المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الورع في البطن - الورع لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب الورع في البطن

‌بَابُ الْوَرَعِ فِي الْبَطْنِ

ص: 83

115 -

حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهُ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهَ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51] وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172] ، ثُمَّ ذَكَرَ الْعَبْدَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ رَافِعًا يَدَيْهِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ. مَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِهَذَا "

ص: 83

116 -

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ - أُخْتِ شَدَّادَ بْنِ أَوْسٍ - أَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ عِنْدَ فِطْرِهِ وَذَلِكَ فِي طُولِ النَّهَارِ وَشِدَّةِ الْحَرِّ فَرَدَّ إِلَيْهَا رَسُولَهَا: أَنَّى لَكَ هَذَا اللَّبَنُ قَالَتْ: مِنْ شَاةٍ لِي فَرَدَّ إِلَيْهَا رَسُولَهَا: أَنَّى لَكَ هَذِهِ الشَّاةُ قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَالِي فَشَرِبَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ أَتَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِذَلِكَ اللَّبَنِ مَرْثِيَّةً لَكَ مِنْ طُولِ النَّهَارِ وَشِدَّةِ الْحَرِّ، فَرَدَدْتَ فِيهِ إِلَيَّ الرَّسُولَ، فَقَالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِذَلِكَ أُمِرَتِ الرُّسُلُ قَبْلِي أَلَّا تَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا، وَلَا تَعْمَلَ إِلَّا صَالِحًا»

ص: 83

117 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يَجْعَلَ أَحَدُكُمْ فِي فِيهِ تُرَابًا خَيْرٌ لَهُ، مِنْ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ»

ص: 84

118 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ رحمه الله غُلَامٌ يَأْتِيهِ بِكَسْبِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ وَيَسْئَلُهُ مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ؟ فَيَقُولُ: أَصَبْتُ مِنْ كَذَا فَأَتَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِكَسْبِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ قَدْ ظِلَّ صَائِمًا، فَنَسِيَ أَنْ يَسْئَلَهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ فَأَكَلَ، فَقَالَ الْغُلَامُ: يَا أَبَا بَكْرٍ كُنْتَ تَسْئَلُنِي كُلَّ لَيْلَةٍ عَنْ كَسْبِي إِذَا جِئْتُكَ فَلَمْ أَرَكَ سَأَلْتَنِي عَنْهُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: تَكَهَّنْتُ لِقَوْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمْ يُعْطُونِي أَجْرِي حَتَّى كَانَ الْيَوْمُ فَأَعْطُونِي، وَإِنَّمَا كَانَتْ

⦗ص: 85⦘

كَذْبَةٌ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فِي حَلْقِهِ، فَجَعَلَ يَتَقَيَّأُ فَذَهَبَ الْغُلَامُ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: إِنِّي كَذَبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَحْسِبُهُ قَالَ ضَحِكًا شَدِيدًا، وَقَالَ:«إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَهُ إِلَّا طَيِّبًا»

ص: 84

119 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنَ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَلَّا يَجْعَلَ فِي بَطْنِهِ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الْإِنْسَانِ بَطْنُهُ»

ص: 86

120 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْأَرْقَطُ، عَنْ رَجُلٍ، صَحِبْتُ الثَّوْرِيَّ إِلَى مَكَّةَ قَالَ:" فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ فِي بَعْضِ الْمُنْعَشَيَانِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ عِنْدَهُ حُبَابُ يَسْقِي الْمَاءَ، فَاسْتَظْلَلْنَا بِظِلِّهِ وَشَرِبْنَا مِنْ مَائِهِ، فَسَأَلَهُ سُفْيَانُ عَنْ أَمْرِهِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ يُجْرُونَ عَلَيَّ رِزْقًا لِهَذَا، فَقَامَ سُفْيَانُ فَتَنَحَّى، ثُمَّ تَقِيًّأَ حَتَّى كَادَتْ نَفْسُهُ تَخْرُجَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي الشَّمْسِ وَامْتَنَعَ أَنْ يَسْتَظِلَّ " قَالَ: فَقُلْنَا لِلْجَمَّالِ: ارْحَلْ لَا يَمُوتُ الشَّيْخُ، فَرَحَلْنَا

