البيت إلا لُدّ" قال: فلقد التدت ميمونة وهي صائمة.

قال الحافظ: رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح" (1)

أخرجه عبد الرزاق (9754) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس قالت: أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه، قال: فتشاور نساؤه في لدِّه، فلدوه، فلما أفاق قال "هذا فعل نساء جئن من هؤلاء" وأشار إلى أرض الحبشة- وكانت أسماء بنت عميس فيهن، قالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله، قال "إنّ ذلك لداء ما كان الله ليقذفني به، لا يبقين في البيت أحد إلا التدّ، إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني عباسا-" قال: فلقد التَدّت ميمونة يومئذ وإنّها لصائمة، لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه إسحاق (2145) وأحمد (6/ 438) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1935) وابن حبان (6587) والطبراني في "الكبير"(24/ 140) والحاكم (4/ 202) وابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص160 - 161) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(551) من طرق عن عبد الرزاق به.

(1) 9/ 214 (كتاب المغازي - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

ص: 5742

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 33

قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي بكر بن عبد الرحمن عن أسماء بنت عميس، ولم أر أحدا صرّح بسماع أبي بكر من أسماء فلا أدري أسمع منها أم لا.

واختلف عن معمر، فرواه عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 510)

وهكذا رواه غير واحد عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا، منهم:

1 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510)

2 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510)

3 -

عُقيل بن خالد الأيلي.

أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510)

4 -

عبيد الله بن أبي زياد الرُّصَافي.

أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 510)

وهذا أصح.

4026 -

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال للذي في يده اليمنى "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا" ثم قال للذي في شماله مثله في أهل النار. وقال في آخر الحديث: فقال بيديه فنبذهما، ثم قال "فرغ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير"

قال الحافظ: رواه الترمذي، وإسناده حسن" (1)

(1) 7/ 100 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الرُّوم:27])

ص: 5743

وذكره في موضع آخر وقال: ولأحمد والنسائي والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو: فذكره، وزاد فيه "فقال أصحابه: ففيم العمل؟ فقال: سددوا وقاربوا فإنّ صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل" الحديث. وفي حديث علي عند الطبراني نحوه وزاد "صاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيّ عمل، وقد يسلك بأهل السعادة طريق أهل الشقاوة حتى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم وتدركهم السعادة فتستنقذهم" الحديث.

ونحوه للبزار من حديث ابن عمر" (1)

حديث ابن عمرو تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سددوا وقاربوا فإنّ صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة"

وحديث عليّ أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5215) من طريق حماد بن واقد الصفار عن رجل من أهل مكة يقال له: سالم عن عطاء بن أبي رباح عن محمد بن الحنفية عن عليّ قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال "كتاب كتبه الله، فيه أسماء أهل الجنة بأسمائهم وأنسابهم، مجمل عليهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة. صاحب الجنة مختوم بعمل أهل الجنة، وصاحب النار مختوم بعمل أهل النار، وإن عمل أيّ عمل، وقد يُسلك بأهل السعادة طريق أهل الشقاء حتى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم وتدركهم السعادة فتستنقذهم، وقد يُسلك بأهل الشقاء طريق أهل السعادة حتى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم ويدركهم الشقاء من كتبه الله سعيدا في أمّ الكتاب لم يخرجه من الدنيا حتى يستعمله بعمل يسعده قبل موته ولو بِفَوَاق ناقة، ثم قال: الأعمال بخواتيمها، الأعمال بخواتيمها"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عليّ إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد بن واقد"

وقال الهيثمي: وفيه حماد بن واقد الصفار وهو ضعيف" المجمع 7/ 213

وحديث ابن عمر أخرجه البزار (كشف 2156) واللالكائي في "الإعتقاد"(1088) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 127) من طريق عبد الله بن ميمون القداح المكي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على شيء في يده، ففتح يده اليمنى، فقال "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أهل الجنة

(1) 14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 5744

بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، يُجمل عليهم إلى يوم القيامة، لا يُنقص منهم أحد، ولا يُزاد فيهم أحد، وقد يُسلك بالسعيد طريق الشقاء حتى يقال: هو منهم، ما أشبهه بهم، ثم يزال إلى سعادته قبل موته ولو بفواق ناقة" وفتح يده اليسرى فقال "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم، فيه أهل النار بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، يُجمل عليهم إِلى يوم القيامة، لا يُنقص منهم ولا يزاد فيهم أحد، وقد يُسلك بالأشقياء طريق أهل السعادة حتى يقال: هو منهم، وما أشبهه بهم، ثم يدرك أحدهم شقاؤه قبل موته ولو بفواق ناقة" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "العمل بخواتيمه، العمل بخواتيمه، ثلاثا"

قال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن عبيد الله إلا ميمون وهو صالح"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ضعيف جدا، وقال البزار: هو صالح، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 212

قلت: ولم ينفرد القداح به بل تابعه عبد الوهاب بن همام الصنعاني أخو عبد الرزاق ثنا عبيد الله بن عمر به.

أخرجه ابن عدي (5/ 1932 - 1933) من طريق محمد بن علي بن سفيان النجار ثنا عبد الوهاب بن همام به.

وقال: وهذا لا أعلم رواه عن عبيد الله غير عبد الوهاب بن همام وعبد الله بن ميمون القداح" (1)

وقال الذهبي: قلت: هو حديث منكر جدا، ويقضي أن يكون زنة الكتابين عدة قناطير"

وتعقبه الحافظ في "اللسان"(4/ 93 - 94) فقال: وليس ما قاله من زنة الكتابين بلازم بل هو معجزة عظيمة، وقد أخرج الترمذي لهذا المتن شاهدا"

يعني حديث ابن عمرو المتقدم، ويشهد له أيضا حديث عليّ المتقدم قبله.

وفي الباب عن ابن عباس، وله عنه طريقان:

الأول: يرويه سوار بن مصعب الهمداني عن أبي حمزة عن مِقْسم عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم بسط يده اليمنى فقال

(1) وللحديث طريق أخرى عند ابن بلبان في "المقاصد السنية"(ص 432 - 433) وفيها عبد الوهاب بن مجاهد المكي وهو متروك.

ص: 5745

"بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم مجمل أولهم على آخرهم لا ينتقص منهم ولا يُزاد فيهم فرغ ربكم. وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاء حتى يقال: كأنهم هم بل هم هم ما أشبههم بهم بل هم هم فيردهم ما سبق لهم من الله من السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها قبل موته بفواق ناقة. وقد يُسلك بأهل الشقاء طريق أهل السعادة حتى يقول: كأنهم هم بل هم هم ما أشبههم بهم بل هم هم فيردهم ما سبق لهم من الله فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ولو قبل موته بفواق ناقة. فصاحب الجنة مختوم له بعمل أهل الجنة وإن عمل عمل أهل النار، وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار وإن عمل بعمل أهل الجنة"

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الأعمال بخواتيمها"

أخرجه اللالكائي (1017) وابن بلبان في "المقاسد السنية"(ص 433 - 434) من طريق سويد بن سعيد الحدثاني ثنا سوار بن مصعب به.

وإسناده ضعيف جدا، سوار بن مصعب قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن سلمان الحَجْري عن عُقيل بن خالد الأيلي عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم فسمع ناسا من أصحابه يذكرون القدر، فقال "إنكم قد أخذتم في شعبين بعيدي الغور فيهما هلك أهل الكتاب من قبلكم" ولقد أخرج بها كتابا قال وهو يقرأ "هذا كتاب من الله الرحمن الرحيم فيه تسمية أهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم مُجمل على آخرهم لا ينقص منهم أحد، فريق في الجنة، وفريق في السعير"

أخرجه اللالكائي (1083) من طريق مَوْهَب بن يزيد بن خالد بن موهب الرملي أنا ابن وهب أنا عبد الرحمن بن سلمان به.

وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1277 و 1328) من طريق أحمد بن سعيد الهمداني عن ابن وهب به وزاد "ثم أخرج كتابا آخر فقرأه عليهم: هذا كتاب من الرحمن الرحيم، فيه تسمية أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم مجمل على آخرهم لا ينقص منهم، فريق في الجنة، وفريق في السعير"

وعبد الرحمن بن سلمان مختلف فيه، وثقه أبو سعيد بن يونس، واحتج به مسلم، وذكره البخاري وأبو زرعة والنسائي والعقيلي في "الضعفاء"، وموهب بن يزيد قال أبو حاتم: صدوق، والباقون ثقات.

ص: 5746

4027 -

عن عمر قال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارع أهل بدر يقول: "هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى، وهذا مصرع فلان" فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا تلك الحدود.

قال الحافظ: ووقع عند مسلم (2873) من حديث أنس عن عمر قال: فذكره" (1)

4028 -

حديث ابن عمر: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عمر فمرّ به على المقام فقال له "هذا مقام إبراهيم" قال: يا نبي الله، ألا تتخذه مصلّى؟ فنزلت.

قال الحافظ: رواه أبو نعيم في "الدلائل"(2)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13475) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني ثنا أبي ثنا هارون بن موسى النَّحْوِي عن أبان بن تغلب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أنّ عمر قال: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125].

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 175) من طريق محمد بن غالب التمتام ثني جعفر بن محمد المدائني به.

قال محمد بن غالب: وحدثنا به جعفر مرة أخرى فقال: عن مجاهد، ولم يذكر ابن عمر (3).

وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن محمد بن جعفر المدائني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 316

قلت: جعفر بن محمد المدائني ترجمه الخطيب في "التاريخ" وذكر له هذا الحديث في ترجمته، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأبوه مختلف فيه، وهارون ومن فوقه كلهم ثقات.

واختلف فيه على هارون:

• فرواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن هارون عن أبان بن تغلب عن طلحة بن مصرّف عن مجاهد مرسلا.

(1) 8/ 284 (كتاب المغازي- باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر)

(2)

9/ 235 (كتاب التفسير: سورة البقرة: باب {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125])

(3)

رواه أبو جعفر محمد بن عياش بن إدريس الموصلي عن جعفر بن محمد المدائني فلم يذكر ابن عمر.

أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 385 - 386)

ص: 5747

قاله الدارقطني في "العلل"(2/ 72)

وتابعه مسكين بن بكير الحراني عن هارون به.

أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص110)

قال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب"

قلت: وهو كما قال، فقد رواه غير واحد عن مجاهد مرسلا، منهم:

1 -

عبيد بن مِهران المُكْتِب.

أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص 110) عن إسحاق بن إسماعيل الفلفلاني ثنا إسحاق بن سليمان عن سفيان بن سعيد عن عبيد المكتب عن مجاهد قال: قال عمر: لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فأنزل الله تعالى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125].

ورواته ثقات، والفلفلاني له ترجمة في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ، و"أخبار أصبهان" لأبي نعيم، وإسحاق بن سليمان هو الرازي، وسفيان هو الثوري.

2 -

عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي.

أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(ص 49) عن عبد الملك عن مجاهد قال: قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فأنزل الله جل وعز {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125].

رواه أبو جعفر محمد بن زكريا القرشي الأصبهاني عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي عن الثوري به.

ورواه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص110) عن محمد بن زكريا به.

ورواته ثقات غير أبي حذيفة النّهدي، وهو مختلف فيه، وتُكلم في روايته عن الثوري، فقال أحمد: أبو حذيفة شبه لا شيء في حديث سفيان، وقال ابن معين: ليس بحجة في سفيان.

3 -

إبراهيم بن مهاجر الكوفي.

أخرجه ابن أبي داود (ص110 - 111) عن الحسين بن علي بن مهران الأصبهاني ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا شريك بن عبد الله عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: كان المقام إلى لزق البيت، فقال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو نحيته من البيت ليصلي إليه الناس، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البَقَرَة: 125].

ص: 5748

الحسين بن علي بن مهران ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وعبيد الله بن عبد المجيد قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وشريك وإبراهيم مختلف فيهما.

4029 -

حديث أبي بن كعب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء فتوضأ مرّة مرّة وقال: "هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به"

قال الحافظ: وأما حديث أبي بن كعب: فذكره، فهو حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه، وله طرق أخرى كلها ضعيفة" (1)

ضعيف

يرويه أبو الحواري زيد بن الحواري العَمِّي واختلف عنه:

- فقال عبد الله بن عرادة الشيباني أبو شيبان: عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء فتوضأ مرّة مرّة، فقال "هذا وظيفة الوضوء" أو قال "وضوء من لم يتوضأه لم يقبل الله له صلاة" ثم توضأ مرتين مرتين، ثم قال "هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر" ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، فقال "هذا وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي"

أخرجه ابن ماجه (420) والعقيلي (2/ 288) والهيثم بن كليب (1498) والآجري في "الأربعين"(ص 58) والدارقطني (1/ 81) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 278) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 260)

وقال العقيلي: فيه نظر"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، زيد العمي ضعيف وكذلك الراوي عنه" المصباح 1/ 62

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ضعيف عند أهل العلم بالحديث، لا يجوز الاحتجاج بمثله" الاختيارات الفقهية ص11

وذكره النووي في "الخلاصة"(1/ 116 - 117) في فصل الضعيف.

- ورواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه واختلف عنه:

(1) 1/ 243 - 244 (كتاب الوضوء- باب ما جاء في قول الله عز وجل: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المَائدة: 6])

ص: 5749

• فقال غير واحد: عن عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر.

أخرجه أبو يعلى (5598) وفي "معجمه"(46) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 316)

عن محمد بن بشير القاص

والعقيلي (2/ 288) وابن عبد البر (20/ 260)

عن عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي

وابن حبان في "المجروحين"(2/ 161 - 162)

عن محمد بن موسى الحَرَشي

وابن الأعرابي (ق 16/أو73 /أ)

عن سوار بن عمارة الرملي

وأبو عروبة الحراني في "أحاديثه"(59)

عن عتاب بن بشير الجزري الحراني

كلهم عن عبد الرحيم بن زيد العمي به.

• ورواه محمد بن سعيد بن زائدة الأسدي عن عبد الرحيم بن زيد فقال فيه: عن ابن عمر وأنس بن مالك.

أخرجه البيهقي في "الصغرى"(109) وفي "الخلافيات"(283) وابن عساكر (1) في "معجم الشيوخ"(1350)

• ورواه مرحوم بن عبد العزيز العطار عن عبد الرحيم بن زيد واختلف عنه:

فقال بشر بن عبيس بن مرحوم العطار: ثني جدي عن عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن معاوية بن قرة عن أبيه عن جده.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6284)

وقال أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي: ثني مرحوم بن عبد العزيز ثني عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر.

(1) وقال: هذا حديث حسن غريب"

ص: 5750

أخرجه ابن ماجه (419)

قال العقيلي: فيه نظر"

وقال أبو حاتم: عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث، وزيد العمي ضعيف الحديث، ولا يصح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال: هو عندي حديث واه، ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر" العلل لابن أبي حاتم 1/ 45

وقال ابن عبد البر: هو حديث لا أصل له، منكر في الإسناد والمتن، وليس يشتغل أهل العلم بالنقل بمثل حديث عبد الرحيم بن زيد العمي وأبيه وقد أجمعوا على تركهما"

وقال الحافظ: عبد الرحيم متروك، وأبوه ضعيف" التلخيص 1/ 82

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه زيد العمي وهو ضعيف، وابنه عبد الرحيم متروك بل كذاب، ومعاوية بن قرة لم يلق ابن عمر. قاله ابن أبي حاتم في "العلل" وصرّح به الحاكم في "المستدرك" المصباح 1/ 61

قلت: ولم ينفرد عبد الرحيم بن زيد به بل تابعه:

1 -

سلام بن سلم الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن ابن عمر.

أخرجه الطيالسي (ص 260) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 45) وابن عدي (3/ 1146 - 1147 و 1147) والدارقطني (1/ 80) وابن بشران (633) والبيهقي (1/ 80)

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: سلام الطويل متروك الحديث، وزيد العمي ضعيف الحديث"

2 -

محمد بن الفضل بن عطية عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن ابن عمر.

أخرجه الدارقطني (1/ 79)

ومحمد بن الفضل كذبه ابن معين والفلاس وغيرهما.

- وقال أبو اسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي: عن زيد العمي عن نافع عن ابن عمر.

أخرجه أحمد (2/ 98) والدارقطني (1/ 81) من طريقه

قال الدارقطني في "العلل": رواه أبو اسرائيل الملائي عن زيد العمي عن نافع عن ابن عمر فوهم، والصواب قول من قال: عن معاوية بن قرة عن عبيد بن عمير عن أبي بن

ص: 5751

كعب، وهذه رواية عبد الله بن عرادة، ومعاوية بن قرة لم يدرك ابن عمر، وعبد الله بن عرادة وإن كانت روايته متصلة فهو متروك" التلخيص 1/ 82

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك"(1/ 150): مداره على زيد العمي وهو واه"

وقال ابن عبد البر: حديث ضعيف، لا يجيء من وجه صحيح، ولا يحتج بمثله، فإنّما يدور على زيد بن الحواري العمي وهو انفرد به، وهو ضعيف ليس بثقة ولا ممن يحتج به، وقد اختلف عليه فيه أيضا"

طريق أخرى: قال المسيب بن واضح الحمصي: ثنا حفص بن ميسرة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّة مرّة وقال "هذا وضوء من لا يقبل الله منه الصلاة إلا به" ثم توضأ مرتين مرتين، وقال "هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين مرتين" ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، وقال "هذا وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي"

أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين"(17) وأبو عروبة الحراني (58) عن المسيب بن واضح به.

وأخرجه ابن المقرىء في "حديثه"(3) عن أبي عروبة به.

ومن طريق الحسن بن سفيان أخرجه الدارقطني (1/ 80) والبيهقي في "المعرفة"(1/ 298 - 299)

وأخرجه الدارقطني (1/ 80)

عن العباس بن الفضل بن رشيد الطبري

والبيهقي (1/ 80) وفي "الخلافيات"(284)

عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني

قالا: ثنا المسيب بن واضح به.

قال الدارقطني: تفرد به المسيب بن واضح عن حفص بن ميسرة، والمسيب ضعيف"

وقال البيهقي: وهذا الحديث من هذا الوجه ينفرد به المسيب بن واضح وليس بالقوي"

وقال في "المعرفة": المسيب بن واضح غير محتج به، وروي من أوجه كلها ضعيف"

وقال في "الخلافيات": وهذا أيضا ضعيف"

ص: 5752

وقال الحافظ: وقال عبد الحق: هذا أحسن طرق الحديث، قلت: هو كما قال لو كان المسيب حفظه، ولكن انقلب عليه إسناده" التلخيص 1/ 82

وللحديث شاهد عن زيد بن ثابت وأبي هريرة معا وعن عكراش وعن أنس وعن بريدة

فأما حديث زيد وأبي هريرة فأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك"(نصب الراية 1/ 29 - التلخيص 1/ 82) والحسن الخلال في "أماليه"(95) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك"(37) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 258) من طريق علي بن الحسن السامي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن زيد وأبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرّة مرّة، وقال "هذا الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به" وتوضأ مرّتين مرتين، وقال "هذا يضاعف الله به الأجر مرتين" وتوضأ ثلاثا ثلاثا، وقال "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي"

قال الدارقطني: تفرد به علي بن الحسن وكان ضعيفا"

وقال الحافظ: وهو مقلوب لم يروه مالك قط" التلخيص 1/ 82

وأما حديث عكراش فأخرجه ابن عدي (7/ 2494) والخطيب في "التاريخ"(11/ 28) من طريق النضر بن طاهر البصري ثنا عبيد الله بن عكراش ثني أبي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرّة مرّة، وقال "هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به" وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرّتين مرتين، وقال "هذا وسط من الوضوء"

قال ابن عدي: النضر بن طاهر ضعيف جدا يسرق الحديث ويحدّث عمن لم يرهم ولا يحمل سنه أن يراهم، وهو معروف بأنّه يثب على حديث الناس ويسرقه ويروي عمن لم يلحقهم، والضعف على حديثه بيّن"

وأما حديث أنس فأخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(23) عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أنا محمد بن مُصفى أنا ابن أبي فُديك ثني طلحة بن يحيى عن أنس قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه فغسل وجهه مرّة ويديه مرّة ورجليه مرة مرّة، وقال "هذا وضوء لا يقبل الله عز وجل الصلاة إلا به" ثم دعا بوضوء فتوضأ مرتين مرتين، وقال "هذا وضوء من توضأ ضاعف له الأجر مرتين" ثم دعا بوضوء فتوضأ ثلاثا ثلاثا، وقال "هكذا وضوء نبيكم ووضوء النبيين قبله، أو قال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي"

وإسناده منقطع بين طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي وبين أنس فإنّه لم يلقه.

وأما حديث بريدة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3674) عن سيف بن عمرو الغزي

ص: 5753

ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا أبو هنيدة ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن ابن بريدة عن أبيه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ واحدة واحدة، فقال "هذا الوضوء الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به" ثم توضأ ثنتين ثنتين، فقال "هذا وضوء الأمم قبلكم" ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، فقال "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن أبي السري"

قلت: اسمه محمد بن المتوكل، وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم.

وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.

وأما حديث عائشة فذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 57 و65 - 66)

قال: سئل أبو زرعة عن حديث رواه العباس بن الوليد النرسي عن يحيى بن ميمون بن عطاء عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه توضأ مرّة مرّة، فقال "هذا الذي افترض الله عليكم" ثم توضأ مرّتين مرتين، فقال "من ضعف ضعف الله له" ثم أعادها الثالثة، فقال "هذا وضوءنا معشر الأنبياء، فمن زاد على ذلك فقد أساء وأربى"

فقال أبو زرعة: هذا حديث واه منكر ضعيف ليس له أصل. وامتنع من قراءته ولم يقرأه عينا"

قلت: يحيى بن ميمون كذبه الفلاس والبخاري، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون.

4030 -

"هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي"

قال الحافظ: وهو حديث ضعيف كما تقدم لا يصح الاحتجاج به لضعفه" (1)

أنظر الحديث الذي قبله.

4031 -

حديث عليّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا وذهبا، فقال:"هذان حرامان على ذكور أمتي، حل لإناثهم"

قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عليّ: فذكره. وأخرج أبو داود والنسائي وصححه الترمذي والحاكم من حديث أبي موسى، وأعله ابن حبان وغيره بالانقطاع وأنّ رواية سعيد بن أبي هند لم يسمع من أبي موسى" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الذال فانظر حديث "الذهب والحرير حرام"

(1) 1/ 246 (كتاب الوضوء- باب فضل الوضوء)

(2)

12/ 412 (كتاب اللباس- باب الحرير للنساء)

ص: 5754

4032 -

حديث يوسف بن عبد الله بن سلام: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز شعير فوضع عليها تمرة، وقال "هذه إدام هذه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي بسند حسن" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (3260 و 3830) والترمذي في "الشمائل"(174) والطحاوي في "المشكل"(4453) والطبراني في "الكبير"(22/ 286) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 168 - 169) وفي "الصحابة"(6670) وأبو الشيخ في "الطبقات"(495) والبيهقي (10/ 63) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2886) وفي "الشمائل"(974) والمزي (32/ 89) من طرق عن عمر بن حفص بن غياث الكوفي ثنا أبي عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يزيد بن أبي أمية الأعور عن يوسف بن عبد الله به، وزاد: فأكلها.

وإسناده ضعيف، يزيد الأعور مجهول كما في "التقريب".

وللحديث طريق أخرى: يرويها أبو داود (3259) عن محمد بن عيسى بن نَجيح البغدادي ثنا يحيى بن العلاء عن محمد بن يحيى بن حبان عن يوسف بن عبد الله به.

وإسناده ضعيف جدا، يحيى بن العلاء هو البجلي قال الفلاس والنسائي والدارقطني: متروك الحديث، وكذبه أحمد وغيره.

واختلف عنه:

فرواه عبد الغفار بن الحكم الحرّاني عنه عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه.

أخرجه أبو يعلى (7494) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1639)

4033 -

عن أبي واقد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجة الوداع: "هذه ثم ظهور الحُصْر"

قال الحافظ: وروى أبو داود وأحمد من طريق واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه: فذكره، زاد ابن سعد من حديث أبي هريرة: فكنّ نساء النبي صلى الله عليه وسلم يحججن إلا سودة وزينب فقالا: لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإسناد حديث أبي واقد صحيح، وأغرب المهلب فزعم أنّه من وضع الرافضة لقصد ذمّ أمّ المؤمنين عائشة في خروجها إلى العراق للإصلاح

(1) 14/ 381 (كتاب الإيمان والنذور- باب إذا حلف أن لا يأتدم)

ص: 5755

بين الناس في قصة وقعة الجمل، وهو إقدام منه على رد الأحاديث الصحيحة بغير دليل" (1)

صحيح

ورد من حديث أبي واقد الليثي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أم سلمة

فأما حديث أبي واقد فأخرجه أحمد (5/ 218 و 219) وأبو داود (1722) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(903) وأبو يعلى (1444) والطحاوي في "المشكل"(5604) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 173) والطبراني في "الكبير"(3318) وأبو نعيم في "الصحابة"(7042) والبيهقي (4/ 327 و5/ 228) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 361) والخطيب في "التاريخ"(3/ 326 و 7/ 110) والمزي (30/ 415) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم عن واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه في حجة الودع "هذه ثم ظهور الحصر"

قال الذهبي في "الميزان": وهذا منكر فما زلن يحججن"

قلت: وواقد بن أبي واقد قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه زيد بن أسلم.

