المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تقريظ الموافقات: جاء في آخر طبعة "ف" ما نصه: الحمد الله وكفى، - الموافقات - جـ ٥

[الشاطبي الأصولي النحوي]

الفصل: ‌ ‌تقريظ الموافقات: جاء في آخر طبعة "ف" ما نصه: الحمد الله وكفى،

‌تقريظ الموافقات:

جاء في آخر طبعة "ف" ما نصه:

الحمد الله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، أما بعد؛ فيقول مدير إدارة الطباعة المنيرية بمصر المحمية الفقيرة إلى مولاه الغني: محمد منير عبده آغا الدمشقي الأزهري: قد تم بعون الله وحسن توفيقه طبع كتاب "الموافقات في أصول الفقه" للعالم الإمام المجتهد الأصولي النظار أبي أسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، المتوفى سنة "790" هجرية.

وقد بذلت الوسع في تصحيحه؛ فكم من ليالٍ سهرتها، وأسفار راجعتها، وفكر أجلته، وجهد بذلته؛ حتى بدا كالعروس جللها الوقار، أو الشمس ساطعة في رابعة النهار، ومع ذلك لا أبرىء نفسي؛ فالذكي من حسبت غلطاته، والعاقل من عدت سقطاته، والعصمة بيد الله، ومن الله أرجو الثواب، وإليه المرجع والمآب.

وقد قرظه صديقنا الفاضل صاحب الإمضاء؛ قال:

بموافقات الشاطبي علم الأصول

أضحى على طلابه سهل الحصول

ما حاولوا وصلًا بها إلا وقد

فتحت لهم في الحال أبواب الوصول

جادت بها أفكار عالم مغرب

فغدت كمثل السحر تأخذ بالعقول

ص: 425

جمعت لباب العلم من أبوابه

وأراحت الألباب من كل الفضول

لم ينح نحو الشاطبي مؤلف

فيما رأينا من تآليف الفحول

منهم مخل بالمراد ومسهب

والشاطبي أتى بما يشفي الغليل

كم ألف العلما وفند قولهم

والشاطبي مصدق فيما يقول

نقد المسائل غثها وسمينها

فجنا السمين ورد ما يحكمى بقيل

آثاره في الكون مشرقة وهل

يحتاج ضوء الزبرقان إلى دليل

ذاك ابن أندلس وخدن2 علومها

في كل مسألة له باع طويل

غرناطة الغراء ما أنفكت عليْـ

ـه حزينة والغرب من ذاك القبيل

إن غاب قطب زمانه فعلومه

منبثة في الناس جيلًا بعد جيل

ورد المناهل صفوها حتى ارتوى

فغدا يؤلف في الفروع وفي الأصول

لا سيما هذا الكتاب المقتنى

في طيه غرر المسائل والفصول

بمقدمات زان حلية صدره

وبنى مقاصده على أصل أصيل

يغنى اللبيب بعلمه عن غيره

وبما تمس إليه حاجته كفيل

قد سد أبواب اعتراض بالتحر

ي في كتابته فمن أين الدخول

فعلامَ يعترض الممتنع طرفه

أعلى كلامٍ أم على شيخ جليل

فالوصف والموصوف كل منهما

في ذاته فرد فليس له مثيل

هذا كتاب لا محالة يقتنى

فخذوه بالثمن الكثير أو القليل

فعدولكم عن مثل هذا آفة

ولمثلكم لا ينبغى عنه العدول

سمح الزمان به ولم يبخل على

من ظن أن وجود هذا يستحيل

لم يأت إلا ناسخًا فكأنه

وحي أتى يومًا بواسطة الرسول

أجدى بطبع فائق نفعًا فما

لذوي النهي إلا التلقي بالقبول

1 القمر.

2 أي: سرها.

ص: 426

هذا وإن العلم يشكر سعي من

طبع الكتاب وخصه باسم السليل1

ذاك الهمام محمد أعني منيرًا

من أنار بعزمه هذا السبيل

في طبعه لم يأل جهدًا ذلك الـ

ـعلامة السلفي ذو المجد الأثيل

وسليله للطبع أكرم من دعا

بلسان حال عابد الهادي2 النبيل

يا حبذا العمل الذي يبقي لصا

حبه جميل الذكر والأجر الجزيل

متعت طرفي في محاسن طبعه

فكأنه في روضةٍ غنَّا يجول

وبه انتهى أدبي إلى تاريخه

سفر جميل خص بالطبع الجميل

1341 هجرية

340 83 690 114 114

الحسن أحمد البوزيدي الحسني الجزائري

من علماء الأزهر

1 أي: نجل ناشر هذا الكتاب.

2 زيادة الألف في عبد بعد العين للضرورة.

ص: 427