ص: 87

121 -

حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: زَامَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ مِنْ أَوْرَعِ مِنْ رَأَيْتُ أُهْدِيَ لَهُ رُطَبٌ بَرْنِيٌّ فَقِيلَ لَهُ بَعْدُ: هَذَا مِنْ بُسْتَانِ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ الْمَقْبُوضِ عَنْهُ، «فَأَتَى إِلَى خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ وَاسْتَحَلَّ مِنْهُمْ وَنَظَرَ إِلَى قِيمَةِ الرُّطَبِ فَتَصَدَّقَ بِهَا»

ص: 87

122 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الْأَسْفَذْنِيَّ قَالَ: اشْتَهَى وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ لَبَنًا فَجَاءَتْهُ بِهِ خَالَتُهُ مِنْ شَاةٍ لِآلِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَسَأَلَهَا عَنْهُ فَأَخْبَرَتْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ فَقَالَتْ لَهُ: " كُلْ فَأَبَى فَعَاوَدَتْهُ وَقَالَتْ: إِنِّي أَرْجُو إِنْ أَكَلْتَهُ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكَ، أَيْ بِاتِّبَاعِ شَهْوَتِي، فَقَالَ:«مَا أُحِبُّ أَنِّي أَكَلْتُهُ وَإِنِ اللَّهُ غَفَرَ لِي» . قَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: «إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَنَالَ مَغْفِرَتَهُ بِمَعْصِيَتِهِ»

ص: 87

123 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ وَهِيبًا يَقُولُ: «لَوْ قُمْتَ مَقَامَ هَذِهِ السَّارِيَةِ مَا نَفَعَكَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا تُدْخِلُ بَطْنَكَ حَلَالٌ أُمْ حَرَامٌ»

ص: 88

124 -

حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيَّ يَقُولُ: " قَالَ رَجُلٌ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: أَوْصِنِي. قَالَ: «انْظُرْ خُبْزَكَ مِنْ أَيْنَ هُوَ؟»

ص: 88

125 -

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: لِبَشَرِ بْنِ الْحَارِثِ أَوْصِنِي. قَالَ: «أَخْمُلْ ذِكْرَكَ وَطَيِّبْ مَطْعَمَكَ»

ص: 88

126 -

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ضَاعَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، «فَمَكَثَ يَسْتَفُ الرَّمَلَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا»

ص: 88

127 -

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عَلِيٌّ عَلَى عُكْبَرَا، وَلَمْ يَكُنِ السَّوَادُ. . . الْمُصَلُّونَ، فَقَالَ لِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ:«اسْتَوْفِ مِنْهُمْ خَرَاجَهُمْ وَلَا يَجِدُوا فِيكَ مَعْفًا وَلَا رُخْصَةً» ثُمَّ قَالَ لِي: «رُحْ إِلَيَّ عِنْدَ الظُّهْرِ» . فَرُحْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ حَاجِبًا يَحْجِبُنِي دُونَهُ، وَوَجَدْتُهُ جَالِسًا عِنْدَهُ قَدَحٌ وَكُوزٌ مِنْ مَاءٍ فَدَعَا بِطَيَّةٍ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَقَدْ أَمَّنَنِي حِينَ يُخْرِجُ إِلَيَّ جَوْهَرًا، فَإِذَا عَلَيْهَا خَاتَمٌ، فَكَسَرَ الْخَاتَمَ، فَإِذَا فِيهَا سُوَيْقٌ، فَصَبَّ فِي الْقَدَحِ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَسَقَانِي فَلَمْ أَصْبِرْ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَصْنَعُ هَذَا بِالْعِرَاقِ وَطَعَامُ الْعِرَاقِ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَشْتَرِي قَدْرَ مَا يَكْفِينِي وَأَكْرَهُ أَنْ يَفْنَى، فَيُصْنَعَ فِيهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَإِنِّي لَمْ أَخْتِمْ عَلَيْهِ بُخْلًا عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا حِفْظِي لِذَلِكَ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُدْخِلَ بَطْنِي إِلَّا طَيِّبًا، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكَ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ الَّذِي قُلْتُ لَكَ؛ لِأَنَّهُمْ قَوْمُ خِدْعٍ وَأَنَا آمُرُكَ بِمَا آمُرُكَ بِهِ الْآنَ، فَإِنْ أَخَذْتَهُمْ بِهِ، وَإِلَّا أَخَذَكَ اللَّهُ بِهِ دُونِي، وَلَئِنْ بَلَغَنِي عَنْكِ خِلَافُ مَا آمُرُكَ بِهِ عَزَلْتُكَ لَا تَبِيعَنَّ لَهُمْ رِزْقًا يَأْكُلُونَهُ، وَلَا كِسْوَةَ شِتَاءٍ وَلَا صَيْفٍ، وَلَا تَضْرِبْ رَجُلًا مِنْهُمْ سَوْطًا فِي طَلَبِ دِرْهَمٍ، وَلَا تُقِمْهُ فِي طَلَبِ دِرْهَمٍ، فَإِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ، وَلَا تَبِيعَنَّ لَهُمْ دَابَّةً يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا، إِنَّمَا أُمِرْنَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهُمُ الْعَفْوَ» قَالَ: إِذَا جِئْتُكَ كَمَا ذَهَبْتُ؟ قَالَ: «فَإِنْ فَعَلْتَ» قَالَ: فَذَهَبْتُ فَسَعَيْتُ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَمَا بَقِيَ عَلِي دِرْهَمٌ وَاحِدٌ إِلَّا وَفَّيْتُهُ "