وذكره ابن منده في "الصحابة" وقال: قال أبو داود: له صحبة.

والحديث اختلف فيه على زيد بن أسلم:

فرواه عبد الرزاق (8812) عن مَعْمر بن راشد عن زيد بن أسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطيالسي (ص 304) عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه في حجة الوداع "إنّما هي هذه ثم ظهور الحصر"

قال: فكنّ كلهنّ يسافرن إلا زينب وسودة فإنّهما قالتا: لا تحركنا دابة بعد ما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 228)

وأخرجه ابن سعد (8/ 55 و 207 - 208) وأحمد (2/ 446 و 6/ 324) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 358) وأبو يعلى (7154 و 7158) وأبو القاسم البغوي في

(1) 4/ 444 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب حج النساء)

ص: 5756

"الجعديات"(2849) والطحاوي في "المشكل"(5603) والطبراني في "الكبير"(24/ 33 - 34) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 847) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 360 - 361) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 126) من طرق عن ابن أبي ذئب به.

قال الهيثمي: وفيه صالح مولى التوأمة ولكنّه من رواية ابن أبي ذئب عنه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل اختلاطه، وهو حديث صحيح" المجمع 3/ 214

قلت: إسناده حسن للخلاف في صالح مولى التوأمة، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط (1)، صرّح بذلك: ابن معين وابن المديني وأحمد والجوزجاني وابن عدي.

ولم ينفرد ابن أبي ذئب به بل تابعه:

1 -

صالح بن كيسان المدني.

أخرجه ابن سعد (8/ 55) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني عن أبيه عن صالح بن كيسان عن صالح مولى التوأمة أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع من حجة الوداع "هذه في ظهور الحصر"

قال صالح: وكانت سودة تقول: لا أحج بعدها أبدا.

وأخرجه البزار (كشف 1078) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد به.

ولفظه "هذه الحجة ثم ظهور الحصر"

وصالح بن كيسان لم أر أحدا صرّح بسماعه من صالح مولى التوأمة أهو قبل الاختلاط أم بعده.

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه البزار (كشف 1077) ثنا ابن كرامة ثنا قبيصة ثنا سفيان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه "إنّما هي هذه ثم الزموا ظهور الحصر"

وقال: أحسبه عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن صالح، ولكن هكذا قال قبيصة، وقد رواه جماعة عن صالح منهم: ابن أبي ذئب وصالح بن كيسان"

قلت: وقبيصة تكلموا في حديثه عن سفيان فقال ابن معين: ليس بحجة في سفيان،

(1) قال المنذري: إسناده حسن رواه عن صالح مولى التوأمة ابن أبي ذئب، وقد سمع منه قبل اختلاطه" الترغيب 2/ 213

ص: 5757

وقال أيضًا: ضعيف في سفيان، وقال أيضًا: ليس بذاك القوي في حديث سفيان فإنه سمع منه وهو صغير، وقال أحمد: كان كثير الغلط صغيرا لا يضبط.

وسفيان سمع من صالح مولى التوأمة بعد الاختلاط.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو يعلى (المطالب 1660) والطبراني في "الأوسط"(7926) وابن حبان (3706) وابن عدي (5/ 1870) من طرق عن عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما حجّ بنسائه قال "إنّما هذه، ثم عليكم بظهر الحصر"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم بن عمر إلا عبد الله بن نافع الصائغ"

وقال الهيثمي: وفيه عاصم بن عمر العمري وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وضعفه الجمهور" المجمع 3/ 214

قلت: وزاد ابن حبان: ويخالف. وذكره في "المجروحين"(2/ 127) وقال: منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عاصم بن عمر" مختصر الإتحاف 4/ 378

وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو يعلى (6885)

عن محمد بن خالد الحنفي

والطبراني في "الكبير"(23/ 313)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني

قالا (1): ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأزواجه عام حجة الوداع "هذه الحجة ثم ظهور الحصر"

قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 2/ 213

وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى ثقات" المجمع 3/ 214

(1) رواه الواقدي عن المخرمي فلم يذكر أم سلمة.

أخرجه ابن سعد (8/ 208)

والواقدي متروك الحديث.

ص: 5758

قلت: الحنفي صدوق، والحماني متهم، والأخنسي وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير رواية المخرمي عنه.

وذكر المخرمي في "المجروحين" وقال: كان كثير الوهم في الأخبار حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فإذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنّها مقلوبة فاستحق الترك.

وتعقبه الذهبي فقال: وقد أسرف ابن حبان وبالغ وكيف يترك وقد احتج مثل الجماعة به سوى البخاري ووثقه مثل أحمد" السير 7/ 329 - 330

ووثقه ابن معين والبخاري والعجلي والحاكم وغيرهم.

وعبد الرحمن بن سعيد وثقه ابن سعد وغيره لكن لا أدري أسمع من أم سلمة أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منها، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منها.

4034 -

عن أسماء بنت أبي بكر أنها أخرجت جبة طيالسة كسروانية فقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2069")(1)

4035 -

عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فهاجت ريح منتنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" بسند حسن" (2)

أخرجه أحمد (3/ 351) والبخاري في "الأدب المفرد"(732) وابن أبي الدنيا في "الغيبة"(69) والخرائطي في "المساوئ"(189) وابن حبان في "الثقات"(6/ 258) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(176 و 204) وأبو نعيم في "صفة النفاق"(160) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 714) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2237) من طريق عبد الوارث بن سعيد البصري عن واصل مولى أبي عيينة ثني خالد بن عُرْفُطة عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين"

قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات" الترغيب 3/ 511 - المجمع 8/ 91

(1) 12/ 402 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال)

(2)

13/ 80 (كتاب الأدب- باب الغيبة)

ص: 5759

قلت: خالد بن عرفطة لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم والبزار: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ ناسا من المنافقين اغتابوا أناسا من المسلمين فبعثت هذه الريح لذلك"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(733) وعبد بن حميد (1028) والخرائطي (187) والعبدوي (22) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 121) وفي "صفة النفاق"(159) وابن بشران (723) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(93 و 2236) من طرق عن فضيل بن عياض (1) عن الأعمش به.

قال أبو نعيم: مشهور من حديث فضيل عن الأعمش رواه عنه المتقدمون"

قلت: ورواته ثقات غير طلحة بن نافع وليس به بأس كما قال أحمد وغيره، لكن قال ابن حبان: كان الأعمش يدلس عنه.

4036 -

عن ابن عباس أنّ اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبده، فأنزل الله عز وجل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها، فقال "هذه صفة ربي عز وجل"

قال الحافظ: أخرجه البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بسند حسن" (2)

ضعيف

أخرجه ابن عدي (4/ 1566)

عن محمد بن أحمد بن الحسين

والبيهقي في "الأسماء"(ص 353 - 354)

عن مخلد بن أبي عاصم

(1) تابعه:

أ- إسرائيل بن يونس الكوفي عن الأعمش.

أخرجه أبو يعلى (2310) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(175 و 203) وأبو نعيم في "صفة النفاق"(159) والبيهقي في "الشعب"(6306)

ب- قيس بن الربيع الكوفي.

أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق"(159)

(2)

17/ 125 (كتاب التوحيد- باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله)

ص: 5760

قالا: ثنا محمد بن موسى الحَرَشي ثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى الخَزّاز ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أنّ اليهود جاءت النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك. فأنزل الله عز وجل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ} فيخرج منه {وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3] فيخرج من شيء {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 4] ولا شبه. فقال "هذه صفة ربي عز وجل وتقدس علوا كثيرا" اللفظ للبيهقي.

وإسناده ضعيف لضعف الخزاز، قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: يروي عن داود بن أبي هند ما لا يوافقه عليه الثقات، وهو مضطرب الحديث، وليس ممن يحتج به.

والحرشي مختلف فيه.

4037 -

عن عليّ قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال "هذه عرفه وهو الموقف" فذكر الحديث وفيه: ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر فقال "هذا المنحر، وكل مني منحر" واستفتته، وفي رواية عبد الله: ثم جاءته جارية شابة من خثعم فقالت: إنّ أبي شيخ كبير قد أدركته فريضة الله في الحج أفيجزئ أن أحج عنه؟ قال "حجي عن أبيك" قال: ولوى عنق الفضل، فقال العباس: يا رسول الله لويت عنق ابن عمك، قال "رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان"

قال الحافظ: وقع عند الترمذي وأحمد وابنه عبد الله والطبري من حديث عليّ مما يدل على أنّ السؤال المذكور وقع عند المنحر بعد الفراغ من الرمي، وأنّ العباس كان شاهدا، ولفظ أحمد عندهم من طريق عبيد الله بن أبي رافع عن عليّ قال: فذكره. وظاهر هذا أنّ العباس كان حاضرا لذلك فلا مانع أن يكون ابنه عبد الله أيضا كان معه.

ووقع في رواية الطبري في حديث علي: وكان الفضل غلاما جميلا فإذا جاءت الجارية من هذا الشق صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه الفضل إلى الشق الآخر، فإذا جاءت إلى الشق الآخر صرف وجهه عنه، وقال في آخره "رأيت غلاما حدثا وجارية حدثة فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان"(1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف"

(1) 4/ 438 و 439 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة)

ص: 5761

والسياق الذي ذكره ونسبه للطبري لم أره عنده ولا عند غيره ممن أخرج هذا الحديث عن علي.

4038 -

حديث البراء: مُرّ على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما مجلودا، فدعاهم فقال "هكذا تجدون حد الزانى في كتابكم؟ " قالوا: نعم.

قال الحافظ: ووقع عند مسلم (1700) من حديث البراء: فذكره.

وقال: وفي حديث البراء عند مسلم: فدعا رجلا من علمائهم فقال "أنشدك الله وبمن أنزله"

وقال: ووقع في حديث البراء: فحدّه الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم.

وقال: وفي حديث البراء "اللهم إني أول من أحيي أمرك إذ أماتوه"(1)

4039 -

عن هزيل بن شرحبيل قال: جاء سعد فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم فقام يستأذن على الباب فقال: "هكذا عنك، فإنما الاستئذان من أجل البصر"

قال الحافظ: ووقع في سنن أبي داود من طريق هزيل بن شرحبيل قال: فذكره.

ولم ينسب سعد هذا في رواية أبي داود، ووقع في رواية الطبراني أنّه سعد بن عبادة" (2)

له عن سعد طريقان:

الأول: يرويه طلحة بن مصرِّف الكوفي واختلف عنه:

- فرواه الأعمش عن طلحة واختلف عن الأعمش:

• فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الأعمش عن طلحة- هو ابن مصرف- عن هزيل- هو ابن شرحبيل- قال: جاء سعد فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن الحديث.

أخرجه أبو داود (5174) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(8439)

(1) 15/ 182 و 183 و184 (كتاب الحدود- باب أحكام أهل الذمة)

(2)

15/ 267 (كتاب الديات- باب من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينه)

و13/ 261 (كتاب الاستئذان- باب الاستئذان من أجل البصر)

ص: 5762

وأخرجه البيهقي (8/ 339) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا جرير عن الأعمش عن طلحة عن هزيل قال: أتى سعد بن معاذ النبي صلى الله عليه وسلم الحديث.

وقال: مرسل"

• وقال حفص بن غياث الكوفي: عن الأعمش عن طلحة عن هزيل قال: جاء رجل فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن. ولم يسم الرجل.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 757) وفي "الأدب"(25) وأبو داود (5174)

• وقال سفيان الثوري: عن الأعمش عن طلحة عن رجل عن سعد نحوه.

أخرجه أبو داود (5175)

- ورواه منصور بن المعتمر عن طلحة واختلف عن منصور:

• فقال قيس بن الربيع: عن منصور عن طلحة عن هزيل بن شرحبيل عن قيس بن سعد قال: انطلقت تلقاء الباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هكذا، هكذا، إنما جعل الاستئذان بعلة البصر"

أخرجه الخرائطي في "المساوىء"(804) وفي "اعتلال القلوب"(ص 145) والبيهقي في "الشعب"(8441)

وقيس بن الربيع سيئ الحفظ.

• وقال عَبيدة بن حُميد الكوفي: عن منصور عن طلحة عن هزيل عن سعد بن عبادة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5386) ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا سهل بن عثمان ثنا عبيدة بن حميد به.

• وقال سفيان الثوري: عن منصور عن طلحة عن هزيل أنّ سعدا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 757) وفي "الأدب"(23)

- ورواه جرير بن حازم البصري عن الأعمش عن طلحة عن هزيل أنّ سعد بن مالك استأذن.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8440)

الثاني: يرويه سفيان بن عيينة واختلف عنه:

- فقال عبد الرحمن بن بشر العبدي: عن ابن عيينة عن منصور عن هلال بن يَسَاف أنّ سعدا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم قبالة الباب فقال له "إذا استأذنت فلا تستقبل الباب"

ص: 5763

أخرجه البيهقي (8/ 339) وقال: مرسل"

• وقال أسد بن موسى المصري: عن ابن عيينة عن منصور عن هلال بن يساف عن سعد بن عبادة أنّه استأذن مستقبل الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا تستأذن مستقبل الباب"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5393)

وهلال بن يساف لم يدرك سعد بن عبادة.

4040 -

حديث أبي سعيد: هاجر رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "هل باليمن أبواك" قال: نعم. قال "أذنا لك؟ " قال: لا. قال "ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

أخرجه أحمد (3/ 75 - 76) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا دَرّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: هاجر رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "هجرت الشرك ولكنّه الجهاد، هل باليمن أبواك؟ " قال: نعم. قال "أذنا لك؟ " قال: لا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا وإلا فبرهما"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث المصري عن دراج به.

أخرجه الحاكم (2/ 103 - 104) والبيهقي (9/ 26) وغيرهما (2) من طريق ابن وهب أني عمرو بن الحارث به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: دراج واه"

قلت: هو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وقوى ابن معين ما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، وضعف أحمد وأبو داود ذلك.

4041 -

حديث سهل بن حنيف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج وساروا معه نحو ماء حتى إذا كانوا بشعب الخَرّار من الجُحْفَة اغتسل سهل بن حنيف، وكان أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فَلُبِطَ

(1) 13/ 6 - 7 (كتاب الأدب- باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين)

(2)

الحديث تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر "ارجع فاستئذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما"

ص: 5764

(أي صرع وزنا ومعنى) سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "هل تتهمون به من أحد؟ " فقالوا: عامر بن ربيعة، فدعا عامرا فتغيظ عليه فقال "علام يقتل أحدكم أخاه هلاّ إذا رأيت ما يعجبك برّكت؟ " ثم قال "اغتسل له" فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم يصب ذلك الماء عليه رجل من خلفه على رأسه وظهره ثم يكفأ القدح، ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس.

قال الحافظ: في حديث سهل بن حنيف عند أحمد والنسائي وصححه ابن حبان من طريق الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ أباه حدّثه: فذكره، وهذا لفظ أحمد من رواية أبي أويس عن الزهري، ولفظ النسائي من رواية ابن أبي ذئب عن الزهري بهذا السند "أنّه يصب صبة على وجهه بيده اليمنى وكذلك سائر أعضائه صبة صبة في القدح" وقال في آخره "ثم يكفأ القدح وراءه على الأرض" ووقع في رواية ابن ماجه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أبي أمامة أنّ عامر بن ربيعة مرّ بسهل بن حنيف وهو يغتسل" فذكر الحديث وفيه "فليدع بالبركة" ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه" قال معمر عن الزهري "وأمر أن يكفأ الإناء من خلفه" والحديث في "الموطأ" وفيه عن مالك حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل أنه سمع أباه يقول "اغتسل سهل" فذكر نحوه، وفيه "فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فوعك سهل مكانه واشتد وعكه" وفيه "ألا بركت؟ إنّ العين حق. توضأ له" فتوضأ له عامر، فراح سهل ليس به بأس"(1)

يرويه أبو أمامة بن سهل بن حنيف واختلف عنه:

- فرواه الزهري عن أبي أمامة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الزهري عن أبي أمامة قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل الحديث.

منهم:

1 -

مالك (2) في "الموطأ"(2/ 939)

ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(7618 و 7619) والطحاوي في "المشكل"(2895) والطبراني في "الكبير"(5575) والبغوي في "شرح السنة"(3245)

(1) 12/ 313 - 314 (كتاب الطب- باب العين حق)

(2)

وعنه ابن وهب في "الجامع"(642)

ص: 5765

2 -

إسحاق بن يحيى الكلبي.

أخرجه ابن حبان (6106)

3 -

معاوية بن يحيى الصَّدَفي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5576)

4 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(642) والطبراني في "الكبير"(5577) والبيهقي (9/ 352)

5 -

عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي.

أخرجه ابن وهب (642)

6 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه ابن ماجه (3509) والنسائي في "اليوم والليلة"(208) وفي "الكبرى"(7617) والطحاوي في "المشكل"(2894) والخرائطي في "المكارم"(2/ 978) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 16) والبيهقي (9/ 351 - 352) وفي "الآداب"(1018)

7 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3002)

• وقال غير واحد: عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه.

منهم:

1 -

أبو أويس (1) عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني.

أخرجه أحمد (3/ 486) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر"(ص 43 - 44)

2 -

ابن أبي ذئب (2).

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 58 - 59) وفي "المسند"(60) والطحاوي في "المشكل"(2896) والطبراني في "الكبير"(5578) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 242 - 243)

(1) مختلف فيه، وقال الدارقطني: في بعض حديثه عن الزهري شيء.

(2)

ثقة مشهور لكن تكلموا في روايته عن الزهري. انظر التهذيبين

ص: 5766

3 -

إبراهيم (1) بن إسماعيل بنُ مُجَمِّع المدني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5573)

• وقال جعفر بن برقان الرقي: عن الزهري عن أبي أمامة عن عامر بن ربيعة أنّه رأى سهل بن حنيف

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(210) والطحاوي في "المشكل"(2897) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن جعفر بن برقان به.

قال النسائي: جعفر بن برقان في الزهري ضعيف، وفي غيره لا بأس به"

قلت: والراوي عنه اختلف فيه: فوثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.

• ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:

فقال عبد الرزاق (19766): أنا معمر عن الزهري عن أبي أمامة قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف وهو يغتسل

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(5574) والبيهقي في "الشعب"(10710)

وقال سفيان (2) بن عيينة: عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه أنّ عامرا مرّ به وهو يغتسل

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(209)

• ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري واختلف عنه:

فقال الليث بن سعد: عن عقيل عن الزهري ثني أبو أمامة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2898) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به.

وعبد الله بن صالح مختلف فيه.

وقال سلامة بن رَوح بن خالد الأموي: عن عقيل: أني الزهري أنّ أبا أمامة أخبره أنّ عامر بن ربيعة أخبره أنّه مرّ على سهل بن حنيف وهو يغتسل

(1) ضعفوه، وقال البخاري: كثير الوهم عن الزهري.

(2)

رواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء عن سفيان على الوجهين: عن سفيان عن الزهري عن أبي أمامة، وعن معمر عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه.

ص: 5767

أخرجه الطحاوي (2898) والطبراني (5579)

وسلامة بن روح مختلف فيه كذلك.

وحديث مالك ومن تابعه أصح.

قال أحمد: مالك أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه.

وقال ابن معين: مالك أوثق الناس في الزهري.

أضف إلى ذلك أنّه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن الزهري عن أبي أمامة به.

وأبو أمامة مختلف في صحبته.

- ورواه محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّه سمع أباه يقول: اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر وذكر الحديث.

رواه مالك (2/ 938) عن محمد بن أبي أمامة به.

ورواه ابن وهب في "الجامع"(641) عن مالك به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(2895م) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري أنبا ابن وهب به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7616) وابن حبان (6105) والطبراني (5580) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 337 - 338) من طرق عن مالك به.

ورواته ثقات.

ولم ينفرد مالك به بل تابعه يوسف بن طهمان عن محمد بن أبي أمامة عن أبيه به.

أخرجه ابن وهب (641)

ويوسف مختلف فيه لكن لا بأس به في المتابعات.

- ورواه عبد الله بن أبي حبيبة المدني عن أبي أمامة عن أبيه قال: دخلت الخرار اغتسل فقال عامر بن ربيعة

أخرجه الطبراني (5582) عن أحمد بن عمرو الخلال ثنا يعقوب بن حميد ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي معشر عن عبد الله بن أبي حبيبة به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، وابن أبي حبيبة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما والحافظ في "التعجيل" ولم يذكروا فيه جرحا ولا

ص: 5768

تعديلا، وأحمد بن عمرو الخلال لم أقف له على ترجمة، ويعقوب بن حميد بن كاسب مختلف فيه، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وثقه ابن معين وغيره.

ولم ينفرد ابن أبي حبيبة به بل تابعه مسلمة بن خالد الأنصاري عن أبي أمامة عن أبيه أنّه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فذكر الحديث مختصرا.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 266 - 267) والطبراني (5581) وابن السني في "اليوم والليلة"(205) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 237 - 238)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني

والطبراني (5581)

عن جُبارة بن المُغَلس

قالا: ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ثني مسلمة بن خالد به.

ومسلمة بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ابن الغسيل، وقال أبو حاتم: مجهول.

والحماني مختلف فيه، وجبارة قال الذهبي في "الكاشف": ضعيف، وابن الغسيل وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه بعضهم.

4042 -

عن عمران بن حُصين قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فرفع صوته بهاتين الآيتين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)} [الحَجّ: 1] إلى {شَدِيدٌ} [الحَجّ: 2] فحثّ أصحابه المطي فقال "هل تدرون أي يوم ذاك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "ذاك يوم ينادي الله آدم"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من وجهين عن الحسن البصري عن عمران بن حصين وصححه وكذا الحاكم، وهذا سياق قتادة عن الحسن من رواية هشام الدَّسْتُوائي عنه، ورواه مَعْمر عن قتادة فقال: عن أنس، أخرجه الحاكم أيضا ونقل عن الذهلي أنّ الرواية الأولى هي المحفوظة، وأخرجه البزار والحاكم أيضا من طريق هلال بن خَبّاب عن عكرمة عن ابن عباس قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم قال "هل تدرون؟ " فذكر نحوه" (1)

حديث عمران بن حصين يرويه الحسن البصري واختلف عنه:

- فرواه قتادة عن الحسن واختلف عنه أيضاً:

(1) 14/ 180 (كتاب الرقاق- باب إن زلزلة الساعة شيء عظيم)

ص: 5769

• فقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن الحسن عن عمران قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر (1) فتفاوت بين أصحابه في السير، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بهاتين الآيتين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)} [الحَجّ: 1] إلى قوله {عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي وعرفوا أنّه عند قول يقوله (2)، فقال "هل تدرون أي يوم ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "ذاك يوم ينادي الله فيه آدم فيناديه ربه فيقول: يا آدم أبعث بعث النار، فيقول: يا رب وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة" فيئس (3) القوم حتى ما أبدوا (4) بضاحكة، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بأصحابه قال "اعملوا وأبشروا، فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم وبني إبليس" قال: فَسُرِّي عن القوم بعض الذي يجدون، فقال "اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرَّقْمَة في ذراع الدابة"

أخرجه أحمد (4/ 435) والترمذي (3169) والسياق له وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(22) والنسائي في "الكبرى"(11340) والروياني (69) والطبري في "تفسيره"(17/ 111) وفي "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 400 - 402) والحاكم (2/ 233 و 234 و 4/ 567)

وتابعه شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن قتادة به.

أخرجه الحاكم (1/ 28 - 29 و 2/ 385)

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بطوله، والذي عندي أنّهما قد تحرجا من ذلك خشية الإرسال، وقد سمع الحسن من عمران بن حصين"

وقال أيضًا: حديث هشام الدستوائي حديث صحيح فإنّ أكثر أئمتنا من المتقدمين على أنّ الحسن قد سمع من عمران بن حصين"

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأكثر أئمة البصرة على أنّ الحسن قد سمع من عمران غير أنّ الشيخين لم يخرجاه"

(1) ولفظ النسائي والحاكم "في مسير"

(2)

زاد أحمد وابن أبي الدنيا "فلما تأشبوا حوله"

(3)

ولفظ أحمد وغيره "فأبلس"

(4)

ولفظ أحمد وغيره "أوضحوا"

ص: 5770

وقال: ولم يخرج الشيخان في هذه الترجمة حرفا وذكرا أنّ الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، والذي عندي أنّ الحسن قد سمع من عمران بن حصين"

كذا قال: إنّ الحسن سمع من عمران. وخالفه ابن معين ويحيى القطان وابن المديني وأبو حاتم والبيهقي فقالوا: لم يسمع منه.

• ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه:

فقال رَوح بن عبادة البصري: ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران.

أخرجه أحمد (4/ 435) عن روح به.

وأخرجه الحاكم (2/ 385)

عن محمد بن إسحاق الصاغاني

و (4/ 567)

عن إبراهيم بن عبد الله السعدي

قالا: ثنا روح به.

وقال محمد بن بشر العبدي: عن سعيد عن قتادة عن العلاء بن زياد عن عمران.

أخرجه الطبري (17/ 111) وفي "تهذيب الآثار"(1/ 402) والطبراني في "الكبير"(18/ 218)

وتابعه عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد به.

أخرجه هناد في "الزهد"(197)

• وقال عبد الوهاب بن عطاء العجلي: أخبرني سعيد عن قتادة عن الحسن والعلاء بن زياد العدوي عن عمران.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(281)

• وقال سليمان التيمي: عن قتادة عن صاحب له حدّثه عن عمران.

أخرجه الطبري (17/ 111) وفي "تهذيب الآثار"(1/ 399)

• وقال معمر بن راشد: عن قتادة عن أنس.

أخرجه أبو يعلى (3122)

عن محمد بن مهدي الأبلي

ص: 5771

وابن حبان (7354)

عن محمود بن غيلان المروزي

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 3/ 204)

عن أبي سفيان محمد بن حميد المَعْمَري

والحاكم (1/ 29)

عن أحمد بن حنبل

و (4/ 566 - 567)

عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري

و (4/ 567)

عن محمد بن يحيى الذهلي

كلهم عن عبد الرزاق (1) عن معمر به.

وتابعه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به.

أخرجه الطبري (17/ 112)

قال الحاكم: صحيح على شرطهما"

وقال: قال محمد بن يحيى الذهلي: هذا الحديث عندنا غير محفوظ عن أنس، ولكن المحفوظ عندنا حديث قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين حدثنا به عبد الصمد ثنا هشام عن قتادة عن الحسن"

- ورواه علي بن زيد بن جُدْعان عن الحسن عن عمران: فذكر نحوه، وقال فيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قاربوا وسددوا فإنّها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، قال: فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" فكبروا، ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" فكبروا، ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة" فكبروا.

أخرجه أحمد (4/ 432) عن سفيان بن عيينة عن علي بن زيد به.

(1) رواه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 31) عن معمر عن قتادة وأبان عن أنس.

رواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق به.

ص: 5772

وأخرجه الترمذي (3168) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان بن عيينة به.

والسياق له

وقال: هذا حديث حسن صحيح، قد روي من غير وجه عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم "

قلت: علي بن زيد ضعفه أحمد وابن معين وابن سعد والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.

- وقال عوف بن أبي جميلة الأعرابي: عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة العسرة.

مرسل.

أخرجه الطبري (17/ 111) وفي "تهذيب الآثار"(1/ 402) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف به.

وإسناده إلى الحسن صحيح.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2235) والطبري في "تهذيب الآثار"(1/ 396) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 205) والحاكم (4/ 568) من طرق عن سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأصحابه عنده {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)} [الحَجّ: 1] إلى آخر الآية، فقال "هل تدرون أي يوم ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "ذلك يوم يقول الله عز وجل: يا آدم قم فابعث بعثا إلى النار، فيقول: وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة" فشقّ ذلك على القوم (1)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة (2)، اعملوا وأبشروا فإنكم بين خليقتين، لم تكونا مع أحد إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج، وإنما أنتم فيهم (3) أو قال: في الأمم كالشامة في جنب البعير، وكالرقمة في ذراع الدابة (4)، إنّما أمتي جزء من ألف جزء"

(1) زاد الحاكم "ووقعت عليهم الكآبة والحزن"

(2)

زاد ابن أبي حاتم والحاكم "ففرحوا"

(3)

ولفظ الحاكم "في الناس"

(4)

ولفظ الحاكم "الناقة"

ص: 5773

السياق للبزار

وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"

وقال الطبري: سنده صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة" المجمع 7/ 69

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، وقد قال يحيى القطان وغيره في هلال بن خباب: إنّه تغير بأخرة، وأنكر ابن معين ذلك.

4043 -

حديث العباس بن عبد المطلب "هل تدرون ما بين السماء والأرض؟ " قلنا: لا، قال "إحدى أو اثنتان أو ثلاث وسبعون، قال: وما فوقها مثل ذلك حتى عد سبع سموات، ثم فوق السماء السابعة البحر، أسفله من أعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوقه ثمانية أوعال، ما بين أظلافهنّ وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم العرش فوق ذلك"

قال الحافظ: وفي حديث العباس بن عبد المطلب عند أبي داود وصححه ابن خزيمة والحاكم مرفوعا: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بين كل سماء وسماء احدى أو اثنان وسبعون سنة"

4044 -

حديث ابن عباس وجابر "هل تقرأ من القرآن شيئا؟ " قال: نعم، إنّا أعطيناك الكوثر، قال "أصدقها إياها"

ذكر الحافظ أنّه عند أبي الشيخ في "كتاب النكاح".

وقال: وفي حديث ابن عباس وجابر: والله ما لي ثوب إلا هذا الذي علي" (2)

4045 -

حديث ابن عباس: احتفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال "هل دللتم على رجل يطعمنا أكلة؟ " قال رجل: نعم، قال "أما لا"

(1) 17/ 186 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء)

(2)

11/ 111 و 114 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

ص: 5774

قال الحافظ: وفي "المسند" من زيادات عبد الله بن أحمد من حديث ابن عباس: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّ البرقة الأولى أضاءت لها قصور الشام"

4046 -

حديث ابن زمل الجهني: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال "هل رأى أحد منكم شيئا؟ " قال ابن زمل: فقلت: أنا يا رسول الله، قال "خيرا تلقاه وشرا تتوقاه، وخير لنا وشر على أعدائنا، والحمد لله رب العالمين، أقصص رؤياك"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني والبيهقي في "الدلائل" من حديث ابن زمل الجهني- بكسر الزاي وسكون الميم بعدها لام ولم يسم في الرواية، وسماه أبو عمر في "الاستيعاب" عبد الله- قال: فذكره، وسنده ضعيف جدا" (2)

هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "الدنيا سبعة آلاف سنة"

4047 -

حديث عمران بن حصين أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل "هل صمت من سرر شعبان شيئا" قال: لا، قال "فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين"

قال الحافظ: واستظهر (أي الطحاوي) أيضا بحديث عمران بن حصين: فذكره" (3)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 432 و 434 و 442) والنسائي في "الكبرى"(2869 و 2870) من طرق عن سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشِّخِّير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين به (4).

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو العلاء اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير ومطرف أخوه.

ولم ينفرد سليمان التيمي به بل تابعه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي العلاء به.

(1) 8/ 400 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)

(2)

16/ 92 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب)

(3)

5/ 31 (كتاب الصوم- باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين)

(4)

رواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن أبي العلاء مرسلا.

أخرجه النسائي (2871)

ص: 5775

أخرجه أحمد (4/ 442) وأبو عبيد في "الغريب"(2/ 79) عن يزيد بن هارون عن الجريري به.

وأخرجه مسلم (2/ 820 - 821) عن ابن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون به.

ورواه حماد عن الجريري فقال فيه "صم يوما"

أخرجه أحمد (4/ 443 - 444) عن عفان بن مسلم البصري

والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 84) من طريق عبيد الله

كلاهما عن حماد به.

ورواه روح بن عبادة البصري عن حماد فلم يقل يومين.

أخرجه أحمد (4/ 443) وأبو عوانة (3/ 99)

وتابعه عبد الأعلى بن حماد النرسي عن حماد به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(2868)

ولم ينفرد أبو العلاء به بل تابعه غير واحد عن مطرف به، منهم:

1 -

غيلان بن جرير البصري.

أخرجه أحمد (4/ 446) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا مهدي بن ميمون عن غيلان به.

وإسناده صحيح.

2 -

ثابت البُنَاني.

أخرجه الطيالسي (ص 111) عن حماد بن سلمة عن ثابت به.

وأخرجه أحمد (4/ 443) ومسلم (1161) والنساني في "الكبرى"(2868) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 83 - 84) وأبو عوانة (3/ 99) والشجري في "أماليه"(2/ 115) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت به.

وإسناده صحيح.

3 -

ابن مطرف بن الشخير.

وقال فيه "فصم يوما أو يومين" على الشك. قال: وأظنه قال: يومين.

أخرجه أحمد (4/ 428) عن محمد بن جعفر البصري (1) ثنا شعبة عن ابن مطرف به.

(1) وتابعه النضر بن شميل المازني أنا شعبة به.

أخرجه مسلم (2/ 821)

ص: 5776

ورواه محمد بن بشار عن محمد بن جعفر فقال فيه: عن ابن أخي مطرف واسمه عبد الله بن هانئ عن مطرف.

أخرجه الروياني (113)

وتابعه محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر به.

أخرجه مسلم (2/ 821)

4048 -

حديث أبي جمعة: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب يوم الأحزاب فلما سلّم قال "هل علم رجل منكم أني صليت العصر؟ " قالوا: لا يا رسول الله. فصلى العصر ثم صلى المغرب"

قال الحافظ: رواه أحمد من حديث أبي جمعة، وفي صحة هذا الحديث نظر لأنّه مخالف لما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم لعمر "والله ما صليتها" ويمكن الجمع بينهما بتكلف" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 106) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 210) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2137) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(497) والطبراني في "الكبير"(3542) والبيهقي (2/ 220) من طرق عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن يزيد المازني أنّ عبد الله بن عوف حدّثه أنّ أبا جمعة حبيب بن سباع وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.

قال البيهقي: إسناده ضعيف"

وقال ابن عبد البر: هذا حديث منكر يرويه ابن لهيعة عن مجهولين" التمهيد 6/ 409

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح"(2/ 1155): فيه ابن لهيعة وهو ضعيف لا يحتج به إذا انفرد، ومحمد بن يزيد هو ابن أبي زياد الفلسطيني صاحب حديث الصور روى عنه جماعة، لكن قال أبو حاتم: هو مجهول"

قلت: محمد بن يزيد هو المازني كما جاء مصرّحا به في رواية ابن عبد الحكم، ولم أقف له على ترجمة.

(1) 2/ 209 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت)

ص: 5777

4049 -

حديث علي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل ويسأل عن دَينه، فإن قيل: عليه دين كَفَّ، وإن قيل: ليس عليه دين صلّى، فأُتي بجنازة فلما قام ليكبر سأل "هل عليه دين؟ " فقالوا: ديناران. فعدل عنه، فقال عليّ: هما عليّ يا رسول الله وهو بريء منهما، فصلى عليه، ثم قال لعلي "جزاك الله خيرا وفك الله رهانك"

قال الحافظ: فروى الدارقطني من حديث علي: فذكره" (1)

ضعيف جداً

أخرجه الدارقطني (3/ 46 - 47) والبيهقي (6/ 73) من طريق إسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن عاصم بن ضَمْرة عن عليّ قال: فذكره، وزاد "إنه ليس من ميت يموت وعليه دين إلا وهو مرتهن بدينه، ومن فك رهان ميت فك الله رهانه يوم القيامة" فقال بعضهم: هذا لعلي خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال "بل للمسلمين عامة"

قال البيهقي: إسناده ضعيف، عطاء بن عجلان ضعيف، والروايات في تحمل أبي قتادة دين الميت أصح"

قلت: بل إسناده واه، عطاء بن عجلان هو الحنفي أبو محمد البصري العطار كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني، وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث.

وله شاهد من حديث أبي سعيد أخرجه البيهقي (6/ 73) من طريق عبيد الله بن الوليد الوَصّافي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد قال: فذكر نحوه.

وقال: والحديث يدور على عبيد الله الوصافي وهو ضعيف جدا"

4050 -

عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال "هل عندكم شيء؟ " قلنا: لا، قال "فإني إذاً صائم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1154) وأصحاب السنن (2) من طريق طلحة بن يحيى بن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة وفي رواية له حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: فذكرته.

(1) 5/ 374 (كتاب الحوالة- باب إذا أحال دين الميت على رجل جاز)

(2)

أبو داود (2455) والترمذي (733و734) والنسائي (4/ 164 و 165)

ص: 5778

ورواه الطيالسي (ص 217) والنسائي (4/ 165) من طريق سِمَاك عن عكرمة عن عائشة نحوه ولم يسم النسائي عكرمة" (1)

4051 -

حديث عتبة بن غزوان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لقريش: "هل فيكم من ليس منكم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أختنا عتبة بن غزوان، فقال "ابن أخت القوم منهم"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ادخلوا عليّ ولا يدخل علي إلا قرشي"

4052 -

عن عائشة في قصة جويرية أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها لما جاءت تستعين به في كتابتها "هل لك أن أقضي عنك كتابتك وأتزوجك؟ " قالت: قد فعلت.

قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق عروة عن عائشة في قصة جويرية: فذكره" (3)

حسن

وله عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام"(4)(2/ 294 - 295 و 645) قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة مُلاّحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنّه سيرى منها صلى الله عليه وسلم ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال "فهل لك في خير من ذلك؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال "أقضي عنك كتابتك وأتزوجك؟ " قالت: نعم يا رسول الله، قال "قد فعلت"

(1) 5/ 43 (كتاب الصوم- باب إذا نوى بالنهار صوما)

(2)

7/ 364 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ابن أخت القوم منهم)

(3)

11/ 32 (كتاب النكاح- باب من جعل عتق الأمة صداقها)

(4)

وانظر مغازي ابن إسحاق برواية يونس بن بكير ص 263

ص: 5779

قالت: وخرج الخبر إلى الناس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(725) وأحمد (6/ 277) وأبو داود (3931) وأبو يعلى (4963) وابن الجارود (705) والطبري في "التاريخ"(2/ 610) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 21) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 150) والطبراني في "الكبير"(24/ 62) وأبو نعيم في "الصحابة"(7439) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 49 - 50) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 176 - 177) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 56 - 57) من طرق عن ابن إسحاق به.

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ومحمد بن جعفر وعروة بن الزبير ثقتان.

الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني عن عائشة.

أخرجه ابن سعد (8/ 116 - 117) عن الواقدي ثنا عبد الله بن زيد بن قُسَيط عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن به.

وأخرجه ابن عساكر (1/ 177 - 178) من طريق محمد بن شجاع الثلجي ثنا الواقدي (1) به.

والواقدي متروك الحديث.

4053 -

أنَّ ضمضم بن قتادة ولد له مولود أسود من امرأة من بني عجل، فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "هل لك من إبل؟ "

قال الحافظ: أخرج حديثه عبد الغني بن سعيد في "المبهمات" له من طريق قطبة بنت عمرو بن هرم أنّ مدلوكا حدثها: فذكره" (2)

أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(268) من طريق عبد الغني بن سعيد ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الدمشقي ثنا القاسم بن عيسى الغفاري ثنا محمد بن أحمد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء أخو بني فزارة الفزاري ثنا يحيى بن أبي العمر وكان زوج بنت مطر بن العلاء قال: سمعت جدك مطرا يحدث عن عمته قطبة بنت هارون بن قطبة أنّ

(1) وهو في "المغازي" له 1/ 411

(2)

11/ 365 (كتاب الطلاق- باب إذا عرض بنفي الولد)

ص: 5780

مدلوكا حدثهم: فذكره، وزاد: قال: نعم. قال "ما ألوانها؟ " قال: فيها الأحمر والأسود

وغير ذلك، قال "فأنى ذلك؟ " قال: عرق نزع، قال "وهذا عرق نزع"

قال: فقدمن عجائز من بني عجل وأخبرنّ أنه كان للمرأة جدة سوداء.

قال ابن الأثير: أخرجه موسى بإسناد غريب، وقال: هذا إسناد عجيب، والحديث صحيح من رواية أبي هريرة، لم يسم فيه الرجل، وقال: امرأة من بني فزارة" أسد الغابة 3/ 64

4054 -

أنّ جَاهِمَة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت الغزو وجئت لأستشيرك، فقال "هل لك من أم؟ " قال: نعم، قال "الزمها"

قال الحافظ: روى النسائي وأحمد من طريق معاوية بن جاهمة: فذكره، ورواه البيهقي من طريق ابن جريج عن محمد بن طلحة بن ركانة عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستأذنه في الجهاد. وقد اختلف في إسناده على محمد بن طلحة اختلافا كثيرا بينته في ترجمة جاهمة من كتابي في الصحابة" (1)

يرويه ابن جريج ومحمد بن إسحاق المدني عن محمد بن طلحة واختلف عنهما:

- فقال حجاج بن محمد الأعور: عن ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي أنّ جاهمة جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئتك أستشيرك، فقال "هل لك من أم؟ " قال: نعم، قال "فالزمها فإنّ الجنة عند (2) رجلها، ثم الثانية، ثم الثالثة، في مقاعد شتى وكمثل هذا القول"

أخرجه ابن سعد (4/ 274 و 7/ 33 - 34) عن حجاج بن محمد به.

وأخرجه ابن ماجه (2/ 930) والنسائي (6/ 10) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(339 و 2210) والطحاوي في "المشكل"(2132 و 2133) والحاكم (2/ 104) والبيهقي (9/ 26) وفي "الشعب"(7449 و 7450) والخطيب في "الموضح"(1/ 21 - 22) من طرق عن حجاج بن محمد به (3).

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

(1) 6/ 480 - 481 (كتاب الجهاد- باب الجهاد بإذن الأبوين)

(2)

وفي لفظ "تحت"

(3)

ومن هذا الطريق أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 158) لكنّه لم يذكر عن أبيه.

ص: 5781

- وتابعه أبو عاصم (1) الضحاك بن مخلد النبيل عن ابن جريج به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1371)

عن محمد بن المثنى

والطحاوي في "المشكل"(2132)

عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري

و (2133)

عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي

والحاكم (4/ 151)

عن الحسن بن سهل المجوز

والخطيب في "الموضح"(1/ 22)

عن محمد بن يونس بن موسى الكديمي

قالوا: ثنا أبو عاصم به.

• ورواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي عاصم واختلف عنه:

فرواه بكر بن محمد الصيرفي عن أبي قلابة كرواية محمد بن المثنى ومن تابعه.

أخرجه الحاكم (4/ 151)

وقال: صحيح الإسناد"

• ورواه عثمان بن أحمد الدقاق عن أبي قلابة ثنا أبو عاصم أنا ابن جريج أني محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه عن جده أنّ جاهمة السلمي أتى النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه الخطيب في "الجامع"(1701) وابن الجوزي في "البر والصلة"(46)

والأول أصح.

- وقال رَوح بن عبادة البصري: أنا ابن جريج أنى محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن معاوية بن جاهمة أنّ جاهمة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه أحمد (3/ 429) عن روح به.

(1) رواه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 121) عن أبي عاصم فقال فيه: عن معاوية أتيت النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 5782

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1714) وابن الجوزي في "البر والصلة"(46)

- وقال سفيان بن حبيب البصري: ثنا ابن جريج عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه أبو القاسم البغوي (5/ 389) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 158) والطبراني في "الكبير"(2202) والبيهقي في "الشعب"(7448) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 196)

- وقال يحيى بن سعيد الأموي: ثنا ابن جريج أني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 122) وابن شاهين في "الترغيب"(291) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2209) والخطيب في "التاريخ"(3/ 324) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 315) من طرق (1) عن يحيى بن سعيد به.

قال أبو القاسم البغوي: وهم فيه الأموي"

- وقال عبد الرزاق (9290): عن ابن جريج عن محمد بن طلحة أنّ رجلا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال.

مرسل.

قال البيهقي: رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج أصح" الشعب 13/ 532

قلت: وهو كما قال، فقد قال المعلى الرازي: قد رأيت أصحاب ابن جريج بالبصرة ما رأيت فيهم أثبت من حجاج بن محمد.

قال ابن معين: هو كما قال كان أثبتهم في ابن جريج.

وتأيدت روايته برواية أبي عاصم النبيل كما تقدم وقد قال أبو حاتم: أبو عاصم أحبّ إلى من روح بن عبادة.

وأما حديث ابن إسحاق

- فقال محمد بن سلمة الحراني: عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن معاوية بن جاهمة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 121 - 122) وابن ماجه (2781)

(1) رواه أبو أيوب سليمان بن أبي شيخ عن يحيى بن سعيد فلم يقل: عن أبيه.

أخرجه ابن بشران (62) وأبو نعيم في "الصحابة"(6078)

ص: 5783

- ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق واختلف عنه:

• فقال ابن أبي شيبة (1)(8/ 543 - 544 و 12/ 474) وفي "مسنده"(563): ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8162) وأبو الشيخ في "الفوائد"(24) وأبو نعيم في "الصحابة"(3933)

قال الحافظ: رواه عبد الرحيم بن سليمان عن ابن إسحاق فقال: عن محمد بن طلحة عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة، وهو غلط نشأ عن تصحيف وقلب، والصواب: عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه، فصحف عن فصارت ابن وقدم قوله عن أبيه فخرج منه أنّ لطلحة صحبة وليس كذلك بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب" الإصابة

• وقال جُبارة (2) بن المُغَلِّس: ثنا عبد الرحيم بن سليمان ويونس بن بكير عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 22)

وقال: وهكذا رواه عقبة بن مكرم الضبي عن يونس بن بكير"

- ورواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ابن إسحاق واختلف عنه:

• فقال الحسن بن الصباح البزار: ثنا المحاربي ثنا ابن إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه عن معاوية السلمي قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1372) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 206)

(1) رواه محمد بن عَبْدُوس بن كامل البغدادي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة.

أخرجه ابن قانع (3/ 75)

ورواه ابن أبي عاصم عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1702)

(2)

رواه مطين محمد بن عبد الله الحضرمي عن جبارة فقال فيه: عن محمد بن طلحة عن أبي بكر عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي.

أخرجه ابن قانع (3/ 74)

ص: 5784

وتابعه أبو حكيمة عبد الله بن محمد الكوفي عن المحاربي به.

قاله الخطيب في "الموضح"(1/ 23)

• وقال هشام بن يونس اللؤلؤي: عن المحاربي عن هشام بن عروة عن أبيه عن معاوية السلمي.

قاله الخطيب (1/ 23)

وقال: وقول أبي حكيمة أصح لمخالفة هشام بن يونس الجماعة"

- ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن ابن إسحاق واختلف عنه:

• فقال يوسف بن بهلول الأنباري: ثنا عبدة عن ابن إسحاق عن الزهري عن ابن طلحة بن عبيد الله عن معاوية السلمي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 121)

وتابعه هناد (1) بن السري (الزهد 990) عن عبدة به.

ومن طريقه أخرجه ابن قانع (2)(3/ 74 - 75)

• وقال أبو كريب محمد بن العلاء الهمدانى: عن عبدة عن ابن إسحاق عن الزهري عن ابن طلحة بن معاوية رجل من بني سليم قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قاله الخطيب (1/ 22)

- ورواه حسان بن غالب بن نجيح مولى أيمن الرُّعَيني عن ابن لهيعة ثنا يونس بن يزيد عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الله عن أبي حنظلة بن عبد الله عن معاوية بن جهم الأسلمي عن جهم.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1703)

- ورواه علي بن مُسهر الكوفى عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3933)

قال الحافظ في ترجمة معاوية بن جاهمة من "التهذيب" بعد أن ذكر الاختلاف بين ابن إسحاق وابن جريج على محمد بن طلحة: قلت: تلخص من ذلك أنّ الصحبة لجاهمة

(1) ووقع عنده: عن أبي طلحة.

(2)

ووقع عنده: عن أبي طلحة.

ص: 5785

وأنّه هو السائل، وأنّ رواية معاوية ابنه عنه صواب وروايته الأخرى مرسلة، وقول ابن إسحاق في روايته عن معاوية: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم.

وهم منه لأنّ ابن جريج أحفظ من ابن إسحاق وأتقن على أنّ يحيى بن سعيد الأموي قد روى عن ابن جريج مثل رواية ابن إسحاق فوهم، وقد نبه على غلطه في ذلك أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" والله أعلم، وقال العسكري: معاوية بن جاهمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحسبه مرسلا والحديث إنّما هو عن أبيه جاهمة"

4055 -

عن عبد الله بن عمرو قال: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعة رجال، فأخذ كل رجل من الصحابة رجلاً، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا، فقال له "ما اسمك؟ " قال: أبو غزوان، قال: فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "هل لك يا أبا غزوان أن تسلم؟ " قال: نعم، فأسلم فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال "مالك يا أبا غزوان؟ " قال: والذي بعثك نبيا لقد رويت، قال "إنك أمس كان لك سبعة أمعاء، وليس لك اليوم إلا مِعىّ واحد"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند جيد" (1)

حسن

أخرجه البزار (كشف 2894) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 98) من طريقين عن عبد الله بن وهب ثني حُيّي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو به.

واللفظ للطبراني.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 32

قلت: إسناده حسن رجاله ثقات غير حيي بن عبد الله وهو مختلف فيه: قواه جماعة، وضعفه آخرون، وفي "الديوان" للذهبي: حسن الحديث. وفي "التقريب": صدوق يهم.

ولم يخرج له الشيخان شيئا.

4056 -

حديث عمرو بن الشريد عن أبيه قال: ردفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هل معك من شعر أمية؟ " قلت: نعم، فأنشدته مائة بيت، فقال "لقد كاد أن يسلم في شعره"

قال الحافظ: رواه مسلم (2255")(2)

(1) 11/ 468 (كتاب الأطعمة- المؤمن يأكل في معى واحد)

(2)

8/ 153 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)

ص: 5786

4057 -

حديث جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموسم فيقول "هل من رجل يحملني إلى قومه فإنّ قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي؟ " فأتاه رجل من همدان فأجابه ثم خشي أن لا يتبعه قومه فجاء إليه فقال: آتي قومي فأخبرهم ثم آتيك من العام المقبل. قال "نعم" فانطلق الرجل وجاء وفد الأنصار في رجب.