ص: 89

128 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ أَضْحَى، فَقَدَّمَ إِلَيْنَا خَزِيرَةً فَقُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ قَدَّمْتَ إِلَيْنَا مِنْ هَذَا الْبَطِّ وَالْوِزِّ وَالْخَيْرُ كَثِيرٌ. قَالَ: يَا ابْنَ زُرَيْرٍ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ إِلَّا قَصْعَتَانِ: قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يُطْعِمُهَا "

ص: 89

129 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَهُمَا يَأْكُلَانِ خُبْزًا وَخَلَّا وَبَقْلًا فَقُلْتُ لَهُمَا: " أَنْتُمَا ابْنَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْتُمَا تَأْكُلَانِ مَا أَرَى وَفِي الرَّحَبَةِ مَا فِيهَا قَالَا: «مَا أَقَلَّ عِلْمَكَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا ذَاكَ لِلْمُسْلِمِينَ»

ص: 90

130 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ، أَنَّ أُمَّ وَلَدٍ كَانَتْ لِعَلِيٍّ قَالَتْ: جِئْتُ عَلِيًّا يَوْمًا وَبَيْنَ يَدَيْهِ قَرُنْفُلُ مَكْثُوبٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَبْ لِابْنَتِي مِنْ هَذَا الْقَرَنْفُلِ قِلَادَةً. قَالَ: «ايتِينِي دِرْهَمًا بِيَدِهِ هَكَذَا؛ فَإِنَّمَا هَذَا مَالُ الْمُسْلِمِينَ، أَوِ اصْبِرِي حَتَّى يَأْتِيَنِي حَظِّي، فَأَهِبُ لَكَ مِنْهُ» فَأَبَى أَنْ يَهَبَ لِي مِنْهُ شَيْئًا

ص: 90

131 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ فَقَالَتِ: ائْتُوا أَبَا صَالِحٍ بِطَعَامٍ فَأْتُونِي بِمَرَقَةٍ فِيهَا جَنُوبٌ، فَقُلْتُ أَتُطْعِمُونِي هَذَا وَأَنْتُمْ أُمَرَاءُ؟ قَالَتْ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا، «وَأُتِيَ بِأَتْرُجٍّ، فَأَخَذَ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ مِنْهَا أُتْرُجَّةً لِصَبِيٍّ لَهُمْ، فَانْتَزَعَهَا مِنْ يَدِهِ، وَقَسَمَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ»

ص: 91

132 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى عُمَرَ فَنَزَلَ عَلَيْهِ وَكَانَتْ لِعُمَرَ نَاقَةٌ يَحْلِبُهَا فَانْطَلَقَ غُلَامُهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَقَاهُ لَبَنًا فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ:«وَيْحَكَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟» فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاقَةَ انْفَلَتَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا، فَشَرِبَ لَبَنَهَا، فَحَلَبْتُ لَكَ نَاقَةً مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْحَكَ سَقَيْتَنِي نَارًا ادْعُ لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا عَمَدَ إِلَى نَاقَةٍ مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَسَقَانِي لَبَنَهَا أَفَتُحِلُّهُ لِي؟ قَالَ:«نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ لَكَ حَلَالٌ وَلَحْمُهَا، وَأَوْشَكَ أَنْ يَجِيءَ مَنْ لَا يَرَى لَنَا فِي هَذَا الْمَالِ حَقٌّ»

ص: 91