قال الحافظ: وروى أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم من حديث جابر: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 390) والبخاري في "خلق أفعال العباد"(86 و 205) وعبد الله الدارمي (3357) وأبو داود (4734) وابن ماجه (201) والترمذي (2925) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(284) والنسائي في "الكبرى"(7727) وابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 1/ 228 - 231) والحاكم (2/ 612 - 613) واللالكائي في "السنة"(554 و555) وأبو نعيم في "الدلائل"(217) والبيهقي في "الأسماء"(ص 242 - 243) وفي "الدلائل"(2/ 413 - 414) من طرق عن اسرائيل بن يونس ثنا عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجَعْد عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه (2) على الناس بالموقف (3) فيقول "هل من رجل يحملني (4) إلى قومه فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام (5) ربي عز وجل" فأتاه رجل من همدان (6) فقال "ممن أنت؟ " فقال الرجل: من همدان، قال "فهل عند قومك من منعة؟ " قال: نعم. ثم إنّ الرجل خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: آتيهم (7) فأخبرهم ثم آتيك (8) من عام قابل، قال "نعم" فانطلق (9) وجاء وفد الأنصار في رجب. اللفظ لأحمد

قال الترمذي: هذا حديث غريب صحيح"

(1) 8/ 219 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار)

(2)

زاد عبد الله الدارمي "في الموسم"

(3)

ولفظ ابن ماجه "في الموسم" ولفظ اللالكائي "بالمواسم"

(4)

ولفظ أبي نعيم "يعرضني على قومه"

(5)

ولفظ عثمان الدارمي "كلمات"

(6)

زاد الحاكم "قال: أنا"

(7)

ولفظ أبي نعيم "أذهب فأعرض على قومي"

(8)

ولفظ الحاكم "ألقاك"

(9)

ولفظ أبي نعيم "فذهب"

ص: 5787

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 35

قلت: وهو كما قالوا، إلا أنّ مسلما لم يخرج لعثمان بن المغيرة شيئا، ولم يخرج البخاري رواية عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد.

4058 -

حديث سهل بن الحنظلية في قصة الذي حرس ليلة حنين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "هل نزلت؟ " قال: لا، إلا لقضاء حاجة، قال "لا عليك أن لا تعمل بعدها"

سكت عليه الحافظ (1).

تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله تعالى"

4059 -

حديث ديلم الحميري "هل يسكر؟ " قال: نعم، قال "فاجتنبوه"

قال الحافظ: وحديث ديلم الحميري أخرجه أبو داود بسند حسن في حديث فيه قال: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه ابن سعد (5/ 533 - 534) وأحمد (4/ 231 - 232 و 232) وفي "الأشربة" 209و 210) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2684) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(638 و 639) والطبراني في "الكبير"(4204) وأبو نعيم في "الصحابة"(2572)

عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري

وابن سعد (5/ 534) وابن أبي شيبة (8/ 101 - 102) وأحمد (4/ 232) وأبو داود (3683) وابن أبي عاصم (2683) والطبراني في "الكبير"(4205) وابن بشران (29) وأبو نعيم في "الصحابة"(2573) والبيهقي (8/ 292) وفي "معرفة السنن"(13/ 19) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 164) والمزي (8/ 504 - 505 و 505)

عن محمد بن إسحاق المدني

وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 206)

(1) 15/ 340 (كتاب استتابة المرتدين- باب ما جاء في المتأولين)

(2)

12/ 142 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل)

ص: 5788

عن ابن لهيعة (1)

ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب ثنا أبو الخير مرثد بن عبد الله اليَزَني ثنا ديلم الحميري (2) أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا بأرض باردة (3) نستعين (4) بشراب يصنع لنا من القمح (5)؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيسكر؟ " قال: نعم، قال "فلا تشربوه (6) " ثم (7) عاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيسكر؟ " قال: نعم، قال "فلا تشربوه (8) " ثم عاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيسكر؟ " قال: نعم، قال "فلا تشربوه" قال: فإنهم (9) لا يصبرون عنه، قال "فإن (10) لم يصبروا (11) عنه فاقتلوهم (12) "

السياق لأحمد من حديث عبد الحميد بن جعفر.

وإسناده صحيح.

(1) أخرجه ابن عبد الحكم عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري وهانىء بن المتوكل الإسكندراني عن ابن لهيعة به.

ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس عن أبي الخير عن

ديلم.

أخرجه الطبراني (4206) وأبو نعيم في "الصحابة"(2574)

وتابعه ابن وهب (الموطأ 34) عن ابن لهيعة به.

وأخرجه البيهقي (9/ 292) من طريقه.

(2)

وفي حديث ابن لهيعة "الجيشاني"

(3)

زاد ابن عبد الحكم "شديدة البرد"

(4)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "نعالج بها عملا شديدا، وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا"

(5)

زاد ابن عبد الحكم "أفيحل يا نبي الله"

(6)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "فاجتنبوه"، ولفظ ابن عبد الحكم "فإنه حرام"، ولفظ الطبراني في الموضع الأول "فلا تقربوه"

(7)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "ثم جئته من بين يديه فقلت له مثل ذلك" ولفظ ابن عبد الحكم "ثم راجعه الثانية"

(8)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "فاجتنبوه"، ولفظ ابن عبد الحكم "فإنه حرام"، ولفظ الطبراني في الموضع الأول "فلا تقربوه"

(9)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "إنّ الناس غير تاركيه" ولفظ ابن عبد الحكم "أرأيت إن أبوا أن يدعوها يا نبي الله وقد غلبت عليهم"

(10)

ولفظ ابن عبد الحكم "من غلبت عليه فاقتلوه"

(11)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "يتركوه"

(12)

ولفظ أبي داود "فقاتلوهم"

ص: 5789

4060 -

حديث ابن مسعود رفعه "هلك المتنطعون"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2670")(1)

4061 -

حديث أبي ذر في وصف الخوارج: "هم شرار الخلق والخليقة"

قال الحافظ: وقد ثبت في الحديث الصحيح المرفوع عند مسلم (1067) من حديث أبي ذر في وصف الخوارج: فذكره، وعند أحمد بسند جيد عن أنس مرفوعا مثله، وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج فقال "هم شرار أمتي، يقتلهم خيار أمتي" وسنده حسن، وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا "هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة" وفي حديث أبي سعيد عند أحمد "هم شر البرية" وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم (2/ 749)"من أبغض خلق الله إليه" وفي حديث عبد الله بن خباب يعني عن أبيه عند الطبراني "شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض" وفي حديث أبي أمامة نحوه، وعند أحمد وابن أبي شيبة من حديث أبي برزة مرفوعا في ذكر الخوارج "شر الخلق والخليقة، يقولها ثلاثا" وعند ابن أبي شيبة من طريق عمير بن إسحاق عن أبي هريرة "هم شر الخلق"(2)

حديث أنس أخرجه أحمد (3/ 224) وابن نصر في "السنة"(52) والبيهقي (8/ 171)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

وأبو داود (4765) وأبو يعلى (3117)

عن مبشر بن إسماعيل الحلبي

والطحاوي في "المشكل"(4073) والحاكم (2/ 148)

عن بشر بن بكر التنيسي

والبيهقي (8/ 171)

عن الوليد بن مزيد البيروتي

والآجري في "الشريعة"(40)

عن أبي يوسف يزيد بن يوسف الرحبي

(1) 17/ 25 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

(2)

15/ 313 (كتاب استتابة المرتدين- باب قتل الخوارج)

ص: 5790

كلهم عن الأوزاعي ثني قتادة عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري مرفوعا "سيكون في أمتي اختلاف وفرقة يحسنون القول ويسيئون الفعل يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه حتى يرتد على فُوْقِهِ، هم شرار (1) الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم" قالوا: يا رسول الله، ما سيماهم؟ قال "التحليق".

وهكذا رواه نصر بن عاصم الأنطاكي عن الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي به.

أخرجه أبو داود (4765)

ورواه سويد بن سعيد الهروي عن الوليد بن مسلم فلم يذكر أبا سعيد.

أخرجه أبو يعلى (2963)

وهكذا رواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي فلم يذكر أبا سعيد.

أخرجه الحاكم (2/ 147 - 148) والداني في "الفتن"(276) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 430)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (2)

وقال: لم يسمع هذا الحديث قتادة من أبي سعيد إنّما سمعه من أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد.

ثم أخرجه من طريق أبي الجُمَاهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "مثلهم مثل رجل يرمي رمية فيتوخى السهم حيث وقع فأخذه فنظر إلى فوقه فلم ير به دسما ولا دما، ثم نظر إلى ريشه فلم ير به دسما ولا دما، ثم نظر إلى نصله فلم ير به دسما ولا دما، كما لم يتعلق به شيء من الدسم والدم كذلك لم يتعلق هؤلاء بشيء من الإسلام"

قلت: سعيد بن بشير مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن.

وأما حديث عائشة فله عنها طرق:

الأول: يرويه سليمان بن قَرْم البصري عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن

(1) وفي لفظ "شر"

(2)

قلت: لم يخرج البخاري رواية الأوزاعي عن قتادة.

ص: 5791

مسروق عن عائشة أنّها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم؟ يعني أصحاب النهر، فقالوا: علي، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يقتلهم خيار أمتي، وهم شرار أمتي".

أخرجه البزار (كشف 1857) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا حسين بن محمد ثنا سليمان بن قرم به.

وقال لا نعلم روى عن عطاء عن أبي الضحى عن مسروق إلا هذا الحديث، ولا نعلم رواه عن عطاء إلا سليمان بن قرم، وسليمان بن قرم قد تكلموا فيه"

قلت: إسناده ضعيف، سليمان بن قرم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال أحمد وابن عدي: كان يفرط في التشيع، وقال ابن حبان: كان رافضيا غاليا في الرفض، وقال الحاكم: غمزوه بالغلو في التشيع وسوء الحفظ جميعا.

وعطاء بن السائب كان قد اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع سليمان بن قرم منه أهو قبل اختلاطه أم بعده.

وأخرجه البزار أيضا (البداية والنهاية 7/ 303) عن محمد بن عمارة بن صبيح الكوفي ثنا سهل بن عامر البجلي ثنا أبو خالد عن مُجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج فقال "شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي"

وسهل بن عامر قال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث، ووثقه ابن حبان.

ومجالد بن سعيد ليس بالقوي.

ورواه عمرو بن عبد الغفار الفُقَيْمي عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن الشعبي عن مسروق عن عائشة أنها قالت له: من قتل ذا الثُّدَيَّة، علي بن أبي طالب؟ قال: نعم. قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يخرج قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة، علامتهم رجل مِخْداج اليد"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5409)

وقال: لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن عمرو إلا عمرو بن عبد الغفار"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال أبو حاتم (الجرح 3/ 1/ 246)

الثاني: يرويه حسان بن روبي النهري عن أبي سعيد الرقاشي قال: دخلت على عائشة فقالت: ما أبالي أبو حسن يقتل أصحابه القراء، قال: قلت: يا أم المؤمنين، إنّا وجدنا في

ص: 5792

القتلى ذا الثدية، فشهقت أو تنفست، ثم قالت: إنّ كاتم الشهادة مثل شاهد بزور، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يقتل هذه العصابة خير أمتي"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7291) عن محمد بن العباس الأخرم ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الله بن قيس الرقاشي الخزاز ثنا حسان بن روبي به.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد الرقاشي إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن المثنى"

قلت: عبد الله بن قيس الرقاشي ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وأبو سعيد (1) الرقاشي اسمه قيس بن عبد الله مولى حضين بن المنذر قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسان بن روبي لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن العباس ومحمد بن المثنى ثقتان.

الثالث: يرويه إسماعيل بن زكريا الأسدي الكوفي عن يزيد بن أبي زياد قال: حدثني من سمع عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّهم شرار أمتي، يقتلهم خيار أمتي"

أخرجه الآجري (1/ 362 و 5/ 2083)

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي.

وأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان:

الأول: يرويه جامع بن مطر الحبطي عن شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد فذكر حديثا وفيه "فاقتلوهم هم شر البرية"

وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر "اذهب إليه فاقتله"

الثاني: يرويه أبو عتاب سهل بن حماد الدلال ثنا عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه مال فجعل يضرب بيده فيه فيعطي يمينا وشمالا وفيهم رجل مقلص الثياب ذو سيماء بين عينيه أثر السجود فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب يده يمينا وشمالا حتى نفد المال، فلما نفد المال ولّى مدبرا وقال: والله ما عدلت منذ اليوم، قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب كفه ويقول "إذا لم أعدل فمن ذا يعدل بعدي، أما إنّه ستمرق

(1) ترجمته في "التاريخ الكبير"(4/ 1/151) -الجرح والتعديل 3/ 2/ 106 - الأسماء والكنى للإمام أحمد ص 44 - ثقات ابن حبان 5/ 315 - الكنى لمسلم- الاستغناء لابن عبد البر 2/ 903 - الكنى للدولابي 1/ 187 - طبقات ابن سعد 7/ 212 - الميزان 4/ 530

ص: 5793

مارقة يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه حتى يرجع السهم على فُوقه، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يحسنون القول ويسيئون الفعل، فمن لقيهم فليقاتلهم، فمن قتله فله أفضل الأجر، ومن قتلوه فله أفضل الشهادة، هم شر البرية برئ الله منهم، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق"

أخرجه الحاكم (2/ 154) عن مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضي ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا أبو عتاب به.

وقال: هذا حديث صحيح"

قلت: إسناده حسن، سهل وعبد الملك صدوقان، والباقون ثقات.

وأما حديث عبد الله بن خباب فيرويه الحسن البصري أنّ الصرم لقي عبد الله بن خباب، فذكر قصة وفيها: قال عبد الله بن خباب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يكون بعدي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فُوقه، طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض كلاب النار"

أخرجه الطبراني (المجمع 6/ 230 - الإصابة 6/ 69)

قال الهيثمي: وفيه محمد بن عمر الكلاعي وهو ضعيف"

وأما حديث أبي أمامة فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو غالب قال: رأيت أبا أمامة أبصر رؤوس خوارج على درج دمشق فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كلاب أهل النار، كلاب أهل النار، كلاب أهل النار" ثم بكى، ثم قال: شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى من قتلوا.

قال أبو غالب: أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم إني إذن لجريء، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث.

أخرجه الطيالسي (ص155) والحميدي (908) والسياق له وعبد الرزاق (18663) وابن أبي شيبة (15/ 307 - 308) وأحمد (5/ 253 و 256) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 706) وابن ماجه (176) والترمذي (3000) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1542 و 1543 و 1544) والروياني (1178) والطحاوي في "المشكل"(2519) وابن أبي حاتم في "التفسير"(سورة آل عمران 97) والمحاملي (478و 479) والطبراني في "الكبير"(8033 و 8034 و 8035 و 8036 و 8037 و 8038 و 8039 و 8040 و 8041 و 8042 و 8043 و 8044 و 8049 و 8050 و 8051 و 8052 و 8055 و 8056) و"الصغير"(33) والآجري (58 و 59 و60) وأبو الشيخ في "الطبقات"(172) وابن أبي زمنين في "السنة"(224)

ص: 5794

واللالكائي (151 و 152) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 323 - 324) والبيهقي 8/ 188) من طرق عن أبي غالب به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

قلت: وهو كما قال.

الثاني: يرويه عكرمة بن عمار اليمامي ثنا أبو عمار شداد بن عبد الله قال: وقف أبو أمامة وأنا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب مسجد حمص أو دمشق فقال لهم: كلاب النار مرتين أو ثلاثا، شر قتلى تظل السماء، وخير قتلى من قتلوهم، ودمعت عينا أبي أمامة، قال رجل: أرأيت قولك لهؤلاء القوم: شر قتلى تظل السماء وخير قتلى من قتلوهم أشيء من قبل رأيك أم شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من قبل رأيي؟ إني إذاً لجريء!! لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرّة أو مرتين، حتى عدّ سبع مرات ما حدثتكم.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(1545) والحاكم (2/ 149 و 149 - 150) من طرق عن عكرمة بن عمار به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: وهو كما قال.

الثالث: يرويه عبد الله بن بُجَيْر البصري ثنا سيار قال: جيء برؤوس من قبل العراق فنصبت عند باب المسجد، وجاء أبو أمامة فدخل المسجد فركع ركعتين ثم خرج إليهم فنظر إليهم فرفع رأسه فقال: شر قتلى تحت ظل السماء ثلاثا، وخير قتلى تحت ظل السماء من قتلوه، وقال: كلاب النار ثلاثا، ثم إنّه بكى ثم انصرف عنهم فقال له قائل: يا أبا أمامة أرأيت هذا الحديث حيث قلت: كلاب النار شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيء تقوله برأيك؟ قال: سبحان الله إني إذاً لجريء لو سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين حتى ذكر سبعا أن لا أذكره، فقال الرجل: لأي شيء بكيت؟ قال: رحمة لهم أو من رحمته.

أخرجه أحمد (5/ 250) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا عبد الله بن بجير به.

وإسناده صحيح.

الرابع: يرويه أبو ضَمْرة أنس بن عياض المدني قال: سمعت صفوان بن سليم يقول: دخل أبو أمامة دمشق فرأى رؤوس أهل حروراء قد نصبت فقال: كلاب النار ثلاثا شر قتلى

ص: 5795

تحت ظل السماء من خير قتلى من قتلوه، ثم بكى، فقام إليه رجل فقال: يا أبا أمامة هذا الذي تقول من رأيك أو سمعته؟ فقال: إني إذاً لجريء! كيف أقول هذا عن رأيي؟! ولكن قد سمعته غير مرة ولا مرتين. قال: فما يبكيك؟ قال: أبكي لخروجهم من الإسلام هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعا.

أخرجه أحمد (5/ 269) وفي "السنة"(1546) عن أنس بن عياض به.

وراوييه ثقتان لكن لا أدري أسمع صفوان من أبي أمامة أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، وقد ذكر أبو داود أنّه رأى أبا أمامة فالله أعلم.

وأما حديث أبي برزة فأخرجه الطيالسي (ص 142) عن حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن شريك بن شهاب الحارثي قال: كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله عن الخوارج، فلقيت أبا برزة، فذكر حديثا طويلا وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم "هم شر الخلق والخليقة"

ومن طريقه أخرجه النسائي (7/ 109 - 110) وفي "الكبرى"(3566) والمزي (12/ 461 - 462)

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 536و 15/ 320 - 321) وأحمد (4/ 421 - 422 و 424 - 425 و 425) والفريابي في "فضائل القرآن"(195) والروياني (766) والحاكم (2/ 146 - 147) والهروي في "ذم الكلام"(666) من طرق عن حماد بن سلمة به.

قال النسائي: شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: الأزرق وشريك لم يخرج لهما مسلم شيئاً، وشريك ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا برواية الأزرق بن قيس عنه.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 305 و 314) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: ذكروا الخوارج عند أبي هريرة فقال: أولئك شرار الخلق.

عمير بن إسحاق لم يرو عنه إلا عبد الله بن عون، وقواه النسائي وغيره، وأبو أسامة وابن عون ثقتان.

ص: 5796

4062 -

عن عائشة قالت: سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال "هم مع آبائهم" ثم سألته بعد ذلك فقال "الله أعلم بما كانوا عاملين" ثم سألته بعد ما استحكم الإسلام فنزل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] قال "هم على الفطرة أو قال في الجنة"

قال الحافظ: رواه عبد الرزاق من طريق أبي معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة، وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف" (1)

ضعيف جدا

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 117) من طريق عبد العزيز القرشي ثنا أبو معاذ ثنا الزهري عن عروة عن عائشة به.

وأبو معاذ واسمه سليمان بن أرقم قال أبو داود وأبو حاتم والنسائي وابن خراش والدارقطني: متروك الحديث.

4063 -

عن عبد الله بن مغفل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [محّمَّد: 22] قال "هم هذا الحي من قريش، أخذ الله عليهم إن وُلُوا الناس أن لا بفسدوا في الأرض ولا يقطعوا أرحامهم"

قال الحافظ: أخرجه الطبري في "تهذيبه"(2).

أخرجه الحاكم (2/ 254 - 255) من طريق حمزة بن القاسم عن أبي الهيثم سعيد بن الحكم عن نفيع أبي داود عن عبد الله بن مغفل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [محَمَّد: 22].

نفيع أبو داود كذبه الجوزجاني وغيره، واتهمه اين معين وغيره بالوضع، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث.

4064 -

"هما عليك وفي مالك والميت منهما بريء"

قال الحافظ: وللحاكم من حديث جابر: مات رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ووضعناه حيث توضع الجنائز عند مقام جبريل، ثم آذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال: قوله: ثلاثة دنانير، في حديث جابر عند الحاكم "ديناران" وأخرجه أبو داود

(1) 3/ 490 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)

(2)

10/ 202 (كتاب التفسير- سورة محمد- باب {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محَمَّد: 22])

ص: 5797

من وجه آخر عن جابر نحوه. وكذلك أخرجه الطبراني من حديث أسماء بنت يزيد، ووقع عند ابن ماجه من حديث أبي قتادة "ثمانية عشر درهما" وفي مختصر المزني من حديث أبي سعيد الخدري "درهمين"

وقال: وفي رواية ابن ماجه من حديث أبي قتادة نفسه: فقال أبو قتادة: وأنا أتكفل به. زاد الحاكم في حديث جابر "فقال: فذكره، قال: نعم، فصلّى عليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أبا قتادة يقول: ما صنعت الديناران؟ حتى كان آخر ذلك أن قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال: الآن حين برّدت عليه جلده"(1)

حديث جابر له عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: مات رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ووضعناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث توضع الجنائز عند مقام جبريل، ثم آذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه، فجاء معنا خُطى ثم قال "لعل على صاحبكم دينا" قالوا: نعم، ديناران. فتخلف، فقال له رجل منا يقال له أبو قتادة: يا رسول الله، هما عليّ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "هما عليك وفي مالك والميت منهما بريء" فقال: نعم، فصلّى عليه. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أبا قتادة يقول "ما صنعت الديناران؟ " حتى كان آخر ذلك قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال "الآن حين برّدت عليه جلده"

أخرجه الطيالسي (ص 233 - 234) وأحمد (3/ 330) والبزار (كشف 1334) والطحاوي في "المشكل"(4145) والغطريفي (26) والدارقطني (3/ 79) والحاكم (2/ 58) والسياق له والبيهقي (6/ 74 و75) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 342) من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.

قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن جابر"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال النووي والهيثمي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 931 - المجمع 4/ 127

قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي على رجل عليه دين، فأتي بميت، فسأل "هل عليه

(1) 5/ 373 و 374 (كتاب الحوالة- باب إذا أحال دين الميت على رجل جاز)

ص: 5798

دين؟ " قالوا: نعم، ديناران، قال "فصلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: هما عليّ يا رسول الله، فصلّى عليه، فلما فتح الله على رسوله قال "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك دينا فعلي، ومن ترك مالا فلورثته".

أخرجه عبد الرزاق (15257) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (3/ 296) وعبد بن حميد (1081) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو داود (2956) عن أحمد به.

وأخرجه أبو داود (3343) أيضا والنسائي (4/ 53) وفي "الكبرى"(2089) وابن الجارود (1111) وابن حبان (3064) والغطريفي (25) والبيهقي (6/ 73) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(62) والحازمي في "الاعتبار"(ص 128 و 129) من طرق عن عبد الرزاق به.

وإسناده صحيح رواته ثقات، لكن رواه عُقيل بن خالد وغير واحد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة (1).

وحديث أسماء بنت يزيد أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4144)

عن محمد بن حميد بن هشام الرُّعَيني

والطبراني في "الكبير"(24/ 184 - 185)

عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي

وفي "مسند الشاميين"(1424)

عن عبد الرحيم بن عبد الله البرقي

قالوا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا محمد بن مهاجر عن أبيه قال: حدثتنا أسماء بنت يزيد قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة رجل من الأنصار، فلما وضع السرير تقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، ثم التفت فقال "على صاحبكم دين؟ " قالوا: نعم يا رسول الله دينارين، فقال "صلوا على صاحبكم" فقال أبو قتادة: إنا ندينه يا نبي الله، فصلّى عليه.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 448) عن عبد الله بن يوسف به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(5150)

(1) فتح الباري 5/ 382 - 383، علل الدارقطني 9/ 247

ص: 5799

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 40

قلت: مهاجر بن دينار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث، وعبد الله بن يوسف ومحمد بن مهاجر ثقتان.

وحديث أبي قتادة له عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن أبي قتادة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، منهم:

1 -

عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب المدني.

أخرجه أحمد (5/ 311) والطحاوي في "المشكل"(4146)

عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري

وأحمد (5/ 301 - 302 و 302) والدارمي (2596) وابن ماجه (2407) والترمذي (1069) والنسائي (4/ 52) وفي "الكبرى"(2087) وابن حبان (3060) والحازمي (ص 191)

عن شعبة

كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: توفي رجل منا، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقال "هل ترك من شيء؟ " قالوا: لا والله ما ترك من شيء، قال "فهل ترك عليه من دين؟ " قالوا: نعم، ثمانية عشر درهما، قال "فهل ترك لها قضاء؟ " قالوا: لا والله ما ترك لها من شيء، قال "فصلوا أنتم عليه" قال أبو قتادة: يا رسول الله، أرأيت إن قضيت عنه أتصلي عليه؟ قال "إن قضيت عنه بالوفاء صليت عليه" قال: فذهب أبو قتادة فقضى عنه، فقال "أوفيت ما عليه؟ " قال: نعم، فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى عليه. اللفظ لحديث أبي عوانة.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

قلت: رواته ثقات.

2 -

سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري.

أخرجه أحمد (5/ 297) وعبد بن حميد (190) وابن حبان (3058)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وأحمد (5/ 304)

ص: 5800

عن يعلى بن عبيد الطنافسي

قالا: ثنا محمد بن عمرو عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة ليصلي عليها فقال "أعليه دين؟ " قالوا: نعم، ديناران، قال "أترك لهما وفاء؟ " قالوا: لا، قال "صلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: هما عليّ يا رسول الله، فصلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

محمد بن عمرو بن علقمة صدوق، والباقون ثقات.

3 -

أبو النضر سالم بن أبي أمية المدني.

أخرجه عبد الرزاق (15258) عن عبد الله بن عمر العمري ثنا أبو النضر عن ابن أبي قتادة عن أبيه قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل من قومي يصلي عليها، فقال "على صاحبكم دين؟ " قالوا: نعم، عليه بضعة عشر درهما، قال "فصلوا على صاحبكم" قلت: هي عليّ يا رسول الله، قال: فصلّى عليه.

العمري مختلف فيه، وأبو النضر سالم بن أبي أمية وعبد الله بن أبي قتادة ثقتان.

- وقال بكير بن عبد الله بن الأشج المدني: حدثني عبد الله بن أبي قتادة أنّ رجلا من نجران سأله وهو عند نافع بن جبير، فقال: أرأيت الحديث الذي ذكر لنا في الرجل الذي كان عليه دين ديناران، فدُعي إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يصلي عليه، فتحمّل بهما أبو قتادة: هل سمعت أباك ذكر ذلك؟ قلت: لا، ولكن حدثنيه من أهلي من لا أتهمه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4147) والبيهقي (5148)

عن عمرو بن الحارث المصري

والطحاوي (4148)

عن الليث بن سعد

كلاهما عن بكير بن عبد الله به.

وهذا أصح.

الثاني: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة ثنا أبو سلمة عن أبي قتادة قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة ليصلي عليها، وقال "عليه دين؟ " قالوا: عليه ديناران، فقال "صلوا على صاحبكم" قال أبو قتادة: إليّ يا رسول الله، هما عليّ، فتقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى عليه.

ص: 5801

أخرجه ابن حبان (3059) عن عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو به.

وإسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق، والباقون كلهم ثقات، ومحمد بن بشر هو العبدي، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن.

وحديث أبي سعيد تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا أُتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل"

4065 -

عن جابر قال: جاء أبو بكر والناس جلوس بباب النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤذن لأحد منهم فأذن لأبي بكر فدخل، ثم جاء عمر فاستأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وحوله نساؤه، فذكر الحديث وفيه "هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة" فقام أبو بكر إلى عائشة، وقام عمر إلى حفصة، ثم اعتزلهنّ شهرا فذكر نزول آية التخيير.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1478")(1)

4066 -

حديث جابر قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم "هُنَّ حولي كما ترى يسألنني النفقة" يعني نساءه، وفيه أنّه اعتزلهنّ شهرا ثم نزلت عليه هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28] حتى بلغ {أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74] قال: فبدأ بعائشة فذكر نحو حديث الباب"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1478)

وقال: ووقع في حديث جابر "حتى تستشيري أبويك"

وقال: وفي حديث جابر المذكور أنّ عائشة لما قالت: بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة قالت: يا رسول الله وأسألك أن لا تخبر امرأة من نساءك بالذي قلت، فقال "لا تسألني امرأة منهنّ إلا أخبرتها، إنّ الله لم يبعثني متعنتا وإنّما بعثني معلما ميسرا"(2)

4067 -

حديث عبد الله بن جعفر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "هنيئا لك، أبوك يطير مع الملائكة في السماء"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بإسناد حسن" (3)

(1) 11/ 200 (كتاب النكاح - باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها)

(2)

10/ 139 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب- باب قوله {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ} [الأحزاب: 29])

(3)

8/ 78 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب جعفر بن أبي طالب)

ص: 5802

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 190) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا عبد الله بن هارون بن موسى الفَرْوي ثنا قدامة بن محمد الأشجعي عن مَخْرَمة بن بكير عن أبيه عن علي بن عبد الله بن جعفر عن أبيه به مرفوعا.

قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 9/ 273

قلت: أبو علقمة عبد الله بن هارون الفروي قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: منكر الحديث، وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالمدينة وقيل لي إنّه يتكلم فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف (1).

وقدامة بن محمد مختلف فيه، ومخرمة بن بكير وثقه أحمد وغير واحد، لكنّه لم يسمع من أبيه وإنما يحدث من كتاب أبيه، قاله ابن معين وغيره.

وعلي بن عبد الله بن جعفر لم أقف له على ترجمة، وزكريا بن يحيى وبكير بن عبد الله بن الأشج ثقتان.

وللحديث شواهد ذكرها الحافظ في باب مناقب جعفر بن أبي طالب، وقد تكلمت عليها في مواضعها من هذا الكتاب.

4068 -

عن عبد الرحمن بن غَنْم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال: "هو الشديد الخَلْق، المُصَحَّح الأكُول الشروب، الواجدُ للطعام والشراب، الظلوم للناس، الرحيب الجَوْف"

قال الحافظ: عند أحمد من طريق عبد الرحمن بن غنم وهو مختلف في صحبته قال: فذكره" (2).

أخرجه أحمد (4/ 227) ثنا وكيع ثنا عبد الحميد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم به.

ومن طريقه أخرجه ابن بشران (878) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(89)

وإسناده حسن إن ثبتت الصحبة لعبد الرحمن بن غنم، وعبد الحميد هو ابن بهرام الفزاري.

(1) انظر تهذيب الكمال 34/ 100 وتهذيب التهذيب 12/ 172

(2)

10/ 298 (كتاب التفسير- سورة {ن وَالْقَلَمِ} [القَلَم:1])

ص: 5803

4069 -

حديث سعد بن أبي وقاص: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال "هو الشفاعة"

قال الحافظ: وعند ابن مردويه من حديث سعد بن أبي وقاص: فذكره" (1)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 325) ونسبه لابن مردويه أيضا.

4070 -

"هو الطهور ماؤه، الحل ميتته"

قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهم" (2)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث الفراسي ومن حديث العركي

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه المغيرة بن أبي بردة واختلف عنه:

- فقال مالك (1/ 22): عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق عن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أنّه سمع أبا هريرة يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هو الطهور ماؤه الحل ميتته"

وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 2) عن مالك به.

وقال: في إسناده من لا أعرفه"

ومن طريق الشافعي أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 247) والحاكم في "المعرفة"(ص 87) والبيهقي (1/ 3) وفي "معرفة السنن"(1/ 222 - 223) والخطيب في "التاريخ"(9/ 129) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(335)

وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(220) وابن أبي شيبة (1372) وأحمد (2/ 237 و 361) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/478) والدارمي (735 و 2017) وأبو داود (83) وابن

(1) 14/ 219 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

(2)

12/ 38 (كتاب الذبائح- باب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96])

ص: 5804

ماجه (386 و 3246) والترمذي (69) والنسائي (1/ 44 و 143 و 7/ 183) وفي "الكبرى"(58 و4862) وابن الجارود (43) وابن خزيمة (111) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(60) والطحاوي في "المشكل"(4029 و 4030) وابن حبان (1243 و 5258) والدارقطني (1/ 36) والحاكم (1/ 140 - 141) والبيهقي (1/ 3 و 9/ 252) وفي "الصغرى"(192) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 723) وفي "المتفق والمفترق"(658) والبغوي في "شرح السنة"(281) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(681) وابن بشكوال في "الغوامض"(551) والجورقاني في "الأباطيل"(331) وابن الجوزي في "التحقيق"(4) والمزي في "التهذيب"(10/ 481) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 98 - 99) من طرق عن مالك به.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

وقال البخاري: هو حديث صحيح" علل الترمذي 1/ 136

وقال ابن المنذر: ثابت"

وقال الجورقاني: هذا حديث حسن لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، وهو إسناد متصل ثابت"

وقال ابن حبان: صحيح" المجروحين 2/ 299

وقال ابن عبد البر: سعيد بن سلمة لم يرو عنه فيما علمت إلا صفوان بن سليم- يقال: إنّه مخزومي من آل ابن الأزرق أو بني الأزرق- ومن كانت هذه حاله، فهو مجهول لا تقوم به حجة عندهم. وأما المغيرة بن أبي بردة فهو المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة، قيل: إنّه غير معروف في حملة العلم كسعيد بن سلمة، وقيل: ليس بمجهول.

قال: لا أدري ما هذا من البخاري؟ - يعني قوله: حديث صحيح - ولو كان عنده صحيحا لأخرجه في مصنفه الصحيح عنده ولم يفعل، لأنّه لا يعول في الصحيح إلا على الإسناد، وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده، وهو عندي صحيح لأنّ العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به" التمهيد 16/ 217 - 219

وخالفهم ابن حزم فقال: لا يصح" المحلى 1/ 297

ولم ينفرد مالك به بل تابعه:

1 -

إسحاق بن إبراهيم بن سعيد المدني المزني.

أخرجه الحاكم (1/ 141) وعنه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 225): ثنا أبو علي

ص: 5805

الحسين بن علي الحافظ أنا محمد بن صالح الكيليني ثنا سعيد بن كثير بن يحيى بن حميد بن نافع الأنصاري ثنا إسحاق بن إبراهيم عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة أخي بني عبد الدار عن أبي هريرة قال: فذكره.

وإسحاق بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال أبو زرعة: منكر الحديث ليس بقوي، وقال أبو حاتم: لين الحديث.

2 -

عبد الرحمن بن إسحاق القرشي.

أخرجه الحاكم (1/ 141) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 224 - 225) من طريق يزيد بن زُريع البصري ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ثنا صفوان بن سليم عن سعيد (1) بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة قال: فذكره.

وعبد الرحمن بن إسحاق صالح الحديث كما قال أحمد وابن معين وابن خزيمة، ووثقه أبو داود وغيره.

- ورواه أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن أبي بردة بن عبد الله أحد بني عبد الدار بن قصي عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 392 - 393) عن حسين بن محمد المروذي ثنا أبو أويس به.

وأبو أويس فيه ضعف.

- ورواه الأوزاعي عن عبد الله بن عامر الأسلمي واختلف عنه:

• فقال الوليد بن مزيد البيروتي: عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر عن صفوان بن سليم عن أبي هريرة.

قاله الدارقطني في "العلل"(9/ 9)

• وقال يحيى بن عبد الله بن الضحاك البَابَلُتِّي: عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قاله الدارقطني.

وعبد الله بن عامر قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

(1) ووقع عند البيهقي: عن سلمة بن سعيد أو سعيد بن سلمة - على الشك -

ص: 5806

- ورواه الجلاح أبو كثير واختلف عنه:

• فقال ابن وهب: أني عمرو بن الحارث عن الجلاح عن سعيد بن سلمة المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/478) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 227)

• ورواه يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح واختلف عنه:

فرواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه أيضاً:

فقال غير واحد: عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن سعيد بن سلمة المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/478)

عن عبد الله بن صالح المصري

وأبو عبيد في "الطهور"(221) والحاكم (1/ 141) والبيهقي (1/ 3) وفي "معرفة السنن"(1/ 226)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

وأبو عبيد (221)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

والطحاوي في "المشكل"(4034)

عن شعيب بن الليث بن سعد

كلهم عن الليث به.

وقال قتيبة بن سعيد البلخي: عن الليث عن الجلاح عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 378) والدولابي في "الكنى"(2/ 90)

ورواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن أبي ذر المصري عن أبي هريرة.

قاله (1) الدارقطني (9/ 10)

(1) أخرجه السرقسطي في "الغريب"(1/ 193) من طريق عبد الله بن حُمران البصري ثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن المغيرة بن عبد العزيز بن مروان عن أبي ذر- رجل من أهل مصر- عن جُلاح عن أبي هريرة.

ص: 5807

ورواه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

فقال عبد الرحمن بن مِغْراء الكوفي: ثنا ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن اللجلاج عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة الكناني عن أبي هريرة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 479) ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 227)

وقال البخاري: اللجلاج خطأ" معرفة السنن والآثار 1/ 228

ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق واختلف عنه:

فقال محمد بن سلام السلمي: أنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة.

أخرجه البخاري (1) في "الكبير"(2/ 1/478)

وتابعه أحمد بن أبي شعيب الحراني ثنا محمد بن سلمة به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4036)

وقال الحسن بن أحمد الحراني: ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه الدارمي (734)

وقال سلمة بن الفضل الأبرش: عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن سلمة بن سعيد عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 478 - 479) ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 227)

قال البيهقي: الليث بن سعد أحفظ من ابن إسحاق وقد أقام إسناده عن يزيد بن أبي حبيب وتابعه على ذلك عمرو بن الحارث عن الجلاح فهو أولى أن يكون صحيحا" المعرفة 1/ 228

(1) وأخرجه في موضع آخر (4/ 1/ 323 - 324) عن محمد بن سلام ووقع عنده: عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فيه: عن اللجلاج.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 227) ووقع عنده: عن المغيرة بن أبي بردة عن أبيه عن أبي هريرة.

ص: 5808

قلت: ولم ينفرد سعيد بن سلمة به بل تابعه يزيد بن محمد بن قيس القرشي عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة به.

أخرجه الحاكم (1/ 142) عن علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا ابن أبي مريم أني يحيى بن أيوب ثني خالد بن يزيد أنّ يزيد بن محمد القرشي حدّثه عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة به.

ورواه أحمد بن عبيد الصفار عن عبيد بن عبد الواحد فلم يذكر يحيى بن أيوب.

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 228)

والأول أصح.

وإسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب الغافقي وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "السير"(8/ 6) وخالد بن يزيد هو الجُمَحي المصري.

- ورواه عبد الجبار بن عمر الأيلي واختلف عنه:

• فقال حجاج بن رشدين بن سعد المصري: ثنا عبد الجبار بن عمر عن عبد ربه بن سعيد عن المغيرة بن أبي بردة عن عبد الله المدلجي قال: كنا في أرماث في البحر فنحمل معنا القليل من الماء، فإذا توضأنا به عطشنا، وإذا توضأنا بماء البحر كفانا، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4033)

• وقال ابن وهب: ثنى عبد الجبار بن عمر عن عبد الله بن سعيد وإسحاق بن عبد الله (1) عن المغيرة بن أبي بردة عن عبد الله المدلجي.

أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(553)

وعبد الجبار بن عمر قال النسائي وجماعة: ضعيف.

- ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه اختلافا كثيرا:

• فقال يزيد بن هارون: أنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني أنه أخبره أنّ بعض بني مدلج أخبره أنهم كانوا يركبون الأرماث في البحر وذكر الحديث.

أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 365) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 628)

(1) هو ابن أبي فروة.

ص: 5809

• وقال عبد الرحيم بن سليمان المروزي: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن بعض بني مدلج أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه ابن أبي شيبة (1358) عن عبد الرحيم به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1757) عن ابن أبي شيبة به.

• وقال زفر بن الهذيل العنبري: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن بعض بني مدلج أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ماء البحر

أخرجه الدارقطني في "العلل"(9/ 13)

• وقال الليث بن سعد: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة أنّ رجلا من بني مدلج قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4032)

- وقال هشيم: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن أبي بردة عن رجل من بني مدلج عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عبيد (1) في "الطهور"(223) والحاكم (1/ 141) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 229)

- وقال حماد بن سلمة: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2818) والطحاوي في "المشكل"(4031) والحاكم (1/ 141 - 142) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 230)

- وقال سليمان بن بلال المدني: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة أنّ رجلا من بني مدلج قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 229 - 230)

- وقال أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر: عن يحيى بن سعيد أني عبد الله بن المغيرة عن رجل من بني مدلج أنّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم

(1) وأخرجه في "الغريب"(1/ 43) ووقع عنده: عن المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 228 - 229)

ص: 5810

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 230)

وتابعه:

1 -

محمد بن فضيل الكوفي (1).

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 230)

2 -

يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1/ 230)

3 -

يحيى بن سعيد القطان (2).

أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 626)

- وقال حماد بن زيد: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه عن رجل من بني مدلج أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه أبو القاسم البغوي (1757) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 230) وأبو نعيم في "الصحابة"(7240)

- وقال شعبة: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة عن رجل من قومه عن رجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم

قاله الدارقطني في "العلل"(9/ 11)

- وقال روح بن القاسم البصري: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله أو عبد الله بن المغيرة عن رجل من بني مدلج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

قاله الدارقطني (9/ 13)

- وقال بحر بن كَنِيز السقاء: عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قاله الدارقطني (9/ 13)

- وقال سفيان الثوري وسفيان بن عيينة: عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله بن عبد أنّ ناسا من بني مدلج سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) ووقع في روايته: عبد الله بن المغيرة الكندي.

(2)

قال في روايته: أنّ رجلا منهم.

ص: 5811

أخرجه عبد الرزاق (321) عن السفيانين به.

ورواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله بن عبد أنّ رجلا من بني مدلج أتى النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه البيهقي في "معرفة "السنن" (1/ 229)

ورواه أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن رجل من أهل المغرب يقال له: المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة أنّ ناسا من بني مدلج أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 219)

وقال: أرسل يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث عن المغيرة بن أبي بردة لم يذكر أبا هريرة، ويحيى بن سعيد أحد الأئمة في الفقه والحديث، وليس يقاس به سعيد بن سلمة ولا أمثاله، وهو أحفظ من صفوان بن سليم، وفي رواية يحيى بن سعيد لهذا الحديث ما يدل على أن سعيد بن سلمة لم يكن بمعروف من الحديث عند أهله، وقد روي هذا الحديث عن يحيى بن سعيد عن المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب فيه عن يحيى بن سعيد ما رواه عنه ابن عيينة مرسلا- كما ذكرنا-"

وقال في "الاستذكار"(1/ 201 - 202): وهو مرسل لا يصح فيه الاتصال، ويحيى بن سعيد أحفظ من صفوان بن سليم وأثبت من سعيد بن سلمة، وليس إسناد هذا الحديث مما تقوم به حجة عند أهل العلم بالنقل لأنّ فيه رجلين غير معروفين بحمل العلم في رواية صفوان بن سليم، وفي رواية يحيى بن سعيد نحو ذلك في المغيرة بن أبي بردة"

وخالفه غير واحد في ترجيح حديث صفوان بن سليم

فقال البخاري: وحديث مالك أصح" معرفة السنن والآثار 1/ 228

وقال الدارقطني: وأشبهها قول مالك ومن تابعه عن صفوان بن سليم" العلل 9/ 13

وقال البيهقي: هذا الاختلاف -يعني على يحيى بن سعيد- يدل على أنّه لم يحفظ كما ينبغي. وقد أقام إسناده مالك عن صفوان بن سليم، وتابعه على ذلك الليث بن سعد عن يزيد عن الجلاح أبي كثير، ثم عمرو بن الحارث عن الجلاح كلاهما عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن أبي بردة عن أبي هريرة مرفوعا، فصار الحديث بذلك صحيحا كما قال البخاري في رواية الترمذي عنه" معرفة السنن 1/ 231

قلت: وسعيد بن سلمة والمغيرة بن أبي بردة وثقهما النسائي وابن حبان.

ص: 5812

الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر: أنتوضأ منه؟ فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 39 - 40) والدارقطني (1/ 37) والحاكم (1/ 142)

وإسناده ضعيف لضعف القدامي.

الثالث: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء بماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته"

أخرجه الدارقطني (1/ 36) والحاكم (1/ 142) من طريق أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن غزوان ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به.

قال ابن حبان: ليس هو من حديث أبي سلمة ولا يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن غزوان يقلب الأخبار ويسند الموقوف، لا يحل الاحتجاج به" المجروحين 2/ 299

وقال أبو زرعة: محمد بن غزوان منكر الحديث.

قلت: واختلف فيه على يحيى بن أبي كثير:

• فقال مَعْمر بن راشد: عن يحيى بن أبي كثير قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البحر فقال "هو الذي حلال ميتته، طهور ماؤه"

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 194) وفي "مصنفه"(8656) عن معمر به".

ورواته ثقات لولا إرساله.

• وقال سفيان بن عيينة: عن يحيى بن أبي كثير قال: سئل المغيرة بن عبد الله بن عبد أنّ ناسا من بني مدلج سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(8657)

ورواه يحيى بن عباد عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه ابن عدي (6/ 2163) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن يعقوب بن عطاء عن يحيى بن عباد به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر.

ص: 5813

وأما حديث أبي بكر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه وهب بن كيسان المدني عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحلال ميتته"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 139) والدارقطني (1/ 34) من طريق عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف المعروف بابن أبي ثابت عن إسحاق بن حازم عن وهب به.

قال ابن حبان: وهو خطأ فاحش إنما هو عن إسحاق بن حازم عن عبيد الله بن مقسم عن جابر مرفوعا"

وقال الدارقطني في "العلل"(1/ 220 - 221): هو حديث تفرد به عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف الحديث رواه عن إسحاق بن حازم شيخ مديني ليس بالقوي"

الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سئل عن ماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 355) من طريق السري بن عاصم الهمداني عن محمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار به.

وقال: إنما هو من قول أبي بكر الصديق فأسنده السري، والسري كان ببغداد يسرق الحديث ويرفع الموقوفات، لا يحل الإحتجاج به"

وخالفه الحميدي فرواه عن محمد بن عبيد وعبد الله بن رجاء وأبي ضمرة كلهم عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن أبي بكر موقوفا.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 248) عن حاتم بن منصور أنا الحميدي به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (1359)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

وأبو عبيد في "الطهور"(226)

عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي

والدارقطني (1/ 35) وفي "العلل"(1/ 240 و 240 - 241) ومسدد (1)(إتحاف الخيرة 629)

(1) سقط من إسناده: عن أبي الطفيل.

ص: 5814

عن يحيى بن سعيد القطان

والدارقطني (1/ 35) والبيهقي (1/ 4 و 9/ 253)

عن عبد الله بن نمير

كلهم عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن أبي بكر موقوفا.

وإسناده صحيح.

وأما حديث علي فأخرجه الدارقطني (1/ 35) عن أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة ثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك ثنا معاذ بن موسى ثنا محمد بن الحسين ثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته"

وأخرجه الحاكم (1/ 142 - 143) عن أبي سعيد أحمد بن محمد النسائي ثنا أحمد بن محمد بن سعيد به.

قال الحافظ في "التلخيص"(1/ 12): في إسناده من لا يعرف"

وأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه إسحاق بن حازم المدني عن أبي مقسم عبيد الله بن مقسم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في البحر "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته"

أخرجه أحمد (3/ 373) وفي "العلل"(780) وفي "مسائل ابن هانئ"(1/ 5) عن أبي القاسم بن أبي الزناد أخبرني إسحاق بن حازم به.

وأخرجه ابن ماجه (388) وابن خزيمة (112) وابن حبان (1244) وفي "المجروحين"(2/ 140 و 303) والدارقطني (1/ 34) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 229) والبيهقي (1/ 253 - 254و 9/ 252) وأبو الحسن بن القطان في "زوائده" على سنن ابن ماجه (1/ 137) والخطيب في "المتفق والمفترق"(812) وابن الجوزي في "التحقيق"(5) والمزي (34/ 193) من طرق عن أحمد بن حنبل به.

قال أبو علي بن السكن: حديث جابر أصح ما روي في هذا الباب" التلخيص 1/ 11

وقال الحافظ في "الدراية"(1/ 54): إسناده لا بأس به"

قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

الثاني: يرويه المعافى بن عمران الموصلي عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر.

ص: 5815

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1759) والدارقطني (1/ 34) والحاكم (1/ 143) من طريق الحسن بن بشر البجلي ثنا المعافى به.

قال الحافظ: وإسناده حسن ليس فيه إلا ما يخشى من التدليس" التلخيص 1/ 11

قلت: ابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(1/ 34) من طريق مبارك بن فضالة عن أبي الزبير عن جابر.

ومبارك بن فضالة مدلس أيضا وقد عنعن.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (1/ 35)

عن إبراهيم بن راشد الأدمي

والحا كم (1/ 140)

عن محمد بن إسحاق الصاغاني

قالا: ثنا سريج بن النعمان ثنا حماد بن سلمة عن أبي التَّيَّاح ثنا موسى بن سلمة عن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال "ماء البحر طهور"

قال الدارقطني: الصواب موقوف"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الحافظ: ورواته ثقات لكن صحح الدارقطني وقفه" التلخيص 1/ 11

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، وأبو التياح اسمه يزيد بن حميد، وموسى بن سلمة هو ابن المُحَبّق الهذلي.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه محمد (1) بن يحيى المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (224) عن الحكم بن موسى القنطري ثنا هِقْل عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إنّ صيد ميتة البحر حلال، وماؤه طهور"

وأخرجه الدارقطني (1/ 35) عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحكم بن موسى به.

(1) وعنه أخرجه ابن عدي (6/ 2418)

ص: 5816

ورواه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم عن محمد بن إسحاق وهو الصاغاني وقال فيه: عن الأوزاعي بدل المثنى بن الصباح.

أخرجه الحاكم (1/ 143)

قال الحافظ: ووقع في رواية الحاكم: الأوزاعي بدل المثنى، وهو غير محفوظ" التلخيص 1/ 12

قلت: والمثنى بن الصباح ضعفوه.

وأما حديث أنس فأخرجه عبد الرزاق (320) والدارقطني (1/ 35) من طريق أبان بن أبي عياش عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في ماء البحر قال "الحلال ميتته، الطهور ماؤه"

قال الدارقطني: أبان بن أبي عياش متروك"

وأما حديث الفِرَاسي فأخرجه ابن ماجه (387) والطحاوي في "المشكل"(4037) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 220)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

والطحاوي (4038)

عن عبد الله بن عبد الحكم المصري

كلاهما عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مَخْشِي أنّه حدّث أنّ الفراسي قال: كنت أسيد في البحر الأخضر على أرماث، وكنت أحمل قربة فيها ماء، فإذا لم أتوضأ من القربة، رفق ذلك بي وبقيت لي، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه ذلك وقلت: أنتوضأ من ماء البحر يا رسول الله؟ فقال "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته" السياق لابن عبد البر

ووقع عند ابن ماجه "عن ابن الفراسي"

قال الترمذي: سألت محمدا عن حديث ابن الفراسي في ماء البحر فقال: هو مرسل، ابن الفراسي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، والفراسي له صحبة" العلل 1/ 137

وقال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقائم، والفراسي مذكور في الصحابة غير معروف" الاستذكار 1/ 202

وقال عبد الحق في "الأحكام": حديث الفراسي هذا لم يروه فيما أعلم إلا مسلم بن مخشي، ومسلم بن مخشي لم يرو عنه فيما أعلم إلا بكر بن سوادة"

ص: 5817

وقال أبو الحسن بن القطان: وقد خفي على عبد الحق ما فيه من الانقطاع، فإنّ ابن مخشي لم يسمع من الفراسي وإنما يرويه عن ابن الفراسي عن أبيه" نصب الراية 1/ 99

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّ مسلما لم يسمع من ابن الفراسي، وابن الفراسي لا صحبة له وإنّما روى هذا الحديث عن أبيه، فالظاهر أنّه سقط من هذا الطريق" المصباح 1/ 57

قلت: مسلم بن مخشي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه غير بكر بن سوادة.

والحديث لم ينفرد به الليث بن سعد بل تابعه يحيى بن أيوب المصري عن جعفر بن ربيعة وعمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي معاوية مسلم بن مخشي عن الفراسي به.

أخرجه أبو عبيد في "الطهور"(225) عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي عن يحيى بن أيوب به.

واختلف فيه على سعيد بن الحكم:

فقال الطحاوي (4039): ثنا ابن أبي مريم ثنا جدي (1) أنا يحيى بن أيوب ثني جعفر بن ربيعة وعمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي معاوية العلوي عن مسلم بن مخشي عن الفراسي به.

وقال: أبو معاوية العلوي ومسلم بن مخشي لا يعرفان"

وأما حديث العركي فأخرجه الطحاوي (2)(4035) والطبراني والبغوي كما في "الإصابة"(6/ 342 - 343) وأبو نعيم في "الصحابة"(8408) من طريق حميد بن صخر عن عياش بن عباس المصري عن عبد الله بن رزين عن العركي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إنا نركب في الأرماث فنبعد في البحر، ومعنا ماء لشفاهنا، فإن توضأنا به عطشنا، ويزعمون أنّ ماء البحر ليس بطهور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ماؤه طهور، وميتته حلال"

قال الطحاوي: إسناد هذا الحديث حسن غير أنّ عبد الله بن رزين قديم لا يقع في القلوب لقاء عياش بن عباس إياه"

(1) يعني سعيد بن الحكم.

(2)

أخرجه هو وأبو نعيم من طريق حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر.

ووقع عند أبي نعيم: عن عبيد الله بن جرير عن العركي.

ص: 5818

وقال البغوي: صوابه حميد أبو صخر"

وكذلك صوب ابن حبان في "الثقات"(6/ 188 - 189) أنّه حميد أبو صخر فقال: حميد بن زياد أبو صخر الخراط روى عنه حيوة بن شريح، وهو الذي يروي عنه حاتم بن اسماعيل ويقول: حميد بن صخر، وإنما هو حميد بن زياد أبو صخر لا حميد بن صخر.

ولما ترجم البخاري لحميد بن زياد أبي صخر قال: وقال بعضهم: حميد بن صخر.

وفرق ابن عدي في "الكامل" بينهما وقال: سمعت ابن حماد يقول: حميد بن صخر يروي عنه حاتم بن إسماعيل، قاله أحمد بن شعيب النسائي.

قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: حميد بن صخر: يروي عنه حاتم بن اسماعيل، ليس بالقوي.

4071 -

حديث المختار بن فلفل عن أنس في ذكر الكوثر "هو حوض ترد عليه أمتي"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (400)

4072 -

حديث معاذ بن جبل: ضمّ إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي "هو عمل الشيطان فارصده" فرصدته فأقبل في صورة فيل، فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب في غير صورته، فدنا من التمر فجعل يلتقمه، فشددت علي ثيابي فتوسطته.

قال الحافظ: ووقع مثل ذلك لمعاذ بن جبل، أخرجه الطبراني وأبو بكر الروياني.

وقال: وفي حديث معاذ بن جبل من الزيادة: وخاتمة سورة البقرة - آمن الرسول- إلى آخرها. وقال في أول الحديث: فذكره.

وفي رواية الروياني: فأخذته فالتفت يدي على وسطه، فقلت: يا عدو الله، وَثَبْتَ إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك. لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك"

وفي رواية الروياني: ما أدخلك بيتي تأكل التمر؟ قال: أنا شيخ كبير فقير ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين، ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم، فلما نزلت عليه آيتان تفرقنا منها، فإن خلّيت سبيلي علمتكهما. قلت:

(1) 14/ 262 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

ص: 5819

نعم، قال: آية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله {آمَنَ الرَّسُولُ} [البقرة: 285] إلى آخرها.

وقال: في حديث معاذ بن جبل "صدق الخبيث وهو كذوب"(1).

حسن

وله عن معاذ طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن بريدة بن الحصيب واختلف عنه:

- فقال عبد المؤمن بن خالد الحنفي المروزي: أنبا عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الدؤلي قال: قلت لمعاذ بن جبل: أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته. قال: جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين فجعلت التمر في غرفة. قال: فوجدت فيه نقصانا. فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال "هذا الشيطان يأخذه" قال: فدخلت الغرفة وأغلقت الباب عليّ، فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب، ثم تصوّر في صورة (2)، ثم تصوّر في صورة أخرى، فدخل من شقّ الباب، فشددت إزاري عليّ فجعل يأكل من التمر، فوثبت إليه فضبطته، فالتقت يداي عليه، فقلت: يا عدو الله. قال: خلِّ عني، فإني كبير ذو عيال كثير، وأنا من جن نصيبين، وكانت لنا هذه القرية قبل أن يُبعث صاحبكم، فلما بعث أُخرجنا منها، خلِّ عني فلن أعود إليك. فخليت عنه فجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان، فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ونادى مناديه: أين معاذ بن جبل؟ فقمت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما فعل أسيرك؟ " فأخبرته. فقال "أما إنّه سيعود فَعُدْ" قال: فدخلت الغرفة وأغلقت على الباب، فجاء فدخل من شقّ الباب، فجعل يأكل من التمر، فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى، فقال: خلِّ عني فإني لن أعود إليك. فقلت: يا عدو الله ألم تقل إنّك لن تعود؟ قال: فإني لن أعود، وآية ذلك أنّه لا يقرأ أحد منكم خاتمة (3) البقرة فيدخل أحد منا في بيته تلك الليلة.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(175) وأبو نعيم في "الدلائل"(547) والحاكم (1/ 563 - 564)

عن زيد بن الحباب العكلي

والحاكم (1/ 563) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 109 - 110)

(1) 5/ 392 و 393 و 394 (كتاب الوكالة- باب إذا وكّل رجلا فترك الوكيل شيئا)

(2)

وفي لفظ "في صورة فيل"

(3)

وفي لفظ " {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] " إلى آخر السورة.

ص: 5820

عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي

والطبراني (1) في "الكبير"(20/ 161 - 162)

عن نعيم بن حماد المروزي

قالوا: ثنا عبد المؤمن بن خالد به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد المؤمن بن خالد الحنفي مروزي ثقة يجمع حديثه"

قلت: عبد المؤمن بن خالد صدوق، وعبد الله بن بريدة وأبو الأسود ظالم بن عمرو ثقتان، فالإسناد حسن.

- وقال مالك بن مِغْول: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان لي طعام فتبينت فيه النقصان فكنت في الليل، فإذا غول قد سقطت عليه، فقبضت عليها فقلت: لا أفارقك حتى أذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني امرأة كثيرة العيال لا أعود. فحلفت لي فخليتها فجئت، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي "كذبت وهي كذوب" وتبيّن لي النقصان، قال: فإذا هي قد وقعت على الطعام فأخذتها، فقالت لي: كما قالت لي في الأولى، وحلفت أن لا تعود، فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "كذبت وهي كذوب" ثم تبيّن لي النقصان، فكمنت لها، فأخذتها فقلت: لا أفارقك أو أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ذرني حتى أعلمك شيئا، إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا. إذا أويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك ومالك آية الكرسي، فخليتها، فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "صدقت وهي كذوب، صدقت وهي كذوب"

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 110 - 111) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا حامد السلمي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مالك بن مغول به.

وقال: كذا قال: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وهذا غير قصة معاذ، فيحتمل أن يكونا محفوظين"

(1) رواه الطبراني عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا نعيم بن حماد به.

ورواه في موضع آخر (20/ 51 - 52) عن يحيى بن عثمان بن صالح ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد المؤمن بن خالد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: بلغني أنّ معاذ بن جبل أخذ الشيطان

ونعيم مختلف فيه.

ص: 5821

قلت: ورواته ثقات غير حامد السلمي فلم أقف له على ترجمة.

الثاني: يرويه لقمان بن عامر الحمصي عن الحسن بن جابر القرشي عن معاذ أنّه سمع خشخشة شيء في بيته، فأخذه فقال: من أنت؟ قال: أنا شيطان، فقال له: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دعني فإني لا أعود، فخلّى سبيله، فلما غدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال "يا معاذ ما فعل أسيرك؟ " قال: سرحته، فلما كانت الليلة الثانية إذا هو قد حسّ به، فأخذه فطلب إليه أيضا، وحلف أن لا يعود، فخلّى عنه، فلما كانت الليلة الثالثة حسّ به وأخذه، وطلب إليه أيضا وحلف له أن لا يعود، فأبى أن يسرحه، فقال: خلّ عنّي حتى أعلمك آية إذا قرأتها لم يكن في ذلك الموضع شيطان، فعلمه آية الكرسي، فخلى سبيله، وغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع، فقال "صدق وكان كذوبا"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 101) وفي "مسند الشاميين"(1612) عن محمد بن إبراهيم بن عرق الحمصي ثنا محمد بن مُصفى ثنا بقية بن الوليد ثنا عقيل بن مدرك عن لقمان بن عامر به.

وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد، ومحمد بن مصفى ولقمان بن عامر صدوقان، وبقية بن الوليد ثقة وقد صرّح بالتحديث من عقيل بن مدرك فانتفى التدليس، وعقيل بن مدرك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، والحسن بن جابر لم يدرك معاذا، وقال الذهبي في "المجرد": حمصي مستور.

4073 -

حديث أكثم بن أبي الجون الخزاعي قال: قلنا: يا رسول الله، فلان يجزي في القتال، قال "هو في النار" قلنا: يا رسول الله، إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار فأين نحن؟ قال "ذلك إخبات النفاق" قال: فكنا نتحفظ عليه في القتال.

قال الحافظ: وفي حديث أكثم بن أبي الجون الخزاعي عند الطبراني: فذكره.

وقال: زاد في حديث أكثم: فقلنا: يا رسول الله قد استشهد فلان، قال "هو في النار"

وقال: في حديث أكثم "أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أشهد أنّك رسول الله.

وقال: زاد في حديث أكثم "تدركه الشقاوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها"(1)

ضعيف

(1) 9/ 13 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)

ص: 5822

أخرجه الطبراني في "الكبير"(872) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ثنا ضَمْرة بن ربيعة عن عبد الله بن شَوذب عن أبي نهيك عن شبل بن خليد المزني عن أكثم بن أبي الجون قال: قلنا: يا رسول الله، فلان يجزي في القتال، قال "هو في النار" قال: قلنا: يا رسول الله إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار فأين نحن؟ قال "إنّما ذلك إخبات النفاق وهو في النار" قال: فكنا نتحفظ عليه في القتال، كان لا يمرّ به فارس ولا راجل إلا وثب عليه فأكثر عليه جراحه، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، استشهد فلان؟ قال "هو في النار" فلما اشتد به ألم الجراح أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أشهد أنّك رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنّه لمن أهل النار، وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنّه من أهل الجنة تدركه الشقوة أو السعادة عند خروج نفسه فيختم له بها"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1042) عن الطبراني به.

قال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: إسناده حسن" المجمع 7/ 214 - الإصابة 1/ 96

قلت: شبل بن خليد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وأبو نهيك ما عرفته، ومحمد بن إسماعيل بن علي لم أقف له على ترجمة، وعلي بن سعيد مختلف فيه، وضمرة وعبد الله ثقتان.

4074 -

عن أبي سعيد: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال:"هو مسجدكم هذا"

قال الحافظ: وروى مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه: فذكره. ولأحمد والترمذي من وجه آخر عن أبي سعيد: اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما: هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك فقال "هو هذا وفي ذلك -يعني مسجد قباء- خير كثير" ولأحمد عن سهل بن سعد نحوه، وأخرجه من وجه آخر عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب مرفوعا" (1)

صحيح

وله عن أبي سعيد طرق:

الأول: يرويه حميد الخراط المدني قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: مرّ

(1) 8/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 5823

بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري فقلت له: كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى؟ قال: قال أبي: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله، أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفًا من حصباء فضرب به الأرض. ثم قال "هو مسجدكم هذا"(لِمَسجد المدينة)

فقلت: (القائل أبو سلمة) أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره.

أخرجه أحمد (3/ 24) عن يحيى بن سعيد القطان عن حميد الخراط به.

وأخرجه مسلم (1398) والسياق له والطبري في "تفسيره"(11/ 27) والطحاوي في "المشكل"(4735) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 263) من طرق عن يحيى القطان به.

ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن حميد بن صخر عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقبض قبضة من الحصى ثم ضرب بها الأرض فقال "هذا هو - يعني مسجد المدينة -" لم يذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372 - 373) عن حاتم بن إسماعيل به.

وأخرجه مسلم (2/ 1015) وأبو يعلى (1029) عن ابن أبي شيبة به (1).

وأخرجه مسلم (2/ 1015)

عن سعيد بن عمرو الأشعثي

والبيهقي (5/ 246) وفي "الدلائل"(5/ 264)

عن زكريا بن عدي التيمي

كلاهما عن حاتم بن إسماعيل به.

وحميد بن صخر هو حميد الخراط وقيل: غيره، وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين.

والباقون ثقات.

والحديث اختلف فيه على عبد الرحمن بن أبي سعيد:

فرواه أسامة بن زيد الليثي عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قوله.

(1) وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 544) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به.

ص: 5824

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372) والطبري (11/ 27) والبلاذري في "فتوح البلدان"(ص 10) والحاكم (2/ 334) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 264)

وأسامة بن زيد مختلف فيه كذلك.

الثاني: يرويه عمران بن أبي أنس القرشي العامري واختلف عنه:

- فرواه الليث بن سعد عن عمران بن أبي أنس واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الليث عن عمران عن سعيد بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هو مسجدي هذا"

أخرجه أحمد (3/ 89)

عن موسى بن داود الضبي

والطحاوي في "المشكل"(4736)

عن عبد الله بن وهب (1)

وشعيب بن الليث بن سعد (2)

وعبد الله بن عبد الحكم المصري

وابن مردويه كما في "تعجيل المنفعة"(1/ 581 - 582)

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ

خمستهم عن الليث به.

• وقال غير واحد: عن الليث عن عمران عن ابن أبي سعيد عن أبيه.

أخرجه أحمد (3/ 8)

عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي

وابن حبان (1606)

(1) رواه الطحاوي عن يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب به، ورواه الطبري (11/ 28) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب فقال: عن ابن أبي سعيد عن أبيه ولم يسمه.

(2)

رواه الطحاوي عن بحر بن نصر الخولاني عن شعيب بن الليث به، ورواه الطبري (11/ 28) عن بحر بن نصر عن شعيب بن الليث فلم يذكر أبا سعيد الخدري.

ص: 5825

عن يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب الرملي

وأحمد (3/ 89) والنسائي (2/ 30) وفي "الكبرى"(11228) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 268 - 269)

عن قتيبة بن سعيد البلخي (1)

ثلاثتهم عن الليث به.

- وقال ربيعة بن عثمان التيمي: ثني عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد قال: اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد المدينة، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "هو مسجدي هذا"

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372) وفي "مسنده"(92) وأحمد (5/ 331) وعبد بن حميد (467) والروياني (1119) والطبري (11/ 28) والبلاذري في "فتوح البلدان"(ص 10) وابن حبان (1604 و 1605) والطبراني في "الكبير"(6025) وأبو نعيم في "صفة النفاق"(22)

عن وكيع

والطحاوي في "لمشكل"(4737)

عن عبد الله بن إدريس الأودي

كلاهما عن ربيعة بن عثمان به.

قال ابن حبان: الطريقان جميعا محفوظان"

قلت: ولم ينفرد ربيعة بن عثمان به بل تابعه عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد به.

أخرجه أحمد (5/ 335) عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي ثني عبد الله بن عامر الأسلمي به.

وأخرجه أحمد في موضع آخر (5/ 116) عن عبد الله بن الحارث فقال فيه: عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب.

(1) رواه الترمذي (3099) عن قتيبة بن سعيد فقال فيه: عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه.

وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عمران بن أبي أنس"

وقال الحافظ: عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه هو المحفوظ" التعجيل 1/ 582

ص: 5826

وهكذا رواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن الأسلمي به.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 373 و 12/ 210) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 1399) وأحمد (5/ 116) وعبد بن حميد (166) والطبري (11/ 28) والهيثم بن كليب (1422 و 1423) والبلاذري (ص 10) والحاكم (2/ 334)

وتابعه أبو ضمرة (1) أنس بن عياض المدني عن الأسلمي به.

أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1403) والمفضل الجندي في "فضائل المدينة"(46) وابن عدي (4/ 1473)

ورواه أبو ضمرة أيضا عن الأسلمي عن عمران بن أبي أنس ثني عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه به.

أخرجه المفضل الجندي (45)

والأسلمي ضعيف كما قال أحمد وابن معين وغيرهما.

الثالث: يرويه أنيس بن أبي يحيى مولى الأسلميين ثني أبي قال: سمعت أبا سعيد يقول: إنّ رجلا من بني عمرو بن عوف، ورجلا من بني خدرة امتريا في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال الخدري: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال العمري: هو مسجد قباء. قال: فخرجا حتى جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك، فقال "هو هذا المسجد مسجد رسول الله وفي ذلك خير كثير".

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 372) وأحمد (3/ 23 و 91) والترمذي (323) وأبو يعلى (985) والطبري (11/ 28 و 28 - 29) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(303) والطحاوي (4733) وابن حبان (1626) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 229) والحاكم (1/ 487) والبغوي في "شرح السنة"(455) والمزي (12/ 138) من طرق عن أنيس به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم لأنيس وأبيه شيئا، وأنيس وثقه ابن معين وغيره، وأبوه واسمه سمعان وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، فالاسناد حسن.

(1) هكذا رواه الزبير بن بكار المدني وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي عن أبي ضمرة.

ورواه هارون بن سعيد الأيلي عن أبي ضمرة فلم يذكر أبي بن كعب.

أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق"(23)

ص: 5827

- ورواه سَحْبَل عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أنيس واختلف عنه:

• فرواه ابن وهب عن سحبل عن أنيس عن أبيه عن أبي سعيد.

أخرجه الطبري (11/ 28) والطحاوي (4734)

• ورواه مطرف بن عبد الله المدني عن سحبل عن أبيه عن جده عن أبي سعيد.

أخرجه المفضل الجندي (42) والحاكم (2/ 334) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 544 - 545)

• ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن سحبل عن أنيس عن أبيه عن أبي سعيد قوله.

أخرجه الطحاوي (12/ 167)

4075 -

عن الحسن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلا إلى فدك فأغاروا عليهم، وكان مرداس الفدكي قد خرج من الليل وقال لأصحابه: إني لاحق بمحمد وأصحابه، فبصر به رجل فحمل عليه، فقال: إني مؤمن، فقتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هلا شققت عن قلبه" قال: فقال أنس: إنّ قاتل مرداس مات فدفنوه فأصبح فوق القبر، فأعادوه فأصبح فوق القبر مرارا، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمر أن يطرح في واد بين جبلين ثم قال "إنّ الأرض لتقبل من هو شرّ منه ولكن الله وعظكم"

قال الحافظ: وقال ابن أبي عاصم في "الديات": حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا يحيى بن سليم عن هشام بن حسان عن الحسن: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 36 - 37) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا يحيى بن سليم عن هشام بن حسان عن الحسن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلا إلى فدك فأغاروا عليهم، وكان مرداس الفدكي قد خرج من الليل وقال لأصحابه: إني لاحق بمحمد وأصحابه، فبصر به رجل فحمل عليه فرسه، فقال مرداس: إني مؤمن، فحمل عليه فقتله، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى قاتله فسأله "كيف صنعت؟ " فأخبره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "هل شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب؟ " فقال: يا رسول الله، وهل يبين ذلك شيئا؟ فقال "إنما يعرب عنه لسانه"

(1) 15/ 213 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32])

ص: 5828

قال أنس بن مالك: إنّ قاتل مرداس مات فدفنوه فأصبح فوق القبر موضوعا، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فطرح في واد بين جبلين بالمدينة، ثم قال "أما والذي نفسي بيده إنّ الأرض لتكفت أو تواري من هو شرَّ من صاحبكم ولكن الله وعظكم" فأنزل في شأنه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النِّساء: 94] إلى آخر الآية-.

يعقوب بن حميد ويحيى بن سليم الطائفي مختلف فيهما، وهشام بن حسان ثقة تكلموا في روايته عن الحسن.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 310) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن البراء بن عبد الله الغنوي عن الحسن.

والبراء قال ابن معين وغيره: ضعيف.

4076 -

حديث صفوان بن أمية في قصة الذي سرق رداؤه ثم أراد أن لا يُقطع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "هلا قبل أن تأتيني به"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم" (1)

حسن

وله عن صفوان بن أمية طرق:

الأول: يرويه سماك بن حرب واختلف عنه:

- فقال أسباط بن نصر الهمداني: عن سماك عن حميد بن أخت صفوان بن أمية عن صفوان قال: كنت نائما في المسجد عليّ خميصة لي ثمنها ثلاثين درهما، فجاء رجل فاختلسها مني، فأُخذ الرجل، فأُتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر به ليقطع، فأتيته، فقلت: أتقطعه من أجل ثلاثين درهما، أنا أبيعه وأنسئه ثمنها، قال "فهلا كان هذا قبل أن تأتيني به"

أخرجه البخاري (2) في "الكبير"(2/ 2/ 304) عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد

وأخرجه أبو داود (4394) والنسائي (8/ 62) وفي "الكبرى"(7369) وابن الجارود (828) والطحاوي في "المشكل"(2389) والطبراني في "الكبير"(7335) والدارقطني (3/ 204) والحاكم (4/ 380) والبيهقي (8/ 265) وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 220) والمزي (7/ 417) من طرق عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر به.

(1) 15/ 93 - 94 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

(2)

ومن طريقه أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(1/ 335)

ص: 5829

قال البخاري: لا نعلم سماع هذا -يعني حميد- من صفوان"

وقال الطحاوي: حميد لا يعرف"

وقال ابن القطان الفاسي: ضعف هذا الإسناد بيّن بحميد المذكور، فإنه لا يعرف في غير هذا، وقد ذكره ابن أبي حاتم بذلك ولم يزد عليه.

وذكره البخاري فقال: إنه حميد بن حجير ابن أخت صفوان بن أمية ثم ساق له هذا الحديث.

وصحف فيه زائدة فقال: جعيد بن حجير، وهو كما قلنا مجهول الحال" الوهم والإيهام 3/ 569 - 570

وقال الزيلعي: وحميد بن أخت صفوان لم يرو عنه إلا سماك" نصب الراية 3/ 369

قلت: وأسباط وسماك مختلف فيهما.

- وقال سليمان بن قَرْم الضبي: عن سماك عن جعيد بن أخت صفوان عن صفوان.

أخرجه أحمد (3/ 401 و 6/ 466) عن حسين بن محمد المروذي ثنا سليمان بن قرم به.

ومن طريقه أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار"(74)

وسليمان بن قرم قال ابن معين وغيره: ضعيف.

- وقال يزيد بن عطاء بن يزيد الواسطى: عن سماك عن جعيد بن حجير قال: سُرقت من صفوان بن أمية

مرسل.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 357)

ويزيد بن عطاء قال النسائي وغيره: ضعيف.

الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه:

- فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عطاء واختلف عن سعيد:

• فقال محمد بن جعفر غُندر: ثنا سعيد عن قتادة عن عطاء عن طارق بن مرقع عن صفوان أنّ رجلا سرق برده فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله، قد تجاوزت عنه، قال "فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب" فقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 5830

أخرجه أحمد (1)(3/ 401 و 6/ 465) عن محمد بن جعفر به.

ومن طريقه أخرجه النسائي (8/ 61) وفي "الكبرى"(7365) والطحاوي في "المشكل"(2386) والطبراني في "الكبير"(7337) وابن عبد البر (11/ 218) والمزي (13/ 351 - 352) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 116 و 123)

• ورواه يزيد بن زُريع البصري عن سعيد فلم يذكر طارق بن المرقع.

أخرجه النسائي (8/ 60 - 61) وفي "الكبرى"(7364)

- ورواه حماد بن سلمة عن قتادة وقيس وحبيب المعلم وحميد وعمارة عن عطاء عن صفوان.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2385) من طريق حجاج بن منهال البصري ثنا حماد به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1274) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا حماد به.

- ورواه الأوزاعي عن عطاء مرسلا.

أخرجه النسائي (8/ 61) وفي "الكبرى"(7366) من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي ثني عطاء أنّ رجلا سرق ثوبا، فأُتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه، فقال الرجل: يا رسول الله، هو له، قال "فهلا قبل الآن؟! "

وتابعه حبيب بن الشهيد البصري عن عطاء به.

أخرجه البيهقي (8/ 265) من طريق بكار بن الحصيب البصري ثنا حبيب به.

الثالث: يرويه عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه:

- فقال عبد الملك بن أبي بشير البصري: ثني عكرمة عن صفوان أنه طاف بالبيت وصلى، ثم لفّ رداء له من بُرد فوضعه تحت رأسه، فنام فأتاه لص فاستله من تحت رأسه، فأخذه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ هذا سرق ردائي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أسرقت رداء هذا؟ " قال: نعم، قال "اذهبا به فاقطعا يده" قال صفوان: ما كنت أريد أن تقطع يده في ردائي، فقال له "فلو ما قبل هذا؟ "

(1) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1275) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عطاء عن طارق بن المرقع عن صفوان.

ص: 5831

أخرجه النسائي (8/ 61 - 62) وفي "الكبرى"(7367) عن هلال بن العلاء الرقى ثنا حسين ثنا زهير ثنا عبد الملك به.

وهلال بن العلاء صدوق، والباقون ثقات، وحسين هو ابن عياش الرقي، وزهير هو ابن معاوية الجُعفي.

قال ابن القطان الفاسي: الطريق المذكورة يمكن أن تكون منقطعة، فإنها من رواية عبد الملك المذكور عن عكرمة عن صفوان، وعكرمة لا أعرف أنه سمع من صفوان، وإنما يرويه عن ابن عباس" الوهم والإيهام 3/ 570

- وقال أشعث بن سوّار الكندي: عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان صفوان بن أمية نائما في المسجد، وذكر الحديث.

أخرجه الدارمي (2304) والنسائي (8/ 62) وفي "الكبرى"(7368) والطحاوي في "المشكل"(2382) والطبراني في "الكبير"(7327 و 11703) من طرق عن أشعث به.

قال النسائي: أشعث ضعيف"

قلت: والأول أصح.

الرابع: يرويه طاوس واختلف عنه:

- فرواه عبد الله بن طاوس عن أبيه واختلف عنه:

• فقال وهيب بن خالد البصري: عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن صفوان أنه قيل له: لا يدخل الجنة إلا من هاجر، قال: فقلت: لا أدخل منزلي حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنّ هذا سرق خميصة لي، لرجل معه، فأمر بقطعه، فقلت: يا رسول الله، فإني قد وهبتها له، قال "فهلاّ قبل أن تأتيني به" قلت: يا رسول الله، إنهم يقولون: لا يدخل الجنة إلا من هاجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن جهاد ونية، فإذا استنفرتم فانفروا"

أخرجه أحمد (3/ 401 و 6/ 465 - 466) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7371) والطحاوي في "المشكل"(2388) من طريق معلى بن أسد العمي ثنا وهيب به.

واختلف فيه على وهيب:

فقال مسلم بن إبراهيم الأزدي: ثنا وهيب عن عطاء عن ابن طاوس عن أبيه عن صفوان.

ص: 5832

أخرجه ابن عبد البر (11/ 219)

وقال: وطاوس سماعه من صفوان ممكن لأنه أدرك زمن عثمان. وقد قيل: إنّ طاوس توفي وهو ابن بضع وسبعين سنة، في سنة ست ومائة، قال: فإذا كان سنه هذا فغير ممكن سماعه من صفوان، لأنّ صفوان توفي سنة ست وثلاثين، وقيل: كانت وفاته بمكة عند خروج الناس إلى الجمل"

قلت: الكلام الأخير للطحاوي.

• ورواه مَعْمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (18939)

- ورواه عمرو بن دينار عن طاوس واختلف عنه:

• فرواه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار واختلف عنه:

فقال أسد بن موسى المصري: عن حماد عن عمرو عن طاوس عن صفوان.

أخرجه النسائي (8/ 62) وفي "الكبرى"(7370) عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم المصري ثنا أسد بن موسى به.

وقال حجاج بن منهال البصري: ثنا حماد عن عمرو عن طاوس أنّ صفوان بن أمية كان نائما في المسجد، مرسل.

أخرجه الطحاوي (2385) عن ابن خزيمة ثنا حجاج به.

• ورواه زكريا بن إسحاق المكي عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس أنّ صفوان بن أمية أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل

أخرجه الدارقطني (3/ 205 - 206) والحاكم (4/ 380) من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثنا زكريا بن إسحاق به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

• ورواه سفيان بن عيينة واختلف عنه:

فقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7326 و 10978) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد به.

ص: 5833

ويعقوب بن حميد مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

ورواه الشافعي في "الأم"(6/ 116) عن سفيان عن عمرو عن طاوس مرسلا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 265) وفي "معرفة السنن"(12/ 399)

وأخرجه الطحاوي (2387)

عن يونس بن عبد الأعلى المصري

والبيهقي (8/ 267)

عن أحمد بن شيبان الرملي

قالا: ثنا سفيان عن عمرو عن طاوس مرسلا.

• ورواه ابن جريج عن عمرو بن دينار مرسلا ولم يذكر طاوسا.

أخرجه عبد الرزاق (18938)

الخامس: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال مالك (2/ 834 - 835): عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أنّ صفوان بن أمية قيل له: إنّه من لم يهاجر هلك. فقدم صفوان بن أمية المدينة، فنام في المسجد وتوسد رداءه، فجاء سارق فأخذ رداءه، فأخذ صفوان السارق فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(562) وفي "الأم"(6/ 114 و135) عن مالك به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 265) وفي "معرفة السنن"(12/ 399)

وأخرجه الطحاوي (2383) من طريق عبد الله بن وهب ثني مالك به.

قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث جمهور أصحاب مالك مرسلا" التمهيد 11/ 216

واختلف فيه على مالك:

• فقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: عن مالك عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده قال: قيل لصفوان: إنه من لم يهاجر فقد هلك

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7325)

قال ابن عبد البر: ولم يقل أحد فيما علمت في هذا الحديث: عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن جده غير أبي عاصم"

ص: 5834

• وقال شبابة بن سوّار المدائني: عن مالك عن الزهري عن عبد الله بن صفوان عن أبيه أنه نام في المسجد وتوسد رداءه، وذكر الحديث.

أخرجه ابن ماجه (2595) وأبو القاسم البغوي (1273) والطحاوي (2384) وابن عبد البر (11/ 216 و 216 - 217)

- ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري واختلف عنه:

• فقال سعدان بن يحيى اللخمي: ثنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عبد الله بن صفوان بن أمية عن أبيه قال: نمت في المسجد فاستل إزاري من تحتي، وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني (7338)

• وقال رَوح بن عبادة البصري: ثنا محمد بن أبي حفصة ثنا الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أبيه أنّ صفوان بن أمية قيل له: هلك من لم يهاجر، الحديث.

أخرجه أحمد (3/ 401 و 6/ 465)

- ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (18926)

السادس: يرويه رجاء بن حَيوة الكندي عن صفوان أنّ لصا أتاه وهو نائم، فاستل إزاره من تحته فاستيقظ فأخذه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به فقطع، فقال: يا رسول الله، قد أحللته، قال- "هلاّ قبل أن تأتيني به. إنّ الإمام إذا انتهى إليه حد من الحدود أقامه"

أخرجه الطبراني (7334) عن الحسين بن محمد بن حاتم المعروف بعبيد العجل ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا حسين بن محمد المروذي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن رجاء به.

ورواته ثقات، لكن ما أظن رجاء بن حيوة سمع من صفوان فإن بين وفاتيهما إحدى وسبعين سنة.

وللحديث شاهد عن مجاهد قال: كان صفوان بن أمية من الطلقاء، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأناخ راحلته ووضع رداءه عليها، ثم تنحى ليقضي الحاجة، فجاء رجل فسرق رداءه، فأخذه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به أن تقطع يده، قال: يا رسول الله! تقطعه في رداء أنا أهبه له، قال "فهلا قبل أن تأتيني به"

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 230 - 231) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن مجاهد به.

ورواته ثقات، ومنصور هو ابن المعتمر.

ص: 5835

4077 -

حديث عائشة في قصة مجيء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم "هي أفضل بناتي أصيبت فيّ"

قال الحافظ: أخرجه الطحاوي وغيره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج الطحاوي والحاكم بسند جيد عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في حقّ زينب ابنته لما أوذيت عند خروجها من مكة: فذكره" (2)

حسن

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2975) والبزار (كشف 2666) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(53) والطحاوي في "المشكل"(142) والطبراني في "الكبير"(22/ 431 - 432) والحاكم (2/ 200 - 201 و 4/ 43 - 44 و 44) وأبو نعيم في "الصحابة"(7348) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 156 - 157) من طرق عن سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا يحيى بن أيوب ثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد ثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، خرجت ابنته من مكة مع بني كنانة فخرجوا في أثرها، فأدركها هَبّار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها حتى صرعها، فألقت ما في بطنها وأهريقت دما، فانطلق بها، واشتجر فيها بنو هاشم، وبنو أمية، فقال بنو أمية: نحن أحقّ بها، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فكانت عند هند بنت ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة "ألا تنطلق فتجيء بزينب؟ " فقال: بلى يا رسول الله، قال "فخذ خاتمي هذا، فأعطها أياه" قال: فانطلق زيد، فلم يزل يلطف وترك بعيره حتى أتى راعيا، فقال: لمن ترعى؟ فقال: لأبي العاص بن ربيعة، قال: فلمن هذه الغنم؟ قال: لزينب بنت محمد عليه السلام، فسار معه شيئا، ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه، ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم، فانطلق الراعي، فأدخل غنمه، وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل: قالت: وأين تركته؟ قال: مكان كذا وكذا، فسكنت حتى إذا كان الليل خرجت إليه، فقال لها: اركبي بين يدي، قالت: لا، ولكن اركب أنت، فركب وركبت وراءه حتى أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "هي أفضل بناتي أصيبت فيّ" السياق للطحاوي.

قال البزار: لا نعلم رواه عن عروة بهذا اللفظ إلا عمر"

(1) 8/ 106 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب فاطمة)

(2)

8/ 110 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضل عائشة)

ص: 5836

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: هو خبر منكر، ويحيى ليس بالقوي"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 213

قلت: الحديث إسناده حسن رجاله ثقات غير يحيى بن أيوب الغافقي وهو مختلف فيه: وثق وضعف.

وهو كما قال ابن عدي: صدوق لا بأس به.

وعمر بن عبد الله وثقه ابن حبان واحتج به الشيخان.

4078 -

قوله تعالى {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال صلى الله عليه وسلم "هي الرؤيا الصالحة"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت، ورواته ثقات إلا أنّ أبا سلمة لم يسمعه من عبادة، وأخرجه الترمذي أيضا من وجه آخر عن أبي سلمة قال: نبئت عن عبادة، وأخرجه أيضا هو وأحمد وإسحاق وأبو يعلى من طريق عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن عبادة، وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنّ هذا الرجل ليس بمعروف، وأخرجه ابن مردويه من حديث ابن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله، وفي الباب عن جابر عند البزار، وعن أبي هريرة عند الطبري، وعن عبد الله بن عمرو عند أبي يعلى" (1)

حسن

ورد من حديث عبادة بن الصامت ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن عمرو ومن حديث جابر بن عبد الله بن رئاب ومن حديث جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ومن حديث ابن مسعود ومن حديث قيس بن سعد مرسلا

فأما حديث عبادة فله عنه طرق:

الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبادة قال: قلت: يا نبي الله، قول الله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]؟ فقال "سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، أو أحد من أمتي، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له"

(1) 16/ 29 (كتاب التعبير- باب المبشرات)

ص: 5837

منهم:

1 -

أبان بن يزيد العطار.

أخرجه أحمد (5/ 315) والدارمي (2142) والطبري في "تفسيره"(11/ 134 و 136) والهيثم بن كليب (1216/ 2)

2 -

عبد الله بن يحيى بن أبي كثير.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 191) وابن عدي (4/ 1532) والواحدي في "الوسيط"(2/ 553)

3 -

رجل لم يسم.

أخرجه الطبري (11/ 134)

- وقال عمران بن داود القطان: عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئت عن عبادة.

أخرجه الترمذي (2275) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود - يعني الطيالسي- ثنا عمران به (1).

وقال: حديث حسن"

- ورواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى واختلف عنه:

• فرواه وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة عن عبادة.

أخرجه أحمد (5/ 315) وابن ماجه (3898) والطبري (11/ 136) وابن بشران (1635)

وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن علي بن المبارك به.

أخرجه الحاكم (2/ 340)

وقال: صحيح الإسناد"

• ورواه محمد بن المثنى عن علي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئت أنّ عبادة.

(1) أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 319) من طريق الترمذي وقال فيه: ثنا حرب بن شداد وعمران القطان.

ص: 5838

أخرجه الطبري (11/ 134)

وتابعه عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن علي بن المبارك به.

أخرجه الطبري (11/ 134)

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن يحيى واختلف عنه:

• فرواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عبادة.

أخرجه الهيثم بن كليب (1216/ 1)

• ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أني جابر بن عبد الله أنّ عبادة سأل.

أخرجه الهيثم (1169)

- ورواه حرب بن شداد البصري عن يحيى واختلف عنه:

• فقال الطيالسي (ص 79): ثنا حرب بن شداد ثنا يحيى ثنا أبو سلمة قال: نبئت أنّ

عبادة سأل.

ومن طريقه أخرجه الترمذي (2275) والبيهقي في "الشعب"(4422)

وتابعه عبد الله بن رجاء الغُداني ثنا حرب بن شداد به.

أخرجه الحاكم (4/ 391)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

• وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم: ثنا حرب بن شداد ثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة.

أخرجه أحمد (5/ 321)

- ورواه أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى واختلف عنه:

• فقال الوليد بن مسلم: ثنا أبو عمرو ثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة.

أخرجه الطبري (11/ 135)

وتابعه عقبة بن علقمة البيروتي أني الأوزاعي به.

أخرجه ابن عساكر في "الأربعين البلدانية"(ص 144 - 145)

ص: 5839

• وقال الوليد بن مزيد البيروتي: أنا الأوزاعي أني يحيى ثني أبو سلمة قال: سأل عبادة، مرسل.

أخرجه الطبري (11/ 133)

- ورواه مَعْمر بن راشد عن يحيى مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 296)

ورواية من روى عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئت عن عبادة، أصح، والله أعلم.

وقال ابن عساكر: كأنه أصح"

الثاني: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبّذي عن أيوب بن خالد بن صفوان عن عبادة به وزاد "وهي جزء من أربعة وأربعين جزءا، أو سبعين جزءا من النبوة"

أخرجه الطبري (11/ 135) عن محمد بن حميد الرازي ثنا يحيى بن واضح ثنا موسى به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد وموسى.

الثالث: يرويه صفوان بن عمرو بن هَرْم الحمصي واختلف عنه:

- فقال الوليد بن مسلم: ثنا صفوان عن حميد بن عبد الله المزني عن عبادة أنّ رجلا سأله عن هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يُونس: 64] فقال عبادة: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تُرى له، وهو كلام يكلم به ربك عز وجل عبده"

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1025) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم به.

وأخرجه (1026) من طريق عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو وعمرو (1) بن عبد الله الأحموس عن حميد بن عبد الله المزني عن عبادة.

- وقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: ثنا صفوان ثني حميد بن عبد الرحمن اليزني أنّ رجلا سأل عبادة.

(1) قال الطبري (11/ 134): حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة ثني يحيى بن سعيد ثنا عمر بن عمرو بن عبد الله الأخموشي عن حميد بن عبد الله المزنى قال: أتى رجل عبادة بن الصامت

ص: 5840

أخرجه أحمد (5/ 325) عن أبي المغيرة به.

ورواه محمد بن عوف الحمصي عن أبي المغيرة فقال فيه: ثنا حميد بن عبد الله.

أخرجه الطبري (11/ 137 - 138)

وتابعه بقية بن الوليد عن صفوان ثني حميد بن عبد الله المزني به.

أخرجه الهيثم (1217)

- ورواه عبد الوهاب بن نجدة عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه:

• فقال أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة: ثنا أبي ثنا إسماعيل ثنا صفوان عن حميد بن عبد الله المزني عن عبادة.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1025)

• وقال ابن أبي عاصم في "السنة"(497): ثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا إسماعيل ثنا صفوان عن حميد بن عبد الرحمن أنّ رجلا سأل عبادة.

ومن طريقه أخرجه أبو زكريا بن منده في "فضائل الطبراني"(ص 338)

وحميد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد (6/ 447) عن سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء عن هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال "ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت، فهي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له"

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 699) والترمذي (2273 و 3106) وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين 448) والطبري (11/ 134) وابن أبي حاتم (1) في "التفسير"(10460) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 388 - 389) والبيهقي في "الشعب"(4421) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 58 - 59) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(731 و 732) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 639) من طرق عن ابن عيينة به.

قال الترمذي: حديث حسن"

(1) ووقع عنده: عن عطاء بن دينار.

ص: 5841

قلت: إسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

واختلف عن ابن المنكدر، فرواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني عنه فلم يرفعه.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(725)

- ورواه أبو صالح ذكوان السمان واختلف عنه:

• فرواه عاصم بن بَهْدلة عن أبي صالح قال: سمعت أبا الدرداء.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 52) والطبري (11/ 136) والقشيري في "الرسالة"(ص192)

عن أبي بكر بن عياش

والترمذي (5/ 287) والطبري (11/ 136)

عن حماد بن زيد

كلاهما عن عاصم به.

وإسناده حسن.

• ورواه الأعمش عن أبي صالح واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل (1) من أهل مصر عن أبي الدرداء، منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2180) والبيهقي في "الشعب"(4420)

2 -

وكيع.

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 51) وفي "مسنده"(26) والطبري (11/ 135) وابن أبي حاتم (10463)

3 -

أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي.

أخرجه أحمد (6/ 447 و 452) والطبري (11/ 134) وابن أبي حاتم (10459)

وقال يحيى بن هاشم الغساني: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء.

(1) قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: من هذا الشيخ الذي من أهل مصر؟ قال: لا يعرف" العلل 2/ 89

ص: 5842

قاله الدارقطني في "العلل"(6/ 212)

وقال سفيان بن عيينة: عن الأعمش عن أبي صالح عن رجل عن أبي الدرداء.

أخرجه أحمد (6/ 445) والطبري (11/ 135)

وقال عمار بن محمد الثوري: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

أخرجه الطبري (11/ 135) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 246)

وتابعه أبو إسحاق عبد الرحمن بن عمر الكوفي عن الأعمش به.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 101)

وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء.

أخرجه الطبري (11/ 136)

وتابعه سليمان التيمي عن الأعمش وعاصم عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء.

قاله الدارقطني في "العلل"(6/ 212)

ورواه شعبة عن الأعمش واختلف عنه:

فقال الطيالسي (ص 131): ثنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح يحدث عن عطاء بن يسار عن رجل عن أبي الدرداء.

وتابعه محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به.

أخرجه أحمد (6/ 446 - 447)

ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة فلم يذكر عطاء بن يسار.

أخرجه الطبري (11/ 133)

وقال هشام بن عمار: عن عيسى بن يونس ثنا الأعمش عن أبي صالح عن جابر.

قاله ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 73 - 74) وقال: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هو أبو صالح عن أبي الدرداء"

• ورواه عبد العزيز بن رفيع الأسدي عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء.

ص: 5843

أخرجه الحميدي (392) وأحمد (6/ 447) عن سفيان بن عيينة عن عبد العزيز بن رفيع به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 699) وابن أبي خيثمة (448) عن الحميدي به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4421) من طريق عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ثنا يعقوب بن سفيان به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 58 - 59) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا الحميدي به.

وأخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(731) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

وأخرجه الترمذي (5/ 287) عن محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به (1).

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 646 - 647) من طريق عبد الله بن محمد بن مِسْوَر الزهري ثنا سفيان به.

وأخرجه الطبري (11/ 136) عن سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة به.

ورواه سفيان أيضا عن عمرو بن دينار عن عبد العزيز بن رفيع به.

قال سفيان: ثم لقيت عبد العزيز بن رفيع فحدثنيه عن أبي صالح.

أخرجه الحميدي (391) ويعقوب بن سفيان (2/ 699) وابن أبي خيثمة (447 و 448) والسهمي (ص 646 - 647) والبيهقي في "الشعب"(4421) وابن عبد البر (5/ 58 - 59) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 639) وأبو موسى المديني (731)

واختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه حاتم بن أبي صغيرة البصري عن عمرو بن دينار أنه سأل رجلا من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء.

أخرجه الطبري (11/ 136) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حاتم به.

وحديث سفيان بن عيينة أصح.

• ورواه أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا.

(1) رواه إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري عن ابن أبي عمر فلم يذكر عن رجل.

أخرجه الحاكم (4/ 391)

وحديث الترمذي أصح.

ص: 5844

أخرجه الطبري (11/ 135)

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبري (11/ 137) والبيهقي في "الشعب"(4432) والواحدي في "الوسيط"(2/ 553) من طريق ابن وهب أني عمرو بن الحارث أن دراجا أبو السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن ابن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يُونس: 64] الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادّا، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها أحدا"

ودراج مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، والباقون ثقات.

ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به.

أخرجه أحمد (2/ 219 - 220)

وابن لهيعة فيه ضعف، لكن لا بأس به في المتابعات.

وأما حديث جابر بن عبد الله بن رئاب فأخرجه ابن سعد (3/ 574) وعبد بن حميد (1105) والبزار (كشف 2218) والخطيب في "المتفق (340) من طريق محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قال "هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له"

قال الهيثمي: وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف جدا" المجمع 7/ 36

وأما حديث جابر بن عبد الله بن عمرو فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو جعفر عن جابر قال: أتى رجل من أهل البادية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرني عن قول الله - الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة - فقال "أما قوله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يُونس: 64] فهي الرؤيا الصالحة تُرى للمؤمن فيبشر بها في دنياه، وأما قوله {وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] فإنها بشارة المؤمن عند الموت، إنّ الله قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذكر الموت" وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو القاسم بن منده في كتاب "سؤال القبر" كما في "الدر المنثور"(4/ 375)

الثاني: يرويه أبو سفيان عن جابر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قال "ما سألني عنها أحد: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، وفي الآخرة الجنة"

ص: 5845

أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(4/ 375)

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"

وأما حديث قيس بن سعد فأخرجه الطبري (11/ 137) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا أبو حذيفة ثنا شبل عن قيس بن سعد أنّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال "ما سألني عنها أحد من أمتي منذ أنزلت عليّ قبلك، قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه أو تُرى له"

المثنى لم أقف له على ترجمة، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي مختلف فيه، وشبل بن عباد وقيس بن سعد ثقتان.

4079 -

عن أبي هريرة في قوله تعالى {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قال: سئل عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال "هي الشفاعة"

قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد والترمذي" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 484) وأحمد (2/ 441 و 528) وابن أبي عاصم في "السنة"(784) والترمذي (3137) والطبري في "تفسيره"(15/ 145 و 145 - 146) والدولابي في "الكنى"(2066) وابن خزيمة في "التوحيد"(460) والطحاوي في "المشكل"(1020) والآجري في "الشريعة"(1098 و 1099) وتمام في "الفوائد"(ق 58/ ب) واللالكائي في "السنة"(2096) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 195 - 196) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 268) وفي "الحلية"(8/ 372) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 484) وفي "الشعب"(295 و 297) والواحدي في "الوسيط"(3/ 122) من طرق عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة به.

وفي لفظ "هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه"

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال الطبري: صحيح"

قلت: بل ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي.

وله شاهد عن جابر مرفوعا "تمد الأرض يوم القيامة مدا لعظمة الرحمن ثم لا يكون

(1) 14/ 218 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 5846

لبشر من بني آدم إلا موضع قدميه ثم ادعى أول الناس فأخر ساجدا، ثم يؤذن لي فأقوم فأقول: يا رب أخبرني هذا لجبريل وهو عن يمين الرحمن والله ما رآه جبريل قبلها قط أنّك أرسلته إلي، قال: وجبريل ساكت لا يتكلم حتى يقول الله: صدق، ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض فذلك المقام المحمود"

أخرجه الحاكم (4/ 570 - 571) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري عن علي بن الحسين عن جابر.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وقد أرسله يونس بن يزيد ومعمر بن راشد عن الزهري"

ثم أخرجه من طريق يونس عن الزهري عن علي بن الحسين عن رجل من أهل العلم ولم يسمه أنّ الأرض تمد يوم القيامة

وأخرجه من طريق معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

وقد تقدم الكلام عليه في حرف التاء

وله شاهد آخر من حديث كعب بن مالك تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر "أكون أنا وأمتي على تل"

4080 -

حديث عمران بن حُصين أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر، فقال:"هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر"

قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث عمران بن حصين: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ فيه راويا مبهما، وقد أخرجه الحاكم من هذا الوجه فسقط من روايته المبهم فاغتر فصححه" (1)

ضعيف

يرويه قتادة عن عمران بن عصام الضُّبَعي واختلف عنه:

- فرواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن همام عن قتادة أني عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين.

أخرجه أحمد (4/ 442) والروياني (148) والطبري في "تفسيره"(30/ 172)

(1) 10/ 330 (كتاب التفسير- سورة {وَالفَجْرِ (1)} [الفَجر: 1])

ص: 5847

عن عفان بن مسلم الصفار

وأحمد (4/ 438)

عن بهز بن أسد العمي

و (4/ 437) والترمذي (1)(3342) والمزي (22/ 341)

عن أبي داود الطيالسي

والترمذي (3342)

عن عبد الرحمن بن مهدي

والطبري (30/ 172)

عن عبيد الله بن موسى العبسي

والطبراني في "الكبير"(18/ 233)

عن هُدبة بن خالد القيسي البصري

كلهم عن همام به.

• ورواه يزيد بن هارون عن همام واختلف عنه:

فقال أحمد (4/ 442): ثنا يزيد بن هارون أنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين.

وقال أحمد بن سنان الواسطي: ثنا يزيد بن هارون أنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 506)

• ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث البصري عن همام واختلف عنه:

فقال أحمد (4/ 442): ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين.

وقال أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا همام عن قتادة عن عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين.

أخرجه الحاكم (2/ 522)

(1) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة"

ص: 5848

وقال: صحيح الاسناد"

• وقال مسلم بن إبراهيم الأزدي: ثنا همام ثنا قتادة عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 232) والواحدي في "الوسيط"(4/ 480)

- وقال خالد بن قيس بن رباح الأزدي: ثنا قتادة عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين.

أخرجه الروياني (124) والطبري (30/ 172) والطبراني (18/ 232) والواحدي في "الوسيط"(4/ 480)

- وقال معمر بن راشد: عن قتادة عن عمران بن حصين قوله.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 370)

قال ابن كثير: وهذا منقطع وموقوف.

وقال: تفرد به عمران بن عصام، ووقفه على عمران بن حصين أشبه" التفسير 4/ 506

قلت: وعمران بن عصام ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

4081 -

حديث أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} [إبراهيم: 24] قال: "هي النخلة"

قال الحافظ: وعند الترمذي والنسائي وابن حبان من حديث أنس: فذكره، تفرد برفعه حماد بن سلمة" (1)

موقوف صحيح

أخرجه الترمذي (3119)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والنسائي في "الكبرى"(11262) والطبري في "تفسيره"(13/ 205)

عن النضر بن شميل المازني

(1) 1/ 156 (كتاب العلم- باب قول المحدث: حدثنا)

ص: 5849

وأبو يعلى (4165) وابن حبان (475)

عن غسان بن الربيع الموصلي

والطبري (13/ 205)

عن عبد الله بن سوار البصري

والحاكم (2/ 352)

عن العلاء بن عبد الجبار العطار

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 2/ 531)

عن موسى بن إسماعيل التبوذكي

كلهم عن حماد بن سلمة عن شعيب بن الحَبْحَاب عن أنس قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقِنَاع عليه رطب (1) فقال {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 24، 25] قال "هي النخلة"{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)} [إبراهيم: 26] قال "هي الحنظل"

اللفظ للترمذي.

واختلف فيه على حماد بن سلمة:

فرواه حجاج بن منهال البصري عن حماد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفا.

أخرجه الطبري (13/ 205)

والأول أصح لأنّه رواية أكثر، وموسى بن إسماعيل أتقن من حجاج بن منهال، قاله ابن معين.

وقال أبو حاتم: كان أيقظ منه.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الترمذي: لا نعلم أحدا رفعه غير حماد بن سلمة"

قلت: رواه غير واحد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفا، منهم:

1 -

أبو بكر بن شعيب بن الحَبْحَاب البصري.

(1) ولفظ النسائي وغيره "بسر"، ولفظ ابن حبان "جَزْء"

ص: 5850

أخرجه الترمذي (5/ 295)

وقال: وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة"

2 -

مهدي بن ميمون البصري.

أخرجه عبد بن حميد (النكت الظراف 1/ 241) والطبري (13/ 205)

3 -

حماد بن زيد.

أخرجه الترمذي (5/ 295) والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 72)

4 -

معمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 342) والطبري (13/ 206)

5 -

إسماعيل بن علية.

أخرجه الطبري (13/ 204 - 205)

وهذا أصح.

4082 -

"هي شجرة أخي يونس"

قال الحافظ: وجاء في حديث مرفوع في القرع: فذكره" (1)

4083 -

حديث قتادة بن مِلْحان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال "هي كهيئة الدهر"

قال الحافظ: في حديث قتادة بن ملحان ويقال ابن منهال عند أصحاب السنن بلفظ: فذكره" (2)

يرويه أنس بن سيرين واختلف عنه:

- فرواه همام بن الحارث الكوفي عن أنس بن سيرين واختلف عنه:

• فقال غير واحد: ثنا همام بن الحارث ثنا أنس بن سيرين عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه قال: فذكره.

أخرجه أحمد (5/ 28) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1978) والخطابي في

(1) 7/ 261 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} [الصافات: 139])

(2)

5/ 130 (كتاب الصوم- باب صيام البيض)

ص: 5851

"الغريب"(1/ 207) وأبو نعيم في "الصحابة"(5753) والبيهقي (4/ 294) وفي "فضائل الأوقات"(297) والحافظ (1) في "الإمتاع بالأربعين"(ص 49)

عن رَوح بن عبادة البصري

وأحمد (4/ 165 و 5/ 27)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

وأبو القاسم البغوي (1978) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 360) والطبراني في "الكبير"(19/ 15 - 16)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

وابن سعد (7/ 43) وأبو القاسم البغوي (1978)

عن عفان بن مسلم البصري

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1646) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 389)

عن إسحاق بن ادريس الأسواري البصري

قالوا: ثنا همام بن الحارث به.

• ورواه حَبّان بن هلال البصري عن همام بن الحارث واختلف عنه:

فقال إسحاق بن منصور الكوسج أنبا حبان بن هلال ثنا همام عن أنس بن سيرين ثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه.

أخرجه ابن ماجه (1/ 545)

وتابعه إبراهيم بن مرزوق الأموي البصري عن حبان به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 81)

وقال محمد بن معمر القيسي البصري: ثنا حبان ثنا همام ثنا أنس بن سيرين ثني عبد الملك بن قدامة بن ملحان عن أبيه.

أخرجه النسائي (4/ 194) وفي "الكبرى"(2739)

- ورواه أبو داود الطيالسي عن همام عن أنس عن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه.

(1) وقال: هذا حديث صحيح"

ص: 5852

أخرجه ابن سعد (7/ 43)

• ورواه محمد بن كثير العبدي عن همام عن أنس عن ابن ملحان القيسي عن أبيه.

أخرجه أبو داود (2449)

- ورواه شعبة عن أنس بن سيرين واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن شعبة عن أنس بن سيرين سمعت عبد الملك بن منهال عن أبيه.

أخرجه أبو داود الطيالسي (ص170) ثنا شعبة به.

وعنه أخرجه ابن سعد (7/ 43)

وقال: والحديث كأنه واحد ولكن الطيالسي اضطرب في إسناده وفي الحديثين جميعا والحديث ما رواه عفان وهو الثبت"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6345) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي (5/ 50) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن الطيالسي به.

وأخرجه أحمد (5/ 28) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(76) وأبو نعيم في "الصحابة"(6345) والبيهقي (4/ 294)

- عن رَوح بن عبادة البصري

وأحمد (4/ 165)

عن محمد بن جعفر غُندر

وابن أبي شيبة في "المسند"(680) وابن ماجه (1707) وأبو القاسم البغوي (5/ 50) والطبراني في "الكبير"(19/ 16 - 17)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وابن قانع (3/ 81 - 82) وابن حبان (3651)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

وأبو نعيم في "الصحابة"(6345)

عن سليمان بن حرب البصري

ص: 5853

كلهم عن شعبة به.

• وقال عبد الله بن المبارك: عن شعبة عن أنس بن سيرين سمعت عبد الملك بن أبي المنهال يحدث عن أبيه.

أخرجه النسائي (4/ 194) وفي "الكبرى"(2738)

• وقال بهز بن أسد العمي: ثنا شعبة ثني أنس بن سيرين عن عبد الملك رجل من بني قيس بن ثعلبة عن أبيه.

أخرجه أحمد (5/ 28) وأبو القاسم البغوي (5/ 49)

• وقال خالد بن الحارث البصري: عن شعبة أنبا أنس بن سيرين عن رجل يقال له عبد الملك عن أبيه.

أخرجه النسائي (4/ 193) وفي "الكبرى"(2737)

قال أبو الوليد الطيالسي: وهم شعبة فيه فقال: عبد الملك بن المنهال" التاريخ الكبير 4/ 1/ 185

وقال ابن ماجه: أخطأ شعبة وأصاب همام"

وقال الطبراني: وهم فيه شعبة، والصواب حديث همام"

وقال البيهقي: روينا عن ابن معين أنّه قال: هذا خطأ، إنما هو عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي"

وقال الحافظ: الصواب ما قاله همام"

قلت: وعبد الملك بن قتادة هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال ابن المديني: لم يرو عنه غير أنس بن سيرين. فهو مجهول.

4084 -

قوله لصاحب اللقطة "هي لك" وقال له "إذا جاء صاحبها فأدها إليه"

سكت عليه الحافظ (1).

هو من حديث زيد بن خالد أخرجه مالك (2/ 757) والبخاري (فتح 1/ 196 - 197 و 5/ 443 و 6/ 5 - 8 و 8 - 9 و 9 - 10 و 11/ 352 - 353و 13/ 132) ومسلم (1722) وأبو داود (1704 و 1705 و 1706 و 1707 و 1708) والترمذي (1372 و 1373)

(1) 15/ 38 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش)

ص: 5854

4085 -

عن أبي بن كعب أنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] المطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها زوجها؟ قال "هي للمطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها"

قال الحافظ: وقد أخرج الطبري وابن أبي حاتم بطرق متعددة إلى أبي بن كعب: فذكره، وهذا المرفوع وإن كان لا يخلو شيء من أسانيده عن مقال لكن كثرة طرقه تشعر بأنّ له أصلا ويعضده قصة سبيعة المذكورة" (1)

ضعيف

وله عن أبي بن كعب طريقان:

الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال: لما نزلت {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطّلَاق: 4] قلت: يا رسول الله، المتوفى عنها زوجها والمطلقة؟ قال "نعم".

أخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 143) والهيثم بن كليب (1458)

عن موسى بن داود الضبي

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 382)

عن عمرو بن خالد الحراني

قالا: ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

- ورواه المثني بن الصباح عن عمرو بن شعيب واختلف عنه:

• فقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو عن أبي بن كعب قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] للمطلقة ثلاثا وللمتوفى عنها؟ قال "هي للمطلقة ثلاثا وللمتوفى عنها زوجها"

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 116) والدارقطني (3/ 302)

• وقال يحيى بن أيوب المصري: عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه

(1) 10/ 279 (كتاب التفسير: سورة الطلاق)

ص: 5855

عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال: قلت: يا رسول الله، أهذه الآية مشتركة؟ قال "أي آية؟ " قلت {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطّلَاق: 4] المطلقة والمتوفى عنها زوجها؟ فقال "نعم"

أخرجه الدارقطني (3/ 302)

وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح.

قال ابن كثير: هذا حديث غريب جدا بل منكر لأنّ في إسناده المثنى بن الصباح وهو متروك الحديث بمرة" التفسير 4/ 382

الثاني: يرويه سفيان بن عيينة عن عبد الكريم بن أبي المُخَارق عن أبي بن كعب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطّلَاق: 4] قال "أَجَلُ كُلّ حامل أن تضع ما في بطنها"

أخرجه الطبري (28/ 143)

قال ابن كثير: عبد الكريم هذا ضعيف ولم يدرك أبيا" التفسير 4/ 382

4086 -

عن أبي خزامة عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به، هل يرد من قدر الله شيئا؟ قال:"هي من قدر الله تعالى"

قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه من طريق أبي خزامة وهو بمعجمة وزاي خفيفة عن أبيه قال: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو داود والحاكم" (2)

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فرواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سفيان عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبيه.

أخرجه أحمد (3/ 421) وفي "العلل"(1/ 57) عن سفيان به.

ومن طريقه أخرجه الخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 156) والبيهقي في "القضاء والقدر"(226) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 89)

(1) 12/ 241 (كتاب الطب - باب "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء")

(2)

14/ 391 (كتاب الإيمان والنذور- باب الوفاء بالنذر)

ص: 5856

وأخرجه الترمذي (4/ 400)

عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي

وابن ماجه (3437)

عن محمد بن الصباح الجَرْجَرائي

والدولابي في "الكنى"(1/ 26)

عن محمد بن منصور الطوسي

والعلاء بن هلال الرقي

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(943)

عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ

كلهم عن سفيان به (1).

• وقال غير واحد: ثنا سفيان عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه، منهم:

1 -

محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني.

أخرجه الترمذي (2065)

2 -

علي بن المديني.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 270)

3 -

سريج بن النعمان البغدادي.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 998)

4 -

يحيى بن أبي بكير الكرماني.

أخرجه أحمد في "العلل"(1/ 57) والبيهقي في "القضاء والقدر"(226)

(1) رواه سريج بن يونس عن سفيان فقال: عن ابن أبي خزامة عن أبيه أو عن غيره.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(506)

ورواه هارون بن عبد الله الحمّال عن سفيان فقال: عن أبي خزامة، قال سفيان مرة أخرى: عن ابن أبي

خزامة عن أبيه.

أخرجه أبو القاسم البغوي (506)

ص: 5857

5 -

حسين بن محمد المروذي.

أخرجه أحمد في "العلل"(1/ 57) والبيهقي في "القضاء والقدر"(226)

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن ابن عيينة كلا الروايتين، وقال بعضهم: عن أبي خزامة عن أبيه، وقال بعضهم: عن ابن أبي خزامة عن أبيه، وقال بعضهم: عن أبي خزامة، وقد روى غير ابن عيينة هذا الحديث عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه، وهذا أصح، ولا نعرف لأبي خزامة عن أبيه غير هذا الحديث"

وقال أحمد: عن أبي خزامة عن أبيه هو الصواب" المسند 3/ 421

وكذا قال ابن معين (أسد الغابة 1/ 395)

- وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن الزهري أنّ أبا خزامة حدّثه أنّ أباه حدّثه.

أخرجه الحاكم (4/ 199) والبيهقي (9/ 349) وفي "الصغرى"(3924) من طريق بحر بن نصر الخولاني ثنا عبد الله (1) بن وهب أني يونس بن يزيد به.

ووقع في رواية الحاكم: أنّ أبا خزامة بن يعمر.

• ورواه الليث بن سعد عن يونس بن يزيد عن الزهري ثني أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد أنّ أباه أخبره.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 412) عن أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث ثني الليث به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 349) وفي "القضاء والقدر"(225)

وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 996) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صالح به.

• ورواه طلحة بن يحيى الزرقي عن يونس بن يزيد فقال: عن أبي خزامة زيد بن الحارث عن أبيه.

أخرجه البيهقي (9/ 349)

وقال: كذا قال، والأول أصح، وروي عن معمر وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبيه، والأول أصح"

(1) وهو في "جامعه"(699)

ص: 5858

• ورواه عثمان بن عمر بن فارس العبدي عن يونس بن يزيد واختلف عنه:

فقيل: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البغوي في "الصحابة"(507) عن هارون بن عبد الله الحمال ثنا عثمان بن عمر به (1).

وقال: وأخطأ، وإنما هو عن ابن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد"

وقيل: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي خزامة عن الحارث بن هذيم عن أبيه.

أخرجه ابن مندة في "الصحابة"(الإصابة 5/ 26)

وقيل: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن الحارث بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن شاهين في "الصحابة"(أسد الغابة 1/ 395)

قال أبو موسى المديني: وهو وهم"

وقال ادريس بن جعفر العطار: عن عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5468)

وتابعه يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عثمان بن عمر به.

أخرجه أبو القاسم البغوي (942)

- وقال عمرو بن الحارث المصري: عن الزهري أنّ أبا خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هريم حدّثه أنّ أباه حدّثه.

أخرجه أحمد (3/ 421) عن هارون بن معروف المروزي ثنا ابن (2) وهب أنى عمرو بن الحارث به.

ورواه أصبغ بن الفرج المصري وعثمان بن صالح السهمي عن ابن وهب فقالا فيه: أنّ أبا خزامة بن يعمر أحد بني الحارث بن سعد حدّثه أنّ أباه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) وأخرجه في موضع آخر (942) عن هارون الحمال فقال فيه: أخبرني الحارث بن سعد أن أباه أخبره.

(2)

وهو في "جامعه"(699)

ص: 5859

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة"(10/ 374) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة"(6676)

ورواه بحر بن نصر الخَولاني المصري عن ابن وهب فقال: أنّ أبا خزامة بن يعمر حدثه أنّ أباه حدّثه (1).

أخرجه الحاكم (4/ 199)

- وقال محمد بن الوليد الزبيدي: عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه.

أخرجه أحمد (3/ 421) عن علي بن عياش الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن الزبيدي به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2611) عن محمد (2) بن مُصفى الحمصي ثنا بقية ثنا الزبيدي عن الزهري عن أبي خزيمة وهو أحد بني الحارث عن أبيه.

-وقال صالح بن كيسان المدني: عن الزهري أنّ أبا خزيمة وهو أحد بني الحارث بن هذيم أخبره عن أبيه.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2610) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح بن كيسان به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 395)

- وقال عباد بن إسحاق: عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(86) ومن طريقه الخرائطي (2/ 998)

وعباد بن إسحاق هو عبد الرحمن بن إسحاق القرشي العامري وهو صالح الحديث كما قال أحمد وغيره.

(1) ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي (9/ 349) وفي "الصغرى"(3924) وفي "القضاء والقدر"(224) وفي "الاعتقاد"(ص 141) ووقع عنده: أنّ أبا خزامة حدّثه أنّ أباه حدّثه، لم يذكر: ابن يعمر.

(2)

رواه إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي عن محمد بن مصفى فقال: عن ابن أبي خزامة أحد بني الحارث عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1820)

وإبراهيم بن محمد قال الذهبي في "الميزان": ليس بمعتمد.

ص: 5860

- وقال يحيى بن أبي أنيسة الجزري: عن الزهري عن ابن أبي حزامة عن أبيه.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6754)

ويحيى بن أبي أنيسة ضعيف.

- وقال صالح بن أبي الأخضر: عن الزهري عن عروة عن حكيم بن حزام.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3090) والحاكم (4/ 199 و 402)

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه يونس بن يزيد وعمرو بن الحارث بإسناد آخر، وهو المحفوظ"

قلت: وصالح قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

- ورواه معمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:

• فرواه عبد الرزاق (19777) عن معمر عن الزهري مرسلا.

وأخرجه الخرائطي (1128) عن أحمد بن منصور الرَّمَادي ثنا عبد الرزاق به.

وتابعه سفيان الثوري عن معمر به.

أخرجه الخرائطي (1128)

• ورواه وهيب بن خالد البصري عن معمر عن الزهري عن أبي خزامة عن رجل من قومه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن البختري في "الأمالي"(176)

4087 -

"الهدي الصالح والسَّمت الصالح والاقتصاد، جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من وجهين من طريق قابوس بن أبي ظَبْيان عن أبيه عن ابن عباس رفعه: فذكره، وفي الطريق الأخرى "جزء من سبعين جزءا من النبوة" وأخرجه أبو داود وأحمد باللفظ الأول، وسنده حسن. وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس بلفظ "خمسة وأربعين" وسنده ضعيف" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

(1) 13/ 123 (كتاب الأدب- باب الهدي الصالح)

(2)

16/ 17 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين)

ص: 5861

له عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعا.

أخرجه أحمد (1/ 296)

عن جعفر بن زياد الأحمر

والبخاري في "الأدب المفرد"(791)

عن عَبيدة بن حُميد الكوفي

وابن عدي (6/ 2071)

عن إدريس بن يزيد الأودي

وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(322)

عن عبد الملك بن حسين النخعي

أربعتهم عن قابوس به.

وأخرجه أحمد (1/ 296)

عن حسن بن موسى الأشيب

وأسود بن عامر الشامي

وأبو داود (4776) والبيهقي في "الآداب"(193) والخطيب في "الجامع"(207) والبغوي في "شرح السنة"(3599)

عن عبد الله بن محمد النفيلي

والطحاوي في "المشكل"(1234)

عن بشر بن عمر الزهراني

وابن عدي (6/ 2071)

عن عبد الرحمن بن عمرو الحراني

والبيهقي في "الشعب"(8063)

عن أبي الجَوّاب أحوص بن جَوّاب الكوفي

ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(423)

عن شعيب بن حرب المدائني

ص: 5862

كلهم عن زهير بن معاوية ثنا قابوس به.

- ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن زهير بن معاوية واختلف عنه في لفظه:

• فرواه محمد بن عمرو بن النضر عن أحمد بن يونس بلفظ "خمسة وعشرين جزءا"

أخرجه البيهقي (10/ 194) وفي "الشعب"(6135)

وتابعه أحمد بن نجدة ثنا أحمد بن يونس به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8061)

• ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 165 - 166 و 276) عن أحمد بن يونس بلفظ "سبعين جزءا"

وتابعه علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أحمد بن يونس به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12608) عن علي بن عبد العزيز به.

ورواه أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله بن معاذ الرفاء الهروي عن علي بن عبد العزيز بلفظ "خمسة وعشرين جزءا"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7645)

- ورواه سفيان الثوري عن قابوس واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سفيان عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس موقوفا بلفظ "خمسة وعشرين جزءا"

منهم:

1 -

وكيع في "الزهد"(323)

2 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه ابن عدي (6/ 2071)

3 -

يحيى القطان.

أخرجه ابن عدي (6/ 2071)

4 -

زيد بن الحباب.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 12 - 13) من طريق عمر بن أحمد الواعظ المعروف بابن شاهين ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا ادريس بن عيسى المخرمي ثنا زيد بن الحباب به.

ص: 5863

واختلف فيه على إدريس بن عيسى:

فقال أبو نعيم في "الحلية"(7/ 263): ثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان (1) ثني ادريس بن عيسى القطان (2) ثنا زيد بن الحباب ثنا مِسْعر عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا.

5 -

أبو الجواب أحوص بن جواب الكوفي (3).

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8062)

• وقال عثمان بن فائد القرشي: عن سفيان عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا بلفظ "خمسة وأربعين جزءا"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12609)

وعثمان ضعفوه.

وقابوس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

الثاني: يرويه سالم بن أبي الجَعْد عن كريب عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الهدي والسمت والقصد، جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة"

وفي لفظ "التؤدة والاقتصاد والتثبت والصمت"

أخرجه ابن الأعرابي (ق15 - 16 و34/ أ) وابن عدي (2/ 614) والقضاعي (306) من طريق أبي منصور الحارث بن منصور الزاهد ثنا بحر السقاء عن سفيان الثوري عن الأعمش عن سالم به.

قال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد لا أعلم يرويه عن الثوري غير بحر، وعن بحر الحارث بن منصور، والحارث في حديثه اضطراب"

قلت: هو مختلف فيه، وبحر بن كَنِيز السقاء ضعفوه.

وللحديث شاهد عن عبد الله بن سرجس تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر "التؤدة والاقتصاد وحسن السمت"

(1) هو الباغندي.

(2)

هو المخرمي.

(3)

ولفظ حديثه "بضع وعشرين"

ص: 5864